أأجهى: كلمة تتكون من خمس أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ الألف المقصورة (ى) و تحتوي على ألف همزة (أ) و ألف همزة (أ) و جيم (ج) و هاء (ه) و الألف المقصورة (ى) .
ـ جَهْوَةُ: الاسْتُ المكشوفةُ، كالجَهْواءِ، والجَهْوَى، والأكَمَةُ، والقَحْمَةُ من الإِبِلِ. ـ أجْهَتِ السماءُ: انْكَشَفَتْ، وأصْحَتْ، ـ أجْهَتِ الطُّرُقُ: وضَحَتْ، ـ أجْهَتِ فلانةُ على زَوْجِها: إذا لم تَحْبَلْ، ـ أجْهَ فلانٌ علينا: بَخِلَ. ـ جَهِيَ البَيْتُ: خَرِبَ، فهو جاهٍ. ـ خِباءٌ مُجْهٍ: بِلا سِتْرٍ. ـ أجْهَى: الأصْلعُ. ـ أتَيْتُه جاهِياً: عَلانِيَةً. ـ جَهَّى الشَّجَّةَ تَجْهِيَةً: وسَّعَهَا. ـ مُجاهاةُ: المُفاخَرَةُ.
المعجم: القاموس المحيط
جهي
جهي - يجهى ، جهى 1- جهي البيت : خرب. 2- جهيت السماء : زال غيمها. 3- جهي : صلع.
المعجم: الرائد
,
جلب
" الجَلْبُ : سَوْقُ الشيء من موضع إِلى آخَر . جَلَبَه يَجْلِبُه ويَجْلُبه جَلْباً وجَلَباً واجْتَلَبَه وجَلَبْتُ الشيءَ إِلى نفْسِي واجْتَلَبْتُه ، بمعنى . وقولُه ، أَنشده ابن الأعرابي : يا أَيها الزاعِمُ أَنِّي أَجْتَلِبْ فسره فقال : معناه أَجْتَلِبُ شِعْري من غيري أَي أَسُوقه وأَسْتَمِدُّه . ويُقَوِّي ذلك قول جرير : أَلَمْ تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوافِي ، * فَلا عِيّاً بِهِنَّ ، ولا اجْتِلابا أَي لا أَعْيا بالقَوافِي ولا اجْتَلِبُهنَّ مِمَّن سواي ، بل أَنا غَنِيٌّ بما لديَّ منها . وقد انْجَلَب الشيءُ واسْتَجْلَب الشيءَ : طلَب أَن يُجْلَبَ إِليه . والجَلَبُ والأَجْلابُ : الذين يَجْلُبُون الإِبلَ والغَنم للبيع . والجَلَبُ : ما جُلِبَ مِن خَيْل وإِبل ومَتاعٍ . وفي المثل : النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ أَي انه إِذا أَنْفَضَ القومُ ، أَي نَفِدَتْ أَزْوادُهم ، قَطَّرُوا إِبلَهم للبيع . والجمع : أَجْلابٌ . الليث : الجَلَبُ : ما جَلَبَ القومُ من غَنَم أَو سَبْي ، والفعل يَجْلُبون ، ويقال جَلَبْتُ الشيءَ جَلَباً ، والـمَجْلوبُ أَيضاً : جَلَبٌ . والجَلِيبُ : الذي يُجْلَبُ من بَلد إِلى غيره . وعَبْدٌ جَلِيبٌ . والجمع جَلْبَى وجُلَباء ، كما ، قالوا قَتْلَى وقُتَلاء . وقال اللحياني : امرأَةٌ جَلِيبٌ في نسوة جَلْبَى وجَلائِبَ . والجَلِيبةُ والجَلُوبة ما جُلِبَ . قال قيْس بن الخَطِيم : فَلَيْتَ سُوَيْداً رَاءَ مَنْ فَرَّ مِنْهُمُ ، * ومَنْ خَرَّ ، إِذْ يَحْدُونَهم كالجَلائِبِ
ويروى : إِذ نَحْدُو بهم . والجَلُوبةُ : ما يُجْلَب للبيع نحو الناب والفَحْل والقَلُوص ، فأَما كِرامُ الإِبل الفُحولةُ التي تُنْتَسَل ، فليست من الجلُوبة . ويقال لصاحِب الإِبل : هَلْ لك في إِبلِكَ جَلُوبةٌ ؟ يعني شيئاً جَلَبْتَه للبيع . وفي حديث سالم : قَدِمَ أَعرابيٌّ بجَلُوبةٍ ، فَنَزلَ على طلحةَ ، فقال طلحةُ : نَهى رسولُ اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، أَن يَبِيعَ حاضِرٌ لِبادٍ . قال : الجَلُوبة ، بالفتح ، ما يُجْلَبُ للبَيْع من كل شيءٍ ، والجمعُ الجَلائِبُ ؛ وقيل : الجَلائبُ الإِبل التي تُجْلَبُ إِلى الرَّجل النازِل على الماءِ ليس له ما يَحْتَمِلُ عليه ، فيَحْمِلُونه عليها . قال : والمراد في الحديث الأَوّلُ كأَنه أَراد أَن يَبيعها له طلحةُ . قال ابن الأَثير : هكذا جاء في كتاب أَبي موسى في حرف الجيم . قال : والذي قرأْناه في سنن أَبي داود : بحَلُوبةٍ ، وهي الناقةُ التي تُحْلَبُ . والجَلُوبةُ : الإِبل يُحْمَلُ عليها مَتاعُ القوم ، الواحد والجَمْع فيه سَواءٌ ؛ وجَلُوبة الإِبل : ذُكُورها . وأَجْلَبَ الرجلُ إِذا نُتِجَتْ ناقتُه سَقْباً . وأَجْلَبَ الرجلُ : نُتِجَت إِبلُه ذُكُوراً ، لأَنه تُجْلَبُ أَولادُها ، فَتُباعُ ، وأَحْلَبَ ، بالحاءِ ، إِذا نُتِجت إِبلُه إِناثاً . يقال للـمُنْتِجِ : أَأَجْلَبْتَ أَم أَحْلَبْتَ ؟ أَي أَوَلَدَتْ إِبلُكَ جَلُوبةً أَم وَلَدَتْ حَلُوبةً ، وهي الإِناثُ . ويَدْعُو الرجلُ على صاحبه فيقول : أَجْلَبْتَ ولا أَحْلَبْتَ أَي كان نِتاجُ إِبلِك ذُكوراً لا إِناثاً ليَذْهَبَ لبنُه . وجَلَبَ لأَهلِه يَجْلُبُ وأَجْلَبَ : كَسَبَ وطَلَبَ واحْتالَ ، عن اللحياني . والجَلَبُ والجَلَبةُ : الأَصوات . وقيل : هو اختِلاطُ الصَّوْتِ . وقد جَلَبَ القومُ يَجْلِبُون ويَجْلُبُون وأَجْلَبُوا وجَلَّبُوا . والجَلَبُ : الجَلَبةُ في جَماعة الناس ، والفعْلُ أَجْلَبُوا وجَلَّبُوا ، من الصِّيَاحِ . وفي حديث الزُّبير : أَنَّ أُمَّه صَفِيَّة ، قالت أَضْرِبُه كي يَلَبَّ ويَقُودَ الجَيشَ ذا الجَلَبِ ؛ هو جمع جَلَبة ، وهي الأَصوات . ابن السكيت
يقال : هم يُجْلِبُون عليه ويُحْلِبُون عليه بمعنىً واحد أَي يُعِينُون عليه . وفي حديث علي ، رضي اللّه تعالى عنه : أَراد أَن يُغالِط بما أَجْلَبَ فيه . يقال أَجْلَبُوا عليه إِذا تَجَمَّعُوا وتأَلَّبوا . وأَجْلَبَه : أَعانَه . وأَجْلَبَ عليه إِذا صاحَ به واسْتَحَثَّه . وجَلَّبَ على الفَرَس وأَجْلَبَ وجَلَبَ يَجْلُب جَلْباً ، قليلة : زَجَرَه . وقيل : هو إِذا رَكِب فَرساً وقادَ خَلْفَه آخَر يَسْتَحِثُّه ، وذلك في الرِّهان . وقيل : هو إِذا صاحَ به مِنْ خَلْفِه واسْتَحَثَّه للسَّبْق . وقيل : هو أَن يُرْكِبَ فَرسَه رجلاً ، فإِذا قَرُبَ من الغايةِ تَبِعَ فَرَسَه ، فَجَلَّبَ عليه وصاحَ به ليكون هو السابِقَ ، وهو ضَرْبٌ من الخَدِيعةِ . وفي الحديث : لا جَلَبَ ولا جَنَبَ . فالجَلَبُ : أَن يَتَخَلَّفَ الفَرَسُ في السِّباق فيُحَرَّكَ وراءَه الشيءُ يُسْتَحَثُّ فَيسبِقُ . والجَنَبُ : أَن يُجْنَبَ مع الفَرَس الذي يُسابَقُ به فَرَسٌ آخَرُ ، فيُرْسَلَ ، حتى إِذا دَنا تَحوّلَ راكِبُه على الفرَس الـمَجْنُوب ، فأَخَذَ السَّبْقَ . وقيل ، الجَلَبُ : أَن يُرْسَلَ في الحَلْبةِ ، فتَجْتَمِعَ له جماعَةٌ تصِيحُ به لِيُرَدَّ عن وَجْهِه . والجَنَبُ : أَن يُجْنَبَ فرَسٌ جامٌّ ، فيُرْسَلَ من دونِ المِيطانِ ، وهو الموضع الذي تُرْسَلُ فيه الخيل ، وهو مَرِحٌ ، والأُخَرُ مَعايا . وزعم قوم أَنها في الصَّدقة ، فالجَنَبُ : أَن تأْخُذَ شاءَ هذا ، ولم تَحِلَّ فيها الصدقةُ ، فتُجْنِبَها إِلى شاءِ هذا حتى تأْخُذَ منها الصدقةَ . وقال أَبو عبيد : الجَلَبُ في شيئين ، يكون في سِباقِ الخَيْلِ وهو أَن يَتْبَعَ الرجلُ فرَسَه فيَزْجُرَه ويُجْلِبَ عليه أَو يَصِيحَ حَثّاً له ، ففي ذلك مَعونةٌ للفرَس على الجَرْيِ . فنَهِيَ عن ذلك . والوَجْهُ الآخر في الصَّدَقةِ أَن يَقْدَمَ الـمُصَدِّقُ على أَهْلِ الزَّكاةِ فَيَنْزِلَ موضعاً ثم يُرْسِلَ إِليهم من يَجْلُب إَِليه الأَموال من أَماكِنها لِيأْخُذَ صَدَقاتِها ، فنُهِيَ عن ذلك وأُمِرَ أَن يأْخُذَ صَدَقاتِهم مِن أَماكِنِهم ، وعلى مِياهِهِم وبِأَفْنِيَتِهِمْ . وقيل : قوله ولا جَلَبَ أَي لا تُجْلَبُ إِلى المِياه ولا إِلى الأَمْصار ، ولكن يُتَصَدَّقُ بها في مَراعِيها . وفي الصحاح : والجلَبُ الذي جاءَ النهيُ عنه هو أَن لا يأْتي الـمُصَّدِّقُ القومَ في مِياهِهم لأَخْذِ الصَّدقاتِ ، ولكن يَأْمُرُهم بِجَلْب نَعَمِهم إِليه . وقوله في حديث العَقَبةِ : إِنَّكم تُبايِعون محمداً على أَن تُحارِبُوا العَربَ والعَجَم مُجْلِبةً أَي مجتمعين على الحَرْب . قال ابن الأَثير : هكذا جاءَ في بعض الطرق بالباءِ . قال : والرواية بالياءِ ، تحتها نقطتان ، وهو مذكور في موضعه . ورَعْدٌ مُجَلِّبٌ : مُصَوِّتٌ . وغَيْثٌ مُجَلِّبٌ : كذلك . قال : خَفاهُنَّ مِنْ أَنْفاقهِنَّ كأَنـَّما * خَفاهُنَّ وَدْقٌ ، مِنْ عَشِيٍّ ، مُجَلِّبُ وقول صخر الغي : بِحَيَّةِ قَفْرٍ ، في وِجارٍ ، مُقِيمة * تَنَمَّى بِها سَوْقُ الـمَنى والجَوالِبِ أَراد ساقَتْها جَوالبُ القَدَرِ ، واحدتها جالبةٌ . وامرأَةٌ جَلاَّبةٌ ومُجَلِّبةٌ وجلِّبانةٌ وجُلُبَّانةٌ وجِلِبْنانةٌ وجُلُبْنانةٌ وتِكِلاَّبةٌ : مُصَوِّتةٌ صَخّابةٌ ، كثيرة الكلام ، سيئة الخُلُق ، صاحِبةُ جَلَبةٍ ومُكالَبةٍ . وقيل : الجُلُبّانَة من النساء : الجافِيةُ ، الغَلِيظةُ ، كأَنَّ عليها جُلْبةً أَي قِشْرة غَلِيظة ، وعامّةُ هذه اللغات عن الفارسي . وأَنشد لحُميد بن ثور : جِلِبْنانةٌ ، وَرْهاءُ ، تَخْصِي حِمارَها ، * بِفي ، مَنْ بَغَى خَيْراً إِلَيْها ، الجَلامِد ؟
قال : وأَما يعقوب فإِنه روى جِلِبَّانةٌ ، قال ابن جني : ليست لام جِلِبَّانةٍ بدلاً من راءِ جِرِبَّانةٍ ، يدلك على ذلك وجودك لكل واحد منهما أَصْلاً ومُتَصَرَّفاً واشْتِقاقاً صحيحاً ؛ فأَمـّا جِلِبَّانة فمن الجَلَبةِ والصِّياحِ لأَنها الصَّخَّابة . وأَما جِرِبَّانةٌ فمِن جَرَّبَ الأُمورَ وتصَرَّفَ فيها ، أَلا تراهم ، قالوا : تَخْصِي حِمارَها ، فإِذا بلغت المرأَة من البِذْلةِ والحُنْكةِ إِلى خِصاءِ عَيْرها ، فَناهِيكَ بها في التَّجْرِبةِ والدُّرْبةِ ، وهذا وَفْقُ الصَّخَب والضَّجَر لأَنه ضِدُّ الحيَاء والخَفَر . ورَجلٌ جُلُبَّانٌ وجَلَبَّانٌ : ذُو جَلَبةٍ . وفي الحديث : لا تُدْخَلُ مَكّةُ إِلاَّ بجُلْبان السِّلاح . جُلْبانُ السِّلاح : القِرابُ بما فيه . قال شمر : كأَنَّ اشتقاق الجُلْبانِ من الجُلْبةِ وهي الجِلْدَة التي تُوضع على القَتَبِ والجِلْدةُ التي تُغَشِّي التَّمِيمةَ لأَنها كالغِشاءِ للقِراب ؛ وقال جِرانُ العَوْد : نَظَرتُ وصُحْبَتي بِخُنَيْصِراتٍ ، * وجُلْبُ الليلِ يَطْرُدُه النَّهارُ أَراد بجُلْبِ الليل : سَوادَه . وروي عن البَراء بن عازب ، رضي اللّه عنه ، أَنه ، قال لَـمَّا صالَحَ رَسولُ اللّهِ ، صلى اللّه عليه وسلم ، الـمُشْرِكِين بالحُدَيْبِيةِ : صالحَهم على أَن يَدْخُلَ هو وأَصحابُه من قابل ثلاثةَ أَيام ولا يَدْخُلُونها إِلاَّ بِجُلُبَّانِ السِّلاحِ ؛ قال فسأَلته : ما جُلُبَّانُ السّلاحِ ؟، قال : القِرابُ بما فِيه . قال أَبو منصور : القِرابُ : الغِمْدُ الذي يُغْمَدُ فيه السَّيْفُ ، والجُلُبَّانُ : شِبْه الجِرابِ من الأَدَمِ يُوضَعُ فيه السَّيْفُ مَغْمُوداً ، ويَطْرَحُ فيه الرَّاكِبُ سَوْطَه وأَداتَه ، ويُعَلِّقُه مِنْ آخِرةِ الكَوْرِ ، أَو في واسِطَتِه . واشْتِقاقُه من الجُلْبة ، وهي الجِلْدةُ التي تُجْعَلُ على القَتَبِ . ورواه القتيبي بضم الجيم واللام وتشديد الباء ، قال : وهو أَوْعِيةُ السلاح بما فيها . قال : ولا أُراه سُمي به إِلا لجَفائِه ، ولذلك قيل للمرأَة الغَلِيظة الجافِيةِ : جُلُبّانةٌ . وفي بعض الروايات : ولا يدخلها إِلا بجُلْبانِ السِّلاح السيفِ والقَوْس ونحوهما ؛ يريد ما يُحتاجُ إِليه في إِظهاره والقِتال به إِلى مُعاناة لا كالرِّماح لأَنها مُظْهَرة يمكن تعجيل الأَذى بها ، وإِنما اشترطوا ذلك ليكون عَلَماً وأَمارةً للسِّلْم إِذ كان دُخولُهم صُلْحاً . وجَلَبَ الدَّمُ ، وأَجْلَبَ : يَبِسَ ، عن ابن الأَعرابي . والجُلْبةُ : القِشْرةُ التي تَعْلُو الجُرْحَ عند البُرْءِ . وقد جَلَبَ يَجْلِبُ ويَجْلُبُ ، وأَجْلَبَ الجُرْحُ مثله . الأَصمعي : إِذا عَلَتِ القَرْحةَ جِلْدةُ البُرْءِ قيل جَلَبَ . وقال الليث : قَرْحةٌ مُجْلِبةٌ وجالِبةٌ وقُروحٌ جَوالِبُ وجُلَّبٌ ، وأَنشد : عافاكَ رَبِّي مِنْ قُرُوحٍ جُلَّبِ ، * بَعْدَ نُتُوضِ الجِلْدِ والتَّقَوُّبِ وما في السَّماءِ جُلْبةٌ أَي غَيْمٌ يُطَبِّقُها ، عن ابن الأَعرابي . وأَنشد : إِذا ما السَّماءُ لَمْ تَكُنْ غَيْرَ جُلْبةٍ ، * كجِلْدةِ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ تُنِيرُها تُنِيرُها أَي كأَنـَّها تَنْسِجُها بِنِيرٍ . والجُلْبةُ في الجَبَل : حِجارة تَرَاكَمَ بَعْضُها على بَعْض فلم يكن فِيه طَرِيقٌ تأْخذ فيه الدَّوابُّ . والجُلْبةُ من الكَلإِ : قِطْعةٌ متَفَرِّقةٌ ليست بِمُتَّصِلةٍ . والجُلْبةُ : العِضاهُ إِذا اخْضَرَّتْ وغَلُظَ عُودُها وصَلُبَ شَوْكُها . والجُلْبةُ : السَّنةُ الشَّديدةُ ، وقيل : الجُلْبة مثل الكُلْبةِ ، شَدَّةُ الزَّمان ؛ يقال : أَصابَتْنا جُلْبةُ الزَّمانِ وكُلْبةُ الزمان . قال أَوْسُ بن مَغْراء التَّمِيمي : لا يَسْمَحُون ، إِذا ما جُلْبةٌ أَزَمَتْ ، * ولَيْسَ جارُهُمُ ، فِيها ، بِمُخْتارِ والجُلْبةُ : شِدّة الجُوعِ ؛ وقيل : الجُلْبةُ الشِّدّةُ والجَهْدُ والجُوعُ . قال مالك بن عويمر بن عثمان بن حُنَيْش الهذلي وهو المتنخل ، ويروى لأَبي ذؤيب ، والصحيح الأَوّل : كأَنـَّما ، بَيْنَ لَحْيَيْهِ ولَبَّتهِ ، * مِنْ جُلْبةِ الجُوعِ ، جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ والإِرْزِيزُ : الطَّعْنة . والجَيَّارُ : حُرْقةٌ في الجَوْفِ ؛ وقال ابن بري : الجَيَّارُ حَرارةٌ مَن غَيْظٍ تكون في الصَّدْرِ . والإِرْزِيزُ الرِّعْدةُ . والجوالِبُ الآفاتُ والشّدائدُ . والجُلْبة : حَدِيدة تكون في الرَّحْل ؛ وقيل هو ما يُؤْسر به سِوى صُفَّتِه وأَنـْساعِه . والجُلْبةُ : جِلْدةٌ تُجْعَلُ على القَتَبِ ، وقد أَجْلَبَ قَتَبَه : غَشَّاه بالجُلْبةِ . وقيل : هو أَن يَجْعَل عليه جِلْدةً رَطْبةً فَطِيراً ثم يَتْرُكها عليه حتى تَيْبَسَ . التهذيب : الإِجْلابُ أَن تأْخذ قِطْعةَ قِدٍّ ، فتُلْبِسَها رأْسَ القَتَب ، فَتَيْبَس عليه ، وهي الجُلْبةُ . قال النابغة الجَعْدِي : أُّمِرَّ ، ونُحِّيَ مِنْ صُلْبِه ، * كتَنْحِيةِ القَتَبِ الـمُجْلَبِ والجُلْبةُ : حديدةٌ صغيرة يُرْقَعُ بها القَدَحُ . والجُلْبةُ : العُوذة تُخْرَز عليها جِلْدةٌ ، وجمعها الجُلَبُ . وقال علقمة يصف فرساً : بغَوْجٍ لَبانُه يُتَمُّ بَرِيمُه ، * على نَفْثِ راقٍ ، خَشْيةَ العَيْنِ ، مُجْلَبِ ( ) ( قوله « مجلب »، قال في التكملة ومن فتح اللام أراد أن على العوذة جلدة .) يُتَمُّ بَرِيمُه : أَي يُطالُ إِطالةً لسَعةِ صدرِه . والمُجْلِبُ : الذي يَجْعَل العُوذةَ في جِلْدٍ ثم تُخاطُ على الفَرَس . والغَوْجُ : الواسِعُ جِلْد الصَّدرِ . والبَرِيمُ : خَيْطٌ يُعْقَدُ عليه عُوذةٌ . وجُلْبةُ السِّكِّينِ : التي تَضُمُّ النِّصابَ على الحديدة . والجِلْبُ والجُلْبُ : الرَّحْلُ بما فيه . وقيل : خَشَبُه بلا أَنـْساعٍ ولا أَداةٍ . وقال ثعلب : جِلْبُ الرَّحْلِ : غِطاؤُه . وجِلْبُ الرَّحْلِ وجُلْبُه : عِيدانُه . قال العجاج ، وشَبَّه بَعِيره بثَوْر وحْشِيٍّ رائحٍ ، وقد أَصابَه الـمَطَرُ : عالَيْتُ أَنـْساعِي وجِلْبَ الكُورِ ، * على سَراةِ رائحٍ ، مَمْطُور ؟
قال ابن بري : والمشهور في رجزه : بَلْ خِلْتُ أعْلاقِي وجِلْبَ كُورِي وأَعْلاقِي جمع عِلْقٍ ، والعِلْقُ : النَّفِيسُ من كل شيءٍ . والأَنـْساعُ : الحِبال ، واحدها نِسْعٌ . والسَّراةُ : الظّهر وأَراد بالرائح الممطور الثور الوَحْشِيّ . وجِلْبُ الرَّحْلِ وجُلْبُه : أَحْناؤُه . والتَّجْلِيبُ : أَن تُؤْخَذ صُوفة ، فتُلْقَى على خِلْفِ الناقة ثم تُطْلَى بطِين ، أَو عجين ، لئلا يَنْهَزَها الفَصِيلُ . يقال : جَلِّبْ ضَرْعَ حَلُوبَتك . ويقال : جَلَّبْته عن كذا وكذا تَجْلِيباً أَي مَنَعْتُه . ( يتبع
