اختاط الثَّوبَ :خاطه، ضمَّ بعض أجزائه إلى بعضٍ بخيط
اخْتاط إليه: خاط إِليه
,
التَخُّ
ـ التَخُّ : عُصارَةُ السِّمْسِمِ ، والعَجينُ الحامِضُ . وقد تَخَّ تُخوخةً وأتَخَّهُ . ـ تَخْتَخَةُ : اللُّكْنَةُ . ـ هو تَخْتاخٌ وتَخْتَخانِيٌّ : ألكَنُ . ـ أصْبَحَ تاخَّاً : لا يَشْتَهي الطَّعامَ . ـ تِخْ تِخْ : زَجْرٌ للدَّجاجِ .
المعجم: القاموس المحيط
أَتَخَّ
أَتَخَّ العجينَ ونحوَه : أَكثر ماءَه حتى لان واسترخى .
المعجم: المعجم الوسيط
أَتَخّ
أتخ - إتخاخا 1 - أتخ العجين أو الطين : أكثر ماءه ليلين .
المعجم: الرائد
خبر
" الخَبِيرُ : من أَسماء الله عز وجل العالم بما كان وما يكون . وخَبُرْتُ بالأَمر (* قوله : « وخبرت بالأمر » ككرم . وقوله : وخبرت الأمر من باب قتل كما في القاموس والمصباح ). أَي علمته . وخَبَرْتُ الأَمرَ أَخْبُرُهُ إِذا عرفته على حقيقته . وقوله تعالى : فاسْأَلْ بهِ خَبِيراً ؛ أَي اسأَل عنه خبيراً يَخْبُرُ . والخَبَرُ ، بالتحريك : واحد الأَخبْار . والخَبَرُ : ما أَتاك من نَبإِ عمن تَسْتَخْبِرُ . ابن سيده : الخَبَرُ النَّبَأُ ، والجمع أَخْبَارٌ ، وأَخابِير جمع الجمع . فأَما قوله تعالى : يومئذٍ تُحَدِّثُ أَخَبْارَها ؛ فمعناه يوم تزلزل تُخْبِرُ بما عُمِلَ عليها . وخَبَّرَه بكذا وأَخْبَرَه : نَبَّأَهُ . واسْتَخْبَرَه : سأَله عن الخَبَرِ وطلب أَن يُخْبِرَهُ ؛ ويقال : تَخَبَّرْتُ الخَبَرَ واسْتَخْبَرْتُه ؛ ومثله تَضَعَّفْتُ الرجل واسْتَضْعَفْتّه ، وتَخَبَّرْتُ الجواب واسْتَخْبَرْتُه . والاسْتِخْبارُ والتَّخَبُّرُ : السؤال عن الخَبَر . وفي حديث الحديبية : أَنه بعث عَيْناً من خُزَاعَةَ يَتَخَبَّر له خَبَرَ قريش أَي يَتَعَرَّفُ ؛ يقال : تَخَبْرَ الخَبَرَ واسْتَخْبَر إِذا سأَل عن الأَخبْارِ ليعرفها . والخابِرُ : المُخْتَبِرُ المُجَرِّبُ ورجل خابر وخَبِير : عالم بالخَبَرِ . والخَبِيرُ : المُخْبِرُ ؛ وقال أَبو حنيفة في وصف شجر : أَخْبَرَني بذلك الخَبِرُ ، فجاء به على مثال فَعِلٍ ؛ قال ابن سيده : وهذا لا يكاد يعرف إِلاَّ أَن يكون على النسب . وأَخْبَرَهُ خُبُورَهُ : أَنْبأَهُ ما عنده . وحكي اللحياني عن الكسائي : ما يُدْرَى له أَيْنَ خَبَرٌ وما يُدُرَى له ما خَبَرٌ أَي ما يدرى ، وأَين صلة وما صلة . والمَخْبَرُ : خلاف المَنْظَرِ ، وكذلك المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ ، بضم الباء ، وهو نقيض المَرْآةِ والخِبْرُ والخُبْرُ والخِبْرَةُ والخُبْرَةُ والمَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ ، كله : العِلْمُ بالشيء ؛ تقول : لي به خِبْرٌ ، وقد خَبَرَهُ يَخْبُره خُبْراً وخُبْرَةً وخِبْراً واخْتَبَره وتَخَبَّرهُ ؛ يقال : من أَين خَبَرْتَ هذا الأَمر أَي من أَين علمت ؟ وقولهم : لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ أَي لأَعْلَمَنَّ عِلْمَك ؛ يقال : صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ . وأَما قول أَبي الدرداء : وجدتُ الناسَ اخْبُرْ نَقْلَه ؛ فيريد أَنك إِذا خَبَرْتَهُم قليتهم ، فأَخرج الكلام على لفظ الأَمر ، ومعناه الخَبَرُ . والخُبْرُ : مَخْبُرَةُ الإِنسان . والخِبْرَةُ : الاختبارُ ؛ وخَبَرْتُ الرجل أَخْبُرُه خُبْرِاً وخُبْرَةً . والخِبْيرُ : العالم ؛ قال المنذري سمعت ثعلباً يقول في قوله : كَفَى قَوْماً بِصاحِبِهمْ خَبِيرا فقال : هذا مقلوب إِنما ينبغي أَن يقول كفى قوماً بصاحبهم خُبْراً ؛ وقال الكسائي : يقول كفى قوم . والخَبِيرُ : الذي يَخْبُرُ الشيء بعلمه ؛ وقوله أَنشده ثعلب : وشِفَاءُ عِيِّكِ خابِراً أَنْ تَسْأَلي فسره فقال : معناه ما تجدين في نفسك من العيّ أَن تستخبري . ورجل مَخْبَرانِيٌّ : ذو مَخْبَرٍ ، كما ، قالوا مَنْظَرانِيّ أَي ذو مَنْظَرٍ . والخَبْرُ والخِبْرُ : المَزادَةُ العظيمة ، والجمع خُبُورٌ ، وهي الخَبْرَاءُ أَيضاً ؛ عن كراع ؛ ويقال : الخِبْرُ ، إِلاَّ أَنه بالفتح أَجود ؛ وقال أَبو الهيثم : الخَبْرُ ، بالفتح ، المزادة ، وأَنكر فيه الكسر ؛ ومنه قيل : ناقة خَبْرٌ إِذا كانت غزيرة . والخَبْرُ والخِبْرُ : الناقة الغزيرة اللبن . شبهت بالمزادة في غُزْرِها ، والجمع كالجمع ؛ وقد خَبَرَتْ خُبُوراً ؛ عن اللحياني . والخَبْراءُ : المجرَّبة بالغُزْرِ . والخَبِرَةُ : القاع يُنْبِتُ السِّدْرَ ، وجمعه خَبِرٌ ، وهي الخَبْراءُ أَيضاً ، والجمع خَبْراوَاتٌ وخَبَارٌ ؛ قال سيبويه : وخَبَارٌ كَسَّرُوها تكسير الأَسماء وَسَلَّموها على ذلك وإِن كانت في الأَصل صفة لأَنها قد جرت مجرى الأَسماء . والخَبْراءُ : مَنْقَعُ الماء ، وخص بعضهم به منقع الماء في أُصول السِّدْرِ ، وقيل : الخَبْراءُ القاع ينبت السدر ، والجمع الخَبَارَى والحَبارِي مثل الصحارَى والصحارِي والخبراوات ؛ يقال : خَبِرَ الموضعُ ، بالكسر ، فهو خَبِرٌ ؛ وأَرض خَبِرَةٌ . والخَبْرُ : شجر السدر والأَراك وما حولهما من العُشْبِ ؛ واحدته خَبْرَةٌ . وخَبْراءُ الخَبِرَةِ : شجرها ؛ وقيل : الخَبْرُ مَنْبِتُ السِّدْرِ في القِيعانِ . والخَبْرَاءُ : قاع مستدير يجتمع فيه الماء ، وجمعه خَبَارَى وخَبَاري . وفي ترجمة نقع : النَّقائهعُ خَبَارَى في بلاد تميم . الليث : الخَبْراءُ شَجْراءُ في بطن روضة يبقى فيها الماء إِلى القيظ وفيها ينْبت الخَبْرُ ، وهو شجر السدر والأَراك وحواليها عُشْبٌ كثير ، وتسمى الخَبِرَةَ ، والجمع الخَبِرُ . وخَبْرُ الخَبِرَةِ : شجرُها ، قال الشاعر : فَجادَتْكَ أَنْواءُ الرَّبيعِ ، وهَلِّلَتْ عليكَ رِياضٌ من سَلامٍ ومن خَبْرِ والخَبْرُ من مواقع الماء : ما خَبِرَ المَسِيلُ في الرؤوس فَتَخُوضُ فيه . وفي الحديث : فَدَفعنا في خَبَارٍ من الأَرض ؛ أَي سهلة لينة . والخَبارُ من الأَرض : ما لانَ واسْتَرخَى وكانت فيهع جِحَرَةٌ . والخَبارُ : الجَراثيم وجِحَرَةُ الجُرْذانِ ، واحدته خَبارَةٌ . وفي المثل : من تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثارَ . والخَبارُ : أَرض رِخْوَةٌ تتعتع فيه الدوابُّ ؛
وأَنشد : تَتَعْتَع في الخَبارِ إِذا عَلاهُ ، ويَعْثُر في الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ ابن الأَعرابي : والخَبارُ ما اسْتَرْخَى من الأَرض وتَحَفَّرَ ؛ وقال . غيره : وهو ما تَهَوَّرَ وساخَتْ فيه القوائم . وخَبِرَتِ الأَرضُ خَبَراً : كثر خَبارُها . والخَبْرُ : أَن تزرع على النصف أَو الثلث من هذا ، وهي المُخابَرَةُ ، واشتقت من خَيْبَرَ لأَنها أَول ما أُقْطِعَتْ كذلك . والمُخابَرَةُ : المزارعة ببعض ما يخرج من الأَرض ، وهو الخِبْرُ أَيضاً ، بالكسر . وفي الحديث : كنا نُخابر ولا نرى بذلك بأْساً حتى أَخْبَرَ رافعٌ أَن رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، نهى عنها . وفي الحديث : أَنه نهى عن المُخابرة ؛ قيل : هي المزارعة على نصيب معين كالثلث والربع وغيرهما ؛ وقيل : هو من الخَبارِ ، الأَرض اللينة ، وقيل : أَصل المُخابرة من خَيْبر ، لأَن ال نبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَقرها في أَيدي أَهلها على النصف من محصولها ؛ فقيل : خابَرَهُمْ أَي عاملهم في خيبر ؛ وقال اللحياني : هي المزارعة فعمّ بها . والمُخَابَرَةُ أَيضاً : المؤاكرة . والخَبِيرُ : الأَكَّارُ ؛
قال : تَجُزُّ رؤُوس الأَوْسِ من كلِّ جانِبٍ ، كَجَزِّ عَقاقِيلِ الكُرومِ خَبِيرُها رفع خبيرها على تكرير الفعل ، أَراد جَزَّه خَبِيرُها أَي أَكَّارُها . والخَبْرُ الزَّرْعُ . والخَبِيرُ : النبات . وفي حديث طَهْفَةَ : نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ أَي نقطع النبات والعشب ونأْكله ؛ شُبّهَ بِخَبِيرَ الإِبل ، وهو وبَرُها لأَنه ينبت كما ينبت الوبر . واستخلابه : احْتِشاشُه بالمِخْلَبِ ، وهو المِنْجَلُ . والخَبِيرُ : يقع على الوبر والزرع والأَكَّار . والخَبِيرُ : الوَبَرُ ؛ قال أَبو النجم يصف حمير وحش : حتى إذا ما طار من خَبِيرِها والخَبِيرُ : نُسَالة الشعر ، والخَبِيرَةُ : الطائفة منه ؛ قال المتنخل الهذلي : فآبوا بالرماحِ ، وهُنَّ عُوجٌ ، بِهِنَّ خَبائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطُ والمَخْبُورُ : الطَّيِّب الأَدام . والخَبِيرُ : الزَّبَدُ ؛ وقيل : زَبَدُ أَفواه الإِبل ؛
وأَنشد الهذلي : تَغَذّمْنَ ، في جانِبيهِ ، الخَبِيرَ لَمَّا وَهَى مُزنُهُ واسْتُبِيحَا تغذمن من يعني الفحول أَي الزَّبَدَ وعَمَيْنَهُ . والخُبْرُ والخُبْرَةُ : اللحم يشتريه الرجل لأَهله ؛ يقال للرجل : ما اختَبَرْتَ لأَهلك ؟ والخُبْرَةُ : الشاة يشتريها القوم بأَثمان مختلفة ثم يقتسمونها فَيُسْهِمُونَ كل واحد منهم على قدر ما نَقَدَ . وتَخَبَّرُوا خُبْرَةً : اشْتَرَوْا شَاةً فذبحوها واقتسموها . وشاة خَبِيرَةٌ : مُقْتَسَمَةٌ ؛ قال ابن سيده : أُراه على طرح الزائد . والخُبْرَةُ ، بالضم : النصيب تأْخذه من لحم أَو سمك ؛
وأَنشد : باتَ الرَّبِيعِيُّ والخامِيز خُبْرَتُه ، وطاحَ طَيُّ بني عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِ وفي حديث أَبي هريرة : حين لا آكلُ الخَبِيرَ ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء في رواية أَي المَأْدُومَ . والخَبير والخُبْرَةُ : الأَدام ؛ وقيل : هو الطعام من اللحم وغيره ؛ ويقال : اخْبُرْ طعامك أَي دَسِّمْهُ ؛ وأَتانا بِخُبْزَةٍ ولم يأْتنا بخُبْزَةٍ . وجمل مُخْتَبِرٌ : كثير اللحم . والخُبْرَةُ : الطعام وما قُدِّم من شيء . وحكي اللحياني أَنه سمع العرب تقول : اجتمعوا على خُبْرَتِه ، يعنون ذلك . والخُبْرَةُ : الثريدة الضخمة . وخَبَرَ الطعامَ يَخْبُرُه خَبْراً : دَسَّمَهُ . والخابُور : نبت أَو شجر ؛
قال : أَيا شَجَرَ الخابُورِ ما لَكَ مُورِقاً ؟ كأَنَّكَ لم تَجْزَعُ على ابنِ طَرِيفِ والخابُور : نهر أَو واد بالجزيرة ؛ وقيل : موضع بناحية الشام . وخَيْبَرُ : موضع بالحجاز قرية معروفة . ويقال : عليه الدَّبَرَى (* قوله : « عليه الدبرى إلخ » كذا بالأَصل وشرح القاموس . وسيأتي في خ س ر يقول : بفيه البرى ). وحُمَّى خَيْبَرى . "
المعجم: لسان العرب
تخخ
" التَّخُّ : العجين الحامض ؛ تَخَّ العجينُ يَتُخُّ تُخوخاً وأَتَخَّه صاحبه إِتْخاخاً . والتَّخُّ : العجين المسترخي . وتَخَّ العجينُ تَخّاً إِذا أُكْثِرَ ماو ه حتى يَلِينَ ، وكذلك الطينُ إِذا أُفْرِطَ في كثرة مائه حتى لا يمكن أَن يُطَيَّنَ به ، وأَتَخَّهما هو فعل بهما ذلك . والتَّخْتَخَة : في بعض حكاية الأَصوات الأَصوات الجنّ ، وبه سمي التَّخْتاخ . والتَّخْتَخة : اللُّكْنَة . ورجل تَخْتاخ وتَخْتَخانيٌّ : أَلْكَنُ . والتَّخُّ : الكُسْبُ (* زاد المجد : وأصبح تاخاً أي لا يشتهي الطعام . وتخ تخ ، بالكسر : زجر للدجاج ). "
المعجم: لسان العرب
أخذ
" الأَخْذ : خلاف العطاء ، وهو أَيضاً التناول . أَخذت الشيء آخُذُه أَخذاً : تناولته ؛ وأَخَذَه يأْخُذه أَخْذاً ، والإِخذُ ، بالكسر : الاسم . وإِذا أَمرت قلت : خذْ ، وأَصله أُؤْخُذ إِلا أَنهم استثقلوا الهمزتين فحذفوهما تخفيفاً ؛ قال ابن سيده : فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة ، وقد جاء على الأَصل فقيل : أُوخذ ؛ وكذلك القول في الأَمر من أَكل وأَمر وأَشباه ذلك ؛ ويقال : خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخِطام بمعنى . والتأْخاذُ : تَفْعال من الأَخذ ؛ قال الأَعشى : لَيَعُودَنْ لِمَعَدّ عَكْرَةً دَلَجُ الليلِ وتأْخاذُ المِنَح ؟
قال ابن بري : والذي في شعر الأَعشى : ليُعيدَنْ لمعدٍّ عَكْرَها دَلَجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح أَي عَطْفَها . يقال : رجع فلان إِلى عَكْرِه أَي إِلى ما كان عليه ، وفسر العكْرَ بقوله : دلجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح . والمنَحُ : جمع مِنْحَة ، وهي الناقة يعيرها صاحبها لمن يحلبها وينتفع بها ثم يعيدها . وفي النوادر : إِخاذةُ الحَجَفَةِ مَقْبِضُها وهي ثقافها . وفي الحديث : جاءت امرأَة إِلى عائشة ، رضي الله عنها ، أُقَيّدُ جملي (* قوله « جاءت امرأة إلخ » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس فقالت أقيد ) . وفي حديث آخر : أُؤْخِّذ جملي . فلم تَفْطُنْ لها حتى فُطِّنَتْ فأَمرتْ بإِخراجها ؛ وفي حديث آخر :، قالت لها : أُؤْخِّذُ جملي ؟، قالت : نعم . التأْخيذُ : حَبْسُ السواحر أَزواجَهنَّ عن غيرهنّ من النساء ، وكَنَتْ بالجمل عن زوجها ولم تعلم عائشة ، رضي الله عنها ، فلذلك أَذِنت لها فيه . والتأْخِيذُ : أَن تحتالَ المرأَةُ بحيَل في منعِ زوجِها من جِماع غيرها ، وذلك نوع من السحر . يقال : لفلانة أُخْذَةٌ تُؤْخِّذُ بها الرجال عن النساء ، وقد أَخَّذَتْه الساحرة تأَخيذاً ؛ ومنه قيل للأَسير : أَخِيذٌ . وقد أُخِذَ فلان إِذا أُسر ؛ ومنه قوله تعالى : اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم . معناه ، والله أَعلم : ائْسِروهم . الفراء : أَكذَبُ من أَخِيذ الجيش ، وهو الذي يأْخذُه أَعداؤه فَيَسْتَدِلُّونه على قومه ، فهو يَكْذِبُهم بِجُهْدِه . والأَخيذُ : المأْخُوذُ . والأَخيذ : الأَسير . والأَخِيذَةُ : المرأَة لِسَبْي . وفي الحديث : أَنه أَخذ السيفَ وقال مَن يمنعُك مني ؟ فقال : كن خير آخِذٍ أَي خيرَ آسر . والأَخيذَةُ : ما اغْتُصِبَ من شيء فأُخِذَ . وآخَذَه بذنبه مُؤاخذة : عاقبه . وفي التنزيل العزيز : فكلاًّ أَخذْنا بذَنْبه . وقوله عز وجل : وكأَيِّنْ من قرية أَمليتُ لها وهي ظالمة ثم أَخذتُها ؛ أَي أَخذتها بالعذاب فاستغنى عنه لتقدّم ذكره في قوله : ويستعجلونك بالعذاب . وفي الحديث : من أَصاب من ذلك شيئاً أُخِذَ به . يقال : أُخِذَ فلانٌ بذنبه أَي حُبِسَ وجُوزِيَ عليه وعُوقِب به . وإِن أَخذوا على أَيديهم نَجَوْا . يقال : أَخذتُ على يد فلان إِذا منعته عما يريد أَن يفعله كأَنك أَمْسكت على يده . وقوله عز وجل : وهمَّت كلُّ أُمّة برسولهم ليأْخذوه ، قال الزجاج : ليتمكنوا منه فيقتلوه . وآخَذَه : كأَخَذَه . وفي التنزيل العزيز : ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ؛ والعامة تقول واخَذَه . وأَتى العِراقَ وما أَخذَ إِخْذَه ، وذهب الحجازَ وما أَخذ إِخذه ، ووَلي فلان مكةَ وما أَخذَ إِخذَها أَي ما يليها وما هو في ناحِيتها ، واسْتُعْمِلَ فلانٌ على الشام وما أَخَذَ إِخْذَه ، بالكسر ، أَي لم يأْخذ ما وجب عليه من حسن السيرة ولا تقل أَخْذَه ، وقال الفراء : ما والاه وكان في ناحيته . وذهب بنو فلان ومن أَخَذَ إِخْذُهم وأَخْذُهم ، يكسرون (* قوله « إخذهم وأخذهم يكسرون إلخ » كذا بالأصل وفي القاموس وذهبوا ومن أخذ اخذهم ، بكسر الهمزة وفتحها ورفع الذال ونصبها ) . الأَلف ويضمون الذال ، وإِن شئت فتحت الأَلف وضممت الذال ، أَي ومن سار سيرهم ؛ ومن ، قال : ومن أَخَذَ إِخْذُهم أَي ومن أَخَذَه إِخْذُهم وسيرتُهم . والعرب تقول : لو كنت منا لأَخَذْتَ بإِخذنا ، بكسر الأَلف ، أَي بخلائقنا وزِيِّنا وشكلنا وهدينا ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : فلو كنتمُ منا أَخَذْنا بأَخْذكم ، ولكنها الأَوجاد أَسفل سافل (* قوله « ولكنها الأوجاد إلخ » كذا بالأصل وفي شرح القاموس الأجساد ) . فسره فقال : أَخذنا بأَخْذِكم أَي أَدركنا إِبلَكم فردَدناها عليكم ، لم يقل ذلك غيره . وفي الحديث : قد أَخَذُوا أَخَذاتِهم ؛ أَي نزلوا منازِلَهم ؛ قال ابن الأَثير : هو بفتح الهمزة والخاء . والأُخْذَة ، بالضم : رقية تأْخُذُ العينَ ونحوها كالسحر أَو خرزة يُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجال ، من التأْخِيذِ . وآخَذَه : رَقاه . وقالت أُخْتُ صُبْحٍ العاديِّ تبكي أَخاها صبحاً ، وقد قتله رجل سِيقَ إِليه على سرير ، لأَنها قد كانت أَخَذَتْ عنه القائمَ والقاعدَ والساعِيَ والماشِيَ والراكِبَ : أَخَذْتُ عنك الراكِبَ والساعِيَ والماشِيَ والقاعِدَ والقائِمَ ، ولم آخُذْ عنك النائمَ ؛ وفي صبح هذا يقول لبيد : ولقد رأَى صُبْحٌ سوادَ خليلِه ، ما بين قائمِ سَيْفِهِ والمِحْمَلِ عن بخليله كَبِدَه لأَنه يروى أَن الأَسد بَقَر بطنه ، وهو حيٌّ ، فنظر إِلى سوادِ كَبِده . ورجل مُؤَخَّذٌ عن النساء : محبوس . وائْتَخَذْنا في القتال ، بهمزتين : أَخَذَ بعضُنا بعضاً . والاتِّخاذ : افتعال أَيضاً من الأَخذ إِلا أَنه أُدغم بعد تليين الهمزة وإِبدال التاء ، ثم لما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا أَن التاء أَصلية فبنوا منه فَعِلَ يَفْعَلُ . قالوا : تَخِذَ يَتْخَذ ، وقرئ : لتَخِذْت عليه أَجراً . وحكى المبرد أَن بعض العرب يقول : اسْتَخَذَ فلان أَرضاً يريد اتَّخَذَ أَرضاً فتُبْدِلُ من إِحدى التاءين سيناً كما أَبدلوا التاءَ مكان السين في قولهم ستُّ ؛ ويجوز أَن يكون أَراد استفعل من تَخِذَ يَتْخَذ فحذف إِحدى التاءَين تخفيفاً ، كما ، قالوا : ظَلْتُ من ظَلِلْتُ . قال ابن شميل : اسْتَخَذْتُ عليهم يداً وعندهم سواءٌ أَي اتَّخَذْتُ . والإِخاذةُ : الضَّيْعَة يتخذها الإِنسان لنفسه ؛ وكذلك الإِخاذُ وهي أَيضاً أَرض يحوزها الإِنسان لنفسه أَو السلطان . والأَخْذُ : ما حَفَرْتَ كهيئةِ الحوض لنفسك ، والجمع الأُخْذانُ ، تُمْسِكُ الماءَ أَياماً . والإِخْذُ والإِخْذَةُ : ما حفرته كهيئةِ الحوض ، والجمع أُخْذٌ وإِخاذ . والإِخاذُ : الغُدُرُ ، وقيل : الإِخاذُ واحد والجمع آخاذ ، نادر ، وقيل : الإِخاذُ والإِخاذةُ بمعنى ، والإِخاذةُ : شيء كالغدير ، والجمع إِخاذ ، وجمع الإِخاذِ أُخُذٌ مثل كتاب وكُتُبٍ ، وقد يخفف ؛ قال الشاعر : وغادَرَ الأُخْذَ والأَوجاذَ مُتْرَعَة تَطْفُو ، وأَسْجَل أَنْهاءً وغُدْرانا وفي حديث مَسْروقِ بنِ الأَجْدَع ، قال : ما شَبَّهْتُ بأَصحاب محمد ، صلى الله عليه وسلم ، إِلا الإِخاذ تكفي الإِخاذةُ الراكب وتكفي الإِخاذَةُ الراكبَين وتكفي الإِخاذَةُ الفِئامَ من الناسِ ؛ وقال أَبو عبيد : هو الإِخاذُ بغير هاء ؛ وهو مجتَمَع الماءِ شبيهٌ بالغدير ؛ قال عدِيّ بنُ زيد يصف مطراً : فاضَ فيه مِثلُ العُهونِ من الرَّوْ ضِ ، وما ضنَّ بالإِخاذِ غُدُرْ وجمع الإِخاذِ أُخُذٌ ؛ وقال الأَخطل : فظَلَّ مُرْتَثِئاً ، والأُخْذُ قد حُمِيَتْ ، وظَنَّ أَنَّ سَبِيلَ الأُخْذِ مَيْمُونُ وقاله أَيضاً أَبو عمرو وزاد فيه : وأَما الإِخاذةُ ، بالهاء ، فإِنها الأَرض يأْخذها الرجل فيحوزها لنفسه ويتخذها ويحييها ، وقيل : الإِخاذُ جمع الإِخاذةِ وهو مَصنعٌ للماءِ يجتمع فيه ، والأَولى أَن يكون جنساً للإِخاذة لا جمعاً ، ووجه التشبيه مذكور في سياق الحديث في قوله تكفي الإِخاذةُ الراكِبَ ، وباقي الحديث يعني أَنَّ فيهم الصغيرَ والكبيرَ والعالم والأَعلم ؛ ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث : وامتلأَت الإِخاذُ ؛ أَبو عدنان : إِخاذٌ جَمْع إِخاذة وأُخذٌ جمع إِخاذ ؛ وقال أَبو عبيدة : الإِخاذةُ والإِخاذ ، بالهاء وغير الهاء ، جمع إِخْذٍ ، والإِخْذُ صَنَعُ الماء يجتمع فيه . وفي حديث أَبي موسى عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : إِنَّ مَثَلَ ما بعَثني الله به من الههُدَى والعِلْمِ كمثلِ غيثٍ أَصاب أَرضاً ، فكانت منها طائفةٌ طيبةٌ قَبِلتِ الماء فأَنبتت الكلأَ والعشب الكثير ، وكانت فيها إِخاذاتٌ أَمسكتِ الماء فنفع الله بها الناسَ ، فشرِبوا منها وسَقَوْا ورَعَوْا ، وأَصابَ طائفةً منها أُخرى إِنما هي قيعان لا تُمسِكُ ماءً ولا تُنبِتُ كلأً ، وكذلك مَثلُ من فقُه في دين الله ونَفَعه ما بعَثني الله به فعلم وعلَّم ، ومَثَلُ من لم يَرْفَعْ بذلك رأْساً ولم يَقْبلْ هُدى الله الذي أُرْسِلْتُ به ؛ الإِخاذاتُ : الغُدرانُ التي تأْخذُ ماءَ السماءِ فَتَحْبِسهُ على الشاربة ، الواحدةُ إِخاذة . والقيعانُ : جمع قاع ، وهي أَرض حَرَّة لا رملَ فيها ولا يَثبتُ عليها الماء لاستوائها ، ولا غُدُر فيها تُمسِكُ الماءَ ، فهي لا تنبت الكلأَ ولا تمسك الماء . وأَخَذَ يَفْعَلُ كذا أَي جعل ، وهي عند سيبويه من الأَفعال التي لا يوضع اسمُ الفاعل في موضع الفعلِ الذي هو خبرها . وأَخذ في كذا أَي بدأَ . ونجوم الأَخْذِ : منازلُ القمر لأَن القمر يأْخذ كل ليلة في منزل منها ؛
قال : وأَخْوَتْ نجومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضَّةً ، أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليسَ قاطِرُها يُثْري قوله : يُثْرِي يَبُلُّ الأَرضَ ، وهي نجومُ الأَنواءِ ، وقيل : إِنما قيل لها نجومُ الأَخذِ لأَنها تأْخُذُ كل يوم في نَوْءِ ولأَخْذِ القمر في منازلها كل ليلة في منزل منها ، وقيل : نجومُ الأَخْذِ التي يُرمى بها مُسْتَرِقُ السمع ، والأَول أَصح . وائْتَخذَ القومُ يأْتخذون ائْتِخاذاً ، وذلك إِذا تصارعوا فأَخذ كلٌّ منهم على مُصَارِعِه أُخذَةً يعتقله بها ، وجمعها أُخَذٌ ؛ ومنه قول الراجز : وأُخَذٌ وشَغرِبيَّاتٌ أُخَر الليث : يقال اتخَذَ فلان مالاً يَتَّخِذه اتِّخاذاً ، وتَخِذَ يَتْخَذُ تخَذاً ، وتَخِذْتُ مالاً أَي كسَبْتُه ، أُلزمَتِ التاءُ الحرفَ كأَنها أَصلية . قال الله عز وجل : لو شئتَ لَتَخِذْتَ عليه أَجراً ؛ قال الفراء : قرأَ مجاهد لَتَخِذْتَ ؛ قال : وأَنشدني العتابي : تَخِذَها سَرِيَّةً تُقَعِّدُ ؟
قال : وأَصلها افتعلت ؛ قال أَبو منصور : وصحت هذه القراءة عن ابن عباس وبها قرأَ أَبو عمرو بن العلاء ، وقرأَ أَبو زيد : لَتَخَذْتَ عليه أَجراً . قال : وكذلك مكتوب هو في الإِمام وبه يقرأُ القراء ؛ ومن قرأَ لاتَّخَذْت ، بفتح الخاء وبالأَلف ، فإِنه يخالف الكتاب . وقال الليث : من قرأَ لاتَّخَذْت فقد أَدغم التاءَ في الياءَ فاجتمعت همزتان فصيرت إِحداهما باء ، وأُدْغِمَت كراهةَ التقائهما . والأَخِذُ من الإِبل : الذي أَخَذَ فيه السِّمنُ ، والجمع أَواخِذُ . وأَخِذَ الفصيل ، بالكسر ، يأْخَذُ أَخَذاً ، فهو أَخِذ : أَكثر من اللبن حتى فسَدَ بطنُه وبَشِم واتَّخَم . أَبو زيد : إِنه لأَكْذَب من الأَخِيذِ الصَّيْحانِ ، وروي عن الفراء أَن ؟
قال : من الأَخِذِ الصَّيْحانِ بلا ياء ؛ قال أَبو زيد : هو الفصيل الذي اتُّخِذَ من اللبن . والأَخَذُ : شبه الجنون ، فصيل أَخِذٌ على فَعِل ، وأَخِذَ البعيرُ أَخَذاً ، وهو أَخِذٌ : أَخَذَه مثلُ الجنون يعتريه وكذلك الشاة ، وقياسه أَخِذٌ . والأُخُذُ : الرَّمَد ، وقدأَخِذَت عينه أَخَذاً . ورجل أَخِذٌ : بعينه أُخُذ مثل جُنُب أَي رمد ، والقياس أَخِذٌ كالأَوّل . ورجل مُسْتأْخِذٌ : كأَخِذ ؛ قال أَبو ذؤيب : يرمي الغُيوبَ بِعيْنَيْهِ ومَطْرِفُهُ مُغْضٍ كما كَسَفَ المستأْخِذُ الرمِدُ والمستأْخذُ : الذي به أُخُذٌ من الرمد . والمستأْخِذُ : المُطَأْطِئُ الرأْسِ من رَمَدٍ أَو وجع أَو غيره . أَبو عمرو : يقال أَصبح فلان مؤتخذاً لمرضه ومستأْخذاً إِذا أَصبحَ مُسْتَكِيناً . وقولهم : خُذْ عنك أَي خُذْ ما أَقول ودع عنك الشك والمِراء ؛ فقال : خذ الخطام (* قوله « فقال خذ الخطام » كذا بالأصل وفيه كشطب كتب موضعه فقال ولا معنى له .) وقولهم : أَخَذْتُ كذا يُبدلون الذال تاء فيُدْغمونها في التاء ، وبعضهم يُظهرُ الذال ، وهو قليل . "
المعجم: لسان العرب
خطر
" الخاطِرُ : ما يَخْطُرُ في القلب من تدبير أَو أَمْرٍ . ابن سيده : الخاطر الهاجس ، والجمع الخواطر ، وقد خَطَرَ بباله وعليه يَخْطِرُ ويَخْطُرُ ، بالضم ؛ الأَخيرة عن ابن جني ، خُطُوراً إِذا ذكره بعد نسيان . وأَخْطَرَ الله بباله أَمْرَ كذا ، وما وَجَدَ له ذِكْراً إِلاَّ خَطْرَةً ؛ ويقال : خَطَر ببالي وعلى بالي كذا وكذا يِخْطُر خُطُوراً إِذا وقع ذلك في بالك ووَهْمِك . وأَخْطَرَهُ اللهُ ببالي ؛ وخَطَرَ الشيطانُ بين الإِنسان وقلبه : أَوصل وَسْواسَهُ إِلى قلبه . وما أَلقاه إِلاَّ خَطْرَةً بعد خَطْرَةٍ أَي في الأَحيان بعد الأَحيان ، وما ذكرته إِلاَّ خَطْرَةً واحدةً . ولَعِبَ الخَطْرَةَ بالمِخْراق . والخَطْرُ : مصدر خَطَرَ الفحلُ بذنبه يَخْطِرُ خَطْراً وخَطَراناً وخَطِيراً : رَفَعَهُ مرة بعد مرة ، وضرب به حاذيْهِ ، وهما ما ظهر من فَخِذيْه حيث يقع شَعَرُ الذَّنَبِ ، وقيل : ضرب به يميناً وشمالاً . وناقةٌ خَطَّارَةٌ : تَخْطِرُ بذنبها . والخَطِيرُ والخِطَارُ : وَقْعُ ذنب الجمل بين وَرَكَيْهِ إِذا خَطَرَ ؛
وأَنشد : رَدَدْنَ فَأَنْشَفْنَ الأَزِمَّةَ بعدما تَحَوَّبَ ، عن أَوْراكِهِنَّ ، خَطِيرُ والخاطِرُ : المُتَبَخْتِرُ ؛ يقال : خَطَرَ يَخْطِرُ إِذا تَبَخْتَرَ . والخَطِيرُ والخَطَرَانُ عند الصَّوْلَةِ والنَّشَاطِ ، وهو التَّصَاوُل والوعيد ؛ قال الطرماح : بالُوا مَخافَتَهُمْ على نِيرانِهِمْ ، واسْتَسْلَمُوا ، بعد الخَطِيرِ ، فَأَُخْمِدُوا التهذيب : والفحل يَخْطِرُ بذنبه عند الوعيد من الخُيَلاءِ . وفي حديث مَرْحَبٍ : فخرج يَخْطِرُ بسيفه أَي يَهُزُّهُ مُعْجباً بنفسه مُتَعَرِّضاً للمبارزة ، أَو أَنه كان يَخْطِرُ في مشيه أَي يتمايل ويمشي مِشْيَةَ المُعْجبِ وسيفه في يده ، يعني كان يَخْطِرُ وسيفه معه ، والباء للملابسة . والناقةُ الخَطَّارَةُ : تَخْطِرُ بذنبها في السير نشاطاً . وفي حديث الاستسقاء : والله ما يَخْطِرُ لنا جمل ؛ أَي ما يحرك ذنبه هُزَالاً لشدة القَحْطِ والجَدْبِ ؛ يقال : خَطَرَ البعيرُ بذنبه يَخْطِرُ إِذا رفعه وحَطَّهُ ، وإِنما يفعل ذلك عند الشَّبَعِ والسِّمَنِ ؛ ومنه حديث عبد الملك لما قَتَلَ عَمْرو بْنَ سَعِيدٍ : والله : لقد قَتَلْتُه ، وإِنه لأَعز عليّ من جِلْدَةِ ما بَيْنَ عَيْنَيَّ ، ولكن لا يَخْطِرُ فحلانِ في شَوْلٍ ؛ وفي قول الحجاج لما نَصَبَ المِنْجَنيقَ على مكة : خَطَّارَةٌ كالجَمَلِ الفَنِيقِ شبه رميها بِخَطَرَانِ الفحل . وفي حديث سجود السهو : حتى يَخْطِرَ الشيطانُ بين المرء وقلبه ؛ يريد الوسوسة . وفي حديث ابن عباس : قام نبيّ الله يوماً يصلي فَخَطَر خَطْرَةً ، فقال المنافقون : إِن له قلبين . والخَطِيرُ : الوعيد والنشاط ؛ وقوله : هُمُ الجَبَلُ الأَعْلَى ، إِذا ما تَنَاكَرَتْ مُلُوكُ الرِّجالِ ، أَو تَخاطَرَتِ البُزْلُ يجوز أَن يكون من الخطير الذي هو الوعيد ، ويجوز أَن يكون من قولهم خَطَرَ البعير بذنبه إِذا ضرب به . وخَطَرَانُ الفحل من نشاطه ، وأَما خطران الناقة فهو إِعلام للفحل أَنها لاقح . وخَطَرَ البعير بذنبه يَخْطِرُ ، بالكسر ، خَطْراً ، ساكن ، وخَطَرَاناً إِذا رفعه مرة بعد مرة وضرب به فخذيه . وخَطَرَانُ الرجلِ : اهتزازُه في المشي وتَبَخْتُرُه . وخَطَر بسيفه ورمحه وقضيبه وسوطه يَخْطِرُ خَطَراناً إِذا رفعه مرة ووضعه أُخْرَى . وخَطَرَ في مِشْيَتِه يَخْطِرُ خَطِيراً وخَطَراناً : رفع يديه ووضعهما . وقيل : إِنه مشتق من خَطَرانِ البعير بذنبه ، وليس بقويّ ، وقد أَبدلوا من خائه غيناً فقالوا : غَطَرَ بذنبه يَغْطِرُ ، فالغين بدل من الخاء لكثرة الخاء وقلة الغين ، قال ابن جني : وقد يجوز أَن يكونا أَصلين إِلاَّ أَنهم لأَحدهما أَقلُّ استعمالاً منهم للآخر . وخَطَرَ الرجلُ بالرَّبِيعَةِ يَخْطُر خَطْراً : رفعها وهزها عند الإِشالَةِ ؛ والرَّبِيعَةُ : الحَجَرُ الذي يرفعه الناس يَخْتَبِرُونَ بذلك قُواهُمْ . الفراء : الخَطَّارَةُ حَظِيرَةُ الإِبل . والخَطَّارِ : العطَّار ؛ يقال : اشتريت بَنَفْسَجاً من الخَطَّارِ . والخَطَّارُ : المِقْلاعُ ؛
وقال : مَصالِيتُ خَطَّارونَ بالرُّمْحِ في الوَغَى ورمح خَطَّارٌ : ذو اهتزاز شديد يَخْطِرُ خَطَراناً ، وكذلك الإِنسان إِذا مشى يَخْطِرُ بيديه كثيراً . وخَطَرَ الرُّمْحُ يَخْطِرُ : اهْتَزَّ ، وقد خَطَرَ يَخْطِرُ خَطَراناً . والخَطَرُ : ارتفاعُ القَدْرِ والمالُ والشرفُ والمنزلة . ورجلٌ خَطِيرٌ أَي له قَدْرٌ وخَطَرٌ ، وقد خَطُرَ ، بالضم ، خُطُورَةً . ويقال : خَطَرانُ الرمح ارتفاعه وانخفاضه للطعن . ويقال : إِنه لرفيع الخَطَرِ ولئيمه . ويقال : إِنه لعظيم الخَطَرِ وصغير الخَطَرِ في حسن فعاله وشرفه وسوء فعاله ولؤمه . وخَطَرُ الرجلِ : قَدْرُه ومنزلته ، وخص بعضهم به الرفعة ، وجمعه أَخْطارٌ . وأَمْرٌ خَطِيرٌ : رفيعٌ . وخَطُرَ يَخْطُرُ خَطَراً وخُطُوراً إِذا جَلَّ بعد دِقَّةٍ . والخَطِيرُ من كل شيء : النَّبِيلُ . وهذا خَطِيرٌ لهذا وخَطَرٌ له أَي مِثْلٌ له في القَدْرِ ، ولا يكون إِلاَّ في الشيء المَزِيزِ ؛ قال : ولا يقال للدون إِلاَّ للشيء السَّرِيِّ . ويقال للرجل الشريف : هو عظيم الخَطَرِ . والخَطِيرُ : النَّظِيرُ . وأَخْطَرَ به : سَوَّى . وأَخْطَرَهُ : صار مثله في الخَطَرِ . الليث : أُخْطِرْتُ لفلان أَي صُيِّرْتُ نظيره في الخَطَرِ . وأَخْطَرَني فلانٌ ، فهو مُخْطِرٌ إِذا صار مثلك في الخَطَرِ . وفلانٌ ليس له خَطِيرٌ أَي ليس له نظير ولا مثل . وفي الحديث : أَلا هل مُشَمِّرٌ للجنة فإِن الجنة لا خَطَرَ لها ؛ أَي لا عِوَضَ عنها ولا مِثْلَ لها ؛ ومنه : أَلاَّ رَجُلٌ يُخاطِرُ بنفسه وماله ؛ أَي يلقيها في الهَلَكَةِ بالجهاد . والخَطَرُ ، بالتحريك : في الأَصل الرهن ، وما يُخاطَرُ عليه ومِثْلُ الشيء وَعَدِلْهُ ، ولا يقال إِلاَّ في الشيء الذي له قدر ومزية ؛ ومنه حديث عمر في قسمة وادِي القُرَى : وكان لعثمان فيه خَطَرٌ ولعبد الرحمن خَطَرٌ أَي حظ ونصيب ؛ وقول الشاعر : في ظِلِّ عَيْشٍ هَنِيٍّ ماله خَطَرُ أَي ليس له عَِدْلٌ . والخَطَرُ : العَِدْلُ ؛ يقال : لا تجعل نفسك خَطَراً لفلان وأَنت أَوْزَنُ منه . والخَطَرُ : السَّبَقُ الذي يترامى عليه في التراهن ، والجمع أَخْطارٌ . وأَخْطَرَهُمْ خَطَراً وأَخْطَرَه لهم : بذل لهم من الخَطَرِ ما أَرضاهم . وأَخْطَرَ المالَ أَي جعله خَطَراً بين المتراهنين . وتَخاطَرُوا على الأَمر : تراهنوا ؛ وخاطَرَهم عليه : راهنهم . والخَطَرُ ؛ الرَّهْنُ بعينه . والخَطَرُ : ما يُخاطَرُ عليه ؛ تقول : وَضَعُوا لي خَطَراً ثوباً ونحو ذلك ؛ والسابق إِذا تناول القَصَبَةَ عُلِمَ أَنه قد أَحْرَزَ الخَطَرَ . والخَطَرُ والسَّبَقُ والنَّدَبُ واحدٌ ، وهو كله الذي يوضع في النِّضالِ والرِّهانِ ، فمن سَبَقَ أَخذه ، ويقال فيه كله : فَعَّلَ ، مشدّداً ، إِذا أَخذه ؛
وأَنشد ابن السكيت : أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ ، ولم أَقُمْ على نَدَبٍ يوماً ، ولي نَفْسُ مُخْطِرِ ؟ والمُخْطِرُ : لذي يجعل نفسه خَطَراً لِقِرْنِه فيبارزه ويقاتله ؛
وقال : وقلتُ لمن قد أَخْطَرَ الموتَ نَفْسَه : أَلا مَنْ لأَمْرٍ حازِمٍ قد بَدَا لِيَا ؟ وقال أَيضاً : أَين عَنَّا إِخْطارُنا المالَ والأَنْفُسَ ، إِذ ناهَدُوا لِيَوْمِ المِحَالِ ؟ وفي حديث النعمان بن مُقَرِّنٍ أَنه ، قال يوم نَهاوَنْدَ ، حين التقى المسلمون مع المشركين : إِن هؤلاء قد أَخْطَرُوا لكم رِثَةً ومَتاعاً ، وأَخْطَرتم لهم الدِّينَ ، فَنافِحُوا عن الدين ؛ الرِّثَةُ : رَدِيء المتاع ، يقول : شَرَطُوها لكم وجعلوها خَطَراً أَي عِدْلاً عن دينكم ، أَراد أَنهم لم يُعَرِّضُوا للهلاك إِلاَّ متاعاً يَهُونُ عليهم وأَنتم قد عَرَّضْتُمْ لهم أَعظم الأَشياء قَدْراً ، وهو الإِسلام . والأَخطارُ من الجَوْزِ في لَعِب الصبيان هي الأَحْرازُ ، واحدها خَطَرٌ . والأَخْطارُ : الأَحْرازُ في لعب الجَوْز . والخَطَرُ : الإِشْرافُ على هَلَكَة . وخاطَرَ بنفسه يُخاطِرُ : أَشْفَى بها على خَطَرِ هُلْكٍ أَو نَيْلِ مُلْكٍ . والمَخاطِرُ : المراقي . وخَطَرَ الدهرُ خَطَرانَهُ ، كما يقال : ضرب الدهرُ ضَرَبانَهُ ؛ وفي التهذيب : يقال خَطَرَ الدهرُ من خَطَرانِهِ كما يقال ضَرَبَ من ضَرَبانِه . والجُنْدُ يَخْطِرُونَ حَوْلَ قائدهم يُرُونَهُ منهم الجِدَّ ، وكذلك إِذا احتشدوا في الحرب . والخَطْرَةُ : من سِماتِ الإِبل ؛ خَطَرَهُ بالمِيسَمِ في باطن الساق ؛ عن ابن حبيب من تذكرة أَبي علي كذلك . قال ابن سيده : والخَطْرُ ما لَصِقَ (* قوله : « والخطر ما لصق إلخ » بفتح الحاء وكسرها مع سكون الطاء كما في القاموس ). بالوَرِكَيْنِ من البول ؛ قال ذو الرمة : وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الحَمائِلَ . بعدما تَقَوَّبَ ، عن غِرْبانِ أَوْرَاكِها ، الخَطْرُ قوله : تقوّب يحتمل أَن يكون بمعنى قوّب ، كقوله تعالى : فتقطَّعوا أَمرهم بينهم ؛ أَي قطعوا ، وتقسمت الشيء أَي قسمته . وقال بعضهم : أَراد تقوّبت غربانها عن الخطر فقلبه . والخِطْرُ : الإِبل الكثيرة ؛ والجمع أَخطار ، وقيل الخِطْرُ مائتان من الغنم والإِبل ، وقيل : هي من الإِبل أَربعون ، وقيل : أَلف وزيادة ؛
قال : رَأَتْ لأَقْوامٍ سَوَاماً دَثْراً ، يُرِيحُ رَاعُوهُنَّ أَلْفاً خَِطِرْا ، وبَعْلُها يَسُوقُ مِعْزَى عَشْرا وقال أَبو حاتم : إِذا بلغت الإِبل مائتين ، فهي خَِطْرٌ ، فإِذا جاوزت ذلك وقاربت الأَلف ، فهي عَِرْجٌ . وخَطِيرُ الناقة : زمامُها ؛ عن كراع . وفي حديث علي ، عليه السلام ، أَنه أَشار لعَمَّارٍ وقال : جُرُّوا له الخَطِيرَ ما انْجَرَّ لكم ، وفي رواية : كا جَرَّهُ لكم ؛ معناه اتَّبِعُوه ما كان فيه مَوْضِعٌ مُتَّبَعٌ ، وتَوَقَّوْا ما لم يكن فيه موضع ؛ قال : الخطير زمام البعير ، وقال شمر في الخطير :، قال بعضهم الخَطِير الحَبْلُ ، قال : وبعضهم يذهب به إِلى إِخْطارِ النفس وإِشْرَاطِهَا في الحرب ؛ المعنى اصبروا لعمَّار ما صبر لكم . وتقول العرب : بيني وبينه خَطْرَةُ رَحِمٍ ؛ عن ابن الأَعرابي ، ولمن يفسره ، وأُراه يعني شُبْكَةَ رَحِمٍ ، ويقال : لا جَعَلَها اللهُ خَطْرَتَه ولا جعلها آخر مَخْطَرٍ منه أَي آخِرَ عَهْدٍ منه ، ولا جعلها الله آخر دَشْنَةٍ (* قوله : « آخر دشنة إلخ » كذا بالأَصل وشرح القاموس ). وآخر دَسْمَةٍ وطَيَّةٍ ودَسَّةٍ ، كلُّ ذلك : آخِرَ عَهْدٍ ؛ وروي بيت عدي بن زيد : وبِعَيْنَيْكَ كُلُّ ذاك تَخَطَرْا كَ ، ويمْضِيكَ نَبْلُهُمْ في النِّضَالِ ، قالوا : تَخَطْراكَ وتَخَطَّاكَ بمعنى واحد ، وكان أَبو سعيد يرويه تخطاك ولا يعرف تخطراك ، وقال غيره : تَخَطْرَاني شَرُّ فلان وتخطاني أَي جازني . والخِطْرَةُ : نبت في السهل والرمل يشبه المَكْرَ ، وقيل : هي بقلة ، وقال أَبو حنيفة : تَنْبُتُ الخِطْرَةُ مع طلوع سهيل ، وهي غَبْراءُ حُلْوَةٌ طيبة يراها من لا يعرفها فيظن أَنها بقلة ، وإِنما تنبت في أَصل قد كان لها قبل ذلك ، وليست بأَكثر مما يَنْتَهِسُ الدابةُ بفمه ، وليس لها ورق ، وإِنما هي قُضْبانٌ دِقَاقٌ خُضْرٌ ، وقد تُحْتَبَلُ بها الظِّباءُ ، وجمعها خِطَرٌ مثل سِدْرَةٍ وسِدَرٍ . غيره : الخِطْرَةُ عُشْبَةٌ معروفة لها قَضْبَةٌ يَجْهَدُها المالُ ويَغْزُرُ عليها ، والعرب تقول : رَعَيْنا خَطَرات الوَسْمِيّ ، وهي اللُّمَعُ من المَراتِعِ والبُقَعِ ؛ وقال ذو الرمة : لها خَطَراتُ العَهْدِ من كُلِّ بَلْدَةٍ لِقَوْمٍ ، ولو هاجَتْ لهم حَرْبُ مَنْشِمِ والخِطَرَةُ : أَغصان الشجرة ، واحدتها خِطْرٌ ، نادر أَو على توهم طرح الهاء . والخِطْرُ ، بالكسر : نبات يجعل ورقه في الخضاب الأَسود يختضب به ؛ قال أَبو حنيفة : هو شبيه بالْكَتَمِ ، قال : وكثيراً ما ينبت معه يختضب به الشيوخ ؛ ولحية مَخْطُورَةٌ ومُخَطَّرَةٌ : مَخْضُوبَةٌ به ؛ ومنه قيل اللبن الكثير الماء : خِطْرٌ . والخَطَّارُ : دهن من الزيت ذو أَفاويه ، وهو أَحد ما جاء من الأَسماء على فَعَّال . والخَطْرُ : مكيال ضخم لأَهل الشام . والخَطَّارُ : اسم فرس حذيفة بن بدر الفَزارِيِّ . "
المعجم: لسان العرب
خطب
" الخَطْبُ : الشَّأْنُ أَو الأَمْرُ ، صَغُر أَو عَظُم ؛ وقيل : هو سَبَبُ الأَمـْر . يقال : ما خَطْبُك ؟ أَي ما أَمرُكَ ؟ وتقول : هذا خَطْبٌ جليلٌ ، وخَطْبٌ يَسير . والخَطْبُ : الأمر الذي تَقَع فيه المخاطَبة ، والشأْنُ والحالُ ؛ ومنه قولهم : جَلَّ الخَطْبُ أَي عَظُم الأَمرُ والشأْن . وفي حديث عمر ، وقد أَفْطَروا في يومِ غيمٍ من رمضان ، فقال : الخَطْبُ يَسيرٌ . وفي التنزيل العزيز :، قال فما خَطْبُكُم أَيـُّها الـمُرسْلون ؟ وجمعه خُطُوبٌ ؛ فأَما قول الأَخطل : كَلَمْعِ أَيْدي مَثاكِيلٍ مُسَلَّبةٍ ، * يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدّهْرِ والخُطُبِ إِنما أَراد الخُطوبَ ، فحذفَ تخفيفاً ، وقد يكونُ من باب رَهْنٍ ورُهُنٍ . وخَطَب المرأَةَ يَخْطُبها خَطْباً وخِطْبة ، بالكسر ، الأَوَّل عن اللحياني ، وخِطِّيبَى ؛ وقال الليث : الخِطِّيبَى اسمٌ ؛ قال عديُّ بن زيد ، يذكر قَصْدَ جَذِيمة الأَبرَشِ لخِطْبةِ الزَّبَّاءِ : لخِطِّيبَى التي غَدَرَتْ وخانَتْ ، * وهنّ ذَواتُ غائلةٍ لُحِين ؟
قال أَبو منصور : وهذا خطاٌ مَحْضٌ ، وخِطِّيبَى ، ههنا ، مصدرٌ كالخِطْبَةِ ، هكذا ، قال أَبو عبيد ، والمعنى لخِطْبةِ زَبَّاءَ ، وهي امرأَةٌ غَدَرَت بجَذِيمة الأَبْرَشِ حين خَطَبَها ، فأَجابَتْه وخاستْ بالعهد فقَتَلَتْه . وجَمعُ الخاطب : خُطَّاب . الجوهري : والخَطيبُ الخاطِبُ ، والخِطِّيبَى الخُطْبة . وأَنشد بيتَ عَدِيّ بن زيد ؛ وخَطَبَها واخْتَطَبَها عليه . والخِطْبُ : الذي يَخْطُب المرأَةَ . وهي خِطْبُه التي يَخْطُبُها ، والجمع أَخطابٌ ؛ وكذلك خِطْبَتُه وخُطْبَتُه ، الضمّ عن كُراع ، وخِطِّيباهُ وخِطِّيبَتُه وهو خِطْبُها ، والجمعُ كالجمع ؛ وكذلك هو خِطِّيبُها ، والجمع خِطِّيبون ، ولا يُكَسَّر . والخِطْبُ : المرأَةُ الـمَخطوبة ، كما يقال ذِبْح للمذبوحِ . وقد خَطَبها خَطْباً ، كما يقال : ذَبَحَ ذَبْحاً . الفرَّاءُ في قوله تعالى : من خِطْبة النساءِ ؛ الخِطْبة مصدر بمنزلة الخَطْبِ ، وهو بمنزلة قولك : إِنه لحَسَن القِعْدة والجِلْسةِ . والعرب تقول : فلان خِطْبُ فُلانة إِذا كان يَخْطُبها . ويقُول الخاطِبُ : خِطْبٌ ! فيقول الـمَخْطُوب إِليهم : نِكْحٌ ! وهي كلمة كانتِ العرب تَتزَوَّجُ بها . وكانت امرأَةٌ من العرب يقال لها : أُمُّ خارجِةَ ، يُضْرَبُ بها الـمَثَل ، فيقال : أَسْرَعُ من نِكاحِ أُمِّ خارجة . وكان الخاطِب يقوم على باب خِبائِها فيقول : خِطْبٌ ! فتقول : نِكْحٌ ! وخُطْبٌ ! فيقال : نُكْحٌ ! ورجلٌ خَطَّابٌ : كثير التَّصَرُّفِ في الخِطْبةِ ؛
قال : بَرَّحَ ، بالعَيْنَينِ ، خَطَّابُ الكُثَبْ ، يقولُ : إِني خــاطِبٌ ، وقد كذَبْ ، وإِنمــــــا يخْطُبُ عُسًّا من حَلَبْ واخْتَطَب القومُ فُلاناً إِذا دَعَوْه إِلى تَزْويجِ صاحبَتهِم . قال أَبو زيد : إِذا دَعا أَهلُ المرأَة الرجلَ إِليها ليَخْطُبَها ، فقد اخْتَطَبوا اختطاباً ؛ قال : وإِذا أَرادوا تَنْفيق أَيِّمِهم كذَبوا على رجلٍ ، فقالوا : قد خَطَبها فرَدَدْناه ، فإِذا رَدَّ عنه قَوْمُه ، قالوا : كَذبْتُم لقد اخْتَطَبْتُموه ، فما خَطَب إِليكم . وقوله في الحديث : نَهَى أَن يَخْطُبَ الرجلُ على خِطْبةِ أَخيهِ . قال : هو أَن يخْطُب الرجلُ المرأَةَ فَترْكَنَ إِليه ويَتَّفِقا على صَداقٍ معلومٍ ، ويَترَاضَيا ، ولم يَبْقَ إِلاّ العَقْد ؛ فأَما إِذا لم يتَّفِقَا ويَترَاضَيا ، ولم يَرْكَنْ أَحَدُهما إِلى الآخر ، فلا يُمنَع من خِطْبَتِها ؛ وهو خارج عن النَّهْي . وفي الحديث : إِنَّه لحَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُخَطَّبَ أَي يجابَ إِلى خِطْبَتِه . يقال : خَطَب فلانٌ إِلى فلانٍ فَخَطَّبَه وأَخْطَبَه أَي أَجابَه . الخِطابُ والـمُخاطَبَة : مُراجَعَة الكَلامِ ، وقد خاطَبَه بالكَلامِ مُخاطَبَةً وخِطاباً ، وهُما يَتخاطَبانِ . الليث : والخُطْبَة مَصْدَرُ الخَطِيبِ ، وخَطَب الخاطِبُ على المِنْبَر ، واخْتَطَب يَخْطُبُ خَطابَةً ، واسمُ الكلامِ : الخُطْبَة ؛ قال أَبو منصور : والذي ، قال الليث ، إِنَّ الخُطْبَة مَصْدَرُ الخَطِيبِ ، لا يَجوزُ إِلاَّ عَلى وَجْهٍ واحدٍ ، وهو أَنَّ الخُطْبَة اسمٌ للكلام ، الذي يَتَكَلَّمُ به الخَطِيب ، فيُوضَعُ موضِعَ الـمَصْدر . الجوهري : خَطَبْتُ على المِنْبَرِ خُطْبةً ، بالضم ، وخَطَبْتُ المرأَةَ خِطْبةً ، بالكَسْرِ ، واخْتَطَبَ فيهما . قال ثعْلب : خَطَب على القوْم خُطْبةً ، فَجَعَلَها مصدراً ؛ قال ابن سيده : ولا أَدْرِي كيف ذلك ، إِلاَّ أَن يكونَ وَضَعَ الاسْمَ مَوْضِعَ الـمَصْدر ؛ وذهب أَبو إِسْحق إِلى أَنَّ الخُطْبَة عندَ العَرَب : الكلامُ الـمَنْثُورُ الـمُسَجَّع ، ونحوُه . التهذيب : والخُطْبَة ، مثلُ الرِّسَالَةِ ، التي لَها أَوّلٌ وآخِرٌ . قال : وسمعتُ بعضَ العَرَب يقولُ : اللهم ارْفَعْ عَنَّا هذه الضُّغْطة ، كأَنه ذَهَب إِلى أَنَّ لها مُدَّة وغايةً ، أَوّلاً وآخراً ؛ ولو أَراد مَرَّة لَقال ضَغْطَة ؛ ولو أَرادَ الفعلَ لَقالَ الضِّغْطَة ، مثلَ المِشْيَةِ . قال وسمعتُ آخَرَ يقولُ : اللهم غَلَبَني فُلانٌ على قُطْعةٍ من الأَرض ؛ يريدُ أَرضاً مَفْرُوزة . ورَجُلٌ خَطِيبٌ : حَسَن الخُطْبَة ، وجَمْع الخَطِيب خُطَباءُ . وخَطُبَ ، بالضم ، خَطابَةً ، بالفَتْح : صار خَطِيباً . وفي حديث الحَجّاج : أَمِنْ أَهْلِ الـمَحاشِد والـمَخاطِبِ ؟ أَراد بالـمَخَاطب : الخُطَبَ ، جمعٌ على غيرِ قياسٍ ، كالـمَشَابِهِ والـمَلامِحِ ؛ وقيل : هو جَمْع مَخْطَبة ، والـمَخْطَبة : الخُطْبَة ؛ والـمُخاطَبَة ، مُفاعَلَة ، من الخِطاب والـمُشاوَرَة ، أَراد : أَنـْتَ من الذينَ يَخْطُبون الناسَ ، ويَحُثُّونَهُم على الخُروجِ ، والاجْتِمَاعِ لِلْفِتَنِ . التهذيب :، قال بعض المفسرين في قوله تعالى : وفَصْلَ الخِطابِ ؛ قال : هو أَن يَحْكُم بالبَيِّنة أَو اليَمِين ؛ وقيل : معناه أَن يَفْصِلَ بينَ الحَقِّ والبَاطِل ، ويُمَيِّزَ بيْن الحُكْمِ وضِدِّهِ ؛ وقيلَ فصلُ الخِطَاب أَمـّا بَعْدُ ؛ وداودُ ، عليه السلام ، أَوَّلُ من ، قال : أَمـَّا بَعْدُ ؛ وقيل : فَصلُ الخِطاب الفِقْهُ في القَضَاءِ . وقال أَبو العباس : معنى أَمـَّا بعدُ ، أَمـَّا بَعْدَ ما مَضَى من الكَلامِ ، فهو كذا وكذا . والخُطْبَةُ : لَوْنٌ يَضْرِب إِلى الكُدْرَةِ ، مُشْرَبٌ حُمْرةً في صُفْرةٍ ، كَلَوْنِ الحَنْظَلَة الخَطْبَاءِ ، قبلَ أَن تَيْبَسَ ، وكَلَوْنِ بَعضِ حُمُرِ الوَحْشِ . والخُطْبَةُ : الخُضْرَةُ ، وقيل : غُبْرَة تَرْهَقُها خُضْرَة ، والفعلُ من كلِّ ذلك : خَطِبَ خَطَباً ، وهو أَخْطَب ؛ وقيلَ : الأَخْطَبُ الأَخْضَرُ يُخالِطُه سَوَادٌ . وأَخْطَبَ الحَنْظَل : اصْفَرَّ أَي صَار خُطْبَاناً ، وهو أَن يَصْفَرَّ ، وتصير فيه خُطوطٌ خُضْرٌ . وحَنْطَلةٌ خَطْباءُ : صفراءُ فيها خُطوطٌ خُضْرٌ ، وهي الخُطْبانةُ ، وجمعها خُطْبانٌ وخِطْبانٌ ، الأَخيرة نادرة . وقد أَخْطَبَ الحَنْظَل وكذلك الحِنْطة إِذا لَوَّنَتْ والخُطْبانُ : نِبْتةٌ في آخرِ الحشِيشِ ، كأَنها الهِلْيَوْنُ ، أَوأَذْناب الحَيَّاتِ ، أَطْرافُها رِقَاقٌ تُشْبه البَنَفْسَج ، أَو هو أَشدُّ منه سَواداً ، وما دون ذلك أَخْضَرُ ، وما دون ذلك إِلى أُصُولِها أَبيضُ ، وهي شديدةُ الـمَرارةِ . وأَوْرَقُ خُطْبانِيٌّ : بالَغُوا به ، كما ، قالوا أَرْمَكُ رادِنِيٌّ . والأَخْطَبُ : الشِّقِرَّاقُ ، وقيل الصُّرَدُ ، لأَنّ فيهما سَواداً وبَياضاً ؛ وينشد : ولا أَنْثَنِي ، مِن طِيرَةٍ ، عن مَرِيرَةٍ ، * إِذا الأَخْطَبُ الداعِي ، على الدَّوْحِ صَرْصَرَا ورأَيت في نسخةٍ من الصحاح حاشيةً : الشِّقِرّاقُ بالفارسِيَّة ، كأَسْكِينَهْ . وقد ، قالوا للصَّقْرِ : أَخْطَبُ ؛ قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة الهذلي : ومِنَّا حَبِيبُ العَقْرِ ، حينَ يَلُفُّهم ، * كما لَفَّ ، صِرْدانَ الصَّريمةِ ، أَخْطَبُ وقيل لليَدِ عند نُضُوِّ سوادها من الحِنَّاءِ : خَطْباءُ ، ويقال ذلك في الشَّعَرِ أَيضاً . والأَخْطَب : الحِمارُ تَعْلُوه خُضْرَة . أَبو عبيد : من حُمُرِ الوَحْشِ الخَطْباءُ ، وهي الأَتانُ التي لها خَطٌّ أَسودُ على مَتْنِها ، والذكَر أَخْطَبُ ؛ وناقةٌ خَطْباءُ : بَيِّنة الخَطَبِ ؛ قال الزَّفَيانُ : وصاحِبِي ذاتُ هِبابٍ دَمْشَقُ ، * خَطْباءُ وَرْقاءُ السَّراةِ ، عَوْهَقُ وأَخْطَبانُ : اسم طائرٍ ، سُمِّي بذلك لِخُطْبةٍ في جَناحَيْه ، وهي الخُضْرَة . ويدٌ خَطْباءُ : نَصَل سَوادُ خِضابِها من الحِنّاءِ ؛
قال : أَذَكرْت مَيَّةَ ، إِذْ لَها إِتْبُ ، * وجَدائِلٌ ، وأَنامِلٌ خُطْبُ وقد يقال في الشَّعَر والشَّفَتَيْن . وأَخْطَبَكَ الصَّيْدُ : أَمْكَنَكَ ودَنا منكَ . ويقال : أَخْطَبَكَ الصَّيْدُ فارْمِه أَي أَمـْكَنَكَ ، فهو مُخْطِبٌ . والخَطَّابِيَّة : من الرافِضةِ ، يُنْسَبون إِلى أَبي الخَطَّابِ ، وكان يَأْمـُر أَصحابَه أَن يَشهدوا ، على مَنْ خالَفَهم ، بالزُّورِ . "
المعجم: لسان العرب
خلص
" خَلَص الشيء ، بالفتح ، يَخْلُص خُلُوصاً وخَلاصاً إِذا كان قد نَشِبَ ثم نَجا وسَلِم . وأَخْلَصه وخَلَّصه وأَخْلَص للّه دِينَه : أَمْحَضَه . وأَخْلَصَ الشيءَ : اختاره ، وقرئ : إِلاَّ عبادَك منهم المُخْلِصين ، والمُخْلَصِين ؛ قال ثعلب : يعني بالمُخْلِصين الذين أَخْلَصوا العبادة للّه تعالى ، وبالمُخْلَصِين الذين أَخْلَصهم اللّهُ عزّ وجلّ . الزجاج : وقوله : واذْكُرْ في الكتاب موسى إِنه كان مُخْلَصاً ، وقرئ مُخْلِصاً ، والمُخْلَص : الذي أَخْلَصه اللّهُ جعله مُختاراً خالصاً من الدنس ، والمُخْلِص : الذي وحّد اللّه تعالى خالصاً ولذلك قيل لسورة : قل هو اللّه أَحد ، سورة الإِخلاص ؛ قال ابن الأَثير : سميت بذلك لأَنها خالصة في صفة اللّه تعالى وتقدّس ، أَو لأَن اللافظ بها قد أَخْلَصَ التوحيدَ للّه عزّ وجلّ ، وكلمة الإِخلاص كلمة التوحيد ، وقوله تعالى : من عبادنا المُخْلَصِين ، وقرئ المُخْلِصين ، فالمُخْلَصُون المُخْتارون ، والمُخْلِصون المُوَحِّدُون . والتخليص : التَّنْجِيَة من كل مَنْشَبٍ ، تقول : خَلَّصْته من كذا تَخْلِيصاً أَي نَجَّيْته تَنْجِيَة فتخلّص ، وتَخلّصَه تخَلُّصاً كما يُتخلّصُ الغَزْلُ إِذا الْتَبَس . والإِخْلاصُ في الطاعة : تَرْكُ الرِّياءِ ، وقد أَخْلَصْت للّه الدِّينَ . واسْتَخْلَصَ الشيء : كأَخْلَصَه . والخالِصةُ : الإِخْلاصُ . وخَلَص إِليه الشيءُ : وَصَلَ . وخَلَصَ الشيءُ ، بالفتح ، يَخْلُصُ خُلوصاً أَي صار خالِصاً . وخَلَصَ الشيء خَلاصاً ، والخَلاصُ يكون مصدراً للشيء الخالِص . وفي حديث الإِسراء : فلما خَلَصْت بمُسْتَوىً من الأَرض أَي وَصَلْتُ وبلَغْت . يقال : خَلَصَ فلان إِلى فلان أَي وصل إِليه ، وخَلَصَ إِذا سَلِم ونَجا ؛ ومنه حديث هِرَقْلَ : إِني أَخْلُص إِليه . وفي حديث عليّ ، رضي اللّه عنه : أَنه قَضَى في حكومة بالخَلاصِ أَي الرجوعِ بالثَّمن على البائع إِذا كانت العينُ مُسْتَحِقَّةً وقد قَبَضَ ثمَنَها أَي قضى بما يُتَخَلّص به من الخصومة . وخلَص فلانٌ إِلى فلان أَي وَصَل إِليه . ويقال : هذا الشيء خالِصةٌ لك أَي خالِصٌ لك خاصّة . وقوله عزّ وجلّ : وقالوا ما في بُطونِ هذه الأَنْعامِ خالصةٌ لذكورنا ؛ أَنَّثَ الخالصةَ لأَنه جعل معنى ما التأْنيثَ لأَنها في معنى الجماعة كأَنهم ، قالوا : جماعةُ ما في بطون هذه الأَنعامِ خالصةٌ لذكورنا . وقوله : ومُحَرَّمٌ ، مَرْدُودٌ على لفظ ما ، ويجوز أَن يكون أَنَّثَه لتأْنيث الأَنْعامِ ، والذي في بطون الأَنعام ليس بمنزلة بعض الشيء لأَن قولك سقَطَتْ بعضُ أَصابِعه ، بَعْضُ الأَصابِع أُصبعٌ ، وهي واحدة منها ، وما في بطن كل واحدة من الأَنعام هو غيرها ، ومن ، قال يجوز على أَن الجملة أَنعام فكأَنه ، قال وقالوا : الأَنعامُ التي في بطون الأَنعام خالصةٌ لذكورنا ، قال ابن سيده : والقولُ الأَول أَبْبَنُ لقوله ومُحَرَّمٌ ، لأَنه دليل على الحَمْلِ على المعنى في ما ، وقرأَ بعضهم خالصةً لذكورنا يعني ما خلَص حَيّاً ، وأَما قوله عزّ وجلّ : قل هي للذين آمَنُوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ، قُرئَ خالصةٌ وخالصةً ، المعنى أَنها حَلال للمؤمنين وقد يَشْرَكُهم فيها الكافرون ، فإِذا كان يومُ القيامة خَلَصت للمؤمنين في الآخرة ولا يَشْرَكُهم فيها كافر ، وأَما إِعْراب خالصةٌ يوم القيامة فهو على أَنه خبر بعد خبر كما تقول زيدٌ عاقلٌ لبيبٌ ، المعنى قل هي ثابتةٌ للذين آمنوا في الحياة الدنيا في تأْويل الحال ، كأَنك قلت قل هي ثابتة مستقرة في الحياة الدنيا خالصةٌ يوم القيامة . وقوله عزّ وجلّ : إِنَّا أَخْلَصْناهم بِخالِصةٍ ذِكْرى الدار ؛ يُقْرَأُ بخالصةِ ذِكْرى الدار على إِضافة خالصة إِلى ذِكْرى ، فمن قرأَ بالتنوين جعل ذِكْرى الدار بَدَلاً من خالصة ، ويكون المعنى إِنا أَخْلَصْناهم بذكرى الدار ، ومعنى الدار ههنا دارُ الآخرة ، ومعنى أَخلصناهم جعلناهم لها خالصين بأَن جعلناهم يُذَكِّرون بدار الآخرة ويُزَهِّدون فيها الدُّنْيا ، وذلك شأْن الأَنبياء ، ويجوز أَن يكون يُكْثِرُون ذِكْرَ الآخرة والرُّجوعِ إِلى اللّه ، وأَما قوله خلَصُوا نَجِيّاً فمعناه تَميّزوا عن الناس يَتَناجَوْن فيما أَهَمَّهم . وفي الحديث : أَنه ذَكَر يومَ الخلاصِ فقالوا : وما يومُ الخَلاصِ ؟، قال : يوم يَخْرج إِلى الدجّال من أَهل المدينة كلُّ مُنافِقٍ ومُنافقة فيتميَّز المؤمنون منهم ويَخْلُص بعضُهم من بعض . وفي حديث الاستسقاء : فَلْيَخْلُصْ هو وولدُه أَي ليتميّزْ من الناس . وخالَصَهُ في العِشْرة أَي صافاه . وأَخْلَصَه النَّصِيحةَ والحُبَّ وأَخْلَصه له وهم يَتَخالَصُون : يُخْلِصُ بعضُهم بَعضاً . والخالصُ من الأَلوان : ما صَفا ونَصَعَ أَيَّ لَوْنٍ كان ؛ عن اللحياني . والخِلاصُ والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخُلُوصُ : رُبٌّ يُتَّخَذُ من تمر . والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخِلاصُ : التمرُ والسويقُ يُلْقى في السَّمْن ، وأَخْلَصَه : فَعَل به ذلك . والخِلاصُ : ما خَلَصَ من السَّمْن إِذا طُبِخَ . والخِلاصُ والإِخْلاصُ والإِخْلاصةُ : الزُّبْدُ إِذا خَلَصَ من الثُّفْل . والخُلوصُ : الثُّفْلُ الذي يكون أَسفل اللبَنِ . ويقول الرجل لصاحبةِ السَّمْنِ : أَخْلِصي لنا ، لم يفسره أَبو حنيفة ، قال ابن سيده : وعندي أَن معناه الخِلاصة والخُلاصة أَو الخِلاصُ . غيره : وخِلاصةُ وخُلاصةُ السمن ما خَلَصَ منه لأَنهم إِذا طَبَخُوا الزُّبدَ ليتَّخذوه سَمْناً طرَحُوا فيه شيئاً من سويقٍ وتمرٍ أَو أَبْعارِ غِزْلانٍ ، فإِذا جادَ وخلَصَ من الثُّفْل فذلك السمنُ هو الخِلاصة والخُلاصة والخِلاص أَيضاً ، بكسر الخاء ، وهو الإِثْر ، والثُّفْلُ الذي يَبْقى أَسفلَ هو الخُلوصُ والقِلْدَةُ والقِشْدَةُ والكُدادةُ ، والمصدر منه الإِخْلاصُ ، وقد أَخْلَصْت السَّمْنَ . أَبو زيد : الزُّبْدُ حين يجعل في البُرْمةِ لِيُطبخ سمناً فهو الإِذْوابُ والإِذْوابةُ ، فإِذا جادَ وخَلَصَ اللبنُ من الثُّفْل فذلك اللبن الإِثْرُ والإِخْلاصُ ، والثُّفْلُ الذي يكون أَسفلَ هو الخُلوصُ . قال الأَزهري : سمعت العرب تقول لما يُخْلَصُ به السمنُ في البُرْمة من اللبن والماء والثُّفْل : الخِلاصُ ، وذلك إِذا ارْتَجَنَ واخْتَلَط اللبَنُ بالزُّبْدِ فيُؤْخذُ تمرٌ أَو دقيقٌ أَو سَوِيقٌ فيُطْرَح فيه ليَخْلُصَ السمنُ من بَقيّة اللبن المختلط به ، وذلك الذي يَخْلُص هو الخِلاص ، بكسر الخاء ، وأَما الخِلاصة والخُلاصة فهو ما بقي في أَسفل البُرْمة من الخِلاص وغيرِه من ثُفْلٍ أَو لبَنٍ وغيرِه . أَبو الدقيش : الزُّبْدُ خِلاصُ اللَّبنِ أَي منه يُسْتَخْلَصُ أَي يُسْتَخْرَج ؛ حَدّث الأَصمعي ، قال : مَرَّ الفرزدق برجل من باهلة يقال له حُمامٌ ومعه نِحْيٌ من سَمْنٍ ، فقال له الفرزدق : أَتَشْتري أَغْراضَ الناسِ قَيْسٍ مِنِّي بهذا النِّحْي ؟ فقال : أَللّهِ عليك لتَفْعَلَنّ إِن فَعَلْتُ ، فقال : أَللّهِ لأَفْعَلَنَّ ، فأَلْقى النِّحْيَ بين يديه وخرج يَعْدُوة فأَخذه الفرزدق وقال : لَعَمْرِي لَنِعْمَ النِّحْيُ كانَ لِقَوْمِه ، عَشِيّةَ غِبّ البَيْعِ ، نِحْيُ حُمامِ من السَّمْنِ رِبْعيٌّ يكون خِلاصُه ، بأبْعارِ آرامٍ وعُودِ بَشَامِ فأَصْبَحْتُ عن أَعْراض قَيْس كمُحرِمٍ ، أَهَلَّ بِحَجٍّ في أَصَمَّ حَرامِ الفراء : أَخْلَصَ الرجلُ إِذا أَخذ الخِلاصةَ والخُلاصة ، وخَلَّصَ إِذا أَعطى الخَلاص ، وهو مِثْل الشيء ؛ ومنه حديث شريح : أَنه قضى في قَوْس كسَرَها رجل بالخَلاصِ أَي بمثلها . والخِلاص ، بالكسر : ما أَخْلَصَته النارُ من الذهب والفضة وغيره ، وكذلك الخِلاصة والخُلاصة ؛ ومنه حديث سلمان : أَنه كاتَبَ أَهلَه على كذا وكذا وعلى أَربعين أُوقِيَّةَ خِلاص . والخِلاصة والخُلاصة : كالخِلاص ، قال : حكاه الهروي في الغريبين . واسْتَخْلَصَ الرجلَ إِذا اخْتَصّه بدُخْلُلِه ، وهو خالِصَتي وخُلْصاني . وفلان خِلْصي كما تقول خِدْني وخُلْصاني أَي خالِصَتي إِذا خَلَصَت مَوَدّتُهما ، وهم خُلْصاني ، يستوي فيه الواحد والجماعة . وتقول : هؤلاء خُلْصاني وخُلَصائي ، وقال أَبو حنيفة : أَخْلَصَ العظمُ كثُرَ مُخُّه ، وأَخْلَصَ البعيرُ سَمِن ، وكذلك الناقة ؛
قال : وأَرْهَقَت عِظامُه وأَخْلَصا والخَلَصُ : شجرٌ طيّبُ الريح له وَرْدٌ كوَرد المَرْوِ طيّبٌ زكيٌّ . قال أَبو حنيفة : أَخبرني أَعرابي أَن الخَلَص شجر ينبت نبات الكَرْم يتعلق بالشجر فيعْلق ، وله ورق أَغبر رِقاقٌ مُدَوَّرةٌ واسعةٌ ، وله وَرْدةٌ كوَرْدة المَرْوِ ، وأُصولهُ مُشْرَبةٌ ، وهو طيّبُ الريح ، وله حبّ كحبّ عِنَبِ الثَّعْلبِ يجتمع الثلاثُ والأَربعُ معاً ، وهو أَحمر كغَرز العقيق لا يؤكل ولكنه يُرْعَى ؛ ابن السكيت في قوله : بِخالِصةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ الأَصمعي : هو لِباس يلبَسُه أَهل الشام وهو ثوب مُجَبَّل أَخْضرُ المَنْكِبين وسائرُه أَبْيَضُ والأَردانُ أَكمامُه . ويقال لكل شيء أَبيضَ : خالِصٌ ؛ قال العجاج : مِنْ خالِص الماء وما قد طَحْلَبا يريد خَلَص من الطُّحْلُب فابْيَضَّ . الليث : بَعِيرٌ مُخْلِصٌ إِذا كان قَصِيداً سَميناً ؛
وأَنشد : مُخْلِصة الأَنْقاءِ أَو رَعُوما والخالصُ : الأَبْيَضُ من الأَلوان . ثوب خالصٌ : أَبْيَضُ . وماءٌ خالص : أَبيض . وإِذا تَشَظَّى العظامُ في اللحم ، فذلك الخَلَصُ . قال : وذلك في قَصَب العظام في اليد والرجل . يقال : خَلِصَ العظمُ يَخْلَصُ خَلَصاً إِذا بَرَأَ وفي خَلَلِه شيءٌ من اللحم . والخَلْصاءُ : ماءٌ بالبادية ، وقيل موضع ، وقيل موضع فيه عين ماء ؛ قال الشاعر : أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَر الخَلْصاءِ أَعْيُنَها ، وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرانِها صِوَرَا وقيل : هو الموضع بالدهناء معروف . وذو الخَلَصة : موضع يقال إِنه بيت لِخَثْعَم كان يُدْعَى كَعْبةَ اليَمامةِ وكان فيه صنمٌ يُدْعى الخَلَصةَ فَهُدِم . وفي الحديث : لا تقوم الساعة حتى تضطرب أَلْياتُ نِساءِ دَوْسٍ على ذي الخَلَصة ؛ هو بيتٌ كان فيه صنم لدَوْسٍ وخَثْعَم وبَجِيلةَ وغيرِهم ، وقيل : ذو الخَلَصة الكعبةُ اليمانيَّةُ التي كانت باليمن فأَنْفَذَ إِليها رسول اللّه ، صلَى اللّه عليه وسلّم ، جَرِيرَ بنَ عبد اللّه يُخَرِّبُها ، وقيل : ذو الخَلَصة الصنم نفسه ، قال ابن الأَثير : وفيه نظر (* قوله « وفيه نظر » أَي في قول من زعم انه بيت كان فيه صنم يسمى الخلصة لأن ذو لا تضاف الا إلخ ، كذا بهامش النهاية .) لأَن ذو لا تُضاف إِلاَّ إِلى أَسماء الأَجناس ، والمعنى أَنهم يَرْتَدُّون ويعُودون إِلى جاهليّتهم في عبادة الأَوثان فتسعى نساءُ بني دَوْسٍ طائفاتٍ حول ذي الخَلَصة فتَرْتَجُّ أَعجازُهن . وخالصةُ : اسم امرأَة ، واللّه أَعلم . "
المعجم: لسان العرب
خبأ
" خَبَأَ الشيءَ يَخْبَؤُه خَبْأً : سَتَرَه ، ومنه الخابِيةُ وهي الحُبُّ ، أَصلها الهمزة ، من خَبَأْتُ ، إِلاَّ أَن العرب تركت همزه ؛ قال أَبو منصور : تركت العرب الهمز في أَخْبَيْتُ وخَبَّيْتُ وفي الخابيةِ لأَنها كثرت في كلامهم ، فاستثقلوا الهمز فيها . واخْتَبأَتْ : اسْتَتَرتْ . وجارية مُخْبَأَةٌ أَي مُسْتَتِرة ؛ وقال الليث : امرأَة مُخَبَّأَةُ ، وهي الـمُعْصِرُ قبل ان تَتَزَوَّج ، وقيل : الـمُخَبَّأَةُ من الجَواري هي الـمُخَدَّرة التي لا بُروزَ لها ؛ في حديث أَبي أُمامةَ : لم أَرَ كاليَوْمِ ولا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ . الـمُخَبَّأَة : الجاريةُ التي في خِدْرها لَم تَتَزَوَّج بعدُ لأَنَّ صِيانتها أَبلغ مـمن قد تَزَوَّجَتْ . وامرأة خُبَأَةٌ مثل هُمَزة : تلزم بيتَها وتسْتَتِرُ . والخُبَأَةُ : المرأَةُ تَطَّلِعُ ثم تَخْتَبِئُ ؛ وقول الزِّبْرقان بن بدرٍ : إنّ أَبْغَض كَنائِنِي إليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَةُ : يعني التي تَطَّلِعُ ثم تَخْبأُ رأْسها ؛ ويروى : الطُّلَعةُ القُبَعةُ ؛ وهي التي تَقْبَعُ رأْسها أَي تُدْخِله ، وقيل : تَخْبَؤُه ؛ والعرب تقول : خُبَأَةٌ خيرٌ من يَفَعةِ سَوْءٍ ، أَي بنت تلزم البيت ، تَخْبَؤُ نَفسها فيه ، خير من غلام سَوْءٍ لا خير فيه . والخَبْءُ : ما خُبِئَ ، سُمِّيَ بالمصدر ، وكذلك الخَبِيءُ ، على فَعِيل ؛ وفي التنزيل : الذي يُخْرِج الخَبْءَ في السموات والأَرضِ ؛ الخَبْءُ الذي في السموات هو المطَر ، والخَبْءُ الذي في الأَرض هو النَّبات ، قال : والصحيح ، واللّه أَعلم : أَنَّ الخَبْءَ كلُّ ما غاب ، فيكون المعنى يعلم الغيبَ في السموات والأَرض ، كما ، قال تعالى : ويَعلَم ما تُخْفُون وما تُعْلِنون . وفي حديث ابن صَيَّادٍ : خَبَأْتُ لك خَبْأً ؛ الخَبْءُ : كُلُّ شيء غائِبٍ مستور ، يقال : خَبَأْتُ الشيءَ خَبْأً إِذا أَخفَيْته ، والخَبْءُ والخَبِيءُ والخَبِيئةُ : الشيءُ الـمَخْبُؤءُ . وفي حديث عائشةَ تَصِفُ عُمَرَ : ولَفَظَت خَبِيئَها أَي ما كان مَخْبُوءاً فيها من النبات ، تعني الأَرض ، وفَعِيلٌ بمعنى مفعول . والخَبْءُ : ما خَبَأْتَ من ذَخيرة ليومٍ ما . قال الفرَّاء : الخَبْءُ ، مهموز ، هو الغَيْب غَيْبُ السموات والأَرض ، والخُبْأَةُ والخَبِيئةُ ، جميعاً : ما خُبِئَ . وفي الحديث : اطْلُبوا الرِّزقَ في خَبايا الأَرض ، قيل معناه : الحَرْثُ وإِثارةُ الأَرضِ للزراعة ، وأَصله من الخَبْء الذي ، قال اللّه عزَّ وجلَّ : يُخْرِجُ الخَبْءَ . وواحد الخَبايا : خَبِيئةٌ ، مثل خَطِيئة وخَطايا ، وأَراد بالخَبايا : الزَّرعَ لأَنه إِذا أَلقَى البذر في الأَرض ، فقد خَبأَه فيها . قال عروة بن الزبير : ازْرَعْ ، فان العرب كانت تتمثل بهذا البيت : تَتَبَّعْ خَبايا الأَرضِ ، وادْعُ مَلِيكَها ، * لَعَلَّكَ يَوْماً أَن تُجابَ وتُرْزَقا ويجوز أَن يكون ما خَبأَه اللّه في مَعادن الأَرض . وفي حديث عثمان رضي اللّه عنه ، قال : اخْتَبَأْتُ عند اللّه خِصالاً : إنِّي لَرابِعُ الإِسلام وكذا وكذا ، أَي ادَّخَرْتها وجَعَلْتُها عنده لي . والخِباءُ ، مَدَّته همزة : وهو سِمَةٌ توضع في موضع خفي من الناقة النَّجِيبة ، وانما هي لُذَيْعةٌ بالنار ، والجمع أَخبِئَةٌ ، مهموز . وقد خَبِئَت النارُ وأَخْبَأَها الـمُخْبِئُ إِذا أَخْمَدَها . والخِباء : من الأَبنية ، والجمع كالجمع ؛ قال ابن دريد : أَصله من خَبَأْت . وقد تَخَبَّأْت خِباءً ، ولم يقل أَحد إِنَّ خِباء أَصله الهمز الا هو ، بل قد صُرِّح بخلاف ذلك . والخَبِيءُ : ما عُمِّيَ من شيء ثم حُوجِيَ به . وقد اخْتَبَأَه . وخَبِيئَةُ : اسم امرأَة ؛ قال ابن الأَعرابي : هي خَبِيئةُ بنت رِياح بن يَرْبوع بن ثَعْلَبَةَ . "
المعجم: لسان العرب
خلف
" الليث : الخَلْفُ ضدّ قُدّام . قال ابن سيده : خَلْفٌ نَقِيضُ قُدَّام مؤنثة وهي تكون اسماً وظَرفاً ، فإذا كانت اسماً جَرت بوجوه الإعراب ، وإذا كانت ظرفاً لم تزل نصباً على حالها . وقوله تعالى : يعلم ما بينَ أَيديهم وما خَلْفَهم ؛ قال الزجاج : خلفهم ما قد وقع من أَعمالهم وما بين أَيديهم من أَمرِ القيامة وجميع ما يكون . وقوله تعالى : وإذا قيل لهم اتَّقُوا ما بين أَيديكم وما خَلْفكم ؛ ما بين أَيديكم ما أَسْلَفْتُم من ذُنوبكم ، وما خلفكم ما تستعملونه فيما تستقبلون ، وقيل : ما بين أَيديكم ما نزل بالأُمم قبلكم من العذاب ، وما خَلْفكم عذابُ الآخرة . وخَلَفَه يَخْلُفه : صار خَلْفَه . واخْتَلَفَه : أَخذَه من خَلْفِه . واخْتَلَفَه وخَلَّفَه وأَخْلَفه : جعله خَلْفَه ؛ قال النابغة : حتى إذا عَزَلَ التَّوائمَ مُقْصِراً ، ذاتَ العِشاء ، وأَخْلَفَ الأَرْكاحا وجَلَسْتُ خَلْفَ فلان أَي بعدَه . والخَلْفُ : الظَهْر . وفي حديث عبد اللّه بن عتبة ، قال : جئتُ في الهاجرة فوجدْتُ عمرَ بن الخطاب ، رضي اللّه عنه ، يصلي فقمت عن يساره فأَخْلَفَني ، فجعلني عن يمينه فجاء يَرْفَأُ ، فتأَخَّرْتُ فصيلتُ خَلْفُه ؛ قال أَبو منصور : قوله فأَخلفني أَي رَدَّني إلى خَلْفِه فجعلني عن يمينه بعد ذلك أَو جعلني خَلْفَه بحِذاء يمينه . يقال : أَخْلَفَ الرجلُ يدَه أَي رَدَّها إلى خَلْفِه . ابن السكيت : أَلْحَحْتُ على فلان في الاتِّباع حتى اخْتَلَفْتُه أَي جعلته خَلْفي ؛ قال اللحياني : هو يَخْتَلِفُني النصيحةَ أَي يخْلُفني . وفي حديث سعد : أَتَخَلَّفُ عن هِجْرتي ؛ يريد خَوْفَ الموت بمكة لأَنها دار تركوها للّه تعالى ، وهاجَرُوا إلى المدينة فلم يُحِبُّوا أَن يكون موتهم بها ، وكان يومئذ مريضاً . والتخلُّفُ : التأَخُّرُ . وفي حديث سعد : فخَلَّفَنا فكُنّا آخِر الأَربع أَي أَخَّرَنا ولم يُقَدِّمْنا ، والحديث الآخر : حتى إنّ الطائر ليَمُرُّ بجَنَباتهم فما يُخَلِّفُهم أَي يتقدَّم عليهم ويتركهم وراءه ؛ ومنه الحديث : سَوُّوا صُفوفَكم ولا تَخْتَلِفوا فتَخْتَلِفَ قلوبُكم أَي إذا تقدَّم بعضُهم على بعض في الصُّفوف تأَثَّرَت قُلوبهم ونشأَ بينهم الخُلْفُ . وفي الحديث : لَتُسَوُّنَّ صُفوفَكم أَو لَيُخالِفَنَّ اللّهُ بين وُجُوهِكم ؛ يريد أَنَّ كلاًّ منهم يَصْرِفُ وجهَه عن الآخر ويُوقَعُ بينهم التباغُضُ ، فإنَّ إقْبالَ الوجْهِ على الوجهِ من أَثَرِ الـمَوَدَّةٍ والأُلْفةِ ، وقيل : أَراد بها تحويلَها إلى الأَدْبارِ ، وقيل : تغيير صُوَرِها إلى صُوَرٍ أُخرى . وفي حديث الصلاة : ثم أُخالِفَ إلى رجال فأُحَرِّقَ عليهم بيوتَهم أَي آتِيَهم من خلفهم ، أَو أُخالف ما أَظْهَرْتُ من إقامةِ الصلاةِ وأَرجع إليهم فآخُذهم على غَفْلةٍ ، ويكون بمعنى أَتَخَلَّفُ عن الصلاة بمُعاقبتهم . وفي حديث السَّقِيفةِ : وخالَف عَنّا عليٌّ والزُّبَيْرُ أَي تَخَلَّفا . والخَلْفُ : المِرْبَدُ يكون خَلْفَ البيت ؛ يقال : وراء بيتك خَلْفُ جيّد ، وهو المِرْبَدُ وهو مَحْبِسُ الإبل ؛ قال الشاعر : وجِيئا مِنَ البابِ الـمُجافِ تَواتُراً ، ولا تَقْعُدا بالخَلْفِ ، فالخَلْفُ واسِعُ (* قوله « وجيئا إلخ » تقدم انشاده للمؤلف وشارح القاموس في مادّة جوف : وجئنا من الباب المجاف تواتراً * وان تقعدا بالخلف فالخلف واسع .) وأَخْلَفَ يدَه إلى السيفِ إذا كان مُعَلَّقاً خَلْفَه فهوى إليه . وجاء خِلافَه أَي بعده . وقرئ : وإذاً لا يَلْبَثُون خَلفَكَ إلا قليلاً ، وخِلافك . والخِلْفةُ : ما عُلِّقَ خَلْفَ الرَّاكِبِ ؛
وقال : كما عُلِّقَتْ خِلْفَةُ الـمَحْمِلِ وأَخْلَف الرجلُ : أهْوَى بيدِه إلى خَلْفِه ليأْخُذَ من رَحْلِه سيفاً أَو غيرَه ، وأَخْلَفَ بيدِه وأَخْلفَ يدَه كذلك . والإخْلافُ : أَن يَضْرِبَ الرجُل يده إلى قِرابِ سيفِه ليأْخُذَ سيفَه إذا رأَى عدوًّا . الجوهري : أَخْلَفَ الرجلُ إذا أَهْوَى بيده إلى سيفه ليَسُلَّه . وفي حديث عبد الرحمن بن عوف : أَن رجلاً أَخْلَفَ السيف يوم بدر (* قوله « اخلف السيف يوم إلخ » كذا بالأصل ، والذي في النهاية مع اصلاح فيها : وفي حديث عبدالرحمن بن عوف فأحاطوا بنا وأنا أذب عنه فأخلف رجل بالسيف يوم بدر . يقال إلخ .). يقال : أَخْلَفَ يده إذا أَراد سيفه وأخْلفَ يدَه إلى الكنانةِ . ويقال : خَلَفَ له بالسيفِ إذا جاء من وَرائه فضرَبه . وفي الحديث : فأَخْلَفَ بيده وأَخذ يدفع الفَضْلَ . واسْتَخْلَفَ فلاناً من فلان : جعله مكانه . وخَلَفَ فلان فلاناً إذا كان خَلِيفَتَه . يقال : خَلَفه في قومه خِلافةً . وفي التنزيل العزيز : وقال موسى لأَخِيه هرون اخْلُفْني في قَوْمي . وخَلَفْتُه أَيضاً إذا جئت بعده . ويقال : خَلَّفْتُ فلاناً أُخَلِّفُه تَخْلِيفاً واسْتَخْلفْتُه أَنا جَعَلتُه خَليفَتي . واسْتَخْلفه : جعله خليفة . والخَلِيفةُ : الذي يُسْتخْلَفُ مـمن قبله ، والجمع خلائف ، جاؤوا به على الأصل مثل كريمةٍ وكرائِمَ ، وهو الخَلِيفُ والجمع خُلَفاء ، وأَما سيبويه فقال خَلِيفةٌ وخُلَفاء ، كَسَّروه تكسير فَعِيلٍ لأَنه لا يكون إلا للمذكر ؛ هذا نقل ابن سيده . وقال غيره : فَعِيلة بالهاء لا تجمع على فُعَلاء ، قال ابن سيده : وأَما خَلائِفُ فعلى لفظ خَلِيفةٍ ولم يعرف خليفاً ، وقد حكاه أَبو حاتم ؛
وأَنشد لأَوْس بن حَجَر : إنَّ مِنَ الحيّ موجوداً خَلِيفَتُهُ ، وما خَلِيفُ أبي وَهْبٍ بمَوْجُودِ والخِلافةٌ : الإمارةُ وهي الخِلِّيفَى . وإنه لخَلِيفةٌ بَيِّنُ الخِلافةِ والخِلِّيفى . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : لولا الخِلِّيفَى لأَذَّنْتُ ، وفي رواية : لو أَطَقْتُ الأَذَان مع الخِلّيفى ، بالكسر والتشديد والقَصْر ، الخِلافةِ ، وهو وأَمثاله من الأَبْنِيَةِ كالرِّمِّيَّا والدِّلِّيلَى مصدر يدل على معنى الكثرة ، يريد به كثرة اجتِهاده في ضَبْطِ أُمورِ الخِلافَةِ وتَصْرِيفِ أَعِنَّتِها . ابن سيده :، قال الزجاج جاز أن يقال للأَئمة خُلفاء الله في أَرْضِه بقوله عز وجل : يا داودُ إنَّا جَعَلْناك خَلِيفةً في الأرض . وقال غيره : الخَليفةُ السلطانُ الأَعظم . وقد يؤنَّثُ ؛ وأَنشد الفراء : أَبوكَ خَلِيفةٌ وَلَدَتْه أُخْرَى ، وأَنتَ خَليفةٌ ، ذاكَ الكَمال ؟
قال : ولدته أُخْرَى لتأْنيث اسم الخليفة والوجه أَن يكون ولده آخَرُ ، وقال الفراء في قوله تعالى : هو الذي جعلكم خلائِفَ في الأرض ، قال : جعل أُمة محمد خَلائفَ كلِّ الأُمم ، قال : وقيل خَلائفَ في الأرض يَخْلُفُ بعضكم بعضاً ؛ ابن السكيت : فإنه وقَعَ للرجال خاصّة ، والأجْوَدُ أَن يُحْمَل على معناه فإنه ربما يقع للرجال ، وإن كانت فيه الهاء ، أَلا تَرَى أَنهم قد جمعوه خُلفاء ؟، قالوا ثلاثةُ خُلفاء لا غير ، وقد جُمعَ خَلائفَ ، فمن ، قال خلائفَ ، قال ثلاثَ خلائفَ وثلاثة خلائفَ ، فمرَّة يَذْهَب به إلى المعنى ومرَة يذهب به إلى اللفظ ، قال : وقالوا خُلفاء من أَجل أَنه لا يقع إلا على مذكر وفيه الهاء ، جمعوه على إسقاط الهاء فصار مثل ظَرِيفٍ وظُرَفاء لأَن فَعِيلة بالهاء لا تُجمَعُ على فُعلاء . ومِخْلافُ البلدِ : سُلطانُه . ابن سيده : والمِخْلافُ الكُورةُ يَقْدَمُ عليها الإنسان ، وهو عند أَهل اليمن واحِدُ المَخالِيفُ ، وهي كُوَرُها ، ولكلِّ مِخْلافٍ منها اسم يعرف به ، وهي كالرُسْتاقِ ؛ قال ابن بري : المَخالِيفُ لأَهل اليمن كالأَجْنادِ لأَهل الشامِ ، والكورِ لأَهل العِراقِ ، والرَّساتِيقِ لأَهل الجِبالِ ، والطّساسِيج لأَهْلِ الأهْوازِ . والخَلَفُ : ما اسْتَخْلَفْتَه من شيء . تقول : أَعطاك اللّه خَلَفاً مما ذهب لك ، ولا يقال خَلْفاً ؛ وأَنتَ خَلْفُ سُوءٍ من أَبيك . وخَلفَه يَخْلُفُه خَلَفاً : صار مكانه . والخَلَفُ : الولد الصالح يَبْقَى بعد الإنسان ، والخَلْفُ والخالِفةُ : الطَّالِحُ ؛ وقال الزجاج : وقد يسمى خلَفاً ، بفتح اللام ، في الطَّلاحِ ، وخَلْفاً ، بْسكانها ، في الصّلاحِ ، والأوّلُ أَعْرَفُ . يقال : إنه لخالِفٌ بَيِّنُ الخَلافةِ ؛ قال ابن سيده : وأَرى اللحياني حكى الكسْر . وفي هؤلاء القَوْمِ خَلَفٌ مـمن مَضى أَي يقومون مَقامهم . وفي فلان خلَفٌ من فلان إذا كان صالحاً أَو طالحاً فهو خَلَفٌ . ويقال : بئسَ الخَلَفُ هُمْ أَي بئس البَدَلُ . والخَلْفُ : القَرْن يأْتي بعد القَرْن ، وقد خلَفوا بعدهم يخلُفون . وفي التنزيل العزيز : فخَلَفَ من بعدهم خلْفٌ أَضاعوا الصلاةَ ، بدلاً من ذلك لأَنهم إذا أَضاعوا الصلاةَ فهم خَلْفُ سُوء لا مَحالةَ ، ولا يكونُ الخَلَفُ إلاَّ من الأَخْيارِ ، قَرْناً كان أَو ولَداً ، ولا يكونُ الخَلْفُ إلا من الأَشرارِ . وقال الفراء : فَخَلَفَ من بعدهم خَلْفٌ ورثُوا الكتاب ، قال : قَرْنٌ . ابن شميل : الخَلَفُ يكون في الخَير والشرّ ، وكذلك الخَلْفُ ، وقيل : الخَلْفُ الأَرْدِياء الأَخِسَّاء . يقال : هؤلاء خَلْفُ سوءٍ لناسٍ لاحِقِينَ بناس أَكثر منهم ، وهذا خَلْف سَوْء ؛ قال لبيد : ذَهَبَ الذينَ يُعاشُ في أَكنافِهمْ ، وبَقِيتُ في خَلْفٍ كجِلْدِ الأَجرب ؟
قال ابن سيده : وهذا يحتمل أَن يكون منهما جميعاً ، والجمع فيهما أَخْلافٌ وخُلُوفٌ . وقال اللحياني : بقِينا في خَلْفِ سَوْءٍ أَي بقيّة سَوْء . وبذلك فُسِّرَ قوله تعالى : فَخَلَفَ من بعدهم خَلْفٌ ، أَي بَقِيّة . أَبو الدُّقَيْشِ : يقال مضى خَلْفٌ من الناس ، وجاء خَلْفٌ من الناس ، وجاء خَلْفٌ لا خيرَ فيه ، وخلفٌ صالح ، خفَّفهما جميعاً . ابن السكيت :، قال هذا خَلْف ، بإِسكان اللام ، للرَّديء ، والخَلْفُ الرَّديء من القول ؛ يقال : هذا خَلْفٌ من القولِ أَي رَديء . ويقال في مَثَلٍ : سَكَتَ أَلفاً ونَطَقَ خَلْفاً ، للرجل يُطيل الصَّمْتَ ، فإذا تكلم تكلم بالخَطإ ، أَي سكت عن أَلف كلمة ثم تكلم بخطإٍ . وحكي عن يعقوب ، قال : إن أَعرابيّاً ضَرطَ فتَشَوَّر فأَشار بإبهامه نحو اسْتِه فقال : إنها خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفاً ؛ عنى بالنُّطْق ههنا الضَّرْطَ . والخَلَف ، مَثَقَّل ، إذا كان خَلفاً من شيء . وفي حديث مرفوع : يَحْمِلُ هذا العِلْمَ من كلّ خَلَفٍ عُدُولُه يَنْفُون عنه تَحْريفَ الغالِينَ ، وانْتِحالَ المُبْطِلينَ ، وتأويلَ الجاهِلينَ ؛ قال القعنبي : سمعت رجلاً يحدّث مالكَ ابن أَنس بهذا الحديث فأَعجبه . قال ابن الأَثير : الخَلَفُ ، بالتحريك والسكون ، كل من يجيء بعد من مضى ، إلا أَنه بالتحريك في الخير ، وبالتسكين في الشر : يقال خَلَفُ صِدْقٍ وخَلْفُ سوء ، ومعناهما جميعاً القَرْن من الناس ، قال : والمراد في هذا الحديث المَفْتُوحُ ، ومن السكون الحديث : سيكُونُ بعد ستّين سنة خَلْفٌ أَضاعُوا الصلاةَ . وفي حديث ابن مسعود : ثم إنها تَخْلُفُ من بعدهم (* قوله « تخلف من بعدهم » في النهاية : تختلف من بعده .)؛ خُلوفٌ هي جمع خَلْفٍ . وفي الحديث : فَلْيَنْفُضْ فِراشَه فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه أَي لعل هامَّة دَبَّتْ فصارت فيه بعده ، وخِلافُ الشيء بعدَه . وفي الحديث : فدخَل ابنُ الزبير خِلافَه . وحديث الدَّجّال : قد خَلَفَهم في ذَرارِيِّهم (* قوله « ذراريهم » في النهاية : ذريتهم .). وحديث أَبي اليَسَرِ : أَخْلَفْتَ غازِياً في سبيل اللّه في أَهلِه بمثل هذا ؟ يقال : خَلَفْتُ الرجلَ في أَهله إذا أَقمتَ بعدَه فيهم وقمت عنه بما كان يفعله ، والهمزة فيه للاستفهام . وفي حديث ماعزٍ : كلَّما نَفَرْنا في سبيلِ اللّه خَلَفَ أَحدُهم له نَبيبٌ كنَبِيبِ التَّيْسِ ؛ وفي حديث الأَعشى الحِرْمازِي : فَخَلَفَتْني بنِزاعٍ وحَرَبْ أَي بَقِيَتْ بعدي ؛ قال ابن الأَثير : ولو روي بالتشديد لكان بمعنى تَرَكَتْني خَلْفها ، والحَرَبُ : الغضب . وأَخْلَفَ فلان خَلَفَ صِدْقٍ في قومه أَي ترَكَ فيهم عَقِباً . وأَعْطِه هذا خَلَفاً من هذا أَي بدلاً . والخالِفةُ : الأُمّةُ الباقيةُ بعد الأُمة السالِفةِ لأَنها بدل مـمن قبلها ؛
وأَنشد : كذلك تَلْقاه القُرون الخَوالِفُ وخلَفَ فلان مكانَ أَبيه يَخْلُف خِلافةً إذا كان في مكانه ولم يَصِرْ فيه غيرُه . وخَلَفَه رَبُّه في أَهلِه وولدِه : أَحْسَنَ الخِلافةَ ، وخَلَفَه في أَهله وولدِه ومكانِه يَخْلُفُه خِلافةً حسَنةً : كان خَلِيفةً عليهم منه ، يكون في الخير والشر ، ولذلك قيل : أَوْصى له بالخِلافةِ . وقد خَلَّف فلان فلاناً يُخَلِّفُه تَخْلِيفاً ، وخَلَف بعده يَخْلُفُ خُلوفاً ، وقد خالَفَه إليهم واخْتَلَفه . وهي الخِلْفةُ ؛ وأَخْلَفَ النباتُ : أَخرج الخِلْفةَ . وأخْلَفَتِ الأَرضُ إذا أَصابَها بَرْد آخِر الصيف فيَخْضَرُّ بعضُ شَجرِها . والخِلْفة : زِراعةُ الحبوب لأَنها تُسْتَخْلَفُ من البر والشعير . والخِلْفةُ : نَبْتٌ يَنْبُتُ بعد النبات الذي يَتَهَشَّم . والخِلْفةُ : ما أَنبت الصَّيْفُ من العُشْبِ بعدما يَبِسَ العُشْبُ الرِّيفِيُّ ، وقد اسْتخلفت الأرض ، وكذلك ما زُرع من الحُبوب بعد إِدراك الأُولى خِلْفةٌ لأَنها تُسْتَخْلَفُ . وفي حديث جرير : خيرُ الـمَرْعى الأَراكُ والسَّلَمُ إِذا أَخْلَفَ كان لَجِيناً أَي إِذا أَخرج الخِلْفة ، وهو الورق الذي يخرج بعد الورَق الأَوَّل في الصيف . وفي حديث خُزيمةَ السُّلمي : حتى آلَ السُّلامى وأَخْلَفَ الخُزامى أَي طَلَعَتْ خِلْفَتُه من أُصولِه بالمطر . والخِلْفةُ : الرّيحةُ وهي ما يَنْفَطِرُ عنه الشجر في أَوَّل البرد ، وهو من الصَّفَرِيَّةِ . والخِلْفةُ : نباتُ ورَقٍ دون ورق . والخِلْفةُ : شيء يَحْمِلُه الكَرْمُ بعدما يَسْوَدُّ العِنَبُ فيُقْطَفُ العنب وهو غَضٌّ أَخْضَرُ ثم يُدْرِك ، وكذلك هو من سائر الثَّمر . والخِلفةُ أَيضاً : أَن يأْتيَ الكَرْمُ بحِصْرِمٍ جديدٍ ؛ حكاه أَبو حنيفة . وخِلْفةُ الثَّمر : الشيء بعد الشيء . والإخْلافُ : أَن يكون في الشجر ثَمَر فيذهب فالذي يعُود فيه خِلْفةٌ . ويقال : قد أَخْلَفَ الشجرُ فهو يُخْلِفُ إخْلافاً إذا أَخرج ورقاً بعد ورق قد تناثر . وخِلْفة الشجر : ثمر يخرج بعد الثمر الكثير . وأَخْلَفَ الشجرُ : خرجت له ثمرة بعد ثمرة . وأَخْلَفَ الطائر : خرج له ريشٌ بعد ريش . وخَلَفَتِ الفاكهةُ بعضُها بعضاً خَلَفاً وخِلْفةً إذا صارت خَلَفاً من الأُولى . ورجلان خِلْفةٌ : يَخْلُفُ أَحدُهما الآخر . والخِلْفةُ : اختلاف الليلِ والنهار . وفي التنزيل العزيز : وهو الذي جعَلَ الليلَ والنهارَ خلِفة ؛ أَي هذا خَلَفٌ من هذا ، يذهَب هذا ويجيء هذا ؛
وأَنشد لزهير : بها العِينُ والآرامُ يَمْشِينَ خِلْفةً ، وأَطْلاؤُها يَنْهَضْنَ من كلِّ مَجْثَمِ وقيل : معنى قول زهير يمشين خِلْفةً مُخْتَلِفاتٌ في أَنها ضَرْبان في ألوانها وهيئتها ، وتكون خِلْفة في مِشْيَتِها ، تذهب كذا وتجيء كذا . وقال الفراء : يكون قوله تعالى خِلْفةً أَي مَن فاته عمل في الليل استدركه في النهار فجعل هذا خلَفاً من هذا . ويقال : علينا خِلْفةٌ من نهار أَي بَقِيَّةٌ ، وبَقِيَ في الحَوْضِ خِلْفةٌ من ماء ؛ وكل شيء يجيء بعد شيء ، فهو خِلْفة . ابن الأعرابي : الخِلْفة وَقْت بعد وقت . والخَوالِفُ : الذين لا يَغْزُون ، واحدهم خالفةٌ كأَنهم يَخْلُفُون من غزا . والخَوالِفُ أَيضاً : الصِّبْيانُ الـمُتَخَلِّفُون . وقَعَدَ خِلافَ أَصحابه : لم يخرج معهم ، وخَلَفَ عن أَصحابه كذلك . والخِلافُ : الـمُخالَفةُ ؛ وقال اللحياني : سُرِرْتُ بمَقْعَدي خِلافَ أَصحابي أَي مُخالِفَهم ، وخَلْفَ أَصحابي أَي بعدَهم ، وقيل : معناه سُرِرْتُ بمُقامي بعدَهم وبعدَ ذهابهم . ابن الأعرابي : الخالِفةُ القاعدِةُ من النساء في الدار . وقوله تعالى : وإذاً لا يَلْبَثُون خِلافَك إلا قليلاً ، ويقرأُ خَلْفَك ومعناهما بعدَك . وفي التنزيل العزيز : فَرِحَ الـمُخَلَّفون بمَقْعَدِهم خِلافَ رسولِ الله ، ويقرأُ خَلْفَ رسولِ الله أَي مُخالَفةَ رسولِ الله ؛ قال ابن بري : خِلافَ في الآية بمعنى بعد ؛
قال : ومثله لمُزاحِمٍ العُقَيْلِي : وقد يَفْرُطُ الجَهْل الفَتى ثم يَرْعَوِي ، خِلافَ الصِّبا ، للجاهلينَ حُلو ؟
قال : ومثله للبريق الهذلي : وما كنتُ أَخْشى أَن أَعِيشَ خِلافَهم ، بسِتَّةِ أَبْياتٍ ، كما نَبَتَ العِتْرُ وأَنشد لأَبي ذؤيب : فأَصْبَحْتُ أَمْشِي في دِيارٍ كأَنـَّها ، خِلافَ دِيارِ الكاهِلِيّةِ ، عُورُ وأَنشد لآخر : فقُلْ للذي يَبْقَى خِلافَ الذي مضَى : تَهَيّأْ لأُخْرى مِثْلِها فكأَنْ قَدِ (* قوله « يبقى » في شرح القاموس : يبغي .) وأَنشد لأَوْس : لَقِحَتْ به لِحَياً خِلافَ حِيالِ أَي بَعدَ حِيالِ ؛
وأَنشد لـمُتَمِّم : وفَقْدَ بَني آمٍ تَداعَوْا فلم أَكُنْ ، خِلافَهُمُ ، أَن أَسْتَكِينَ وأَضْرَعا وتقول : خَلَّفْتُ فلاناً ورائي فَتَخَلَّفَ عني أَي تأَخَّر ، والخُلُوفُ : الحُضَّرُ والغُيَّبُ ضِدٌّ . ويقال : الحيُّ خُلوفٌ أَي غُيَّبٌ ، والخُلوفُ الحُضُورُ الـمُتَخَلِّفُون ؛ قال أَبو زبيد لطائي : أَصْبَحَ البَيْتُ بَيْتُ آلِ بَيانٍ مُقْشَعِرًّا ، والحيُّ حَيٌّ خُلوفُ أَي لم يَبْقَ منهم أَحد ؛ قال ابن بري : صواب إنشاده : أَصْبَحَ البيْتُ بَيْتُ آلِ إياسٍ لأَن أَبا زبيد رَثَى في هذه القصيدة فَرْوَة بن إياسِ ابن قَبيصةَ وكان منزله بالحيرة . والخَلِيفُ : المتَخَلِّفُ عن المِيعاد ؛ قال أَبو ذؤيب : تَواعَدْنا الرُّبَيْقَ لنَنْزِلَنْهُ ، ولم تَشْعُرْ إذاً أَني خَلِيفُ والخَلْفُ والخِلْفةُ : الاسْتِقاء وهو اسم من الإخْلافِ . والإخْلافُ : الاسْتِقاء . والخالِفُ : الـمُسْتَقِي . والـمُسْتَخْلِفُ : الـمُسْتَسْقِي ؛ قال ذو الرمة : ومُسْتَخْلِفاتٍ من بلادِ تَنُوفةٍ ، لِمُصْفَرَّةِ الأشْداقِ ، حُمْرِ الحَواصِلِ وقال الحطيئة : لِزُغْبٍ كأَوْلادِ القَطا راثَ خَلْفُها على عاجِزاتِ النَّهْضِ ، حُمْرٍ حَواصلُهْ يعني راثَ مُخْلِفُها فوضَع الـمَصْدَرَ موضعه ، وقوله حواصِلُه ، قال الكسائي : أَراد حواصل ما ذكرنا ، وقال الفراء : الهاء ترجع إلى الزُّغْبِ دُون العاجِزاتِ التي فيه علامة الجمع ، لأَن كل جمع بُني على صورة الواحد ساغ فيه تَوَهُّم الواحد كقول الشاعر : مِثْل الفِراخِ نُتِفَتْ حَواصِلُهْ لأَن الفراخ ليس فيه علامة الجمع وهو على صورة الواحد كالكِتاب والحِجاب ، ويقال : الهاء ترجع إلى النَّهْضِ وهو موضع في كَتِف البعير فاستعاره للقطا ، وروى أَبو عبيد هذا الحرف بكسر الخاء وقال : الخِلْفُ الاسْتِقاءُ ؛ قال أَبو منصور : والصواب عندي ما ، قال أَبو عمرو إنه الخَلْف ، بفتح الخاء ، ، قال : ولم يَعْزُ أَبو عبيد ما ، قال في الخِلف إلى أَحد . واسْتَخْلَفَ الـمُسْتَسْقي ، والخَلْفُ الاسم منه . يقال : أَخْلَفَ واسْتَخْلَف . والخَلْفُ : الحَيُّ الذين ذهَبوا يَسْتَقُون وخَلَّفُوا أَثقالهم . وفي التهذيب : الخَلْفُ القوم الذين ذهبوا من الحيّ يستقون وخلَّفوا أَثقالهم . واستخلف الرجلُ : اسْتَعْذَب الماء . واستخلَف واخْتَلَفَ وأَخْلفَ : سقاه ؛ قال الحطيئة : سَقلها فَروّاها من الماء مُخْلِفُ
ويقال : من أَين خِلْفَتُكم ؟ أَي من أَين تستقون . وأَخلف واستخلف : استقى . وقال ابن الأعرابي : أَخْلَفْتُ القَومَ حَمَلت إليهم الماء العَذْب ، وهم في ربيع ، ليس معهم ماء عذب أَو يكونون على ماء ملح ، ولا يكون الإخْلافُ إلا في الربيع ، وهو في غيره مستعار منه . قال أَبو عبيد : الخِلْفُ والخِلْفَةُ من ذلك الاسم ، والخَلْفُ المصدر ؛ لم يَحْكِ ذلك غير أَبي عبيد ؛ قال ابن سيده : وأَراه منه غلطاً . وقال اللحياني : ذهب الـمُسْتَخْلِفُونَ يسْتَقُون أَي المتقدمون . والخَلَفُ : العِوَضُ والبَدَلُ مـما أُخذ أَو ذهَب . وأََحْلَفَ فلان لنفسه إذا كان قد ذهب له شيء فجعل مكانه آخر ؛ قال ابن مقبل : فأَخْلِفْ وأَتْلِفْ ، إنما المالُ عارةٌ ، وكُلْه مع الدهْرِ الذي هو آكِلُه يقال : اسْتَفِدْ خَلَفَ ما أَتْلَفْتَ . ويقال لمن هلك له من لا يُعْتاضُ منه كالأَب والأَمّ والعمّ : خلَف الله عليك أَي كان الله عليك خليفةً ، وخَلف عليك خيراً وبخير وأَخْلَفَ الله عليك خيراً وأَخْلف لك خيراً ، ولمن هَلَك له ما يُعْتاض منه أَو ذهَب من ولد أَو مال : أَخْلَفَ الله لك وخَلَف لك . الجوهري : يقال لمن ذهب له مال أَو ولد أَو شيء يُسْتَعاضُ : أَخلف الله عليك أَي ردَّ عليك مثلَ ما ذهب ، فإن كان قد هلك له والد أَو عمّ أَو أَخ قلت : خلف الله عليك ، بغير أَلف ، أَي كان الله خليفةَ والدِك أَو مَنْ فَقَدتَه عليك . ويقال : خلفَ الله لك خَلَفاً بخَيْرٍ ، وأَخْلَفَ عليك خيراً أَي أَبْدَلَك بما ذهب منك وعَوّضك عنه ؛ وقيل : يقال خلَف الله عليك إذا مات لك ميّت أَي كان الله خَليفَتَه عليك ، وأَخلف الله عليك أَي أَبْدَلك . ومنه الحديث : تَكَفَّل الله للغازِي أَن يُخْلِفَ نَفَقَتَه . وفي حديث أَبي الدرداء في الدعاء للميت : اخْلُفْه في عَقِبِه أَي كُنْ لهم بعده . وحديث أُم سلمة : اللهم اخْلُفْ لي خيراً منه . اليزِيدِيُّ : خلَف الله عليك بخير خِلافة . الأَصمعي : خلف الله عليك بخير ، إذا أَدخلت الباء أَلْقَيْتَ الأَلف . وأَخلف الله عليك أَي أَبدل لك ما ذهب . وخَلَفَ الله عليك أَي كان الله خَلِيفَةَ والدِك عليك . والإخْلافُ : أَن يُهْلِكَ الرجلُ شيئاً لنفسه أَو لغيره ثم يُحْدِث مثلَه . والخَلْفُ : النَّسْلُ . والخَلَفُ والخَلْفُ : ما جاء من بعدُ . يقال : هو خَلْفُ سَوء من أَبيه وخَلَفُ صِدْقٍ من أَبيه ، بالتحريك ، إذا قام مَقامِه ؛ وقال الأخفش : هما سواء ، منهم مَن يُحرّك ، ومنهم من يسكن فيهما جميعاً إذا أَضاف ، ومن حرك في خَلَف صدْق وسكن في الآخر فإنما أَراد الفرق بينهما ؛ قال الراجز : إنَّا وجدْنا خَلَفاً ، بئسَ الخَلَفْ عَبْداً إذا ما ناءَ بالحِمْلِ خَضَف ؟
قال ابن بري : أَنشدهما الرِّياشِيُّ لأَعرابي يذُمُّ رجلاً اتخذ وليمة ، ، قال : والصحيح في هذا وهو المختار أَن الخَلَف خَلَفُ الإنسان الذي يَخْلُفُه من بعده ، يأْتي بمعنى البدل فيكون خلَفاً منه أَي بدلاً ؛ ومنه قولهم : هذا خَلَفٌ مـما أُخذ لك أَي بَدَلٌ منه ، ولهذا جاء مفتوح الأَوسط ليكون على مِثال البدل وعلى مثال ضِدّه أَيضاً ، وهو العدم والتَّلَفُ ؛ ومنه الحديث : اللهم أَعْطِ لِمُنْفِقٍ خَلَفاً ولِمُمْسِكٍ تَلَفاً أَي عِوَضاً ، يقال في الفعل منه خَلَفَه في قومه وفي أَهله يَخْلُفُه خَلَفاُ وخِلافةً . وخَلَفَني فكان نعم الخَلَفُ أَو بئس الخلَفُ ؛ ومنه خَلَف الله عليك بخير خلَفاً وخِلافةً ، والفاعل منه خَلِيفٌ وخَلِيفَةٌ ، والجمع خُلفاء وخَلائفُ ، فالخَلَفُ في قولهم نعم الخَلَف وبئس الخلف ، وخلَفُ صِدْقٍ وخلَفُ سَوء ، وخلَفٌ صالحٌ وخلَفٌ طالحٌ ، هو في الأَصل مصدر سمي به من يكون خليفةً ، والجمع أَخْلافٌ كما تقول بدَلٌ وأَبْدالٌ لأَنه بمعناه . قال : وحكى أَبو زيد هم أَخْلافُ سَوْء جمع خلَفٍ ؛ قال : وشاهد الضم في مُسْتَقْبل فِعْلِه قولُ الشمَّاخ : تُصِيبُهُمُ وتُخْطِينا الـمَنايا ، وأَخْلُفُ في رُبُوعٍ عن رُبُوع ؟
قال : وأَما الخَلْفُ ، ساكِنَ الأَوسَط ، فهو الذي يَجيء بعد . يقال : خَلَفَ قومٌ بعد قوم وسلطانٌ بعد سلطانٍ يَخْلُفُون خَلْفاً ، فهم خالِفون . تقول : أَنا خالِفُه وخالِفتُه أَي جئت بعده . وفي حديث ابن عباس : أَن أَعرابيّاً سأَل أَبا بكر ، رضي الله عنه ، فقال له : أَنتَ خَلِيفَةُ رسولِ الله ، صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : لا ، قال : فما أَنت ؟، قال : أَنا الخالِفةُ بعدَه . قال ابن الأَثير : الخَلِيفةُ مَن يقوم مَقام الذاهب ويَسُدُّ مَسَدَّه ، والهاء فيه للمبالغة ، وجمعه الخُلَفاء على معنى التذكير لا على اللفظ مثل ظَريفٍ وظُرَفاء ، ويجمع على اللفظ خَلائفَ كظرِيفةٍ وظرائِفَ ، فأَما الخالِفةُ ، فهو الذي لا غَناء عنده ولا خير فيه ، وكذلك الخالف ، وقيل : هو الكثير الخِلافِ وهو بَيِّنُ الخَلافةِ ، بالفتح ، وإنما ، قال ذلك تواضُعاً وهَضماً من نفسه حِين ، قال له : أَنتَ خليفةُ رسولِ الله . وسمع الأَزهري بعض العرب ، وهو صادِرٌ عن ماء وقد سأَله إنسان عن رَفيق له فقال : هو خالِفتي أَي وارِدٌ بعدي . قال : وقد يكون الخالِفُ الـمُتَخَلِّف عن القوم في الغَزْوِ وغيره كقوله تعالى : رَضُوا بأَن يكونوا مع الخَوالِفِ ، قال : فعلى هذا الخَلْفُ الذي يجيء بعد الأَوّل بمنزلة القَرْنِ بعد القَرْن ، والخَلْفُ المتخلف عن الأَول ، هالكاً كان أَو حيّاً . والخَلْفُ : الباقي بعد الهالك والتابع له ، هو في الأَصل أَيضاً من خَلَفَ يخْلُفُ خَلْفاً ، سمي به المتخلّف والخالِفُ لا على جهة البدل ، وجمعه خُلُوفٌ كقَرْنٍ وقرون ؛ قال : ويكون محْمُودا ومَذْموماً ؛ فشاهدُ المحمود قولُ حسانَ بن ثابت الأَنصاري : لَنا القَدَمُ الأُولى إليك ، وخَلْفُنا ، لأَوَّلِنا في طاعةِ الله ، تابِعُ فالخَلْف ههنا هو التابعُ لمَن مضَى وليس من معنى الخلَفِ الذي هو البدَلُ ، قال : وقيل الخَلْفُ هنا المتخلِّفُون عن الأَوّلين أَي الباقون ؛ وعليه قوله عز وجل : فَخَلَفَ من بعدِهم خَلْفٌ ، فسمي بالمصدر فهذا قول ثعلب ، ، قال : وهو الصحيح . وحكى أَبو الحسن الأَخفش في خلَفِ صِدْق وخلَفِ سَوء التحريكَ والإسكان ، قال : والصحيح قول ثعلب إِن الخلَف يجيء بمعنى البدَل والخِلافةِ ، والخَلْفُ يجيء بمعنى التخلّف عمن تقدم ؛ قال : وشاهد المذموم قول لبيد : وبَقِيتُ في خَلْفٍ كجِلْدٍ الأَجْرَب ؟
قال : ويستعار الخَلْفُ لـما لا خير فيه ، وكلاهما سمي بالمصدر أَعني المحمود والمذموم ، فقد صار على هذا للفِعْل معنيان : خَلَفْتُه خَلَفاً كنت بعده خَلَفاً منه وبدلاً ، وخَلَفْتُه خَلْفاً جئت بعده ، واسم الفاعل من الأَول خَليفة وخَلِيفٌ ، ومن الثاني خالِفةٌ وخالِفٌ ؛ ومنه قوله تعالى : فاقعُدوا مع الخالفين . قال : وقد صح الفَرْقُ بينهما على ما بَيَّنّاه . وهو من أَبيه خَلَف أَي بدلٌ ، والبدلُ من كل شيء خلَفٌ منه . والخِلافُ : الـمُضادّةُ ، وقد خالَفه مُخالَفة وخِلافاً . وفي المثل : إنما أَنتَ خِلافَ الضَّبُعِ الراكبَ أَي تخالِفُ خِلافَ الضَّبُعِ لأَنَّ الضَّبُعَ إذا رأَت الراكِبَ هَرَبَتْ منه ؛ حكاه ابن الأَعرابي وفسّره بذلك . وقولهم : هو يخالِفُ إلى امرأَة فلان أَي يأَْتيها إذا غاب عنها . وخَلَفَ فلان بعَقِبِ فلان إذا خالفَه إلى أَهله . ويقال : خلَف فلان بعَقبِي إذا فارقه على أَمر فصنع شيئاً آخر ؛ قال أَبو منصور : وهذا أَصح من قولهم إنه يخالفه إلى أَهله . ويقال : إن امرأَة فلان تَخْلُفُ زوجَها بالنزاع إلى غيره إذا غاب عنها ؛ وقدمَ أَعْشَى مازِنٍ على النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، فأَنشده هذا الرجز : إليكَ أَشْكُو ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ ، خَرَجْتُ أَبْغِيها الطَّعامَ في رَجَبْ ، فَخَلَفَتْني بِنزاعٍ وحَرَبْ ، أَخْلَفَتِ العَهْدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ وأَخْلَفَ الغُلامُ ، فهو مُخْلِفٌ إذا راهَقَ الحُلُم ؛ ذكره الأَزهري ؛ وقول أَبي ذؤيب : إذا لَسَعَتْه النَّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَها ، وخالَفَها في بَيْتِ نُوبٍ عَواسِلِ (* قوله « في بيت نوب إلخ » تقدّم ضبطه في مادة دبر لا على هذا الوجه ولعل الصواب في الضبط ما هنا .) معناه دخَل عليها وأَخَذ عَسَلها وهي ترعى ، فكأَنه خالَفَ هَواها بذلك ، ومن رواه وحالَفَها فمعناه لزِمَها . والأَخْلَفُ : الأَعْسَرُ ؛ ومنه قول أَبي كبير الهُذلي : زَقَبٌ ، يَظَلُّ الذئبُ يَتْبَعُ ظِلَّه من ضِيقِ مَوْرِدِه ، اسْتِنانَ الأَخْلَف ؟
قال السكري : الأَخْلَفُ الـمُخالِفُ العَسِرُ الذي كأَنه يَمشي على أَحد شِقَّيْه ، وقيل : الأَخْلَفُ الأَحْوَلُ . وخالفه إلى الشي : عَصاه إليه أَو قصَده بعدما نهاه عنه ، وهو من ذلك . وفي التنزيل العزيز : وما أُريد أَن أُخالِفَكم إلى ما أَنْهاكم عنه . الأَصمعي : خَلَفَ فلان بعَقِبي وذلك إذا ما فارَقَه على أَمْر ثم جاء من ورائه فجعَل شيئاً آخر بعد فِراقِه ، وخَلَفَ له بالسيف إذا جاءه من خَلْفِه فضَرب عُنقه . والخِلافُ : الخُلْفُ ؛ وسُمع غير واحد من العرب يقول إذا سُئل وهو مُقبل على ماء أَو بلد : أَحَسْتَ فلاناً ؟ فيُجِيبُه : خالِفَتي ؛ يريد أَنه ورَدَ الماء وأَنا صادِرٌ عنه . الليث : رجل خالِفٌ وخالِفةٌ أَيّ يُخالِفُ كثيرُ الخِلافِ . ويقال : بعير أَخْلَفُ بيًّنُ الخَلَفِ إذا كان مائلاً على شِقّ . الأَصمعي : الخَلَفُ في البعير أَن يكون مائلاً في شق . ابن سيده : وفي خُلُقِه خالِفٌ وخالِفةٌ وخُلْفةٌ وخِلْفةٌ وخِلَفْنة وخِلَفْناةٌ أَي خِلافٌ . ورجل خِلَفْناة : مُخالِفٌ . وقال اللحياني : هذا رجل خِلَفْناة وامرأَة خِلَفْناة ، قال : وكذلك الاثنان والجمع ؛ وقال بعضهم : الجمع خِلَفْنَياتٌ في الذكور والإناث . ويقال : في خُلُق فلان خلَفْنةٌ مثل دِرَفْسةٍ أَي الخِلافُ ، والنون زائدة ، وذلك إِذا كان مُخالِفاً . وتَخالَفَ الأَمْران واخْتَلَفا : لم يَتَّفِقا . وكلُّ ما لم يَتَساوَ ، فقد تَخالف واخْتَلَفَ . وقوله عز وجل : والنخلَ والزرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُه ؛ أَي في حال اخْتِلافِ أُكُلِه إِن ، قال قائل : كيف يكون أَنـْشأَه في حال اخْتِلافِ أُُكُلُه وهو قد نَشأَ من قبل وقُوع أُكُلِه ؟ فالجواب في ذلك أَنه قد ذكر انشاء بقوله خالِقُ كلِّ شيء ، فأَعلم جل ثناؤه أَن الـمُنْشئ له في حال اخْتِلافِ أُكُلِه هو ، ويجوز أَن يكون أَنشأَه ولا أُكُلَ فيه مختلفاً أُكُله لأَن المعنى مُقَدَّراً ذلك فيه كما تقول : لتَدْخُلَنَّ منزل زيد آكلاً شارباً أَي مُقَدِّراً ذلك ، كما حكى سسيبويه في قوله مررتُ برجل معه صَقْر صائداً به غداً أَي مُقَدِّراً به الصيدَ ، والاسم الخِلْفةُ . ويقال : القوم خِلْفةٌ أَي مُخْتَلِفون ، وهما خِلْفان أَي مختلفان ، وكذلك الأُنثى ؛ قال : دَلْوايَ خِلْفانِ وساقِياهُما أَي إحداهما مُصْعِدةٌ مَلأَى والأُخرى مُنْحَدِرةٌ فارِغةٌ ، أَو إِحداهما جديدة والأُخرى خَلَقٌ . قال الحياني : يقال لكل شيئين اختلفا هما خِلْفان ، قال : وقال الكسائي هما خِلْفَتانِ ، وحكي : لها ولَدانِ خِلْفانِ وخِلْفتانِ ، وله عَبدان خِلْفان إذا كان أَحدهما طويلاً والآخر قصيراً ، أَو كان أَحدهما أَبيضَ والآخر أَسود ، وله أَمتان خِلْفان ، والجمع من كل ذلك أَخْلافٌ وخِلْفةٌ . ونِتاجُ فلان خِلْفة أَي عاماً ذكراً وعاماً أُنثى . وولدت الناقة خِلْفَيْنِ أَي عاماً ذكراً وعاما أَنثى . ويقال : بنو فلان خِلْفةٌ أَي شِطْرةٌ نِصف ذكور ونصف إِناث . والتَّخاليف : الأَلوان المختلفةُ . والخِلْفةُ : الهَيْضةُ . يقال : أَخَذَتْه خِلْفةٌ إذا اخْتَلَفَ إلى الـمُتَوَضَّإِ . ويقال : به خِلفة أَي بَطنٌ وهو الاختلاف ، وقد اخْتَلَف الرجلُ وأَخْلَفَه الدَّواء . والـمَخْلُوفُ : الذي أَصابته خِلفة ورِقَّةُ بَطْنٍ . وأَصبح خالفاً أَي ضعيفاً لا يشتهي الطعام . وخَلَفَ عن الطعام يَخْلُف خُلوفاً ، ولا يكون إلا عن مرَض . الليث : يقال اخْتَلَفْتُ إليه اخْتِلافةً واحدة . والخَلْفُ والخالِف والخالِفةُ : الفاسِدُ من الناس ، الهاء للمبالغة . والخَوالِفُ : النساء المُتَخَلِّفاتُ في البيوت . ابن الأَعرابي : الخُلوفُ الحيّ إذا خرج الرجالُ وبقي النساء ، والخُلُوفُ إذا كان الرجال والنساء مجتمعين في الحيّ ، وهو من الأَضداد . وقوله عز وجل : رضوا بأن يكونوا مع الخَوالِف ؛ قيل : مع النساء ، وقيل : مع الفاسد من الناس ، وجُمِع على فَواعِلَ كفوارِسَ ؛ هذا عن الزجاج . وقال : عَبد خالِفٌ وصاحِب خالِفٌ إذا كان مُخالفاً . ورَجل خالِفٌ وامرأة خالِفةٌ إذا كانت فاسِدةً ومتخلِّفة في منزلها . وقال بعض النحويين : لم يجئْ فاعل مجموعاً على فَواعِلَ إلا قولهم إنه لخالِفٌ من الخَوالِف ، وهالِكٌ من الهَوالِكِ ، وفارِسٌ من الفَوارِس . ويقال : خَلَفَ فلان عن أَصحابه إذا لم يخرج معهم . وفي الحديث : أَن اليهو ؟
قالت لقد علمنا أَن محمداً لم يترك أَهلَه خُلوفاً أَي لم يتركهن سُدًى لا راعِيَ لهنَّ ولا حامِيَ . يقال : حيٌّ خُلوفٌ إذا غاب الرجال وأَقام النساء ويطلق على المقيمين والظَّاعِنين ؛ ومنه حديث المرأَة والمَزادَتَيْنِ : ونَفَرُنا خُلُوفٌ أَي رجالنا غُيَّبٌ . وفي حديث الخُدْريِّ : فأَتينا القوم خُلوفاً . والخَلْفُ : حَدُّ الفَأْسِ . ابن سيده : الخَلْفُ الفَأْس العظيمة ، وقيل : هي الفأْس برأْس واحد ، وقيل : هو رأْس الفأْس والمُوسى ، والجمع خُلوفٌ . وفأْسٌ ذاتُ خِلْفَيْنِ (* قوله « ذات خلفين »، قال في القاموس : ويفتح .) أَي لها رأْسان ، وفأَسٌ ذاتُ خِلْفٍ . والخَلْفُ : المِنْقارُ الذي يُنْقَرُ به الخشب . والخَلِيفان : القُصْرَيانِ . والخِلْفُ : القُصَيْرى من الأَضْلاعِ ، بكسر الخاء (* قوله « بكسر الخاء » أَي وتفتح وعلى الفتح اقتصر المجد .). وضِلَعُ الخِلْفِ : أَقصى الأَضْلاعِ وأَرَقُّها . والخِلْفُ ، بالكسر : واحد أَخْلافِ الضَّرْع وهو طرَفُه . الجوهري : الخِلْفُ أَقصر أَضلاع الجنب ، والجمع خلوف ؛ ومنه قول طرفةَ بن العبد : وطَيُّ مَحالٍ كالحَنِيِّ خُلوفُه ، وأَجْرِنةٌ لُزَّتْ بدَأْيٍ مُنَضَّدِ والخلْفُ : الطُّبْيُ المؤَخَّرُ ، وقيل : هو الضَّرْعُ نفْسُه ، وخص بعضهم به ضرع الناقة وقال : الخِلف ، بالكسر ، حلَمةُ ضَرْعِ الناقة القادِمان والآخِران . وقال اللحياني : الخِلْفُ في الخُفِّ والظِّلْفِ ، والطُّبْيُ في الحافِر والظُّفُر ، وجمع الخِلْف أَخْلافٌ وخُلوفٌ ؛ قال : وأَحْتَمِلُ الأَوْقَ الثَّقِيلَ وأَمْتَري خُلوفَ المَنايا ، حِينَ فَرَّ المُغامِسُ وتقول : خَلَّفَ بناقته تَخْلِيفاً أَي صَرَّ خِلْفاً واحداً من أَخْلافِها ؛ عن يعقوب ؛
وأَنشد لطرفة : وطَيُّ مَحالٍ كالحنيّ خُلُوفُ ؟
قال الليث : الخُلوفُ جمع الخِلْفِ هو الضَّرْعُ نفْسُه ؛ وقال الراجز : كأَنَّ خِلْفَيها إذا ما دَرَّا يريد طُبْيَيْ ضَرْعِها . وفي الحديث : دَعْ داعِيَ اللَّبَنِ . قال : فتركت أَخْلافَها قائمة ؛ الأَخْلافُ جمع خِلف ، بالكسر ، وهو الضرع لكل ذات خُفّ وظِلْفٍ ، وقيل : هو مَقْبِضُ يد الحالب من الضرع . أَبو عبيد : الخَلِيفُ من الجسد ما تحت الإبط ، والخَلِيفانِ من الإبل كالإبْطين من الإنسان ، وخَليفا الناقةِ إبْطاها ، قال كثير : كأَنَّ خَلِيفَيْ زَوْرها ورَحاهُما بُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّما بعدَ صَيْدنِ المكا جُحْرُ الثَّعْلَبِ والأَرْنبِ ونحوه ، والرَّحى الكِرْكِرةُ ، وبُنَى جمع بُنْيةٍ ، والصَّيْدن هنا الثعلب ؛ وقيل : دُوَيْبَّةٌ تعمل لها بيتاً في الأَرض وتُخْفيه . وحلَبَ الناقة خَلِيفَ لِبَئِها ، يعني الحلْبة التي بعد ذَهاب اللِّبا . وخلَفَ اللبنُ وغيره وخلُفَ يَخْلُفُ خُلوفاً فيهما : تغَيَّر طَعْمُه وريحه . وخلَفَ اللبنُ يَخْلُفُ خُلوفاً إذا أُطيل إنْقاعُه حتى يَفْسُدَ . وخَلَفَ النبيذُ إذا فسَد ، وبعضهم يقول : أَخْلَفَ إذا حَمُضَ ، وإنه لطَيِّبُ الخُلْفةِ أَي طيِّبُ آخِر الطعْم . الليث : الخالِفُ اللحم الذي تَجِدُ منه رُوَيحةً ولا بأْسَ بمَضْغِه . وخَلَفَ فُوه يَخْلُفُ خُلوفاً وخُلوفة وأَخْلَفَ : تغَيَّر ، لغة في خَلَفَ ؛ ومنه : ونَوْم الضُّحى مَخْلَفةٌ للفم أَي يُغَيِّرُه . وقال اللحياني : خَلَف الطعامُ والفم وما أَشبههما يَخْلُفُ خُلوفاً إذا تغيَّر . وأَكل طعاماً فَبَقِيَتْ في فيه خِلْفةٌ فتغير فُوه ، وهو الذي يَبْقى بين الأسنان . وخلَفَ فَمُ الصائم خُلوفاً أَي تغيرت رائحتُه . وروي عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم : ولَخُلُوفُ فم الصائم ، وفي رواية : خِلْفةُ فمِ الصائم أَطيبُ عندَ اللّه مِن رِيحِ المِسْكِ ؛ الخِلْفةُ ، بالكسر : تغَيُّرُ ريحِ الفم ، قال : وأَصلها في النبات أَن ينبت الشيء بعد الشيء لأَنها رائحةٌ حديثةٌ بعد الرائحة الأُولى . وخلَف فمُه يخلُفُ خِلْفةً وخُلوفاً ؛ قال أَبو عبيد : الخُلوف تغير طعم الفم لتأَخُّرِ الطعام ومنه حديث عليّ ، عليه السلام ، حين سُئل عن القُبْلة للصائم فقال : وما أَرَبُك إلى خُلوف فيها . ويقال : خَلَفَتْ نفْسه عن الطعام فهي تَخْلُفُ خُلوفاً إذا أَضرَبَت عن الطعام من مرض . ويقال : خلَفَ الرجل عن خُلُق أَبيه يَخْلُف خُلوفاً إذا تغَيَّر عنه . ويقال : أَبيعُكَ هذا العَبْدَ وأَبْرَأُ إليك من خُلْفَتِه أَي فَسادِه ، ورجُل ذو خُلْفةٍ ، وقال ابن بُزرج : خُلْفَةُ العبدِ أَن يكون أَحْمَقَ مَعْتُوهاً . اللحياني : هذا رجل خَلَفٌ إذا اعتزل أَهلَه . وعبد خالِفٌ : قد اعتزل أَهلَ بيته . وفلان خالِفُ أَهلِ بيته وخالِفَتُهم أَي أَحمقهم أَو لا خَيْرَ فيه ، وقد خَلَفَ يَخْلُفُ خَلافة وخُلوفاً . والخالفةُ : الأَحْمَقُ القليلُ العقْلِ . ورجل أَخْلَفُ وخُلْفُفٌ مَخْرَجَ قُعْدُدٍ . وامرأة خالفةٌ وخَلْفاء وخُلْفُفة وخُلْفُفٌ ، بغير هاء : وهي الحَمْقاء . وخلَفَ فلان أَي فسَد . وخلَفَ فلان عن كلّ خير أَي لم يُفْلِح ، فهو خالِفٌ وهي خالِفة . وقال اللحياني : الخالِفةُ العَمودُ الذي يكون قُدَّامَ البيتِ . وخلَفَ بيتَه يَخْلُفُه خَلْفاً : جعل له خالِفةً ، وقيل : الخالِفةُ عَمُودٌ من أَعْمِدة الخِباء . والخَوالِفُ : العُمُد التي في مُؤَخَّر البيت ، واحدتها خالِفةٌ وخالِفٌ ، وهي الخَلِيفُ . اللحياني : تكون الخالِفةُ آخِرَ البيت . يقال : بيت ذو خالِفَتَيْن . والخَوالِفُ : زَوايا البيت ، وهو من ذلك ، واحدتها خالِفةٌ . أَبو زيد : خالِفةُ البيتِ تحتَ الأَطناب في الكِسْر ، وهي الخَصاصةُ أَيضاً وهي الفَرْجة ، وجمع الخالفة خَوالِفُ وهي الزَّوايا ؛
وأَنشد : فأَخفت حتى هتكوا الخَوالِفا وفي حديث عائشة ، رضي اللّه عنها ، في بِناء الكعبة :، قال لها لَوْلا حِدْثان قَوْمِك بالكفر بَنَيْتُها على أَساس إبراهيمَ وجعلت لها خَلْفَيْن ، فإن قُريشاً اسْتَقْصَرَتْ من بِنائها ؛ الخَلْفُ : الظَّهرُ ، كأَنه أَراد أَن يجعل لها بابين ، والجِهةُ التي تُقابِل البابَ من البيت ظهرُه ، فإذا كان لها بابان فقد صار لها ظَهْرانِ ، ويروى بكسر الخاء ، أَي زِيادَتَيْن كالثَّدْيَيْنِ ، والأَول الوجه . أَبو مالك : الخالِفةُ الشُّقّةُ المؤخَّرةُ التي تكون تحت الكِفاء تحتَها طرَفُها مـما يلي الأَرض من كِلا الشِّقَّين . والإخْلافُ : أَن يُحَوَّلَ الحَقَبُ فيجعل مـما يَلي خُصْيَيِ البعير لئلا يُصيبَ ثِيله فيَحْتَبِسَ بولُه ، وقد أَخْلَفَه وأَخْلَفَ عنه . وقال اللحياني : إنما يقال أَخْلِفِ الحَقَبَ أَي نَحِّه عن الثِّيلِ وحاذِ به الحَقَبَ لأَنه يقال حَقِبَ بولُ الجملِ أَي احْتَبَسَ ، يعني أَن الحَقَب وقَع على مَبالِه ، ولا يقال ذلك في الناقة لأَن بولها من حَيائها ، ولا يبلغ الحقَبُ الحَياء . وبعير مَخْلوفٌ : قد شُقَّ عن ثِيله من خَلْفِه إذا حَقِبَ . والإخْلافُ : أَن يُصَيَّرَ الحَقَبُ وراء الثِّيلِ لئلا يَقْطَعَه . يقال : أَخْلِفْ عن بعيرك فيصير الحقب وراء الثيل . والأَخْلَفُ من الإبل : المشقوقُ الثيل الذي لا يستقرّ وجَعاً . الأَصمعي : أَخْلَفْتَ عن البعير إذا أَصابَ حَقَبُه ثِيلَه فيَحْقَبُ أَي يَحْتَبِسُ بولُه فتحَوِّلُ الحَقَبَ فتجعلُه مما يلي خُصْيَي البعير . والخُلْفُ والخُلُفُ : نقِيضُ الوَفاء بالوعْد ، وقيل : أَصله التَّثْقِيلُ ثم يُخَفَّفُ . والخُلْفُ ، بالضم : الاسم من الإخلاف ، وهو في المستقبل كالكذب في الماضي . ويقال : أَخْلَفه ما وَعَده وهو أَن يقول شيئاً ولا يفْعَله على الاستقبال . والخُلُوفُ كالخُلْفِ ؛ قال شُبْرمةُ بن الطُّفَيْل : أَقِيمُوا صُدُورَ الخَيْلِ ، إنَّ نُفُوسَكُمْ لَمِيقاتُ يَومٍ ، ما لَهُنَّ خُلُوفُ وقد أَخْلَفَه ووعَده فأَخْلفَه : وجَده قد أَخْلَفَه ، وأَخْلَفَه : وجدَ مَوْعِدَه خُلْفاً ؛ قال الأَعشى : أَثْوى وقَصَّرَ لَيْلَةً ليُزَوَّدا ، فمَضَتْ ، وأَخْلَفَ مِنْ قُتَيلة مَوْعِدا أَي مضت الليلة . قال ابن بري : ويروى فمضى ، قال : وقوله فمضى الضمير يعود على العاشق ، وقال اللحياني : الإخْلافُ أَن لا يَفي بالعهد وأَن يَعِدَ الرجلُ الرجلَ العِدةَ فلا يُنجزها . ورجل مُخْلِفٌ أَي كثير الإخْلافِ لوَع "