" الجَثُّ : القَطْعُ ؛ وقيل : قَطْعُ الشيء من أَصله ؛ وقيل : انتزاعُ الشجر من أُصوله ؛ والاجْتثاث أَوْحى منه ؛ يقال : جَثَثْتُه ، واجْتَثَثْتُه ، فانجَثَّ . ابن سيده : جَثَّه يَجُثُّه جَثّاً ، واجْتَثَّه فانجَثَّ ، واجْتَثَّ . وشجرة مُجْتَثَّة : ليس لها أَصل في الأَرض . وفي التنزيل العزيز في الشجرة الخبيثة : اجْتُثَّتْ من فَوقِ الأَرض ما لها من قَرار ؛ فُسِّرَتْ بأَنها المُنْتزَعة المُقْتَلَعة ، قال الزجاج : أَي اسْتُؤْصِلَتْ من فوق الأَرض . ومعنى اجْتُثَّ الشيءُ في اللغة : أُخِذَتْ جُثَّتُه بكمالها . وجَثَّه : قَلَعه . واجْتَثَّه : اقْتَلَعه . وفي حديث أَبي هريرة :، قال رجل للنبي ، صلى الله عليه وسلم : فما نُرى هذه الكَمْأَة إِلاّ الشجَرة التي اجْتُثَّتْ من فوق الأَرض ؟ فقال : بل هي من المَنّ . اجْتُثَّتْ : قُطِعَتْ . والمُجْتَثُّ : ضَرْبٌ من العروض ، على التشبيه بذلك ، كأَنه اجْتُثَّ من الخفيف أَي قُطع ؛ وقال أَبو إِسحق : سمي مُجْتَثّاً ، لأَنك اجْتَثَثْتَ أَصلَ الجُزء الثالث وهو « مف » فوقع ابتداء البيت من « عولات مُسْ ». الأَصمعي : صِغارُ النخلِ أَوّلَ ما يُقْلَعُ منها شيء من أُمه ، فهو الجَثيثُ ، والوَدِيُّ والهِراء والفَسِيل . أَبو عمرو : الجَثِيثةُ النخلة التي كانت نَواةً ، فحُفِرَ لها وحُمِلَتْ بجُرْثُومَتها ، وقد جُثَّتْ جَثّاً . أَبو الخطاب : الجَثِيثةُ ما تَساقط من أُصول النخل . الجوهري : والجَثِيثُ من النخل الفَسيل ، والجَثيثة الفسيلة ؛ ولا تَزالُ جَثيثة حتى تُطْعِم ، ثم هي نخلة . ابن سيده : والجَثيثُ أَولُ ما يُقْلَعُ من الفَسيل من أُمه ، واحدتُه جَثيثة ؛
قال : أَقْسَمْتُ لا يَذْهَبُ عنِّي بَعْلُها ، أَو يَسْتَوِي جثِيثُها وجَعْلُها البَعْلُ من النخل : ما اكْتَفَى بماء السماء . والجَعْلُ : ما نالته اليَدُ من النخل . وقال أَبو حنيفة : الجَثيثُ ما غُرِسَ من فِراخِ النَّخْل ، ولم يُغْرَسْ من النَّوى . الجوهري : المِجَثَّة والمِجْثاثُ حديدة يُقْلَع بها الفسيل . ابن سيده : المِجَثُّ والمِجْثاثُ ما جُثَّ به الجَثِيثُ . والجَثِيثُ : ما يَسْقُط من العنب في أُصول الكرم . والجُثَّةُ : شخص الإِنسان ، قاعداً أَو نائماً ؛ وقيل جُثَّةُ الإِنسان شخصُه ، مُتَّكِئاً أَو مُضْطَجعاً ؛ وقيل : لا يقال له جُثَّة ، إِلاّ أَن يكون قاعداً أَو نائماً ، فأَما القائم فلا يقال جُثَّتُه ، إِنما يقال قِمَّتُه ؛ وقيل : لا يقال جُثَّةٌ إِلاّ أَن يكون على سرْج أَو رَحْل مُعْتَمّاً ، حكاه ابن دريد عن أَبي الخطاب الأَخْفَشِ ؛ قال : وهذا شيء لم يسمع من غيره ، وجمعها جُثَثٌ وأَجْثاثٌ ، الأَخيرة على طرح الزائد ، كأَنه جمعُ جُثٍّ ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : فأَصْبَحَتْ مُلْقِيةَ الأَجْثا ؟
قال : وقد يجوز أَن يكون أَجْثاثٌ جمعَ جُثَثٍ الذي هو جمعُ جُثَّة ، فيكون على هذا جمعَ جمعٍ . وفي حديث أَنس : اللهمَّ جافِ الأَرضَ عن جُثَّتِه أَي جَسَدِه . والجُثُّ : ما أَشرف من الأَرض فصار له شخص ؛ وقيل : هو ما ارتفع من الأَرض حتى يكون له شخص مثل الأَكَمَة الصغيرة ؛
قال : وأَوْفَى على جُثٍّ ، ولِلَّيْلِ طُرَّةٌ على الأُفْقِ ، لم يَهْتِكْ جَوانِبَها الفَجْرُ والجَثُّ : خِرْشاءُ العسل ، وهو ما كان عليها من فراخها أَو أَجْنِحَتِها . ابن الأَعرابي : جَثَّ المُشْتارُ إِذا أَخذَ العَسلَ بجثِّه ومَحارينِه ، وهو ما مات من النحل في العسل . وقال ساعدة بن جؤية الهذلي يذكر المُشْتارَ تَدَلَّى بحِباله للعسَل : فما بَرِحَ الأَسْبابُ ، حتى وَضَعْنَهُ لدى الثَّوْلِ ، يَنْفِي جَثَّها ، ويَؤُومُها يصف مُشْتارَ عسل رَبَطه أَصحابه بالأَسْباب ، وهي الحبالُ ، ودَلَّوْه من أَعلى الجبل إِلى موضع خَلايا النحل . وقوله يَؤُومُها أَي يُدَخِّنُ عليها بالأُيام ، والأُيامُ : الدُّخانُ . والثَّوْلُ : جماعة النحل . الجوهري : الجَثُّ ، بالفتح ، الشَّمَعُ (* قوله « الجث ، بالفتح ، الشمع إلخ » بعد تصريح الجوهري بالفتح فلا يعول على مقتضى عبارة القاموس انه بالضم . وقوله والجث غلاف التمرة بضم الجيم اتفاقاً ، غير أَن في القاموس غلاف الثمرة المثلثة ، والذي في اللسان كالمحكم التمرة بالمثناة الفوقية .)؛ ويقال : هو كلُّ قَذى خالَطَ العسل مِن أَجنحة النَّحْل وأَبدانها . والجُثُّ : غِلافُ التَّمْرة . وجَثُّ الجرادِ : مَيِّتُه ؛ عن ابن الأَعرابي . الكسائي : جُئِثَ الرجلُ جَأْثاً ، وجُثَّ جَثّاً ، فهو مَجْؤُوثٌ ومَجْثُوث إِذا فَزِعَ وخافَ . وفي حديث بدءِ الوَحْي : فَرَفَعْتُ رأْسي فإِذا المَلَك الذي جاءَني بحِراءٍ ، فجُثِثْتُ منه أَي فَزعْتُ منه وخِفْتُ ؛ وقيل : معناه قُلِعْتُ من مكاني ؛ من قوله تعالى : اجْتُثَّتْ من فوق الأَرض ؛ وقال الحَرْبيُّ : أَراد جُئِثْتُ ، فجعل مكان الهمزة ثاء ، وقد تقدَّم . وتَجَثْجَثَ الشَّعَرُ : كثُرَ . وشَعَرٌ جَثْجاثٌ وجُثاجِثٌ . والجَثْجاثُ : نَبات سُهْليٌّ رَبيعي إِذا أَحَسَّ بالصيف وَلَّى وجَفَّ ؛ قال أَبو حنيفة : الجَثْجاثُ من أَحرار الشجر ، وهو أَخضر ، ينبت بالقَيْظ ، له زهرة صَفْراء كأَنها زَهْرةُ عَرْفَجةٍ طيبةُ الريح تأْكله الإِبل إِذا لم تجد غيره ؛ قال الشاعر : فما رَوْضَةٌ بالحَزْن طَيِّبةُ الثَّرى ، يُمُجُّ النَّدَى جَثْجاثُها وعَرارُها ، بأَطْيَبَ من فيها ، إِذا جِئْتَ طارِقاً ، وقَدْ أُوقِدَتْ بالمِجْمرِ اللَّدْنِ نارُها واحدتُه جَثْجاثَةٌ . وفي حديث قُسِّ بن ساعدة : وعَرَصاتِ جَثْجاثٍ ، الجَثْجاثُ : شَجر أَصفرٌ مُرٌّ طَيِّبُ الريح ، تَسْتَطِيبُه العربُ وتكثر ذكره في أَشعارها . وجَثْجَتَ البعيرُ : أَكل الجَثْجاثَ . وبعيرُ جُثاجِثٌ أَي ضَخْم . وشَعَرٌ جُثاجثٌ ، بالضم ، ونبت جُثاجث أَي مُلْتَفٌّ . "
نجث(المعجم لسان العرب)
" نَجَثَ الشيءَ يَنْجُثُهُ نَجْثاً وتَنَجَّثَه : استَخْرجه . وتَنَجَّثَ الأَخبارَ ، بَحَثَها . ورجل نَجَّاثٌ : بَحَّاثٌ عن الأَخبار . الأَصمعي : نَبَثُوا عن الأَمْرِ ونجَثُوا عنه وبَحَثُوا ، بمعنى واحد . ورجل نَجَّاثٌ ونَجِثٌ : يَتَتَبعُ الأَخْبارَ ويستخرجها ؛ قال الأَصمعي : ليس بِقَسَّاسٍ ولا نَمٍّ نَجِثْ
قال : والمُسْتَنْجِثُ المُسْتَخْرِجُ ؛ يقال : نَجَثَه إِذا أَخرجه ؛ وقيل : المُسْتَنْجِثُ مثل المُنْهَمِك . ونَجِيثَةُ الخَبَرِ : ما ظهر من قبيحه . ونَجِيثُ القوم : سِرُّهم . الفراء : من أَمثالهم في إِعْلانِ السِّرِّ وإِبْدائِه بعد كتمانه قولهم : بَدا نجيثُ القوم إِذا ظهر سرُّهم الذي كانوا يخفونه . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : انْجُثُوا لي ما عند المُغِيرة فإِنه كَتَّامَةٌ للحديثِ . النَّجْثُ : الاستخراج ، وكأَنه بالحديث أَخص . وفي حديث أُم زرع : ولا تُنَجِّثُ عن أَخبارنا تَنْجِيثاً . وفي حديث هند أَنها ، قالت لأَبي سفيان لما نزلوا بالابواء في غزوة أُحُد : لو نَجَثْتُمْ قَبْرَ آمِنَةَ أُمِّ محمد أَي نبشتم . ونَجِيثُ الثَّناء : ما بلغ منه . ونَجِيثُ البئْرِ والحُفْرَةِ ونَجِيثَتُهما : ما خرج من ترابهما ، وأَتانا نَجِيثُ القوم أَي أَمْرُهم الذي كانا يُسِرُّونه ؛ قال لبيد يذكر بقرة : مَدى العَيْنِ منها أَنْ تُراعَ بنَجْوةٍ ، كقَدْرِ النَّجيثِ ، ما يَبُدُّ المُناضِلا أَراد : أَن البقرة قريبةٌ من ولدها تراعيه ، كقَدْر ما بين الرامي والهَدَف . والنَّجيثَةُ : ما أُخرج من تراب البِئر مِثْلُ النَّبِيثَةِ . وأَمْرٌ له نَجِيثٌ أَي عاقبة سَوْءٍ . والاسْتِنْجاثُ : التَّصَدِّي للشيء والإِقبالُ عليه والولُوع به . واستَنْجَثَ الشيءَ تَصَدَّى له وأُولِعَ به وأَقْبَلَ عليه . والنَجِيثُ : الهَدَف ، وهو تراب يُجمع ، سمي نجيثاً لانتصابه واستبقاله ؛ وقيل : النَّجِيثُ تراب يُسْتخرَجُ ويُبْنى منه غَرَضٌ ويُرْمى فيه ، وذلك أَن يُنْبَثَ الترابُ ، ثم يُكَوَّمَ كَوْمَةً ، ثم يُجْعَلَ عليها قِطعة شَنَّةٍ فيُرْمى فيها . ونَجَثَ فلانٌ بني فلان يُنْجُثُهم نَجْثاً : اسْتَغْواهُمْ ، واسْتَغاثَ بهم ؛ ويقال : يَسْتعويهم ، بالعين ، يقال : خرج فلان يَنْجُثُ بني فلان أَي يَسْتَعْويهم . والنُّجْثُ والنُّجُثُ : غِلافُ القلب ، وكذلك البيت للإنسان ، والجمع منهما : أَنْجاث ؛
قال : تَنْزُو قلوبُ الناسِ في أَنْجاثِها وانْتَجَثَتِ الشاةُ : سَمِنَت ؛ قال كثير عزَّة يصف أَتاناً : تَلَقَّطَها تَحْتَ نَوْءِ السِّماك ، وقد سَمِنَتْ سَوْرَةً وانْتِجاث ؟
قال : سَوْرَةً أَي يَسُور فيها الشحمُ ، فسَوْرَةً ، على هذا ، منتصبٌ على المصدر ، لأَنّ سمنت في قوّة سارت أَي تَجَمَّعَ سِمَنُها . "