" أَزِفَ يأْزَفُ أَزَفاً وأُزُوفاً : اقْتَرَبَ . وكلُّ شيء اقْتَرَبَ ، فقد أَزِفَ أَزَفاً أَي دَنا وأَفِدَ . والآزِفةُ القيامة لقُرْبِها وإن اسْتَبْعَدَ الناسُ مَداها ، قال اللّه تعالى : أَزِفَتِ الآزِفةُ ؛ يعني القيامة ، أَي دَنَتِ القيامةُ . وأَزِفَ الرجل أَي عَجِلَ ، فهو آزِفٌ على فاعِل . وفي الحديث : قد أَزِفَ الوقتُ وحانَ الأَجَلُ أَي دنا وقَرُبَ . والآزِفُ : الـمُسْتَعْجِلُ . والـمُتَآزِفُ من الرجال : القَصِير ، وهو الـمُتَداني ، وقيل : هو الضَّعيفُ الجَبان ؛ قال العُجَيْرُ : فَتىً قُدَّ قَدَّ السيفِ لا مُتَآزِفٌ ، ولا رَهِلٌ لَبّاتُه وبَآدِلُه ؟
قال ابن بري : قلت لأَعْرابي ما الـمُحْبَنْطِئُ ؟، قال : الـمُتَكَأْكِئُ ، قلت : ما الـمُتَكَأْكِئُ ؟، قال : الـمُتآزِفُ ، قلت : ما الـمُتَآزِفُ ؟
قال : أَنت أَحمقُ وتَرَكَني ومرَّ . والـمُتآزِفُ : الخَطوُ الـمُتقارِبُ . ومَكانٌ مُتَآزِفٌ : ضَيِّقٌ . ابن بري (* قوله « ابن بري » كذا بالأصل وبهامشه صوابه : أَبو زيد . المأْزَفةُ العَذِرةُ ، وجمعها مآزِفُ ؛
أَنشد أَبو عمرو للهَيْثَمِ ابن حَسَّانَ التَّغْلبيّ : كأَنَّ رِداءَيْه ، إذا ما ارْتَداهما ، على جُعَلٍ يَغْشى المآزِفَ بالنُّخَرْ النُّخَرُ : جمع نُخْرة الأَنْفِ . "
المعجم: لسان العرب
أرخ
" التَّأْريخُ : تعريف الوقت ، والتَّوْريخُ مثله . أَرَّخَ الكتابَ ليوم كذا : وَقَّته والواو فيه لغة ، وزعم يعقوب أَن الواو بدل من الهمزة ، وقيل : إِن التأْريخ الذي يُؤَرِّخُه الناس ليس بعربي محض ، وإِن المسلمين أَخذوه عن أَهل الكتاب ، وتأْريخ المسلمين أَُرِّخَ من زمن هجرة سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ؛ كُتِبَ في خلافة عمر ، رضي الله عنه ، فصار تاريخاً إلى اليوم . ابن بُزُرْج : آرَخْتُ الكتابَ فهو مُؤَارخ وفَعَلْتُ منه أَرَخْتُ أَرْخاً وأَنا آرِخٌ . الليث : والأَرْخُ والإِرْخُ والأُرْخِيُّ البقر ، وخص بعضهم به الفَتِيّ منها ، والجمع آراخٌ وإِراخ ، والأُنثى أَرْخَة وإِرْخَة ، والجمع إِراخٌ لا غير . والأَرْخُ : الأُنثى من البقر البِكْرُ التي لم يَنْزُ عليها الثيران ؛ قال ابن مقبل : أَو نعجة من إِراخ الرملِ أَخْذَلها ، عن إِلْفِها ، واضِحُ الخَدَّينِ مَكْحول ؟
قال ابن بري : هذا البيت يقوي قول من يقول إِن الأَرخ الفتية ، بكراً كانت أَو غير بكر ، أَلا تراه قد جعل لها ولداً بقوله واضح الخَدّين مكحول ؟ والعرب تُشَبّه النساءَ الخَفِرات في مشيهن بالإِراخ ؛ كما ، قال الشاعر : يَمْشِينَ هَوْناً مِشْيَةَ الإِراخِ والأُرْخِيَّةُ : ولد الثَّيْتَل . قال أَبو حنيفة : الأَرْخُ والإِرْخُ الفتية من بقر الوحش ، فأَلقى الهاءَ من الأَرْخَة والإِرْخَةُ وأَثبته في الفتيَّة ، وخص بالأَرْخ الوَحْشَ كما ترى ، وقد ذكر أَنه الأَزْخُ بالزاي . وقال ابن السكيت : الأَرْخُ بقر الوحش فجعله جنساً فيكون الواحد على هذا القول أَرْخَة ، مثل بَطٍّ وبَطَّةٍ ، وتكون الأَرْخَة تقع على الذكر والأُنثى . يقال : أَرْخَة ذكر وأَرْخَة أُنثى ، كما يقال بَطَّةٌ ذكر وبَطَّة أَنثى ، وكذلك ما كان من هذا النوع جنساً وفي واحده تاء التأْنيث نحو حمام وحمامة ، تقول : حمامة ذكر وحمامة أُنثى ؛ قال ابن بري : وهذا ظاهر كلام الجوهري لأَنه جعل الإِراخ بقر الوحش ، ولم يجعلها إِناث البقر ، فيكون الواحد أَرْخة ، وتكون منطلقة على المذكر والمؤَنث . الصَّيْداويّ : الإِرْخُ ولد البقرة الوحشية إِذا كان أُنثى . مصعب بن عبدالله الزُّبَيْريّ : الأَرخ ولد البقرة الصغير ؛
وأَنشد الباهليّ لرجل مَدَنيّ كان بالبصرة : ليتَ لي في الخَميسِ خَمْسين عَيْناً ، كلُّها حَوْلَ مسجدِ الأَشْياخِ (* قوله « عيناً » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس عاماً ). مسجدٍ ، لا تزال تَهْوي إِليه أُمُّ أَرْخٍ ، قِناعُها مُتَراخِي وقيل : إِن التأْريخ مأْخوذ منه كأَنه شيء حَدَث كما يَحْدُثُ الولد ؛ وقيل : التاريخ مأْخوذ منه لأَنه حديث . الأَزهري : أَنشد محمد بن سَلام لأُمَيَّة بن أَبي الصَّلْت : وما يَبْقى على الحِدْثانِ غُفْرٌ بشاهقةٍ ، لهُ أُمٌّ رَؤومُ تَبِيتُ الليلَ حانِيةً عليه ، كما يَخْرَمِّسُ الأَرْخُ الأَطُوم ؟
قال : الغُفْرُ ولد الوَعِلِ ، والأَرْخُ : ولد البقرة . ويَخْرَمِّسُ أَي يَسْكُتُ . والأَطُومُ : الضَّمَّامُ بين شفتيه . ابن الأَعرابي : من أَسماءِ البقرة اليَفَنَة والأَرخ ، بفتح الهمزة ، والطَّغْيا واللِّفْتُ . قال أَبو منصور ؛ الصحيح الأَرْخ ، بفتح الأَلف ، والذي حكاه الصيداوي فيه نظر ، والذي ، قاله الليث إِنه يقال له الأُرْخيّ لا أَعرفه . وقالوا من الأَرْخِ ولدِ البقرة : أَرَخْتُ أَرْخاً . وأَرَخَ إِلى مكانه يأْرَخُ ( قوله « وأَرخ الى مكانه يأرخ » كذا بضبط الأصل من باب منع ومقتضى اطلاق القاموس أنه من باب كتب ). أُرُوخاً : حَنَّ إِليه ؛ وقد قيل : إِن الأَرْخَ من البقر مشتق من ذلك لحنينه إِلى مكانه ومأْواه . "
المعجم: لسان العرب
أشر
" الأَشَرُ : المَرَح . والأَشَرُ : البَطَرُ . أَشِرَ الرجلُ ، بالكسر ، يَأْشَرُ أَشَراً ، فهو أَشِرٌ وأَشُرٌ وأَشْرانُ : مَرِحَ . وفي حديث الزكاة وذكر الخيل : ورجلٌ اتَّخَذَها أَشَراً ومَرَحاً ؛ البَطَرُ . وقيل : أَشَدُّ البَطَر . وفي حديث الزكاة أَيضاً : كأَغَذِّ ما كانت وأَسمنه وآشَرِهِ أَي أَبْطَرِه وأَنْشَطِه ؛ قال ابن الأَثير : هكذا رواه بعضهم ، والرواية : وأَبْشَرِه . وفي حديث الشعْبي : اجتمع جَوارٍ فَأَرِنَّ وأَشِرْنَ . ويُتْبعُ أَشِرٌ فيقال : أَشِرٌ أَفِرٌ وأَشْرَانُ أَفْرانُ ، وجمع الأَشِر والأَشُر : أَشِرون وأَشُرون ، ولا يكسَّران لأَن ال تكسير في هذين البناءَين قليل ، وجمع أَشْرانَ أَشارى وأُشارى كسكران وسُكارى ؛
أَنشد ابن الأَعرابي لمية بنت ضرار الضبي ترثي أَخاها : لِتَجْرِ الحَوادِثُ ، بَعْدَ امْرِئٍ بوادي أَشائِنَ ، إِذْلالَها كَريمٍ نثاهُ وآلاؤُه ، وكافي العشِيرَةِ ما غالَها تَراه على الخَيْلِ ذا قُدْمَةٍ ، إِذا سَرْبَلَ الدَّمُ أَكْفالهَا وخَلَّتْ وُعُولاً أُشارى بها ، وقدْ أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها أَي صَرَعَها ، وهو بالزاي ، وغَلِطَ بعضهم فرواه بالراء . وإِذْلالها : مصدرُ مقدَّرٍ كأَنه ، قال تُذِلُّ إِذْلالها . ورجل مِئْشِيرٌ وكذلك امرأَةٌ مِئْشيرٌ ، بغير هاء . وناقة مِئْشِير وجَواد مِئْشِير : يستوي فيه المذكر والمؤَنث ؛ وقول الحرث بن حلِّزة : إِذْ تُمَنُّوهُمُ غُروراً ، فَساقَتْهُمْ إِلَيْكُمْ أُمْنِيَّةٌ أَشْراءُ هي فَعْلاءُ من الأَشَر ولا فعل لها . وأَشِرَ النخل أَشَراً كثُر شُرْبُه للماء فكثرت فراخه . وأَشَرَ الخَشَبة بالمِئْشار ، مهموز : نَشَرها ، والمئشار : ما أُشِرَ به . قال ابن السكيت : يقال للمِئشار الذي يقطع به الخشب مِيشار ، وجمعه مَواشِيرُ من وَشَرْتُ أَشِر ، ومِئْشارٌ جمعه مآشِيرُ من أَشَرْت آشِرُ . وفي حديث صاحب الأُخْدود : فوضع المِئْشارَ على مَفْرَِقِ رأْسه ؛ المِئْشارُ ، بالهمز : هو المِنْشارُ ، بالنون ، قال : وقد يترك الهمز . يقال : أَشَرْتُ الخَشَبة أَشْراً ، ووَشَرْتُهَا وَشْراً إِذا شَقْقْتَها مثل نَشَرْتُها نشراً ، ويجمع على مآشيرَ وموَاشير ؛ ومنه الحديث : فقطعوهم بالمآشير أَي بالمناشير ؛ وقول الشاعر : لَقَدْ عَيَّلَ الأَيتامَ طَعْنَةُ ناشِرَه ، أَناشِرَ لا زالَتْ يَمِينُك آشرَه أَراد : لا زالتْ يَمينُك مأْشُورة أَو ذاتَ أَشْر كما ، قال عز وجل : خُلِقَ من ماء دافق ؛ أَي مدفوق . ومثلُ قوله عز وجل : عيشة راضية ؛ أَي مَرْضِيَّة ؛ وذلك أَن الشاعر إِنما دعا على ناشرة لا له ، بذلك أَتى الخبر ، وإِياه حكت الرواة ، وذو الشيء قد يكون مفعولاً كما يكون فاعلاً ؛ قال ابن بري : هذا البيت لنائِحةِ هَمّام ابن مُرَّةَ بن ذُهْل بن شَيْبان وكان قتله ناشرة ، وهو الذي رباه ، قتله غدراً ؛ وكان همام قد أَبْلي في بني تَغْلِبَ في حرب البسوس وقاتل قتالاً شديداً ثم إِنه عَطِشَ فجاء إِلى رحله يستسقي ، وناشرة عند رحله ، فلما رأَى غفلته طعنه بحربة فقتله وهَرَب إِلى بني تغلب . وأُشُرُ الأَسنان وأُشَرُها : التحريز الذي فيها يكون خِلْقة ومُسْتَعملاً ، والجمع أُشُور ؛
قال : لها بَشَرٌ صافٍ وَوَجْهٌ مُقَسَّمٌ ، وغُرُّ ثَنَايا ، لم تُفَلَّلْ أُشُورُها وأُشَرُ المِنْجَل : أَسنانُه ، واستعمله ثعلب في وصف المِعْضاد فقال : المِعْضاد مثل المنْجل ليست له أُشَر ، وهما على التشبيه . وتأْشير الأَسنان : تحْزيزُها وتَحْديدُ أَطرافها . ويقال : بأَسنانه أُشُر وأُشَر ، مثال شُطُب السيف وشُطَبِه ، وأُشُورٌ أَيضاً ؛ قال جميل : سَبَتْكَ بمَصْقُولٍ تَرِفُّ أُشُوره وقد أَشَرَتِ المرأَة أَسنْانها تأْشِرُها أَشْراً وأَشَّرَتْها : حَزَّزتها . والمُؤُتَشِرَة والمُسْتأْشِرَة كلتاهما : التي تدعو إِلى أَشْر أَسنانها . وفي الحديث : لُعِنتَ المأْشورةُ والمستأْشِرة . قال أَبو عبيد : الواشِرَةُ المرأَة التي تَشِرُ أَسنانها ، وذلك أَنها تُفَلِّجها وتُحَدِّدها حتى يكون لها أُشُر ، والأُشُر : حِدَّة ورِقَّة في أَطراف الأَسنان ؛ ومنه قيل : ثَغْر مؤُشَّر ، وإِنما يكون ذلك في أَسنان الأَحداث ، تفعله المرأَة الكبيرة تتشبه بأُولئك ؛ ومنه المثل السائر : أَعْيَيْتِني بأُشُرٍ فَكَيْفَ أَرْجُوكِ (* قوله : « أرجوك » كذا بالأَصل المعوّل عليه والذي في الصحاح والقاموس والميداني سقوطها وهو الصواب ويشهد له سقوطها في آخر العبارة ) . بِدُرْدُرٍ ؟ وذلك أَن رجلاً كان له ابن من امرأَة كَبِرَت فأَخذ ابنه يوماً يرقصه ويقول : يا حبذا دَرادِرُك فعَمَدت المرأَة إِلى حَجَر فهتمت أَسنانها ثم تعرضت لزوجها فقال لها : أَعْيَيْتِني بأُشُر فكيف بِدُرْدُر . والجُعَلُ : مُؤَشَّر العَضُدَيْن . وكلُّ مُرَقَّقٍ : مُؤَشَّرٌ ؛ قال عنترة يصف جُعلاً : كأَنَّ مؤَشَّر العَضُدَيْنِ حَجْلاً هَدُوجاً ، بَيْنَ أَقْلِبَةً مِلاحِ والتَّأْشِيرة : ما تَعَضُّ به الجَرادةُ . والتَّأْشِير : شوك ساقَيْها . والتَّأْشْيرُ والمِئْشارُ : عُقْدة في رأْس ذنبها كالمِخْلبين وهما الأُشْرَتان . "
المعجم: لسان العرب
أجج
" الأَجِيجُ : تَلَهُّبُ النار . ابن سيده : الأَجَّةُ والأَجِيجُ صوت النار ؛ قال الشاعر : أَصْرِفُ وَجْهي عن أَجِيج التَّنُّور ، كأَنَّ فِيه صوتَ فِيلٍ مَنْحُور وأَجَّتِ النارُ تَئِجُّ وتَؤُجُّ أَجِيجاً إِذا سمعتَ صَوتَ لَهَبِها ؛
قال : كأَنَّ تَرَدُّدَ أَنفاسِهِ أَجِيجُ ضِرامٍ ، زفَتْهُ الشَّمَالْ وكذلك ائْتَجَّتْ ، على افْتَعَلَتْ ، وتَأَجَّجَتْ ، وقد أَجَّجَها تَأْجيجاً . وأَجِيجُ الكِيرِ : حفيفُ النار ، والفعل كالفعل . والأَجُوجُ : المضيءُ ؛ عن أَبي عمرو ، وأَنشد لأَبي ذؤَيب يصف برقاً : يُضيءُ سَنَاهُ راتِقاً مُتَكَشِّفاً ، أَغَرَّ ، كمصباح اليَهُودِ ، أَجُو ؟
قال ابن بري : يصف سحاباً متتابعاً ، والهاء في سناه تعود على السحاب ، وذلك أَن البرقة إِذا برقت انكشف السحاب ، وراتقاً حال من الهاء في سناه ؛ ورواه الأَصمعي ، راتق متكشف ، بالرفع ، فجعل الراتق البرق . وفي حديث الطُّفَيْلِ : طَرَفُ سَوْطه يَتَأَجَّجُ أَي يضيء ، من أَجِيج النار تَوَقُّدِها . وأَجَّجَ بينهم شَرًّا : أَوقده . وأَجَّةُ القوم وأَجِيجُهم : اخْتِلاطُ كلامهم مع حَفيف مشيهم . وقولهم : القومُ في أَجَّة أَي في اختلاط ؛ وقوله : تَكَفُّحَ السَّمائِم الأَوَاجِج إِنما أَراد الأَوَاجَّ ، فاضطر ، ففك الإِدغام . أَبو عمرو : أَجَّج إِذا حمل على العدوّ ، وجَأَجَ إِذا وقف جُبْناً ، وأَجَّ الظَّليمُ يَئِجُّ ويَؤُجُّ أَجّاً وأَجِيجاً : سُمع حَفيفُه في عَدْوِه ؛ قال يصف ناقة : فرَاحَتْ ، وأَطْرافُ الصُّوَى مُحْزَئِلَّةٌ ، تَئِجُّ كما أَجَّ الظَّليم المُفَزَّعُ وأَجَّ الرَّجُلُ يَئِجُّ أَجِيجاً : صَوَّتَ ؛ حكاه أَبو زيد ، وأَنشد لجميل : تَئِجُّ أَجِيجَ الرَّحْلِ ، لمَّا تَحَسَّرَتْ مَناكِبُها ، وابْتُزَّ عنها شَليلُها وأَجَّ يَؤُجُّ أَجّاً : أَسرع ؛
قال : سَدَا بيدَيه ثم أَجَّ بسيره ، كأَجِّ الظَّليم من قَنِيصٍ وكالِب التهذيب : أَجَّ في سيره يَؤُجُّ أَجّاً إِذا أَسرع وهرول ؛
وأَنشد : يَؤُجُّ كما أَنَّ الظَّليمُ المُنَفَّر ؟
قال ابن بري : صوابه تؤُج بالتاء ، لأَنه يصف ناقته ؛ ورواه ابن دريد : الظليم المُفَزَّعُ . وفي حديث خيبر : فلما أَصبح دعا عليّاً ، فأَعطاه الراية ، فخرج بها يَؤُجُّ حتى ركَزَها تَحْتَ الحِصْنِ . الأَجُّ : الإِسراعُ والهَرْوَلةُ . والأَجِيجُ والأُجاجُ والائْتِجاجُ : شدَّةُ الحرِّ ؛ قال ذو الرمة : بأَجَّةٍ نَشَّ عنها الماءُ والرُّطَبُ والأَجَّةُ : شدة الحرِّ وَتَوَهُّجه ، والجمع إِجاجٌ ، مثل جَفْنَةٍ وجِفَانٍ ؛ وائْتَجَّ الحَرُّ ائْتِجاجاً ؛ قال رؤبة : وحَرَّقَ الحَرُّ أُجاجاً شاعلاَ
ويقال : جاءت أَجَّةُ الصيف . وماءٌ أُجاجٌ أَي ملح ؛ وقيل : مرٌّ ؛ وقيل : شديد المرارة ؛ وقيل : الأُجاجُ الشديد الحرارة ، وكذلك الجمع . قال الله عز وجل : وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ ؛ وهو الشديد الملوحة والمرارة ، مثل ماء البحر . وقد أَجَّ الماءُ يَؤُجُّ أُجوجاً . وفي حديث علي ، رضي الله عنه : وعَذْبُها أُجاجٌ ؛ الأُجاج ، بالضم : الماءُ الملح ، الشديد الملوحة ؛ ومنه حديث الأَحنف : نزلنا سَبِخَةً نَشَّاشَةً ، طَرَفٌ لها بالفلاة ، وطَرَفٌ لها بالبحر الأُجاج . وأَجِيجُ الماءِ : صوتُ انصبابه . ويأْجُوجُ ومأْجُوجُ : قبليتان من خلف الله ، جاءَت القراءَة فيهما بهمز وغير همز . قال : وجاءَ في الحديث : أَن الخلق عشرة أَجزاء : تسعة منها يأْجوجُ ومأْجوجُ ، وهما اسمان أَعجميان ، واشتقاقُ مثلهما من كلام العرب يخرج من أَجَّتِ النارُ ، ومن الماء الأُجاج ، وهو الشديد الملوحة ، المُحْرِقُ من ملوحته ؛ قال : ويكون التقدير في يأْجُوجَ يَفْعول ، وفي مأْجوج مفعول ، كأَنه من أَجِيج النار . ؛ قال : ويجوز أَن يكون يأْجوج فاعولاً ، وكذلك مأْجوج ؛ قال : وهذا لو كان الاسمان عربيين ، لكان هذا اشتقاقَهما ، فأَمَّا الأَعْجَمِيَّةُ فلا تُشْتَقُّ من العربية ؛ ومن لم يهمز ، وجعل الأَلفين زائدتين يقول : ياجوج من يَجَجْتُ ، وماجوج من مَجَجْتُ ، وهما غير مصروفين ؛ قال رؤبة : لو أَنَّ يَاجُوجَ ومَاجوجَ معا ، وعَادَ عادٌ ، واسْتَجاشُوا تُبَّعا ويَأْجِجُ ، بالكسر : موضع ؛ حكاه السيرافي عن أَصحاب الحديث ، وحكاه سيبويه يَأْجَجُ ، بالفتح ، وهو القياس ، وهو مذكور في موضعه . "
المعجم: لسان العرب
أسس
" الأُسُّ والأَسَس والأَساس : كل مُبْتَدَإِ شيءٍ . والأُسُّ والأَساس : أَصل البناء ، والأَسَسُ مقصور منه ، وجمع الأُسِّ إِساس مثل عُسّ وعِساس ، وجمع الأَساس أُسس مثل قَذال وقُذُل ، وجمع الأَسَس آساس مثل سببٍ وأَسباب . والأَسيس : أَصل كل شيء . وأُسّ الإِنسان : قلبه لأَنه أَول مُتَكَوّن في الرحم ، وهو من الأَسماء المشتركة . وأُسُّ البناء : مُبْتَدَؤُه ؛
أَنشد ابن دريد ، قال : وأَحْسِبُه لكذاب بني الحِرْماز : وأُسُّ مَجْدٍ ثابتٌ وَطيدُ ، نالَ السماءَ ، فَرْعُه مَدِيدُ وقد أَسَّ البناءَ يَؤُسُّه أَسّاً وأَسَّسَه تأْسيساً ، الليث : أَسَّسْت داراً إِذا بنيت حدودها ورفعت من قواعدها ، وهذا تأْسيس حسن . وأُسُّ الإِنسان وأَسُّه أَصله ، وقيل : هو أَصل كل شيء . وفي المثل : أَلْصِقُوا الحَسَّ بالأَسِّ ؛ الحَسُّ في هذا الموضع : الشر ، والأَسُّ : الأَصل ؛ يقول : أَلْصِقوا الشَّر بأُصول من عاديتم أَو عاداكم . وكان ذلك على أُسِّ الدهر وأَسِّ الدهر وإِسِّ الدهر ، ثلاث لغات ، أَي على قِدَم الدهر ووجهه ، ويقال : على است الدهر . والأَسيسُ : العِوَضُ . التهذيب : والتَّأسيس في الشِّعْر أَلِفٌ تلزم القافية وبينها وبين حرف الروي حرف يجوز كسره ورفعه ونصبه نحو مفاعلن ، ويجوز إِبدال هذا الحرف بغيره ، وأَما مثل محمد لو جاء في قافية لم يكن فيه حرف تأْسيس حتى يكون نحو مجاهد فالأَلف تأْسيس ، وقال أَبو عبيد : الروي حرف القافية نفسها ، ومنها التأْسيس ؛
وأَنشد : أَلا طال هذا الليلُ واخْضَلَّ جانِبُه فالقافية هي الباء والأَلف فيها هي التأْسيس والهاء هي الصلة ، ويروى : واخْضَرَّ جانبه ؛ قال الليث : وإِن جاء شيء من غير تأْسيس فهو المُؤَسَّس ، وهو عيب في الشعر غير أَنه ربما اضطر بعضهم ، قال : وأَحسن ما يكون ذلك إِذا كان الحرف الذي بعده مفتوحاً لأَن فتحه يغلب على فتحة الأَلف كأَنها تزال من الوَهم ؛ قال العجّاج : مُبارَكٌ للأَنبياء خاتَمُ ، مُعَلِّمٌ آيَ الهُدى مُعَلَّمُ ولو ، قال خاتِم ، بكسر التاء ، لم يحسن ، وقيل : إن لغة العجاج خأْتم ، بالهمزة ، ولذلك أَجازه ، وهو مثل السَّأْسَم ، وهي شجرة جاء في قصيدة المِيسَم والسَّأْسَم ؛ وفي المحكم : التأْسيس في القافية الحرف الذي قبل الدخيل ، وهو أَول جزء في القافية كأَلف ناصب ؛ وقيل : التأْسيس في القافية هو الأَلف التي ليس بينها وبين حرف الروي إِلا حرف واحد ، كقوله : كِليني لِهَمٍّ ، يا أُمَيْمَة ، ناصِبِ فلا بد من هذه الأَلف إِلى آخر القصيدة . قال ابن سيده : هكذا سماء الخليل تأْسيساً جعل المصدر اسماً له ، وبعضهم يقول أَلف التأْسيس ، فإِذا كان ذلك احتمل أَن يريد الاسم والمصدر . وقالوا في الجمع : تأْسيسات فهذا يؤْذن بأَن التأْسيس عندهم قد أَجروه مجرى الأَسماء ، لأَن الجمع في المصادر ليس بكثير ولا أَصل فيكون هذا محمولاً عليه . قال : ورأى أَهل العروض إِنما تسمحوا بجمعه ، وإِلا فإِن الأَصل إِنما هو المصدر ، والمصدر قلما يجمع إِلا ما قد حدّ النحويون من المحفوظ كالأَمراض والأَشغال والعقول . وأَسَّسَ بالحرف : جعله تأْسيساً ، وإِنما سمي تأْسيساً لأَنه اشتق من أُسِّ الشيء ؛ قال ابن جني : أَلف التأْسيس كأَنها أَلف وأَصلها أُخذ من أُسِّ الحائط وأَساسه ، وذلك أَن أَلف التأْسيس لتقدّمها والعناية بها والمحافظة عليها كأَنها أُسُّ القافية اشتق (* قوله « كأنها اس القافية اشتق إلخ » هكذا في الأصل .) من أَلف التأْسيس ، فأَما الفتحة قبلها فجزء منها . والأَسُّ والإِسُّ والأُسُّ : الإِفساد بين الناس ، أَسَّ بينهم يَؤُس أَسّاً . ورجل أَسَّاسٌ : نَمّام مفسد . الأُمَويُّ : إِذا كانت البقية من لحم قيل أَسَيْتُ له من اللحم أَسْياً أَي أَبْقَيْتُ له ، وهذا في اللحم خاصة . والأُسُّ : بقية الرَّماد بين الأَثافيّ . والأُسُّ : المُزَيِّن للكذب . وإِسْ إِسْ : من زجر الشاة ، أَسَّها يَؤُسُّها أَسّاً ، وقال بعضهم : نَسّاً . وأَسَّ بها : زجرها وقال : إِسْ إِسْ ، وإِسْ إِسْ : زجر للغنم كإِسَّ إِسَّ . وأُسْ أُسْ : من رُقى الحَيَّاتِ . قال الليث : الرَّاقون إِذا رقَوا الحية ليأْخذوها ففَرَغَ أَحدُهم من رُقْيَتِه ، قال لها : أُسْ ، فإِنها تخضَع له وتَلين . وفي الحديث : كتب عمر إِلى أَبي موسى : أَسَّسْ بين الناس في وَجْهِك وعَدْلِك أَي سَوِّ بينهم . قال ابن الأَثير : وهو من ساس الناسَ يَسوسُهم ، والهمزة فيه زائدة ، ويروى : آسِ بين الناس من المُواساة . "
المعجم: لسان العرب
أجل
" الأَجَلُ : غايةُ الوقت في الموت وحُلول الدَّين ونحوِه . والأَجَلُ : مُدَّةُ الشيء . وفي التنزيل العزيز : ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أَجله ؛ أَي حتى تقضي عدّتها . وقوله تعالى : ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لِزاماً وأَجلٌ مسمّى ؛ أَي لكان القتل الذي نالهم لازماً لهم أَبداً وكان العذاب دائماً بهم ، ويعني بالأَجل المسمى القيامة لأَن الله تعالى وعدهم بالعذاب ليوم القيامة ، وذلك قوله تعالى : بل الساعة موعدهم ، والجمع آجال . والتأْجيل : تحديد الأَجَلِ . وفي التنزيل : كتاباً مؤجلاً . وأَجِلَ الشيءُ يأْجَل ، فهو آجِل وأَجيل : تأَخر ، وهو نقيض العاجل . والأَجِيل : المُؤَجَّل إِلى وقت ؛
وأَنشد : وغايَةُ الأَجِيلِ مَهْواةُ الرَّدَى والآجلة : الآخرة ، والعاجلة : الدنيا ، والآجل والآجلة : ضد العاجل والعاجلة . وفي حديث قراءة القرآن ؛ يَتَعَجَّلونه ولا يتأَجَّلونه . وفي حديث آخر : يتعجَّله ولا يتأَجَّله ؛ التأَجُّل تَفَعُّلٌ من الأَجَل ، وهو الوقت المضروب المحدود في المستقبل أَي أَنهم يتعجلون العمل بالقرآن ولا يؤخرونه . وفي حديث مكحول : كنا بالساحل مرابطين فَتَأَجَّل مُتَأَجِّل منا أَي استأْذن في الرجوع إِلى أَهله وطلب أَن يضرب له في ذلك أَجل ، واسْتأْجَلْتُه فأَجَّلَني إِلى مدّة . والإِجْلُ ، بالكسر : القطيع من بقر الوحش ، والجمع آجال . وفي حديث زياد : في يوم مَطير تَرْمَضُ فيه الآجال ؛ هي جمع إِجْل ، بكسر الهمزة وسكون الجيم ، وهو القطيع من بقر الوحش والظباء ، وتأَجَّلَت البهائم أَي صارت آجالاً ؛ قال لبيد : والعِينُ ساكنةٌ ، على أَطْلائِها ، عُوذاً ، تأَجَّلُ بالفَضاءِ بِهامها وتأَجل الصُّوارُ : صار إِجْلاً . والإِجَّلُ : لغة في الإِيَّل وهو الذكر من الأَوعال ، ويقال : هو الذي يسمى بالفارسية كوزن ، والجيم بدل من الياء كقولهم في بَرْنِيٍّ بَرْنِجّ ؛ قال أَبو عمرو ابن العلاء : بعض الأَعراب يجعل الياء المشدَّدة جيماً وإِن كانت أَيضاً غير طرف ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي لأَبي النجم : كأَنَّ في أَذْنابِهِنَّ الشُّوَّلِ ، مِنْ عَبَسِ الصَّيْفِ ، قُرونَ الإِجَّل ؟
قال : يريد الإِيَّل ، ويروى قرون الإِيَّل ، وهو الأَصل . وتَأَجَّلوا على الشيء : تَجَمَّعوا . والإِجْل : وَجَع في العُنُق ، وقد أَجَلَه منه يأْجِلُه ؛ عن الفارسي ، وأَجَّله وآجله عن غيره ، كل ذلك : داواه فأَجَلَه ، كحَمأَ البئرَ نزعَ حَمْأَتها ، وأَجَّلَه كقَذَّى العَينَ نزع قَذاها ، وآجله كعاجله ، وقد أَجِلَ الرجلُ ، بالكسر ، أَي نام على عنقه فاشتكاها . والتأْجيل : المداواة ، منه . وحكي عن ابن الجَرَّاح : بي إِجْل فأَجِّلوني أَي داووني منه كما يقال طَنَّيْته من الطَّنى ومَرَّضْتُه . ابن الأَعرابي : هو الإِجْل والإِدْل وهو وجَع العنق من تَعادِي الوِساد ؛ الأَصمعي : هو البَدَل أَيضاً . وفي حديث المناجاة : أَجْلَ أَن يُحْزِنَه أَي من أَجله ولأَجله ، والكل لغات وتفتح همزتها وتكسر ؛ ومنه الحديث : أَن تقتل ولدك أَجْلَ أَن يأْكل معك . والأَجْلُ : الضيق . وأَجَلُوا مالَهم : حبسوه عن المَرعى . وأَجَلْ ، بفتحتين : بمعنى نَعَمْ ، وقولهم أَجَلْ إِنما هو جواب مثل نعَمْ ؛ قال الأَخفش : إِلا أَنه أَحسن من نعم في التصديق ، ونعم أَحسن منه في الاستفهام ، فإِذا ، قال أَنت سوف تذهب قلت أَجَلْ ، وكان أَحسن من نَعَمْ ، وإذا ، قال أَتذهب قلت نعَم ، وكان أَحسن من أَجَلْ . وأَجل : تصديق لخبر يخبرك به صاحبك فيقول فعل ذلك فتصدقه بقولك له أَجَلْ ، وأَما نعَمْ فهو جواب المستفهم بكلام لا جَحْد فيه ، تقول له : هل صليت ؟ فيقول : نَعَمْ ، فهو جواب المستفهم . والمَأْجَلُ ، بفتح الجيم : مُسْتنقَع الماء ، والجمع المآجل . ابن سيده : والمأْجَل شبه حوض واسع يُؤَجَّل أَي يجمع فيه الماء إِذا كان قليلاً ثم ويُفَجَّر إلى المَشارات والمَزْرَعة والآبار ، وهو بالفارسية طرحه . وأَجَّله فيه : جمعه ، وتأَجَّلَ فيه : تَجَمَّع . والأَجِيل : الشَّرَبَةُ وهو الطين يُجْمع حول النخلة ؛ أَزْديَّة ، وقيل : المآجل الجِبَأَةُ التي تجتمع فيها مياه الأَمطار من الدور ؛ قال أَبو منصور : وبعضهم لا يهمز المأْجل ويكسر الجيم فيقول الماجِل ويجعله من المَجْل ، وهو الماء يجتمع من النَّفْطة تمتليء ماءً من عَمَل أَو حَرَق . وقد تَأَجَّلَ الماء ، فهو مُتَأَجِّل : يعني اسْتَنْقَع في موضع . وماء أَجيل أَي مجتمع . وفعلت ذلك من أَجْلك وإِجْلِك ، بفتح الهمزة وكسرها ، وفي التنزيل العزيز : من أَجل ذلك كتبنا على بني إِسرائيل ، الأَلف مقطوعة ، أَي من جَرَّا ذلك ؛ قال : وربما حذفت العرب مِنْ فقالت فعلت ذلك أَجْلَ كذا ، قال اللحياني : وقد قرئ من إِجْل ذلك ، وقراءة العامة من أَجل ذلك ، وكذلك فعلته من أَجْلاك وإِجْلاك أَي من جَرَّاك ، ويُعَدَّى بغير مِنْ ؛ قال عديّ ابن زيد : أَجْلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكُمْ ، فَوْقَ مَنْ أَحْكأَ صُلْباً بإِزار وقد روي هذا البيت : إِجْلَ أَن الله قد فضلكم . قال الأَزهري : والأَصل في قولهم فعلتُه من أَجلك أَجَلَ عليهم أَجْلاً أَي جَنى عليهم وجَرَّ . والتأْجُّل : الإِقبال والإِدبار ، قال : عَهْدي به قد كُسْيَ ثُمَّتَ لم يَزَلْ ، بدار يَزيدَ ، طاعِماً يَتَأَجَّلُ (* قوله « عهدي ، البيت » هو من الطويل دخله الخرم وسكنت سين كسي للوزن ) والأَجْل : مصدر . وأَجَل عليهم شَرّاً يأْجُله ويأْجِله أَجْلاً : جَناه وهَيَّجه ؛ قال خَوَّات بن جُبَير : وأَهلِ خباءٍ صالحٍ كُنتُ بينهم ، قد احْتَرَبوا في عاجل أَنا آجله (* قوله « كنت بينهم » الذي في الصحاح : ذات بينهم ) أَي أَنا جانيه . قال ابن بري :، قال أَبو عبيدة هو للخِنَّوْتِ ؛ قال : وقد وجدته أَنا في شعر زهير في القصيد التي أَولها : صَحا القلبُ عن لَيْلى وأَقْصَرَ باطلُ ؟
قال : وليس في رواية الأَصمعي ؛ وقوله وأَهل مخفوض بواو رب ؛ عن ابن السيرافي ؛ قال : وكذلك وجدته في شعر زهير ؛ قال : ومثله قول تَوْبة بن مُضَرِّس العَبْسي : فإِن تَكُ أُمُّ ابْنَيْ زُمَيْلَةَ أُثْكِلَتْ ، فَيا رُبَّ أُخْرَى قد أَجَلْتُ لها ثُكْلا أَي جَلَبْت لها تُكْلاً وهَيَّجْته ؛ قال : ومثله أَيضاً لتوبة : وأَهلِ خِباءٍ آمِنِينَ فَجَعْتُهم بشَيْء عَزيرٍ عاجلٍ ، أَنا آجلُه وأَقْبَلْتُ أَسْعى أَسأَل القَوْمَ ما لَهم ، سُؤَالَك بالشيء الذي أَنت جاهلُ ؟
قال : وقال أُطَيْط : وهَمٍّ تَعَنَّاني ، وأَنت أَجَلْتَه ، فعَنَّى النَّدَامَى والغَرِيرِيَّةَ الصُّهْبا أَبو زيد : أَجَلْتُ عليهم آجُلُ وآجِلُ أَجْلاً أَي جَرَرْت جَريرة . قال أَبو عمرو : يقال جَلَبْت عليهم وجَرَرْت وأَجَلْت بمعنى واحد أَي جَنَيت . وأَجَل لأَهله يأْجُلُ ويأْجِلُ : كَسَب وجمَع واحتال ؛ هذه عن اللحياني . وأَجَلى ، على فَعَلى : موضع وهو مَرْعًى لهم معروف ؛ قال الشاعر : حَلَّتْ سُلَيْمى ساحةَ القَلِيب بأَجَلى ، مَحَلَّةَ الغَرِيب (* قوله « ساحة القليب » كذا بالأصل ، وفي الصحاح : جانب الجريب ). "
المعجم: لسان العرب
أدب
" الأَدَبُ : الذي يَتَأَدَّبُ به الأَديبُ من الناس ؛ سُمِّيَ أَدَباً لأَنه يَأْدِبُ الناسَ إِلى الـمَحامِد ، ويَنْهاهم عن المقَابِح . وأَصل الأَدْبِ الدُّعاءُ ، ومنه قيل للصَّنِيع يُدْعَى إليه الناسُ : مَدْعاةٌ ومَأْدُبَةٌ . ابن بُزُرْج : لقد أَدُبْتُ آدُبُ أَدَباً حسناً ، وأَنت أَدِيبٌ . وقال أَبو زيد : أَدُبَ الرَّجلُ يَأْدُبُ أَدَباً ، فهو أَدِيبٌ ، وأَرُبَ يَأْرُبُ أَرَابةً وأَرَباً ، في العَقْلِ ، فهو أَرِيبٌ . غيره : الأَدَبُ : أَدَبُ النَّفْسِ والدَّرْسِ . والأَدَبُ : الظَّرْفُ وحُسْنُ التَّناوُلِ . وأَدُبَ ، بالضم ، فهو أَدِيبٌ ، من قوم أُدَباءَ . وأَدَّبه فَتَأَدَّب : عَلَّمه ، واستعمله الزجاج في اللّه ، عز وجل ، فقال : وهذا ما أَدَّبَ اللّهُ تعالى به نَبِيَّه ، صلى اللّه عليه وسلم . وفلان قد اسْتَأْدَبَ : بمعنى تَأَدَّبَ . ويقال للبعيرِ إِذا رِيضَ وذُلِّلَ : أَدِيبٌ مُؤَدَّبٌ . وقال مُزاحِمٌ العُقَيْلي : وهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوى بَين عالِجٍ * ونَجْرانَ ، تَصْرِيفَ الأَدِيبِ الـمُذَلَّلِ والأُدْبَةُ والـمَأْدَبةُ والـمَأْدُبةُ : كلُّ طعام صُنِع لدَعْوةٍ أَو عُرْسٍ . قال صَخْر الغَيّ يصف عُقاباً : كأَنّ قُلُوبَ الطَّيْر ، في قَعْرِ عُشِّها ، * نَوَى القَسْبِ ، مُلْقًى عند بعض الـمَآدِبِ القَسْبُ : تَمْر يابسٌ صُلْبُ النَّوَى . شَبَّه قلوبَ الطير في وَكْر العُقابِ بِنَوى القَسْبِ ، كما شبهه امْرُؤُ القيس بالعُنَّاب في قوله : كأَنَّ قُلُوبَ الطَّيْرِ ، رَطْباً ويابِساً ، * لَدَى وَكْرِها ، العُنَّابُ والحَشَفُ البالي والمشهور في الـمَأْدُبة ضم الدال ، وأَجاز بعضهم الفتح ، وقال : هي بالفتح مَفْعَلةٌ مِن الأَدَبِ . قال سيبويه :، قالوا الـمَأْدَبةُ كما ، قالوا الـمَدْعاةُ . وقيل : الـمَأْدَبةُ من الأَدَبِ . وفي الحديث عن ابن سعود : إِنَّ هذا القرآنَ مَأْدَبةُ اللّه في الأَرض فتَعَلَّموا من مَأْدَبَتِه ، يعني مَدْعاتَه . قال أَبو عبيد : يقال مَأْدُبةٌ ومَأْدَبةٌ ، فمن ، قال مَأْدُبةٌ أَراد به الصَّنِيع يَصْنَعه الرجل ، فيَدْعُو إِليه الناسَ ؛ يقال منه : أَدَبْتُ على القوم آدِبُ أَدْباً ، ورجل آدِبٌ . قال أَبو عبيد : وتأْويل الحديث أَنه شَبَّه القرآن بصَنِيعٍ صَنَعَه اللّه للناس لهم فيه خيرٌ ومنافِعُ ثم دعاهم إليه ؛ ومن ، قال مَأْدَبة : جعَله مَفْعَلةً من الأَدَبِ . وكان الأَحمر يجعلهما لغتين مَأْدُبةً ومَأْدَبةً بمعنى واحد . قال أَبو عبيد : ولم أَسمع أحداً يقول هذا غيره ؛ قال : والتفسير الأَول أَعجبُ إِليّ . وقال أَبو زيد : آدَبْتُ أُودِبُ إِيداباً ، وأَدَبْتُ آدِبُ أَدْباً ، والـمَأْدُبةُ : الطعامُ ، فُرِقَ بينها وبين الـمَأْدَبةِ الأَدَبِ . والأَدْبُ : مصدر قولك أَدَبَ القومَ يَأْدِبُهُم ، بالكسر ، أَدْباً ، إِذا دعاهم إِلى طعامِه . والآدِبُ : الداعِي إِلى الطعامِ . قال طَرَفَةُ : نَحْنُ في الـمَشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلى ، * لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِرْ وقال عدي : زَجِلٌ وَبْلُهُ ، يجاوبُه دُفٌّ * لِخُونٍ مَأْدُوبَةٍ ، وزَمِيرُ والمَأْدُوبَةُ : التي قد صُنِعَ لها الصَّنِيعُ . وفي حديث عليّ ، كرّم اللّه وجهه : أَما إِخْوانُنا بنو أُمَيَّةَ فَقادةٌ أَدَبَةٌ . الأَدَبَةُ جمع آدِبٍ ، مثل كَتَبةٍ وكاتِبٍ ، وهو الذي يَدْعُو الناسَ إِلى الـمَأْدُبة ، وهي الطعامُ الذي يَصْنَعُه الرجل ويَدْعُو إِليه الناس . وفي حديث كعب ، رضي اللّه عنه : إِنّ لِلّهِ مَأْدُبةً من لحُومِ الرُّومِ بمُرُوج عَكَّاءَ . أَراد : أَنهم يُقْتَلُون بها فَتَنْتابُهمُ السِّباعُ والطير تأْكلُ من لحُومِهم . وآدَبَ القومَ إِلى طَعامه يُؤْدِبُهم إِيداباً ، وأَدَبَ : عَمِلَ مَأْدُبةً . أَبو عمرو يقال : جاشَ أَدَبُ البحر ، وهو كثْرَةُ مائِه . وأَنشد : عن ثَبَجِ البحرِ يَجِيشُ أَدَبُه ، والأَدْبُ : العَجَبُ . قال مَنْظُور بن حَبَّةَ الأَسَدِيّ ، وحَبَّةُ أُمُّه : بِشَمَجَى الـمَشْي ، عَجُولِ الوَثْبِ ، غَلاَّبةٍ للنَّاجِياتِ الغُلْبِ ، حتى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ الأُزْبِيُّ : السُّرْعةُ والنَّشاطُ ، والشَّمَجَى : الناقةُ السرِيعَةُ . ورأَيت في حاشية في بعض نسخ الصحاح المعروف : الإِدْبُ ، بكسر الهمزة ؛ ووجد كذلك بخط أَبي زكريا في نسخته ، قال : وكذلك أَورده ابن فارس في المجمل . الأَصمعي : جاءَ فلان بأَمْرٍ أَدْبٍ ، مجزوم الدال ، أَي بأَمْرٍ عَجِيبٍ ، وأَنشد : سمِعتُ ، مِن صَلاصِلِ الأَشْكالِ ، * أَدْباً على لَبَّاتِها الحَوالي "
المعجم: لسان العرب
أجر
" الأَجْرُ : الجزاء على العمل ، والجمع أُجور . والإِجارَة : من أَجَر يَأْجِرُ ، وهو ما أَعطيت من أَجْر في عمل . والأَجْر : الثواب ؛ وقد أَجَرَه الله يأْجُرُه ويأْجِرُه أَجْراً وآجَرَه الله إِيجاراً . وأْتَجَرَ الرجلُ : تصدّق وطلب الأَجر . وفي الحديث في الأَضاحي : كُلُوا وادَّخِرُوا وأْتَجِروا أَي تصدّقوا طالبن لِلأَجْرِ بذلك . قال : ولا يجوز فيه اتَّجِروا بالإِدغام لأَن الهمزة لا تدغم في التاء لأَنَّه من الأَجر لا من التجارة ؛ قال ابن الأَثير : وقد أَجازه الهروي في كتابه واستشهد عليه بقوله في الحديث الآخر : إنّ رجلاً دخل المسجد وقد قضى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، صلاتَه فقال : من يَتّجِر يقوم فيصلي معه ، قال : والرواية إِنما هي يأْتَجِر ، فإِن صح فيها يتجر فيكون من التجارة لا من الأَجر كأَنه بصلاته معه قد حصَّل لنفسه تِجارة أَي مَكْسَباً ؛ ومنه حديث الزكاة : ومن أَعطاها مُؤْتَجِراً بها . وفي حديث أُم سلمة : آجَرَني الله في مصيبتي وأَخْلف لي خَيْراً منها ؛ آجَرَه يُؤْجِرُه إِذا أَثابه وأَعطاه الأَجر والجزاء ، وكذلك أَجَرَه يَأْجُرُه ويأْجِرُه ، والأَمر منهما آجِرْني وأْجُرْني . وقوله تعالى : وآتيناه أَجْرَه في الدنيا ؛ قيل : هو الذِّكْر الحسن ، وقيل : معناه أَنه ليس من أُمة من المسلمين والنصارى واليهود والمجوس إلا وهم يعظمون إِبراهيم ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، وقيل : أَجْرُه في الدنيا كونُ الأَنبياء من ولده ، وقيل : أَجْرُه الولدُ الصالح . وقوله تعالى : فبشره بمغفرة وأَجْر كريم ؛ الأَجر الكريمُ : الجنةُ . وأَجَرَ المملوكَ يأْجُرُه أَجراً ، فهو مأْجور ، وآجره ، يؤجره إِيجاراً ومؤاجَرَةً ، وكلٌّ حسَنٌ من كلام العرب ؛ وآجرت عبدي أُوجِرُه إِيجاراً ، فهو مُؤْجَرٌ . وأَجْرُ المرأَة : مَهْرُها ؛ وفي التنزيل : يا أَيها النبي إِنا أَحللنا لك أَزواجك اللاتي آتيت أُجورهنّ . وآجرتِ الأَمَةُ البَغِيَّةُ نفسَها مؤاجَرَةً : أَباحَت نفسَها بأَجْرٍ ؛ وآجر الإِنسانَ واستأْجره . والأَجيرُ : المستأْجَرُ ، وجمعه أُجَراءُ ؛
وأَنشد أَبو حنيفة : وجَوْنٍ تَزْلَقُ الحِدْثانُ فيه ، إِذا أُجَرَاؤُه نَحَطُوا أَجابا والاسم منه : الإِجارةُ . والأُجْرَةُ : الكراء . تقول : استأْجرتُ الرجلَ ، فهو يأْجُرُني ثمانيَ حِجَجٍ أَي يصير أَجيري . وأُتْجَرَ عليه بكذا : من الأُجرة ؛ وقال أَبو دَهْبَلٍ الجُمحِي ، والصحيح أَنه لمحمد بن بشير الخارجي : يا أَحْسنَ الناسِ ، إِلاّ أَنّ نائلَها ، قِدْماً لمن يَرْتَجي معروفها ، عَسِرُ وإِنما دَلُّها سِحْرٌ تَصيدُ به ، وإِنما قَلْبُها للمشتكي حَجَرُ هل تَذْكُريني ؟ ولمَّا أَنْسَ عهدكُمُ ، وقدْ يَدومَ لعهد الخُلَّةِ الذِّكَرُ قَوْلي ، ورَكْبُكِ قد مالت عمائمهُمُ ، وقد سقاهم بكَأْس النَّومَةِ السهرُ : يا لَيْت أَني بأَثوابي وراحلتي عبدٌ لأَهلِكِ ، هذا الشهرَ ، مُؤْتَجَرُ إن كان ذا قَدَراً يُعطِيكِ نافلةً منَّا ويَحْرِمُنا ، ما أَنْصَفَ القَدَرُ جِنِّيَّةٌ ، أَوْ لَها جِنٌّ يُعَلِّمُها ، ترمي القلوبَ بقوسٍ ما لها وَتَرُ قوله : يا ليت أَني بأَثوابي وراحلتي أَي مع أَثوابي . وآجرته الدارَ : أَكريتُها ، والعامة تقول وأَجرْتُه . والأُجْرَةُ والإِجارَةُ والأُجارة : ما أَعْطيتَ من أَجرٍ . قال ابن سيده : وأُرى ثعلباً حكى فيه الأَجارة ، بالفتح . وفي التنزيل العزيز : على أَن تأْجُرني ثماني حِجَجٍ ؛ قال الفرّاءُ : يقول أَن تَجْعَلَ ثوابي أَن ترعى عليَّ غَنمي ثماني حِجَج ؛ وروى يونس : معناها على أَن تُثِبَني على الإِجارة ؛ ومن ذلك قول العرب : آجركَ اللهُ أَي أَثابك الله . وقال الزجاج في قوله :، قالت إحداهما يا أَبَتِ استأْجِرْهُ ؛ أَي اتخذه أَجيراً ؛ إِن خيرَ مَن اسْتأْجرتَ القَويُّ الأَمينُ ؛ أَي خيرَ من استعملت مَنْ قَوِيَ على عَمَلِكَ وأَدَّى الأَمانة . قال وقوله : على أَن تأْجُرَني ثمانيَ حِجَج أَي تكون أَجيراً لي . ابن السكيت : يقال أُجِرَ فلانٌ خمسةً من وَلَدِه أَي ماتوا فصاروا أَجْرَهُ . وأَجِرَتْ يدُه تأْجُر وتَأْجِرُ أَجْراً وإِجاراً وأُجوراً : جُبِرَتْ على غير استواء فبقي لها عَثْمٌ ، وهو مَشَشٌ كهيئة الورم فيه أَوَدٌ ؛ وآجَرَها هو وآجَرْتُها أَنا إِيجاراً . الجوهري : أَجَرَ العظمُ يأْجُر ويأْجِرُ أَجْراً وأُجوراً أَي برئَ على عَثْمٍ . وقد أُجِرَتْ يدُه أَي جُبِرَتْ ، وآجَرَها اللهُ أَي جبرها على عَثْمٍ . وفي حديث ديَة التَّرْقُوَةِ : إِذا كُسِرَت بَعيرانِ ، فإِن كان فيها أُجورٌ فأَربعة أَبْعِرَة ؛ الأُجُورُ مصدرُ أُجِرَتْ يدُه تُؤْجَرُ أَجْراً وأُجوراً إِذا جُبرت على عُقْدَة وغير استواء فبقي لها خروج عن هيئتها . والمِئْجارُ : المِخْراقُ كأَنه فُتِلَ فَصَلُبَ كما يَصْلُبُ العظم المجبور ؛ قال الأَخطل : والوَرْدُ يَرْدِي بِعُصْمٍ في شَرِيدِهِم ، كأَنه لاعبٌ يسعى بِمِئْجارِ الكسائي : الإِجارةُ في قول الخليل : أَن تكون القافيةُ طاء والأُخرى دالاً . وهذا من أُجِرَ الكَسْرُ إِذا جُبِرَ على غير استواءٍ ؛ وهو فِعَالَةٌ من أَجَرَ يأْجُر كالإِمارةِ من أَمَرَ . والأُجُورُ واليَأْجُورُ والآجُِرُون والأُجُرُّ والآجُرُّ والآجُِرُ : طبيخُ الطين ، الواحدة ، بالهاء ، أُجُرَّةٌ وآجُرَّةٌ وآجِرَّة ؛ أَبو عمرو : هو الآجُر ، مخفف الراء ، وهي الآجُرَة . وقال غيره : آجِرٌ وآجُورٌ ، على فاعُول ، وهو الذي يبنى به ، فارسي معرّب . قال الكسائي : العرب تقول آجُرَّة وآجُرَّ للجمع ، وآجُرَةُ وجمعها آجُرٌ ، وأَجُرَةٌ وجمعها أَجُرٌ ، وآجُورةٌ
وجمعها آجُورٌ . والإِجَّارُ : السَّطح ، بلغة الشام والحجاز ، وجمع الإِجَّار أَجاجِيرُ وأَجاجِرَةٌ . ابن سيده : والإِجَّار والإِجَّارةُ سطح ليس عليه سُتْرَةٌ . وفي الحديث : من بات على إِجَّارٍ ليس حوله ما يَرُدُ قدميه فقد بَرِئَتْ منه الذمَّة . الإِجَّارُ ، بالكسر والتشديد : السَّطحُ الذي ليس حوله ما يَرُدُ الساقِطَ عنه . وفي حديث محمد بن مسلمة : فإِذا جارية من الأَنصار على إِجَّارٍ لهم ؛ والأَنْجارُ ، بالنون : لغة فيه ، والجمع الإِناجِيرُ . وفي حديث الهجرة : فَتَلَقَّى الناسُ رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، في السوق وعلى الأَجاجيرِ والأَناجِيرِ ؛ يعني السطوحَ ، والصوابُ في ذلك الإِجَّار . ابن السكيت : ما زال ذلك إِجِّيراهُ أَي عادته . ويقال لأُم إِسمعيلَ : هاجَرُ وآجَرُ ، عليهما السلام . "
المعجم: لسان العرب
أخر
" في أَسماء الله تعالى : الآخِرُ والمؤخَّرُ ، فالآخِرُ هو الباقي بعد فناء خلقِه كله ناطقِه وصامتِه ، والمؤخِّرُ هو الذي يؤخر الأَشياءَ فَيضعُها في مواضِعها ، وهو ضدّ المُقَدَّمِ ، والأُخُرُ ضد القُدُمِ . تقول : مضى قُدُماً وتَأَخَّرَ أُخُراً ، والتأَخر ضدّ التقدّم ؛ وقد تَأَخَّرَ عنه تَأَخُّراً وتَأَخُّرَةً واحدةً ؛ عن اللحياني ؛ وهذا مطرد ، وإِنما ذكرناه لأَن اطِّراد مثل هذا مما يجهله من لا دُرْبَة له بالعربية . وأَخَّرْتُه فتأَخَّرَ ، واستأْخَرَ كتأَخَّر . وفي التنزيل : لا يستأْخرون ساعة ولا يستقدمون ؛ وفيه أَيضاً : ولقد عَلِمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأْخرينَ ؛ يقول : علمنا من يَستقدِم منكم إِلى الموت ومن يَستأْخرُ عنه ، وقيل : عَلِمنا مُستقدمي الأُمم ومُسْتأْخِريها ، وقال ثعلبٌ : عَلمنا من يأْتي منكم إِلى المسجد متقدِّماً ومن يأْتي متأَخِّراً ، وقيل : إِنها كانت امرأَةٌ حَسْنَاءُ تُصلي خَلْفَ رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، فيمن يصلي في النساء ، فكان بعضُ من يُصلي يَتأَخَّرُ في أَواخِرِ الصفوف ، فإِذا سجد اطلع إليها من تحت إِبطه ، والذين لا يقصِدون هذا المقصِدَ إِنما كانوا يطلبون التقدّم في الصفوف لما فيه من الفضل . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال له : أَخِّرْ عني يا عمرُ ؛
يقال : أَخَّرَ وتأَخَّرَ وقَدَّمَ وتقَدَّمَ بمعنًى ؛ كقوله تعالى : لا تُقَدِّموا بين يَدَي الله ورسوله ؛ أَي لا تتقدموا ، وقيل : معناهُ أَخَّر عني رَأْيَكَ فاختُصِر إِيجازاً وبلاغة . والتأْخيرُ : ضدُّ التقديم . ومُؤَخَّرُ كل شيء ، بالتشديد : خلاف مُقَدَّمِه . يقال : ضرب مُقَدَّمَ رأْسه ومؤَخَّره . وآخِرَةُ العينَ ومُؤْخِرُها ومؤْخِرَتُها : ما وَليَ اللِّحاظَ ، ولا يقالُ كذلك إِلا في مؤَخَّرِ العين . ومُؤْخِرُ العين مثل مُؤمِنٍ : الذي يلي الصُّدْغَ ، ومُقْدِمُها : الذي يلي الأَنفَ ؛ يقال : نظر إِليه بِمُؤْخِرِ عينه وبمُقْدِمِ عينه ؛ ومُؤْخِرُ العين ومقدِمُها : جاء في العين بالتخفيف خاصة . ومُؤْخِرَةُ الرَّحْل ومُؤَخَّرَتُه وآخِرَته وآخِره ، كله : خلاف قادِمته ، وهي التي يَسْتنِدُ إِليها الراكب . وفي الحديث : إِذا وضَعَ أَحدكُم بين يديه مِثلَ آخِرة الرحلِ فلا يبالي مَنْ مرَّ وراءَه ؛ هي بالمدّ الخشبة التي يَسْتنِدُ إِليها الراكب من كور البعير . وفي حديث آخَرَ : مِثْلَ مؤْخرة ؛ وهي بالهمز والسكون لغة قليلة في آخِرَتِه ، وقد منع منها بعضهم ولا يشدّد . ومُؤْخِرَة السرج : خلافُ قادِمتِه . والعرب تقول : واسِطُ الرحل للذي جعله الليث قادِمَه . ويقولون : مُؤْخِرَةُ الرحل وآخِرَة الرحل ؛ قال يعقوب : ولا تقل مُؤْخِرَة . وللناقة آخِرَان وقادمان : فخِلْفاها المقدَّمانِ قادماها ، وخِلْفاها المؤَخَّران آخِراها ، والآخِران من الأَخْلاف : اللذان يليان الفخِذَين ؛ والآخِرُ : خلافُ الأَوَّل ، والأُنثَى آخِرَةٌ . حكى ثعلبٌ : هنَّ الأَوَّلاتُ دخولاً والآخِراتُ خروجاً . الأَزهري : وأَمَّا الآخِرُ ، بكسر الخاء ، قال الله عز وجل : هو الأَوَّل والآخِر والظاهر والباطن . روي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال وهو يُمَجِّد الله : أنت الأَوَّلُ فليس قبلك شيءٌ وأَنت الآخِرُ فليس بعدَك شيء . الليث : الآخِرُ والآخرة نقيض المتقدّم والمتقدِّمة ، والمستأْخِرُ نقيض المستقدم ، والآخَر ، بالفتح : أَحد الشيئين وهو اسم على أَفْعَلَ ، والأُنثى أُخْرَى ، إِلاَّ أَنَّ فيه معنى الصفة لأَنَّ أَفعل من كذا لا يكون إِلا في الصفة . والآخَرُ بمعنى غَير كقولك رجلٌ آخَرُ وثوب آخَرُ ، وأَصله أَفْعَلُ من التَّأَخُّر ، فلما اجتمعت همزتان في حرف واحد استُثْقِلتا فأُبدلت الثانية أَلفاً لسكونها وانفتاح الأُولى قبلها . قال الأَخفش : لو جعلْتَ في الشعر آخِر مع جابر لجاز ؛ قال ابن جني : هذا هو الوجه القوي لأَنه لا يحققُ أَحدٌ همزة آخِر ، ولو كان تحقيقها حسناً لكان التحقيقُ حقيقاً بأَن يُسمع فيها ، وإِذا كان بدلاً البتة وجب أَن يُجْرى على ما أَجرته عليه العربُ من مراعاة لفظه وتنزيل هذه الهمزة منزلةَ الأَلِفِ الزائدة التي لا حظَّ فيها للهمز نحو عالِم وصابِرٍ ، أَلا تراهم لما كسَّروا ، قالوا آخِرٌ وأَواخِرُ ، كما ، قالوا جابِرٌ وجوابِرُ ؛ وقد جمع امرؤ القيس بين آخَرَ وقَيصرَ توهَّمَ الأَلِفَ همزةً ، قال : إِذا نحنُ صِرْنا خَمْسَ عَشْرَةَ ليلةً ، وراءَ الحِساءِ مِنْ مَدَافِعِ قَيْصَرَا إِذا قُلتُ : هذا صاحبٌ قد رَضِيتُه ، وقَرَّتْ به العينانِ ، بُدّلْتُ آخَرا وتصغيرُ آخَر أُوَيْخِرٌ جَرَتِ الأَلِفُ المخففةُ عن الهمزة مَجْرَى أَلِفِ ضَارِبٍ . وقوله تعالى : فآخَرَان يقومانِ مقامَهما ؛ فسَّره ثعلبٌ فقال : فمسلمان يقومانِ مقامَ النصرانيينِ يحلفان أَنهما اخْتَانا ثم يُرْتجَعُ على النصرانِيِّيْن ، وقال الفراء : معناه أَو آخَرانِ من غير دِينِكُمْ من النصارى واليهودِ وهذا للسفر والضرورة لأَنه لا تجوزُ شهادةُ كافرٍ على مسلمٍ في غير هذا ، والجمع بالواو والنون ، والأُنثى أُخرى . وقوله عز وجل : وليَ فيها مآربُ أُخرى ؛ جاء على لفظ صفةِ الواحدِ لأَن مآربَ في معنى جماعةٍ أُخرى من الحاجاتِ ولأَنه رأُس آية ، والجمع أُخْرَياتٌ وأُخَرُ . وقولهم : جاء في أُخْرَيَاتِ الناسِ وأُخرى القومِ أَي في أَخِرهِم ؛ وأَنشد : أَنا الذي وُلِدْتُ في أُخرى الإِبلْ وقال الفراءُ في قوله تعالى : والرسولُ يدعوكم في أُخراكم ؛ مِنَ العربِ مَنْ يَقولُ في أُخَراتِكُمْ ولا يجوزُ في القراءةِ . الليث : يقال هذا آخَرُ وهذه أُخْرَى في التذكير والتأْنيثِ ، قال : وأُخَرُ جماعة أُخْرَى . قال الزجاج في قوله تعالى : وأُخَرُ من شكله أَزواجٌ ؛ أُخَرُ لا ينصرِفُ لأَن وحدانَها لا تنصرِفُ ، وهو أُخْرًى وآخَرُ ، وكذلك كلُّ جمع على فُعَل لا ينصرِفُ إِذا كانت وُحدانُه لا تنصرِفُ مِثلُ كُبَرَ وصُغَرَ ؛ وإذا كان فُعَلٌ جمعاً لِفُعْلةٍ فإِنه ينصرِفُ نحو سُتْرَةٍ وسُتَرٍ وحُفْرَةٍ وحُفْرٍ ، وإذا كان فُعَلٌ اسماً مصروفاً عن فاعِلٍ لم ينصرِفْ في المعرفة ويَنْصَرِفُ في النَّكِرَةِ ، وإذا كان اسماً لِطائِرٍ أَو غيره فإِنه ينصرفُ نحو سُبَدٍ ومُرّعٍ ، وما أَشبههما . وقرئ : وآخَرُ من شكلِه أَزواجٌ ؛ على الواحدِ . وقوله : ومَنَاةَ الثالِثَةَ الأُخرى ؛ تأْنيث الآخَر ، ومعنى آخَرُ شيءٌ غيرُ الأَوّلِ ؛ وقولُ أَبي العِيالِ : إِذا سَنَنُ الكَتِيبَة صَدَّ ، عن أُخْراتِها ، العُصَب ؟
قال السُّكَّريُّ : أَراد أُخْرَياتِها فحذف ؛ ومثله ما أَنشده ابن الأَعرابي : ويتَّقي السَّيفَ بأُخْراتِه ، مِنْ دونِ كَفَّ الجارِ والمِعْصَم ؟
قال ابن جني : وهذا مذهبُ البَغدادِيينَ ، أَلا تَراهم يُجيزُون في تثنية قِرْ قِرَّى قِرْ قِرَّانِ ، وفي نحو صَلَخْدَى صَلَخْدانِ ؟ إَلاَّ أَنَّ هذا إِنَّما هو فيما طال من الكلام ، وأُخْرَى ليست بطويلةٍ . قال : وقد يمكنُ أَن تكون أُخْراتُه واحدةً إِلاَّ أَنَّ الأَلِفَ مع الهاءُ تكونُ لغير التأْنيثِ ، فإِذا زالت الهاءُ صارتِ الأَلفُ حينئذ للتأْنيثِ ، ومثلُهُ بُهْمَاةٌ ، ولا يُنكرُ أَن تقدَّرَ الأَلِفُ الواحدةُ في حالَتَيْنِ ثِنْتَيْنِ تقديرينِ اثنينِ ، أَلاَ ترى إِلى قولهم عَلْقَاةٌ بالتاء ؟ ثم ، قال العجاج : فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكُور فجعلها للتأْنيث ولم يصرِفْ . قال ابن سيده : وحكى أَصحابُنا أَنَّ أَبا عبيدة ، قال في بعض كلامه : أُراهم كأَصحابِ التصريفِ يقولون إِنَّ علامة التأْنيثِ لا تدخلُ على علامة التأْنيثِ ؛ وقد ، قال العجاج : فحط في علقى وفي مكور فلم يصرِفْ ، وهم مع هذا يقولون عَلْقَاة ، فبلغ ذلك أَبا عثمانَ فقال : إنَّ أَبا عبيدة أَخفى مِن أَن يَعرِف مثل هذا ؛ يريد ما تقدَّم ذكرهُ من اختلافِ التقديرين في حالَيْنِ مختلِفينِ . وقولُهُم : لا أَفْعلهُ أُخْرَى الليالي أَي أَبداً ، وأُخْرَى المنونِ أَي آخِرَ الدهرِ ؛
قال : وما القومُ إِلاَّ خمسةٌ أَو ثلاثةٌ ، يَخُوتونَ أُخْرَى القومِ خَوْتَ الأَجادلِ أَي مَنْ كان في آخِرهم . والأَجادلُ : جمع أَجْدلٍ الصَّقْر . وخَوْتُ البازِي : انقضاضُهُ للصيدِ ؛ قال ابنُ بَرِّي : وفي الحاشية شاهدٌ على أُخْرَى المنونِ ليس من كلام الجوهريّ ، وهو لكعب بن مالِكٍ الأَنصارِيّ ، وهو : أَن لا تزالوا ، ما تَغَرَّدَ طائِرٌ أُخْرَى المنونِ ، مَوالياً إِخوان ؟
قال ابن بري : وقبله : أَنَسيِتُمُ عَهْدَ النَّبيِّ إِليكُمُ ، ولقد أَلَظَّ وأَكَّدَ الأَيْمانا ؟ وأُخَرُ : جمع أُخْرَى ، وأُخْرَى : تأْنيثُ آخَرَ ، وهو غيرُ مصروفٍ . وقال تعالى : قِعدَّةٌ من أَيامٍ أُخَرَ ، لأَن أَفْعَلَ الذي معه مِنْ لا يُجْمَعُ ولا يؤنَّثُ ما دامَ نَكِرَةً ، تقولُ : مررتُ برجلٍ أَفضلَ منك وبامرأَةٍ أَفضل منك ، فإِن أَدْخَلْتَ عليه الأَلِفَ واللاَم أَو أَضفتَه ثَنْيَّتَ وجَمَعَتَ وأَنَّثْت ، تقولُ : مررتُ بالرجلِ الأَفضلِ وبالرجال الأَفضلِينَ وبالمرأَة الفُضْلى وبالنساءِ الفُضَلِ ، ومررتُ بأَفضَلهِم وبأَفضَلِيهِم وبِفُضْلاهُنَّ وبفُضَلِهِنَّ ؛ وقالت امرأَةٌ من العرب : صُغْراها مُرَّاها ؛ ولا يجوز أَن تقول : مررتُ برجلٍ أَفضلَ ولا برجالٍ أَفضَلَ ولا بامرأَةٍ فُضْلَى حتى تصلَه بمنْ أَو تُدْخِلَ عليه الأَلفَ واللامَ وهما يتعاقبان عليه ، وليس كذلك آخَرُ لأَنه يؤنَّثُ ويُجْمَعُ بغيرِ مِنْ ، وبغير الأَلف واللامِ ، وبغير الإِضافةِ ، تقولُ : مررتُ برجل آخر وبرجال وآخَرِين ، وبامرأَة أُخْرَى وبنسوة أُخَرَ ، فلما جاء معدولاً ، وهو صفة ، مُنِعَ الصرفَ وهو مع ذلك جمعٌ ، فإِن سَمَّيْتَ به رجلاً صرفتَه في النَّكِرَة عند الأَخفشِ ، ولم تَصرفْه عند سيبويه ؛ وقول الأَعشى : وعُلِّقَتْني أُخَيْرَى ما تُلائِمُني ، فاجْتَمَعَ الحُبُّ حُبٌّ كلُّه خَبَلُ تصغيرُ أُخْرَى . والأُخْرَى والآخِرَةُ : دارُ البقاءِ ، صفةٌ غالبة . والآخِرُ بعدَ الأَوَّلِ ، وهو صفة ، يقال : جاء أَخَرَةً وبِأَخَرَةٍ ، بفتح الخاءِ ، وأُخَرَةً وبأُخَرةٍ ؛ هذه عن اللحياني بحرفٍ وبغير حرفٍ أَي آخرَ كلِّ شيءٍ . وفي الحديث : كان رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقولُ : بِأَخَرَةٍ إِذا أَراد أَن يقومَ من المجلِسِ كذا وكذا أَي في آخِر جلوسه . قال ابن الأَثير : ويجوز أَن يكون في آخِرِ عمرِه ، وهو بفتح الهمزة والخاءُ ؛ ومنه حديث أَبي هريرة : لما كان بِأَخَرَةٍ وما عَرَفْتُهُ إِلاَّ بأَخَرَةٍ أَي أَخيراً . ويقال : لقيتُه أَخيراً وجاء أُخُراً وأَخيراً وأُخْرِيّاً وإِخرِيّاً وآخِرِيّاً وبآخِرَةٍ ، بالمدّ ، أَي آخِرَ كلِّ شيء ، والأُنثى آخِرَةٌ ، والجمع أَواخِرُ . وأَتيتُكَ آخَر مرتينِ وآخِرَةَ مرتينِ ؛ عن ابن الأَعرابي ، ولم يفسر آخَر مرتين ولا آخرَةَ مرتين ؛ قال ابن سيده : وعندي أَنها المرَّةُ الثانيةُ من المرَّتين . وسْقَّ ثوبَه أُخُراً ومن أُخُرٍ أَي من خلف ؛ وقال امرؤ القيس يصفُ فرساً حِجْراً : وعينٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ ، شقَّتْ مآقِيهِما مِنْ أُخُرْ وعين حَدْرَةٌ أَي مُكْتَنِزَةٌ صُلْبة . والبَدْرَةُ : التي تَبْدُر بالنظر ، ويقال : هي التامة كالبَدْرِ . ومعنى شُقَّتْ من أُخُرٍ : يعني أَنها مفتوحة كأَنها شُقَّتْ من مُؤْخِرِها . وبعتُه سِلْعَة بِأَخِرَةٍ أَي بنَظِرَةٍ وتأْخيرٍ ونسيئة ، ولا يقالُ : بِعْتُه المتاعَ إِخْرِيّاً . ويقال في الشتم : أَبْعَدَ اللهُ الأَخِرَ ، بكسر الخاء وقصر الأَلِف ، والأَخِيرَ ولا تقولُه للأُنثى . وحكى بعضهم : أَبْعَدَ اللهُ الآخِرَ ، بالمد ، والآخِرُ والأَخِيرُ الغائبُ . شمر في قولهم : إِنّ الأَخِرَ فَعَلَ كذا وكذا ، قال ابن شميل : الأَخِرُ المؤُخَّرُِ المطروحُ ؛ وقال شمر : معنى المؤُخَّرِ الأَبْعَدُ ؛ قال : أُراهم أَرادوا الأَخِيرَ فأَنْدَروا الياء . وفي حديث ماعِزٍ : إِنَّ الأَخِرَ قد زنى ؛ الأَخِرُ ، بوزن الكِبِد ، هو الأَبعدُ المتأَخِّرُ عن الخير . ويقال : لا مرحباً بالأَخِر أَي بالأَبعد ؛ ابن السكيت : يقال نظر إِليَّ بِمُؤُخِرِ عينِه . وضَرَبَ مُؤُخَّرَ رأْسِه ، وهي آخِرَةُ الرحلِ . والمِئخارُ : النخلةُ التي يبقى حملُها إلى آخِرِ الصِّرام :، قال : ترى الغَضِيضَ المُوقَرَ المِئخارا ، مِن وَقْعِه ، يَنْتَثِرُ انتثاراً ويروى : ترى العَضِيدَ والعَضِيضَ . وقال أَبو حنيفة : المئخارُ التي يبقى حَمْلُها أَلى آخِرِ الشتاء ، وأَنشد البيت أَيضاً . وفي الحديث : المسأَلةُ أَخِرُ كَسْبِ المرءِ أَي أَرذَلُه وأَدناهُ ؛ ويروى بالمدّ ، أَي أَنّ السؤالَ آخِرُ ما يَكْتَسِبُ به المرءُ عند العجز عن الكسب . "
المعجم: لسان العرب
أذن
" أَذِنَ بالشيء إذْناً وأَذَناً وأَذانةً : عَلِم . وفي التنزيل العزيز : فأْذَنوا بحَرْبٍ من الله ورسوله ؛ أَي كونوا على عِلْمٍ . وآذَنَه الأَمرَ وآذَنه به : أَعْلَمَه ، وقد قُرئ : فآذِنوا بحربٍ من الله ؛ معناه أَي أَعْلِمُوا كلَّ مَن لم يترك الرِّبا بأَنه حربٌ من الله ورسوله . ويقال : قد آذَنْتُه بكذا وكذا ، أُوذِنُه إيذاناً وإذْناً إذا أَعْلَمْته ، ومن قرأَ فأْذَنُوا أَي فانْصِتُوا . ويقال : أَذِنْتُ لفلانٍ في أَمر كذا وكذا آذَنُ له إِذْناً ، بكسر الهمزة وجزمِ الذال ، واسْتَأْذَنْتُ فلاناً اسْتِئْذاناً . وأَذَّنْتُ : أَكْثرْتُ الإعْلامَ بالشيء . والأَذانُ : الإعْلامُ . وآذَنْتُكَ بالشيء : أَعْلمتُكه . وآذَنْتُه : أَعْلَمتُه . قال الله عز وجل : فقل آذَنْتُكم على سواءٍ ؛ قال الشاعر : آذَنَتْنا ببَيْنِها أَسْماءُ وأَذِنَ به إِذْناً : عَلِمَ به . وحكى أَبو عبيد عن الأَصمعي : كونوا على إِذْنِهِ أَي على عِلْمٍ به . ويقال : أَذِنَ فلانٌ يأْذَنُ به إِذْناً إذا عَلِمَ . وقوله عز وجل : وأَذانٌ من الله ورسولِهِ إلى الناسِ ؛ أَي إعْلامٌ . والأَذانُ : اسمٌ يقوم مقامَ الإيذانِ ، وهو المصدر الحقيقي . وقوله عز وجل : وإِذ تأَذَّنَ ربُّكم لئن شَكرتُم لأَزيدنَّكم ؛ معناه وإِذ عَلِمَ ربُّكم ، وقوله عز وجل : وما هُمْ بِضارِّينَ به من أَحدٍ إلاَّ بإِذْنِ الله ؛ معناه بِعلْمِ الله ، والإذْنُ ههنا لا يكون إلاَّ من الله ، لأَن الله تعالى وتقدَّس لا يأْمر بالفحشاء من السحْرِ وما شاكَلَه . ويقال : فَعلْتُ كذا وكذا بإِذْنِه أَي فعلْتُ بعِلْمِه ، ويكون بإِذْنِه بأَمره . وقال قومٌ : الأَذينُ المكانُ يأْتيه الأَذانُ من كلِّ ناحيةٍ ؛
وأَنشدوا : طَهُورُ الحَصَى كانت أَذيناً ، ولم تكُنْ بها رِيبةٌ ، مما يُخافُ ، تَريب ؟
قال ابن بري : الأَذِينُ في البيت بمعنى المُؤْذَنِ ، مثل عَقِيدٍ بمعنى مُعْقَدٍ ، قال : وأَنشده أَبو الجَرّاح شاهداً على الأَذِينِ بمعنى الأَذانِ ؛ قال ابن سيده : وبيت امرئ القيس : وإني أَذِينٌ ، إنْ رَجَعْتُ مُمَلَّكاً ، بسَيْرٍ ترَى فيه الفُرانِقَ أَزْوَارَا (* في رواية أخرى : وإني زعيمٌ ). أَذينٌ فيه : بمعنى مُؤْذِنٍ ، كما ، قالوا أَليم ووَجيع بمعنى مُؤْلِم ومُوجِع . والأَذِين : الكفيل . وروى أَبو عبيدة بيت امرئ القيس هذا وقال : أَذِينٌ أَي زَعيم . وفَعَلَه بإِذْني وأَذَني أَي بِعلْمي . وأَذِنَ له في الشيءِ إِذْناً : أَباحَهُ له . واسْتَأْذَنَه : طَلَب منه الإذْنَ . وأَذِنَ له عليه : أَخَذَ له منه الإذْنَ . يقال : ائْذَنْ لي على الأمير ؛ وقال الأَغَرّ بن عبد الله بن الحرث : وإني إذا ضَنَّ الأَمِيرُ بإِذْنِه على الإذْنِ من نفْسي ، إذا شئتُ ، قادِرُ وقول الشاعر : قلتُ لبَوَّابٍ لَدَيْهِ دارُها تِيذَنْ ، فإني حَمْؤُها وجارُها . قال أَبو جعفر : أَراد لِتأْذَنْ ، وجائز في الشِّعر حذفُ اللام وكسرُ التاء على لغة مَن يقولُ أَنتَ تِعْلَم ، وقرئ : فبذلك فَلْتِفْرَحوا . والآذِنُ : الحاجِبُ ؛ وقال : تَبَدَّلْ بآذِنِكَ المُرْتَضَى وأَذِنَ له أَذَناً : اسْتَمَعَ ؛ قال قَعْنَبُ بنُ أُمّ صاحِبٍ : إن يَسْمَعُوا رِيبةً طارُوا بها فَرَحاً منّي ، وما سَمعوا من صالِحٍ دَفَنُوا صُمٌّ إذا سمِعوا خَيْراً ذُكِرْتُ به ، وإنْ ذُكِرْتُ بشَرٍّ عنْدَهم أَذِنو ؟
قال ابن سيده : وأَذِنَ إليه أَذَناً استمع . وفي الحديث : ما أَذِنَ اللهُ لشيءٍ كأَذَنِهِ لِنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآن ؛ قال أَبو عبيد : يعني ما استمَعَ اللهُ لشيء كاستِماعِهِ لِنَبيٍّ يتغنَّى بالقرآن أَي يتْلوه يَجْهَرُ به . يقال : أَذِنْتُ للشيء آذَنُ له أَذَناً إذا استمَعْتَ له ؛ قال عديّ : أَيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ ، إنَّ همِّي في سماعٍ وأَذَنْ وقوله عز وجل : وأَذِنَتْ لِرَبِّها وحُقَّتْ ؛ أَي اسْتَمعَتْ . وأَذِنَ إليهِ أَذَناً : استمع إليه مُعْجباً ؛
وأَنشد ابن بري لعمرو بن الأَهْيَم : فلَمَّا أَنْ تسَايَرْنا قَليلاً ، أَذِنَّ إلى الحديثِ ، فهُنَّ صُورُ وقال عديّ : في سَماعٍ يَأْذَنُ الشَّيخُ له ، وحديثٍ مثْل ماذِيٍّ مُشار وآذَنَني الشيءُ : أَعْجَبَنِي فاستَمعْتُ له ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : فلا وأَبيك خَيْر منْك ، إني لَيُؤْذِنُني التَّحَمْحُمُ والصَّهِيلُ وأَذِنَ للَّهوْ : اسْتَمع ومالَ . والأُذْنُ والأُذُنُ ، يخفَّف ويُثَقَّل : من الحواسّ أُنثى ، والذي حكاه سيبويه أُذْن ، بالضم ، والجمع آذانٌ لا يُكسَّر على غير ذلك ، وتصغيرها أُذَيْنة ، ولو سَمَّيْت بها رجلاً ثم صغَّرْته قلت أُذَيْن ، فلم تؤَنِّث لزوالِ التأْنيث عنه بالنقل إلى المذكر ، فأَما قولهم أُذَيْنة في الاسم العلم فإنما سمي به مصغَّراً . ورجل أُذْنٌ وأُذُنٌ : مُسْتَمِع لما يُقال له قابلٌ له ؛ وصَفُو به كما ، قال : مِئْبَرة العُرْقُوبِ أَشْفَى المِرْفَق فوصف به لأَن في مِئْبَرةٍ وأَشْفى معنى الحِدَّة . قال أَبو علي :، قال أَبو زيد رجل أُذُنٌ ورجال أُذُنٌ ، فأُذُنٌ للواحد والجمع في ذلك سواء إذا كان يسمع مقالَ كلّ أَحد . قال ابن بري : ويقال رجل أُذُنٌ وامرأَة أُذُنٌ ، ولا يثنى ولا يجمع ، قال : وإنما سمَّوه باسم العُضْو تَهْويلاً وتشنيعاً كما ، قالوا للمرأَة : ما أَنتِ إلا بُطَين . وفي التنزيل العزيز : ويقولون هو أُذُنٌ قل أُذُنٌ خيرٍ لكم ؛ أَكثرُ القرّاء يقرؤون قل أُذُنٌ خير لكم ، ومعناه وتفْسيرُه أَن في المُنافِقينَ من كان يَعيب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ويقول : إن بَلَغَه عني شيء حَلَفْت له وقَبِلَ مني لأَنه أُذُنٌ ، فأَعْلَمه الله تعالى أَنه أُذُنُ خيرٍ لا أُذُنُ شرٍّ . وقوله تعالى : أُذُنُ خيرٍ لكم ، أي مُسْتَمِعُ خيرٍ لكم ، ثم بيّن ممن يَقْبَل فقال تعالى : يؤمنُ بالله ويؤمنُ للمؤمنين ؛ أََي يسمع ما أَنزَلَ الله عليه فيصدِّق به ويصدِّق المؤمنين فيما يخبرونه به . وقوله في حديث زيد بن أَرْقَم : هذا الذي أَوْفَى الله بأُذُنِه أَي أَظهرَ صِدْقَه في إِخْبارِه عما سمعَتْ أُذُنه . ورجل أُذانِيّ وآذَنُ : عظيمُ الأُذُنَيْنِ طويلُهما ، وكذلك هو من الإبلِ والغنم ، ونَعْجةٌ أَذْناءُ وكَبْشٌ آذَنُ . وفي حديث أَنس : أَنه ، قال له يا ذا الأُذُنَيْنِ ؛ قالَ ابن الأَثير : قيل معناه الحضُّ على حُسْنِ الاستِماعِ والوَعْي لأَن السَّمْعَ بحاسَّة الأُذُنِ ، ومَنْ خلَق الله له أُذُنَيْنِ فأََغْفَلَ الاستِماع ولم يُحْسِن الوَعْيَ لم يُعْذَرْ ، وقيل : إن هذا القول من جملة مَزْحه ، صلى الله عليه وسلم ، ولَطيف أَخلاقه كما ، قال للمرأَة عن زوجها : أَذاك الذي في عينِه بياضٌ ؟ وأَذَنَه أَذْناً ، فهو مأْذونٌ : أَصاب أُذُنَه ، على ما يَطَّرِد في الأَعضاء . وأَذَّنَه : كأَذَنَه أَي ضرَب أُذُنَه ، ومن كلامهم : لكل جابهٍ جَوْزةٌ ثم يُؤَذَّنُ ؛ الجابهُ : الواردُ ، وقيل : هو الذي يَرِدُ الماء وليست عليه قامةٌ ولا أَداةٌ ، والجَوْزةُ : السَّقْية من الماء ، يَعْنُون أَن الواردَ إذا ورَدَهم فسأَلهم أَن يَسْقوه ماءً لأَهله وماشيتِه سَقَوْه سقْيةً واحدة ، ثم ضربوا أُذُنَه إعْلاماً أَنه ليس عندهم أَكثرُ من ذلك . وأُذِنَ : شكا أُذُنَه ؛ وأُذُنُ القلبِ والسهمِ والنَّصْلِ كلُّه على التشبيه ، ولذلك ، قال بعض المُحاجِين : ما ذُو ثلاث آذان يَسْبِقُ الخَيْل بالرَّدَيان ؟ يعني السَّهمَ . وقال أَبو حنيفة : إذا رُكِّبت القُذَذُ على السهم فهي آذانُه . وأُذُنُ كلّ شيء مَقْبِضُه ، كأُذُنِ الكوز والدَّلْو على التشبيه ، وكلُّه مؤنث . وأُذُنُ العَرفج والثُّمام : ما يُخَدُّ منه فيَنْدُرُ إذا أَخْوَصَ ، وذلك لكونه على شكل الأُذُنِ . وآذانُ الكيزانِ : عُراها ، واحدَتها أُذُنٌ . وأُذَيْنةُ : اسم رَجُلٍ ، ليست مُحَقَّرة على أُذُن في التسمية ، إذ لو كان كذلك لم تلحق الهاء وإنما سُمّيَ بها مُحَقَّرة من العُضْو ، وقيل : أُذَيْنة اسمُ ملِك من ملوك اليمن . وبنو أُذُنٍ : بطنٌ من هوازن . وأُذُن النَّعْل : ما أَطافَ منها بالقِبال . وأَذَّنْتُها : جعلتُ لها أُذُناً . وأَذَّنْتُ الصبيَّ : عرَكْتُ أُذُنَه . وأُذُنُ الحمارِ : نبتٌ له ورق عَرْضُه مثل الشِّبْر ، وله أَصل يؤكل أَعظم من الجَزرة مثل الساعد ، وفيه حلاوة ؛ عن أَبي حنيفة . والأَذانُ والأَذِينُ والتَّأْذِينُ : النّداءُ إلى الصلاة ، وهو الإعْلام بها وبوقتها . قال سيبويه : وقالوا أَذَّنْت وآذَنْتُ ، فمن العرب من يجعلهما بمعنىً ، ومنهم من يقول أَذَّنْت للتصويت بإعْلانٍ ، وآذَنْتُ أََعلمْت . وقوله عز وجل : وأَذِّنْ في الناس بالحجّ ؛ روي أَنَّ أَذان إبراهيم ، عليه السلام ، بالحج أَن وقَف بالمَقام فنادى : أَيّها الناس ، أَجيبُوا الله ، يا عباد الله ، أَطيعوا الله ، يا عباد الله ، اتقوا الله ، فوَقَرَتْ في قلب كل مؤمن ومؤمنة وأَسْمَعَ ما بين السماء والأَرض ، فأَجابه مَن في الأَصْلاب ممّن كُتِب له الحج ، فكلّ من حجّ فهو ممن أَجاب إبراهيم ، عليه السلام . وروي أَن أَذانه بالحجّ كان : يا أَيها الناس كتب عليكم الحجّ . والأَذِينُ : المُؤذِّنُ ؛ قال الحُصَينُ بن بُكَيْر الرَّبْعيّ يصف حمارَ وحش : شَدَّ على أَمر الورُودِ مِئْزَرَهْ سَحْقاً ، وما نادَى أَذِينُ المَدَرَهْ السَّحْقُ : الطَّرْدُ . والمِئْذنةُ : موضعُ الأَذانِ للصلاة . وقال اللحياني : هي المنارةُ ، يعني الصَّومعةَ . أَبو زيد : يقال للمنارة المِئْذَنة والمُؤْذَنة ؛ قال الشاعر : سَمِعْتُ للأَذانِ في المِئْذَنَهْ وأَذانُ الصلاة : معروف ، والأَذِينُ مثله ؛ قال الراجز : حتى إذا نُودِيَ بالأَذِين وقد أذَّنَ أَذاناً وأَذَّنَ المُؤذِّن تأْذيناً ؛ وقال جرير يهجو الأَخطل : إنّ الذي حَرَمَ الخِلافَةَ تَغْلِباً ، جعلَ الخِلافةَ والنُّبوَّةَ فينا مُضَرٌ أَبي وأَبو الملوكِ ، فهل لكم ، يا خُزْرَ تَغْلِبَ ، من أَبٍ كأَبِينا ؟ هذا ابنُ عمِّي في دِمَشْقَ خليفةٌ ، لو شِئْتُ ساقَكمُ إليّ قَطينا إنّ الفَرَزْدَقَ ، إذ تَحَنَّفَ كارِهاً ، أَضْحَى لِتَغْلِبَ والصَّلِيبِ خَدِينا ولقد جَزِعْتُ على النَّصارى ، بعدما لَقِيَ الصَّليبُ من العذاب معِينا هل تَشْهدون من المَشاعر مَشْعراً ، أَو تسْمَعون من الأَذانِ أََذِينا ؟ ويروى هذا البيت : هل تَمْلِكون من المشاعِرِ مشعراً ، أَو تَشْهدون مع الأَذان أذينا ؟ ابن بري : والأَذِينُ ههنا بمعنى الأَذانِ أَيضاً . قال : وقيل الأَذينُ هنا المُؤَذِّن ، قال : والأَذينُ أيضاً المُؤذّن للصلاة ؛
وأَنشد رجز الحُصَين بن بُكَير الرَّبعي : سَحْقاً ، وما نادَى أَذينُ المَدَرَهْ والأَذانُ : اسمُ التأْذين ، كالعذاب اسم التّعذيب . قال ابن الأَثير : وقد ورد في الحديث ذكر الأَذان ، وهو الإعلام بالشيء ؛ يقال منه : آذَنَ يُؤْذِن إيذاناً ، وأَذّنَ يُؤذّن تأْذِيناً ، والمشدّدُ مخصوصٌ في الاستعمال بإعلام وقت الصلاة . والأَذانُ : الإقامةُ . ويقال : أَذَّنْتُ فلاناً تأْذيناً أَي رَدَدْتُه ، قال : وهذا حرفٌ غريب ؛ قال ابن بري : شاهدُ الأَذانِ قولُ الفرزدق : وحتى علا في سُور كلِّ مدينةٍ مُنادٍ يُنادِي ، فَوْقَها ، بأَذان وفي الحديث : أَنّ قوماً أَكلوا من شجرةٍ فحمَدوا فقال ، عليه السلام : قرِّسُوا الماء في الشِّنانِ وصُبُّوه عليهم فيما بين الأَذانَيْن ؛ أَراد بهما أَذانَ الفجر والإقامَة ؛ التَّقْريسُ : التَّبْريدُ ، والشِّنان : القِرَبْ الخُلْقانُ . وفي الحديث : بين كلّ أَذانَيْن صلاةٌ ؛ يريد بها السُّنَن الرواتبَ التي تُصلَّى بين الأَذانِ والإقامةِ قبل الفرض . وأَذَّنَ الرجلَ : ردَّه ولم يَسْقِه ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْس الدَّبَرْ أَي رَدَّنا فلم يَسْقِنا ؛ قال ابن سيده : وهذا هو المعروف ، وقيل : أَذَّنه نَقَر أُذُنَه ، وهو مذكور في موضعه . وتَأَذَّنَ لَيَفعَلنَّ أَي أَقسَم . وتَأَذَّنْ أَي أعْلم كما تقول تَعَلَّم أَي اعْلَم ؛ قال : فقلتُ : تَعَلَّمْ أَنَّ للصَّيْد غرّةً ، والاّ تُضَيِّعْها فإنك قاتِلُهْ وقوله عز وجل : وإذ تأَذَّنَ ربُّك ؛ قيل : تَأَذَّن تأَلَّى ، وقيل : تأَذَّنَ أَعْلَم ؛ هذا قول الزجاج . الليث : تأَذَّنْتُ لأَفعلنَّ كذا وكذا يراد به إيجابُ الفعل ، وقد آذَنَ وتأَذَّنَ بمعنًى ، كما يقال : أَيْقَن وتَيَقَّنَ . ويقال : تأَذَّنَ الأَميرُ في الناس إذا نادى فيهم ، يكون في التهديد والنَّهيْ ، أَي تقدَّم وأَعْلمَ . والمُؤْذِنُ : مثل الذاوي ، وهو العودُ الذي جَفَّ وفيه رطوبةٌ . وآذَنَ العُشْبُ إذا بَدَأَ يجِفّ ، فتَرى بعضَه رطْباً وبعضه قد جَفّ ؛ قال الراعي : وحارَبَتِ الهَيْفُ الشَّمالَ وآذَنَتْ مَذانِبُ ، منها اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ التهذيب : والأذَنُ التِّبْنُ ، واحدته أَذَنةٌ . وقال ابن شُميل : يقال هذه بقلةٌ تجِدُ بها الإبلُ أَذَنةً شديدة أَي شَهْوةً شديدة . والأََذَنَةُ : خوصةُ الثُّمامِ ، يقال : أَذَن الثُّمامُ إذا خرجت أَذَنَتُه . ابن شميل : أَذِنْتُ لحديث فلان أَي اشتهيته ، وأَذِنْتُ لرائحة الطعام أَي اشتهيته ، وهذا طعامٌ لا أَذَنة له أَي لا شهوة لريحه ، وأَذَّن بإرسالِ إبلِه أَي تكلمّ به ، وأَذَّنُوا عنِّي أَوَّلها أَي أَرسلوا أَوَّلها ، وجاء فلانٌ ناشراً أُذُنَيْه أَي طامعاً ، ووجدت فلاناً لابساً أُذُنَيْه أَي مُتغافلاً . ابن سيده : وإِذَنْ جوابٌ وجزاءٌ ، وتأْويلها إن كان الأَمر كما ذكرت أَو كما جرى ، وقالوا : ذَنْ لا أَفعلَ ، فحذفوا همزة إذَنْ ، وإذا وقفت على إذَنْ أَبْدَلْتَ من نونه أَلفاً ، وإنما أُبْدِلَتْ الأَلفُ من نون إِذَنْ هذه في الوقف ومن نون التوكيد لأن حالَهما في ذلك حالُ النون التي هي علَمُ الصرف ، وإن كانت نونُ إذنْ أصلاً وتانِك النونانِ زائدتين ، فإنْ قلت : فإذا كانت النون في إذَنْ أَصلاً وقد أُبدلت منها الأَلف فهل تُجيز في نحو حَسَن ورَسَن ونحو ذلك مما نونه أَصل فيقال فيه حسا ورسَا ؟ فالجواب : إن ذلك لا يجوز في غير إذَنْ مما نونه أَصلٌ ، وإن كان ذلك قد جاء في إِذَنْ من قِبَل أَنّ إذنْ حرفٌ ، فالنون فيها بعضُ حرفٍ ، فجاز ذلك في نون إذَنْ لمضارَعةِ إذَنْ كلِّها نونَ التأْكيد ونون الصرف ، وأَما النونُ في حَسَن ورَسَن ونحوهما فهي أَصلٌ من اسم متمكن يجري عليه الإعرابُ ، فالنون في ذلك كالدال من زيدٍ والراء من نكيرٍ ، ونونُ إذَنْ ساكنةٌ كما أَن نُونَ التأْكيد ونونَ الصرف ساكنتان ، فهي لهذا ولِما قدمناه من أَن كل واحدةٍ منهما حرفٌ كما أَن النون من إذَنْ بعضُ حرف أَشْبَهُ بنون الإسم المتمكن . الجوهري : إذنْ حرفُ مُكافأَة وجوابٍ ، إن قدَّمْتَها على الفعل المستقبل نَصَبْتَ بها لا غير ؛
وأَنشد ابن بري هنا لسَلْمى بن عونة الضبِّيّ ، قال : وقيل هو لعبد الله ابن غَنَمة الضبِّيّ : ارْدُدْ حِمارَكَ لا يَنْزِعْ سوِيَّتَه ، إذَنْ يُرَدَّ وقيدُ العَيْرِ مَكْروب ؟
قال الجوهري : إذا ، قال لك قائلٌ الليلةَ أَزورُكَ ، قلتَ : إذَنْ أُكْرمَك ، وإن أَخَّرْتها أَلْغَيْتَ قلتَ : أُكْرِمُكَ إذنْ ، فإن كان الفعلُ الذي بعدها فعلَ الحال لم تعمل ، لأَن الحال لا تعمل فيه العواملُ الناصبة ، وإذا وقفتَ على إذَنْ قلت إذا ، كما تقول زيدَا ، وإن وسَّطتها وجعلتَ الفعل بعدها معتمداً على ما قبلها أَلْغَيْتَ أَيضاً ، كقولك : أَنا إذَنْ أُكْرِمُكَ لأَنها في عوامل الأَفعال مُشبَّهةٌ بالظنّ في عوامل الأَسماء ، وإن أَدخلت عليها حرفَ عطفٍ كالواو والفاء فأَنتَ بالخيارِ ، إن شئت أَلغَيْتَ وإن شئت أَعملْتَ . "