وصف و معنى و تعريف كلمة أبولو:


أبولو: كلمة تتكون من خمس أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ واو (و) و تحتوي على ألف همزة (أ) و باء (ب) و واو (و) و لام (ل) و واو (و) .




معنى و شرح أبولو في معاجم اللغة العربية:



أبولو

جذر [لو]

  1. أبولّو: (اسم)
    • جماعة أبولُّو : جماعة أدبية تأسست في القاهرة في سبتمبر 1932 م على يد الشاعرين أحمد زكي أبو شادي وإبراهيم ناجي وضمت بعض الشعراء والنقاد ، وحملت لواء التجديد والرومانسية ( الخيال والعاطفة ) في الشعر العربي
    • مجلة أدبية أنشأها الشاعر الطبيب أحمد زكي أبو شادي في مصر عام 1932 م ، واسمها مأخوذ من ( أبولّون ) إله الفنون والنور والجمال عند اليونان
  2. أُبُولا: (اسم)
    • أُبُولا : مصدر أَبَلَ
,
  1. أبولّو
    • أبولّو :-
      • جماعة أبولُّو
      1 - مجلة أدبية أنشأها الشاعر الطبيب أحمد زكي أبو شادي في مصر عام 1932 م ، واسمها مأخوذ من ( أبولّون ) إله الفنون والنور والجمال عند اليونان .
      2 - جماعة أدبية تأسست في القاهرة في سبتمبر 1932 م على يد الشاعرين أحمد زكي أبو شادي وإبراهيم ناجي وضمت بعض الشعراء والنقاد ، وحملت لواء التجديد والرومانسية ( الخيال والعاطفة ) في الشعر العربي .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

,


  1. أَبِقَ
    • ـ أَبِقَ العَبْدُ ، وأَبَقَ ، أبْقاً وأَبَقاً وإِباقاً : ذَهَبَ بِلا خَوْفٍ ولا كَدِّ عَمَلٍ ، أو اسْتَخْفَى ثم ذَهَبَ ، فهو آبِقٌ وأبُوقٌ ، ج : أُبَاقٌ وأُبَّقٌ .
      ـ الأَبَقُ : القِنَّبُ ، أو قِشْرُهُ .
      ـ الأَبَّاقُ : شاعِرٌ دُبَيْرِيٌّ .
      ـ تأبَّقَ : اسْتَتَر ، أو احْتَبَسَ وتأَثَّمَ ،
      ـ تأبَّقَ الشيءَ : أنْكَرَهُ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. أبَنَهُ
    • ـ أبَنَهُ بشيءٍ يَأْبُنُهُ ويَأْبِنُهُ : اتَّهَمَهُ ، فهو مأبُونٌ بِخَيْرٍ أو شَرٍّ ، فإِن أطْلَقْتَ ، فَقُلْتَ : مَأْبونٌ ، فهو للشَّرِّ .
      ـ أَبَنَهُ تَأْبِيناً : عابَهُ في وَجْهِهِ .
      ـ الأبْنَةُ : العُقْدَةُ في العُودِ ، والعَيْبُ ، والرَّجُلُ الخَيْضَفُ ، وغَلْصَمَةُ البَعيرِ ، والحِقْدُ .
      ـ التَّأْبينُ : فَصْدُ عِرْقٍ ليُؤْخَذَ دَمُه فَيُشْوَى ويُؤْكَلُ ، والثَّناءُ على الشَّخْصِ بَعْدَ مَوْتِه ، واقْتِفاءُ أثَرِ الشيءِ ، كالتَّأبُّنِ ، وتَرَقُّبُ الشيءِ .
      ـ الأبِنُ : الغَليظُ الثَّخينُ من طعامٍ أو شَرابٍ .
      ـ إِبَّانُ الشيءِ : حينُه ، أو أوَّلُه .
      ـ الآبِنُ من الطعامِ : اليابِسُ .
      ـ أبَنَ الدَّمُ في الجُرْحِ : اسْوَدَّ .
      ـ أبانٌ : ابنُ عَمْرٍو ، وابنُ سعيدٍ : صحابيَّانِ ، ومحدِّثونَ ، وجَبَلٌ شَرْقِيَّ الحاجِزِ ، فيه نَخْلٌ وماءٌ ، وجَبَلٌ لبني فَزارَةَ .
      ـ ذو أبانٍ : موضع
      ـ أبانانِ : جَبَلانِ مُتالِعٌ وأبانٌ .
      ـ جاءَ في إِبانَتِه : في كلِّ أصحابِه .
      ـ أُبْنَى : موضع .
      ـ أُبَيْنٌ : ابنُ سُفْيانَ ، محدِّثٌ .
      ـ دَيْرُ أبُّونٍ ، أو أبْيُونٍ : بالجزيرةِ ، وبقُرْبِه أزَجٌ عظيمٌ ، وفيه قَبْرٌ عظيمٌ ، يقالُ : إنه قَبْرُ نوحٍ عليه السلامُ .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. إِبِلُ
    • ـ إِبِلُ ، وإِبْلُ : معروف ، واحدٌ يَقَعُ على الجمعِ ، ليس بجَمْعٍ ولا اسمِ جمعٍ ، ج : آبالٌ وتَصغيرُهَا أُبَيْلَةٌ ، والسحابُ الذي يَحْمِلُ ماءَ المَطَرِ ،
      ـ يقالُ : إبِلانِ : للقَطِيعَيْنِ .
      ـ تَأبَّلَ إبِلاً : اتَّخَذَها .
      ـ أبَلَ : كثُرَتْ إبِلُهُ ، كأبَّلَ وآبَلَ ،
      ـ أبَلَ : غَلَبَ ، وامتَنَعَ ، كأَبَّلَ ،
      ـ أبَلَ الإِبِلُ وغيرُها تَأْبُلُ وتَأْبِلُ أبْلاً وأُبولاً : جَزَأَتْ عن الماءِ بالرُّطْبِ ، كأَبِلَتْ ، وتَأَبَّلَتْ ، الواحدُ : آبِلٌ ، ج : أُبَّالٌ ، أو هَمَلَتْ فغابَتْ وليس معَها راعٍ ، أو تأبَّدتْ ،
      ـ أبَلَ عن امرأتِهِ : امتَنَعَ عن غِشْيَانِها ، كتَأبَّلَ ، ونَسَكَ ،
      ـ أبَلَ بالعَصَا : ضَرَبَ ،
      ـ أبَلَ الإِبِلُ أُبُولاً : أقامَتْ بالمكانِ .
      ـ أبَلَ وأَبِلَ ، أبالَةً وأبَلاً ، فهو آبِلٌ وأبِلٌ : حَذَقَ مَصْلَحَةَ الإِبِلِ والشاءِ .
      ـ إنه من آبَلِ الناسِ : من أشَدِّهِم تأنُّقاً في رِعْيَتِها .
      ـ أبِلَتِ الإِبِلُ ، وأَبَلَتْ : كثُرَتْ .
      ـ أبَلَ العُشْبُ أُبولاً : طالَ فاسْتَمْكَنَ منه الإِبِلُ .
      ـ أَبَلَهُ أَبْلاً : جَعَلَ له إبِلاً سائِمَةً .
      ـ إبِلٌ مُؤَبَّلَةٌ : لِلقِنْيَةِ .
      ـ أُبَّلُ : مهملةٌ .
      ـ أوابِلُ : كثيرةٌ .
      ـ أبابيلُ : فِرَقٌ ، جمعٌ بِلا واحدٍ .
      ـ إِبَّالَةُ وإِبَالَةُ وإِبِّيلُ وإِبَّوْلُ وإِيْبالُ : القِطْعَةُ من الطيرِ والخَيْلِ والإِبِلِ ، أو المُتَتَابِعَةُ منها . وكأَميرٍ : العَصا ، والحَزِينُ ، بالسُّرْيانِيَّةِ ، ورَئيسُ النَّصارى ، أو الرَّاهبُ ، أو صاحِبُ الناقوسِ ، كالأَيْبُلِيِّ والأَيْبَلِيِّ والهَيْبَلِيِّ والأَبُلِيِّ ، والأَيْبَلِ والأَيْبُلِ والأَبيلِيِّ ، ج : آبالٌ وأُبْلٌ ، والحُزْمَةُ من الحَشِيشِ ، كالأَبيلَةِ والإِبَّالَةِ ، كإجَّانَةٍ ، والإِيبالَةِ والوَبيلَةِ .
      ـ يُريدونَ بأَبيلِ الأَبِيلَيْنِ : عيسى ، صَلواتُ الله وسلامُهُ عليه .
      ـ إِبالَةُ : السياسةُ .
      ـ أَبِلَةُ : الطَّلِبَةُ ، والحاجةُ ، والمُبَارَكَةُ من الوَلَدِ .
      ـ إنه لا يَأْتَبِلُ : لا يَثْبُتُ على رِعْيَةِ الإِبِلِ ، ولا يُحْسِنُ مِهْنَتَها ، أو لا يَثْبُتُ عليها راكباً .
      ـ تأْبيلُ الإِبِلِ : تَسْمِينُها .
      ـ رجُلٌ آبِلٌ ، وإبِلِيٌّ وأَبَلِيُّ : ذو إبِلٍ .
      ـ أَبَّالُ : يَرْعَاهَا .
      ـ إِبْلَةُ : العَداوَةُ ،
      ـ أبْلَةُ : العاهَةُ ،
      ـ أبَلَةُ : الثِّقَلُ والوَخامَةُ ، كالأَبَلِ ، والإِثْمُ .
      ـ أُبُلَّةُ : تَمْرٌ يُرَضُّ بين حَجَرَيْنِ ، ويُحْلَبُ عليه لَبَنٌ ، والفِدْرَةُ من التَّمْرِ ، وموضع بالبَصْرة أحَدُ جِنانِ الدُّنْيَا منها : شَيْبانُ بنُ فَرُّوخٍ الأُبُلِّيُّ .
      ـ أُبَيْلَى : امرأةٌ .
      ـ تأْبيلُ المَيِّتِ : تأبينُهُ .
      ـ مُؤَبَّلُ : لَقَبُ إبراهيمَ الأَنْدَلُسِيِّ الشاعِرِ .
      ـ أَبْلُ ، وأُبْلُ : الرَّطْبُ ، أو اليَبيسُ ،
      ـ أُبْلُ : موضع .
      ـ أُبُلُ : الخِلْفَةُ من الكَلَإِ .
      ـ جاءَ في إبالَتِهِ ، وأُبُلَّتِهِ : أصْحابِهِ وقَبِيلَتِهِ .
      ـ هو من إبِلَّةِ سَوْءٍ ، ومن أُبُلَّةِ سَوْءُ : طَلِبةٍ ، وإبْلاتِهِ وإبالَتِهِ .
      ـ '' ضِغْثٌ على إبَّالَةٍ ''، وإِبالَةُ : بَلِيَّةٌ على أُخْرَى ، أو خِصْبٌ على خِصْبٍ ، كأَنَّهُ ضِدٌّ .
      ـ آبِلُ : قرية بِحِمْصَ ، وقرية بِدِمَشْقَ ، وهي آبِلُ السوقِ ، منها : الحُسَيْنُ بنُ عامِرٍ المُقْرِئُ ، وقرية بِنَابُلُسَ ، وموضع قُرْبَ الأُرْدُنِّ ، وهو آبِلُ الزَّيْتِ .
      ـ أُبْلِيٌّ : جَبَلٌ عِنْدَ جَبَلَيْ طَيِّئٍ .
      ـ أُبْلَى : جِبالٌ فيها بِئْرُ مَعونَةَ .
      ـ بَعيرٌ أبِلٌ : لَحيمٌ .
      ـ ناقَةٌ أبِلَةٌ : مباركَةٌ في الولَدِ .
      ـ إِبالَةُ : شيءٌ تُصَدَّرُ به البِئْرُ ، وقد أبَلْتُها فهي مأْبولَةٌ ، والحُزْمَةُ الكبيرَةُ من الحَطَبِ ، كالبُلَةِ .
      ـ أرضٌ مأْبَلَةٌ : ذاتُ إبِلٍ .
      ـ أبَّلَ تأبيلاً : اتَّخَذَ إبِلاً واقْتَناهَا .

    المعجم: القاموس المحيط



  4. أب
    • أب - ج ، آباء وأبون
      1 - أب : والد . 2 - أب من كان سببا في إيجاد شيء : « أبو المسرحية ، أبو الفلسفة ». 3 - أب : لقب الكاهن . 4 - أب الله : « الأب الأبدي ». 5 - أب : « يا أبت » : يا أبي . 6 - أب : « بأبي أنت » : أي أنت مفدي بأبي . وكلمة « أب » من الأسماء الخمسة ، ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء إذا كانت مضافة إلى غير الياء : « جاء أبوك ، رأيت أباك ، سلمت على أبيك ».

    المعجم: الرائد

  5. أبي
    • " الإِباءُ ، بالكسر : مصدر قولك أَبى فلان يأْبى ، بالفتح فيهما مع خلوه من حُروف الحَلْق ، وهو شاذ ، أَي امتنع ؛

      أَنشد ابن بري لبشر بن أَبي خازم : يَراه الناسُ أَخضَر مِنْ بَعيد ، ٍ ، وتَمْنعُه المَرارةُ والإِباءُ فهو آبٍ وأَبيٌّ وأَبَيانٌ ، بالتحريك ؛ قال أَبو المجشِّر ، جاهليّ : وقَبْلك ما هابَ الرِّجالُ ظُلامَتِي ، وفَقَّأْتُ عَيْنَ الأَشْوَسِ الأَبَيانِ أَبى الشيءَ يَأْباه إِباءً وإِباءَةً : كَرِهَه ‏ .
      ‏ قال يعقوب : أَبى يَأْبى نادر ، وقال سيبويه : شبَّهوا الأَلف بالهمزة في قَرَأَ يَقْرَأُ ‏ .
      ‏ وقال مرَّة : أَبى يَأْبى ضارَعُوا به حَسِب يَحْسِبُ ، فتحوا كما كسروا ، قال : وقالوا يِئْبى ، وهو شاذ من وجهين : أَحدهما أَنه فعَل يَفْعَل ، وما كان على فَعَل لم يكسَر أَوله في المضارع ، فكسروا هذا لأَن مضارعه مُشاكِل لمضارع فَعِل ، فكما كُسِرَ أَوّل مضارع فَعِل في جميع اللغات إِلاَّ في لغة أَهل الحجاز كذلك كسروا يَفْعَل هنا ، والوجه الثاني من الشذوذ أَنهم تجوّزوا الكسر في الياء من يِئْبَى ، ولا يُكْسَر البتَّة إِلا في نحو ييجَل ، واسْتَجازوا هذا الشذوذَ في ياء يِئْبى لأَن الشذوذ قد كثر في هذه الكلمة ‏ .
      ‏ قال ابن جني : وقد ، قالوا أَبى يَأْبى ؛

      أَنشد أَبو زيد : يا إِبِلي ما ذامُهُ فَتأْبِيَهْ ، ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ جاء به على وجه القياس كأَتى يأْتي ‏ .
      ‏ قال ابن بري : وقد كُسِر أَول المضارع فقيل تِيبى ؛

      وأَنشد : ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ ، هذا بأَفْواهِك حتى تِيبِيَه ؟

      ‏ قال الفراء : لم يجئْ عن العرب حَرْف على فَعَل يَفْعَل ، مفتوح العين في الماضي والغابر ، إِلاَّ وثانيه أَو ثالثه أَحد حروف الحَلْق غير أَبى يأْبى ، فإِنه جاء نادراً ، قال : وزاد أَبو عمرو رَكَنَ يَرْكَن ، وخالفه الفراء فقال : إِنما يقال رَكَن يَرْكُن ورَكِن يَرْكَن ‏ .
      ‏ وقال أَحمد بن يحيى : لم يسمع من العرب فَعَل يَفْعَل ممّا لبس عينه ولامُه من حُروف الحَلْق إِلا أَبى يَأْبى ، وقَلاه يَقْلاه ، وغَشى يَغْشى ، وشَجا يَشْجى ، وزاد المبرّد : جَبى يَجْبى ، قال أَبو منصور : وهذه الأَحرف أَكثر العرب فيها ، إِذا تَنَغَّم ، على قَلا يَقْلي ، وغَشِيَ يَغْشى ، وشَجاه يَشْجُوه ، وشَجيَ يَشْجى ، وجَبا يَجْبي ‏ .
      ‏ ورجل أَبيٌّ : ذو إِباءٍ شديد إِذا كان ممتنعاً ‏ .
      ‏ ورجل أَبَيانٌ : ذو إِباءٍ شديد ‏ .
      ‏ ويقال : تَأَبَّى عليه تَأَبِّياً إِذا امتنع عليه ‏ .
      ‏ ورجل أَبَّاء إِذا أَبى أَن يُضامَ ‏ .
      ‏ ويقال : أَخذه أُباءٌ إِذا كان يَأْبى الطعام فلا يَشْتهيه ‏ .
      ‏ وفي الحديث كلُّكم في الجنة إِلا مَنْ أَبى وشَرَدَ أَي إِلاَّ من ترك طاعة الله التي يستوجب بها الجنة ، لأَن من ترك التسبُّب إِلى شيء لا يوجد بغيره فقد أَباهُ ‏ .
      ‏ والإِباءُ : أَشدُّ الامتناع ‏ .
      ‏ وفي حديث أَبي هريرة : ينزل المهدي فيبقى في الأَرض أَربعين ، فقيل : أَربعين سنة ؟ فقال : أَبَيْتَ ، فقيل : شهراً ؟ فقال : أَبَيْتَ ، فقيل : يوماً ؟ فقال : أَبَيْتَ أَي أَبَيْتَ أَن تعرفه فإِنه غَيْب لم يَردِ الخَبرُ ببَيانه ، وإِن روي أَبَيْتُ بالرفع فمعناه أَبَيْتُ أَن أَقول في الخبَر ما لم أَسمعه ، وقد جاء عنه مثله في حديث العَدْوى والطِّيَرَةِ ؛ وأَبى فلان الماءَ وآبَيْتُه الماءَ ‏ .
      ‏ قال ابن سيده :، قال الفارسي أَبى زيد من شرب الماء وآبَيْتُه إِباءَةً ؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّةٌ : قَدْ أُوبِيَتْ كلَّ ماءٍ فهْي صادِيةٌ ، مَهْما تُصِبْ أُفُقاً من بارقٍ تَشِمِ والآبِيةُ : التي تَعافُ الماء ، وهي أَيضاً التي لا تريد العَشاء ‏ .
      ‏ وفي المَثَل : العاشِيةُ تُهَيِّجُ الآبية أَي إِذا رأَت الآبيةُ الإِبِلَ العَواشي تَبِعَتْها فَرعَتْ معها ‏ .
      ‏ وماءٌ مأْباةٌ : تَأْباهُ الإِبلُ ‏ .
      ‏ وأَخذهُ أُباءٌ من الطَّعام أَي كَراهِية له ، جاؤوا به على فُعال لأَنه كالدَّاء ، والأَدْواء ممَّا يغلِب عليها فُعال ، قال الجوهري : يقال أَخذه أُباءٌ ، على فُعال ، إِذا جعل يأْبى الطعامَ ‏ .
      ‏ ورجلٌ آبٍ من قومٍ آبينَ وأُباةٍ وأُبِيٍّ وأُبَّاء ، ورجل أَبيٌّ من قوم أَبِيِّينَ ؛ قال ذو الإِصْبَعِ العَدْوانيُّ : إِني أَبيٌّ ، أَبيٌّ ذو مُحافَظةٍ ، وابنُ أَبيٍّ ، أَبيٍّ من أَبِيِّينِ شبَّه نون الجمع بنون الأَصل فَجَرَّها ‏ .
      ‏ والأَبِيَّة من الإِبل : التي ضُرِبت فلم تَلْقَح كأَنها أَبَتِ اللَّقاح ‏ .
      ‏ وأَبَيْتَ اللَّعْنَ : من تحيَّات المُلوك في الجاهلية ، كانت العرب يُحَيِّي أَحدُهم المَلِك يقول أَبَيْتَ اللَّعْنَ ‏ .
      ‏ وفي حديث ابن ذي يَزَن :، قال له عبدُ المطَّلب لما دَخل عليه أَبَيْتَ اللَّعْن ؛ هذه من تَحايا الملوك في الجاهلية والدعاء لهم ، معناه أَبَيْتَ أَن تأْتي من الأُمور ما تُلْعَنُ عليه وتُذَمُّ بسببه ‏ .
      ‏ وأَبِيتُ من الطعام واللَّبَنِ إِبىً : انْتَهيت عنه من غير شِبَع ‏ .
      ‏ ورجل أَبَيانٌ : يأْبى الطعامَ ، وقيل : هو الذي يأْبى الدَّنِيَّة ، والجمع إِبْيان ؛ عن كراع ‏ .
      ‏ وقال بعضهم : آبى الماءُ (* قوله « آبى الماء إلى قوله خاطر بها » كذا في الأصل وشرح القاموس ) ‏ .
      ‏ أَي امتَنَع فلا تستطيع أَن تنزِل فيه إِلاَّ بتَغْرير ، وإِن نَزل في الرَّكِيَّة ماتِحٌ فأَسِنَ فقد غَرَّر بنفسه أَي خاطَرَ بها ‏ .
      ‏ وأُوبيَ الفَصِيلُ يُوبى إِيباءً ، وهو فَصِيلٌ مُوبىً إِذا سَنِقَ لامتلائه ‏ .
      ‏ وأُوبيَ الفَصِيلُ عن لبن أُمه أَي اتَّخَم عنه لا يَرْضَعها ‏ .
      ‏ وأَبيَ الفَصِيل أَبىً وأُبيَ : سَنِقَ من اللَّبَن وأَخذه أُباءٌ ‏ .
      ‏ أَبو عمرو : الأَبيُّ الفاس من الإِبل (* قوله « الأبي النفاس من الإبل » هكذا في الأصل بهذه الصورة )، والأَبيُّ المُمْتَنِعةُ من العَلَف لسَنَقها ، والمُمْتَنِعة من الفَحل لقلَّة هَدَمِها ‏ .
      ‏ والأُباءُ : داءٌ يأْخذ العَنْزَ والضَّأْنَ في رؤوسها من أَن تشُمَّ أَبوال الماعِزَةِ الجَبَليَّة ، وهي الأَرْوَى ، أَو تَشْرَبَها أَو تَطأَها فَترِمَ رُؤوسها ويأْخُذَها من ذلك صُداع ولا يَكاد يَبْرأُ ‏ .
      ‏ قال أَبو حنيفة : الأُباءُ عَرَض يَعْرِض للعُشْب من أَبوال الأَرْوَى ، فإِِذا رَعَته المَعَز خاصَّة قَتَلَها ، وكذلك إِن بالتْ في الماء فشرِبتْ منه المَعز هلَكت ‏ .
      ‏ قال أَبو زيد : يقال أَبيَ التَّيْسُ وهو يَأْبَى أَبىً ، مَنْقوص ، وتَيْس آبَى بَيّن الأَبَى إِذا شَمَّ بَوْلَ الأَرْوَى فمرض منه ‏ .
      ‏ وعنز أَبْواءُ في تُيوس أُبْوٍ وأَعْنُزٍ أُبْوٍ : وذلك أَن يَشُمَّ التَّيْس من المِعْزى الأَهليَّة بَوْلَ الأُرْوِيَّة في مَواطنها فيأْخذه من ذلك داء في رأْسه ونُفَّاخ فَيَرِم رَأْسه ويقتُله الدَّاء ، فلا يكاد يُقْدَر على أَكل لحمه من مَرارته ، وربَّما إِيبَتِ الضأْنُ من ذلك ، غير أَنه قَلَّما يكون ذلك في الضأْن ؛ وقال ابن أَحْمر لراعي غنم له أَصابها الأُباء : فقلتُ لِكَنَّازٍ : تَدَكَّلْ فإِنه أُبىً ، لا أَظنُّ الضأْنَ منه نَواجِيا فَما لَكِ من أَرْوَى تَعادَيْتِ بِالعَمََى ، ولاقَيْتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورامِيا لا أَظنُّ الضأْن منه نَواجِيا أَي من شدَّته ، وذلك أَن الضَّأْن لا يضرُّها الأُباء أَن يَقْتُلَها ‏ .
      ‏ تيس أَبٍ وآبَى وعَنْزٌ أَبِيةٌ وأَبْواء ، وقد أَبِيَ أَبىً ‏ .
      ‏ أَبو زياد الكلابي والأَحمر : قد أَخذ الغنم الأُبَى ، مقصور ، وهو أَن تشرَب أَبوال الأَرْوَى فيصيبها منه داء ؛ قال أَبو منصور : قوله تشرَب أَبوال الأَرْوَى خطأ ، إِنما هو تَشُمّ كما قلنا ، قال : وكذلك سمعت العرب ‏ .
      ‏ أَبو الهيثم : إِذا شَمَّت الماعِزة السُّهْلِيَّة بَوْلَ الماعِزة الجَبَلِيَّة ، وهي الأُرْوِيَّة ، أَخذها الصُّداع فلا تكاد تَبْرأُ ، فيقال : قد أَبِيَتْ تَأْبَى أَبىً ‏ .
      ‏ وفصيلٌ مُوبىً : وهو الذي يَسْنَق حتى لا يَرْضَع ، والدَّقَى البَشَمُ من كثرة الرَّضْع (* قوله « تسن » كذا في الأصل ، والذي في معجم ياقوت : تسل ) ‏ .
      ‏ واحدته أَباءةٌ ‏ .
      ‏ والأَباءةُ : القِطْعة من القَصب ‏ .
      ‏ وقَلِيبٌ لا يُؤْبَى ؛ عن ابن الأَعرابي ، أَي لا يُنْزَح ، ولا يقال يُوبى ‏ .
      ‏ ابن السكيت : يقال فلانٌ بَحْر لا يُؤْبَى ، وكذلك كَلأٌ لا يُؤْبَى أَي لا ينْقَطِع من كثرته ؛ وقال اللحياني : ماءٌ مُؤْبٍ قليل ، وحكي : عندنا ماء ما يُؤْبَى أَي ما يَقِلُّ ‏ .
      ‏ وقال مرَّة : ماء مُؤْبٍ ، ولم يفسِّره ؛ قال ابن سيده : فلا أَدْرِي أَعَنَى به القليل أَم هو مُفْعَلٌ من قولك أَبَيْتُ الماء ‏ .
      ‏ التهذيب : ابن الأَعرابي يقال للماء إِذا انقطع ماء مُؤْبىً ، ويقال : عنده دَراهِمُ لا تُؤْبَى أَي لا تَنْقَطع ‏ .
      ‏ أَبو عمرو : آبَى أَي نَقَص ؛ رواه عن المفضَّل ؛

      وأَنشد : ‏ وما جُنِّبَتْ خَيْلِي ، ولكِنْ وزَعْتُها ، تُسَرّ بها يوماً فآبَى قَتالُه ؟

      ‏ قال : نَقَص ، ورواه أَبو نصر عن الأَصمعي : فأَبَّى قَتالُها ‏ .
      ‏ والأَبُ : أَصله أَبَوٌ ، بالتحريك ، لأَن جمعه آباءٌ مثل قَفاً وأَقفاء ، ورَحىً وأَرْحاء ، فالذاهب منه واوٌ لأَنك تقول في التثنية أَبَوانِ ، وبعض العرب يقول أَبانِ على النَّقْص ، وفي الإِضافة أَبَيْكَ ، وإِذا جمعت بالواو والنون قلت أَبُونَ ، وكذلك أَخُونَ وحَمُون وهَنُونَ ؛ قال الشاعر : فلما تَعَرَّفْنَ أَصْواتَنا ، بَكَيْن وفَدَّيْنَنا بالأَبِين ؟

      ‏ قال : وعلى هذا قرأَ بعضهم : إلَه أَبيكَ إِبراهيمَ وإِسمعيلَ وإِسحَق ؛ يريدُ جمع أَبٍ أَي أَبِينَكَ ، فحذف النون للإِضافة ؛ قال ابن بري : شاهد قولهم أَبانِ في تثنية أَبٍ قول تُكْتَمَ بنت الغَوْثِ : باعَدَني عن شَتْمِكُمْ أَبانِ ، عن كُلِّ ما عَيْبٍ مُهَذَّبانِ وقال آخر : فلِمْ أَذْمُمْكَ فَا حَمِرٍ لأَني رَأَيتُ أَبَيْكَ لمْ يَزِنا زِبالا وقالت الشَّنْباءُ بنت زيد بن عُمارةَ : نِيطَ بِحِقْوَيْ ماجِدِ الأَبَيْنِ ، من مَعْشَرٍ صِيغُوا من اللُّجَيْنِ وقال الفَرَزْدق : يا خَلِيلَيَّ اسْقِياني أَرْبَعاً بعد اثْنَتَيْنِ مِنْ شَرابٍ ، كَدَم الجَو فِ يُحِرُّ الكُلْيَتَيْنِ واصْرِفا الكأْسَ عن الجا هِلِ ، يَحْيى بنِ حُضَيْنِ لا يَذُوق اليَوْمَ كأْساً ، أَو يُفَدَّى بالأَبَيْن ؟

      ‏ قال : وشاهد قولهم أَبُونَ في الجمع قول ناهِضٍ الكلابيّ : أَغَرّ يُفَرِّج الظَّلْماء عَنْهُ ، يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالأَبِينَا ومثله قول الآخر : كَرِيم طابتِ الأَعْراقُ منه ، يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالأَبِينَا وقال غَيْلانُ بن سَلَمَةَ الثَّقَفيّ : يَدَعْنَ نِساءكم في الدارِ نُوحاً يُنَدِّمْنَ البُعولَةَ والأَبِينا وقال آخر : أَبُونَ ثلاثةٌ هَلَكُوا جَمِيعاً ، فلا تَسْأَمْ دُمُوعُكَ أَن تُراقا والأَبَوانِ : الأَبُ والأُمُّ ‏ .
      ‏ ابن سيده : الأَبُ الوالد ، والجمع أَبُونَ وآباءٌ وأُبُوٌّ وأُبُوَّةٌ ؛ عن اللحياني ؛

      وأَنشد للقَنانيِّ يمدح الكسائي : أَبى الذَّمُّ أَخْلاقَ الكِسائيِّ ، وانْتَمى له الذِّرْوة العُلْيا الأُبُوُّ السَّوابِقُ والأَبا : لغة في الأَبِ ، وُفِّرَتْ حُروفُه ولم تحذَف لامُه كما حذفت في الأَب ‏ .
      ‏ يقال : هذا أَباً ورأَيت أَباً ومررت بأَباً ، كما تقول : هذا قَفاً ورأَيت قَفاً ومررت بقَفاً ، وروي عن محمد بن الحسن عن أَحمد ابن يحي ؟

      ‏ قال : يقال هذا أَبوك وهذا أَباك وهذا أَبُكَ ؛ قال الشاعر : سِوَى أَبِكَ الأَدْنى ، وأَنَّ محمَّداً عَلا كلَّ عالٍ ، يا ابنَ عَمِّ محمَّدِ فَمَنْ ، قال هذا أَبُوك أَو أَباكَ فتثنيتُه أَبَوان ، ومَنْ ، قال هذا أَبُكَ فتثنيته أَبانِ على اللفظ ، وأَبَوان على الأَصل ‏ .
      ‏ ويقال : هُما أَبواه لأَبيه وأُمِّه ، وجائز في الشعر : هُما أَباهُ ، وكذلك رأَيت أَبَيْهِ ، واللغة العالية رأَيت أَبَوَيه ‏ .
      ‏ قال : ويجوز أَن يجمع الأَبُ بالنُّونِ فيقال : هؤلاء أَبُونَكُمْ أَي آباؤكم ، وهم الأَبُونَ ‏ .
      ‏ قال أَبو منصور : والكلام الجيِّد في جمع الأَبِ هؤلاء الآباءُ ، بالمد ‏ .
      ‏ ومن العرب مَن يقول : أُبُوَّتُنا أَكرم الآباء ، يجمعون الأَب على فُعولةٍ كما يقولون هؤلاء عُمُومَتُنا وخُؤولَتُنا ؛ قال الشاعر فيمن جمع الأَبَ أَبِين : أَقْبَلَ يَهْوي مِنْ دُوَيْن الطِّرْبالْ ، وهْوَ يُفَدَّى بالأَبِينَ والخالْ وفي حديث الأَعرابي الذي جاء يَسأَل عن شرائع الإِسْلام : فقال له النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَفْلَح وأَبيه إِن صدَق ؛ قال ابن الأَثير : هذه كلمة جارية على أَلْسُن العرب تستعملها كثيراً في خِطابها وتُريد بها التأْكيد ، وقد نهى النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، أَن يحلِف الرجلُ بأَبيهِ فيحتمل أَن يكون هذا القولُ قبل النهي ، ويحتمل أَن يكون جَرى منه على عادة الكلام الجاري على الأَلْسُن ، ولا يقصد به القَسَم كاليمين المعفوِّ عنها من قَبيل اللَّغْوِ ، أَو أَراد به توكيدَ الكلام لا اليمين ، فإِن هذه اللفظة تَجري في كلام العرب على ضَرْبَيْن : التعظيم وهو المراد بالقَسَم المنهِيِّ عنه ، والتوكيد كقول الشاعر : لَعَمْرُ أَبي الواشِينَ ، لا عَمْرُ غيرهِمْ ، لقد كَلَّفَتْني خُطَّةً لا أُريدُها فهذا تَوْكيد لا قَسَم لأَنه لا يَقْصِد أَن يَحْلِف بأَبي الواشين ، وهو في كلامهم كثير ؛ وقوله أَنشده أَبو علي عن أَبي الحسن : تَقُولُ ابْنَتي لمَّا رَأَتْني شاحباً : كأَنَّك فِينا يا أَباتَ غَرِيب ؟

      ‏ قال ابن جني : فهذا تأْنيثُ الآباء ، وسَمَّى اللهُ عز وجل العَمَّ أَباً في قوله :، قالُوا نَعْبُد إِلَهك وإِلَه آبائِك إِبراهيمَ وإِسْمَعِيل وَإِسْحَق ‏ .
      ‏ وأَبَوْتَ وأَبَيْت : صِرْت أَباً ‏ .
      ‏ وأَبَوْتُه إِباوَةً : صِرْتُ له أَباً ؛ قال بَخْدَج : اطْلُب أَبا نَخْلَة مَنْ يأْبُوكا ، فقد سَأَلنا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكا إلى أَبٍ ، فكلُّهم يَنْفِيكا التهذيب : ابن السكيت أَبَوْتُ الرجُل أَأْبُوه إِذا كنتَ له أَباً ‏ .
      ‏ ويقال : ما له أَبٌ يأْبُوه أَي يَغْذوه ويُرَبِّيه ، والنِّسْبةُ إِليه أَبَويّ ‏ .
      ‏ أَبو عبيد : تَأَبَّيْت أَباً أَي اتخذْتُ أَباً وتَأَمَّيْت أُمَّة وتَعَمَّمْت عَمّاً ‏ .
      ‏ ابن الأَعرابي : فلان يأْبوك أَي يكون لك أَباً ؛

      وأَنشد لشريك بن حَيَّان العَنْبَري يَهْجو أَبا نُخَيلة : يا أَيُّهَذا المدَّعي شريكا ، بَيِّنْ لَنا وحَلِّ عن أَبِيكا إِذا انْتَفى أَو شَكّ حَزْنٌ فِيكا ، وَقَدْ سَأَلْنا عنك مَنْ يَعْزُوكا إِلى أَبٍ ، فكلُّهم يَنْفِيكا ، فاطْلُب أَبا نَخْلة مَنْ يَأْبُوكا ، وادَّعِ في فَصِيلَةٍ تُؤْوِيك ؟

      ‏ قال ابن بري : وعلى هذا ينبغي أَن يُحْمَل بيت الشريف الرضي : تُزْهى عَلى مَلِك النِّسا ءِ ، فلَيْتَ شِعْري مَنْ أَباها ؟ أَي مَن كان أَباها ‏ .
      ‏ قال : ويجوز أَن يريد أَبَوَيْها فَبناه على لُغَة مَنْ يقول أَبانِ وأَبُونَ ‏ .
      ‏ الليث : يقال فُلان يَأْبُو هذا اليَتِيمَ إِباوةً أَي يَغْذُوه كما يَغْذُو الوالدُ ولَده ‏ .
      ‏ وبَيْني وبين فلان أُبُوَّة ، والأُبُوَّة أَيضاً : الآباءُ مثل العُمومةِ والخُؤولةِ ؛ وكان الأَصمعي يروي قِيلَ أَبي ذؤيب : لو كانَ مِدْحَةُ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً ، أَحْيا أُبُوّتَكَ الشُّمَّ الأَماديحُ وغيره يَرْويه : أَحْيا أَباكُنَّ يا ليلى الأَماديح ؟

      ‏ قال ابن بري : ومثله قول لبيد : وأَنْبُشُ مِن تحتِ القُبُورِ أُبُوَّةً كِراماً ، هُمُ شَدُّوا عَليَّ التَّمائم ؟

      ‏ قال وقال الكُمَيت : نُعَلِّمُهُمْ بها ما عَلَّمَتْنا أُبُوَّتُنا جَواري ، أَوْ صُفُونا (* قوله « جواري أو صفونا » هكذا في الأصل هنا بالجيم ، وفي مادة صفن بالحاء ) ‏ .
      ‏ وتَأَبَّاه : اتَّخَذه أَباً ، والاسم الأُبُوَّة ؛

      وأَنشد ابن بري لشاعر : أَيُوعِدُني الحجَّاج ، والحَزْنُ بينَنا ، وقَبْلَك لم يَسْطِعْ لِيَ القَتْلَ مُصْعَبُ تَهَدَّدْ رُوَيْداً ، لا أَرى لَكَ طاعَةً ، ولا أَنت ممَّا ساء وَجْهَك مُعْتَبُ فإِنَّكُمُ والمُلْك ، يا أَهْلَ أَيْلَةٍ ، لَكالمُتأَبِّي ، وهْو ليس له أَبُ وما كنتَ أَباً ولقد أَبَوْتَ أُبُوَّةً ، وقيل : ما كنتَ أَباً ولقد أَبَيْتَ ، وما كنتِ أُمّاً ولقد أَمِمْت أُمُومةً ، وما كنتَ أَخاً ولقد أَخَيْتَ ولقد أَخَوْتَ ، وما كنتِ أُمَّةً ولقد أَمَوْتِ ‏ .
      ‏ ويقال : اسْتَئِبَّ أَبّاً واسْتأْبِبْ أَبّاً وتَأَبَّ أَبّاً واسْتَئِمَّ أُمّاً واسْتأْمِمْ أُمّاً وتأَمَّمْ أُمّاً ‏ .
      ‏ قال أَبو منصور : وإِنما شدِّد الأَبُ والفعلُ منه ، وهو في الأَصل غيرُ مشدَّد ، لأَن الأَبَ أَصله أَبَوٌ ، فزادوا بدل الواو باءً كما ، قالوا قِنٌّ للعبد ، وأَصله قِنْيٌ ، ومن العرب من ، قال لليَدِ يَدّ ، فشدَّد الدال لأَن أَصله يَدْيٌ ‏ .
      ‏ وفي حديث أُم عطية : كانت إِذا ذكَرَتْ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قالت بِأَباهُ ؛ قال ابن الأَثير : أَصله بأَبي هو ‏ .
      ‏ يقال : بَأْبَأْتُ الصَّبيَّ إِذا قلتَ له بأَبي أَنت وأُمِّي ، فلما سكنت الياء قلبت أَلفاً كما قيل في يا وَيْلتي يا ويلتا ، وفيها ثلاث لغات : بهمزة مفتوحة بين الباءين ، وبقلب الهمزة ياء مفتوحة ، وبإِبدال الياء الأَخيرة أَلفاً ، وهي هذه والباء الأُولى في بأَبي أَنت وأُمِّي متعلقة بمحذوف ، قيل : هو اسم فيكون ما بعده مرفوعاً تقديره أَنت مَفْدِيٌّ بأَبي وأُمِّي ، وقيل : هو فعل وما بعده منصوب أَي فَدَيْتُك بأَبي وأُمِّي ، وحذف هذا المقدَّر تخفيفاً لكثرة الاستعمال وعِلْم المُخاطب به ‏ .
      ‏ الجوهري : وقولهم يا أَبَةِ افعلْ ، يجعلون علامةَ التأْنيث عِوَضاً من ياء الإِضافة ، كقولهم في الأُمِّ يا أُمَّةِ ، وتقِف عليها بالهاء إِلا في القرآن العزيز فإِنك تقف عليها بالتاء (* قوله « تقف عليها بالتاء » عبارة الخطيب : وأما الوقف فوقف ابن كثير وابن عامر بالهاء والباقون بالتاء ) ‏ .
      ‏ اتِّباعاً للكتاب ، وقد يقف بعضُ العرب على هاء التأْنيث بالتاء فيقولون : يا طَلْحَتْ ، وإِنما لم تسْقُط التاء في الوصْل من الأَب ، يعني في قوله يا أَبَةِ افْعَل ، وسَقَطتْ من الأُمِّ إِذا قلتَ يا أُمَّ أَقْبِلي ، لأَن الأَبَ لمَّا كان على حرفين كان كأَنه قد أُخِلَّ به ، فصارت الهاءُ لازمةً وصارت الياءُ كأَنها بعدها ‏ .
      ‏ قال ابن بري : أُمّ مُنادَى مُرَخَّم ، حذفت منه التاء ، قال : وليس في كلام العرب مضاف رُخِّم في النِّداء غير أُمّ ، كما أَنه لم يُرَخَّم نكرة غير صاحِب في قولهم يا صاحِ ، وقالوا في النداء يا أَبةِ ، ولَزِموا الحَذْف والعِوَض ، قال سيبويه : وسأَلت الخليلَ ، رحمه الله ، عن قولهم يا أَبةَ ويا أَبَةِ لا تفعَل ويا أَبَتاه ويا أُمَّتاه ، فزعم أَن هذه الهاء مثلُ الهاء في عَمَّة وخالةٍ ، قال : ويدلُّك على أَن الهاء بمنزلة الهاء في عَمَّة وخالةٍ أَنك تقول في الوَقْف يا أَبَهْ ، كما تقول يا خالَهْ ، وتقول يا أَبتاهْ كما تقول يا خالَتاهْ ، قال : وإنما يلزمون هذه الهاء في النِّداء إِذا أَضَفْت إِلى نفسِك خاصَّة ، كأَنهم جعلوها عوَضاً من حذف الياء ، قال : وأَرادوا أَن لا يُخِلُّوا بالاسم حين اجتمع فيه حذف النِّداء ، وأَنهم لا يَكادون يقولون يا أَباهُ ، وصار هذا مُحْتَملاً عندهم لِمَا دخَل النِّداءَ من الحذف والتغييرِ ، فأَرادوا أَن يُعَوِّضوا هذين الحرفين كما يقولون أَيْنُق ، لمَّا حذفوا العين جعلوا الياء عِوَضاً ، فلما أَلحقوا الهاء صيَّروها بمنزلة الهاء التي تلزَم الاسم في كل موضع ، واختص النداء بذلك لكثرته في كلامهم كما اختصَّ بيا أَيُّها الرجل ‏ .
      ‏ وذهب أَبو عثمان المازني في قراءة من قرأَ يا أَبَةَ ، بفتح التاء ، إِلى أَنه أَراد يا أَبَتاهُ فحذف الأَلف ؛ وقوله أَنشده يعقوب : تقولُ ابْنَتي لمَّا رأَتْ وَشْكَ رِحْلَتي : كأَنك فِينا ، يا أَباتَ ، غَريبُ أَراد : يا أَبَتاهُ ، فقدَّم الأَلف وأَخَّر التاء ، وهو تأْنيث الأَبا ، ذكره ابن سيده والجوهري ؛ وقال ابن بري : الصحيح أَنه ردَّ لامَ الكلمة إِليها لضرورة الشعر كما ردَّ الآخر لامَ دَمٍ في قوله : فإِذا هي بِعِظامٍ ودَمَا وكما ردَّ الآخر إِلى يَدٍ لامَها في نحو قوله : إِلاَّ ذِراعَ البَكْرِ أَو كفَّ اليَدَا وقوله أَنشده ثعلب : فقامَ أَبو ضَيْفٍ كَرِيمٌ ، كأَنه ، وقد جَدَّ من حُسْنِ الفُكاهة ، مازِحُ فسره فقال : إِنما ، قال أَبو ضَيْف لأَنه يَقْرِي الضِّيفان ؛ وقال العُجَير السَّلُولي : تَرَكْنا أَبا الأَضْياف في ليلة الصَّبا بمَرْوٍ ، ومَرْدَى كل خَصْمٍ يُجادِلُهْ وقد يقلبون الياء أَلِفاً ؛ قالت دُرْنَى بنت سَيَّار بن ضَبْرة تَرْثي أَخَوَيْها ، ويقال هو لعَمْرة الخُثَيْمِيَّة : هُما أَخَوا في الحَرْب مَنْ لا أَخا لَهُ ، إِذا خافَ يوماً نَبْوَةً فدَعاهُما وقد زعموا أَنِّي جَزِعْت عليهما ؛ وهل جَزَعٌ إِن قلتُ وابِأَبا هُما ؟ تريد : وابأَبي هُما ‏ .
      ‏ قال ابن بري : ويروى وَابِيَباهُما ، على إِبدال الهمزة ياء لانكسار ما قبلها ، وموضع الجار والمجرور رفع على خبرهما ؛ قال ويدلُّك على ذلك قول الآخر : يا بأَبي أَنتَ ويا فوق البِيَب ؟

      ‏ قال أَبو عليّ : الياء في بِيَب مُبْدَلة من هَمزة بدلاً لازماً ، قال : وحكى أَبو زيد بَيَّبْت الرجلَ إِذا قلت له بِأَبي ، فهذا من البِيَبِ ، قال : وأَنشده ابن السكيت يا بِيَبا ؛ قال : وهو الصحيح ليوافق لفظُه لفظَ البِيَبِ لأَنه مشتق منه ، قال : ورواه أَبو العلاء فيما حكاه عنه التِّبْرِيزي : ويا فوق البِئَبْ ، بالهمز ، قال : وهو مركَّب من قولهم بأَبي ، فأَبقى الهمزة لذلك ؛ قال ابن بري : فينبغي على قول من ، قال البِيَب أَن يقول يا بِيَبا ، بالياء غير مهموز ، وهذا البيت أَنشده الجاحظ مع أَبيات في كتاب البيان والتَّبْيين لآدم مولى بَلْعَنْبَر يقوله لابنٍ له ؛ وهي : يا بِأَبي أَنتَ ، ويا فَوق البِيَبْ ، يا بأَبي خُصْياك من خُصىً وزُبْ أَنت المُحَبُّ ، وكذا فِعْل المُحِبْ ، جَنَّبَكَ اللهُ مَعارِيضَ الوَصَبْ حتى تُفِيدَ وتُداوِي ذا الجَرَبْ ، وذا الجُنونِ من سُعالٍ وكَلَبْ بالجَدْب حتى يَسْتَقِيمَ في الحَدَبْ ، وتَحْمِلَ الشاعِرَ في اليوم العَصِبْ على نَهابيرَ كَثيراتِ التَّعَبْ ، وإِن أَراد جَدِلاً صَعْبٌ أَرِبْ الأَرِبُ : العاقِلُ ‏ .
      ‏ خُصومةً تَنْقُبُ أَوساطَ الرُّكَبْ لأَنهم كانوا إِذا تخاصَموا جَثَوْا على الرُّكَبِ ‏ .
      ‏ أَطْلَعْتَه من رَتَبٍ إِلى رَتَبْ ، حتى ترى الأَبصار أَمثال الشُّهُبْ يَرمي بها أَشْوَسُ مِلحاحٌ كِلِبْ ، مُجَرّب الشّكّات مَيْمُونٌ مِذَبْ وقال الفراء في قوله : يا بأَبي أَنتَ ويا فوق البِيَب ؟

      ‏ قال : جعلوا الكلمتين كالواحدة لكثرتها في الكلام ، وقال : يا أَبةِ ويا أَبةَ لغتان ، فَمن نصَب أَراد النُّدْبة فحذف ‏ .
      ‏ وحكى اللحياني عن الكسائي : ما يُدْرى له مَن أَبٌ وما أَبٌ أَي لا يُدْرى مَن أَبوه وما أَبوه ‏ .
      ‏ وقالوا : لابَ لك يريدون لا أَبَ لك ، فحذفوا الهمزة البتَّة ، ونظيره قولهم : وَيْلُمِّه ، يريدون وَيْلَ أُمِّه ‏ .
      ‏ وقالوا : لا أَبا لَك ؛ قال أَبو علي : فيه تقديران مختلفان لمعنيين مختلفين ، وذلك أَن ثبات الأَلف في أَبا من لا أَبا لَك دليل الإِضافة ، فهذا وجه ، ووجه آخر أَن ثبات اللام وعمَل لا في هذا الاسم يوجب التنكير والفَصْلَ ، فثَبات الأَلف دليلُ الإِضافة والتعريف ، ووجودُ اللامِ دليلُ الفَصْل والتنكير ، وهذان كما تَراهما مُتَدافِعان ، والفرْق بينهما أَن قولهم لا أَبا لَك كلام جَرى مَجْرى المثل ، وذلك أَنك إِذا قلت هذا فإِنك لا تَنْفي في الحقيقة أَباهُ ، وإِنما تُخْرِجُه مُخْرَج الدُّعاء عليه أَي أَنت عندي ممن يستحقُّ أَن يُدْعى عليه بفقد أَبيه ؛

      وأَنشد توكيداً لما أَراد من هذا المعنى قوله : ويترك أُخرى فَرْدَةً لا أَخا لَها ولم يقل لا أُخْتَ لها ، ولكن لمَّا جرى هذا الكلام على أَفواهِهم لا أَبا لَك ولا أَخا لَك قيل مع المؤنث على حد ما يكون عليه مع المذكر ، فجرى هذا نحواً من قولهم لكل أَحد من ذكر وأُنثى أَو اثنين أَو جماعة : الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبن ، على التأْنيث لأَنه كذا جرى أَوَّلَه ، وإِذا كان الأَمر كذلك علم أَن قولهم لا أَبا لَك إِنما فيه تَفادي ظاهِره من اجتماع صُورَتي الفَصْلِ والوَصْلِ والتعريف والتنكير لفظاً لا معنى ، ويؤكد عندك خروج هذا الكلام مخرج المثل كثرتُه في الشعر وأَنه يقال لمن له أَب ولمن لا أَبَ له ، لأَنه إِذا كان لا أَبَ له لم يجُزْ أَن يُدْعى عليه بما هو فيه لا مَحالة ، أَلا ترى أَنك لا تقول للفقير أَفْقَرَه الله ؟ فكما لا تقول لمن لا أَبَ له أَفقدك الله أَباك كذلك تعلم أَن قولهم لمن لا أَبَ له لا أَبا لَك لا حقيقة لمعناه مُطابِقة للفظه ، وإِنما هي خارجة مَخْرَج المثل على ما فسره أَبو علي ؛ قال عنترة : فاقْنَيْ حَياءَك ، لا أَبا لَك واعْلَمي أَني امْرُؤٌ سأَمُوتُ ، إِنْ لم أُقْتَلِ وقال المتَلَمِّس : أَلْقِ الصَّحيفةَ ، لا أَبا لَك ، إِنه يُخْشى عليك من الحِباءِ النِّقْرِسُ ويدلُّك على أَن هذا ليس بحقيقة قول جرير : يا تَيْمُ تَيْمَ عَدِيٍّ ، لا أَبا لَكُمُ لا يَلْقَيَنَّكُمُ في سَوْءَةٍ عُمَرُ فهذا أقوى دليلٍ على أَن هذا القول مَثَلٌ لا حقيقة له ، أَلا ترى أَنه لا يجوز أَن يكون للتَّيْم كلِّها أَبٌ واحد ، ولكنكم كلكم أَهل للدُّعاء عليه والإِغلاظ له ؟ ويقال : لا أَبَ لك ولا أَبا لَك ، وهو مَدْح ، وربم ؟

      ‏ قالوا لا أَباكَ لأَن اللام كالمُقْحَمة ؛ قال أَبو حيَّة النُّمَيْري : أَبِالمَوْتِ الذي لا بُدَّ أَني مُلاقٍ ، لا أَباكِ تُخَوِّفِيني ؟ دَعي ماذا علِمْتِ سَأَتَّقِيهِ ، ولكنْ بالمغيَّب نَبِّئِيني أَراد : تُخَوِّفِينني ، فحذف النون الأَخيرة ؛ قال ابن بري : ومثله ما أَنشده أَبو العباس المبرّد في الكامل : وقد مات شَمَّاخٌ ومات مُزَرِّدٌ ، وأَيُّ كَريمٍ ، لا أَباكِ يُخَلَّدُ ؟

      ‏ قال ابن بري : وشاهد لا أَبا لك قول الأَجْدَع : فإِن أَثْقَفْ عُمَيراً لا أُقِلْهُ ، وإِن أَثْقَفْ أَباه فلا أَبَا لَه ؟

      ‏ قال : وقال الأَبْرَشُ بَحْزَج (* قوله « بحزج » كذا في الأصل هنا وتقدم فيه قريباً :، قال بخدج اطلب أبا نخلة إلخ ‏ .
      ‏ وفي القاموس : بخدج اسم ، زاد في اللسان : شاعر ) ‏ .
      ‏ بن حسَّان يَهجُو أَبا نُخَيلة : إِنْ أَبا نَخْلَة عَبْدٌ ما لَهُ جُولٌ ، إِذا ما التَمَسوا أَجْوالَهُ ، يَدْعو إِلى أُمٍّ ولا أَبا لَهُ وقال الأَعْور بن بَراء : فمَن مُبْلِغٌ عنِّي كُرَيْزاً وناشِئاً ، بِذاتِ الغَضى ، أَن لا أَبا لَكُما بِيا ؟ وقال زُفَر بن الحرث يَعْتذْر من هَزيمة انْهَزَمها : أَرِيني سِلاحي ، لا أَبا لَكِ إِنَّني أَرى الحَرْب لا تَزْدادُ إِلا تَمادِيا أَيَذْهَبُ يومٌ واحدٌ ، إِنْ أَسَأْتُه ، بِصالِح أَيّامي ، وحُسْن بَلائِيا ولم تُرَ مِنِّي زَلَّة ، قبلَ هذه ، فِراري وتَرْكي صاحِبَيَّ ورائيا وقد يَنْبُت المَرْعى على دِمَنِ الثَّرى ، وتَبْقى حَزازاتُ النفوس كما هِيا وقال جرير لجدِّه الخَطَفَى : فَأَنْت أَبي ما لم تكن ليَ حاجةٌ ، فإِن عَرَضَتْ فإِنَّني لا أَبا لِيا وكان الخَطَفَى شاعراً مُجيداً ؛ ومن أَحسن ما قيل في الصَّمْت قوله : عَجِبْتُ لإزْراء العَيِيِّ بنفْسِه ، وَصَمْتِ الذي قد كان بالقَوْلِ أَعْلَما وفي الصَّمْتِ سَتْرٌ لِلْعَييِّ ، وإِنما صَحِيفةُ لُبِّ المَرْءِ أَن يَتَكَلَّما وقد تكرَّر في الحديث لا أَبا لَك ، وهو أَكثر ما يُذْكَرُ في ا لمَدْح أَي لا كافيَ لك غير نفسِك ، وقد يُذْكَر في مَعْرض الذمّ كما يقال لا أُمَّ لكَ ؛ قال : وقد يذكر في مَعْرض التعجُّب ودَفْعاً للعَيْن كقولهم لله دَرُّك ، وقد يذكر بمعنى جِدَّ في أَمْرِك وشَمِّر لأَنَّ مَن له أَبٌ اتَّكَلَ عليه في بعض شأْنِه ، وقد تُحْذَف اللام فيقال لا أَباكَ بمعناه ؛ وسمع سليمانُ ابنُ عبد الملك رجلاً من الأَعراب في سَنَة مُجْدِبة يقول : رَبّ العِبادِ ، ما لَنا وما لَكْ ؟ قد كُنْتَ تَسْقِينا فما بدَا لَكْ ؟ أَنْزِلْ علينا الغَيْثَ ، لا أَبا لَكْ فحمله سليمان أَحْسَن مَحْمَل وقال : أَشهد أَن لا أَبا له ولا صاحِبةَ ولا وَلَد ‏ .
      ‏ وفي الحديث : لله أَبُوكَ ، قال ابن الأَثير : إِذا أُضِيفَ الشيء إِلى عظيم شريفٍ اكْتَسى عِظَماً وشَرَفاً كما قيل بَيْتُ اللهِ وناقةُ اللهِ ، فإِذا وُجدَ من الوَلَد ما يَحْسُن مَوْقِعُه ويُحْمَد قيل لله أَبُوكَ ، في مَعْرض المَدْح والتَّعجب أَي أَبوك لله خالصاً حيث أَنْجَب بك وأَتى بمِثْلِك ‏ .
      ‏ قال أَبو الهيثم : إِذا ، قال الرجلُ للرجل لا أُمَّ له فمعناه ليس له أُمٌّ حرَّة ، وهو شَتْم ، وذلك أَنَّ بَني الإِماء ليسوا بمرْضِيِّين ولا لاحِقِينَ ببني الأَحرار والأَشراف ، وقيل : معنى قولهم لا أُمَّ لَك يقول أَنت لَقِيطٌ لا تُعْرَف لك أُمّ ، قال : ولا يقول الرجُل لصاحِبه لا أُمّ لك إِلاَّ في غضبه عليه وتقصيره به شاتِماً ، وأَما إِذا ، قال لا أَبا لَك فلم يَترك له من الشَّتِيمة شيئاً ، وإِذا أَراد كرامةً ، قال : لا أَبا لِشانِيكَ ، ولا أَبَ لِشانِيكَ ، وقال المبرّد : يقال لا أَبَ لكَ ولا أَبَكَ ، بغير لام ، وروي عن ابن شميل : أَنه سأَل الخليل عن قول العرب لا أَبا لك فقال : معناه لا كافيَ لك ‏ .
      ‏ وقال غيره : معناه أَنك تجرني أَمرك حَمْدٌ (* قوله « وقال غيره معناه أنك تجرني أمرك حمد » هكذا في الأصل ) ‏ .
      ‏ وقال الفراء : قولهم لا أَبا لَك كلمة تَفْصِلُ بِها العرب كلامَها ‏ .
      ‏ وأَبو المرأَة : زوجُها ؛ عن ابن حبيب ‏ .
      ‏ ومن المُكَنِّى بالأَب قولهم : أَبو الحَرِث كُنْيَةُ الأَسَدِ ، أَبو جَعْدَة كُنْية الذئب ، أَبو حصين كُنْيةُ الثَّعْلَب ، أَبو ضَوْطَرى الأَحْمَقُ ، أَبو حاجِب النار لا يُنْتَفَع بها ، أَبو جُخادِب الجَراد ، وأَبو بَراقِش لطائر مُبَرْقَش ، وأَبو قَلَمُونَ لثَوْب يَتَلَوَّن أَلْواناً ، وأَبو قُبَيْسٍ جبَل بمكة ، وأَبو دارِسٍ كُنْية الفَرْج من الدَّرْس وهو الحَيْض ، وأَبو عَمْرَة كُنْية الجُوع ؛ وقال : حَلَّ أَبو عَمْرَة وَسْطَ حُجْرَتي وأَبو مالِكٍ : كُنْية الهَرَم ؛ قال : أَبا مالِك ، إِنَّ الغَواني هَجَرْنني أَبا مالِكٍ ، إِني أَظنُّك دائِبا وفي حديث رُقَيْقَة : هَنِيئاً لك أَبا البَطحاء إِنَّما سمَّوْه أَبا البطحاء لأَنهم شَرفُوا به وعَظُمُوا بدعائه وهدايته كما يقال للمِطْعام أَبو الأَضْياف ‏ .
      ‏ وفي حديث وائل بن حُجْر : من محمد رسولِ الله إِلى المُهاجِر ابن أَبو أُمَيَّة ؛ قال ابن الأَثير : حَقُّه أَن يقول ابنِ أَبي أُمَيَّة ، ولكنه لاشْتهارِه بالكُنْية ولم يكن له اسم معروف غيره ، لم يجرَّ كما قيل عليّ بن أَبو طالب ‏ .
      ‏ وفي حديث عائشة :، قالت عن حفصة وكانت بنتَ أَبيها أَي أَنها شبيهة به في قُوَّة النفس وحِدَّة الخلُق والمُبادَرة إِلى الأَشياء ‏ .
      ‏ والأَبْواء ، بالمدّ : موضع ، وقد ذكر في الحديث الأَبْواء ، وهو بفتح الهمزة وسكون الباء والمدِّ ، جَبَل بين مكة والمدينة ، وعنده بلد ينسَب إِليه ‏ .
      ‏ وكَفْرآبِيا : موضع ‏ .
      ‏ وفي الحديث : ذِكْر أَبَّى ، هي بفتح الهمزة وتشديد الباء : بئر من آبار بني قُرَيظة وأَموالهِم يقال لها بئر أَبَّى ، نَزَلها سيدُنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، لما أَتى بني قُريظة .
      "

    المعجم: لسان العرب

  6. أبل
    • " الإِبِلُ والإِبْلُ ، الأَخيرة عن كراع ، معروف لا واحد له من لفظه ، قال الجوهري : وهي مؤَنثة لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إِذا كانت لغير الآدميين فالتأْنيث لها لازم ، وإِذا صغرتها دخلتها التاء فقلت أُبَيلة وغُنَيْمة ونحو ذلك ، قال : وربما ، قالوا للإِبِل إِبْل ، يسكِّنون الباء للتخفيف ‏ .
      ‏ وحكى سيبويه إِبِلان ، قال : لأَن إِبِلاً اسم لم يُكَسَّر عليه وإِنما يريدون قطيعين ؛ قال أَبو الحسن : إنما ذهب سيبويه إِلى الإِيناس بتثنية الأَسْماء الدالة على الجمع فهو يوجهها إِلى لفظ الآحاد ، ولذلك ، قال إِنما يريدون قطيعين ، وقوله لم يُكَسَّر عليه لم يضمر في يُكَسَّر ، والعرب تقول : إِنه ليروح على فلان إِبِلان إِذا راحت إِبل مع راعٍ وإِبل مع راعٍ آخر ، وأَقل ما يقع عليه اسم الإِبل الصِّرْمَةُ ، وهي التي جاوزت الذَّوْدَ إِلى الثلاثين ، ثم الهَجْمةُ أَوَّلها الأربعون إِلى ما زادت ، ثم هُنَيْدَةٌ مائة من الإِبل ؛ التهذيب : ويجمع الإِبل آبالٌ ‏ .
      ‏ وتأَبَّل إِبِلاً : اتخذها ‏ .
      ‏ قال أَبو زيد : سمعتُ رَدَّاداً رجلاً من بني كلاب يقول تأَبَّل فلان إِبلاً وتَغَنَّم غنماً إذا اتخذ إِبلاً وغنماً واقتناها ‏ .
      ‏ وأَبَّل الرجلُ ، بتشديد الباء ، وأَبَل : كثرت إِبلُه (* قوله « كثرت إبله » زاد في القاموس بهذا المعنى آبل الرجل إيبالاً بوزن أفعل إفعالاً )؛ وقال طُفيل في تشديد الباء : فأَبَّلَ واسْتَرْخى به الخَطْبُ بعدَما أَسافَ ، ولولا سَعيُنا لم يُؤَبِّ ؟

      ‏ قال ابن بري :، قال الفراء وابن فارس في المجمل : إِن أَبَّل في البيت بمعنى كثرت إِبلُه ، قال : وهذا هو الصحيح ، وأَساف هنا : قَلَّ ماله ، وقوله استرخى به الخطب أَي حَسُنَت حاله ‏ .
      ‏ وأُبِّلت الإِبل أَي اقتُنِيت ، فهي مأْبولة ، والنسبة إلى الإِبل إِبَليٌّ ، يفتحون الباء استيحاشاً لتوالي الكسرات ‏ .
      ‏ ورجل آبِلٌ وأَبِل وإِبَليٌّ وإِبِليٌّ : ذو إِبل ، وأَبَّال : يرعى الإِبل ‏ .
      ‏ وأَبِلَ يأْبَل أَبالة مثل شَكِس شَكاسة وأَبِلَ أَبَلاً ، فهو آبل وأَبِل : حَذَق مصلحة الإِبل والشاء ، وزاد ابن بري ذلك إِيضاحاً فقال : حكى القالي عن ابن السكيت أَنه ، قال رجل آبل بمد الهمزة على مثال فاعل إِذا كان حاذقاً برِعْية الإِبل ومصلحتها ، قال : وحكى في فعله أَبِل أَبَلاً ، بكسر الباء في الفعل الماضي وفتحها في المستقبل ؛ قال : وحكى أَبو نصر أَبَل يأْبُل أَبالةً ، قال : وأَما سيبويه فذكر الإِبالة في فِعالة مما كان فيه معنى الوِلاية مثل الإِمارة والنِّكاية ، قال : ومثلُ ذلك الإِيالةُ والعِياسةُ ، فعلى قول سيبويه تكون الإِبالة مكسورة لأَنها ولاية مثل الإِمارة ، وأَما من فتحها فتكون مصدراً على الأَصل ، قال : ومن ، قال أَبَلَ بفتح الباء فاسم الفاعل منه آبل بالمد ، ومن ، قاله أَبِلَ بالكسر ، قال في الفاعل أَبِلٌ بالقصر ؛ قال : وشاهد آبل بالمد على فاعل قول ابن الرِّفاع : فَنَأَتْ ، وانْتَوى بها عن هَواها شَظِفُ العَيْشِ ، آبِلٌ سَيّارُ وشاهد أَبِلٍ بالقصر على فَعِلٍ قولُ الراعي : صُهْبٌ مَهاريسُ أَشباهٌ مُذَكَّرةٌ ، فات العَزِيبَ بها تُرْعِيَّةٌ أَبِلُ وأَنشد للكميت أَيضاً : تَذَكَّرَ مِنْ أَنَّى ومن أَيْنَ شُرْبُه ، يُؤامِرُ نَفْسَيْه كذي الهَجْمةِ الأَبِل وحكى سيبوبه : هذا من آبَلِ الناس أَي أَشدِّهم تأَنُّقاً في رِعْيةِ الإِبل وأَعلَمِهم بها ، قال : ولا فعل له ‏ .
      ‏ وإِن فلاناً لا يأْتَبِلُ أَي لا يَثْبُت على رِعْيةِ الإِبل ولا يُحْسِنُ مهْنَتَها ، وقيل : لا يثبت عليها راكباً ، وفي التهذيب : لا يثبت على الإِبل ولا يقيم عليها ‏ .
      ‏ وروى الأَصمعي عن معتمر بن سليمان ، قال : رأَيت رجلاً من أَهل عُمَانَ ومعه أَب كبير يمشي فقلت له : احمله فقال : لا يأْتَبِلُ أَي لا يثبت على الإِبل إِذا ركبها ؛ قال أَبو منصور : وهذا خلاف ما رواه أَبو عبيد أَن معنى لا يأْتبل لا يقيم عليها فيما يُصْلِحُها ‏ .
      ‏ ورجل أَبِلٌ بالإِبل بيِّنُ الأَبَلةِ إِذا كان حاذقاً بالقيام عليها ، قال الراجز : إِن لها لَرَاعِياً جَريّا ، أَبْلاً بما يَنْفَعُها ، قَوِيّا لم يَرْعَ مأْزُولاً ولا مَرْعِيّا ، حتى عَلا سَنامَها عُلِيّ ؟

      ‏ قال ابن هاجك : أَنشدني أَبو عبيدة للراعي : يَسُنُّها آبِلٌ ما إِنْ يُجَزِّئُها جَزْءاً شَدِيداً ، وما إِنْ تَرْتَوي كَرَعا الفراء : إِنه لأَبِلُ مالٍ على فَعِلٍ وتُرْعِيَّةُ مالٍ وإِزاءُ مالٍ إِذا كان قائماً عليها ‏ .
      ‏ ويقال : رَجُلٌ أَبِلُ مال بقصر الأَلْف وآبل مالٍ بوزن عابل من آله يؤُوله إِذا ساسه (* قوله « وإذا حركت ، البيت » أورده الجوهري بلفظ : وإذا حركت رجلي أرقلت بي تعدو عدو جون فد أبل ) الواحد آبلٌ والجمع أُبَّالٌ مثل كافر وكفَّار ؛ وقول الشاعر أَنشده أَبو عمرو : أَوابِلُ كالأَوْزانِ حُوشٌ نُفُوسُها ، يُهَدِّر فيها فَحْلُها ويَرِيسُ يصف نُوقاً شبهها بالقُصور سِمَناً ؛ أَوابِلُ : جَزَأَتْ بالرُّطْب ، وحُوشٌ : مُحَرَّماتُ الظهور لعِزَّة أَنفسها ‏ .
      ‏ وتأَبَّل الوحشيُّ إِذا اجتزأَ بالرُّطْب عن الماء ‏ .
      ‏ وأَبَلَ الرجلُ عن امرأَته وتأَبَّل : اجتَزأَ عنها ، وفي الصحاح وأَبَلَ الرجلُ عن امرأَته إِذا امتنع من غِشْيانِها وتأَبَّل ‏ .
      ‏ وفي الحديث عن وهب : أَبَلَ آدمُ ، عليه السلام ، على ابنه المقتول كذا وكذا عاماً لا يُصِيب حَوَّاء أَي امتنع من غشيانها ، ويروى : لما قتل ابن آدم أخاه تأَبَّل آدمُ على حَوَّاء أَي ترك غِشْيانَ حواء حزناً على ولده وتَوَحَّشَ عنها ‏ .
      ‏ وأَبَلَتِ الإِبل بالمكان أُبولاً : أَقامت ؛ قال أَبو ذؤيب : بها أَبَلَتْ شَهْرَيْ ربيعٍ كِلاهما ، فَقَدْ مارَ فيها نَسْؤُها واقْتِرارُها (* قوله « كلاهما » كذا بأصله ، والذي في الصحاح بلفظ : كليهما .) استعاره هنا للظبية ، وقيل : أَبَلَتْ جَزَأَتْ بالرُّطْب عن الماء ‏ .
      ‏ وإِبل أَوابِلُ وأُبَّلٌ وأُبَّالٌ ومؤَبَّلة : كثيرة ، وقيل : هي التي جُعِلَتْ قَطِيعاً قَطِيعاً ، وقيل : هي المتخذة للقِنْية ، وفي حديث ضَوالِّ الإِبل : أَنها كانت في زمن عُمَرَ أُبَّلاً مُؤَبَّلة لا يَمَسُّها أَحد ، قال : إِذا كانت الإِبل مهملة قيل إِبِلٌ أُبَّلٌ ، فإِذا كانت للقِنْية قيل إِبل مُؤَبَّلة ؛ أَراد أَنها كانت لكثرتها مجتمعة حيث لا يُتَعَرَّض إِليها ؛ وأَما قول الحطيئة : عَفَتْ بَعْدَ المُؤَبَّلِ فالشِّوِيِّ فإِنه ذَكَّر حملاً على القطيع أَو الجمع أَو النعم لأَن النعم يذكر ويؤنث ؛

      أَنشد سيبوبه : أَكُلَّ عامٍ نَعَماً تَحْوُونَه وقد يكون أَنه أَراد الواحد ، ولكن الجمع أَولى لقوله فالشَّوِيّ ، والشَّوِيُّ اسم للجمع ‏ .
      ‏ وإِبل أَوابِلُ : قد جَزَأَتْ بالرُّطْب عن الماء ‏ .
      ‏ والإِبِلُ الأُبَّلُ : المهملة ؛ قال ذو الرُّمّة : وراحت في عَوازِبَ أُبَّلِ الجوهري : وإِبِلٌ أُبَّلٌ مثالُ قُبَّرٍ أَي مهملة ، فإِن كانت لِلقِنْية فهي إِبل مُؤَبَّلة ‏ .
      ‏ الأَصمعي :، قال أَبو عمرو بن العلاء من قرأَها : أَفلا ينظرون إِلى الإِبْلِ كيف خُلِقت ، بالتخفيف يعني به البعير لأَنه من ذوات الأَربع يَبْرُك فيُحمل عليه الحمولة وغيره من ذوات الأَربع لا يُحْمَل عليه إِلا وهو قائم ، ومن قرأَها بالتثقيل ، قال الإِبِلُ : السحابُ التي تحمل الماء للمطر ‏ .
      ‏ وأَرض مَأْبَلة أَي ذات إِبل ‏ .
      ‏ وأَبَلَت الإِبلُ : هَمَلَت فهي آبلة تَتبعُ الأُبُلَ وهي الخِلْفَةُ تَنْبُت في الكَلإِ اليابس بعد عام ‏ .
      ‏ وأَبِلَت أَبلاً وأُبولاً : كَثُرَت ‏ .
      ‏ وأَبَلَت تأْبِلُ : تأَبَّدَت ‏ .
      ‏ وأَبَل يأْبِلُ أَبْلاً : غَلَب وامتنع ؛ عن كراع ، والمعروف أَبَّل ‏ .
      ‏ ابن الأَعرابي : الإِبَّوْلُ طائر ينفرد من الرَّفّ وهو السطر من الطير ‏ .
      ‏ ابن سيده : والإِبِّيلُ والإِبَّوْل والإِبَّالة القطعة من الطير والخيل والإِبل ؛

      قال : أَبابيل هَطْلَى من مُراحٍ ومُهْمَل وقيل : الأَبابيلُ جماعةٌ في تَفْرِقة ، واحدها إِبِّيلٌ وإِبَّوْل ، وذهب أَبو عبيدة إِلى أَن الأَبابيل جمع لا واحد له بمنزلة عَبابِيدَ وشَماطِيطَ وشَعالِيلَ ‏ .
      ‏ قال الجوهري : وقال بعضهم إِبِّيل ، قال : ولم أَجد العرب تعرف له واحداً ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وأَرسل عليهم طيراً أَبابيل ، وقيل إِبَّالة وأَبَابيل وإِبالة كأَنها جماعة ، وقيل : إِبَّوْل وأَبابيل مثل عِجَّوْل وعَجاجيل ، قال : ولم يقل أَحد منهم إِبِّيل على فِعِّيل لواحد أَبابيل ، وزَعم الرُّؤَاسي أَن واحدها إِبَّالة ‏ .
      ‏ التهذيب أَيضاً : ولو قيل واحد الأَبابيل إيبالة كان صواباً كما ، قالوا دينار ودنانير ، وقال الزجاج في قوله طير أَبابيل : جماعات من ههنا وجماعات من ههنا ، وقيل : طير أَبابيل يتبع بعضها بعضاً إِبِّيلاً إِبِّيلاً أَي قَطيعاً خَلْفَ قطيع ؛ قال الأَخفش : يقال جاءت إِبلك أَبابيل أَي فِرَقاً ، وطير أَبابيل ، قال : وهذا يجيء في معنى التكثير وهو من الجمع الذي لا واحد له ؛ وفي نوادر الأَعراب : جاء فلان في أُبُلَّتِه وإِبالته أَي في قبيلته ‏ .
      ‏ وأَبَّل الرجلَ : كأَبَّنه ؛ عن ابن جني ؛ اللحياني : أَبَّنْت الميت تأْبيناً وأَبَّلْته تأْبيلاً إذا أَثنيت عليه بعد وفاته ‏ .
      ‏ والأَبِيلُ : العصا : والأَبِيل والأَبِيلةُ والإِبالة : الحُزْمةُ من الحَشيش والحطب ‏ .
      ‏ التهذيب : والإِيبالة الحزمة من الحطب ‏ .
      ‏ ومَثَلٌ يضرب : ضِغْثٌ على إِيبالةٍ أَي زيادة على وِقْر ‏ .
      ‏ قال الأَزهري : وسمعت العرب تقول : ضِغْثٌ على إِبَّالة ، غير ممدود ليس فيها ياء ، وكذلك أَورده الجوهري أَيضاً أَي بلية على أُخرى كانت قبلها ؛ قال الجوهري : ولا تقل إِيبالة لأَن الاسم إِذا كان على فِعَّالة ، بالهاء ، لا يبدل من أَحد حر في تضعيفه ياء مثل صِنَّارة ودِنَّامة ، وإَنما يبدل إِذا كان بلا هاء مثل دينار وقيراط ؛ وبعضهم يقول إِبَالة مخففاً ، وينشد لأَسماء بن خارجة : ليَ ، كُلَّ يومٍ من ، ذُؤَالَة ضِغْثٌ يَزيدُ على إِبَاله فَلأَحْشَأَنَّك مِشْقَصاً أَوْساً ، أُوَيْسُ ، من الهَبالَه والأَبِيلُ : رئيس النصارى ، وقيل : هو الراهب ، وقيل الراهب الرئيس ، وقيل صاحب الناقوس ، وهم الأَبيلون ؛ قال ابن عبد الجن (* قوله « ابن عبد الجن » كذا بالأصل ، وفي شرح القاموس : عمرو ابن عبد الحق ): أَما وَدِماءٍ مائِراتٍ تَخالُها ، على قُنَّةِ العُزَّى أَو النَّسْر ، عَنْدَما وما قَدَّسَ الرُّهْبانُ ، في كلِّ هَيْكَلٍ ، أَبِيلَ الأَبِيلِينَ ، المَسِيحَ بْنَ مَرْيَما لقد ذاق مِنَّا عامِرٌ يومَ لَعْلَعٍ حُساماً ، إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ صَمَّما قوله أَبيل الأَبيلين : أَضافه إِليهم على التسنيع لقدره ، والتعظيم لخطره ؛ ويروى : أَبِيلَ الأَبيليين عيسى بْنَ مريما على النسب ، وكانوا يسمون عيسى ، عليه السلام ، أَبِيلَ الأَبيليين ، وقيل : هو الشيخ ، والجمع آبال ؛ وهذه الأَبيات أَوردها الجوهري وقال فيها : على قنة العزى وبالنسر عَندم ؟

      ‏ قال ابن بري : الأَلف واللام في النسر زائدتان لأَنه اسم علم ‏ .
      ‏ قال الله عز وجل : ولا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْراً ؛ قال : ومثله قوله الشاعر : ولقد نَهَيْتُك عن بنات الأَوب ؟

      ‏ قال : وما ، في قوله وما قدّس ، مصدريةٌ أَي وتسبيح الرهبان أَبيلَ الأَبيليين ‏ .
      ‏ والأَيْبُليُّ : الراهب ، فإِما أَن يكون أَعجميّاً ، وإِما أَن يكون قد غيرته ياء الإضافة ، وإما أَن يكون من بابِ انْقَحْلٍ ، وقد ، قال سيبوبه : ليس في الكلام فَيْعِل ؛ وأَنشد الفارسي بيت الأَعشى : وما أَيْبُليٌ على هَيْكَلٍ بَناهُ ، وصَلَّب فيه وَصارا ومنه الحديث : كان عيسى بن مريم ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، يسمى أَبِيلَ الأَبِيلِين ؛ الأَبيل بوزن الأَمير : الراهب ، سمي به لتأَبله عن النساء وترك غشْيانهن ، والفعل منه أَبَلَ يأْبُلُ أَبَالة إِذا تَنَسَّك وتَرَهَّب ‏ .
      ‏ أَبو الهيثم : الأَيْبُليُّ والأَيْبُلُ صاحبُ الناقوس الذي يُنَقّسُ النصارى بناقوسه يدعوهم به إلى الصلاة ؛ وأَنشد : وما صَكَّ ناقوسَ الصلاةِ أَبِيلُها وقيل : هو راهب النصارى ؛ قال عدي بن زيد : إِنَّني والله ، فاسْمَعْ حَلِفِي بِأَبِيلٍ كُلَّما صَلى جأَرَ وكانوا يعظمون الأَبيل فيحلفون به كما يحلفون بالله ‏ .
      ‏ والأَبَلة ، بالتحريك ‏ .
      ‏ الوَخامة والثِّقلُ من الطعام ‏ .
      ‏ والأَبَلَةُ : العاهةُ ‏ .
      ‏ وفي الحديث : لا تَبعِ الثمرة حتى تَأْمَنَ عليها الأَبلة ؛ قال ابن الأَثير : الأُبْلةُ بوزن العُهْدة العاهة والآفة ، رأَيت نسخة من نسخ النهاية وفيها حاشية ، قال : قول أَبي موسى الأُبلة بوزن العهدة وهم ، وصوابه الأَبَلة ، بفتح الهمزة والباء ، كما جاء في أَحاديث أُخر ‏ .
      ‏ وفي حديث يحيى بن يَعْمَر : كلُّ مال أَديت زكاته فقد ذهبت أَبَلَتُهُ أَي ذهبت مضرّته وشره ، ويروى وبَلَته ؛

      قال : الأَبَلةُ ، بفتح الهمزة والباء ، الثِّقَل والطَّلِبة ، وقيل هو من الوبال ، فإِن كان من الأَول فقد قلبت همزته في الرواية الثانية واواً ، وإِن كان من الثاني فقد قلبت واوه في الرواية الأُولى همزة كقولهم أَحَدٌ وأَصله وَحَدٌ ، وفي رواية أُخرى : كل مال زكي فقد ذهبت عنه أَبَلَتُه أَي ثقله ووَخامته ‏ .
      ‏ أَبو مالك : إِن ذلك الأَمر ما عليك فيه أَبَلَةٌ ولا أَبْهٌ أَي لا عيب عليك فيه ‏ .
      ‏ ويقال : إِن فعلت ذلك فقد خرجت من أَبَلته أَي من تَبِعته ومذمته ‏ .
      ‏ ابن بزرج : ما لي إِليك أَبِلة أَي حاجة ، بوزن عَبِلة ، بكسر الباء ‏ .
      ‏ وقوله في حديث الاستسقاء : فأَلَّفَ الله بين السحاب فأُبِلْنا أَي مُطِرْنا وابِلاً ، وهو المطر الكثير القطر ، والهمزة فيه بدل من الواو مثل أََكد ووكد ، وقد جاء في بعض الروايات : فأَلف الله بين السحاب فَوَبَلَتْنا ، جاء به على الأَصل ‏ .
      ‏ والإِبْلة : العداوة ؛ عن كراع ‏ .
      ‏ ابن بري : والأَبَلَةُ الحِقْد ؛ قال الطِّرِمَّاح : وجاءَتْ لَتَقْضِي الحِقْد من أَبَلاتها ، فثَنَّتْ لها قَحْطانُ حِقْداً على حِقْ ؟

      ‏ قال : وقال ابن فارس أَبَلاتُها طَلِباتُها ‏ .
      ‏ والأُبُلَّةُ ، بالضم والتشديد : تمر يُرَضُّ بين حجرين ويحلب عله لبن ، وقيل : هي الفِدْرة من التمر ؛

      قال : فَيأْكُلُ ما رُضَّ مِنْ زادنا ، ويَأْبى الأُبُلَّةَ لم تُرْضَضِ له ظَبْيَةٌ وله عُكَّةٌ ، إِذا أَنْفَضَ الناسُ لم يُنْفِض ؟

      ‏ قال ابن بري : والأُبُلَّة الأَخضر من حَمْل الأَراك ، فإِذا احْمَرَّ فكبَاثٌ ‏ .
      ‏ ويقال : الآبِلة على فاعلة ‏ .
      ‏ والأُبُلَّة : مكان بالبصرة ، وهي بضم الهمزة والباء وتشديد اللام ، البلد المعروف قرب البصرة من جانبها البحري ، قيل : هو اسمٌ نَبَطِيّ ‏ .
      ‏ الجوهري : الأُبُلَّة مدينة إِلى جنب البصرة ‏ .
      ‏ وأُبْلى : موضع ورد في الحديث ، قال ابن الأَثير : وهو بوزن حبلى موضع بأَرض بني سُليم بين مكة والمدينة بعث إِليه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قوماً ؛ وأَنشد ابن بري ، قال :، قال زُنَيم بن حَرَجة في دريد : فَسائِلْ بَني دُهْمانَ : أَيُّ سَحابةٍ عَلاهُم بأُبْلى ودْقُها فاسْتَهَلَّتِ ؟

      ‏ قال ابن سيده : وأَنشده أَبو بكر محمد بن السويّ السرّاج : سَرَى مِثلَ نَبْضِ العِرْقِ ، والليلُ دونَه ، وأَعلامُ أُبْلى كلُّها فالأَصالقُ ويروى : وأَعْلام أُبْل ‏ .
      ‏ وقال أَبو حنيفة : رِحْلةُ أُبْلِيٍّ مشهورة ، وأَنشد : دَعَا لُبَّها غَمْرٌ كأَنْ قد وَرَدْنَه برِحلَة أُبْلِيٍّ ، وإِن كان نائياً وفي الحديث ذكر آبِل ، وهو بالمد وكسر الباء ، موضع له ذكر في جيش أُسامة يقال له آبل الزَّيْتِ ‏ .
      ‏ وأُبَيْلى : اسم امرأَة ؛ قال رؤبة :، قالت أُبَيْلى لي : ولم أَسُبَّه ، ما السِّنُّ إِلا غَفْلَةُ المُدَلَّه "

    المعجم: لسان العرب

  7. بوه


    • " البُوهةُ : الرجل الضعيف الطائشُ ؛ قال امرؤ القيس : أَيا هِنْدُ ، لا تَنْكحِي بُوهةً ، عليه عَقيقتُه أَحْسَبا وقيل : أَراد بالبُوهة الأَحمق .
      والبُوهة : الرجل الأَحمق .
      والبوهة : الرجل الضاوِيُّ .
      والبُوهة : الصُّوفة المنفوشة تُعْمَل للدَّواةِ قبل أَن تُبَلّ .
      والبُوهة : ما أَطارته الريحُ من التراب .
      يقال : هو أَهون من صوفة في بُوهةٍ ، قال الجوهري : وقولهم صوفة في بُوهة يراد بها الهَباء المنثور الذي يُرى في الكَوّة .
      والبُوهة : الرِّيشة التي بين السماء والأَرض تَلْعَب بها الرياحُ .
      والبُوهة : السُِّحْق .
      يقال : بُوهةً له وشُوهةً ، قال الأَزهري في ترجمة شوه : والشُّوهة البُعْد ، وكذلك البُوهة .
      يقال : شُوهةً وبُوهةً ، وهذا يقال في الذم .
      أَبو عمرو : البَوْه اللَّعن .
      يقال : على إِبليس بَوْهُ الله أَي لَعْنَةُ الله .
      والبُوهة والبُوه : الصَّقْر إِذا سقط ريشه .
      والبُوهة والبُوه : ذَكَر البُوم ، وقيل : البُوه الكبير من البوم ؛ قال رؤبة يذكر كِبَره : كالبُوه تحت الظُّلَّة المَرْشوشِ وقيل : البوهة والبُوه طائر يشبه البُومة إِلاَّ أَنه أَصغر منه ، والأُنثى بُوهة .
      وقال أَبو عمرو : هي البُومة الصغيرة ويُشَبَّه به ا الرجل الأَحمق ، وأَنشد بيت امرئ القيس : أَيا هندُ لا تَنْكحي بُوهةً والباهُ والباهةُ : النكاح ، وقيل : الباهُ الحظُّ من النكاح .
      قال الجوهري : والباهُ مثل الجاه لغة في الباَءَة ، وهو الجماع .
      وفي الحديث : أَن امرأَة مات عنها زوجُها فمرّ بها رجلٌ وقد تزيَّنَتْ للباه أَي للنكاح ؛ ومثله حديث ابن مسعود عن النبي ، صلى الله عليه وسلم : من استَطاع منكم الباهَ فليتزوجْ ، ومن لا يَسْتَطيع فعليه بالصوم فإِنه له وِجاءٌ ؛ أَراد من استطاع منكم أَن يتزوج ولم يُرد به الجماع ، يدلك على ذلك قوله ومن لم يقدر فعليه بالصوم ، لأَنه إِن لم يقدر على الجماع لم يحتج إِلى الصوم ليُجْفِر ، وإِنما أَراد من لم يكن عنده جِدَةٌ فيُصْدِقَ المنكوحة ويَعُولَها ، والله أَعلم .
      ابن الأَعرابي : الباءُ والباءةُ والباهُ مَقُولاتٌ كلُّها ، فجَعل الهاء أَصلية في الباه .
      ابن سيده : وبُهْتُالشيءَ أَبوه وبِهْْتُ أَباه فَطِنْت .
      يقال : ما بِهْتُ لهُ وما بِهْت أَي ما فَطِنْتُ له .
      والمُسْتَباه : الذاهبُ العقل .
      والمُسْتَباه : الذي يخرج من أَرض إِلى أُخرى .
      والمُسْتَباهَة : الشجرة يَقْعَرُها السيلُ فيُنَحّيها من مَنْبِتها كأَنه من ذلك .
      الأَزهري : جاءت تَبُوه بَواهاً أَي تَضجُّ ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. بون
    • " البَوْنُ والبُونُ : مسافةُ ما بين الشيئين ؛ قال كُثيِّر عزَّة : إذا جاوَزوا معروفَه أَسْلَمْتُهُمْ إلى غمرةٍ ‏ .
      ‏ ينظرُ القومُ بُونَها (* قوله « إلى غمرة إلخ » هكذا فيه بياض بالأصل ).
      وقد بانَ صاحبُه بَوْناً .
      والبِوانُ ، بكسر الباء : (* قوله « بكسر الباء » عبارة التكملة : والبوان بالضم عمود الخيمة لغة في البوان بالكسر ، عن الفراء ).
      عمود من أَعْمِدة الخِباء ، والجمع أَبْوِنةٌ وبُونٌ ، بالضم ، وبُوَنٌ ، وأَباها سيبويه .
      والبُونُ : موضعٌ ؛ قال ابن دريد : لا أَدري ما صحتُه .
      الجوهري : البانُ ضربٌ من الشجر ، واحدتها بانةٌ ؛ قال امرؤُ القيس : بَرَهْرهةٌ رُؤْدةٌ رَخْصةٌ ، كخُرْعوبةِ البانةِ المنفطِرْ ومنه دُهْنُ البانِ ، وذكره ابن سيده في بَيَنَ وعلله ، وسنذكره هناك .
      وفي حديث خالد : فلما أَلْقى الشامُ بَوانِيَه عزلَني واستعمل غيري أَي خيرَه وما فيه من السَّعة والنّعْمة .
      ويقال : أَلقى عَصاه وأَلقي بَوانِيَه .
      قال ابن الأَثير : البَواني في الأَصل أَضْلاعُ الصدْرِ ، وقيل : الأَكتافُ والقوائمُ ، الواحدة بانية ، قال : ومنْ حقِّ هذه الكلمة أَن تجيء في باب الباء والنون والياء ، قال : وذكرناها في هذا الباب حملاً على ظاهرها ، فإنها لم ترد حيث وردت إلا مجموعة .
      وفي حديث عليّ : أَلقَت السماءُ بَرْكَ بَوانيها ؛ يريدُ ما فيها من المطر .
      والبُوَيْن : موضع ؛ قال مَعْقِل ابن خوَيلد : لعَمْري لقد نادى المُنادي فراعَني ، غَداةَ البُوَيْنِ ، من قريب فأَسْمَعا وبُوانات : موضع ؛ قال مَعْن بن أَوس : سَرَتْ من بُواناتٍ فبَوْنٍ فأَصْبَحَتْ بقَوْرانَ ، قَورانِ الرِّصاف تُواكِله وقال الجوهري : بُوانةُ ، بالضم ، اسمُ موضع ؛ قال الشاعر : لقد لَقِيَتْ شَوْلٌ ، بجَنْبَيْ بُوانةٍ ، نَصِيّاً كأَعْرافِ الكَوادِنِ أَسْحَما وقال وضَّاح اليمن : أَيا نَخْلَتَيْ وادِي بُوانةَ حَبَّذا ، إذا نامَ حُرَّاسُ النخيلِ ، جَناكم ؟

      ‏ قال : وربما جاء بحذف الهاء ؛ قال الزَّفَيان : ماذا تَذَكَّرْتُ من الأَظْعان ، طَوالِعاً من نحوِ ذي بُوان ؟

      ‏ قال : وأَما الذي ببلاد فارس فهو شِعْب بَوَّان ، بالفتح والتشديد ؛ قال محمد بن المكرَّم : يقال إنه من أَطْيب بقاع الأَرض وأَحسَن أَماكِنِها ؛ وإيّاه عَنى أَبو الطّيب المتنَبِّي بقوله : يَقول بشِعْبِ بَوَّانٍ حِصاني : أَعَنْ هذا يُسارُ إلى الطِّعانِ ؟ أَبوكُمْ آدَمٌ سَنَّ المَعاصي ، وعَلَّمكُمْ مُفارَقةَ الجِنانِ وفي حديث النذْر : أَن رجلاً نَذَرَ أَن يَنْحَر إبلاً بِبُوانَةَ ؛ قال ابن الأَثير : هي بضم الباء ، وقيل : بفتحها ، هَضْبةٌ من وَراء يَنبُع .
      ابن الأَعرابي : البَوْنة البنت الصغيرة .
      والبَوْنة : الفصيلة .
      والبَوْنة : الفراق .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. أبق
    • " الإباقُ : هرَبُ العبيد وذَهابهم من غير خوف ولا كدِّ عمل ، قال : وهذا الحكم فيه أَن يُردّ ، فإذا كان من كدّ عمل أَو خوف لم يردّ ‏ .
      ‏ وفي حديث شريح : كان يَرُدُّ العبدَ من الإباق الباتِّ أي القاطع الذي لا شُبهة فيه ‏ .
      ‏ وقد أَبَقَ أي هربَ ‏ .
      ‏ وفي الحديث : أَن عبداً لابن عمر ، رضي الله عنهما ، أَبَق فلحِق بالروم ‏ .
      ‏ ابن سيده : أَبَقَ يَأْبِق ويأْبُق أَبْقاً وإباقاً ، فهو آبق ، وجمعه أُبَّاقٌ ‏ .
      ‏ وأَبَقَ وتأَبَّقَ : استخفى ثم ذهب ؛ قال الأَعشى : فذاك ولم يَعْجِزْ من الموتِ رَبُّه ، ولكنْ أَتاه الموتُ لا يتَأَبَّقُ الأَزهري : الإباقُ هرَبُ العبد من سيده ‏ .
      ‏ قال الله تعالى في يونس ، عليه السلام ، حين نَدَّ في الأَرض مُغاضِباً لقومه : إذ أَبَقَ إلى الفُلْك المَشْحُون ‏ .
      ‏ وتأَبَّق : استترَ ، ويقال احتبس ؛ وروى ثعلب أَنَّ ابن الأَعرابي أَنشده : أَلا ، قالتْ بَهانِ ولم تأَبَّقْ : كَبِرْتَ ولا يَلِيقُ بك النَّعيم ؟

      ‏ قال : لم تأَبَّق إذا لم تأَثَّم من مقالتها ، وقيل : لم تأَبَّق لم تأْنَف ؛ قال ابن بري : البيت لعامر بن كعب بن عمرو بن سعد ، والذي في شعره : ولا يَلِيطُ ، بالطاء ، وكذلك أَنشده أَبو زيد ؛ وبعده : بَنُون وهَجْمةٌ كأَشاء بُسٍّ ، صَفايا كَثَّةُ الأَوْبارِ كُوم ؟

      ‏ قال أبو حاتم : سأَلت الأَصمعي عن قوله ولم تأَبَّق فقال : لا أَعرفه ؛ وقال أَبو زيد : لم تأَبَّق لم تبعد مأْخوذ من الإباق ، وقيل لم تستخفِ أَ ؟

      ‏ قالت علانية ‏ .
      ‏ والتأَبُّق : التواري ، وكان الأَصمعي يرويه : أَلا ، قالتْ حَذامِ وجارَتاها وتأَبَّقت الناقة : حبَست لبنها ‏ .
      ‏ والأَبَقُ ، بالتحريك : القِنَّب ، وقيل : قشره ، وقيل : الحبل منه ؛ ومنه قول زهير : القائدَ الخيلِ مَنْكُوباً دوابرُها ، قد أُحْكِمَت حَكماتِ القِدِّ والأَبَقا والأَبَقُ : الكتَّان ؛ عن ثعلب ‏ .
      ‏ وأَبَّاق : رجل من رُجَّازهم ، وهو يكنى أَبا قريبة .
      "

    المعجم: لسان العرب

  10. بوق


    • " البائقةُ : الداهِيةُ .
      وداهيةٌ بَؤُوق : شديدة .
      باقَتْهم الداهِيةُ تَبُوقُهم بَوْقاً ، بالفتح ، وبْؤوقاً : أصابتهم ، وكذلك باقَتهم ، بَؤوقٌ على فَعُول .
      وفي الحديث : ليس بمؤْمِن من لا يأْمَنُ جارُه بوائقَه ، وفي رواية : لا يدخُل الجنةَ من لا يأْمَن جارُه بَوائقَه ؛ قال الكسائي وغيره : بوائقُه غَوائلُه وشرُّه أو ظُلْمه وغَشَمُه .
      وفي حديث المغيرة : يَنامُ عن الحَقائق ويَسْتَيْقِظ للبَوائقِ .
      ويقال للداهِية والبَلِيّة تنزل بالقوم : أَصابتهم بائقة .
      وفي حديث آخر : اللهم إِنيِ أََعوذ بك من بَوائقِ الدهر .
      قال الكسائي : باقَتْهم البائقة تَبُوقهم بَوْقاً أصابتهم ، ومثله فَقَرَتْهم الفاقِرةُ ، وكذلك باقَتهم بَؤوق ، على فعول ؛

      وأَنشد ابن بري لزُغْبةَ الباهِليّ وكُنْيته أَبو شفيق ، وقيل جَزْء بن ربَاحٍ الباهِليّ : تَراها عند قُبَّتِنا قَصيراً ، ونَبْذُلُها إذا باقَتْ بَؤُوقُ وأَول القصيدة : أَنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَرُوقُ

      ويقال : باقُوا عليه قتلوه ، وانْباقُوا به ظلَموه .
      ابن الأَعرابي : باقَ إذا هجَم على قوم بغير إِذنهم ، وباقَ إِذا كذب ، وباق إِذا جاء بالشَّر والخُصومات .
      ابن الأَعرابي : يقال باقَ يَبُوق بَوْقاً إذا جاءَ بالبُوقِ ، وهو الكذبُ السُّماقُ ؛ قال الأَزهري : وهذا يدلّ على أنَّ الباطل يسمى بُوقاً ، والبُوقُ : الباطل ؛ قال حسَّان بن ثابت يَرْثي عثمان ، رضي الله عنهما : يا قاتَلَ اللهُ قَوْماً كان شأْنُهُمُ قَتْلَ الإمامِ الأَمين المُسْلمِ الفَطِنِ ما قَتَلُوه على ذَنْب ألمَّ به ، إلاَّ الذي نطَقُوا بُوقاً ، ولم يَكُن ؟

      ‏ قال شمر : لم أَسمع البُوق في الباطِل إلا هنا ولم يُعْرَف بيتُ حسَّان .
      وباقَ الشيءُ بُوقاً : غاب ، وباقَ بُوقاً : ظهر ، ضدّ .
      وباقت السفينة بَوْقاً وبُؤُوقاً : غَرِقَت ، وهو ضدّ .
      والبَوْقُ والبُوق والبُوقةُ : الدُّفْعة المُنكَرة من المطر ، وقد انْباقَتْ .
      الأَصمعي : أَصابتْنا بُوقة منكرة وبُوقٌ وهي دُفعة من المطر انْبَعَجَتْ ضَرْبةً ؛ قال رؤبة : من باكِر الوَسْميِّ نَضّاحِ البُوَقْ

      ويقال : هي جمع بُوقةٍ مثل أَوقةٍ وأُوَقٍ ، ويقال : أَصابهم بُوق من المطر ، وهو كثرته .
      وانْباقتْ عليهم بائقةُ شرّ مثل انْباجَت أَي انفَتَقَتْ .
      وانباقَ عليهم الدَّهرُ أَي هجَم عليهم بالدَّاهية كما يخرج الصوتُ من البُوق .
      وتقول : دَفَعْت عنك بائقةَ فلان .
      والبَوْقُ من كل شيء : أَشدُّه .
      وفي المثل : مُخْرَنْبِقٌ ليَنْباقَ أَي ليَنْدَفِع فيُظهِر ما في نفْسه .
      والباقةُ من البَقْل : حُزمة منه .
      والبُوقة : ضَرْب من الشجر دَقِيق شديد الالتواء .
      الليث : البُوقةُ شجرة من دِقّ الشجر شديدة الالتواء .
      والبُوقُ : الذي يُنْفَخ فيه ويُزْمَر ؛ عن كراع ؛

      وأَنشد الأَصمعي : زَمْرَ النصارَى زَمَرَتْ في البُوقِ وأَنشد ابن بري للعَرْجِيّ : هَوَوْا لنا زُمَراً من كل ناحِيةٍ ، كأنَّما فَزِعُوا من نَفْخةِ البُوقِ والبُوقُ : شِبه مِنْقافٍ مُلْتَوِي الخَرْق يَنْفخ فيه الطّحّان فيعلو صوته فيُعلم المُراد به .
      قال ابن دريد : لا أَدري ما صحته .
      ويقال للإنسان الذي لا يكتُم السِّر : إِنما هو بُوق .
      "

    المعجم: لسان العرب

  11. أبن
    • " أَبَنَ الرجلَ يأْبُنُه ويأْبِنُه أَبْناً : اتَّهمَه وعابَه ، وقال اللحياني : أَبَنْتُه بخَير وبشرٍّ آبُنُه وآبِنُه أَبْناً ، وهو مأْبون بخير أَو بشرٍّ ؛ فإذا أَضرَبْت عن الخير والشرّ قلت : هو مأْبُونٌ لم يكن إلا الشرّ ، وكذلك ظَنَّه يظُنُّه .
      الليث : يقال فلان يُؤْبَنُ بخير وبشَرّ أَي يُزَنُّ به ، فهو مأْبونٌ .
      أَبو عمرو : يقال فلان يُؤْبَنُ بخير ويُؤْبَنُ بشرّ ، فإذا قلت يُؤْبَنُ مُجَرَّداً فهو في الشرّ لا غيرُ .
      وفي حديث ابن أَبي هالة في صفة مجلس النبي ، صلى الله عليه وسلم : مجلِسُه مجلسُ حِلْمٍ وحيَاءٍ لا تُرْفَعُ فيه الأَصْواتُ ولا تُؤْبَنُ فيه الحُرَمُ أَي لا تُذْكَر فيه النساءُ بقَبيح ، ويُصانُ مجلسُه عن الرَّفَث وما يَقْبُحُ ذِكْرُه .
      يقال : أَبَنْتُ الرجلَ آبُنُه إذا رَمَيْتَه بِخَلَّةِ سَوْء ، فهو مأْبُونٌ ، وهو مأْخوذ عن الأُبَن ، وهي العُقَدُ تكونُ في القِسيّ تُفْسِدُها وتُعابُ بها .
      الجوهري : أَبَنَه بشرٍّ يَأْبُنُه ويأْبِنه اتَّهَمَه به .
      وفلانٌ يُؤْبَنُ بكذا أي يُذْكَرُ بقبيح .
      وفي الحديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَنه نهى عن الشِّعْر إذا أُبِنَتْ فيه النساءُ ؛ قال شمر : أَبَنْتُ الرجلَ بكذا وكذا إذا أَزْنَنْته به .
      وقال ابن الأَعرابي : أَبَنْتُ الرجلَ آبِنُه وآبُنُه إذا رَمَيْتَه بقبيح وقَذَفْتَه بسوء ، فهو مأْبُونٌ ، وقوله : لا تُؤْبَنُ فيه الحُرَمُ أَي لا تُرْمى بسُوء ولا تُعابُ ولا يُذْكَرُ منها القبيحُ وما لا يَنْبَغي مما يُسْتَحى منه .
      وفي حديث الإفْك : أَشِيروا عليَّ في أُناسٍ أَبَنُوا أَهْلي أَي اتَّهَموها .
      والأبْنُ : التهمَةُ .
      وفي حديث أَبي الدَّرداء : إن نُؤْبَنْ بما ليس فينا فرُبَّما زُكِّينا بما ليس فينا ؛ ومنه حديث أَبي سعيد : ما كُنَّا نأْبِنُه بِرُقْية أَي ما كُنَّا نَعْلم أَنه يَرْقي فنَعيبَه بذلك : وفي حديث أَبي ذرٍّ : أَنه دَخَل على عُثْمان بن عَفَّانَ فما سَبَّه ولا أَبَنه أَي ما عابَه ، وقيل : هو أَنَّبه ، بتقديم النون على الباء ، من التأْنيب اللَّومِ والتَّوبيخ .
      وأَبَّنَ الرجلَ : كأَبَنَه .
      وآبَنَ الرجلَ وأَبَّنَه ، كلاهما : عابَه في وجهه وعَيَّره .
      والأُبْنة ، بالضم : العُقْدة في العُود أَو في العَصا ، وجمْعُها أُبَنٌ ؛ قال الأَعشى : قَضيبَ سَرَاءٍ كثير الأُبَنْ (* قوله « كثير الابن » في التكملة ما نصه : والرواية قليل الابن ، وهو الصواب لأن كثرة الابن عيب ، وصدر البيت : سلاجم كالنحل أنحى لها .
      قال ابن سيده : وهو أَيضاً مَخْرَج الغُصْن في القَوْس .
      والأُبْنة : العَيْبُ في الخَشَب والعُود ، وأَصلُه من ذلك .
      ويقال : ليس في حَسَبِ فلانٍ أُبْنةٌ ، كقولك : ليس فيه وَصْمةٌ .
      والأُبْنةُ : العَيْبُ في الكلام ، وقد تَقدَّم قولُ خالِد بن صَفْوانَ في الأُبْنة والوَصْمة ؛ وقول رؤبة : وامْدَحْ بِلالاً غير ما مُؤَبَّنِ ، ترَاهُ كالبازي انْتَمَى للْمَوْكِنِ انْتَمى : تَعَلَّى .
      قال ابن الأَعرابي : مُؤَبَّنٌ مَعيبٌ ، وخالَفَه غيره ، وقيل : غير هالكٍ أَي غير مَبْكيٍّ ؛ ومنه قول لبيد : قُوما تجُوبانِ مَعَ الأَنْواحِ ،(* قوله « قوما تجوبان إلخ » هكذا في الأصل ، وتقدم في مادة نوح : تنوحان .
      وأَبِّنَا مُلاعِبَ الرِّماحِ ، ومِدْرهَ الكَتيبةِ الرَّداحِ .
      وقيل للمَجْبوس : مأْبونٌ لأَنه يُزَنُّ بالعيب القبيح ، وكأَنَّ أَصلَه من أُبْنة العَصا لأَنها عيبٌ فيها .
      وأُبْنة البعيرِ : غَلْصَمتُه ؛ قال ذو الرُّمّة يصف عَيْراً وسَحيلَه : تُغَنِّيه من بين الصَّبيَّيْن أُبْنةٌ نَهُومٌ ، إذا ما ارتَدَّ فيها سَحِيلُها .
      تُغَنِّيه يعني العَيْر من بين الصَّبيَّيْن ، وهما طرَفا اللَّحْي .
      والأُبْنةُ : العُقْدةُ ، وعنى بها ههنا الغَلْصمة ، والنَّهُومُ : الذي يَنْحِطُ أَي يَزْفر ، يقال : نَهَمَ ونأَم فيها في الأُبنة ، والسَّحِيلُ : الصَّوْتُ .
      ويقال : بينهم أُبَنٌ أَي عداواتٌ .
      وإبَّانُ كلِّ شيء ، بالكسر والتشديد : وقْتُه وحِينُه الذي يكون فيه .
      يقال : جِئْتُه على إبَّانِ ذلك أَي على زمنه .
      وأَخَذَ الشيءَ بإبَّانِهِ أَي بزمانه ، وقيل : بأَوَّله .
      يقال : أَتانا فلانٌ إبَّانَ الرُّطبِ ، وإبّانَ اخْتِرافِ الثِّمار ، وإبّانَ الحرِّ والبرد أَي أَتانا في ذلك الوقت ، ويقال : كل الفواكه في إبّانِها أَي في وَقْتها ؛ قال الراجز : أَيَّان تقْضي حاجتي أَيّانا ، أَما تَرى لِنُجْحها إبّانا ؟ وفي حديث المبعث : هذا إبّانُ نجومه أَي وقت ظهوره ، والنون أَصلية فيكون فِعَّالاً ، وقيل : هي زائدة ، وهو فِعْلانُ من أَبَّ الشيءُ إذا تهَيَّأَ للذَّهاب ، ومن كلام سيبويه في قولهم يا لَلْعجَب أَي يا عجب تعالَ فإِنه من إبّانِكَ وأَحْيانِك .
      وأَبَّنَ الرجلَ تأْبيناً وأَبَّله : مَدَحه بعد موته وبكاه ؛ قال مُتمِّم بن نُوَيرة : لعَمري وما دَهري بتأْبين هالكٍ ، ولا جَزِعاً ممّا أَصابَ فأَوْجعَا .
      وقال ثعلب : هو إذا ذكَرْتَه بعد موته بخير ؛ وقال مرة : هو إذا ذكرته بعد الموت .
      وقال شمر : التَّأْبينُ الثَّناءُ على الرجل في الموت والحياة ؛ قال ابن سيده : وقد جاء في الشعر مدْحاً للحَيّ ، وهو قول الراعي : فرَفَّعَ أَصحابي المَطِيَّ وأَبَّنُوا هُنَيْدَة ، فاشتاقَ العُيونُ اللَّوامِح .
      قال : مَدحَها فاشْتاقوا أَن يَنْظروا إليها فأَسْرعوا السيرَ إليها شَوْقاً منهم أَن ينظروا منها .
      وأَبَنْتُ الشيء : رَقَبْتُه ؛ وقال أَوسٌ يصف الحمار : يقولُ له الراؤُونَ : هذاكَ راكِبٌ يُؤَبِّنُ شَخْصاً فوقَ علياءَ واقِفُ وحكى ابن بري ، قال : روى ابنُ الأَعرابي يُوَبِّر ، قال : ومعنى يُوَبِّر شخصاً أَي ينظر إليه ليَسْتَبينَه .
      ويقال : إنه لَيُوَبِّرُ أَثراً إذا اقتَصَّه ، وقيل لمادح الميت مُؤَبِّنٌ لاتِّباعه آثار فعاله وصنائعه .
      والتَّأْبينُ : اقتِفار الأََثر .
      الجوهري : التأْبينُ أَن تقْفو أَثَرَ الشيء .
      وأَبَّنَ الأثر : وهو أَن يَقْتَفِره فلا يَضِح له ولا ينفَلِت منه .
      والتأْبين : أَن يُفْصَدَ العِرْقُ ويُؤْخَذ دَمُه فيُشوى ويُؤكل ؛ عن كراع .
      ابن الأَعرابي : الأَبِنُ ، غير ممدود الأَلف على فَعِلٍ من الطعام والشراب ، الغليظ الثَّخين .
      وأَبَنُ الأَرض : نبتٌ يخرُج في رؤُوس الإكام ، له أَصل ولا يَطول ، وكأَنه شَعَر يُؤْكل وهو سريع الخُروج سريع الهَيْج ؛ عن أَبي حنيفة .
      وأَبانانِ : جبلان في البادية ، وقيل : هما جَبَلان أَحدهما أَسود والآخر أَبْيض ، فالأَبيَض لبني أَسد ، والأَسود لبني فَزارة ، بينهما نهرٌ يقال له الرُّمَةُ ، بتخفيف الميم ، وبينهما نحو من ثلاثة أَميال وهو اسم علم لهما ؛ قال بِشْر يصف الظعائن : يَؤُمُّ بها الحُداةُ مِياهَ نَخْلٍ ، وفيها عن أَبانَيْنِ ازْوِرارُ وإنما قيل : أَبانانِ وأَبانٌ أَحدهما ، والآخر مُتالِعٌ ، كما يقال القَمَران ؛ قال لبيد : دَرَسَ المَنا بِمُتالِعٍ وأَبانِ ، فتقادَمَتْ بالحِبْسِ فالسُّوبان ؟

      ‏ قال ابن جني : وأَما قولهم للجبَلين المُتقابلين أَبانانِ ، فإنَّ أَبانانِ اسم علم لهما بمنزلة زيدٍ وخالد ، قال : فإن قلت كيف جاز أَن يكون بعض التثنية علماً وإنما عامَّتُها نكرات ؟ أَلا ترى أَن رجُلين وغُلامَين كلُّ واحد منهما نكرة غير علم فما بال أَبانَين صارا علماً ؟ والجواب : أَن زيدين ليسا في كل وقت مُصْطحِبَين مقترنين بل كل واحد منهما يُجامِع صاحبَه ويُفارِقه ، فلما اصطحَبا مرة وافترقا أُخرى لم يُمْكِن أَن يُخَصَّا باسمٍ علم يُفيدُهما من غيرِهما ، لأَنهما شيئان ، كلُّ واحد منهما بائنٌ من صاحِبه ، وأَما أَبانانِ فجبَلان مُتقابلان لا يُفارق واحدٌ منهما صاحبَه ، فجَرَيا لاتِّصال بعضِهما ببعض مَجْرى المسمَّى الواحد نحو بَكْرٍ وقاسِمٍ ، فكما خُصَّ كلُّ واحدٍ من الأَعلام باسم يُفيدُه من أُمَّتِه ، كذلك خُصَّ هذان الجَبَلان باسم يُفيدهما من سائر الجبال ، لأَنهما قد جَرَيا مجرى الجبل الواحد ، فكما أَن ثَبيراً ويَذْبُل لمَّا كان كل واحد منهما جبلاً واحداً متصلة أَجزاؤُه خُصَّ باسم لا يُشارَك فيه ، فكذلك أَبانانِ لمَّا لم يفترق بعضهما من بعض كانا لذلك كالجَبَل الواحد ، خُصّا باسمٍ علم كما خُصَّ يَذْبُل ويَرَمْرَمُ وشمَامِ كلُّ واحد منها باسم علم ؛ قال مُهَلهِل : أَنْكَحَها فَقْدُها الأَراقِمَ في جَنْبٍ ، وكان الخِباءُ من أَدَمِ لَوْ بأَبانَيْنِ جاء يَخْطُبها رُمِّلَ ، ما أَنْفُ خاطِبٍ بدَمِ الجوهري : وتقول هذان أَبانان حَسَنَينِ ، تَنْصِب النعتَ لأَنه نكرة وصفت به معرفة ، لأَن الأَماكن لا تزولُ فصارا كالشيء الواحد ، وخالَف الحيوانَ ، إذا قلت هذان زيدان حسَنان ، ترفع النعت ههنا لأَنه نكرةٌ وُصِفت بها نكرة ؛ قال ابن بري : قول الجوهري تنصب النعت لأَنه نكرة وصفت به معرفة ، قال : يعني بالوصف هنا الحال .
      قال ابن سيده : وإنما فرقوا بين أَبانَين وعَرَفاتٍ وبين زَيدَينِ وزَيدين من قِبَل أَنهم لم يجعلوا التثنية والجمع علماً لرجُلينِ ولا لرِجال بأَعيانِهم ، وجعلوا الاسم الواحد علَماً لشيء بعينه ، كأَنهم ، قالوا إذا قلنا ائْتِ بزَيْدٍ إنما نريد هات هذا الشخص الذي يسيرُ إليه ، ولم يقولوا إذا قلنا جاء زيدانِ فإنما نعني شخصين بأَعيانهما قد عُرِفا قبل ذلك وأُثْبِتا ، ولكنهم ، قالوا إذا قلنا جاء زيد بن فلان وزيدُ بن فلانٍ فإنما نعني شيئين بأَعيانهما ، فكأَنهم ، قالوا إذا قلنا ائتِ أَبانَيْنِ فإنما نعني هذينِ الجبلَينِ بأَعيانهما اللذين يسير إليهما ، أَلا ترى أَنهم لم يقولوا أمْرُرْ بأَبانِ كذا وأَبانِ كذا ؟ لم يفرّقوا بينهما لأَنهم جعلوا أَبانَيْنِ اسماً لهما يُعْرَفانِ به بأَعيانهما ، وليس هذا في الأَناسيِّ ولا في الدوابّ ، إنما يكون هذا في الأَماكنِ والجبال وما أَشبه ذلك ، من قِبَل أَنّ الأَماكِنَ لا تزول فيصيرُ كل واحدٍ من الجبلَينِ داخلاً عندهم في مثل ما دخل فيه صاحبُه من الحال والثَّباتِ والخِصبِ والقَحْطِ ، ولا يُشارُ إلى واحدٍ منهما بتعريفٍ دون الآخر فصارا كالواحد الذي لا يُزايِله منه شيءٌ حيث كان في الأَناسيّ والدوابّ والإنسانانِ والدّابتان لا يَثْبُتانِ أَبداً ، يزولانِ ويتصرّفان ويُشارُ إلى أَحدِهما والآخرُ عنه غائبٌ ، وقد يُفرَد فيقال أَبانٌ ؛ قال امرؤ القيس : كان أَباناً ، في أَفانِينِ وَدْقِه ، كبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ (* في رواية أخرى : كأنّ كبيراً ، بدل أباناً ).
      وأَبانٌ : اسم رجلٍ .
      وقوله في الحديث : من كذا وكذا إلى عَدَن أَبْيَنَ ، أَبْيَنُ بوزن أَحْمر ، قريةٌ على جانب البحر ناحيةَ اليمن ، وقيل : هو اسمُ مدينة عدَن .
      وفي حديث أُسامة :، قال له رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، لمّا أَرسَله إلى الرُّوم : أَغِرْ على أُبْنَى صباحاً ؛ هي ، بضمّ الهمزة والقصر ، اسمُ موضعٍ من فلَسْطينَ بين عَسْقَلانَ والرَّمْلة ، ويقال لها يُبْنَى ، بالياء ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  12. بلل
    • " البَلَل : النَّدَى .
      ابن سيده .
      البَلَل والبِلَّة النُّدُوَّةُ ؛ قال بعض الأَغْفال : وقِطْقِطُ البِلَّة في شُعَيْرِي أَراد : وبِلَّة القِطْقِط فقلب .
      والبِلال : كالبِلَّة ؛ وبَلَّه بالماء وغيره يَبُلُّه بَلاًّ وبِلَّة وبَلَّلهُ فَابْتَلَّ وتَبَلَّلَ ؛ قال ذو الرمة : وما شَنَّتَا خَرْقاءَ واهِيَة الكُلَى ، سَقَى بهما سَاقٍ ، ولَمَّا تَبَلَّلا والبَلُّ : مصدر بَلَلْت الشيءَ أَبُلُّه بَلاًّ .
      الجوهري : بَلَّه يَبُلُّه أَي نَدَّاه وبَلَّلَه ، شدّد للمبالغة ، فابْتَلَّ .
      والبِلال : الماء .
      والبُلالة : البَلَل .
      والبِلال : جمع بِلَّة نادر .
      واسْقِه على بُلَّتِه أَي ابتلاله .
      وبَلَّة الشَّباب وبُلَّتُه : طَرَاؤه ، والفتح أَعلى .
      والبَلِيل والبَلِيلَة : ريح باردة مع نَدًى ، ولا تُجْمَع .
      قال أَبو حنيفة : إِذا جاءت الريح مع بَرْد ويُبْس ونَدًى فهي بَلِيل ، وقد بَلَّتْ تَبِلُّ بُلولاً ؛ فأَما قول زياد الأَعجم : إِنِّي رأَيتُ عِدَاتِكم كالغَيْث ، ليس له بَلِيل فمعناه أَنه ليس لها مَطْل فَيُكَدِّرَها ، كما أَن الغَيْث إِذا كانت معه ريح بَلِيل كدَّرَتْه .
      أَبو عمرو : البَلِيلة الريح المُمْغِرة ، وهي التي تَمْزُجها المَغْرة ، والمَغْرة المَطَرة الضعيفة ، والجَنُوب أَبَلُّ الرِّياح .
      وريح بَلَّة أَي فيها بَلَل .
      وفي حديث المُغيرة : بَلِيلة الإِرْعاد أَي لا تزال تُرْعِد وتُهَدِّد ؛ والبَليلة : الريح فيها نَدى ، جعل الإِرعاد مثلاً للوعيد والتهديد من قولهم أَرْعَد الرجلُ وأَبْرَق إِذا تَهَدَّد وأَوعد ، والله أَعلم .
      ويقال : ما سِقَائك بِلال أَي ماء .
      وكُلُّ ما يُبَلُّ به الحَلْق من الماء واللَّبن بِلال ؛ ومنه قولهم : انْضَحُوا الرَّحِمَ بِبلالها أَي صِلُوها بصِلَتِها ونَدُّوها ؛ قال أَوس يهجو الحكم بن مروان بن زِنْبَاع : كأَنِّي حَلَوْتُ الشِّعْرَ ، حين مَدَحْتُه ، صَفَا صَخْرَةٍ صَمَّاء يَبْسٍ بِلالُها وبَلَّ رَحِمَه يَبُلُّها بَلاًّ وبِلالاً : وصلها .
      وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : بُلُّوا أَرحامَكم ولو بالسَّلام أَي نَدُّوها بالصِّلة .
      قال ابن الأَثير : وهم يُطْلِقون النَّداوَة على الصِّلة كما يُطْلِقون اليُبْس على القَطِيعة ، لأَنهم لما رأَوا بعض الأَشياء يتصل ويختلط بالنَّداوَة ، ويحصل بينهما التجافي والتفرّق باليُبْس ، استعاروا البَلَّ لمعنى الوصْل واليُبْسَ لمعنى القَطِيعة ؛ ومنه الحديث : فإِن لكم رَحِماً سأَبُلُّها بِبلالِها أَي أَصِلُكم في الدنيا ولا أُغْنِي عنكم من الله شيئاً .
      والبِلال : جمع بَلَل ، وقيل : هو كل ما بَلَّ الحَلْق من ماء أَو لبن أَو غيره ؛ ومنه حديث طَهْفَة : ما تَبِضُّ بِبِلال ، أَراد به اللبن ، وقيل المَطَر ؛ ومنه حديث عمر ، رضي الله عنه : إِنْ رأَيت بَلَلاً من عَيْش أَي خِصْباً لأَنه يكون مِنَ الماء .
      أَبو عمرو وغيره : بَلَلْت رَحِمي أَبُلُّها بَلاًّ وبِلالاً وَصَلْتها ونَدَّيْتُها ؛ قال الأَعْشَى : إِما لِطَالِب نِعْمَةٍ تَمَّمتها ، ووِصَالِ رَحْم قد بَرَدْت بِلالَها وقول الشاعر : والرَّحْمَ فابْلُلْها بِخيْرِ البُلاَّن ، فإِنها اشْتُقَّتْ من اسم الرَّحْم ؟

      ‏ قال ابن سيده : يجوز أَن يكون البُلاَّن اسماً واحداً كالغُفْران والرُّجْحان ، وأَن يكون جمع بَلَل الذي هو المصدر ، وإِن شئت جعلته المصدر لأَن بعض المصادر قد يجمع كالشَّغْل والعَقْل والمَرَض .
      ويقال : ما في سِقَائك بِلال أَي ماء ، وما في الرَّكِيَّة بِلال .
      ابن الأَعرابي : البُلْبُلة الهَوْدَج للحرائر وهي المَشْجَرة .
      ابن الأَعرابي : التَّبَلُّل (* قوله « التبلل » كذا في الأصل ، ولعله محرف عن التبلال كما يشهد به الشاهد وكذا أورده شارح القاموس ).
      الدوام وطول المكث في كل شيء ؛ قال الربيع بن ضَبُع الفزاري : أَلا أَيُّها الباغي الذي طالَ طِيلُه ، وتَبْلالُهُ في الأَرض ، حتى تَعَوَّدا وبَلَّك اللهُ ابْناً وبَلَّك بابْنٍ بَلاًّ أَي رَزَقَك ابناً ، يدعو له .
      والبِلَّة : الخَيْر والرزق .
      والبِلُّ : الشِّفَاء .
      ويقال : ما قَدِمَ بِهِلَّة ولا بِلَّة ، وجاءنا فلان فلم يأْتنا بِهَلَّة ولا بَلَّة ؛ قال ابن السكيت : فالهَلَّة من الفرح والاستهلال ، والبَلَّة من البَلل والخير .
      وقولهم : ما أَصاب هَلَّة ولا بَلَّة أَي شيئاً .
      وفي الحديث : من قَدَّر في مَعِيشته بَلَّه الله أَي أَغناه .
      وبِلَّة اللسان : وقوعُه على مواضع الحروف واستمرارُه على المنطق ، تقول : ما أَحسن بِلَّة لسانه وما يقع لسانه إِلا على بِلَّتِه ؛

      وأَنشد أَبو العباس عن ابن الأَعرابي : يُنَفِّرْنَ بالحيجاء شاءَ صُعَائد ، ومن جانب الوادي الحَمام المُبَلِّلا وقال : المبَلِّل الدائم الهَدِير ، وقال ابن سيده : ما أَحسن بِلَّة لسانه أَي طَوْعَه بالعبارة وإِسْماحَه وسَلاسَته ووقوعَه على موضع الحروف .
      وبَلَّ يَبُلُّ بُلولاً وأَبَلَّ : نجا ؛ حكاه ثعلب وأَنشد : من صَقْع بازٍ لا تُبِلُّ لُحَمُه لُحْمَة البَازِي : الطائرُ يُطْرَح له أَو يَصِيده .
      وبَلَّ من مرضه يَبِلُّ بَلاًّ وبَلَلاً وبُلولاً واسْتَبَلَّ وأَبَلَّ : برَأَ وصَحَّ ؛ قال الشاعر : إِذا بَلَّ من دَاءٍ به ، خَالَ أَنه نَجا ، وبه الداء الذي هو قاتِله يعني الهَرَم ؛ وقال الشاعر يصف عجوزاً : صَمَحْمَحة لا تشْتكي الدَّهرَ رأْسَها ، ولو نَكَزَتْها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ الكسائي والأَصمعي : بَلَلْت وأَبْلَلْت من المرض ، بفتح اللام ، من بَلَلْت .
      والبِلَّة : العافية .
      وابْتَلَّ وتَبَلَّل : حَسُنت حاله بعد الهُزال .
      والبِلُّ : المُباحُ ، وقالوا : هو لك حِلٌّ وبِلٌّ ، فَبِلٌّ شفاء من قولهم بَلَّ فلان من مَرَضه وأَبَلَّ إِذا بَرَأَ ؛ ويقال : بِلٌّ مُبَاح مُطْلَق ، يمانِيَة حِمْيَريَّة ؛ ويقال : بِلٌّ إِتباع لحِلّ ، وكذلك يقال للمؤنث : هي لك حِلٌّ ، على لفظ المذكر ؛ ومنه قول عبد المطلب في زمزم : لا أُحِلُّها لمغتسل وهي لشارب حِلٌّ وبِلٌّ ، وهذا القول نسبه الجوهري للعباس بن عبد المطلب ، والصحيح أَن قائله عبد المطلب كما ذكره ابن سيده وغيره ، وحكاه ابن بري عن علي بن حمزة ؛ وحكي أَيضاً عن الزبير بن بَكَّار : أَن زمزم لما حُفِرَتْ وأَدرك منها عبد المطلب ما أَدرك ، بنى عليها حوضاً وملأَه من ماء زمزم وشرب منه الحاجُّ فحسده قوم من قريش فهدموه ، فأَصلحه فهدموه بالليل ، فلما أَصبح أَصلحه فلما طال عليه ذلك دعا ربه فأُرِيَ في المنام أَن يقول : اللهم إِني لا أُحِلُّها لمغتسل وهي لشارب حِلٌّ وبِلٌّ فإِنك تكفي أَمْرَهم ، فلما أَصبح عبد المطلب نادى بالذي رأَى ، فلم يكن أَحد من قريش يقرب حوضه إِلا رُميَ في بَدَنه فتركوا حوضه ؛ قال الأَصمعي : كنت أَرى أَن بِلاًّ إِتباع لحِلّ حتى زعم المعتمر بن سليمان أَن بِلاًّ مباح في لغة حِمْيَر ؛ وقال أَبو عبيد وابن السكيت : لا يكون بِلٌّ إِتباعاً لحِلّ لمكان الواو .
      والبُلَّة ، بالضم : ابتلال الرُّطْب .
      وبُلَّة الأَوابل : بُلَّة الرُّطْب .
      وذهبت بُلَّة الأَوابل أَي ذهب ابتلال الرُّطْب عنها ؛

      وأَنشد لإِهاب ابن عُمَيْر : حتى إِذا أَهْرَأْنَ بالأَصائل ، وفارَقَتْها بُلَّة الأَوابل يقول : سِرْنَ في بَرْدِ الروائح إِلى الماء بعدما يَبِسَ الكَلأ ، والأَوابل : الوحوش التي اجتزأَت بالرُّطْب عن الماء .
      الفراء : البُلَّة بقية الكَلإِ .
      وطويت الثوب على بُلُلَته وبُلَّته وبُلالته أَي على رطوبته .
      ويقال : اطْوِ السِّقاء على بُلُلَته أَي اطوه وهو نديّ قبل أَن يتكسر .
      ويقال : أَلم أَطْوك على بُلُلَتِك وبَلَّتِك أَي على ما كان فيك ؛

      وأَنشد لحَضْرَميّ بن عامر الأَسدي : ولقد طَوَيْتُكُمُ على بُلُلاتِكم ، وعَلِمْتُ ما فيكم من الأَذْرَاب أَي طويتكم على ما فيكم من أَذى وعداوة .
      وبُلُلات ، بضم اللام : جمع بُلُلة ، بضم اللام أَيضاً ، وقد روي على بُلَلاتكم ، بفتح اللام ، الواحدة بُلَلة ، بفتح اللام أَيضاً ، وقيل في قوله على بُلُلاتكم : يضرب مثلاً لإِبقاء المودة وإِخفاء ما أَظهروه من جَفَائهم ، فيكون مثل قولهم اطْوِ الثوبَ على غَرِّه ليضم بعضه إِلى بعض ولا يتباين ؛ ومنه قولهم : اطوِ السِّقاء على بُلُلِته لأَنه إِذا طُوِيَ وهو جَافٌّ تكسر ، وإِذا طُوِيَ على بَلَله لم يَتَكسَّر ولم يَتَباين .
      وانصرف القوم ببَلَلتهم وبُلُلتهم وبُلولتهم أَي وفيهم بَقِيّة ، وقيل : انصرفوا ببَلَلتِهم أَي بحال صالحة وخير ، ومنه بِلال الرَّحِم .
      وبَلَلْته : أَعطيته .
      ابن سيده : طواه على بُلُلته وبُلولته وبَلَّته أَي على ما فيه من العيب ، وقيل : على بقية وُدِّه ، قال : وهو الصحيح ، وقيل : تغافلت عما فيه من عيب كما يُطْوَى السِّقاء على عَيْبه ؛ وأَنشد : وأَلبَسُ المَرْءَ أَسْتَبْقِي بُلولتَه ، طَيَّ الرِّدَاء على أَثْنائه الخَرِ ؟

      ‏ قال : وتميم تقول البُلولة من بِلَّة الثرى ، وأَسد تقول : البَلَلة .
      وقال الليث : البَلَل والبِلَّة الدُّون .
      الجوهري : طَوَيْت فلاناً على بُلَّته وبُلالته وبُلُوله وبُلُولته وبُلُلته وبُلَلته إِذا احتملته على ما فيه من الإِساءة والعيب ودَارَيْته وفيه بَقِيّة من الوُدِّ ؛ قال الشاعر : طَوَيْنا بني بِشْرٍ على بُلُلاتهم ، وذلك خَيْرٌ من لِقَاء بني بِشْر يعني باللِّقاء الحَرْبَ ، وجمع البُلَّة بِلال مثل بُرْمَة وبِرَام ؛ قال الراجز : وصاحِبٍ مُرَامِقٍ دَاجَيْتُه ، على بِلال نَفْسه طَوَيْتُه وكتب عمر يَسْتحضر المُغيرة من البصرة : يُمْهَلُ ثلاثاً ثم يُحْضَر على بُلَّته أَي على ما فيه من الإِساءة والعيب ، وهي بضم الباء .
      وبَلِلْتُ به بَلَلاَ : ظَفِرْتُ به .
      وقيل : بَلِلْتُ أَبَلُّ ظَفِرت به ؛ حكاها الأَزهري عن الأَصمعي وحده .
      قال شمر : ومن أَمثالهم : ما بَلِلْت من فلان بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَي ما ظَفِرْتُ ، والأَفْوَق : السهم الذي انكسر فُوقُه ، والناصِل : الذي سقط نَصْلُه ، يضرب مثلاً للرجل المُجْزِئ الكافي أَي ظَفِرْت برجل كامل غير مضيع ولا ناقص .
      وبَلِلْت به بَلَلاً : صَلِيت وشَقِيت .
      وبَلِلْت به بَلَلاَ وبَلالة وبُلولاً وبَلَلْت : مُنِيت به وعُلِّقْته .
      وبَلِلْته : لَزِمْته ؛ قال : دَلْو تَمَأْى دُبِغَتْ بالحُلَّب ، بُلَّتْ بكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّب ، فلا تُقَعْسِرْها ولكن صَوِّب تقعسرها أَي تعازّها .
      أَبو عمرو : بَلَّ يَبِلُّ إِذا لزم إِنساناً ودام على صحبته ، وبَلَّ يَبَلُّ مثلها ؛ ومنه قول ابن أَحمر : فبَلِّي إِنْ بَلِلْتِ بأَرْيَحِيٍّ من الفِتْيان ، لا يَمْشي بَطِينا ويروى فبَلِّي يا غنيّ .
      الجوهري : بَلِلْت به ، بالكسر ، إِذا ظَفِرت به وصار في يدك ؛

      وأَنشد ابن بري : بيضاء تمشي مِشْيَةَ الرَّهِيص ، بَلَّ بها أَحمر ذو دريص يقال : لئن بَلَّتْ بك يَدي لا تفارقني أَو تُؤَدِّيَ حقي .
      النضر : البَذْرُ والبُلَل واحد ، يقال : بَلُّوا الأَرض إِذا بَذَروها بالبُلَل .
      ورجل بَلٌّ بالشيء : لَهِجٌ ؛ قال : وإِني لبَلٌّ بالقَرِينةِ ما ارْعَوَتْ ، وإِني إِذا صَرَمْتُها لصَرُوم ولا تَبُلُّك عندي بالَّة وبَلالِ مِثل قَطامِ أَي لا يُصيبك مني خير ولا نَدًى ولا أَنفعك ولا أَصدُقك .
      ويقال : لا تُبَلُّ لفلان عندي بالَّة وبَلالِ مصروف عن بالَّة أَي ندًى وخير .
      وفي كلام عليّ ، كرم الله وجهه : فإِن شكوا انقطاع شِرْب أَو بالَّة ، هو من ذلك ؛ قالت ليلى الأَخْيَلية : نَسيتَ وصالَه وصَدَرْتَ عنه ، كما صَدَر الأَزَبُّ عن الظِّلالِ فلا وأَبيك ، يا ابن أَبي عَقِيل ، تَبُلُّك بعدها فينا بَلالِ فلو آسَيْتَه لَخَلاك ذَمٌّ ، وفارَقَكَ ابنُ عَمَّك غَيْر ، قالي ابن أَبي عَقِيل كان مع تَوْبَة حين قُتِل ففر عنه وهو ابن عمه .
      والبَلَّة : الغنى بعد الفقر .
      وبَلَّت مَطِيَّتُه على وجهها إِذا هَمَتْ ضالَّة ؛ وقال كثيِّر : فليت قَلُوصي ، عند عَزَّةَ ، قُيِّدَتْ بحَبْل ضَعِيفٍ غُرَّ منها فَضَلَّتِ فأَصْبَح في القوم المقيمين رَحْلُها ، وكان لها باغٍ سِوَاي فبَلَّتِ وأَبَلَّ الرجلُ : ذهب في الأَرض .
      وأَبَلَّ : أَعيا فَساداً وخُبْثاً .
      والأَبَلُّ : الشديد الخصومة الجَدِلُ ، وقيل : هو الذي لا يستحي ، وقيل : هو الشديد اللُّؤْمِ الذي لا يُدْرَك ما عنده ، وقيل : هو المَطول الذي يَمْنَع بالحَلِف من حقوق الناس ما عنده ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي للمرَّار بن سعيد الأَسدي : ذكرنا الديون ، فجادَلْتَنا جدالَك في الدَّيْن بَلاًّ حَلوفا (* قوله « جدالك في الدين » هكذا في الأصل وسيأتي ايراده بلفظ : « جدالك مالاً وبلا حلوفا » وكذا أورده شارح القاموس ثم ، قال : والمال الرجل الغني ).
      وقال الأَصمعي : أَبَلَّ الرجلُ يُبِلُّ إِبْلالاً إِذا امتنع وغلب .
      قال : وإِذا كان الرجل حَلاَّفاً قيل رجل أَبَلُّ ؛ وقال الشاعر : أَلا تَتَّقون الله ، يا آل عامر ؟ وهل يَتَّقِي اللهَ الأَبَلُّ المُصَمِّمُ ؟ وقيل : الأَبَلُّ الفاجر ، والأُنثى بَلاَّء وقد بَلَّ بَلَلاً في كل ذلك ؛ عن ثعلب .
      الكسائي : رجل أَبَلُّ وامرأَة بَلاَّء وهو الذي لا يُدْرَك ما عنده من اللؤم ، ورجل أَبَلُّ بَيِّن البَلَل إِذا كان حَلاَّفاً ظَلوماً .
      وأَما قول خالد بن الوليد : أَمَّا وابنُ الخطاب حَيٌّ فَلا ولكن إِذا كان الناس بذي بِلِّيٍّ وذي بِلَّى ؛ قال أَبو عبيد : يريد تَفَرُّقَ الناس وأَن يكونوا طوائف وفِرَقاً من غير إِمام يجمعهم وبُعْدَ بعضهم من بعض ؛ وكلُّ من بَعُد عنك حتى لا تَعْرِف موضعَه ، فهو بذي بِلِّيٍّ ، وهو مِنْ بَلَّ في الأَرض أَي ذهب ؛ أَراد ضياعَ أُمور الناس بعده ، قال : وفيه لغة أُخرى بذي بِلِّيَان ، وهو فِعْلِيَان مثل صِلِّيان ؛

      وأَنشد الكسائي : يَنام ويذهب الأَقوام حتى يُقالَ : أَتَوْا على ذي بِلِّيان يقول : إِنه أَطال النوم ومضى أَصحابه في سفرهم حتى صاروا إِلى موضع لا يَعْرِف مكانَهم من طول نومه .
      وأَبَلَّ عليه : غَلَبه ؛ قال ساعدة : أَلا يا فَتى ، ما عبدُ شَمْسٍ بمثله يُبَلُّ على العادي وتُؤْبَى المَخاسِفُ الباء في بمثله متعلقة بقوله يُبَل ، وقوله ما عبدُ شمس تعظيم ، كقولك سبحان الله ما هو ومن هو ، لا تريد الاستفهام عن ذاته تعالى إِنما هو تعظيم وتفخيم .
      وخَصمٌ مِبَلٌّ : ثَبْت .
      أَبو عبيد : المبلُّ الذي يعينك أَي يتابعك (* قوله « يعينك اي يتابعك » هكذا في الأصل ، وفي القاموس : يعييك ان يتابعك ) على ما تريد ؛

      وأَنشد : أَبَلَّ فما يَزْداد إِلاَّ حَماقَةً ونَوْكاً ، وإِن كانت كثيراً مخارجُه وصَفاة بَلاَّء أَي مَلْساء .
      ورجل بَلٌّ وأَبَلُّ : مَطول ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : جِدَالَكَ مالاً وبَلاًّ حَلُوفا والبَلَّة : نَوْرُ السَّمُر والعُرْفُط .
      وفي حديث عثمان : أَلَسْتَ تَرْعى بَلَّتَها ؟ البَلَّة : نَوْرُ العِضاهِ قبل أَن ينعقد .
      التهذيب : البَلَّة والفَتْلة نَوْرُ بَرَمة السَّمُر ، قال : وأَول ما يَخْرُج البرَمة ثم أَول ما يخرج من بَدْو الحُبْلَة كُعْبورةٌ نحو بَدْو البُسْرة فَتِيك البَرَمة ، ثم ينبت فيها زَغَبٌ بِيضٌ هو نورتها ، فإِذا أَخرجت تيك سُمِّيت البَلَّة والفَتْلة ، فإِذا سقطن عنن طَرَف العُود الذي يَنْبُتْنَ فيه نبتت فيه الخُلْبة في طرف عودهن وسقطن ، والخُلْبة وعاء الحَب كأَنها وعاء الباقِلاء ، ولا تكون الخُلْبة إِلاَّ للسَّمُر والسَّلَم ، وفيها الحب وهن عِراض كأَنهم نِصال ، ثم الطَّلْح فإِن وعاء ثمرته للغُلُف وهي سِنَفة عِراض .
      وبِلال : اسم رجل .
      وبِلال بن حمامة : مؤذن سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، من الحبشة .
      وبِلال آباد : موضع .
      التهذيب : والبُلْبُل العَنْدَليب .
      ابن سيده : البُلْبُل طائر حَسَن الصوت يأْلف الحَرَم ويدعوه أَهل الحجاز النُّغَر .
      والبُلْبُل : قَناةُ الكوز الذي فيه بُلْبُل إِلى جنب رأْسه .
      التهذيب : البُلْبلة ضرب من الكيزان في جنبه بُلْبُل يَنْصَبُّ منه الماء .
      وبَلْبَل متاعَه : إِذا فرَّقه وبدَّده .
      والمُبَلِّل : الطاووس الصَّرَّاخ ، والبُلْبُل الكُعَيْت .
      والبَلْبلة : تفريق الآراء .
      وتَبَلْبَلت الأَلسن : اختلطت .
      والبَلْبَلة : اختلاط الأَلسنة .
      التهذيب : البَلْبلة بَلْبلة الأَلسن ، وقيل : سميت أَرض بابِل لأَن الله تعالى حين أَراد أَن يخالف بين أَلسنة بني آدم بَعَث ريحاً فحشرهم من كل أُفق إِلى بابل فبَلْبَل الله بها أَلسنتهم ، ثم فَرَّقتهم تلك الريح في البلاد .
      والبَلْبلة والبَلابل والبَلْبال : شدَّة الهم والوَسْواس في الصدور وحديث النفس ، فأَما البِلْبال ، بالكسر ، فمصدر .
      وفي حديث سعيد بن أَبي بردة عن أَبيه عن جده ، قال :، قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : إِن أُمتي أُمة مرحومة لا عذابٍ عليها في الآخرة ، إِنما عذابها في الدنيا البلابل والزلازل والفتن ؛ قال ابن الأَنباري : البلابل وسواس الصدر ؛

      وأَنشد ابن بري لباعث بن صُرَيم ويقال أَبو الأَسود الأَسدي : سائلُ بيَشْكُرَ هل ثَأَرْتَ بمالك ، أَم هل شَفَيْت النفسَ من بَلْبالها ؟ ويروى : سائِلْ أُسَيِّدَ هل ثَأَرْتَ بِوائلٍ ؟ ووائل : أَخو باعث بن صُرَيم .
      وبَلْبَل القومَ بَلْبلة وبِلْبالاً : حَرَّكهم وهَيَّجهم ، والاسم البَلْبال ، وجمعه البَلابِل .
      والبَلْبال : البُرَحاء في الصَّدر ، وكذلك البَلْبالة ؛ عن ابن جني ؛

      وأَنشد : فبات منه القَلْبُ في بَلْبالَه ، يَنْزُو كَنَزْوِ الظَّبْيِ في الحِباله ورجل بُلْبُلٌ وبُلابِل : خَفِيف في السَّفَر معْوان .
      قال أَبو الهيثم :، قال لي أَبو ليلى الأَعرابي أَنت قُلْقُل بُلْبُل أَي ظَريف خَفيف .
      ورجل بُلابِل : خفيف اليدين وهو لا يَخْفى عليه شيء .
      والبُلْبُل من الرجال : الخَفِيفُ ؛ قال كثير بن مُزَرِّد : سَتُدْرِك ما تَحْمي الحِمارة وابْنُها قَلائِصُ رَسْلاتٌ ، وشُعْثٌ بَلابِل والحِمارة : اسم حَرَّة وابنُها الجَبَل الذي يجاورها ، أَي ستدرك هذه القلائص ما منعته هذه الحَرَّة وابنُها .
      والبُلْبول : الغلام الذَّكِيُّ الكَيِّس .
      وقال ثعلب : غلام بُلْبُل خفيف في السَّفَر ، وقَصَره على الغلام .
      ابن السكيت : له أَلِيلٌ وبَلِيلٌ ، وهما الأَنين مع الصوت ؛ وقال المَرَّار بن سعيد : إِذا مِلْنا على الأَكْوار أَلْقَتْ بأَلْحِيها لأجْرُنِها بَليل أَراد إِذا مِلْنا عليها نازلين إِلى الأَرض مَدَّت جُرُنَها على الأَرض من التعب .
      أَبو تراب عن زائدة : ما فيه بُلالة ولا عُلالة أَي ما فيه بَقِيَّة .
      وبُلْبُول : اسم بلد .
      والبُلْبُول : اسم جَبَل ؛ قال الراجز : قد طال ما عارَضَها بُلْبُول ، وهْيَ تَزُول وَهْوَ لا يَزول وقوله في حديث لقمان : ما شَيْءٌ أَبَلَّ للجسم من اللَّهْو ؛ قال ابن الأَثير : هو شيء كلحم العصفور أَي أَشد تصحيحاً وموافقة له .
      ومن خفيف هذا الباب بَلْ ، كلمة استدراك وإِعلام بالإِضْراب عن الأَول ، وقولهم قام زيد بَلْ عَمْرٌو وبَنْ زيد ، فإِن النون بدل من اللام ، أَلا ترى إِلى كثرة استعمال بَلْ وقلة استعمال بَنْ ، والحُكْمُ على الأَكثر لا الأَقل ؟، قال ابن سيده : هذا هو الظاهر من أَمره ، قال : وقال ابن جني لست أَدفع مع هذا أَن تكون بَنْ لُغَةً قائمة بنفسها .
      التهذيب في ترجمة بَلى : بَلى تكون جواباً للكلام الذي فيه الجَحْد .
      قال الله تعالى : أَلَسْتُ بربكم ، قالوا بَلى ؛ قال : وإِنما صارت بَلى تتصل بالجَحْد لأَنها رجوع عن الجَحْد إِلى التحقيق ، فهو بمنزلة بَلْ ، وبَلْ سَبِيلها أَن تأَتي بعد الجَحْد كقولك ما قام أَخوك بَلْ أَبوك ، وما أَكرمت أَخاك بَلْ أَباك ، وإِذا ، قال الرجل للرجل : أَلا تقوم ؟ فقال له : بَلى ، أَراد بَلْ أَقوم ، فزادوا الأَلف على بَلْ ليحسن السكوت عليها ، لأَنه لو ، قال بَلْ كان يتوقع (* قوله « كان يتوقع » اي المخاطب كما هو ظاهر مما بعد ) كلاماً بعد بلْ فزادوا الأَلف ليزول عن المخاطب هذا التوهم ؛ قال الله تعالى : وقالوا لن تمسنا النار إِلا أَياماً معدودة ، ثم ، قال بَعْدُ : بَلى من كسب سيئة ، والمعنى بَلْ من كسب سيئة ، وقال المبرد : بل حكمها الاستدراك أَينما وقعت في جَحْد أَو إِيجاب ، قال : وبَلى تكون إِيجاباً للمَنْفِيِّ لا غيرُ .
      قال الفراء : بَلْ تأْتي بمعنيين : تكون إِضراباً عن الأَول وإِيجاباً للثاني كقولك عندي له دينار لا بَلْ ديناران ، والمعنى الآخر أَنها توجب ما قبلها وتوجب ما بعدها ، وهذا يسمى الاستدراك لأَنه أَراده فنسيه ثم استدركه .
      قال الفراء : والعرب تقول بَلْ والله لا آتيك وبَنْ والله ، يجعلون اللام فيها نوناً ، وهي لغة بني سعد ولغة كلب ، قال : وسمعت الباهليين يقولون لا بَنْ بمعنى لا بَلْ .
      الجوهري : بَلْ مُخَفَّفٌ حرفٌ ، يعطف بها الحرف الثاني على الأَول فيلزمه مثْلُ إعرابه ، فهو للإضراب عن الأَول للثاني ، كقولك : ما جاءَني زيد بَلْ عمرو ، وما رأَيت زيداً بَلْ عمراً ، وجاءني أَخوك بَلْ أَبوك تعطف بها بعد النفي والإِثبات جميعاً ؛ وربما وضعوه موضع رُبَّ كقول الراجز : بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ يعني رُبَّ مَهْمَهٍ كما يوضع غيره اتساعاً ؛ وقال آخر : بَلْ جَوْزِ تَيْهاء كظَهْرِ الحَجَفَتْ وقوله عز وجل : ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عِزَّةٍ وشقاق ؛ قال الأَخفش عن بعضهم : إِن بَلْ ههنا بمعنى إِن فلذلك صار القَسَم عليها ؛
      ، قال : وربما استعملت العرب في قَطْع كلام واستئناف آخر فيُنْشد الرجل منهم الشعر فيقول :.
      .
      .
      .
      .
      .
      بل ما هاجَ أَحْزاناً وشَجْواً قَدْ شَجا ويقول :.
      .
      .
      .
      .
      .
      بل وبَلْدَةٍ ما الإِنْسُ من آهالِها ، تَرى بها العَوْهَقَ من وِئالِها ، كالنار جَرَّتْ طَرَفي حِبالِها قوله بَلْ ليست من البيت ولا تعدّ في وزنه ولكن جعلت علامة لانقطاع ما قبله ؛ والرجز الأَول لرؤبة وهو : أَعْمَى الهُدَى بالجاهِلِينَ العُمَّهِ ، بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ والثاني لسُؤْرِ الذِّئْبِ وهو : بَلْ جَوْزِتَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ ، يُمْسي بها وُحُوشُها قد جُئِفَت ؟

      ‏ قال : وبَلْ نُقْصانها مجهول ، وكذلك هَلْ وَقَدْ ، إِن شئت جعلت نقصانها واواً قلت بَلْوٌ هَلْوٌ قَدْوٌ ، وإِن شئت جعلته ياء .
      ومنهم من يجعل نقصانها مثل آخر حروفها فيُدْغم ويقول هَلٌّ وبَلٌّ وقَدٌّ ، بالتشديد .
      قال ابن بري : الحروف التي هي على حرفين مثل قَدْ وبَلْ وهَلْ لا يقدّر فيها حذف حرف ثالث كما يكون ذلك في الأَسماء نحو يَدٍ ودَمٍ ، فإِن سميت بها شيئاً لزمك أَن تقدر لها ثالثاً ، قال : ولهذا لو صَغَّرْتَ إِن التي للجزاء لقلت أُنَيٌّ ، ولو سَمَّيت بإِن المخففة من الثقيلة لقلت أُنَيْنٌ ، فرددت ما كان محذوفاً ، قال : وكذلك رُبَ المخففة تقول في تصغيرها اسمَ رجل رُبَيْبٌ ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى أبولو في قاموس معاجم اللغة



معجم الغني
**لَوْ** - : حَرْفٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَلَهُ عِدَّةُ مَعَانٍ مِنْهَا: 1. : حَرْفُ شَرْطٍ لِلْمُسْتَقْبَلِ غَيْرُ جَازِمٍ، بِمَعْنَى أَنْ تَأْتِيَ بِرَبْطِ الْجَوَابِ بِالشَّرْطِ: "لَوْ تَنْجَحُ لَسُرِرْنَا بِنَجَاحِكَ". وَلاَ تَدْخُلُ إِلاَّ عَلَى الْفِعْلِ. 2. : حَرْفُ امْتِنَاعٍ، أَيْ يَدُلُّ عَلَى امْتِنَاعِ شَيْءٍ لِامْتِنَاعِ غَيْرِهِ. "لَوْ جِئْتَ فِي الْوَقْتِ الْمُنَاسِبِ لَأَكْرَمْتُكَ"، وَالْمَعْنَى : قَدِ امْتَنَعَ إِكْرَامِي إِيَّاكَ لِامْتِنَاعِ مَجِيئِكَ فِي الْوَقْتِ الْمُنَاسِبِ. 3. لِلْعَرْضِ وَالتَّمَنِّي وَيَأْتِي جَوَابُهَا مُقْتَرِناً بِالْفَاءِ وَمَنْصُوباً: "لَوْ تَسْأَلُ فَتَجِدَ جَوَاباً لِمَا تُرِيدُ". 4. حَرْفُ تَعْلِيلٍ: "تَصَدَّقُوا وَلَوْ بِرَغِيفِ خُبْزٍ" : أَيْ بِمَا مَلَكَتْ يَدُكَ وَلَوْ كَانَ قَلِيلاً. 5. : حَرْفُ مَصْدَرٍ، وَيَكُونُ مَوْصُولاً حَرْفِيّاً يُوصَل بِالْجُمْلَةِ الْفِعلِيَّةِ سَوَاءٌ كَانَ فِعْلُهَا مَاضِياً أَوْ مُضَارِعاً: "أَوَدُّ لَوْ تَسْأَلَ عَنِّي" : أَيْ أَوَدُّ سُؤَالَكَ.
معجم اللغة العربية المعاصرة


أبولّو [مفرد] • جماعة أبولُّو: 1- مجلة أدبية أنشأها الشاعر الطبيب أحمد زكي أبو شادي في مصر عام 1932 م، واسمها مأخوذ من (أبولّون) إله الفنون والنور والجمال عند اليونان. 2- جماعة أدبية تأسست في القاهرة في سبتمبر 1932م على يد الشاعرين أحمد زكي أبو شادي وإبراهيم ناجي وضمت بعض الشعراء والنقاد، وحملت لواء التجديد والرومانسية (الخيال والعاطفة) في الشعر العربي.
معجم اللغة العربية المعاصرة
لو [ كلمة وظيفية ] : 1 - حرف شرط غير جازم يفيد التعليق في الماضي أو المستقبل ، يستعمل في الامتناع أو في غير الإمكان ، أي : امتناع الجواب لامتناع الشرط لو كنت غنيا لتصدقت بنصف مالي - { ولو شاء الله لذهب بسمعهم } . 2 - حرف مصدري بمنزلة أن ، إلا أنه لا ينصب ويأتي غالبا بعد الفعل ( ود يود ) وددت لو برئت - { يود أحدهم لو يعمر ألف سنة } . 3 - حرف للتمني لا يعمل ويقترن جوابه بالفاء ويكون منصوبا لو تذاكر فتنجح . 4 - حرف للعرض ويقترن جوابه بالفاء ويكون منصوبا لو تعمل معي فتكسب كثيرا . 5 - حرف للتقليل اتقوا النار ولو بشق تمرة [ حديث ] . 6 - حرف للدعاء ، ويقترن جوابه بالفاء ويكون - [ 2044 ] - منصوبا { فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين } . 7 - حرف للنفي لو كان عندنا شيء لأعطيناك : ما عندنا شيء فنعطيك . 8 - حرف يفيد الحض والأمر لو قمت : قم - { وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } : اعلموا . 9 - حرف يفيد التعميم والدلالة على المستقبل { ولو كره المشركون } : وإن كره المشركون .
المعجم الوسيط
حرف تقدير، وقاعدتها أَنها إِذا دخلت على ثبوتين كانا منفيين. تقول: لو جاءَني لأَكرمته، فما جاءَني ولا أَكرمته. وإن دخَلَتْ على نفيين كانا ثبوتين، تقول: لو لم يَسْتَدِنْ لم يُطَالب، فقد استدان وطُولب. وإِن دخلت على نفي وثبوتٍ كان النفي ثبوتاً والثبوت نفياً، تقول: لو لم يؤمنْ أريقَ دمه، فالتقدير أَنه آمن ولم يُرَق دمه. والعكس: لو آمن لم يُقْتَل.و هي ستة أقسام:1 ـ أَن تكون مستعملة في نحو: لو جاءَني لأَكرمته، وهذه تفيد ثلاثة أمور:( أ ) الشرطية، أَي عقد السببية والمسببية بين الجملتين بعدها.( ب ) تقييد الشرطية بالزمن الماضي، وبهذا الوجه فارقت إِنْ، فإِنَّ هذه لعقد السببية والمسببية في المستقبل، ولهذا قالوا: الشرط بإِن سابق على الشرط بلو. وذلك لأَنَّ الزمن المستقبل سابق على الزمن الماضي، أَلا ترى أَنك تقول: إِن جئتني غداً أكرمتك، فإِذا انقضى الغد ولم يجئ قلت: لو جئتني أَمس لأَكرمتك.( ج ) الامتناع، وعن هذه قال جماعة: هي حرف امتناع لامتناع، أي امتناع الجواب لامتناع الشرط. وقال سيبويه: هي حرف لما كان سيقع لوقوع غيره.2 ـ أَن تكون حرف شرط في المستقبل، إلا أنها لا تجزم، نحو: و لو تلتقي أَصداؤنا بعد موتنا ومن دون رَمْسَينا من الأَرض سَبسَبُ. لظلّ صدى صوتي وإنْ كنتُ رِمّة لِصوْتِ صدى ليلى يَهَشُّ ويَطْرَبُ.والفرق بين هذا القسم وما قبله أن الشرط متى كان مستقبلاً كانت لو بمعنى إنْ، ومتى كان ماضياً كانت حرف امتناع.و متى وقع بعدها مضارع فإنَّها تقلب معناه إِلى المضي نحو: لو تقوم أقوم، أي لو قمتَ قمتُ.3 ـ أن تكون حرفاً مصدريّاً بمنزلة أن، إلا أنها لا تنصب، وأكثر وقوع هذه بعد وَدَّ، ويَوَدُّ، نحو: ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونُ )، و: ( يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ ). ومن وقوعها بدونهما قول قُتيلة بنت النَّضْر: ما كان ضَرَّكَ لو مننت ورُبَّما مَنَّ الفتى وهو المغيظُ المحنَقُ.فإِذا وليها ماضٍ بقي على مضيِّه، وإِذا وليها مضارع تخلَّص للاستقبال.4 ـ أن تكون للتمني، ويأْتي جوابها بالفاء منصوباً نحو: لو تأْتيني فتحدِّثني ( بنصب تحدِّث ).5 ـ أن تكون للعَرْض مثل: ألاَ، ويأتي جوابها بالفاء منصوباً أَيضاً نحو: لو تنزل عندنا فتصيب خيراً.6 ـ أن تكون للتقليل نحو: تَصَدَّقوا ولو بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ.
مختار الصحاح
ل و : لَوْ حرف تَمَنِّ وهو لامتناع الثاني من أجل امتناع الأول تقول لو جئتني لأكرمتك وهو ضد إن التي للجزاء لأنها تُوقع الثاني من أجل وقُوع الأول
الصحاح في اللغة
لَوْ: حرفُ تَمَنّ، وهو لامتناع الثاني من أجل امتناع الأوَّل، تقول: لَوْ جِئتني لأكرمتك. وهو خلافُ إنْ التي للجزاء، لأنَّها توقع الثانية من أجل وجود الأول. وإنْ جعلت لَوْ اسماً شدَّدته فقلت: قد أكثرتَ من اللوِّ. قال أبو زبيد: ليتَ شعري وأين منِّيَ لَيْتٌ   إنَّ لَيْتاً وإنَّ لوًّا عَـنـاءُ
الرائد
* لو (اللوي). 1-من كان به وجع في المعدة. 2-من كان به اعوجاج في الظهر.
الرائد
* لو. حرف على ستة أقسام: 1-المستعملة في نحو: «لو جد لوجد». وفيها ثلاثة أمور: (أ) الشرطية. (ب) تقييد الشرطية بالزمن الماضي. (ج) الامتناع، أي امتناع الجواب لامتناع الشرط. 2-حرف شرط في المستقبل غير جازم، نحو: «ولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا... لظل صدى صوتي وإن كنت رصة لصوت صدى ليلى يهش ويطرب». والشرط متى كان مستقبلا كانت «لو» بمعنى «إن»، ومتى كان ماضيا كانت حرف الامتناع. ومتى وقع بعدها مضارع فإنها تقلب معناه إلى الماضي، نحو: «لو يذهب أذهب»، أي لو ذهب ذهبت. 3-حرف مصدري بمنزلة «أن» إلا إنها لا تنصب. وأكثر وقوعها بعد «ود» أو «يود»، نحو: «وددت لو أسافر». 4-للتمني، ويأتي جوابها بالفاء منصوبا، نحو: «لو تزورني فتفرحني». 5-للعرض، مثل «ألا»، ويأتي جوابها بالفاء منصوبا، نحو: «لو تزورنا فنكرمك». د010للتقليل، نحو: «تصدقوا ولو باليابس من الخبز».


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: