وصف و معنى و تعريف كلمة أبتغه:


أبتغه: كلمة تتكون من خمس أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ هاء (ه) و تحتوي على ألف همزة (أ) و باء (ب) و تاء (ت) و غين (غ) و هاء (ه) .




معنى و شرح أبتغه في معاجم اللغة العربية:



أبتغه

جذر [بغه]

  1. بَغا : (فعل)
    • بَغَا، يَبْغُو، مصدر بَغْوٌ
    • بَغَى عَلَيْهِ : جَنَى عَلَيْهِ
  2. بَغْي : (اسم)
    • بَغْي : مصدر بَغَى
  3. بَغي : (اسم)
    • مصدر بَغَى
    • أَتَى البَغْيَ: الجَوْرَ، الظُّلْمَ النحل آية 90وَيَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ والْمُنْكَرِ والبَغْيِ ( قرآن)
    • أَكْثَرَ مِنَ الْبَغْيِ : مِنَ الفَسَادِ
    • جَاءَ تَصَرُّفُهُ بَغْياً : خُرُوجاً عَنِ القَانُونِ
    • البَغْيُ الكِبْرُ والاستطالة
    • البَغْيُ :فساد الجُرح
    • بَرئَ الجُرحُ على بَغْي: إِذا التأَم على فساد
    • أهل البَغْي: هم أهل البدع والخوارج الذين يسعون بالفساد ويعادون أهل السُّنَّة ويحاربونهم
  4. بَغيّ : (اسم)
    • الجمع : بَغايا
    • البَغِيُّ : الفاجرة تتكسّب بفجورها ، مريم آية 20 قالَتْ أَنَّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً (قرآن)


  5. مَبَاغٍ : (اسم)
    • مَبَاغٍ : جمع مَبغى
,
  1. بغا
    • "بَغَى الشيءَ بَغْواً: نَظَراً إليه كيف هو.
      والبَغْوُ: ما يخرج من زَهْرةِ القَتادِ الأَعْظَمِ الحجازي، وكذلك ما يخرج من زَهْرَة العُرْفُط والسَّلَم.
      والبَغْوَةُ: الطَّلْعة حين تَنْشَقُّ فتخرج بيضاء رَطْبَةً.
      والبََغْوة: الثمرة قبل أَن تَنْضَج؛ وفي التهذيب: قبل أَن يَسْتَحْكِم يُبْسُها، والجمع بَغْوٌ، وخص أَبو حنيفة بالبَغْوِ مَرَّةً البُسَر إذا كَبِرَ شيئاً، وقيل: البَغْوَة التمْرة التي اسودّ جوفُها وهي مُرْطِبة.
      والبَغْوة: ثمرةُ العِضاه، وكذلك البَرَمَةُ.
      قال ابن بري: البَغْوُ والبَغْوَة كل شجر غَضٍّ ثَمرهُ أَخْضَر صغير لم يَبْلُغْ.
      وفي حديث عمر،رضي الله عنه: أَنه مرَّ برجل يقطع سَمُراً بالبادية فقال: رَعَيْتَ بَغْوَتَها وبَرَمَتَها وحُبْلَتها وبَلَّتها وفَتْلَتَها ثم تَقْطَعُها؛ قال ابن الأَثير:، قال القتيبي يرويه أَصحاب الحديث مَعْوَتَها، قال: وذلك غلط لأَن المَعْوَةَ البُسْرَة التي جرى فيها الإرْطابُ، قال: والصواب بَغْوَتَها، وهي ثمرة السَّمُرِ أول ما تخرج، ثم تصير بعد ذلك بَرَمَةً ثم بَلَّة ثم فَتْلة.
      والبُغَةُ: ما بين الرُّبَع والهُبَع؛ وقال قطرب: هو البُعَّة، بالعين المشدّدة، وغلطوه في ذلك.
      وبَغَى الشيءَ ما كان خيراً أَو شرّاً يَبْغِيه بُغاءً وبُغىً؛ الأَخيرة عن اللحياني والأُولى أَعرف: طَلَبَه؛

      وأَنشد غيره: فلا أَحْبِسَنْكُم عن بُغَى الخَيْر، إني سَقَطْتُ على ضِرْغامةٍ، وهو آكِلي وبَغَى ضالَّته، وكذلك كل طَلِبَة، بُغاءً، بالضم والمد؛

      وأَنشد الجوهري:لا يَمْنَعَنَّك من بُغا ءِ الخَيْرِ تَعْقادُ التَّمائم وبُغايةً أَيضاً.
      يقال: فَرِّقوا لهذه الإبلِ بُغياناً يُضِبُّون لها أَي يتفرَّقون في طلبها.
      وفي حديث سُراقة والهِجْرةِ: انْطَلِقوا بُغياناً أَي ناشدين وطالبين، جمع باغ كراع ورُعْيان.
      وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، في الهجرة: لقيهما رجل بكُراعِ الغَمِيم فقال: من أَنتم؟ فقال: ‏أَبو بكر: باغٍ وهادٍ؛ عَرَّضَ بِبُغاء الإبل وهداية الطريق، وهو يريد طلبَ الدِّينِ والهدايةَ من الضلالة.
      وابتغاه وتَبَغَّاه واسْتَبْغاه، كل ذلك: طلبه؛ قال ساعدة ابن جُؤيَّة الهُذَلي: ولكنَّما أَهلي بوادٍ، أَنِيسُه سِباغٌ تَبَغَّى الناسَ مَثْنى ومَوْحَدا وقال: أَلا مَنْ بَيَّنَ الأَخَوَيْنِ، أُمُّهما هي الثَّكْلَى تُسائلُ من رَأَى ابْنَيْها،وتَسْتَبْغِي فما تُبْغَى جاء بهما بعد حرف اللين (* قوله «جاء بهما بعد حرف اللين إلخ» كذا بالأصل، والذي في المحكم: بغير حرف إلخ).
      المعوَّض مما حذف، وبَيَّنَ بمعنى تَبَيَّنَ، والاسم البُغْيَةُ.
      وقال ثعلب: بَغَى الخَيْرَ بُغْيَةً وبِغْيَةً، فجعلهما مصدرين.
      ويقال: بَغَيْتُ المال من مَبْغاتِه كما تقول أَتيت الأَمر من مَأتاته، يريد المَأْتَي والمَبْغَى.
      وفلان ذو بُغاية للكسب إذا كان يَبغِي ذلك.
      وارْتَدَّتْ على فلان بُغْيَتُه أَي طَلِبَتُه، وذلك إذا لم يجد ما طَلَب.
      وقال اللحياني: بَغَى الرجلُ الخير والشر وكلَّ ما يطلبه بُغاءً وبِغْيَة وبِغىً، مقصور.
      وقال بعضهم: بُغْيَةً وبُغىً.
      والبُغْيَةُ: الحاجة.
      الأَصمعي: بَغَى الرجلُ حاجته أَو ضالته يَبْغيها بُغاءً وبُغْيَةً وبُغايةً إذا طلبها؛ قال أَبو ذؤيب: بغايةً إنما تَبْغي الصحاب من الـ فِتْيانِ في مثله الشُّمُّ الأَناجِيجُ (* قوله «الاناجيج» كذا في الأصل والتهذيب).
      والبَغِيَّةُ: الطَّلِبَةُ، وكذلك البِغْية.
      يقال: بَغِيَّتي عندك وبَغْيتي عندك.
      ويقال: أَبْغِني شيئاً أَي أَعطني وأَبْغِ لي شيئاً.
      ويقال: اسْتَبْغَيْتُ القوم فَبَغَوْا لي وبَغَوْني أَي طَلَبوا لي.
      والبِغْية والبُغْيَةُ والبَغِيَّةُ: ما ابْتُغِي.
      والبَغِيّةُ: الضالة المَبْغِيَّة.
      والباغي: الذي يطلب الشيء الضالَّ، وجمعه بُغاة وبُغْيانٌ؛ قال ابن أَحمر:أَو باغيان لبُعْرانٍ لنا رَقصَتْ،كي لا تُحِسُّون من بُعْرانِنا أَثَرَ؟

      ‏قالوا: أَراد كيف لا تُحِسُّونَ.
      والبِغْية والبُغْية: الحاجة المَبْغِيَّة، بالكسر والضم، يقال: ما لي في بني فلان بِغْيَة وبُغْية أَي حاجة،فالبِغْيَة مثل الجلْسة التي تَبْغِيها، والبُغْية الحاجة نفسها؛ عن الأَصمعي.
      وأَبغاه الشيءَ: طلبه له أَو أَعانه على طلبه، وقيل: بَغاه الشيءَ طلبه له، وأَبغاه إياه أَعانه عليه.
      وقال اللحياني: اسْتَبْغَى القومَ فَبَغَوْه وبغَوْا له أَي طلبوا له.
      والباغي: الطالِبُ، والجمع بُغاة وبُغْيانٌ.
      وبَغَيْتُك الشيءَ: طلبته لك؛ ومنه قول الشاعر: وكم آمِلٍ من ذي غِنىً وقَرابةٍ لِتَبْغِيَه خيراً، وليس بفاعِل وأبْغَيْتُك الشيءَ: جعلتك له طالباً.
      وقولهم: يَنْبَغِي لك أَن تفعل كذا فهو من أَفعال المطاوعة، تقول: بَغَيْتُه فانْبَغَى، كما تقول: كسرته فانكسر.
      وفي التنزيل العزيز: يَبْغُونكم الفِتْنة وفيكم سَمَّاعُون لهم؛ أَي يَبْغُون لكم، محذوف اللام؛ وقال كعب بن زهير: إذا ما نُتِجْنا أَرْبَعاً عامَ كَفْأَةٍ،بَغاها خَناسيراً فأَهْلَكَ أَرْبعا أَي بَغَى لها خَناسير، وهي الدواهي، ومعنى بَغَى ههنا طَلَب.
      الأَصمعي: ويقال ابْغِني كذا وكذا أَي أطلبه لي، ومعنى ابْغِني وابْغِ لي سواء،وإذا، قال أَبْغِني كذا وكذا فمعناه أَعِنِّي على بُغائه واطلبه معي.
      وفي الحديث: ابْغِني أَحجاراً أَسْتَطبْ بها.
      يقال: ابْغِني كذا بهمزة الوصل أَي اطْلُبْ لي.
      وأَبْغِني بهمزة القطع أَي أَعنَّي على الطلب.
      ومنه الحديث: ابْغُوني حَديدةً أَسْتَطِبْ بها، بهمز الوصل والقطع؛ هو من بَغَى يَبْغِي بُغاءً إذا طلب.
      وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه خرج في بُغاء إبل؛ جعلوا البُغاء على زنة الأَدْواء كالعُطاس والزُّكام تشبيهاً لشغل قلب الطالب بالداء.
      الكسائي: أَبْغَيتُك الشيءَ إذا أَردت أَنك أَعنته على طلبه، فإذا أَردت أَنك فعلت ذلك له قلت قد بَغَيْتُك، وكذلك أعْكَمْتُك أَو أَحْمََلْتُك.
      وعَكَمْتُك العِكْم أَي فعلته لك.
      وقوله: يَبْغُونَها عِوَجاً؛ أَي يَبْغُون للسبيل عوجاً، فالمفعول الأَول منصوب بإسقاط الخافض؛ ومثله قول الأَعشى: حتى إذا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ صَبَّحها ذُؤالُ نَبْهانَ، يَبْغِي صَحْبَه المُتَعا أَي يبغي لصحبه الزادَ؛ وقال واقِدُ بن الغِطرِيف: لئن لَبَنُ المِعْزَى بماء مَوَيْسِلِ بَغانيَ داءً، إنني لَسَقِيمُ وقال الساجع: أَرْسِل العُراضاتِ أَثَراً يَبْغِينك مَعْمَراً أَي يَبْغِينَ معمراً.
      يقال: بَغَيتُ الشيءَ طلبته، وأَبْغَيْتُك فَرساً أَجْنَبْتُك إياه، وأَبْغَيْتُك خيراً أَعنتك عليه.
      الزجاج: يقال انْبَغَى لفلان أَن يفعل كذا أَي صَلَحَ له أَن يفعل كذا، وكأَنه، قال طَلَبَ فِعْلَ كذا فانْطَلَبَ له أَي طاوعه، ولكنهم اجْتزَؤوا بقولهم انْبَغَى.
      وانْبَغى الشيءُ: تيسر وتسهل.
      وقوله تعالى: وما علَّمناه الشعر وما ينبغي له؛ أَي ما يتسهل له ذلك لأَنا لم نعلمه الشعر.
      وقال ابن الأَعرابي: وما ينبغي له وما يَصْلُح له.
      وإنه لذُو بُغايةٍ أَي كَسُوبٌ.
      والبِغْيةُ في الولد: نقِيضُ الرِّشْدَةِ.
      وبَغَتِ الأَمة تَبْغِي بَغْياً وباغَتْ مُباغاة وبِغاء، بالكسر والمدّ، وهي بَغِيٌّ وبَغُوٌ: عَهَرَتْ وزَنَتْ، وقيل: البَغِيُّ الأَمَةُ، فاجرة كانت أَو غير فاجرة، وقيل: البَغِيُّ أَيضاً الفاجرة، حرة كانت أَو أَمة.
      وفي التنزيل العزيز: وما كانت أُمُّكِ بغيّاً؛ أَي ما كانت فاجرة مثل قولهم ملْحَفَة جَدِيدٌ؛ عن الأَخفش، وأُم مريم حرَّة لا محالة، ولذلك عمَّ ثعلبٌ بالبِغاء فقال: بَغَتِ المرأَةُ، فلم يَخُصَّ أَمة ولا حرة.
      وقال أَبو عبيد: البَغايا الإماءُ لأَنهنَّ كنَّ يَفْجُرْنَ.
      يقال: قامت على رؤُوسهم البَغايا، يعني الإماءَ، الواحدة بَغِيٌّ، والجمع بغايا.
      وقال ابن خالويه: البِغاءُ مصدر بَغَتِ المرأَة بِغاءً زَنَت، والبِغاء مَصْدَرُ باغت بِغاء إذا زنت، والبِغاءُ جمع بَغِيٍّ ولا يقال بغِيَّة؛ قال الأَعشى: يَهَبُ الْجِلَّةَ الجَراجِرَ، كالبُسْتانِ، تَحْنو لدَرْدَقٍ أَطفالِ والبَغايا يَرْكُضْنَ أَكْسِيةَ الإضْـ رِيجِ والشَّرْعَبيَّ ذا الأَذْيالِ أَراد: ويَهَبُ البغايا لأَن الحرة لا توهب، ثم كثر في كلامهم حتى عَمُّوا به الفواجر، إماءً كنّ أَو حرائر.
      وخرجت المرأَة تُباغِي أَي تُزاني.
      وباغَتِ المرأَة تُباغِي بِغاءً إذا فَجَرَتْ.
      وبغَتِ المرأَةُ تَبْغِي بِغاء إذا فَجرَت.
      وفي التنزيل العزيز: ولا تُكْرِهوا فَتياتِكم على البِغاء؛ والبِغاء: الفُجُور، قال: ولا يراد به الشتم، وإن سُمِّينَ بذلك في الأَصل لفجورهن.
      قال اللحياني: ولا يقال رجل بَغيّ.
      وفي الحديث: امرأَة بَغِيّ دخلت الجنة في كَلْب، أَي فاجرة، ويقال للأَمة بَغِيٌّ وإن لم يُرَدْ به الذَّم، وإن كان في الأَصل ذمّاً، وجعلوا البِغاء على زنة العيوب كالحِرانِ والشِّرادِ لأَن الزناعيب.
      والبِغْيةُ: نقيض الرِّشْدةِ في الولد؛ يقال: هو ابن بِغْيَةٍ؛

      وأَنشد: لدَى رِشْدَةٍ من أُمِّه أَو بَغِيَّةٍ،فيَغلِبُها فَحْلٌ، على النسل، مُنْجِ؟

      ‏قال الأَزهري: وكلام العرب هو ابن غَيَّة وابن زَنيَة وابن رَشْدَةٍ،وقد قيل: زِنْيةٍ ورِشْدةٍ، والفتح أَفصح اللغتين، وأَما غَيَّة فلا يجوز فيه غير الفتح.
      قال: وأَما ابن بِغْية فلم أَجده لغير الليث، قال: ولا أُبْعِدُه عن الصواب.
      والبَغِيَّةُ: الطليعةُ التي تكون قبل ورودِ الجَيْش؛ قال طُفَيل: فأَلْوَتْ بَغاياهُم بنا، وتباشَرَتْ إلى عُرْضِ جَيْشٍ، غَيرَ أَنْ لم يُكَتَّبِ أَلْوَتْ أَي أَشارت.
      يقول: ظنوا أَنَّا عِيرٌ فتباشروا علم يَشْعُروا إلا بالغارة، وقيل: إن هذا البيت على الإماء أَدَلُّ منه على الطَّلائع؛ وقال النابغة في البغايا الطَّلائع: على إثْرِ الأَدِلَّةِ والبَغايا،وخَفْقِ الناجِياتِ من الشآمِ

      ويقال: جاءت بَغِيَّةُ القوم وشَيِّفَتُهم أَي طَلِيعَتُهم.
      والبَغْيُ: التَّعَدِّي.
      وبَغَى الرجلُ علينا بَغْياً: عَدَل عن الحق واستطال.
      الفراء في قوله تعالى: قل إنما حرَّم ربِّي الفواحشَ ما ظهر منها وما بطن والإثم والبَغْيَ بغير الحق، البَغْي الإستطالة على الناس؛ وقال الأَزهري: معناه الكبر، والبَغْي الظُّلْم والفساد، والبَغْيُ معظم الأَمر.
      الأَزهري: وقوله فمن اضْطُر غيرَ باغِ ولا عادٍ، قيل فيه ثلاثة أَوجه:، قال بعضهم: فمن اضْطُرَّ جائعاً غير باغٍ أَكْلَها تلذذاً ولا عاد ولا مجاوزٍ ما يَدْفَع به عن نفسه الجُوعَ فلا إثم عليه، وقيل: غير باغٍ غير طالب مجاوزة قدر حاجته وغيرَ مُقَصِّر عما يُقيم حالَه، وقيل: غير باغ على الإمام وغير مُتَعدٍّ على أُمّته.
      قال: ومعنى البَغْي قصدُ الفساد.
      ويقال: فلان يَبْغي على الناس إذا ظلمهم وطلب أَذاهم.
      والفِئَةُ الباغيةُ: هي الظالمة الخارجة عن طاعة الإمام العادل.
      وقال النبي، صلى الله عليه وسلم، لعَمَّار: وَيْحَ ابنِ سُمَيَّة تَقْتله الفئةُ الباغية وفي التنزيل: فلا تَبْغُوا عليهن سبيلاً؛ أي إن أَطَعْنكم لا يَبْقَى لكم عليهن طريقٌ إلا أَن يكون بَغْياً وجَوْراً، وأَصلُ البَغْي مجاوزة الحدّ.
      وفي حديث ابن عمر:، قال لرجل أَنا أُبغضك، قال: لِمَ؟، قال: لأَنك تَبْغِي في أَذانِكَ؛ أَراد التطريب فيه، والتمديد من تجاوُز الحد.
      وبَغَى عليه يَبْغِي بَغْياً: علا عليه وظلمه.
      وفي التنزيل العزيز: بَغَى بعضُنا على بعض.
      وحكى اللحياني عن الكسائي: ما لي وللبَغِ بعضُكم على بعض؛ أَراد وللبَغْي ولم يعلله؛ قال: وعندي أَنه استثقل كسرة الإعراب على الياء فحذفها وأَلقى حركتها على الساكن قبلها.
      وقوم بُغاء (* قوله «وقوم بغاء» كذا بالأصل بهمز آخره بهذا الضبط ومثله في المحكم، وسيأتي عن التهذيب بغاة بالهاء بدل الهمز وهو المطابق للقاموس).
      وتَباغَوْا: بَغَى بعضُهم على بعض؛ عن ثعلب.
      وبَغَى الوالي: ظلم.
      وكلُّ مجاوزة وإفراط على المقدار الذي هو حد الشيء بَغْيٌ.
      وقال اللحياني: بَغَى على أَخيه بَغْياً حسده.
      وفي التنزيل العزيز: ثم بُغِيَ عليه ليَنْصُرَنَّه الله، وفيه: والذين إذا أَصابهم البَغْيُ هم ينتصرون.
      والبَغْيُ: أَصله الحسد، ثم سمي الظلم بَغْياً لأَن الحاسد يظلم المحسود جُهْدَه إراغَةَ زوالِ نعمةِ الله عليه عنه.
      وبَغَى بَغْياً: كَذَب.
      وقوله تعالى: يا أَبانا ما نَبْغي هذه بضاعَتُنا؛ يجوز أَن يكون ما نَبْتَغي أَي ما نطلب، فما على هذا إستفهام، ويجوز أَن يكون ما نكْذب ولا نَظْلِم فما على هذا جَحْد.
      وبَغَى في مِشْيته بَغْياً: اخْتال وأَسرع.
      الجوهري: والبَغْيُ اخْتِيالٌ ومَرَحٌ في الفَرس.
      غيره: والبَغْيُ في عَدْوِ الفرس اختيالٌ ومَرَح.
      بَغَى بَغْياً: مَرِحَ واختال، وإنه ليَبْغِي في عَدْوِه.
      قال الخليل: ولا يقال فرس باغٍ.
      والبَغْيُ: الكثير من المَطَر.
      وبَغَتِ السماء: اشتد مطرها؛ حكاه أَبو عبيد.
      وقال اللحياني: دَفَعْنا بَغْيَ السماء عنا أَي شدَّتَها ومُعْظَم مطرها، وفي التهذيب: دَفَعْنا بَغْيَ السماء خَلفَنا.
      وبَغَى الجُرحُ يَبْغِي بَغْياً: فَسَدَ وأَمَدَّ ووَرِمَ وتَرامَى إلى فساد.
      وبَرِئَ جُرْحُه على بَغْي إذا برئَ وفيه شيء من نَغَلٍ.
      وفي حديث أَبي سَلَمة: أَقام شهراً يداوي جُرْحَه فَدَمَلَ على بَغْي ولا يَدْري به أَي على فساد.
      وجَمَل باغٍ: لا يُلْقِح؛ عن كراع.
      وبَغَى الشيءَ بَغْياً: نظر إليه كيف هو.
      وبغاه بَغْياً: رَقبَه وانتَظره؛ عنه أَيضاً.
      وما يَنْبَغِي لك أَن تَفْعَل وما يَبْتَغِي أَي لا نَوْلُكَ.
      وحكى اللحياني: ما انْبَغَى لك أَن تفعل هذا وما ابْتَغَى أَي ما ينبغي.
      وقالوا: إنك لعالم ولا تُباغَ أَي لا تُصَبْ بالعين، وأَنتما عالمان ولا تُباغَيا، وأَنتم علماء ولا تُباغَوْا.
      ويقال للمرأَة الجميلة: إنك لجميلة ولا تُباغَيْ، وللنساء: ولا تُباغَيْنَ.
      وقال: والله ما نبالي أَن تُباغيَ أَي ما نبالي أَن تصيبك العين.
      وقال أَبو زيد: العرب تقول إنه لكريم ولا يُباغَهْ، وإنهما لكريمان ولا يُباغَيا، وإنهم لكرام ولا يُباغَوْا،ومعناه الدعاء له أَي لا يُبْغَى عليه؛ قال: وبعضهم لا يجعله على الدعاء فيقول لا يُباغَى ولا يُباغَيان ولا يُباغَون أَي ليس يباغيه أَحد، قال: وبعضهم يقول لا يُباغُ ولا يُباغان ولا يُباغُونَ.
      قال الأَزهري: وهذا من البَوْغِ، والأَول من البَغْي، وكأَنه جاء مقلوباً.
      وحكى الكسائي: إنك لعالم ولا تُبَغْ، قال: وقال بعض الأَعراب مَنْ هذا المَبُوغُ عليه؟ وقال آخر: مَن هذا المَبيغُ عليه؟، قال: ومعناه لا يُحْسَدُ.
      ويقال: إنه لكريم ولا يُباغُ؛ قال الشاعر: إِما تَكَرّمْ إنْ أَصَبْتَ كَريمةً،فلقد أَراك، ولا تُباغُ، لَئِيما وفي التثنية: لا يُباغانِ، ولا يُباغُونَ، والقياس أَن يقال في الواحد على الدعاء ولا يُبَغْ، ولكنهم أَبوا إلاَّ أَن يقولوا ولا يُباغْ.
      وفي حديث النَّخَعِي: أَن إبراهيم بن المُهاجِر جُعِلَ على بيت الوَرِقِ فقال: ‏النخعي ما بُغِي له أَي ما خير له.
      "

    المعجم: لسان العرب

  2. بَغَيْتُهُ
    • ـ بَغَيْتُهُ أبْغيهِ بُغاء وبُغًى وبُغْيَةً، وبِغْيَةً: طَلَبْتُهُ، كابْتَغَيْتُهُ وتَبَغَّيْتُهُ واسْتَبْغَيْتُهُ.
      ـ بَغِيَّةُ: ما ابْتُغِيَ، كالبُـغْيَةِ، والبِغْيَةُ، والضالَّةُ المَبْغِيَّةُ.
      ـ أبْغاهُ الشيءَ: طَلَبَهُ له، كَبَغَاهُ إيَّاهُ، كَرَماهُ، أَو أَعانَهُ على طَلَبِهِ.
      ـ اسْتَبْغَى القَوْمَ فَبَغَوْهُ، اسْتَبْغَى له: طَلَبُوا له.
      ـ باغِالطَّالِبُ,ج: بُغاةٌ وبُغيانٌ.
      ـ انْبَغَى الشيءُ: تَيَسَّرَ، وتَسَهَّلَ.
      ـ إنَّهُ لَذُو بُغايَةٍ: كَسوبٌ.
      ـ بَغَتِ الأَمَةُ تَبْغِي بَغْياً، وباغَتْ مُباغاةً وبِغاءً، فهي بَغِيٌّ وبَغُوٌّ: عَهَرَتْ.
      ـ بَغِيُّ: الأَمَةُ، أَو الحُرَّةُ الفاجِرَةُ.
      ـ بَغَى عليه يَبْغِي بَغْياً: عَلاَ، وظَلَمَ، وعَدَلَ عن الحَقِّ، واسْتَطَالَ، وكذَبَ،
      ـ بَغَى في مِشْيَتِهِ: اخْتالَ، وأسرعَ،
      ـ بَغَى الشيءَ: نَظَرَ إليه كَيفَ هو، ورَقَبَهُ، وانْتَظَرَهُ،
      ـ بَغَى السَّماءُ: اشْتَدَّ مَطَرُها.
      ـ بَغْيُ: الكثيرُ من البَطَرِ.
      ـ جَمَلٌ باغٍ: لا يُلْقِحُ.
      ـ وما انْبَغَى لَكَ أنْ تَفْعَلَ، وما ابْتَغَى. وما يَنْبَغِي وما يَبْتَغِي.
      ـ فِئَةٌ باغِيَةٌ: خارِجَةٌ عن طاعَةِ الإِمامِ العادِلِ.
      ـ بَغايا: الطَّلائِعُ، تكونُ قبلَ وُرودِ الجَيْشِ.
      ـ مُبْتَغِالأَسَدُ.

    المعجم: القاموس المحيط

,
  1. بِتْعُ
    • ـ بِتْعُ وبِتَعُ : نَبِيذُ العَسَلِ المُشْتَدُّ ، أو سُلالَةُ العِنَبِ ،
      ـ بِتْعُ : الخَمْرُ ، والطويلُ من الرِّجالِ ،
      ـ بَتَعُ : طولُ العُنُقِ مع شِدَّةِ مَغْرِزِها ، بَتِعَ الفَرَسُ ، فهو بَتِعٌ ، وهي بَتِعَةٌ .
      ـ رُسْغٌ أَبْتَعُ : مُمْتَلِئٌ ،
      ـ بَتِعُ : الشديدُ المَفاصِلِ والمَواصِلِ من الجَسَدِ ، ومن الرِّجالِ ، وفِعْلُهُ : بَتِعَ ، وهو أبْتَعُ ، وهي بَتْعاءُ ، ج : بُتْعٌ .
      ـ بَتَعَ في الأرضِ : تَباعَدَ ،
      ـ بَتَعَ منه بُتُوعاً : انْقَطَعَ ، كانْبَتَعَ ،
      ـ بَتَعَ النَّبِيذَ يَبْتِعُ : اتَّخَذَه ، وصَنَعَه .
      ـ بَتِعَ بأمْرٍ لم يُؤامِرْني فيه : قَطَعَه دُونِي . وشَفَةٌ باثِعَةٌ ، ووَهِمَ مَن قال : بالمُثَنَّاة .
      ـ جاؤُوا كلُّهُمْ أجْمَعُونَ أكْتَعُونَ أبْصَعُونَ أبْتَعُونَ : إتْبَاعاتٌ لأَجْمَعِينَ لا يَجِئْنَ إلاَّ على إثْرِها ، أو تَبْدَأُ بأيَّتِهِنَّ شِئْتَ بَعْدَهَا ، والنِّساءُ كُلُّهُنَّ جُمَعُ كُتَعُ بُصَعُ بُتَعُ ، والقَبيلَةُ كُلُّها جَمْعاءُ كَتْعاءُ بَصْعاءُ بَتْعاءُ ، وهذا التَّرْتيبُ غيرُ لازِمٍ ، وإنما اللاَّزِمُ لِذَاكِرِ الجميعِ أن يُقَدِّمَ كُلاًّ ، ويُولِيَهُ المَصُوغَ من : ج م ع ، ثم يأتِيَ بالبَواقي كيفَ شاءَ ، إلا أن تَقْدِيمَ ما صِيغَ من : ك ت ع على الباقِينَ ، وتَقْدِيمَ من صِيغَ من : ب ص ع على ب ت ع ، هو المُخْتارُ . وحَكَى الفَرَّاءُ : أعْجَبَنِي القَصْرُ أجمَعَ ، والدَّارُ جَمْعاءَ ، بالنَّصْب حالاً ، ولم يُجِزْ في أجمعينَ وجُمَعَ إلاَّ التَّوْكيدَ . وأجازَ ابنُ دَرَسْتَويْه حالِيَّةَ أجمعينَ ، وهو الصحيحُ ، وبالوَجْهَين رُوِيَ : '' فَصَلُّوا جُلوساً أجمعينَ ، وأجمعونَ ''، على أنَّ بعضَهم جَعَلَ أجمعينَ توكيدَاً لِضَميرٍ مُقَدَّرٍ مَنْصوبٍ ، كأَنَّه قال : أعْنِيكُمْ أجمعينَ .


    المعجم: القاموس المحيط

  2. إِبتسر
    • أبتسر
      1 - أبتسر لونه : تغير .

    المعجم: الرائد

  3. أبْتَعُ
    • أبْتَعُ : يُقال : رُسْغٌ أبْتَعُ : مُمْتَل .
      و أبْتَعُ كلمة يؤكَّد بها بعد أجْمَع .
      يقال : جاءَ القوم كلُّهم أجْمَعُون أبْتَعون ، والنساءُ كُلُّهُنَّ جُمَعُ بُتَعُ ، والقَبيلةُ كلُّها جَمعاءُ بَتْعاء .

    المعجم: المعجم الوسيط

  4. بتع
    • " البَتِعُ : الشديد المَفاصِل والمَواصِل من الجسد .
      بَتِعَ بَتَعاً ، فهو بَتِعٌ وأَبْتَعُ : اشْتَدَّت مفاصله ؛ قال سلامة بن جَنْدل : يَرْقى الدَّسِيعُ إِلى هادٍ له بَتِعٍ ، في جُؤْجُؤٍ ، كمَداكِ الطِّيب ، مَخْضُوبِ وقال رؤبة : وقَصَباً فَعْماً ورُسْغاً أَبْتَع ؟

      ‏ قال ابن بري : كذا وقع وأَظنه : وجيداً .
      والبَتَعُ : طُول العُنق مع شدَّة مَغْرِزه .
      يقال : عُنق أَبْتَع وبَتِع ، تقول منه : بَتِع الفرَسُ ، بالكسر ، فهو فرس بَتِع ، والأُنثى بَتِعةٌ .
      وعُنُق بَتِعةٌ وبَتِعٌ : شديدة ، وقيل : مُفْرِطةُ الطُّول ؛

      قال : كلّ عَلاةٍ بَتِعٍ تَلِيلُها ورجل بَتِعٌ : طويل ، وامرأة بَتِعة كذلك ، ابن الأَعرابي : البَتِعُ الطويلُ العُنقِ ، والتَّلِعُ الطويلُ الظهْرِ .
      وقال ابن شميل : من الأَعْناقِ البَتِعُ ، وهو الغليظ الكثير اللحم الشديد ، قال : ومنها المُرْهَف ، وهو الدقيق ولايكون إِلا لِفَتِيق .
      ويقال : البَتَعُ في العنق شدَّته ، والتَّلَعُ طوله .
      ويقال : بَتِعَ فلان عليَّ بأَمْر لم يُؤامِرْني فيه إِذا قطَعَه دُونك ؛ قال أَبو وَجْزة السَّعْدي : بانَ الخَلِيطُ ، وكان البَيْنُ بائجةً ، ولم نَخَفْهُم على الأَمْرِ الذي بَتِعُوا بَتِعُوا أَي قَطَعوا دُوننا .
      أَبو محجن : الانْبِتاع والانْبِتال الانْقِطاع .
      والبِتْعُ والبِتَعُ ، مثل القِمْعِ والقِمَعِ : نَبيذ يُتَّخَذ من عسَل كأَنه الخَمر صَلابة ، وقال أَبو حنيفة : البتع الخمر المتخذة من العسل فأَوقع الخمر على العسل .
      والبِتْعُ أَيضاً : الخمر ، يَمانية .
      وبَتَعَها : خَمَّرَها ، والبَتَّاع : الخَمَّار ، وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَنَّه سئل عن البِتْعِ فقال : كلُّ مُسْكرٍ حرام ؛ قال : هو نبيذُ العَسل ، وهو خمر أَهل اليمن .
      وأَبْتَعُ : كلمة يؤكّد بها ، يقال : جاء القوم أَجْمعون أَكْتعون أَبْصعون أَبْتَعون ، وهذا من باب التوكيد .
      "


    المعجم: لسان العرب

  5. بتر
    • " البَتْرُ : اسْتِئْصالُ الشيء قطعاً . غيره : البَتْرُ قَطْعُ الذَّنَبِ ونحوه إِذا استأْصله .
      بَتَرْتُ الشيءَ بَتْراً : قطعته قبل الإِتمام .
      والانْبتارُ : الانْقِطاعُ .
      وفي حديث الضحايا : أَنه نهي عن المبتورةِ ، وهي التي قطع ذنبها .
      قال ابن سيده : وقيل كُلُّ قطع بَتْرٌ ؛ بَتَرَهُ يَبْتُرُهُ بَتْراً فانْبَتَرَ وتَبَتَّر .
      وسَيْفٌ باتِرٌ وبَتُورٌ وبَتَّارٌ : قطَّاع .
      والباتِرُ : السيفُ القاطعُ .
      والأَبْتَرُ : المقطوعُ الذَّنَب من أَيّ موضع كان من جميع الدواب ؛ وقد أَبْتَرَهُ فَبَتَر ، وذَنَبٌ أَبْتَرُ .
      وتقول منه : بَتِرَ ، بالكسر ، يَبْتَرُ بَتَراً .
      وفي الحديث : أَنه نهى عن البُتَيْراءِ ؛ هو أَن يُوتِرَ بركعة واحدة ، وقيل : هو الذي شرع في ركعتين فأَتم الأُولى وقطع الثانية : وفي حديث سعد : أَنه أَوْتَرَ بركعة ، فَأَنْكَرَ عليه ابْنُ مسعود وقال : ما هذه البَتْراءُ ؟ وكل أَمر انقطع من الخير أَثَرُه ، فهو أَبْتَرُ .
      والأَبْتَرانِ : العَيْرُ والعَبْدُ ، سُميِّا أَبْتَرَيْنِ لقلة خيرهما .
      وقد أَبْتَرَه اللهُ أَي صيره أَبتر .
      وخطبةٌ بَتْراءُ إِذا لم يُذكر الله تعالى فيها ولا صُلّيَ على النبي ، صلى الله عليه وسلم ؛ وخطب زياد خطبته البَتْراءَ : قيل لها البَتْراءُ لأَنه لم يحمد الله تعالى فيها ولم يصلِّ على النبي ، صلى الله عليه وسلم .
      وفي الحديث : كان لرسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، دِرْعٌ يقال لهَا البَتْراءُ ، سميت بذلك لقصرها .
      والأَبْتَرُ من الحيات : الذي يقال له الشيطان قصير الذنب لا يراه أَحد إِلاَّ فرّ منه ، ولا تبصره حامل إِلاَّ أَسقطت ، وإِنما سمي بذلك لِقَصرِ ذَنَبه كأَنه بُتِرَ منه .
      وفي الحديث : كلُّ أَمْر ذي بال لا يُبدأُ فيه بحمد الله فهو أَبْتَرُ ؛ أَي أَقطع .
      والبَتْرُ : القطعُ .
      والأَبْتَرُ من عَرُوض المُتَقَارَب : الرابع من المثمَّن ، كقوله : خَلِيليَّ عُوجَا على رَسْمِ دَارٍ ، خَلَتْ مِنْ سُلَيْمى ومِنْ مَيَّهْ والثاني من المُسَدَّس ، كقوله : تَعَفَّفْ ولا تَبْتَئِسْ ، فما يُقْضَ يَأْتيكَا فقوله يَهْ من مَيَّهْ وقوله كامِنْ يَأْتِيكا كلاهما فل ، وإِنما حكمهما فعولن ، فحذفت لن فبقي فعو ثم حذفت الواو وأُسكنت العين فبقي فل ؛ وسمى قطرب البيت الرابع من المديد ، وهو قوله : إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتَةٌ ، أُخْرِجَتْ مِنْ كيسِ دُِهْقانِ سماه أَبْتَرَ .
      قال أَبو إِسحق : وغلط قرب ، إِنما الأَبتر في المتقارب ، فأَما هذا الذي سماه قطرب الأَبْتَرَ فإِنما هو المقطوع ، وهو مذكور في موضعه .
      والأَبْتَرُ : الذي لا عَقِبَ له ؛ وبه فُسِّرَ قولهُ تعالى : إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ؛ نزلت في العاصي بن وائل وكان دخل على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وهو جالس فقال : هذا الأَبْتَرُ أَي هذا الذي لا عقب له ، فقال الله جل ثناؤه : إِن شانئك يا محمد هو الأَبتر أَي المنقطع العقب ؛ وجائز أَن يكون هو المنقطع عنه كلُّ خير .
      وفي حديث ابن عباس ، قال : لما قَدِم ابنُ الأَشْرَفِ مكةَ ، قالت له قريشٌ : أَنت حَبْرُ أَهل المدينة وسَيِّدُهم ؟، قال : نعم ، قالوا : أَلا تَرى هذا الصُّنَيْبِرَ الأُبَيْتِرَ من قومه ؟ يزعم أَنه خير منا ونحن أَهلُ الحَجيج وأَهلُ السِّدانَةِ وأَهلُ السِّقاية ؟، قال : أَنتم خير منه ، فأُنزلت : إِن شانئك هو الأَبتر ، وأُنزلت : أَلَمْ تَرَ إلى الَّذين أُوتوا نَصيباً من الكتاب يؤمنون بالجِبْتِ والطاغوتِ ويقولون للذين كفروا هؤلاء أَهدى من الذين آمنوا سبيلاً .
      ابن الأَثير : الأَبْتَرُ المُنْبَتِرُ الذي لا ولد له ؛ قيل : لم يكن يومئذٍ وُلِدَ لَهُ ، قال : وفيه نظر لأَنه ولد له قبل البعث والوحي إِلاَّ أَن يكون أَراد لم يعش له ولد ذكر .
      والأَبْتَرُ : المُعْدِمُ .
      والأَبْتَرُ : الخاسرُ .
      والأَبْتَرُ : الذي لا عُرْوَةَ له من المَزادِ والدِّلاء .
      وتَبَتَّر لَحْمهُ : انْمارَ .
      وبَتَرَ رَحِمَهُ يَبْتُرُها بَتْراً : قطعها .
      والأُباتِرُ ، بالضم : الذي يَبْتُرُ رحمه ويقطعها ؛ قال أَبو الرئيس المازني واسمه عبادة بن طَهْفَةَ يهجو أَبا حصن السلمي : لَئِيمٌ نَزَتْ في أَنْفِهِ خُنْزُ وانَهٌ ، على قَطْعِ ذي القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ قل ابن بري : كذا أَورده الجوهري والمشهور في شعره : شديدُ وِكاءٍ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِينَةٍ وسنذكره هنا .
      وقيل : الأُباتِرُ القصير كأَنه بُتِرَ عن التمام ؛ وقيل ؛ الأُباتِرُ الذي لا نَسْلَ لَه ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : شديدُ وِكاءٍ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِينَةٍ ، على قَطْعِ ذي القُرْبى أَحَذُّ أُباتِر ؟

      ‏ قال : أُباتِرُ يُسْرِعُ في بَتْرِ ما بينه وبين صديقه .
      وأَبْتَرَ الرجلُ إِذا أَعْطَى ومَنَعَ .
      والحُجَّةُ البَتْراءُ : النافذة ؛ عن ثعلب .
      والبُتَيْراءُ : الشمسُ .
      وفي حديث علي ، كرّم الله وجهه ، وسئل عن صلاة الأَضْحى أَو الضُّحى فقال : حين تَبْهَرُ البُتَيْراءُ الأَرضَ ؛ أَراد حين تنبسط الشمس على وجه الأَرض وترتفع .
      وأَبْتَرَ الرجلُ : صلى الضحى ، وهو من ذلك .
      وفي التهذيب : أَبْتَرَ الرجلُ إِذا صلى الضحى حين تُقَضِّبُ الشمسُ ، وتُقَضِّبُ الشمس أَي تُخرجُ شعاعَها كالْقُضْبان .
      ابن الأَعرابي : البُتَيْرَةُ تصغير البَتْرَةِ ، وهي الأَتانُ .
      والبُتْرِيَّةُ : فِرْقَةٌ من الزَّيدية نسبوا إِلى المغيرة بن سعد ولقبه الأَبْتَرُ .
      والبُتْرُ والبَتْراءُ والأُباتِرُ : مواضع ؛ قال القتال الكلابي : عَفَا النَّبْتُ بعدي فالعَرِيشَانِ فالبُتْرُ وقال الراعي : تَرَكْنَ رِجالَ العُنْظُوانِ تَنُوبُهُمْ ضِباعٌ خِفافٌ مِنْ وراءِ الأُباتِر "

    المعجم: لسان العرب

  6. بزز
    • " البَزُّ : الثياب ، وقيل : ضرب من الثياب ، وقيل : البَزُّ من الثياب أَمتعة البَزَّاز ، وقيل : البَزُّ متاع البيت من الثياب خاصة ؛

      قال : أَحسَن بيتٍ أَهَراً وبَزَّا ، كأَنما لُزَّ بصَخْرٍ لَزَّا والبَّزَّازُ : بائع البَزِّ وحِرْفَتُهُ البِزَازَةُ ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : شَمْطاءُ أَعلى بَزِّها مُطَرَّحُ يعني أَنها سمنت فسقط وَبَرُها وذلك لأَن الوبر لها كالثياب .
      والبِزَّة ، بالكسر : الهيئة والشَّارةُ واللِّبْسَةُ .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه ، لما دنا من الشام ولقيه الناس ، قال لأَسْلَمَ : إِنهم لم يروا على صاحبك بِزَّةَ قوم غضب الله عليهم ؛ البِزَّةُ : الهيئة ، كأَنه أَراد هيئة العجم .
      والبَزُّ والبِزَّةُ : السلاح يدخل فيه الدِّرْعُ والمِغْفَرُ والسيف ؛ قال الشاعر : ولا بِكَهامٍ بَزُّهُ عن عَدُوِّهِ ، إِذا هُوَ لاقَى حاسِراً أَو مُقَنَّعا فهذا يدل على أَنه السيف .
      أَبو عمرو : البَزَرُ : السلاح التامُّ ؛ قال الهذلي : فَوَيْلُ مِّ بَزٍّ جَرَّ شَعْلٌ على الحَصى ، ووُقِّرَ بَزٌّ ما هُنالك ضائعُ الوَقْرُ : الصدعُ .
      وُقِّرَ بَزٌّ أَي صُدِعَ وفُلِّلَ وصارت فيه وَقَراتٌ .
      وشَعْلٌ : لَقَبُ تأَبَّطَ شَرًّا وكان أَسَرَ قَيْسَ بن عَيْزَارَة الهذليَّ قائلَ هذا الشعر فسلبه سلاحه ودرعه ، وكان تأَبط شرّاً قصيراً فلما لبس درع قيس طالت عليه فسحبها على الحصى ، وكذلك سيفه لما تقلده طال عليه فسبحه فوقره لأَنه كان قصيراً فهذا يعني السلاح كله ؛ وقال الشاعر : كأَنِّي إِذْ غَدَوْا ضَمَّنْتُ بَزِّي ، من العِقْبَانِ ، خائِتَةً طَلُوبا أَي سلاحي .
      والبِزِّيزَى : السلاح .
      والبَزُّ : السَّلْبُ ، ومنه قولهم في المثل : من عَزَّ بَزَّ ؛ معناه من غَلَبَ سَلَبَ ، والاسم البِزِّيزَى كالخِصِّيصَى وهو السَّلْبُ .
      وابْتَزَزْتُ الشيءَ : اسْتَلَبْتُه .
      وبَزَّهُ يَبُزُّهُ بَزًّا : غلبه وغصبه .
      وبَزَّ الشيءَ يَبُزُّ بَزًّا : انتزعه .
      وبَزَّهُ ثيابَهُ بَزًّا .
      وبَزَّه : حَبَسَه .
      وحكي عن الكسائي : لن يأْخذه أَبداً بَزَّةً مني أَي قَسْراً .
      وابْتَزَّهُ ثيابَه : سَلبَهُ إِياها .
      وفي حديث أَبي عبيدة : إِنه سيكون نبُوَّةٌ ورحمةٌ ثم كذا وكذا ثم يكون بِزِّيزَى وأَخْذ أَموال بغير حق ؛ البِزِّيزَى ، بكسر الباء وتشديد الزاي الأُولى والقصر : السَّلْبُ والتَّغَلُّبُ ، ورواه بعضهم بَزْبَزِيّاً .
      قال الهَرَوِيُّ : عرضته على الأَزهري فقال : هذا لا شيء ، قال : وقال الخطابي إِن كان محفوظاً فهو من البَزْبَزة ، الإِسراع في السير ، يريد به عَسْفَ الوُلاةِ وإِسراعَهم إِلى الظلم ، فمن الأَول الحديث فَيَبْتَزُّ ثيابي ومتاعي أَي يُجَرِّدُني منها ويغلبني عليها ، ومن الثاني الحديث الآخر : من أَخرج ضيفه * قوله « من أخرج ضيفه » كذا بالأصل والنهاية فلم يَجِدْ إِلاَّ بَزْبَزِيّاً فيردّها .
      قال : هكذا جاء في مسند أحمد بن حنبل ، رحمه الله .
      ويقال : ابْتَزَّ الرجلُ جاريتَهُ من ثيابها إِذا جَرَّدَها ؛ ومنه قول امرئ القيس : إِذا ما الضَّجِيعُ ابْتَزَّها من ثيابها ، تَميلُ عليه هَوْنَةً غيرَ مِتْفالِ وقول خالد بن زهير الهذلي : يا قَوْمُ ، ما لي وأَبا ذؤيبِ ، كنتُ إِذا أَتَوْتُهُ من غَيْبِ يَشُمُّ عِطْفِي ويَبُزُّ ثَوْبي ، كأَنني أَرَبْتُهُ بِرَيبِ أَي يَجْذِبُه إِليه .
      وغلام بُزْبُزٌ : خفيف في السفر ؛ عن ثعلب .
      ابن الأَعرابي : البُزْبُزُ الغلام الخفيفُ الرُّوحِ .
      وبَزْبَزَ الرجلُ وعَبَّدَ إِذا انهزم وفَرَّ .
      والبَزْبازُ والبُزابِزُ : السريعُ في السير ؛

      قال : لا تَحْسِبِنِّي ، يا أُمَيْمُ ، عاجِزَا إِذا السِّفارُ طَحْطَحَ البَزابِزَ ؟

      ‏ قال ابن سيده : كذا أَنشده ابن الأَعرابي ، بفتح الباء على أَنه جمع بَزْبازٍ .
      والبَزْبَزَةُ : الشِّدَّة في السوق ونحوه ، وقيل : كثرة الحركة والاضطراب ؛ وقال الشاعر : ثم اعْتَلاها فَزَحاً وارْتَهَزَا ، وساقَها ثَمَّ سِياقاً بَزْبَزَا والبَزْبَزَةُ : معالجة الشيء وإِصلاحه ؛ يقال للشيء الذي أُجيد صنعته : قد بَزْبَزْتُه ؛

      وأَنشد : وما يَسْتَوِي هِلْباجَةٌ مُتَنَفِّخٌ وذو شُطَبٍ ، قد بَزْبَزَتْه البَزابِزُ أَراد ما يستوي رجل ثقيل ضخم كأَنه لبن خاثر ورجل خفيف ماض في الأُمور كأَنه سيف ذو شطب قد سوّاه وصقله الصانع .
      والبُزَابِزُ : الشديد من الرجال إِذا لم يكن شجاعاً .
      ورجل بَزْبَزٌ وبُزَابِزٌ : للقوي الشديد من الرجال وإِن لم يكن شجاعاً .
      وفي حديث عن الأَعْشَى : أَنه تَعَرَّى بإِزاءِ قوم وسَمَّى فَرْجَه البَزْبازَ ورَجَزَ بِهِمْ ، قال : إِيهاً خُثَيْمُ حَرِّك البَزْبازا ، إِنَّ لنا مجالِساً كِنازَا أَبو عمرو : البَزْبازُ قَصَبَةٌ من حديد عَلَمُ فَم الكِيرِ يَنْفُخُ النارَ ، وأَنشد الرجز : إِيهاً خثيم حرك البزبازا وبَزْبَزُوا الرجلَ : تَعْتَعُوه ؛ عن ابن الأَعرابي .
      وبَزْبَزَ الشيء : رمى به ولم يردّه .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. بسم
    • " بَسَمَ يَبْسِم بَسْماً وابْتَسَمَ وتَبَسَّم : وهو أَقلُّ الضَّحِك وأَحَسنُه .
      وفي التنزيل : فَتَبَسَّم ضاحِكاً من قولها ؛ قال الزجاج : التَّبَسُّم أكثرُ ضَحِك الأَنبياء ، عليهم الصلاة والسلام .
      وقال الليث : بَسَمَ يَبْسم بَسْماً إذا فَتَح شَفَتَيه كالمُكاشِر ، وامرأَة بَسَّامةٌ ورجل بَسَّامٌ .
      وفي صفته ، صلى الله عليه وسلم : أَنه كان جلُّ ضَحِكهِ التَّبَسُّم .
      وابْتَسَمَ السحابُ عن البَرْق : انْكَلَّ عنه .
      "

    المعجم: لسان العرب



  8. بتل
    • " البَتْل : القَطْع .
      بَتَله يَبْتِله ويَبْتُله بَتْلاً وبَتَّله فانْبَتَل وتَبَتَّل : أَبانَه من غيره ، ومنه قولهم : طلقها بَتَّةً بَتْلَةً ؛ وقول ذي الرمة : رَخِيمات الكَلام مُبَتَّلات ، جواعل في البَرَى قَصَباً خِدَال ؟

      ‏ قال ابن سيده : زعم الفارسي أَن الكسر رواية وجاء به شاهداً على حذف المفعول ؛ أَراد مُبَتِّلات الكلام مُقَطَّعات له .
      وفي حديث حذيفة : أُقيمت الصلاة فَتَدافَعُوها وأَبَوْا إِلا تقديمَه ، فلما سَلَّم ، قال : لَتَبْتِلُنَّ لها إِماماً أَو لَتُصَلُّنَّ وُحْداناً ، معناه لتَنْصِبُنَّ لكم إِماماً وتَقْطَعُنَّ الأَمرَ بإِمامته من البَتْلِ القَطْعِ ؛ قال ابن الأَثير : أَورده أَبو موسى في هذا الباب وأَورده الهروي في باب الباء واللام والواو ، وشَرَحَه بالامتحان والاختبار من الابتلاء ، فتكون التاءَان فيها عند الهروي زائدتين الأُولى للمضارعة والثانية للافتعال ، وتكون الأُولى عند أَبي موسى زائدة للمضارعة والثانية أَصلية ، قال : وشرحه الخطابي في غريبه على الوجهين معاً .
      التهذيب : الأَصمعي المُبْتِل النَّخْلة يكون لها فَسِيلة قد انفردت واستغنت عن أُمّها فيقال لتلك الفَسِيلة البَتُول .
      ابن سيده : البَتُول والبَتِيل والبَتِيلة من النخْل الفَسِيلة المُنْقَطِعةُ عن أُمها المستغنيةُ عنها .
      والمُبْتِلةُ : أُمُّها ، يستوي فيه الواحد والجمع ؛ وقول المتنخل الهذلي : ذَلِكَ ما دِينُكَ ، إِذ جُنِّبَتْ أَجْمالُها كالبُكُرِ المُبْتل إِنما أَراد جمع مُبْتِلة كتَمْرة وتَمْر ، وقوله ذلك ما دينك أَي ذلك البكاء دينك وعادتك ، والبُكُر : جمع بَكُور وهي التي تُدرك أَوّلَ النَّخْل ، وقد انْبتَلَت من أُمِّها وتَبَتَّلت واسْتَبْتَلَتْ ، وقيل : البَتْلَة من النخل الوَدِيَّة ، وقال الأَصمعي : هي الفَسِيلة التي بانت عن أُمها ، ويقال للأُم مُبْتِل .
      والبَتْل : الحَقُّ ، بَتْلاً أَي حقّاً ؛ ومنه : صَدَقَة بَتْلة أَي منقطعة عن صاحبها كبَتَّة أَي قَطَعها من ماله ، وأَعطيته عطاء بَتْلاً أَي مُنْقَطعاً ، إِما أَن يريد الغاية أَي أَنه لا يشبهه عطاء ، وإِما أَن يريد أَنه لا يعطيه عطاءً بعده .
      وحَلَف يميناً بَتْلَة أَي قَطَعَها .
      وتَبَتَّلَ إِلى الله تعالى : انقطع وأَخلص .
      وفي التنزيل : وتَبَتّل إِليه تبتيلاً ؛ جاء المصدر فيه على غير طريق الفعل ، وله نظائر ، ومعناه أَخْلِصْ له إِخْلاصاً .
      والتَّبَتُّلُ : الانقطاع عن الدنيا إِلى الله تعالى ، وكذلك التبتيل .
      يقال للعابد إِذا ترك كل شيء وأَقبل على العبادة : قد تَبَتَّل أَي قطع كُلَّ شيء إِلا أَمْرَ الله وطاعتَه .
      وقال أَبو إِسحق : وتَبَتَّلْ إِليه ، أَي انقطِعْ إِليه في العبادة ؛ وكذلك صدقة بَتْلَة أَي مُنْقَطِعة من مال المتصدّق بها خارجة إِلى سبيل الله ؛ والأَصل في تبتل أَن تقول تبتلت تبتلاً ، فتبتيلاً محمول على معنى بَتِّل إِليه تبتيلاً .
      وانْبَتَل ، فهو مُنْبَتِل أَي انقطع ، وهو مثل المُنْبَتِّ ؛

      وأَنشد : كأَنَّه تيسُ إِرانٍ مُنْبَتِل ورجل أَبْتَل إِذا كان بعيدَ ما بَين المَنْكِبَينِ .
      وقد بتل يبتل بتلاً .
      والبَتُول من النساء : المنقطعة عن الرجال لا أَرَبَ لها فيهم ؛ وبها سُمِّيت مريمُ أُمُّ المَسيح ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، وقالوا لمريم العَذْراء البَتُول والبَتِيل لذلك ، وفي التهذيب : لتركها التزويج .
      والبَتُول من النساء : العَذْراء المنقطعة من الأَزواج ، ويقال : هي المنقطعة إِلى الله عز وجل عن الدنيا .
      والتَّبَتُّل : ترك النكاح والزهدُ فيه والانقطاع عنه .
      التهذيب : البتول كل امرأَة تنقبض من الرجال لا شهوة لها ولا حاجة فيهم ، ومنه التبتل وهو ترك النكاح ؛ وقال ربيعة بن مقروم الضبي : لو أَنَّها عَرَضَتْ لأَشْمَطَ راهِبٍ ، عَبَدَ الإِلهَ ، صَرُورَةٍ مُتَبَتِّل وروى سعيد بن المسيب أَنه سمع سعد بن أَبي وقاص يقول : لقد ردَّ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، على عثمان بن مظعون التَّبَتُّل ولو أَحَلَّه لاخْتَصَيْنا ، وفسر أَبو عبيد التَّبَتُّل بنحو ما ذكرنا .
      وفي الحديث : لا رَهْبانيَّة ولا تَبَتُّل في الإِسلام ؛ والتَّبَتُّلُ : الانقطاع عن النساء وترك النكاح ، وأَصل البَتْلِ القَطْع .
      وسئل أَحمد بن يحيى عن فاطمة ، رضوان الله عليها ، بنت سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : لم قيل لها البَتُول ؟ فقال : لانقطاعها عن نساء أَهل زمانها ونساء الأُمة عفافاً وفضلاً وديناً وحسباً ، وقيل : لانقطاعها عن الدنيا إِلى الله عز وجل .
      وامرأَة مُبَتَّلة الخَلْق أَي منْقطعة الخَلْق عن النساء لها عليهن فضل ؛ من ذلك قول الأَعشى : مُبَتَّلة الخَلْقِ مِثْل المَهَا ةِ ، لمْ تَرَ شَمْساً ولا زَمْهَرِيرا وقيل : المُبَتَّلة التامة الخَلْقِ ؛

      وأَنشد لأَبي النجم : طَالَتْ إِلى تَبْتِيلِها في مَكْرِ أَي طالت في تمام خَلْقِها ؛ وقيل : تَبْتِيل خَلْقِها انفراد كل شيء منها بحسنه لا يتكل بعضُه على بعض .
      قال ابن الأَعرابي : المبتلة من النساء الحسَنة الخَلْقِ لا يَقْصُر شيء عن شيء ، لا تكون حَسَنة العين سَمِجَة الأَنف ، ولا حَسَنة الأَنف سَمِجَة العين ، ولكن تكون تامَّة ؛ قال غيره : هي التي تفرّد كل شيء منها بالحسن على حِدَتِه .
      والمُبَتَّلة من النساء : التي بُتِّلَ حسنها على أَعضائها أَي قُطِّع ، وقيل : هي التي لم يَرْكَبْ بعضُ لحمها بعضاً فهو لذلك مُنْماز ؛ وقال اللحياني : هي التي في أَعضائها استرسال لم يركب بعضه بعضاً ، والأَول أَقرب إِلى الاشتقاق ، وجمل مُبَتَّل كذلك .
      الجوهري : امرأَة مُبَتَّلة ، بتشديد التاء مفتوحةً ، أَي تامَّة الخَلْق لم يركب لحمها بعضه بعضاً ، ولا يوصف به الرجل ؛

      وأَنشد بيت ذي الرمة : رَخِيمات الكَلامِ مُبَتَّلات

      ويقال للمرأَة إِذا تزينت وتحسنت : إِنها تتبتل ، وإِذا تركت النكاح فقد تبتلت ، وهذا ضدّ الأَول ، والأَول مأْخوذ من المُبَتَّلة التي تم حسن كل عضو منها .
      والبَتِيلة : كل عضو مكتنز مُنْمازٍ .
      الليث : البَتِيلَةُ كل عضو بلحمه مُكْتَنز من أَعضاء اللحم على حِيَاله ، والجمع بتائل ؛

      وأَنشد : إِذا المُتُونُ مَدَّتِ البَتَائلا وفي الحديث : بَتَل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، العُمْرَى أَي أَوجبها ومَلَّكَها مِلْكاً لا يتطرق إِليه نقض ، والعُمْرَى بَتَاتٌ (* قوله « والعمرى بتات » هكذا في الأصل ).
      وفي حديث النضر بن كَلدة : والله ، يا مَعْشر قريش ، لقد نزل بكم أَمر ما أَبْتَلْتم بَتْله .
      يقال : مَرَّ على بَتِيلة من رأْيه ومُنْبَتِلة أَي عَزِيمة لا تُرَدُّ .
      وانْبَتَل في السير : مضى وجدّ ؛ قال الخطابي : هذا خطأ ، والصواب ما انْتَبَلْتم نَبْله أَي ما انتبهتم له ولم تعلموا عِلْمَه .
      تقول العرب : أَنْذرْتُكَ الأَمرَ فلم تَنْتَبِلْ نَبْله أَي لم تَنْتَبه له ، قال : فحينئذ يكون من باب النون لا من باب الباء .
      والبَتِيلة : العَجُز في بعض اللغات لانقطاعه عن الظهر ؛

      قال : إِذا الظهور مَدَّتِ البَتَائِلا والبَتْل : تمييز الشيء من غيره .
      والبُتُل : كالمَسايل في أَسفل الوادي ، واحدها بَتِيلٌ .
      وبَتِيلُ اليَمامة : جَبَل هنالك ، وهو البَتِيل أَيضاً ؛

      قال : فإِنَّ بني ذُبْيان حيث عَلِمْتُمُ ، بجِزْعِ البَتِيلِ ، بَينَ بادٍ وحاضِرِ "

    المعجم: لسان العرب

  9. بكر
    • " البُكْرَةُ : الغُدْوَةُ .
      قال سيبويه : من العرب من يقول أَتيتك بُكْرَةً ؛ نَكِرَةٌ مُنَوَّنٌ ، وهو يريد في يومه أَو غده .
      وفي التنزيل العزيز : ولهم زرقهم فيها بُكرة وعشيّاً .
      التهذيب : والبُكْرَةُ من الغد ، ويجمع بُكَراً وأَبْكاراً ، وقوله تعالى : وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عذابٌ مُسْتَقِرّ ؛ بُُكْرَةٌ وغُدْوَةٌ إِذا كانتا نكرتين نونتا وصرفتا ، وإذا أَرادوا بهما بكرة يومك وغداة يومك لم تصرفهما ، فبكرة ههنا نكرة .
      والبُكُور والتَّبْكيرُ : الخروج في ذلك الوقت .
      والإبْكارُ : الدخول في ذلك الوقت .
      الجوهري : وسِيرَ علي فرسك بُكْرَةً وبَكَراً كما تقول سَحَراً .
      والبَكَرُ : البُكْرَةُ .
      وقال سيبويه : لا يُستعمل الا ظرفاً .
      والإبْكارُ : اسم البُكْرَةِ الإصباح ، هذا قول أَهل اللغة ، وعندي أَنه مصدر أَبْكَرَ .
      وبَكَرَ على الشي وإِليه يَبْكُرُ بُكُوراً وبكَّرَ تَبْكِيراً وابْتَكَرَ وأَبْكَرَ وباكَرَهُ : أَتاهُ بُكْرةً ، كله بمعنى .
      ويقال : باكَرْتُ الشيء إِذا بكَّرُت له ؛ قال لبيد : باكَرْتُ جاجَتَها الدجاجَ بِسُحْرَةٍ معناه بادرت صقيع الديك سحراً إِلى حاجتى .
      ويقال : أَتيته باكراً ، فمن جعل الباكر نَعْتاً ، قال للأُنثى باكِرَةٌ ، ولا يقال بَكُرَ ولا بَكِرَ إِذا بَكَّرَ ، ويقال : أَتيته بُكرة ، بالضم ، أَي باكِراً ، فإِن أَردت به بُكْرَةَ يوم بعينه ، قلت : أَتيته بُكْرَةَ ، غير مصروف ، وهي من الظروف التي لا تتمكن .
      وكل من بادر إلى شيء ، فقد أَبكر عليه وبَكَّرَ أَيَّ وَقْتٍ كانَ .
      يقال : بَكِّرُوا بصلاة المغرب أَي صَلُّوها عند سقوط القُرْص .
      وقوله تعالى : بالعَشِيِّ والإِبْكارِ ؛ جعل الإِبكار وهو فعل يدل على الوقت وهو البُكْرَةُ ، كما ، قال تعالى : بالغُدوّ والآصال ؛ جعل الغدوّ وهو مصدر يدل على الغداة .
      ورجل بَكُرٌ في حاجته وبَكِرٌ ، مثل حَذُرٍ وحَذِرٍ ، وبَكِيرٌ ؛ صاحب بُكُورٍ قَوِيٍّ على ذلك ؛ وبَكِرٌ وبَكِيرٌ : كلاهما على النسب إِذ لا فعل له ثلاثياً بسيطاً .
      وبَكَرَ الرجلُ : بَكَّرَ .
      وحكى اللحياني عن الكسائي : جِيرانُك باكِرٌ ؛

      وأَنشد : يا عَمْرُو جِيرانُكُمُ باكِرُ ، فالقلبُ لا لاهٍ ولا صابِر ؟

      ‏ قال ابن سيده : وأُراهم يذهبون في ذلك إِلى معنى القوم والجمع لأن لفظ الجمع واحد ، إِلاَّ أَن هذا إِنما يستعمل إِذا كان الموصوف معرفة لا يقولون جِيرانٌ باكِرٌ ؛ هذا قول أَهل اللغة ؛ قال : وعندي أَنه لا يمتنع جِيرانٌ باكِرٌ كما لا يمتنع جِيرانُكُمْ باكِرٌ .
      وأَبْكَرَ الوِرْدَ والغَداءَ إِبْكاراً : عاجَلَهُما .
      وبَكَرْتُ على الحاجة بُكُوراً وغَدَوْتُ عليها غُدُوّاً مثل البُكُورِ ، وأَبْكَرْتُ غيري وأَبْكَرْتُ الرجلَ على صاحبه إِبكاراً حتى بَكَرَ إِليه بُكُوراً .
      أَبو زيد : أَبْكَرْتُ على الوِرْدِ إِبْكاراً ، وكذلك أَبكرت الغداء .
      وأَبْكَرَ الرجلُ : وردت إِبله بُكْرَةً .
      ابن سيده : وبَكَّرَهُ على أَصحابه وأَبْكَرةً عليهم جعله يَبْكُرُ عليهم .
      وبَكِرَ : عَجِلَ .
      وبَكَّرَ وتَبَكَّرَ وأَبْكَرَ : تقدّم .
      والمُبْكِرُ والباكُورُ جميعاً ، من المطر : ما جاء في أَوَّل الوَسْمِيِّ .
      والباكُورُ من كل شيء : المعَجَّلُ المجيء والإِدراك ، والأُنثى باكورة ؛ وباكورة الثمرة منه .
      والباكورة : أَوَّل الفاكهة .
      وقد ابْتَكَرْتُ الشيءَ إِذا استوليت على باكورته .
      وابْتَكَرَ الرجلُ : أَكل باكُورَةَ الفاكهة .
      وفي حديث الجمعة : من بَكَّرَ يوم الجمعة وابْتَكَرَ فله كذا وكذا ؛ قالوا : بَكَّرَ أَسرع وخرج إِلى المسجد باكراً وأَتى الصلاة في أَوّل وقتها ؛ وكل من أَسرع إِلى شيء ، فقد بَكَّرَ إِليه .
      وابْتَكَرَ : أَدرك الخُطْبَةَ من أَوَّلها ، وهو من الباكورة .
      وأَوَّلُ كُلِّ شيء : باكُورَتُه .
      وقال أَبو سعيد في تفسير حديث الجمعة : معناه من بكر إِلى الجمعة قبل الأَذان ، وإِن لم يأْتها باكراً ، فقد بَكَّرْ ؛ وأَما ابْتِكارُها فأَنْ يُدْرِكَ أَوَّلَ وقتها ، وأَصلُه من ابْتِكارِ الجارية وهو أَخْذُ عُذْرَتها ، وقيل : معنى اللفظين واحد مثل فَعَلَ وافْتَعَلَ ، وإِنما كرر للمبالغة والتوكيد كما ، قالوا : جادٌّ مُجِدُّ .
      قال : وقوله غَسَلَ واغْتَسَلَ ، غَسَل أَي غسل مواضع الوضوء ، كقوله تعالى : فاغسلوا وجوهكم ؛ واغتسل أَي غسل البدن .
      والباكور من كل شيء : هو المُبَكِّرُ السريع الإِدْراكِ ، والأُنثى باكُورَةٌ .
      وغيث بَكُورٌ : وهو المُبَكِّرُ في أَوَّل الوَسْمِيّ ، ويقال أَيضاً : هو الساري في آخر الليل وأَول النهار ؛ وأَنشد : جَرَّرَ السَّيْلُ بها عُثْنُونَهُ ، وتَهادَتْها مَداليجٌ بُكُرْ وسحابة مِدْلاجٌ بَكُورٌ .
      وأَما قول الفرزدق : أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقْطَفُ ؛ قال : واحدها بِكْرٌ وهو الكَرْمُ الذي حمل أَوّل حمله .
      وعَسَلٌ أَبْكارٌ : تُعَسِّلُه أَبْكارُ النحل أَي أَفتاؤها ويقال : بل أَبْكارُ الجواري تلينه .
      وكتب الحجاج إِلى عامل له : ابعثْ إِلَيَّ بِعَسَلِ خُلاَّر ، من النحل الأَبكار ، من الدستفشار ، الذي لم تمسه النار ؛ يريد بالأَبكار أَفراخ النحل لأَن عسلها أَطيب وأَصفى ، وخلاّر : موضع بفارس ، والدستفشار : كلمة فارسية معناها ما عَصَرَتْهُ الأَيْدِي ؛ وقال الأَعشى : تَنَحَّلَها ، مِنْ بَكارِ القِطاف ، أُزَيْرقُ آمِنُ إِكْسَادِهَا بكار القطاف : جمع باكر كما يقال صاحِبٌ وصِحابٌ ، وهو أَول ما يُدْرِك .
      الأَصمعي : نار بِكْرٌ لم تقبس من نار ، وحاجة بِكْرٌ طُلبت حديثاً .
      وأَنا آتيك العَشِيَّةَ فأُبَكِّر أَي أُعجل ذلك ؛

      قال : بَكَرَتْ تَلُومُكَ ، بَعْدَ وَهْنٍ في النِّدَى ؛ بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلامَتِي وعِتابي فجعل البكور بعد وهن ؛ وقيل : إِنما عنى أَوَّل الليل فشبهه بالبكور في أَول النهار .
      وقال ابن جني : أَصل « ب ك ر » إِنما هو التقدم أَيَّ وقت كان من ليل أَو نهار ، فأَما قول الشاعر : « بكرت تلومك بعد وهن » فوجهه أَنه اضطر فاستعمل ذلك على أَصل وضعه الأَول في اللغة ، وترك ما ورد به الاستعمال الآن من الاقتصار به على أَول النهار دون آخره ، وإِنما يفعل الشاعر ذلك تعمداً له أَو اتفاقاً وبديهة تهجم على طبعه .
      وفي الحديث ؛ لا يزال الناس بخير ما بَكَّرُوا بصلاة المغرب ؛ معناه ما صلَّوها في أَول وقتها ؛ وفي رواية : ما تزال أُمتي على سُنَّتي ما بَكَّرُوا بصلاة المغرب .
      وفي حديث آخر : بَكِّرُوا بالصلاة في يوم الغيم ، فإِنه مَن ترك العصر حبط عمله ؛ أَي حافظوا عليها وقدّموها .
      والبِكِيرَةُ والباكُورَةُ والبَكُورُ من النخل ، مثل البَكِيرَةِ : التي تدرك في أَول النخل ، وجمع البَكُورِ بُكُرٌ ؛ قال المتنخل الهذلي : ذلك ما دِينُك ، إِذ جُنِّبَتْ أَحْمالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ وصف الجمع بالواحد كأَنه أَراد المُبْتِلَةَ فحذف لأَن البناء قد انتهى ، ويجوز لأَن يكون المُبْتِل جمع مُبْتِلَة ، وإِن قلّ نظيره ، ولا يجوز أَن يعني بالبُكُرِ ههنا الواحدة لأَنه إِنما نعت حُدوجاً كثيرة فشبهها بنخيل كثيرة ، وهي المِبْكارُ ؛ وأَرْضٌ مِبْكار : سريعة الإِنبات ؛ وسحابة مِبكار وبَكُورٌ : مِدْلاجٌ من آخر الليل ؛ وقوله : إِذا وَلَدَتْ قَرَائبُ أُمِّ نَبْلٍ ، فذاكَ اللُّؤْمُ واللَّقَحُ البَكُورُ ( قوله : « نبل » بالنون والباء الموحدة كذا في الأَصل ).
      أَي إِنما عجلت بجمع اللؤْم كما تعجل النخلة والسحابة .
      وبِكرُ كُلِّ شيء : أَوّله ؛ وكُلُّ فَعْلَةٍ لم يتقدمها مثلها ، بِكْرٌ .
      والبِكْرُ : أَوَّل ولد الرجل ، غلاماً كان أَو جارية .
      وهذا بِكْرُ أَبويه أَي أَول ولد يولد لهما ، وكذلك الجارية بغير هاء ؛ وجمعهما جميعاً أَبكار .
      وكِبْرَةُ ولد أَبويه : أَكبرهم .
      وفي الحديث : لا تُعَلِّمُوا أَبْكارَ أَولادكم كُتُبَ النصارى ؛ يعني أَحداثكم .
      وبِكْرُ الرجل بالكسر : أَوّل ولده ، وقد يكون البِكْرُ من الأَولاد في غير الناس كقولهم بِكْرُ الحَيَّةِ .
      وقالوا : أَشدّ الناس بِكْرٌ ابنُ بِكْرَيْن ، وفي المحكم : بِكْرُ بِكْرَيْن ؛

      قال : يا بِكْرَ بِكْرَيْنِ ، ويا خِلْبَ الكَبِدْ ، أَصبَحتَ مِنِّي كذراع مِنْ عَضُدْ والبِكْرُ : الجارية التي لم تُفْتَضَّ ، وجمعها أَبْكارٌ .
      والبِكْرُ من النساء : التي لم يقربها رجل ، ومن الرجال : الذي لم يقرب امرأَة بعد ؛ والجمع أَبْكارٌ .
      ومَرَةٌ بِكْرٌ : حملت بطناً واحداً .
      والبِكْرُ : العَذْراءُ ، والمصدر البَكارَةُ ، بالفتح .
      والبِكْرُ : المرأَة التي ولدت بطناً واحداً ، وبِكْرُها ولدها ، والذكر والأُنثى فيه سواء ؛ وكذلك البِكْرُ من الإِبل .
      أَبو الهيثم : والعرب تسميى التي ولدت بطناً واحداً بِكْراً بولدها الذي تَبْتَكْرُ به ، ويقال لها أَيضاً بِكْرٌ ما لم تلد ، ونحو ذلك ، قال الأَصمعي : إِذا كان أَوّل ولد ولدته الناقة فهي بِكْرٌ .
      وبقرة بِكْرٌ : فَتِيَّةٌ لم تَحْمِلْ .
      ويقال : ما هذا الأَمر منك بِكْراً ولا ثِنْياً ؛ على معنى ما هو بأَوّل ولا ثان ؛ قال ذو الرمة : وقُوفاً لَدَى الأَبْوابِ ، طُلابَ حاجَةٍ ، عَوانٍ من الحاجاتِ ، أَو حاجَةً بِكْرَا أَبو البيداء : ابْتَكَرَتِ الحاملُ إِذا ولدت بِكْرَها ، وأَثنت في الثاني ، وثَلَّثَتْ في الثالث ، وربعت وخمست وعشرت .
      وقال بعضهم : أَسبعت وأَعشرت وأَثمنت في الثامن والسابع والعاشر .
      وفي نوادر الأَعراب : ابْتَكَرَتِ المرأَةُ ولداً إِذا كان أَول ولدها ذكراً ، واثْتَنَيَتْ جاءت بولدٍ ثِنْيٍ ، واثْتَنَيْتُ وَلَدَها الثالث ، وابْتَكَرْتُ أَنا واثْنَيَلتُ واثْتَلَثْتُ .
      والبِكْرُ : النَّاقَةُ التي ولدت بطناً واحداً ، والجمع أَبْكارٌ ؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي : وإِنَّ حَدِيثاً مِنْكِ لَوْ تَبْذُلِينَهُ ، جَنَى النَّحْلِ في أَلْبانِ عُودٍ مَطافِلِ مَطافِيلِ أَبْكارٍ حَدِيثٍ نِتَاجُها ، تُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المَفَاصِلِ وبِكْرُها أَيضاً : وَلَدُها ، والجمع أَبْكارٌ وبِكارٌ .
      وبقرة بِكْرٌ : لم تَحْمِلْ ، وقيل : هي الفَتِيَّةُ .
      وفي التنزيل : لا فارِضٌ ولا بِكْرٌ ؛ أَي ليست بكبيرة ولا صغيرة ، ومعنى ذلك : بَيْنَ البِكْرِ والفارِضِ ؛ وقول الفرزدق : إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَدِيثَ ، كَأَنَّهُ جَنعى النَّحْل أَوْ أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ عني الكَرْمَ البِكْرَ الذي لم يحمل قبل ذلك ؛ وكذلك عَمَلُ أَبْكار ، وهو الذي عملته أَبْكار النحل .
      وسحابة بكْرٌ : غَزيرَةٌ بمنزلة البكْرِ من النساء ؛ قال ثعلب : لأَن دمها أَكثر من دم الثيِّب ، وربما قيل : سَحابٌ بكْرٌ ؛ أَنشد ثعلب : ولَقَدْ نَظَرْتُ إِلى أَغَرَّ مُشَهَّرٍ ، بِكْرٍ تَوَسَّنَ في الخَمِيلَةِ عُونَا وقول أَبي ذؤيب : وبِكْرٍ كُلَّمَا مُسَّتْ أَصَاتَتْ ، تَرَنُّمَ نَغْمِ ذي الشُّرُعِ العَتِيقِ إِنما عنى قوساً أَوَّل ما يرمي عنها ، شبه ترنمها بنغم ذي الشُّرُع وهو العود الذي عليه أَوتار .
      والبِكْرُ : الفَتِيُّ من الإِبل ، وقيل : هو الثَّنيُّ إِلى أَن يُجْذِعَ ، وقيل : هو ابن المخاض إِلى أَن يُثْنِيَ ، وقيل : هو ابن اللَّبُونِ ، والحِقُّ والجَذَعُ ، فإِذا أَثْنى فهو جَمَلٌ وهي ناقة ، وهو بعير حتى يَبْزُلَ ، وليس بعد البازل سِنُّ يُسَمَّى ، ولا قبل الثَّنهيِّ سنّ يسمى ؛ قال الأَزهري : هذا قول ابن الأَعرابي وهو صحيح ؛

      قال : وعليه شاهدت كلام العرب ، وقيل : هو ما لم يَبْزُلْ ، والأُنثى بِكْرَةٌ ، فإِذا بَزَلا فجمل وناقة ، وقيل : البِكْرُ ولد الناقة فلم يُحَدَّ ولا وُقِّتَ ، وقيل : البِكْرُ من الإِبل بمنزلة الفَتِيِّ من الناس ، والبِكْرَةُ بمنزلة الفتاة ، والقَلُوصُ بمنزلة الجارية ، والبَعِيرُ بمنزلة الإِنسان ، والجملُ بمنزلةِ الرجلِ ، والناقةُ بمنزلةِ المرأَةِ ، ويجمع في القلة على أَبْكُرٍ .
      قال الجوهري : وقد صغره الراجز وجمعه بالياء والنون فقال : قَدْ شَرِبَتْ إِلاَّ الدُّهَيْدِهِينَا قُلَيِّصَاتٍ وأُبَيْكِريِنَا وقيل في الأُنثى أَيضاً : بِكْرٌ ، بلا هاء .
      وفي الحديث : اسْتَسْلَفَ رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، من رجل بَكْراً ؛ البَكر ، بالفتح : الفَتِيُّ من الإِبل بمنزلة الغلام من الناس ، والأُنثى بَكْرَةٌ ، وقد يستعار للناس ؛ ومنه حديث المتعة : كأَنها بَكْرَةٌ عَيْطاء أَي شابة طويلة العنق في اعتدال .
      وفي حديث طهفة : وسقط الأُملوج من البكارة ؛ البِكارة ، بالكسر : جمع البَكْرِ ، بالفتح ؛ يريد أَن السِّمَنَ الذي قد علا بِكَارَةَ الإِبل بما رعت من هذا الشجر قد سقط عنها فسماه باسم المرعى إِذ كان سبباً به ؛ وروى بيت عمرو بن كلثوم : ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بَكْرٍ ، غذاها الخَفْضُ لم تَحْمِلْ جَنِينَ ؟

      ‏ قال ابن سيده : وأَصح الروايتين بِكر ، بالكسر ، والجمع القليل من كل ذلك أَبْكارٌ ؛ قال الجوهري : وجمع البَكْرِ بِكارٌ مثل فَرْخٍ وفِرَاخٍ ، وبِكارَةٌ أَيضاً مثل فَحْلٍ وفِحالَةٍ ؛ وقال سيبويه في قول الراجز : قليِّصات وأُبيكرينا جمعُ الأَبْكُرِ كما تجمع الجُزُرَ والطُّرُقَ ، فتقول : طُرُقاتٌ وجُزُراتٌ ، ولكنه أَدخل الياء والنون كما أَدخلهما في الدهيدهين ، والجمع الكثير بُكْرانٌ وبِكارٌ وبَكارَةٌ ، والأُنثى بَكْرَةٌ والجمع بِكارٌ ، بغير هاء ، كعَيْلَةٍ وعِيالٍ .
      وقال ابن الأَعرابي : البَكارَةُ للذكور خاصة ، والبَكارُ ، بغير هاء للإناث .
      وبَكْرَةُ البئر : ما يستقى عليها ، وجمعها بَكَرٌ بالتحريك ، وهو من شواذ الجمع لأَن فَعْلَةً لا تجمع على فَعَلٍ إِلاَّ أَحرفاً مثل حَلْقَةٍ وحَلَقٍ وحَمْأَةٍ وحَمَإِ وبَكْرَةٍ وبَكَرٍ وبَكَرات أَيضاً ؛ قال الراجز : والبَكَرَاتُ شَرُّهُنَّ الصَّائِمَهْ يعني التي لا تدور .
      ابن سيده : والبَكْرَةُ والبَكَرَةُ لغتان للتي يستقى عليها وهي خشبة مستديرة في وسطها مَحْزُّ للحبل وفي جوفها مِحْوَرٌ تدور عليه ؛ وقيل : هي المَحَالَةُ السَّريعة .
      والبَكَراتُ أَيضاً : الحَلَقُ التي في حِلْيَةِ السَّيْفِ شبيهة بِفَتَخِ النساء .
      وجاؤوا على بَكْرَةِ أَبيهم إِذا جاؤوا جميعاً على آخرهم ؛ وقال الأَصمعي : جاؤوا على طريقة واحدة ؛ وقال أَبو عمرو : جاؤوا بأَجمعهم ؛ وفي الحديث : جاءت هوازنُ على بَكْرَةِ أَبيها ؛ هذه كلمة للعرب يريدون بها الكثرة وتوفير العدد وأَنهم جاؤوا جميعاً لم يتخلف منهم أَحد .
      وقال أَبو عبيدة : معناه جاؤوا بعضهم في إِثر بعض وليس هناك بَكْرَةٌ في الحقيقة ، وهي التي يستقى عليها الماء العذب ، فاستعيرت في هذا الموضع وإِنما هي مثل .
      قال ابن بري :، قال ابن جني : عندي أَن قولهم جاؤوا على بكرة أَبيهم بمعنى جاؤوا بأَجمعهم ، هو من قولهم بَكَرْتُ في كذا أَي تقدّمت فيه ، ومعناه جاؤوا على أَوليتهم أَي لم يبق منهم أَحد بل جاؤوا من أَولهم إِلى آخرهم .
      وضربة بِكْرٌ ، بالكسر ، أَي قاطعة لا تُثْنَى .
      وفي الحديث : كانت ضربات عليّ ، عليه السلام ، أَبْكاراً إِذا اعْتَلَى قَدَّ وإِذا اعْتَرَضَ قَطَّ ؛ وفي رواية : كانت ضربات عليّ ، عليه السلام ، مبتكرات لا عُوناً أَي أَن ضربته كانت بِكراً يقتل بواحدة منها لا يحتاج أَن يعيد الضربة ثانياً ؛ والعُون : جمع عَوانٍ هي في الأَصل الكهلة من النساء ويريد بها ههنا المثناة .
      وبَكْرٌ : اسم ، وحكي سيبويه في جمعه أَبْكُرٌ وبُكُورٌ .
      وبُكَيْرٌ وبَكَّارٌ ومُبَكِّر : أَسماء .
      وبَنُو بَكْرٍ : حَيٌّ منهم ؛ وقوله : إِنَّ الذِّئَابَ قَدِ اخْضَرَّتْ بَراثِنُها ، والناسُ كُلُّهُمُ بَكْرٌ إِذا شَبِعُوا أَراد إِذا شبعوا تعادوا وتغاوروا لأَن بكراً كذا فعلها .
      التهذيب : وبنو بكر في العرب قبيلتان : إِحداهما بنو بكر بن عبد مناف بن كنانة ، والأُخرى بكر بن واثل بن قاسط ، وإِذا نسب إِليهما ، قالوا بَكْرِيُّ .
      وأَما بنو بكر بن كلاب فالنسبة إِليهم بَكْرْاوِيُّونَ .
      قال الجوهري : وإِذا نسبت إِلى أَبي بكر قلت بَكْرِيٌّ ، تحذف منه الاسم الأَول ، وكذلك في كل كنية .
      "

    المعجم: لسان العرب

  10. بعد
    • " البُعْدُ : خلاف القُرْب .
      بَعُد الرجل ، بالضم ، وبَعِد ، بالكسر ، بُعْداً وبَعَداً ، فهو بعيد وبُعادٌ ؛ هم سيبويه ، أَي تباعد ، وجمعهما بُعَداءُ ، وافق الذين يقولون فَعيل الذين يقولون فُعال لأَنهما أُختان ، وقد قيل بُعُدٌ ؛ وينشد قول النابغة : فتِلْكَ تُبْلِغُني النُّعْمانَ أَنَّ له فَضْلاً على الناسِ ، في الأَدْنى وفي البُعُدِ وفي الصحاح : وفي البَعَد ، بالتحريك ، جمع باعِدٍ مثل خادم وخَدَم ، وأَبْعده غيره وباعَدَه وبَعَّده تبعيداً ؛ وقول امرئ القيس : قَعَدْتُ له وصُحْبَتي بَيْنَ ضارِجٍ ، وبَيْنَ العُذَيْبِ بُعْدَ ما مُتَأَمَّلِ إِنما أَراد : يا بُعْدَ مُتَأَمَّل ، يتأَسف بذلك ؛ ومثله قول أَبي العيال : ‏ .
      ‏ رَزيَّةَ قَوْمِهِ لم يأْخُذوا ثَمَناً ولم يَهَبُوا (* قوله « رزية قومه إلخ » كذا في نسخة المؤلف بحذف أول البيت ).
      أَراد : يا رزية قومه ، ثم فسر الرزية ما هي فقال : لم يأْخذوا ثمناً ولم يهبوا .
      وقيل : أَرادَ بَعُدَ مُتَأَمَّلي .
      وقوله عز وجل ، في سورة السجدة : أُولئك يُنادَوْنَ من مكان بعيد ؛ قال ابن عباس : سأَلوا الردّ حين لا ردّ ؛ وقيل : من مكان بعيد ، من الآخرة إِلى الدنيا ؛ وقال مجاهد : أَراد من مكان بعيد من قلوبهم يبعد عنها ما يتلى عليهم لأَنهم إِذا لم يعوا فَهُمْ بمنزلة من كان في غاية البعد ، وقوله تعالى : ويقذفون بالغيب من مكان بعيد ؛ قال قولهم : ساحر كاهن شاعر .
      وتقول : هذه القرية بعيد وهذه القرية قريب لا يراد به النعت ولكن يراد بهما الاسم ، والدليل على أَنهما اسمان قولك : قريبُه قريبٌ وبَعيدُه بَعيدٌ ؛ قال الفراءُ : العرب إِذا ، قالت دارك منا بعيدٌ أَو قريب ، أَو ، قالوا فلانة منا قريب أَو بعيد ، ذكَّروا القريب والبعيد لأَن ال معنى هي في مكان قريب أَو بعيد ، فجعل القريب والبعيد خلفاً من المكان ؛ قال الله عز وجل : وما هي من الظالمين ببعيد ؛ وقال : وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً ؛ وقال : إن رحمة الله قريب من المحسنين ؛ قال : ولو أُنثتا وثنيتا على بعدت منك فهي بعيدة وقربت فهي قريبة كان صواباً .
      قال : ومن ، قال قريب وبعيد وذكَّرهما لم يثنّ قريباً وبعيداً ، فقال : هما منك قريب وهما منك بعيد ؛ قال : ومن أَنثهما فقال هي منك قريبة وبعيدة ثنى وجمع فقال قريبات وبعيدات ؛

      وأَنشد : عَشِيَّةَ لا عَفْراءُ منكَ قَريبةٌ فَتَدْنو ، ولا عَفْراءُ مِنكَ بَعيدٌ وما أَنت منا ببعيد ، وما أَنتم منا ببعيد ، يستوي فيه الواحد والجمع ؛ وكذلك ما أَنت منا بِبَعَدٍ وما أَنتم منا بِبَعَدٍ أَي بعيد .
      قال : وإِذا أَردت بالقريب والبعيد قرابة النسب أَنثت لا غير ، لم تختلف العرب فيها .
      وقال الزجاج في قول الله عز وجل : إِن رحمة الله قريب من المحسنين ؛ إِنما قيل قريب لأَن الرحمة والغفران والعفو في معنى واحد ، وكذلك كل تأْنيث ‏ ليس ‏ بحقيقي ؛ قال وقال الأَخفش : جائز أَن تكون الرحمة ههنا بمعنى المطر ؛ قال وقال بعضهم : يعني الفراءُ هذا ذُكِّرَ ليفصل بين القريب من القُرب والقَريب من القرابة ؛ قال : وهذا غلط ، كلُّ ما قَرُب في مكان أَو نَسَبٍ فهو جارٍ على ما يصيبه من التذكير والتأْنيث ؛ وبيننا بُعْدَةٌ من الأَرض والقرابة ؛ قال الأَعشى : بأَنْ لا تُبَغِّ الوُدَّ منْ مُتَباعِدٍ ، ولا تَنْأَ منْ ذِي بُعْدَةٍ إِنْ تَقَرَّبا وفي الدعاءِ : بُعْداً له نصبوه على إِضمار الفعل غير المستعمل إِظهاره أَي أَبعده الله .
      وبُعْدٌ باعد : على المبالغة وإِن دعوت به فالمختار النصب ؛ وقوله : مَدّاً بأَعْناقِ المَطِيِّ مَدَّا ، حتى تُوافي المَوْسِمَ الأَبْعَدَّا فإِنه أَراد الأَبعد فوقف فشدّد ، ثم أَجراه في الوصل مجراه في الوقف ، وهو مما يجوز في الشعر ؛ كقوله : ضَخْماً يحبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا وقال الليث : يقال هو أَبْعَد وأَبْعَدُونَ وأَقرب وأَقربون وأَباعد وأَقارب ؛

      وأَنشد : منَ الناسِ مَنْ يَغْشى الأَباعِدَ نَفْعُه ، ويشْقى به ، حتى المَماتِ ، أَقارِبُهْ فإِنْ يَكُ خَيراً ، فالبَعيدُ يَنالُهُ ، وإِنْ يَكُ شَرّاً ، فابنُ عَمِّكَ صاحِبُهْ والبُعْدانُ ، جمع بعيد ، مثل رغيف ورغفان .
      ويقال : فلان من قُرْبانِ الأَمير ومن بُعْدانِه ؛ قال أَبو زيد : يقال للرجل إِذا لم تكن من قُرْبان الأَمير فكن من بُعْدانِه ؛ يقول : إِذا لم تكن ممن يقترب منه فتَباعَدْ عنه لا يصيبك شره .
      وفي حديث مهاجري الحبشة : وجئنا إِلى أَرض البُعَداءِ ؛ قال ابن الأَثير : هم الأَجانب الذين لا قرابة بيننا وبينهم ، واحدهم بعيد .
      وقال النضر في قولهم هلك الأَبْعَد ، قال : يعني صاحبَهُ ، وهكذا يقال إِذا كنى عن اسمه .
      ويقال للمرأَة : هلكت البُعْدى ؛ قال الأَزهري : هذا مثل قولهم فلا مَرْحباً بالآخر إِذا كنى عن صاحبه وهو يذُمُّه .
      وقال : أَبعد الله الآخر ، قال : ولا يقال للأُنثى منه شيء .
      وقولهم : كبَّ الله الأَبْعَدَ لِفيه أَي أَلقاه لوجهه ؛ والأَبْعَدُ : الخائنُ .
      والأَباعد : خلاف الأَقارب ؛ وهو غير بَعِيدٍ منك وغير بَعَدٍ .
      وباعده مُباعَدَة وبِعاداً وباعدالله ما بينهما وبَعَّد ؛ ويُقرأُ : ربَّنا باعِدْ بين أَسفارِنا ، وبَعِّدْ ؛ قال الطرمَّاح : تُباعِدُ مِنَّا مَن نُحِبُّ اجْتِماعَهُ ، وتَجْمَعُ مِنَّا بين أَهل الضَّغائِنِ ورجل مِبْعَدٌ : بعيد الأَسفار ؛ قال كثَّير عزة : مُناقِلَةً عُرْضَ الفَيافي شِمِلَّةً ، مَطِيَّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ وقال الفراءُ في قوله عز وجل ، مخبراً عن قوم سبا : ربنا باعد بين أَسفارنا ؛ قال : قرأَه العوام باعد ، ويقرأُ على الخبر : ربُّنا باعَدَ بين أَسفارنا ، وبَعَّدَ .
      وبَعِّدْ جزم ؛ وقرئَ : ربَّنا بَعُدَ بَيْنَ أَسفارنا ، وبَيْنَ أَسفارنا ؛ قال الزجاج : من قرأَ باعِدْ وبَعِّدْ فمعناهما واحد ، وهو على جهة المسأَلة ويكون المعنى أَنهم سئموا الراحة وبطروا النعمة ، كما ، قال قوم موسى : ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأَرض ( الآية )؛ ومن قرأَ : بَعُدَ بينُ أَسفارنا ؛ فالمعنى ما يتَّصِلُ بسفرنا ؛ ومن قرأَ بالنصب : بَعُدَ بينَ أَسفارنا ؛ فالمعنى بَعُدَ ما بَيْنَ أَسفارنا وبَعُدَ سيرنا بين أَسفارنا ؛ قال الأَزهري : قرأَ أَبو عمرو وابن كثير : بَعَّد ، بغير أَلف ، وقرأَ يعقوب الحضرمي : ربُّنا باعَدَ ، بالنصب على الخبر ، وقرأَ نافع وعاصم والكسائي وحمزة : باعِدْ ، بالأَلف ، على الدعاءِ ؛ قال سيبويه : وقالوا بُعْدَك يُحَذِّرُهُ شيئاً من خَلْفه .
      وبَعِدَ بَعَداً وبَعُد : هلك أَو اغترب ، فهو باعد .
      والبُعْد : الهلاك ؛ قال تعالى : أَلا بُعْداً لمدين كما بَعِدَت ثمود ؛ وقال مالك بن الريب المازني : يَقولونَ لا تَبْعُدْ ، وَهُمْ يَدْفِنونَني ، وأَينَ مكانُ البُعْدِ إِلا مكانِيا ؟ وهو من البُعْدِ .
      وقرأَ الكسائي والناس : كما بَعِدَت ، وكان أَبو عبد الرحمن السُّلمي يقرؤها بَعُدَت ، يجعل الهلاك والبُعْدَ سواء وهما قريبان من السواء ، إِلا أَن العرب بعضهم يقول بَعُدَ وبعضهم يقول بَعِدَ مثل سَحُقَ وسَحِقَ ؛ ومن الناس من يقول بَعُد في المكان وبَعِدَ في الهلاك ، وقال يونس : العرب تقول بَعِدَ الرجل وبَعُدَ إِذا تباعد في غير سبّ ؛ ويقال في السب : بَعِدَ وسَحِقَ لا غير .
      والبِعاد : المباعدة ؛ قال ابن شميل : راود رجل من العرب أَعرابية فأَبت إِلا أَن يجعل لها شيئاً ، فجعل لها درهمين فلما خالطها جعلت تقول : غَمْزاً ودِرْهماكَ لَكَ ، فإِن لم تَغْمِزْ فَبُعْدٌ لكَ ؛ رفعت البعد ، يضرب مثلاً للرجل تراه يعمل العمل الشديد .
      والبُعْدُ والبِعادُ : اللعن ، منه أَيضاً .
      وأَبْعَدَه الله : نَحَّاه عن الخير وأَبعده .
      تقول : أَبعده الله أَي لا يُرْثَى له فيما يَزِلُّ به ، وكذلك بُعْداً له وسُحْقاً ونَصَبَ بُعْداً على المصدر ولم يجعله اسماً .
      وتميم ترفع فتقول : بُعْدٌ له وسُحْقٌ ، كقولك : غلامٌ له وفرسٌ .
      وفي حديث شهادة الأَعضاء يوم القيامة فيقول : بُعْداً لكَ وسُحقاً أَي هلاكاً ؛ ويجوز أَن يكون من البُعْد ضد القرب .
      وفي الحديث : أَن رجلاً جاء فقال إِن الأَبْعَدَ قد زَنَى ، معناه المتباعد عن الخير والعصمة .
      وجَلَسْتُ بَعيدَةً منك وبعيداً منك ؛ يعني مكاناً بعيداً ؛ وربما ، قالوا : هي بَعِيدٌ منك أَي مكانها ؛ وفي التنزيل : وما هي من الظالمين ببعيد .
      وأَما بَعيدَةُ العهد ، فبالهاء ؛ ومَنْزل بَعَدٌ بَعيِدٌ .
      وتَنَحَّ غيرَ بَعِيد أَي كن قريباً ، وغيرَ باعدٍ أَي صاغرٍ .
      يقال : انْطَلِقْ يا فلانُ غيرُ باعِدٍ أَي لا ذهبت ؛ الكسائي : تَنَحَّ غيرَ باعِدٍ أَي غير صاغرٍ ؛ وقول النابغة الذبياني : فَضْلاَ على الناسِ في الأَدْنَى وفي البُعُد ؟

      ‏ قال أَبو نصر : في القريب والبعيد ؛ ورواه ابن الأَعرابي : في الأَدنى وفي البُعُد ، قال : بعيد وبُعُد .
      والبَعَد ، بالتحريك : جمع باعد مثل خادم وخَدَم .
      ويقال : إِنه لغير أَبْعَدَ إِذا ذمَّه أَي لا خير فيه ، ولا له بُعْدٌ : مَذْهَبٌ ؛ وقول صخر الغيّ : المُوعِدِينا في أَن نُقَتِّلَهُمْ ، أَفْنَاءَ فَهْمٍ ، وبَيْنَنا بُعَدُ أَ أَنَّ أَفناء فهم ضروب منهم .
      بُعَد جَمع بُعْدةٍ .
      وقال الأَصمعي : أَتانا فلان من بُعْدةٍ أَي من أَرض بَعيدة .
      ويقال : إِنه لذو بُعْدة أَي لذو رأْي وحزم .
      يقال ذلك للرجل إِذا كان نافذ الرأْي ذا غَوْر وذا بُعْدِ رأْي .
      وما عنده أَبْعَدُ أَي طائل ؛ قال رجل لابنه : إِن غدوتَ على المِرْبَدِ رَبِحْتَ عنا أَو رجعت بغير أَبْعَدَ أَي بغير منفعة .
      وذو البُعْدة : الذي يُبْعِد في المُعاداة ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي لرؤبة : يَكْفِيكَ عِنْدَ الشِّدَّةِ اليَبِيسَا ، ويَعْتَلِي ذَا البُعْدَةِ النُّحُوسا وبَعْدُ : ضدّ قبل ، يبنى مفرداً ويعرب مضافاً ؛ قال الليث : بعد كلمة دالة على الشيء الأَخير ، تقول : هذا بَعْدَ هذا ، منصوب .
      وحكى سيبويه أَنهم يقولون من بَعْدٍ فينكرونه ، وافعل هذا بَعْداً .
      قال الجوهري : بعد نقيض قبل ، وهما اسمان يكونان ظرفين إِذا أُضيفا ، وأَصلهما الإِضافة ، فمتى حذفت المضاف إِليه لعلم المخاطب بَنَيْتَهما على الضم ليعلم أَنه مبني إِذ كان الضم لا يدخلهما إِعراباً ، لأَنهما لا يصلح وقوعهما موقع الفاعل ولا موقع المبتدإِ ولا الخبر ؛ وقوله تعالى : لله الأَمر من قبلُ ومن بعدُ أَي من قبل الأَشياء وبعدها ؛ أَصلهما هنا الخفض ولكن بنيا على الضم لأَنهما غايتان ، فإِذا لم يكونا غاية فهما نصب لأَنهما صفة ؛ ومعنى غاية أَي أَن الكلمة حذفت منها الإِضافة وجعلت غاية الكلمة ما بقي بعد الحذف ، وإِنما بنيتا على الضم لأَن إِعرابهما في الإضافة النصب والخفض ، تقول رأَيته قبلك ومن قبلك ، ولا يرفعان لأَنهما لا يحدَّث عنهما ، استعملا ظرفين فلما عدلا عن بابهما حركا بغير الحركتين اللتين كانتا له يدخلان بحق الإِعراب ، فأَما وجوبُ بنائهما وذهاب إِعرابهما فلأَنهما عرَّفا من غير جهة التعريف ، لأَنه حذف منهما ما أُضيفتا إِليه ، والمعنى : لله الأَمر من قبل أَن تغلب الروم ومن بعد ما غلبت .
      وحكى الأَزهري عن الفراء ، قال : القراءة بالرفع بلا نون لأَنهما في المعنى تراد بهما الإِضافة إِلى شيء لا محالة ، فلما أَدَّتا غير معنى ما أُضيفتا إِليه وُسِمَتا بالرفع وهما في موضع جر ، ليكون الرفع دليلاً على ما سقط ، وكذلك ما أَشبههما ؛ كقوله : إِنْ يَأْتِ مِنْ تَحْتُ أَجِيْهِ من عَلُ وقال الآخر : إِذا أَنا لم أُومَنْ عَلَيْكَ ، ولم يكنْ لِقَاؤُك الاّ من وَرَاءُ ورَاءُ فَرَفَعَ إِذ جعله غاية ولم يذكر بعده الذي أُضيف إِليه ؛ قال الفراء : وإِن نويت أَن تظهر ما أُضيف إِليه وأَظهرته فقلت : لله الأَمر من قبلِ ومن بعدِ ، جاز كأَنك أَظهرت المخفوض الذي أَضفت إِليه قبل وبعد ؛ قال ابن سيده : ويقرأُ لله الأَمر من قبلٍ ومن بعدٍ يجعلونهما نكرتين ، المعنى : لله الأَمر من تقدُّمٍ وتأَخُّرٍ ، والأَوّل أَجود .
      وحكى الكسائي : لله الأَمر من قبلِ ومن بعدِ ، بالكسر بلا تنوين ؛ قال الفراء : تركه على ما كان يكون عليه في الإِضافة ، واحتج بقول الأَوّل : بَيْنَ ذِراعَيْ وَجَبْهَةِ الأَسَد ؟

      ‏ قال : وهذا ليس كذلك لأَن المعنى بين ذراعي الأَسد وجبهته ، وقد ذكر أَحد المضاف إِليهما ، ولو كان : لله الأَمر من قبل ومن بعد كذا ، لجاز على هذا وكان المعنى من قبل كذا ومن بعد كذا ؛ وقوله : ونحن قتلنا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ ، فما شربوا بَعْدٌ على لَذَّةٍ خَمْرا إِنما أَراد بعدُ فنوّن ضرورة ؛ ورواه بعضهم بعدُ على احتمال الكف ؛ قال اللحياني وقال بعضهم : ما هو بالذي لا بُعْدَ له ، وما هو بالذي لا قبل له ، قال أَبو حاتم : وقالوا قبل وبعد من الأَضداد ، وقال في قوله عز وجل : والأَرض بعد ذلك دحاها ، أَي قبل ذلك .
      قال الأَزهري : والذي ، قاله أَبو حاتم عم ؟

      ‏ قاله خطأٌ ؛ قبلُ وبعدُ كل واحد منهما نقيض صاحبه فلا يكون أَحدهما بمعنى الآخر ، وهو كلام فاسد .
      وأَما قول الله عز وجل : والأَرض بعد ذلك دحاها ؛ فإِن السائل يسأَل عنه فيقول : كيف ، قال بعد ذلك قوله تعالى : قل أَئنكم لتكفرون بالذي خلق الأَرض في يومين ؛ فلما فرغ من ذكر الأَرض وما خلق فيها ، قال : ثم استوى إلى السماء ، وثم لا يكون إِلا بعد الأَول الذي ذكر قبله ، ولم يختلف المفسرون أَن خلق الأَرض سبق خلق السماء ، والجواب فيما سأَل عنه السائل أَن الدَّحو غير الخلق ، وإِنما هو البسط ، والخلق هو إِلانشاءُ الأَول ، فالله عز وجل ، خلق الأَرض أَولاً غير مدحوّة ، ثم خلق السماء ، ثم دحا الأَرض أَي بسطها ، قال : والآيات فيها متفقة ولا تناقض بحمد الله فيها عند من يفهمها ، وإِنما أَتى الملحد الطاعن فيما شاكلها من الآيات من جهة غباوته وغلظ فهمه وقلة علمه بكلام العرب .
      وقولهم في الخطابة : أَما بعدُ ؛ إِنما يريدون أَما بعد دعائي لك ، فإِذا قلت أَما بعدَ فإِنك لا تضيفه إِلى شيء ولكنك تجعله غاية نقيضاً لقبل ؛ وفي حديث زيد بن أَرقم : أَن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، خطبهم فقال : أَما بعدُ ؛ تقدير الكلام : أَما بعدُ حمد الله فكذا وكذا .
      وزعموا أَن داود ، عليه السلام ، أَول من ، قالها ؛ ويقال : هي فصل الخطاب ولذلك ، قال جل وعز : وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب ؛ وزعم ثعلب أَن أَول من ، قالها كعب بن لؤي .
      أَبو عبيد : يقال لقيته بُعَيْداتِ بَيْنٍ إِذا لقيته بعد حين ؛ وقيل : بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بُعَيد فراق ، وذلك إِذا كان الرجل يمسك عن إِتيان صاحبه الزمانَ ، ثم يأْتيه ثم يمسك عنه نحوَ ذلك أَيضاً ، ثم يأْتيه ؛ قال : وهو من ظروف الزمان التي لا تتمكن ولا تستعمل إلا ظرفاً ؛

      وأَنشد شمر : وأَشْعَثَ مُنْقَدّ القيمصِ ، دعَوْتُه بُعَيْداتِ بَيْنٍ ، لا هِدانٍ ولا نِكْسِ ويقال : إِنها لتضحك بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بين المرَّة ثم المرة في الحين .
      وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَنه كان إِذا أَراد البراز أَبعد ، وفي آخر : يَتَبَعَّدُ ؛ وفي آخر : أَنه ، صلى الله عليه وسلم ، كان يُبْعِدُ في المذهب أَي الذهاب عند قضاء حاجته ؛ معناه إِمعانه في ذهابه إِلى الخلاء .
      وأَبعد فلان في الأَرض إِذا أَمعن فيها .
      وفي حديث قتل أَبي جهل : هَلْ أَبْعَدُ من رجل قتلتموه ؟، قال ابن الأَثير : كذا جاء في سنن أَبي داود معناها أَنهى وأَبلغ ، لأَن الشيء المتناهي في نوعه يقال قد أَبعد فيه ، وهذا أَمر بعيد لا يقع مثله لعظمه ، والمعنى : أَنك استعظمت شأْني واستبعدت قتلي فهل هو أَبعد من رجل قتله قومه ؛ قال : والروايات الصحيحة أَعمد ، بالميم .
      "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: