وصف و معنى و تعريف كلمة أبللنكم:


أبللنكم: كلمة تتكون من سبع أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ ميم (م) و تحتوي على ألف همزة (أ) و باء (ب) و لام (ل) و لام (ل) و نون (ن) و كاف (ك) و ميم (م) .




معنى و شرح أبللنكم في معاجم اللغة العربية:



أبللنكم

جذر [بلل]

  1. اِنكَمَى : (فعل)
    • انْكَمَى : استخفي واستتر
  2. أَكْمَى : (فعل)
    • أَكْمَى فلانٌ: قَتَلَ كَمِيَّ العسكر
    • أَكْمَى مَنْزِلَه :سَتَره عن العيون
    • أَكْمَى الشَّهادةَ: كَتَمَها
    • أَكْمَى على الأَمر: عَزَمَ عليه
  3. أَمَنَّ : (فعل)
    • أَمَنَّ، يُمِنُّ، مصدر إِمْنانٌ
    • أَمَنَّهُ الجُهْدُ : أَضْعَفَهُ
    • أَمَنَّهُ الجهدُ: أَضعفه
  4. أَمُنَ : (فعل)
    • أمُنَ يأمُن ، أمانةً ، فهو أمين
    • أَمُنَ الرَّجُلُ : وَفَى وَلَمْ يَخُنْ


  5. أَمِن : (اسم)
    • هُوَ أَمِنٌ في مَسْكَنِهِ : مُطْمَئِنٌّ
  6. أَمِنَ : (فعل)
    • أمِنَ، أَمَنَ / أمِنَ من يَأمَن ، أمْنًا وأمانًا وأَمَنَةً وأَمْنةً وأمانةً ، فهو آمن وأمين ، والمفعول مأمون - للمتعدِّي وأمين - للمتعدِّي
    • أَمِنَ الرَّجُلُ: اِطْمَأَنَّ وَلَمْ يَخَفْ
    • أَمِنَ مِنْهُ بَعْدَ جُهْدٍ جَهيدٍ : سَلِمَ مِنْهُ، نَجا مِنْهُ أَمِنَ مِنْ شَرِّهِ لاَ يَأْمَنُ أَحَدٌ شَرَّهُ
    • أَمِنَ الرَّجُلَ على كَذَا : وَثِقَ بِهِ، اِطْمَأَنَّ إِلَيْهِ، أَوْ جَعَلَهُ أَميناً عَلَيْهِ يوسف آية 64هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَما أَمِنْتُكُمْ على أَخيهِ مِنْ قَبْلُ (قرآن)
    • أَمِنَهُ على الْمَكْتَبَةِ : جَعَلَهُ أَميناً عَلَيْها
    • أَمِنَ البَلَدُ : اِطْمَأَنَّ أَهْلُهُ
  7. أَمْنٍ : (اسم)
    • أَمْنٍ : جمع مَنَا
  8. أَمَّنَ : (فعل)
    • أمَّنَ / أمَّنَ على يؤمِّن ، تأمينًا ، فهو مؤمِّن ، والمفعول مؤمَّن
    • أَمَّنَ على دعائه: قال: آمين
    • أَمَّنَ على الشيء: دفع مالاً مُنَجَّماً لينال هو أو وَرَثَتُه قَدْراً من المال متفقا عليه، أو تعويضاً عما فَقَد
    • أَمَّنَ فلاناً: جعله في أمن
    • أَمَّنَ فلاناً على كذا: أَمِنه
    • كُلُّ هَمِّهِ أَنْ يُؤَمِّنَ حاجاتِ عائِلَتِهِ : أَنْ يَضْمَنَ لَها عَيْشاً مُريحاً
    • أَمَّنَ الهارِبَ: جَعَلَهُ في عُهْدَتِهِ، في ضَمانِهِ
    • أَمَّنَ مُسْتَقْبَلَهُ: ضَمِنَهُ
  9. أَمن : (اسم)
    • مصدر أَمِنَ، أَمَنَ
    • يَعيشُ في أَمْنٍ: في طُمَأْنينَةٍ وَيُسْرٍ
    • أمان، اطمئنان من بعد خوف
    • الأمْنُ الدَّاخِلِيُّ : ما يَمَسُّ الوَضْعَ الدَّاخِلِيَّ بالبِلادِ وَصِيانَتَهُ بِالحِفاظِ على سِيادَةِ القانُونِ
    • الأمْنُ الخارِجِيُّ : ما يَمَسُّ حُدودَ البِلادِ وَحِمايَتَها وَسِيادَتَها ضِدَّ أَيِّ اعْتِداءٍ خارِجِيٍّ
    • أمن الدَّولة: جهاز إداريّ مُلحق بوزارة الدّاخليَّة مهمّته السَّهر على السّلامة والأمن في البلاد،
    • الأمن الخارجيّ: صيانة أراضي البلاد وحدودها من أيّ اعتداءٍ خارجيّ،
    • الأمن العامّ: النَّشاط الحكوميّ الذي يهدف إلى استقرار الأمن في البلاد،
    • الأمن القوميّ: تأمين كيان الدَّولة والمجتمع ضد الأخطار التي تتهدّدها داخليًّا وخارجيًّا وتأمين مصالحها وتهيئة الظروف المناسبة اقتصاديًّا واجتماعيًّا لتحقيق التَّنمية الشَّاملة لكلّ فئات المجتمع،
    • رجال الأمن: الشرطة، البوليس
    • مجلس الأمن: (السياسة) هيئة دوليّة تابعة للأمم المتّحدة، مكوّنة من ممثِّلين عن خمس عشرة دولة، خمسة منهم أعضاء دائمين، والبقيّة ينتخبون لمدّة سنتين، وأبرز أهدافه الحفاظ على السَّلام والأمن الدَّوليَّين
    • اللاَّأمن: حالة من الخوف والفزع تسيطر على الأفراد، الفوضى والاضطراب وجود إسرائيل في المنطقة يعني اللا أمن للآخرين
  10. أُمُن : (اسم)


    • أُمُن : جمع أَمُون
  11. أمْن : (اسم)
    • أمْن : مصدر أَمِنَ
  12. كَمَى : (فعل)
    • كَمَى كَمْيًا فهو كامٍ والجمع : كُماةٌ
    • كَمَى إِلَيْهِ : تَقَدَّمَ
    • كَمَى نَفْسَهُ : سَتَرَهَا بِالدِّرْعِ وَالْخُوذَةِ
    • كَمَى نفسَه: سترها بالدَّرع والبيْضة
    • كَمَى الشَّهادةَ: كَتمها
    • كَمَى فلانًا ما في ضميره: ستره عنه
  13. كَمِهَ : (فعل)
    • كَمِهَ كَمَهًا فهو أَكْمَهُ، وهي كَمْهاءُ
    • كَمِهَ الرَّجلُ: عَمِيَ، أَو صارَ أَعشى
    • كَمِهَ النَّهارُ: اعترضت في شمسِه غُبْرَةٌ
    • كَمِهَت الشَّمْسُ: عَلَتْها غُبرة فأَظلمت
    • كَمِهَ :سُلِب عَقْلُه
    • كَمِهَ: تغير لونُه
    • كَمِهَ :تحيَّرَ وتردَّدَ
  14. وَسَن : (اسم)
    • الجمع : أَوْسانٌ
    • الوَسَنُ : الحاجةُ
    • مصدر وسِنَ
    • الوَسَنُ : سِنَة، نُعاس ، أوّل النَّوم أو ثِقَلُه
  15. وَسِن : (اسم)
    • مؤ وَسِنة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وسِنَ
    • وَسِنٌ: نَاعِسٌ
  16. وَسِن : (اسم)


    • وَسِن : فاعل من وَسِنَ
  17. وَسِنَ : (فعل)
    • وسِنَ يوسَن ، وَسَنًا وسِنَةً ووَسْنةً ، فهو وَسِن ووَسْنانُ ووَسْنانٌ ومِيسانٌ وهي وسِنَةٌ، ووَسْنَى، ومِيسانٌ
    • وَسِن الرّجلُ: أخذه النّعاس
    • وَسِنَ النَّائِمُ : اِسْتَيْقَظَ
    • وَسِنَ :غُشِيَ عليه من نَتْنِ البئر [ لغة في أَسَنَ] فهو وسِنٌ
  18. اِكمَتَّ : (فعل)
    • اكْمَتَّ الفرسُ: أَكْمَتَ
  19. النوء : (اسم)
    • صوت سقوط الحمل الثقيل
  20. إِنْسُ : (اسم)
    • الجمع : آناس و أناسيّ ، مفرد إنسيّ
    • الإِنْسُ : خِلاف الجن
    • الإِنْسُ الصديق الصَّفِيّ
    • هو ابن إِنْس فلان: خليلُهُ الخاصُّ به والجمع : آناس
  21. أَبَنَّ : (فعل)
    • أبَنَّت الدابّةُ: أَعياها العملُ فلَزِمت مكانَها
    • أبَنَّت السحابَةُ: دامَ مطرُها أَيَّاما
    • أَبَنَّهُ : بَثَّهُ
    • أَبَنَّهُ فلانًا سِرَّه: أطلعه عليه
  22. أَبِيَ : (فعل)


    • أبِيَ يَأبَى ، ائبَ ، أَبًى ، فهو أَبَيَان ، والمفعول مَأْبِيّ
    • أَبِيَ الغذاءَ، ومنه أَبِيَ أَبِّي: عافه فامتنع عنه
  23. أَبِيٌّ : (اسم)
    • صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أبَى/ أبَى على/ أبَى عن/ أبَى من
    • كَانَ أَبِيَّ النَّفْسِ مُنْذُ صِغَرِهِ : مُتَرفِّعاً عَنْ كُلِّ مَا يَشِينُ النَّفْسَ، أنُوفاً، مَنْ لاَ يَرْضَى بِالذُّلِّ لَهُ نَفْسٌ أَبِيَّةٌ
    • أَبِيّ العِنان: عزيز لا يقبل الذلّ
  24. أَبَّا : (فعل)
    • أَبَّاه : قال له: بِأَبِي أَنت، أَي: أَفديك به
  25. أَبَّنَ : (فعل)
    • أبَّنَ يؤبِّن ، تأبينًا ، فهو مُؤبِّن ، والمفعول مُؤبَّن
    • أَبَّنَ الشيءَ: اقتفي أَثرَه
    • أبَّن الميِّتَ :رثاه وأثنى عليه بعد موته
,
  1. النَّكْمَةُ (المعجم القاموس المحيط)
    • ـ النَّكْمَةُ: النَّكْبَةُ، والمُصِيبَةُ الفادِحَةُ.
  2. أبي (المعجم لسان العرب)


    • "الإِباءُ، بالكسر: مصدر قولك أَبى فلان يأْبى، بالفتح فيهما مع خلوه من حُروف الحَلْق، وهو شاذ، أَي امتنع؛

      أَنشد ابن بري لبشر بن أَبي خازم: يَراه الناسُ أَخضَر مِنْ بَعيد،ٍ، وتَمْنعُه المَرارةُ والإِباءُ فهو آبٍ وأَبيٌّ وأَبَيانٌ، بالتحريك؛ قال أَبو المجشِّر، جاهليّ: وقَبْلك ما هابَ الرِّجالُ ظُلامَتِي، وفَقَّأْتُ عَيْنَ الأَشْوَسِ الأَبَيانِ أَبى الشيءَ يَأْباه إِباءً وإِباءَةً: كَرِهَه‏.
      ‏قال يعقوب: أَبى يَأْبى نادر، وقال سيبويه: شبَّهوا الأَلف بالهمزة في قَرَأَ يَقْرَأُ‏.
      ‏وقال مرَّة: أَبى يَأْبى ضارَعُوا به حَسِب يَحْسِبُ، فتحوا كما كسروا، قال: وقالوا يِئْبى، وهو شاذ من وجهين: أَحدهما أَنه فعَل يَفْعَل، وما كان على فَعَل لم يكسَر أَوله في المضارع، فكسروا هذا لأَن مضارعه مُشاكِل لمضارع فَعِل، فكما كُسِرَ أَوّل مضارع فَعِل في جميع اللغات إِلاَّ في لغة أَهل الحجاز كذلك كسروا يَفْعَل هنا، والوجه الثاني من الشذوذ أَنهم تجوّزوا الكسر في الياء من يِئْبَى، ولا يُكْسَر البتَّة إِلا في نحو ييجَل، واسْتَجازوا هذا الشذوذَ في ياء يِئْبى لأَن الشذوذ قد كثر في هذه الكلمة ‏.
      ‏قال ابن جني: وقد، قالوا أَبى يَأْبى؛

      أَنشد أَبو زيد: يا إِبِلي ما ذامُهُ فَتأْبِيَهْ، ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ جاء به على وجه القياس كأَتى يأْتي‏.
      ‏قال ابن بري: وقد كُسِر أَول المضارع فقيل تِيبى؛

      وأَنشد: ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ، هذا بأَفْواهِك حتى تِيبِيَه؟

      ‏قال الفراء: لم يجئْ عن العرب حَرْف على فَعَل يَفْعَل، مفتوح العين في الماضي والغابر، إِلاَّ وثانيه أَو ثالثه أَحد حروف الحَلْق غير أَبى يأْبى، فإِنه جاء نادراً، قال: وزاد أَبو عمرو رَكَنَ يَرْكَن، وخالفه الفراء فقال: إِنما يقال رَكَن يَرْكُن ورَكِن يَرْكَن‏.
      ‏وقال أَحمد بن يحيى: لم يسمع من العرب فَعَل يَفْعَل ممّا لبس عينه ولامُه من حُروف الحَلْق إِلا أَبى يَأْبى، وقَلاه يَقْلاه، وغَشى يَغْشى، وشَجا يَشْجى، وزاد المبرّد: جَبى يَجْبى، قال أَبو منصور: وهذه الأَحرف أَكثر العرب فيها، إِذا تَنَغَّم، على قَلا يَقْلي، وغَشِيَ يَغْشى، وشَجاه يَشْجُوه، وشَجيَ يَشْجى، وجَبا يَجْبي‏.
      ‏ورجل أَبيٌّ: ذو إِباءٍ شديد إِذا كان ممتنعاً‏.
      ‏ورجل أَبَيانٌ: ذو إِباءٍ شديد‏.
      ‏ويقال: تَأَبَّى عليه تَأَبِّياً إِذا امتنع عليه‏.
      ‏ورجل أَبَّاء إِذا أَبى أَن يُضامَ‏.
      ‏ويقال: أَخذه أُباءٌ إِذا كان يَأْبى الطعام فلا يَشْتهيه‏.
      ‏وفي الحديث كلُّكم في الجنة إِلا مَنْ أَبى وشَرَدَ أَي إِلاَّ من ترك طاعة الله التي يستوجب بها الجنة، لأَن من ترك التسبُّب إِلى شيء لا يوجد بغيره فقد أَباهُ‏.
      ‏والإِباءُ: أَشدُّ الامتناع‏.
      ‏وفي حديث أَبي هريرة: ينزل المهدي فيبقى في الأَرض أَربعين، فقيل: أَربعين سنة؟ فقال: أَبَيْتَ، فقيل: شهراً؟ فقال: أَبَيْتَ، فقيل: يوماً؟ فقال: أَبَيْتَ أَي أَبَيْتَ أَن تعرفه فإِنه غَيْب لم يَردِ الخَبرُ ببَيانه، وإِن روي أَبَيْتُ بالرفع فمعناه أَبَيْتُ أَن أَقول في الخبَر ما لم أَسمعه، وقد جاء عنه مثله في حديث العَدْوى والطِّيَرَةِ؛ وأَبى فلان الماءَ وآبَيْتُه الماءَ‏.
      ‏قال ابن سيده:، قال الفارسي أَبى زيد من شرب الماء وآبَيْتُه إِباءَةً؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّةٌ: قَدْ أُوبِيَتْ كلَّ ماءٍ فهْي صادِيةٌ، مَهْما تُصِبْ أُفُقاً من بارقٍ تَشِمِ والآبِيةُ: التي تَعافُ الماء، وهي أَيضاً التي لا تريد العَشاء‏.
      ‏وفي المَثَل: العاشِيةُ تُهَيِّجُ الآبية أَي إِذا رأَت الآبيةُ الإِبِلَ العَواشي تَبِعَتْها فَرعَتْ معها‏.
      ‏وماءٌ مأْباةٌ: تَأْباهُ الإِبلُ‏.
      ‏وأَخذهُ أُباءٌ من الطَّعام أَي كَراهِية له، جاؤوا به على فُعال لأَنه كالدَّاء، والأَدْواء ممَّا يغلِب عليها فُعال، قال الجوهري: يقال أَخذه أُباءٌ، على فُعال، إِذا جعل يأْبى الطعامَ‏.
      ‏ورجلٌ آبٍ من قومٍ آبينَ وأُباةٍ وأُبِيٍّ وأُبَّاء، ورجل أَبيٌّ من قوم أَبِيِّينَ؛ قال ذو الإِصْبَعِ العَدْوانيُّ: إِني أَبيٌّ، أَبيٌّ ذو مُحافَظةٍ، وابنُ أَبيٍّ، أَبيٍّ من أَبِيِّينِ شبَّه نون الجمع بنون الأَصل فَجَرَّها‏.
      ‏والأَبِيَّة من الإِبل: التي ضُرِبت فلم تَلْقَح كأَنها أَبَتِ اللَّقاح‏.
      ‏وأَبَيْتَ اللَّعْنَ: من تحيَّات المُلوك في الجاهلية، كانت العرب يُحَيِّي أَحدُهم المَلِك يقول أَبَيْتَ اللَّعْنَ‏.
      ‏وفي حديث ابن ذي يَزَن:، قال له عبدُ المطَّلب لما دَخل عليه أَبَيْتَ اللَّعْن؛ هذه من تَحايا الملوك في الجاهلية والدعاء لهم، معناه أَبَيْتَ أَن تأْتي من الأُمور ما تُلْعَنُ عليه وتُذَمُّ بسببه ‏.
      ‏وأَبِيتُ من الطعام واللَّبَنِ إِبىً: انْتَهيت عنه من غير شِبَع‏.
      ‏ورجل أَبَيانٌ: يأْبى الطعامَ، وقيل: هو الذي يأْبى الدَّنِيَّة، والجمع إِبْيان؛ عن كراع‏.
      ‏وقال بعضهم: آبى الماءُ (* قوله «آبى الماء إلى قوله خاطر بها» كذا في الأصل وشرح القاموس)‏.
      ‏أَي امتَنَع فلا تستطيع أَن تنزِل فيه إِلاَّ بتَغْرير، وإِن نَزل في الرَّكِيَّة ماتِحٌ فأَسِنَ فقد غَرَّر بنفسه أَي خاطَرَ بها ‏.
      ‏وأُوبيَ الفَصِيلُ يُوبى إِيباءً، وهو فَصِيلٌ مُوبىً إِذا سَنِقَ لامتلائه‏.
      ‏وأُوبيَ الفَصِيلُ عن لبن أُمه أَي اتَّخَم عنه لا يَرْضَعها ‏.
      ‏وأَبيَ الفَصِيل أَبىً وأُبيَ: سَنِقَ من اللَّبَن وأَخذه أُباءٌ‏.
      ‏أَبو عمرو: الأَبيُّ الفاس من الإِبل (* قوله «الأبي النفاس من الإبل» هكذا في الأصل بهذه الصورة)، والأَبيُّ المُمْتَنِعةُ من العَلَف لسَنَقها، والمُمْتَنِعة من الفَحل لقلَّة هَدَمِها ‏.
      ‏والأُباءُ: داءٌ يأْخذ العَنْزَ والضَّأْنَ في رؤوسها من أَن تشُمَّ أَبوال الماعِزَةِ الجَبَليَّة، وهي الأَرْوَى، أَو تَشْرَبَها أَو تَطأَها فَترِمَ رُؤوسها ويأْخُذَها من ذلك صُداع ولا يَكاد يَبْرأُ‏.
      ‏قال أَبو حنيفة: الأُباءُ عَرَض يَعْرِض للعُشْب من أَبوال الأَرْوَى، فإِِذا رَعَته المَعَز خاصَّة قَتَلَها، وكذلك إِن بالتْ في الماء فشرِبتْ منه المَعز هلَكت‏.
      ‏قال أَبو زيد: يقال أَبيَ التَّيْسُ وهو يَأْبَى أَبىً، مَنْقوص، وتَيْس آبَى بَيّن الأَبَى إِذا شَمَّ بَوْلَ الأَرْوَى فمرض منه‏.
      ‏وعنز أَبْواءُ في تُيوس أُبْوٍ وأَعْنُزٍ أُبْوٍ: وذلك أَن يَشُمَّ التَّيْس من المِعْزى الأَهليَّة بَوْلَ الأُرْوِيَّة في مَواطنها فيأْخذه من ذلك داء في رأْسه ونُفَّاخ فَيَرِم رَأْسه ويقتُله الدَّاء، فلا يكاد يُقْدَر على أَكل لحمه من مَرارته، وربَّما إِيبَتِ الضأْنُ من ذلك، غير أَنه قَلَّما يكون ذلك في الضأْن؛ وقال ابن أَحْمر لراعي غنم له أَصابها الأُباء:فقلتُ لِكَنَّازٍ: تَدَكَّلْ فإِنه أُبىً، لا أَظنُّ الضأْنَ منه نَواجِيا فَما لَكِ من أَرْوَى تَعادَيْتِ بِالعَمََى، ولاقَيْتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورامِيا لا أَظنُّ الضأْن منه نَواجِيا أَي من شدَّته، وذلك أَن الضَّأْن لا يضرُّها الأُباء أَن يَقْتُلَها‏.
      ‏تيس أَبٍ وآبَى وعَنْزٌ أَبِيةٌ وأَبْواء، وقد أَبِيَ أَبىً‏.
      ‏أَبو زياد الكلابي والأَحمر: قد أَخذ الغنم الأُبَى، مقصور، وهو أَن تشرَب أَبوال الأَرْوَى فيصيبها منه داء؛ قال أَبو منصور: قوله تشرَب أَبوال الأَرْوَى خطأ، إِنما هو تَشُمّ كما قلنا، قال: وكذلك سمعت العرب‏.
      ‏أَبو الهيثم: إِذا شَمَّت الماعِزة السُّهْلِيَّة بَوْلَ الماعِزة الجَبَلِيَّة، وهي الأُرْوِيَّة، أَخذها الصُّداع فلا تكاد تَبْرأُ، فيقال: قد أَبِيَتْ تَأْبَى أَبىً‏.
      ‏وفصيلٌ مُوبىً: وهو الذي يَسْنَق حتى لا يَرْضَع، والدَّقَى البَشَمُ من كثرة الرَّضْع (* قوله «تسن» كذا في الأصل، والذي في معجم ياقوت: تسل) ‏.
      ‏واحدته أَباءةٌ‏.
      ‏والأَباءةُ: القِطْعة من القَصب‏.
      ‏وقَلِيبٌ لا يُؤْبَى؛ عن ابن الأَعرابي، أَي لا يُنْزَح، ولا يقال يُوبى‏.
      ‏ابن السكيت: يقال فلانٌ بَحْر لا يُؤْبَى، وكذلك كَلأٌ لا يُؤْبَى أَي لا ينْقَطِع من كثرته؛ وقال اللحياني: ماءٌ مُؤْبٍ قليل، وحكي: عندنا ماء ما يُؤْبَى أَي ما يَقِلُّ‏.
      ‏وقال مرَّة: ماء مُؤْبٍ، ولم يفسِّره؛ قال ابن سيده: فلا أَدْرِي أَعَنَى به القليل أَم هو مُفْعَلٌ من قولك أَبَيْتُ الماء‏.
      ‏التهذيب: ابن الأَعرابي يقال للماء إِذا انقطع ماء مُؤْبىً، ويقال: عنده دَراهِمُ لا تُؤْبَى أَي لا تَنْقَطع‏.
      ‏أَبو عمرو: آبَى أَي نَقَص؛ رواه عن المفضَّل؛

      وأَنشد: ‏وما جُنِّبَتْ خَيْلِي، ولكِنْ وزَعْتُها، تُسَرّ بها يوماً فآبَى قَتالُه؟

      ‏قال: نَقَص، ورواه أَبو نصر عن الأَصمعي: فأَبَّى قَتالُها ‏.
      ‏والأَبُ: أَصله أَبَوٌ، بالتحريك، لأَن جمعه آباءٌ مثل قَفاً وأَقفاء، ورَحىً وأَرْحاء، فالذاهب منه واوٌ لأَنك تقول في التثنية أَبَوانِ، وبعض العرب يقول أَبانِ على النَّقْص، وفي الإِضافة أَبَيْكَ، وإِذا جمعت بالواو والنون قلت أَبُونَ، وكذلك أَخُونَ وحَمُون وهَنُونَ؛ قال الشاعر:فلما تَعَرَّفْنَ أَصْواتَنا، بَكَيْن وفَدَّيْنَنا بالأَبِين؟

      ‏قال: وعلى هذا قرأَ بعضهم: إلَه أَبيكَ إِبراهيمَ وإِسمعيلَ وإِسحَق؛ يريدُ جمع أَبٍ أَي أَبِينَكَ، فحذف النون للإِضافة؛ قال ابن بري: شاهد قولهم أَبانِ في تثنية أَبٍ قول تُكْتَمَ بنت الغَوْثِ: باعَدَني عن شَتْمِكُمْ أَبانِ، عن كُلِّ ما عَيْبٍ مُهَذَّبانِ وقال آخر: فلِمْ أَذْمُمْكَ فَا حَمِرٍ لأَني رَأَيتُ أَبَيْكَ لمْ يَزِنا زِبالا وقالت الشَّنْباءُ بنت زيد بن عُمارةَ: نِيطَ بِحِقْوَيْ ماجِدِ الأَبَيْنِ، من مَعْشَرٍ صِيغُوا من اللُّجَيْنِ وقال الفَرَزْدق: يا خَلِيلَيَّ اسْقِياني أَرْبَعاً بعد اثْنَتَيْنِ مِنْ شَرابٍ، كَدَم الجَو فِ يُحِرُّ الكُلْيَتَيْنِ واصْرِفا الكأْسَ عن الجا هِلِ، يَحْيى بنِ حُضَيْنِ لا يَذُوق اليَوْمَ كأْساً، أَو يُفَدَّى بالأَبَيْن؟

      ‏قال: وشاهد قولهم أَبُونَ في الجمع قول ناهِضٍ الكلابيّ: أَغَرّ يُفَرِّج الظَّلْماء عَنْهُ، يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالأَبِينَا ومثله قول الآخر: كَرِيم طابتِ الأَعْراقُ منه، يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالأَبِينَا وقال غَيْلانُ بن سَلَمَةَ الثَّقَفيّ: يَدَعْنَ نِساءكم في الدارِ نُوحاً يُنَدِّمْنَ البُعولَةَ والأَبِينا وقال آخر: أَبُونَ ثلاثةٌ هَلَكُوا جَمِيعاً، فلا تَسْأَمْ دُمُوعُكَ أَن تُراقا والأَبَوانِ: الأَبُ والأُمُّ‏.
      ‏ابن سيده: الأَبُ الوالد، والجمع أَبُونَ وآباءٌ وأُبُوٌّ وأُبُوَّةٌ؛ عن اللحياني؛

      وأَنشد للقَنانيِّ يمدح الكسائي: أَبى الذَّمُّ أَخْلاقَ الكِسائيِّ، وانْتَمى له الذِّرْوة العُلْيا الأُبُوُّ السَّوابِقُ والأَبا: لغة في الأَبِ، وُفِّرَتْ حُروفُه ولم تحذَف لامُه كما حذفت في الأَب‏.
      ‏يقال: هذا أَباً ورأَيت أَباً ومررت بأَباً، كما تقول: هذا قَفاً ورأَيت قَفاً ومررت بقَفاً، وروي عن محمد بن الحسن عن أَحمد ابن يحي؟

      ‏قال: يقال هذا أَبوك وهذا أَباك وهذا أَبُكَ؛ قال الشاعر: سِوَى أَبِكَ الأَدْنى، وأَنَّ محمَّداً عَلا كلَّ عالٍ، يا ابنَ عَمِّ محمَّدِ فَمَنْ، قال هذا أَبُوك أَو أَباكَ فتثنيتُه أَبَوان، ومَنْ، قال هذا أَبُكَ فتثنيته أَبانِ على اللفظ، وأَبَوان على الأَصل‏.
      ‏ويقال: هُما أَبواه لأَبيه وأُمِّه، وجائز في الشعر: هُما أَباهُ، وكذلك رأَيت أَبَيْهِ، واللغة العالية رأَيت أَبَوَيه‏.
      ‏قال: ويجوز أَن يجمع الأَبُ بالنُّونِ فيقال: هؤلاء أَبُونَكُمْ أَي آباؤكم، وهم الأَبُونَ‏.
      ‏قال أَبو منصور: والكلام الجيِّد في جمع الأَبِ هؤلاء الآباءُ، بالمد‏.
      ‏ومن العرب مَن يقول: أُبُوَّتُنا أَكرم الآباء، يجمعون الأَب على فُعولةٍ كما يقولون هؤلاء عُمُومَتُنا وخُؤولَتُنا؛ قال الشاعر فيمن جمع الأَبَ أَبِين: أَقْبَلَ يَهْوي مِنْ دُوَيْن الطِّرْبالْ، وهْوَ يُفَدَّى بالأَبِينَ والخالْ وفي حديث الأَعرابي الذي جاء يَسأَل عن شرائع الإِسْلام: فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: أَفْلَح وأَبيه إِن صدَق؛ قال ابن الأَثير: هذه كلمة جارية على أَلْسُن العرب تستعملها كثيراً في خِطابها وتُريد بها التأْكيد، وقد نهى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، أَن يحلِف الرجلُ بأَبيهِ فيحتمل أَن يكون هذا القولُ قبل النهي، ويحتمل أَن يكون جَرى منه على عادة الكلام الجاري على الأَلْسُن، ولا يقصد به القَسَم كاليمين المعفوِّ عنها من قَبيل اللَّغْوِ، أَو أَراد به توكيدَ الكلام لا اليمين، فإِن هذه اللفظة تَجري في كلام العرب على ضَرْبَيْن: التعظيم وهو المراد بالقَسَم المنهِيِّ عنه، والتوكيد كقول الشاعر: لَعَمْرُ أَبي الواشِينَ، لا عَمْرُ غيرهِمْ، لقد كَلَّفَتْني خُطَّةً لا أُريدُها فهذا تَوْكيد لا قَسَم لأَنه لا يَقْصِد أَن يَحْلِف بأَبي الواشين، وهو في كلامهم كثير؛ وقوله أَنشده أَبو علي عن أَبي الحسن: تَقُولُ ابْنَتي لمَّا رَأَتْني شاحباً: كأَنَّك فِينا يا أَباتَ غَرِيب؟

      ‏قال ابن جني: فهذا تأْنيثُ الآباء، وسَمَّى اللهُ عز وجل العَمَّ أَباً في قوله:، قالُوا نَعْبُد إِلَهك وإِلَه آبائِك إِبراهيمَ وإِسْمَعِيل وَإِسْحَق‏.
      ‏وأَبَوْتَ وأَبَيْت: صِرْت أَباً‏.
      ‏وأَبَوْتُه إِباوَةً: صِرْتُ له أَباً؛ قال بَخْدَج: اطْلُب أَبا نَخْلَة مَنْ يأْبُوكا، فقد سَأَلنا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكا إلى أَبٍ، فكلُّهم يَنْفِيكا التهذيب: ابن السكيت أَبَوْتُ الرجُل أَأْبُوه إِذا كنتَ له أَباً ‏.
      ‏ويقال: ما له أَبٌ يأْبُوه أَي يَغْذوه ويُرَبِّيه، والنِّسْبةُ إِليه أَبَويّ‏.
      ‏أَبو عبيد: تَأَبَّيْت أَباً أَي اتخذْتُ أَباً وتَأَمَّيْت أُمَّة وتَعَمَّمْت عَمّاً‏.
      ‏ابن الأَعرابي: فلان يأْبوك أَي يكون لك أَباً؛

      وأَنشد لشريك بن حَيَّان العَنْبَري يَهْجو أَبا نُخَيلة: يا أَيُّهَذا المدَّعي شريكا، بَيِّنْ لَنا وحَلِّ عن أَبِيكا إِذا انْتَفى أَو شَكّ حَزْنٌ فِيكا، وَقَدْ سَأَلْنا عنك مَنْ يَعْزُوكا إِلى أَبٍ، فكلُّهم يَنْفِيكا، فاطْلُب أَبا نَخْلة مَنْ يَأْبُوكا، وادَّعِ في فَصِيلَةٍ تُؤْوِيك؟

      ‏قال ابن بري: وعلى هذا ينبغي أَن يُحْمَل بيت الشريف الرضي: تُزْهى عَلى مَلِك النِّسا ءِ، فلَيْتَ شِعْري مَنْ أَباها؟ أَي مَن كان أَباها‏.
      ‏قال: ويجوز أَن يريد أَبَوَيْها فَبناه على لُغَة مَنْ يقول أَبانِ وأَبُونَ‏.
      ‏الليث: يقال فُلان يَأْبُو هذا اليَتِيمَ إِباوةً أَي يَغْذُوه كما يَغْذُو الوالدُ ولَده‏.
      ‏وبَيْني وبين فلان أُبُوَّة، والأُبُوَّة أَيضاً: الآباءُ مثل العُمومةِ والخُؤولةِ؛ وكان الأَصمعي يروي قِيلَ أَبي ذؤيب: لو كانَ مِدْحَةُ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً، أَحْيا أُبُوّتَكَ الشُّمَّ الأَماديحُ وغيره يَرْويه: أَحْيا أَباكُنَّ يا ليلى الأَماديح؟

      ‏قال ابن بري: ومثله قول لبيد: وأَنْبُشُ مِن تحتِ القُبُورِ أُبُوَّةً كِراماً، هُمُ شَدُّوا عَليَّ التَّمائم؟

      ‏قال وقال الكُمَيت: نُعَلِّمُهُمْ بها ما عَلَّمَتْنا أُبُوَّتُنا جَواري، أَوْ صُفُونا (* قوله «جواري أو صفونا» هكذا في الأصل هنا بالجيم، وفي مادة صفن بالحاء) ‏.
      ‏وتَأَبَّاه: اتَّخَذه أَباً، والاسم الأُبُوَّة؛

