دشَّ / دشَّ في دَشَشْتُ ، يَدُشّ ، ادْشُشْ / دُشَّ ، دَشًّا ، فهو داشّ ، والمفعول مَدْشوش ودشيش
دَشَّ الخَطِيبُ فِي كَلامِهِ : أكْثَرَ مِنْهُ
دَشَّ فِي الأَرْضِ : سَارَ فِيهَا
دَشَّ الدَّشِيشَةَ : اِتّخَذَهَا
دَشَّ الحَبَّ : جَرَشَهُ
دشَّ الكلامَ/ دشَّ في الكلام: لغا؛ أكْثرَ منه دون تمعّن
دشَّشَ : (فعل)
دشَّشَ يُدشِّش ، تَدْشيشًا ، فهو مُدشِّش ، والمفعول مُدشَّش
دشَّش الحبَّ: جرشه؛ كسَّره أجزاء صغيرة
مَدْش : (اسم)
مَدْش : مصدر مَدَشَ
مُدْش : (اسم)
مُدْش : جمع أَمْدَشُ
مُدْش : (اسم)
مُدْش : جمع مَدْشَاءُ
مُدشَّن : (اسم)
مُدشَّن : اسم المفعول من دَشَّنَ
مُدشِّن : (اسم)
مُدشِّن : فاعل من دَشَّنَ
,
دشش(المعجم لسان العرب)
"الدّشّ: اتخاذُ الدَّشِيشةِ، وهي لغة في الجَشِيشة، قال الأَزهري: ليست بلغة ولكنها لُكْنة، وروي عن أَبي الوليد بن طَخْفةَ الغِفاري، قال: كان أَبي من أَصحاب الصُّفَّة وكان رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم،يأْمرُ الرجلَ يأْخذ بيد الرجُلين حتى بقِيتُ خامسَ، خمسةٍ فقال رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم: انطلقوا، فانطلقنا معه إِلى بيت عائشة فقال: يا عائشةُ أَطعِمِينا، فجاءت بِدَشِيشةٍ فأَكلْنا ثم جاءت بحَيْسةٍ مثل القَطا فأَكلنا ثم جاءت بعُسٍّ عظيم فشرِبْنا ثم انطلقنا إِلى المسجد؛ قال الأَزهري: فدل هذا الحديثُ أَن الدشيشة لغةٌ في الجشيشة. "
,
أتدْعون بَعْلا(المعجم كلمات القران)
- انظر التحليل و التفسير المفصل
أتعبدون الصّـنم المسمّى بعلا سورة : الصافات ، آية رقم : 125
دثر(المعجم لسان العرب)
" الدُّثُورُ : الدُّرُوسُ . وقد دَثَرَ الرَّسْمُ وتَداثَرَ ودَثَرَ الشيءُ يَدْثُرُ دُثُوراً وانْدَثَر : قَدُمَ ودَرَسَ ؛ واستعار بعض الشعراء ذلك للحَسَبِ اتساعاً فقال : في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ ، عند القِتالِ قَدِيمُهُمْ لم يَدْثُرِ أَي حَسَبُهُمْ لم يَبْلَ ولا دَرَسَ . وسيفٌ داثِرٌ : بعيد العهد ، بالصِّقالِ . ورجل خاسِرٌ داثِرٌ : إِتباع ، وقيل : الدَّاثِرُ هنا الهالك ، وروي عن الحسن أَنه ، قال : حادِثُوا هذه القلوب بذكر الله فإِنها سريعة الدُّثُورِ ؛ قال أَبو عبيد : سريعة الدُّثُور يعني دُرُوس ذكر الله وامِّحاءَهُ منها ، يقول : اجْلُوها واغسلوا الرَّيْنَ والطَّبَعَ الذي علاها بذكر الله . ودُثُورُ النفوس : سُرْعَةُ نِسْيانِها ، تقول للمنزل وغيره إِذا عَفَا ودَرَسَ : قد دَثَرَ دُثُوراً ؛ قال ذو الرمة : أَشاقَتْكَ أَخْلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثِرِ وقال شمر : دُثُورُ القلوب امِّحاءُ الذكر منها ودُرُوسُها ، ودُثُورُ النفوس : سُرْعَةُ نسيانها . ودَثَرَ الرجلُ إِذا علته كَبْرَةٌ واسْتِسْنانٌ . وقال ابن شميل : الدَّثَرُ الوَسَخُ . وقد دَثَرَ دُثُوراً إِذا اتسخ . ودَثَرَ السيفُ إِذا صَدِئَ . وسيف داثِرٌ : وهو البعيد العهد بالصِّقالِ ؛ قال الأَزهري : وهذا هو الثواب يدل عليه قوله : حادِثُوا هذه القلوبَ أَي اجْلُوها واغسلوا عنها الدَّثَرَ والطَّبَعَ بذكر الله تعالى كما يُحادَثُ السيفُ إِذا صُقِلَ وجُلِيَ ؛ ومنه قول لبيد : كَمِثْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقالِ أَي جُلِيَ وصُقِلَ ؛ وفي حديث أَبي الدرداء : أَن القلب يَدْثُرُ كما يَدْثُرُ السيف فجلاؤه ذكر الله أَي يَصْدَأُ كما يصدأُ السيف ، وأَصل الدُّثُورِ الدُّرُوسُ ، وهو أَن تَهُبَّ الرياحُ على المنزل فَتُغَشِّي رُسُومَهُ الرملَ وتغطيها بالتراب . وفي حديث عائشة : دَثَرَ مكانُ البيت فلم يَحُجَّهُ هود ، عليه السلام . ودَثَرَ الطائرُ تَدْثِيراً : أَصلح عُشَّهُ . وتَدَثَّرَ بالثوب : اشتمل به داخلاَ فيه . والدِّثارُ : ما يُتَدَثَّرُ به ، وقيل : هو ما فوق الشِّعارِ . وفي الصحاح : الدِّثار كل ما كان فوق الثياب من الشعار . وقد تَدَثِّرَ أَي تَلَفَّفَ في الدِّثار . وفي حديث الأَنصار : أَنتم الشِّعارُ والناس الدِّثارُ ؛ الدِّثارُ : هو الثوب الذي يكون فوق الشِّعارِ ، يعني أَنتم الخاصَّةُ والناسُ العامَّةُ . ورجل دَثُورٌ : مُتَدَثِّرٌ ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد : أَلم تَعْلَمِي أَنَّ الصَّعالِيكَ نَوْمُهُمْ قليلٌ ، إِذا نامَ الدَّثُورُ المُسالِمُ ؟ والدِّثارُ : الثوب الذي يُسْتَدْفَأُ به من فوق الشِّعارِ . يقال : تَدَثَّرَ فلانٌ بالدِّثارِ تَدَثُّراً وادَّثَرَ ادِّثاراً ، فهو مُدَّثِّرٌ ، والأَصل مُتَدَثِّر أُدغمت التاء في الدال وشدّدت . وقال الفرّاء في قوله تعالى : يا أَيها المُدَّثِّرُ ؛ يعني المُتَدَثِّر بثيابه إِذا نام . وفي الحديث : كان إِذا نزل عليه الوحي يقول دثِّرُوني دَثِّرُوني ؛ أَي غَطُّوني بما أَدْفَأُ به . والدَّثُورُ : الكَسْلان ؛ عن كراع . والدَّثُور أَيضاً : الخامل النَّؤُوم . والدَّثْرُ ، بالفتح : المال الكثير ، لا يثنى ولا يجمع ، يقال : مال دَثْرٌ ومالانِ دَثْرٌ وأَموالٌ دَثْرٌ ، وقيل : هو الكثير من كل شيء ؛ وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه قيل له : ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ ؛ قال أَبو عبيد : واحد الدُّثُور دَثْرٌ ، وهو المال الكثير ؛ يقال : هم أَهلُ دَثْرٍ ودُثُورٍ ، ومالٌ دَثْرٌ ؛ وقال امرؤ القيس : لَعَمْرِي لَقَوْمٌ قد تَرَى في دِيارِهِمْ مَرَابِطَ لِلأَمْهارِ والعَكَرِ الدَّثِرْ يعني الإِبل الكثيرة فقال الدَّثِرْ والأَصل الدَّثْر فحرّك الثاء ليستقيم له الشعر . الجوهري : وعَسْكَرٌ دَثْرٌ أَي كثير إِلاَّ أَنه جاء بالتحريك . وفي حديث طَهْفَةَ : وابْعَثْ راعِيَها في الدَّثْرِ ؛ أَراد بالدَّثْرِ ههنا الخِصْبَ والنباتَ الكثير . أَبو عمرو : المُتَدَثِّر من الرجال المَأْبُونُ ، قال : وهو المُتَدَأَّمُ والمُتَدَهَّمُ والمِثْفَرُ والمِثْفَارُ . ورجل دَثْرٌ : غافل ، وداثِرٌ مثله ؛ وقول طفيل : إِذا سَاقَها الرّاعِي الدَّثُورُ حَسِبْتَها رِكابَ عِرَاقِيٍّ ، مَواقِيرَ تَدْفَعُ الدَّثُور : البطيء الثقيل الذي لا يكاد يبرح مكانَهُ . ودَثَرَ الشجرُ : أَوْرَقَ وتَشَعَّبَتْ خِطْرَتُه . ودَاثِرٌ : اسم ؛ قال السيرافي : لا أَعرفه إِلاَّ دِثاراً . وتَدَثَّرَ فَرَسَه : وَثَبَ عليها فركبها ، وفي المحكم : ركبها وجال في مَتْنِها ، وقيل : ركبها من خلفها ؛ ويستعار في مثل هذا ، قال ابن مقبل يصف غيثاً : أَصَاخَتْ له فُدْرُ اليَمامَةِ ، بعدما تَدَثِّرَها من وَبْلِهِ ما تَدَثَّرا وتَدَثَّرَ الفحلُ الناقة أَي تَسَنَّمَها . "
درب(المعجم لسان العرب)
" الدَّرْبُ : مَعروف . قالوا : الدَّرْبُ بابُ السِّكَّة الواسِعُ ؛ وفي التهذيب : الواسِعة ، وهو أَيضاً البابُ الأَكبَر ، والمعنى واحدٌ ، والجمع دِرابٌ . أَنشد سيبويه : مِثْل الكِلابِ ، تَهِرُّ عند دِرابِها ، * ورِمَتْ لهَازِمُها مِنَ الخِزْبازِ وكلُّ مَدْخلٍ إِلى الرُّومِ : دَرْبٌ من دُرُوبِها . وقيل : هو بفتح الراءِ ، للنافِذِ منه ، وبالسكون لغيرِ النَّافِذِ . وأَصل الدَّرْبِ : المضِيقُ في الجِبالِ ؛ ومنه قَولُهُم : أَدْرَب القومُ إِذا دَخَلُوا أَرضَ العَدُوِّ من بلادِ الرُّوم . وفي حديث جَعْفرِ بنِ عمرو : وأَدْرَبْنا أَي دَخَلْنا الدَّرْبَ . والدَّرْبُ : الـمَوْضِعُ الذي يُجْعلُ فيه التَّمْرُ لِيَقِبَّ . ودَرِبَ بالأَمـْرِ دَرَباً ودُرْبَةً ، وتَدَرَّبَ : ضَرِيَ ؛ ودَرَّبَه به وعليه وفيه : ضَرَّاهُ . والمُدَرَّبُ من الرِّجالِ : الـمُنَجَّذُ . والـمُدَرَّبُ : الـمُجَرَّبُ . وكلُّ ما في معناه مـما جاءَ على بِناءِ مُفَعَّلٍ ، فالكسر والفتح فيه جائزٌ في عَيْنِه ، كالـمُجَرَّبِ والـمُجَرَّسِ ونحوه ، إِلاَّ الـمُدَرَّبَ . وشيخٌ مُدَرَّبٌ أَي مُجَرَّبٌ . والـمُدَرَّب أَيضاً : الذي قد أَصابَتْه البَلايا ، ودَرَّبَتْه الشَّدائِد ، حتى قَوِيَ ومَرِنَ عليها ؛ عن اللحياني ، وهو من ذلك . والدُّرَّابَة : الدُّرْبَة والعادة ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد : والحِلْمُ دُرَّابةٌ ، أَو قُلْتَ مَكْرُمةٌ ، * ما لم يُواجِهْكَ يوماً فيه تَشْمِيرُ والتَّدْريبُ : الصَّبْرُ في الحَرْبِ وقْتَ الفِرارِ ، ويقال : دَرِبَ . وفي الحديث عن أَبي بكر ، رضي اللّه عنه : لا تَزالون تَهْزِمونَ الرُّومَ ، فإِذا صاروا إِلى التَّدْريبِ ، وقَفَتِ الحَرْبُ ؛ أَراد الصَّبْر في الحربِ وقتَ الفِرارِ ؛ قال : وأَصلُه من الدُّرْبة : التَّجْرِبةِ ، ويجوز أَن يكون من الدُّروبِ ، وهي الطُّرُقُ ، كالتَّبْويبِ من الأَبْوابِ ؛ يعني أَن المسالِكَ تَضِيقُ ، فَتَقِفُ الحَرْبُ . وفي حديث عمران بن حصين : وكانتْ ناقة مُدَرَّبةً أَي مُخَرَّجةً مُؤَدَّبةً ، قد أَلِفَتِ الرُّكُوبَ والسَّيرَ أَي عُوِّدَتِ الـمَشْيَ في الدُّروبِ ، فصارَتْ تَأْلَفُها وتَعْرِفُها ولا تَنْفِرُ . والدُّرْبةُ : الضَّراوة . والدُّرْبةُ : عادةٌ وجُرْأَةٌ على الحَرْبِ وكلِّ أَمرٍ . وقد دَرِبَ بالشيءِ يَدْرَبُ ، ودَرْدَبَ به إِذا اعتادَه وضَرِيَ به . تقول : ما زِلْتُ أَعْفُو عن فلانٍ ، حتى اتَّخذَها دُرْبةً ؛ قال كعب بن زهير : وفي الحِلْمِ إِدْهانٌ ، وفي العَفْوٍ دُرْبةٌ ، * وفي الصِّدقِ منْجاةٌ من الشَّرِّ ، فاصْدُقِ < ص : ؟
قال أَبو زيد : دَرِبَ دَرَباً ، ولَهِجَ لَهجاً ، وضَرِيَ ضَرًى إِذا اعْتادَ الشيءَ وأُولِعَ به . والدَّارِبُ : الحاذِقُ بصناعتِه . والدَّارِبةُ : العاقِلة . والدَّارِبةُ أَيضاً : الطَّبَّالة . وأَدْرَب إِذا صَوّت بالطَّبْل . ومن أَجناسِ البَقَر : الدِّرابُ ، مـما رَقَّتْ أَظْلافُه ، وكانت له أَسْنِمَةٌ ، ورَقَّتْ جُلُودُه ، واحدُها دَرْبانِيٌّ ؛ وأَما العِرابُ : فما سَكَنَتْ سَرَواتُه ، وغَلُظَت أَظلافُه وجُلودُه ، واحدُها عَرَبِيٌّ ؛ وأَما الفِراشُ : فما جاءَ بين العِرابِ والدِّرَابِ ، وتكون لها أَسْنِمَةٌ صغارٌ ، وتَسْتَرْخي أَعيابُها ، الواحِدُ فَريشٌ . ودَرَّبْتُ البازِيَّ على الصيد أَي ضَرَّيْته . ودَرَّبَ الجارحة : ضَرَّاها على الصيد . وعُقابٌ دارِبٌ ودَرِبة : كذلك . وجَمَلٌ دَرُوبٌ ذَلولٌ : وهو من الدُّرْبة . قال اللحياني : بَكْرٌ دَرَبوتٌ وتَرَبُوت أَي مُذَلَّلٌ ؛ وكذلك ناقةٌ دَرَبُوتٌ ، وهي التي إِذا أَخَذْتَ بِمشْفَرِها ، ونَهَزْتَ عينها ، تَبِعَتْكَ . وقال سيبويه : ناقةٌ تَرَبُوتٌ : خِيارٌ فارِهةٌ ، تاؤُه بَدَلٌ من دال دَرَبُوتٍ . وقال الأَصمعيّ : كل ذَلُول تَرَبُوتٌ من الأَرض وغيرها ، التاءُ في كلّ ذلك بدلٌ من الدَّالِ ، ومن أَخَذَه من التُّرْبِ أَي إِنه في الذِّلَّة كالتُّرْب ، فتاؤُه وضع غير مُبدلة . وتَدَرَّبَ الرجلُ : تَهَدّأَ . ودَرَابْ جِردَ : بَلَدٌ من بلادِ فارِسَ ، النَّسَبُ إِليه دَرَاوَرْدِيٌّ ، وهو من شاذّ النَّسَب . ابن الأَعرابي : دَرْبَى فلانٌ فلاناً يُدَرْبِيه إِذا أَلقاه ؛
وأَنشد : اعْلَوَّطَا عَمْراً ، ليُشْبِياهُ * في كلِّ سوءٍ ، ويُدَرْبِياهُ يُشْبِياهُ ويُدَرْبياه أَي يُلْقِيانه . ذكرها الأَزهري في الثلاثي هنا ، وفي الرُّباعي في دَرْبى . الأَزهري في كتاب الليث : الدَّرَبُ داءٌ في الـمَعِدة . قال : وهذا عندي غلط ، وصوابه الذَّرَبُ ، داءٌ في الـمَعِدة ، وسيأْتي ذكره في كتاب الذال المعجمة . "
دجج(المعجم لسان العرب)
" دَجَّ القَوْمُ يَدِجُّونَ دَجّاً ودَجِيجاً ودَجَجاناً : مَشَوْا مَشْياً رُوَيْداً في تَقارُبِ خَطْوٍ ؛ وقيل : هو أَن يقبلوا ويدبروا ؛ وقيل : هو الدبيب بعينه . ودَجَّ يَدِجُّ إِذا أَسرع ، ودَجَّ يَدِجُّ ودَبَّ يَدِبُّ ، بمعنى :، قال ابن مقبل : إِذا سَدَّ بالمَحْلِ آفاقَها جَهامٌ ، يَدِجُّ دَجِيجَ الظُّعُن ؟
قال ابن السكيت : لا يقال يَدِجُّون حتى يكونوا جماعة ، ولا يقال ذلك للواحد ، وهم الدَّاجَّةُ . وفي الحديث :، قال لرجلٍ أَين نزلت ؟، قال : بالشق الأَيسر من منة ، قال : ذاك منزل الداجِّ فلا تنزله . ودَجَّ البيتُ إِذا وَكَفَ . وأَقبل الحاجُّ والدَّاجُّ : الذين يحجون ، والداجُّ : الذين معهم من الأُجراء والمُكارينَ والأَعوان ونحوهم ، لأَنهم يَدِجُّونَ على الأَرض أَي يَدِبُّونَ ويَسْعَوْنَ في السفر ، وهذان اللفظان وإِن كانا مفردين فالمراد بهما الجمع ، كقوله تعالى : مستكبرين به سامِراً تَهْجُرُونَ . وقيل : هم الذين يدبون في آثارهم من التجار وغيرهم . وفي حديث ابن عمر : رأَى قوماً في الحجِّ لهم هيئة أَنكرها ، فقال : هؤلاء الداجُّ وليسوا بالحاجِّ . الجوهري : وأَما الحديث : ما تركت من حاجَةٍ ولا داجَةٍ إِلا أَتَيْتُ ، فهو مخفف ، إِتباع للحاجة . قال ابن بري : ذِكْرُ الجوهري هذا في فصل دجج وَهَمٌ منه ، لأَن الداجة أَصلها دوجة ، كما أَن حاجة أَصلها حوجة ، وحكمها حكمها ، وإِنما ذكر الجوهري الداجة في فصل دجج لأَنه توهمها من الداجَّةِ الجماعةِ الذين يَدِجُّونَ على الأَرض أَي يَدِبُّون في السير ، وليست هذه اللفظة من معنى الحاجة في شيء . ابن الأَثير : وفي الحديث ، قال لرجل : ما تركت حاجَّة ولا داجَّة . قال ؛ وهكذا جاء في رواية ، بالتشديد . قال الخطابي : الحاجَّةُ القاصدون البيت ، والدَّاجَّةُ الراجعون ، والمشهور هو بالتخفيف ، وأَراد بالحاجة الصغيرى ، وبالداجة الكبيرة ، وهو مذكور في موضعه . وفي كلام بعضهم : أَمَا وَحَواجِّ بيت الله ودَواجِّه لأَفْعَلَنَّ كذا وكذا . وقال أَبو عبيد : في حديث ابن عمر هؤلاء الداجُّ وليسوا بالحاجِّ ، قال : هم الذي يكونون مع الحاج مثل الأُجراء والجمَّالين والخدم وما أَشبههم ؛ وقيل : إِنما قيل لهم داجّ لأَنهم يدجون على الأَرض . والدَّجَجانُ : هو الدَّبِيبُ في السير ؛
قال أَبو عبيد : فأَراد ابن عمر أَن هؤلاء لا حج لهم ، وليس عندهم شيء إِلاَّ أَنهم يسيرون ويَدِجُّونَ ، ولا حج لهم . أَبو زيد : الداجُّ التُّبَّاعُ والجَمَّالُون ، والحاجُّ أَصحاب النيَّات ، والزَّاجُّ المراؤُون . والدِّجاجة والدِّجاجةُ : معروفة ، سميت بذلك لإقبالها وإِدبارها ، تقع على الذكر والأُنثى ، لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس ، مثل حمامة وبطة ؛ أَلا ترى إِلى قول جرير : لَمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ ، أَرَّقَني صَوْتُ الدَّجاجِ ، وضَرْبٌ بالنَّواقيس إِنما يعني زُقَاءَ الدُّيوك ؟ والجمع دَجَاجٌ ودِجَاجٌ ودَجائج ، وفتح الدال أَفصح ، فأَما دجائج فجمع ظاهر الأَمر ، وأَما دِجاجٌ فقد يكون جمع دجاجَةٍ كَسِدْرَةٍ وسِدَرٍ ، في أَنه ليس بينه وبين واحدة إِلا الهاء ، وقد يكون تكسير دجاجة على أَن تكون الكسرة في الجمع غير الكسرة التي كانت في الواحد ، والأَلف غير الأَلف لكنها كسرة الجمع وأَلفه ، فتكون الكسرة في الواحد ككسرة عين عِمامة ، وفي الجمع ككسرة قاف قِصاع وجيم حِفان . وقد يكون جمع دجاجة على طرح الزائد ، كقولك صَحْفَة وصِحاف فكأَنه حينئذ جمع دَجَّةٍ . وأَما دَجاجٌ فمن الجمع الذي ليس بينه وبين واحده إِلا الهاء كحمامة وحمام ويمامة ويمام . قال سيبويه : وقالوا دَجاجةٌ ودَجاجٌ ودَجاجاتٌ ، قال : وبعضهم يقول دِجاج ودَجاج ودَجاجات ودِجاجات ؛ وقول جرير : صوتُ الدَّجاج وقَرْعٌ بالنَّواقِيس ؟
قال : أَراد أَرَّقني انتظار صوت الدجاج أَي الديوك ، وذلك أَنه كان مُزمِعاً سَفَراً فأَرِقَ ينتظره . ودِجْ دِجْ : دعاؤك بالدَّجاجة . ودَجْدَجَ بالدُّجاجة : صاح بها فقال : دِجْ دِجْ . ودَجْدَجْتُ بها وكَرْكَرْتُ أَي صِحْتُ . ودَجْدَجَتِ الدَّجاجةُ في مشيها : عَدَتْ . والدُّجُّ : الفَرُّوج ؛ قال : والدِّيكُ والدُّجُّ مع الدَّجاج وقيل : الدُّجُّ مولَّد ؛ وقيل في قول لبيد : باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجاجَ بِسُحْرَةٍ انه أَراد الديك وصَقِيعَه في سُحْرَةٍ . التهذيب : وجمع الدَّجاج دُجُجٌ . والدَّجاجُ : الكُبَّةُ من الغَزْلِ ، وقيل : الحِفْشُ منه ، وجَمْعُها دَجاجٌ ؛
وأَنشد قول أَبي المقدام الخزاعي في أُحْجِيَّتِه : وعَجُوزاً رأَيتُ باعَتْ دَجاجاً ، لمْ يُفَرِّخْنَ ، قد رأَيتُ عُضالا ثُمَّ عادَ الدَّجاجُ مِنْ عَجَبِ الدَّهرِ فَراريجَ ، صِبْيَةً أَبْذالا والدِّجاجُ هذا جمع دَجاجةٍ لكُبَّةِ الغَزْلِ . والفَراريجُ : جمع فَرُّوج للدُّرَّاعة والقَباءِ . والأَبْذالُ : التي تبتذل في اللباس . والدَّجاجةُ : ما نَتَأَ من صَدْرِ الفَرَسِ ؛
قال : بانتْ دَجاجَتُه عن الصَّدْرِ وهما دَجاجتان عن يمين الزَّوْرِ وشماله ؛ قال ابن بُراقة الهَمْداني : يَفْتَرُّ عن زَوْرِ دَجاجَتَيْنِ والدُّجَّةُ ، بالضم : شدّة الظلمة . وقد تَدَجْدَجَ الليلُ ؛ وليلٌ دَجوجٌ ودَجوجيٌّ ودُجاجي ودَيْجُوجٌ : مظلم . وليلة دَيْجُوجٌ : كظلمة . ودَجْدَجَ الليلُ : أَظلم . وجمع الدَّيْجُوجِ دَياجِيجٌ ودَياجٍ ، وأَصله دَياجِيجٌ ، فخففوه بحذف الجيم الأَخيرة ؛ قال ابن سيده : التعليل لابن جني . وشَعَرٌ دَجوجِيٌّ ودَجِيجٌ : أَسود ؛ وقيل : الدَّجِيجُ والدَّجْداجُ : الأَسود من كل شيء . وليلة دَجْداجَةٌ : شديدة الظلمة . ودَجَّجَتِ السماءُ تَدْجِيجاً : غَيَّمَت . وتَدَجَّجَ في سلاحه : دخل . والمُدَجِّجُ والمُدَجَّجُ : المُتَدَجِّجُ في سلاحه . أَبو عبيد : المُدَجْدِجُ اللابس السلاح التام ؛ وقال شمر : ويقال مُدَجِّجٌ أَيضاً . الليث : المُدَجِّجُ الفارس الذي قد تَدَجَّجَ في شِكَّتِه أَي شاكُّ السِّلاحِ ، قال أَي دخل في سلاحه كأَنه تغطى به . وفي حديث وهب : خرج داودُ مُدَججاً في السلاح ، روي بكسر الجيم وفتحها ، أَي عليه سلاح تام ، سُمي به لأَنَه يَدِجُّ أَي يمشي رُوَيْداً لثقله ؛ وقيل : لأَنه يتغطى به ، من دجَّجَتِ السماءُ إِذا تَغَيَّمَت . والمُدَجَّجُ الدُّلْدُلُ من القنافذ . ابن سيده : والمُدَجَّجُ القنفذ ، قال : أُراه لدخوله في شوكه ؛ وإِياه عنى الشاعر بقوله : ومُدَجَّجٍ يَسْعَى بِشِكَّتِه ، مُحْمَرَّةٍ عَيْناه كالكَلْبِ الأَصمعي : دَجَجْتُ السِّتْرَ دَجّاً إِذا أَرخيته ، فهو مَدْجُوجٌ . ابن الأَعرابي : الدُّجُجُ الجبال السود ، والدُّجُجُ أَيضاً : تراكم الظلام . والدُّجَّةُ : شدة الظلمة ، ومنه اشتقاق الدَّيْجُوج بمعنى الظلام . وليل دَجُوجِيٌّ وشعر دَجُوجِيٌّ وسواد دَجُوجِيٌّ ، وتَدَجْدَجَ الليلُ ، فهي دَجْداجَةٌ ؛
وأَنشد : إِذا رِداءُ ليلةٍ تَدَجْدَجا وبَعِير دَجُوجِيٌّ وناقة دَجُوجِيَّة أَي شديدة السواد . وناقة دَجَوْجاةٌ : منبسطة على الأَرض . والدِّجَّةُ : جلدة قدر أُصبعين توضع في طرف السَّيْر الذي تعلق به القوس ، وفيه حلقة فيها طرف السير . ودِجاجَةُ : اسم امرأَة (* قوله « ودجاجة اسم امرأة »، قال الوزير أَبو القاسم المغربي في أنسابه : فأما الأسماء فكلها دجاجة بكسر الدال ، فمن ذلك دجاجة بنت صفوان شاعرة اهـ . من شرح القاموس باختصار .). ودَجُوجٌ : موضع ؛ قال أَبو ذؤَيب : فإِنَّكَ عَمْري ، أَيَّ نَظْرَةِ عاشِقٍ نَظَرْتَ ، وقُدْسٌ دُونَنا ودَجُوجُ ودَجُوجٌ : اسم بلد في بلاد قيس . "
دول(المعجم لسان العرب)
" الدَّوْلةُ والدُّولةُ : العُقْبة في المال والحَرْب سَواء ، وقيل : الدُّولةُ ، بالضم ، في المال ، والدَّوْلةُ ، بالفتح ، في الحرب ، وقيل : هما سواء فيهما ، يضمان ويفتحان ، وقيل : بالضم في الآخرة ، وبالفتح في الدنيا ، وقيل : هما لغتان فيهما ، والجمع دُوَلٌ ودِوَلٌ . قال ابن جني : مجيء فُعْلَة على فُعَلٍ يريك أَنها كأَنها جاءت عندهم من فُعْلة ، فكأَن دَوْلة دُولة ، وإنما ذلك لأَن الواو مما سبيله أَن يأْتي تابعاً للضمة ، وهذا مما يؤكد عندك ضعف حروف اللين الثلاثة ، وقد أَدالَه . الجوهري : الدَّوْلة ، بالفتح ، في الحرب أَن تُدال إِحدى الفئتين على الأُخرى ، يقال : كانت لنا عليهم الدَّوْلة ، والجمع الدُّوَلُ ، والدُّولة ، بالضم ، في المال ؛ يقال : صار الفيء دُولة بينهم يَتَداوَلونه مَرَّة لهذا ومرة لهذا ، والجمع دُولات ودُوَلٌ . وقال أَبو عبيدة : الدُّولة ، بالضم ، اسم للشيء الذي يُتَداوَل به بعينه ، والدَّولة ، بالفتح ، الفعل . وفي حديث أَشراط الساعة : إِذا كان المَغْنَم دُوَلاً جمع دُولة ، بالضم ، وهو ما يُتداوَل من المال فيكون لقوم دون قوم . الأَزهري :، قال الفراء في قوله تعالى : كي لا يكون دُولة بين الأَغْنِياء منكم ؛ قرأَها الناس برفع الدال إِلا السُّلَمِيَّ فيما أَعلم فإِنه قرأَها بنصب الدال ، قال : وليس هذا للدَّوْلة بموضع ، إِنما الدَّولة للجيشين يهزِم هذا هذا ثم يُهْزَم الهازم ، فتقول : قد رَجَعَت الدَّوْلة على هؤلاء كأَنها المرَّة ؛ قال : والدُّولة ، برفع الدال ، في المِلْك والسُّنن التي تغيَّر وتُبدَّل عن الدهر فتلك الدُّولُة والدُّوَلُ . وقال الزجاج : الدُّولة اسم الشيء الذي يُتداول ، والدَّوْلةُ الفعل والانتقال من حال إِلى حال ، فمن قرأَ كي لا يكون دُولة فعلى أَن يكون على مذهب المال ، كأَنه كي لا يكون الفيء دُولة أَي مُتداوَلاً ؛ وقال ابن السكيت :، قال يونس في هذه الآي ؟
قال أَبو عمرو بن العلاء : الدُّولة بالضم في المال ، والدَّولة بالفتح في الحرب ، قال : وقال عيسى ابن عمر : كلتاهما في الحرب والمال سواء ؛ وقال يونس : أَمَّا أَنا فوالله ما أَدري ما بينهما . وفي حديث الدعاء : حَدِّثْني بحديث سمعتَه من رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، لم يتداوله بينك وبينه الرِّجال أَي لم يتناقَلْه الرجال وتَرْويه واحداً عن واحد ، إِنما ترويه أَنتَ عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . الليث : الدَّوْلة والدُّولة لغتان ، ومنه الإِدالةُ الغَلَبة . وأَدَالَنا الله من عدوّنا : من الدَّوْلة ؛
يقال : اللهم أَدِلْنِي على فلان وانصرني عليه . وفي حديث وفد ثقيف : نُدالُ عليهم ويُدالون علينا ؛ الإِدالةُ : الغَلَبة ، يقال : أُدِيل لنا على أَعدائنا أَي نُصِرْنا عليهم ، وكانت الدَّوْلة لنا ، والدَّوْلة : الانتقال من حال الشدَّة إِلى الرَّخاء ؛ ومنه حديث أَبي سُفْيان وهِرَقْلَ : نُدالُ عليه ويُدالُ علينا أَي نَغْلِبه مرة ويَغلبنا أُخرى . وقال الحجاج : يوشِك أَن تُدال الأَرضُ منا كما أُدِلْنا منها أَي يُجعل لها الكَرَّةُ والدَّوْلة علينا فتأْكل لحومَنا كما أَكلنا ثِمارها وتَشرب دماءنا كما شربنا مياهها . وتَداوَلْنا الأَمرَ : أَخذناه بالدُّوَل . وقالوا : دَوالَيْك أَي مُداوَلةً على الأَمر ؛ قال سيبويه : وإِن شئت حملته على أَنه وقع في هذه الحال . ودالَت الأَيامُ أَي دارت ، والله يُداوِلها بين الناس . وتَداولته الأَيدي : أَخذته هذه مرَّة وهذه مرَّة . ودالَ الثوبُ يَدُول أَي بَلِي . وقد جَعَل ودُّه يَدُول أَي يَبْلى . ابن الأَعرابي : يقال حَجازَيْك ودَوالَيْكَ وهَذاذَيك ، قال : وهذه حروف خِلْقَتُها على هذا لا تُغيَّر ، قال : وحَجازيك أَمَرَه أَن يَحْجُزَ بينهم ، ويحتمل أَن يكون معناه كُفَّ نَفْسَك ، وأَمّا هذاذيك فإِنه يأْمره أَن يقطع أَمر القوم ، ودَوالَيْك مِنْ تَداوَلوا الأَمر بينهم يأْخذ هذا دَولة وهذا دَولة ، وقولهم دَوالَيْك أَي تَداوُلاً بعد تداول ؛ قال عبد بني الحَسْحاس : إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبُرْدِ مِثْلُه ، دَوالَيْكَ حتى ليس لِلْبُرْد لابِسُ (* قوله « حتى ليس للبرد لابس »، قال في التكملة : الرواية : إذا شق برد شق بالبرد برقع دواليك حتى كلنا غير لابس ). الفراء : جاء بالدُّوَلة والتوَلةِ وهما من الدَّواهي . ويقال : تَداوَلْنا العملَ والأَمر بيننا بمعنى تعاوَرْناه فعَمِل هذا مَرَّة وهذا مرة ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي بيت عبد بني الحَسْحاس : إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بُرْداكِ مِثله ، دَوالَيْك حتى ما لِذا الثوب لابِس ؟
قال : هذا الرجل شَقَّ ثياب امرأَة لينظر إِلى جسدها فشَقَّت هي أَيضاً عليه ثوبه . وقال ابن بُزُرْج : ربما أَدخلوا الأَلف واللام على دَوالَيْك فجعل كالاسم مع الكاف ؛
وأَنشد في ذلك : وصاحبٍ صاحَبْتُه ذي مَأْفَكَهْ ، يَمْشي الدَّوالَيْكَ ويَعْدُو البُنَّكَه ؟
قال : الدَّوالَيْك أَن يَتَحَفَّزَ في مِشيته إِذا حاك ، والبُنَّكةُ يعني ثِقْله إِذا عدا ؛ قال ابن بري : ويقال دوال ؛ قال الضباب بن سَبْع بن عوف الحنظلي : جَزَوْني بما رَبَّيْتُهم وحَمَلْتهم ، كذلك ما إِنَّ الخُطوب دوال والدَّوَلُ : النَّبْل المُتداوَل ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد : يَلُوذُ بالجُودِ من النَّبْلِ الدَّوَلْ وقول أَبي دُواد : ولقد أَشْهَدُ الرِّماحَ تُدالي ، في صُدورِ الكُماةِ ، طَعْنَ الدَّرِيَّ ؟
قال أَبو علي : أَراد تُداوِل فقلب العين إِلى موضع اللام . وانْدال ما في بطنه من مِعًى أَو صِفاق : طُعِن فخرج ذلك . واندالَ بطنُه أَيضاً : اتسع ودنا من الأَرض . وانْدال بطنُه : استَرْخى . واندال الشيء : ناسَ وتَعَلَّق ؛
أَنشد ابن دريد : فَياشِلٌ كالحَدَجِ المُنْدال بَدَوْنَ مِن مُدَّرِعي أَسْمالِ (* قوله « مدّرعي » ضبط في مادة حدج بفتح العين على أنه مثنى ، والصواب كسرها كما ضبط في المحكم هنا ). قال ابن سيده : وأَما السيرافي فقال : مُنْدال مُنْفَعِل من التَّدَلِّي مقلوب عنه ، فعلى هذا لا يكون له مصدر لأَن المقلوب لا مصدر له . واندالَ القومُ : تحوّلوا من مكان إِلى مكان . والدُّوَلةُ : لغة التُّوَلة . يقال : جاءنا بدُوَلاتِه أَي بدَواهِيه ، وجاءنا بالدُّوَلة أَي بالدَّاهية . أَبو زيد : يقال وقَعوا من أَمرهم في دُولُول أَي في شدّة وأَمر عظيم ؛ قال الأَزهري : جاء به غير مهموز . والدَّوِيلُ : النَّبْتُ العامِيُّ اليابس ، وخص بعضهم به يَبِيسَ النَّصِيِّ والسَّبَط ؛ قال الرَّاعي : شَهْرَيْ رَبِيعٍ لا تَذُوقُ لَبُونُهم إِلا حُموضاً وخْمَةً ودَوِيلا وهو فَعِيل . أَبو زيد : الكَلأُ الدَّويل الذي أَتت عليه سَنتانِ فهو لا خير فيه . ابن الأَعرابي : الدالةُ الشُّهْرة ويجمع الدَّالَ . يقال : تركناهم دالةً أَي شُهْرة . وقد دَالَ يَدُول دالة ودَوْلاً إِذا صار شُهْرة . والدَّوالي : ضَرْب من العنب بالطائف أَسود يضرب إِلى الحُمْرة ، وروى الأَزهري بسنده إِلى أُم المنذر العَدَوِيَّة ، قالتْ : دخل علينا رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، ومعه علي بن أَبي طالب ، رضي الله عنه ، وهو ناقِةٌ ، قالت : ولنا دَوالٍ مُعلَّقة ، قالت : فقام رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فأَكل وقام علي ، رضي الله عنه ، يأْكل فقال له النبي ، صلى الله عليه وسلم : مَهْلاً فإِنك ناقِهٌ ، فجلس علي ، رضي الله عنه ، وأَكل منها النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ثم جعلت لهم سِلْقاً وشعيراً ، فقال له النبي ، صلى الله عليه وسلم : من هذا أَصِبْ فإِنه أَوْفقُ لك ؛ قال : الدَّوالي جمع دالية وهي عِذْقُ بُسْرٍ يُعلَّق فإِذا أَرْطَب أُكل ، والواو فيه منقلبة عن الأَلف . والدُّولُ : حَيٌّ من حَنِيفة ينسب إِليهم الدُّوليُّ . والدِّيلُ : في عبدالقيس . ودالانُ : من هَمْدانَ ، غير مهموز . والدال : حرف هجاء وهو حرف مجهور يكون في الكلام أَصلاً وبدلاً ؛ قال ابن سيده : وإِنما قضينا على أَلفها أَنها منقلبة عن واو لما قدّمت في أَخواتها مما عينه أَلف ، والله أَعلم . "
درع(المعجم لسان العرب)
" الدِّرْعُ : لَبُوسُ الحديد ، تذكر وتؤنث ، حكى اللحياني : دِرْعٌ سابغةٌ ودرع سابغ ؛ قال أَبو الأَخرز : مُقَلَّصاً بالدِّرْعِ ذِي التَّغَضُّنِ ، يَمْشِي العِرَضْنَى في الحَدِيد المُتْقَنِ والجمع في القليل أَدْرُعٌ وأَدْراعٌ ، وفي الكثير دُروعٌ ؛ قال الأَعشى : واخْتارَ أَدْراعَه أَن لا يُسَبَّ بها ، ولم يَكُن عَهْدُه فيها بِخَتَّارِ وتصغير دِرْعٍ دُرَيْعٌ ، بغير هاء على غير قياس لأَن قياسه بالهاء ، وهو أَحد ما شذ من هذا الضرب . ابن السكيت : هي دِرْعُ الحديد . وفي حديث خالد : أَدْراعَه وأَعْتُدَه حَبْساً في سبيل الله ؛ الأَدراعُ : جمع دِرْع وهي الزَّرَدِيَّةُ . وادَّرَع بالدِّرْع وتَدَرَّع بها وادَّرَعَها وتَدَرَّعها : لَبِسَها ؛ قال الشاعر : إِن تَلْقَ عَمْراً فقد لاقَيْتَ مُدَّرِعاً ، وليس من هَمِّه إِبْل ولا شا ؟
قال ابن بري : ويجوز أَن يكون هذا البيت من الادّراع ، وهو التقدّم ، وسنذكره في أَواخر الترجمة . وفي حديث أَبي رافع : فَغَلَّ نَمِرةً فَدُرِّعَ مثلَها من نار أَي أُلْبِسَ عِوَضَها دِرْعاً من نار . ورجل دارعٌ : ذو دِرْعٍ على النسَب ، كما ، قالوا لابنٌ وتامِرٌ ، فأَمَّا قولهم مُدَّرَعٌ فعلى وضع لفظ المفعول موضع لفظ الفاعل . والدِّرْعِيَّةُ : النِّصال التي تَنْفُذُ في الدُّروع . ودِرْعُ المرأَةِ : قميصُها ، وهو أَيضاً الثوب الصغير تلبسه الجارية الصغيرة في بيتها ، وكلاهما مذكر ، وقد يؤنثان . وقال اللحياني : دِرْعُ المرأَة مذكر لا غير ، والجمع أَدْراع . وفي التهذيب : الدِّرْع ثوب تَجُوب المرأَةُ وسطَه وتجعل له يدين وتَخِيط فرجَيْه . ودُرِّعت الصبيةُ إِذا أُلبِست الدِّرْع ، وادَّرَعَتْه لبِسَتْه . ودَرَّعَ المرأَةَ بالدِّرْع : أَلبسها إِياه . والدُّرّاعةُ والمِدْرعُ : ضرب من الثياب التي تُلْبَس ، وقيل : جُبَّة مشقوقة المُقَدَّم . والمِدْرعةُ : ضرب آخر ولا تكون إِلاَّ من الصوف خاصة ، فرقوا بين أَسماء الدُّرُوع والدُّرّاعة والمِدْرعة لاختلافها في الصَّنْعة إِرادة الإِيجاز في المَنطِق . وتَدَرَّعَ مِدْرعَته وادَّرَعها وتَمَدْرَعها ، تحمَّلُوا ما في تَبْقية الزائد مع الأَصل في حال الاشتقاق تَوْفية للمعنى وحِراسة له ودَلالة عليه ، أَلا ترى أَنهم إِذا ، قالوا تَمَدْرَعَ ، وإِن كانت أَقوى اللغتين ، فقد عرّضوا أَنفسهم لئلا يُعرف غَرضهم أَمن الدِّرْع هو أَم من المِدْرعة ؟ وهذا دليل على حُرمة الزائد في الكلمة عندهم حتى أَقرّوه إِقرار الأُصول ، ومثله تَمَسْكَن وتَمَسْلَم ، وفي المثل : شَمِّر ذَيْلاً وادَّرِعْ ليلاً أَي اسْتَعمِل الحَزْم واتخذ الليل جَمَلاً . والمِدْرَعةُ : صُفّةُ الرحْل إِذا بدت منها رُؤوس الواسطة الأَخِيرة . قال الأَزهري : ويقال لصُفّة الرحل إِذا بدا منها رأْسا الوَسط والآخِرة مِدْرعةٌ . وشاة دَرْعاء : سَوداء الجسد بَيْضاء الرأْس ، وقيل : هي السوداء العنق والرأْسِ وسائرُها أَبيض . وقال أَبو زيد في شِياتِ الغنم من الضأْن : إِذا اسودَّت العنق من النعجة فهي دَرْعاء . وقال الليث : الدَّرَعُ في الشاة بياضٌ في صدرها ونحرها وسواد في الفخذ . وقال أَبو سعيد : شاة دَرْعاء مُختلفة اللون . وقال ابن شميل : الدرعاء السوداء غير أَن عنقها أَبيض ، والحمراء وعنُقُها أَبيض فتلك الدَّرْعاء ، وإِن ابْيَضَّ رأْسها مع عنقها فهي دَرعاء أَيضاً . قال الأَزهري : والقول ما ، قال أَبو زيد سميت درعاء إِذا اسودّ مقدمها تشبيهاً بالليالي الدُّرْع ، وهي ليلة ستَّ عَشْرة وسبعَ عشرة وثماني عشرة ، اسودّت أَوائلها وابيضَّ سائرها فسُمّين دُرْعاً لم يختلف فيها قول الأَصمعي وأَبي زيد وابن شميل . وفي حديث المِعْراج : فإِذا نحن بقوم دُرْع : أَنْصافُهم بيض وأَنصافهم سود ؛ الأَدْرَعُ من الشاء الذي صدره أَسوَد وسائره أَبيض . وفرس أَدْرَع : أَبيض الرأْس والعنق وسائره أَسود ، وقيل بعكس ذلك ، والاسم من كل ذلك الدُّرْعة . والليالي الدُّرَعُ والدُّرْع : الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة ، وذلك لأَنّ بعضها أَسود وبعضها أَبيض ، وقيل : هي التي يطلع القمر فيها عند وجه الصبح وسائرها أَسود مظلم ، وقيل : هي ليلة ست عشرة وسبع عشرة وثماني عشرة ، وذلك لسواد أَوائلها وبياض سائرها ، واحدتها دَرْعاء ودَرِعةٌ ، على غير قياس ، لأَن قياسه دُرْعٌ بالتسكين لأَن واحدتها دَرْعاء ، قال الأَصمعي : في ليالي الشهر بعد الليالي البيض ثلاث دُرَعٌ مثل صُرَدٍ ، وكذلك ، قال أَبو عبيد غير أَنه ، قال : القياس دُرْعٌ جمع دَرْعاء . وروى المنذري عن أَبي الهيثم : ثلاث دُرَعٌ وثلاث ظُلَمٌ ، جمع دُرْعة وظُلْمة لا جمع دَرْعاء وظَلْماء ؛ قال الأَزهري : هذا صحيح وهو القياس . قال ابن بري : إِنما جمعت دَرْعاء على دُرَع إِتباعاً لظُلَم في قولهم ثلاث ظُلَم وثلاث دُرَع ، ولم نسمع أَن فَعْلاء جمعُه على فُعَل إِلاَّ دَرْعاء . وقال أَبو عبيدة : الليالي الدُّرَع هي السود الصُّدورِ البيضُ الأَعجازِ من آخر الشهر ، والبيضُ الصدور السودُ الأَعجاز من أَوَّل الشهر ، فإِذا جاوَزَت النصف من الشهر فقد أَدْرَعَ ، وإِدْراعه سواد أَوّله ؛ وكذلك غنم دُرْعٌ للبيض المآخِير السُّودِ المَقاديمِ ، أَو السودِ المآخيرِ البيضِ المَقاديمِ ، والواحد من الغنم والليالي دَرْعاء ، والذكر أَدْرَعُ ؛ قال أَبو عبيدة : ولغة أُخرى ليالٍ دُرَعٌ ، بفتح الراء ، الواحدة دُرْعة . قال أَبو حاتم : ولم أَسمع ذلك من غير أَبي عبيدة . وليل أَدْرَع : تَفَجَّر فيه الصبح فابْيَضَّ بعضُه . ودُرِعَ الزَّرْعُ إِذا أُكل بعضُه . ونَبْت مُدَرَّع : أُكل بعضه فابْيَضَّ موضعه من الشاة الدَّرْعاء . وقال بعض الأَعراب : عُشْبٌ دَرِعٌ وتَرِعٌ وثَمِعٌ ودَمِظٌ ووَلِجٌ إِذا كان غَضّاً . وأَدْرَع الماءُ ودُرِع : أُكل كل شيء قَرُب منه ، والاسم الدُّرْعة . وأَدْرَعَ القومُ إِدْراعاً ، وهم في دُرْعة إِذا حَسَر كَلَؤُهم عن حَوْل مِياهِهم ونحو ذلك . وأَدْرَعَ القومُ : دُرِعَ ماؤهم ، وحكى ابن الأَعرابي : ماء مُدْرِع ، بالكسر ، قال ابن سيده : ولا أَحقُّه ، أُكل ما حَوْله من المَرْعَى فتباعد قليلاً ، وهو دون المُطْلِب ، وكذلك روْضة مُدْرِعة أُكل ما حولها ، بالكسر ؛ عنه أَيضاً . ويقال للهَجين : إِنه لَمُعَلْهَجٌ وإِنه لأَدْرَعُ . ويقال : دَرَع في عنُقه حَبْلاً ثم اخْتَنَق ، وروي : ذَرَع بالذال ، وسنذكره في موضعه . أَبو زيد : دَرَّعْته تَدْريعاً إِذا جعلت عُنقه بين ذراعك وعَضُدك وخنَقْته . وانْدَرأَ يَفْعل كذا وانْدَرَع أَي اندفع ؛
وأَنشد : وانْدَرَعَتْ كلَّ عَلاةٍ عَنْسِ ، تَدَرُّعَ الليلِ إِذا ما يُمْسِي وادَّرَعَ فلان الليلَ إِذا دخل في ظُلْمته يَسْرِي ، والأَصلُ فيه تَدَرَّعَ كأَنه لبس ظلمة الليل فاستتر به . والانْدِراعُ والادِّراعُ : التقدُّم في السير ؛
قال : أَمامَ الرَّكْبِ تَنْدَرِعُ انْدِراعا وفي المثل انْدَرَعَ انْدِراعَ المُخَّة وانْقَصَفَ انْقِصافَ البَرْوَقةِ . وبنو الدَّرْعاء : حَيٌّ من عَدْوانَ . ورأَيت حاشية في بعض نسخ حواشي ابن بري الموثوق بها ما صورته : الذي في النسخة الصحيحة من أَشعار الهذليين الذُّرَعاء على وزن فُعَلاء ، وكذلك حكاه ابن التولمية في المقصور والممدود ، بذال معجمة في أَوَّله ، قال : وأَظن ابن سيده تبع في ذلك ابن دريد فإِنه ذكره في الجمهرة فقال : وبنو الدَّرْعاء بطن من العرب ، ذكره في درع ابن عمرو ، وهم حُلَفاء في بني سهم (* كذا بياض بالأصل .) . بن معاوية بن تميم بن سعد بن هُذَيل . والأَدْرَِع : اسم رجل . ودِرْعةُ : اسم عنز ؛ قال عُرْوةُ بن الوَرْد : أَلَمَّا أََغْزَرَتْ في العُسِّ بُزْلٌ ، ودِرْعةُ بِنْتُها ، نَسيا فَعالي "
دفأ(المعجم لسان العرب)
" الدِّفْءُ والدَّفَأُ : نَقِيضُ حِدّةِ البَرْدِ ، والجمع أَدْفاء . قال ثعلبة بن عبيد العدوِي : فَلَمَّا انْقَضَى صِرُّ الشِّتاءِ ، وآنَسَتْ ، * مِنَ الصَّيْفِ ، أَدْفاءَ السُّخُونةِ في الأَرْضِ والدَّفَأُ ، مهموز مقصور : هو الدِّفءُ نفسه ، إِلاَّ أَنَّ الدِّفْءَ . (* قوله « الا أنّ الدفء إِلى قوله ويكون الدفء » كذا في النسخ ونقر عنه فلعلك تظفر بأصله .) كأَنه اسم شِبْه الظِّمْء ، والدَّفَأُ شِبه الظَّمَإِ . والدَّفاء ، مَمدود : مصدر دَفِئْتُ من البرد دَفاءً ؛ والوَطَاء : الاسم من الفِراش الوَطِيءِ ؛ والكَفاء : هو الكُفْءُ مثل كِفاء البيت ؛ ونعجة بها حَثاء إِذا أَرادت الفحل ؛ وجئتك بالهَواء واللَّواءِ أَي بكل شيء ؛ والفَلاء : فَلاء الشعَر وأَخذك ما فيه ، كلمة مـمدودة . ويكون الدِّفْءُ : السُّخونَة ؛ وقد دَفِئَ دَفاءةً مثل كَرِهَ كَراهةً ودَفَأً مثل ظَمِئَ ظَمَأً ؛ ودَفُؤَ وتَدَفَّأَ وادَّفأَ واسْتَدْفَأَ . وأَدْفَأَه : أَلْبَسه ما يُدْفئه ؛ ويقال : ادَّفَيْتُ واسْتَدْفَيْتُ أَي لبست ما يُدْفئُني ، وهذا على لغة من يترك الهمز ، والاسم الدِّفْءُ ، بالكسر ، وهو الشيء الذي يُدْفئُك ، والجمع الأَدْفاءُ . تقول : ما عليه دِفْءٌ لأَنه اسم ، ولا تقل ما عليه دَفاءةٌ لانه مصدر ؛ وتقول : اقْعُد في دِفْءِ هذا الحائطِ أَي كِنِّه . ورجل دَفِئٌ ، على فَعِلٍ إِذا لبس ما يُدْفِئه . والدِّفاءُ : ما اسْتُدْفِئَ به . وحكى اللحياني : أَنه سمع أَبا الدينار يحدّث عن أَعرابية أَنها ، قالت : الصِّلاءَ والدِّفاءَ ، نصبَتْ على الإِغْراء أَو الأَمْرِ . ورجل دَفْآنُ : مُسْتَدْفِئٌ ، والأُنثى دَفْأَى ، وجمعهما معاً دِفاءٌ . والدَّفِيءُ كالدَّفآن ، عن ابن الأَعرابي ، وأَنشد : يَبيتُ أَبُو لَيْلى دَفِيئاً ، وضَيفُه ، * مِن القُرِّ ، يُضْحِي مُسْتَخِفّاً خَصائِلُه وما كان الرجل دَفآنَ ، ولقد دَفِئَ . وما كان البيتُ دفِيئاً ، ولقد دَفُؤَ . ومنزل دَفِيءٌ على فَعِيل ، وغُرْفةٌ دَفِيئةٌ ، ويوم دَفِيءٌ وليلة دَفِيئةٌ ، وبَلدة دَفِيئةٌ ، وثَوْ ب دَفِيءٌ ، كل ذلك على فَعِيلٍ وفَعِيلةٍ : يُدْفِئُكَ . وأَدْفأَهُ الثوبُ وتَدَفَّأَ هو بالثوب واسْتَدْفَأَ به وادَّفَأَ به ، وهو افْتعل أَي لبس ما يُدْفِئه . الأَصمعي : ثَوْبٌ ذُو دَفْءٍ ودَفاءة . ودَفُؤَتْ لَيْلَتُنا . والدَّفْأَةُ : الذَّرَى تَسْتَدْفِئُ بهِ من الرِّيح . وأَرضٌ مَدْفَأَةٌ : ذاتُ دِفْءٍ . قال ساعدة يصف غزالاً : يَقْرُوا أَبارِقَه ، ويَدْنُو ، تارةً * بمَدافِئٍ منه ، بهنَّ الحُلَّب ؟
قال : وأُرَى الدَّفِئَ مقصوراً لُغةً . وفي خبر أَبي العارم : فيها من الأَرْطَى والنِّقارِ الدَّفِئة . (* قوله « الدفئة » أي على فعلة بفتح فكسر كما في مادة نقر من المحكم فما وقع في تلك المادة من اللسان الدفئية على فعلية خطأ .) كذا حكاه ابن الأَعرابي مقصوراً . قال المؤرج : أَدْفَأْتُ الرجلَ إِدفاءً إِذا أَعْطيْته عَطاءً كثيراً . والدِّفْءُ : العَطِيَّة . وأَدْفَأْتُ القومَ أَي جَمَعْتُهم حتى اجْتَمَعُوا . والإِدفاءُ : القَتل ، في لغة بعض العرب . وفي الحديث : أَنه أُتِيَ بأَسِيرٍ يُرْعَد ، فقال لقَوْمٍ : اذْهَبُوا به فَأَدْفُوهُ ، فَذهبوا به فقتلوه ، فَوداهُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؛ أَراد الإِدْفَاء من الدِّفْءِ ، وأَن يُدْفَأَ بثوب ، فَحَسِبُوه بمعنى القتل في لغة أَهل اليمن ؛ وأَراد أَدْفِئوه ، بالهمز ، فَخَفَّفه بحذف الهمزة ، وهو تخفيف شاذ ، كقولهم : لا هَناكَ الـمَرْتَعُ ، وتخفيفه القياسي أَن تُجعل الهمزةُ بين بين لا أَن تُحْذَفَ ، فارتكب الشذوذ لأَن الهمز ليس من لغة قريش . فأَمَّا القتل فيقال فيه : أَدْفَأْتُ الجَرِيحَ ودافَأْتُه ودَفَوْتُه ودَافَيْتُه ودَافَفْتُه : إِذا أَجْهَزْتَ عليه . وإِبل مُدَفَّأَةٌ ومُدْفأَةٌ : كثيرةُ الأَوْبار والشُّحوم يُدْفِئها أَوْبارُها ؛ ومُدْفِئةٌ ومُدَفِّئةٌ : كثيرةٌ ، يُدفِئُ بعضُها بعضاً بأَنفاسها . والـمُدْفآت : جمع الـمُدْفأَةِ ، وأَنشد للشماخ : وكيفَ يَضِيعُ صاحِبُ مُدْفَآتٍ ، * على أَثْباجِهِنَّ مِنَ الصَّقِيعِ وقال ثعلب : إِبلٌ مُدْفَأَةٌ ، مخففة الفاء : كثيرة الأَوبار ، ومُدْفِئةٌ ، مخففة الفاء أَيضاً ، إِذا كانت كثيرة . والدَّفَئِيَّةُ : المِيرةُ تُحْمَل في قُبُلِ الصَّيْفِ ، وهي الميرةُ الثالثة ، لأَن أَوَّل المِيرةِ الرِّبْعِيَّةُ ثم الصَّيفِيَّةُ ثم الدَّفَئِيَّةُ ثم الرَّمَضِيَّةُ ، وهي التي تأْتي حين تَحْترِقُ الأَرض . قال أَبو زيد : كل مِيرة يَمْتارُونها قَبْل الصيف فهي دَفَئِيَّةٌ مثال عَجَمِيَّةٍ ؛ قال وكذلك النِّتاجُ . قال : وأَوَّلُ الدَّفَئِيِّ وقوع الجَبْهة ، وآخره الصَّرْفة . والدَّفَئِيُّ مثال العَجَمِيِّ : المطر بعد أَن يَشتَدّ الحر . وقال ثعلب : وهو إِذا قاءَتِ الأَرضُ الكَمْأَةَ . وفي الصحاح : الدَّفَئِيُّ مثال العَجَمِيِّ : المَطَر الذي يكون بعد الرَّبيع قبل الصيف حِينَ تذهب الكَمأَةُ ، ولا يَبقَى في الأَرض منها شيءٌ ، وكذلك الدَّثَئِيُّ والدَّفَئِيُّ : نِتاجُ الغنم آخِر الشتاء ، وقيل : أَيَّ وقت كان . والدِّفْءُ : ما أَدْفأَ من أَصواف الغنم وأَوبار الإِبل ، عن ثعلب . والدِّفْءُ : نِتاجُ الإِبل وأَوبارُها وأَلبانها والانتفاع بها ، وفي الصحاح : وما ينتفع به منها . وفي التنزيل العزيز : « لكُم فيها دِفْءٌ ومنافِعُ ». قال الفرَّاء : الدِّفْءُ كتب في المصاحف بالدال والفاء ، وإِن كتبت بواو في الرفع وياءٍ في الخفض وأَلف في النصب كان صواباً ، وذلك على ترك الهمز ونقل إِعراب الهمز إِلى الحروف التي قبلها . قال : والدِّفْءُ : ما انتُفِعَ به من أَوْبارِها وأَشْعارِها وأَصوافِها ؛ أَراد : ما يَلبَسُون منها ويبتنون . وروي عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى : لكم فيها دِفْءٌ ومنافِعُ ، قال : نَسْلُ كلّ دابة . وقال غيره : الدِّفْءُ عند العَرَب : نتاجُ الإِبل وأَلبانُها والانتفاعُ بها . وفي الحديث : لَنا من دِفْئهِم وصِرامِهم ما سَلَّمُوا بالمِيثاقِ أَي إِبِلِهِم وغَنَمِهم . الدِّفْءُ : نِتاجُ الإِبل وما يُنْتَفَع به منها ، سماها دِفْأً لأَنها يُتخذ من أَوْبارها وأَصْوافِها ما يُسْتَدْفأُ به . وأَدْفأَتِ الإِبلُ على مائة : زادت . والدَّفَأُ : الحَنأُ كالدَّنَإِ . رجل أَدْفَأُ وامرأَة دَفْأَى . وفُلان فيه دَفَأٌ أَي انحِناءٌ . وفلان أَدْفَى ، بغير همز : فيه انحِناءٌ . وفي حديث الدَّجّالِ : فيه دَفَأ ، كذا حكاه الهروي في الغريبين ، مهموزاً ، وبذلك فسره ، وقد ورد مقصوراً أَيضاً وسنذكره . "
درج(المعجم لسان العرب)
" دَرَجُ البناءِ ودُرَّجُه ، بالتثقيل : مَراتِبُ بعضها فوق بعض ، واحدتُه دَرَجَة ودُرَجَةٌ مثال همزة ، الأَخيرة عن ثعلب . والدَّرَجَةُ : الرفعة في المنزلة . والدَّرَجَةُ : المِرْقاةُ (* قوله « والدرجة المرقاة » في القاموس : والدرجة ، بالضم وبالتحريك ، كهمزة ، وتشدد جيم هذه ، والأَدرجة كأَسكفة أَي بضم الهمزة فسكون الدال فضم الراء فجيم مشددة مفتوحة : المرقاة .). والدَّرَجَةُ واحدةُ الدَّرَجات ، وهي الطبقات من المراتب . والدَّرَجَةُ : المنزلة ، والجمع دَرَجٌ . ودَرَجاتُ الجنة : منازلُ أَرفعُ من مَنازِلَ . والدَّرَجانُ : مِشْيَةُ الشيخ والصبي . ويقال للصبي إِذا دَبَّ وأَخذ في الحركة : دَرَجَ . ودَرَج الشيخ والصبي يَدْرُجُ دَرْجاً ودَرَجاناً ودَرِيجاً ، فهو دارج : مَشَيا مَشْياً ضعيفاً ودَبَّا ؛ وقوله : يا ليتني قد زُرْتُ غَيْرَ خارِجِ ، أُمَّ صَبِيٍّ ، قد حَبَا ، ودارِجِ إِنما أَراد أُمَّ صَبِيٍّ حابٍ ودارِج ، وجاز له ذلك لأَن قد تُقرِّبُ الماضي من الحال حتى تلحقه بحكمه أَو تكاد ، أَلا تراهم يقولون : قد قامت الصلاة ، قبل حال قيامها ؟ وجعَلَ مُلَيْحٌ الدَّريجَ للقطا فقال : يَطُفْنَ بِأَحْمالِ الجِمالِ عُذَيَّةً ، دَريجَ القَطا ، في القَزِّ غَيْرِ المُشَقَّقِ قوله : في القَزِّ ، من صلة يَطُفْنَ ؛
وقال : تَحْسَبُ بالدَّوِّ الغَزالَ الدَّارِجا ، حمارَ وحشٍ يَنْعَبُ المَناعِبا ، والثَّعْلَبَ المَطْرودَ قَرْماً هابِجَا فأَكفأَ بالباء والجيم على تباعد ما بينهما في المخرج . قال ابن سيده : وهذا من الإِكفاء الشاذ النادر ، وإِنما يَمْثُلُ الإِكفاءُ قليلاً إِذا كان بالحروف المتقاربة كالنون والميم ، والنون واللام ، ونحو ذلك من الحروف المتدانية المخارج . والدَّرَّاجةُ : العَجَلَةُ التي يَدِبُّ الشيخ والصبي عليها ، وهي أَيضاً الدَّبَّابة التي تُتَّخذ في الحرب يدخل فيها الرجال . الجوهري : الدَّرَّاجَةُ ، بالفتح ، الحالُ وهي التي يَدْرُجُ عليها الصبي إِذا مشى . التهذيب : ويقال للدَّبَّابات التي تُسَوَّى لحرب الحِصارِ يدخل تحتها الرجال : الدَّبَّابات والدَّرَّاجات . والدَّرَّاجَةُ : التي يُدَرَّجُ عليها الصبي أَوَّلَ ما يمشي . وفي الصحاح : دَرَجَ الرجلُ والضب يَدْرُجُ دُرُوجاً أَي مشى . ودَرَجَ ودَرِجَ أَي مضى لسبيله . ودَرَِجَ القومُ إِذا انقرضوا ؛ والانْدِراجُ مثله . وكلُّ بُرْج من بُرُوج السماء ثلاثون دَرَجةً . والمَدارِجُ : الثنايا الغِلاظُ بين الجبال ، واحدته مدْرَجةٌ ، وهي المواضع التي يدرج فيها أَي يمشى ؛ ومنه قول المزني ، وهو عبد الله ذو البِجادَينِ : تَعَرَّضي مَدارِجاً وسُومِي ، تَعَرُّضَ الجَوْزاءِ للنُّجُومِ ، هذا أَبو القاسمِ فاسْتَقِيمي
ويقال : دَرَّجْتُ العليل تَدْريجاً إِذا أَطعمته شيئاً قليلاً ، وذلك إِذا نَقِهَ ، حتى يَتَدَرَّجَ إِلى غاية أَكله ، كما كان قبل العلة ، دَرَجَةً درجةً . والدَّرَاجُ : القُنْفُذُ لأَنه يَدْرُج ليلته جمعاء ، صفة غالبة . والدَّوارِجُ : الأَرجُلُ ؛ قال الفرزدق : بَكَى المِنْبَرُ الشَّرْقِيُّ ، أَنْ قام فَوْقَهُ خَطِيبٌ فُقَيْمِيٌّ ، قصيرُ الدَّوارِج ؟
قال ابن سيده : ولا أَعرف له واحداً . التهذيب : ودَوارِجُ الدابة قوائمه ، الواحدة دارجةٌ . وروى الأَزهري بسنده عن الثوري ، قال : كنت عند أَبي عبيدة فجاءه رجل من أَصحاب الأَخفش فقال لنا : أَليس هذا فلاناً ؟ قلنا : بلى ، فلما انتهى إِليه الرجل ، قال : ليس هذا بِعُشِّكِ فادْرُجِي ، قلنا : يا أَبا عبيدة لمن يُضرب هذا المثل ؛ فقال : لمن يرفع له بحبال . قال المبرد : أَي يطرد . وفي خطبة الحجاج : ليس هذا بِعُشِّكِ فادرُجي أَي اذهبي ؛ وهو مثل يضرب لمن يتعرّض إِلى شيء ليس منه ، وللمطمئن في غير وقته فيؤْمر بالجِدِّ والحركة . ويقال : خلّي دَرَجَ الضَّبِّ ؛ ودَرَجُه طريقه ، أَي لا تَعَرَّضي له أَي تَحَوَّلي وامضي واذهبي . ورجع فلان دَرَجَه أَي رجع في طريقه الذي جاء فيه ؛ وقال سلامة بن جندل : وكَرِّنا خَيْلَنا أَدْراجَنا رَجَعاً ، كُسَّ السَّنابِكِ مِنْ بَدْءٍ وتَعْقِيبِ ورجع فلانٌ دَرَجَه إِذا رجع في الأَمر الذي كان تَرَكَ . وفي حديث أَبي أَيوب :، قال لبعض المنافقين ، وقد دخل المسجد : أَدْراجَكَ يا منافق الأَدْراجُ : جمع دَرَجٍ وهو الطريق ، أَي اخْرُجْ من المسجد وخُذْ طريقَك الذي جئت منه . ورَجَعَ أَدْراجَه : عاد من حيث جاء . ويقال : استمرَّ فلان دَرَجَه وأَدْراجَه . والدَّرَجُ : المَحاجُّ . والدَّرَجُ : الطريق . والأَدْراجُ : الطُّرُقُ : أَنشد ابن الأَعرابي : يَلُفُّ غُفْلَ البِيدِ بالأَدْراجِ غُفْل البِيد : ما لا عَلَم فيه . معناه أَنه جيش عظيم يَخْلِطُ هذا بهذا ويعفي الطريقَ . قال ابن سيده :، قال سيبويه وقالوا : رجعَ أَدْراجَه أَي رجع في طريقه الذي جاء فيه . وقال ابن الأَعرابي : رجع على أَدْراجه كذلك ، الواحد دَرَجٌ . ابن الأَعرابي : يقال للرجل إِذا طلب شيئاً فلم يقدر عليه : رجع على غُبَيْراءِ الظَّهْرِ ، ورجع على إِدراجِه ، ورجع دَرْجَه الأَول ؛ ومثله عَوْدَهُ على بَدْئِهِ ، ونَكَصَ على عَقِبَيْهِ ، وذلك إِذا رجع ولم يصب شيئاً . ويقال : رجع فلان على حافِرَتِه وإِدْراجه ، بكسر الأَلف ، إِذا رجع في طريقه الأَول . وفلان على دَرَجِ كذا أَي على سبيله . ودَرَجُ السَّيْلِ ومَدْرَجُه : مُنْحَدَرُه وطريقُه في مَعاطف الأَوْدِيةِ . وقالوا : هو دَرَجَ السَّيْلِ ، وإِن شئت رفعت ؛
وأَنشد سيبويه : أَنُصْبٌ ، للمَنِيَّةِ تَعْتَريهِمْ ، رِجالي ، أَمْ هُمُوا دَرَجُ السُّيولِ ؟ ومَدارِجُ الأَكَمَةِ : طُرُقٌ مُعْتَرِضَة فيها . والمَدْرَجةُ : مَمَرُّ الأَشياء على الطريق وغيره . ومَدْرَجَةُ الطريق : مُعْظَمُه وسَنَنُه . وهذا الأَمر مَدْرَجةٌ لهذا أَي مُتَوَصَّلٌ به إِليه . ويقال للطريق الذي يَدْرُجُ فيه الغلام والريح وغيرهما : مَدْرَجٌ ومَدْرَجَةٌ ودَرَجٌ ، وجمعه أَدْراجٌ أَي مَمَرٌّ ومَذْهَبٌ . والمَدْرَجةُ : المَذْهَب والمسلَكُ ؛ وقال ساعدة بن جؤَية : تَرَى أَثْرَهُ في صَفْحَتَيْهِ ، كأَنَّهُ مَدارِجُ شِبْثانٍ ، لَهُنَّ هَمِيمُ يريد بأَثْرِهِ فِرِنْدَهُ الذي تراه العين ، كأَنه أَرجل النمل . وشِبْثانٌ : جمع شَبَثٍ لدابة كثيرة الأَرجل من أَحناش الأَرض . وأَما هذا الذي يسمى الشِّبِثَّ ، وهو ما تُطيَّب به القدور من النبات المعروف ، فقال الشيخ أَبو منصور موهوب بن أَحمد بن محمد بن الخضر المعروف بابن الجُواليقي : والشِّبِثُّ على مثال الطِّمِرِّ ، وهو بالتاء المثناة لا غير . والهَمِيم : الدَّبِيبُ . وقولهم : خَلِّ دَرَجَ الضَّبِّ أَي طريقه لئلا يَسْلُك بين قدميك فتنتفخ . ودَرَّجَه إِلى كذا واسْتَدْرَجه ، بمعنًى ، أَي أَدناه منه على التدريج ، فتَدَرَّجَ هو . وفي التنزيل العزيز : سنستَدْرِجُهُم من حيثُ لا يعلمون ؛ قال بعضهم : معناه سنأْخُذُهم قليلاً قليلاً ولا نُباغِتُهم ؛ وقيل : معناه سنأْخذهم من حيث لا يحتسبون ؛ وذلك أَن الله تعالى يفتح عليهم من النعيم ما يغتبطون به فيركنون إِليه ويأْنسون به فلا يذكرون الموت ، فيأْخذهم على غِرَّتِهم أَغْفَلَ ما كانوا . ولهذا ، قال عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، لما حُمِلَ إِليه كُنُوزُ كِسْرَى : اللهم إِني أَعوذ بك أَن أَكونَ مُسْتَدْرَجاً ، فإِني أَسمعك تقول : سنستدرجهم من حيث لا يعلمون . وروي عن أَبي الهيثم : امتنع فلان من كذا وكذا حتى أَتاه فلان فاسْتَدْرجه أَي خدعه حتى حمله على أَن دَرَجَ في ذلك . أَبو سعيد : اسْتَدْرجَه كلامي أَي أَقلقه حتى تركه يَدْرُجُ على الأَرض ؛ قال الأَعشى : لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القَوْلُ حتى تَهُزَّه ، وتَعْلَمَ أَني مِنكُمُ غَيرُ مُلْجَمِ والدَّرُوجُ من الرياح : السريعة المَرِّ ، وقيل : هي التي تَدْرُجُ أَي تَمُرُّ مَرّاً ليس بالقَويّ ولا الشديد . يقال : ريح دَروجٌ ، وقِدْحٌ دَرُوجٌ . والريح إِذا عصفت اسْتَدْرَجَتِ الحَصى أَي صَيَّرَتْهُ إِلى أَن يَدْرُجَ على وجه الأَرض مِن غير أَن ترفعه إِلى الهواء ، فيقال : دَرَجَتْ بالحصى واسْتَدْرَجَتِ الحَصى . أَمَّا دَرَجَتْ به فجرت عليه جرياً شديداً دَرَجَتْ في سيرها ، وأَمَّا اسْتَدْرَجَتْهُ فصيرته بجريه عليها (* قوله « بجريه عليها » كذا بالأصل ولعل الأولى بجريها عليه .) إِلى أَنْ دَرَجَ الحَصى هو بنفسه . ويقال : ذهب دمه أَدْراجَ الرِّياحِ أَي هَدَراً . ودَرَجَتِ الريح : تركت نَمانِمَ في الرَّمْلِ . وريح دَرُوجٌ : يَدْرُجُ مؤَخرها حتى يُرى لها مثل ذَيْلِ الرَّسَنِ في الرَّمْلِ ، واسم ذلك الموضع الدَّرَجُ . ويقال : اسْتَدْرَجَتِ المحاوِرُ المَحالَ ؛ كما ، قال ذو الرمة : صَرِيفُ المَحالِ اسْتَدْرَجَتْها المَحاوِرُ أَي صيرتها إِلى أَن تَدْرُجَ . ويقال : اسْتَدْرَجَتِ الناقةُ ولدها إِذا استتبعته بعدما تلقيه من بطنها . ويقال : دَرِجَ إِذا صَعِدَ في المراتب ، ودَرِجَ إِذا لَزِمَ المَحَجَّةَ من الدين والكلام ، كله بكسر العين من فَعِلَ . ودَرَجَ ودَرِج الرجل : مات . ويقال للقوم إِذا ماتوا ولم يُخَلِّفوا عَقِباً : قد دَرِجوا ودَرَجُوا . وقبيلة دارِجَةٌ إِذا انقرضت ولم يبق لها عقب ؛
وأَنشد ابن السكيت للأَخطل : قَبِيلَةٌ بِشِراكِ النَّعْلِ دارِجَةٌ ، إِنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لا يُوجَدْ لهُم أَثَرُ وكأَن أَصل هذا من دَرَجْتُ الثوب إِذا طويته ، كأَنَّ هؤلاء لما ماتوا ولم يخلفوا عَقِباً طَوَوْا طريق النسل والبقاء . ويقال للقوم إِذا انقرضوا : دَرِجُوا . وفي المثل : أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ أَي أَكذب الأَحياء والأَموات . وقيل : دَرَِجَ مات ولم يخلف نسلاً ، وليس كل من مات دَرَِجَ ؛ وقيل : دَرَجَ مثل دَبَّ . أَبو طالب في قولهم : أَحسَنُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ ؛ فَدَبَّ مشى ودَرَجَ مات . وفي حديث كعب ، قال له عمر : لأَيّ ابني آدم كان النسل ؟ فقال : ليس لواحد منهما نسل ، أَما المقتول فدَرَجَ ، وأَما القاتل فَهَلَكَ نَسْلُه في الطوفان . دَرَجَ أَي مات ، وأَدْرَجَهُم الله أَفناهم . ويقال : دَرَجَ قَرْنٌ بعد قرن أَي فَنَوْا . والإِدْراجُ : لف الشيء في الشيء ؛ وأَدْرَجَتِ المرأَة صبيها في مَعاوزها . والدَّرْجُ : لَفُّ الشيء . يقال : دَرَجْتُه وأَدْرَجْتُه ودَرَّجْتُه ، والرباعي أَفصحها . ودَرَجَ الشيءَ في الشيء يَدْرُجُه دَرْجاً ، وأَدْرَجَه : طواه وأَدخله . ويقال لما طويته : أَدْرَجْتُه لأَنه يطوى على وجهه . وأَدْرَجْتُ الكتابَ : طويته . ورجل مِدْراجٌ : كثير الإِدْراجِ للثياب . والدَّرْجُ : الذي يُكتب فيه ، وكذلك الدَّرَجُ ، بالتحريك . يقال : أَنقذته في دَرْجِ الكتاب أَي في طَيِّه . وأَدْرَجَ الكتابَ في الكتاب : أَدخله وجعله في دَرْجِه أَي في طيِّه . ودَرْجُ الكتابِ : طَيُّه وداخِلُه ؛ وفي دَرْجِ الكتاب كذا وكذا . وأَدْرَجَ الميتَ في الكفن والقبر : أَدخله . التهذيب : ويقال للخِرَقِ التي تُدْرَجُ إِدراجاً ، وتلف وتجمع ثم تدسُّ في حياء الناقة التي يريدون ظَأْرَها على ولد ناقة أُخرى ، فإِذا نزعت من حيائها حسبت أَنها ولدت ولداً ، فيدنى منها ولد الناقة الأُخرى فَتَرْأَمُه ، ويقال لتلك اللفيفة : الدُّرْجَةُ والجَزْمُ والوثيقة . ابن سيده : والدُّرْجَةُ مُشاقَةٌ وخِرَقٌ وغير ذلك ، تدرج وتدخل في رحم الناقة ودبرها ، وتشدّ وتترك أَياماً مشدودة العينين والأَنف ، فيأْخذها لذلك غَمٌّ مِثْلُ غَمِّ المخاض ، ثم يحلُّون الرباط عنها فيخرج ذلك عنها ، وهي ترى أَنه ولدها ؛ وذلك إِذا أَرادوا أَنْ يَرْأَمُوها على ولد غيرها ؛ زاد الجوهري : فإِذا أَلقته حَلُّوا عينيها وقد هَيَّأُوا لها حُواراً فيُدْنونَه إِليها فتحسبه ولدها فتَرْأَمُه . قال : ويقال لذلك الشيء الذي يشدّ به عيناها : الغِمامَةُ ، والذي يشدَّ به أَنفها : الصِّقاعُ ، والذي يحشى به : الدُّرْجَةُ ، والجمع الدُّرَجُ ؛ قال عمران بن حطان : جَمادٌ لا يُرادُ الرِّسْلُ مِنْها ، ولم يُجْعَلْ لهَا دُرَجُ الظِّئارِ والجَماد : الناقة التي لا لبن فيها ، وهو أَصلب لجسمها . والظِّئار : أَن تعالج الناقة بالغِمامَةِ في أَنفها لكي تَظْأَرَ ؛ وقيل : الظِّئار خرقة تدخل في حياء الناقة ثم يعصب أَنفها حتى يمسكوا نفَسها ، ثم يحل من أَنفها ويخرجون الدرجة فيلطخون الولد بما يخرج على الخرقة ، ثم يدنونه منها فتظنه ولدها فترأَمه . وفي الصحاح : فتشمه فتظنه ولدها فترأَمه . والدُّرْجَةُ أَيضاً : خرقة يوضع فيها دواء ثم يدخل في حياء الناقة ، وذلك إِذا اشتكت منه . والدُّرْجُ ، بالضم : سُفَيْطٌ صغير تَدَّخِرُ فيه المرأَةُ طيبها وأَداتَها ، وهو الحِفْشُ أَيضاً ، والجمع أَدْراجٌ ودِرَجَةٌ . وفي حديث عائشة : كُنَّ يَبْعَثْن بالدِّرَجَةِ فيها الكُرْسُفُ . قال ابن الأَثير : هكذا يروى بكسر الدال وفتح الراء ، جمع دُرْجٍ ، وهو كالسَّقَطِ الصغير تضع فيه المرأَةُ خِفَّ متاعها وطيبها ، وقال : إِنما هو الدُّرْجَةُ تأْنيث دُرْجٍ ؛ وقيل : إِنما هي الدُّرجة ، بالضم ، وجمعها الدُّرَجُ ، وأَصله ما يُلف ويدخل في حياء الناقة وقد ذكرناه آنفاً . التهذيب : المِدْراجُ الناقة التي تَجُرُّ الحَمْلَ إِذا أَتت على مَضْرَبِها . ودَرَجَتِ الناقةُ وأَدْرَجَتْ إِذا جازت السنة ولم تُنْتَجْ . وأَدْرَجَتِ الناقة ، وهي مُدْرِجٌ : جاوزت الوقت الذي ضربت فيه ، فإِن كان ذلك لها عادة ، فهي مِدْراجٌ ؛ وقيل : المِدْراجُ التي تزيد على السنة أَياماً ثلاثة أَو أَربعة أَو عشرة ليس غير . والمُدْرِجُ والمِدْراجُ : التي تؤخر جهازها وتُدْرِجُ عَرَضَها وتُلْحِقُه بِحَقَبِها ، وهي ضِدُّ المِسْنافِ ؛ قال ذو الرمة : إِذا مَطَوْنا حِبال المَيْسِ مُصْعِدَةً ، يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَدارِيج عنى بالمَداريج هنا اللواتي يُدْرِجْنَ عروضهن ويلحقنها بأَحقابهن ؛ قال ابن سيده : ولم يعن المداريج اللواتي تجاوز الحَوْلَ بأَيام . أَبو طالب : الإِدْرَاجُ أَنْ يَضْمُرَ البعيرُ فَيَضْطَرِبَ بطانُه حتى يستأْخر إِلى الحَقَب فَيَسْتَأْخِرَ الحِملُ ، وإِنما يُسَنَّفُ بالسِّنَافِ مخافةَ الإِدْراجِ . أَبو عمرو : أَدْرَجْتُ الدَّلْوَ إِذا مَتَحْتَ به في رفق ؛
وأَنشد : يا صاحِبَيَّ أَدْرِجا إِدْراجَا ، بالدَّلْوِ لا تَنْضَرِجُ انْضِراجَا ولا أُحِبُّ السَّاقِيَ المِدْراجَا ، كأَنَّهُ مُحْتَضِنٌ أَوْلاد ؟
قال : وتسمى الدال والجيم الإِجازة . قال الرياشي : الإِدْرَاجُ النَّزْعُ قليلاً قليلاً . ويقال : هم دَرْجُ يدك أَي طَوْعُ يدك . التهذيب : يقال فلانٌ دَرْجُ يديك ، وبنو فلان لا يعصونك ، لا يثنى ولا يجمع . والدَّرَّاجُ : النَّمَّامُ ؛ عن اللحياني . وأَبو دَرَّاجٍ : طائر صغير . والدُّرَّاجُ : طائر شبه الحَيْقُطانِ ، وهو من طير العراق ، أَرقط ، وفي التهذيب : أَنقط ، قال ابن دريد : أَحسبه مولَّداً . وهي الدُّرَجَةُ مثال رُطَبَةٍ ، والدُّرَّجَةُ ، الأَخيرة عن سيبويه ؛ التهذيب : وأَما الدُّرَجَةُ فإِن ابن السكيت ، قال : هو طائر أَسود باطنِ الجناحين ، وظاهرهما أَغبر ، وهو على خلقة القطا إِلاَّ أَنها أَلطف . الجوهري : والدُّرَّاجُ والدُّرَّاجَةُ ضرب من الطير للذكر والأُنثى حتى تقول الحَيْقُطانُ فيختص بالذكر . وأَرض مَدْرَجَةٌ أَي ذاتُ دُرَّاجٍ . والدِّرِّيجُ : شيءٌ يضرب به ، ذو أَوتار كالطُّنْبُورِ . ابن سيده : الدِّرِّيجُ طنبور ذو أَوتار تضرب . والدَّرَّاج : موضع ؛ قال زهير : بِحَوْمانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ ورواه أَهل المدينة : بالدَّرَّاج فالمُتَثَلَّم . ودُرَّاجٌ : اسم . ومَدْرَجُ الريح : من شعرائهم ، سمي به لبيت ذكر فيه مَدْرَج الريح . "
دبر(المعجم لسان العرب)
" الدُّبُرُ والدُّبْرُ : نقيض القُبُل . ودُبُرُ كل شيء : عَقِبُه ومُؤخَّرُه ؛ وجمعهما أَدْبارٌ . ودُبُرُ كلِّ شيء : خلاف قُبُلِه في كل شيء ما خلا قولهم (* قوله : « ما خلا قولهم جعل فلان إلخ » ظاهره أن دبر في قولهم ذلك بضم الدال والباء ، وضبط في القاموس ونسخة من الصحاح بفتح الدال وسكون الموحدة ). جعل فلان قولك دبر أُذنه أَي خلف أُذنه . الجوهري : الدُّبْرُ والدُّبُرُ خلاف القُبُل ، ودُبُرُ الشهر : آخره ، على المثل ؛ يقال : جئتك دُبُرَ الشهر وفي دُبُرِه وعلى دُبُرِه ، والجمع من كل ذلك أَدبار ؛ يقال : جئتك أَدْبار الشهر وفي أَدْباره . والأَدْبار لذوات الحوافر والظِّلْفِ والمِخْلَبِ : ما يَجْمَعُ الاسْتَ والحَياءَ ، وخص بعضهم به ذوات الخُفِّ ، والحياءُ من كل ذلك وحده دُبُرٌ . ودُبُرُ البيت : مؤخره وزاويته . وإِدبارُ النجوم : تواليها ، وأَدبارُها : أَخذها إِلى الغَرْبِ للغُرُوب آخر الليل ؛ هذه حكاية أَهل اللغة ؛ قال ابن سيده : ولا أَدري كيف هذا لأَن ال أَدْبارَ لا يكون الأَخْذَ إِذ الأَخذ مصدر ، والأَدْبارُ أَسماء . وأَدبار السجود وإِدباره . أَواخر الصلوات ، وقد قرئ : وأَدبار وإِدبار ، فمن قرأَ وأَدبار فمن باب خلف ووراء ، ومن قرأَ وإِدبار فمن باب خفوق النجم . قال ثعلب في قوله تعالى : وإِدبار النجوم وأَدبار السجود ؛ قال الكسائي : إِدبار النجوم أَن لها دُبُراً واحداً في وقت السحَر ، وأَدبار السجود لأَن مع كل سجدة إدباراً ؛ التهذيب : من قرأَ وأَدبار السجود ، بفتح الأَلف ، جمع على دُبُرٍ وأَدبار ، وهما الركعتان بعد المغرب ، روي ذلك عن علي بن أَبي طالب ، كرّم الله وجهه ، قال : وأَما قوله وإِدبار النجوم في سورة الطور فهما الركعتان قبل الفجر ، قال : ويكسران جميعاً وينصبان ؛ جائزان . ودَبَرَهُ يَدْبُرُه دُبُوراً : تبعه من ورائه . ودابِرُ الشيء : آخره . الشَّيْبانِيُّ . الدَّابِرَةُ آخر الرمل . وقطع الله دابِرَهم أَي آخر من بقي منهم . وفي التنزيل : فَقُطِعَ دابِرُ القوم الذين ظلموا ؛ أَي اسْتُؤْصِلَ آخرُهم ؛ ودَابِرَةُ الشيء : كَدَابِرِه . وقال الله تعالى في موضع آخر : وقَضَيْنا إِليه ذلك الأَمْرَ أَن دَابِرَ هؤلاء مقطوع مُصْبِحِين . قولُهم : قطع الله دابره ؛ قال الأَصمعي وغيره : الدابر الأَصل أَي أَذهب الله أَصله ؛
وأَنشد لِوَعْلَةَ : فِدًى لَكُمَا رِجْلَيَّ أُمِّي وخالَتِي ، غَداةَ الكُلابِ ، إِذْ تُحَزُّ الدَّوابِرُ أَي يقتل القوم فتذهب أُصولهم ولا يبقى لهم أَثر . وقال ابن بُزُرْجٍ : دَابِرُ الأَمر آخره ، وهو على هذا كأَنه يدعو عليه بانقطاع العَقِبِ حتى لا يبقى أَحد يخلفه . الجوهري : ودُبُرُ الأَمر ودُبْرُه آخره ؛ قال الكميت : أَعَهْدَكَ مِنْ أُولَى الشَّبِيبَةِ تَطْلُبُ على دُبُرٍ ؟ هَيْهَاتَ شأْوٌ مُغَرِّبُ وفي حديث الدعاء : وابْعَثْ عليهم بأْساً تَقْطَعُ به دابِرَهُمْ ؛ أَي جميعهم حتى لا يبقى منهم أَحد . ودابِرُ القوم : آخِرُ من يبقى منهم ويجيء في آخرهم . وفي الحديث : أَيُّما مُسْلِمٍ خَلَف غازياً ي دابِرَتِه ؛ أَي من يبقى بعده . وفي حديث عمر : كنت أَرجو أَن يعيش رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، حتى يَدْبُرَنا أَي يَخْلُفَنا بعد موتنا . يقال : دَبَرْتُ الرجلَ إِذا بقيت بعده . وعَقِبُ الرجل : دَابِرُه . والدُّبُرُ والدُّبْرُ : الظهر . وقوله تعالى : سَيُهْزَمُ الجمع ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ ؛ جعله للجماعة ، كما ، قال تعالى : لا يَرْتَدُّ إِليهم طَرْفُهُمْ ؛ قال الفرّاء : كان هذا يومَ بدر وقال الدُّبُرَ فوَحَّدَ ولم يقل الأَدْبارَ ، وكلٌّ جائز صوابٌ ، تقول : ضربنا منهم الرؤوس وضربنا منهم الرأْس ، كما تقول : فلان كثير الدينار والدرهم ؛ وقال ابن مقبل : الكاسِرِينَ القَنَا في عَوْرَةِ الدُّبُرِ ودابِرَةُ الحافر : مُؤَخَّرُه ، وقيل : هي التي تلي مُؤَخَّرَ الرُّسْغِ ، وجمعها الدوابر . الجوهري : دَابِرَة الحافر ما حاذى موضع الرسغ ، ودابرة الإِنسان عُرْقُوبه ؛ قال وعلة : إِذ تحز الدوابر . ابن الأَعرابي : الدَّابِرَةُ المَشْؤُومَةُ ، والدابرة الهزيمة . والدَّبْرَةُ ، بالإِسكان والتحريك : الهزيمة في القتال ، وهو اسم من الإِدْبار . ويقال : جعل الله عليهم الدَّبْرَةَ ، أَي الهزيمة ، وجعل لهم الدَّبْرَةَ على فلان أَي الظَّفَر والنُّصْرَةَ . وقال أَبو جهل لابن مسعود يوم بدر وهو مُثْبَتٌ جَريح صَرِيعٌ : لِمَنِ الدَّبْرَةُ ؟ فقال : لله ولرسوله يا عدوّ الله ؛ قوله لمن الدبرة أَي لمن الدولة والظفر ، وتفتح الباء وتسكن ؛ ويقال : عَلَى مَنِ الدَّبْرَةُ أَيضاً أَي الهزيمة . والدَّابِرَةُ : ضَرْبٌ من الشَّغْزَبِيَّة في الصِّرَاعِ . والدَّابِرَةُ : صِيصِيَةُ الدِّيك . ابن سيده : دَابِرَةُ الطائر الأُصْبُعُ التي من وراء رجله وبها يَضْرِبُ البَازِي ، وهي للديك أَسفل من الصِّيصِيَةِ يطأُ بها . وجاء دَبَرِيّاً أَي أَخِيراً . وفلان لا يصلي الصلاة إِلاَّ دَبَرِيّاً ، بالفتح ، أَي في آخر وقتها ؛ وفي المحكم : أَي أَخيراً ؛ رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي ، قال : والمُحَدِّثُون يقولون دُبُرِيّاً ، بالضم ، أَي في آخر وقتها ؛ وقال أَبو الهيثم : دَبْرِيّاً ، بفتح الدال وإِسكان الباء . وفي الحديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة : رجلٌ أَتى الصلاةَ دِباراً ، رجل اعْتَبَدَ مُحرَّراً ، ورجلٌ أَمَّ قوماً هم له كارهون ؛ قال الإِفْرِيقيُّ راوي هذا الحديث : معنى قوله دباراً أَي بعدما يفوت الوقت . وفي حديث أَبي هريرة : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : « إِن للمنافقين علامات يُعرفون بها : تَحِيَّتُهم لَعْنَةٌ ، وطعامهم نُهْبَةٌ ، لا يَقْرَبُون المساجد إِلا هَجْراً ، ولا يأْتون الصلاة إِلا دَبْراً ، مستكبرين لا يأْلَفُون ولا يُؤْلَفُونَ ، خُشُبٌ بالليل ، صُخُبٌ بالنهار ؛ قال ابن الأَعرابي : قوله دباراً في الحديث الأَوَّل جمع دَبْرٍ ودَبَرٍ ، وهو آخر أَوقات الشيء الصلاة وغيرها ؛ قال : ومنه الحديث الآخر لا يأْتي الصلاة إِلا دبْراً ، يروى بالضم والفتح ، وهو منصوب على الظرف ؛ وفي حديث آخر : لا يأْتي الصلاة إِلا دَبَرِيّاً ، بفتح الباء وسكونها ، وهو منسوب إِلى الدَّبْرِ آخر الشيء ، وفتح الباء من تغييرات النسب ، ونصبه على الحال من فاعل يأْتي ، قال : والعرب تقول العِلم قَبْلِيٌّ وليس بالدَّبَرِيِّ ؛ قال أَبو العباس : معناه أَن العالم المتقن يجيبك سريعاً والمتخلف يقول لي فيها نظر . ابن سيده : تبعت صاحبي دَبَرِيّاً إِذا كنت معه فتخلفت عنه ثم تبعته وأَنت تحذر أَن يفوتك . ودَبَرَهُ يَدْبِرُه ويَدْبُرُه : تَلا دُبُرَه . والدَّابِرُ : التابع . وجاء يَدْبُرُهم أَي يَتْبَعُهُمْ ، وهو من ذلك . وأَدْبَرَ إِدْباراً ودُبْراً : ولَّى ؛ عن كراع . والصحيح أَن الإِدْبارَ المصدر والدُّبْر الاسم . وأَدْبَرَ أَمْرُ القوم : ولَّى لِفَسادٍ . وقول الله تعالى : ثم ولَّيتم مدبرين ؛ هذا حال مؤكدة لأَنه قد علم أَن مع كل تولية إِدباراً فقال مدبرين مؤكداً ؛ ومثله قول ابن دارة : أَنا ابْنُ دَارَةَ مَعروفاً لها نسَبي ، وهَلْ بدارَةَ ، با لَلنَّاسِ ، من عارِ ؟
قال ابن سيده : كذا أَنشده ابن جني لها نسبي وقال لها يعني النسبة ، قال : وروايتي له نسبي . والمَدْبَرَةُ : الإِدْبارُ ؛
أَنشد ثعلب : هذا يُصادِيكَ إِقْبالاً بِمَدْبَرَةٍ ؛ وذا يُنادِيكَ إِدْباراً بِإِدْبارِ ودَبَرَ بالشيء : ذهب به . ودَبَرَ الرجلُ : ولَّى وشَيَّخَ ؛ ومنه قوله تعالى : والليل إِذا دَبَرَ ؛ أَي تبع النهارَ قَبْلَه ، وقرأَ ابن عباس ومجاهد : والليل إِذ أَدْبَرَ ، وقرأَها كثير من الناس : والليل إِذا دَبَرَ ، وقال الفراء : هما لغتان : دَبَرَ النهار وأَدْبَرَ ، ودَبَرَ الصَّيْفُ وأَدْبَرَ ، وكذلك قَبَلَ وأَقْبَلَ ، فإِذا ، قالوا أَقبل الراكب أَو أَدبر لم يقولوا إِلا بالأَلف ، قال : وإِنهما عندي في المعنى لَواحدٌ لا أُبْعِدُ اين يأْتي في الرجال ما أَتى في الأَزمنة ، وقيل : معنى قوله : والليل إِذا دَبَرَ ، جاء بعد النهار ، كما تقول خَلَفَ . يقال : دَبَرَنِي فلان وخَلَفَنِي أَي جاء بعدي ، ومن قرأَ : والليل إِذا أَدْبَرَ ؛ فمعناه ولَّى ليذهب . ودَابِرُ العَيْشِ : آخره ؛ قال مَعْقِلُ ابنُ خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيُّ : وما عَرَّيْتُ ذا الحَيَّاتِ ، إِلاَّ لأَقْطَعَ دَابِرَ العَيْشِ الحُبَابِ وذا الحيات : اسم سيفه . ودابر العيش : آخره ؛ يقول : ما عريته إِلا لأَقتلك . ودَبَرَ النهار وأَدْبَرَ : ذهب . وأَمْسِ الدَّابِرُ : الذاهب ؛ وقالوا : مضى أَمْسِ الدَّابِرُ وأَمْسِ الْمُدْبِرُ ، وهذا من التطوّع المُشامِّ للتأْكيد لأَن اليوم إِذا قيل فيه أَمْسِ فمعلوم أَنه دَبَرَ ، لكنه أَكده بقوله الدابر كما بينا ؛ قال الشاعر : وأَبِي الذي تَرَكَ الملوكَ وجَمْعَهُمْ بِصُهَابَ هامِدَةً ، كأَمْسِ الدَّابِرِ وقال صَخْرُ بن عمرو الثَّرِيد السُّلَمِي : ولقد قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ ومَوْحَداً ، وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ الدَّابِرِ ويروى المُدْبِرِ . قال ابن بري : والصحيح في إِنشاده مثل أَمس المدبر ؛ قال : وكذلك أَنشده أَبو عبيدة في مقاتل الفرسان ؛
وأَنشد قبله : ولقد دَفَعْتُ إِلى دُرَيْدٍ طَعْنَةً نَجْلاءَ تُزْغِلُ مثل عَطِّ المَنْحَرِ تُزْغِلُ : تُخْرِجُ الدَّمَ قِطَعاً قِطَعاً . والعَطُّ : الشَّقُّ . والنجلاء : الواسعة . ويقال : هيهات ، ذهب فلان كما ذهب أَمْسِ الدابِرُ ، وهو الماضي لا يرجع أَبداً . ورجل خاسِرٌ دابِرٌ إتباع ، وسيأْتي خاسِرٌ دابِرٌ ، ويقال خاسِرٌ دامِرٌ ، على البدل ، وإِن لم يلزم أَن يكون بدلاً . واسْتَدْبَرَهُ : أَتاه من ورائه ؛ وقول الأَعشى يصف الخمر أَنشده أَبو عبيدة : تَمَزَّزْتُها غَيْرَ مُسْتَدْبِرٍ ، على الشُّرْبِ ، أَو مُنْكِرٍ ما عُلِم ؟
قال : قوله غير مستدبر فُسِّرَ غير مستأْثر ، وإِنما قيل للمستأْثر مستدبر لأَنه إِذا استأْثر بشربها استدبر عنهم ولم يستقبلهم لأَنه يشربها دونهم ويولي عنهم . والدَّابِرُ من القداح : خلاف القَابِلِ ، وصاحبه مُدَابِرٌ ؛ قال صَخْر الغَيّ الهُذَلِيُّ يصف ماء ورده : فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جَمِّهِ ، خِيَاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا المُدابِرُ : المقمور في الميسر ، وقيل : هو الذي قُمِرَ مرة بعد فَيُعَاوِدُ لِيَقْمُرَ ؛ وقال الأَصمعي : المدابر المُوَلِّي المُعْرِض عن صاحبه ؛ وقال أَبو عبيد : المدابر الذي يضرب بالقداح . ودَابَرْتُ فلاناً : عاديته . وقولهم : ما يَعْرِفُ قَبيلَهُ من دَبِيرِه ، وفلان ما يَدْرِي قَبِيلاً من دَبِيرٍ ؛ المعنى ما يدري شيئاً . وقال الليث : القَبِيلُ فَتْلُ القُطْنِ ، والدَّبِيرُ : فَتْلُ الكَتَّانِ والصُّوف . ويقال : القَبِيلُ ما وَلِيَكَ والدَّبِيرُ ما خالفك . ابن الأَعرابي : أَدْبَرَ الرجلُ إِذا عَرَفَ دَبِيره من قَبيله . قال الأَصمعي : القَبيل ما أَقبل من الفاتل إِلى حِقْوِه ، والدَّبِيرُ ما أَدبر به الفاتل إِلى ركبته . وقال المفضل : القبيل فَوْزُ القِدح في القِمَارِ ، والدَّبِيرُ خَيْبَةُ القِدْحِ . وقال الشيباني : القَبيل طاعة الرب والدَّبير معصيته . الصحاح : الدَّبير ما أَدبرتْ به المرأَة من غَزْلها حين تَفْتِلُه . قال يعقوب : القَبيلُ ما أَقْبلتَ به إِلى صدرك ، والدَّبير ما أَدبرتَ به عن صدرك . يقال : فلان ما يعرف قَبيلاً من دَبير ، وسنذكر من ذلك أَشياء في ترجمةِ قَبَلَ ، إِن شاء الله تعالى . والدِّبْرَةُ : خِلافُ القِبْلَة ؛ يقال : فلان ما له قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ إِذا لم يهتد لجهة أَمره ، وليس لهذا الأَمر قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ إِذا لم يعرف وجهه ؛ ويقال : قبح الله ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ . وأَدْبَرَ الرجلَ : جعله وراءه . ودَبَرَ السَّهْمُ أَي خرج من الهَدَفِ . وفي المحكم : دَبَرَ السهمُ الهَدَفَ يَدْبُرُه دَبْراً ودُبُوراً جاوزه وسقط وراءه . والدَّابِرُ من السهام : الذي يخرج من الهَدَفِ . ابن الأَعرابي : دَبَرَ ردَّ ، ودَبَرَ تأَخر ، وأَدْبَرَ إِذا انْقَلَبَتْ فَتْلَةُ أُذن الناقة إِذا نُحِرَتْ إِلى ناحية القَفَا ، وأَقْبَلَ إِذا صارت هذه الفَتْلَةُ إِلى ناحية الوجه . والدَّبَرَانُ : نجم بين الثُّرَيَّا والجَوْزاءِ ويقال له التَّابِعُ والتُّوَيْبِعُ ، وهو من منازل القمر ، سُمِّيَ دَبَرَاناً لأَنه يَدْبُرُ الثريا أَي يَتْبَعُها . ابن سيده : الدَّبَرانُ نجم يَدْبُرُ الثريا ، لزمته الأَلف واللام لأَنهم جعلوه الشيء بعينه . قال سيبويه : فإِن قيل : أَيقال لكل شيء صار خلف شيء دَبَرانٌ ؟ فإِنك قائل له : لا ، ولكن هذا بمنزلة العدْل والعَدِيلِ ، وهذا الضرب كثير أَو معتاد . الجوهري : الدَّبَرانُ خمسة كواكب من الثَّوْرِ يقال إِنه سَنَامُه ، وهو من منازل القمر . وجعلتُ الكلامَ دَبْرَ أُذني وكلامَه دَبْرَ أُذني أَي خَلْفِي لم أَعْبَأْ به ، وتَصَامَمْتُ عنه وأَغضيت عنه ولم أَلتفت إِليه ، قال : يَدَاها كأَوْبِ الماتِحِينَ إِذا مَشَتْ ، ورِجْلٌ تَلَتْ دَبْرَ اليَدَيْنِ طَرُوحُ وقالوا : إِذا رأَيت الثريا تُدْبِرُ فَشَهْر نَتَاج وشَهْر مَطَر ، أَي إِذا بدأَت للغروب مع المغرب فذلك وقت المطر ووقت نَتاج الإِبل ، وإِذا رأَيت الشِّعْرَى تُقْبِلُ فمَجْدُ فَتًى ومَجْدُ حَمْلٍ ، أَي إِذا رأَيت الشعرى مع المغرب فذلك صَمِيمُ القُرِّ ، فلا يصبر على القِرَى وفعل الخير في ذلك الوقت غير الفتى الكريم الماجد الحرّ ، وقوله : ومجد حمل أَي لا يحمل فيه الثِّقْلَ إِلا الجَمَلُ الشديد لأَن الجمال تُهْزَلُ في ذلك الوقت وتقل المراعي . والدَّبُورُ : ريح تأْتي من دُبُرِ الكعبة مما يذهب نحو المشرق ، وقيل : هي التي تأْتي من خلفك إِذا وقفت في القبلة . التهذيب : والدَّبُور بالفتح ، الريح التي تقابل الصَّبَا والقَبُولَ ، وهي ريح تَهُبُّ من نحو المغرب ، والصبا تقابلها من ناحية المشرق ؛ قال ابن الأَثير : وقول من ، قال سميت به لأَنها تأْتي من دُبُرِ الكعبة ليس بشيء . ودَبَرَتِ الريحُ أَي تحوّلت دَبُوراً ؛ وقال ابن الأَعرابي : مَهَبُّ الدَّبُور من مَسْقَطِ النَّسْر الطائر إِلى مَطْلَعِ سُهَيْلٍ من التذكرة ، يكون اسماً وصفة ، فمن الصفة قول الأَعشى : لها زَجَلٌ كَحَفِيفِ الحَصا د ، صادَفَ باللَّيْلِ رِيحاً دَبُورا ومن الاسم قوله أَنشده سيبويه لرجل من باهلة : رِيحُ الدَّبُورِ مع الشَّمَالِ ، وتارَةً رِهَمُ الرَّبِيعِ وصائبُ التَّهْتان ؟
قال : وكونها صفة أَكثر ، والجمع دُبُرٌ ودَبائِرُ ، وقد دَبَرَتْ تَدْبُرُ دُبُوراً . ودُبِرَ القومُ ، على ما لم يسمَّ فاعله ، فهم مَدْبُورُون : أَصابتهم ريح الدَّبُور ؛ وأَدْبَرُوا : دخلوا في الدَّبور ، وكذلك سائر الرياح . وفي الحديث :، قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : نُصِرْتُ بالصَّبَا وأُهْلِكَتْ عادٌ بالدَّبُورِ . ورجل أُدابِرٌ : للذي يقطع رحمه مثل أُباتِرٍ . وفي حديث أَبي هريرة : إِذا زَوَّقْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ وحَلَّيْتُمْ مَصاحِفَكُمْ فالدَّبارُ عليكم ، بالفتح ، أَي الهلاك . ورجل أُدابِرٌ : لا يقبل قول أَحد ولا يَلْوِي على شيء . قال السيرافي : وحكى سيبويه أُدابِراً في الأَسماء ولم يفسره أَحد على أَنه اسم ، لكنه قد قرنه بأُحامِرٍ وأُجارِدٍ ، وهما موضعان ، فعسى أَن يكون أُدابِرٌ موضعاً . قال الأَزهري : ورجل أُباتِرٌ يَبْتُرُ رَحِمَهُ فيقطعها ، ورجل أُخايِلٌ وهو المُخْتالُ . وأُذن مُدابَرَةٌ : قطعت من خلفها وشقت . وناقة مُدابَرَة : شُقت من قِبَلِ قَفاها ، وقيل : هو أَن يَقْرِضَ منها قَرْضَةً من جانبها مما يلي قفاها ، وكذلك الشاة . وناقة ذات إِقْبالَةٍ وإِدْبارة إِذا شُقَّ مُقَدَّمُ أُذنها ومُؤَخَّرُها وفُتِلَتْ كأَنها زَنَمَةٌ ؛ وذكر الأَزهري ذلك في الشاة أَيضاً . والإِدْبارُ : نقيضُ الإِقْبال ؛ والاسْتِدْبارُ : خلافُ الاستقبال . ورجل مُقابَلٌ ومُدابَرٌ : مَحْضٌ من أَبويه كريم الطرفين . وفلان مُسْتَدْبَرُ المَجْدِ مُسْتَقْبَلٌ أَي كريم أَوَّل مَجْدِهِ وآخِرِه ؛ قال الأَصمعي : وذلك من الإِقْبالة والإِدْبارَة ، وهو شق في الأُذن ثم يفتل ذلك ، فإِذا أُقْبِلَ به فهو الإِقْبالَةُ ، وإِذا أُدْبِرَ به فهو الإِدْبارة ، والجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ من الأُذن هي الإِقبالة والإِدبارة كأَنها زَنَمَةٌ ، والشاة مُدابَرَةٌ ومُقابَلَةٌ ، وقد أَدْبَرْتُها وقابَلْتُها . وناقة ذات إِقبالة وإِدبارة وناقة مُقابَلَة مُدابَرَةٌ أَي كريمة الطرفين من قِبَل أَبيها وأُمها . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه نهى أَن يُضَحَّى بمقابَلَةٍ أَو مُدابَرَةٍ ؛ قال الأَصمعي : المقابلة أَن يقطع من طرف أُذنها شيء ثم يترك معلقاً لا يَبِين كأَنه زَنَمَةٌ ؛ ويقال لمثل ذلك من الإِبل : المُزَنَّمُ ، ويسمى ذلك المُعَلَّقُ الرَّعْلَ . والمُدابَرَةُ : أَن يفعل ذلك بمؤخر الأُذن من الشاة ؛ قال الأَصمعي : وكذلك إِن بان ذلك من الأُذن فهي مُقابَلَةٌ ومُدابَرَةٌ بعد أَن كان قطع . والمُدَابَرُ من المنازل : خلافُ المُقابَلِ . وتَدابَرَ القوم : تَعادَوْا وتَقاطَعُوا ، وقيل : لا يكون ذلك إِلا في بني الأَب . وفي الحديث :، قال النبي ، صلى الله عليه وسلم : لا تَدَابَرُوا ولا تَقاطَعُوا ؛ قال أَبو عبيد : التَّدَابُرُ المُصارَمَةُ والهِجْرانُ ، مأْخوذ من أَن يُوَلِّيَ الرجلُ صاحِبَه دُبُرَه وقفاه ويُعْرِضَ عنه بوجهه ويَهْجُرَه ؛
وأَنشد : أَأَوْصَى أَبو قَيْسٍ بأَن تَتَواصَلُوا ، وأَوْصَى أَبو كُمْ ، ويْحَكُمْ أَن تَدَابَرُوا ؟ ودَبَرَ القومُ يَدْبُرُونَ دِباراً : هلكوا . وأَدْبَرُوا إِذا وَلَّى أَمرُهم إِلى آخره فلم يبق منهم باقية . ويقال : عليه الدَّبارُ أَي العَفَاءُ إِذا دعوا عليه بأَن يَدْبُرَ فلا يرجع ؛ ومثله : عليه العفاء أَي الدُّرُوس والهلاك . وقال الأَصمعي : الدَّبارُ الهلاك ، بالفتح ، مثل الدَّمار . والدَّبْرَة : نقيضُ الدَّوْلَة ، فالدَّوْلَةُ في الخير والدَّبْرَةُ في الشر . يقال : جعل الله عليه الدَّبْرَة ، قال ابن سيده : وهذا أَحسن ما رأَيته في شرح الدَّبْرَة ؛ وقيل : الدَّبْرَةُ العاقبة . ودَبَّرَ الأَمْرَ وتَدَبَّره : نظر في عاقبته ، واسْتَدْبَرَه : رأَى في عاقبته ما لم ير في صدره ؛ وعَرَفَ الأَمْرَ تَدَبُّراً أَي بأَخَرَةٍ ؛ قال جرير : ولا تَتَّقُونَ الشَّرَّ حتى يُصِيبَكُمْ ، ولا تَعْرِفُونَ الأَمرَ إِلا تَدَبُّرَا والتَّدْبِيرُ في الأَمر : أَن تنظر إِلى ما تَؤُول إِليه عاقبته ، والتَّدَبُّر : التفكر فيه . وفلان ما يَدْرِي قِبَالَ الأَمْرِ من دِباره أَي أَوَّله من آخره . ويقال : إِن فلاناً لو استقبل من أَمره ما استدبره لَهُدِيَ لِوِجْهَةِ أَمْرِه أَي لو علم في بَدْءِ أَمره ما علمه في آخره لاسْتَرْشَدَ لأَمره . وقال أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ لبنيه : يا بَنِيَّ لا تَتَدَبَّرُوا أَعجاز أُمور قد وَلَّتْ صُدُورُها . والتَّدْبِيرُ : أَن يَتَدَبَّرَ الرجلُ أَمره ويُدَبِّرَه أَي ينظر في عواقبه . والتَّدْبِيرُ : أَن يُعتق الرجل عبده عن دُبُرٍ ، وهو أَن يعتق بعد موته ، فيقول : أَنت حر بعد موتي ، وهو مُدَبَّرٌ ؛ وفي الحديث : إِن فلاناً أَعتق غلاماً له عن دُبُرٍ ؛ أَي بعد موته . ودَبَّرْتُ العبدَ إِذا عَلَّقْتَ عتقه بموتك ، وهو التدبير أَي أَنه يعتق بعدما يدبره سيده ويموت . ودَبَّرَ العبد : أَعتقه بعد الموت . ودَبَّرَ الحديثَ عنه : رواه . ويقال : دَبَّرْتُ الحديث عن فلان حَدَّثْتُ به عنه بعد موته ، وهو يُدَبِّرُ حديث فلان أَي يرويه . ودَبَّرْتُ الحديث أَي حدّثت به عن غيري . قال شمر : دبَّرْتُ الحديث ليس بمعروف ؛ قال الأَزهري : وقد جاء في الحديث : أَمَا سَمِعْتَهُ من معاذ يُدَبِّرُه عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ؟ أَي يحدّث به عنه ؛ وقال : إِنما هو يُذَبِّرُه ، بالذال المعجمة والباء ، أَي يُتْقِنُه ؛ وقال الزجاج : الذِّبْر القراءةُ ، وأَما أَبو عبيد فإِن أَصحابه رووا عنه يُدَبِّرُه كما ترى ، وروى الأَزهري بسنده إِلى سَلاَّمِ بن مِسْكِينٍ ، قال : سمعت قتادة يحدّث عن فلان ، يرويه عن أَبي الدرداء ، يُدَبِّرُه عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : ما شَرَقَتْ شمسٌ قَطُّ إِلا بِجَنْبَيْها ملكان يُنادِيانِ أَنهما يُسْمِعَانِ الخلائقَ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ الجن والإِنس ، أَلا هَلُمُّوا إِلى ربكم فإِنَّ ما قَلَّ وكفَى خَيْرٌ مما كَثُرَ وأَلْهَى ، اللهم عَجِّلْ لِمُنْفِقٍ خَلَفاً وعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفاً . ابن سيده : ودَبَرَ الكتابَ يَدْبُرُه دَبْراً كتبه ؛ عن كراع ، قال : والمعروف ذَبَرَه ولم يقل دَبَره إِلا هو . والرَّأْيُ الدَّبَرِيُّ : الذي يُمْعَنُ النَّظَرُ فيه ، وكذلك الجوابُ الدَّبَرِيُّ ؛ يقال : شَرُّ الرَّأْيِ الدَّبَرِيُّ وهو الذي يَسْنَحُ أَخيراً عند فوت الحاجة ، أَي شره إِذا أَدْبَرَ الأَمْرُ وفات . والدَّبَرَةُ ، بالتحريك : قَرْحَةُ الدابة والبعير ، والجمع دَبَرٌ وأَدْبارٌ مثل شَجَرَةٍ وشَجَرٍ وأَشجار . ودَبِرَ البعيرُ ، بالكسر ، يَدْبَرُ دَبَراً ، فهو دَبِرٌ وأَدْبَرُ ، والأُنثى دَبِرَةٌ ودَبْراءُ ، وإِبل دَبْرَى وقد أَدْبَرَها الحِمْلُ والقَتَبُ ، وأَدْبَرْتُ البعير فَدَبِرَ ؛ وأَدْبَرَ الرجلُ إِذا دَبِرَ بعيره ، وأَنْقَبَ إِذا حَفِيَ خُفُّ بعيره . وفي حديث ابن عباس : كانوا يقولون في الجاهلية إِذا بَرَأَ الدَّبَرُ وعفا الأَثَرُ ؛ الدبر ، بالتحريك : الجرح الذي يكون في ظهر الدابة ، وقيل : هو أَن يَقْرَحَ خف البعير ، وفي حديث عمر :، قال لامرأَة أَدْبَرْتِ وأَنْقَبْتِ أَي دَبِرَ بعيرك وحَفِيَ . وفي حديث قيس بن عاصم : إِني لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرْعَ والنَّابَ المُدْبِرَ أَي التي أَدْبَرَ خَيْرُها . والأَدْبَرُ : لقب حُجْرِ بن عَدِيٍّ نُبِزَ به لأَن السلاح أَدْبَرَ ظهره ، وقيل : سمي به لأَنه طُعِنَ مُوَلِّياً ؛ ودُبَيْرٌ الأَسَدِيُّ : منه كأَنه تصغير أَدْبَرَ مرخماً . والدَّبْرَةُ : الساقية بين المزارع ، وقيل : هي المَشَارَةُ في المَزْرَعَةِ ، وهي بالفارسية كُرْدَه ، وجمعها دَبْرٌ ودِبارٌ ؛ قال بشر بن أَبي خازم : تَحَدَّرَ ماءُ البِئْرِ عن جُرَشِيَّةٍ ، على جِرْبَةٍ ، يَعْلُو الدِّبارَ غُرُوبُها وقيل : الدِّبارُ الكُرْدُ من المزرعة ، واحدتها دِبارَةٌ . والدَّبْرَةُ : الكُرْدَةُ من المزرعة ، والجمع الدِّبارُ . والدِّباراتُ : الأَنهار الصغار التي تتفجر في أَرض الزرع ، واحدتها دَبْرَةٌ ؛ قال ابن سيده : ولا أَعرف كيف هذا إِلا أَن يكون جمع دَبْرَة على دِبارٍ أُلحقت الهاء للجمع ، كم ؟
قالوا الفِحَالَةُ ثم جُمِعَ الجَمْعُ جَمْعَ السَّلامة . وقال أَبو حنيفة : الدَّبْرَة البقعة من الأَرض تزرع ، والجمع دِبارٌ . والدَّبْرُ والدِّبْرُ : المال الكثير الذي لا يحصى كثرة ، واحده وجمعه سواء ؛ يقال : مالٌ دَبْرٌ ومالان دَبْرٌ وأَموال دَبْرٌ . قال ابن سيده : هذا الأَعرف ، قال : وقد كُسِّرَ على دُبُورٍ ، ومثله مال دَثْرٌ . الفرّاء : الدَّبْرُ والدِّبْرُ الكثير من الضَّيْعَة والمال ، يقال : رجل كثير الدَّبْرِ إِذا كان فاشِيَ الضيعة ، ورجل ذو دَبْرٍ كثير الضيعة والمال ؛ حكاه أَبو عبيد عن أَبي زيد . والمَدْبُور : المجروح . والمَدْبُور : الكثير المال . والدَّبْرُ ، بالفتح : النحل والزنابير ، وقيل : هو من النحل ما لا يَأْرِي ، ولا واحد لها ، وقيل : واحدته دَبْرَةٌ ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : وهَبْتُهُ من وَثَبَى فَمِطْرَهْ مَصْرُورَةِ الحَقْوَيْنِ مِثْلِ الدَّبْرَهْ وجمعُ الدَّبْرِ أَدْبُرٌ ودُبُورٌ ؛ قال زيد الخيل : بِأَبْيَضَ من أَبْكَارِ مُزْنِ سَحابَةٍ ، وأَرْيِ دَبُورٍ شَارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ أَراد : شاره من النحل ؛ وفي الصحاح ، قال لبيد : بأَشهب من أَبكار مزن سحابة ، وأَري دبور شاره النحلَ عاس ؟
قال ابن بري يصف خمراً مزجت بماء أَبيض ، وهو الأَشهب . وأَبكار : جمع بِكْرٍ . والمزن : السحاب الأَبيض ، الواحدة مُزْنَةٌ . والأَرْيُ : العسل . وشارَهُ : جناه ، والنحل منصوب بإِسقاط من أَي جناه من النحل عاسل ؛ وقبله : عَتِيق سُلافاتٍ سِبَتْها سَفِينَةٌ ، يَكُرُّ عليها بالمِزاجِ النَّياطِلُ والنياطل : مكاييل الخمر . قال ابن سيده : ويجوز أَن يكون الدُّبُورُ جمع دَبْرَةٍ كصخرة وصخور ، ومَأْنة ومُؤُونٍ . والدَّبُورُ ، بفتح الدال : النحل ، لا واحد لها من لفظها ، ويقال للزنابير أَيضاً دَبْرٌ . وحَمِيُّ الدَّبْرِ : عاصم بن ثابت بن أَبي الأَفلح الأَنصاري من أَصحاب سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أُصيب يوم أُحد فمنعت النحل الكفار منه ، وذلك أَن المشركين لما قتلوه أَرادوا أَن يُمَثِّلُوا به فسلط الله عز وجل عليهم الزنابير الكبار تَأْبِرُ الدَّارِعَ فارتدعوا عنه حتى أَخذه المسلمون فدفنوه . وقال أَبو حنيفة : الدِّبْرُ النحل ، بالكسر ، كالدَّبْرِ ؛ وقول أَبي ذؤيب : بَأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّبْرِ أُفْرِدَ خِشْفها ، وقد طُرِدَتْ يَوْمَيْنِ ، فهْي خَلُوجُ عنى شُعْبَةً فيها دَبِرٌ ، ويروي : وقد وَلَهَتْ . والدَّبْرُ والدِّبْرُ أَيضاً : أَولاد الجراد ؛ عنه . وروى الأَزهري بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبيري ، قال : الخَافِقَانِ ما بين مطلع الشمس إِلى مغربها . والدَّبْرُ : الزنابير ؛ قال : ومن ، قال النحل فقد أَخطأَ ؛
وأَنشد لامرأَة ، قالت لزوجها : إِذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لم يَخْشَ لَسْعَها ، وخالَفَها في بَيْتِ نَوْبٍ عَوامِلُ شبه خروجها ودخولها بالنوائب . قال الأَصمعي : الجماعة من النحل يقال لها الثَّوْلُ ، قال : وهو الدَّبْرُ والخَشْرَمُ ، ولا واحد لشيء من هذا ؟، قال الأَزهري : وهذا هو الصواب لا ما ، قال مصعب . وفي الحديث : فأَرسل الله عليهم الظُّلَّةِ من الدَّبْرِ ؛ هو بسكون الباء النحل ، وقيل : الزنابير . والظلة : السحاب . وفي حديث بعض النساء (* قوله : « وفي حديث بعض النساء » عبارة النهاية : وفي حديث سكينة ا هـ . قال السيد مرتضى : هي سكينة بنت الحسين ، كما صرح به الصفدي وغيره ا هـ . وسكينة بالتصغير كما في القاموس ). جاءت إِلى أُمها وهي صغيرة تبكي فقالت لها : ما لَكِ ؟ فقالت : مرت بي دُبَيْرَةٌ فَلَسَعَتْنِي بأُبَيْرَةٍ ؛ هو تصغير الدَّبْرَةِ النحلة . والدَّبْرُ : رُقادُ كل ساعة ، وهو نحو التَّسْبِيخ . والدَّبْرُ : الموت . ودَابَرَ الرجلُ : مات ؛ عن اللحياني ، وأَنشد لأُمية بن أَبي الصلت : زَعَمَ ابْنُ جُدْعانَ بنِ عَمْروٍ أَنَّنِي يَوْماً مُدابِرْ ، ومُسافِرٌ سَفَراً بَعِيداً ، لا يَؤُوبُ له مُسافِرْ وأَدْبَرَ الرجلُ إِذا مات ، وأَدْبَرَ إِذا تغافل عن حاجة صديقه ، وأَدْبَرَ : صار له دِبْرٌ ، وهو المال الكثير . ودُبارٌ ، بالضم : ليلة الأَربعاء ، وقيل : يوم الأَربعاء عادِيَّةٌ من أَسمائهم القديمة ، وقال كراع : جاهلية ؛ وأَنشد : أُرَجِّي أَنْ أَعِيشَ ، وأَنَّ يَوْمِي . بِأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَو جُبارِ أَو التَّالِي دُبارِ ، فإِن أَفُتْهُ فَمُؤْنِس أَو عَرُوبَةَ أَوْ شِيارِ أَول : الأَحَدُ . وشِيارٌ : السبتُ ، وكل منها مذكور في موضعه . ابن الأَعرابي : أَدْبَرَ الرجلُ إِذا سافر في دُبارٍ . وسئل مجاهد عن يوم النَّحْسِ فقال : هو الأَربعاء لا يدور في شهره . والدَّبْرُ : قطعة تغلظ في البحر كالجزيرة يعلوها الماء ويَنْضُبُ عنها . وفي حديث النجاشي أَنه ، قال : ما أُحِبُّ أَن تكون دَبْرَى لي ذَهبَاً وأَنِّي آذيت رجلاً من المسلمين ؛ وفُسِّرَ الدَّبْرَى بالجبل ، قال ابن الأَثير : هو بالقصر اسم جبل ، قال : وفي رواية ما أُحب أَن لي دَبْراً من ذَهَبٍ ، والدَّبْرُ بلسانهم : الجبل ؛ قال : هكذا فُسِّر ، قال : فهو في الأُولى معرفة وفي الثانية نكرة ، قال : ولا أَدري أَعربي هو أَم لا . ودَبَرٌ : موضع باليمن ، ومنه فلان الدَّبَرِيُّ . وذاتُ الدَّبْرِ : اسم ثَنِيَّةٍ ؛ قال ابن الأَعرابي : وقد صحفه الأَصمعي فقال : ذات الدَّيْرِ . ودُبَيْرٌ : قبيلة من بني أَسد . والأُدَيْبِرُ : دُوَيْبَّة . وبَنُو الدُّبَيْرِ : بطن ؛ قال : وفي بَنِي أُمِّ دُبَيْرٍ كَيْسُ على الطعَّامِ ما غَبا غُبَيْسُ "
دخل(المعجم لسان العرب)
" الدُّخُول : نقيض الخروج ، دَخَل يَدْخُل دُخُولاً وتَدَخَّل ودَخَل به ؛ وقوله : تَرَى مَرَادَ نِسْعه المُدْخَلِّ ، بين رَحَى الحَيْزُوم والمَرْحَلِّ ، مثل الزَّحاليف بنَعْفِ التَّلِّ إِنما أَراد المُدْخَلَ والمَرْحَل فشدَّد للوقف ، ثم احتاج فأَجرى الوصل مُجْرَى الوقف . وادَّخَل ، على افْتَعَل : مثل دَخَل ؛ وقد جاء في الشعر انْدَخَل وليس بالفصيح ؛ قال الكميت : لا خَطْوتي تَتَعاطى غَيْرَ موضعها ، ولا يَدي في حَمِيت السَّكْن تَنْدَخِل وتَدَخَّل الشيءُ أَي دَخَل قليلاً قليلاً ، وقد تَدَاخَلَني منه شيء . ويقال : دَخَلْتُ البيت ، والصحيح فيه أَن تريد دَخَلْت إِلى البيت وحذفت حرف الجر فانتصب انتصاب المفعول به ، لأَن الأَمكنة على ضربين : مبهم ومحدود ، فالمبهم نحو جهات الجسم السِّتِّ خَلف وقُدَّام ويَمِين وشِمال وفوق وتحت ، وما جرى مجرى ذلك من أَسماء الجهات نحو أَمام ووراء وأَعلى وأَسفل وعند ولَدُنْ ووَسَط بمعنى بين وقُبَالة ، فهذا وما أَشبهه من الأَمكنة يكون ظرفاً لأَنه غير محدود ، أَلا ترى أَن خَلْفك قد يكون قُدَّاماً لغيرك ؟ فأَما المحدود الذي له خِلْقة وشخص وأَقطار تَحُوزه نحو الجَبَل والوادي والسوق والمسجد والدار فلا يكون ظرفاً لأَنك لا تقول قعدت الدار ، ولا صليت المسجد ، ولا نِمْت الجبل ، ولا قمت الوادي ، وما جاء من ذلك فإِنما هو بحذف حرف الجر نحو دخلت البيت وصَعَّدت الجَبَل ونزلت الوادي . والمَدْخَل ، بالفتح : الدُّخول وموضع الدُّخول أَيضاً ، تقول دَخَلْتُ مَدْخَلاً حسناً ودَخَلْتُ مَدْخَلَ صِدْقٍ . والمُدْخَل ، بضم الميم : الإِدْخال والمفعول من أَدْخَله ، تقول أَدْخَلْته مُدْخَلَ صِدْقٍ . والمُدَّخَل : شبه الغار يُدْخَل فيه ، وهو مُفْتَعَل من الدُّخول . قال شمر : ويقال فلانَ حسَن المَدْخَل والمَخْرَج أَي حَسَن الطريقة محمودُها ، وكذلك هو حَسَن المَذْهَب . وفي حديث الحسن ، قال : كان يقال إِن من النفاق اختلافَ المَدْخَل والمَخْرَج واختلافَ السِّرِّ والعلانية ؛ قال : أَراد باختلاف المَدْخَل والمَخْرَج سُوءَ الطريقة وسُوءَ السِّيرة . ودَاخِلَةُ الإِزار : طَرَفُه الداخل الذي يلي جسده ويلي الجانب الأَيمن من الرَّجُل إِذا ائتزر ، لأَن المُؤْتَزِر إِنما يبدأُ بجانبه الأَيمن فذلك الطَّرَف يباشر جسده وهو الذي يُغْسَل . وفي حديث الزهري في العائن : ويغسل دَاخِلَة إِزاره ؛ قال ابن الأَثير : أَراد يغسل الإِزار ، وقيل : أَراد يَغْسِل العائنُ موضعَ داخِلة إِزاره من جَسَده لا إِزارَه ، وقيل : داخِلَةُ الإِزار الوَرِك ، وقيل : أَراد به مذاكيره فكَنَى بالداخلة عنها كما كُنِي عن الفَرْج بالسراويل . وفي الحديث : إِذا أَراد أَحدكم أَن يضطجع على فراشه فليَنْزِع داخلة إِزاره وليَنْفُض بها فراشه فإِنه لا يدري ما خَلَفه عليه ؛ أَراد بها طَرَف إِزاره الذي يلي جَسدَه ؛ قال ابن الأَثير : داخِلَةُ الإِزار طَرَفُه وحاشيته من داخل ، وإِنما أَمره بداخِلَتِه دون خارِجَتِه ، لأَن المُؤْتَزِر يأْخذ إِزارَه بيمينه وشِماله فيُلْزِق ما بشِماله على جَسَده وهي داخِلة إِزاره ، ثم يضع ما بيمينه فوق داخِلته ، فمتى عاجَلَه أَمرٌ وخَشِي سقوط إِزاره أَمسكه بشماله ودَفَع عن نفسه بيمينه ، فإِذا صار إِلى فراشه فحَلَّ إِزاره فإِنما يَحُلُّ بيمينه خارجة الإِزار ، وتبقى الداخلة مُعَلَّقة ، وبها يقع النَّقْض لأَنها غير مشغولة باليد . وداخِلُ كلِّ شيء : باطنُه الداخل ؛ قال سيبويه : وهو من الظروف التي لا تُسْتَعْمَل إِلاّ بالحرف يعني أَنه لا يكون إِلاّ اسماً لأَنه مختص كاليد والرجل . وأَما دَاخِلة الأَرض فخَمَرُها وغامِضُها . يقال : ما في أَرضهم داخلةٌ من خَمَرٍ ، وجمعها الدَّواخِل ؛ وقال ابن الرِّقَاع : فرَمَى به أَدبارَهُنَّ غلامُنا ، لما اسْتَتَبَّ بها ولم يَتَدَخَّل يقول : لم يَدْخُل الخَمَرَ فيَخْتِلَ الصيد ولكنه جاهرها كما ، قال : مَتَى نَرَهُ فإِنَّنا لا نُخاتِلُه وداخِلَةُ الرجلِ : باطِنُ أَمره ، وكذلك الدُّخْلة ، بالضم . ويقال : هو عالم بدُخْلَته . ابن سيده : ودَخْلة الرجل ودِخْلته ودَخِيلته ودَخِيله ودُخْلُله ودُخْلَلُه ودُخَيْلاؤه نيَّتُه ومَذْهَبُه وخَلَدُه وبِطانَتُه ، لأَن ذلك كلَّه يداخِله . وقال اللحياني : عرفت داخِلته ودَخْلته ودِخْلته ودُخْلته ودَخيله ودَخِيلته أَي باطنته الدَّاخِلة ، وقد يضاف كل ذلك إِلى الأَمر كقولك دُخْلة أَمره ودِخْلة أَمره ، ومعنى كل ذلك عَرَفْت جميع أَمره . التهذيب : والدُّخْلة بطانة الأَمر ، تقول : إِنه لعَفِيف الدُّخْلة وإِنه لخَبيث الدُّخْلة أَي باطن أَمره . ودَخيلُ الرجل : الذي يداخله في أُموره كلها ، فهو له دَخِيل ودُخْلُل . ابن السكيت : فلان دُخْلُل فلان ودُخْلَلُه إِذا كان بِطانتَه وصاحبَ سِرِّه ، وفي الصحاح : دَخِيلُ الرّجُل ودُخْلُلُه الذي يُدَاخِله في أُموره ويختص به . والدوخلة : البطنة . والدخِيل والدُّخْلُل والدُّخْلَل ، كله : المُداخِل المباطن . وقال اللحياني : بينهما دُخْلُلٌ ودِخْلَلٌ أَي خاص يُدَاخِلُهم ؛ قال ابن سيده : ولا أَعرف هذا . وداخِلُ الحُبِّ ودُخْلَلُه ، بفتح اللام : صفاء داخله . ودُخْلَة أَمره ودَخِيلته وداخِلَته : بِطانتُه الداخلة . ويقال : إِنه عالم بدُخْلة أَمره وبدَخِيل أَمرهم . وقال أَبو عبيدة : بينهم دُخْلُل ودُخْلَل أَي دَخَلٌ ، وهو من الأَضداد ؛ وقال امرؤ القيس : ضَيَّعَه الدُّخْلُلون إِذ غَدَرو ؟
قال : والدُّخْلُلون الخاصَّة ههنا . وإِذا ائْتُكِلَ الطعام سُمِّي مدخولاً ومسروفاً . والدَّخَل : ما داخَل الإِنسانَ من فساد في عقل أَو جسم ، وقد دَخِلَ دَخَلاً ودُخِلَ دَخْلاً ، فهو مَدْخول أَي في عقله دَخَلٌ . وفي حديث قتادة بن النعمان : وكنت أَرى إِسْلامه مَدْخولاً ؛ الدَّخَل ، بالتحريك : العيب والغِشُّ والفَساد ، يعني أَن إِيمانه كان فيه نِفَاق . وفي حديث أَبي هريرة : إِذا بَلَغ بنو العاص ثلاثين كان دِينُ الله دَخَلاً ؛ قال ابن الأَثير : وحقيقته أَن يُدْخِلوا في دين الله أُموراً لم تَجْرِ بها السُّنَّة . وداءٌ دَخِيل : داخل ، وكذلك حُبٌّ دَخِيل ؛
أَنشد ثعلب : فتُشْفَى حزازاتٌ وتَقْنَع أَنْفُسٌ ، ويُشْفَى هَوًى ، بين الضلوعِ ، دَخِيلُ ودَخِلَ أَمرُه دَخَلاً : فسَدَ داخلُه ؛ وقوله : غَيْبِي له وشهادتي أَبداً كالشمس ، لا دَخِنٌ ولا دَخْل يجوز أَن يريد ولا دَخِل أَي ولا فاسد فخفف لأَن الضرب من هذه القصيدة فَعْلن بسكون العين ، ويجوز أَن يريد ولا ذُو دَخْل ، فأَقام المضاف إِليه مُقام المضاف . ونَخْلة مَدْخُولة أَي عَفِنة الجَوْف . والدَّخْل : العيب والرِّيبة ؛ ومن كلامهم : تَرَى الفِتْيانَ كالنَّخْل ، وما يُدْريك بالدَّخْل وكذلك الدَّخَل ، بالتحريك ؛ قال ابن بري : أَي ترى أَجساماً تامة حَسَنة ولا تدري ما باطنُهم . ويقال : هذا الأَمر فيه دَخَل ودَغَلٌ بمعنًى . وقوله تعالى : ولا تتخذوا أَيمانكم دَخَلاً بينكم أَن تكون أُمَّة هي أَرْبَى من أُمَّة ؛ قال الفراء : يعني دَغَلاً وخَدِيعةً ومَكْراً ، قال : ومعناه لا تَغْدِروا بقوم لقِلَّتهم وكثرتكم أَو كثرتهم وقِلَّتِكم وقد غَرَرْتُموهم بالأَيْمان فسَكَنوا إِليها ؛ وقال الزجاج : تَتَّخِذون أَيمانكم دَخَلاً بينكم أَي غِشّاً بينكم وغِلاًّ ، قال : ودَخَلاً منصوب لأَنه مفعول له ؛ وكل ما دَخَله عيب ، فهو مدخول وفيه دَخَلٌ ؛ وقال القتيبي : أَن تكون أُمَّة هي أَرْبى من أُمَّة أَي لأَن تكون أُمَّة هي أَغْنى من قوم وأَشرف من قوم تَقْتَطعون بأَيمانكم حقوقاً لهؤلاء فتجعلونها لهؤلاء . والدَّخَل والدَّخْل : العيب الداخل في الحَسَب . والمَدْخول : المهزول والداخل في جوفه الهُزال ، بعير مدخول وفيه دَخَلٌ بَيِّن من الهُزال ، ورجل مدخول إِذا كان في عقله دَخَلٌ أَو في حَسَبه ، ورجل مدخول الحَسَب ، وفلان دَخِيل في بني فلان إِذا كان من غيرهم فتَدخَّل فيهم ، والأُنثى دَخِيل . وكلمة دَخِيل : أُدْخِلت في كلام العرب وليست منه ، استعملها ابن دريد كثيراً في الجمهرة ؛ والدَّخِيل : الحرف الذي بين حرف الرَّوِيّ وأَلف التأْسيس كالصاد من قوله : كِلِيني لِهَمٍّ ، يا أُمَيْمة ، ناصب سُمِّي بذلك لأَنه كأَنه دَخِيل في القافية ، أَلا تراه يجيء مختلفاً بعد الحرف الذي لا يجوز اختلافه أَعني أَلف التأْسيس ؟ والمُدْخَل : الدَّعِيُّ لأَنه أُدْخِل في القوم ؛
قال : فلئِن كَفرْتَ بلاءهم وجَحَدْتَهم ، وجَهِلْتَ منهم نِعْمةً لم تُجْهَل لَكذاك يَلْقى مَنْ تكَثَّر ، ظالماً ، بالمُدْخَلين من اللئيم المُدْخَل والدَّخْل : خلاف الخَرْج . وهم في بني فلان دَخَلٌ إِذا انتسبوا معهم في نسبهم وليس أَصله منهم ؛ قال ابن سيده : وأُرى الدَّخَل ههنا اسماً للجمع كالرَّوَح والخَوَل . والدَّخِيل : الضيف لدخوله على المَضيف . وفي حديث معاذ وذكرِ الحُور العِين : لا تُؤذِيه فإِنما هو دَخِيلٌ عندكِ ؛ الدَّخِيل : الضيف والنَّزيل ؛ ومنه حديث عديٍّ : وكان لنا جاراً أَو دَخِيلاً . والدَّخْل : ما دَخَل على الإِنسان من ضَيْعته خلاف الخَرْج . ورجل مُتَداخل ودُخَّل ، كلاهما : غليظ ، دَخَل بعضُه في بعض . وناقة متداخلة الخلق إِذا تَلاحكت واكْتَنَزَت واشتدَّ أَسْرُها . ودُخَّلُ اللحم : ما عاذ بالعظم وهو أَطيب اللحم . والدُّخَّل من اللحم : ما دَخَل العَصَب من الخصائل . والدُّخَّل : ما دخل من الكَلإِ في أُصول أَغصان الشجر ومَنَعه التفافُه عن أَن يُرْعى وهو العُوَّذ ؛ قال الشاعر : تَباشير أَحوى دُخَّل وجَمِيم والدُّخَّل من الريش . ما دخل بين الظُّهْران والبُطْنان ؛ حكاه أَبو حنيفة ، قال : وهو أَجوده لأَنه لا تصيبه الشمس ولا الأَرض ؛ قال الشاعر : رُكِّب حَوْلَ فُوقِه المُؤَلَّل جوانحٌ سُوِّين غير مُيَّل ، من مستطيلات الجناح الدُّخَّل والدُّخَّل : طائر صغير أَغبر يسقط على رؤوس الشجر والنخل فيدخل بينها ، واحدتها دُخَّلة ، والجمع الدَّخاخِيل ، ثبتت فيه الياء على غير القياس . والدُّخَّل والدُّخلُل والدُّخلَل : طائر مُتدخِّل أَصغر من العصفور يكون بالحجاز ؛ الأَخيرة عن كراع . وفي التهذيب : الدُّخَّل صغار الطير أَمثال العصافير يأْوِي الغِيرانَ والشجَر الملتفَّ ، وقيل للعصفور الصغير دُخَّل لأَنه يعوذ بكل ثَقْب ضَيِّق من الجوارح ، والجمع الدَّخاخيل . وقوله في الحديث : دَخَلَت العُمْرةُ في الحج ؛ قال ابن الأَثير : معناه سقط فرضها بوجوب الحج ودخلت فيه ، قال : هذا تأْويل من لم يرها واجبة ، فأَما من أَوجبها فقال : إِن معناه أَن عمل العمرة قد دَخَل في عمل الحج ، فلا يرى على القارن أَكثر من إِحرام واحد وطواف وسعي ، وقيل : معناه أَنها دَخَلَت في وقت الحج وشهوره لأَنهم كانوا لا يعتمرون في أَشهر الحج فأَبطل الإِسلام ذلك وأَجازه . وقول عمر في حديثه : من دُخْلة الرَّحِم ؛ يريد الخاصة والقرابة ، وتضم الدال وتكسر . ابن الأَعرابي : الداخل والدَّخَّال والدُّخْلُل كله دَخَّال الأُذن ، وهو الهِرْنِصان . والدِّخال في الوِرْد : أَن يشرب البعير ثم يردّ من العطن إِلى الحوض ويُدْخَل بين بعيرين عطشانين ليشرب منه ما عساه لم يكن شرب ؛ ومنه قول أُمية بن أَبي عائذ : وتلقى البَلاعِيم في برده ، وتوفي الدفوف بشرب دِخا ؟
قال الأَصمعي . إِذا ورَدَت الإِبل أَرسالاً فشرب منها رَسَل ثم ورَدَ رَسَل آخرُ الحوضَ فأُدْخِل بعيرٌ قد شرب بين بعيرين لم يشربا فذلك الدِّخال ، وإِنما يُفْعَل ذلك في قلة الماء ؛ وأَنشد غيره بيت لبيد : فأَوردها العِراك ولم يَذُدْها ، ولم يُشْفِق على نَغَص الدِّخال وقال الليث : الدِّخال في وِرْد الإِبل إِذا سُقِيت قَطِيعاً قَطِيعاً حتى إِذا ما شربت جميعاً حُمِلت على الحوض ثانية لتستوفي شربها ، فذلك الدِّخال . قال أَبو منصور : والدِّخال ما وصفه الأَصمعي لا ما ، قاله الليث . ابن سيده : الدِّخال أَن تدخل بعيراً قد شرب بين بعيرين لم يشربا ؛ قال كعب بن زهير : ويَشْرَبْن من بارد قد عَلِمْن بأَن لا دِخال ، وأَن لا عُطُونا وقيل : هو أَن تحملها على الحوض بمَرَّة عِراكاً . وتَداخُلُ المفاصل ودِخالُها : دخولُ بعضها في بعض . الليث : الدِّخال مُداخَلة المَفاصل بعضها في بعض ؛ وأَنشد : وطِرْفة شُدَّت دِخالاً مُدْمَجا وتَداخُلُ الأُمور : تَشابُهها والتباسُها ودخولُ بعضها في بعض . والدِّخْلة في اللون : تخليط أَلوان في لون ؛ وقول الراعي : كأَنَّ مَناط العِقْد ، حيث عَقَدْنه ، لَبانُ دَخِيلِيٍّ أَسِيل المُقَلَّ ؟
قال : الدَّخِيليُّ الظبْي الرَّبيب يُعَلَّق في عنقه الوَدَع فشَبَّه الوَدَع في الرَّحْل بالودع في عُنُق الظَّبْي ، يقول : جعلن الوَدَع في مقدم الرحل ، قال : والظبي الدَّخِيليُّ والأَهِيليُّ والرَّبيب واحد ؛ ذكر ذلك كله عن ابن الأَعرابي . وقال أَبو نصر : الدَّخِيلِيُّ في بيت الراعي الفَرَسُ يُخَصُّ بالعَلَف ؛ قال : وأَما قوله : هَمَّانِ باتا جَنْبَةً ودَخِيلا فإِن ابن الأَعرابي ، قال : أَراد هَمّاً داخل القلب وآخر قريباً من ذلك كالضيف إِذا حَلَّ بالقوم فأَدخلوه فهو دَخِيل ، وإِن حَلَّ بِفِنائهم فهو جَنْبة ؛ وأَنشد : وَلَّوْا ظُهورهم الأَسِنَّة ، بعدما كان الزبير مُجاوِراً ودَخِيلا والدِّخال والدُّخال : ذوائب الفرس لتداخلها . والدَّوْخَلَّة ، مشدّدة اللام : سَفِيفة من خوص يوضع فيها التمر والرُّطَب وهي الدَّوْخَلَة ، بالتخفيف ؛ عن كراع . وفي حديث صِلَة بن أَشْيَم : فإِذا سِبٌّ فيه دَوْخَلَّة رُطَب فأَكلت منها ؛ هي سَفِيفة من خُوص كالزِّنْبِيل والقَوْصَرَّة يترك فيها الرُّطَب ، والواو زائدة . والدَّخُول : موضع . "