. . . ويقال : إِنه لفي جُلْبةِ صِدْق أَي في بُقْعة صدْق ، وهي الجُلَبُ . والجَلْبُ : الجنايةُ على الإِنسان . وكذلك الأَجْلُ . وقد جَلَبَ عليه وجَنَى عليه وأَجَلَ . والتَّجَلُّب : التِماسُ الـمَرْعَى ما كان رَطْباً من الكَلإِ ، رواه بالجيم كأَنه معنى احنائه ( ) ( قوله « كأنه معنى احنائه » كذا في النسخ ولم نعثر عليه .). والجِلْبُ والجُلْبُ : السَّحابُ الذي لا ماء فيه ؛ وقيل : سَحابٌ رَقِيقٌ لا ماءَ فيه ؛ وقيل : هو السَّحابُ الـمُعْتَرِضُ تَراه كأَنه جَبَلٌ . قال تَأَبَّطَ شَرًّا : ولَسْتُ بِجِلْبٍ ، جِلْبِ لَيْلٍ وقِرَّةٍ . * ولا بِصَفاً صَلْدٍ ، عن الخَيْرِ ، مَعْزِلِ يقول : لست برجل لا نَفْعَ فيه ، ومع ذلك فيه أَذًى كالسَّحاب الذي فيه رِيحٌ وقِرٌّ ولا مطر فيه ، والجمع : أَجْلابٌ . وأَجْلَبَه أَي أَعانَه . وأَجْلَبُوا عليه إِذا تَجَمَّعُوا وتَأَلَّبُوا مثل أَحْلَبُوا . قال الكميت : على تِلْكَ إِجْرِيَّايَ ، وهي ضَرِيبَتِي ، * ولو أَجْلَبُوا طُرًّا عليَّ ، وأَحْلَبُوا وأَجْلَبَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ إِذا تَوَعَّدَه بِشَرٍّ وجَمَعَ الجَمْعَ عليه . وكذلك جَلَبَ يَجْلُبُ جَلْباً . وفي التنزيل العزيز : وأَجْلِبْ عليهم بخَيْلِكَ ورَجْلِكَ ؛ أَي اجْمَعْ عليهم وتَوَعَّدْهم بالشر . وقد قُرئَ واجْلُبْ . والجِلْبابُ : القَمِيصُ . والجِلْبابُ : ثوب أَوسَعُ من الخِمار ، دون الرِّداءِ ، تُغَطِّي به المرأَةُ رأْسَها وصَدْرَها ؛ وقيل : هو ثوب واسِع ، دون المِلْحَفةِ ، تَلْبَسه المرأَةُ ؛ وقيل : هو المِلْحفةُ . قالت جَنُوبُ أُختُ عَمْرٍو ذي الكَلْب تَرْثِيه : تَمْشِي النُّسورُ إليه ، وهي لاهِيةٌ ، * مَشْيَ العَذارَى ، عليهنَّ الجَلابِيبُ معنى قوله وهي لاهيةٌ : أَن النُّسور آمِنةٌ منه لا تَفْرَقُه لكونه مَيِّتاً ، فهي تَمْشِي إِليه مَشْيَ العذارَى . وأَوّل المرثية : كلُّ امرئٍ ، بطُوالِ العَيْش ، مَكْذُوبُ ، * وكُلُّ من غالَبَ الأَيَّامَ مَغْلُوبُ وقيل : هو ما تُغَطِّي به المرأَةُ الثيابَ من فَوقُ كالمِلْحَفةِ ؛ وقيل : هو الخِمارُ . وفي حديث أُم عطيةَ : لِتُلْبِسْها صاحِبَتُها من جِلْبابِها أَي إِزارها . وقد تجَلْبَب . قال يصِفُ الشَّيْب : حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا ، * أَكْرَهَ جِلْبابٍ لِمَنْ تجَلْبَبا ( ) ( قوله « أشهبا » كذا في غير نسخة من المحكم . والذي تقدّم في ثوب أشيبا . وكذلك هو في التكملة هناك .) وفي التنزيل العزيز : يُدْنِينَ علَيْهِنَّ من جَلابِيبِهِنَّ . قال ابن السكيت ، قالت العامرية : الجِلْبابُ الخِمارُ ؛ وقيل : جِلْبابُ المرأَةِ مُلاءَتُها التي تَشْتَمِلُ بها ، واحدها جِلْبابٌ ، والجماعة جَلابِيبُ ، وقد تَجلْبَبَتْ ؛ وأَنشد : والعَيْشُ داجٍ كَنَفا جِلْبابه وقال آخر : مُجَلْبَبٌ من سَوادِ الليلِ جِلْبابا والمصدر : الجَلْبَبةُ ، ولم تُدغم لأَنها مُلْحقةٌ بدَخْرَجةٍ . وجَلْبَبَه إِيَّاه . قال ابن جني : جعل الخليل باءَ جَلْبَب الأُولى كواو جَهْوَر ودَهْوَرَ ، وجعل يونس الثانية كياءِ سَلْقَيْتُ وجَعْبَيْتُ . قال : وهذا قَدْرٌ مِن الحِجاجِ مُخْتَصَرٌ ليس بِقاطِعٍ ، وإِنما فيه الأُنْسُ بالنَّظِير لا القَطْعُ باليَقين ؛ ولكن مِن أَحسن ما يقال في ذلك ما كان أَبو عليّ ، رحمه اللّه ، يَحْتَجُّ به لكون الثاني هو الزائدَ قولهم : اقْعَنْسَسَ واسْحَنْكَكَ ؛ قال أَبو علي : ووجهُ الدلالة من ذلك أَنّ نون افْعَنْلَلَ ، بابها ، إِذا وقعت في ذوات الأَربعة ، أَن تكون بين أَصْلَينِ نحو احْرَنْجَمَ واخْرَنْطَمَ ، فاقْعَنْسَسَ ملحق بذلك ، فيجب أَن يُحْتَذَى به طَريق ما أُلحِقَ بمثاله ، فلتكن السين الأُولى أَصلاً كما أَنَّ الطاءَ المقابلة لها من اخْرَ نْطَمَ أَصْلٌ ؛ وإِذا كانت السين الأُولى من اقعنسسَ أَصلاً كانت الثانية الزائدةَ من غير ارْتياب ولا شُبهة . وفي حديث عليّ : مَن أَحَبَّنا ، أَهلَ البيتِ ، فَلْيُعِدَّ للفَقْرِ جِلْباباً ، وتِجْفافاً . ابن الأَعرابي : الجِلْبابُ : الإِزارُ ؛ قال : ومعنى قوله فليُعِدَّ للفَقْر يريد لفَقْرِ الآخِرة ، ونحوَ ذلك . قال أَبو عبيد ، قال الأَزهريّ : معنى قول ابن الأَعرابي الجِلْبابُ الإِزار لم يُرِدْ به إِزارَ الحَقْوِ ، ولكنه أَراد إِزاراً يُشْتَمَلُ به ، فيُجَلِّلُ جميعَ الجَسَدِ ؛ وكذلك إِزارُ الليلِ ، وهو الثَّوْبُ السابِغُ الذي يَشْتَمِلُ به النائم ، فيُغَطِّي جَسَدَه كلَّه . وقال ابن الأَثير : أَي ليَزْهَدْ في الدنيا وليَصْبِرْ على الفَقْر والقِلَّة . والجِلْبابُ أَيضاً : الرِّداءُ ؛ وقيل : هو كالمِقْنَعةِ تُغَطِّي به المرأَةُ رأْسَها وظهرها وصَدْرَها ، والجمع جَلابِيبُ ؛ كنى به عن الصبر لأَنه يَستر الفقر كما يَستر الجِلْبابُ البَدنَ ؛ وقيل : إِنما كَنى بالجلباب عن اشتماله بالفَقْر أَي فلْيَلْبس إِزارَ الفقرِ ويكون منه على حالة تَعُمُّه وتَشْمَلُه ، لأَنَّ الغِنى من أَحوال أَهل الدنيا ، ولا يتهيأُ الجمع بين حُب أَهل الدنيا وحب أَهل البيت . والجِلْبابُ : الـمُلْكُ . والجِلِبَّابُ : مَثَّل به سيبويه ولم يفسره أَحد . قال السيرافي : وأَظُنه يَعْني الجِلْبابَ . والجُلاَّبُ : ماءُ الورد ، فارسي معرَّب . وفي حديث عائشة ، رضي اللّه عنها : كان النبيُّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، إِذا اغْتَسَلَ مِن الجنابة دَعا بشيءٍ مِثْلِ الجُلاَّبِ ، فأَخَذَ بكَفِّه ، فبدأَ بشِقِّ رأْسه الأَيمن ثم الأَيسر ، فقال بهما على وسَط رأْسه . قال أَبو منصور : أَراد بالجُلاَّبِ ماءَ الوردِ ، وهو فارسيٌّ معرّب ، يقال له جُلْ وآب . وقال بعض أَصحاب المعاني والحديث : إِنما هو الحِلابُ لا الجُلاَّب ، وهو ما يُحْلَب فيه الغنم كالمِحْلَب سواء ، فصحَّف ، فقال جُلاَّب ، يعني أَنه كان يغتسل من الجنابة فيذلك الحِلاب . والجُلْبانُ : الخُلَّرُ ، وهو شيءٌ يُشْبِه الماشَ . التهذيب : والجُلْبانُ الـمُلْكُ ، الواحدة جُلْبانةٌ ، وهو حَبٌّ أَغْبرُ أَكْدَرُ على لَوْنِ الماشِ ، إِلا أَنه أَشدُّ كُدْرَةً منه وأَعظَمُ جِرْماً ، يُطْبَخُ . وفي حديث مالك : تؤْخذ الزكاة من الجُلْبان ؛ هو بالتخفيف حَبٌّ كالماش . والجُلُبَّانُ ، من القَطاني : معروف . قال أَبو حنيفة : لم أَسمعه من الأَعراب إِلاَّ بالتشديد ، وما أَكثر مَن يُخَفِّفه . قال : ولعل التخفيف لغة . واليَنْجَلِبُ : خَرَزَةٌ يُؤَخَّذُ بها الرجال . حكى اللحياني عن العامرية أَنَّهُن يَقُلْنَ : أَخَّذْتُــــــــه باليَنْجَلِبْ ، فلا يَــــــرْم ولا يَغِبْ ، ولا يَـــزَلْ عند الطُّنُبْ وذكر الأَزهري هذه الخرزة في الرباعي ، قال : ومن خرزات الأَعراب اليَنْجَلِبُ ، وهو الرُّجوعُ بعد الفِرارِ ، والعَطْفُ بعد البُغْضِ . والجُلْبُ : جمع جُلْبةٍ ، وهي بَقْلةٌ . "
المعجم: لسان العرب
حلب
" الحَلَبُ : استِخراجُ ما في الضَّرْعِ من اللبَنِ ، يكونُ في الشاءِ والإِبِل والبَقَر . والحَلَبُ : مَصْدَرُ حَلَبها يَحْلُبُها ويَحْلِبُها حَلْباً وحَلَباً وحِلاباً ، الأَخيرة عن الزجاجي ، وكذلك احْتَلَبها ، فهو حالِبٌ . وفي حديث الزكاة : ومِن حَقِّها حَلَبُها على الماءِ ، وفي رواية : حَلَبُها يومَ وِرْدِها . يقال : حَلَبْت الناقَة والشاةَ حَلَباً ، بفتح اللام ؛ والمراد بحَلْبِها على الماء ليُصِيبَ الناسُ من لَبَنِها . وفي الحديث أَنه ، قال لقَوْمٍ : لا تسْقُونِي حَلَبَ امرأَةٍ ؛ وذلك أَن حَلَب النساءِ عَيْبٌ عند العَرَب يُعَيَّرون به ، فلذلك تَنَزَّه عنه ؛ وفي حديث أَبي ذَرٍّ : هل يُوافِقُكم عَدُوُّكم حَلَبَ شاةٍ نَثُورٍ ؟ أَي وَقْتَ حَلَب شاةٍ ، فحذف المضاف . وقومٌ حَلَبةٌ ؛ وفي المثل : شَتَّى حتى تؤُوب . (* قوله « شتى حتى تؤوب إلخ » هكذا في أُصول اللسان التي بأيدينا ، والذي في أمثال الميداني شتى تؤوب إلخ ، وليس في الأَمثال الجمع بين شتى وحتى فلعل ذكر حتى سبق قلم .) الحَلَبةُ ، ولا تَقُل الحَلَمة ، لأَنهم إِذا اجْتَمَعوا لحَلْبِ النَّوقِ ، اشْتَغَل كلُّ واحدٍ منهم بحَلْبِ ناقَتِه أَو حَلائِبِه ، ثم يؤُوبُ الأَوَّلُ فالأَوَّلُ منهم ؛ < ص : ؟
قال الشيخ أَبو محمد بن بري : هذا المثل ذكره الجوهري : شتى تؤُوبُ الحَلَبةُ ، وغَيَّره ابنُ القَطَّاع ، فَجَعَل بَدَلَ شَتَّى حَتَّى ، ونَصَبَ بها تَؤُوب ؛ قال : والمعروف هو الذي ذَكَرَه الجَوْهريّ ، وكذلك ذكره أَبو عبيد والأَصْمعي ، وقال : أَصْلُه أَنهم كانوا يُورِدُونَ إِبلَهُم الشريعة والحَوْض جميعاً ، فإِذا صَدَروا تَفَرَّقُوا إِلى مَنازِلِهم ، فحَلَب كلُّ واحد منهم في أَهلِه على حِيالِه ؛ وهذا المثل ذكره أَبو عبيد في باب أَخلاقِ الناسِ في اجتِماعِهِم وافْتِراقِهم ؛ ومثله : الناسُ إِخوانٌ ، وَشتَّى في الشِّيَمْ ، * وكلُّهُم يَجمَعُهم بَيْتُ الأَدَمْ الأَزهري أَبو عبيد : حَلَبْتُ حَلَباً مثلُ طَلَبْتُ طَلَباً وهَرَبْتُ هَرَباً . والحَلُوبُ : ما يُحْلَب ؛ قال كعبُ بنُ سَعْدٍ الغَنَوِيُّ يَرْثِي أَخاه : يَبِيتُ النَّدَى ، يا أُمَّ عَمْرٍو ، ضَجِيعَهُ ، * إِذا لم يكن ، في الـمُنْقِياتِ ، حَلُوبُ حَلِيمٌ ، إِذا ما الحِلْمُ زَيَّنَ أَهلَه ، * مع الحِلْمِ ، في عَيْنِ العَدُوِّ مَهيبُ إِذا ما تَراءَاهُ الرجالُ تَحَفَّظُوا ، * فلم تَنْطِقِ العَوْراءَ ، وهْوَ قَريب الـمُنْقِياتُ : ذَواتُ النِقْيِ ، وهُو الشَّحْمُ ؛ يُقال : ناقةٌ مُنْقِيَةٌ ، إِذا كانت سَمينَةً ، وكذلك الحَلُوبةُ وإِنما جاءَ بالهاءِ لأَنك تريدُ الشيءَ الذي يُحْلَبُ أَي الشيءَ الذي اتخذوه ليَحْلُبوه ، وليس لتكثيرِ الفعْلِ ؛ وكذلك القولُ في الرَّكُوبةِ وغيرها . وناقةٌ حلوبة وحلوبٌ : للتي تُحْلَبُ ، والهاءُ أَكثر ، لأَنها بمعنى مفعولةٍ . قال ثعلب : ناقة حَلوبة : مَحْلوبة ؛ وقول صخر الغيّ : أَلا قُولاَ لعَبْدِالجَهْلِ : إِنَّ * الصَّحيحة لا تُحالِبُها التَّلُوثُ أَراد : لا تُصابِرُها على الحَلْبِ ، وهذا نادرٌ . وفي الحديث : إِياكَ والحلوبَ أَي ذاتَ اللَّبَنِ . يقالُ : ناقةٌ حلوبٌ أَي هي مـما يُحلَب ؛ والحَلوبُ والحَلوبةُ سواءٌ ؛ وقيل : الحلوبُ الاسمُ ، والحَلُوبةُ الصفة ؛ وقيل : الواحدة والجماعة ؛ ومنه حديث أُمِّ مَعْبَدٍ : ولا حَلوبَةَ في البيت أَي شاة تُحْلَبُ ، ورجلٌ حلوبٌ حالِبٌ ؛ وكذلك كلُّ فَعُول إِذا كان في معنى مفعولٍ ، تثبُتُ فيه الهاءُ ، وإِذا كان في معنى فاعِلٍ ، لم تَثْبُتْ فيه الهاءُ . وجمعُ الحلوبة حَلائِبُ وحُلُبٌ ؛ قال اللحياني : كلُّ فَعولةٍ من هذا الضَّرْبِ من الأَسماءِ إِن شئت أَثْبَتَّ فيه الهاءَ ، وإِن شئتَ حذَفْتَه . وحَلوبةُ الإِبلِ والغنم : الواحدةُ فَما زادتْ ؛ وقال ابن بري : ومن العرب مَن يجعل الحلوبَ واحدةً ، وشاهدهُ بيتُ كعبِ ابنِ سعدٍ الغَنَوي يَرثِي أَخاه : إِذا لم يكن ، في الـمُنْقِياتِ ، حَلُوبُ ومنهم من يجعله جمعاً ، وشاهده قول نهيك بنِ إِسافٍ الأَنصاري : تَقَسَّم جيراني حَلُوبي كأَنما ، * تَقَسَّمها ذُؤْبانُ زَوْرٍ ومَنْوَرِ أَي تَقَسَّم جِيراني حَلائِبي ؛ وزَوْرٌ ومَنْوَر : حيّان مِن أَعدائه ؛ وكذلك الحَلُوبة تكونُ واحدةً وجمعاً ، فالحَلُوبة الواحدة ؛ شاهِدُه قول الشاعر : ما إِنْ رَأَيْنَا ، في الزَّمانِ ، ذي الكلَبْ ، * حَلُوبةً واحدةً ، فتُحْتَلَبْ والحَلُوبة للجميع ؛ شاهدهُ قول الجُمَيح بن مُنْقِذ : لـمَّا رأَت إِبلي ، قَلَّتْ حَلُوبَتُها ، * وكلُّ عامٍ عليها عامُ تَجْنيبِ والتَّجْنيب : قلةُ اللَّبَنِ يقال : أَجْنَبَت الإِبلُ إِذا قلَّ لَبَنُها . التهذيبُ : أَنشد الباهلي للجَعْدي : وبنُو فَزَارة إِنـَّها * لا تُلْبِثُ الحَلَبَ الحَلائِب ؟
قال : حُكي عن الأَصمعي أَنه ، قال : لا تُلْبِثُ الحَلائِبَ حَلَبَ ناقةٍ ، حتى تَهْزِمَهُم . قال وقال بعضهم : لا تُلْبِثُ الحلائبَ أَن يُحْلَب عليها ، تُعاجِلُها قبلَ أَن تأْتيها الأَمْداد . قال : وهذا زَعمٌ أَثْبَتُ . اللحياني : هذه غَنَم حُلْبٌ ، بسكون اللام ، للضأْنِ والـمَعَز . قال : وأُراه مُخَفَّفاً عن حُلُب . وناقةٌ حلوبٌ : ذاتُ لَبَنٍ ، فإِذا صَيَّرْتهَا اسْماً ، قلتَ : هذه الحَلُوبة لفلان ؛ وقد يُخرجون الهاءَ من الحَلُوبة ، وهم يَعْنُونها ، ومثله الرَّكوبة والرَّكُوبُ لِما يَرْكَبون ، وكذلك الحَلوبُ والحلوبةُ لما يَحْلُبُون . والمِحْلَب ، بالكسر والحلابُ : الإِناءُ الذي يَحْلَبُ فيه اللبَنُ ؛
قال : صَاحِ ! هَلْ رَيْتَ ، أَوْ سَمِعْتَ بِراعٍ * رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرَا في الحِلابِ ؟ ويُروى : في العِلابِ ؛ وجمعه الـمَحَالِبُ . وفي الحديث : فَإِنْ رَضِيَ حِلابَها أَمـْسَكَها . الحِلابُ : اللَّبَنُ الذي تَحْلُبُه . وفي الحديث : كان إِذا اغْتَسَل دَعَا بِشَيءٍ مثلِ الحِلابِ ، فأَخَذَ بكَفِّه ، فَبَدَأَ بشِقِّ رَأْسِهِ الأَيمَنِ ، ثم الأَيْسَرِ ؛ قال ابن الأَثير : وقد رُوِيَتْ بالجيم . وحُكي عن الأَزهري أَنه ، قال :، قال أَصحاب المعاني إِنَّه الحِلابُ ، وهو ما يُحْلَب فيهِ الغَنم كالمِحْلَب سَواءً ، فصُحِّفَ ؛ يَعْنُون أَنه كانَ يَغْتَسِلُ من ذلك الحِلابِ أَي يضَعُ فيه الماءَ الذي يَغْتَسِل منه . قال : واخْتارَ الجُلاّب ، بالجيم ، وفسَّره بماءِ الوَرْد . قال : وفي الحديث في كتاب البُخارِيِّ إِشكالٌ ، وربَّما ظُنَّ انه تأَوَّله على الطيب ، فقال : بابُ مَن بَدأَ بالحِلابِ والطِّيبِ عندَ الغُسْلِ . قال : وفي بعض النسخ : أَو الطيب ، ولم يذكر في هذا الباب غير هذا الحديث ، أَنـَّه كان إِذا اغْتَسَلَ دَعَا بشيءٍ مثلِ الحِلابِ . قال : وأَما مسلم فجمعَ الأَحادِيثَ الوارِدَة في هذا الـمَعْنى ، في موضِعٍ واحدٍ ، وهذا الحديث منها . قال : وذلك من فِعْلِهِ ، يدُلُّك على أَنـَّه أَراد الآنِيَة والمقادِيرَ . قال : ويحتمل أَن يكون البُخَاري ما أَراد إِلاّ الجُلاَّب ، بالجيم ، ولهذا تَرْجَم البابَ بِه ، وبالطِّيب ، ولكن الذي يُرْوَى في كتابِه إِنما هو بالحاءِ ، وهو بها أَشْبَهُ ، لأَنَّ الطِّيبَ ، لمَنْ يَغْتَسِلُ بعدَ الغُسْل ، أَلْيَقُ مِنْه قَبلَهُ وأَوْلى ، لأَنـَّه إِذا بَدَأَ بِه ثم اغْتَسَل ، أَذْهَبَه الماءُ . والحَلَبُ ، بالتحريك : اللَّبَنُ الـمَحْلُوبُ ، سُمِّيَ بالـمَصْدَرِ ، ونحوُه كثير . والحلِيب : كالحَلَب ، وقيل : الحَلَبُ : المحلوب من اللَّبن ، والحَلِيبُ مَا لم يَتَغَيَّر طعْمه ؛ وقوله أَنشده ثعلب : كانَ رَبيب حَلَبٍ وقارِص ؟
قال ابن سيده : عندي أَنَّ الحَلَب ههنا ، هو الحَلِيبُ لـمُعادلَته إِياه بالقارِصِ ، حتى كأَنـَّه ، قال : كان ربيب لَبَنٍ حلِيبٍ ، ولبنٍ قارِصٍ ، وليس هو الحَلَب الذي هو اللَّبن الـمَحْلُوبُ . الأَزهري : الحَلَب : اللَّبَنُ الحَلِيبُ ؛ تَقولُ : شَرِبْتُ لَبَناً حَلِيباً وحَلَباً ؛ واستعارَ بعضُ الشعراءِ الحَلِيبَ لشَراب التَّمْرِ فقال يصف النَّخْل : لهَا حَلِيبٌ كأَنَّ المِسْكَ خَالَطَه ، * يَغْشَى النَّدامَى عَلَيه الجُودُ والرَّهَق والإِحْلابَة : أَن تَحلُب لأَهْلِكَ وأَنتَ في الـمَرْعى لَبَناً ، ثم تَبْعَثَ به إِلَيْهم ، وقد أَحْلَبَهُم . واسمُ اللَّبَنِ : الإِحْلابَة أَيضاً . قال أَبو منصور : وهذا مَسْمُوعٌ عن العَرَب ، صَحِيحٌ ؛ ومنه الإِعْجالَةُ والإِعْجالاتُ . وقيل : الإِحْلابَةُ ما زادَ على السِّقَاءِ من اللَّبَنِ ، إِذا جاءَ به الراعِي حين يورِدُ إِبلَه وفيه اللَّبَن ، فما زادَ على السِّقَاءِ فهو إِحْلابَةُ الحَيِّ . وقيل : الإِحْلابُ والإِحلابَةُ من اللَّبَنِ أَن تكون إِبِلُهم في الـمَرْعَى ، فمَهْما حَلَبُوا جَمَعُوا ، فَبَلَغَ وَسْقَ بَعيرٍ حَمَلوه إِلى الحَيِّ . تقولُ مِنهُ : أَحْلَبْتُ أَهْلي . يقال : قد جاءَ بإِحْلابَينِ وثَلاثَة أَحاليبَ ، وإِذا كانوا في الشاءِ والبَقَر ، ففَعلوا ما وَصَفْت ، قالوا جاؤُوا بإِمْخَاضَيْنِ وثَلاثةِ أَماخِيضَ . ابن الأَعرابي : ناقَةٌ حَلْباةٌ رَكْباةٌ أَي ذاتُ لَبَنٍ تُحْلَبُ وتُرْكَبُ ، وهي أَيضاً الحَلْبانَةُ والرَّكْبانَة . ابن سيده : وقالوا : ناقةٌ حَلْبانَةٌ وحَلْباةٌ وحَلَبُوت : ذاتُ لَبَنٍ ؛ كما ، قالوا رَكْبانَةٌ ورَكْباةٌ ورَكَبُوتٌ ؛ قال الشاعر يصف ناقة : أَكْرِمْ لـنَا بنَاقَةٍ أَلوفِ حَلْبانَةٍ ، رَكْبانَةٍ ، صَفُوفِ ، تَخْلِطُ بينَ وَبَرٍ وصُوفِ قوله رَكْبانَةٍ : تَصْلُح للرُّكُوب ؛ وقوله صَفُوفٍ : أَي تَصُفُّ أَقْداحاً من لَبَنِها ، إِذا حُلِبَت ، لكَثْرة ذلك اللَّبن . وفي حديث نُقادَةَ الأَسَدِيِّ : أَبْغِني ناقَةً حَلْبانَةً رَكْبانَةً أَي غزيرةً تُحْلَبُ ، وذَلُولاً تُرْكَبُ ، فهي صالِحَة للأَمـْرَين ؛ وزيدَت الأَلِفُ والنونُ في بِنائهِما ، للمبالغة . وحكى أَبو زيد : ناقَةٌ حَلَبَاتٌ ، بلَفْظِ الجمع ، وكذلك حكى : ناقَةٌ رَكَباتٌ وشاةٌ تُحْلُبَةٌ . (* قوله « وشاة تحلبة إلخ » في القاموس وشاة تحلابة بالكسر وتحلبة بضم التاء واللام وبفتحهما وكسرهما وضم التاء وكسرها مع فتح اللام .) وتِحْلِبة وتُحْلَبة إِذا خَرَج من ضَرْعِها شيءٌ قبلَ أَن يُنْزَى عليها ، وكذلك الناقَة التي تُحْلَب قبلَ أَن تَحمِلَ ، عن السيرافي . وحَلَبَه الشاةَ والناقَةَ : جَعَلَهُما لَه يَحْلُبُهُما ، وأَحْلَبَه إِيَّاهما كذلك ؛ وقوله : مَوَالِيَ حِلْفٍ ، لا مَوالي قَرابَةٍ ، * ولكِنْ قَطِيناً يُحْلَبُونَ الأَتَاوِيا فإِنه جَعَلَ الإِحْلابَ بمَنْزلة الإِعطاءِ ، وعدَّى يُحْلَبونَ إِلى مفعولين في معنى يُعْطَوْنَ . وفي الحديث : الرَّهْن مَحْلُوبٌ أَي لِـمُرْتَهنِه أَن يَأْكُلَ لَبَنَهُ ، بقدر نَظَرهِ عليه ، وقِيامِه بأَمْره وعَلفِه . وأَحْلَبَ الرَّجُلُ : ولدَتْ إِبِلُه إِناثاً ؛ وأَجْلَبَ : وَلدَتْ لهُ ذُكوراً . ومِن كلامهم : أَأَحْلَبْتَ أَمْ أَجْلَبْتَ ؟ فمعنى أَأَحْلَبْتَ : أَنُتِجَت نُوقُك إِناثاً ؟ ومعنى أَمْ أَجْلَبْت : أَم نُتِجَت ذكوراً ؟ وقد ذكر ذلك في ترجمة جَلَب . قال ، ويقال : ما لَه أَجْلَبَ ولا أَحْلَبَ ؟ أَي نُتِجَتْ إِبلُهُ كلُّها ذكوراً ، ولا نُتِجَتْ إِناثاً فتُحْلَب . وفي الدعاءِ على الإِنْسانِ : ما لَه حَلَبَ ولا جَلَبَ ، عن ابن الأَعرابي ، ولم يفسره ؛ قال ابن سيده : ولا أَعْرِفُ وَجْهَه . ويدعُو الرَّجُلُ على الرَّجُلِ فيقول : ما لَه أَحلب ولا أَجْلَبَ ، ومعنى أَحْلَبَ أَي وَلدَت إِبِلُه الإِناثَ دون الذُّكور ، ولا أَجْلَب : إِذا دَعا لإِبِلِه أَن لا تَلِدَ الذُّكورَ ، لأَنه الـمَحْقُ الخَفِيُّ لذَهابِ اللَّبنِ وانْقِطاعِ النَّسْلِ . واستَحْلَبَ اللبنَ : اسْتَدَرَّه . وحَلَبْتُ الرجُلَ أَي حَلَبْتُ له ، تقول منه : احلُبْني أَي اكْفِني الحَلْبَ ، وأَحْلِبْني ، بقَطْعِ الأَلِفِ ، أَي أَْعِنِّي على الحَلبِ . والحَلْبَتانِ : الغَداةُ والعَشِيُّ ، عن ابن الأَعرابي ؛ وإِنما سُمِّيَتا بذلك للحَلَبِ الذي يكونُ فيهما . وهاجِرةٌ حَلُوبٌ : تَحلُبُ العَرَقَ . وتَحَلَّبَ العَرَقُ وانْحَلَبَ : سال . وتَحَلَّبَ بَدَنُه عَرَقاً : سالَ عَرَقُه ؛ أَنشد ثعلب : وحَبَشِيَّيْنِ ، إِذا تَحَلَّبا ، *، قالا نَعَمْ ، قالا نَعَمْ ، وصَوَّبَا تَحَلَّبا : عَرِقا . وتَحَلَّبَ فُوه : سالَ ، وكذلك تَحَلَّب النَّدَى إِذا سالَ ؛ وأَنشد : وظلَّ كتَيْسِ الرَّمْلِ ، يَنْفُضُ مَتْنَه ، * أَذاةً به مِنْ صائِكٍ مُتَحَلِّبِ شبّه الفَرَسَ بالتَّيْس الذي تَحَلَّبَ عليه صائِكُ الـمَطَرِ مِن الشَّجَر ؛ والصائِك : الذي تَغَيَّرَ لَوْنُه ورِيحُه . وفي حديث ابن عُمَر ، رضي اللّه عنهما ، قال : رأَيت عمر يَتَحَلَّبُ فُوه ، فقال : أَشْتَهي جراداً مَقْلُوّاً أَي يَتَهَيَّأُ رُضابُه للسَّيَلانِ ؛ وفي حديث طَهْفَة : ونَسْتَحْلِبُ الصَّبِيرَ أَي نَسْتَدِرُّ السَّحابَ . وتَحَلَّبَتْ عَيْناهُ وانْحَلَبَتا ؛
قال : وانْحَلَبَتْ عَيْناهُ من طُولِ الأَسى وحَوالِبُ البِئْرِ : منابع مائِها ، وكذلك حَوالِبُ العُيونِ الفَوَّارَةِ ، وحَوالِبُ العُيونِ الدَّامِعَةِ ؛ قال الكميت : تَدَفَّق جُوداً ، إِذا ما الْبِحا * رُ غاضَتْ حَوالِبُها الحُفَّلُ أَي غارَتْ مَوَادُّها . ودَمٌ حَلِيبٌ : طرِيٌّ ، عن السُكَّري ؛ قال عَبْدُ ابْنُ حَبِيبٍ الهُذَلِيُّ : هُدُوءًا ، تحتَ أَقْمَرَ مُسْتَكِفٍّ ، * يُضِيءُ عُلالَةَ العَلَقِ الحَلِيبِ والحَلَبُ من الجِبايَةِ مثلُ الصَّدَقَةِ ونحوِها مـما لا يكونُ وظِيفَةً مَعْلومَةَ : وهي الإِحْلابُ في دِيوانِ الصَّدَقَاتِ ، وقد تَحَلَّبَ الفَيْءُ . الأَزهري أَبو زيد : بَقَرةٌ مُحِلٌّ ، وشاة مُحِلٌّ ، وقد أَحَلَّتْ إِحْلالاً إِذا حَلَبَتْ ، بفتح الحاءِ ، قبلَ وِلادها ؛ قال : وحَلَبَتْ أَي أَنْزَلَتِ اللبَنَ قبلَ وِلادِها . والحَلْبَة : الدَّفْعَة من الخَيْلِ في الرِّهانِ خاصَّة ، والجمعُ حَلائِبُ على غير قياسٍ ؛ قال الأَزهري : (* قوله « رؤبة » هكذا في الأصول .) ابن شميل : أَحْلَبَ بنو فلانٍ مع بَني فلانٍ إِذا جاؤُوا أَنْصاراً لهم . والمُحْلِبُ : الناصِرُ ؛ قال بشرُ بنُ أَبي خازِمٍ : ويَنْصُرُه قومٌ غِضابٌ عَلَيْكُمُ ، * مَتى تَدْعُهُمْ ، يوماً ، إِلى الرَّوْعِ ، يَرْكَبوا أَشارَ بِهِمْ ، لَمْعَ الأَصَمِّ ، فأَقْبَلُوا * عَرانِينَ لا يَأْتِيه ، للنَّصْرِ ، مُحْلِبُ قوله : لَمْعَ الأَصَمِّ أَي كما يُشِيرُ الأَصمُّ بإِصْبَعِهِ ، والضمير في أَشار يعود على مُقَدَّمِ الجَيْش ؛ وقوله مُحْلِبُ ، يقول : لا يَأْتِيهِ أَحدٌ ينصره من غير قَوْمِه وبَنِي عَمِّه . وعَرانِينَ : رُؤَساءَ . وقال في التهذيب : كأَنـَّه ، قال لَمَعَ لَمْع الأَصَمِّ ، لأَن الأَصَمَّ لا يسمعُ الجوابَ ، فهو يُدِيمُ اللَّمْعَ ، وقوله : لا يَأْتِيهِ مُحْلِبُ أَي لا يأْتِيهِ مُعِينٌ من غيرِ قَوْ مِهِ ، وإِذا كان الـمُعِين مِن قَوْمِه ، لم يَكُنْ مُحْلِباً ؛ وقال : صَريحٌ مُحْلِبٌ ، مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ، * لِحَيٍّ بينَ أَثْلَةَ والنِّجَامِ (* قوله « صريح » البيت هكذا في أصل اللسان هنا وأورده في مادة نجم : نزيعاً محلباً من أَهل لفت إلخ . وكذلك أَورده ياقوت في نجم ولفت ، وضبط لفت بفتح اللام وكسرها مع اسكان الفاء .) وحالَبْت الرجُلَ إِذا نَصَرْتَه وعاوَنْتَه . وحَلائِبُ الرجُلِ : أَنْصارُه من بَني عَمِّه خاصَّةً ؛ قال الحرِثُ بن حلزة : ونَحْنُ ، غَداةَ العَيْن ، لَـمَّا دَعَوْتَنَا ، * مَنَعْناكَ ، إِذْ ثابَتْ عَلَيْكَ الحَلائِبُ وحَلَبَ القَوْمُ يَحْلُبونَ حَلْباً وحُلُوباً : اجْتَمَعوا وتأَلَّبُوا من كلِّ وَجْه . وأَحْلَبُوا عَلَيك : اجْتَمَعُوا وجاؤُوا من كلِّ أَوْبٍ . وأَحْلَبَ القَوْمُ أَصْحابَهُم : أَعانُوهُم . وأَحْلَبَ الرجُلُ غيرَ قَوْمِهِ : دَخَل بَيْنَهم فَأَعانَ بعضَهُم على بَعْضٍ ، وهو رَجُلٌ مُحْلِبٌ . وأَحْلَبَ الرَّجُلُ صاحِبَه إِذا أَعانَه على الحَلْبِ . وفي المثل : لَيْسَ لهَا رَاعٍ ، ولكِنْ حَلَبَة ؛ يُضْرَب للرجُل ، يَسْتَعِينُك فتُعِينُه ، ولا مَعُونَةَ عِنْدَه . وفي حديث سَعْدِ بن مُعاذٍ : ظَنَّ أَنَّ الأَنْصارَ لا يَسْتَحْلِبُونَ لَه على ما يُريدُ أَي لا يَجْتَمِعُون ؛ يقال : أَحْلَبَ القَو مُ واسْتَحْلَبُوا أَي اجْتَمَعُوا للنُّصْرة والإعانَةِ ، وأَصلُ الإِحْلابِ الإِعانَةُ على الحَلْبِ ؛ ومن أَمثالهم : لَبِّثْ قَلِيلاً يَلْحَقِ الحَلائِب يعني الجَماعَاتِ . ومن أَمْثالِهِم : حَلَبْتَ بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي اسْتَعَنْتَ بمَنْ يَقُوم بأَمْرِكَ ويُعْنى بحاجَتِكَ . ومن أَمـْثالِهِم في الـمَنْع : لَيْسَ في كلِّ حين أُحْلَبُ فأُشْرَبُ ؛ قال الأَزهري : هكذا رواه الـمُنْذِريُّ عن أَبي الهَيْثم ؛ قال أَبو عبيد : وهذا المَثَلُ يُرْوى عن سَعيدِ بنِ جُبَيْرٍ ، قاله في حديث سُئِلَ عنه ، وهو يُضْرَبُ في كلِّ شيءٍ يُمْنَع . قال ، وقد يقال : ليس كلّ حِينٍ أَحْلُبُ فأَشْرَب . ومن أَمثالهم : حَلَبَتْ حَلْبَتَها ، ثم أَقْلَعَتْ ؛ يُضْرَبُ مثلاً للرجُلِ يَصْخَبُ ويَجْلُبُ ، ثم يَسْكُتُ من غير أَن يَكونَ منه شَيءٌ غير جَلَبَتِه وصِياحِه . والحالِبانِ : عِرْقان يَبْتَدَّانِ الكُلْيَتَيْنِ من ظَاهِرِ البَطْنِ ، وهُما أَيضاً عِرقانِ أَخْضَرانِ يَكتنِفان السُّرَّة إِلى البَطْن ؛ وقيل هُما عِرْقان مُسْتَبْطِنَا القَرْنَيْن . الأَزهري : وأَما قولُ الشمَّاخ : تُوائِلُ مِنْ مِصَكٍّ ، أَنْصَبَتْه ، * حَوالِبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَّنِينِ فإِن أَبا عمرو ، قال : أَسْهَراهُ : ذكَرُه وأَنْفُه ؛ وحَوالِبُهُما : عُرُوقٌ تَمُدُّ الذَّنِين من الأَنْفِ ، والـمَذْيَ مِن قَضِيبِه . ويُروَى حَوالِبُ أَسْهَرَتْهُ ، يعني عُرُوقاً يَذِنُّ منْها أَنْفُه . والحَلْبُ : الجُلُوسُ على رُكْبَةٍ وأَنـْتَ تَأْكُلُ ؛ يقال : احْلُبْ فكُلْ . وفي الحديث : كان إِذا دُعِيَ إِلى طَعام جَلَسَ جُلُوسَ الحَلَبِ ؛ هو الجلوسُ على الرُّكْبة ليَحْلُبَ الشاةَ . يقال : احْلُبْ فكُلْ أَي اجْلِسْ ، وأَراد به جُلوسَ الـمُتَواضِعِين . ابن الأَعرابي : حَلَبَ يَحْلُبُ : إِذا جَلَسَ على رُكْبَتَيْهِ . أَبو عمرو : الحَلْبُ : البُروكُ ، والشَّرْبُ : الفَهْم . يقال : حَلَبَ يَحْلُبُ حَلْباً إِذا بَرَكَ ؛ وشَرَب يَشْرُبُ شَرْباً إِذا فَهِمَ . ويقال للبَلِيدِ : احْلُبْ ثم اشْرُبْ . والحلباءُ : الأَمَةُ الباركةُ من كَسَلِها ؛ وقد حَلَبَتْ تَحْلُب إِذا بَرَكَت على رُكْبَتَيْها . وحَلَبُ كلِّ شيءٍ : قشره ، عن كُراع . والحُلْبة والحُلُبة : الفَريقةُ . وقال أَبو حنيفة : الحُلْبة نِبْتة لها حَبٌّ أَصْفَر ، يُتَعالَجُ به ، ويُبَيَّتُ فيُؤْكَلُ . والحُلْبة : العَرْفَجُ والقَتَادُ . وصَارَ ورقُ العِضَاهِ حُلْبةً إِذا خرج ورقُه وعَسا واغْبَرَّ ، وغَلُظَ عُودُه وشَوْكُه . والحُلْبة : نَبْتٌ معروفٌ ، والجمع حُلَب . وفي حديث خالدِ ابنِ مَعْدانَ : لَوْيَعْلَمُ الناسُ ما في الحُلْبةِ لاشْتَرَوْها ، ولو بوزنِها ذَهَباً . قال ابن الأَثير : الحُلْبةُ : حَبٌّ معروف ؛ وقيل : هو من ثَمَرِ العِضاه ؛ قال : وقد تُضَمُّ اللامُ . والحُلَّبُ : نباتٌ يَنْبُت في القَيْظِ بالقِيعانِ ، وشُطْآنِ الأَوْدية ، ويَلْزَقُ بالأَرضِ ، حتى يَكادَ يَسوخُ ، ولا تأْكلُه الإِبل ، إِنما تأْكلُه الشاءُ والظِّباءُ ، وهي مَغْزَرَة مَسْمَنةٌ ، وتُحْتَبلُ عليها الظِّباءُ . يقال : تَيْسُ حُلَّبٍ ، وتَيْسٌ ذُو حُلَّبٍ ، وهي بَقْلة جَعْدةٌ غَبْراءُ في خُضْرةٍ ، تَنْبسِطُ على الأَرضِ ، يَسِيلُ منها اللَّبَنُ ، إِذا قُطِعَ منها شيءٌ ؛ قال النابغة يصف فرساً : بعارِي النَّواهِقِ ، صَلْتِ الجَبِينِ ، * يَسْتَنُّ ، كالتَّيْسِ ذي الحُلَّبِ ومنه قوله : أَقَبَّ كَتَيْسِ الحُلَّبِ الغَذَوانِ وقال أَبو حنيفة : الحُلَّبُ نبتٌ يَنْبَسِطُ على الأَرض ، وتَدُومُ خُضْرتُه ، له ورقٌ صِغارٌ ، يُدبَغُ به . وقال أَبو زيادٍ : من الخِلْفةِ الحُلَّبُ ، وهي شجرة تَسَطَّحُ على الأَرض ، لازِقةٌ بها ، شديدةُ الخُضْرةِ ، وأَكثرُ نباتِها حين يَشْتَدُّ الحرُّ . قال ، وعن الأَعراب القُدُم : الحُلَّبُ يَسْلَنْطِحُ على الأَرض ، له ورقٌ صِغارٌ مرٌّ ، وأَصلٌ يُبْعِدُ في الأَرض ، وله قُضْبانٌ صِغارٌ ، وسِقاءٌ حُلَّبيٌّ ومَحْلوبٌ ، الأَخيرة عن أَبي حنيفة ، دُبِغَ بالحُلَّبِ ؛ قال الراجز : دَلْوٌ تَمَأّى ، دُبِغَتْ بالحُلَّبِ تَمَأّى أَي اتَّسَعَ . الأَصمعي : أَسْرَعُ الظِّباءِ تَيْسُ الحُلَّبِ ، لأَنه قد رَعَى الرَّبيعَ والرَّبْلَ ؛ والرَّبْلُ ما تَرَبَّلَ من الرَّيِّحة في أَيامِ الصَّفَرِيَّة ، وهي عشرون يوماً من آخر القَيْظِ ، والرَّيِّحَة تكونُ منَ الحُلَّبِ ، والنَّصِيِّ والرُّخامى والـمَكْرِ ، وهو أَن يظهَر النَّبْتُ في أُصوله ، فالتي بَقِيَتْ من العام الأَوَّل في الأَرضِ ، تَرُبُّ الثَّرَى أَي تَلْزَمُه . والمَحْلَبُ : شَجَرٌ له حَبٌّ يُجْعَلُ في الطِّيبِ ، واسمُ ذلك الطِّيبِ الـمَحْلَبِيَّةُ ، على النَّسَبِ إِليه ؛ قال أَبو حنيفة : لم يَبْلُغْني أَنه يَنْبُتُ بشيءٍ مِنْ بلادِ العَرَبِ . وحَبُّ الـمَحْلَبِ : دواءٌ من الأَفاويهِ ، وموضِعُه الـمَحْلَبِيَّة . والحِلِبْلابُ : نبتٌ تَدومُ خُضْرَتُه في القَيْظِ ، وله ورقٌ أَعْرَضُ من الكَفِّ ، تَسْمَنُ عليه الظِّباءُ والغنمُ ؛ وقيل : هو نَباتٌ سُهْليٌّ ثُلاثيٌّ كسِرِطْرَاطٍ ، وليس برُباعِيٍّ ، لأَنه ليس في الكَلامِ كَسِفِرْجالٍ . وحَلاَّبٌ ، بالتشديد : اسمُ فَرَسٍ لبَني تَغْلبَ . التهذيبُ : حَلاَّبٌ من أَسماءِ خيلِ العرب السابقة . أَبو عبيدة : حَلاَّبٌ من نِتاجِ الأَعْوجِ . الأَزهري ، عن شمر : يومٌ حَلاَّبٌ ، ويومٌ هَلاَّبٌ ، ويومٌ همَّامٌ ، ويومٌ صَفْوانُ ومِلْحانُ وشِيبانُ ؛ فأَما الهَلاَّبُ فاليابسُ بَرْداً ، وأَما الحَلاَّب ففيه نَدىً ، وأَما الهَمَّامُ فالذي قد هَمَّ بالبَرْد . وحَلَبُ : مدينةٌ بالشامِ ؛ وفي التهذيب : حَلَبُ اسمُ بَلَدٍ من الثُّغُورِ الشامِيَّة . وحَلَبانُ : اسمُ مَوْضعٍ ؛ قال الـمُخَبَّل السعدي : صَرَمُوا لأَبْرَهَةَ الأُمورَ ، مَحَلُّها * حَلَبانُ ، فانْطَلَقُوا مع الأَقْوالِ ومَحْلَبةُ ومُحْلِب : مَوْضِعانِ ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد : يا جارَ حَمْراءَ ، بأَعْلى مُحْلِبِ ، مُذْنِبَةٌ ، فالقـــــــــاعُ غَيْرُ مُذْنِبِ ، لا شيءَ أَخْزَى مِن زِناءِ الأَشْيَب قوله : مُذنِبَة ، فالْقـــــــاعُ غيرُ مُذْنِبِ يقول : هي المذنبة لا القاعُ ، لأَنه نَكَحَها ثَمَّ . ابن الأَعرابي : الحُلُبُ السُّودُ من كلِّ الحَيوانِ . قال : والحُلُبُ الفُهَماءُ من الرِّجالِ . الأَزهري : الحُلْبُوبُ اللَّوْنُ الأَسْودُ ؛ قال رؤْبة : واللَّوْنُ ، في حُوَّتِه ، حُلْبُوبُ والحُلْبُوبُ : الأَسْوَدُ من الشَّعَرِ وغيره . يقال : أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ أَي حالِكٌ . ابن الأَعرابي : أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ وسُحْكُوكٌ وغِرْبيبٌ ؛ وأَنشد : أَمـَا تَرانِي ، اليَوْمَ ، عَشّاً ناخِصَا ، * أَسْوَدَ حُلْبوباً ، وكنتُ وابِصَا عَشّاً ناخِصاً : قليلَ اللحم مَهْزُولاً . ووابِصاً : بَرَّاقاً . "
المعجم: لسان العرب
برم
" البَرَمُ : الذي لا يَدْخُل مع القوم في المَيْسِر ، والجمع أَبْرامٌ ؛
وأَنشد الليث : إذا عُقَبُ القُدُور عُدِدْنَ مالاً ، تَحُثُّ حَلائلَ الأَبْرامِ عِرْسِي وأَنشد الجوهري : ولا بَرَماً تُهْدى النساءُ لعِرْسِهِ ، إذا القَشْعُ من بَرْدِ الشتاءِ تَقَعْقَعا وفي المثل : أَبَرَماً قَرُوناً أي هو بَرَمٌ ويأْكل مع ذلك تَمرَتَيْن تَمرتَيْن ، وفي حديث وفْدِ مَذحجِ : كِرامٌ غير أَبْرامٍ ؛ الأَبْرامُ : اللِّئامُ ، واحِدُهم بَرَمٌ ، بفتح الراء ، وهو في الأَصل الذي لا يَدْخُل مع القومِ في المَيْسِر ولا يُخْرِج معهم فيه شيئاً ؛ ومنه حديث عمرو بن معديكرب :، قال لعُمر أَأَبْرامٌ بَنو المُغِيرة ؟، قال : ولَِمَ ؟، قال نزلتُ فيهم فما قَرَوْني غير قَوْس وثَوْرٍ وكَعْب ، فقال عمر : إنَّ في ذلك لَشِبَعاً ؛ القَوْسُ : ما يَبْقى في الجُلَّة من التَّمْر ، والثَّوْرُ : قطعة عظيمة من الأَقِط ، والكَعْبُ : قِطْعة من السَّمْن ؛ وأما ما أَنشده ابن الأعرابي من قول أُحَيْحة : إنْ تُرِدْ حَرْبي ، تُلاقِ فَتىً غيرَ مَمْلوكٍ ولا بَرَمَه ؟
قال ابن سيده : فإنه عَنى بالبَرَمَة البَرَمَ ، والهاء مبالغة ، وقد يجوز أن يؤنث على معنى العَيْنِ والنَّفْس ، قال : والتفسير لنا نحن إذ لا يَتَّجِه فيه غير ذلك . والبَرَمةُ : ثَمَرةُ العِضاهِ ، وهي أَوَّل وَهْلة فَتْلةٌ ثم بَلَّةٌ ثم بَرَمةٌ ، والجمع البَرَمُ ، قال : وقد أَخطأَ أَبو حنيفة في قوله : إن الفَتْلة قَبْل البَرَمَة ، وبَرَمُ العِضاهِ كله أَصفر إلاَّ بَرَمَة العُرْفُطِ فإنها بَيْضاء كأَنَّ هَيادِبها قُطْن ، وهي مثل زِرِّ القَمِيص أَو أَشَفُّ ، وبَرَمة السَّلَم أَطيب البَرَمِ رِيحاً ، وهي صَفْراء تؤْكَل ، طيِّبة ، وقد تكون البَرَمَةُ للأَراكِ ، والجمع بَرَمٌ وبِرامٌ . والمُبْرِمُ : مُجْتَني البَرَمِ ، وخصَّ بعضهم به مُجْتَني بَرَمَ الأَراك . أَبو عمرو : البَرَمُ ثَمَر الطَّلْح ، واحدته بَرَمَة . ابن الأعرابي : العُلَّفَةُ من الطَّلْم ما أَخلفَ بعد البَرَمَة وهو شبه اللُّوبياء ، والبَرَمُ ثَمَرُ الأَراك ، فإذا أَدْرَك فهو مَرْدٌ ، وإذا اسْوَدَّ فهو كَباثٌ وبَريرٌ . وفي حديث خُزيمة السلمي : أَيْنَعَتِ العَنَمَةُ وسَقَطَت البَرَمةُ ؛ هي زَهْرُ الطَّلْح ، يعني أنها سَقَطَتْ من أَغْصانها للجَدْب . والبَرَمُ : حَبُّ العِنب إذا كان فوق الذَّرِّ ، وقد أَبْرَمَ الكَرْمُ ؛ عن ثعلب . والبَرَمُ ، بالتحريك : مصدر بَرِمَ بالأَمْرِ ، بالكسر ، بَرَماً إذا سَئِمَهُ ، فهو بَرِمٌ ضَجِر . وقد أَبْرَمَهُ فلان إبْراماً أي أَمَلَّه وأَضْجَره فَبَرِمَ وتَبَرَّم به تَبَرُّماً . ويقال : لا تُبْرِمْني بكَثرة فُضولك . وفي حديث الدعاء : السلامُ عليك غير مُوَدَّعٍ بَرَماً ؛ هو مصدر بَرِمَ به ، بالكسر ، يَبْرَمُ بَرَماً ، بالفتح ، إذا سَئِمَه ومَلَّه . وأَبْرَمَ الأَمرَ وبَرَمَه : أَحْكَمه ، والأصل فيه إبْرامُ الفَتْل إذا كان ذا طاقيْن . وأَبْرَمَ الحَبْلَ : أَجادَ فتله . وقال أَبو حنيفة : أَبْرَمَ الحَبْلَ جعله طاقَيْن ثم فَتَله . والمُبْرَمُ والبَريمُ : الحَبْل الذي جمع بين مَفْتُولَيْن فَفُتِلا حَبْلاً واحداً مثل ماء مُسْخَنٌ وسَخِينٌ ، وعَسَلٌ مُعْقَدٌ وعَقِيدٌ ، ومِيزانٌ مُتْرَصٌ وتَريصٌ . والمُبْرَمُ من الثِّياب : المَفْتُول الغَزْل طاقَيْن ، ومنه سمِّي المُبْرَمُ ، وهو جنسٌ من الثِّياب . والمَبارِمُ : المَغازِلُ التي يُبْرَمُ بها . والبَريمُ : خَيْطان مُخْتلفان أَحمرُ وأَصفرُ ، وكذلك كل شيء فيه لَوْنان مُخْتلِطان ، وقيل : البَريمُ خَيْطان يكونان من لَوْنَيْن . والبَريمُ : ضَوْءُ الشمس مع بَقِيَّة سَوادِ الليل . والبَريمُ : الصبْح لِما فيه من سَوادِ الليل وبَياض النهار ، وقيل : بَريمُ الصبح خَيْطه المُخْتلط بِلَوْنَيْن ، وكل شيئين اختلَطا واجْتمعا بَريمٌ . والبَريمُ : حَبْل فيه فَوْنان مُزَيَّن بجَوْهر تشدُّه المرأَة على وَسَطها وعَضُدِها ؛ قال الكَروّس بن حصن (* قوله « قال الكروس بن حصن » هكذا في الأصل ، وفي شرح القاموس : الكروس بن زيد ، وقد استدرك الشارح هذا الاسم على المجد في مادة كرس ). وقائلةٍ : نِعْمَ الفَتى أَنت من فَتىً ؛ إذا المُرْضِعُ العَرْجاءُ جالَ بَريمُها وفي رواية : مُحَضَّرة لا يُجْعَل السِّتْر دُونه ؟
قال ابن بري : وهذا البيت على هذه الرواية ذكره أَبو تَمّام للفرزدق في باب المديح من الحماسة . أبو عبيد : البَريمُ خَيْط فيه أَلوانٌ تشدُّه المرأَة على حَقْوَيْها . وقال الليث : البَريمُ خيط يُنْظَم فيه خَرَز فتشدُّه المرأَة على حَقْويَهْا . والبَريمُ : ثوب فيه قَزٌّ وكتّانٌ . والبَريمُ : خليط يُفْتَل على طاقَيْن ، يُقال : بَرَمْتُه وأَبْرَمْتُه . الجوهري : البَريمُ الحبْل المَفْتول يكون فيه لَوْنان ، وربَّما شدَّتْه المرأَةُ على وَسَطها وعَضُدها ، وقد يُعلَّق على الصبيّ تدفَع به العَيْن ، ومنه قيل للجيش بَريم لأَلْوان شِعار القَبائل فيه ؛
وأَنشد ابن بري للعجاج : أَبْدى الصَّباحُ عن بَريمٍ أَخْصفَ ؟
قال : البَريمُ حبْل فيه لَوْنان أَسود وأبيض ، وكذلك الأخْصَفُ والخَصِيفُ ، ويشبَّه به الفَجْر الكاذِبُ أَيضاً ، وهو ذَنَب السِّرْحان ؛ قال جامِعُ ابن مُرْخِيَة : لقد طَرَقَتْ دَهْماء ، والبُعْدُ بينها ، ولَيْل ، كأثْناء اللِّفاعِ ، بَهِيمُ على عَجَلٍ ، والصبحُ بالٍ كأَنه بأَدْعَجَ من لَيْلِ التِّمام بَريم ؟
قال : والبَريمُ أيضاً الماءُ الذي خالَط غيرَه ؛ قال رؤبة : حتى إذا ما خاضَتِ البَرِيما والبَريمُ : القَطيع من الغنَم يكون فيه ضَرْبان من الضَّأْن والمَعَز . والبَريمُ : الدمع مع الإثْمِدِ . وبَرِيمُ القوم : لَفِيفُهم . والبَرِيمُ : الجَيْش فيه أَخْلاط من الناس . والبَرِيمان : الجَيْشان عرَب وعَجَم ؛ قالت لَيْلى الأَخْيَلِيَّة : يا أَيها السَّدِمُ المُلَوِّي رأْسَه لِيَقُود من أَهل الحِجاز بَرِيما أَرادت جَيْشاً ذا لَوْنَيْن ، وكلُّ ذي لَوْنَيْن بَريمٌ . ويُقال : اشْوِ لَنا من بَرِيَميْها أَي من الكَبِد والسَّنام يُقَدَّان طُولاً ويُلَفَّان بِخَيْط أو غيره ، ويقال : سمِّيا بذلك لبَياض السَّنام وسَوادِ الكَبِد . والبُرُمُ : القَومُ السيِّئُو الأَخْلاق . والبَرِيمُ العُوذَة . والبَرَم : قِنانٌ من الجبال ، واحدتها بَرَمَة . والبُرْمَةُ : قِدْر من حجارة ، والجمع بَرَمٌ وبِرامٌ وبُرْمٌ ؛ قال طرَفة : جاؤوا إليك بكل أَرْمَلَةٍ شَعْثاءَ تَحْمِل مِنْقَعَ البُرم وأَنشد ابن بري للنابغة الذبياني : والبائعات بِشَطَّيْ نخْلةَ البُرَمَا وفي حديث بَرِيرَةَ : رَأَى بُرْمةً تَفُورُ ؛ البُرْمة : القِدْرُ مطلقاً ، وهي في الأصل المُتَّخَذَة من الحَجر المعروف بالحجاز واليَمن . والمُبْرِمُ : الذي يَقْتَلِعُ حِجارةَ البِرامِ من الجبل ويقطَعُها ويُسَوِّيها ويَنْحَتها . يقال : فلان مُبْرِمٌ للَّذي يقْتَطِعُها من جَبَلها ويَصْنعَها . ورجل مُبْرِمٌ : ثَقِيلٌ ، منه ، كأَنه يَقْتَطِع من جُلَسائه شيئاً ، وقيل : الغَثُّ الحديثِ من المُبْرِمِ وهو المُجْتَني ثَمَر الأَراك . أَبو عبيدة : المُبْرِمُ الغَثُّ الحديثِ الذي يحدِّث الناسَ بالأحاديث التي لا فائدة فيها ولا معنى لها ، أُخِذَ من المُبْرِم الذ يَجْني البَرَمَ ، وهو ثمر الأراك لا طَعْم له ولا حَلاوة ولا حُمُوضة ولا معنى له . وقال الأَصمعي : المُبْرِمُ الذي هو كَلٌّ على صاحبه لا نَفْعَ عنده ولا خَيْر ، بمنزلة البَرَم الذي لا يدخُل مع القومِ في المَيْسِر ويأْكل معهم من لَحْمِه . والبَيْرَمُ العَتَلَةُ ، فارِسيّ معرَّب ، وخصَّ بعضهم به عَتَلَة النَّجَّار ، وهو بالفارسيَّة بتفخيم الباء . والبَرَمُ : الكُحْل ؛ ومنه الخبر الذي جاء : من تسمَّع إلى حديث قومٍ صُبَّ في أُذنه البَرَمُ ؛ قال ابن الأَعرابي : قلت للمفضَّل ما البَرَمُ ؟، قال : الكُحْل المُذاب ؛ قال أَبو منصور : ورواه بعضهم صُبَّ في أُذنه البَيْرَمُ ، قال ابن الأَعرابي : البَيْرَمُ البِرْطِيلُ ، وقال أَبو عبيدة : البَيْرَمُ عَتَلَةُ النَّجار ، أو ، قال : العَتَلة بَيْرَمُ النجار . وروى ابن عبا ؟
قال :، قال رسُول الله ، صلى الله عليه وسلم : من اسْتَمَع إلى حديث قومٍ وهم له كارِهُون مَلأَ الله سمعَه من البَيْرَم والآنُكِ ، بزيادة الياء . والبُرامُ ، بالضم : القُرادُ وهو القِرْشام ؛
وأَنشد ابن بري لجؤية بن عائذ النَّصْري : مُقيماً بمَوْماةٍ كأَن بُرَامَها ، إذا زالَ في آل السَّراب ، ظَليمُ والجمع أَبْرِمَةٌ ؛ عن كراع . وبِرْمةُ : موضع ؛ قال كثيِّر عَزَّة : رَجَعْت بها عَنِّي عَشِيَّة بِرْمةٍ ، شَماتةَ أَعْداءٍ شُهودٍ وغُيَّب وأَبْرَمُ : موضع ، وقيل نَبْت (* قوله « وابرم موضع وقيل نبت » ضبط في الأصل والقاموس والتكملة بفتح الهمزة ، وفي ياقوت بكسرها وصوبه شارح القاموس )؛ مثَّل به سيبويه وفسَّره السيرافي . وبَرامٌ وبِرامٌ : موضع ؛ قال لبيد : أَقْوى فَعُرِّيَ واسطٌ فبَِرامُ من أَهْلِه ، فَصُوَائِقٌ فَخُزامُ وبُرْمٌ : اسم جبل ؛ قال أَبو صخر الهذلي : ولو أنَّ ما حُمِّلْتُ حُمِّلَه شَعَفَاتُ رَضْوَى ، أَو ذُرَى بُرْم "
المعجم: لسان العرب
أزر
" أَزَرَ به الشيءُ : أَحاطَ ؛ عن ابن الأَعرابي . والإِزارُ : معروف . والإِزار : المِلْحَفَة ، يذكر ويؤنث ؛ عن اللحياني ؛ قال أَبو ذؤيب : تَبَرَّأُ مِنْ دَمِ القَتيلِ وبَزِّه ، وقَدْ عَلِقَتْ دَمَ القَتِيل إِزارُها يقول : تَبَرَّأُ من دم القَتِيل وتَتَحَرَّجُ ودمُ القتيل في ثوبها . وكانوا إِذا قتل رجل رجلاً قيل : دم فلان في ثوب فلان أَي هو قتله ، والجمع آزِرَةٌ مثل حِمار وأَحْمِرة ، وأُزُر مثل حمار وحُمُر ، حجازية ؛ وأُزْر : تميمية على ما يُقارب الاطِّراد في هذا النحو . والإِزارَةُ : الإِزار ، كم ؟
قالوا للوِساد وسادَة ؛ قال الأَعشى : كَتَمايُلِ ، النَّشْوانِ يَرْ فُلُ في البَقيرَة والإِزارَ ؟
قال ابن سيده : وقول أَبي ذؤيب : وقد عَلِقَتْ دَمَ القَتِيلِ إِزارُها يجوز أَن يكون على لغة من أَنَّث الإِزار ، ويجوز أَن يكون أَراد إِزارَتَها فحذف الهاء كما ، قالوا ليت شِعْري ، أَرادوا ليت شِعْرتي ، وهو أَبو عُذْرِها وإنما المقول ذهب بعُذْرتها . والإِزْرُ والمِئْزَرُ والمِئْزَرَةُ : الإِزارُ ؛ الأَخيرة عن اللحياني . وفي حديث الاعتكاف : كان إِذا دخل العشرُ الأَواخرُ أَيقظ أَهله وشَدَّ المئْزَرَ ؛ المئزَرُ : الإِزار ، وكنى بشدّة عن اعتزال النساء ، وقيل : أَراد تشميره للعبادة . يقال : شَدَدْتُ لهذا الأَمر مِئْزَري أَي تشمرت له ؛ وقد ائْتَزَرَ به وتأَزَّرَ . وائْتَزَرَ فلانٌ إزْرةً حسنةً وتأَزَّرَ : لبس المئزر ، وهو مثل الجِلْسَةٍ والرِّكْبَةِ ، ويجوز أَن تقول : اتَّزَرَ بالمئزر أَيضاً فيمن يدغم الهمزة في التاء ، كما تقول : اتَّمَنْتُهُ ، والأَصل ائْتَمَنْتُهُ . ويقال : أَزَّرْتهُ تأْزيراً فَتَأَزَّرَ . وفي حديث المْبعثَ :، قال له ورقة إِنْ يُدْرِكْني يومُك أَنْصُرْك نَصْراً مُؤَزَّراً أَي بالغاً شديداً يقال : أَزَرَهُ وآزَرَهُ أَعانه وأَسعده ، من الأَزْر : القُوَّةِ والشِّدّة ؛ ومنه حديث أَبي بكر أَنه ، قال للأَنصار يوم السَّقِيفَةِ : لقد نَصَرْتُم وآزَرْتُمْ وآسَيْتُمْ . الفرّاء : أَزَرْتُ فلاناً آزُرُه أَزْراً قوّيته ، وآزَرْتُه عاونته ، والعامة تقول : وازَرْتُه . وقرأَ ابن عامر : فَأَزَرَهُ فاسْتَغْلَظَ ، على فَعَلَهُ ، وقرأَ سائر القرّاء : فَآزَرَهُ . وقال الزجاج : آزَرْتُ الرجلَ على فلان إِذا أَعنته عليه وقوّيته . قال : وقوله فآزره فاستغلظ ؛ أَي فآزَرَ الصغارُ الكِبارَ حتى استوى بعضه مع بعض . وإِنه لحَسَنُ الإِزْرَةِ : من الإِزارِ ؛ قال ابن مقبل : مثلَ السِّنان نَكيراً عند خِلَّتِهِ لكل إِزْرَةِ هذا الدهره ذَا إِزَرِ . وجمعُ الإِزارِ أُزُرٌ . وأَزَرْتُ فلاناً إِذا أَلبسته إِزاراً فَتَأَزَّرَ تَأَزُّراً . وفي الحديث :، قال الله تعالى : العَظَمَة إِزاري والكِبْرياء ردائي ؛ ضرب بهما مثلاً في انفراده بصفة العظمة والكبرياء أَي ليسا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازاً كالرحمة والكرم وغيرهما ، وشَبَّهَهُما بالإِزار والرداء لأَن المتصف بهما يشتملانه كما يشتمل الرداءُ الإِنسان ، وأَنه لا يشاركه في إِزاره وردائه أَحدٌ ، فكذلك لا ينبغي أَن يشاركه اللهَ تعالى في هذين الوصفين أَحدٌ . ومنه الحديث الآخر : تَأَزَّرَ بالعَظَمَةِ وتَردّى بالكبرياء وتسربل بالعز ؛ وفيه : ما أَسْفَلَ من الكعبين من الإِزارِ فَفِي النار أَي ما دونه من قدَم صاحبه في النار عقوبةً له ، أَو على أَن هذا الفعل معدود في أَفعال أَهل النار ؛ ومنه الحديث : إِزْرَةُ المؤمن إلى نصف الساق ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين ؛ الإِزرة ، بالكسر : الحالة وهيئة الائتزار ؛ ومنه حديث عثمان :، قال له أَبانُ بنُ سعيد : ما لي أَراك مُتَحَشِّفاً ؟ أَسْبِلْ ، فقال : هكذا كان إِزْرَةُ صاحبنا . وفي الحديث : كان يباشر بعض نسائه وهي مُؤُتَزِرَةٌ في حالة الحيض ؛ أَي مشدودة الإِزار . قال ابن الأَثير : وقد جاء في بعض الروايات وهي مُتَّزِرَةٌ ، قال : وهو خطأٌ لأَن الهمزة لا تدغم في التاء . والأُزْرُ : مَعْقِدُ الإِزارِ ، وقيل : الإِزار كُلُّ ما واراك وسَتَرك ؛ عن ثعلب . وحكي عن ابن الأَعرابي : رأَيت السَّرَوِيَّ (* قوله « السروي » هكذا بضبط الأصل .) يمشي في داره عُرْياناً ، فقلت له : عرياناً ؟ فقال : داري إِزاري . والإِزارُ : العَفافُ ، على المثل ؛ قال عديّ بن زيد : أَجْلِ أَنَّ اللهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ فَوْقَ مَنْ أَحْكأَ صُلْباً بِإِزارِ أَبو عبيد : فلان عفيف المِئْزَر وعفيف الإِزارِ إِذا وصف بالعفة عما يحرم عليه من النساء ، ويكنى بالإِزار عن النفس وعن المرأَة ؛ ومنه قول نُفَيْلَةَ الأَكبر الأَشْجعيّ ، وكنيته أَبو المِنْهالِ ، وكان كتب إِلى عمربن الخطاب أَبياتاً من الشعر يشير فيها إلى رجل ، كان والياً على مدينتهم ، يخرج الجواريَ إِلى سَلْعٍ عند خروج أَزَواجهن إِلى الغزو ، فيَعْقِلُهُن ويقول لا يمشي في العِقال إِلا الحِصَان ، فربما وقعت فتكشفت ، وكان اسم هذا الرجل جعدة بن عبدالله السلمي ؛ فقال : أَلا أَبلِغْ ، أَبا حَفْصٍ ، رسولاً فِدىً لك ، من أَخي ثِقَةٍ ، إِزاري قَلائِصَنَا ، هداك الله ، إِنا شُغِلْنَا عنكُمُ زَمَنَ الحِصَارِ فما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ ، قَفَا سَلْعٍ ، بِمُخْتَلَفِ النِّجار قلائِصُ من بني كعب بن عمرو ، وأَسْلَمَ أَو جُهَيْنَةَ أَو غِفَارِ يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ من سُلَيمٍ ، غَوِيِّ يَبْتَغِي سَقَطَ العْذَارِي يُعَقّلُهُنَّ أَبيضُ شَيْظَمِيٌّ ، وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الخِيَارِ وكنى بالقلائص عن النساء ونصبها على الإِغراء ، فلما وقف عمر ، رضي الله عنه ، على الأَبيات عزله وسأَله عن ذلك الأَمر فاعترف ، فجلده مائةً مَعْقُولاً وأَطْرَدَهُ إلى الشام ، ثم سئل فيه فأَخرجه من الشام ولم يأْذن له في دخول المدينة ، ثم سئل فيه أَن يدخل لِيُجَمِّعَ ، فكان إِذا رآه عمر توعده ؛ فقال : أَكُلَّ الدَّهرِ جَعْدَةُ مُسْتحِقٌّ ، أَبا حَفْصٍ ، لِشَتْمٍ أَو وَعِيدِ ؟ فَمَا أَنا بالْبَريء بَرَاه عُذْرٌ ، ولا بالخَالِعِ الرَّسَنِ الشَّرُودِ وقول جعدة قوله (* قوله « مضمّ » في نسخة مجر كذا بهامش الأَصل ). أَي ساوى نبتُها الضال ، وهو السِّدْر البريّ ، أَراد : فآزره الله تعالى فساوى الفِراخُ الطِّوالَ فاستوى طولها . وأَزَّرَ النبتُ الأَرضَ : غطاها ؛ قال الأَعشى : يُضاحِكُ الشَّمْسَ منها كوكبٌ شَرِقٌ ، مُؤُزَّرٌ بعميم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ وآزَرُ : اسم أَعجمي ، وهو اسم أَبي إِبراهيم ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ؛ وأَما قوله عز وجل : وإِذ ، قال إِبراهيم لأَبيه آزر ؛ قال أَبو إِسحق : يقرأُ بالنصب آزرَ ، فمن نصب فموضع آزر خفض بدل من أَبيه ، ومن قرأَ آزرُ ، بالضم ، فهو على النداء ؛ قال : وليس بين النسَّابين اختلاف أَن اسم أَبيه كان تارَخَ والذي في القرآن يدل على أَن اسمه آزر ، وقيل : آزر عندهم ذمُّ في لغتهم كأَنه ، قال وإِذ ، قال : وإذ ، قال إِبراهيم لأَبيه الخاطئ ، وروي عن مجاهد في قوله : آزر أَتتخذ أَصناماً ، قال لم يكن بأَبيه ولكن آزر اسم صنم ، وإِذا كان اسم صنم فموضعه نصب كأَنه ، قال إِبراهيم لأَبيه أَتتخذ آزر إِلهاً ، أَتتخذ أَصناماً آلهة ؟. "
المعجم: لسان العرب
ألف
" الأَلْفُ من العَدَد معروف مذكر ، والجمع آلُفٌ ؛ قال بُكَيْر أَصَمّ بني الحرث بن عباد : عَرَباً ثَلاثَة آلُفٍ ، وكَتِيبةً أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ من بَني الفَدّامِ والافٌ وأُلُوفٌ ، يقال ثلاثةُ آلاف إلى العشرة ، ثم أُلُوفٌ جمع الجمع . قال اللّه عز وجل : وهم أُلُوفٌ حَذَرَ الـمَوْتِ ؛ فأَما قول الشاعر : وكان حامِلُكُم مِنّا ورافِدُكُمْ ، وحامِلُ المِينَ بعد المِينَ والأَلَفِ إنما أَراد الآلافَ فحذف للضرورة ، وكذلك أَراد المِئِين فحذف الهمزة . ويقال : أَلْفٌ أَقْرَعُ لأَن العرب تُذَكِّرُ الأَلفَ ، وإن أُنّث على أَنه جمع فهو جائز ، وكلام العرب فيه التذكير ؛ قال الأَزهري : وهذا قول جميع النحويين . ويقال : هذا أَلف واحد ولا يقال واحدة ، وهذا أَلف أَقْرَعُ أَي تامٌّ ولا يقال قَرْعاءُ . قال ابن السكيت : ولو قلت هذه أَلف بمعنى هذه الدراهمُ أَلف لجاز ؛
وأَنشد ابن بري في التذكير : فإنْ يَكُ حَقِّي صادِقاً ، وهو صادِقي ، نَقُدْ نَحْوَكُمْ أَلْفاً من الخَيْلِ أَقْرَع ؟
قال : وقال آخر : ولو طَلَبُوني بالعَقُوقِ ، أَتَيْتُهُمْ بأَلْفٍ أُؤَدِّيهِ إلى القَوْمِ أَقْرَعا وأَلَّفَ العَدَدَ وآلَفَه : جعله أَلْفاً . وآلَفُوا : صاروا أَلفاً . وفي الحديث : أَوَّلُ حَيّ آلَفَ مع رسولِ اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، بنو فلان . قال أَبو عبيد : يقال كان القوم تِسْعَمائة وتِسْعةً وتسعين فآلفْتُهم ، مَـمْدُود ، وآلَفُوا هم إذا صاروا أَلفاً ، وكذلك أَمـْأَيْتُهم فأَمـْأَوْا إذا صاروا مائةً . الجوهري : آلَفْتُ القومَ إيلافاً أَي كَمَّلْتُهم أَلفاً ، وكذلك آلَفْتُ الدراهِمَ وآلَفَتْ هي . ويقال : أَلْفٌ مؤَلَّفَةٌ أَي مُكَمَّلةٌ . وأَلَفَه يأْلِفُه ، بالكسر ، أَي أَعْطاه أَلفاً ؛ قال الشاعر : وكَريمةٍ مِنْ آلِ قَيْسَ أَلَفْتُه حتى تَبَذَّخَ فارْتَقى الأَعْلامِ أَي ورُبَّ كَريمةٍ ، والهاء للمبالغة ، وارْتَقى إلى الأعْلام ، فحَذَف إلى وهو يُريده . وشارَطَه مُؤَالَفةً أَي على أَلف ؛ عن ابن الأعرابي . وألِفَ الشيءَ أَلْفاً وإلافاً ووِلافاً ؛ الأَخيرة شاذّةٌ ، وأَلَفانا وأَلَفَه : لَزمه ، وآلَفَه إيّاه : أَلْزَمَه . وفلان قد أَلِفَ هذا الموْضِعَ ، بالكسر ، يأْلَفُه أَلفاً وآلَفَه إيّاه غيرُه ، ويقال أَيضاً : آلَفْتُ الموضع أُولِفُه إيلافاً ، وكذلك آلَفْتُ الموضِعَ أُؤالِفُه مُؤَالَفة وإلافاً ، فصارت صُورةُ أَفْعَلَ وفاعَلَ في الماضي واحدة ، وأَلَّفْتُ بين الشيئين تأْلِيفاً فتأَلَّفا وأْتَلَفا . وفي التنزيل العزيز : لإيلافِ قُريش إيلافِهم رِحْلةَ الشِّتاء والصَّيْفِ ؛ فيمن جعل الهاء مفعولاً ورحلةَ مفعولاً ثانياً ، وقد يجوز أَن يكون المفعول هنا واحداً على قولك آلَفْتُ الشيء كأَلِفْتُه ، وتكون الهاء والميم في موضع الفاعل كما تقول عجبت من ضَرْبِ زيدٍ عمراً ، وقال أَبو إسحَق في لإيلافِ قريس ثلاثة أَوجه : لإيلاف ، ولإِلاف ، ووجه ثالث لإلْفِ قُرَيْشٍ ، قال : وقد قُرئ بالوجهين الأَولين . أَبو عبيد : أَلِفْتُ الشيء وآلَفْتُه بمعنى واحد لزمته ، فهو مُؤْلَفٌ ومأْلُوفٌ . وآلَفَتِ الظّباءُ الرَّمْلَ إذا أَلِفَتْه ؛ قال ذو الرمة : مِنَ الـمُؤْلِفاتِ الرَّمْلِ أَدْماءُ حُرَّةٌ ، شُعاعُ الضُّحَى في مَتْنِها يَتَوَضَّحُّ أَبو زيد : أَلِفْتُ الشيءَ وأَلِفْتُ فلاناً إذا أَنِسْتَ به ، وأَلَّفْتُ بينهم تأْلِيفاً إذا جَمَعْتَ بينهم بعد تَفَرُّقٍ ، وأَلَّفْتُ الشيء تأْلِيفاً إذا وصلْت بعضه ببعض ؛ ومنه تأْلِيفُ الكتب . وأَلَّفْتُ الشيءَ أَي وصَلْتُه . وآلَفْتُ فلاناً الشيء إذا أَلزمته إياه أُولِفُه إيلافاً ، والمعنى في قوله تعالى لإِيلافِ قُرَيْشٍ لِتُؤْلَفَ قُريش الرِّحْلَتَيْن فتتصلا ولا تَنْقَطِعا ، فاللام متصلة بالسورة التي قبلها ، أَي أَهلكَ اللّه أَصحابَ الفِيلِ لِتُؤْلَفَ قريشٌ رِحْلَتَيْها آمِنِين . ابن الأَعرابي : أَصحاب الإيلافِ أَربعةُ إخوةٍ : هاشمٌ وعبد شمس والمطلب ونوفل بنو عبد مناف ، وكانوا يُؤَلِّفُون الجِوارَ يُتْبِعُون بعضَه بعضاً يُجِيرون قريشاً بمِيَرِهِم وكانوا يُسَمَّوْنَ الـمُجِيرينَ ، فأَمـّا هاشم فإنه أَخذ حَبْلاً من ملك الروم ، وأَخذ نَوْفَلٌ حَبْلاً من كِسْرى ، وأَخذ عبد شمس حبلاً من النجاشي ، وأَخذ المطلب حبلاً من ملوك حِمْير ، قال : فكان تُجّار قريش يختلفون إلى هذه الأَمصار بحِبال هؤُلاء الإخوة فلا يُتَعَرَّضُ لهم ؛ قال ابن الأَنباري : من قرأَ لإِلافِهم وإلْفِهِم فهما من أَلِفَ يأْلَف ، ومن قرأَ لإيلافهم فهو من آلَفَ يُؤْلِفُ ، قال : ومعنى يُؤَلِّفُون يُهَيِّئوُن ويُجَهِّزُون . قال أَبو منصور : وهو على قول ابن الأَعرابي بمعنى يُجِيرُون ، والإلْفُ والإلافُ بمعنى ؛
وأَنشد حبيب بن أَوس في باب الهجاء لـمُساور بن هند يهجو بني أَسد : زَعَمْتُمْ أَن إخْوَتَكم قُرَيْشٌ ، لَهُمْ إلْفٌ ، وليس لَكُمْ إلافُ وقال الفراء : من قرأَ إلْفِهِمْ فقد يكون من يُؤَلِّفُون ، قال : وأَجود من ذلك أَن يُجْعَلَ من يأْلَفون رِحْلةَ الشتاء والصيف . والإيلافُ : من يُؤْلِفُون أَي يُهَيِّئُونَ ويُجَهِّزُون ، قال ابن الأَعرابي : كان هاشمٌ يُؤَلِّفُ إلى الشام ، وعبدُ شمس يُؤَلِّف إلى الحَبَشةِ ، والمطلبُ إلى اليَمن ، ونَوْفَلٌ إلى فارِسَ . قال : ويتأَلَّفُون أَي يَسْتَجِيرون ؛ قال الأَزهري : ومنه قول أَبي ذؤيب : تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِيناً ، وتُؤْلِفُ الجِوارَ ، ويُغْشِيها الأَمانَ ذِمامُها وفي حديث ابن عباس : وقد عَلِمَتْ قريش أَن أَول من أَخَذ لها الإيلافَ لَهاشِمٌ ؛ الإيلافُ : العَهْدُ والذِّمامُ ، كان هاشم بن عبد مناف أَخذه من الملوك لقريش ، وقيل في قوله تعالى لإيلاف قريش : يقول تعالى : أَهلكت أَصحاب الفيل لأُولِف قريشاً مكة ، ولِتُؤَلِّف قريش رحلة الشتاء والصيف أَي تَجْمَعَ بينهما ، إذا فرغوا من ذه أَخذوا في ذه ، وهو كما تقول ضربته لكذا لكذا ، بحذف الواو ، وهي الأُلْفةُ . وأْتَلَفَ الشيءُ : أَلِفَ بعضُه بعضاً ، وأَلَّفَه : جمع بعضه إلى بعض ، وتَأَلَّفَ : تَنَظَّمَ . والإلْف : الأَلِيفُ . يقال : حَنَّتِ الإلْفُ إلى الإلْفِ ، وجمع الأَلِيف أَلائِفُ مثل تَبِيعٍ وتَبائِعَ وأَفِيلٍ وأَفائِلَ ؛ قال ذو الرمة : فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من أَلائِفِه ، يَرْتادُ أَحْلِيةٍ اعْجازُها شَذَبُ والأُلاَّفِ : جمع آلِفٍ مثل كافِرٍ وكُفّارٍ . وتأَلَّفَه على الإسْلام ، ومنه المؤَلَّفة قلوبُهم . التهذيب في قوله تعالى : لو أَنـْفَقْتَ ما في الأَرض جميعاً ما أَلَّفْت بين قلوبهم ، قال : نزلت هذه الآية في الـمُتَحابِّينَ في اللّه ، قال : والمؤَلَّفةُ قلوبهم في آية الصَّدَقات قومٌ من سادات العرب أَمر اللّه تعالى نبيه ، صلى اللّه عليه وسلم ، في أَول الإسلام بتَأَلُّفِهم أَي بمُقارَبَتِهم وإعْطائهم ليُرَغِّبوا مَن وراءهم في الإسلام ، فلا تَحْمِلهم الحَمِيَّةُ مع ضَعْف نِيّاتِهم على أَن يكونوا إلْباً مع الكفار على المسلمين ، وقد نَفَّلهم النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، يوم حُنَيْن بمائتين من الإبل تأَلُّفاً لهم ، منهم الأَقْرَعُ بن حابِسٍ التميمي ، والعباسُ بن مِرْداسٍ السُّلَمِيّ ، وعُيَيْنةُ بن حِصْن الفَزارِيُّ ، وأَبو سفيانَ بن حَرْبٍ ، وقد ، قال بعض أَهل العلم : إن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، تأَلَّفَ في وقتٍ بعض سادةِ الكفار ، فلما دخل الناس في دين اللّه أَفْواجاً وظهر أَهلُ دين اللّه على جميع أَهل المِلَل ، أَغنى اللّه تعالى ، وله الحمد ، عن أَن يُتَأَلَّف كافرٌ اليومَ بمال يُعْطى لظهور أَهل دينه على جميع الكفار ، والحمد للّه رب العالمين ؛
وأَنشد بعضهم : إلافُ اللّه ما غَطَّيْت بَيْتاً ، دَعائِمهُ الخِلافةُ والنُّسُورُ قيل : إلافُ اللّه أَمانُ اللّه ، وقيل : منزِلةٌ من اللّه . وفي حديث حنين : إني أُعْطِي رجالاً حدِيثي عهد بكُفْرٍ أَتأَلَّفُهم ؛ التأَلُّفُ : الـمُداراةُ والإيناسُ ليَثْبُتُوا على الإسلام رَغْبةً فيما يَصِلُ إليهم من المال ؛ ومنه حديثُ الزكاةِ : سَهْمٌ للمؤلَّفة قلوبهم . والإلْفُ : الذي تأْلَفُه ، والجمع آلافٌ ، وحكى بعضهم في جمع إلْفٍ اُُلُوفٌ . قال ابن سيده : وعندي أَنه جمع آلِفٍ كشاهِدٍ وشُهودٍ ، وهو الأَلِيفُ ، وجمعه أُلَفاءُ والأُنثى آلِفةٌ وإلْفٌ ؛
قال : وحَوْراء الـمَدامِعِ إلْف صَخْر وقال : قَفْرُ فَيافٍ ، تَرى ثَوْرَ النِّعاجِ بها يَروحُ فَرْداً ، وتَبْقى إلْفُه طاوِيهْ وهذا من شاذ البسيط لأَن قوله طاوِيهْ فاعِلُنْ وضربُ البسيط لا يأْتي على فاعلن ، والذي حكاه أَبو إسحَق وعزاه إلى الأَخفش أن أَعرابيّاً سئل أَن يصنع بيتاً تامـّاً من البسيط فصنع هذا البيت ، وهذا ليس بحُجة فيُعْتَدَّ بفاعلن ضرباً في البسيط ، إنما هو في موضوع الدائرة ، فأَمـّا المستعمل فهو فعِلن وفَعْلن . ويقال : فلان أَلِيفي وإلْفي وهم أُلاَّفي ، وقد نَزَعَ البعير إلى أُلاَّفه ؛ وقول ذي الرمة : أَكُنْ مِثْلَ ذي الأُلاَّف ، لُزَّتْ كُراعُه إلى أُخْتِها الأُخْرى ، ووَلَّى صَواحِبُهْ يجوزُ الأُلاَّف وهو جمع آلِف ، والآلاف جمع إلْفٍ . وقد ائتَلَفَ القومُ ائتِلافاً وأَلَّفَ اللّه بينهم تأْليفاً . وأَوالِفُ الطير : التي قد أَلِفَتْ مكةَ والحرمَ ، شرفهما اللّه تعالى . وأَوالِفُ الحمام : دَواجِنُها التي تأْلَفُ البيوتَ ؛ قال العجاج : أَوالِفاً مكةَ من وُرْقِ الحِمى أَراد الحَمام فلم يستقم له الوزن فقال الحِمى ؛ وأَما قول رؤبة : تاللّهِ لو كنت من الأَلاَّف ؟
قال ابن الأعرابي : أَراد بالأُلاَّف الذين يأْلَفُون الأَمْصارَ ، واحدهم آلِفٌ . وآلَفَ الرجلُ : تَجِرَ . وأَلَّفَ القومُ إلى كذا وتَأَلَّفُوا : استجاروا . والأَلِفُ والأَلِيفُ : حرف هجاء ؛ قال اللحياني :، قال الكسائي الأَلف من حروف المعجم مؤنثة ، وكذلك سائر الحروف ، هذا كلام العرب وإن ذكَّرت جاز ؛ قال سيبوبه : حروف المعجم كلها تذكر وتؤنث كما أَنَّ الإنسان يذكّر ويؤنث . وقوله عز وجل : أَلم ذلك الكتاب ، وأَلمص ، وأَلمر ؛ قال الزجاج : الذي اخترنا في تفسيرها قول ابن عباس إن أَلم : أَنا اللّه أَعلم ، وأَلمص : أَنا اللّه أَعلم وأَفْصِلُ ، وأَلمر : أَنا اللّه أَعلم وأرى ؛ قال بعض النحويين : موضع هذه الحروف رفع بما بعدها ، قال : أَلمص كتاب ، فكتاب مرتفع بأَلمص ، وكأَنّ معناه أَلمص حروف كتاب أُنزل إليك ، قال : وهذا لو كان كما وصف لكان بعد هذه الحروف أَبداً ذكر الكتاب ، فقوله : أَلم اللّه لا إله إلا هو الحيّ القيوم ، يدل على أَن الأَمر مرافع لها على قوله ، وكذلك : يس والقرآن الحكيم ، وقد ذكرنا هذا الفصل مستوفى في صدر الكتاب عند تفسير الحروف الـمُقَطَّعةِ من كتاب اللّه عز وجل . "
المعجم: لسان العرب
أخذ
" الأَخْذ : خلاف العطاء ، وهو أَيضاً التناول . أَخذت الشيء آخُذُه أَخذاً : تناولته ؛ وأَخَذَه يأْخُذه أَخْذاً ، والإِخذُ ، بالكسر : الاسم . وإِذا أَمرت قلت : خذْ ، وأَصله أُؤْخُذ إِلا أَنهم استثقلوا الهمزتين فحذفوهما تخفيفاً ؛ قال ابن سيده : فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة ، وقد جاء على الأَصل فقيل : أُوخذ ؛ وكذلك القول في الأَمر من أَكل وأَمر وأَشباه ذلك ؛ ويقال : خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخِطام بمعنى . والتأْخاذُ : تَفْعال من الأَخذ ؛ قال الأَعشى : لَيَعُودَنْ لِمَعَدّ عَكْرَةً دَلَجُ الليلِ وتأْخاذُ المِنَح ؟
قال ابن بري : والذي في شعر الأَعشى : ليُعيدَنْ لمعدٍّ عَكْرَها دَلَجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح أَي عَطْفَها . يقال : رجع فلان إِلى عَكْرِه أَي إِلى ما كان عليه ، وفسر العكْرَ بقوله : دلجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح . والمنَحُ : جمع مِنْحَة ، وهي الناقة يعيرها صاحبها لمن يحلبها وينتفع بها ثم يعيدها . وفي النوادر : إِخاذةُ الحَجَفَةِ مَقْبِضُها وهي ثقافها . وفي الحديث : جاءت امرأَة إِلى عائشة ، رضي الله عنها ، أُقَيّدُ جملي (* قوله « جاءت امرأة إلخ » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس فقالت أقيد ) . وفي حديث آخر : أُؤْخِّذ جملي . فلم تَفْطُنْ لها حتى فُطِّنَتْ فأَمرتْ بإِخراجها ؛ وفي حديث آخر :، قالت لها : أُؤْخِّذُ جملي ؟، قالت : نعم . التأْخيذُ : حَبْسُ السواحر أَزواجَهنَّ عن غيرهنّ من النساء ، وكَنَتْ بالجمل عن زوجها ولم تعلم عائشة ، رضي الله عنها ، فلذلك أَذِنت لها فيه . والتأْخِيذُ : أَن تحتالَ المرأَةُ بحيَل في منعِ زوجِها من جِماع غيرها ، وذلك نوع من السحر . يقال : لفلانة أُخْذَةٌ تُؤْخِّذُ بها الرجال عن النساء ، وقد أَخَّذَتْه الساحرة تأَخيذاً ؛ ومنه قيل للأَسير : أَخِيذٌ . وقد أُخِذَ فلان إِذا أُسر ؛ ومنه قوله تعالى : اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم . معناه ، والله أَعلم : ائْسِروهم . الفراء : أَكذَبُ من أَخِيذ الجيش ، وهو الذي يأْخذُه أَعداؤه فَيَسْتَدِلُّونه على قومه ، فهو يَكْذِبُهم بِجُهْدِه . والأَخيذُ : المأْخُوذُ . والأَخيذ : الأَسير . والأَخِيذَةُ : المرأَة لِسَبْي . وفي الحديث : أَنه أَخذ السيفَ وقال مَن يمنعُك مني ؟ فقال : كن خير آخِذٍ أَي خيرَ آسر . والأَخيذَةُ : ما اغْتُصِبَ من شيء فأُخِذَ . وآخَذَه بذنبه مُؤاخذة : عاقبه . وفي التنزيل العزيز : فكلاًّ أَخذْنا بذَنْبه . وقوله عز وجل : وكأَيِّنْ من قرية أَمليتُ لها وهي ظالمة ثم أَخذتُها ؛ أَي أَخذتها بالعذاب فاستغنى عنه لتقدّم ذكره في قوله : ويستعجلونك بالعذاب . وفي الحديث : من أَصاب من ذلك شيئاً أُخِذَ به . يقال : أُخِذَ فلانٌ بذنبه أَي حُبِسَ وجُوزِيَ عليه وعُوقِب به . وإِن أَخذوا على أَيديهم نَجَوْا . يقال : أَخذتُ على يد فلان إِذا منعته عما يريد أَن يفعله كأَنك أَمْسكت على يده . وقوله عز وجل : وهمَّت كلُّ أُمّة برسولهم ليأْخذوه ، قال الزجاج : ليتمكنوا منه فيقتلوه . وآخَذَه : كأَخَذَه . وفي التنزيل العزيز : ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ؛ والعامة تقول واخَذَه . وأَتى العِراقَ وما أَخذَ إِخْذَه ، وذهب الحجازَ وما أَخذ إِخذه ، ووَلي فلان مكةَ وما أَخذَ إِخذَها أَي ما يليها وما هو في ناحِيتها ، واسْتُعْمِلَ فلانٌ على الشام وما أَخَذَ إِخْذَه ، بالكسر ، أَي لم يأْخذ ما وجب عليه من حسن السيرة ولا تقل أَخْذَه ، وقال الفراء : ما والاه وكان في ناحيته . وذهب بنو فلان ومن أَخَذَ إِخْذُهم وأَخْذُهم ، يكسرون (* قوله « إخذهم وأخذهم يكسرون إلخ » كذا بالأصل وفي القاموس وذهبوا ومن أخذ اخذهم ، بكسر الهمزة وفتحها ورفع الذال ونصبها ) . الأَلف ويضمون الذال ، وإِن شئت فتحت الأَلف وضممت الذال ، أَي ومن سار سيرهم ؛ ومن ، قال : ومن أَخَذَ إِخْذُهم أَي ومن أَخَذَه إِخْذُهم وسيرتُهم . والعرب تقول : لو كنت منا لأَخَذْتَ بإِخذنا ، بكسر الأَلف ، أَي بخلائقنا وزِيِّنا وشكلنا وهدينا ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : فلو كنتمُ منا أَخَذْنا بأَخْذكم ، ولكنها الأَوجاد أَسفل سافل (* قوله « ولكنها الأوجاد إلخ » كذا بالأصل وفي شرح القاموس الأجساد ) . فسره فقال : أَخذنا بأَخْذِكم أَي أَدركنا إِبلَكم فردَدناها عليكم ، لم يقل ذلك غيره . وفي الحديث : قد أَخَذُوا أَخَذاتِهم ؛ أَي نزلوا منازِلَهم ؛ قال ابن الأَثير : هو بفتح الهمزة والخاء . والأُخْذَة ، بالضم : رقية تأْخُذُ العينَ ونحوها كالسحر أَو خرزة يُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجال ، من التأْخِيذِ . وآخَذَه : رَقاه . وقالت أُخْتُ صُبْحٍ العاديِّ تبكي أَخاها صبحاً ، وقد قتله رجل سِيقَ إِليه على سرير ، لأَنها قد كانت أَخَذَتْ عنه القائمَ والقاعدَ والساعِيَ والماشِيَ والراكِبَ : أَخَذْتُ عنك الراكِبَ والساعِيَ والماشِيَ والقاعِدَ والقائِمَ ، ولم آخُذْ عنك النائمَ ؛ وفي صبح هذا يقول لبيد : ولقد رأَى صُبْحٌ سوادَ خليلِه ، ما بين قائمِ سَيْفِهِ والمِحْمَلِ عن بخليله كَبِدَه لأَنه يروى أَن الأَسد بَقَر بطنه ، وهو حيٌّ ، فنظر إِلى سوادِ كَبِده . ورجل مُؤَخَّذٌ عن النساء : محبوس . وائْتَخَذْنا في القتال ، بهمزتين : أَخَذَ بعضُنا بعضاً . والاتِّخاذ : افتعال أَيضاً من الأَخذ إِلا أَنه أُدغم بعد تليين الهمزة وإِبدال التاء ، ثم لما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا أَن التاء أَصلية فبنوا منه فَعِلَ يَفْعَلُ . قالوا : تَخِذَ يَتْخَذ ، وقرئ : لتَخِذْت عليه أَجراً . وحكى المبرد أَن بعض العرب يقول : اسْتَخَذَ فلان أَرضاً يريد اتَّخَذَ أَرضاً فتُبْدِلُ من إِحدى التاءين سيناً كما أَبدلوا التاءَ مكان السين في قولهم ستُّ ؛ ويجوز أَن يكون أَراد استفعل من تَخِذَ يَتْخَذ فحذف إِحدى التاءَين تخفيفاً ، كما ، قالوا : ظَلْتُ من ظَلِلْتُ . قال ابن شميل : اسْتَخَذْتُ عليهم يداً وعندهم سواءٌ أَي اتَّخَذْتُ . والإِخاذةُ : الضَّيْعَة يتخذها الإِنسان لنفسه ؛ وكذلك الإِخاذُ وهي أَيضاً أَرض يحوزها الإِنسان لنفسه أَو السلطان . والأَخْذُ : ما حَفَرْتَ كهيئةِ الحوض لنفسك ، والجمع الأُخْذانُ ، تُمْسِكُ الماءَ أَياماً . والإِخْذُ والإِخْذَةُ : ما حفرته كهيئةِ الحوض ، والجمع أُخْذٌ وإِخاذ . والإِخاذُ : الغُدُرُ ، وقيل : الإِخاذُ واحد والجمع آخاذ ، نادر ، وقيل : الإِخاذُ والإِخاذةُ بمعنى ، والإِخاذةُ : شيء كالغدير ، والجمع إِخاذ ، وجمع الإِخاذِ أُخُذٌ مثل كتاب وكُتُبٍ ، وقد يخفف ؛ قال الشاعر : وغادَرَ الأُخْذَ والأَوجاذَ مُتْرَعَة تَطْفُو ، وأَسْجَل أَنْهاءً وغُدْرانا وفي حديث مَسْروقِ بنِ الأَجْدَع ، قال : ما شَبَّهْتُ بأَصحاب محمد ، صلى الله عليه وسلم ، إِلا الإِخاذ تكفي الإِخاذةُ الراكب وتكفي الإِخاذَةُ الراكبَين وتكفي الإِخاذَةُ الفِئامَ من الناسِ ؛ وقال أَبو عبيد : هو الإِخاذُ بغير هاء ؛ وهو مجتَمَع الماءِ شبيهٌ بالغدير ؛ قال عدِيّ بنُ زيد يصف مطراً : فاضَ فيه مِثلُ العُهونِ من الرَّوْ ضِ ، وما ضنَّ بالإِخاذِ غُدُرْ وجمع الإِخاذِ أُخُذٌ ؛ وقال الأَخطل : فظَلَّ مُرْتَثِئاً ، والأُخْذُ قد حُمِيَتْ ، وظَنَّ أَنَّ سَبِيلَ الأُخْذِ مَيْمُونُ وقاله أَيضاً أَبو عمرو وزاد فيه : وأَما الإِخاذةُ ، بالهاء ، فإِنها الأَرض يأْخذها الرجل فيحوزها لنفسه ويتخذها ويحييها ، وقيل : الإِخاذُ جمع الإِخاذةِ وهو مَصنعٌ للماءِ يجتمع فيه ، والأَولى أَن يكون جنساً للإِخاذة لا جمعاً ، ووجه التشبيه مذكور في سياق الحديث في قوله تكفي الإِخاذةُ الراكِبَ ، وباقي الحديث يعني أَنَّ فيهم الصغيرَ والكبيرَ والعالم والأَعلم ؛ ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث : وامتلأَت الإِخاذُ ؛ أَبو عدنان : إِخاذٌ جَمْع إِخاذة وأُخذٌ جمع إِخاذ ؛ وقال أَبو عبيدة : الإِخاذةُ والإِخاذ ، بالهاء وغير الهاء ، جمع إِخْذٍ ، والإِخْذُ صَنَعُ الماء يجتمع فيه . وفي حديث أَبي موسى عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : إِنَّ مَثَلَ ما بعَثني الله به من الههُدَى والعِلْمِ كمثلِ غيثٍ أَصاب أَرضاً ، فكانت منها طائفةٌ طيبةٌ قَبِلتِ الماء فأَنبتت الكلأَ والعشب الكثير ، وكانت فيها إِخاذاتٌ أَمسكتِ الماء فنفع الله بها الناسَ ، فشرِبوا منها وسَقَوْا ورَعَوْا ، وأَصابَ طائفةً منها أُخرى إِنما هي قيعان لا تُمسِكُ ماءً ولا تُنبِتُ كلأً ، وكذلك مَثلُ من فقُه في دين الله ونَفَعه ما بعَثني الله به فعلم وعلَّم ، ومَثَلُ من لم يَرْفَعْ بذلك رأْساً ولم يَقْبلْ هُدى الله الذي أُرْسِلْتُ به ؛ الإِخاذاتُ : الغُدرانُ التي تأْخذُ ماءَ السماءِ فَتَحْبِسهُ على الشاربة ، الواحدةُ إِخاذة . والقيعانُ : جمع قاع ، وهي أَرض حَرَّة لا رملَ فيها ولا يَثبتُ عليها الماء لاستوائها ، ولا غُدُر فيها تُمسِكُ الماءَ ، فهي لا تنبت الكلأَ ولا تمسك الماء . وأَخَذَ يَفْعَلُ كذا أَي جعل ، وهي عند سيبويه من الأَفعال التي لا يوضع اسمُ الفاعل في موضع الفعلِ الذي هو خبرها . وأَخذ في كذا أَي بدأَ . ونجوم الأَخْذِ : منازلُ القمر لأَن القمر يأْخذ كل ليلة في منزل منها ؛
قال : وأَخْوَتْ نجومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضَّةً ، أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليسَ قاطِرُها يُثْري قوله : يُثْرِي يَبُلُّ الأَرضَ ، وهي نجومُ الأَنواءِ ، وقيل : إِنما قيل لها نجومُ الأَخذِ لأَنها تأْخُذُ كل يوم في نَوْءِ ولأَخْذِ القمر في منازلها كل ليلة في منزل منها ، وقيل : نجومُ الأَخْذِ التي يُرمى بها مُسْتَرِقُ السمع ، والأَول أَصح . وائْتَخذَ القومُ يأْتخذون ائْتِخاذاً ، وذلك إِذا تصارعوا فأَخذ كلٌّ منهم على مُصَارِعِه أُخذَةً يعتقله بها ، وجمعها أُخَذٌ ؛ ومنه قول الراجز : وأُخَذٌ وشَغرِبيَّاتٌ أُخَر الليث : يقال اتخَذَ فلان مالاً يَتَّخِذه اتِّخاذاً ، وتَخِذَ يَتْخَذُ تخَذاً ، وتَخِذْتُ مالاً أَي كسَبْتُه ، أُلزمَتِ التاءُ الحرفَ كأَنها أَصلية . قال الله عز وجل : لو شئتَ لَتَخِذْتَ عليه أَجراً ؛ قال الفراء : قرأَ مجاهد لَتَخِذْتَ ؛ قال : وأَنشدني العتابي : تَخِذَها سَرِيَّةً تُقَعِّدُ ؟
قال : وأَصلها افتعلت ؛ قال أَبو منصور : وصحت هذه القراءة عن ابن عباس وبها قرأَ أَبو عمرو بن العلاء ، وقرأَ أَبو زيد : لَتَخَذْتَ عليه أَجراً . قال : وكذلك مكتوب هو في الإِمام وبه يقرأُ القراء ؛ ومن قرأَ لاتَّخَذْت ، بفتح الخاء وبالأَلف ، فإِنه يخالف الكتاب . وقال الليث : من قرأَ لاتَّخَذْت فقد أَدغم التاءَ في الياءَ فاجتمعت همزتان فصيرت إِحداهما باء ، وأُدْغِمَت كراهةَ التقائهما . والأَخِذُ من الإِبل : الذي أَخَذَ فيه السِّمنُ ، والجمع أَواخِذُ . وأَخِذَ الفصيل ، بالكسر ، يأْخَذُ أَخَذاً ، فهو أَخِذ : أَكثر من اللبن حتى فسَدَ بطنُه وبَشِم واتَّخَم . أَبو زيد : إِنه لأَكْذَب من الأَخِيذِ الصَّيْحانِ ، وروي عن الفراء أَن ؟
قال : من الأَخِذِ الصَّيْحانِ بلا ياء ؛ قال أَبو زيد : هو الفصيل الذي اتُّخِذَ من اللبن . والأَخَذُ : شبه الجنون ، فصيل أَخِذٌ على فَعِل ، وأَخِذَ البعيرُ أَخَذاً ، وهو أَخِذٌ : أَخَذَه مثلُ الجنون يعتريه وكذلك الشاة ، وقياسه أَخِذٌ . والأُخُذُ : الرَّمَد ، وقدأَخِذَت عينه أَخَذاً . ورجل أَخِذٌ : بعينه أُخُذ مثل جُنُب أَي رمد ، والقياس أَخِذٌ كالأَوّل . ورجل مُسْتأْخِذٌ : كأَخِذ ؛ قال أَبو ذؤيب : يرمي الغُيوبَ بِعيْنَيْهِ ومَطْرِفُهُ مُغْضٍ كما كَسَفَ المستأْخِذُ الرمِدُ والمستأْخذُ : الذي به أُخُذٌ من الرمد . والمستأْخِذُ : المُطَأْطِئُ الرأْسِ من رَمَدٍ أَو وجع أَو غيره . أَبو عمرو : يقال أَصبح فلان مؤتخذاً لمرضه ومستأْخذاً إِذا أَصبحَ مُسْتَكِيناً . وقولهم : خُذْ عنك أَي خُذْ ما أَقول ودع عنك الشك والمِراء ؛ فقال : خذ الخطام (* قوله « فقال خذ الخطام » كذا بالأصل وفيه كشطب كتب موضعه فقال ولا معنى له .) وقولهم : أَخَذْتُ كذا يُبدلون الذال تاء فيُدْغمونها في التاء ، وبعضهم يُظهرُ الذال ، وهو قليل . "
المعجم: لسان العرب
أمر
" الأَمْرُ : معروف ، نقيض النَّهْيِ . أَمَرَه به وأَمَرَهُ ؛ الأَخيرة عن كراع ؛ وأَمره إِياه ، على حذف الحرف ، يَأْمُرُه أَمْراً وإِماراً فأْتَمَرَ أَي قَبِلَ أَمْرَه ؛ وقوله : ورَبْرَبٍ خِماصِ يَأْمُرْنَ باقْتِناصِ إِنما أَراد أَنهنَّ يشوّقن من رآهن إِلى تصيدها واقتناصها ، وإِلا فليس لهنَّ أَمر . وقوله عز وجل : وأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العالمين ؛ العرب تقول : أَمَرْتُك أَن تفْعَل ولِتَفْعَلَ وبأَن تفْعَل ، فمن ، قال : أَمرتك بأَن تفعل فالباء للإِلصاق والمعنى وقع الأَمر بهذا الفعل ، ومن ، قال أَمرتُك أَن تفعل فعلى حذف الباء ، ومن ، قال أَمرتك لتفعل فقد أَخبرنا بالعلة التي لها وقع الأَمرُ ، والمعنى أُمِرْنا للإِسلام . وقوله عز وجل : أَتى أَمْرُ اللهِ فلا تَسْتَعْجِلوه ؛ قال الزجاج : أَمْرُ اللهِ ما وعَدهم به من المجازاة على كفرهم من أَصناف العذاب ، والدليل على ذلك قوله تعالى : حتى إِذا جاء أَمرُنا وفارَ التَّنُّور ؛ أَي جاء ما وعدناهم به ؛ وكذلك قوله تعالى : أَتاها أَمرُنا ليلاً أَو نهاراً فجعلناها حصِيداً ؛ وذلك أَنهم استعجلوا العذاب واستبطؤوا أَمْرَ الساعة ، فأَعلم الله أَن ذلك في قربه بمنزلة ما قد أَتى كما ، قال عز وجل : اقْتَرَبَتِ الساعةُ وانشقَّ القمر ؛ وكم ؟
قال تعالى : وما أَمرُ الساعة إِلا كلَمْحِ البَصَرِ . وأَمرتُه بكذا أَمراً ، والجمع الأَوامِرُ . والأَمِيرُ : ذو الأَمْر . والأَميرُ : الآمِر ؛ قال : والناسُ يَلْحَوْنَ الأَمِيرَ ، إِذا هُمُ خَطِئُوا الصوابَ ، ولا يُلامُ المُرْشِدُ وإِذا أَمَرْتَ مِنْ أَمَر قُلْتَ : مُرْ ، وأَصله أُؤْمُرْ ، فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة ، وقد جاءَ على الأَصل . وفي التنزيل العزيز : وأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة ؛ وفيه : خذِ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ . والأَمْرُ : واحدُ الأُمُور ؛ يقال : أَمْرُ فلانٍ مستقيمٌ وأُمُورُهُ مستقيمةٌ . والأَمْرُ : الحادثة ، والجمع أُمورٌ ، لا يُكَسَّرُ على غير ذلك . وفي التنزيل العزيز : أَلا إِلى الله تصير الأُمورُ . وقوله عز وجل : وأَوْحَى في كل سماءٍ أَمْرَها ؛ قيل : ما يُصلحها ، وقيل : ملائكتَهَا ؛ كل هذا عن الزجاج . والآمِرَةُ : الأَمرُ ، وهو أَحد المصادر التي جاءت على فاعِلَة كالعَافِيَةِ والعاقِبَةِ والجازيَةِ والخاتمة . وقالوا في الأَمر : أُومُرْ ومُرْ ، ونظيره كُلْ وخُذْ ؛ قال ابن سيده ؛ وليس بمطرد عند سيبويه . التهذيب :، قال الليث : ولا يقال أُومُرْ ، ولا أُوخُذْ منه شيئاً ، ولا أُوكُلْ ، إِنما يقال مُرْ وكُلْ وخُذْ في الابتداء بالأَمر استثقالاً للضمتين ، فإِذا تقدَّم قبل الكلام واوٌ أَو فاءٌ قلت : وأْمُرْ فأْمُرْ كما ، قال عز وجل : وأْمُرْ أَهلك بالصلاة ؛ فأَما كُلْ من أَكَلَ يَأْكُلُ فلا يكاد يُدْخِلُون فيه الهمزةَ مع الفاء والواو ، ويقولون : وكُلا وخُذَا وارْفَعاه فَكُلاه ولا يقولون فَأْكُلاهُ ؛ قال : وهذه أَحْرُفٌ جاءت عن العرب نوادِرُ ، وذلك أَن أَكثر كلامها في كل فعل أَوله همزة مثل أَبَلَ يَأْبِلُ وأَسَرَ يَأْسِرُ أَنْ يَكْسِرُوا يَفْعِلُ منه ، وكذلك أَبَقَ يَأْبِقُ ، فإِذا كان الفعل الذي أَوله همزة ويَفْعِلُ منه مكسوراً مردوداً إِلى الأَمْرِ قيل : إِيسِرْ يا فلانُ ، إِيْبِقْ يا غلامُ ، وكأَنَّ أَصله إِأْسِرْ بهمزتين فكرهوا جمعاً بين همزتين فحوّلوا إِحداهما ياء إِذ كان ما قبلها مكسوراً ، قال : وكان حق الأَمر من أَمَرَ يَأْمُرُ أَن يقال أُؤْمُرْ أُؤْخُذْ أُؤْكُلْ بهمزتين ، فتركت الهمزة الثانية وحوِّلت واواً للضمة فاجتمع في الحرف ضمتان بينهما واو والضمة من جنس الواو ، فاستثقلت العرب جمعاً بين ضمتين وواو فطرحوا همزة الواو لأَنه بقي بعد طَرْحها حرفان فقالوا : مُرْ فلاناً بكذا وكذا ، وخُذْ من فلان وكُلْ ، ولم يقولوا أُكُلْ ولاأُمُرْ ولا أُخُذْ ، إِلا أَنهم ، قالوا في أَمَرَ يَأْمُرُ إِذا تقدّم قبل أَلِفِ أَمْرِه وواو أَو فاء أَو كلام يتصل به الأَمْرُ من أَمَرَ يَأْمُرُ فقالوا : الْقَ فلاناً وأَمُرْهُ ، فردوه إِلى أَصله ، وإِنما فعلوا ذلك لأَن أَلف الأَمر إِذا اتصلت بكلام قبلها سقطت الأَلفُ في اللفظ ، ولم يفعلوا ذلك في كُلْ وخُذْ إِذا اتصل الأَمْرُ بهما بكلام قبله فقالوا : الْقَ فلاناً وخُذْ منه كذا ، ولم نسْمَعْ وأُوخُذْ كما سمعنا وأْمُرْ . قال الله تعالى : وكُلا منها رَغْداً ؛ ولم يقل : وأْكُلا ؛ قال : فإِن قيل لِمَ رَدُّوا مُرْ إِلى أَصلها ولم يَرُدُّوا وكُلا ولا أُوخُذْ ؟ قيل : لِسَعَة كلام العرب ربما ردُّوا الشيء إلى أَصله ، وربما بنوه على ما سبق ، وربما كتبوا الحرف مهموزاً ، وربما تركوه على ترك الهمزة ، وربما كتبوه على الإِدغام ، وكل ذلك جائز واسع ؛ وقال الله عز وجل : وإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قريةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فيها ؛ قرأَ أَكثر القراء : أَمرْنا ، وروى خارجة عن نافع آمَرْنا ، بالمدّ ، وسائر أَصحاب نافع رَوَوْهُ عنه مقصوراً ، وروي عن أَبي عمرو : أَمَّرْنا ، بالتشديد ، وسائر أَصحابه رَوَوْهُ بتخفيف الميم وبالقصر ، وروى هُدْبَةُ عن حماد بن سَلَمَةَ عن ابن كثير : أَمَّرْنا ، وسائر الناس رَوَوْهُ عنه مخففاً ، وروى سلمة عن الفراء مَن قَرأَ : أَمَرْنا ، خفيفةً ، فسَّرها بعضهم أَمَرْنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها ، إِن المُتْرَفَ إِذا أُمر بالطاعة خالَفَ إِلى الفسق . قال الفراء : وقرأَ الحسن : آمَرْنا ، وروي عنه أَمَرْنا ، قال : وروي عنه أَنه بمعنى أَكْثَرنا ، قال : ولا نرى أَنها حُفِظَتْ عنه لأَنا لا نعرف معناها ههنا ، ومعنى آمَرْنا ، بالمد ، أَكْثَرْنا ؛ قال : وقرأَ أَبو العالية : أَمَّرْنا مترفيها ، وهو موافق لتفسير ابن عباس وذلك أَنه ، قال : سَلَّطْنا رُؤَساءَها ففسقوا . وقال أَبو إِسحق نَحْواً مما ، قال الفراء ، قال : من قرأَ أَمَرْنا ، بالتخفيف ، فالمعنى أَمرناهم بالطاعة ففسقوا . فإِن ، قال قائل : أَلست تقول أَمَرتُ زيداً فضرب عمراً ؟ والمعنى أَنك أَمَرْتَه أَن يضرب عمراً فضربه فهذا اللفظ لا يدل على غير الضرب ؛ ومثله قوله : أَمرنا مترفيها ففسقوا فيها ، أَمَرْتُكَ فعصيتَني ، فقد علم أَن المعصيةَ محالَفَةُ الأَمْرِ ، وذلك الفسقُ مخالفةُ أَمْرِ الله . وقرأَ الحسن : أَمِرْنا مترفيها على مثال عَلِمْنَا ؛ قال ابن سيده : وعسى أَن تكون هذه لغةً ثالثةً ؛ قال الجوهري : معناه أَمَرْناهم بالطاعة فَعَصَوْا ؛ قال : وقد تكون من الإِمارَةِ ؛
قال : وقد قيل إِن معنى أَمِرْنا مترفيها كَثَّرْنا مُتْرَفيها ؛ قال : والدليل على هذا قول النبي ، صلى الله عليه وسلم ؛ خير المال سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ أَو مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ ؛ أَي مُكَثِّرَةٌ . والعرب تقول : أَمِرَ بنو فلان أَي كَثُرُوا . مُهَاجِرٌ عن عليّ بن عاصم : مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَي نَتُوجٌ وَلُود ؛ وقال لبيد : إِنْ يَغْبِطُوا يَهْبِطُوا ، وإِنْ أَمِرُوا ، يَوْماً ، يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ والنَّكَدِ وقال أَبو عبيد في قوله : مُهْرَةٌ مَأْمورة : إِنها الكثيرة النِّتاج والنَّسْلِ ؛ قال : وفيها لغتان :، قال أَمَرَها اللهُ فهي مَأْمُورَةٌ ، وآمَرَها الله فهي مُؤْمَرَة ؛ وقال غيره : إِنما هو مُهرة مَأْمُورة للازدواج لأَنهم أَتْبَعُوها مأْبورة ، فلما ازْدَوَجَ اللفظان جاؤُوا بمأْمورة على وزن مَأْبُورَة كما ، قالت العرب : إِني آتيه بالغدايا والعشايا ، وإِنما تُجْمَعُ الغَدَاةُ غَدَوَاتٍ فجاؤُوا بالغدايا على لفظ العشايا تزويجاً للفظين ، ولها نظائر . قال الجوهري : والأَصل فيها مُؤْمَرَةٌ على مُفْعَلَةٍ ، كما ، قال ، صلى الله عليه وسلم : ارْجِعْنَ مَأْزُورات غير مَأْجورات ؛ وإِنما هو مَوْزُورات من الوِزْرِ فقيل مأْزورات على لفظ مأْجورات لِيَزْدَوِجا . وقال أَبو زيد : مُهْرَةٌ مأْمورة التي كثر نسلها ؛ يقولون : أَمَرَ اللهُ المُهْرَةَ أَي كثَّرَ وَلَدَها . وأَمِرَ القومُ أَي كَثُرُوا ؛ قال الأَعشى : طَرِفُونَ ولاَّدُون كلَّ مُبَارَكٍ ، أَمِرُونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ
ويقال : أَمَرَهم الله فأَمِرُوا أَي كَثُرُوا ، وفيه لغتان : أَمَرَها فهي مأْمُورَة ، وآمَرَها فهي مُؤْمَرَةٌ ؛ ومنه حديث أَبي سفيان : لقد أَمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبي كَبْشَةَ وارْتَفَعَ شَأْنُه ؛ يعني النبيَّ ، صلى الله عليه وسلم ؛ ومنه الحديث : أن رجلاً ، قال له : ما لي أَرى أَمْرَكَ يأْمَرُ ؟ فقال : والله لَيَأْمَرَنَّ أَي يزيد على ما ترى ؛ ومنه حديث ابن مسعود : كنا نقول في الجاهلية قد أَمِرَ بنو فلان أَي كثروا . وأَمِرَ الرجلُ ، فهو أَمِرٌ : كثرت ماشيته . وآمَره الله : كَثَّرَ نَسْلَه وماشيتَه ، ولا يقال أَمَرَه ؛ فأَما قوله : ومُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ فعلى ما قد أُنِسَ به من الإِتباع ، ومثله كثير ، وقيل : آمَرَه وأَمَرَه لغتان . قال أَبو عبيدة : آمرته ، بالمد ، وأَمَرْتُه لغتان بمعنى كَثَّرْتُه . وأَمِرَ هو أَي كَثُرَ فَخُرِّجَ على تقدير قولهم علم فلان وأَعلمته أَنا ذلك ؛ قال يعقوب : ولم يقله أَحد غيره . قال أَبو الحسن : أَمِرَ مالُه ، بالكسر ، أَي كثر . وأَمِرَ بنو فلان إِيماراً : كَثُرَتْ أَموالهم . ورجل أَمُورٌ بالمعروف ، وقد ائتُمِرَ بخير : كأَنَّ نفسَه أَمَرَتْهُ به فَقَبِلَه . وتأَمَّروا على الأَمْرِ وائْتَمَرُوا : تَمَارَوْا وأَجْمَعُوا آراءَهم . وفي التنزيل : إِن المَلأَ يَأْتِمرونَ بك ليقتلوك ؛ قال أَبو عبيدة : أَي يتشاورون عليك ليقتلوك ؛ واحتج بقول النمر بن تولب : أَحَارُ بنَ عَمْرٍو فؤَادِي خَمِرْ ، ويَعْدُو على المَرْءِ ما يَأْتَمِر ؟
قال غيره : وهذا الشعر لامرئ القيس . والخَمِرُ : الذي قد خالطه داءٌ أَو حُبٌّ . ويعدو على المرء ما يأْتمر أَي إِذا ائْتَمَرَ أَمْراً غَيْرَ رَشَدٍ عَدَا عليه فأَهلكه . قال القتيبي : هذا غلط ، كيف يعدو على المرء ما شاور فيه والمشاورة بركة ، وإِنما أَراد يعدو على المرء ما يَهُمُّ به من الشر . قال وقوله : إِن المَلأَ يأْتمرون بك ؛ أَي يَهُمون بك ؛ وأَنشد : إِعْلمَنْ أَنْ كُلَّ مُؤْتَمِرٍ مُخْطِئٌ في الرَّأْي ، أَحْيَانَ ؟
قال : يقول من ركب أَمْراً بغير مَشُورة أَخْطأَ أَحياناً . قال وقوله : وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف ؛ أَي هُمُّوا به واعْتَزِمُوا عليه ؛ قال : ولو كان كما ، قال أَبو عبيدة لقال : يَتَأَمَّرُونَ بك . وقال الزجاج : معنى قوله : يَأْتِمرُونَ بك ؛ يَأْمُرُ بعضهم بعضاً بقتلك . قال أَبو منصور : ائْتَمَر القومُ وتآمَرُوا إِذا أَمَرَ بعضهم بعضاً ، كما يقال اقتتل القوم وتقاتلوا واختصموا وتخاصموا ، ومعنى يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً بقتلك وفي قتلك ؛ قال : وجائز أَن يقال ائْتَمَرَ فلان رَأْيَهُ إِذا شاور عقله في الصواب الذي يأْتيه ، وقد يصيب الذي يَأْتَمِرُ رَأْيَهُ مرَّة ويخطئُ أُخرى . قال : فمعنى قوله يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً فيك أَي في قتلك أَحسن من قول القتيبي إِنه بمعنى يهمون بك . قال : وأَما قوله : وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف ؛ فمعناه ، والله أَعلم ، لِيَأْمُرْ بعضُكم بعضاً بمعروف ؛ قال وقوله : اعلمن أَنْ كل مؤتمر معناه أَن من ائْتَمَرَ رَأَيَه في كل ما يَنُوبُهُ يخطئُ أَحياناً ؛ وقال العجاج : لَمّا رَأَى تَلْبِيسَ أَمْرٍ مُؤْتَمِرْ تلبيس أَمر أَي تخليط أَمر . مؤتمر أَي اتَّخَذَ أَمراً . يقال : بئسما ائْتَمَرْتَ لنفسك . وقال شمر في تفسير حديث عمر ، رضي الله عنه : الرجالُ ثلاثةٌ : رجلٌ إِذا نزل به أَمرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَهُ ؛ قال شمر : معناه ارْتَأَى وشاور نفسه قبل أَن يواقع ما يريد ؛ قال وقوله : اعلمن أَنْ كل مؤتمر أَي كل من عمل برأْيه فلا بد أَن يخطئ الأَحيان . قال وقوله : ولا يأْتَمِرُ لِمُرْشِدٍ أَي لا يشاوره . ويقال ائْتَمَرْتُ فلاناً في ذلك الأَمر ، وائْتَمَرَ القومُ إِذا تشاوروا ؛ وقال الأَعشى : فَعادَا لَهُنَّ وَزَادَا لَهُنَّ ، واشْتَرَكَا عَمَلاً وأْتمار ؟
قال : ومنه قوله : لا يَدَّري المَكْذُوبُ كَيْفَ يَأْتَمِرْ أَي كيف يَرْتَئِي رَأْياً ويشاور نفسه ويَعْقِدُ عليه ؛ وقال أَبو عبيد في قوله : ويَعْدُو على المَرءِ يَأْتَمِرْ معناه الرجل يعمل الشيء بغير روية ولا تثبُّت ولا نظر في العاقبة فيندَم عليه . الجوهري : وائْتَمَرَ الأَمرَ أَي امتثله ؛ قال امرؤٌ القيس : ويعدو على المرءِ ما يأْتمر أَي ما تأْمره به نفسه فيرى أَنه رشد فربما كان هلاكه في ذلك . ويقال : ائْتَمَرُوا به إِذا هَمُّوا به وتشاوروا فيه . والائْتِمارُ والاسْتِئْمارُ : المشاوَرَةُ ، وكذلك التَّآمُرُ ، على وزن التَّفاعُل . والمُؤْتَمِرُ : المُسْتَبِدُّ برأْيه ، وقيل : هو الذي يَسْبِقُ إِلى القول ؛ قال امرؤٌ القيس في رواية بعضهم ؛ أَحارُ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ ، ويَعْدُو على المرْءِ ما يَأْتَمِرْ
ويقال : بل أَراد أَن المرء يَأْتَمِرُ لغيره بسوء فيرجع وبالُ ذلك عليه . وآمَرَهُ في أَمْرِهِ ووامَرَهُ واسْتَأْمَرَهُ : شاوره . وقال غيره : آمَرْتُه في أَمْري مُؤامَرَةً إِذا شاورته ، والعامة تقول : وأَمَرْتُه . وفي الحديث : أَمِيري من الملائكة جبريلُ أَي صاحبُ أَمْرِي ووَلِيِّي . وكلُّ من فَزَعْتَ إِلى مشاورته ومُؤَامَرَته ، فهو أَمِيرُكَ ؛ ومنه حديث عمر ؛ الرجال ثلاثةٌ : رجلٌ إِذا نزل به أَمْرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَه أَي شاور نفسه وارْتأَى فيه قبل مُواقَعَة الأَمر ، وقيل : المُؤْتَمِرُ الذي يَهُمُّ بأَمْرٍ يَفْعَلُه ؛ ومنه الحديث الآخر : لا يأْتَمِرُ رَشَداً أَي لا يأْتي برشد من ذات نفسه . ويقال لكل من فعل فعلاً من غير مشاورة : ائْتَمَرَ ، كَأَنَّ نَفْسَه أَمرته بشيءِ فأْتَمَرَ أَي أَطاعها ؛ ومن المُؤَامَرَةِ المشاورةُ ، في الحديث : آمِرُوا النساءَ في أَنْفُسِهِنَّ أَي شاوروهن في تزويجهن ، قال : ويقال فيه وأَمَرْتُه ، وليس بفصيح . قال : وهذا أَمْرُ نَدْبٍ وليس بواجب مثل قوله : البِكر تُسْتَأْذَنُ ، ويجوز أَن يكون أَراد به الثَّيِّبَ دون البكر ، فإِنه لا بد من إِذنهن في النكاح ، فإِن في ذلك بقاءً لصحبة الزوج إِذا كان بإِذنها . ومنه حديث عمر : آمِرُوا النساءَ في بناتهنَّ ، هو من جهة استطابة أَنفسهن وهو أَدعى للأُلفة ، وخوفاً من وقوع الوحشة بينهما ، إِذا لم يكن برضا الأُم إِذ البنات إِلى الأُمَّهات أَميل وفي سماع قولهنَّ أَرغب ، ولأَن المرأَة ربما علمت من حال بنتها الخافي عن أَبيها أَمراً لا يصلح معه النكاح ، من علة تكون بها أَو سبب يمنع من وفاء حقوق النكاح ، وعلى نحو من هذا يتأَول قوله : لا تُزَوَّجُ البكر إِلا بإِذنها ، وإِذْنُها سُكوتُها لأَنها قد تستحي أَن تُفْصِح بالإِذن وتُظهر الرغبة في النكاح ، فيستدل بسكوتها على رضاها وسلامتها من الآفة . وقوله في حديث آخر : البكر تُسْتَأْذَنُ والثيب تُسْتَأْمَرُ ، لأَن الإِذن يعرف بالسكوت والأَمر لا يعرف إِلا بالنطق . وفي حديث المتعة : فآمَرَتْ نَفْسَها أَي شاورتها واستأْمرتها . ورجل إِمَّرٌ وإِمَّرَة (* قوله « إمر وإمرة » هما بكسر الأول وفتحه كما في القاموس ) . وأَمَّارة : يَسْتَأْمِرُ كلَّ أَحد في أَمره . والأَميرُ : الملِكُ لنَفاذِ أَمْرِه بَيِّنُ الإِمارة والأَمارة ، والجمعُ أُمَراءُ . وأَمَرَ علينا يَأْمُرُ أَمْراً وأَمُرَ وأَمِرَ : كوَليَ ؛ ، قال : قد أَمِرَ المُهَلَّبُ ، فكَرْنِبوا ودَوْلِبُوا وحيثُ شِئْتُم فاذْهَبوا . وأَمَرَ الرجلُ يأْمُرُ إِمارةً إِذا صار عليهم أَميراً . وأَمَّرَ أَمارَةً إِذا صَيَّرَ عَلَماً . ويقال : ما لك في الإِمْرَة والإِمارَة خيرٌ ، بالكسر . وأُمِّرَ فلانٌ إِذا صُيِّرَ أَميراً . وقد أَمِرَ فلان وأَمُرَ ، بالضم ، أَي صارَ أَميراً ، والأُنثى بالهاء ؛ قال عبدالله بن همام السلولي : ولو جاؤُوا برَمْلةَ أَو بهنْدٍ ، لبايَعْنا أَميرةَ مُؤْمنينا والمصدر الإِمْرَةُ والإِمارة ، بالكسر . وحكى ثعلب عن الفراء : كان ذلك إِذ أَمَرَ علينا الحجاجُ ، بفتح الميم ، وهي الإِمْرَة . وفي حديث علي ، رضي الله عنه : أَما إن له إمْرَة كلَعْقَةِ الكلب لبنه ؛ الإِمْرَة ، بالكسر : الإِمارة ؛ ومنه حديث طلحة : لعلك ساءَتْكَ إِمْرَةُ ابن عمك . وقالوا : عليك أَمْرَةٌ مُطاعَةٌ ، ففتحوا . التهذيب : ويقال : لك عليَّ أَمْرَةٌ مطاعة ، بالفتح لا غير ، ومعناه لك عليَّ أَمْرَةٌ أُطيعك فيها ، وهي المرة الواحدة من الأُمور ، ولا تقل : إِمْرَةٌ ، بالكسر ، إِنما الإِمرة من الولاية . والتَّأْميرُ : تَوْلية الإِمارة . وأَميرٌ مُؤَمَّرٌ : مُمَلَّكٌ . وأَمير الأَعمى : قائده لأَنه يملك أَمْرَه ؛ ومنه قول الأَعشى : إِذا كان هادي الفتى في البلا دِ صدرَ القَناةِ أَطاعَ الأَميرا وأُولوا الأَمْرِ : الرُّؤَساءُ وأَهل العلم . وأَمِرَ الشيءُ أَمَراً وأَمَرَةً ، فهو أَمِرٌ : كَثُرَ وتَمَّ ؛
قال : أُمُّ عِيالٍ ضَنؤُها غيرُ أَمِرْ والاسم : الإِمْرُ . وزرعٌ أَمِرٌ : كثير ؛ عن اللحياني . ورجل أَمِرٌ : مباركٌ يقبل عليه المالُ . وامرأَة أَمِرَةٌ : مباركة على بعلها ، وكلُّه من الكَثرة . وقالوا : في وجه مالِكَ تعرفُ أَمَرَتَه ؛ وهو الذي تعرف فيه الخير من كل شيء . وأَمَرَتُه : زيادته وكثرته . وما أَحسن أَمارَتَهم أَي ما يكثرون ويكثر أَوْلادُهم وعددهم . الفراء : تقول العرب : في وجه المال الأَمِر تعرف أَمَرَتَه أَي زيادته ونماءه ونفقته . تقول : في إِقبال الأَمْرِ تَعْرِفُ صَلاحَه . والأَمَرَةُ : الزيادة والنماءُ والبركة . ويقال : لا جعل الله فيه أَمَرَةً أَي بركة ؛ من قولك : أَمِرَ المالُ إِذا كثر . قال : ووجه الأَمر أَول ما تراه ، وبعضهم يقول : تعرف أَمْرَتَهُ من أَمِرَ المالُ إِذا كَثُرَ . وقال أَبو الهيثم : تقول العرب : في وجه المال تعرف أَمَرَتَه أَي نقصانه ؛ قال أَبو منصور : والصواب ما ، قال الفراء في الأَمَرِ أَنه الزِّيادة . قال ابن بزرج :، قالوا في وجه مالك تعرف أَمَرَتَه أَي يُمنَه ، وأَمارَتَهُ مثله وأَمْرَتَه . ورجل أَمِرٌ وامرأَة أَمِرَةٌ إِذا كانا ميمونين . والإِمَّرُ : الصغيرُ من الحُمْلان أَوْلادِ الضأْنِ ، والأُنثى إِمَّرَةٌ ، وقيل : هما الصغيران من أَولادِ المعز . والعرب تقول للرجل إِذا وصفوه بالإِعدامِ : ما له إِمَّرٌ ولا إِمَّرَةٌ أَي ما له خروف ولا رِخْلٌ ، وقيل : ما له شيء . والإِمَّرُ : الخروف . والإِمَّرَةُ : الرِّخْلُ ، والخروف ذكر ، والرِّخْلُ أُنثى . قال الساجع : إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَراً فلا تَغْدُونَّ إِمَّرَةً ولا إِمَّراً . ورجلٌ إِمَّرٌ وإِمَّرَةٌ : أَحمق ضعيف لا رأْي له ، وفي التهذيب : لا عقل له إِلا ما أَمرتَه به لحُمْقِهِ ، مثال إِمَّعٍ وإِمَّعَةٍ ؛ قال امرؤُ القيس : وليس بذي رَيْثَةٍ إِمَّرٍ ، إِذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا
ويقال : رجل إِمَّرٌ لا رأْي له فهو يأْتَمِرُ لكل آمر ويطيعه . وأَنشد شمر : إِذا طلعت الشعرى سفراً فلا ترسل فيها إِمَّرَةً ولا إِمَّراً ؛
قال : معناه لا تُرْسِلْ في الإِبل رجلاً لا عقل له يُدَبِّرُها . وفي حديث آدم ، عليه السلام : من يُطِعْ إِمَّرَةً لا يأْكُلْ ثَمَرَةً . الإِمَّرَةُ ، بكسر الهمزة وتشديد الميم : تأْنيث الإِمَّرِ ، وهو الأَحمق الضعيف الرأْي الذي يقول لغيره : مُرْني بأَمرك ، أَي من يطع امرأَة حمقاء يُحْرَمِ الخير . قال : وقد تطلق الإِمَّرَة على الرجل ، والهاء للمبالغة . يقال : رجل إِمَّعَةٌ . والإِمَّرَةُ أَيضاً : النعجة وكني بها عن المرأَة كما كني عنها بالشاة . وقال ثعلب في قوله : رجل إِمَّرٌّ . قال : يُشَبَّه بالجَدْي . والأَمَرُ : الحجارة ، واحدتُها أَمَرَةٌ ؛ قال أَبو زبيد من قصيدة يرثي فيها عثمان بن عفان ، رضي الله عنه : يا لَهْفَ نَفْسيَ إِن كان الذي زَعَمُوا حقّاً وماذا يردُّ اليومَ تَلْهِيفي ؟ إِن كان عثمانُ أَمْسَى فوقه أَمَرٌ ، كراقِب العُونِ فوقَ القُبَّةِ المُوفي والعُونُ : جمع عانة ، وهي حُمُرُ الوحش ، ونظيرها من الجمع قارَةٌ وقورٌ ، وساحة وسُوحٌ . وجواب إِن الشرطية أَغنى عنه ما تقدم في البيت الذي قبله ؛ وشبَّه الأَمَرَ بالفحل يَرقُبُ عُونَ أُتُنِه . والأَمَرُ ، بالتحريك : جمع أَمَرَّةٍ ، وهي العَلَمُ الصغير من أَعلام المفاوز من حجارة ، وهو بفتح الهمزة والميم . وقال الفراء : يقال ما بها أَمَرٌ أَي عَلَمٌ . وقال أَبو عمرو : الأَمَرَاتُ الأَعلام ، واحدتها أَمَرَةٌ . وقال غيره : وأَمارةٌ مثل أَمَرَةٍ ؛ وقال حميد : بسَواءٍ مَجْمَعَةٍ كأَنَّ أَمارّةً مِنْها ، إِذا بَرَزَتْ فَنِيقٌ يَخْطُرُ وكلُّ علامَةٍ تُعَدُّ ، فهي أَمارةٌ . وتقول : هي أَمارةُ ما بيني وبينك أَي علامة ؛ وأَنشد : إِذا طلَعَتْ شمس النهار ، فإِنها أَمارةُ تسليمي عليكِ ، فسَلِّمي ابن سيده : والأَمَرَةُ العلامة ، والجمع كالجمع ، والأَمارُ : الوقت والعلامة ؛ قال العجاجُ : إِذّ رَدَّها بكيده فارْتَدَّتِ إِلى أَمارٍ ، وأَمارٍ مُدَّت ؟
قال ابن بري : وصواب إِنشاده وأَمارِ مدتي بالإِضافة ، والضمير المرتفع في ردِّها يعود على الله تعالى ، والهاء في ردّها أَيضاً ضمير نفس العجاج ؛ يقول : إِذ ردَّ الله نفسي بكيده وقوّته إِلى وقت انتهاء مدني . وفي حديث ابن مسعود : ابْعَثوا بالهَدْيِ واجْعَلوا بينكم وبينه يَوْمَ أَمارٍ ؛ الأَمارُ والأَمارةُ : العلامة ، وقيل : الأَمارُ جمع الأَمارَة ؛ ومنه الحديث الآخر : فهل للسَّفَر أَمارة ؟ والأَمَرَةُ : الرابية ، والجمع أَمَرٌ . والأَمارة والأَمارُ : المَوْعِدُ والوقت المحدود ؛ وهو أَمارٌ لكذا أَي عَلَمٌ . وعَمَّ ابنُ الأَعرابي بالأَمارَة الوقتَ فقال : الأَمارةُ الوقت ، ولم يعين أَمحدود أَم غير محدود ؟ ابن شميل : الأَمَرةُ مثل المنارة ، فوق الجبل ، عريض مثل البيت وأَعظم ، وطوله في السماء أَربعون قامة ، صنعت على عهد عاد وإِرَمَ ، وربما كان أَصل إِحداهن مثل الدار ، وإِنما هي حجارة مكوَّمة بعضها فوق بعض ، قد أُلزقَ ما بينها بالطين وأَنت تراها كأَنها خِلْقَةٌ . الأَخفش : يقال أَمِرَ يأْمَرُ أَمْراً أَي اشتدّ ، والاسم الإِمْرُ ، بكسر الهمزة ؛ قال الراجز : قد لَقفيَ الأَقْرانُ مِنِّي نُكْرا ، داهِيَةً دَهْياءَ إِدّاً إِمْرا
ويقال : عَجَباً . وأَمْرٌ إِمْرٌ : عَجَبٌ مُنْكَرٌ . وفي التنزيل العزيز : لقد جِئْتَ شيئاً إِمْراً ؛ قال أَبو إِسحق : أَي جئت شيئاً عظيماً من المنكر ، وقيل : الإمْرُ ، بالكسر ، والأَمْرُ العظيم الشنيع ، وقيل : العجيب ، قال : ونُكْراً أَقلُّ من قوله إِمْراً ، لأَن تغريق من في السفينة أَنكرُ من قتل نفس واحدة ؛ قال ابن سيده : وذهب الكسائي إِلى أَن معنى إِمْراً شيئاً داهياً مُنْكَراً عَجَباً ، واشتقه من قولهم أَمِرَ القوم إِذا كثُروا . وأَمَّرَ القناةَ : جعل فيها سِناناً . والمُؤَمَّرُ : المُحَدَّدُ ، وقيل : الموسوم . وسِنانٌ مُؤَمَّرٌ أَي محدَّدٌ ؛ قال ابن مقبل : وقد كان فينا من يَحُوطُ ذِمارَنا ، ويَحْذي الكَمِيَّ الزَّاعِبيَّ المُؤَمَّرا والمُؤَمَّرُ أَيضاً : المُسَلَّطُ . وتَأَمَّرَ عليهم أَيَّ تَسَلَّطَ . وقال خالد في تفسير الزاعبي المؤَمر ، قال : هو المسلط . والعرب تقول : أمِّرْ قَنَاتَكَ أَي اجعل فيها سِناناً . والزاعبي : الرمح الذي إِذا هُزَّ تدافع كُلُّه كأَنَّ مؤَخّرِه يجري في مُقدَّمه ؛ ومنه قيل : مَرَّ يَزْعَبُ بحِملِه إِذا كان يتدافع ؛ حكاه عن الأَصمعي . ويقال : فلانٌ أُمِّرَ وأُمِّرَ عليه إِذا كان الياً وقد كان سُوقَةً أَي أَنه مجرَّب . ومتا بها أَمَرٌ أَي ما بها أَحدٌ . وأَنت أَعلم بتامورك ؛ تامورهُ : وعاؤُه ، يريد أَنت أَعلم بما عندك وبنفسك . وقيل : التَّامورُ النَّفْس وحياتها ، وقيل العقل . والتَّامورُ أَيضاً : دمُ القلب وحَبَّتُه وحياته ، وقيل : هو القلب نفسه ، وربما جُعِلَ خَمْراً ، وربما جُعِلَ صِبغاً على التشبيه . والتامور : الولدُ . والتّامور : وزير الملك . والتّامور : ناموس الراهب . والتَّامورَةُ : عِرِّيسَة الأَسَدِ ، وقيل : أَصل هذه الكلمة سريانية ، والتَّامورة : الإِبريق ؛ قال الأَعشى : وإِذا لها تامُورَة مرفوعةٌ لشرابها . . . . . . . . . . والتَّامورة : الحُقَّة . والتَّاموريُّ والتأْمُرِيُّ والتُّؤْمُريُّ : الإِنسان ؛ وما رأَيتُ تامُرِيّاً أَحسن من هذه المرأَة . وما بالدار تأْمور أَي ما بها أَحد . وما بالركية تامورٌ ، يعني الماءَ ؛ قال أَبو عبيد : وهو قياس على الأَوَّل ؛ قال ابن سيده : وقضينا عليه أَن التاء زائدة في هذا كله لعدم فَعْلول في كلام العرب . والتَّامور : من دواب البحر ، وقيل : هي دوَيبةٌ . والتَّامور : جنس من الأَوعال أَو شبيه بها له قرنٌ واحدٌ مُتَشَعِّبٌ في وسَطِ رأْسه . وآمِرٌ : السادس من أَيام العجوز ، ومؤُتَمِرٌ : السابع منها ؛ قال أَبو شِبل الأَعرابي : كُسِعَ الشتاءُ بسبعةٍ غُبْرِ : بالصِّنِّ والصِّنَّبْرِ والوَبْرِ وبآمِرٍ وأَخيه مؤُتَمِرٍ ، ومُعَلِّلٍ وبمُطْفَئٍ الجَمْرِ كأَنَّ الأَول منهما يأْمرُ الناس بالحذر ، والآخر يشاورهم في الظَّعَن أَو المقام ، وأَسماء أَيام العجوز مجموعة في موضعها . قال الأَزهري :، قال البُستْي : سُمي أَحد أَيام العجوز آمِراً لأَنه يأْمر الناس بالحذر منه ، وسمي الآخر مؤتمراً . قال الأَزهري : وهذا خطأٌ وإِنما سمي آمراً لأَن الناس يُؤامِر فيه بعضُهم بعضاً للظعن أَو المقام فجعل المؤتمر نعتاً لليوم ؛ والمعنى أَنه يؤْتَمرُ فيه كما يقال ليلٌ نائم يُنام فيه ، ويوم عاصف تَعْصِف فيه الريحُ ، ونهار صائم إِذا كان يصوم فيه ، ومثله في كلامهم ولم يقل أَحد ولا سمع من عربي ائتْمَرْتُه أَي آذنتْهُ فهو باطل . ومُؤْتَمِرٌ والمُؤْتَمِرُ : المُحَرَّمُ ؛ أَنشد ابن الأَعرابي : نَحْنُ أَجَرْنا كلَّ ذَيَّالٍ قَتِرْ ، في الحَجِّ من قَبْلِ دَآدي المُؤْتَمِرْ أَنشده ثعلب وقال : القَمِرُ المتكبر . والجمع مآمر ومآمير . قال ابن الكلبي : كانت عاد تسمِّي المحرَّم مُؤتَمِراً ، وصَفَرَ ناجِراً ، وربيعاً الأَول خُوَّاناً ، وربيعاً الآخر بُصاناً ، وجمادى الأُولى رُبَّى ، وجمادى الآخرة حنيناً ، ورَجَبَ الأَصمَّ ، وشعبان عاذِلاً ، ورمضان ناتِقاً ، وشوّالاً وعِلاً ، وذا القَعْدَةِ وَرْنَةَ ، وذا الحجة بُرَكَ . وإِمَّرَةُ : بلد ، قال عُرْوَةَ بْنُ الوَرْد : وأَهْلُكَ بين إِمَّرَةٍ وكِيرِ ووادي الأُمَيِّرِ : موضع ؛ قال الراعي : وافْزَعْنَ في وادي الأُمَيِّرِ بَعْدَما كَسا البيدَ سافي القَيْظَةِ المُتَناصِرُ ويومُ المَأْمور : يوم لبني الحرث بن كعب على بني دارم ؛ وإِياه عنى الفرزدق بقوله : هَلْ تَذْكُرُون بَلاءَكُمْ يَوْمَ الصَّفا ، أَو تَذْكُرونَ فَوارِسَ المَأْمورِ ؟ وفي الحديث ذكرُِ أَمَرَ ، وهو بفتحِ الهمزة والميم ، موضع من ديار غَطَفان خرج إِليه رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، لجمع محارب . "
المعجم: لسان العرب
أمن
" الأَمانُ والأَمانةُ بمعنى . وقد أَمِنْتُ فأَنا أَمِنٌ ، وآمَنْتُ غيري من الأَمْن والأَمان . والأَمْنُ : ضدُّ الخوف . والأَمانةُ : ضدُّ الخِيانة . والإيمانُ : ضدُّ الكفر . والإيمان : بمعنى التصديق ، ضدُّه التكذيب . يقال : آمَنَ به قومٌ وكذَّب به قومٌ ، فأَما آمَنْتُه المتعدي فهو ضدُّ أَخَفْتُه . وفي التنزيل العزيز : وآمَنَهم من خوف . ابن سيده : الأَمْنُ نقيض الخوف ، أَمِن فلانٌ يأْمَنُ أَمْناً وأَمَناً ؛ حكى هذه الزجاج ، وأَمَنةً وأَماناً فهو أَمِنٌ . والأَمَنةُ : الأَمْنُ ؛ ومنه : أَمَنةً نُعاساً ، وإذ يَغْشاكم النعاسُ أَمَنةً منه ، نصَب أَمَنةً لأَنه مفعول له كقولك فعلت ذلك حَذَر الشر ؛ قال ذلك الزجاج . وفي حديث نزول المسيح ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام : وتقع الأمَنةُ في الأَرض أَي الأَمْنُ ، يريد أَن الأَرض تمتلئ بالأَمْن فلا يخاف أَحدٌ من الناس والحيوان . وفي الحديث : النُّجومُ أَمَنةُ السماء ، فإذا ذهبت النجومُ أَتى السماءَ ما تُوعَد ، وأَنا أَمَنةٌ لأَصحابي فإذا ذهبتُ أَتى أَصحابي ما يُوعَدون ، وأََصحابي أَمَنةٌ لأُمَّتي فإذا ذهبَ أصحابي أَتى الأُمَّةَ ما تُوعَد ؛ أَراد بِوَعْد السماء انشقاقَها وذهابَها يوم القيامة . وذهابُ النجومُ : تكوِيرُها وانكِدارُها وإعْدامُها ، وأَراد بوَعْد أَصحابه ما وقع بينهم من الفِتَن ، وكذلك أَراد بوعْد الأُمّة ، والإشارةُ في الجملة إلى مجيء الشرّ عند ذهابِ أَهل الخير ، فإنه لما كان بين الناس كان يُبَيِّن لهم ما يختلفون فيه ، فلما تُوفِّي جالت الآراءُ واختلفت الأَهْواء ، فكان الصَّحابةُ يُسْنِدونَ الأَمرَ إلى الرسول في قول أَو فعل أَو دلالة حال ، فلما فُقِدَ قَلَّت الأَنوارُ وقَويَت الظُّلَمُ ، وكذلك حالُ السماء عند ذهاب النجوم ؛ قال ابن الأَثير : والأَمَنةُ في هذا الحديث جمع أَمينٍ وهو الحافظ . وقوله عز وجل : وإذ جَعَلْنا البيتَ مثابةً للناس وأَمْناً ؛ قال أَبو إسحق : أَراد ذا أَمْنٍ ، فهو آمِنٌ وأَمِنٌ وأَمِين ؛ عن اللحياني ، ورجل أَمِن وأَمين بمعنى واحد . وفي التنزيل العزيز : وهذا البَلد الأَمين ؛ أَي الآمِن ، يعني مكة ، وهو من الأَمْنِ ؛ وقوله : أَلم تعْلمِي ، يا أَسْمَ ، ويحَكِ أَنني حلَفْتُ يميناً لا أَخونُ يَمين ؟
قال ابن سيده : إنما يريد آمنِي . ابن السكيت : والأَمينُ المؤتمِن . والأَمين : المؤتَمَن ، من الأَضداد ؛
وأَنشد ابن الليث أَيضاً : لا أَخونُ يَمِيني أََي الذي يأْتَمِنُني . الجوهري : وقد يقال الأَمينُ المأْمونُ كما ، قال الشاعر : لا أَخون أَميني أَي مأْمونِي . وقوله عز وجل : إن المتقِينَ في مقامٍ أَمينٍ ؛ أَي قد أَمِنُوا فيه الغِيَرَ . وأَنتَ في آمِنٍ أَي في أَمْنٍ كالفاتح . وقال أَبو زياد : أَنت في أَمْنٍ من ذلك أَي في أَمانٍ . ورجل أُمَنَةٌ : يأْمَنُ كلَّ أَحد ، وقيل : يأْمَنُه الناسُ ولا يخافون غائلَته ؛ وأُمَنَةٌ أَيضاً : موثوقٌ به مأْمونٌ ، وكان قياسُه أُمْنةً ، أَلا ترى أَنه لم يعبَّر عنه ههنا إلا بمفعول ؟ اللحياني : يقال ما آمَنْتُ أَن أَجِدَ صحابةً إيماناً أَي ما وَثِقْت ، والإيمانُ عنده الثِّقةُ . ورجل أَمَنةٌ ، بالفتح : للذي يُصَدِّق بكل ما يسمع ولا يُكَذِّب بشيء . ورجل أَمَنةٌ أَيضاً إذا كان يطمئنّ إلى كل واحد ويَثِقُ بكل أَحد ، وكذلك الأُمَنَةُ ، مثال الهُمَزة . ويقال : آمَنَ فلانٌ العدُوَّ إيماناً ، فأَمِنَ يأْمَنُ ، والعدُوُّ مُؤْمَنٌ ، وأَمِنْتُه على كذا وأْتَمَنْتُه بمعنىً ، وقرئ : ما لَك لا تأَمَننا على يوسف ، بين الإدغامِ والإظهارِ ؛ قال الأَخفش : والإدغامُ أَحسنُ . وتقول : اؤتُمِن فلانٌ ، على ما لم يُسمَّ فاعلُه ، فإن ابتدأْت به صيَّرْت الهمزة الثانية واواً ، لأن كلَّ كلمة اجتمع في أَولها هَمزتانِ وكانت الأُخرى منهما ساكنة ، فلك أَن تُصَيِّرها واواً إذا كانت الأُولى مضمومة ، أَو ياءً إن كانت الأُولى مكسورة نحو إيتَمَنه ، أَو أَلفاً إن كانت الأُولى مفتوحة نحو آمَنُ . وحديث ابن عمر : أَنه دخل عليه ابنُه فقال : إنّي لا إيمَنُ أَن يكون بين الناسِ قتالٌ أَي لا آمَنُ ، فجاء به على لغة من يكسر أَوائل الأَفعال المستقبلة نحو يِعْلَم ونِعْلم ، فانقلبت الأَلف ياء للكسرة قبلها . واسْتأْمَنَ إليه : دخل في أَمانِه ، وقد أَمَّنَه وآمَنَه . وقرأَ أَبو جعفر المدنيّ : لستَ مُؤَمَّناً أَي لا نُؤَمِّنك . والمَأْمَنُ : موضعُ الأَمْنِ . والأمنُ : المستجيرُ ليَأْمَنَ على نفسه ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد : فأَحْسِبُوا لا أَمْنَ من صِدْقٍ وَبِرْ ، وَسَحّْ أَيْمانٍ قَليلاتِ الأَشرْ أَي لا إجارة ، أَحْسِبُوه : أَعطُوه ما يَكْفيه ، وقرئَ في سورة براءة : إنهم لا إِيمانَ لهم ؛ مَنْ قرأَه بكسر الأَلف معناه أَنهم إن أَجارُوا وأَمَّنُوا المسلمين لم يَفُوا وغَدَروا ، والإيمانُ ههنا الإجارةُ . والأَمانةُ والأَمَنةُ : نقيضُ الخيانة لأَنه يُؤْمَنُ أَذاه ، وقد أَمِنَه وأَمَّنَه وأْتَمَنَهُ واتَّمَنه ؛ عن ثعلب ، وهي نادرة ، وعُذْرُ مَن ، قال ذلك أَن لفظه إذا لم يُدْغم يصير إلى صورة ما أَصلُه حرفُ لين ، فذلك قولهم في افْتَعَل من الأَكل إيتَكَلَ ، ومن الإزْرةِ إيتَزَرَ ، فأَشْبه حينئذٍ إيتَعَدَ في لغة من لم يُبْدِل الفاء ياء ، فقال اتَّمَنَ لقول غيره إيتَمَنَ ، وأَجود اللغتين إقرارُ الهمزة ، كأَن تقول ائتمن ، وقد يُقَدِّر مثلُ هذا في قولهم اتَّهَلَ ، واسْتَأْمَنه كذلك . وتقول : اسْتَأْمَنني فلانٌ فآمَنْتُه أُومِنُهُ إيماناً . وفي الحديث : المُؤَذِّنُ مؤتَمَنٌ ؛ مُؤْتَمَنُ القوم : الذي يثِقون إليه ويتخذونه أَمِيناً حافظاً ، تقول : اؤتُمِنَ الرجل ، فهو مُؤْتَمَن ، يعني أَن المؤذِّنَ أَمينُ الناسِ على صلاتهم وصيامهم . وفي الحديث : المَجالِسُ بالأَمانةِ ؛ هذا ندْبٌ إلى تركِ إعادةِ ما يَجْرِي في المجلس من قولٍ أَو فعلٍ ، فكأَنَّ ذلك أَمانةٌ عند مَن سَمِعه أَو رآه ، والأََمانةُ تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثِّقةِ والأَمان ، وقد جاء في كل منها حديث . وفي الحديث : الأَمانةُ غِنًى أَي سبب الغنى ، ومعناه أَن الرجل إذا عُرِفَ بها كثُر مُعاملوه فصار ذلك سبباً لِغناه . وفي حديث أَشْراطِ الساعة : والأَمانة مَغْنَماً أَي يرى مَن في يده أَمانةٌ أَن الخِيانَة فيها غَنيمةٌ قد غَنِمها . وفي الحديث : الزَّرعُ أَمانةٌ والتاجِرُ فاجرٌ ؛ جعل الزرع أَمانَةً لسلامتِه من الآفات التي تقع في التِّجارة من التَّزَيُّدِ في القول والحَلِف وغير ذلك . ويقال : ما كان فلانٌ أَميناً ولقد أَمُنَ يأْمُنُ أَمانةً . ورجلٌ أَمينٌ وأُمّانٌ أَي له دينٌ ، وقيل : مأْمونٌ به ثِقَةٌ ؛ قال الأَعشى : ولَقَدْ شَهِدْتُ التّاجرَ الـ أُمّانَ مَوْروداً شرابُهْ التاجِرُ الأُمّانُ ، بالضم والتشديد : هو الأَمينُ ، وقيل : هو ذو الدِّين والفضل ، وقال بعضهم : الأُمّان الذي لا يكتب لأَنه أُمِّيٌّ ، وقال بعضهم : الأُمّان الزرّاع ؛ وقول ابن السكيت : شَرِبْت مِنْ أَمْنِ دَواء المَشْي يُدْعى المَشُْوَّ ، طعْمُه كالشَّرْي الأَزهري : قرأْت في نوادر الأَعراب أَعطيت فلاناً مِنْ أَمْنِ مالي ، ولم يفسّر ؛ قال أَبو منصور : كأَنَّ معناه مِنْ خالِص مالي ومِنْ خالص دَواءِ المَشْي . ابن سيده : ما أَحْسَنَ أَمَنَتَك وإِمْنَك أَي دِينَكَ وخُلُقَكَ . وآمَنَ بالشيء : صَدَّقَ وأَمِنَ كَذِبَ مَنْ أَخبره . الجوهري : أَصل آمَنَ أَأْمَنََ ، بهمزتين ، لُيِّنَت الثانية ، ومنه المُهَيْمِن ، وأَصله مُؤَأْمِن ، لُيِّنَتْ الثانيةُ وقلبت ياء وقلبت الأُولى هاء ، قال ابن بري : قوله بهمزتين لُيِّنَتْ الثانية ، صوابه أَن يقول أُبدلت الثانية ؛ وأَما ما ذكره في مُهَيْمِن من أَن أَصلَه مُؤَأْمِن لُيِّنَتْ الهمزةُ الثانية وقلبت ياءً لا يصحُّ ، لأَنها ساكنة ، وإنما تخفيفها أَن تقلب أَلفاً لا غير ، قال : فثبت بهذا أَن مُهَيْمِناً منْ هَيْمَنَ فهو مُهَيْمِنٌ لا غير . وحدَّ الزجاجُ الإيمانَ فقال : الإيمانُ إظهارُ الخضوع والقبولِ للشَّريعة ولِما أَتَى به النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، واعتقادُه وتصديقُه بالقلب ، فمن كان على هذه الصِّفة فهو مُؤْمِنٌ مُسْلِم غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك ريبٌ . وفي التنزيل العزيز : وما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لنا ؛ أَي بمُصدِّقٍ . والإيمانُ : التصديقُ . التهذيب : وأَما الإيمانُ فهو مصدر آمَنَ يُؤْمِنُ إيماناً ، فهو مُؤْمِنٌ . واتَّفق أَهلُ العلم من اللُّغَويّين وغيرهم أَن الإيمانَ معناه التصديق . قال الله تعالى :، قالتِ الأَعرابُ آمَنّا قل لَمْ تُؤْمِنوا ولكن قولوا أَسْلمنا ( الآية )، قال : وهذا موضع يحتاج الناس إلى تَفْهيمه وأَين يَنْفَصِل المؤمِنُ من المُسْلِم وأَيْنَ يَسْتَويانِ ، والإسْلامُ إظهارُ الخضوع والقبول لما أَتى به النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وبه يُحْقَنُ الدَّمُ ، فإن كان مع ذلك الإظْهارِ اعتِقادٌ وتصديق بالقلب ، فذلك الإيمانُ الذي يقال للموصوف به هو مؤمنٌ مسلمٌ ، وهو المؤمنُ بالله ورسوله غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه ، وأَن الجِهادَ بنفسِه وماله واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك رَيْبٌ فهو المؤمنُ وهو المسلمُ حقّاً ، كما ، قال الله عز وجل : إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يَرتابوا وجاهدوا بأَموالهم وأَنفسِهم في سبيل الله أُولئك هم الصادقون ؛ أَي أُولئك الذين ، قالوا إنّا مؤمنون فهم الصادقون ، فأَما من أَظهرَ قَبولَ الشريعة واسْتَسْلَم لدفع المكروه فهو في الظاهر مُسْلمٌ وباطِنُه غيرُ مصدِّقٍ ، فذلك الذي يقول أَسْلَمْتُ لأَن ال إيمان لا بدّ من أَن يكون صاحبُه صِدِّيقاً ، لأَن قولَكَ آمَنْتُ بالله ، أَو ، قال قائل آمَنْتُ بكذا وكذا فمعناه صَدَّقْت ، فأَخْرج الله هؤلاء من الإيمان فقال : ولَمّا يدْخل الإيمانُ في قُلوبِكم ؛ أَي لم تُصدِّقوا إنما أَسْلَمْتُمْ تَعَوُّذاً من القتل ، فالمؤمنُ مُبْطِنٌ من التصديق مثلَ ما يُظْهِرُ ، والمسلمُ التامُّ الإسلامِ مُظْهرٌ للطاعة مؤمنٌ بها ، والمسلمُ الذي أَظهر الإسلامَ تعوُّذاً غيرُ مؤمنٍ في الحقيقة ، إلاّ أَن حُكْمَه في الظاهر حكمُ المسلمين . وقال الله تعالى حكاية عن إخْوة يوسف لأَبيهم : ما أَنت بمُؤْمِنٍ لنا ولو كُنّا صادقين ؛ لم يختلف أَهل التفسير أَنّ معناه ما أَنت بمُصدِّقٍ لنا ، والأَصلُ في الإيمان الدخولُ في صِدْقِ الأَمانةِ التي ائْتَمَنه الله عليها ، فإذا اعتقد التصديقَ بقلبه كما صدَّقَ بلِسانِه فقد أَدّى الأَمانةَ وهو مؤمنٌ ، ومن لم يعتقد التصديق بقلبه فهو غير مؤدٍّ للأَمانة التي ائتمنه الله عليها ، وهو مُنافِقٌ ، ومَن زعم أَن الإيمان هو إظهار القول دون التصديقِ بالقلب فإنه لا يخلو من وجهين أَحدهما أَن يكون مُنافِقاً يَنْضَحُ عن المنافقين تأْييداً لهم ، أَو يكون جاهلاً لا يعلم ما يقول وما يُقالُ له ، أَخْرَجَه الجَهلُ واللَّجاجُ إلى عِنادِ الحقِّ وتَرْكِ قبولِ الصَّوابِ ، أَعاذنا الله من هذه الصفة وجعلنا ممن عَلِم فاسْتَعْمل ما عَلِم ، أَو جَهِل فتعلّم ممن عَلِمَ ، وسلَّمَنا من آفات أَهل الزَّيْغ والبِدَع بمنِّه وكرمه . وفي قول الله عز وجل : إنما المؤمنون الذين آمَنوا بالله ورسوله ثم لَمْ يرتابوا وجاهَدوا بأَموالِهِم وأَنفسِهم في سبيل الله أُولئك هم الصادقون ؛ ما يُبَيّنُ لك أَن المؤمنَ هو المتضمّن لهذه الصفة ، وأَن مَن لم يتضمّنْ هذه الصفة فليس بمؤمنٍ ، لأَن إنما في كلام العرب تجيء لِتَثْبيتِ شيءٍ ونَفْيِ ما خالَفَه ، ولا قوّةَ إلا بالله . وأَما قوله عز وجل : إنا عَرَضْنا الأَمانةَ على السموات والأَرضِ والجبالِ فأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ منها وحمَلَها الإنسانُ إنه كان ظَلُوماً جهولاً ؛ فقد روي عن ابن عباس وسعيد بن جبير أَنهما ، قالا : الأَمانةُ ههنا الفرائضُ التي افْتَرَضَها الله تعالى على عباده ؛ وقال ابن عمر : عُرِضَت على آدمَ الطاعةُ والمعصيةُ وعُرِّفَ ثوابَ الطاعة وعِقَابَ المعْصية ، قال : والذي عندي فيه أَن الأَمانة ههنا النِّيّةُ التي يعتقدها الإنسان فيما يُظْهِره باللّسان من الإيمان ويؤَدِّيه من جميع الفرائض في الظاهر ، لأَن الله عز وجل ائْتَمَنَه عليها ولم يُظْهِر عليها أَحداً من خَلْقِه ، فمن أَضْمر من التوحيد والتصديق مثلَ ما أَظهرَ فقد أَدَّى الأَمانةَ ، ومن أَضمَر التكذيبَ وهو مُصَدِّقٌ باللسان في الظاهر فقد حَمَل الأَمانةَ ولم يؤدِّها ، وكلُّ مَنْ خان فيما اؤتُمِنَ عليه فهو حامِلٌ ، والإنسان في قوله : وحملها الإنسان ؛ هو الكافر الشاكُّ الذي لا يُصدِّق ، وهو الظَّلُوم الجهُولُ ، يَدُلُّك على ذلك قوله : ليُعَذِّبَ اللهُ المُنافقينَ والمُنافقات والمُشركين والمُشْرِكاتِ ويتوبَ اللهُ على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفوراً رحيماً . وفي حديث ابن عبا ؟
قال ، صلى الله عليه وسلم : الإيمانُ أَمانةٌ ولا دِينَ لِمَنْ لا أَمانةَ له . وفي حديث آخر : لا إيمانَ لِمَنْ لا أَمانةَ له . وقوله عز وجل : فأَخْرَجْنا مَنْ كان فيها من المؤمنين ؛ قال ثعلب : المؤمِنُ بالقلب والمُسلِمُ باللسان ، قال الزجاج : صفةُ المؤمن بالله أَن يكون راجياً ثوابَه خاشياً عقابه . وقوله تعالى : يؤمنُ بالله ويؤمنُ للمؤمنين ؛ قال ثعلب : يُصَدِّق اللهَ ويُصدق المؤمنين ، وأَدخل اللام للإضافة ، فأَما قول بعضهم : لا تجِدُه مؤمناً حتى تجِدَه مؤمنَ الرِّضا مؤمنَ الغضب أَي مؤمِناً عندَ رضاه مؤمناً عند غضبه . وفي حديث أَنس : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : المؤمنُ مَن أَمِنَه الناسُ ، والمسلِمُ من سَلِمَ المسلمون من لِسانه ويَدِه ، والمُهاجِرَ من هَجَر السُّوءَ ، والذي نفسي بيده لا يدخلُ رجلٌ الجنة لا يَأْمَنُ جارُهُ بوائقَه . وفي الحديث عن ابن عمر ، قال : أَتى رجلٌ رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وقال : مَنِ المُهاجرُ ؟ فقال : مَنْ هجَر السيئاتِ ، قال : فمَن المؤمنُ ؟، قال : من ائْتَمَنه الناس على أَموالِهم وأَنفسهم ، قال : فَمَن المُسلِم ؟، قال : مَن سلِمَ المسلمون من لسانِه ويده ، قال : فمَن المجاهدُ ؟، قال : مَنْ جاهدَ نفسَه . قال النضر : وقالوا للخليل ما الإيمانُ ؟، قال : الطُّمأْنينةُ ، قال : وقالوا للخليل تقول أَنا مؤمنٌ ، قال : لا أَقوله ، وهذا تزكية . ابن الأَنباري : رجل مُؤمِنٌ مُصَدِّقٌ لله ورسوله . وآمَنْت بالشيء إذا صَدَّقْت به ؛ وقال الشاعر : ومِنْ قَبْل آمَنَّا ، وقد كانَ قَوْمُنا يُصلّون للأَوثانِ قبلُ ، محمدا معناه ومن قبلُ آمَنَّا محمداً أَي صدَّقناه ، قال : والمُسلِم المُخْلِصُ لله العبادة . وقوله عز وجل في قصة موسى ، عليه السلام : وأَنا أَوَّلُ المؤمنين ؛ أَراد أَنا أوَّلُ المؤمنين بأَنّك لا تُرَى في الدنيا . وفي الحديث : نَهْرانِ مؤمنانِ ونَهْرانِ كافرانِ : أَما المؤمنانِ فالنيلُ والفراتُ ، وأَما الكافران فدِجْلةُ ونهْرُ بَلْخ ، جعلهما مؤمنَيْن على التشبيه لأَنهما يفيضانِ على الأَرضِ فيَسقِيانِ الحَرْثَ بلا مَؤُونةٍ ، وجعل الآخَرَيْنِ كافِرَيْن لأَنهما لا يسقِيانِ ولا يُنْتَفَعُ بهما إلا بمؤونة وكُلفةٍ ، فهذان في الخيرِ والنفعِ كالمُؤْمِنَيْنِ ، وهذان في قلَّة النفع كالكافِرَين . وفي الحديث : لا يَزْني الزاني وهو مُؤْمِنٌ ؛ قيل : معناه النَّهْي وإن كان في صورة الخبر ، والأَصلُ حذْفُ الياء من يَزْني أَي لا يَزْنِ المؤمنُ ولا يَسْرِقُ ولا يَشْرَبْ ، فإن هذه الأَفعال لا تليقُ بالمؤمنين ، وقيل : هو وعيدٌ يُقْصَدُ به الرَّدْع ، كقوله عليه السلام : لا إيمانَ لمنْ لا أمانة له ، والمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الناسُ من لِسانِه ويدِه ، وقيل : معناه لا يَزْني وهو كاملُ الإيمانِ ، وقيل : معناه أَن الهوى يُغطِّي الإيمانَ ، فصاحِبُ الهَوى لا يَزني إلاّ هواه ولا ينْظُر إلى إيمانه الناهي له عن ارتكابِ الفاحشة ، فكأَنَّ الإيمانَ في تلك الحالة قد انْعَدم ، قال : وقال ابن عباس ، رضي الله عنهما : الإيمانُ نَزِهٌ ، فإذا أَذْنَبَ العبدُ فارَقَه ؛ ومنه الحديث : إذا زَنَى الرجلُ خرجَ منه الإيمانُ فكان فوقَ رأْسه كالظُّلَّةِ ، فإذا أَقْلَع رجَع إليه الإيمانُ ، قال : وكلُّ هذا محمول على المجاز ونَفْي الكمالِ دون الحقيقة ورفع الإيمان وإِبْطالِه . وفي حديث الجارية : أعْتِقُها فإنها مُؤمِنةٌ ؛ إنما حكَمَ بإيمانِها بمُجرَّد سُؤاله إياها : أَين الله ؟ وإشارَتِها إلى السماء ، وبقوله لها : مَنْ أَنا ؟ فأَشارت إليه وإلى السماء ، يعني أنْتَ رسولُ الله ، وهذا القدر لا يكفي في ثبوت الإسلام والإيمان دون الإقرار بالشهادَتَيْن والتبرِّي من سائر الأَديان ، وإنما حكم عليه السلام بذلك لأَنه رأى منها أَمارة الإسلام وكوْنَها بين المسلمين وتحت رِقِّ المُسْلِم ، وهذا القدر يكفي علَماً لذلك ، فإن الكافر إذا عُرِضَ عليه الإسلامُ لم يُقْتَصَرْ منه على قوله إني مُسْلِمٌ حتى يَصِفَ الإسلامَ بكماله وشرائِطه ، فإذا جاءنا مَنْ نَجْهَل حالَه في الكفر والإيمان فقال إني مُسْلِم قَبِلْناه ، فإذا كان عليه أَمارةُ الإسلامِ من هَيْئَةٍ وشارةٍ ودارٍ كان قبولُ قوله أَولى ، بل يُحْكَمُ عليه بالإسلام وإنْ لم يَقُلْ شيئاً . وفي حديث عُقْبة بن عامر : أَسْلم الناسُ وآمَنَ عمرُو بن العاص ؛ كأَنَّ هذا إشارةٌ إلى جماعةٍ آمَنوا معه خوفاً من السيف وأنَّ عَمْراً كان مُخْلِصاً في إيمانه ، وهذا من العامّ الذي يُرادُ به الخاصّ . وفي الحديث : ما مِنْ نبيٍّ إلاَّ أُعْطِيَ منَ الآياتِ ما مثلُه آمَنَ عليه البَشَرُ ، وإنما كان الذي أُوتِيتُهُ وحْياً أَوْحاهُ اللهُ إليَّ أَي آمَنوا عند مُعايَنة ما آتاهم من الآياتِ والمُعْجِزات ، وأَراد بالوَحْيِ إعْجازَ القرآن الذي خُصَّ به ، فإنه ليس شيء من كُتُبِ الله المُنزَّلة كان مُعْجِزاً إلا القرآن . وفي الحديث : مَنْ حَلَف بالأَمانةِ فليس مِنَّا ؛ قال ابن الأَثير : يشبه أَن تكون الكراهةُ فيه لأجل أَنه أُمِر أَن يُحْلَفَ بأَسماءِ الله وصفاتِه ، والأَمانةُ أَمرٌ من أُمورِه ، فنُهُوا عنها من أَجل التسوية بينها وبين أَسماء الله ، كما نُهوا أَن يحلِفوا بآبائهم . وإذا ، قال الحالفُ : وأَمانةِ الله ، كانت يميناً عند أَبي حنيفة ، والشافعيُّ لا يعدُّها يميناً . وفي الحديث : أَسْتَوْدِعُ الله دينَكَ وأمانتَكَ أَي أَهلك ومَنْ تُخَلِّفُه بَعْدَكَ منهم ، ومالَكَ الذي تُودِعُه وتستَحْفِظُه أَمِينَك ووكِيلَكَ . والأَمينُ : القويُّ لأَنه يُوثَقُ بقوَّتِه . وناقةٌ أَمون : أَُمينةٌ وثِيقةُ الخَلْقِ ، قد أُمِنَتْ أَن تكون ضعيفةً ، وهي التي أُمِنتْ العِثَارَ والإعْياءَ ، والجمع أُمُنٌ ، قال : وهذا فعولٌ جاء في موضع مَفْعولةٍ ، كما يقال : ناقة عَضوبٌ وحَلوبٌ . وآمِنُ المالِ : ما قد أَمِنَ لنفاسَتِه أَن يُنْحَرَ ، عنَى بالمال الإبلَ ، وقيل : هو الشريفُ من أَيِّ مالٍ كانَ ، كأَنه لو عَقَلَ لأَمِنَ أَن يُبْذَل ؛ قال الحُوَيْدرة : ونَقِي بآمِنِ مالِنا أَحْسابَنا ، ونُجِرُّ في الهَيْجا الرِّماحَ وندَّعي . قولُه : ونَقِي بآمِنِ مالِنا (* قوله « ونقي بآمن مالنا » ضبط في الأصل بكسر الميم ، وعليه جرى شارح القاموس حيث ، قال هو كصاحب ، وضبط في متن القاموس والتكملة بفتح الميم ) . أَي ونَقِي بخالِصِ مالِنا ، نَدَّعي ندعو بأَسمائنا فنجعلها شِعاراً لنا في الحرب . وآمِنُ الحِلْم : وَثِيقُه الذي قد أَمِنَ اخْتِلاله وانْحِلاله ؛ قال : والخَمْرُ لَيْسَتْ منْ أَخيكَ ، ولكنْ قد تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ ويروى : تَخُون بثامِرِ الحِلْمِ أَي بتامِّه . التهذيب : والمُؤْمنُ مِن أَسماءِ الله تعالى الذي وَحَّدَ نفسَه بقوله : وإِلهُكم إِلهٌ واحدٌ ، وبقوله : شَهد الله أَنه لا إِله إِلاَّ هو ، وقيل : المُؤْمِنُ في صفة الله الذي آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه ، وقيل : المُؤْمن الذي آمَنَ أَوْلياءَ عذابَه ، قال :، قال ابن الأَعرابي ، قال المنذري سمعت أَبا العباس يقول : المُؤْمنُ عند العرب المُصدِّقُ ، يذهب إلى أَنَّ الله تعالى يُصدّق عبادَه المسلمين يومَ القيامة إذا سُئلَ الأُمَمُ عن تبليغ رُسُلِهم ، فيقولون : ما جاءنا مِنْ رسولٍ ولا نذير ، ويكذِّبون أَنبياءَهم ، ويُؤْتَى بأُمَّة محمد فيُسْأَلون عن ذلك فيُصدِّقونَ الماضِينَ فيصدِّقُهم الله ، ويصدِّقهم النبيُّ محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وهو قوله تعالى : فكيفَ إذا جِئْنا بك على هؤُلاء شهيداً ، وقوله : ويُؤْمِنُ للمؤْمنين ؛ أَي يصدِّقُ المؤْمنين ؛ وقيل : المُؤْمن الذي يَصْدُق عبادَه ، ما وَعَدَهم ، وكلُّ هذه الصفات لله عز وجل لأَنه صَدَّق بقوله ما دعا إليه عبادَه من توحيد ، وكأَنه آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه وما وَعَدَنا من البَعْثِ والجنَّةِ لمن آمَنَ به ، والنارِ لمن كفرَ به ، فإنه مصدَّقٌ وعْدَه لا شريك له . قال ابن الأَثير : في أَسماء الله تعالى المُؤْمِنُ ، هو الذي يَصْدُقُ عبادَه وعْدَه فهو من الإيمانِ التصديقِ ، أَو يُؤْمِنُهم في القيامة عذابَه فهو من الأَمانِ ضدّ الخوف . المحكم : المُؤْمنُ اللهُ تعالى يُؤْمِنُ عبادَه من عذابِه ، وهو المهيمن ؛ قال الفارسي : الهاءُ بدلٌ من الهمزة والياء مُلْحِقةٌ ببناء مُدَحْرِج ؛ وقال ثعلب : هو المُؤْمِنُ المصدِّقُ لعبادِه ، والمُهَيْمِنُ الشاهدُ على الشيء القائمُ عليه . والإيمانُ : الثِّقَةُ . وما آمنَ أَن يَجِدَ صَحابةً أَي ما وَثِقَ ، وقيل : معناه ما كادَ . والمأْمونةُ من النساء : المُسْتراد لمثلها . قال ثعلب : في الحديث الذي جاء ما آمَنَ بي مَن باتَ شَبْعانَ وجارُه جائعٌ ؛ معنى ما آمَنَ بي شديدٌ أَي ينبغي له أَن يُواسيَه . وآمينَ وأَمينَ : كلمةٌ تقال في إثْرِ الدُّعاء ؛ قال الفارسي : هي جملةٌ مركَّبة من فعلٍ واسم ، معناه اللهم اسْتَّجِبْ لي ، قال : ودليلُ ذلك أَن موسى ، عليه السلام ، لما دعا على فرعون وأَتباعه فقال : رَبَّنا اطْمِسْ على أَموالِهِم واشْدُدْ على قلوبهم ، قال هرون ، عليه السلام : آمِينَ ، فطبَّق الجملة بالجملة ، وقيل : معنى آمينَ كذلك يكونُ ، ويقال : أَمَّنَ الإمامُ تأْميناً إذا ، قال بعد الفراغ من أُمِّ الكِتاب آمين ، وأَمَّنَ فلانٌ تأْميناً . الزجاج في قول القارئ بعد الفراغ من فاتحة الكتاب آمينَ : فيه لغتان : تقول العرب أَمِينَ بِقَصْرِ الأَلف ، وآمينَ بالمد ، والمدُّ أَكثرُ ، وأَنشد في لغة مَنْ قَصَر : تباعَدَ منِّي فُطْحُلٌ ، إذ سأَلتُه أَمينَ ، فزادَ اللهُ ما بيْننا بُعْدا وروى ثعلب فُطْحُل ، بضم الفاء والحاء ، أَرادَ زادَ اللهُ ما بيننا بُعْداً أَمين ؛
وأَنشد ابن بري لشاعر : سَقَى الله حَيّاً بين صارةَ والحِمَى ، حِمَى فَيْدَ صَوبَ المُدْجِناتِ المَواطرِ أَمِينَ ورَدَّ اللهُ رَكْباً إليهمُ بِخَيْرٍ ، ووَقَّاهُمْ حِمامَ المقادِرِ وقال عُمَر بن أَبي ربيعة في لغة مَنْ مدَّ آمينَ : يا ربِّ لا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أَبَداً ، ويرْحمُ اللهُ عَبْداً ، قال : آمِين ؟
قال : ومعناهما اللهمَّ اسْتَجِبْ ، وقيل : هو إيجابٌ ربِّ افْعَلْ ، قال : وهما موضوعان في موضع اسْمِ الاستحابةِ ، كما أَنَّ صَهْ موضوعٌ موضعَ سُكوتٍ ، قال : وحقُّهما من الإعراب الوقفُ لأَنهما بمنزلة الأَصْواتِ إذا كانا غيرَ مشتقين من فعلٍ ، إلا أَن النون فُتِحت فيهما لالتقاء الساكنين ولم تُكسر النونُ لثقل الكسرة بعد الياء ، كما فتحوا أَينَ وكيفَ ، وتشديدُ الميم خطأٌ ، وهو مبنيٌ على الفتح مثل أَينَ وكيف لاجتماع الساكنين . قال ابن جني :، قال أَحمد ابن يحيى قولهم آمِينَ هو على إشْباع فتحةِ الهمزة ، ونشأَت بعدها أَلفٌ ، قال : فأَما قول أَبي العباس إنَّ آمِينَ بمنزلة عاصِينَ فإنما يريدُ به أَن الميم خفيفة كصادِ عاصِينَ ، لا يُريدُ به حقيقةَ الجمع ، وكيف ذلك وقد حكي عن الحسن ، رحمه الله ، أَنه ، قال : آمين اسمٌ من أَسماء الله عز وجل ، وأَين لك في اعتقاد معنى الجمع مع هذا التفسير ؟ وقال مجاهد : آمين اسم من أَسماء الله ؛ قال الأَزهري : وليس يصح كما ، قاله عند أَهل اللغة أَنه بمنزلة يا الله وأَضمر اسْتَجِبْ لي ، قال : ولو كان كما ، قال لرُفِعَ إذا أُجْرِي ولم يكن منصوباً . وروى الأَزهري عن حُمَيْد بن عبد الرحمن عن أُمِّه أُمِّ كُلْثومٍ بنت عُقبة في قوله تعالى : واسْتَعِينوا بالصَّبْرِ والصَّلاةِ ، قالت : غُشِيَ على عبد الرحمن بن عوفٍ غَشيةَ ظَنُّوا أَنَّ نفْسَه خرجت فيها ، فخرجت امرأَته أُم كلثوم إلى المسجد تسْتَعين بما أُمِرَتْ أَن تسْتَعينَ به من الصَّبْرِ والصَّلاةِ ، فلما أَفاقَ ، قال : أَغُشِيَ عليَّ ؟، قالوا : نعمْ ، قال : صدَقْتُمْ ، إنه أَتاني مَلَكانِ في غَشْيَتِي فقالا : انْطلِقْ نحاكِمْكَ إلى العزيز الأَمين ، قال : فانطَلَقا بي ، فلقِيَهُما مَلَكٌ آخرُ فقال : وأَين تُرِيدانِ به ؟، قالا : نحاكمه إلى العزيز الأمين ، قال : فارْجِعاه فإن هذا ممن كتَب الله لهم السعادةَ وهم في بطون أُمَّهاتهم ، وسَيُمَتِّعُ الله به نبيَّه ما شاء الله ، قال : فعاش شهراً ثم ماتَ . والتَّأْمينُ : قولُ آمينَ . وفي حديث أَبي هريرة : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : آمين خاتَمُ ربِّ العالمين على عباده المؤمنين ؛ ، قال أَبو بكر : معناه أَنه طابَعُ الله على عبادِه لأَنه يَدْفعُ به عنهم الآفات والبَلايا ، فكان كخاتَم الكتاب الذي يَصُونه ويمنع من فسادِه وإظهارِ ما فيه لمن يكره علمه به ووُقوفَه على ما فيه . وعن أَبي هريرة أَن ؟
قال : آمينَ درجةٌ في الجنَّة ؛ قال أَبو بكر : معناه أَنها كلمةٌ يكتَسِبُ بها قائلُها درجةً في الجنة . وفي حديث بلال : لا تسْبِقْني بآمينَ ؛ قال ابن الأَثير : يشبه أَن يكون بلالٌ كان يقرأُ الفاتحةَ في السَّكتةِ الأُولى من سكْتَتَي الإمام ، فربما يبقى عليه منها شيءٌ ورسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قد فرَغ من قراءتِها ، فاسْتَمْهَلَه بلال في التأْمينِ بِقَدْرِ ما يُتِمُّ فيه قراءةَ بقيَّةِ السورة حتى يَنَالَ بركةَ موافَقتِه في التّأْمين . "