      وأَنشد ابن بري لشاعر: أَيُوعِدُني الحجَّاج، والحَزْنُ بينَنا، وقَبْلَك لم يَسْطِعْ لِيَ القَتْلَ مُصْعَبُ تَهَدَّدْ رُوَيْداً، لا أَرى لَكَ طاعَةً، ولا أَنت ممَّا ساء وَجْهَك مُعْتَبُ فإِنَّكُمُ والمُلْك، يا أَهْلَ أَيْلَةٍ، لَكالمُتأَبِّي، وهْو ليس له أَبُ وما كنتَ أَباً ولقد أَبَوْتَ أُبُوَّةً، وقيل: ما كنتَ أَباً ولقد أَبَيْتَ، وما كنتِ أُمّاً ولقد أَمِمْت أُمُومةً، وما كنتَ أَخاً ولقد أَخَيْتَ ولقد أَخَوْتَ، وما كنتِ أُمَّةً ولقد أَمَوْتِ‏.
      ‏ويقال: اسْتَئِبَّ أَبّاً واسْتأْبِبْ أَبّاً وتَأَبَّ أَبّاً واسْتَئِمَّ أُمّاً واسْتأْمِمْ أُمّاً وتأَمَّمْ أُمّاً‏.
      ‏قال أَبو منصور: وإِنما شدِّد الأَبُ والفعلُ منه، وهو في الأَصل غيرُ مشدَّد، لأَن الأَبَ أَصله أَبَوٌ، فزادوا بدل الواو باءً كما، قالوا قِنٌّ للعبد، وأَصله قِنْيٌ، ومن العرب من، قال لليَدِ يَدّ، فشدَّد الدال لأَن أَصله يَدْيٌ‏.
      ‏وفي حديث أُم عطية: كانت إِذا ذكَرَتْ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قالت بِأَباهُ؛ قال ابن الأَثير: أَصله بأَبي هو‏.
      ‏يقال: بَأْبَأْتُ الصَّبيَّ إِذا قلتَ له بأَبي أَنت وأُمِّي، فلما سكنت الياء قلبت أَلفاً كما قيل في يا وَيْلتي يا ويلتا، وفيها ثلاث لغات: بهمزة مفتوحة بين الباءين، وبقلب الهمزة ياء مفتوحة، وبإِبدال الياء الأَخيرة أَلفاً، وهي هذه والباء الأُولى في بأَبي أَنت وأُمِّي متعلقة بمحذوف، قيل: هو اسم فيكون ما بعده مرفوعاً تقديره أَنت مَفْدِيٌّ بأَبي وأُمِّي، وقيل: هو فعل وما بعده منصوب أَي فَدَيْتُك بأَبي وأُمِّي، وحذف هذا المقدَّر تخفيفاً لكثرة الاستعمال وعِلْم المُخاطب به ‏.
      ‏الجوهري: وقولهم يا أَبَةِ افعلْ، يجعلون علامةَ التأْنيث عِوَضاً من ياء الإِضافة، كقولهم في الأُمِّ يا أُمَّةِ، وتقِف عليها بالهاء إِلا في القرآن العزيز فإِنك تقف عليها بالتاء (* قوله «تقف عليها بالتاء» عبارة الخطيب: وأما الوقف فوقف ابن كثير وابن عامر بالهاء والباقون بالتاء) ‏.
      ‏اتِّباعاً للكتاب، وقد يقف بعضُ العرب على هاء التأْنيث بالتاء فيقولون: يا طَلْحَتْ، وإِنما لم تسْقُط التاء في الوصْل من الأَب، يعني في قوله يا أَبَةِ افْعَل، وسَقَطتْ من الأُمِّ إِذا قلتَ يا أُمَّ أَقْبِلي، لأَن الأَبَ لمَّا كان على حرفين كان كأَنه قد أُخِلَّ به، فصارت الهاءُ لازمةً وصارت الياءُ كأَنها بعدها‏.
      ‏قال ابن بري: أُمّ مُنادَى مُرَخَّم، حذفت منه التاء، قال: وليس في كلام العرب مضاف رُخِّم في النِّداء غير أُمّ، كما أَنه لم يُرَخَّم نكرة غير صاحِب في قولهم يا صاحِ، وقالوا في النداء يا أَبةِ، ولَزِموا الحَذْف والعِوَض، قال سيبويه: وسأَلت الخليلَ، رحمه الله، عن قولهم يا أَبةَ ويا أَبَةِ لا تفعَل ويا أَبَتاه ويا أُمَّتاه، فزعم أَن هذه الهاء مثلُ الهاء في عَمَّة وخالةٍ، قال: ويدلُّك على أَن الهاء بمنزلة الهاء في عَمَّة وخالةٍ أَنك تقول في الوَقْف يا أَبَهْ، كما تقول يا خالَهْ، وتقول يا أَبتاهْ كما تقول يا خالَتاهْ، قال: وإنما يلزمون هذه الهاء في النِّداء إِذا أَضَفْت إِلى نفسِك خاصَّة، كأَنهم جعلوها عوَضاً من حذف الياء، قال: وأَرادوا أَن لا يُخِلُّوا بالاسم حين اجتمع فيه حذف النِّداء، وأَنهم لا يَكادون يقولون يا أَباهُ، وصار هذا مُحْتَملاً عندهم لِمَا دخَل النِّداءَ من الحذف والتغييرِ، فأَرادوا أَن يُعَوِّضوا هذين الحرفين كما يقولون أَيْنُق، لمَّا حذفوا العين جعلوا الياء عِوَضاً، فلما أَلحقوا الهاء صيَّروها بمنزلة الهاء التي تلزَم الاسم في كل موضع، واختص النداء بذلك لكثرته في كلامهم كما اختصَّ بيا أَيُّها الرجل ‏.
      ‏وذهب أَبو عثمان المازني في قراءة من قرأَ يا أَبَةَ، بفتح التاء، إِلى أَنه أَراد يا أَبَتاهُ فحذف الأَلف؛ وقوله أَنشده يعقوب: تقولُ ابْنَتي لمَّا رأَتْ وَشْكَ رِحْلَتي: كأَنك فِينا، يا أَباتَ، غَريبُ أَراد: يا أَبَتاهُ، فقدَّم الأَلف وأَخَّر التاء، وهو تأْنيث الأَبا، ذكره ابن سيده والجوهري؛ وقال ابن بري: الصحيح أَنه ردَّ لامَ الكلمة إِليها لضرورة الشعر كما ردَّ الآخر لامَ دَمٍ في قوله: فإِذا هي بِعِظامٍ ودَمَا وكما ردَّ الآخر إِلى يَدٍ لامَها في نحو قوله: إِلاَّ ذِراعَ البَكْرِ أَو كفَّ اليَدَا وقوله أَنشده ثعلب: فقامَ أَبو ضَيْفٍ كَرِيمٌ، كأَنه، وقد جَدَّ من حُسْنِ الفُكاهة، مازِحُ فسره فقال: إِنما، قال أَبو ضَيْف لأَنه يَقْرِي الضِّيفان؛ وقال العُجَير السَّلُولي: تَرَكْنا أَبا الأَضْياف في ليلة الصَّبا بمَرْوٍ، ومَرْدَى كل خَصْمٍ يُجادِلُهْ وقد يقلبون الياء أَلِفاً؛ قالت دُرْنَى بنت سَيَّار بن ضَبْرة تَرْثي أَخَوَيْها، ويقال هو لعَمْرة الخُثَيْمِيَّة: هُما أَخَوا في الحَرْب مَنْ لا أَخا لَهُ، إِذا خافَ يوماً نَبْوَةً فدَعاهُما وقد زعموا أَنِّي جَزِعْت عليهما؛ وهل جَزَعٌ إِن قلتُ وابِأَبا هُما؟ تريد: وابأَبي هُما‏.
      ‏قال ابن بري: ويروى وَابِيَباهُما، على إِبدال الهمزة ياء لانكسار ما قبلها، وموضع الجار والمجرور رفع على خبرهما؛ قال ويدلُّك على ذلك قول الآخر: يا بأَبي أَنتَ ويا فوق البِيَب؟

      ‏قال أَبو عليّ: الياء في بِيَب مُبْدَلة من هَمزة بدلاً لازماً، قال: وحكى أَبو زيد بَيَّبْت الرجلَ إِذا قلت له بِأَبي، فهذا من البِيَبِ، قال: وأَنشده ابن السكيت يا بِيَبا؛ قال: وهو الصحيح ليوافق لفظُه لفظَ البِيَبِ لأَنه مشتق منه، قال: ورواه أَبو العلاء فيما حكاه عنه التِّبْرِيزي: ويا فوق البِئَبْ، بالهمز، قال: وهو مركَّب من قولهم بأَبي، فأَبقى الهمزة لذلك؛ قال ابن بري: فينبغي على قول من، قال البِيَب أَن يقول يا بِيَبا، بالياء غير مهموز، وهذا البيت أَنشده الجاحظ مع أَبيات في كتاب البيان والتَّبْيين لآدم مولى بَلْعَنْبَر يقوله لابنٍ له؛ وهي: يا بِأَبي أَنتَ، ويا فَوق البِيَبْ، يا بأَبي خُصْياك من خُصىً وزُبْ أَنت المُحَبُّ، وكذا فِعْل المُحِبْ، جَنَّبَكَ اللهُ مَعارِيضَ الوَصَبْ حتى تُفِيدَ وتُداوِي ذا الجَرَبْ، وذا الجُنونِ من سُعالٍ وكَلَبْ بالجَدْب حتى يَسْتَقِيمَ في الحَدَبْ، وتَحْمِلَ الشاعِرَ في اليوم العَصِبْ على نَهابيرَ كَثيراتِ التَّعَبْ، وإِن أَراد جَدِلاً صَعْبٌ أَرِبْ الأَرِبُ: العاقِلُ ‏.
      ‏خُصومةً تَنْقُبُ أَوساطَ الرُّكَبْ لأَنهم كانوا إِذا تخاصَموا جَثَوْا على الرُّكَبِ ‏.
      ‏أَطْلَعْتَه من رَتَبٍ إِلى رَتَبْ، حتى ترى الأَبصار أَمثال الشُّهُبْ يَرمي بها أَشْوَسُ مِلحاحٌ كِلِبْ، مُجَرّب الشّكّات مَيْمُونٌ مِذَبْ وقال الفراء في قوله: يا بأَبي أَنتَ ويا فوق البِيَب؟

      ‏قال: جعلوا الكلمتين كالواحدة لكثرتها في الكلام، وقال: يا أَبةِ ويا أَبةَ لغتان، فَمن نصَب أَراد النُّدْبة فحذف‏.
      ‏وحكى اللحياني عن الكسائي: ما يُدْرى له مَن أَبٌ وما أَبٌ أَي لا يُدْرى مَن أَبوه وما أَبوه ‏.
      ‏وقالوا: لابَ لك يريدون لا أَبَ لك، فحذفوا الهمزة البتَّة، ونظيره قولهم: وَيْلُمِّه، يريدون وَيْلَ أُمِّه‏.
      ‏وقالوا: لا أَبا لَك؛ قال أَبو علي: فيه تقديران مختلفان لمعنيين مختلفين، وذلك أَن ثبات الأَلف في أَبا من لا أَبا لَك دليل الإِضافة، فهذا وجه، ووجه آخر أَن ثبات اللام وعمَل لا في هذا الاسم يوجب التنكير والفَصْلَ، فثَبات الأَلف دليلُ الإِضافة والتعريف، ووجودُ اللامِ دليلُ الفَصْل والتنكير، وهذان كما تَراهما مُتَدافِعان، والفرْق بينهما أَن قولهم لا أَبا لَك كلام جَرى مَجْرى المثل، وذلك أَنك إِذا قلت هذا فإِنك لا تَنْفي في الحقيقة أَباهُ، وإِنما تُخْرِجُه مُخْرَج الدُّعاء عليه أَي أَنت عندي ممن يستحقُّ أَن يُدْعى عليه بفقد أَبيه؛

      وأَنشد توكيداً لما أَراد من هذا المعنى قوله: ويترك أُخرى فَرْدَةً لا أَخا لَها ولم يقل لا أُخْتَ لها، ولكن لمَّا جرى هذا الكلام على أَفواهِهم لا أَبا لَك ولا أَخا لَك قيل مع المؤنث على حد ما يكون عليه مع المذكر، فجرى هذا نحواً من قولهم لكل أَحد من ذكر وأُنثى أَو اثنين أَو جماعة: الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبن، على التأْنيث لأَنه كذا جرى أَوَّلَه، وإِذا كان الأَمر كذلك علم أَن قولهم لا أَبا لَك إِنما فيه تَفادي ظاهِره من اجتماع صُورَتي الفَصْلِ والوَصْلِ والتعريف والتنكير لفظاً لا معنى، ويؤكد عندك خروج هذا الكلام مخرج المثل كثرتُه في الشعر وأَنه يقال لمن له أَب ولمن لا أَبَ له، لأَنه إِذا كان لا أَبَ له لم يجُزْ أَن يُدْعى عليه بما هو فيه لا مَحالة، أَلا ترى أَنك لا تقول للفقير أَفْقَرَه الله؟ فكما لا تقول لمن لا أَبَ له أَفقدك الله أَباك كذلك تعلم أَن قولهم لمن لا أَبَ له لا أَبا لَك لا حقيقة لمعناه مُطابِقة للفظه، وإِنما هي خارجة مَخْرَج المثل على ما فسره أَبو علي؛ قال عنترة: فاقْنَيْ حَياءَك، لا أَبا لَك واعْلَمي أَني امْرُؤٌ سأَمُوتُ، إِنْ لم أُقْتَلِ وقال المتَلَمِّس: أَلْقِ الصَّحيفةَ، لا أَبا لَك، إِنه يُخْشى عليك من الحِباءِ النِّقْرِسُ ويدلُّك على أَن هذا ليس بحقيقة قول جرير: يا تَيْمُ تَيْمَ عَدِيٍّ، لا أَبا لَكُمُ لا يَلْقَيَنَّكُمُ في سَوْءَةٍ عُمَرُ فهذا أقوى دليلٍ على أَن هذا القول مَثَلٌ لا حقيقة له، أَلا ترى أَنه لا يجوز أَن يكون للتَّيْم كلِّها أَبٌ واحد، ولكنكم كلكم أَهل للدُّعاء عليه والإِغلاظ له؟ ويقال: لا أَبَ لك ولا أَبا لَك، وهو مَدْح، وربم؟

      ‏قالوا لا أَباكَ لأَن اللام كالمُقْحَمة؛ قال أَبو حيَّة النُّمَيْري: أَبِالمَوْتِ الذي لا بُدَّ أَني مُلاقٍ، لا أَباكِ تُخَوِّفِيني؟ دَعي ماذا علِمْتِ سَأَتَّقِيهِ، ولكنْ بالمغيَّب نَبِّئِيني أَراد: تُخَوِّفِينني، فحذف النون الأَخيرة؛ قال ابن بري: ومثله ما أَنشده أَبو العباس المبرّد في الكامل: وقد مات شَمَّاخٌ ومات مُزَرِّدٌ، وأَيُّ كَريمٍ، لا أَباكِ يُخَلَّدُ؟

      ‏قال ابن بري: وشاهد لا أَبا لك قول الأَجْدَع: فإِن أَثْقَفْ عُمَيراً لا أُقِلْهُ، وإِن أَثْقَفْ أَباه فلا أَبَا لَه؟

      ‏قال: وقال الأَبْرَشُ بَحْزَج (* قوله «بحزج» كذا في الأصل هنا وتقدم فيه قريباً:، قال بخدج اطلب أبا نخلة إلخ‏.
      ‏وفي القاموس: بخدج اسم، زاد في اللسان: شاعر)‏.
      ‏بن حسَّان يَهجُو أَبا نُخَيلة: إِنْ أَبا نَخْلَة عَبْدٌ ما لَهُ جُولٌ، إِذا ما التَمَسوا أَجْوالَهُ، يَدْعو إِلى أُمٍّ ولا أَبا لَهُ وقال الأَعْور بن بَراء: فمَن مُبْلِغٌ عنِّي كُرَيْزاً وناشِئاً، بِذاتِ الغَضى، أَن لا أَبا لَكُما بِيا؟ وقال زُفَر بن الحرث يَعْتذْر من هَزيمة انْهَزَمها: أَرِيني سِلاحي، لا أَبا لَكِ إِنَّني أَرى الحَرْب لا تَزْدادُ إِلا تَمادِيا أَيَذْهَبُ يومٌ واحدٌ، إِنْ أَسَأْتُه، بِصالِح أَيّامي، وحُسْن بَلائِيا ولم تُرَ مِنِّي زَلَّة، قبلَ هذه، فِراري وتَرْكي صاحِبَيَّ ورائيا وقد يَنْبُت المَرْعى على دِمَنِ الثَّرى، وتَبْقى حَزازاتُ النفوس كما هِيا وقال جرير لجدِّه الخَطَفَى: فَأَنْت أَبي ما لم تكن ليَ حاجةٌ، فإِن عَرَضَتْ فإِنَّني لا أَبا لِيا وكان الخَطَفَى شاعراً مُجيداً؛ ومن أَحسن ما قيل في الصَّمْت قوله: عَجِبْتُ لإزْراء العَيِيِّ بنفْسِه، وَصَمْتِ الذي قد كان بالقَوْلِ أَعْلَما وفي الصَّمْتِ سَتْرٌ لِلْعَييِّ، وإِنما صَحِيفةُ لُبِّ المَرْءِ أَن يَتَكَلَّما وقد تكرَّر في الحديث لا أَبا لَك، وهو أَكثر ما يُذْكَرُ في ا لمَدْح أَي لا كافيَ لك غير نفسِك، وقد يُذْكَر في مَعْرض الذمّ كما يقال لا أُمَّ لكَ؛ قال: وقد يذكر في مَعْرض التعجُّب ودَفْعاً للعَيْن كقولهم لله دَرُّك، وقد يذكر بمعنى جِدَّ في أَمْرِك وشَمِّر لأَنَّ مَن له أَبٌ اتَّكَلَ عليه في بعض شأْنِه، وقد تُحْذَف اللام فيقال لا أَباكَ بمعناه؛ وسمع سليمانُ ابنُ عبد الملك رجلاً من الأَعراب في سَنَة مُجْدِبة يقول: رَبّ العِبادِ، ما لَنا وما لَكْ؟ قد كُنْتَ تَسْقِينا فما بدَا لَكْ؟ أَنْزِلْ علينا الغَيْثَ، لا أَبا لَكْ فحمله سليمان أَحْسَن مَحْمَل وقال: أَشهد أَن لا أَبا له ولا صاحِبةَ ولا وَلَد‏.
      ‏وفي الحديث: لله أَبُوكَ، قال ابن الأَثير: إِذا أُضِيفَ الشيء إِلى عظيم شريفٍ اكْتَسى عِظَماً وشَرَفاً كما قيل بَيْتُ اللهِ وناقةُ اللهِ، فإِذا وُجدَ من الوَلَد ما يَحْسُن مَوْقِعُه ويُحْمَد قيل لله أَبُوكَ، في مَعْرض المَدْح والتَّعجب أَي أَبوك لله خالصاً حيث أَنْجَب بك وأَتى بمِثْلِك‏.
      ‏قال أَبو الهيثم: إِذا، قال الرجلُ للرجل لا أُمَّ له فمعناه ليس له أُمٌّ حرَّة، وهو شَتْم، وذلك أَنَّ بَني الإِماء ليسوا بمرْضِيِّين ولا لاحِقِينَ ببني الأَحرار والأَشراف، وقيل: معنى قولهم لا أُمَّ لَك يقول أَنت لَقِيطٌ لا تُعْرَف لك أُمّ، قال: ولا يقول الرجُل لصاحِبه لا أُمّ لك إِلاَّ في غضبه عليه وتقصيره به شاتِماً، وأَما إِذا، قال لا أَبا لَك فلم يَترك له من الشَّتِيمة شيئاً، وإِذا أَراد كرامةً، قال: لا أَبا لِشانِيكَ، ولا أَبَ لِشانِيكَ، وقال المبرّد: يقال لا أَبَ لكَ ولا أَبَكَ، بغير لام، وروي عن ابن شميل: أَنه سأَل الخليل عن قول العرب لا أَبا لك فقال: معناه لا كافيَ لك‏.
      ‏وقال غيره: معناه أَنك تجرني أَمرك حَمْدٌ (* قوله «وقال غيره معناه أنك تجرني أمرك حمد» هكذا في الأصل) ‏.
      ‏وقال الفراء: قولهم لا أَبا لَك كلمة تَفْصِلُ بِها العرب كلامَها ‏.
      ‏وأَبو المرأَة: زوجُها؛ عن ابن حبيب ‏.
      ‏ومن المُكَنِّى بالأَب قولهم: أَبو الحَرِث كُنْيَةُ الأَسَدِ،أَبو جَعْدَة كُنْية الذئب، أَبو حصين كُنْيةُ الثَّعْلَب، أَبو ضَوْطَرى الأَحْمَقُ، أَبو حاجِب النار لا يُنْتَفَع بها، أَبو جُخادِب الجَراد، وأَبو بَراقِش لطائر مُبَرْقَش، وأَبو قَلَمُونَ لثَوْب يَتَلَوَّن أَلْواناً، وأَبو قُبَيْسٍ جبَل بمكة، وأَبو دارِسٍ كُنْية الفَرْج من الدَّرْس وهو الحَيْض، وأَبو عَمْرَة كُنْية الجُوع؛ وقال: حَلَّ أَبو عَمْرَة وَسْطَ حُجْرَتي وأَبو مالِكٍ: كُنْية الهَرَم؛ قال: أَبا مالِك، إِنَّ الغَواني هَجَرْنني أَبا مالِكٍ، إِني أَظنُّك دائِبا وفي حديث رُقَيْقَة: هَنِيئاً لك أَبا البَطحاء إِنَّما سمَّوْه أَبا البطحاء لأَنهم شَرفُوا به وعَظُمُوا بدعائه وهدايته كما يقال للمِطْعام أَبو الأَضْياف‏.
      ‏وفي حديث وائل بن حُجْر: من محمد رسولِ الله إِلى المُهاجِر ابن أَبو أُمَيَّة؛ قال ابن الأَثير: حَقُّه أَن يقول ابنِ أَبي أُمَيَّة، ولكنه لاشْتهارِه بالكُنْية ولم يكن له اسم معروف غيره، لم يجرَّ كما قيل عليّ بن أَبو طالب‏.
      ‏وفي حديث عائشة:، قالت عن حفصة وكانت بنتَ أَبيها أَي أَنها شبيهة به في قُوَّة النفس وحِدَّة الخلُق والمُبادَرة إِلى الأَشياء‏.
      ‏والأَبْواء، بالمدّ: موضع، وقد ذكر في الحديث الأَبْواء، وهو بفتح الهمزة وسكون الباء والمدِّ، جَبَل بين مكة والمدينة، وعنده بلد ينسَب إِليه‏.
      ‏وكَفْرآبِيا: موضع‏.
      ‏وفي الحديث: ذِكْر أَبَّى، هي بفتح الهمزة وتشديد الباء: بئر من آبار بني قُرَيظة وأَموالهِم يقال لها بئر أَبَّى، نَزَلها سيدُنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما أَتى بني قُريظة.
      "
  3. نكم (المعجم لسان العرب)
    • "أَهمل الليث نَكَم وكَنم، واستعملهما ابن الأَعرابي فيما رواه ثعلب عنه، قال: النَّكْمة المُصيبة الفادِحةُ، والكَنْمة الجِراحةُ.
      "


معنى أبللنكم في قاموس معاجم اللغة

Advertisements


معجم الغني
**بَلَّلَ** \- [ب ل ل]. (ف: ربا. متعد).** بَلَّلْتُ**،** أُبَلِّلُ**،** بَلِّلْ**، مص. تَبْلِيلٌ. "بَلَّلَتِ الأمْطَارُ ثِيَابَهُ" : نَدَّتْهَا. " بَلَّلَ وَرَقَةَ السِّيجَارَةِ بِرِيقِهِ وَصَمَّغَهَا وَأشْعَلَهَا".(حنا مينه).
Advertisements
معجم اللغة العربية المعاصرة
بَلال [مفرد]: مصدر بلَّ.
معجم اللغة العربية المعاصرة
بُلالة [مفرد]: ندًى، بقيّة من النّداوة "ما أغنتني البُلالة عن الماء الذي أروي به عطشي".
معجم اللغة العربية المعاصرة
I بَلَل [مفرد]: ج بِلال (لغير المصدر) وبُلاّن (لغير المصدر): 1- مصدر بلَّ. 2- نُدُوَّة، نَدًى، رطوبة. II بلَّلَ يبلِّل، تَبْلِيلاً، فهو مُبلِّل، والمفعول مُبلَّل • بلَّل الثَّوبَ وغيرَه: بلَّه، ندَّاه ورطَّبه بالماء ونحوه "بلّل المطرُ الطُّرقَ- بلَّله بالماء".
معجم اللغة العربية المعاصرة
بُلُولة [مفرد]: أثر ماء "أحسّ ببُلولة في ثيابه".
معجم اللغة العربية المعاصرة
بَليلَة/ بِليلَة [مفرد]: قمح أو ذُرَة تُغْلى في الماء وتؤكَل، وقد يُضاف عليها اللّبن والسّكر وغيرهما "يُقْبل الأطفالُ على تناول البَليلة".
معجم اللغة العربية المعاصرة
تبلَّلَ يتبلَّل، تبلُّلاً، فهو مُتبلِّل • تبلَّلَ الثَّوبُ وغيرُه: مُطاوع بلَّلَ: ابتلَّ، تندّى وتشرَّب بالماء ونحوه "تبلّل الأولادُ بماء الحديقة".
مختار الصحاح
ب ل ل : البِلّةُ بالكسر النداوة و البِلُّ المباح ومنه قول العباس بن عبد المطلب في زمزم { لا أحلها لمغتسل وهي لشارب حل وبل } أي مباح وقيل شفاء من قولهم بَلَّ الرجل و أبَلَّ إذا برأ وعلى القولين ليس باتباع و بِلالُ بن حمامة مؤذن النبي صلى الله عليه و سلم من الحبشة و البَللُ الندى و البَلْبَلةُ و البَلْبالُ الهمّ ووسواس الصدر و البُلْبُل طائر و بَلَّ من مرضه يبل بالكسر بَلاً أي صح وكذا أبَلَّ و استَبَلَّ و بَلَّهُ نداه وبابه رد و بَلَّلُ شدد للمبالغة فابتلَّ هو و بَلَّ وحمه وصلها وفي الحديث { بلوا أرحامكم ولو بالسلام } أي ندوها بالصلة و بَلْ حرف عطف وهو للإضراب عن الأول للثاني كقولك ما جاءني زيد بل عمرو وما رأيت زيدا بل عمرا وجاءني أخوك بل أبوك تعطف به بعد النفي والإثبات جميعا وربما وضعوه موضع رب كقول الراجز بل مهمه قطعت بعد مهمه يعني رب مهمه كما يوضع الحرف موضع غيره اتساعا وقوله تعالى { بل الذين كفروا في عزة وانشقاق } قال الأخفش عن بعضهم إن بل هنا بمعنى إن فلذلك صار القسم عليها
الصحاح في اللغة
ريحٌ بَلَّةٌ، أي فيها بَلَلٌ. وجاءنا فلان فلم يأتنا بهَلَّةٍ ولا بَلَّةٍ، قال ابن السكيت: فالهَلّةُ من الفرح والاستهلال، والبَلَّةُ من البَلَلِ والخير. وقولهم: ما أصاب هَلَّةً ولا بَلَّةً، أي شيئاً. والبُلَّةُ: بالضم: ابْتِلالُ الرُطْبِ. يقول: سِرْنَ في بَرْدِ الرواح إلى الماء بعد ما يبس الكلأ. والأَوابِلُ: الوحوشُ التي اجتزأتْ بالرُطْبِ عن الماء. والبِلَّةُ، بالكسر: النداوةُ. والبِلُّ: المباح. وكلُّ ما يُبَلُّ به الحَلْقُ من الماء واللبن فهو بِلالٌ. ومنه قولهم: انْضَحُوا الرَحِمَ ببِلالِها، أي صِلوها بِصِلَتِها ونَدُّوها. قال أوس: كأَنِّي حَلَوْتُ الشِعْرَ حينَ مَدَحْتُهُ   صَفا ضًخْرَةٍ صَمَّاءَ يَبْسٍ بِلالُها ويقال: لا تَبُلُّكَ عندي بالَّةٌ، أي لا يصيبك مني ندىً ولا خيرٌ. ويقال أيضاً: لا تَبُلُّكَ عندي بَلالِ، مثال قَطامِ. قالت ليلى الأخيليّة: فَلا وأَبيكَ يا ابْنَ أبي عَقـيلٍ   تَبُلَّكَ بَعْدَها عنـدي بَـلال فلو آسَـيْتَـهُ لَـخَـلاكَ ذَمّ   وَفَارَقَكَ ابنُ عَمِّكَ غَيْرَ قالِ ابنُ أبي عقيلٍ كان مع تَوْبَةَ حين قُتِلَ، فَفَرَّ عنه، وهو ابن عمِّه. ويقال طويتُ فلاناً على بُلَّتِهِ وبُلالَتِهِ، وبُلولِهِ وبُلولَتِهِ وبُلُلَتِهِ وبُلَلَتِهِ، إذا احتملتَه على ما فيه من الإساءة والعَيب، وداريته وفي بقيةٌ من الودّ. قال الشاعر: طَوَيْنا بَني بِشْرٍ على بُلَلاتِهِمْ   وذلك خيرٌ من لِقاءِ بَني بِشْرِ يعني باللقاء الحربَ. وجمعُ البُلَّةِ بِلالٌ. وطويت السِقاءَ على بُلُلَتِهِ، إذا طَويتَه وهو نَدٍ. والبَلَلٌ: النَدى. والبَليلُ والبَليلَةُ: الريحُ فيها ندىً. والجَنوبُ أَبَلُّ الرياحِ. وبَلَّ من مرضه يَبِلُّ بالكسر بَلاًّ، أي صَحَّ. وقال: إذا بَلَّ من داءٍ به خالَ أنَّـه   نَجا وبه الداءُ الذي هو قاتِلُهْ  يعني الهَرَمَ. وكذلك أَبَلَّ واسْتَبَلَّ، أي برأ من مرضه. وبَلَّهُ يَبُلُّهُ بالضم: نَدَّاهُ. وبَلَّلَهُ، شدّد للمبالغة فابْتَلَّ. ويقال أيضاً: بَلَّ رَحِمَهُ، إذا وصلَها وفي الحديث: "بُلُّوا أرحامكم ولو بالسَّلام" أي نَدُّوها بالصلة. وقولهم: بَلّكَ الله بابْنٍ، أي رزقَكَه، يدعو له. وبَلِلْتَ به، بالكسر، إذا ظفِرْتَ به وصار في يدك. يقال: لئن بَلَّتْ بك يدي لا تفارقني أو تؤدِّيَ حقِّي. ورجلٌ أَبَلُّ بيِّن البَلَلِ، إذا كان حلاّفاً ظلوماً. وذكر أبو عبيدة أن الأَبَلَّ الفاجر. وأنشد للمسيَّب بن عَلَسٍ: أَلا تَتقَّونَ الله يا آلَ عـامِـرٍ   وهل يَتَّقي الله الأَبَلُّ المُصَمَّمُ وقال الأصمعي: أَبَلَّ الرجلُ يُبِلُّ إِبْلالاً، إذا امتنع وغَلَبَ. وقال الكسائي: رجلٌ أَبَلُّ وامرأةٌ بَلاَّءُ وهو الذي لا يُدْرَكُ ما عنده من اللؤم. وصَفاءٌ بَلاَّءُ، أي ملساءُ.
تاج العروس

البَلَلُ مُحرَّكةً والبِلَّةُ والبِلالُ بكسرهما والبُلالَةُ بالضّمّ : النُّدْوَةُ . قد بَلَّه بالماءِ يَبُلُّه بَلّا بالفتح وبِلَّةً بالكسر وبَلَّلَه : أي نَدَّاه والتشديد للمُبالَغة قال أبو صَخْرٍ الهذلي :

إذا ذُكِرَتْ يَرْتاحُ قَلْبِي لذِكْرِها ... كما انْتَفَضَ العُصْفُورُ بَلَّلَه القَطْرُ وصَدرُ البيت في الحَماسة :

" وإني لَتَعْرُوني لِذِكْراكِ نَفْضَةٌ والرواية ما ذكرتُ . فابْتَلَّ وتَبلَّلَ قال ذو الرُّمّة :

وما شَنَّتا خَرْقاءَ واهِيةِ الكُلَى ... سَقَى بِهِما ساقٍ ولَمْ تَتَبَلَّلا

بأضْيَعَ مِن عَينيكَ للدَّمْعِ كُلَّما ... تَوَّهمْتَ رَبْعاً أو تَذكَّرتَ مَنْزِلا البِلالُ ككِتابٍ : الماءُ ويُثَلَّثُ يُقال : ما في سِقائه بِلالٌ وكُلُّ ما يُبَلُّ به الحَلْقُ من ماءٍ أو لَبَنٍ فهو بِلالٌ قال أوسُ بنُ حَجَر :

كأنِّي حَلَوْتُ الشِّعرَ حينَ مَدَحْتُهُ ... مُلَمْلمةً غَبراءَ يَبساً بِلالُها ويُقال : اضْرِبُوا في الأرضِ أَمْيالاً تَجِدُوا بِلالا . والبِلَّةُ بالكسرِ : الخَيرُ والرِّزْقُ يُقال : جاء فُلانٌ فلم يأتِنا بِهِلَّةٍ ولا بِلَّة قال ابنُ السِّكِّيت : فالهِلَّةُ : مِن الفَرَحِ والاستِهْلال والبِلَّةُ : مِن البَلَلِ والخَير . مِن المَجاز : البِلَّةُ : جَرَيانُ اللِّسان وفَصاحَتُه أو وقُوعُه على مَواضِع الحُروفِ واستِمرارُه علَى المَنْطِق وسَلاسَتُه تقول : ما أحسَنَ بِلَّةَ لسانِه وما يَقعُ لِسانُه إلّا علَى بِلَّتِه . وفي الأساس : ما أحسَنَ بِلَّةَ لِسانِه : إذا وَقَع على مَخارِج الحروف . قال اللَّيثُ : البِلَّةُ البَلَلُ : الدُّونُ أو البِلَّةُ : النَّداوَةُ وهذا قد تقدَّم قريباً فهو تَكرار . البِلَّةُ : العافِيَةُ مِن المَرض . قال الفَرّاءُ : البِلَّةُ : الوَلِيمَةُ . قال غيرُه : البُلَّةُ بالضّمّ : ابتِلالُ الرُّطْبِ قال إهابُ بن عُمَير :

" حَتّى إذا أَهْرَأْنَ بالأصائِلِ

" وفارَقَتْها بُلَّةُ الأَوابِلِ

يقولُون : سِرنَ في بَردِ الرَّواحِ إلى الماء بعدَ ما يَبِس الكَلأُ . والأَوابِلُ : الوُحوشُ التي اجْتَزأتْ بالرُّطْب عن الماء . البُلَّةُ : بَقِيَّةُ الكَلأ عن الفَرّاء . البَلَّةُ بالفَتْحِ : طَراءَةُ الشَّبابِ عن ابنِ عَبّاد . ويُضَمُّ . البَلَّةُ : نَوْرُ العِضاهِ أو الزَّغَبُ الذي يكونُ بعدَ النَّوْرِ عن ابنِ فارِس . قِيل : البَلَّةُ : نَوْرُ العُرفُطِ والسَّمُرِ . وقال أبو زَيد : البَلَّةُ : نَوْرَةُ بَرَمَة السَّمُر . قال : وأوّلُ ما تَخْرُج : البَرَمةُ ثم أوّلُ ماتخرُج مِن بَدْءِ الحَبَلَة : كعْبُورَةٌ نحو بَدْء البُسْرَة فتِيك البَرَمَةُ ثم يَنْبُت فيها زَغَبٌ بِيضٌ وهو نَوْرَتُها فإذا أخرجت تلك سُمِّيت البَلة والفَتْلة فاذا سَقَطنَ عن طرَف العُود الذي يَنْبُتن فيه نَبَتَتْ فيه الخُلْبَةُ في طرَف عُودهنّ . وسقَطن . والخُلبة : وعاءُ الحَبّ كأنها وعاءُ الباقلاء ولا تكون الخُلبَةُ إلا للسَّلم والسَّمُر فيها الحَبُّ . أو بَلَّةُ السَّمُر : عَسَله عن ابن فارِس قال : ويُكسَر . قال الفَرّاء : البَلة : الغِنَى بعدَ االفَقْرِ كالبُلَّى كرُبَّى . البَلَّةُ : بَقيَّةُ الكلأِ ويُضَمّ وهذه قد تقدمت فهو تَكرارٌ . البَلَّةُ : القَرَظ والبَليلُ كأمِيرٍ : رِيحٌ بارِدةٌ مع نَدىً وهي الشّمال كأنها تَنْضَحُ الماءَ من بردها للواحِدة والجَميع . وفي الأساس : رِيحٌ . بليلٌ : بارِدةٌ بِمَطَرٍ . وفي العُباب : والجَنُوبُ : أَبَل الرِّياح قال أبو ذُؤَيبٍ يصف ثَوْراً :

ويَعُوذُ بالأَرْطَى إذا ما شَفَّهُ ... قَطْرٌ وراحَتْهُ بَلِيلٌ زَعْزَعُ قد بَلَّتْ تَبِلُّ مِن حَدِّ ضَرَب بُلُولاً بالضّمّ . والبِلُّ بالكسر : الشِّفاءُ من قولهم : بَلَّ الرجُلُ مِن مَرضِه : إذا بَرأ وبه فَسَّر أبو عبيد حديث زَمْزم : " لا أُحِلُّها لِمُغْتَسِلٍ وهي لِشارِبٍ حِلٌّ وبلٌّ " . قِيل : البِلُّ هنا : المُباحُ نقلَه ابنُ الأثِير وغيرُه من أئمّة الغَرِيب . ويُقال : حِلٌّ وبلٌّ أي حَلالٌ ومُباحٌ . أو هو إتْباعٌ وَيمْنَعُ مِن جَوازِه الواوُ وقال الأصمَعِي : كنت أرى أنّ بِلّاً إتْباعٌ حتّى زَعم المُعْتَمِرُ بن سُليمان أن بِلّاًّ في لُغة حِمْير : مُباحٌ وكَرَّر لاختلاف اللفظ توكيداً . قال أبو عبيد : وهو أَوْلَى ؛ لأنّا قَلَّما وجدنا الإتْباعَ بواو العَطْف . مِن المَجاز : بَلَّ رَحِمَه يَبُلُّها بَلّاً بالفتح وبلالاً بالكسر : أي وَصَلَها ومنه الحديثُ : " بُلُّوا أرحامَكُم ولو بالسَّلامِ " أي نَدُّوها بالصِّلَة . ولمّا رأَوا بعضَ الأشياء يَتَّصلُ ويختلِطُ بالنَّداوة ويحصُلُ بينَهما التَّجافِي والتَّفرُّقُ باليُبس استعارُوا البَلَّ لِمعنى الوَصْلِ واليُبس لمَعْنى القَطِيعة فقالوا في المَثَل : لا تُوبسِ الثَّرَى بيني وبينَك ومنه حديثُ عمرَ بن عبد العزيز : " إذا استشنَّ ما بينك وبينَ اللَّهِ فابْلُلْه بالإحسانِ إلى عِباده " وقال جَرِيرٌ :

فلا تُوبسُوا بَيني وبَينَكُمُ الثَّرَى ... فإنّ الذي بَيني وبَينَكُمُ مُثْرِي وفي الحديث : " غَيرَ أنّ لَكُم رَحِماً سَأَبُلُّها ببِلالِها " أي سَأصِلُها بصِلَتِها قال أوسُ بنُ حَجَر :

كأنِّي حَلَوْتُ الشِّعْرَ حِينَ مَدَحْتُهُ ... مُلَمْلمةً غَبراءَ يَبساً بِلالُها بَلَالِ كقَطامِ : اسمٌ لِصِلةِ الرَّحِمِ وهو مصروفٌ عن بالَّةٍ وسيأتي شاهِدُ قريباً . وَبلَّ الرجُلُ بُلُولاً بالضّم وأَبَلَّ : نَجا مِن الشِّدَّة والضِّيق . بَلَّ مِن مَرضِه : يَبِلُّ بالكسر بَلّاً بالفتح وبَلَلاً مُحرَّكةً وبُلولاً بالضّمّ : أي صَحَّ وأنشد ابن دُرَيْدٍ :

إذا بَلَّ مِن داءٍ به ظَنَّ أنَّهُ ... نَجا وبه الداءُ الذي هُو قاتِلُهْواسْتَبَلَّ الرجُلُ مِن مَرضِه مِثْل بَلَّ . وابْتَلَّ الرجُلُ وتَبَلَّلَ : حَسُنَتْ حالُه بعدَ الهُزال نَقله الزَّمَخْشَرِي . وانْصَرَفَ القومُ ببَلَلَتِهم مُحرَّكةً وبضمَّتين وبُلُولَتِهم بالضّم : أي وفيهم بَقِيَّةٌ أو انصرفوا بحالٍ حَسنةٍ . مِن المَجاز : طَواهُ علَى بُلَّتِه بالضّم ويُفْتَح بُلُلَتِه بضمَّتين وتُفْتَح اللامُ الأُولى وبُلُولَتِه وهذه لُغة تَمِيم بُلُولِه بُلالَتِه بضمِّهن وبَلَلَتِه وبَلَلاتِه وبَلالَتِه مَفتوحاتٍ وبُلَلاتِه بضمّ أوَّلها فهي لُغاتٌ عشرة : أي احتَملْتُه كذا في النُّسَخ والصواب : أي احتَمَله على ما فيه مِن العَيْبِ والإساءة أو دارَيتُه كذا في النُّسَخ والصواب : أو داراه وفيه بَقِيَّةٌ مِن الوُدِّ أو تَغافَلَ عمّا فِيه قال الشاعر :

طَوَيْنا بني بِشْرٍ علَى بَلَلاتِهِمْ ... وذلكَ خَيرٌ مِن لِقاءِ بني بِشْرِ يَعْنى باللِّقاء الحَربَ . وجَمْعُ البُلَّة : بِلالٌ كبُرْمَةٍ وبِرامٍ قال الراجِز :

" وصاحِبٍ مُرامِقٍ داجيتُهُ

" علَى بِلالِ نَفْسِهِ طَوَيْتُهُ وقال حَضْرَمِي بن عامر الأسَدِيّ :

ولقد طَوَيتُكُمُ علَى بُلَلاتِكُمْ ... وعلمتُ ما فِيكُم مِن الأذرابِ يُرْوَى بالضّمّ وبالتَّحْرِيك . يُقال : طَوَيتُ السِّقاءَ علَى بُلُلَتِه بضمّ الباء واللام وتُفْتَحُ اللّامُ أي الأُولى : إذا طَويْتَه وهُو نَدٍ مُبتَلٌّ قبلَ أن يتكسَّرَ . وبَلِلْتُ به كفَرِح : ظَفِرْت به وصار في يَدِي حكاه الأزهريُّ عن الأصمَعِيّ وحدَه . ومنه المَثَلُ : بَلِلْتُ منه بأَفْوَقَ ناصِلٍ يُضْرَبُ للرجُلِ الكامِل الكافِي : أي ظَفِرتُ برجُلٍ غيرِ مضَيَّعٍ ولا ناقِصٍ قاله شَمِرٌ . أيضاً : صَلِيتُ به وشُفِيتُ هكهذا في النُّسَخ والصواب : شَقِيتُ . بَلِلْتُ فُلاناً : لَزِمتُه ودُمتُ علَى صُحْبَتِه عن أبي عمرو . بَلِلْتُ بِه أَبَلُّ بَلَلاً مُحرَّكةً وبَلالَةً كسَحابَةٍ وبُلُولاً بالضمّ : مُنِيتُ به وعُلِّقْتُه يُقال : لَئِنْ بُلَّتْ يَدِي بِكَ لا تُفارِقني أو تُؤدِّيَ حَقِّي قال عمرو بن أحْمَر الباهِلِيُّ :

فإمّا زَلَّ سَرجٌ عَن مَعَدٍّ ... وأجْدَرُ بالحوادِثِ أن تَكُونا

فَبِلِّى إن بَلِلْتِ بأَرْيَحِيٍّ ... مِن الفِتْيانِ لا يُضْحِي بَطِينا وقال ذو الرّمَّة يصف الثَّورَ والكِلاب :

بَلَّتْ به غَيرَ طَيَّاشٍ ولا رَعِشٍ ... إذْ جُلْنَ في مَعْرَكٍ يُخْشَى به العَطَبُ وقال طَرَفةُ بن العَبد :

إذا ابْتَدَر القَومُ السِّلاحَ وجَدتَنِي ... مَنِيعاً إذا بَلَّتْ بقائِمهِ يَدِي كَبَلَلْتُ بالفَتح أَبَل بُلُولاً عن أبي عمرو . وما بَلِلْتُ به بالكسَر أَبَلُّه بَلّاً : ما أَصبتُه ولا عَلِمتُه . والبَلُّ : اللَّهجُ بالشيءِ وقد بل به بَلاً قال :

وِإني لَبَلٌّ بالقَرِينةِ ما ارْعَوَتْ ... وإني إذا صَرَّمْتُها لَصَرُومُ قال ابنُ الأعرابي : البَلّ : مَن يَمْنَعُ بالحَلِفِ ما عِندَه مِن حُقُوقِ الناسِ وهو المَطُول قال المَرّارُ الأَسديّ :

ذَكَرنا الدُّيُونَ فجادَلْنَنَا ... جِدالَكَ مالاً وبَلّا حَلُوفا المالُ : الرجُلُ الغَنيُّ يقال : رَجُلٌ مالٌ والواو مُقْحَمةٌ . وعلي بنُ الحسن بنِ البَلِّ البَغدادِيّ مُحَدِّثٌ سَمِع أبا القاسم الرَّبَعِيّ . وابنُ أخيه هبةُ الله بنُ الحسين بنِ البَلِّ سَمِع قاضِيَ المارَسْتان . وفاتَه أبو المُظَفَّر محمد بن علي بن البَلّ الدًّورِيّ سَمِع من ابن الطَّلاية وغيرِه وبنتُه عائشةُ حدَّثتْ بالإجازة عن الشيخ عبد القادِر . وابنُ أخيه عليُّ بنُ الحسين بنِ علي بن البَلّ سَمِع من سعيد بن البَنّاء وغيرِه . مِن المَجاز : يُقال : لا تَبُلُّكَ عِندَنا بالَّةٌ أو بَلالِ كقَطامِ : أي لا يُصِيبُك خَيرٌ ونَدًى قالت ليلى الأَخْيَلِيَّةُ :

فَلا وأبيكَ يا ابنَ أبي عَقِيلٍ ... تَبُلُّكَ بعدَها فِينَا بَلالِ

فإنّكَ لو كَرَرْتَ خَلاكَ ذَمٌّ ... وفارقَكَ ابنُ عَمِّكَ غير قالِيابنُ أبي عَقِيل كان مع تَوْبةَ حينَ قُتِل ففَرَّ عنه وهو ابنُ عَمِّه . وأَبَلَّ السَّمُرُ : أَثْمَر . أَبلَّ المَرِيضُ : بَرَأ مِن مَرضِه كبَلَّ واسْتَبلَّ قال يصِفُ عَجُوزاً :

صَمَحْمَحَةٌ لا تَشْتَكي الدَّهْرَ رَأْسَها ... ولو نَكَزَتْها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ أَبَلَّتْ مَطِيَّتُه علَى وَجْهها : إذا همَتْ بالتَّخفيفِ ضالَّةً كبَلَّتْ كما سيأتي . أَبَلَّ العُودُ : جَرَى فيه الماءُ وفي العُباب : جَرَى فيه نَبْتُ الغَيثِ . أبَلَّ الرجُلُ : ذَهَب في الأرض عن أبي عُبيد كبَلَّ يُقال : بَلَّتْ ناقتُه : إذا ذَهَبتْ . أَبَلَّ الرجُلُ : أَعْيا فَساداً أو خُبْثاً وأنشد أبو عبيد :

أَبَلَّ فما يَزْدادُ إلّا حَماقَةً ... ونَوْكاً وإن كانت كثيراً مَخارِجُهْ أَبلَّ عليه : غَلَبه وبَين عَلَيه وغَلَبه جِناسٌ . وقال الأصمَعِي : أبَلَّ الرجُلُ : إذا امتَنَع وغَلَب قال ساعِدَةُ :

أَلا يا فَتًى ما عَبْدُ شَمْسٍ بمِثْلِهِ ... يُبَل علَى العادِي وتُؤْبَى المَخاسِفُ والأَبَلُّ مِن الرجال : الأَلَدُّ الجَدِلُ كالبَلِّ . أيضاً : مَن لا يَسْتَحْيي . قِيل : هو المُمْتَنِعُ الغالِبُ . قِيل : هو الشَّدِيدُ اللُّؤمِ الذي لا يُدْرَكُ ما عِندَه مِن اللّؤم عن الكِسائي . قِيل : هو اللَّئيمُ المَطُولُ عن ابن الأعرابي الحَلَّافُ الظَّلُومُ المانِعُ مِن حُقوقِ الناسِ كالبَلِّ وقد تَقَدّم . قِيل : هو الفاجِرُ عن أبي عُبيدة وأنشد لابن عَلَس :

أَلا تَتَّقُون اللَّهَ يا آلَ عامِرٍ ... وهَل يَتَّقِى اللَّهَ الأَبَلُّ المُصَمِّمُوهي بَلَّاءُ ج : بُلٌّ بالضم وقد بَلَّ بَلَلاً مُحرَّكةً في كلّ ذلك عن ثَعْلَب . وخَصْمٌ مِبَلٌّ بكسرِ الميم : أي ثَبْتٌ وقال أبو عُبيد : هو الذي يُتابِعُكَ على ما تُرِيدُ . وككِتابٍ : بِلالُ بنُ رَباحٍ أبو عبدِ الرحمن وقِيل : أبو عبد الله وقِيل : أبو عمرو وهو ابنُ حَمامَةَ المؤذِّنُ وحَمامَةُ أمُّهُ مولاةُ بني جُمَح كان مِمَّن سَبق إلى الإسلام رَوى عنه قَيسُ بن أبي حازِم وابنُ أبي لَيلَى والنَّهْدِي مات على الصَّحِيح بدِمَشْقَ سنةَ عشرين . بِلالُ بنُ مالِكٍ بعثه رسولُ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم في سَرِيَّةٍ سنةَ خمس ذكره ابنُ عبد البَرِّ . بِلالُ بن الحارِث بن عُصْم أبو عبد الرحمن : المُزَنِيّان قَدِم سنةَ خمسٍ في وَفْد مُزَيْنَة وكان يَنْزِلُ الأَشْعَرَ والأَجْرَد وراءَ المدينة وأقطعه رسولُ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم العَقِيقَ روى عنه ابنه الحارث وعَلْقمةُ بن وقَّاص مات سنةَ سِتٍّ . بِلالٌ آخَرُ غيرُ مَنْسُوبٍ يقال : هو الأنْصارِيّ ويُقال : هو بِلالُ بنُ سَعْد : صَحابيون رضي اللَّهُ تعالَى عنهم . وبلالُ آباد : ع بفارِسَ وآبادُ بالمَدّ والمعنى : عِمارَةُ بِلال . والبُلْبُلُ بالضّمِّ : طائِرٌ م معروفٌ وهو العَنْدَلِيبُ كما في التهذيب وفي المُحْكَم : طَائِرٌ حَسَنُ الصّوتِ يألَفُ الحَرَمَ ويَدْعوه أهلُ الحِجاز : النُّغَرَ . البُلْبُلُ : الرجُلُ الخَفِيفُ في السَّفَر المِعْوانُ . وقال أبو الهَيثَم : قال لي أبو لَيلَى الأعرابي : أنت قُلْقُلٌ بُلْبُلٌ : أي ظَرِيفٌ خَفِيفٌ كالبُلْبُلِيِّ بالياء وهو النَّدُسُ الخَفِيفُ . البُلْبُلُ : سَمَكٌ قَدْرَ الكَفِّ عن ابنِ عَبّاد . وإبراهيمُ بن بُلْبُلٍ عن مُعاذِ بن هِشام . وحَفِيدُه بُلْبُلُ بن إسحاق : مُحدِّثان رَوى عن جَدّه . وإسماعيلُ بن بُلْبُلٍ وزيرُ المُعتمِد مِن الكُرماء . وفاتَه بُلْبُلُ بن حَرب السَّزخَسِيّ ويُقال : البَصْرِيّ كانَ رفيقَ علي بنِ المَدينيّ في الأخذ عن سُفيانَ بن عُيَينة وكُنيته أبو بكر . قال الحافظ : وزَعم مَسلمةُ بن قاسم أن اسمَه أحمدُ بن عبد الله بن معاوية واسْتَغْربه ابنُ الفَرَضِيّ . وبُلْبُل الواسِطِيُّ لَقَبُ عبدِ الله بن عبد الرحمن بن معاوية الحَدّاد شيخ لِبَحْشَل الواسِطِي . وبُلْبُلُ بن هارون بَصْرِيٌّ . ومحمد بن بُلْبُلٍ قاضي الرَّقَّة شيخٌ لأبي بكر المُقْرِئ . وأحمدُ بن القاسم أبو بكر الأنْماطِيّ لقبه بُلْبُلٌ أيضاً . وأحمدُ بن محمد بن أيوب الواسِطِيُ لَقبه بُلْبُلٌ أيضاً رَوى عن شاذّ بن يحيى . وسَعيدُ بن محمد بن بُلْبُلٍ شيخُ أحمدَ بن علي الطَّحّان حَدَّث عنه في المُؤتلِف والمُختلِف . وأحمد بن محمد بن بُلْبُلٍ بن صبيح البَشِيرِيّ روى عنه أبو الشَّيخ وابنُ عَدِيّ . وسَهْلُ بن إسماعيل بن بُلْبُلٍ أبو غانِم الواسِطِيُّ رَوى عنه أبو علي بن جنكان قال خميس : كان صَدُوقاً كذا في التبصير للحافِظ . البُلْبُلُ مِن الكُوز : قَناتُه التي تَصُبُّ الماءَ قال ابنُ الأعرابِيّ : البُلْبُلَةُ : كُوزٌ فيه بُلْبُلٌ إلى جَنْبِ رأسِه يَنْصَبُّ منه الماء . قال : البُلْبُلَةُ الهَوْدَجُ للحَرائرِ عن ابنِ الأعرابيّ . والبَلْبَلَةُ بالفتح : اختِلاطُ الأَسِنَّةِ هكذا في النسَخ والصّوابُ : الأَلْسِنَة كما هو نَصُّ التهذيب . قال الفَرّاء : البَلْبَلَةُ : تَفْرِيقُ الآراءِ . قال ابنُ الأعرابي : البَلْبَلَةُ : تَفْريقُ المَتاعِ وتَبدِيدُه . قال ابنُ عبّاد : البَلْبَلَةُ : خَرَزَةٌ سوداءُ في الصَّدَف . قال غيرُه : البَلْبَلَةُ : شِدَّةُ الهَمِّ والوَساوِسِ في الصَّدْر كالبَلْبالِ بالفتح تقول : مَتَى أخْطَرتُكَ بالبال وَقَعْتُ في البَلْبال . كذلك البَلابِلُ وهو جَمْعُ بَلْبالٍ والظاهِرُ مِن سِياقه أنه كعُلابِط فإنه لو كان بالفتح لَقال : جَمْعُ بَلابِلَ فتأمَّلْ . والبِلْبالُ بالكسرِ : المَصْدرُ وبَلْبَلَهُم بَلْبَلَةً وبلْبالاً بالكسر : إذا هَيَّجَهُم وحَرَّكَهُم والاسمُ : البَلْبالُ بالفتح والبَلْبَلَةُ بزِيادة الهاء وهذه عن ابنِ جِنِّي وأنشد :

" فبات منه القَلْبُ في بَلْبالَهْ

" يَنْزُو كنَزْوِ الظَّبيِ في الحِبالَهْوالبَلْبالُ : البُرحَاءُ في الصَّدْر وهو الهَمُّ والوَساوِسُ . بُلْبُول كسُرسُور : ع هو جَبَلٌ بالوَشْم باليَمامَةِ قال الراجِز :

" قد طال ما عارَضَها بُلْبُول

" وهي تَزُولُ وهْوَ لا يَزُول يقال : بَلَّكَ اللَّهُ تعالَى ابْناً بَلَّكَ بِه : أي رَزَقَكَهُ وأعطاكَهُ . وهو بِذِي بِلِّيٍّ وبذِي بِلِّيّانٍ مكسورين مُشَدَّدَيِ الياء واللام بِذِي بَلَّى كحَتَّى ويُكْسَر : أي بَعيدٌ حتّى لا يُعْرفَ موضعُه ويقال : بِذِي بَلِيٍّ كوَلِيٍّ ويُكْسَر يقال أيضاً : بِذِي بَلَيانٍ مُحرَّكةً مخفَّفةً وبِلِيَّانٍ بكسرتين مُشدَّدة الياء وبذِي بِلٍّ بالكسر بِذِي بِلَّيانٍ بكسر الباء وفتح اللام المشدَدة بِذي بَلَّيانٍ بفتح الباء واللام المشدَّدة بِذِي بَلْيانٍ بالفتح وسُكونِ اللام وتَخفيفِ الياء فهي اثْنتا عشْرةَ لُغَةً . فيه لغةٌ أخرى ذكرها أبو عُبيد : يقال : ذَهَب فلانٌ بِذي هِلِّيانَ وذِي بِلِّيانَ وهو فِعْلِيان مثل صِلِّيان وقد يُصْرَفُ أي حيثُ لا يُدْرَى أين هو وأنشد الكِسائيّ :

يَنامُ ويَذْهَبُ الأقْوامُ حَتَّى ... يُقالَ أَتَوْا علَى ذِي بِلِّيانِ يقول : إنه أطال النَّومَ ومضى أصحابُه في سَفَرهم حتّى صاروا إلى مَوضعٍ لا يَعرِفُ مَكانَهم مِن طُولِ نوْمِه . قال ابنُ سِيدَهْ : وصَرفه على مَذهبِه . أو هو عَلَمٌ للبُعْدِ غيرُ مَصْروفٍ عن ابنِ جِنىِّ . أو هو ع وراءَ اليَمنِ أو من أعمالِ هَجَرَ أو هو أَقْصَى الأرضِ وقول خالِدِ بن الوَلِيد رضي اللّه تعالى عنه حين خَطب الناسَ فقال : إنّ عُمرَ رضي اللّه عنه اسْتَعْملَني على الشام وهو له مُهِمٌّ فلما أَلْقَى الشامُ بَوانِيَه وصار بَثْنيَّةً وعَسَلاً عَزلنِي واستعملَ غيرِي فقال رجلٌ : هذا واللهِ هو الفِتْنَةُ فقال خالدٌ : أَما وابنُ الخَطّاب حَيٌّ فَلا ولكن ذاك إذا كان الناسُ بِذِي بِلِّيٍّ وذِي بِلَّي . قال أبو عُبيد : يُريدُ تَفرُّقَهم وكونَهم طوائِفَ بلا إمامٍ يجمعُهم وبُعْدَ بعضِهم عن بَعْضٍ وكذلك كلُّ مَن بَعُدَ عنك حتى لا تعرِفَ مَوضعَه فهو بِذي بِلَّي وهو مِن بَلِّ في الأرض إذا ذَهَب أراد : ضياعَ أمورِ الناسِ بَعْدَه . يقال : ما أحسَنَ بَلَلَهُ مُحرَّكةً : أي : تَجَمُّلَه . والبَلَّانُ كشَدَّادٍ : الحَمّامُ ج : بَلَّاناتٌ والألفُ والنُّون زائدتان وإنما يُقال : دَخلْنا البَلَّاناتِ عن أبي الأزهر لأنه يَبُلّ بمائِه أو بعَرَقِه مَن دَخَله ولا فِعْلَ له . وفي حديث ابن عمرَ رضي الله عنهما : " سَتَفْتَحُونَ أَرْضَ العَجَمِ وسَتجِدُونَ فيها بُيوتاً يُقال لها : البَلَّاناتُ فَمَن دَخلها ولم يَستَتِرْ فليس مِنّا " . قلت : وأَطْلَقوا الآنَ البَلّانَ علَى مَن يَخْدُم في الحَمّام وهي عامِيَّةٌ وعليه قولُهم في رجُلٍ اسمُه مُوسَى وكان يَخْدُمِ في الحَمّام فيما أنشدَنِيه الأديب اللُّغويُّ عبد الله بن عبد الله بن سلامة :

هَيالِيَ البَلَّانُ مُوسَى ... خَلْوَةً تُحْيِي النُّفُوسا

قيلَ ما تَعْمَلُ فِيها ... قُلتُ أسْتَعْمِلُ مُوسَى والمُتَبلِّلُ : الأسَدُ وسيأتي وَجْهُ تسميتِه قريباً . والبَلْبالُ بالفتح : الذِّئْبُ نقلَه الصاغانيّ . قال ابنُ الأعرابيّ : الحَمَامُ المُبَلِّلُ كمُحَدِّثٍ : الدائِمُ الهَدِيرِ وأنشد :

يُنَفِّزنَ بالحَيحاءِ شاءَ صُعائِدٍ ... ومِن جانِبِ الوادِي الحَمَامَ المُبَلِّلا قال : المُبَلِّلُ : الطاوُوسُ الصَّرَّاخُ كشَدّادٍ أي كثيرُ الصَّوت . البُلَلُ كَصُرَدٍ : البَذْرُ عن ابنِ شُمَيل لأنه يُبَلُّ به الأرضُ . منه قولُهم : بَلُّوا الأرضَ : إذا بَذَرُوها بالبُلَلِ . البَلِيلُ كأَمِيرٍ : الصَّوْتُ قال المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ :

دَنَوْنَ فكُلُّهُنَّ كذاتِ بَوٍّ ... إذا خَافَتْ سَمِعْتَ لها بَلِيلاقولُهم : قَلِيلٌ بَلِيلٌ : إتْباعٌ له . قال ابنُ عَبّاد : يُقال : هُو بِلُّ أَبْلالٍ بالكسر : أي داهِيَةٌ كما يُقال : صِلُّ أَصْلالٍ . وتَبَلْبَلَت الأَلْسُنُ : أي اخْتَلَطَتْ : قِيل : وبه سُمِّيَ بابلُ العِراق وقد ذُكِر في موضعه . تَبَلْبَلَت الإبِلُ الكَلأَ : أي تَتَبَّعَتْه فلم تَدَعْ منه شيئاً . البُلابِلُ كعُلابِطٍ : الرَّجُلُ الخَفِيفُ فيما أَخَذ كالبُلْبُلِ كقُنْفُذٍ وقد تقدّم . ج : بَلابِلُ بالفتح قال كُثَيّر بن مُزَرِّد :

سَتُدْرِكُ ما تَحْمِى الحِمارَةُ وابنُها ... قَلائِصُ رَسْلاتٌ وشُعْثٌ بَلابِلُ والحِمارَةُ : اسمُ حَرَّةٍ وابنُها : الجَبَلُ الذي يُجاوِرُها . والمُبِلُّ بضَمّ الميم : مَن يُعْيِيكَ أن . يُتابِعَك على ما تُرِيد نقله أبو عبيد وقد أَبَلّ إبْلالاً وأنشد :

أَبلَّ فما يَزْدادُ إلّا حَماقَةً ... ونَوْكاً وإن كانَتْ كثيراً مَخارِجُهْ بُلَيلٌ كزُبَيرٍ : شَرِيعَةُ صِفِّينَ نَقله الصاغانيّ . بُلَيلٌ : اسمُ جَماعةٍ منهم بُلَيْل بنُ بِلال بن أُحَيحَةَ أبو ليلى شَهِد أُحُداً ذكره ابنُ الدبَّاغ وَحْدَه في الصَّحابة . وما في البِئرِ بالُولٌ : أي شيء مِن الماء . البُلَلَةُ كهُمَزَةٍ : الزِّيُّ والهَيْئةُ يقال : إنه لَحَسَنُ البُلَلَةِ عن ابنِ عَبّاد . قال : وكيف بُلَلَتُكَ وبُلُولَتُكَ مضمومتين : أي كيف حالُكَ . وتَبَلَّل الأَسَدُ فهو مُتَبَلِّلٌ : أثارَ بمَخالِبهِ الأرضَ وهو يَزْأَرُ عندَ القِتال قال أُمَيَّةُ بنِ أبي عائذٍ الهذلي :

تَكَنَّفَني السِّيدانِ سِيدٌ مُواثِبٌ ... وسِيدٌ يُوالِي زَأْرَه بالتَّبَلُّلِوجاء في أُبُلَّتِه بالضمّ : أي قَبِيلَتِه وعَشيرَتِه . وفي ضَبطِه قُصُورٌ بالِغٌ فإنَّ قولَه بالضّمّ يدُلّ على أنَّ ما بعده ساكِنٌ واللّامُ مُخَفَّفة وليس كذلك بل هو بضمَّتين وتشديد اللام مع فتحها ومَحَلّ ذَكره في أ - ب - ل ؛ فإن الألف أصليّة وقد أشرنا له هناك فراجِعْه . وبَلْ : حَرْفُ إضْرابٍ عن الأوّلِ للثاني إن تَلاها جُملة كان معنى الإضْرابِ : إمَّا الإبْطالَ ك " سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ " وإمّا الانتِقالَ مِن غَرَضٍ إلى غَرَضٍ آخَرَ كقوله تعالى : " فَصَلَّى . بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدنْيَا " وإن تلاها مُفْرَدٌ فهي عاطِفةٌ يُعْطَفُ بها الحرفُ الثاني على الأوّل . ثم إن تَقدَّمها أمرٌ أَوْ إيجابٌ كاضرِبْ زيداً بَلْ عمراً وقام زيدٌ بَلْ عمرٌو فهي تَجْعَلُ ما قبلَها كالمَسْكُوتِ عنه . وإن تقدَّمها نَفْع أو نَهْيٌ فهي لتَقْرِيرِ ما قبلَها على حالِه وجَعْلِ ضِدِّه لِما بعدَها وأُجِيز أن تكونَ ناقِلَةً معنى النَّفْيِ والنَّهْيِ إلى ما بعدَها فيَصِحُّ أن يُقال : ما زيدٌ قائماً بَلْ قاعِداً ما زيدٌ قائمٌ بل قاعِدٌ ويختلف المَعْنَى . وفي التهذيب : قال المُبَرّدُ : بَلْ حكمها الاستدراكُ أينما وقعت في جَحْدٍ أو إيجاب بلى يكون إيجاباً للمَنْفِيّ لا غيرُ . وقال الفَرّاء : بَلْ : يأتي بمَعْنَيَيْن : يكون إضراباً عن الأول وإيجاباً للثاني كقولك : عندي له دِينارٌ لا بل دِيناران والمعنى الآخر : أنها تُوجب ما قبلَها وتوجب ما بعدَها وهذا يُسَمَّى الاستدراكَ ؛ لأنه أراده فنَسِيَه ثمّ استَدْرَكه . ومَنع الكُوفيُّون أن يُعطَفَ بِها بعدَ غيرِ النَّهْى وشِبهِه لا يُقال : ضربتُ زيداً بل أباك . وقال الراغِبُ : بَلْ : للتَّدارُك وهو ضربان ضَربٌ يُناقِضُ ما بعدَه ما قبلَه لكن رُبّما يُقْصَد لتصحيحِ الحُكْم الذي بعده إبطالُ ما قبلَه ورُبّما قُصِد تصحيحُ الذي قبلَه وإبطالُ الثاني ومنه قوله تعالى : " إِذَا تُتْلَى عَلَيهِ آياتُنا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلينَ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبهِم مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " أي ليس الأمرُ كما قالوا بل جَهِلُوا فنَبَّه بقوله : " رَانَ عَلَى قُلُوبهِم " على جَهلِهم . وعلى هذا قولُه في قصّة إبراهيم : " قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ . قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَاسْأَلُوهُم إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ " . وممّا قُصِد به تصحيحُ الأوّلِ وإبطالُ الثاني قولُه : " وأَمَّا إذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عليهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ . كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ " أي ليس إعطاؤُهم مِن الإكرام ولا مَنْعُهم من الإهانة لكن جَهِلُوا ذلك لوَضْعِهِم المالَ في غيرِ موضعِه . وعلى ذلك قولُه تعالى : " ص . وَالْقُرآنِ ذِي الذِّكْرِ . بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا في عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ " فإنه دَلّ بقوله " ص . والْقُرآنِ ذِي الذِّكْرِ " أن القرآنَ مَقَرٌّ للتذكُّرِ وأنْ ليس من امتناع الكُفَّارِ من الإصغاءِ إليه أنْ ليس موضِعاً للذِّكْر بل لتَعَزُّزهم ومُشاقَّتِهم . والضَّربُ الثاني من بَلْ : هو أن يكونَ سبباً للحُكْم الأوّلِ وزائداً عليه بما بعدَ بَلْ نحو قولِه : " بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ " فإنه نبَّه أنهم يقولون أضْغاثُ أحلام بَلِ افتراه يَزِيدُون على ذلك بأن الذي أَتَى به مُفْتَرًى افتراه بأن يَزِيدُوا فَيَدَّعوا أنه كذَّابٌ والشاعِرُ في القرآنِ : عِبارةٌ عن الكاذِب بالطَّبع . وعلى هذا قوله : " لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُم يُنْصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً " أي لو يَعلَمُون ما هو زائدٌ على الأوّل وأعظمُ منه وهو أن تأتِيَهم بَغْتَةً . وجميعُ ما في القرآن مِن لفظ بَلْ لا يخرُجُ مِن أحد هذين الوجهين وإن دَقَّ الكلامُ في بعضِه . انتهى . قلت : ونقل الأخْفَشُ عن بعضِهم أن بل في قوله : " بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا في عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ " بمعنى إنّ فلذلك صار القَسَمُ عليها فتأَمَّلْ . ويُزادُ قبلَها لا لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب كقوله :" وَجْهُك البَدْرُ لا بَلِ الشَّمْسُ لَوْ لَمْ وفي بعض النّسَخ : لَوْناً . ولتوكيد تَقْريرِ ما قبلَها بعدَ النَّفْيِ كقوله :

" وما هَجَرْتُكِ لا بَلْ زادَني شَغَفاً وقال سِيبَويه : ورُبَّما وَضَعُوا بل موضعَ رُبَّ كقول الراجِز :

" بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعتُ بَعْدَ مَهْمَهِ يعنى رُبَّ مَهْمَهٍ كما يُوضَعُ الحرفُ موضعَ غيرِه اتِّساعاً . وقال الأخْفَشُ : ورُبَّما استعملت العربُ بَلْ في قَطْع كلامٍ واستئنافِ آخَر فيُنْشِد الرجلُ منهم الشِّعرَ فيقول في قول العَجّاج :

" بَلْ : ما هاجَ أحْزاناً وشَجْواً قَدْ شَجَا

" مِن طَلَلٍ كالأَتْحَمِيَّ أَنْهَجَا ويُنْشِد :

" بَلْ : وبَلْدَةٍ ما الإنْسُ في آهالِها قوله : بَلْ ليس من المَشْطُور ولا يُعَدّ في وَزْنِه ولكن جُعِلَتْ علامةً لانقطاع ما قبلَه . قال : وبَل نُقْصانُه مجهولٌ وكذلك هَلْ قَدْ إن شئتَ جعلتَ نُقصانَه واواً فقلت : بَلْوٌ وهَلْوٌ وقَدْوٌ وإن شئت جعلتَه ياءً ومنهم من يجعل نُقْصانَ هذه الحُروفِ مِثْلَ آخِرِ حُروفِها فيُدْغِم فيقول : بَلّ وهلّ وقدّ بالتشديد

ومما يستدرك عليه : بَنُو بَلَّالٍ كشَدَّادٍ : قَومٌ مِن ثمالَةَ كما في العُباب وقالَ الأميرُ : رَهْطٌ مِن أَزْدِ السَّراة غَدَرُوا بعُرْوةَ أخِي أبي خِراشٍ فقَتلُوه وأَخَذُوا مالَه وفي ذلِك يَقُولُ أبو خِراش :

لعن الإلهُ ولا أُحاشِي مَعْشَراً ... غَدَرُوا بِعُرْوَةَ مِن بني بَلَّالِ وقال الرُّشاطِيُّ : وفي مَذْحِج : بَلَّالُ بن أنس بن سَعْد العَشِيرَة ومن ولده عبدُ اللَّهِ بن ذِئاب بن الحارث شَهِد صِفِّينَ مع علي رضي اللَّهُ تعالَى عنه . وكغُرابٍ : أحمدُ بن محمد بنِ بُلالٍ المُرْسِيّ النَّحويُّ كان في أثناء سنة ستين وأربعمائة شرح غَرِيبَ المُصَنَّف لأبي عُبيد ذكره ابنُ الأبّار . وأبو البَسّام البِلَّالِيّ حكى عنه أبو علي القالِيّ شِعْراً . وقال الفَرّاء : بَلَّتْ مَطِيَّته على وَجْهِها : إذا هَمَتْ ضالَّةً قال كُثَيِّر :

فليتَ قَلُوصِي عندَ عَزَّةَ قُيِّدَتْ ... بحَبلٍ ضعيفٍ غُرَّ منها فضَلَّتِ

وغُودِرَ في الحَيِّ المُقيمينَ رَحْلُها ... وكان لها باغٍ سِوايَ فبَلَّتِ قال : والبَلَّةُ : الغِنَى . وقال غيرُه : رِيحٌ بَلَّة : أي فيها بَلَلٌ . والبَلَلُ : الخِصْبُ . وقولُهم : ما أصاب هَلَّةَ ولا بَلَّةً : أي شيئاً . والبَلَلُ مُحرََّكةً : الشَّمالُ البارِدَةُ عن ابنِ عَبّاد . والبَلِيلَةُ : الرِّيحُ فيها نَدًى . والبَلِيلَةُ : الصِّحَّةُ . وأيضاً : حِنْطَةٌ تُغْلَى في الماء وتُؤْكَلُ . وصَفاةٌ بَلَّاءُ : أي مَلْساءُ . وبَلَّةُ الشيء وبَلَلَتُه : ثَمَرتُه عن ابن عَبّاد . والبُلْبُولُ كسُرسُورٍ : طائِرٌ مائيٌّ أصغَرُ مِن الإِوَز . وبُلَيبِلٌ مُصغَّراً : من الأَعلام . وشَبرَا بُلُولَة : قريةٌ بمِصْرَ وهي المعروفَةُ بشُرُ نْبُلالَةَ وسيأتي ذِكُرها . وبِلالُ بن مِرْداسٍ : مِن شُيوخ أبي حَنِيفَة رحمه اللّه تعالى . وفي التابِعِين مَن اسمُه بِلالٌ كثيرون . وبلالُ بن البَعِير المُحارِبِيّ تقدَّم في ب - ع - ر . والشَّمْسُ محمد بن عليٍّ العَجْلُونيّ المعروف بالبِلالِيّ بالكسر وُلِد سنةَ 740 وتوفي سنة 820 ، وهو مخْتَصِر الإحياء . والبُلَّى كرُبَّى : تَلٌّ قَصِيرٌ قُربَ ذاتِ عِرْق ورُبّما يُثَنَّى في الشِّعر . والبِلالُ بالكسرِ : جَمْعُ بَلَّةٍ نادِرٌ . والبُلَّانُ كرُمّان : اسمٌ كالغُفْران أو جَمْع البَلَلِ الذي هو المَصْدَر قال الشاعر :

" والرحْمَ فُابْلُلْها بخَيرِ البُلّان

" فإنها اشْتُقَّتْ مِن اسْمِ الرَّحْمن والتَّبْلالُ : الدَّوامُ وطُولُ المُكْثِ في كلِّ شيءٍ وأنشد ابنُ الأعرابي للرَّبيع بن ضَبُع الفَزارِيّ :

أَلا أيها الباغِي الذي طالَ طِيلُهُ ... وتَبْلالُهُ في الأرضِ حتَّى تَعَوَّدا والبَلُّ والبَلِيلُ : الأَنِينُ مِن التَّعب عن ابنِ السِّكّيت . وحكى أبو تُرابٍ عن زائدة : ما فيه بُلالَةٌ ولا عُلالَة : أي ما فيه بَقِيَّةٌ . وفي حديث لُقمان : ما شَيءٌ أَبَلَّ للجِسْمِ مِن اللَّهْو أي أشَدُّ تَصْحِيحاً ومُوافَقةً له

لسان العرب
البَلَل النَّدَى ابن سيده البَلَل والبِلَّة النُّدُوَّةُ قال بعض الأَغْفال وقِطْقِطُ البِلَّة في شُعَيْرِي أَراد وبِلَّة القِطْقِط فقلب والبِلال كالبِلَّة وبَلَّه بالماء وغيره يَبُلُّه بَلاًّ وبِلَّة وبَلَّلهُ فَابْتَلَّ وتَبَلَّلَ قال ذو الرمة وما شَنَّتَا خَرْقاءَ واهِيَة الكُلَى سَقَى بهما سَاقٍ ولَمَّا تَبَلَّلا والبَلُّ مصدر بَلَلْت الشيءَ أَبُلُّه بَلاًّ الجوهري بَلَّه يَبُلُّه أَي نَدَّاه وبَلَّلَه شدّد للمبالغة فابْتَلَّ والبِلال الماء والبُلالة البَلَل والبِلال جمع بِلَّة نادر واسْقِه على بُلَّتِه أَي ابتلاله وبَلَّة الشَّباب وبُلَّتُه طَرَاؤه والفتح أَعلى والبَلِيل والبَلِيلَة ريح باردة مع نَدًى ولا تُجْمَع قال أَبو حنيفة إِذا جاءت الريح مع بَرْد ويُبْس ونَدًى فهي بَلِيل وقد بَلَّتْ تَبِلُّ بُلولاً فأَما قول زياد الأَعجم إِنِّي رأَيتُ عِدَاتِكم كالغَيْث ليس له بَلِيل فمعناه أَنه ليس لها مَطْل فَيُكَدِّرَها كما أَن الغَيْث إِذا كانت معه ريح بَلِيل كدَّرَتْه أَبو عمرو البَلِيلة الريح المُمْغِرة وهي التي تَمْزُجها المَغْرة والمَغْرة المَطَرة الضعيفة والجَنُوب أَبَلُّ الرِّياح وريح بَلَّة أَي فيها بَلَل وفي حديث المُغيرة بَلِيلة الإِرْعاد أَي لا تزال تُرْعِد وتُهَدِّد والبَليلة الريح فيها نَدى جعل الإِرعاد مثلاً للوعيد والتهديد من قولهم أَرْعَد الرجلُ وأَبْرَق إِذا تَهَدَّد وأَوعد والله أَعلم ويقال ما سِقَائك بِلال أَي ماء وكُلُّ ما يُبَلُّ به الحَلْق من الماء واللَّبن بِلال ومنه قولهم انْضَحُوا الرَّحِمَ بِبلالها أَي صِلُوها بصِلَتِها ونَدُّوها قال أَوس يهجو الحكم بن مروان بن زِنْبَاع كأَنِّي حَلَوْتُ الشِّعْرَ حين مَدَحْتُه صَفَا صَخْرَةٍ صَمَّاء يَبْسٍ بِلالُها وبَلَّ رَحِمَه يَبُلُّها بَلاًّ وبِلالاً وصلها وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم بُلُّوا أَرحامَكم ولو بالسَّلام أَي نَدُّوها بالصِّلة قال ابن الأَثير وهم يُطْلِقون النَّداوَة على الصِّلة كما يُطْلِقون اليُبْس على القَطِيعة لأَنهم لما رأَوا بعض الأَشياء يتصل ويختلط بالنَّداوَة ويحصل بينهما التجافي والتفرّق باليُبْس استعاروا البَلَّ لمعنى الوصْل واليُبْسَ لمعنى القَطِيعة ومنه الحديث فإِن لكم رَحِماً سأَبُلُّها بِبلالِها أَي أَصِلُكم في الدنيا ولا أُغْنِي عنكم من الله شيئاً والبِلال جمع بَلَل وقيل هو كل ما بَلَّ الحَلْق من ماء أَو لبن أَو غيره ومنه حديث طَهْفَة ما تَبِضُّ بِبِلال أَراد به اللبن وقيل المَطَر ومنه حديث عمر رضي الله عنه إِنْ رأَيت بَلَلاً من عَيْش أَي خِصْباً لأَنه يكون مِنَ الماء أَبو عمرو وغيره بَلَلْت رَحِمي أَبُلُّها بَلاًّ وبِلالاً وَصَلْتها ونَدَّيْتُها قال الأَعْشَى إِما لِطَالِب نِعْمَةٍ تَمَّمتها ووِصَالِ رَحْم قد بَرَدْت بِلالَها وقول الشاعر والرَّحْمَ فابْلُلْها بِخيْرِ البُلاَّن فإِنها اشْتُقَّتْ من اسم الرَّحْمن قال ابن سيده يجوز أَن يكون البُلاَّن اسماً واحداً كالغُفْران والرُّجْحان وأَن يكون جمع بَلَل الذي هو المصدر وإِن شئت جعلته المصدر لأَن بعض المصادر قد يجمع كالشَّغْل والعَقْل والمَرَض ويقال ما في سِقَائك بِلال أَي ماء وما في الرَّكِيَّة بِلال ابن الأَعرابي البُلْبُلة الهَوْدَج للحرائر وهي المَشْجَرة ابن الأَعرابي التَّبَلُّل ( * قوله « التبلل » كذا في الأصل ولعله محرف عن التبلال كما يشهد به الشاهد وكذا أورده شارح القاموس ) الدوام وطول المكث في كل شيء قال الربيع بن ضَبُع الفزاري أَلا أَيُّها الباغي الذي طالَ طِيلُه وتَبْلالُهُ في الأَرض حتى تَعَوَّدا وبَلَّك اللهُ ابْناً وبَلَّك بابْنٍ بَلاًّ أَي رَزَقَك ابناً يدعو له والبِلَّة الخَيْر والرزق والبِلُّ الشِّفَاء ويقال ما قَدِمَ بِهِلَّة ولا بِلَّة وجاءنا فلان فلم يأْتنا بِهَلَّة ولا بَلَّة قال ابن السكيت فالهَلَّة من الفرح والاستهلال والبَلَّة من البَلل والخير وقولهم ما أَصاب هَلَّة ولا بَلَّة أَي شيئاً وفي الحديث من قَدَّر في مَعِيشته بَلَّه الله أَي أَغناه وبِلَّة اللسان وقوعُه على مواضع الحروف واستمرارُه على المنطق تقول ما أَحسن بِلَّة لسانه وما يقع لسانه إِلا على بِلَّتِه وأَنشد أَبو العباس عن ابن الأَعرابي يُنَفِّرْنَ بالحيجاء شاءَ صُعَائد ومن جانب الوادي الحَمام المُبَلِّلا وقال المبَلِّل الدائم الهَدِير وقال ابن سيده ما أَحسن بِلَّة لسانه أَي طَوْعَه بالعبارة وإِسْماحَه وسَلاسَته ووقوعَه على موضع الحروف وبَلَّ يَبُلُّ بُلولاً وأَبَلَّ نجا حكاه ثعلب وأَنشد من صَقْع بازٍ لا تُبِلُّ لُحَمُه لُحْمَة البَازِي الطائرُ يُطْرَح له أَو يَصِيده وبَلَّ من مرضه يَبِلُّ بَلاًّ وبَلَلاً وبُلولاً واسْتَبَلَّ وأَبَلَّ برَأَ وصَحَّ قال الشاعر إِذا بَلَّ من دَاءٍ به خَالَ أَنه نَجا وبه الداء الذي هو قاتِله يعني الهَرَم وقال الشاعر يصف عجوزاً صَمَحْمَحة لا تشْتكي الدَّهرَ رأْسَها ولو نَكَزَتْها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ الكسائي والأَصمعي بَلَلْت وأَبْلَلْت من المرض بفتح اللام من بَلَلْت والبِلَّة العافية وابْتَلَّ وتَبَلَّل حَسُنت حاله بعد الهُزال والبِلُّ المُباحُ وقالوا هو لك حِلٌّ وبِلٌّ فَبِلٌّ شفاء من قولهم بَلَّ فلان من مَرَضه وأَبَلَّ إِذا بَرَأَ ويقال بِلٌّ مُبَاح مُطْلَق يمانِيَة حِمْيَريَّة ويقال بِلٌّ إِتباع لحِلّ وكذلك يقال للمؤنث هي لك حِلٌّ على لفظ المذكر ومنه قول عبد المطلب في زمزم لا أُحِلُّها لمغتسل وهي لشارب حِلٌّ وبِلٌّ وهذا القول نسبه الجوهري للعباس بن عبد المطلب والصحيح أَن قائله عبد المطلب كما ذكره ابن سيده وغيره وحكاه ابن بري عن علي بن حمزة وحكي أَيضاً عن الزبير بن بَكَّار أَن زمزم لما حُفِرَتْ وأَدرك منها عبد المطلب ما أَدرك بنى عليها حوضاً وملأَه من ماء زمزم وشرب منه الحاجُّ فحسده قوم من قريش فهدموه فأَصلحه فهدموه بالليل فلما أَصبح أَصلحه فلما طال عليه ذلك دعا ربه فأُرِيَ في المنام أَن يقول اللهم إِني لا أُحِلُّها لمغتسل وهي لشارب حِلٌّ وبِلٌّ فإِنك تكفي أَمْرَهم فلما أَصبح عبد المطلب نادى بالذي رأَى فلم يكن أَحد من قريش يقرب حوضه إِلا رُميَ في بَدَنه فتركوا حوضه قال الأَصمعي كنت أَرى أَن بِلاًّ إِتباع لحِلّ حتى زعم المعتمر بن سليمان أَن بِلاًّ مباح في لغة حِمْيَر وقال أَبو عبيد وابن السكيت لا يكون بِلٌّ إِتباعاً لحِلّ لمكان الواو والبُلَّة بالضم ابتلال الرُّطْب وبُلَّة الأَوابل بُلَّة الرُّطْب وذهبت بُلَّة الأَوابل أَي ذهب ابتلال الرُّطْب عنها وأَنشد لإِهاب ابن عُمَيْر حتى إِذا أَهْرَأْنَ بالأَصائل وفارَقَتْها بُلَّة الأَوابل يقول سِرْنَ في بَرْدِ الروائح إِلى الماء بعدما يَبِسَ الكَلأ والأَوابل الوحوش التي اجتزأَت بالرُّطْب عن الماء الفراء البُلَّة بقية الكَلإِ وطويت الثوب على بُلُلَته وبُلَّته وبُلالته أَي على رطوبته ويقال اطْوِ السِّقاء على بُلُلَته أَي اطوه وهو نديّ قبل أَن يتكسر ويقال أَلم أَطْوك على بُلُلَتِك وبَلَّتِك أَي على ما كان فيك وأَنشد لحَضْرَميّ بن عامر الأَسدي ولقد طَوَيْتُكُمُ على بُلُلاتِكم وعَلِمْتُ ما فيكم من الأَذْرَاب أَي طويتكم على ما فيكم من أَذى وعداوة وبُلُلات بضم اللام جمع بُلُلة بضم اللام أَيضاً وقد روي على بُلَلاتكم بفتح اللام الواحدة بُلَلة بفتح اللام أَيضاً وقيل في قوله على بُلُلاتكم يضرب مثلاً لإِبقاء المودة وإِخفاء ما أَظهروه من جَفَائهم فيكون مثل قولهم اطْوِ الثوبَ على غَرِّه ليضم بعضه إِلى بعض ولا يتباين ومنه قولهم اطوِ السِّقاء على بُلُلِته لأَنه إِذا طُوِيَ وهو جَافٌّ تكسر وإِذا طُوِيَ على بَلَله لم يَتَكسَّر ولم يَتَباين وانصرف القوم ببَلَلتهم وبُلُلتهم وبُلولتهم أَي وفيهم بَقِيّة وقيل انصرفوا ببَلَلتِهم أَي بحال صالحة وخير ومنه بِلال الرَّحِم وبَلَلْته أَعطيته ابن سيده طواه على بُلُلته وبُلولته وبَلَّته أَي على ما فيه من العيب وقيل على بقية وُدِّه قال وهو الصحيح وقيل تغافلت عما فيه من عيب كما يُطْوَى السِّقاء على عَيْبه وأَنشد وأَلبَسُ المَرْءَ أَسْتَبْقِي بُلولتَه طَيَّ الرِّدَاء على أَثْنائه الخَرِق قال وتميم تقول البُلولة من بِلَّة الثرى وأَسد تقول البَلَلة وقال الليث البَلَل والبِلَّة الدُّون الجوهري طَوَيْت فلاناً على بُلَّته وبُلالته وبُلُوله وبُلُولته وبُلُلته وبُلَلته إِذا احتملته على ما فيه من الإِساءة والعيب ودَارَيْته وفيه بَقِيّة من الوُدِّ قال الشاعر طَوَيْنا بني بِشْرٍ على بُلُلاتهم وذلك خَيْرٌ من لِقَاء بني بِشْر يعني باللِّقاء الحَرْبَ وجمع البُلَّة بِلال مثل بُرْمَة وبِرَام قال الراجز وصاحِبٍ مُرَامِقٍ دَاجَيْتُه على بِلال نَفْسه طَوَيْتُه وكتب عمر يَسْتحضر المُغيرة من البصرة يُمْهَلُ ثلاثاً ثم يُحْضَر على بُلَّته أَي على ما فيه من الإِساءة والعيب وهي بضم الباء وبَلِلْتُ به بَلَلاَ ظَفِرْتُ به وقيل بَلِلْتُ أَبَلُّ ظَفِرت به حكاها الأَزهري عن الأَصمعي وحده قال شمر ومن أَمثالهم ما بَلِلْت من فلان بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَي ما ظَفِرْتُ والأَفْوَق السهم الذي انكسر فُوقُه والناصِل الذي سقط نَصْلُه يضرب مثلاً للرجل المُجْزِئ الكافي أَي ظَفِرْت برجل كامل غير مضيع ولا ناقص وبَلِلْت به بَلَلاً صَلِيت وشَقِيت وبَلِلْت به بَلَلاَ وبَلالة وبُلولاً وبَلَلْت مُنِيت به وعُلِّقْته وبَلِلْته لَزِمْته قال دَلْو تَمَأْى دُبِغَتْ بالحُلَّب بُلَّتْ بكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّب فلا تُقَعْسِرْها ولكن صَوِّب تقعسرها أَي تعازّها أَبو عمرو بَلَّ يَبِلُّ إِذا لزم إِنساناً ودام على صحبته وبَلَّ يَبَلُّ مثلها ومنه قول ابن أَحمر فبَلِّي إِنْ بَلِلْتِ بأَرْيَحِيٍّ من الفِتْيان لا يَمْشي بَطِينا ويروى فبَلِّي يا غنيّ الجوهري بَلِلْت به بالكسر إِذا ظَفِرت به وصار في يدك وأَنشد ابن بري بيضاء تمشي مِشْيَةَ الرَّهِيص بَلَّ بها أَحمر ذو دريص يقال لئن بَلَّتْ بك يَدي لا تفارقني أَو تُؤَدِّيَ حقي النضر البَذْرُ والبُلَل واحد يقال بَلُّوا الأَرض إِذا بَذَروها بالبُلَل ورجل بَلٌّ بالشيء لَهِجٌ قال وإِني لبَلٌّ بالقَرِينةِ ما ارْعَوَتْ وإِني إِذا صَرَمْتُها لصَرُوم ولا تَبُلُّك عندي بالَّة وبَلالِ مِثل قَطامِ أَي لا يُصيبك مني خير ولا نَدًى ولا أَنفعك ولا أَصدُقك ويقال لا تُبَلُّ لفلان عندي بالَّة وبَلالِ مصروف عن بالَّة أَي ندًى وخير وفي كلام عليّ كرم الله وجهه فإِن شكوا انقطاع شِرْب أَو بالَّة هو من ذلك قالت ليلى الأَخْيَلية نَسيتَ وصالَه وصَدَرْتَ عنه كما صَدَر الأَزَبُّ عن الظِّلالِ فلا وأَبيك يا ابن أَبي عَقِيل تَبُلُّك بعدها فينا بَلالِ فلو آسَيْتَه لَخَلاك ذَمٌّ وفارَقَكَ ابنُ عَمَّك غَيْر قالي ابن أَبي عَقِيل كان مع تَوْبَة حين قُتِل ففر عنه وهو ابن عمه والبَلَّة الغنى بعد الفقر وبَلَّت مَطِيَّتُه على وجهها إِذا هَمَتْ ضالَّة وقال كثيِّر فليت قَلُوصي عند عَزَّةَ قُيِّدَتْ بحَبْل ضَعِيفٍ غُرَّ منها فَضَلَّتِ فأَصْبَح في القوم المقيمين رَحْلُها وكان لها باغٍ سِوَاي فبَلَّتِ وأَبَلَّ الرجلُ ذهب في الأَرض وأَبَلَّ أَعيا فَساداً وخُبْثاً والأَبَلُّ الشديد الخصومة الجَدِلُ وقيل هو الذي لا يستحي وقيل هو الشديد اللُّؤْمِ الذي لا يُدْرَك ما عنده وقيل هو المَطول الذي يَمْنَع بالحَلِف من حقوق الناس ما عنده وأَنشد ابن الأَعرابي للمرَّار بن سعيد الأَسدي ذكرنا الديون فجادَلْتَنا جدالَك في الدَّيْن بَلاًّ حَلوفا ( * قوله « جدالك في الدين » هكذا في الأصل وسيأتي ايراده بلفظ « جدالك مالاً وبلا حلوفا » وكذا أورده شارح القاموس ثم قال والمال الرجل الغني ) وقال الأَصمعي أَبَلَّ الرجلُ يُبِلُّ إِبْلالاً إِذا امتنع وغلب قال وإِذا كان الرجل حَلاَّفاً قيل رجل أَبَلُّ وقال الشاعر أَلا تَتَّقون الله يا آل عامر ؟ وهل يَتَّقِي اللهَ الأَبَلُّ المُصَمِّمُ ؟ وقيل الأَبَلُّ الفاجر والأُنثى بَلاَّء وقد بَلَّ بَلَلاً في كل ذلك عن ثعلب الكسائي رجل أَبَلُّ وامرأَة بَلاَّء وهو الذي لا يُدْرَك ما عنده من اللؤم ورجل أَبَلُّ بَيِّن البَلَل إِذا كان حَلاَّفاً ظَلوماً وأَما قول خالد بن الوليد أَمَّا وابنُ الخطاب حَيٌّ فَلا ولكن إِذا كان الناس بذي بِلِّيٍّ وذي بِلَّى قال أَبو عبيد يريد تَفَرُّقَ الناس وأَن يكونوا طوائف وفِرَقاً من غير إِمام يجمعهم وبُعْدَ بعضهم من بعض وكلُّ من بَعُد عنك حتى لا تَعْرِف موضعَه فهو بذي بِلِّيٍّ وهو مِنْ بَلَّ في الأَرض أَي ذهب أَراد ضياعَ أُمور الناس بعده قال وفيه لغة أُخرى بذي بِلِّيَان وهو فِعْلِيَان مثل صِلِّيان وأَنشد الكسائي يَنام ويذهب الأَقوام حتى يُقالَ أَتَوْا على ذي بِلِّيان يقول إِنه أَطال النوم ومضى أَصحابه في سفرهم حتى صاروا إِلى موضع لا يَعْرِف مكانَهم من طول نومه وأَبَلَّ عليه غَلَبه قال ساعدة أَلا يا فَتى ما عبدُ شَمْسٍ بمثله يُبَلُّ على العادي وتُؤْبَى المَخاسِفُ الباء في بمثله متعلقة بقوله يُبَل وقوله ما عبدُ شمس تعظيم كقولك سبحان الله ما هو ومن هو لا تريد الاستفهام عن ذاته تعالى إِنما هو تعظيم وتفخيم وخَصمٌ مِبَلٌّ ثَبْت أَبو عبيد المبلُّ الذي يعينك أَي يتابعك ( * قوله « يعينك اي يتابعك » هكذا في الأصل وفي القاموس يعييك ان يتابعك ) على ما تريد وأَنشد أَبَلَّ فما يَزْداد إِلاَّ حَماقَةً ونَوْكاً وإِن كانت كثيراً مخارجُه وصَفاة بَلاَّء أَي مَلْساء ورجل بَلٌّ وأَبَلُّ مَطول عن ابن الأَعرابي وأَنشد جِدَالَكَ مالاً وبَلاًّ حَلُوفا والبَلَّة نَوْرُ السَّمُر والعُرْفُط وفي حديث عثمان أَلَسْتَ تَرْعى بَلَّتَها ؟ البَلَّة نَوْرُ العِضاهِ قبل أَن ينعقد التهذيب البَلَّة والفَتْلة نَوْرُ بَرَمة السَّمُر قال وأَول ما يَخْرُج البرَمة ثم أَول ما يخرج من بَدْو الحُبْلَة كُعْبورةٌ نحو بَدْو البُسْرة فَتِيك البَرَمة ثم ينبت فيها زَغَبٌ بِيضٌ هو نورتها فإِذا أَخرجت تيك سُمِّيت البَلَّة والفَتْلة فإِذا سقطن عنن طَرَف العُود الذي يَنْبُتْنَ فيه نبتت فيه الخُلْبة في طرف عودهن وسقطن والخُلْبة وعاء الحَب كأَنها وعاء الباقِلاء ولا تكون الخُلْبة إِلاَّ للسَّمُر والسَّلَم وفيها الحب وهن عِراض كأَنهم نِصال ثم الطَّلْح فإِن وعاء ثمرته للغُلُف وهي سِنَفة عِراض وبِلال اسم رجل وبِلال بن حمامة مؤذن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحبشة وبِلال آباد موضع التهذيب والبُلْبُل العَنْدَليب ابن سيده البُلْبُل طائر حَسَن الصوت يأْلف الحَرَم ويدعوه أَهل الحجاز النُّغَر والبُلْبُل قَناةُ الكوز الذي فيه بُلْبُل إِلى جنب رأْسه التهذيب البُلْبلة ضرب من الكيزان في جنبه بُلْبُل يَنْصَبُّ منه الماء وبَلْبَل متاعَه إِذا فرَّقه وبدَّده والمُبَلِّل الطاووس الصَّرَّاخ والبُلْبُل الكُعَيْت والبَلْبلة تفريق الآراء وتَبَلْبَلت الأَلسن اختلطت والبَلْبَلة اختلاط الأَلسنة التهذيب البَلْبلة بَلْبلة الأَلسن وقيل سميت أَرض بابِل لأَن الله تعالى حين أَراد أَن يخالف بين أَلسنة بني آدم بَعَث ريحاً فحشرهم من كل أُفق إِلى بابل فبَلْبَل الله بها أَلسنتهم ثم فَرَّقتهم تلك الريح في البلاد والبَلْبلة والبَلابل والبَلْبال شدَّة الهم والوَسْواس في الصدور وحديث النفس فأَما البِلْبال بالكسر فمصدر وفي حديث سعيد بن أَبي بردة عن أَبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إِن أُمتي أُمة مرحومة لا عذابٍ عليها في الآخرة إِنما عذابها في الدنيا البلابل والزلازل والفتن قال ابن الأَنباري البلابل وسواس الصدر وأَنشد ابن بري لباعث بن صُرَيم ويقال أَبو الأَسود الأَسدي سائلُ بيَشْكُرَ هل ثَأَرْتَ بمالك أَم هل شَفَيْت النفسَ من بَلْبالها ؟ ويروى سائِلْ أُسَيِّدَ هل ثَأَرْتَ بِوائلٍ ؟ ووائل أَخو باعث بن صُرَيم وبَلْبَل القومَ بَلْبلة وبِلْبالاً حَرَّكهم وهَيَّجهم والاسم البَلْبال وجمعه البَلابِل والبَلْبال البُرَحاء في الصَّدر وكذلك البَلْبالة عن ابن جني وأَنشد فبات منه القَلْبُ في بَلْبالَه يَنْزُو كَنَزْوِ الظَّبْيِ في الحِباله ورجل بُلْبُلٌ وبُلابِل خَفِيف في السَّفَر معْوان قال أَبو الهيثم قال لي أَبو ليلى الأَعرابي أَنت قُلْقُل بُلْبُل أَي ظَريف خَفيف ورجل بُلابِل خفيف اليدين وهو لا يَخْفى عليه شيء والبُلْبُل من الرجال الخَفِيفُ قال كثير بن مُزَرِّد سَتُدْرِك ما تَحْمي الحِمارة وابْنُها قَلائِصُ رَسْلاتٌ وشُعْثٌ بَلابِل والحِمارة اسم حَرَّة وابنُها الجَبَل الذي يجاورها أَي ستدرك هذه القلائص ما منعته هذه الحَرَّة وابنُها والبُلْبول الغلام الذَّكِيُّ الكَيِّس وقال ثعلب غلام بُلْبُل خفيف في السَّفَر وقَصَره على الغلام ابن السكيت له أَلِيلٌ وبَلِيلٌ وهما الأَنين مع الصوت وقال المَرَّار بن سعيد إِذا مِلْنا على الأَكْوار أَلْقَتْ بأَلْحِيها لأجْرُنِها بَليل أَراد إِذا مِلْنا عليها نازلين إِلى الأَرض مَدَّت جُرُنَها على الأَرض من التعب أَبو تراب عن زائدة ما فيه بُلالة ولا عُلالة أَي ما فيه بَقِيَّة وبُلْبُول اسم بلد والبُلْبُول اسم جَبَل قال الراجز قد طال ما عارَضَها بُلْبُول وهْيَ تَزُول وَهْوَ لا يَزول وقوله في حديث لقمان ما شَيْءٌ أَبَلَّ للجسم من اللَّهْو قال ابن الأَثير هو شيء كلحم العصفور أَي أَشد تصحيحاً وموافقة له ومن خفيف هذا الباب بَلْ كلمة استدراك وإِعلام بالإِضْراب عن الأَول وقولهم قام زيد بَلْ عَمْرٌو وبَنْ زيد فإِن النون بدل من اللام أَلا ترى إِلى كثرة استعمال بَلْ وقلة استعمال بَنْ والحُكْمُ على الأَكثر لا الأَقل ؟ قال ابن سيده هذا هو الظاهر من أَمره قال وقال ابن جني لست أَدفع مع هذا أَن تكون بَنْ لُغَةً قائمة بنفسها التهذيب في ترجمة بَلى بَلى تكون جواباً للكلام الذي فيه الجَحْد قال الله تعالى أَلَسْتُ بربكم قالوا بَلى قال وإِنما صارت بَلى تتصل بالجَحْد لأَنها رجوع عن الجَحْد إِلى التحقيق فهو بمنزلة بَلْ وبَلْ سَبِيلها أَن تأَتي بعد الجَحْد كقولك ما قام أَخوك بَلْ أَبوك وما أَكرمت أَخاك بَلْ أَباك وإِذا قال الرجل للرجل أَلا تقوم ؟ فقال له بَلى أَراد بَلْ أَقوم فزادوا الأَلف على بَلْ ليحسن السكوت عليها لأَنه لو قال بَلْ كان يتوقع ( * قوله « كان يتوقع » اي المخاطب كما هو ظاهر مما بعد ) كلاماً بعد بلْ فزادوا الأَلف ليزول عن المخاطب هذا التوهم قال الله تعالى وقالوا لن تمسنا النار إِلا أَياماً معدودة ثم قال بَعْدُ بَلى من كسب سيئة والمعنى بَلْ من كسب سيئة وقال المبرد بل حكمها الاستدراك أَينما وقعت في جَحْد أَو إِيجاب قال وبَلى تكون إِيجاباً للمَنْفِيِّ لا غيرُ قال الفراء بَلْ تأْتي بمعنيين تكون إِضراباً عن الأَول وإِيجاباً للثاني كقولك عندي له دينار لا بَلْ ديناران والمعنى الآخر أَنها توجب ما قبلها وتوجب ما بعدها وهذا يسمى الاستدراك لأَنه أَراده فنسيه ثم استدركه قال الفراء والعرب تقول بَلْ والله لا آتيك وبَنْ والله يجعلون اللام فيها نوناً وهي لغة بني سعد ولغة كلب قال وسمعت الباهليين يقولون لا بَنْ بمعنى لا بَلْ الجوهري بَلْ مُخَفَّفٌ حرفٌ يعطف بها الحرف الثاني على الأَول فيلزمه مثْلُ إعرابه فهو للإضراب عن الأَول للثاني كقولك ما جاءَني زيد بَلْ عمرو وما رأَيت زيداً بَلْ عمراً وجاءني أَخوك بَلْ أَبوك تعطف بها بعد النفي والإِثبات جميعاً وربما وضعوه موضع رُبَّ كقول الراجز بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ يعني رُبَّ مَهْمَهٍ كما يوضع غيره اتساعاً وقال آخر بَلْ جَوْزِ تَيْهاء كظَهْرِ الحَجَفَتْ وقوله عز وجل ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عِزَّةٍ وشقاق قال الأَخفش عن بعضهم إِن بَلْ ههنا بمعنى إِن فلذلك صار القَسَم عليها قال وربما استعملت العرب في قَطْع كلام واستئناف آخر فيُنْشد الرجل منهم الشعر فيقول بل ما هاجَ أَحْزاناً وشَجْواً قَدْ شَجا ويقول بل وبَلْدَةٍ ما الإِنْسُ من آهالِها تَرى بها العَوْهَقَ من وِئالِها كالنار جَرَّتْ طَرَفي حِبالِها قوله بَلْ ليست من البيت ولا تعدّ في وزنه ولكن جعلت علامة لانقطاع ما قبله والرجز الأَول لرؤبة وهو أَعْمَى الهُدَى بالجاهِلِينَ العُمَّهِ بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ والثاني لسُؤْرِ الذِّئْبِ وهو بَلْ جَوْزِتَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ يُمْسي بها وُحُوشُها قد جُئِفَتْ قال وبَلْ نُقْصانها مجهول وكذلك هَلْ وَقَدْ إِن شئت جعلت نقصانها واواً قلت بَلْوٌ هَلْوٌ قَدْوٌ وإِن شئت جعلته ياء ومنهم من يجعل نقصانها مثل آخر حروفها فيُدْغم ويقول هَلٌّ وبَلٌّ وقَدٌّ بالتشديد قال ابن بري الحروف التي هي على حرفين مثل قَدْ وبَلْ وهَلْ لا يقدّر فيها حذف حرف ثالث كما يكون ذلك في الأَسماء نحو يَدٍ ودَمٍ فإِن سميت بها شيئاً لزمك أَن تقدر لها ثالثاً قال ولهذا لو صَغَّرْتَ إِن التي للجزاء لقلت أُنَيٌّ ولو سَمَّيت بإِن المخففة من الثقيلة لقلت أُنَيْنٌ فرددت ما كان محذوفاً قال وكذلك رُبَ المخففة تقول في تصغيرها اسمَ رجل رُبَيْبٌ والله أَعلم
الرائد
* بلل تبليلا. ه أو الشيء بالماء: نداه به.
الرائد
* بلل. 1-مص. بل. 2-ندوة، رطوبة. 3-عافية، شفاء. 4-إجتماع، حفل.
Advertisements


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: