وصف و معنى و تعريف كلمة أأضمحل:


أأضمحل: كلمة تتكون من ستة أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ لام (ل) و تحتوي على ألف همزة (أ) و ألف همزة (أ) و ضاد (ض) و ميم (م) و حاء (ح) و لام (ل) .




معنى و شرح أأضمحل في معاجم اللغة العربية:



أأضمحل

جذر [أضمحل]

  1. مُضمحِلّ: (اسم)
    • مُضمحِلّ : فاعل من إِضمَحَلَّ
  2. اِضمَحَلَّ : (فعل)
    • اضمحلَّ يضمحلّ ، اضْمَحْلِلْ / اضْمحِلَّ ، اضمحلالاً ، فهو مُضمحِلّ
    • اِضْمَحَّلَ بَصَرُهُ شَيْئاً فَشَيْئاً : ضَعُفَ
    • اِضْمَحَلَّتِ العُقْدَةُ : اِنْحَلَّتْ
    • اضْمَحَلَّ الأَمَلُ : تلاشَى أَمَّا الآنَ فَيَكادُ الأمَلُ أَنْ يَضْمَحِلَّ (ع غلاب)
    • اضْمَحَلَّ : ضَعف
    • اضْمَحلَّ السحاب: انقشع
    • الحضارات المضمحلّة: البائدة
,
  1. ضمحل
    • "اضْمَحَلَّ الشيءُ واضْمَحَنَّ، على البدل؛ عن يعقوب، وامْضَحَلَّ، على القلب، كُلُّ ذلك: ذَهَب، والدليل على القلب أَن المصدر إِنما هو على اضْمَحَلَّ دون امْضَحَلَّ، وهو الاضْمِحْلال، ولا يقولون امْضِحْلال.
      "

    المعجم: لسان العرب

  2. اضمحلَّ


    • اضمحلَّ يضمحلّ ، اضْمَحْلِلْ / اضْمحِلَّ ، اضمحلالاً ، فهو مُضمحِلّ :-
      • اضمحلَّ نفوذُه تلاشى وفني، ذهب وزال :-اضمحلّ الضوءُ:-
      • الحضارات المضمحلّة: البائدة.
      • اضمحلَّ الشَّيءُ: ضعف :-أرهقه الجريُ حتى اضمحلّت قواه:-? أفكاره مُضمحلّة: ضعيفة أو تافهة.
      • اضمحلَّ السَّحابُ: انقشع.

    المعجم: اللغة العربية المعاصرة

,
  1. أرَمَ
    • ـ أرَمَ ما على المائدةِ : أكَلَهُ فَلَمْ يَدَعْ شيئاً ،
      ـ أرَمَ فلاناً : لَيَّنَهُ ،
      ـ أرَمَ السَّنَةُ القَوْمَ : قَطَعَتْهُم ، فهي أرِمةٌ ،
      ـ أرَمَ الشيءَ : شَدَّهُ ،
      ـ أرَمَ عليه : عَضَّ ،
      ـ أرَمَ الحَبْلَ : فَتَلَه شديداً . وكرُكَّعٍ : الأَضْراسُ ، وأطْرافُ الأَصابعِ ، والحِجارَةُ ، والحَصَى .
      ـ أرضٌ مَأرومةٌ وأرْماءُ : لم يُتْرَكْ فيها أصلٌ ولا فَرْعٌ .
      ـ الآرام : الأَعْلامُ ، أَو خاصٌّ بعادٍ ، الواحدُ : إِرَمٌ ، وإِرَمِيٌّ ، وأَرَمَيٌ ، وأيْرَمِيٌّ ويَرَمِيٌّ .
      ـ الأرُومُ : الأَعْلامُ ، وقُبور عادٍ ،
      ـ الأرُومُ من الرأسِ : حُروفُه .
      ـ إرَمٍ وأَرام : والدُ عادٍ الأولى أَو الأَخِيرةِ ، أَو اسْمُ بَلْدَتِهِم ، أَو أُمِّهِم ، أَو قَبِيلَتِهم . وإِرَمُ ذاتُ العماد دمَشْقُ ، أَو الإِسْكَنْدَرِيَّةُ ، أو موضع بفارِسَ . وإرَمُ الكَلْبَةِ ، أو إِرَمِيُّ الكَلْبَةِ : ع بين البَصْرَة ومكةَ . وكسَحابٍ : جَبَلٌ وماءٌ بديارِ جُذامَ بأطْرافِ الشامِ ومُلْتَقَى قَبائِل الرأسِ .
      ـ الأَرومةُ ، الأُرومةُ : الأصلُ , ج : أرومٌ .
      ـ رأسٌ مُؤَرَّمٌ : ضَخْمُ القَبائلِ .
      ـ بَيْضَةٌ مُؤَرَّمَةٌ : واسِعةُ الأَعْلى .
      ـ ما به أرَمٌ ، وأريمٌ ، وإِرَمِيٌّ ، وأَرَمَيٌ ، أيْرَمِيٌّ ، وإيْرَمِيٌ : أَحدٌ ، ولا عَلَمٌ .
      ـ جارِيةٌ مَأْرومةٌ : حَسَنَةُ الأَرْمِ ، أَي : مَجْدولةُ الخَلْقِ .
      ـ أرَما واللهِ وأرَمَ والله بمعنى : أَما واللهِ وأَمَ والله .
      ـ أُرْمُ : موضع بِطَبَرِسْتانَ .
      ـ أُرْمِيَةُ : بلد بأَذْرَبيجانَ .
      ـ أَرومٍ : جَبَلٌ لِبَنِي سُلَيمٍ .
      ـ أَأرَمَ َ : موضع .
      ـ بِئْرُ إِرْمَى : قُرْبَ المدينةِ .
      ـ الأوْرَمُ : في و ر م .
      ـ آرِمُ : بلد بمازَنْدَرانَ ، منه : خُسْرُو بنُ حَمْزَةَ المُؤَدِّبُ ، وقرية قُرْبَ دِهِسْتانَ .
      ـ آرامٌ : جَبَلٌ بين الحَرَمَينِ .
      ـ ذاتُ آرامٍ : جَبَلٌ بديارِ الضِّباب .
      ـ ذو آرامٍ : حَزنٌ به آرامٌ ، جَمَعَتْها عادٌ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. أأعجميّ و عربيّ
    • أقرآنٌ أعجميّ و رَسولٌ عرَبيّ
      سورة : فصلت ، آية رقم : 44

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  3. حلب
    • " الحَلَبُ : استِخراجُ ما في الضَّرْعِ من اللبَنِ ، يكونُ في الشاءِ والإِبِل والبَقَر .
      والحَلَبُ : مَصْدَرُ حَلَبها يَحْلُبُها ويَحْلِبُها حَلْباً وحَلَباً وحِلاباً ، الأَخيرة عن الزجاجي ، وكذلك احْتَلَبها ، فهو حالِبٌ .
      وفي حديث الزكاة : ومِن حَقِّها حَلَبُها على الماءِ ، وفي رواية : حَلَبُها يومَ وِرْدِها .
      يقال : حَلَبْت الناقَة والشاةَ حَلَباً ، بفتح اللام ؛ والمراد بحَلْبِها على الماء ليُصِيبَ الناسُ من لَبَنِها .
      وفي الحديث أَنه ، قال لقَوْمٍ : لا تسْقُونِي حَلَبَ امرأَةٍ ؛ وذلك أَن حَلَب النساءِ عَيْبٌ عند العَرَب يُعَيَّرون به ، فلذلك تَنَزَّه عنه ؛ وفي حديث أَبي ذَرٍّ : هل يُوافِقُكم عَدُوُّكم حَلَبَ شاةٍ نَثُورٍ ؟ أَي وَقْتَ حَلَب شاةٍ ، فحذف المضاف .
      وقومٌ حَلَبةٌ ؛ وفي المثل : شَتَّى حتى تؤُوب .
      (* قوله « شتى حتى تؤوب إلخ » هكذا في أُصول اللسان التي بأيدينا ، والذي في أمثال الميداني شتى تؤوب إلخ ، وليس في الأَمثال الجمع بين شتى وحتى فلعل ذكر حتى سبق قلم .) الحَلَبةُ ، ولا تَقُل الحَلَمة ، لأَنهم إِذا اجْتَمَعوا لحَلْبِ النَّوقِ ، اشْتَغَل كلُّ واحدٍ منهم بحَلْبِ ناقَتِه أَو حَلائِبِه ، ثم يؤُوبُ الأَوَّلُ فالأَوَّلُ منهم ؛ < ص : ؟

      ‏ قال الشيخ أَبو محمد بن بري : هذا المثل ذكره الجوهري : شتى تؤُوبُ الحَلَبةُ ، وغَيَّره ابنُ القَطَّاع ، فَجَعَل بَدَلَ شَتَّى حَتَّى ، ونَصَبَ بها تَؤُوب ؛ قال : والمعروف هو الذي ذَكَرَه الجَوْهريّ ، وكذلك ذكره أَبو عبيد والأَصْمعي ، وقال : أَصْلُه أَنهم كانوا يُورِدُونَ إِبلَهُم الشريعة والحَوْض جميعاً ، فإِذا صَدَروا تَفَرَّقُوا إِلى مَنازِلِهم ، فحَلَب كلُّ واحد منهم في أَهلِه على حِيالِه ؛ وهذا المثل ذكره أَبو عبيد في باب أَخلاقِ الناسِ في اجتِماعِهِم وافْتِراقِهم ؛ ومثله : الناسُ إِخوانٌ ، وَشتَّى في الشِّيَمْ ، * وكلُّهُم يَجمَعُهم بَيْتُ الأَدَمْ الأَزهري أَبو عبيد : حَلَبْتُ حَلَباً مثلُ طَلَبْتُ طَلَباً وهَرَبْتُ هَرَباً .
      والحَلُوبُ : ما يُحْلَب ؛ قال كعبُ بنُ سَعْدٍ الغَنَوِيُّ يَرْثِي أَخاه : يَبِيتُ النَّدَى ، يا أُمَّ عَمْرٍو ، ضَجِيعَهُ ، * إِذا لم يكن ، في الـمُنْقِياتِ ، حَلُوبُ حَلِيمٌ ، إِذا ما الحِلْمُ زَيَّنَ أَهلَه ، * مع الحِلْمِ ، في عَيْنِ العَدُوِّ مَهيبُ إِذا ما تَراءَاهُ الرجالُ تَحَفَّظُوا ، * فلم تَنْطِقِ العَوْراءَ ، وهْوَ قَريب الـمُنْقِياتُ : ذَواتُ النِقْيِ ، وهُو الشَّحْمُ ؛ يُقال : ناقةٌ مُنْقِيَةٌ ، إِذا كانت سَمينَةً ، وكذلك الحَلُوبةُ وإِنما جاءَ بالهاءِ لأَنك تريدُ الشيءَ الذي يُحْلَبُ أَي الشيءَ الذي اتخذوه ليَحْلُبوه ، وليس لتكثيرِ الفعْلِ ؛ وكذلك القولُ في الرَّكُوبةِ وغيرها .
      وناقةٌ حلوبة وحلوبٌ : للتي تُحْلَبُ ، والهاءُ أَكثر ، لأَنها بمعنى مفعولةٍ .
      قال ثعلب : ناقة حَلوبة : مَحْلوبة ؛ وقول صخر الغيّ : أَلا قُولاَ لعَبْدِالجَهْلِ : إِنَّ * الصَّحيحة لا تُحالِبُها التَّلُوثُ أَراد : لا تُصابِرُها على الحَلْبِ ، وهذا نادرٌ .
      وفي الحديث : إِياكَ والحلوبَ أَي ذاتَ اللَّبَنِ .
      يقالُ : ناقةٌ حلوبٌ أَي هي مـما يُحلَب ؛ والحَلوبُ والحَلوبةُ سواءٌ ؛ وقيل : الحلوبُ الاسمُ ، والحَلُوبةُ الصفة ؛ وقيل : الواحدة والجماعة ؛ ومنه حديث أُمِّ مَعْبَدٍ : ولا حَلوبَةَ في البيت أَي شاة تُحْلَبُ ، ورجلٌ حلوبٌ حالِبٌ ؛ وكذلك كلُّ فَعُول إِذا كان في معنى مفعولٍ ، تثبُتُ فيه الهاءُ ، وإِذا كان في معنى فاعِلٍ ، لم تَثْبُتْ فيه الهاءُ .
      وجمعُ الحلوبة حَلائِبُ وحُلُبٌ ؛ قال اللحياني : كلُّ فَعولةٍ من هذا الضَّرْبِ من الأَسماءِ إِن شئت أَثْبَتَّ فيه الهاءَ ، وإِن شئتَ حذَفْتَه .
      وحَلوبةُ الإِبلِ والغنم : الواحدةُ فَما زادتْ ؛ وقال ابن بري : ومن العرب مَن يجعل الحلوبَ واحدةً ، وشاهدهُ بيتُ كعبِ ابنِ سعدٍ الغَنَوي يَرثِي أَخاه : إِذا لم يكن ، في الـمُنْقِياتِ ، حَلُوبُ ومنهم من يجعله جمعاً ، وشاهده قول نهيك بنِ إِسافٍ الأَنصاري : تَقَسَّم جيراني حَلُوبي كأَنما ، * تَقَسَّمها ذُؤْبانُ زَوْرٍ ومَنْوَرِ أَي تَقَسَّم جِيراني حَلائِبي ؛ وزَوْرٌ ومَنْوَر : حيّان مِن أَعدائه ؛ وكذلك الحَلُوبة تكونُ واحدةً وجمعاً ، فالحَلُوبة الواحدة ؛ شاهِدُه قول الشاعر : ما إِنْ رَأَيْنَا ، في الزَّمانِ ، ذي الكلَبْ ، * حَلُوبةً واحدةً ، فتُحْتَلَبْ والحَلُوبة للجميع ؛ شاهدهُ قول الجُمَيح بن مُنْقِذ : لـمَّا رأَت إِبلي ، قَلَّتْ حَلُوبَتُها ، * وكلُّ عامٍ عليها عامُ تَجْنيبِ والتَّجْنيب : قلةُ اللَّبَنِ يقال : أَجْنَبَت الإِبلُ إِذا قلَّ لَبَنُها .
      التهذيبُ : أَنشد الباهلي للجَعْدي : وبنُو فَزَارة إِنـَّها * لا تُلْبِثُ الحَلَبَ الحَلائِب ؟

      ‏ قال : حُكي عن الأَصمعي أَنه ، قال : لا تُلْبِثُ الحَلائِبَ حَلَبَ ناقةٍ ، حتى تَهْزِمَهُم .
      قال وقال بعضهم : لا تُلْبِثُ الحلائبَ أَن يُحْلَب عليها ، تُعاجِلُها قبلَ أَن تأْتيها الأَمْداد .
      قال : وهذا زَعمٌ أَثْبَتُ .
      اللحياني : هذه غَنَم حُلْبٌ ، بسكون اللام ، للضأْنِ والـمَعَز .
      قال : وأُراه مُخَفَّفاً عن حُلُب .
      وناقةٌ حلوبٌ : ذاتُ لَبَنٍ ، فإِذا صَيَّرْتهَا اسْماً ، قلتَ : هذه الحَلُوبة لفلان ؛ وقد يُخرجون الهاءَ من الحَلُوبة ، وهم يَعْنُونها ، ومثله الرَّكوبة والرَّكُوبُ لِما يَرْكَبون ، وكذلك الحَلوبُ والحلوبةُ لما يَحْلُبُون .
      والمِحْلَب ، بالكسر والحلابُ : الإِناءُ الذي يَحْلَبُ فيه اللبَنُ ؛

      قال : صَاحِ ! هَلْ رَيْتَ ، أَوْ سَمِعْتَ بِراعٍ * رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرَا في الحِلابِ ؟ ويُروى : في العِلابِ ؛ وجمعه الـمَحَالِبُ .
      وفي الحديث : فَإِنْ رَضِيَ حِلابَها أَمـْسَكَها .
      الحِلابُ : اللَّبَنُ الذي تَحْلُبُه .
      وفي الحديث : كان إِذا اغْتَسَل دَعَا بِشَيءٍ مثلِ الحِلابِ ، فأَخَذَ بكَفِّه ، فَبَدَأَ بشِقِّ رَأْسِهِ الأَيمَنِ ، ثم الأَيْسَرِ ؛ قال ابن الأَثير : وقد رُوِيَتْ بالجيم .
      وحُكي عن الأَزهري أَنه ، قال :، قال أَصحاب المعاني إِنَّه الحِلابُ ، وهو ما يُحْلَب فيهِ الغَنم كالمِحْلَب سَواءً ، فصُحِّفَ ؛ يَعْنُون أَنه كانَ يَغْتَسِلُ من ذلك الحِلابِ أَي يضَعُ فيه الماءَ الذي يَغْتَسِل منه .
      قال : واخْتارَ الجُلاّب ، بالجيم ، وفسَّره بماءِ الوَرْد .
      قال : وفي الحديث في كتاب البُخارِيِّ إِشكالٌ ، وربَّما ظُنَّ انه تأَوَّله على الطيب ، فقال : بابُ مَن بَدأَ بالحِلابِ والطِّيبِ عندَ الغُسْلِ .
      قال : وفي بعض النسخ : أَو الطيب ، ولم يذكر في هذا الباب غير هذا الحديث ، أَنـَّه كان إِذا اغْتَسَلَ دَعَا بشيءٍ مثلِ الحِلابِ .
      قال : وأَما مسلم فجمعَ الأَحادِيثَ الوارِدَة في هذا الـمَعْنى ، في موضِعٍ واحدٍ ، وهذا الحديث منها .
      قال : وذلك من فِعْلِهِ ، يدُلُّك على أَنـَّه أَراد الآنِيَة والمقادِيرَ .
      قال : ويحتمل أَن يكون البُخَاري ما أَراد إِلاّ الجُلاَّب ، بالجيم ، ولهذا تَرْجَم البابَ بِه ، وبالطِّيب ، ولكن الذي يُرْوَى في كتابِه إِنما هو بالحاءِ ، وهو بها أَشْبَهُ ، لأَنَّ الطِّيبَ ، لمَنْ يَغْتَسِلُ بعدَ الغُسْل ، أَلْيَقُ مِنْه قَبلَهُ وأَوْلى ، لأَنـَّه إِذا بَدَأَ بِه ثم اغْتَسَل ، أَذْهَبَه الماءُ .
      والحَلَبُ ، بالتحريك : اللَّبَنُ الـمَحْلُوبُ ، سُمِّيَ بالـمَصْدَرِ ، ونحوُه كثير .
      والحلِيب : كالحَلَب ، وقيل : الحَلَبُ : المحلوب من اللَّبن ، والحَلِيبُ مَا لم يَتَغَيَّر طعْمه ؛ وقوله أَنشده ثعلب : كانَ رَبيب حَلَبٍ وقارِص ؟

      ‏ قال ابن سيده : عندي أَنَّ الحَلَب ههنا ، هو الحَلِيبُ لـمُعادلَته إِياه بالقارِصِ ، حتى كأَنـَّه ، قال : كان ربيب لَبَنٍ حلِيبٍ ، ولبنٍ قارِصٍ ، وليس هو الحَلَب الذي هو اللَّبن الـمَحْلُوبُ .
      الأَزهري : الحَلَب : اللَّبَنُ الحَلِيبُ ؛ تَقولُ : شَرِبْتُ لَبَناً حَلِيباً وحَلَباً ؛ واستعارَ بعضُ الشعراءِ الحَلِيبَ لشَراب التَّمْرِ فقال يصف النَّخْل : لهَا حَلِيبٌ كأَنَّ المِسْكَ خَالَطَه ، * يَغْشَى النَّدامَى عَلَيه الجُودُ والرَّهَق والإِحْلابَة : أَن تَحلُب لأَهْلِكَ وأَنتَ في الـمَرْعى لَبَناً ، ثم تَبْعَثَ به إِلَيْهم ، وقد أَحْلَبَهُم .
      واسمُ اللَّبَنِ : الإِحْلابَة أَيضاً .
      قال أَبو منصور : وهذا مَسْمُوعٌ عن العَرَب ، صَحِيحٌ ؛ ومنه الإِعْجالَةُ والإِعْجالاتُ .
      وقيل : الإِحْلابَةُ ما زادَ على السِّقَاءِ من اللَّبَنِ ، إِذا جاءَ به الراعِي حين يورِدُ إِبلَه وفيه اللَّبَن ، فما زادَ على السِّقَاءِ فهو إِحْلابَةُ الحَيِّ .
      وقيل : الإِحْلابُ والإِحلابَةُ من اللَّبَنِ أَن تكون إِبِلُهم في الـمَرْعَى ، فمَهْما حَلَبُوا جَمَعُوا ، فَبَلَغَ وَسْقَ بَعيرٍ حَمَلوه إِلى الحَيِّ .
      تقولُ مِنهُ : أَحْلَبْتُ أَهْلي .
      يقال : قد جاءَ بإِحْلابَينِ وثَلاثَة أَحاليبَ ، وإِذا كانوا في الشاءِ والبَقَر ، ففَعلوا ما وَصَفْت ، قالوا جاؤُوا بإِمْخَاضَيْنِ وثَلاثةِ أَماخِيضَ .
      ابن الأَعرابي : ناقَةٌ حَلْباةٌ رَكْباةٌ أَي ذاتُ لَبَنٍ تُحْلَبُ وتُرْكَبُ ، وهي أَيضاً الحَلْبانَةُ والرَّكْبانَة .
      ابن سيده : وقالوا : ناقةٌ حَلْبانَةٌ وحَلْباةٌ وحَلَبُوت : ذاتُ لَبَنٍ ؛ كما ، قالوا رَكْبانَةٌ ورَكْباةٌ ورَكَبُوتٌ ؛ قال الشاعر يصف ناقة : أَكْرِمْ لـنَا بنَاقَةٍ أَلوفِ حَلْبانَةٍ ، رَكْبانَةٍ ، صَفُوفِ ، تَخْلِطُ بينَ وَبَرٍ وصُوفِ قوله رَكْبانَةٍ : تَصْلُح للرُّكُوب ؛ وقوله صَفُوفٍ : أَي تَصُفُّ أَقْداحاً من لَبَنِها ، إِذا حُلِبَت ، لكَثْرة ذلك اللَّبن .
      وفي حديث نُقادَةَ الأَسَدِيِّ : أَبْغِني ناقَةً حَلْبانَةً رَكْبانَةً أَي غزيرةً تُحْلَبُ ، وذَلُولاً تُرْكَبُ ، فهي صالِحَة للأَمـْرَين ؛ وزيدَت الأَلِفُ والنونُ في بِنائهِما ، للمبالغة .
      وحكى أَبو زيد : ناقَةٌ حَلَبَاتٌ ، بلَفْظِ الجمع ، وكذلك حكى : ناقَةٌ رَكَباتٌ وشاةٌ تُحْلُبَةٌ .
      (* قوله « وشاة تحلبة إلخ » في القاموس وشاة تحلابة بالكسر وتحلبة بضم التاء واللام وبفتحهما وكسرهما وضم التاء وكسرها مع فتح اللام .) وتِحْلِبة وتُحْلَبة إِذا خَرَج من ضَرْعِها شيءٌ قبلَ أَن يُنْزَى عليها ، وكذلك الناقَة التي تُحْلَب قبلَ أَن تَحمِلَ ، عن السيرافي .
      وحَلَبَه الشاةَ والناقَةَ : جَعَلَهُما لَه يَحْلُبُهُما ، وأَحْلَبَه إِيَّاهما كذلك ؛ وقوله : مَوَالِيَ حِلْفٍ ، لا مَوالي قَرابَةٍ ، * ولكِنْ قَطِيناً يُحْلَبُونَ الأَتَاوِيا فإِنه جَعَلَ الإِحْلابَ بمَنْزلة الإِعطاءِ ، وعدَّى يُحْلَبونَ إِلى مفعولين في معنى يُعْطَوْنَ .
      وفي الحديث : الرَّهْن مَحْلُوبٌ أَي لِـمُرْتَهنِه أَن يَأْكُلَ لَبَنَهُ ، بقدر نَظَرهِ عليه ، وقِيامِه بأَمْره وعَلفِه .
      وأَحْلَبَ الرَّجُلُ : ولدَتْ إِبِلُه إِناثاً ؛ وأَجْلَبَ : وَلدَتْ لهُ ذُكوراً .
      ومِن كلامهم : أَأَحْلَبْتَ أَمْ أَجْلَبْتَ ؟ فمعنى أَأَحْلَبْتَ : أَنُتِجَت نُوقُك إِناثاً ؟ ومعنى أَمْ أَجْلَبْت : أَم نُتِجَت ذكوراً ؟ وقد ذكر ذلك في ترجمة جَلَب .
      قال ، ويقال : ما لَه أَجْلَبَ ولا أَحْلَبَ ؟ أَي نُتِجَتْ إِبلُهُ كلُّها ذكوراً ، ولا نُتِجَتْ إِناثاً فتُحْلَب .
      وفي الدعاءِ على الإِنْسانِ : ما لَه حَلَبَ ولا جَلَبَ ، عن ابن الأَعرابي ، ولم يفسره ؛ قال ابن سيده : ولا أَعْرِفُ وَجْهَه .
      ويدعُو الرَّجُلُ على الرَّجُلِ فيقول : ما لَه أَحلب ولا أَجْلَبَ ، ومعنى أَحْلَبَ أَي وَلدَت إِبِلُه الإِناثَ دون الذُّكور ، ولا أَجْلَب : إِذا دَعا لإِبِلِه أَن لا تَلِدَ الذُّكورَ ، لأَنه الـمَحْقُ الخَفِيُّ لذَهابِ اللَّبنِ وانْقِطاعِ النَّسْلِ .
      واستَحْلَبَ اللبنَ : اسْتَدَرَّه .
      وحَلَبْتُ الرجُلَ أَي حَلَبْتُ له ، تقول منه : احلُبْني أَي اكْفِني الحَلْبَ ، وأَحْلِبْني ، بقَطْعِ الأَلِفِ ، أَي أَْعِنِّي على الحَلبِ .
      والحَلْبَتانِ : الغَداةُ والعَشِيُّ ، عن ابن الأَعرابي ؛ وإِنما سُمِّيَتا بذلك للحَلَبِ الذي يكونُ فيهما .
      وهاجِرةٌ حَلُوبٌ : تَحلُبُ العَرَقَ .
      وتَحَلَّبَ العَرَقُ وانْحَلَبَ : سال .
      وتَحَلَّبَ بَدَنُه عَرَقاً : سالَ عَرَقُه ؛ أَنشد ثعلب : وحَبَشِيَّيْنِ ، إِذا تَحَلَّبا ، *، قالا نَعَمْ ، قالا نَعَمْ ، وصَوَّبَا تَحَلَّبا : عَرِقا .
      وتَحَلَّبَ فُوه : سالَ ، وكذلك تَحَلَّب النَّدَى إِذا سالَ ؛ وأَنشد : وظلَّ كتَيْسِ الرَّمْلِ ، يَنْفُضُ مَتْنَه ، * أَذاةً به مِنْ صائِكٍ مُتَحَلِّبِ شبّه الفَرَسَ بالتَّيْس الذي تَحَلَّبَ عليه صائِكُ الـمَطَرِ مِن الشَّجَر ؛ والصائِك : الذي تَغَيَّرَ لَوْنُه ورِيحُه .
      وفي حديث ابن عُمَر ، رضي اللّه عنهما ، قال : رأَيت عمر يَتَحَلَّبُ فُوه ، فقال : أَشْتَهي جراداً مَقْلُوّاً أَي يَتَهَيَّأُ رُضابُه للسَّيَلانِ ؛ وفي حديث طَهْفَة : ونَسْتَحْلِبُ الصَّبِيرَ أَي نَسْتَدِرُّ السَّحابَ .
      وتَحَلَّبَتْ عَيْناهُ وانْحَلَبَتا ؛

      قال : وانْحَلَبَتْ عَيْناهُ من طُولِ الأَسى وحَوالِبُ البِئْرِ : منابع مائِها ، وكذلك حَوالِبُ العُيونِ الفَوَّارَةِ ، وحَوالِبُ العُيونِ الدَّامِعَةِ ؛ قال الكميت : تَدَفَّق جُوداً ، إِذا ما الْبِحا * رُ غاضَتْ حَوالِبُها الحُفَّلُ أَي غارَتْ مَوَادُّها .
      ودَمٌ حَلِيبٌ : طرِيٌّ ، عن السُكَّري ؛ قال عَبْدُ ابْنُ حَبِيبٍ الهُذَلِيُّ : هُدُوءًا ، تحتَ أَقْمَرَ مُسْتَكِفٍّ ، * يُضِيءُ عُلالَةَ العَلَقِ الحَلِيبِ والحَلَبُ من الجِبايَةِ مثلُ الصَّدَقَةِ ونحوِها مـما لا يكونُ وظِيفَةً مَعْلومَةَ : وهي الإِحْلابُ في دِيوانِ الصَّدَقَاتِ ، وقد تَحَلَّبَ الفَيْءُ .
      الأَزهري أَبو زيد : بَقَرةٌ مُحِلٌّ ، وشاة مُحِلٌّ ، وقد أَحَلَّتْ إِحْلالاً إِذا حَلَبَتْ ، بفتح الحاءِ ، قبلَ وِلادها ؛ قال : وحَلَبَتْ أَي أَنْزَلَتِ اللبَنَ قبلَ وِلادِها .
      والحَلْبَة : الدَّفْعَة من الخَيْلِ في الرِّهانِ خاصَّة ، والجمعُ حَلائِبُ على غير قياسٍ ؛ قال الأَزهري : (* قوله « رؤبة » هكذا في الأصول .) ابن شميل : أَحْلَبَ بنو فلانٍ مع بَني فلانٍ إِذا جاؤُوا أَنْصاراً لهم .
      والمُحْلِبُ : الناصِرُ ؛ قال بشرُ بنُ أَبي خازِمٍ : ويَنْصُرُه قومٌ غِضابٌ عَلَيْكُمُ ، * مَتى تَدْعُهُمْ ، يوماً ، إِلى الرَّوْعِ ، يَرْكَبوا أَشارَ بِهِمْ ، لَمْعَ الأَصَمِّ ، فأَقْبَلُوا * عَرانِينَ لا يَأْتِيه ، للنَّصْرِ ، مُحْلِبُ قوله : لَمْعَ الأَصَمِّ أَي كما يُشِيرُ الأَصمُّ بإِصْبَعِهِ ، والضمير في أَشار يعود على مُقَدَّمِ الجَيْش ؛ وقوله مُحْلِبُ ، يقول : لا يَأْتِيهِ أَحدٌ ينصره من غير قَوْمِه وبَنِي عَمِّه .
      وعَرانِينَ : رُؤَساءَ .
      وقال في التهذيب : كأَنـَّه ، قال لَمَعَ لَمْع الأَصَمِّ ، لأَن الأَصَمَّ لا يسمعُ الجوابَ ، فهو يُدِيمُ اللَّمْعَ ، وقوله : لا يَأْتِيهِ مُحْلِبُ أَي لا يأْتِيهِ مُعِينٌ من غيرِ قَوْ مِهِ ، وإِذا كان الـمُعِين مِن قَوْمِه ، لم يَكُنْ مُحْلِباً ؛ وقال : صَريحٌ مُحْلِبٌ ، مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ، * لِحَيٍّ بينَ أَثْلَةَ والنِّجَامِ (* قوله « صريح » البيت هكذا في أصل اللسان هنا وأورده في مادة نجم : نزيعاً محلباً من أَهل لفت إلخ .
      وكذلك أَورده ياقوت في نجم ولفت ، وضبط لفت بفتح اللام وكسرها مع اسكان الفاء .) وحالَبْت الرجُلَ إِذا نَصَرْتَه وعاوَنْتَه .
      وحَلائِبُ الرجُلِ : أَنْصارُه من بَني عَمِّه خاصَّةً ؛ قال الحرِثُ بن حلزة : ونَحْنُ ، غَداةَ العَيْن ، لَـمَّا دَعَوْتَنَا ، * مَنَعْناكَ ، إِذْ ثابَتْ عَلَيْكَ الحَلائِبُ وحَلَبَ القَوْمُ يَحْلُبونَ حَلْباً وحُلُوباً : اجْتَمَعوا وتأَلَّبُوا من كلِّ وَجْه .
      وأَحْلَبُوا عَلَيك : اجْتَمَعُوا وجاؤُوا من كلِّ أَوْبٍ .
      وأَحْلَبَ القَوْمُ أَصْحابَهُم : أَعانُوهُم .
      وأَحْلَبَ الرجُلُ غيرَ قَوْمِهِ : دَخَل بَيْنَهم فَأَعانَ بعضَهُم على بَعْضٍ ، وهو رَجُلٌ مُحْلِبٌ .
      وأَحْلَبَ الرَّجُلُ صاحِبَه إِذا أَعانَه على الحَلْبِ .
      وفي المثل : لَيْسَ لهَا رَاعٍ ، ولكِنْ حَلَبَة ؛ يُضْرَب للرجُل ، يَسْتَعِينُك فتُعِينُه ، ولا مَعُونَةَ عِنْدَه .
      وفي حديث سَعْدِ بن مُعاذٍ : ظَنَّ أَنَّ الأَنْصارَ لا يَسْتَحْلِبُونَ لَه على ما يُريدُ أَي لا يَجْتَمِعُون ؛ يقال : أَحْلَبَ القَو مُ واسْتَحْلَبُوا أَي اجْتَمَعُوا للنُّصْرة والإعانَةِ ، وأَصلُ الإِحْلابِ الإِعانَةُ على الحَلْبِ ؛ ومن أَمثالهم : لَبِّثْ قَلِيلاً يَلْحَقِ الحَلائِب يعني الجَماعَاتِ .
      ومن أَمْثالِهِم : حَلَبْتَ بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي اسْتَعَنْتَ بمَنْ يَقُوم بأَمْرِكَ ويُعْنى بحاجَتِكَ .
      ومن أَمـْثالِهِم في الـمَنْع : لَيْسَ في كلِّ حين أُحْلَبُ فأُشْرَبُ ؛ قال الأَزهري : هكذا رواه الـمُنْذِريُّ عن أَبي الهَيْثم ؛ قال أَبو عبيد : وهذا المَثَلُ يُرْوى عن سَعيدِ بنِ جُبَيْرٍ ، قاله في حديث سُئِلَ عنه ، وهو يُضْرَبُ في كلِّ شيءٍ يُمْنَع .
      قال ، وقد يقال : ليس كلّ حِينٍ أَحْلُبُ فأَشْرَب .
      ومن أَمثالهم : حَلَبَتْ حَلْبَتَها ، ثم أَقْلَعَتْ ؛ يُضْرَبُ مثلاً للرجُلِ يَصْخَبُ ويَجْلُبُ ، ثم يَسْكُتُ من غير أَن يَكونَ منه شَيءٌ غير جَلَبَتِه وصِياحِه .
      والحالِبانِ : عِرْقان يَبْتَدَّانِ الكُلْيَتَيْنِ من ظَاهِرِ البَطْنِ ، وهُما أَيضاً عِرقانِ أَخْضَرانِ يَكتنِفان السُّرَّة إِلى البَطْن ؛ وقيل هُما عِرْقان مُسْتَبْطِنَا القَرْنَيْن .
      الأَزهري : وأَما قولُ الشمَّاخ : تُوائِلُ مِنْ مِصَكٍّ ، أَنْصَبَتْه ، * حَوالِبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَّنِينِ فإِن أَبا عمرو ، قال : أَسْهَراهُ : ذكَرُه وأَنْفُه ؛ وحَوالِبُهُما : عُرُوقٌ تَمُدُّ الذَّنِين من الأَنْفِ ، والـمَذْيَ مِن قَضِيبِه .
      ويُروَى حَوالِبُ أَسْهَرَتْهُ ، يعني عُرُوقاً يَذِنُّ منْها أَنْفُه .
      والحَلْبُ : الجُلُوسُ على رُكْبَةٍ وأَنـْتَ تَأْكُلُ ؛ يقال : احْلُبْ فكُلْ .
      وفي الحديث : كان إِذا دُعِيَ إِلى طَعام جَلَسَ جُلُوسَ الحَلَبِ ؛ هو الجلوسُ على الرُّكْبة ليَحْلُبَ الشاةَ .
      يقال : احْلُبْ فكُلْ أَي اجْلِسْ ، وأَراد به جُلوسَ الـمُتَواضِعِين .
      ابن الأَعرابي : حَلَبَ يَحْلُبُ : إِذا جَلَسَ على رُكْبَتَيْهِ .
      أَبو عمرو : الحَلْبُ : البُروكُ ، والشَّرْبُ : الفَهْم .
      يقال : حَلَبَ يَحْلُبُ حَلْباً إِذا بَرَكَ ؛ وشَرَب يَشْرُبُ شَرْباً إِذا فَهِمَ .
      ويقال للبَلِيدِ : احْلُبْ ثم اشْرُبْ .
      والحلباءُ : الأَمَةُ الباركةُ من كَسَلِها ؛ وقد حَلَبَتْ تَحْلُب إِذا بَرَكَت على رُكْبَتَيْها .
      وحَلَبُ كلِّ شيءٍ : قشره ، عن كُراع .
      والحُلْبة والحُلُبة : الفَريقةُ .
      وقال أَبو حنيفة : الحُلْبة نِبْتة لها حَبٌّ أَصْفَر ، يُتَعالَجُ به ، ويُبَيَّتُ فيُؤْكَلُ .
      والحُلْبة : العَرْفَجُ والقَتَادُ .
      وصَارَ ورقُ العِضَاهِ حُلْبةً إِذا خرج ورقُه وعَسا واغْبَرَّ ، وغَلُظَ عُودُه وشَوْكُه .
      والحُلْبة : نَبْتٌ معروفٌ ، والجمع حُلَب .
      وفي حديث خالدِ ابنِ مَعْدانَ : لَوْيَعْلَمُ الناسُ ما في الحُلْبةِ لاشْتَرَوْها ، ولو بوزنِها ذَهَباً .
      قال ابن الأَثير : الحُلْبةُ : حَبٌّ معروف ؛ وقيل : هو من ثَمَرِ العِضاه ؛ قال : وقد تُضَمُّ اللامُ .
      والحُلَّبُ : نباتٌ يَنْبُت في القَيْظِ بالقِيعانِ ، وشُطْآنِ الأَوْدية ، ويَلْزَقُ بالأَرضِ ، حتى يَكادَ يَسوخُ ، ولا تأْكلُه الإِبل ، إِنما تأْكلُه الشاءُ والظِّباءُ ، وهي مَغْزَرَة مَسْمَنةٌ ، وتُحْتَبلُ عليها الظِّباءُ .
      يقال : تَيْسُ حُلَّبٍ ، وتَيْسٌ ذُو حُلَّبٍ ، وهي بَقْلة جَعْدةٌ غَبْراءُ في خُضْرةٍ ، تَنْبسِطُ على الأَرضِ ، يَسِيلُ منها اللَّبَنُ ، إِذا قُطِعَ منها شيءٌ ؛ قال النابغة يصف فرساً : بعارِي النَّواهِقِ ، صَلْتِ الجَبِينِ ، * يَسْتَنُّ ، كالتَّيْسِ ذي الحُلَّبِ ومنه قوله : أَقَبَّ كَتَيْسِ الحُلَّبِ الغَذَوانِ وقال أَبو حنيفة : الحُلَّبُ نبتٌ يَنْبَسِطُ على الأَرض ، وتَدُومُ خُضْرتُه ، له ورقٌ صِغارٌ ، يُدبَغُ به .
      وقال أَبو زيادٍ : من الخِلْفةِ الحُلَّبُ ، وهي شجرة تَسَطَّحُ على الأَرض ، لازِقةٌ بها ، شديدةُ الخُضْرةِ ، وأَكثرُ نباتِها حين يَشْتَدُّ الحرُّ .
      قال ، وعن الأَعراب القُدُم : الحُلَّبُ يَسْلَنْطِحُ على الأَرض ، له ورقٌ صِغارٌ مرٌّ ، وأَصلٌ يُبْعِدُ في الأَرض ، وله قُضْبانٌ صِغارٌ ، وسِقاءٌ حُلَّبيٌّ ومَحْلوبٌ ، الأَخيرة عن أَبي حنيفة ، دُبِغَ بالحُلَّبِ ؛ قال الراجز : دَلْوٌ تَمَأّى ، دُبِغَتْ بالحُلَّبِ تَمَأّى أَي اتَّسَعَ .
      الأَصمعي : أَسْرَعُ الظِّباءِ تَيْسُ الحُلَّبِ ، لأَنه قد رَعَى الرَّبيعَ والرَّبْلَ ؛ والرَّبْلُ ما تَرَبَّلَ من الرَّيِّحة في أَيامِ الصَّفَرِيَّة ، وهي عشرون يوماً من آخر القَيْظِ ، والرَّيِّحَة تكونُ منَ الحُلَّبِ ، والنَّصِيِّ والرُّخامى والـمَكْرِ ، وهو أَن يظهَر النَّبْتُ في أُصوله ، فالتي بَقِيَتْ من العام الأَوَّل في الأَرضِ ، تَرُبُّ الثَّرَى أَي تَلْزَمُه .
      والمَحْلَبُ : شَجَرٌ له حَبٌّ يُجْعَلُ في الطِّيبِ ، واسمُ ذلك الطِّيبِ الـمَحْلَبِيَّةُ ، على النَّسَبِ إِليه ؛ قال أَبو حنيفة : لم يَبْلُغْني أَنه يَنْبُتُ بشيءٍ مِنْ بلادِ العَرَبِ .
      وحَبُّ الـمَحْلَبِ : دواءٌ من الأَفاويهِ ، وموضِعُه الـمَحْلَبِيَّة .
      والحِلِبْلابُ : نبتٌ تَدومُ خُضْرَتُه في القَيْظِ ، وله ورقٌ أَعْرَضُ من الكَفِّ ، تَسْمَنُ عليه الظِّباءُ والغنمُ ؛ وقيل : هو نَباتٌ سُهْليٌّ ثُلاثيٌّ كسِرِطْرَاطٍ ، وليس برُباعِيٍّ ، لأَنه ليس في الكَلامِ كَسِفِرْجالٍ .
      وحَلاَّبٌ ، بالتشديد : اسمُ فَرَسٍ لبَني تَغْلبَ .
      التهذيبُ : حَلاَّبٌ من أَسماءِ خيلِ العرب السابقة .
      أَبو عبيدة : حَلاَّبٌ من نِتاجِ الأَعْوجِ .
      الأَزهري ، عن شمر : يومٌ حَلاَّبٌ ، ويومٌ هَلاَّبٌ ، ويومٌ همَّامٌ ، ويومٌ صَفْوانُ ومِلْحانُ وشِيبانُ ؛ فأَما الهَلاَّبُ فاليابسُ بَرْداً ، وأَما الحَلاَّب ففيه نَدىً ، وأَما الهَمَّامُ فالذي قد هَمَّ بالبَرْد .
      وحَلَبُ : مدينةٌ بالشامِ ؛ وفي التهذيب : حَلَبُ اسمُ بَلَدٍ من الثُّغُورِ الشامِيَّة .
      وحَلَبانُ : اسمُ مَوْضعٍ ؛ قال الـمُخَبَّل السعدي : صَرَمُوا لأَبْرَهَةَ الأُمورَ ، مَحَلُّها * حَلَبانُ ، فانْطَلَقُوا مع الأَقْوالِ ومَحْلَبةُ ومُحْلِب : مَوْضِعانِ ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد : يا جارَ حَمْراءَ ، بأَعْلى مُحْلِبِ ، مُذْنِبَةٌ ، فالقـــــــــاعُ غَيْرُ مُذْنِبِ ، لا شيءَ أَخْزَى مِن زِناءِ الأَشْيَب قوله : مُذنِبَة ، فالْقـــــــاعُ غيرُ مُذْنِبِ يقول : هي المذنبة لا القاعُ ، لأَنه نَكَحَها ثَمَّ .
      ابن الأَعرابي : الحُلُبُ السُّودُ من كلِّ الحَيوانِ .
      قال : والحُلُبُ الفُهَماءُ من الرِّجالِ .
      الأَزهري : الحُلْبُوبُ اللَّوْنُ الأَسْودُ ؛ قال رؤْبة : واللَّوْنُ ، في حُوَّتِه ، حُلْبُوبُ والحُلْبُوبُ : الأَسْوَدُ من الشَّعَرِ وغيره .
      يقال : أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ أَي حالِكٌ .
      ابن الأَعرابي : أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ وسُحْكُوكٌ وغِرْبيبٌ ؛ وأَنشد : أَمـَا تَرانِي ، اليَوْمَ ، عَشّاً ناخِصَا ، * أَسْوَدَ حُلْبوباً ، وكنتُ وابِصَا عَشّاً ناخِصاً : قليلَ اللحم مَهْزُولاً .
      ووابِصاً : بَرَّاقاً .
      "


    المعجم: لسان العرب

  4. شفق
    • " الشّفَق والشَّفَقة : الاسم من الإشْفاق .
      والشَّفَق : الخِيفة .
      شَفِقَ شَفَقاً ، فهو شَفِقٌ ، والجمع شَفِقُون ؛ قال الشاعر إسحق بن خلف ، وقيل هو لابن المُعَلَّى : تَهْوى حَياتي ، وأَهْوَى مَوْتَها شَفَقاً ، والمَوْتُ أكْرَمُ نزّالٍ على الحُرَمِ وأشْفَقْت عليه وأَنا مُشْفِق وشَفِيق ، وإذا قلت : أَشْفَقْت منه ، فإنما تعنى حذِرْته ، وأَصلهما واحد ، ولا يقال شَفَقْت .
      قال ابن دريد : شَفَقْت وأَشْفَقَت بمعنى ، وأَنكره أهل اللغة .
      الليث : الشَّفَقُ الخوف .
      تقول : أنا مُشْفِق عليك أي أَخاف .
      والشَّفَقُ أيضاً الشَّفَقة وهو أن يكون الناصِحُ من بُلوغِ النُّصْح خائفاً على المَنْصوح .
      تقول : أَشْفَقْت عليه أن يَنالَه مكروه .
      ابن سيده : وأشْفَق عليه حَذِرَ ، وأشْفَق منه جَزِع ، وشَفَق لغة .
      والشَّفَق والشَّفقة : الخيفةُ من شدة النصح .
      والشَّفِيق : الناصِحُ الحريص على صلاح المنصوح .
      وقوله تعالى : إنّا كنّا مِنْ قَبْلُ في أَهلِنا مُشْفِقين ، أي كنا في أهلنا خائفين لهذا اليوم .
      وشَفِيق : بمعنى مُشْفِق مثل أَليم ووَجِيع وداعٍ (* قوله « وداع » هكذا في الأصل .) وسَميع .
      والشَّفَق والشَّفَقة : رقَّة مِنْ نُصْحٍ أو حُبٍّ يؤدِّي إلى خوف .
      وشَفِقْت من الأمر شَفَقَةً : بمعنى أَشْفَقْت ؛ وأنشد : فإنِّي ذُو مُحافَظَةٍ لِقَوْمي ، إذا شَفِقَتْ على الرِّزْقِ العِيالُ وفي حديث بلال : وإنما كان يفعل ذلك شَفَقاً من أَن يدركه الموت ؛ الشَّفَق والإشْفاق : الخوف ، يقال : أَشْفَقْت أُشْفِق إشفاقاً ، وهي اللغة العالية .
      وحكى ابن دريد : شَفِقْت أَشْفَق شَفَقاً ؛ ومنه حديث الحسن :، قال عُبَيْدة أَتَيْناه فازْدحَمْنا على مَدْرَجةٍ رَثّةٍ فقال : أَحسنوا مَلأَكم أَيُّها المَرْؤون وما على البِناء شِفَقاً ولكن عليكم ؛ انتصب شَفَقاً بفعل مضمر وتقديره وما أُشْفِقُ على البناء شَفَقاً ولكن عليكم ؛ وقوله : كما شَفِقَت على الزاد العِيالُ أراد بَخِلت وضَنّت ، وهو من ذلك لأن البخيل بالشيء مُشْفِق عليه .
      والشَّفَق : الرّديء من الأشياء وقلّما يجمع .
      ويقال : عطاء مُشَفَّق أَي مُقَلَّل ؛ قال الكميت : مَلِك أَغرُّ من الملوك ، تَحَلّبَت للسائلين يداه ، غير مُشَفِّق وقد أَشْفَق العطاء .
      ومِلْحفة شَفَقُ النسج : رديئة .
      وشَفَّق المِلْحَفة : جعلها شَفَقاً في النسج .
      والشَّفَقُ : بقية ضوء الشمس وحمرتُها في أَول الليل تُرَى في المغرب إلى صلاة العشاء .
      والشَّفَق : النهار أَيضاً ؛ عن الزجاج ، وقد فسر بهما جميعاً قوله تعالى : فلا أُقْسِمُ بالشَّفَق .
      وقال الخليل : الشَّفَقُ الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الأخيرة ، فإذا ذهب قيل غابَ الشَّفَق ، وكان بعض الفقهاء يقول : الشَّفَق البياض لأن الحمرة تذهب إذا أَظلمت ، وإنما الشَّفَق البياضُ الذي إذا ذهب صُلِّيَت العشاءُ الأَخيرة ، والله أعلم بصواب ذلك .
      وقال الفراء : سمعت بعض العرب يقول عليه ثوب مصبوغ كأنه الشَّفَق ، وكان أَحمر ، فهذا شاهِدُ الحمرة .
      أبو عمرو : الشَّفَقُ الثوب المصبوغ بالحمرة .. ‏ .
      ‏ . ‏ .
      ‏ (* كذا بياض بالأصل .) في السماء .
      وأَشْفَقَنْا : دخلنا في الشَّفَق .
      وأَشْفَق وشَفَّق : أتى بشَفَقٍ وفي مواقيت الصلاة حتى يغيب الشَّفَقُ ؛ هو من الأضداد يقع على الحمرة التي تُرى بعد مغيب الشمس ، وبه أخذ الشافعي ، وعلى البياض الباقي في الأُفُق الغربي بعد الحمرة المذكورة ، وبه أَخذ أَبو حنيفة .
      وفي النوادرَ : أنا في عَروض منه وفي أَعْراضٍ منه أي في نواحٍ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  5. سجد
    • " الساجد : المنتصب في لغة طيّء ، قال الأَزهري : ولا يحفظ لغير الليث .
      ابن سيده : سَجَدَ يَسْجُدُ سجوداً وضع جبهته بالأَرض ، وقوم سُجَّدٌ وسجود .
      وقوله عز وجل : وخروا له سجداً ؛ هذا سجود إِعظام لا سجود عبادة لأَن بني يعقوب لم يكونوا يسجدون لغير الله عز وجل .
      قال الزجاج : إِنه كان من سنة التعظيم في ذلك الوقت أَن يُسْجَد للمعظم ، قال وقيل : خروا له سجداً أَي خروا لله سجداً ؛ قال الأَزهري : هذا قول الحسن والأَشبه بظاهر الكتاب أَنهم سجدوا ليوسف ، دل عليه رؤْياه الأُولى التي رآها حين ، قال : إِني رأَيت أَحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأَيتهم لي ساجدين ؛ فظاهر التلاوة أَنهم سجدوا ليوسف تعظيماً له من غير أَن أَشركوا بالله شيئاً ، وكأَنهم لم يكونوا نهوا عن السجود لغير الله عز وجل ، فلا يجوز لأَحد أَن يسجد لغير الله ؛ وفيه وجه آخر لأَهل العربية : وهو أَن يجعل اللام في قوله : وخروا له سجداً ، وفي قوله : رأَيتهم لي ساجدين ، لام من أَجل ؛ المعنى : وخروا من أَجله سجداً لله شكراً لما أَنعم الله عليهم حيث جمع شملهم وتاب عليهم وغفر ذنبهم وأَعز جانبهم ووسع بيوسف ، عليه السلام ؛ وهذا كقولك فعلت ذلك لعيون الناس أَي من أَجل عيونهم ؛ وقال العجاج : تَسْمَعُ لِلجَرْعِ ، إِذا استُحِيرا ، للماء في أَجوافها ، خَريرَا أَراد تسمع للماء في أَجوافها خريراً من أَجل الجرع .
      وقوله تعالى : وإِذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ؛ قال أَبو إِسحق : السجود عبادة لله لا عبادة لآدم لأَن الله ، عز وجل ، إِنما خلق ما يعقل لعبادته .
      والمسجَد والمسجِد : الذي يسجد فيه ، وفي الصحاح : واحد المساجد .
      وقال الزجاج : كل موضع يتعبد فيه فهو مسجَِد ، أَلا ترى أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : جعلت لي الأَرض مسجداً وطهوراً .
      وقوله عز وجل : ومن أَظلم ممن منع مساجد الله ؛ المعنى على هذا المذهب أَنه من أَظلم ممن خالف ملة الإِسلام ؟، قال : وقد كان حكمه أَن لا يجيء على مَفْعِل ولكنه أَحد الحروف التي شذت فجاءَت على مَفْعِل .
      قال سيبويه : وأَما المسجد فإِنهم جعلوه اسماً للبيت ولم يأْت على فَعَلَ يَفْعُلُ كما ، قال في المُدُقِّ إِنه اسم للجلمود ، يعني أَنه ليس على الفعل ، ولو كان على الفعل لقيل مِدَقٌّ لأَنه آلة ، والآلات تجيء على مِفْعَلٍ كمِخْرَزٍ ومِكنَسٍ ومِكسَحٍ .
      ابن الأَعرابي : مسجَد ، بفتح الجيم ، محراب البيوت ؛ ومصلى الجماعات مسجِد ، بكسر الجيم ، والمساجد جمعها ، والمساجد أَيضاً : الآراب التي يسجد عليها والآراب السبعة مساجد .
      ويقال : سَجَدَ سَجْدَةً وما أَحسن سِجْدَتَه أَي هيئة سجوده .
      الجوهري :، قال الفراء كل ما كان على فَعَلَ يَفْعُل مثل دخل يدخل فالمفعل منه بالفتح ، اسماً كان أَو مصدراً ، ولا يقع فيه الفرق مثل دخل مَدْخَلاً وهذا مَدْخَلُه ، إِلا أَحرفاً من الأَسماء أَلزموها كسر العين ، من ذلك المسجِد والمطلِع والمغرب والمشرق والمَسْقِط والمَفْرِق والمَجْزِر والمَسْكِن والمَرْفِق مِن رَفَقَ يَرْفُقُ والمَنْبِت والمَنْسِك من نَسَك ينَّسُك ، فجعلوا الكسر علامة الاسم ، وربما فتحه بعض العرب في الاسم ، فقد روي مسكَن ومسكِن وسمع المسجِد والمسجَد والمطلِع والمطلَع ، قال : والفتح في كله جائز وإِن لم نسمعه .
      قال : وما كان من باب فَعَل يفعِل مثل جلس يجلِسُ فالموضع بالكسر والمصدر بالفتح للفرق بينهما ، تقول : نزل منزَلاً بفتح الزاي ، تريد نزل نزولاً ، وهذا منزِله ، فتكسر ، لأَنك تعني الدار ؛ قال : وهو مذهب تفرد به هذا الباب من بين أَخواته ، وذلك أَن المواضع والمصادر في غير هذا الباب ترد كلها إِلى فتح العين ولا يقع فيها الفرق ، ولم يكسر شيء فيما سوى المذكور إِلا الأَحرف التي ذكرناها .
      والمسجدان : مسجد مكة ومسجد المدينة ، شرفهما الله عز وجل ؛ وقال الكميت يمدح بني أُمية : لكم مَسْجِدَا الله المَزُورانِ ، والحَصَى لكم قِبْصُه من بين أَثرَى وأَقتَرا القِبْصُ : العدد .
      وقوله : من بين أَثرى وأَقترا يريد من بين رجل أَثرى ورجل أَقتر أَي لكم العدد الكثير من جميع الناس ، المُثْري منهم والمُقْتِر .
      والمِسْجَدَةُ والسَّجَّادَةُ : الخُمْرَةُ المسجود عليها .
      والسَّجَّادةُ : أَثر السجود في الوجه أَيضاً .
      والمَسْجَدُ ، بالفتح : جبهة الرجل حيث يصيبه نَدَبُ السجود .
      وقوله تعالى : وإِن المساجد لله ؛ قيل : هي مواضع السجود من الإِنسان : الجبهة والأَنف واليدان والركبتان والرجلان .
      وقال الليث في قوله : وإِن المساجد لله ، قال : السجود مواضعه من الجسد والأَرض مساجد ، واحدها مسجَد ، قال : والمسجِد اسم جامع حيث سجد عليه ، وفيه حديث لا يسجد بعد أَن يكون اتخذ لذلك ، فأَما المسجد من الأَرض فموضع السجود نفسه ؛ وقيل في قوله : وإِن المساجد لله ، أَراد أَن السجود لله ، وهو جمع مسجد كقولك ضربت في الأَرض .
      أَبو بكر : سجد إِذا انحنى وتطامن إِلى الأَرض .
      وأَسجَدَ الرجلُ : طأْطأَ رأْسه وانحنى ، وكذلك البعير ؛ قال الأَسدي أَنشده أَبو عبيد : وقلنَ له أَسجِدْ لِلَيْلى فأَسجَدَا يعني بعيرها أَنه طأْطأَ رأْسه لتركبه ؛ وقال حميد بن ثور يصف نساء : فُضولَ أَزِمَّتِها أَسجَدَتْ سجودَ النصارى لأَرْبابِها يقول : لما ارتحلن ولوين فضول أَزمَّة جمالهن على معاصمهن أَسْجدت لهن ؛ قال ابن بري صواب إِنشاده : فلما لَوَيْنَ على مِعْصَمٍ ، وكَفٍّ خضيبٍ وأَسوارِها ، فُضولَ أَزِمَّتِها ، أَسْجدت سجودَ النصارى لأَحْبارِها وسجدَت وأَسجدَتْ إِذا خفضت رأْسها لتُرْكَبَ .
      وفي الحديث : كان كسرى يسجد للطالع أَي يتطامن وينحني ؛ والطالِعُ : هو السهم الذي يجاوز الهَدَفَ من أَعلاه ، وكانوا يعدونه كالمُقَرْطِسِ ، والذي يقع عن يمينه وشماله يقال له عاصِدٌ ؛ والمعنى : أَنه كان يسلم لراميه ويستسلم ؛ وقال الأَزهري : معناه أَنه كان يخفض رأْسه إِذا شخص سهمه ، وارتفع عن الرَّمِيَّة ليتَقَوَّم السهم فيصيب الدارَةَ .
      والإِسجادُ : فُتورُ الطرفِ .
      وعين ساجدة إِذا كانت فاترة .
      والإِسجادُ : إِدامة النظر مع سكون ؛ وفي الصحاح : إِدامة النظر وإِمراضُ الأَجفان ؛ قال كثير : أَغَرَّكِ مِنِّي أَنَّ دَلَّكِ ، عندنا ، وإِسجادَ عيْنَيكِ الصَّيودَيْنِ ، رابحُ ابن الأَعرابي : الإِسجاد ، بكسر الهمزة ، اليهودُ ؛

      وأَنشد الأَسود : وافى بها كدراهم الإِسجاد (* قوله « وافى بها إلخ » صدره كما في القاموس : من خمر ذي نطق أغن منطق ).
      أَبو عبيدة : يقال اعطونا الإِسجاد أَي الجزية ، وروي بيت الأَسود بالفتح كدراهم الأَسجاد .
      قال ابن الأَنباري : دراهم الأَسجاد هي دراهم ضربها الأَكاسرة وكان عليها صُوَرٌ ، وقيل : كان عليها صورة كسرى فمن أَبصرها سجد لها أَي طأْطأَ رأْسه لها وأَظهر الخضوع .
      قاله في تفسير شعر الأَسود بن يعفر رواية المفضل مرقوم فيه علامة أَي (* قوله « علامة أي » في نسخة الأصل التي بأيدينا بعد أي حروف لا يمكن أَن يهتدي اليها أحد ).. ‏ .
      ‏ .
      ونخلة ساجدة إِذا أَمالها حملها .
      وسجدت النخلة إِذا مالت .
      ونخل سواجد : مائلة ؛ عن أَبي حنيفة ؛

      وأَنشد للبيد : بين الصَّفا وخَلِيج العينِ ساكنةٌ غُلْبٌ سواجدُ ، لم يدخل بها الخَصَر ؟

      ‏ قال : وزعم ابن الأَعرابي أَن السواجد هنا المتأَصلة الثابتة ؛ قال وأَنشد في وصف بعير سانية : لولا الزِّمامُ اقتَحَم الأَجارِدا بالغَرْبِ ، أَوْ دَقَّ النَّعامَ الساجد ؟

      ‏ قال ابن سيده : كذا حكاه أَبو حنيفة لم أُغير من حكايته شيئاً .
      وسجد : خضع ؛ قال الشاعر : ترى الأُكْمَ فيها سُجَّداً للحوافِرِ ومنه سجود الصلاة ، وهو وضع الجبهة على الأَرض ولا خضوع أَعظم منه .
      والاسم السجدة ، بالكسر ، وسورة السجدة ، بالفتح .
      وكل من ذل وخضع لما أُمر به ، فقد سجد ؛ ومنه قوله تعالى : تتفيأُ ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله وهم داخرون أَي خضعاً متسخرة لما سخرت له .
      وقال الفراء في قوله تعالى : والنجم والشجر يسجدان ؛ معناه يستقبلان الشمس ويميلان معها حتى ينكسر الفيء .
      ويكون السجود على جهة الخضوع والتواضع كقوله عز وجل : أَلم ترَ أَن الله يسجد له من في السموات ( الآية ) ويكون السجود بمعنى التحية ؛

      وأَنشد : مَلِكٌ تَدِينُ له الملوكُ وتَسْجُد ؟

      ‏ قال ومن ، قال في قوله عز وجل : وخروا له سجداً ، سجود تحية لا عبادة ؛ وقال الأَخفش : معنى الخرور في هذه الآية المرور لا السقوط والوقوع .
      ابن عباس وقوله ، عز وجل : وادخلوا الباب سجداً ، قال : باب ضيق ، وقال : سجداً ركعاً ، وسجود الموات محمله في القرآن طاعته لما سخر له ؛ ومنه قوله تعالى : أَلم تر أَن الله يسجد له من في السموات ومن في الأَرض ، إِلى قوله : وكثير حق عليه العذاب ؛ وليس سجود الموات لله بأَعجب من هبوط الحجارة من خشية الله ، وعلينا التسليم لله والإِيمان بما أَنزل من غير تطلب كيفية ذلك السجود وفقهه ، لأَن الله ، عز وجل ، لم يفقهناه ، ونحو ذلك تسبيح الموات من الجبال وغيرها من الطيور والدواب يلزمنا الإِيمان به والاعتراف بقصور أَفهامنا عن فهمه ، كما ، قال الله عز وجل : وإِن من شيء إِلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  6. شكر
    • " الشُّكْرُ : عِرْفانُ الإِحسان ونَشْرُه ، وهو الشُّكُورُ أَيضاً .
      قال ثعلب : الشُّكْرُ لا يكون إِلاَّ عن يَدٍ ، والحَمْدُ يكون عن يد وعن غير يد ، فهذا الفرق بينهما .
      والشُّكْرُ من الله : المجازاة والثناء الجميل ، شَكَرَهُ وشَكَرَ له يَشْكُرُ شُكْراً وشُكُوراً وشُكْراناً ؛ قال أَبو نخيلة : شَكَرْتُكَ ، إِنَّ الشُّكْرَ حَبْلٌ منَ التُّقَى ، وما كُلُّ مَنْ أَوْلَيْتَهُ نِعْمَةً يَقْضِ ؟

      ‏ قال ابن سيده : وهذا يدل على أَن الشكر لا يكون إِلا عن يد ، أَلا ترى أَنه ، قال : وما كل من أَوليته نعمة يقضي ؟ أَي ليس كل من أَوليته نعمة يشكرك عليها .
      وحكى اللحياني : شكرت اللهوشكرت لله وشَكَرْتُ بالله ، وكذلك شكرت نعمة الله ، وتَشَكَّرَ له بلاءَه : كشَكَرَهُ .
      وتَشَكَّرْتُ له : مثل شَكَرْتُ له .
      وفي حديث يعقوب : إِنه كان لا يأْكل شُحُومَ الإِبل تَشَكُّراً لله عز وجل ؛

      أَنشد أَبو علي : وإِنِّي لآتِيكُمْ تَشَكُّرَ ما مَضَى من الأَمْرِ ، واسْتيجابَ ما كان في الغَدِ أَي لِتَشَكُّرِ ما مضى ، وأَراد ما يكون فوضع الماضي موضع الآتي .
      ورجل شَكورٌ : كثير الشُّكْرِ .
      وفي التنزيل العزيز : إِنه كان عَبْداً شَكُوراً .
      وفي الحديث : حين رُؤيَ ، صلى الله عليه وسلم ، وقد جَهَدَ نَفْسَهُ بالعبادة فقيل له : يا رسول الله ، أَتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأَخر ؟ أَنه ، قال ، عليه السلام : أَفَلا أَكونُ عَبْداً شَكُوراً ؟ وكذلك الأُنثى بغير هاء .
      والشَّكُور : من صفات الله جل اسمه ، معناه : أَنه يزكو عنده القليلُ من أَعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء ، وشُكْرُه لعباده : مغفرته لهم .
      والشَّكُورُ : من أَبنية المبالغة .
      وأَما الشَّكُورُ من عباد الله فهو الذي يجتهد في شكر ربه بطاعته وأَدائه ما وَظَّفَ عليه من عبادته .
      وقال الله تعالى : اعْمَلُوا آلَ داودَ شُكْراً وقليلٌ من عِبادِيَ الشَّكُورُ ؛ نصب شُكْراً لأَنه مفعول له ، كأَنه ، قال : اعملوا لله شُكْراً ، وإِن شئت كان انتصابه على أَنه مصدر مؤكد .
      والشُّكْرُ : مثل الحمد إِلا أَن الحمد أَعم منه ، فإِنك تَحْمَدُ الإِنسانَ على صفاته الجميلة وعلى معروفه ، ولا تشكره إِلا على معروفه دون صفاته .
      والشُّكْرُ : مقابلة النعمة بالقول والفعل والنية ، فيثني على المنعم بلسانه ويذيب نفسه في طاعته ويعتقد أَنه مُولِيها ؛ وهو من شَكَرَتِ الإِبل تَشْكُر إِذا أَصابت مَرْعًى فَسَمِنَتْ عليه .
      وفي الحديث : لا يَشْكُرُ الله من لا يَشْكُرُ الناسَ ؛ معناه أَن الله لا يقبل شكر العبد على إِحسانه إِليه ، إِذا كان العبد لا يَشكُرُ إِحسانَ الناس ويَكْفُر معروفَهم لاتصال أَحد الأَمرين بالآخر ؛ وقيل : معناه أَن من كان من طبعه وعادته كُفْرانُ نعمة الناس وتركُ الشُّكْرِ لهم ، كان من عادته كُفْرُ نعمة الله وتركُ الشكر له ، وقيل : معناه أَن من لا يشكُر الناس كان كمن لا يشكُر الله وإِن شَكَرَهُ ، كما تقول : لا يُحِبُّني من لا يُحِبُّك أَي أَن محبتك مقرونة بمحبتي فمن أَحبني يحبك ومن لم يحبك لم يحبني ؛ وهذه الأَقوال مبنية على رفع اسم الله تعالى ونصبه .
      والشُّكْرُ : الثناءُ على المُحْسِنِ بما أَوْلاكَهُ من المعروف .
      يقال : شَكَرْتُه وشَكَرْتُ له ، وباللام أَفصح .
      وقوله تعالى : لا نريد منكم جزاءً ولا شُكُوراً ؛ يحتمل أَن يكون مصدراً مثل قَعَدَ قُعُوداً ، ويحتمل أَن يكون جمعاً مثل بُرْدٍ وبُرُود وكُفْرٍ وكُفُورٍ .
      والشُّكْرانُ : خلاف الكُفْرانِ .
      والشَّكُور من الدواب : ما يكفيه العَلَفُ القليلُ ، وقيل : الشكور من الدواب الذي يسمن على قلة العلف كأَنه يَشْكُرُ وإِن كان ذلك الإِحسان قليلاً ، وشُكْرُه ظهورُ نمائه وظُهُورُ العَلَفِ فيه ؛ قال الأَعشى : ولا بُدَّ مِنْ غَزْوَةٍ في الرَّبيعِ حَجُونٍ ، تُكِلُّ الوَقَاحَ الشَّكُورَا والشَّكِرَةُ والمِشْكارُ من الحَلُوباتِ : التي تَغْزُرُ على قلة الحظ من المرعى .
      ونَعَتَ أَعرابيٌّ ناقةً فقال : إِنها مِعْشارٌ مِشْكارٌ مِغْبارٌ ، فأَما المشكار فما ذكرنا ، وأَما المعشار والمغبار فكل منهما مشروح في بابه ؛ وجَمْعُ الشَّكِرَةِ شَكارَى وشَكْرَى .
      التهذيب : والشَّكِرَةُ من الحلائب التي تصيب حظّاً من بَقْل أَو مَرْعًى فَتَغْزُرُ عليه بعد قلة لبن ، وإِذا نزل القوم منزلاً فأَصابتْ نَعَمُهم شيئاً من بَقْلٍ قَدْ رَبَّ قيل : أَشْكَرَ القومُ ، وإِنهم لَيَحْتَلِبُونَ شَكِرَةَ حَيْرَمٍ ، وقد شَكِرَتِ الحَلُوبَةُ شَكَراً ؛

      وأَنشد : نَضْرِبُ دِرَّاتِها ، إِذا شَكِرَتْ ، بِأَقْطِها ، والرِّخافَ نَسْلَؤُها والرَّخْفَةُ : الزُّبْدَةُ .
      وضَرَّةٌ شَكْرَى إِذا كانت مَلأَى من اللبن ، وقد شِكْرَتْ شَكَراً .
      وأَشْكَرَ الضَّرْعُ واشْتَكَرَ : امتلأَ لبناً .
      وأَشْكَرَ القومُ : شَكِرتْ إِبِلُهُمْ ، والاسم الشَّكْرَةُ .
      الأَصمعي : الشَّكِرَةُ الممتلئة الضرع من النوق ؛ قال الحطيئة يصف إِبلاً غزاراً : إِذا لم يَكُنْ إِلاَّ الأَمَالِيسُ أَصْبَحَتْ لَها حُلَّقٌ ضَرَّاتُها ، شَكِرا ؟

      ‏ قال ابن بري : ويروى بها حُلَّقاً ضَرَّاتُها ، وإِعرابه على أَن يكون في أَصبحت ضمير الإِبل وهو اسمها ، وحُلَّقاً خبرها ، وضراتها فاعل بِحُلَّق ، وشكرات خبر بعد خبر ، والهاء في بها تعود على الأَمالِيسِ ؛ وهي جمع إمْلِيسٍ ، وهي الأَرض التي لا نبات لها ؛ قال : ويجوز أَن يكون ضراتها اسم أَصبحت ، وحلقاً خبرها ، وشكرات خبر بعد بعد خبر ؛ قال : وأَما من روى لها حلق ، فالهاء في لها تعود على الإِبل ، وحلق اسم أَصبحت ، وهي نعت لمحذوف تقديره أَصبحت لها ضروع حلق ، والحلق جمع حالق ، وهو الممتلئ ، وضراتها رفع بحلق وشكرات خبر أَصبحت ؛ ويجوز أَن يكون في أَصبحت ضمير الأَبل ، وحلق رفع بالإِبتداء وخبره في قوله لها ، وشكرات منصوب على الحال ، وأَما قوله : إِذا لم يكن إِلاَّ الأَماليس ، فإِنَّ يكن يجوز أَن تكون تامة ، ويجوز أَن تكون ناقصة ، فإِن جعلتها ناقصة احتجت إِلى خبر محذوف تقديره إِذا لم يكن ثَمَّ إِلاَّ الأَماليس أَو في الأَرض إِلاَّ الأَماليس ، وإِن جعلتها تامة لم تحتج إِلى خبر ؛ ومعنى البيت أَنه يصف هذه الإِبل بالكرم وجودة الأَصل ، وأَنه إِذا لم يكن لها ما ترعاه وكانت الأَرضُ جَدْبَةً فإِنك تجد فيها لبناً غزيراً .
      وفي حديث يأْجوج ومأْجوج : دَوابُّ الأَرض تَشْكَرُ شَكَراً ، بالتحريك ، إِذا سَمِنَت وامتلأَ ضَرْعُها لبناً .
      وعُشْبٌ مَشْكَرَة : مَغْزَرَةٌ للبن ، تقول منه : شَكِرَتِ الناقة ، بالكسر ، تَشْكَرُ شَكَراً ، وهي شَكِرَةٌ .
      وأَشْكَرَ القومُ أَي يَحْلُبُون شَكِرَةً .
      وهذا زمان الشَّكْرَةِ إِذا حَفَلتْ من الربيع ، وهي إِبل شَكَارَى وغَنَمٌ شَكَارَى .
      واشْتَكَرَتِ السماءُ وحَفَلَتْ واغْبَرَّتْ : جَدَّ مطرها واشتْدَّ وقْعُها ؛ قال امرؤ القيس يصف مطراً : تُخْرِجُ الوَدَّ إِذا ما أَشْجَذَتْ ، وتُوالِيهِ إِذا ما تَشْتَكِرْ ‏

      ويروى : ‏ تَعْتَكِرْ .
      واشْتَكَرَِت الرياحُ : أَتت بالمطر .
      واشْتَكَرَتِ الريحُ : اشتدّ هُبوبُها ؛ قال ابن أَحمر : المُطْعِمُونَ إِذا رِيحُ الشِّتَا اشْتَكَرَتْ ، والطَّاعِنُونَ إِذا ما اسْتَلْحَمَ البَطَلُ واشْتَكَرَتِ الرياحُ : اختلفت ؛ عن أَبي عبيد ؛ قال ابن سيده : وهو خطأُ .
      واشْتَكَرَ الحرُّ والبرد : اشتدّ ؛ قال الشاعر : غَداةَ الخِمْسِ واشْتَكَرَتْ حَرُورٌ ، كأَنَّ أَجِيجَها وَهَجُ الصِّلاءِ وشَكِيرُ الإِبل : صغارها .
      والشَّكِيرُ من الشَّعَرِ والنبات : ما ينبت من الشعر بين الضفائر ، والجمع الشُّكْرُ ؛

      وأَنشد : فَبَيْنا الفَتى لِلْعَيْنِ ناضِراً ، كعُسْلُوجَةٍ يَهْتَزُّ منها شَكِيرُها ابن الأَعرابي : الشَّكِيرُ ما ينبت في أَصل الشجرة من الورق وليس بالكبار .
      والشَّكيرُ من الفَرْخِ : الزَّغَبُ .
      الفراء : يقال شَكِرَتِ الشَّجَرَةُ وأَشْكَرَتْ إِذا خرج فيها الشيء .
      ابن الأَعرابي : المِشْكارُ من النُّوقِ التي تَغْزرُ في الصيف وتنقطع في الشتاء ، والتي يدوم لبنها سنتها كلها يقال لها : رَكُودٌ ومَكُودٌ وَوَشُولٌ وصَفِيٌّ .
      ابن سيده : والشَّكِيرُ الشَّعَرُ الذي في أَصل عُرْفِ الفَرَسِ كأَنه زَغَبٌ ، وكذلك في الناصية .
      والشَّكِيرُ من الشعر والريش والعَفا والنَّبْتِ : ما نَبَتَ من صغاره بين كباره ، وقيل : هو أَول النبت على أَثر النبت الهائج المُغْبَرِّ ، وقد أَشْكَرَتِ الأَرضُ ، وقيل : هو الشجر ينبت حول الشجر ، وقيل : هو الورق الصغار ينبت بعد الكبار .
      وشَكِرَتِ الشجرة أَيضاً تَشْكَرُ شَكَراً أَي خرج منها الشَّكِيرُ ، وهو ما ينبت حول الشجرة من أَصلها ؛ قال الشاعر : ومِنْ عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكِيرُه ؟

      ‏ قال : وربما ، قالوا للشَّعَرِ الضعيف شَكِيرٌ ؛ قال ابن مقبل يصف فرساً : ذَعَرْتُ بِهِ العَيرَ مُسْتَوْزِياً ، شَكِيرُ جَحَافِلِهِ قَدْ كَتِنْ ومُسْتَوْزِياً : مُشْرِفاً منتصباً .
      وكَتِنَ : بمعنى تَلَزَّجَ وتَوَسَّخَ .
      والشَّكِيرُ أَيضاً : ما ينبت من القُضْبانِ الرَّخْصَةِ بين القُضْبانِ العاسِيَةِ .
      والشَّكِيرُ : ما ينبت في أُصول الشجر الكبار .
      وشَكِيرُ النخلِ : فِراخُه .
      وشَكِرَ النخلُ شَكَراً : كثرت فراخه ؛ عن أَبي حَنيفة ؛ وقال يعقوب : هو من النخل الخُوصُ الدر حول السَّعَفِ ؛

      وأَنشد لكثيِّر : بُرُوكٌ بأَعْلى ذِي البُلَيْدِ ، كأَنَّها صَرِيمَةُ نَخْلٍ مُغْطَئِلٍّ شَكِيرُها مغطئل : كثير متراكب .
      وقال أَبو حنيفة : الشكير الغصون ؛ وروي الأَزهري بسنده : أَن مَجَّاعَةَ أَتى رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : ‏ قائلهم : ومَجَّاعُ اليَمامَةِ قد أَتانا ، يُخَبِّرُنا بِمَا ، قال الرَّسُولُ فأَعْطَيْنا المَقادَةَ واسْتَقَمْنا ، وكانَ المَرْءُ يَسْمَعُ ما يَقُولُ فأَقْطَعَه رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وكتب له بذلك كتاباً : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتابٌ كَتَبَهُ محمدٌ رسولُ الله ، لِمَجَّاعَةَ بنِ مُرارَةَ بن سَلْمَى ، إِني أَقطعتك الفُورَةَ وعَوانَةَ من العَرَمَةِ والجَبَل فمن حاجَّكَ فإِليَّ .
      فلما قبض رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وَفَدَ إِلى أَبي بكر ، رضي الله عنه ، فأَقطعه الخِضْرِمَةَ ، ثم وَفَدَ إِلى عمر ، رضي الله عنه ، فأَقطعه أَكثر ما بالحِجْرِ ، ثم إِن هِلالَ بنَ سِراجِ بنِ مَجَّاعَةَ وَفَد إِلى عمر بن عبد العزيز بكتاب رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، بعدما استخلف فأَخذه عمر ووضعه على عينيه ومسح به وجهه رجاء أَن يصيب وجهه موضع يد رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، فَسَمَرَ عنده هلالٌ ليلةً ، فقال له : يا هلال أَبَقِيَ من كُهُولِ بني مَجَّاعَةَ أَحدٌ ؟ ثقال : نَعَمْ وشَكِيرٌ كثير ؛ قال : فضحك عمر وقال : كَلِمَةٌ عربيةٌ ،، قال : فقال جلساؤه : وما الشَّكير يا أَمير المؤمنين ؟، قال : أَلم تَرَ إِلى الزرع إِذا زكا فأَفْرَخَ فنبت في أُصوله فذلكم الشَّكيرُ .
      ثم أَجازه وأَعطاه وأَكرمه وأَعطاه في فرائض العيال والمُقاتِلَةِ ؛ قال أَبو منصور : أَراد بقوله وشَكِير كثير أَي ذُرِّيَّةٌ صِغارٌ ،.
      شبههم بشَكِيرِ الزرع ، وهو ما نبت منه صغاراً في أُصول الكبار ؛ وقال العجاج يصف رِكاباً أَجْهَضَتْ أَولادَها : والشَّدِنِيَّاتُ يُسَاقِطْنَ النَّغَرْ ، خُوصُ العُيونِ مُجْهِضَاتٌ ما اسْتَطَرْ ، مِنْهُنَّ إِتْمامُ شَكِيرٍ فاشْتَكَرْ ما اسْتَطَرَّ : من الطَّرِّ .
      يقال : طَرَّ شَعَرُه أَي نبت ، وطَرَّ شاربه مثله .
      يقول : ما اسْتَطَرَّ منهنَّ .
      إِتمام يعني بلوغ التمام .
      والشَّكِيرُ : ما نبت صغيراً فاشْتَكَر : صار شَكِيراً .
      بِحاجِبٍ ولا قَفاً ولا ازْبأَرْ مِنْهُنَّ سِيساءٌ ، ولا اسْتَغْشَى الوَبَرْ والشَّكِيرُ : لِحاءُ الشجر ؛ قال هَوْذَةُ بنُ عَوْفٍ العامِريّ : على كلِّ خَوَّارِ العِنانِ كأَنها عَصَا أَرْزَنٍ ، قد طارَ عَنْهَا شَكِيرُها والجمع شُكُرٌ .
      وشُكُرُ الكَرْمِ : قُضْبانَه الطِّوالُ ، وقيل : قُضبانه الأَعالي .
      وقال أَبو حنيفة : الشَّكِير الكَرْم يُغرَسُ من قضيبه ، والفعل كل ذلك أَشْكَرَتْ واشْتَكَرَت وشَكِرَتْ .
      والشَّكْرُ : فَرْجُ المرأَة وقيل لحم فرجها ؛ قال الشاعر يصف امرأَة ، أَنشده ابن السكيت : صَناعٌ بإِشْفاها ، حَصانٌ بِشَكْرِها ، جَوادٌ بِقُوتِ البَطْنِ ، والعِرْضُ وافِرُ وفي رواية : جَوادٌ بزادِ الرَّكْبِ والعِرْق زاخِرُ ، وقيل : الشَّكْرُ بُضْعُها والشَّكْرُ لغة فيه ؛ وروي بالوجهين بيت الأَعشى : خَلَوْتُ بِشِكْرِها وشَكرها (* قوله : « خلوت إلخ » كذا بالأَصل ).
      وفي الحديث : نَهَى عن شَكْرِ البَغِيِّ ، هو بالفتح ، الفرج ، أَراد عن وطئها أَي عن ثمن شَكْرِها فحذف المضاف ، كقوله : نهى عن عَسِيبِ الفَحْلِ أَي عن ثمن عَسْبِهِ .
      وفي الحديث : فَشَكَرْتُ الشاةَ ، أَي أَبدلت شَكْرَها أَي فرجها ؛ ومنه قول يحيى بن يَعْمُر لرجل خاصمته إِليه امرأَته في مَهْرِها : أَإِنْ سأَلَتْكَ ثمن شَكْرِها وشَبْرِك أَنْشأْتَ تَطُلُّها وتَضْهَلُها ؟ والشِّكارُ : فروج النساء ، واحدها شَكْرٌ .
      ويقال للفِدرَة من اللحم إِذا كانت سمينة : شَكْرَى ؛ قال الراعي : تَبِيتُ المَخالي الغُرُّ في حَجَراتِها شَكارَى ، مَراها ماؤُها وحَدِيدُها أَراد بحديدها مِغْرَفَةٍ من حديد تُساطُ القِدْرُ بها وتغترف بها إِهالتها .
      وقال أَبو سعيد : يقال فاتحْتُ فلاناً الحديث وكاشَرْتُه وشاكَرْتُه ؛ أَرَيْتُه أَني شاكِرٌ .
      والشَّيْكَرانُ : ضرب من النبت .
      وبَنُو شَكِرٍ : قبيلة في الأَزْدِ .
      وشاكر : قبيلة في اليمن ؛ قال : مُعاوِيَ ، لم تَرْعَ الأَمانَةَ ، فارْعَها وكُنْ شاكِراً للهِ والدِّينِ ، شاكِرُ أَراد : لم تَرْعَ الأَمانةَ شاكرٌ فارعها وكن شاكراً لله ، فاعترض بين الفعل والفاعل جملةٌ أُخرى ، والاعتراض للتشديد قد جاء بين الفعل والفاعل والمبتدإِ والخبر والصلة والموصول وغير ذلك مجيئاً كثيراً في القرآن وفصيح الكلام .
      وبَنُو شاكرٍ : في هَمْدان .
      وشاكر : قبيلة من هَمْدان باليمن .
      وشَوْكَرٌ : اسم .
      ويَشْكُرُ : قبيلة في ربيعة .
      وبنو يَشْكُرَ قبيلة في بكر بن وائل .
      "


    المعجم: لسان العرب

  7. جلب
    • " الجَلْبُ : سَوْقُ الشيء من موضع إِلى آخَر .
      جَلَبَه يَجْلِبُه ويَجْلُبه جَلْباً وجَلَباً واجْتَلَبَه وجَلَبْتُ الشيءَ إِلى نفْسِي واجْتَلَبْتُه ، بمعنى .
      وقولُه ، أَنشده ابن الأعرابي : يا أَيها الزاعِمُ أَنِّي أَجْتَلِبْ فسره فقال : معناه أَجْتَلِبُ شِعْري من غيري أَي أَسُوقه وأَسْتَمِدُّه .
      ويُقَوِّي ذلك قول جرير : أَلَمْ تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوافِي ، * فَلا عِيّاً بِهِنَّ ، ولا اجْتِلابا أَي لا أَعْيا بالقَوافِي ولا اجْتَلِبُهنَّ مِمَّن سواي ، بل أَنا غَنِيٌّ بما لديَّ منها .
      وقد انْجَلَب الشيءُ واسْتَجْلَب الشيءَ : طلَب أَن يُجْلَبَ إِليه .
      والجَلَبُ والأَجْلابُ : الذين يَجْلُبُون الإِبلَ والغَنم للبيع .
      والجَلَبُ : ما جُلِبَ مِن خَيْل وإِبل ومَتاعٍ .
      وفي المثل : النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ أَي انه إِذا أَنْفَضَ القومُ ، أَي نَفِدَتْ أَزْوادُهم ، قَطَّرُوا إِبلَهم للبيع .
      والجمع : أَجْلابٌ .
      الليث : الجَلَبُ : ما جَلَبَ القومُ من غَنَم أَو سَبْي ، والفعل يَجْلُبون ، ويقال جَلَبْتُ الشيءَ جَلَباً ، والـمَجْلوبُ أَيضاً : جَلَبٌ .
      والجَلِيبُ : الذي يُجْلَبُ من بَلد إِلى غيره .
      وعَبْدٌ جَلِيبٌ .
      والجمع جَلْبَى وجُلَباء ، كما ، قالوا قَتْلَى وقُتَلاء .
      وقال اللحياني : امرأَةٌ جَلِيبٌ في نسوة جَلْبَى وجَلائِبَ .
      والجَلِيبةُ والجَلُوبة ما جُلِبَ .
      قال قيْس بن الخَطِيم : فَلَيْتَ سُوَيْداً رَاءَ مَنْ فَرَّ مِنْهُمُ ، * ومَنْ خَرَّ ، إِذْ يَحْدُونَهم كالجَلائِبِ ‏

      ويروى : ‏ إِذ نَحْدُو بهم .
      والجَلُوبةُ : ما يُجْلَب للبيع نحو الناب والفَحْل والقَلُوص ، فأَما كِرامُ الإِبل الفُحولةُ التي تُنْتَسَل ، فليست من الجلُوبة .
      ويقال لصاحِب الإِبل : هَلْ لك في إِبلِكَ جَلُوبةٌ ؟ يعني شيئاً جَلَبْتَه للبيع .
      وفي حديث سالم : قَدِمَ أَعرابيٌّ بجَلُوبةٍ ، فَنَزلَ على طلحةَ ، فقال طلحةُ : نَهى رسولُ اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، أَن يَبِيعَ حاضِرٌ لِبادٍ .
      قال : الجَلُوبة ، بالفتح ، ما يُجْلَبُ للبَيْع من كل شيءٍ ، والجمعُ الجَلائِبُ ؛ وقيل : الجَلائبُ الإِبل التي تُجْلَبُ إِلى الرَّجل النازِل على الماءِ ليس له ما يَحْتَمِلُ عليه ، فيَحْمِلُونه عليها .
      قال : والمراد في الحديث الأَوّلُ كأَنه أَراد أَن يَبيعها له طلحةُ .
      قال ابن الأَثير : هكذا جاء في كتاب أَبي موسى في حرف الجيم .
      قال : والذي قرأْناه في سنن أَبي داود : بحَلُوبةٍ ، وهي الناقةُ التي تُحْلَبُ .
      والجَلُوبةُ : الإِبل يُحْمَلُ عليها مَتاعُ القوم ، الواحد والجَمْع فيه سَواءٌ ؛ وجَلُوبة الإِبل : ذُكُورها .
      وأَجْلَبَ الرجلُ إِذا نُتِجَتْ ناقتُه سَقْباً .
      وأَجْلَبَ الرجلُ : نُتِجَت إِبلُه ذُكُوراً ، لأَنه تُجْلَبُ أَولادُها ، فَتُباعُ ، وأَحْلَبَ ، بالحاءِ ، إِذا نُتِجت إِبلُه إِناثاً .
      يقال للـمُنْتِجِ : أَأَجْلَبْتَ أَم أَحْلَبْتَ ؟ أَي أَوَلَدَتْ إِبلُكَ جَلُوبةً أَم وَلَدَتْ حَلُوبةً ، وهي الإِناثُ .
      ويَدْعُو الرجلُ على صاحبه فيقول : أَجْلَبْتَ ولا أَحْلَبْتَ أَي كان نِتاجُ إِبلِك ذُكوراً لا إِناثاً ليَذْهَبَ لبنُه .
      وجَلَبَ لأَهلِه يَجْلُبُ وأَجْلَبَ : كَسَبَ وطَلَبَ واحْتالَ ، عن اللحياني .
      والجَلَبُ والجَلَبةُ : الأَصوات .
      وقيل : هو اختِلاطُ الصَّوْتِ .
      وقد جَلَبَ القومُ يَجْلِبُون ويَجْلُبُون وأَجْلَبُوا وجَلَّبُوا .
      والجَلَبُ : الجَلَبةُ في جَماعة الناس ، والفعْلُ أَجْلَبُوا وجَلَّبُوا ، من الصِّيَاحِ .
      وفي حديث الزُّبير : أَنَّ أُمَّه صَفِيَّة ، قالت أَضْرِبُه كي يَلَبَّ ويَقُودَ الجَيشَ ذا الجَلَبِ ؛ هو جمع جَلَبة ، وهي الأَصوات .
      ابن السكيت ‏

      يقال : ‏ هم يُجْلِبُون عليه ويُحْلِبُون عليه بمعنىً واحد أَي يُعِينُون عليه .
      وفي حديث علي ، رضي اللّه تعالى عنه : أَراد أَن يُغالِط بما أَجْلَبَ فيه .
      يقال أَجْلَبُوا عليه إِذا تَجَمَّعُوا وتأَلَّبوا .
      وأَجْلَبَه : أَعانَه .
      وأَجْلَبَ عليه إِذا صاحَ به واسْتَحَثَّه .
      وجَلَّبَ على الفَرَس وأَجْلَبَ وجَلَبَ يَجْلُب جَلْباً ، قليلة : زَجَرَه .
      وقيل : هو إِذا رَكِب فَرساً وقادَ خَلْفَه آخَر يَسْتَحِثُّه ، وذلك في الرِّهان .
      وقيل : هو إِذا صاحَ به مِنْ خَلْفِه واسْتَحَثَّه للسَّبْق .
      وقيل : هو أَن يُرْكِبَ فَرسَه رجلاً ، فإِذا قَرُبَ من الغايةِ تَبِعَ فَرَسَه ، فَجَلَّبَ عليه وصاحَ به ليكون هو السابِقَ ، وهو ضَرْبٌ من الخَدِيعةِ .
      وفي الحديث : لا جَلَبَ ولا جَنَبَ .
      فالجَلَبُ : أَن يَتَخَلَّفَ الفَرَسُ في السِّباق فيُحَرَّكَ وراءَه الشيءُ يُسْتَحَثُّ فَيسبِقُ .
      والجَنَبُ : أَن يُجْنَبَ مع الفَرَس الذي يُسابَقُ به فَرَسٌ آخَرُ ، فيُرْسَلَ ، حتى إِذا دَنا تَحوّلَ راكِبُه على الفرَس الـمَجْنُوب ، فأَخَذَ السَّبْقَ .
      وقيل ، الجَلَبُ : أَن يُرْسَلَ في الحَلْبةِ ، فتَجْتَمِعَ له جماعَةٌ تصِيحُ به لِيُرَدَّ عن وَجْهِه .
      والجَنَبُ : أَن يُجْنَبَ فرَسٌ جامٌّ ، فيُرْسَلَ من دونِ المِيطانِ ، وهو الموضع الذي تُرْسَلُ فيه الخيل ، وهو مَرِحٌ ، والأُخَرُ مَعايا .
      وزعم قوم أَنها في الصَّدقة ، فالجَنَبُ : أَن تأْخُذَ شاءَ هذا ، ولم تَحِلَّ فيها الصدقةُ ، فتُجْنِبَها إِلى شاءِ هذا حتى تأْخُذَ منها الصدقةَ .
      وقال أَبو عبيد : الجَلَبُ في شيئين ، يكون في سِباقِ الخَيْلِ وهو أَن يَتْبَعَ الرجلُ فرَسَه فيَزْجُرَه ويُجْلِبَ عليه أَو يَصِيحَ حَثّاً له ، ففي ذلك مَعونةٌ للفرَس على الجَرْيِ .
      فنَهِيَ عن ذلك .
      والوَجْهُ الآخر في الصَّدَقةِ أَن يَقْدَمَ الـمُصَدِّقُ على أَهْلِ الزَّكاةِ فَيَنْزِلَ موضعاً ثم يُرْسِلَ إِليهم من يَجْلُب إَِليه الأَموال من أَماكِنها لِيأْخُذَ صَدَقاتِها ، فنُهِيَ عن ذلك وأُمِرَ أَن يأْخُذَ صَدَقاتِهم مِن أَماكِنِهم ، وعلى مِياهِهِم وبِأَفْنِيَتِهِمْ .
      وقيل : قوله ولا جَلَبَ أَي لا تُجْلَبُ إِلى المِياه ولا إِلى الأَمْصار ، ولكن يُتَصَدَّقُ بها في مَراعِيها .
      وفي الصحاح : والجلَبُ الذي جاءَ النهيُ عنه هو أَن لا يأْتي الـمُصَّدِّقُ القومَ في مِياهِهم لأَخْذِ الصَّدقاتِ ، ولكن يَأْمُرُهم بِجَلْب نَعَمِهم إِليه .
      وقوله في حديث العَقَبةِ : إِنَّكم تُبايِعون محمداً على أَن تُحارِبُوا العَربَ والعَجَم مُجْلِبةً أَي مجتمعين على الحَرْب .
      قال ابن الأَثير : هكذا جاءَ في بعض الطرق بالباءِ .
      قال : والرواية بالياءِ ، تحتها نقطتان ، وهو مذكور في موضعه .
      ورَعْدٌ مُجَلِّبٌ : مُصَوِّتٌ .
      وغَيْثٌ مُجَلِّبٌ : كذلك .
      قال : خَفاهُنَّ مِنْ أَنْفاقهِنَّ كأَنـَّما * خَفاهُنَّ وَدْقٌ ، مِنْ عَشِيٍّ ، مُجَلِّبُ وقول صخر الغي : بِحَيَّةِ قَفْرٍ ، في وِجارٍ ، مُقِيمة * تَنَمَّى بِها سَوْقُ الـمَنى والجَوالِبِ أَراد ساقَتْها جَوالبُ القَدَرِ ، واحدتها جالبةٌ .
      وامرأَةٌ جَلاَّبةٌ ومُجَلِّبةٌ وجلِّبانةٌ وجُلُبَّانةٌ وجِلِبْنانةٌ وجُلُبْنانةٌ وتِكِلاَّبةٌ : مُصَوِّتةٌ صَخّابةٌ ، كثيرة الكلام ، سيئة الخُلُق ، صاحِبةُ جَلَبةٍ ومُكالَبةٍ .
      وقيل : الجُلُبّانَة من النساء : الجافِيةُ ، الغَلِيظةُ ، كأَنَّ عليها جُلْبةً أَي قِشْرة غَلِيظة ، وعامّةُ هذه اللغات عن الفارسي .
      وأَنشد لحُميد بن ثور : جِلِبْنانةٌ ، وَرْهاءُ ، تَخْصِي حِمارَها ، * بِفي ، مَنْ بَغَى خَيْراً إِلَيْها ، الجَلامِد ؟

      ‏ قال : وأَما يعقوب فإِنه روى جِلِبَّانةٌ ، قال ابن جني : ليست لام جِلِبَّانةٍ بدلاً من راءِ جِرِبَّانةٍ ، يدلك على ذلك وجودك لكل واحد منهما أَصْلاً ومُتَصَرَّفاً واشْتِقاقاً صحيحاً ؛ فأَمـّا جِلِبَّانة فمن الجَلَبةِ والصِّياحِ لأَنها الصَّخَّابة .
      وأَما جِرِبَّانةٌ فمِن جَرَّبَ الأُمورَ وتصَرَّفَ فيها ، أَلا تراهم ، قالوا : تَخْصِي حِمارَها ، فإِذا بلغت المرأَة من البِذْلةِ والحُنْكةِ إِلى خِصاءِ عَيْرها ، فَناهِيكَ بها في التَّجْرِبةِ والدُّرْبةِ ، وهذا وَفْقُ الصَّخَب والضَّجَر لأَنه ضِدُّ الحيَاء والخَفَر .
      ورَجلٌ جُلُبَّانٌ وجَلَبَّانٌ : ذُو جَلَبةٍ .
      وفي الحديث : لا تُدْخَلُ مَكّةُ إِلاَّ بجُلْبان السِّلاح .
      جُلْبانُ السِّلاح : القِرابُ بما فيه .
      قال شمر : كأَنَّ اشتقاق الجُلْبانِ من الجُلْبةِ وهي الجِلْدَة التي تُوضع على القَتَبِ والجِلْدةُ التي تُغَشِّي التَّمِيمةَ لأَنها كالغِشاءِ للقِراب ؛ وقال جِرانُ العَوْد : نَظَرتُ وصُحْبَتي بِخُنَيْصِراتٍ ، * وجُلْبُ الليلِ يَطْرُدُه النَّهارُ أَراد بجُلْبِ الليل : سَوادَه .
      وروي عن البَراء بن عازب ، رضي اللّه عنه ، أَنه ، قال لَـمَّا صالَحَ رَسولُ اللّهِ ، صلى اللّه عليه وسلم ، الـمُشْرِكِين بالحُدَيْبِيةِ : صالحَهم على أَن يَدْخُلَ هو وأَصحابُه من قابل ثلاثةَ أَيام ولا يَدْخُلُونها إِلاَّ بِجُلُبَّانِ السِّلاحِ ؛ قال فسأَلته : ما جُلُبَّانُ السّلاحِ ؟، قال : القِرابُ بما فِيه .
      قال أَبو منصور : القِرابُ : الغِمْدُ الذي يُغْمَدُ فيه السَّيْفُ ، والجُلُبَّانُ : شِبْه الجِرابِ من الأَدَمِ يُوضَعُ فيه السَّيْفُ مَغْمُوداً ، ويَطْرَحُ فيه الرَّاكِبُ سَوْطَه وأَداتَه ، ويُعَلِّقُه مِنْ آخِرةِ الكَوْرِ ، أَو في واسِطَتِه .
      واشْتِقاقُه من الجُلْبة ، وهي الجِلْدةُ التي تُجْعَلُ على القَتَبِ .
      ورواه القتيبي بضم الجيم واللام وتشديد الباء ، قال : وهو أَوْعِيةُ السلاح بما فيها .
      قال : ولا أُراه سُمي به إِلا لجَفائِه ، ولذلك قيل للمرأَة الغَلِيظة الجافِيةِ : جُلُبّانةٌ .
      وفي بعض الروايات : ولا يدخلها إِلا بجُلْبانِ السِّلاح السيفِ والقَوْس ونحوهما ؛ يريد ما يُحتاجُ إِليه في إِظهاره والقِتال به إِلى مُعاناة لا كالرِّماح لأَنها مُظْهَرة يمكن تعجيل الأَذى بها ، وإِنما اشترطوا ذلك ليكون عَلَماً وأَمارةً للسِّلْم إِذ كان دُخولُهم صُلْحاً .
      وجَلَبَ الدَّمُ ، وأَجْلَبَ : يَبِسَ ، عن ابن الأَعرابي .
      والجُلْبةُ : القِشْرةُ التي تَعْلُو الجُرْحَ عند البُرْءِ .
      وقد جَلَبَ يَجْلِبُ ويَجْلُبُ ، وأَجْلَبَ الجُرْحُ مثله .
      الأَصمعي : إِذا عَلَتِ القَرْحةَ جِلْدةُ البُرْءِ قيل جَلَبَ .
      وقال الليث : قَرْحةٌ مُجْلِبةٌ وجالِبةٌ وقُروحٌ جَوالِبُ وجُلَّبٌ ، وأَنشد : عافاكَ رَبِّي مِنْ قُرُوحٍ جُلَّبِ ، * بَعْدَ نُتُوضِ الجِلْدِ والتَّقَوُّبِ وما في السَّماءِ جُلْبةٌ أَي غَيْمٌ يُطَبِّقُها ، عن ابن الأَعرابي .
      وأَنشد : إِذا ما السَّماءُ لَمْ تَكُنْ غَيْرَ جُلْبةٍ ، * كجِلْدةِ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ تُنِيرُها تُنِيرُها أَي كأَنـَّها تَنْسِجُها بِنِيرٍ .
      والجُلْبةُ في الجَبَل : حِجارة تَرَاكَمَ بَعْضُها على بَعْض فلم يكن فِيه طَرِيقٌ تأْخذ فيه الدَّوابُّ .
      والجُلْبةُ من الكَلإِ : قِطْعةٌ متَفَرِّقةٌ ليست بِمُتَّصِلةٍ .
      والجُلْبةُ : العِضاهُ إِذا اخْضَرَّتْ وغَلُظَ عُودُها وصَلُبَ شَوْكُها .
      والجُلْبةُ : السَّنةُ الشَّديدةُ ، وقيل : الجُلْبة مثل الكُلْبةِ ، شَدَّةُ الزَّمان ؛ يقال : أَصابَتْنا جُلْبةُ الزَّمانِ وكُلْبةُ الزمان .
      قال أَوْسُ بن مَغْراء التَّمِيمي : لا يَسْمَحُون ، إِذا ما جُلْبةٌ أَزَمَتْ ، * ولَيْسَ جارُهُمُ ، فِيها ، بِمُخْتارِ والجُلْبةُ : شِدّة الجُوعِ ؛ وقيل : الجُلْبةُ الشِّدّةُ والجَهْدُ والجُوعُ .
      قال مالك بن عويمر بن عثمان بن حُنَيْش الهذلي وهو المتنخل ، ويروى لأَبي ذؤيب ، والصحيح الأَوّل : كأَنـَّما ، بَيْنَ لَحْيَيْهِ ولَبَّتهِ ، * مِنْ جُلْبةِ الجُوعِ ، جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ والإِرْزِيزُ : الطَّعْنة .
      والجَيَّارُ : حُرْقةٌ في الجَوْفِ ؛ وقال ابن بري : الجَيَّارُ حَرارةٌ مَن غَيْظٍ تكون في الصَّدْرِ .
      والإِرْزِيزُ الرِّعْدةُ .
      والجوالِبُ الآفاتُ والشّدائدُ .
      والجُلْبة : حَدِيدة تكون في الرَّحْل ؛ وقيل هو ما يُؤْسر به سِوى صُفَّتِه وأَنـْساعِه .
      والجُلْبةُ : جِلْدةٌ تُجْعَلُ على القَتَبِ ، وقد أَجْلَبَ قَتَبَه : غَشَّاه بالجُلْبةِ .
      وقيل : هو أَن يَجْعَل عليه جِلْدةً رَطْبةً فَطِيراً ثم يَتْرُكها عليه حتى تَيْبَسَ .
      التهذيب : الإِجْلابُ أَن تأْخذ قِطْعةَ قِدٍّ ، فتُلْبِسَها رأْسَ القَتَب ، فَتَيْبَس عليه ، وهي الجُلْبةُ .
      قال النابغة الجَعْدِي : أُّمِرَّ ، ونُحِّيَ مِنْ صُلْبِه ، * كتَنْحِيةِ القَتَبِ الـمُجْلَبِ والجُلْبةُ : حديدةٌ صغيرة يُرْقَعُ بها القَدَحُ .
      والجُلْبةُ : العُوذة تُخْرَز عليها جِلْدةٌ ، وجمعها الجُلَبُ .
      وقال علقمة يصف فرساً : بغَوْجٍ لَبانُه يُتَمُّ بَرِيمُه ، * على نَفْثِ راقٍ ، خَشْيةَ العَيْنِ ، مُجْلَبِ ( ) ( قوله « مجلب »، قال في التكملة ومن فتح اللام أراد أن على العوذة جلدة .) يُتَمُّ بَرِيمُه : أَي يُطالُ إِطالةً لسَعةِ صدرِه .
      والمُجْلِبُ : الذي يَجْعَل العُوذةَ في جِلْدٍ ثم تُخاطُ على الفَرَس .
      والغَوْجُ : الواسِعُ جِلْد الصَّدرِ .
      والبَرِيمُ : خَيْطٌ يُعْقَدُ عليه عُوذةٌ .
      وجُلْبةُ السِّكِّينِ : التي تَضُمُّ النِّصابَ على الحديدة .
      والجِلْبُ والجُلْبُ : الرَّحْلُ بما فيه .
      وقيل : خَشَبُه بلا أَنـْساعٍ ولا أَداةٍ .
      وقال ثعلب : جِلْبُ الرَّحْلِ : غِطاؤُه .
      وجِلْبُ الرَّحْلِ وجُلْبُه : عِيدانُه .
      قال العجاج ، وشَبَّه بَعِيره بثَوْر وحْشِيٍّ رائحٍ ، وقد أَصابَه الـمَطَرُ : عالَيْتُ أَنـْساعِي وجِلْبَ الكُورِ ، * على سَراةِ رائحٍ ، مَمْطُور ؟

      ‏ قال ابن بري : والمشهور في رجزه : بَلْ خِلْتُ أعْلاقِي وجِلْبَ كُورِي وأَعْلاقِي جمع عِلْقٍ ، والعِلْقُ : النَّفِيسُ من كل شيءٍ .
      والأَنـْساعُ : الحِبال ، واحدها نِسْعٌ .
      والسَّراةُ : الظّهر وأَراد بالرائح الممطور الثور الوَحْشِيّ .
      وجِلْبُ الرَّحْلِ وجُلْبُه : أَحْناؤُه .
      والتَّجْلِيبُ : أَن تُؤْخَذ صُوفة ، فتُلْقَى على خِلْفِ الناقة ثم تُطْلَى بطِين ، أَو عجين ، لئلا يَنْهَزَها الفَصِيلُ .
      يقال : جَلِّبْ ضَرْعَ حَلُوبَتك .
      ويقال : جَلَّبْته عن كذا وكذا تَجْلِيباً أَي مَنَعْتُه .
      ( يتبع

      .
      ..) ( تابع

      .
      .
      . ): جلب : الجَلْبُ : سَوْقُ الشيء من موضع إِلى آخَر

      .
      .
      .
      .

      .
      .
      . ويقال : إِنه لفي جُلْبةِ صِدْق أَي في بُقْعة صدْق ، وهي الجُلَبُ .
      والجَلْبُ : الجنايةُ على الإِنسان .
      وكذلك الأَجْلُ .
      وقد جَلَبَ عليه وجَنَى عليه وأَجَلَ .
      والتَّجَلُّب : التِماسُ الـمَرْعَى ما كان رَطْباً من الكَلإِ ، رواه بالجيم كأَنه معنى احنائه ( ) ( قوله « كأنه معنى احنائه » كذا في النسخ ولم نعثر عليه .).
      والجِلْبُ والجُلْبُ : السَّحابُ الذي لا ماء فيه ؛ وقيل : سَحابٌ رَقِيقٌ لا ماءَ فيه ؛ وقيل : هو السَّحابُ الـمُعْتَرِضُ تَراه كأَنه جَبَلٌ .
      قال تَأَبَّطَ شَرًّا : ولَسْتُ بِجِلْبٍ ، جِلْبِ لَيْلٍ وقِرَّةٍ .
      * ولا بِصَفاً صَلْدٍ ، عن الخَيْرِ ، مَعْزِلِ يقول : لست برجل لا نَفْعَ فيه ، ومع ذلك فيه أَذًى كالسَّحاب الذي فيه رِيحٌ وقِرٌّ ولا مطر فيه ، والجمع : أَجْلابٌ .
      وأَجْلَبَه أَي أَعانَه .
      وأَجْلَبُوا عليه إِذا تَجَمَّعُوا وتَأَلَّبُوا مثل أَحْلَبُوا .
      قال الكميت : على تِلْكَ إِجْرِيَّايَ ، وهي ضَرِيبَتِي ، * ولو أَجْلَبُوا طُرًّا عليَّ ، وأَحْلَبُوا وأَجْلَبَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ إِذا تَوَعَّدَه بِشَرٍّ وجَمَعَ الجَمْعَ عليه .
      وكذلك جَلَبَ يَجْلُبُ جَلْباً .
      وفي التنزيل العزيز : وأَجْلِبْ عليهم بخَيْلِكَ ورَجْلِكَ ؛ أَي اجْمَعْ عليهم وتَوَعَّدْهم بالشر .
      وقد قُرئَ واجْلُبْ .
      والجِلْبابُ : القَمِيصُ .
      والجِلْبابُ : ثوب أَوسَعُ من الخِمار ، دون الرِّداءِ ، تُغَطِّي به المرأَةُ رأْسَها وصَدْرَها ؛ وقيل : هو ثوب واسِع ، دون المِلْحَفةِ ، تَلْبَسه المرأَةُ ؛ وقيل : هو المِلْحفةُ .
      قالت جَنُوبُ أُختُ عَمْرٍو ذي الكَلْب تَرْثِيه : تَمْشِي النُّسورُ إليه ، وهي لاهِيةٌ ، * مَشْيَ العَذارَى ، عليهنَّ الجَلابِيبُ معنى قوله وهي لاهيةٌ : أَن النُّسور آمِنةٌ منه لا تَفْرَقُه لكونه مَيِّتاً ، فهي تَمْشِي إِليه مَشْيَ العذارَى .
      وأَوّل المرثية : كلُّ امرئٍ ، بطُوالِ العَيْش ، مَكْذُوبُ ، * وكُلُّ من غالَبَ الأَيَّامَ مَغْلُوبُ وقيل : هو ما تُغَطِّي به المرأَةُ الثيابَ من فَوقُ كالمِلْحَفةِ ؛ وقيل : هو الخِمارُ .
      وفي حديث أُم عطيةَ : لِتُلْبِسْها صاحِبَتُها من جِلْبابِها أَي إِزارها .
      وقد تجَلْبَب .
      قال يصِفُ الشَّيْب : حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا ، * أَكْرَهَ جِلْبابٍ لِمَنْ تجَلْبَبا ( ) ( قوله « أشهبا » كذا في غير نسخة من المحكم .
      والذي تقدّم في ثوب أشيبا .
      وكذلك هو في التكملة هناك .) وفي التنزيل العزيز : يُدْنِينَ علَيْهِنَّ من جَلابِيبِهِنَّ .
      قال ابن السكيت ، قالت العامرية : الجِلْبابُ الخِمارُ ؛ وقيل : جِلْبابُ المرأَةِ مُلاءَتُها التي تَشْتَمِلُ بها ، واحدها جِلْبابٌ ، والجماعة جَلابِيبُ ، وقد تَجلْبَبَتْ ؛ وأَنشد : والعَيْشُ داجٍ كَنَفا جِلْبابه وقال آخر : مُجَلْبَبٌ من سَوادِ الليلِ جِلْبابا والمصدر : الجَلْبَبةُ ، ولم تُدغم لأَنها مُلْحقةٌ بدَخْرَجةٍ .
      وجَلْبَبَه إِيَّاه .
      قال ابن جني : جعل الخليل باءَ جَلْبَب الأُولى كواو جَهْوَر ودَهْوَرَ ، وجعل يونس الثانية كياءِ سَلْقَيْتُ وجَعْبَيْتُ .
      قال : وهذا قَدْرٌ مِن الحِجاجِ مُخْتَصَرٌ ليس بِقاطِعٍ ، وإِنما فيه الأُنْسُ بالنَّظِير لا القَطْعُ باليَقين ؛ ولكن مِن أَحسن ما يقال في ذلك ما كان أَبو عليّ ، رحمه اللّه ، يَحْتَجُّ به لكون الثاني هو الزائدَ قولهم : اقْعَنْسَسَ واسْحَنْكَكَ ؛ قال أَبو علي : ووجهُ الدلالة من ذلك أَنّ نون افْعَنْلَلَ ، بابها ، إِذا وقعت في ذوات الأَربعة ، أَن تكون بين أَصْلَينِ نحو احْرَنْجَمَ واخْرَنْطَمَ ، فاقْعَنْسَسَ ملحق بذلك ، فيجب أَن يُحْتَذَى به طَريق ما أُلحِقَ بمثاله ، فلتكن السين الأُولى أَصلاً كما أَنَّ الطاءَ المقابلة لها من اخْرَ نْطَمَ أَصْلٌ ؛ وإِذا كانت السين الأُولى من اقعنسسَ أَصلاً كانت الثانية الزائدةَ من غير ارْتياب ولا شُبهة .
      وفي حديث عليّ : مَن أَحَبَّنا ، أَهلَ البيتِ ، فَلْيُعِدَّ للفَقْرِ جِلْباباً ، وتِجْفافاً .
      ابن الأَعرابي : الجِلْبابُ : الإِزارُ ؛ قال : ومعنى قوله فليُعِدَّ للفَقْر يريد لفَقْرِ الآخِرة ، ونحوَ ذلك .
      قال أَبو عبيد ، قال الأَزهريّ : معنى قول ابن الأَعرابي الجِلْبابُ الإِزار لم يُرِدْ به إِزارَ الحَقْوِ ، ولكنه أَراد إِزاراً يُشْتَمَلُ به ، فيُجَلِّلُ جميعَ الجَسَدِ ؛ وكذلك إِزارُ الليلِ ، وهو الثَّوْبُ السابِغُ الذي يَشْتَمِلُ به النائم ، فيُغَطِّي جَسَدَه كلَّه .
      وقال ابن الأَثير : أَي ليَزْهَدْ في الدنيا وليَصْبِرْ على الفَقْر والقِلَّة .
      والجِلْبابُ أَيضاً : الرِّداءُ ؛ وقيل : هو كالمِقْنَعةِ تُغَطِّي به المرأَةُ رأْسَها وظهرها وصَدْرَها ، والجمع جَلابِيبُ ؛ كنى به عن الصبر لأَنه يَستر الفقر كما يَستر الجِلْبابُ البَدنَ ؛ وقيل : إِنما كَنى بالجلباب عن اشتماله بالفَقْر أَي فلْيَلْبس إِزارَ الفقرِ ويكون منه على حالة تَعُمُّه وتَشْمَلُه ، لأَنَّ الغِنى من أَحوال أَهل الدنيا ، ولا يتهيأُ الجمع بين حُب أَهل الدنيا وحب أَهل البيت .
      والجِلْبابُ : الـمُلْكُ .
      والجِلِبَّابُ : مَثَّل به سيبويه ولم يفسره أَحد .
      قال السيرافي : وأَظُنه يَعْني الجِلْبابَ .
      والجُلاَّبُ : ماءُ الورد ، فارسي معرَّب .
      وفي حديث عائشة ، رضي اللّه عنها : كان النبيُّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، إِذا اغْتَسَلَ مِن الجنابة دَعا بشيءٍ مِثْلِ الجُلاَّبِ ، فأَخَذَ بكَفِّه ، فبدأَ بشِقِّ رأْسه الأَيمن ثم الأَيسر ، فقال بهما على وسَط رأْسه .
      قال أَبو منصور : أَراد بالجُلاَّبِ ماءَ الوردِ ، وهو فارسيٌّ معرّب ، يقال له جُلْ وآب .
      وقال بعض أَصحاب المعاني والحديث : إِنما هو الحِلابُ لا الجُلاَّب ، وهو ما يُحْلَب فيه الغنم كالمِحْلَب سواء ، فصحَّف ، فقال جُلاَّب ، يعني أَنه كان يغتسل من الجنابة فيذلك الحِلاب .
      والجُلْبانُ : الخُلَّرُ ، وهو شيءٌ يُشْبِه الماشَ .
      التهذيب : والجُلْبانُ الـمُلْكُ ، الواحدة جُلْبانةٌ ، وهو حَبٌّ أَغْبرُ أَكْدَرُ على لَوْنِ الماشِ ، إِلا أَنه أَشدُّ كُدْرَةً منه وأَعظَمُ جِرْماً ، يُطْبَخُ .
      وفي حديث مالك : تؤْخذ الزكاة من الجُلْبان ؛ هو بالتخفيف حَبٌّ كالماش .
      والجُلُبَّانُ ، من القَطاني : معروف .
      قال أَبو حنيفة : لم أَسمعه من الأَعراب إِلاَّ بالتشديد ، وما أَكثر مَن يُخَفِّفه .
      قال : ولعل التخفيف لغة .
      واليَنْجَلِبُ : خَرَزَةٌ يُؤَخَّذُ بها الرجال .
      حكى اللحياني عن العامرية أَنَّهُن يَقُلْنَ : أَخَّذْتُــــــــه باليَنْجَلِبْ ، فلا يَــــــرْم ولا يَغِبْ ، ولا يَـــزَلْ عند الطُّنُبْ وذكر الأَزهري هذه الخرزة في الرباعي ، قال : ومن خرزات الأَعراب اليَنْجَلِبُ ، وهو الرُّجوعُ بعد الفِرارِ ، والعَطْفُ بعد البُغْضِ .
      والجُلْبُ : جمع جُلْبةٍ ، وهي بَقْلةٌ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. عمد
    • " العَمْدُ : ضدّ الخطإِ في القتل وسائر الجنايات .
      وقد تَعَمَّده وتعمِد له وعَمَده يعْمِده عَمْداً وعَمَدَ إِليه وله يَعْمَّد عمداً وتعمَّده واعتَمَده : قصده ، والعمد المصدر منه .
      قال الأَزهري : القتل على ثلاثة أَوجه : قتل الخطإِ المحْضِ وهو أَن يرمي الرجل بحجر يريد تنحيته عن موضعه ولا يقصد به أَحداً فيصيب إِنساناً فيقلته ، ففيه الدية على عاقلة الرامي أَخماساً من الإِبل وهي عشرون ابنة مَخاض ، وعشرون ابنة لَبُون ، وعشرون ابن لبون ، وعشرون حِقَّة وعشرون جَذَعة ؛ وأَما شبه العمد فهو أَن يضرب الإِنسان بعمود لا يقتل مثله أَو بحجر لا يكاد يموت من أَصابه فيموت منه فيه الدية مغلظة ؛ وكذلك العمد المحض فيه ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأَربعون ما بين ثَنِيَّةٍ إِلى بازِلِ عامِها كلها خَلِفَةٌ ؛ فأَما شبه العمد فالدية على عاقلة القائل ، وأَما العمد المحض فهو في مال القاتل .
      وفعلت ذلك عَمْداً على عَيْن وعَمْدَ عَيْنٍ أَي بِجدٍّ ويقين ؛ قال خفاف بن ندبة : إِنْ تَكُ خيلي قد أُصِيبَ صَميمُها .
      فعَمْداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا وعَمَد الحائط يَعْمِدُه عَمْداً : دعَمَه ؛ والعمود الذي تحامل الثِّقْلُ عليه من فوق كالسقف يُعْمَدُ بالأَساطينِ المنصوبة .
      وعَمَد الشيءَ يَعْمِدُه عمداً : أَقامه .
      والعِمادُ : ما أُقِيمَ به .
      وعمدتُ الشيءَ فانعَمَد أَي أَقمته بِعِمادٍ يَعْتَمِدُ عليه .
      والعِمادُ : الأَبنية الرفيعة ، يذكر ويؤَنث ، الواحدة عِمادة ؛ قال الشاعر : ونَحْنُ ، إِذا عِمادُ الحَيِّ خَرَّتْ على الأَحَفاضِ ، نَمْنَعُ مَنْ يَلِينا وقوله تعالى : إِرَمَ ذاتِ العِماد ؛ قيل : معناه أَي ذات الطُّولِ ، وقيل أَي ذات البناءِ الرفيع ؛ وقيل أَي ذات البناءِ الرفيع المُعْمَدِ ، وجمعه عُمُدٌ والعَمَدُ اسم للجمع .
      وقال الفراء : ذاتِ العِماد إِنهم كانوا أَهل عَمَدٍ ينتقلون إِلى الكَلإِ حيث كان ثم يرجعون إِلى منازلهم ؛ وقال الليث : يقال لأَصحاب الأَخبِيَة الذين لا ينزلون غيرها هم أَهل عَمود وأَهل عِماد .
      المبرد : رجل طويلُ العِماد إِذا كان مُعْمَداً أَي طويلاً .
      وفلان طويلُ العِماد إِذا كان منزله مُعْلَماً لزائريه .
      وفي حديث أُم زرع : زوجي رفيعُ العِمادِ ؛ أَرادت عِمادَ بيتِ شرفه ، والعرب تضع البيت موضع الشرف في النسب والحسب .
      والعِمادُ والعَمُود : الخشبة التي يقوم عليها البيت .
      وأَعمَدَ الشيءَ : جعل تحته عَمَداً .
      والعَمِيدُ : المريض لا يستطيع الجلوس من مرضه حتى يُعْمَدَ من جوانبه بالوَسائد أَي يُقامَ .
      وفي حديث الحسن وذكر طالب العلم : وأَعْمَدَتاه رِجْلاه أَي صَيَّرَتاه عَمِيداً ، وهو المريض الذي لا يستطيع أَن يثبت على المكان حتى يُعْمَدَ من جوانبه لطول اعتماده في القيام عليها ، وقوله : أَعمدتاه رجلاه ، على لغة من ، قال أَكلوني البراغيثُ ، وهي لغة طيء .
      وقد عَمَدَه المرضُ يَعْمِدُه : فَدَحَه ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ ومنه اشتق القلبُ العَمِيدُ .
      يَعْمِدُه : يسقطه ويَفْدَحُه ويَشْتَدُّ عليه .
      قال : ودخل أَعرابي على بعض العرب وهو مريض فقال له : كيف تَجدُك ؟ فقال : أَما الذي يَعْمِدُني فَحُصْرٌ وأُسْرٌ .
      ويقال للمريض مَعمود ، ويقال له : ما يَعْمِدُكَ ؟ أَي يُوجِعُك .
      وعَمَده المرض أَي أَضناه ؛ قال الشاعر : أَلا مَنْ لِهَمٍّ آخِرَ الليل عامِدِ معناه : موجع .
      روى ثعلب أن ابن الأَعرابي أَنشده لسماك العامليّ : كما أَبَداً ليلةٌ واحِدَه وقال : ما مَعْرِفَةٌ فنصب أَبداً على خروجه من المعرفة كان جائزاً (* قوله « وقال ما معرفة إلى قوله كان جائزاً » كذا بالأصل ).
      قال الأَزهري : وقوله ليلة عامدة أَي مُمْرضة موجعة .
      واعْتَمَد على الشيء : توكّأَ .
      والعُمْدَةُ : ما يُعتَمَدُ عليه .
      واعْتَمَدْتُ على الشيء : اتكأْتُ عليه .
      واعتمدت عليه في كذا أَي اتَّكَلْتُ عليه .
      والعمود : العصا ؛ قال أَبو كبير الهذلي : يَهْدي العَمُودُ له الطريقَ إِذا هُمُ ظَعَنُوا ، ويَعْمِدُ للطريق الأَسْهَلِ واعْتَمَد عليه في الأَمر : تَوَرَّك على المثل .
      والاعتماد : اسم لكل سبب زاحفته ، وإِنما سمي بذلك لأَنك إِنما تُزاحِفُ الأَسباب لاعْتِمادها على الأَوْتاد .
      والعَمود : الخشبة القائمة في وسط الخِباء ، والجمع أَعْمِدَة وعُمُدٌ ، والعَمَدُ اسم للجمع .
      ويقال : كل خباء مُعَمَّدٌ ؛ وقيل : كل خباء كان طويلاً في الأَرض يُضْرَبُ على أَعمدة كثيرة فيقال لأَهْلِه : عليكم بأَهْل ذلك العمود ، ولا يقال : أَهل العَمَد ؛

      وأَنشد : وما أَهْلُ العَمُودِ لنا بأَهْلٍ ، ولا النَّعَمُ المُسامُ لنا بمالِ وقال في قول النابغة : يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاح والعَمَد ؟

      ‏ قال : العمد أَساطين الرخام .
      وأَما قوله تعالى : إِنها عليهم مؤصدة في عَمَدٍ مُمَدَّدة ؛ قرئت في عُمُدٍ ، وهو جمع عِمادً وعَمَد ، وعُمعد كما ، قالوا إِهابٌ وأَهَبٌ وَأُهُبٌ ومعناه أَنها في عمد من النار ؛ نسب الأَزهري هذا القول إِلى الزجاج ، وقال : وقال الفراء : العَمَد والعُمُد جميعاً جمعان للعمود مثل أَديمٍ وأَدَمٍ وأُدُمٍ وقَضيم وقَضَمٍ وقُضُمٍ .
      وقوله تعالى : خلق السموات بغير عمد ترونها ؛ قال الزجاج : قيل في تفسيره إِنها بعمد لا ترونها أَي لا ترون تلك العمد ، وقيل خلقها بغير عمد وكذلك ترونها ؛ قال : والمعنى في التفسير يؤول إِلى شيء واحد ، ويكون تأْويل بغير عمد ترونها التأْويل الذي فسر بعمد لا ترونها ، وتكون العمد قدرته التي يمسك بها السموات والأَرض ؛ وقال الفراء : فيه قولان : أَحدهما أَنه خلقها مرفوعة بلا عمد ولا يحتاجون مع الرؤية إِلى خبر ، والقول الثاني انه خلقها بعمد لا ترون تلك العمد ؛ وقيل : العمد التي لا ترى قدرته ، وقال الليث : معناه أَنكم لا ترون العمد ولها عمد ، واحتج بأَن عمدها جبل قاف المحيط بالدنيا والسماء مثل القبة ، أَطرافها على قاف من زبرجدة خضراء ، ويقال : إِن خضرة السماء من ذلك الجبل فيصير يوم القيامة ناراً تحشر الناس إِلى المحشر .
      وعَمُودُ الأُذُنِ : ما استدار فوق الشحمة وهو قِوامُ الأُذن التي تثبت عليه ومعظمها .
      وعمود اللسان : وسَطُه طولاً ، وعمودُ القلب كذلك ، وقيل : هو عرق يسقيه ، وكذلك عمود الكَبِد .
      ويقال للوَتِينِ : عَمُودُ السَّحْر ، وقيل : عمود الكبد عرقان ضخمان جَنَابَتَي السُّرة يميناً وشمالاً .
      ويقال : إِن فلاناً لخارج عموده من كبده من الجوع .
      والعمودُ : الوَتِينُ .
      وفي حديث عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، في الجالِبِ ، قال : يأْتي به أَحدهم على عمود بَطْنِه ؛ قال أَبو عمرو : عمود بطنه ظهره لأَنه يمسك البطن ويقوِّيه فصار كالعمود له ؛ وقال أَبو عبيد : عندي أَنه كنى بعمود بطنه عن المشقة والتعب أَي أَنه يأْتي به على تعب ومشقة ، وإِن لم يكن على ظهره إِنما هو مثل ، والجالب الذي يجلب المتاع إِلى البلاد ؛ يقولُ : يُتْرَكُ وبَيْعَه لا يتعرض له حتى يبيع سلعته كما شاء ، فإِنه قد احتمل المشقة والتعب في اجتلابه وقاسى السفر والنصَب .
      والعمودُ : عِرْقٌ من أُذُن الرُّهَابَةِ إِلى السَّحْرِ .
      وقال الليث : عمود البطن شبه عِرْق ممدود من لَدُنِ الرُّهَابَةِ إِلى دُوَيْنِ السّرّة في وسطه يشق من بطن الشاة .
      ودائرة العمود في الفرس : التي في مواضع القلادة ، والعرب تستحبها .
      وعمود الأَمر : قِوامُه الذي لا يستقيم لا به .
      وعمود السِّنانِ : ما تَوَسَّط شَفْرتَيْهِ من غيره الناتئ في وسطه .
      وقال النضر : عمود السيف الشَّطِيبَةُ التي في وسط متنه إِلى أَسفله ، وربما كان للسيف ثلاثة أَعمدة في ظهره وهي الشُّطَبُ والشَّطائِبُ .
      وعمودُ الصُّبْحِ : ما تبلج من ضوئه وهو المُسْتَظهِرُ منه ، وسطع عمودُ الصبح على التشبيه بذلك .
      وعمودُ النَّوَى : ما استقامت عليه السَّيَّارَةُ من بيته على المثل .
      وعمود الإِعْصارِ : ما يَسْطَعُ منه في السماء أَو يستطيل على وجه الأَرض .
      وعَمِيدُ الأَمرِ : قِوامُه .
      والعميدُ : السَّيِّدُ المُعْتَمَدُ عليه في الأُمور أَو المعمود إِليه ؛

      قال : إِذا ما رأَتْ شَمْساً عَبُ الشَّمْسِ ، شَمَّرَتْ إِلى رَمْلِها ، والجُلْهُمِيُّ عَمِيدُها والجمع عُمَداءُ ، وكذلك العُمْدَةُ ، الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث فيه سواء .
      ويقال للقوم : أَنتم عُمْدَتُنا الذين يُعْتَمد عليهم .
      وعَمِيدُ القوم وعَمُودُهم : سيدهم .
      وفلان عُمْدَةُ قومه إِذا كانوا يعتمدونه فيما يَحْزُبُهم ، وكذلك هو عُمْدتنا .
      والعَمِيدُ : سيد القوم ؛ ومنه قول الأَعشى : حتى يَصِيرَ عَمِيدُ القومِ مُتَّكِئاً ، يَدْفَعُ بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ

      ويقال : استقامَ القومُ على عمود رأْيهم أَي على الوجه الذي يعتمدون عليه .
      واعتمد فلان ليلته إِذا ركبها يسري فيها ؛ واعتمد فلان فلاناً في حاجته واعتمد عليه .
      والعَمِيدُ : الشديد الحزن .
      يقال : ما عَمَدَكَ ؟ أَي ما أَحْزَنَك .
      والعَمِيدُ والمَعْمُودُ : المشعوف عِشْقاً ، وقيل : الذي بلغ به الحب مَبْلَغاً .
      وقَلبٌ عَمِيدٌ : هدّه العشق وكسره .
      وعَمِيدُ الوجعِ : مكانه .
      وعَمِدَ البعَيرُ عَمَداً ، فهو عَمِدٌ والأُنثى بالهاء : وَرِمَ سنَامُه من عَضِّ القَتَب والحِلْس وانْشدَخَ ؛ قال لبيد يصف مطراً أَسال الأَودية : فَبَاتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جانِبَيْهِ ، مِنَ البَقَّارِ ، كالعَمِدِ الثَّقَال ؟

      ‏ قال الأَصمعي : يعني أَن السيل يركب جانبيه سحابٌ كالعَمِد أَي أَحاط به سحاب من نواحيه بالمطر ، وقيل : هو أَن يكون السنام وارياً فَيُحْمَلَ عليه ثِقْلٌ فيكسره فيموت فيه شحمه فلا يستوي ، وقيل : هو أَن يَرِمَ ظهر البعير مع الغُدَّةِ ، وقيل : هو أَن ينشدخ السَّنَامُ انشداخاً ، وذلك أَن يُرْكَب وعليه شحم كثير .
      والعَمِدُ : البعير الذي قد فَسَدَ سَنَامُه .
      قال : ومنه قيل رجل عَمِيدٌ ومَعْمُودٌ أَي بلغ الحب منه ، شُبه بالسنام الذي انشدخ انشداخاً .
      وعَمِدَ البعيرُ إِذا انفضح داخلُ سَنَامِه من الركوب وظاهره صحيح ، فهو بعير عَمِدٌ .
      وفي حديث عمر : أَنّ نادبته ، قالت : واعُمراه أَقام الأَودَ وشفى العَمَدَ .
      العمد ، بالتحريك : ورَمٌ ودَبَرٌ يكون في الظهر ، أَرادت به أَنه أَحسن السياسة ؛ ومنه حديث عليّ : لله بلاء فلان فلقد قَوَّم الأَوَدَ ودَاوَى العَمَدَ ؛ وفي حديثه الآخر : كم أُدارِيكم كما تُدارَى البِكارُ العَمِدَةُ ؟ البِكار جمع بَكْر وهو الفَتيُّ من الإِبل ، والعَمِدَةُ من العَمَدِ : الورَمِ والدَّبَرِ ، وقيل : العَمِدَةُ التي كسرها ثقل حملها .
      والعِمْدَةُ : الموضع الذي ينتفخ من سنام البعير وغاربه .
      وقال النضر : عَمهدَتْ أَلْيَتَاهُ من الركوب ، وهو أَن تَرِمَا وتَخْلَجَا .
      وعَمدْتُ الرَّجُلَ أَعْمِدُه عَمْداً إِذا (* قوله « أعمده عمداً إذا إلخ » كذا ضبط بالأَصل ومقتضى صنيع القاموس أنه من باب كتب .) ضربته بالعمود .
      وعَمَدْتُه إِذا ضربت عمود بطنه .
      وعَمدَ الخُراجُ عَمَداً إِذا عُصرَ قبل أَن يَنْضَجَ فَوَرِمَ ولم تخرج بيضته ، وهو الجرح العَمِدُ .
      وعَمِدَ الثَّرى يَعْمَدُ عَمَداً : بَلَّلَه المطر ، فهو عَمِدٌ ، تقَبَّضَ وتَجَعَّدَ ونَدِيَ وتراكب بعضه على بعض ، فإِذا قبضت منه على شيء تَعَقَّدَ واجتمع من نُدُوَّته ؛ قال الراعي يصف بقرة وحشية : حتى غَدَتْ في بياضِ الصُّبْحِ طَيِّبَةً ، رِيحَ المَباءَةِ تَخْدِي ، والثَّرَى عَمِدُ أَراد طيبة ريِحِ المباءَةِ ، فلما نَوَّنَ طيبةً نَصعبَ ريح المباءة .
      أَبو زيد : عَمِدَتِ الأَرضُ عَمَداً إِذا رسخ فيها المطر إِلى الثرى حتى إِذ قَبَضْتَ عليه في كفك تَعَقَّدَ وجَعُدَ .
      ويقال : إَن فلاناً لعَمِدُ الثَّرَى أَي كثير المعروف .
      وعَمَّدْتُ السيلَ تَعْميداً إِذا سَدَدْتَ وَجْهَ جَريته حتى يجتمع في موضع بتراب أَو حجارة .
      والعمودُ : قضِيبُ الحديد .
      وأَعْمَدُ : بمعنى أَعْجَبُ ، وقيل : أَعْمَدُ بمعنى أَغْضبُ من قولهم عَمِدَ عليه إِذا غَضِبَ ؛ وقيل : معناه أَتَوَجَّعُ وأَشتكي من قولهم عَمعدَني الأَمرُ فَعَمِدْتُ أَي أَوجعني فَوَجِعتُ .
      الغَنَويُّ : العَمَدُ والضَّمَدُ والغَضَبُ ؛ قال الأَزهري : وهو العَمَدُ والأَمَدُ أَيضاً .
      وعَمِدَ عليه : غَضب كَعَبِدَ ؛ حكاه يعقوب في المبدل .
      ومن كلامهم : أَعْمَدُ من كَيلِ مُحِقٍّ أَي هل زاد على هذا .
      وروي عن أَبي عبيد مُحِّقَ ، بالتشديد .
      قال الأَزهري : ورأَيت في كتاب قديم مسموع من كَيْلٍ مُحِقَ ، بالتخفيف ، من المَحْقِ ، وفُسِّر هل زاد على مكيال نُقِصَ كَيْلُه أَي طُفِّفَ .
      قال : وحسبت أَن الصواب هذا ؛ قال ابن بري : ومنه قول الراجز : فاكْتَلْ أُصَيَّاعَكَ مِنْهُ وانْطَلِقْ ، وَيْحَكَ هَلْ أَعْمَدُ مِن كَيْلٍ مُحِقْ وقال : معناه هل أَزيد على أَن مُحِقَ كَيْلي ؟ وفي حديث ابن مسعود : أَنه أَتى أَبا جهل يوم بدر وهو صريع ، فوضع رجله على مُذَمَّرِهِ لِيُجْهِزَ عليه ، فقال له أَبو جهل : أَعْمَدُ من سيد قتله قومه أَي أَعْجَبُ ؛ قال أَبو عبيد : معناه هل زاد على سيد قتله قومه ، هل كان إِلا هذا ؟ أَي أَن هذا ليس بعار ، ومراده بذلك أَن يهوّن على نفسه ما حل به من الهلاك ، وأَنه ليس بعار عليه أَن يقتله قومه ؛ وقال شمر : هذا استفهام أَي أَعجب من رجل قتله قومه ؛ قال الأَزهري : كأَن الأَصل أَأَعْمَدُ من سيد فخففت إِحدى الهمزتين ؛ وقال ابن مَيَّادة ونسبه الأَزهري لابن مقبل : تُقَدَّمُ قَيْسٌ كلَّ يومِ كَرِيهَةٍ ، ويُثْنى عليها في الرَّخاءِ ذُنوبُها وأَعْمَدُ مِنْ قومٍ كفَاهُمْ أَخوهُمُ صِدامَ الأَعادِي ، حيثُ فُلَّتْ نُيُوبُها يقول : هل زدنا على أَن كَفَينَا إخوتنا .
      والمُعْمَدُ والعُمُدُّ والعُمُدَّات والعُمَدَّانيُّ : الشابُّ الممتلئ شباباً ، وقيل هو الضخم الطويل ، والأُنثى من كل ذلك بالهاء ، والجمع العُمَدَّانِيُّونَ .
      وامرأَة عُمُدَانِيَّة : ذاتُ جسم وعَبَالَةٍ .
      ابن الأَعرابي : العَمودُ والعِمادُ والعُمْدَةُ والعُمْدانُ رئيس العسكر وهو الزُّوَيْرُ .
      ويقال لرِجْلَي الظليم : عَمودانِ .
      وعَمُودانُ : اسم موضع ؛ قال حاتم الطائي : بَكَيْتَ ، وما يُبْكِيكَ مِنْ دِمْنَةٍ قَفْرِ ، بِسُقفٍ إِلى وادي عَمُودانَ فالغَمْرِ ؟ ابن بُزُرج : يقال : جَلِسَ به وعَرِسَ به وعَمِدَ به ولَزِبَ به إِذا لَزِمَه .
      ابن المظفر : عُمْدانُ اسم جبل أَو موضع ؛ قال الأَزهري : أُراه أَراد غُمْدان ، بالغين ، فصحَّفه وهو حصن في رأْس جبل باليمن معروف وكان لآل ذي يزن ؛ قال الأَزهري : وهذا تصحيف كتصحيفه يوم بُعاث وهو من مشاهير أيام العرب أَخرجه في الغين وصحفه .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. عجم
    • " العُجْمُ والعَجَمُ : خِلافُ العُرْبِ والعَرَبِ ، يَعْتَقِبُ هذانِ المِثالانِ كثيراً ، يقال عَجَمِيٌّ

      وجمعه عَجَمٌ ، وخلافه عَرَبيّ وجمعه عَرَبٌ ، ورجل أَعْجَم وقوم أعْجَمُ ؛

      قال : سَلُّومُ ، لو أَصْبَحْتِ وَسْطَ الأعْجَمِ في الرُّومِ أَو فارِسَ ، أَو في الدَّيْلَمِ ، إذاً لَزُرناكِ ولو بسُلَّمِ وقول أَبي النَّجْم : وطَالَما وطَالَما وطالَما غَلَبْتُ عاداً ، وغَلَبْتُ الأَعْجَما إنما أَراد العَجَم فأَفرده لمقابلته إياه بعادٍ ، وعادٌ لفظ مفرد وإِن كان معناه الجمعَ ، وقد يُرِيدُ الأَعْجَمِينَ ، وإِنما أَراد أَبو النجم بهذا الجَمْعَ أَي غلبتُ الناسَ كُلَّهم ، وإن كان الأَعْجَمُ ليسوا ممن عارَضَ أَبو النجم ، لأَن أَبا النجم عربي والعَجَم غير عرب ، ولم يجعل الأَلف في قوله وطالما الأخيرةَ تأْسيساً لأَنه أَراد أَصل ما كانت عليه طال وما جميعاً إذا لم تجعلا كلمة واحدة ، وهو قد جعلهما هنا كلمة واحدة ، وكان القياسُ أَن يجعلها ههنا تأْسيساً لأَن ما ههنا تَصْحَبُ الفعلَ كثيراً .
      والعَجَمُ : جمع العَجيّ ، وكذلك العَرَبُ جمع العَرَبيّ ، ونَحْوٌ من هذا جَمْعُهم اليهوديَّ والمجوسيَّ اليهودَ والمجوس .
      والعُجْمُ : جمع الأَعْجَمِ الذي لا يُفْصِحُ ، ويجوز أَن يكون العُجْمُ جمعَ العَجَم ، فكأَنه جمع الجمع ، وكذلك العُرْبُ جمعُ العَرَبِ .
      يقال : هؤلاء العُجْمُ والعُرْبُ ؛ قال ذو الرمة : ولا يَرى مِثْلَها عُجْمٌ ولا عَرَبُ فأَراد بالعُجْم جمعَ العَجَمِ لأَنه عطف عليه العَرَبَ .
      قال أَبو إسحق : الأَعْجَمُ الذي لا يُفْصِحُ ولا يُبَيِّنُ كلامَه وإِن كانَ عَرَبيَّ النَّسبِ كزيادٍ الأَعْجَمِ ؛ قال الشاعر : مَنْهَل للعبادِ لا بُدَّ منه ، مُنْتَهى كلِّ أَعْجَمٍ وفَصِيح والأُنثى عَجْماءُ ، وكذلك الأَعْجَميُّ ، فأَما العَجَميُّ فالذي من جنس العَجَم ، أَفْصَحَ أَو لم يُفْصِحْ ، والجمع عَجَمٌ كَعَرَبيٍّ وعَرَبٍ وعَرَكيٍّ وعَرَكٍ ونَبَطيٍّ ونَبَطٍ وخَوَليٍّ وخَوَلٍ وخَزَريٍّ وخَزَرٍ .
      ورجل أَعْجَميٌّ وأَعْجَمُ إذا كان في لسانه عُجْمة ، وإن أَفْصَحَ بالعجمية ، وكلامٌ أَعْجَمُ وأَعْجَميٌّ بَيِّنُ العُجْمة .
      وفي التنزيل : لِسانُ الذي يُلْحدُونَ إليه أَعْجَمِيٌّ ؛ وجمعه بالواو والنون ، تقول : أَحْمَرِىٌّ وأَحْمَرُونَ وأَعْجَمِيٌّ وأَعْجَموُن على حَدِّ أَشْعَثِيٍّ وأَشْعَثِينَ وأَشْعَريٍّ وأَشْعَرِينَ ؛ وعليه قوله عز وجل : ولو نَزَّلْناه على بَعْضِ الأَعْجَمِينَ ؛ وأَما العُجْمُ فهو جمع أَعْجَمَ ، والأَعْجَمُ الذي يُجْمَعُ على عُجْمٍ يَنْطَلِقُ على ما يَعْقِلُ وما لا يَعْقِل ، قال الشاعر : يَقُولُ الخَنا وأَبْغَضُ العُجْمِ ناطقاً ، إلى ربِّنا ، صَوْتُ الحِمارِ اليُجَدَّعُ

      ويقال : رَجُلانِ أعْجمانِ ، ويُنْسَبُ إلى الأَعْجَمِ الذي في لسانه عُجْمةٌ فيقال : لسانٌ أَعْجَميٌّ وكِتابٌ أَعْجَميٌّ ، ولا يقال رجل أَعجميٌّفتَنسُبه إلى نفسه إلاَّ أَن يكون أَعْجَمُ وأَعْجَمِيٌّ بمعنىً مثل دَوَّارٍ ودَوَّاريّ وجَمَلٍ قَعْسَرٍ وقَعْسَريٍّ ، هذا إذا ورَدَ ورُوداً لا يُمْكِنُ رَدُّه .
      وقال ثعلب : أَفْصَحَ الأَعْجَمِيٌّ ؛ قال أَبو سهل : أَي تكلم بالعربية بعد أَن كان أَعْجَمِيّاً ، فعلى هذا يقال رجل أَعْجَمِيٌّ ، والذي أَراده الجوهري بقوله : ولايقال رجل أَعْجَمِيٌّ ، إنما أَراد به الأَعْجَمَ الذي في لسانه حُبْسَةٌ وإن كان عربيّاً ؛ وأَما قولُ ابنِ مَيَّادَةَ ، وقيل هو لمِلْحَة الجَرْميّ : كأَنَّ قُرادَيْ صَدْرِه طَبَعَتْهما ، بطينٍ من الجَوْلان ، كُتَّابُ أَعْجَمِ فلم يُرِدْ به العَجَمَ وإنما أَراد به كُتَّابَ رَجُلٍ أَعجَمَ ، وهو مَلِكُ الروم .
      وقوله عَزَّ وجَلَّ : أَأَعْجَمِيٌّ وعربيٌّ ، بالاستفهام ؛ جاء في التفسير : أَيكون هذا الرسولُ عربيّاً والكتابُ أَعجمي .
      قال الأَزهري : ومعناه أَن الله عز وجل ، قال : ولو جعلناه قرآناً أَعْجَمِيّاً لقالوا هَلاَّ فُصِّلَتْ آياتُه عَرَبِيَّةً مُفَصَّلةَ الآي كأَن التَّفْصِيل للسان العَرَب ، ثم ابتدأَ فقال : أَأََعجمي وعربي ، حكايةً عنهم كأَنهم يَعَْجبون فيقولون كتابٌ أَعجميّ ونبيّ عربي ، كيف يكون هذا ؟ فكان أَشد لتكذيبهم ، قال أَبو الحسن : ويُقرأ أَأَعجمي ، بهمزتين ، وآعجمي بهمزة واحدة بعدها همزة مخففة تشبه الأَلف ، ولا يجوز أن تكون أَلفاً خالصة لأن بعدها عيناً وهي ساكنة ، ويُقرأُ أَعْجَميٌّ ، بهمزة واحدة والعين مفتوحة ؛ قال الفراء : وقراءة الحسن بغير استفهام كأنه جعله من قِبَلِ الكَفَرَة ، وجاء في التفسير أَن المعنى لو جعلناه قرآناً أَعجميّاً لقالوا هَلاّ بُيِّنَتْ آياته ، أَقرآنٌ ونَبيٌّ عَربي ، ومن قرأَ آعجمي بهمزة وأَلف فإنه منسوب إلى اللسان الأَعجمي ، تقول : هذا رجل أَعْجميٌّ إذا كان لا يُفْصِحُ ، كان من العَجَمِ أَو من العَرَب .
      ورجل عَجَمِيٌّ إذا كان من الأَعاجِم ، فَصِيحاً كان أَو غير فصيح ، والأَجْوَدُ في القراءةِ آعْجَميٌّ ، بهمزة وأَلف على جهة النسبة إلى الأَعْجَمِ ، ألا تَرى قَوْلَه : ولو جعلناه قرآناً أَعجميّاً ؟ ولم يقرأْه أحد عَجَمِيّاً ؛ وأَما قراءة الحسن : أَعَجَمِيٌّ وعربي ، بهمزة واحدة وفتح العين ، فعلى معنى هَلاَّ بُيِّنَتْ آياتُه فَجُعِلَ بعضُه بياناً للعَجَم وبعضُه بياناً للعرب .
      قال : وكل هذه الوجوه الأَربعة سائغةٌ في العربية والتفسير .
      وأَعْجَمْتُ الكتابَ : ذَهَبْتُ به إلى العُجْمَةِ ، وقالوا : حروفُ المُعْجم فأَضافوا الحروفَ إلى المُعْجَم ، فإن سأَل سائل فقال : ما معنى حروف المعجم ؟ هل المُعْجَم صفةٌ لحروفٍ هذه أَو غير وصف لها ؟ فالجواب أَنَّ المُعْجَم من قولنا حروفُ المُعْجَم لا يجوز أَن يكون صفة لحروفٍ هذه من وجهين : أَحدهما أَن حروفاً هذه لو كانت غير مضافة إلى المُعْجَم لكانت نكرة والمُعْجَم كما ترى معرفة ومحال وصف النكرة بالمعرفة ، والآخر أَن الحروفَ مضافةٌ ومحال إضافة الموصوف إلى صفته ، والعلة في امتناع ذلك أَن الصفة هي الموصوف على قول النحويين في المعنى ، وإضافةُ الشيء إلى نفسه غير جائزة ، وإذا كانت الصفةُ هي الموصوف عندهم في المعنى لم تجز إضافة الحروف إلى المعجم ، لأَنه غير مستقيم إضافةُ الشيءِ إلى نفسه ، قال : وإنما امتنع من قِبَلِ أَن الغَرَضَ في الإضافة إنما هو التخصيصُ والتعريفُ ، والشيء لا تُعَرِّفُه نفسهُ لأَنه لو كان معرفة بنفسه لما احتيج إلى إضافته ، إنما يضاف إلى غيره ليُعَرِّفَه ، وذهب محمد بن يزيد إلى أَن المُعْجَم مصدر بمنزلة الإعجام كما تقول أَدْخَلْتُه مُدْخَلاً وأَخْرَجْتُه مُخْرَجاً أَي إدخالاً وإخراجاً .
      وحكى الأَخفش أَن بعضهم قَرَأَ : ومن يُهِنِ اللهُ فما له من مُكْرَم ، بفتح الراء ، أَي من إكْرامٍ ، فكأَنهم ، قالوا في هذا الإعْجام ، فهذا أَسَدُّ وأَصْوَبُ من أن يُذْهَب إلى أَن قولهم حُروف المُعْجَم بمنزلة قولهم صلاةُ الأُولى ومسجد الجامع ، لأَن معنى ذلك صلاة الساعةِ الأُولى أَو الفَريضةِ الأُولى ومسجد اليوم الجامع ، فالأُولى غيرُ الصلاةِ في المَعنى والجامعُ غيرُ المسجد في المعنى ، وإنما هما صِفتان حُذف موصوفاهما وأُقيما مُقامَهما ، وليس كذلك حُروفُ المُعْجَم لأَنه ليس معناه حروفَ الكلامِ المعجم ولا حروف اللفظِ المعجم ، إنما المعنى أَن الحروفَ هي المعجمةُ فصار قولنا حروف المعجم من باب إضافة المفعول إلى المصدر ، كقولهم هذه مَطِيَّةُ رُكُوبٍ أَي من شأْنها أَن تُرْكَب ، وهذا سَهْمُ نِضالٍ أَي من شأْنه أَن يُناضَلَ به ، وكذلكَ حروفُ المعجم أَي من شأْنها أَن تُعجَم ، فإن قيل إن جميع الحروف ليس مُعْجَماً إنما المُعْجمُ بَعْضُها ، أَلا ترى أَنَّ الأَلفَ والحاء والدالَ ونحوها ليس معجماً فكيف استجازوا تسميةَ جميعِ هذه الحروفِ حُروفَ المعجم ؟ قيل : إنما سُمّيت بذلك لأَن الشكل الواحدَ إذا اختلفتْ أَصواتُه ، فأَعْجَمْتَ بَعْضَها وترَكْتَ بعضَها ، فقد علم أَن هذا المتروكَ بغير إعجام هو غيرُ ذلك الذي مِنْ عادته أَن يُعْجَمَ ، فقد ارتفع أَيضاً بما فعَلُوا الإشكالُ والاسْتِبْهامُ عنهما جميعاً ، ولا فرقَ بين أَن يزولَ الاستبهامُ عن الحرفِ بإعْجامٍ عليه ، أَو ما يقوم مَقامَ الإِعجام في الإيضاحِ والبيان ، أَلا ترى أَنك إذا أَعْجَمْتَ الجيمَ بواحدةٍ من أَسفلَ والخاءَ بواحدةٍ من فَوْقُ وتركتَ الحاءَ غُفْلاً فقد عُلِمَ بإِغْفالها أَنها ليست بواحدةٍ من الحرفين الآخَرَيْن ، أَعني الجيمَ والخاء ؟ وكذلك الدالُ والذالُ والصادُ وسائرُ الحروف ، فلما اسْتَمَرَّ البيانُ في جميعها جاز تسميتُها حروفَ المعجم .
      وسئل أَبوالعباس عن حروف المعجم : لِمَ سُمِّيَت مُعْجَماً ؟ فقال : أَما أَبو عمرو الشَّيْبانيُّ فيقول أَعْجَمْتُ أَبهمت ، وقال : والعَجَمِيُّ مُبْهَمُ الكلامِ لا يتبين كلامُه ، قال : وأَما الفراء فيقول هو من أَعْجَمْتُ الحروف ، قال : ويقال قُفْلٌ مُعْجَم وأَمْرٌ مُعْجَم إذا اعْتاصَ ، قال : وسمعت أَبا الهَيْثَم يقول مُعجمُ الخَطِّ هو الذي أَعْجَمه كاتِبُه بالنقط ، تقول : أَعْجَمْتُ الكتابَ أُعْجِمهُ إعْجاماً ، ولا يقال عَجَمْتُه ، إنما يقال عَجَمْتُ العُودَ إذا عَضَضْتَه لتَعرِفَ صَلابتَه من رَخاوتِه .
      وقال الليث : المعجم الحروفُ المُقَطَّعَةُ ، سُمِّيت مُعْجَماً لأَنها أَعجمية ، قال : وإذا قلت كتابٌ مُعَجَّمٌ فإن تَعْجيمَه تنقيطُه لِكَيْ تسْتبِينَ عُجْمَتُه وتَضِحَ ، قال الأَزهري : والذي ، قاله أَبوالعباس وأَبو الهَيْثم أَبْينُ وأَوْضَحُ .
      وفي حديث عطاء : سُئل عن رجل لَهَزَ رجلاً فقَطَعَ بعضَ لسانه فعَجَمَ كلامَه فقال : يُعْرَضُ كلامُه على المُعْجَم ، فما نقَصَ كلامُه منها قُسِمَت عليه الدِّيةُ ؛ قال ابن الأَثير : حروف المعجم حروف أ ب ت ث ، سميت بذلك من التَّعْجيم ، وهو إزالة العُجْمة بالنقط .
      وأَعْجَمْت الكتاب : خلافُ قولك أَعْرَبْتُه ؛ قال رؤبة (* قوله « قال رؤبة » تبع فيه الجوهري ، وقال الصاغاني : الشعر للحطيئة ): الشِّعرُ صَعْبٌ وطَويلٌ سُلَّمُهْ ، إذا ارْتَقَى فيه الذي لا يَعْلَمُهْ ، زَلَّتْ به إلى الحَضِيضِ قَدَمُهْ ، والشِّعْرُ لا يَسْطِيعُه مَنْ يَظْلِمُهْ ، يُريدُ أَنْ يُعْرِبَه فَيُعجِمُهْ معناه يريد أَن يُبيِّنَه فَيَجْعَلُه مُشْكِلاً لا بَيانَ له ، وقيل : يأْتي به أَعْجَمِيّاً أَي يَلْحَنُ فيه ؛ قال الفراء : رَفَعَه على المُخالفة لأَنه يريد أَن يُعْربَه ولا يُريدُ أَن يُعْجِمه ؛ وقال الأَخفش : لوُقوعه مَوْقِع المرفوع لأَنه أَراد أَن يقول يريد أَن يعربه فيقَعُ مَوْقعَ الإعْجام ، فلما وضع قوله فيُعْجِمُه موضعَ قوله فيقعُ رَفعَه ؛ وأَنشد الفراء : الدارُ أَقْوَتْ بَعْدَ محْرَنْجِمِ ، مِنْ مُعْرِبٍ فيها ومِنْ مُعْجِمِ والعَجْمُ : النَّقْطُ بالسواد مثل التاء عليه نُقْطتان .
      يقال : أَعْجَمْتُ الحرفَ ، والتَّعْجِيمُ مِثْلُه ، ولا يقال عَجَمْتُ .
      وحُروفُ المعجم : هي الحُروفُ المُقَطَّعَةُ من سائر حروفِ الأُمَم .
      ومعنى حروفِ المعجم أَي حروف الخَطِّ المُعْجَم ، كما تقول مسجد الجامعِ أَي مسجد اليوم الجامعِ ، وصلاةُ الأُولى أَي صلاة الساعةِ الأُولى ؛ قال ابن بري : والصحيح ما ذهب إليه أَبو العباس المبرد من أَن المُعْجَم هنا مصدر ؛ وتقول أَعْجَمْتُ الكتابَ مُعْجَماً وأَكْرَمتُه مُكْرَماً ، والمعنى عنده حروفُ الإعْجامِ أَي التي من شأْنها أَن تَعْجَم ؛ ومنه قوله : سَهْمُ نِضالٍ أَي من شأْنه أَنْ يُتَناضَلَ به .
      وأَعْجَم الكتابَ وعَجَّمَه : نَقَطَه ؛ قال ابن جني : أَعْجَمْتُ الكتاب أَزَلْتُ اسْتِعْجامَه .
      قال ابن سيده : وهو عنده على السَّلْب لأَن أَفْعَلْتُ وإن كان أَصْلُها الإثْباتَ فقد تجيء للسلب ، كقولهم أَشْكَيْتُ زيداً أَي زُلْتُ له عَمَّا يَشكُوه ، وكقوله تعالى : إن الساعة آتية أَكادُ أُخْفِيها ؛ تأْويله ، والله أَعلم ، عند أَهل النظر أَكاد أُظْهرها ، وتلخيصُ هذه اللفظةِ أَكادُ أُزِيل خَفاءَها أَي سَتْرَها .
      وقالوا : عَجَّمْتُ الكتابَ ، فجاءت فَعَّلْت للسَّلْب أَيضاً كما جاءت أَفْعَلْت ، وله نظائر منها ما تقدّم ومنها ما سيأْتي ، وحُروفُ المُعْجَم منه .
      وكتابٌ مُعْجمٌ إذا أَعْجمَه كاتبُه بالنَّقْط ؛ سُمِّي مُعْجَماً لأَن شُكول النَّقْط فيها عُجمةٌ لا بيانَ لها كالحروف المُعْجَمة لا بيانَ لها ، وإن كانت أُصولاً للكلام كله .
      وفي حديث ابن مسعود : ما كُنّا نتَعاجَمُ أَن مَلَكاً يَنْطِقُ على لسان عُمَر أَي ما كنا نَكْني ونُوَرّي .
      وكلُّ مَنْ لم يُفْصح بشيء فقد أَعْجَمه .
      واسْتَعْجم عليه الكلامُ : اسْتَبْهَم .
      والأَعْجَمُ : الأَخْرَسُ .
      والعَجْماء والمُسْتَعجِمُ : كلُّ بهيمةٍ .
      وفي الحديث : العَجْماءُ جُرْحُها جُبارٌ أَي لا دِيةَ فيه ولا قَودَ ؛ أَراد بالعَجْماء البهيمة ، سُمِّيت عَجْماءَ لأَنها لا تَتَكلَّمُ ، قال : وكلُّ مَن لا يقدِرُ على الكلام فهو أَعجم ومُسْتَعْجِمٌ .
      ومنه الحديث : بعدَدِ كل فصيح وأَعْجَم ؛ قيل : أَراد بعدد كل آدَمِيٍّ وبهيمةٍ ، ومعنى قوله العجماءُ جُرْحُها جُبارٌ أَي البهيمة تنفلت فتصيبُ إنساناً في انْفِلاتها ، فذلك هَدَرٌ ، وهو معنى الجُبار .
      ويقال : قرأَ فلان فاسْتَعْجمَ عليه ما يَقْرؤه إذا الْتَبَسَ عليه فلم يَتَهيَّأْ له أَن يَمضِي فيه .
      وصلاةُ النهارِ عَجماءُ لإخْفاء القراءة فيها ، ومعناه أَنه لا يُسْمَعُ فيها قراءةٌ .
      واسْتَعّجَمَتْ على المُصَلِّي قِراءته إذا لم تَحضُرْه .
      واستعجم الرجل : سكَت .
      واستَعجمت عليه قراءتُه : انقطعت فلم يَقْدِرْ على القراءة من نعاس .
      ومنه حديث عبد الله : إذا كانَ أحدكُم يُصلِّي فاسْتعجَمَتْ عليه قِراءتُه فَلْيُتِمَّ ، أَي أُرْتِجَ عليه فلم يقدِرْ أَن يقرأَ كأَنه صارَ به عُجْمةٌ ، وكذلك اسْتَعْجَمَتِ الدارُ عن جواب سائلها ؛ قال امرؤ القيس : صَمَّ صَداها وعَفا رَسْمُها ، واسْتَعْجَمَتْ عن مَنْطِقِ السائلِ عَدَّاه بِعن لأَن اسْتَعْجَمَت بمعنى سكتَتْ ؛ وقول علقمة يَصف فرساً : سُلاَّءَةٌ كعَصا النَّهْدِيّ غُلَّ لها ذُو فَيْئةٍ ، من نَوَى قُرَّانَ ، معجومُ
      ، قال ابن السكيت : معنى قوله غُلَّ لها أَي أُدخِلَ لها إدخالاً في باطن الحافرِ في موضع النُّسور ، وشَبَّه النُّسورَ بِنَوَى قُرَّانَ لأَنها صِلابٌ ، وقوله ذُو فَيئَة يقول له رُجوعٌ ولا يكون ذلك إلامن صَلابتِه ، وهو أَن يَطعَمَ البعيرُ النَّوَى ثم يُفَتَّ بَعرُه فيُخْرَجَ منه النَّوَى فيُعلَفَه مَرَّةً أُخرى ، ولا يكون ذلك إلا من صَلابته ، وقوله مَعْجوم يريد أَنه نَوى الفَم وهو أَجود ما يكون من النَّوى لأَنه أَصْلَبُ من نَوى النبيذِ المطبوخ .
      وفي حديث أُمّ سلمة : نهانا النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَن نَعْجُمَ النَّوَى طَبخاً ، وهو أَن نُبالِغَ في طَبْخِه ونُضْجه يَتَفتَّتَ النَّوَى وتَفْسُدَ قُوّتُه التي يَصْلُحُ معها للغنم ، وقيل : المعنى أَن التمر إذا طُبِخَ لِتُؤْخذَ حَلاوتهُ طُبِخَ عَفواً حتى لا يَبلُغَ الطَّبخ النوى ولا يُؤثِّرَ فيه تأْثيرَ مَنْ يَعْجُمُه أَي يَلُوكُه ويَعَضُّه ، لأَن ذلك يُفْسِد طعمَ السُّلافةِ ، أَو لأَنه قُوتُ الدَّواجِن فلا يُنْضَجُ لئلا وخَطَب الحَجَّاجُ يوماً فقال : إِن أَميرَ المؤمنينَ نَكَبَ كِنَانَتَه فعَجَم عِيدانَها عُوداً عُوداً فوجَدَني أَمَرّها عُوداً ؛ يريد أَنه قد رازَها بأَضْراسِه ليَخْبُرَ صَلابتَها ؛ قال النابغة : فَظَلَّ يَعْجُمُ أَعْلى الرَّوْق مُنْقَبِضاً (* قوله « لقد جرستك الأمور » الذي في النهاية : لقد جرستك الدهور وعجمتك الأمور ).
      وعَجَمَتْك البَلايَا أَي خَبَرَتْك ، من العَجْم العَضّ ، يقال : عَجَمْتُ الرجلَ إذا خَبَرْتَه ، وعَجمْتُ العُودَ إذا عَضَضْتَه لِتَنْظُرَ أَصُلْبٌ أَم رخْوٌ .
      وناقةٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ أَي ذاتُ صَبْرٍ وصلابةٍ وشِدّةٍ على الدَّعْك ؛ وأَنشد بيت المَرَّار : جِمالٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ ، ونُوقٌ عَواقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً ، وحُولُ وقال غيره : ذاتُ مَعْجَمةٍ أَي ذاتُ سِمَنٍ ، وأَنكره شمر .
      قال الجوهري : أي ذاتُ سِمَن وقُوةٍ وبَقِيَّةٍ على السَّير .
      قال ابن بري : رجلٌ صُلْبُ المَعْجَم للذي إذا أَصابَتْه الحوادثُ وجدته جَلْداً ، من قولك عَودٌ صُلْبُ المَعْجَمِ ، وكذلك ناقة ذاتُ مَعْجَمةٍ للتي اخْتُبِرَتْ فوُجِدتْ قَويَّةً على قَطْع الفَلاة ، قال : ولا يُراد بها السِّمَنُ كما ، قال الجوهري ؛ وشاهده قول المتلمس : جاوَزْتُه بأَمونٍ ذاتِ مَعْجَمة ، تَهْوي بكَلْكَلِها والرأْس مَعْكومُ والعَجُومُ : الناقةُ القوِيَّةُ على السفَر .
      والثَّوْرُ يَعْجُمُ قَرْنَه إذا ضَرب به الشجرةَ يَبْلُوه .
      وعَجِم السَّيْفَ : هزَّه للتَّجْرِبة .
      ويقال : ما عَجَمَتْكَ عَيني مُذْ كذا أَي ما أَخَذَتْك .
      ويقول الرجلُ للرجل : طالَ عهدِي بك وما عَجَمَتْك عيني .
      ورأَيتُ فلاناً فجعلَتْ عيني تعْجُمه أَي كأَنها لا تَعْرِفُه ولا تَمْضِي في معرفته كأَنها لا تُثْبِتُه ؛
      عن اللحياني ؛ وأَنشد لأَبي حَيَّة النُّمَيْري : كتَحْبير الكِتابِ بكفِّ ، يَوْماً ، يَهُودِيٍّ يُقارِبُ أَو يَزِيلُ على أَن البَصيرَ بها ، إذا ما أَعادَ الطَّرْفَ ، يَعْجُم أَو يَفيلُ أَي يَعْرف أَو يَشُكُّ ، قال أَبو داود السِّنْحيُّ : رآني أَعرابي فقال لي : تَعْجُمُك عَيْني أَي يُخَيَّلُ إليّ أَنّي رَأَيْتُك ، قال : ونَظَرْتُ في الكتاب فعَجَمْتُ أَي لم أَقِفْ على حُروفه ، وأَنشد بيت أَبي حَيَّة : يَعْجُم أو يَفيل .
      ويقال : لقد عَجَموني ولَفَظُوني إذا عَرَفُوك ؛
      وأَنشد ابن الأعرابي لِجُبَيْهاءَ الأَسلميّ : فلَوْ أَنّها طافَتْ بِطُنْبٍ مُعَجَّمٍ ، نَفَى الرِّقَّ عنه جَذْبُه فهو كالِحُ
      ، قال : والمُعَجَّمُ الذي أُكِلَ لم يَبْقَ منه إلا القليلُ ، والطُّنُبُ أَصلُ العَرْفَجِ إذا انْسَلخَ من وَرَقِه .
      والعَجْمُ : صِغارُ الإبل وفَتاياها ، والجمعُ عُجومٌ .
      قال ابن الأعرابي : بنَاتُ اللَّبونِ والحِقاقُ والجِذاعُ من عُجومِ الإبل فإذا أَثْنَتْ فهي من جِلَّتِها ، يستوي فيه الذكرُ والأُنثى ، والإبلُ تُسَمَّى عَواجمَ وعاجِماتٍ لأَنها تَعْجُم العِظامَ ؛ ومنه قوله : وكنتُ كعَظْم العاجِمات .
      وقال أَبو عبيدة : فحلٌ أَعْجمُ يَهْدِرُ في شِقْشِقةٍ لا ثُقْبَ لها فهي في شِدْقه ولا يَخْرُج الصوتُ منها ، وهم يَسْتحِبُّون إرْسالَ الأَخْرسِ في الشَّوْلِ لأَنه لا يكون إلا مِئْناثاً ، والإبلُ العَجَمُ : التي تَعْجُم العِضاهَ والقَتادَ والشَّوْكَ فَتَجْزَأُ بذلك من الحَمْض .
      والعَواجِمُ : الأَسنانُ .
      وعَجَمْتُ عُودَه أَي بَلَوْتُ أَمْرَه وخَبَرْتُ حالَه ؛ وقال : أَبَى عُودُك المَعْجومُ إلا صَلابةً ، وكَفَّاكَ إلا نائِلاً حينَ تُسْأَلُ والعَجَمُ ، بالتحريك : النَّوَى نَوى التمرِ والنَّبِقِ ، الواحدةُ عَجَمةٌ مثل قَصَبةٍ وقَصَب .
      يقال : ليس هذا الرُّمَّان عَجَم ؛ قال يعقوب : والعامّة تقوله عَجْمٌ ، بالتسكين ، وهو العُجام أَيضاً ؛ قال رؤبة ووصف أُتُناً : في أَرْبعٍ مِثْلِ عُجامِ القَسْبِ وقال أبو حنيفة : العَجَمةُ حبّة العِنب حتى تنبُت ، قال ابن سيده : والصحيح الأَول ، وكلُّ ما كان في جوف مأْكولٍ كالزبيب وما أَشبهه عَجَمٌ ؛ قال أَبو ذؤيب يصف مَتْلَفاً : مُسْتوقدٌ في حَصاهُ الشَّمْسُ تَصْهره ، كأَنه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوخُ والعَجَمةُ ، بالتحريك : النخلةُ تنبُت من النَّواة .
      وعُجْمةُ الرملِ : كَثرته ، وقيل : آخِره ، وقيل : عُجْمتُه ، وعِجْمتُه ما تعقَّد منه .
      ورملةٌ عَجْماءُ : لا شجرَ فيها ؛ عن ابن الأَعرابي .
      وفي الحديث : حتى صَعِدْنا إحدى عُجْمَتَي بدرٍ ؛ العُجْمةُ ، بالضم : المتراكم من الرمل المُشرف على ما حَوْله .
      والعَجَمات : صُخورٌ تَنبت في الأَودية ؛ قال أَبو دُواد : عَذْبٌ كماء المُزْنِ أَنْزَلَه مِنَ العَجَماتِ ، بارِدْ يصف رِيقَ جارية بالعذوبة .
      والعَجَماتُ : الصُّخور الصِّلاب .
      وعَجْمُ الذَّنَب وعُجْمُه جميعاً : عَجْبُه ، وهو أَصله ، وهو العُصْعُص ، وزعم اللحياني أَن ميمَهما بدلٌ من الباء في عَجْبٍ وعُجْب .
      والأعجَم من الموج : الذي لا يتنفَّسُ أَي لا يَنضَح الماءَ ولا يُسمعَ له صوت .
      وبابٌ مُعْجَم أَي مُقْفَل .
      أَبو عمرو : العَجَمْجَمةُ من النوق الشديدة مثل العَثَمْثَمة ؛
      وأَنشد : باتَ يُباري وَرِشاتٍ كالقَطا ، عَجَمْجَماتٍ خُشُفاً تَحْتَ السُّرَى الوَرِشاتُ : الخِفافُ ، والخُشُفُ : الماضيةُ في سيرها بالليل .
      وبنو أَعجَمَ وبنو عَجْمانَ : بَطنان .
      "


    المعجم: لسان العرب

  10. ربب
    • " الرَّبُّ : هو اللّه عزّ وجل ، هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه ، وله الرُّبوبيَّة على جميع الخَلْق ، لا شريك له ، وهو رَبُّ الأَرْبابِ ، ومالِكُ الـمُلوكِ والأَمْلاكِ .
      ولا يقال الربُّ في غَير اللّهِ ، إِلاّ بالإِضافةِ ، قال : ويقال الرَّبُّ ، بالأَلِف واللام ، لغيرِ اللّهِ ؛ وقد ، قالوه في الجاهلية للـمَلِكِ ؛ قال الحرث ابن حِلِّزة : وهو الرَّبُّ ، والشَّهِـيدُ عَلى يَوْ * مِ الـحِـيارَيْنِ ، والبَلاءُ بَلاءُ والاسْم : الرِّبابةُ ؛

      قال : يا هِنْدُ أَسْقاكِ ، بلا حِسابَهْ ، * سُقْيَا مَلِـيكٍ حَسَنِ الرِّبابهْ والرُّبوبِـيَّة : كالرِّبابة .
      وعِلْمٌ رَبُوبيٌّ : منسوبٌ إِلى الرَّبِّ ، على غير قياس .
      وحكى أَحمد بن يحيـى : لا وَرَبْيِـكَ لا أَفْعَل .
      قال : يريدُ لا وَرَبِّكَ ، فأَبْدَلَ الباءَ ياءً ، لأَجْل التضعيف .
      وربُّ كلِّ شيءٍ : مالِكُه ومُسْتَحِقُّه ؛ وقيل : صاحبُه .
      ويقال : فلانٌ رَبُّ هذا الشيءِ أَي مِلْكُه له .
      وكُلُّ مَنْ مَلَك شيئاً ، فهو رَبُّه .
      يقال : هو رَبُّ الدابةِ ، ورَبُّ الدارِ ، وفلانٌ رَبُّ البيتِ ، وهُنَّ رَبَّاتُ الـحِجالِ ؛ ويقال : رَبٌّ ، مُشَدَّد ؛ ورَبٌ ، مخفَّف ؛

      وأَنشد المفضل : وقد عَلِمَ الأَقْوالُ أَنْ ليسَ فوقَه * رَبٌ ، غيرُ مَنْ يُعْطِـي الـحُظوظَ ، ويَرْزُقُ وفي حديث أَشراط الساعة : وأَن تَلِدَ الأَمَـةُ رَبَّها ، أَو رَبَّـتَها .
      قال : الرَّبُّ يُطْلَق في اللغة على المالكِ ، والسَّـيِّدِ ، والـمُدَبِّر ، والـمُرَبِّي ، والقَيِّمِ ، والـمُنْعِمِ ؛ قال : ولا يُطلَق غيرَ مُضافٍ إِلاّ على اللّه ، عزّ وجلّ ، وإِذا أُطْلِق على غيرِه أُضِـيفَ ، فقيلَ : ربُّ كذا .
      قال : وقد جاءَ في الشِّعْر مُطْلَقاً على غيرِ اللّه تعالى ، وليس بالكثيرِ ، ولم يُذْكَر في غير الشِّعْر .
      قال : وأَراد به في هذا الحديثِ الـمَوْلَى أَو السَّيِّد ، يعني أَن الأَمَةَ تَلِدُ لسيِّدها ولَداً ، فيكون كالـمَوْلى لها ، لأَنـَّه في الـحَسَب كأَبيه .
      أَراد : أَنَّ السَّبْـي يَكْثُر ، والنِّعْمة تظْهَر في الناس ، فتكثُر السَّراري .
      وفي حديث إِجابةِ الـمُؤَذِّنِ : اللهُمَّ رَبَّ هذه الدعوةِ أَي صاحِـبَها ؛ وقيل : المتَمِّمَ لَـها ، والزائدَ في أَهلها والعملِ بها ، والإِجابة لها .
      وفي حديث أَبي هريرة ، رضي اللّه عنه : لا يَقُل الـمَمْلُوكُ لسَـيِّده : ربِّي ؛ كَرِهَ أَن يجعل مالكه رَبّاً له ، لـمُشاركَةِ اللّه في الرُّبُوبيةِ ؛ فأَما قوله تعالى : اذْكُرْني عند ربك ؛ فإِنه خاطَـبَهم على الـمُتَعارَفِ عندهم ، وعلى ما كانوا يُسَمُّونَهم به ؛ ومنه قَولُ السامِرِيّ : وانْظُرْ إِلى إِلهِكَ أَي الذي اتَّخَذْتَه إِلهاً .
      فأَما الحديث في ضالَّةِ الإِبل : حتى يَلْقاها رَبُّها ؛ فإِنَّ البَهائم غير مُتَعَبَّدةٍ ولا مُخاطَبةٍ ، فهي بمنزلة الأَمْوالِ التي تَجوز إِضافةُ مالِكِـيها إِليها ، وجَعْلُهم أَرْباباً لها .
      وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : رَبُّ الصُّرَيْمة ورَبُّ الغُنَيْمةِ .
      وفي حديث عروةَ بن مسعود ، رضي اللّه عنه : لـمَّا أَسْلَم وعادَ إِلى قومه ، دَخل منزله ، فأَنكَر قَومُه دُخُولَه ، قبلَ أَن يأْتِـيَ الربَّةَ ، يعني اللاَّتَ ، وهي الصخرةُ التي كانت تَعْبُدها ثَقِـيفٌ بالطائفِ .
      وفي حديث وَفْدِ ثَقِـيفٍ : كان لهم بَيْتٌ يُسَمُّونه الرَّبَّةَ ، يُضاهِئُونَ به بَيْتَ اللّه تعالى ، فلما أَسْلَمُوا هَدَمَه الـمُغِـيرةُ .
      وقوله عزّ وجلّ : ارْجِعِـي إِلى رَبِّكِ راضِـيةً مَرْضِـيَّةً ، فادْخُلي في عَبْدي ؛ فيمن قرأَ به ، فمعناه ، واللّه أَعلم : ارْجِعِـي إِلى صاحِـبِكِ الذي خَرَجْتِ منه ، فادخُلي فيه ؛ والجمعُ أَربابٌ ورُبُوبٌ .
      وقوله عزّ وجلّ : إِنه ربِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ ؛ قال الزجاج : إِن العزيز صاحِـبِـي أَحْسَنَ مَثْوايَ ؛ قال : ويجوز أَنْ يكونَ : اللّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ .
      والرَّبِـيبُ : الـمَلِكُ ؛ قال امرؤُ القيس : فما قاتلُوا عن رَبِّهم ورَبِـيبِـهم ، * ولا آذَنُوا جاراً ، فَيَظْعَنَ سالمَا أَي مَلِكَهُمْ .
      ورَبَّهُ يَرُبُّهُ رَبّاً : مَلَكَه .
      وطالَتْ مَرَبَّـتُهم الناسَ ورِبابَـتُهم أَي مَمْلَكَتُهم ؛ قال علقمةُ بن عَبَدةَ : وكنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِليكَ رِبابَتِـي ، * وقَبْلَكَ رَبَّـتْنِـي ، فَضِعتُ ، رُبوبُ .
      (* قوله « وكنت امرأً إلخ » كذا أنشده الجوهري وتبعه المؤلف .
      وقال الصاغاني والرواية وأنت امرؤ .
      يخاطب الشاعر الحرث بن جبلة ، ثم ، قال والرواية المشهورة أمانتي بدل ربابتي .) ويُروى رَبُوب ؛ وعندي أَنه اسم للجمع .
      وإِنه لَـمَرْبُوبٌ بَيِّنُ الرُّبوبةِ أَي لَـمَمْلُوكٌ ؛ والعِـبادُ مَرْبُوبونَ للّهِ ، عزّ وجلّ ، أَي مَمْلُوكونَ .
      ورَبَبْتُ القومَ : سُسْـتُهم أَي كنتُ فَوْقَهم .
      وقال أَبو نصر : هو من الرُّبُوبِـيَّةِ ، والعرب تقول : لأَنْ يَرُبَّنِـي فلان أَحَبُّ إِليَّ من أَنْ يَرُبَّنِـي فلان ؛ يعني أَن يكونَ رَبّاً فَوْقِـي ، وسَـيِّداً يَمْلِكُنِـي ؛ وروي هذا عن صَفْوانَ بنِ أُمَـيَّةَ ، أَنه ، قال يومَ حُنَيْنٍ ، عند الجَوْلةِ التي كانت من المسلمين ، فقال أَبو سفيانَ : غَلَبَتْ واللّهِ هَوازِنُ ؛ فأَجابه صفوانُ وقال : بِـفِـيكَ الكِثْكِثُ ، لأَنْ يَرُبَّنِـي رجلٌ من قريش أَحَبُّ إِليَّ من أَن يَرُبَّني رجلٌ من هَوازِنَ .
      ابن الأَنباري : الرَّبُّ يَنْقَسِم على ثلاثة أَقسام : يكون الرَّبُّ المالِكَ ، ويكون الرَّبُّ السّيدَ المطاع ؛ < ص : ؟

      ‏ قال اللّه تعالى : فيَسْقِـي ربَّه خَمْراً ، أَي سَيِّدَه ؛ ويكون الرَّبُّ الـمُصْلِـحَ .
      رَبَّ الشيءَ إِذا أَصْلَحَه ؛

      وأَنشد : يَرُبُّ الذي يأْتِـي منَ العُرْفِ أَنه ، * إِذا سُئِلَ الـمَعْرُوفَ ، زادَ وتَمَّما وفي حديث ابن عباس مع ابن الزبير ، رضي اللّه عنهم : لأَن يَرُبَّنِـي بَنُو عَمِّي ، أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن يَرُبَّنِـي غيرُهم ، أَي يكونون عليَّ أُمَراءَ وسادةً مُتَقَدِّمين ، يعني بني أُمَيَّةَ ، فإِنهم إِلى ابنِ عباسٍ في النَّسَبِ أَقْرَبُ من ابن الزبير .
      يقال : رَبَّهُ يَرُبُّه أَي كان له رَبّاً .
      وتَرَبَّـبَ الرَّجُلَ والأَرضَ : ادَّعَى أَنه رَبُّهما .
      والرَّبَّةُ : كَعْبَةٌ كانت بنَجْرانَ لِـمَذْحِج وبني الـحَرث بن كَعْب ، يُعَظِّمها الناسُ .
      ودارٌ رَبَّةٌ : ضَخْمةٌ ؛ قال حسان بن ثابت : وفي كلِّ دارٍ رَبَّةٍ ، خَزْرَجِـيَّةٍ ، * وأَوْسِـيَّةٍ ، لي في ذراهُنَّ والِدُ ورَبَّ ولَدَه والصَّبِـيَّ يَرُبُّهُ رَبّاً ، ورَبَّـبَه تَرْبِـيباً وتَرِبَّةً ، عن اللحياني : بمعنى رَبَّاه .
      وفي الحديث : لكَ نِعْمةٌ تَرُبُّها ، أَي تَحْفَظُها وتُراعِـيها وتُرَبِّـيها ، كما يُرَبِّي الرَّجُلُ ولدَه ؛ وفي حديث ابن ذي يزن : أُسْدٌ تُرَبِّبُ ، في الغَيْضاتِ ، أَشْبالا أَي تُرَبِّي ، وهو أَبْلَغ منه ومن تَرُبُّ ، بالتكرير الذي فيه .
      وتَرَبَّـبَه ، وارْتَبَّه ، ورَبَّاه تَرْبِـيَةً ، على تَحْويلِ التَّضْعيفِ ، وتَرَبَّاه ، على تحويل التضعيف أَيضاً : أَحسَنَ القِـيامَ عليه ، وَوَلِـيَه حتى يُفارِقَ الطُّفُولِـيَّةَ ، كان ابْـنَه أَو لم يكن ؛

      وأَنشد اللحياني : تُرَبِّـبُهُ ، من آلِ دُودانَ ، شَلّةٌ * تَرِبَّةَ أُمٍّ ، لا تُضيعُ سِخَالَها وزعم ابن دريد : أَنَّ رَبِـبْتُه لغةٌ ؛ قال : وكذلك كل طِفْل من الحيوان ، غير الإِنسان ؛ وكان ينشد هذا البيت : كان لنا ، وهْوَ فُلُوٌّ نِرْبَبُهْ كسر حرف الـمُضارعةِ ليُعْلَم أَنّ ثاني الفعل الماضي مكسور ، كما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو ؛ قال : وهي لغة هذيل في هذا الضرب من الفعل .
      والصَّبِـيُّ مَرْبُوبٌ ورَبِـيبٌ ، وكذلك الفرس ؛ والـمَرْبُوب : الـمُرَبَّى ؛ وقول سَلامَة بن جندل : ليس بأَسْفَى ، ولا أَقْنَى ، ولا سَغِلٍ ، * يُسْقَى دَواءَ قَفِـيِّ السَّكْنِ ، مَرْبُوبِ يجوز أَن يكون أَراد بمربوب : الصبـيّ ، وأَن يكون أَراد به الفَرَس ؛ ويروى : مربوبُ أَي هو مَرْبُوبٌ .
      والأَسْفَى : الخفيفُ الناصِـيَةِ ؛ والأَقْنَى : الذي في أَنفِه احْديدابٌ ؛ والسَّغِلُ : الـمُضْطَرِبُ الخَلْقِ ؛ والسَّكْنُ : أَهلُ الدار ؛ والقَفِـيُّ والقَفِـيَّةُ : ما يُؤْثَرُ به الضَّيْفُ والصَّبِـيُّ ؛ ومربوب من صفة حَتٍّ في بيت قبله ، وهو : مِنْ كلِّ حَتٍّ ، إِذا ما ابْتَلَّ مُلْبَدهُ ، * صافِـي الأَديمِ ، أَسِـيلِ الخَدِّ ، يَعْبُوب الـحَتُّ : السَّريعُ .
      واليَعْبُوب : الفرسُ الكريمُ ، وهو الواسعُ الجَـِرْي .
      وقال أَحمد بن يَحيـى للقَوْمِ الذين اسْتُرْضِعَ فيهم النبـيُّ ، صلّى اللّه عليه وسلّم : أَرِبَّاءُ النبـيِّ ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، كأَنه جمعُ رَبِـيبٍ ، فَعِـيلٍ بمعنى فاعل ؛ وقولُ حَسَّانَ بن ثابت : ولأَنْتِ أَحسنُ ، إِذْ بَرَزْتِ لنا * يَوْمَ الخُروجِ ، بِساحَةِ القَصْرِ ، مِن دُرَّةٍ بَيْضاءَ ، صافيةٍ ، * مِـمَّا تَرَبَّب حائرُ البحرِ يعني الدُّرَّةَ التي يُرَبِّـيها الصَّدَفُ في قَعْرِ الماءِ .
      والحائرُ : مُجْتَمَعُ الماءِ ، ورُفع لأَنه فاعل تَرَبَّبَ ، والهاءُ العائدةُ على مِـمَّا محذوفةٌ ، تقديره مِـمَّا تَرَبَّـبَه حائرُ البحرِ .
      يقال : رَبَّـبَه وتَرَبَّـبَه بمعنى : والرَّبَبُ : ما رَبَّـبَه الطّينُ ، عن ثعلب ؛

      وأَنشد : في رَبَبِ الطِّينِ وماء حائِر والرَّبِـيبةُ : واحِدةُ الرَّبائِب من الغنم التي يُرَبّيها الناسُ في البُيوتِ لأَلبانها .
      وغَنمٌ ربائِبُ : تُرْبَطُ قَريباً مِن البُـيُوتِ ، وتُعْلَفُ لا تُسامُ ، هي التي ذَكَر ابراهيمُ النَّخْعِـي أَنه لا صَدَقةَ فيها ؛ قال ابن الأَثير في حديث النخعي : ليس في الرَّبائبِ صَدَقةٌ .
      الرَّبائبُ : الغَنَمُ التي تكونُ في البَيْتِ ، وليست بِسائمةٍ ، واحدتها رَبِـيبَةٌ ، بمعنى مَرْبُوبَةٍ ، لأَن صاحِبَها يَرُبُّها .
      وفي حديث عائشة ، رضي اللّه عنها : كان لنا جِـيرانٌ مِن الأَنصار لهم رَبائِبُ ، وكانوا يَبْعَثُونَ إِلينا مِن أَلبانِها .
      وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : لا تَأْخُذِ الأَكُولَة ، ولا الرُّبَّـى ، ولا الماخضَ ؛ قال ابن الأَثير : هي التي تُرَبَّـى في البيت من الغنم لأَجْل اللَّبن ؛ وقيل هي الشاةُ القَريبةُ العَهْدِ بالوِلادة ، وجمعها رُبابٌ ، بالضم .
      وفي الحديث أَيضاً : ما بَقِـيَ في غَنَمِـي إِلاّ فَحْلٌ ، أَو شاةٌ رُبَّـى .
      والسَّحَابُ يَرُبُّ الـمَطَر أَي يَجْمَعُه ويُنَمِّيهِ .
      والرَّبابُ ، بالفتح : سَحابٌ أَبيضُ ؛ وقيل : هو السَّحابُ ، واحِدَتُه رَبابةٌ ؛ وقيل : هو السَّحابُ الـمُتَعَلِّقُ الذي تراه كأَنه دُونَ السَّحاب .
      قال ابن بري : وهذا القول هو الـمَعْرُوفُ ، وقد يكون أَبيضَ ، وقد يكون أَسْودَ .
      وفي حديث النبـيّ ، صلّى اللّه عليه وسلّم : أَنه نَظَرَ في الليلةِ التي أُسْرِيَ به إِلى قَصْرٍ مِثْلِ الرَّبابةِ البَيْضاء .
      قال أَبو عبيد : الرَّبابةُ ، بالفتح : السَّحابةُ التي قد رَكِبَ بعضُها بَعْضاً ، وجمعها رَبابٌ ، وبها سمّيت الـمَرْأَةُ الرَّبابَ ؛ قال الشاعر : سَقَى دارَ هِنْدٍ ، حَيْثُ حَلَّ بِها النَّوَى ، * مُسِفُّ الذُّرَى ، دَانِـي الرَّبابِ ، ثَخِـينُ وفي حديث ابن الزبير ، رضي اللّه عنهما : أَحْدَقَ بِكُم رَبابه .
      قال الأَصمعي : أَحسنُ بيت ، قالته العرب في وَصْفِ الرَّبابِ ، قولُ عبدِالرحمن بن حَسَّان ، على ما ذكره الأَصمعي في نِسْبَةِ البيت إِليه ؛ قال ابن بري : ورأَيت من يَنْسُبُه لعُروة بنَ جَلْهَمةَ المازِنيّ : إِذا اللّهُ لم يُسْقِ إِلاّ الكِرام ، * فَـأَسْقَى وُجُوهَ بَنِـي حَنْبَلِ أَجَشَّ مُلِثّاً ، غَزيرَ السَّحاب ، * هَزيزَ الصَلاصِلِ والأَزْمَلِ تُكَرْكِرُه خَضْخَضاتُ الجَنُوب ، * وتُفْرِغُه هَزَّةُ الشَّـمْـأَلِ كأَنَّ الرَّبابَ ، دُوَيْنَ السَّحاب ، * نَعامٌ تَعَلَّقَ بالأَرْجُلِ والمطر يَرُبُّ النباتَ والثَّرى ويُنَمِّـيهِ .
      والـمَرَبُّ : الأَرضُ التي لا يَزالُ بها ثَـرًى ؛ قال ذو الرمة : خَناطِـيلُ يَسْتَقْرِينَ كلَّ قرارَةٍ ، * مَرَبٍّ ، نَفَتْ عنها الغُثاءَ الرَّوائسُ وهي الـمَرَبَّةُ والـمِرْبابُ .
      وقيل : الـمِرْبابُ من الأَرضِـين التي كَثُرَ نَبْتُها ونَـأْمَتُها ، وكلُّ ذلك مِنَ الجَمْعِ .
      والـمَرَبُّ : الـمَحَلُّ ، ومكانُ الإِقامةِ والاجتماعِ .
      والتَّرَبُّبُ : الاجْتِـماعُ .
      ومَكانٌ مَرَبٌّ ، بالفتح : مَجْمَعٌ يَجْمَعُ الناسَ ؛ قال ذو الرمة : بأَوَّلَ ما هاجَتْ لكَ الشَّوْقَ دِمْنةٌ ، * بِأَجرَعَ مِحْلالٍ ، مَرَبٍّ ، مُحَلَّل ؟

      ‏ قال : ومن ثَـمَّ قيل للرّبابِ : رِبابٌ ، لأَنهم تَجَمَّعوا .
      وقال أَبو عبيد : سُمُّوا رباباً ، لأَنهم جاؤُوا برُبٍّ ، فأَكلوا منه ، وغَمَسُوا فيه أَيدِيَهُم ، وتَحالفُوا عليه ، وهم : تَيْمٌ ، وعَدِيٌّ ، وعُكْلٌ .
      والرِّبابُ : أَحْياء ضَبّـةَ ، سُمُّوا بذلك لتَفَرُّقِهم ، لأَنَّ الرُّبَّة الفِرقةُ ، ولذلك إِذا نَسَبْتَ إِلى الرَّباب قلت : رُبِّـيٌّ ، بالضم ، فَرُدَّ إِلى واحده وهو رُبَّةٌ ، لأَنك إِذا نسبت الشيءَ إِلى الجمع رَدَدْتَه إِلى الواحد ، كما تقول في المساجِد : مَسْجِدِيٌّ ، إِلا أَن تكون سميت به رجلاً ، فلا تَرُدَّه إِلى الواحد ، كما تقول في أَنْمارٍ : أَنْمارِيٌّ ، وفي كِلابٍ : كِلابِـيٌّ .
      قال : هذا قول سيبويه ، وأَما أَبو عبيدة فإِنه ، قال : سُمُّوا بذلك لتَرابِّهِم أَي تَعاهُدِهِم ؛ قال الأَصمعي : سموا بذلك لأَنهم أَدخلوا أَيديهم في رُبٍّ ، وتَعاقَدُوا ، وتَحالَفُوا عليه .
      وقال ثعلب : سُموا .
      (* قوله « وقال ثعلب سموا إلخ » عبارة المحكم وقال ثعلب سموا رباباً لأنهم اجتمعوا ربة ربة بالكسر أي جماعة جماعة ووهم ثعلب في جمعه فعلة (* قوله « وكذلك ، قال شمر يقال إلخ » كذا بالنسخ وعبارة التكملة ويقال لرئيس الملاحين الربان بالضم وقال شمر الرباني بالضم منسوباً وأنشد للعجاج صعل وبالجملة فتوسط هذه العبارة بين الكلام على الرباني بالفتح ليس على ما ينبغي إلخ .)؛

      وأَنشد : صَعْلٌ مِنَ السَّامِ ورُبَّانيُّ ورُوي عن زِرِّ بن عبدِاللّه ، في قوله تعالى : كُونوا رَبَّانِـيِّـينَ ،
      ، قال : حُكَماءَ عُلَماءَ .
      غيره : الرَّبَّانيُّ الـمُتَـأَلِّه ، العارِفُ باللّه تعالى ؛ وفي التنزيل : كُونوا رَبَّانِـيِّـين .
      والرُّبَّـى ، على فُعْلى ، بالضم : الشاة التي وضعَت حديثاً ، وقيل : هي الشاة إِذا ولدت ، وإِن ماتَ ولدُها فهي أَيضاً رُبَّـى ، بَيِّنةُ الرِّبابِ ؛ وقيل : رِبابُها ما بَيْنها وبين عشرين يوماً من وِلادتِها ، وقيل : شهرين ؛ وقال اللحياني : هي الحديثة النِّتاج ، مِن غير أَنْ يَحُدَّ وَقْتاً ؛ وقيل : هي التي يَتْبَعُها ولدُها ؛ وقيل : الرُّبَّـى من الـمَعز ، والرَّغُوثُ من الضأْن ، والجمع رُبابٌ ، بالضم ، نادر .
      تقول : أَعْنُزٌ رُبابٌ ، والمصدر رِبابٌ ، بالكسر ، وهو قُرْبُ العَهْد بالولادة .
      قال أَبو زيد : الرُّبَّـى من المعز ، وقال غيره : من المعز والضأْن جميعاً ، وربما جاءَ في الإِبل أَيضاً .
      قال الأَصمعي : أَنشدنا مُنْتَجع ابن نَبْهانَ : حَنِـينَ أُمِّ البَوِّ في رِبابِه ؟

      ‏ قال سيبويه :، قالوا رُبَّـى ورُبابٌ ، حذفوا أَلِف التأْنيث وبَنَوْه على هذا البناءِ ، كما أَلقوا الهاءَ من جَفْرة ، فقالوا جِفارٌ ، إِلاَّ أَنهم ضموا أَوَّل هذا ، كما ، قالوا ظِئْرٌ وظُؤَارٌ ، ورِخْلٌ ورُخالٌ .
      وفي حديث شريح : إِنّ الشاةَ تُحْلَبُ في رِبابِها .
      وحكى اللحياني : غَنَمٌ رِبابٌ ، قال : وهي قليلة .
      وقال : رَبَّتِ الشاةُ تَرُبُّ رَبّاً إِذا وَضَعَتْ ، وقيل : إِذا عَلِقَتْ ، وقيل : لا فعل للرُّبَّـى .
      والمرأَةُ تَرْتَبُّ الشعَر بالدُّهْن ؛ قال الأَعشى : حُرَّةٌ ، طَفْلَةُ الأَنامِل ، تَرْتَبُّ * سُخاماً ، تَكُفُّه بخِلالِ وكلُّ هذا من الإِصْلاحِ والجَمْع .
      والرَّبِـيبةُ : الحاضِنةُ ؛ قال ثعلب : لأَنها تُصْلِـحُ الشيءَ ، وتَقُوم به ، وتَجْمَعُه .
      وفي حديث الـمُغِـيرة : حَمْلُها رِبابٌ .
      رِبابُ المرأَةِ : حِدْثانُ وِلادَتِها ، وقيل : هو ما بين أَن تَضَعَ إِلى أَن يأْتي عليها شهران ، وقيل : عشرون يوماً ؛ يريد أَنها تحمل بعد أَن تَلِد بيسير ، وذلك مَذْمُوم في النساءِ ، وإِنما يُحْمَد أَن لا تَحْمِل بعد الوضع ، حتى يَتِمَّ رَضاعُ ولدها .
      والرَّبُوبُ والرَّبِـيبُ : ابن امرأَةِ الرجل مِن غيره ، وهو بمعنى مَرْبُوب .
      ويقال للرَّجل نَفْسِه : رابٌّ .
      قال مَعْنُ بن أَوْس ، يذكر امرأَته ، وذكَرَ أَرْضاً لها : فإِنَّ بها جارَيْنِ لَنْ يَغْدِرا بها : * رَبِـيبَ النَّبـيِّ ، وابنَ خَيْرِ الخَلائفِ يعني عُمَرَ بن أَبي سَلَمة ، وهو ابنُ أُمِّ سَلَـمةَ زَوْجِ النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، وعاصِمَ بن عمر ابن الخَطَّاب ، وأَبوه أَبو سَلَمَة ، وهو رَبِـيبُ النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ؛ والأُنثى رَبِـيبةٌ .
      الأَزهري : رَبِـيبةُ الرجل بنتُ امرأَتِه من غيره .
      وفي حديث ابن عباس ، رضي اللّه عنهما : إِنما الشَّرْطُ في الرَّبائبِ ؛ يريد بَناتِ الزَّوْجاتِ من غير أَزواجِهن الذين معهن .
      قال : والرَّبِـيبُ أَيضاً ، يقال لزوج الأُم لها ولد من غيره .
      ويقال لامرأَةِ الرجل إِذا كان له ولدٌ من غيرها : رَبيبةٌ ، وذلك معنى رابَّةٍ ورابٍّ .
      وفي الحديث : الرَّابُّ كافِلٌ ؛ وهو زَوْجُ أُمِّ اليَتيم ، وهو اسم فاعل ، مِن رَبَّه يَرُبُّه أَي إِنه يَكْفُل بأَمْرِه .
      وفي حديث مجاهد : كان يكره أَن يتزوَّج الرجلُ امرأَةَ رابِّه ، يعني امرأَة زَوْج أُمـِّه ، لأنه كان يُرَبِّيه .
      غيره : والرَّبيبُ والرَّابُّ زوجُ الأُم .
      قال أَبو الحسن الرماني : هو كالشَّهِـيدِ ، والشاهِد ، والخَبِـير ، والخابِرِ .
      والرَّابَّةُ : امرأَةُ الأَبِ .
      وَرَبَّ المعروفَ والصَّنِـيعةَ والنِّعْمةَ يَرُبُّها رَبّاً ورِباباً ورِبابةً ، حكاهما اللحياني ، ورَبَّـبها : نَمَّاها ، وزادَها ، وأَتَمَّها ، وأَصْلَحَها .
      ورَبَبْتُ قَرابَتَهُ : كذلك .
      أَبو عمرو : رَبْرَبَ الرجلُ ، إِذا رَبَّـى يَتيماً .
      وَرَبَبْتُ الأَمْرَ ، أَرُبُّهُ رَبّاً ورِبابةً : أَصْلَحْتُه ومَتَّنْـتُه .
      ورَبَبْتُ الدُّهْنَ : طَيَّبْتُه وأَجدتُه ؛ وقال اللحياني : رَبَبْتُ الدُّهْنَ : غَذَوْتُه بالياسَمينِ أَو بعض الرَّياحِـينِ ؛ قال : ويجوز فيه رَبَّـبْتُه .
      ودُهْنٌ مُرَبَّبٌ إِذا رُبِّبَ الـحَبُّ الذي اتُّخِذَ منه بالطِّيبِ .
      والرُّبُّ : الطِّلاءُ الخاثِر ؛ وقيل : هو دبْسُ كل ثَمَرَة ، وهو سُلافةُ خُثارَتِها بعد الاعتصار والطَّبْخِ ؛ والجمع الرُّبُوبُ والرِّبابُ ؛ ومنه : سقاءٌ مَرْبُوبٌ إِذا رَبَبْتَه أَي جعلت فيه الرُّبَّ ، وأَصْلَحتَه به ؛ وقال ابن دريد : رُبُّ السَّمْنِ والزَّيْتِ : ثُفْلُه الأَسود ؛

      وأَنشد : كَشائطِ الرُّبّ عليهِ الأَشْكَلِ وارْتُبَّ العِنَبُ إِذا طُبِـخَ حتى يكون رُبّاً يُؤْتَدَمُ به ، عن أَبي حنيفة .
      وَرَبَبْتُ الزِّقَّ بالرُّبِّ ، والـحُبَّ بالقِـير والقارِ ، أَرُبُّه رَبّاً ورُبّاً ، ورَبَّبْتُه : متَّنْتُه ؛ وقيل : رَبَبْتُه دَهَنْتُه وأَصْلَحْتُه .
      قال عمرو بن شأْس يُخاطِبُ امرأَته ، وكانت تُؤْذِي ابنه عِراراً : فَإِنَّ عِراراً ، إِن يَكُنْ غيرَ واضِحٍ ، * فإِني أُحِبُّ الجَوْنَ ، ذا الـمَنْكِبِ العَمَمْ فإِن كنتِ مِنِّي ، أَو تُريدينَ صُحْبَتي ، * فَكُوني له كالسَّمْنِ ، رُبَّ له الأَدَمْ أَرادَ بالأَدَم : النُّحْي .
      يقول لزوجته : كُوني لوَلدي عِراراً كَسَمْنٍ رُبَّ أَدِيمُه أَي طُلِـيَ برُبِّ التمر ، لأَنَّ النِّحْي ، إِذا أُصْلِـحَ بالرُّبِّ ، طابَتْ رائحتُه ، ومَنَعَ السمنَ مِن غير أَن يفْسُد طَعْمُه أَو رِيحُه .
      يقال : رَبَّ فلان نِحْيه يَرُبُّه رَبّاً إِذا جَعل فيه الرُّبَّ ومَتَّنه به ، وهو نِحْيٌ مَرْبُوب ؛ وقوله : سِلاءَها في أَديمٍ ، غيرِ مَرْبُوبِ أَي غير مُصْلَحٍ .
      وفي صفة ابن عباس ، رضي اللّه عنهما : كأَنَّ على صَلَعَتِهِ الرُّبَّ من مسْكٍ أَو عَنْبرٍ .
      الرُّبُّ : ما يُطْبَخُ من التمر ، وهو الدِّبْسُ أَيضاً .
      وإِذا وُصِفَ الإِنسانُ بحُسْنِ الخُلُق ، قيل : هو السَّمْنُ لا يَخُمُّ .
      والمُربَّـبَاتُ : الأَنْبِجاتُ ، وهي الـمَعْمُولاتُ بالرُّبِّ ، كالـمُعَسَّلِ ، وهو المعمول بالعسل ؛ وكذلك الـمُرَبَّـياتُ ، إِلا أَنها من التَّرْبيةِ ، يقال : زنجبيل مُرَبّـًى ومُرَبَّبٌ .
      والإِربابُ : الدُّنوُّ مِن كل شيءٍ .
      والرِّبابةُ ، بالكسر ، جماعةُ السهام ؛ وقيل : خَيْطٌ تُشَدُّ به السهامُ ؛ وقيل : خِرْقةٌ تُشَدُّ فيها ؛ وقال اللحياني : هي السُّلْفةُ التي تُجْعَلُ فيها القِداحُ ، شبيهة بالكِنانة ، يكون فيها السهام ؛ وقيل هي شبيهة بالكنانةِ ، يجمع فيها سهامُ الـمَيْسرِ ؛ قال أَبو ذؤَيب يصف الحمار وأُتُنَه : وكأَنهنَّ رِبابةٌ ، وكأَنه * يَسَرٌ ، يُفِـيضُ على القِداح ، ويَصْدَعُ والرِّبابةُ : الجِلدةُ التي تُجْمع فيها السِّهامُ ؛ وقيل : الرِّبابةُ : سُلْفَةٌ يُعْصَبُ بها على يَدِ الرَّجُل الـحُرْضَةِ ، وهو الذي تُدْفَعُ إِليه الأَيسارُ للقِدح ؛ وإِنما يفعلون ذلك لِكَيْ لا يَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ يكون له في صاحِـبِه هَـوًى .
      والرِّبابةُ والرِّبابُ : العَهْدُ والـمِـيثاقُ ؛ قال عَلْقَمَةُ بن عَبَدةَ : وكنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِليكَ رِبابَتِـي ، * وقَبْلَكَ رَبَّتْني ، فَضِعْتُ ، رُبُوبُ ومنه قيل للعُشُور : رِبابٌ .
      والرَّبِـيبُ : الـمُعاهَدُ ؛ وبه فسر قَوْلُ امرِئِ القيس : فما قاتَلوا عن رَبِّهِم ورَبِـيبِـهِمْ وقال ابن بري :، قال أَبو علي الفارسي : أَرِبَّةٌ جمع رِبابٍ ، وهو العَهْدُ .
      قال أَبو ذؤَيب يذكر خَمْراً : تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ ، حِـيناً ، وتُؤْلِفُ * الجِوارَ ، ويُعْطِـيها الأَمانَ رِبابُها قوله : تُؤْلِفُ الجِوار أَي تُجاوِرُ في مَكانَيْنِ .
      والرِّبابُ : العَهْدُ الذي يأْخُذه صاحِـبُها من الناس لإِجارتِها .
      وجَمْعُ الرَّبِّ رِبابٌ .
      وقال شمر : الرِّبابُ في بيت أَبي ذؤَيب جمع رَبٍّ ، وقال غيره : يقول : إِذا أَجار الـمُجِـيرُ هذه الخَمْر أَعْطَى صاحِـبَها قِدْحاً ليَعْلَموا أَنه قد أُجِـيرَ ، فلا يُتَعَرَّض لها ؛ كأَنَّـه ذُهِبَ بالرِّبابِ إِلى رِبابةِ سِهامِ الـمَيْسِر .
      والأَرِبَّةُ : أَهلُ الـمِـيثاق .
      قال أَبو ذُؤَيْب : كانت أَرِبَّـتَهم بَهْزٌ ، وغَرَّهُمُ * عَقْدُ الجِوار ، وكانوا مَعْشَراً غُدُرا < ص : ؟

      ‏ قال ابن بري : يكون التقدير ذَوِي أَرِبَّتِهِم .
      (* قوله « التقدير ذوي إلخ » أي داع لهذا التقدير مع صحة الحمل بدونه .)؛ وبَهْزٌ : حَيٌّ من سُلَيْم ؛ والرِّباب : العُشُورُ ؛

      وأَنشد بيت أَبي ذؤَيب : ويعطيها الأَمان ربابها وقيل : رِبابُها أَصحابُها .
      والرُّبَّةُ : الفِرْقةُ من الناس ، قيل : هي عشرة آلافٍ أَو نحوها ، والجمع رِبابٌ .
      وقال يونس : رَبَّةٌ ورِبابٌ ، كَجَفْرَةٍ وجِفار ، والرَّبـَّةُ كالرُّبـَّةِ ؛ والرِّبِّـيُّ واحد الرِّبِّـيِّـين : وهم الأُلُوف من الناس ، والأَرِبَّةُ مِن الجَماعاتِ : واحدتها رَبَّةٌ .
      وفي التنزيلِ العزيز : وكأَيِّنْ مِن نَبـيِّ قاتَلَ معه رِبِّـيُّون كثير ؛ قال الفراءُ : الرِّبِّـيُّونَ الأُلوف .
      وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيـى :، قال الأَخفش : الرِّبيون منسوبون إِلى الرَّبِّ .
      قال أَبو العباس : ينبغي أَن تفتح الراءُ ، على قوله ، قال : وهو على قول الفرّاء من الرَّبَّةِ ، وهي الجماعة .
      وقال الزجاج : رِبِّـيُّون ، بكسر الراء وضمّها ، وهم الجماعة الكثيرة .
      وقيل : الربيون العلماء الأَتقياءُ الصُّـبُر ؛ وكلا القولين حَسَنٌ جميلٌ .
      وقال أَبو طالب : الربيون الجماعات الكثيرة ، الواحدة رِبِّـيٌّ .
      والرَّبَّانيُّ : العالم ، والجماعة الرَّبَّانِـيُّون .
      وقال أَبو العباس : الرَّبَّانِـيُّون الأُلوفُ ، والرَّبَّانِـيُّون : العلماءُ .
      و قرأَ الحسن : رُبِّـيُّون ، بضم الراء .
      وقرأَ ابن عباس : رَبِّـيُّون ، بفتح الراءِ .
      والرَّبَبُ : الماءُ الكثير المجتمع ، بفتح الراءِ والباءِ ، وقيل : العَذْب ؛ قال الراجز : والبُرَّةَ السَمْراء والماءَ الرَّبَبْ وأَخَذَ الشيءَ بِرُبَّانه ورَبَّانِه أَي بأَوَّله ؛ وقيل : برُبَّانِه : بجَمِـيعِه ولم يترك منه شيئاً .
      ويقال : افْعَلْ ذلك الأَمْرَ بِرُبَّانه أَي بِحِدْثانِه وطَراءَتِه وجِدَّتِه ؛ ومنه قيل : شاةٌ رُبَّـى .
      ورُبَّانُ الشَّبابِ : أَوَّله ؛ قال ابن أَحمر : وإِنَّما العَيْشُ بِرُبَّانِه ، * وأَنْتَ ، من أَفنانِه ، مُفْتَقِر ويُروى : مُعْتَصِر ؛ وقول الشاعر : ( يتبع

      .
      ..) ( تابع

      .
      .
      . ): ربب : الرَّبُّ : هو اللّه عزّ وجل ، هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه ، وله

      .
      .
      .

      .
      .
      . خَلِـيلُ خَوْدٍ ، غَرَّها شَبابُه ، * أَعْجَبَها ، إِذْ كَبِرَتْ ، رِبابُه أَبو عمرو : الرُّبَّـى أَوَّلُ الشَّبابِ ؛ يقال : أَتيته في رُبَّـى شَبابِه ، ورُبابِ شَبابِه ، ورِبابِ شَبابِه ، ورِبَّان شَبابه .
      أَبو عبيد : الرُّبَّانُ من كل شيءٍ حِدْثانُه ؛ ورُبّانُ الكَوْكَب : مُعْظَمُه .
      وقال أَبو عبيدة : الرَّبَّانُ ، بفتح الراءِ : الجماعةُ ؛ وقال الأَصمعي : بضم الراءِ .
      وقال خالد بن جَنْبة : الرُّبَّةُ الخَير اللاَّزِمُ ، بمنزلة الرُّبِّ الذي يَلِـيقُ فلا يكاد يذهب ، وقال : اللهم إِني أَسأَلُك رُبَّةَ عَيْشٍ مُبارَكٍ ، فقيل له : وما رُبَّةُ عَيْشٍ ؟، قال : طَثْرَتَهُ وكَثْرَتُه .
      وقالوا : ذَرْهُ بِرُبَّان ؛ أَنشد ثعلب : فَذَرْهُمْ بِرُبّانٍ ، وإِلاّ تَذَرْهُمُ * يُذيقُوكَ ما فيهم ، وإِن كان أَكثر ؟

      ‏ قال وقالوا في مَثَلٍ : إِن كنتَ بي تَشُدُّ ظَهْرَك ، فأَرْخِ ، بِرُبَّانٍ ، أَزْرَكَ .
      وفي التهذيب : إِن كنتَ بي تشدُّ ظَهْرَكَ فأَرْخِ ، مِن رُبَّـى ، أَزْرَكَ .
      يقول : إِن عَوّلْتَ عَليَّ فَدَعْني أَتْعَبْ ، واسْتَرْخِ أَنتَ واسْتَرِحْ .
      ورُبَّانُ ، غير مصروف : اسم رجل .
      < ص : ؟

      ‏ قال ابن سيده : أَراه سُمي بذلك .
      والرُّبَّـى : الحاجةُ ، يقال : لي عند فلان رُبَّـى .
      والرُّبَّـى : الرَّابَّةُ .
      والرُّبَّـى : العُقْدةُ الـمُحْكَمةُ .
      والرُّبَّـى : النِّعْمةُ والإِحسانُ .
      والرِّبَّةُ ، بالكسرِ : نِبْتةٌ صَيْفِـيَّةٌ ؛ وقيل : هو كل ما اخْضَرَّ ، في القَيْظِ ، مِن جميع ضُروب النبات ؛ وقيل : هو ضُروب من الشجر أَو النبت فلم يُحَدَّ ، والجمع الرِّبَبُ ؛ قال ذو الرمة ، يصف الثور الوحشي : أَمْسَى ، بِوَهْبِـينَ ، مُجْتازاً لِـمَرْتَعِه ، * مِن ذِي الفَوارِسِ ، يَدْعُو أَنْفَه الرِّبَبُ والرِّبَّةُ : شجرة ؛ وقيل : إِنها شجرة الخَرْنُوب .
      التهذيب : الرِّبَّةُ بقلة ناعمةٌ ، وجمعها رِبَبٌ .
      وقال : الرِّبَّةُ اسم لِعدَّةٍ من النبات ، لا تَهِـيج في الصيف ، تَبْقَى خُضْرَتُها شتاءً وصَيْفاً ؛ ومنها : الـحُلَّبُ ، والرُّخَامَى ، والـمَكْرُ ، والعَلْقى ، يقال لها كلها : رِبَّةٌ .
      التهذيب :، قال النحويون : رُبَّ مِن حروف الـمَعاني ، والفَرْقُ بينها وبين كَمْ ، أَنَّ رُبَّ للتقليل ، وكَمْ وُضِعت للتكثير ، إِذا لم يُرَدْ بها الاسْتِفهام ؛ وكلاهما يقع على النَّكِرات ، فيَخْفِضُها .
      قال أَبو حاتم : من الخطإِ قول العامة : رُبَّـما رأَيتُه كثيراً ، ورُبَّـما إِنما وُضِعَتْ للتقليل .
      غيره : ورُبَّ ورَبَّ : كلمة تقليل يُجَرُّ بها ، فيقال : رُبَّ رجلٍ قائم ، ورَبَّ رجُلٍ ؛ وتدخل عليه التاء ، فيقال : رُبَّتَ رجل ، ورَبَّتَ رجل .
      الجوهري : ورُبَّ حرفٌ خافض ، لا يقع إِلاَّ على النكرة ، يشدَّد ويخفف ، وقد يدخل عليه التاء ، فيقال : رُبَّ رجل ، ورُبَّتَ رجل ، ويدخل عليه ما ، ليُمْكِن أَن يُتَكَلَّم بالفعل بعده ، فيقال : رُبما .
      وفي التنزيل العزيز : رُبَّـما يَوَدُّ الذين كفروا ؛ وبعضهم يقول رَبَّـما ، بالفتح ، وكذلك رُبَّتَما ورَبَّتَما ، ورُبَتَما وَرَبَتَما ، والتثقيل في كل ذلك أَكثر في كلامهم ، ولذلك إِذا صَغَّر سيبويه رُبَّ ، من قوله تعالى رُبَّـما يودّ ، ردَّه إِلى الأَصل ، فقال : رُبَيْبٌ .
      قال اللحياني : قرأَ الكسائي وأَصحاب عبداللّه والحسن : رُبَّـما يودُّ ، بالتثقيل ، وقرأَ عاصِمٌ وأَهلُ المدينة وزِرُّ بن حُبَيْش : رُبَما يَوَدُّ ، بالتخفيف .
      قال الزجاج : من ، قال إِنَّ رُبَّ يُعنى بها التكثير ، فهو ضِدُّ ما تَعرِفه العرب ؛ فإِن ، قال قائل : فلمَ جازت رُبَّ في قوله : ربما يود الذين كفروا ؛ ورب للتقليل ؟ فالجواب في هذا : أَن العرب خوطبت بما تعلمه في التهديد .
      والرجل يَتَهَدَّدُ الرجل ، فيقول له : لَعَلَّكَ سَتَنْدَم على فِعْلِكَ ، وهو لا يشك في أَنه يَنْدَمُ ، ويقول : رُبَّـما نَدِمَ الإِنسانُ مِن مِثْلِ ما صَنَعْتَ ، وهو يَعلم أَنَّ الإِنسان يَنْدَمُ كثيراً ، ولكنْ مَجازُه أَنَّ هذا لو كان مِـمَّا يُوَدُّ في حال واحدة من أَحوال العذاب ، أَو كان الإِنسان يخاف أَن يَنْدَمَ على الشيءِ ، لوجَبَ عليه اجْتِنابُه ؛ والدليل على أَنه على معنى التهديد قوله : ذَرْهُم يأْكُلُوا ويَتَمَتَّعُوا ؛ والفرق بين رُبَّـما ورُبَّ : أَن رُبَّ لا يليه غير الاسم ، وأَما رُبَّـما فإِنه زيدت ما ، مع رب ، ليَلِـيَها الفِعْلُ ؛ تقول : رُبَّ رَجُلٍ جاءَني ، وربما جاءَني زيد ، ورُبَّ يوم بَكَّرْتُ فيه ، ورُبَّ خَمْرةٍ شَرِبْتُها ؛ ويقال : ربما جاءَني فلان ، وربما حَضَرني زيد ، وأَكثرُ ما يليه الماضي ، ولا يَلِـيه مِن الغابرِ إِلاَّ ما كان مُسْتَيْقَناً ، كقوله تعالى : رُبَـما يَوَدُّ الذين كفروا ، ووَعْدُ اللّهِ حَقٌّ ، كأَنه قد كان فهو بمعنى ما مَضَى ، وإِن كان لفظه مُسْتَقْبَلاً .
      وقد تَلي ربما الأَسماءَ وكذلك ربتما ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي : ماوِيّ ! يا رُبَّتَما غارةٍ * شَعْواءَ ، كاللَّذْعَةِ بالمِـيسَم ؟

      ‏ قال الكسائي : يلزم مَن خَفَّف ، فأَلقى إِحدى الباءَين ، أَن يقول رُبْ رجل ، فيُخْرِجَه مُخْرَجَ الأَدوات ، كما تقول : لِـمَ صَنَعْتَ ؟ ولِـمْ صَنَعْتَ ؟ وبِـأَيِّمَ جِئْتَ ؟ وبِـأَيِّمْ جئت ؟ وما أَشبه ذلك ؛ وقال : أَظنهم إِنما امتنعوا من جزم الباءِ لكثرة دخول التاءِ فيها في قولهم : رُبَّتَ رجل ، ورُبَتَ رجل .
      يريد الكسائي : أَن تاءَ التأْنيث لا يكون ما قبلها إِلاَّ مفتوحاً ، أَو في نية الفتح ، فلما كانت تاءُ التأْنيث تدخلها كثيراً ، امتنعوا من إِسكان ما قبل هاءِ التأْنيث ، وآثروا النصب ، يعني بالنصب : الفتح .
      قال اللحياني : وقال لي الكسائي : إِنْ سَمِعتَ بالجزم يوماً ، فقد أَخبرتك .
      يريد : إِن سمعت أَحداً يقول : رُبْ رَجُلٍ ، فلا تُنْكِرْه ، فإِنه وجه القياس .
      قال اللحياني : ولم يقرأْ أَحد رَبَّـما ، بالفتح ، ولا رَبَما .
      وقال أَبو الهيثم : العرب تزيد في رُبَّ هاءً ، وتجعل الهاءَ اسماً مجهولاً لا يُعرف ، ويَبْطُل معَها عملُ رُبَّ ، فلا يخفض بها ما بعد الهاءِ ، وإِذا فَرَقْتَ بين كَمِ التي تَعْمَلُ عَمَلَ رُبَّ بشيءٍ ، بطل عَمَلُها ؛

      وأَنشد : كائِنْ رَأَبْتُ وَهايا صَدْعِ أَعْظُمِه ، * ورُبَّه عَطِـباً ، أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ نصب عَطِـباً مِن أَجْل الهاءِ المجهولة .
      وقولهم : رُبَّه رَجُلاً ، ورُبَّها امرأَةً ، أَضْمَرت فيها العرب على غير تقدّمِ ذِكْر ، ثم أَلزَمَتْه التفسير ، ولم تَدَعْ أَنْ تُوَضِّح ما أَوْقَعت به الالتباسَ ، ففَسَّروه بذكر النوع الذي هو قولهم رجلاً وامرأَة .
      وقال ابن جني مرة : أَدخلوا رُبَّ على المضمر ، وهو على نهاية الاختصاص ؛ وجاز دخولها على المعرفة في هذا الموضع ، لـمُضارَعَتِها النَّكِرَة ، بأَنها أُضْمِرَت على غير تقدّم ذكر ، ومن أَجل ذلك احتاجت إِلى التفسير بالنكرة المنصوبة ، نحو رجلاً وامرأَةً ؛ ولو كان هذا المضمر كسائر المضمرات لَـمَا احتاجت إِلى تفسيره .
      وحكى الكوفيون : رُبَّه رجلاً قد رأَيت ، ورُبَّهُما رجلين ، ورُبَّهم رجالاً ، ورُبَّهنَّ نساءً ، فَمَن وَحَّد ، قال : إِنه كناية عن مجهول ، ومَن لم يُوَحِّد ، قال : إِنه ردّ كلام ، كأَنه قيل له : ما لكَ جَوَارٍ ؟، قال : رُبَّهُنّ جَوارِيَ قد مَلَكْتُ .
      وقال ابن السراج : النحويون كالـمُجْمعِـينَ على أَن رُبَّ جواب .
      والعرب تسمي جمادى الأُولى رُبّاً ورُبَّـى ، وذا القَعْدةِ رُبَّة ؛ وقال كراع : رُبَّةُ ورُبَّـى جَميعاً : جُمادَى الآخِرة ، وإِنما كانوا يسمونها بذلك في الجاهلية .
      والرَّبْرَبُ : القَطِـيعُ من بقر الوحش ، وقيل من الظِّباءِ ، ولا واحد له ؛

      قال : بأَحْسَنَ مِنْ لَيْلى ، ولا أُمَّ شادِنٍ ، * غَضِـيضَةَ طَرْفٍ ، رُعْتَها وَسْطَ رَبْرَبِ وقال كراع : الرَّبْرَبُ جماعة البقر ، ما كان دون العشرة .
      "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: