وصف و معنى و تعريف كلمة أتذكي:


أتذكي: كلمة تتكون من خمس أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ ياء (ي) و تحتوي على ألف همزة (أ) و تاء (ت) و ذال (ذ) و كاف (ك) و ياء (ي) .




معنى و شرح أتذكي في معاجم اللغة العربية:



أتذكي

جذر [تذك]

  1. تَذَيَّأ : (فعل)
    • تَذَيَّأ الجُرْحُ: تقطَّعَ وفَسَدَ
    • تَذَيأتِ القِرْبَةُ: تَقَطّعَت
    • تَذَيَّأ اللحمُ: تَهَرَّأ وسقطَ عن عظمِه من فسادٍ أو طبخ
    • تَذَيَّأ وجهُه: وَرمَ
  2. تَوَذَّنَ : (فعل)
    • تَوَذَّنَ فلانًا: صَرَفَه
    • تَوَذَّنَه: ضَرَبَه
,
  1. أتدْعون بَعْلا
    • أتعبدون الصّـنم المسمّى بعلا
      سورة : الصافات ، آية رقم : 125

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  2. وذر

    • " الوَذْرَةُ ، بالتسكين ، من اللحم : القطعة الصغيرة مثل الفِدْرَةِ ، وقيل : هي البَضْعَةُ لا عظم فيها ، وقيل : هي ما قطع من اللحم مجتمعاً عَرْضاً بغير طُولٍ .
      وفي الحديث : فأَتينا بثريدة كثيرة الوَذْرِ أَي كثيرة قِطَعِ اللحم ، والجمع وَذْرٌ ووَذَرٌ ؛ عن كراع ؛ قال ابن سيده : فإِن كان ذلك فوَذْرٌ اسم جمع لا جمع .
      ووَذَرَه وَذْراً : قَطَعَه .
      والوَذْرُ : بَضْعُ اللحم .
      وقد وَذَرْتُ الوَذْرَةَ أَذِرُها وَذْراً إِذا بَضَعْتَها بَضْعاً .
      ووَذَّرْتُ اللحم تَوْذِيراً : قطعته ، وكذلك الجُرْح إِذا شرطته .
      والوَذْرَتانِ : الشَّفَتانِ ؛ عن أَبي عبيدة ؛ قال أَبو حاتم : وقد غلط إِنما الوَذْرَتان القطعتان من اللحم فشبهت الشفتان بهما .
      وعَضُدٌ وذِرَة : كثيرة الوَذْرِ ، وامرأَة وَذِرَةٌ : رائحتها رائحة الوَذْرِ ، وقيل : هي الغليظة الشفة .
      ويقال للرجل : يا ابنَ شَامَّة الوَذْرِ وهو سَبٌّ يكنى به عن القذف .
      وفي حديث عثمان ، رضي الله عنه : أَنه رُفِعَ إِليه رجلٌ ، قال لرجل : يا ابن شامَّة الوَذْرِ ، فحَدَّه ، وهو من سِبابِ العَرَبِ وذَمِّهم ، وإِنما أَراد يا ابن شامَّة المَذاكير يعنون الزنا كأَنها كانت تَشُمُّ كَمَراً مختلفة فكني عنه ، والذكر : قطعة من بدن صاحبه ، وقيل : أَرادوا بها القُلَفَ جمع قُلْفَةِ الذكر ، لأَنها تقطع ، وكذلك إِذا ، قال له : يا ابن ذات الرايات ، ويا ابن مُلْقى أَرحُل الرُّكْبانِ ونحوها ، وقال أَبو زيد في قولهم : يا ابن شامّة الوَذْرِ أَراد بها القُلَفَ ، وهي كلمة قذف .
      ابن الأَعرابي : الوَدَفَةُ والوَذَرَةُ بُظارةُ المرأَة .
      وفي الحديث : شر النساء الوَذِرَةُ المَذِرَةُ وهي التي لا تستحي عند الجماع .
      ابن السكيت : يقال ذَرْ ذا ، ودَعْ ذا ، ولا يقال وَذَرْتُه ولا وَدَعْتُه ، وأَما في الغابر فيقال يَذَرُه ويَدَعُه وأَصله وَذِرَهُ يَذَرُه مثال وَسِعَه يَسَعُه ، ولا يقال واذِرٌ لا واَدِعٌ ، ولكن تركته فأَنا تارك .
      وقال الليث : العرب قد أَماتت المصدر من يَذَرُ والفعلَ الماضي ، فلا يقال وَذِرَهُ ولا وَاذِرٌ ، ولكن تركه وهو تارك ، قال : واستعمله في الغابر والأَمر فإِذا أَرادوا المصد ؟

      ‏ قالوا ذَرْهُ تَرْكاً ، ويقال هو يَذَرُه تركاً .
      وفي حديث أُم زرع : إِني أَخاف أَن لا أَذَرَه أَي أَخاف أَن لا أَترك صفته ولا أَقطعها من طولها ، وقيل : معناه أَخاف أَن لا أَقدر على تركه وفراقه لأَن أَولادي منه والأَسباب التي بيني وبينه ؛ وحكم يَذَرُ في التصريف حكم يَدَعُ .
      ابن سيده :، قالوا هو يَذَرُه تَرْكاً وأَماتوا مصدره وماضيه ، ولذلك جاء على لفظ يَفْعَلُ ولو كان له ماض لجاء على يَفْعُلُ أَو يَفْعِلُ ، قال : وهذا كُلُّه أَو جُلُّه قِيلُ سيبويه .
      وقوله عز وجل : فَذَرْني ومن يكذب بهذا الحديث ؛ معناه كِلْه إِليّ ولا تَشْغَلْ قَلْبَكَ به فإِني أُجازيه .
      وحكي عن بعضهم : لم أَذِرْ وَرائي شيئاً ، وهو شاذ ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  3. ذمر
    • " الذَّمْرُ : اللَّوْمُ والحَضُّ معاً .
      وفي حديث عليّ ، عليه السلام : أَلا وإِن الشيطان قد ذَمَّرَ حِزْبَه أَي حضهم وشجعهم ؛ ذَمَرَه يَذْمُرُه ذَمْراً : لامَهُ وحَضَّهُ وحَثَّهُ .
      وتَذَمَّرَ هو : لام نفسه ، جاء مطاوعه على غير الفعل .
      وفي حديث صلاة الخوف : فَتَذَامَرَ المشركون وقالوا هَلاَّ كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة ؛ أَي تَلاوَمُوا على ترك الفُرْصَةِ ، وقد تكون بمعنى تَحاضُّوا على القتال .
      والذَّمْرُ : الحَثُّ مع لَوْمٍ واسْتِبْطاءٍ .
      وسمعتُ له تَذَمُّراً أَي تغضباً .
      وفي حديث موسى ، عليه السلام : أَنه كان يَتَذَمَّرُ على ربه أَي يَجْتَرِئُ عليه ويرفع صوته في عتابه ؛ ومنه حديث طلحة لما أَسلم : إِذا أُمّه تُذْمِّرُه وتَسُبُّهُ أَي تُشَجِّعُه على ترك الإِسلام وتسبه على إِسلامه .
      وذَمَرَ يَذْمُرُ إِذا غَضِبَ ؛ ومنه الحديث : وأُم أَيمن تَذْمُرُ وتَصْخَبُ ؛ ويروى : تُذَمِّرُ ، بالتشديد ؛ ومنه الحديث : فجاء عمر ذَامِراً أَي مُتَهَدِّداً .
      والذِّمارُ : ذِمارُ الرجلُ وهو كل ما يلزمك حفظه وحياطته وحمايته والدفع عنه وإِن ضَيَّعه لزمه اللَّوْمُ .
      أَبو عمرو : الذِّمارُ الحَرَمُ والأَهل ، والذِّمارُ : الحَوْزة ، والذِّمار : الحَشَمُ ، والذِّمار : الأَنساب .
      وموضعُ التَّذَمُّرِ : موضعُ الحفيظة إِذا اسْتُبِيحَ .
      وفلان حامي الذِّمار إِذا ذُمِّرَ غَضِبَ وحَمى ؛ وفلانٌ أَمْنَعُ ذِماراً من فلان .
      ويقال : الذِّمارُ ما وراء الرجل مما يَحِقُّ عليه أَن يَحْمِيَهُ لأَنهم ، قالوا حامي الذِّمار كما ، قالوا حامي الحقيقة ؛ وسمي ذماراً لأَنه يجب على أَهله التَّذَمُّرُ له ، وسميت حقيقة لأَنه يَحِقُّ على أَهلها الدفع عنها .
      وفي حديث علي : أَلا إِن عثمان فَضَحَ الذِّمارَ فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : مَهْ الذِّمارُ ما لزمك حِفْظُه مما وراءك ويتعلق بك .
      وفي حديث أَبي سفيان :، قال يوم الفتح : حَبَّذَا يَوْمُ الذِّمار ؛ يريد الحَرْبَ لأَن ال إِنسان يقاتل على ما يلزمه حفظه .
      وتَذَامَرَ القومُ في الحرب : تَحاضُّوا .
      والقومُ يَتَذامَرُونَ أَي يَحُضُّ بعضهم بعضاً على الجِدَّ في القتال ؛ ومنه قوله : يَتَذامَرُونَ كَرَرْتُ غيرَ مُذَمَّمِ والقائد يَذْمُرُ أَصحابَه إِذا لامهم وأَسمعهم ما كرهوا ليكون أَجَدَّ لهم في القتال ؛ والتَّذَمُّرُ من ذلك اشتقاقه ، وهو أَن يفعل الرجل فعلاً لا يبالغ في نكاية العدوّ فهو يَتَذَمَّرُ أَي يلوم نفسه ويعاتبها كي يَجِدَّ في الأَمر .
      الجوهري : وأَقبل فلان يَتَذَمَّرُ كأَنه يلوم نفسه على فائت .
      ويقال : ظَلَّ يَتَذَمَّرُ على فلان إِذا تنكر له وأَوعده .
      وفي الحديث : فخرج يتذمر ؛ أَي يعاتب نفسه ويلومها على فوات الذِّمار .
      والذَّمِرُ : الشجاع .
      ورجل ذَمِرٌ وذِمْرٌ وذِمِرٌّ وذَمِيرٌ : شجاع من قوم أَذْمارٍ ، وقيل : شجاع مُنْكَرٌ ، وقيل : مُنْكَرٌ شديد ، وقيل : هو الظريف اللبيب المِعْوانُ ، وجمعُ الذَّمِرِ والذِّمْرِ والذَّمِير أَذْمارٌ مثل كَبِدٍ وكِبْد وكَبِيدٍ وأَكبْادٍ ، وجمع الذِّمِرِّ مثل فِلِزٍّ ذِمِرُّونَ ، والاسم الذَّمارَةُ .
      والمُذَمَّرُ : القَفَا ، وقيل : هما عظمان في أَصل القفا ، وهو الذِّفْرى ، وقيل : الكاهل ؛ قال ابن مسعود : انتهيتُ يوم بدر إِلى أَبي جهل وهو صريع فوضعت رجلي في مُذَمَّرِه فقال : يا رُوَيْعِيَ الغَنَمِ لقد ارْتَقَيْتَ مُرْتَقًى صَعْباً ، قال : فاحْتَزَزْتُ رأْسه ؛ قال الأَصمعي : المُذَمَّرُ هو الكاهل والعُنُقُ وما حوله إِلى الذِّفْرَى ، وهو الذي يُذَمِّرُه المُذَمِّرُ .
      وذَمَرَهُ يَذْمُرُهُ وذَمَّره : لَمَس مُذَمَّرَهُ .
      والمُذَمِّرُ : الذي يدخل يده في حياء الناقة لينظر أَذكر جنينها أَم أُنثى ، سمي بذلك لأَنه يضع يده في ذلك الموضع فيعرفه ؛ وفي المحكم : لأَنه يَلْمِسُ مُذَمَّرَهُ فيعرف ما هو ، وهو التَّذْمِيرُ ؛ قال الكميت : وقال المُذَمِّرُ للنَّاتِجِينَ : مَتَى ذُمِّرَتْ قَبْلِيَ الأَرْجُلُ ؟ يقول : إِن التذمير إِنما هو في الأَعناق لا في الأَرجل .
      وذَمَرَ الأَسدُ أَي زَأَرَ ، وهذا مثل لأَن التذمير لا يكون إِلاَّ في الرأْس ، وذلك أَنه يلمس لَحْيَيِ الجَنِينِ ، فإِن كانا غليظين كان فحلاً ، وإِن كانا رقيقين كان ناقة ، فإِذا ذُمِّرَت الرِّجْلُ فالأَمر منقلب ؛ وقال ذو الرمة : حَرَاجيجُ قُودٌ ذُمِّرَتْ في نتاجِها ، بِناحيَةِ الشّحْرِ الغُرَيْرِ وشَدْقَمِ يعني أَنها من إِبل هؤلاء فهم يُذَمِّرُونها .
      وذِمارٌ ، بكسر الذال (* قوله : « بكسر الذال إلخ » هذا قول أَكثر أَهل الحديث ، وذكره ابن دريد بالفتح .
      وقوله : وجد في أَساسها إِلخ عبارة ياقوت : وجد في أَساس الكعبة لما هدمتها قريش إِلخ ونسبه لابن دريد أَيضاً ).
      موضع باليمن ، ووُجِدَ في أَساسها لما هدمتها قريش في الجاهلية حَجَرٌ مكتوبٌ فيه بالمُسْنَدِ : لمن مُلْكُ ذِمار ؟ لِحِمْيَر الأَخْيار .
      لمن ملك ذمار ؟ للحبشة الأَشرار .
      لمن ملك ذمار ؟ لفارس الأَحرار .
      لمن ملك ذمار ؟ لقريش التجار .
      وقد ورد في الحديث ذكر ذِمار ، بكسر الذال وبعضهم يفتحها ، اسم قرية باليمن على مرحلتين من صنعاء ، وقيل : هو اسم صنعاء .
      وذَوْمَرُ : اسم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  4. دلك
    • " دَلَكْتُ الشيءَ بيدي أَدْلُكه دَلْكاً ، قال ابن سيده : دَلَكَ الشيءَ يَدْلُكه دَلْكاً مَرَسه وعَرَكه ؛

      قال : أَبِيتُ أَسْري ، وتَبِيتي تَدْلُكي وَجْهكِ بالعَنْبَرِ والمِسْكِ الذَّكِي حذف النون من تَبِيتي كما تحذف الحركة للضرورة في قول امرئ القيس : فاليومَ أَشْرَبْ غيرَ مُسْتَحْقِب إِثْماً من الله ، ولا وَاغِلِ وحذفها من تَدْلُكي أَيضاً لأَنه جعلها بدلاً من تَبِيتي أَو حالاً ، فحذف النون كما حذفها من الأَول ؛ وقد يجوز أَن يكون تَبِيتي في موضع النصب بإِضمار أَن في غير الجواب كما جاء في بيت الأَعشى : لنا هَضْبة لا ينزل الذُّلُّ وَسْطها ، ويأْوِي إِليها المُسْتَجِيرُ فيُعْصَبا وَدَلَكْت السنبل حتى انفرك قِشره عن حَبِّه .
      والمَدْلُوك : المصقول .
      ودَلَكْتُ الثوب إذا مُصْتَه لتغسله .
      ودَلَكهُ الدهرُ : حَنَّكه وعلَّمه .
      ابن الأعرابي : الدُّلُك عقلاء الرجال ، وهم الحُنُك .
      ورجل دَلِيك حَنِيك : قد مارس الأُمور وعَرَفها .
      وبعير مَدْلُوك إذا عاوَدَ الأسفار ومرن عليها ، وقد دَلَكَتْه الأسفارُ ؛ قال الراجز : على عَلاواكِ على مَدْلُوكِ ، على رَجِيعِ سَفَرٍ مَنْهوكِ وتَدَلَّك بالشيء : تَخَلَّق به .
      والدَّلُوك : ما تُدُلِّك به من طيب وغيره .
      وتَدَلَّكَ الرجل أَي دَلَكَ جسده عند الإغتسال .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه ، أَنه كتب إلى خالد بن الوليد : إنه بلغني أَنه أُعِدَّ لك دَلُوك عُجِنَ بالخمر وإني أَظنكم ، آل المُغيرة ، ذَرْوَ النارِ ؛ الدَّلُوك ، بالفتح : اسم الدواء أَو الشيء الذي يُتَدَلَّك به من الغَسُولات كالعَدَس والأُشْنان والأَشْياء المطيبة ، كالسَّحُور لما يُتَسَحَّر به ، والفَطُور لما يفطر عليه .
      والدُّلاكةُ : ما حُلِب قبل الفِيقة الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقة الثانية .
      وفرس مَدْلُوك الحَجَبة : ليس لِحَجَبته إشراف فهي مَلْساء مستوية ؛ ومنه قول ابن الأَعرابي يصف فرساً : المَدْلُوك الحَجَبةِ الضخم الأَرْنَبةِ .
      ويقال : فرس مَدْلُوك الحَرْقَفة إذا كان مستوياً .
      والدَّلِيكُ : طعام يتخذ من الزُّبْدِ واللبن شبه الثريد ؛ قال الجوهري : وأَظنه الذي يقال له بالفارسية جَنْكال خُسْت .
      والدَّلِيكُ : التراب الذي تَسْفِيه الرياح .
      ودَلَكَت الشمسُ تَدْلُك دُلوكاً : غربت ، وقيل اصفرَّت ومالت للغروب .
      وفي التزيل العزيز : أَقِم الصلاة لدُلُوك الشمس إلى غَسَق الليل .
      وقد دَلَكَتْ : زالت عن كَبِدِ السماء ؛

      قال : ما تَدْلُكُ الشمسُ إلا حَذْوَ منْكبِهِ في حَوْمةٍ ، دونها الهاماتُ والقَصَرُ واسم ذلك الوقت الدَّلَكُ :، قال الفراء : جابر عن ابن عباس في دُلُوك الشمس أنه زوالها الظهرَ ، قال : ورأَيت العرب يذهبون بالدُّلُوك إلى غياب الشمس ؛ قال الشاعر : هذا مُقامُ قَدَمَيْ رَباحِ ، ذَبَّبَ حتى دَلَكَتْ بَراحِ يعني الشمس .
      قال أَبومنصور : وقد روينا عن ابن مسعود أَنه ، قال دُلُوك الشمس غروبها .
      وروى ابن هانئ عن الأَخفش أَنه ، قال : دُلُوك الشمس من زوالها إلى غروبها .
      وقال الزجاج : دُلُوك الشمس زوالها في وقت الظهر ، وذلك ميلها للغروب وهو دُلُوكها أَيضاً .
      يقال : قد دلَكَتْ بَراحِ وبِراحِ أي قد مالت للزوال حتى كاد الناظر يحتاج إذا تَبَصَّرها أَن يكسر الشُّعاع عن بصره براحته .
      وبَراحِ ، مثل قطامِ : اسم للشمس .
      وروي عن نافع عن ابن عمر ، قال : دُلُوكها ميلها بعد نصف النهار .
      وروي عن ابن الأَعرابي في قوله دَلَكَتْ بِراحِ : استريح منها .
      قال الأَزهري : والقول عندي أَن دُلوك الشمس زوالها نصف النهار لتكون الآية جامعة للصلوات الخمس ، والمعنى ، والله أَعلم ، أَقِم الصلاة يا محمد أَي أَدِمْها من وقت زوال الشمس إلى غسق الليل فيدخل فيها الأولى والعصر ، وصلاتا غَسَقِ الليل هما العشاءَان فهذه أَربع صلوات ، والخامسة قوله : وقرآنَ الفَجْر ، المعنى وأَقم صلاة الفجر فهذه خمس صلوات فرضها الله تعالى على نبيه ، صلى الله عليه وسلم ، وعلى أَمته ؛ وإذا جعلت الدُّلُوك الغروب كان الأَمر في هذه الآية مقصوراً على ثلاث صلوات ، فإن قيل : ما معنى الدُّلوك في كلام العرب ؟ قيل : الدُّلوك الزوال ولذلك قيل للشمس إذا زالت نصف النهار دَالِكة ، وقيل لها إذا أَفَلَتْ دالكة لأَنها في الحالتين زائلة .
      وفي نوادر الأعراب : دَمَكَت الشمس ودَلَكَتْ وعَلَتْ واعْتَلَتْ ، كل هذا ارتفاعها .
      وقال الفراء في قوله بِراحِ : جمع راحة وهي الكف ، يقول يضع كفه على عينيه ينظر هل غربت الشمس بعد ؛ قال ابن بري : ويقوّي أَن دلوك الشمس غروبها قول ذي الرمة : مَصابيح ليست باللَّواتي يَقُودُها نجومٌ ، ولا بالآفلاتِ الدَّوالِكِ وتكرر ذكر الدُّلوك في الحديث ، وأصله المَيْل .
      والدَّلِيكُ : ثمر الورد يحمرُّ حتى يكون كالبُسْر وينضج فيحلو فيؤكل ، وله حَبّ في داخله هو بِزْرهُ ، قال : وسمعت أعرابيّاً من أَهل اليمن يقول : للوَرْدِ عندنا دَليكٌ عجيب كأَنه البُسْر كبراً وحُمْرةً حلو لذيذ كأَنه رُطَب يَتَهادى .
      والدَّلِيكُ : نبات ، واحدته دَلِيكة .
      ودُلِكَت الأرض : أكلت .
      ورجل مَدْلوك : أُلِحَّ عليه في المسألة ؛ كلاهما عن ابن الأَعرابي .
      ودَلَك الرجلَ حقه : مَطَله .
      ودَلَك الرجلُ غريمَه أي ماطله .
      وسئل الحسن البصري : أَيُدالِكُ الرجل امرأَته ؟ فقال : نعم إذا كان مُلْفَجاً ؛ قال أَبو عبيد : قوله يدالك يعني المَطْل بالمهر .
      وكل مماطِل ، فهو مُدالِك .
      وقال الفراء : المُدالِك الذي لا يرفع نفسه عن دَنِيَّةٍ وهو مُدْلِك ، وهم يفسرونه المَطُول ؛

      وأَنشد : فلا تَعْجَلْ عليَّ ولا تَبُصْني ، ودالِكْني ، فإنِّي ذو دَلال وقال بعضهم : المُدالكة المصابرة .
      وقال بعضهم : المُدالكة الإلحاح في التقاضي ، وكذلك المُعارَكة .
      والدُّلَكةُ : دوَيْبَّة ، قال ابن دريد : ولا أَحقها .
      ودَلُوك : موضع .
      "

    المعجم: لسان العرب

  5. ذكر

    • " الذِّكْرُ : الحِفْظُ للشيء تَذْكُرُه .
      والذِّكْرُ أَيضاً : الشيء يجري على اللسان .
      والذِّكْرُ : جَرْيُ الشيء على لسانك ، وقد تقدم أَن الذِّكْرَ لغة في الذكر ، ذَكَرَهُ يَذْكُرُه ذِكْراً وذُكْراً ؛ الأَخيرة عن سيبويه .
      وقوله تعالى : واذكروا ما فيه ؛ قال أَبو إِسحق : معناه ادْرُسُوا ما فيه .
      وتَذَكَّرَهُ واذَّكَرَهُ وادَّكَرَهُ واذْدَكَرَهُ ، قلبوا تاء افْتَعَلَ في هذا مع الذال بغير إِدغام ؛

      قال : تُنْحي على الشَّوكِ جُرَازاً مِقْضَبا ، والهَمُّ تُذْرِيهِ اذْدِكاراً عَجَبَا (* قوله : « والهم تذريه إلخ » كذا بالأَصل والذي في شرح الأَشموني : « والهرم وتذريه اذدراء عجبا » أَتى به شاهداً على جواز الإِظهار بعد قلب تاء الافتعال دالاً بعد الذال .
      والهرم ، بفتح الهاء فسكون الراء المهملة : نبت وشجر أَو البقلة الحمقاء كما في القاموس ، والضمير في تذريه للناقة ، واذدراء مفعول مطلق لتذريه موافق له في الاشتقاق ، انظر الصبان ).
      قال ابن سيده : أَما اذَّكَرَ وادَّكَر فإِبدال إِدغام ، وأَما الذِّكْرُ والدِّكْرُ لما رأَوها قد انقلبت في اذَّكَرَ الذي هو الفعل الماضي قلبوها في الذِّكْرِ الذي هو جمع ذِكْرَةٍ .
      واسْتَذْكَرَهُ : كاذَّكَرَه ؛ حكى هذه الأَخيرة أَبو عبيد عن أَبي زيد فقال : أَرْتَمْتُ إِذا ربطتَ في إِصبعه خيطاً يَسْتَذْكِرُ به حاجَتَه .
      وأَذْكَرَه إِياه : ذَكَّرَهُ ، والاسم الذِّكْرَى .
      الفراء : يكون الذِّكْرَى بمعنى الذِّكْرِ ، ويكون بمعنى التَّذَكُّرِ في قوله تعالى : وذَكِّرْ فإِن الذِّكْرَى تنفع المؤمنين .
      والذِّكْرُ والذِّكْرى ، بالكسر : نقيض النسيان ، وكذلك الذُّكْرَةُ ؛ قال كعب بن زهير : أَنَّى أَلَمَّ بِكَ الخَيالُ يَطِيفُ ، ومَطافُه لَكَ ذُكْرَةٌ وشُعُوفُ ‏

      يقال : ‏ طاف الخيالُ يَطِيفُ طَيْفاً ومَطَافاً وأَطافَ أَيضاً .
      والشُّعُوفُ : الولُوعُ بالشيء حتى لا يعدل عنه .
      وتقول : ذَكَّرْتُه ذِكْرَى ؛ غير مُجْرَاةٍ .
      ويقال : اجْعَلْه منك على ذُكْرٍ وذِكْرٍ بمعنى .
      وما زال ذلك مني على ذِكْرٍ وذُكْرٍ ، والضم أَعلى ، أَي تَذَكُّرٍ .
      وقال الفراء : الذِّكْرُ ما ذكرته بلسانك وأَظهرته .
      والذُّكْرُ بالقلب .
      يقال : ما زال مني على ذُكْرٍ أَي لم أَنْسَه .
      واسْتَذْكَرَ الرجلَ : ربط في أُصبعه خيطاً ليَذْكْرَ به حاجته .
      والتَّذكِرَةُ : ما تُسْتَذْكُرُ به الحاجة .
      وقال أَبو حنيفة في ذِكْرِ الأَنْواء : وأَما الجَبْهَةُ فَنَوْؤُها من أَذْكَرِ الأَنْواء وأَشهرها ؛ فكأَن قوله من أَذْكَرِها إِنما هو على ذِكُرَ وإِن لم يلفظ به وليس على ذَكِرَ ، لأَن أَلفاظ فعل التعجب إِنما هي من فِعْلِ الفاعل لا من فِعْلِ المفعول إِلاَّ في أَشياء قليلة .
      واسْتَذْكَرَ الشيءَ : دَرَسَةَ للذِّكْرِ .
      والاسْتِذْكارُ : الدِّرَاسَةُ للحفظ .
      والتَّذَكُّر : تذكر ما أُنسيته .
      وذَكَرْتُ الشيء بعد النسيان وذَكْرتُه بلساني وبقلبي وتَذَكَّرْتُه وأَذْكَرْتُه غيري وذَكَّرْتُه بمعنًى .
      قال الله تعالى : وادَّكَرَ بعد أُمَّةٍ ؛ أَي ذَمَرَ بعد نِسْيان ، وأَصله اذْتَكَرَ فَأُدغم .
      والتذكير : خلاف التأْنيث ، والذَّكَرُ خلاف الأُنثى ، والجمع ذُكُورٌ وذُكُورَةٌ وذِكَارٌ وذِكَارَةٌ وذُكْرانٌ وذِكَرَةٌ .
      وقال كراع : ليس في الكلام فَعَلٌ يكسر على فُعُول وفُعْلان إِلاَّ الذَّكَرُ .
      وامرأَة ذَكِرَةٌ ومُذَكَّرَةٌ ومُتَذَكِّرَةٌ : مُتَشَّبَهةٌ بالذُّكُورِ .
      قال بعضهم : إِياكم وكُلَّ ذَكِرَة مُذَكَّرَةٍ شَوْهاءَ فَوْهاءَ تُبْطِلُ الحَقِّ بالبُكاء ، لا تأْكل من قِلَّةٍ ولا تَعْتَذِرُ من عِلَّة ، إِن أَقبلت أَعْصَفَتْ وإِن أَدْبَرَتْ أَغْبَرَتْ .
      وناقة مُذَكَّرَةٌ : مُتَشَبِّهَةٌ بالجَمَلِ في الخَلْقِ والخُلُقِ ؛ قال ذو الرمة : مُذَكَّرَةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ ، يَشُلُّها وَظِيفٌ أَرَحُّ الخَطْوِ ، ظَمْآنُ سَهْوَقُ ويوم مُذَكَّرٌ : إِذا وُصِفَ بالشِّدّةِ والصعوبة وكثرة القتل ؛ قال لبيد : فإِن كنتِ تَبْغِينَ الكِرامَ ، فأَعْوِلِي أَبا حازِمٍ ، في كُلِّ مُذَكَّرِ وطريق مُذَكَّرٌ : مَخُوفٌ صَعْبٌ .
      وأَذْكَرَتِ المرأَةُ وغَيْرُها فهي مُذْكِرٌ : ولدت ذَكَراً .
      وفي الدعاء للحُبْلَى : أَذْكَرَتْ وأَيْسَرَتْ أَي ولدت ذَكَراً ويُسِّرَ عليها .
      وامرأَة مُذْكِرٌ : ولدت ذَكَراً ، فإِذا كان ذلك لها عادة فهي مِذْكارٌ ، وكذلك الرجل أَيضاً مِذْكارٌ ؛ قال رؤْبة : إِنَّ تَمِيماً كان قَهْباً من عادْ ، أَرْأَسَ مِذْكاراً ، كثيرَ الأَوْلادْ

      ويقال : كم الذِّكَرَةُ من وَلَدِك ؟ أَي الذُّكُورُ وفي الحديث : إِذا غلب ماءُ الرجل ماءَ المرأَة أَذْكَرَا ؛ أَي ولدا ذكراً ، وفي رواية : إِذا سبق ماءُ الرجل ماءَ المرأَة أَذْكَرَتْ بإِذن الله أَي ولدته ذكراً .
      وفي حديث عمر : هَبِلَتِ الوَادِعِيَّ أُمُّهُ لقد أَذْكَرَتْ به أَي جاءت به ذكراً جَلْداً .
      وفي حديث طارق مولى عثمان :، قال لابن الزبير حين صُرِعَ : والله ما ولدت النساء أَذْكَرَ منك ؛ يعني شَهْماً ماضياً في الأُمور .
      وفي حديث الزكاة : ابن لبون ذكر ؛ ذكر الذكر تأْكيداً ، وقيل : تنبيهاً على نقص الذكورية في الزكاة مع ارتفاع السن ، وقيل : لأَن الابن يطلق في بعض الحيوانات على الذكر والأُنثى كابن آوى وابن عُرْسٍ وغيرهما ، لا يقال فيه بنت آوى ولا بنت عرس فرفع الإِشكال بذكر الذَّكَرِ .
      وفي حديث الميراث : لأَوْلَى رجل ذَكَرٍ ؛ قيل :، قاله احترازاً من الخنثى ، وقيل : تنبيهاً على اختصاص الرجال بالتعصيب للذكورية .
      ورجل ذَكَرٌ : إِذا كان قويّاً شجاعاً أَنِفاً أَبِيّاً .
      ومطر ذَكَرٌ : شديدٌ وابِلٌ ؛ قال الفرزدق : فَرُبَّ ربيعٍ بالبَلالِيق قد ، رَعَتْ بِمُسْتَنِّ أَغْياثٍ بُعاق ذُكُورُها وقَوْلٌ ذَكَرٌ : صُلْبٌ مَتِين .
      وشعر ذَكَرٌ : فَحْلٌ .
      وداهية مُذْكِرٌ : لا يقوم لها إِلاَّ ذُكْرانُ الرجال ، وقيل : داهية مُذْكِرٌ شديدة ؛ قال الجعدي : وداهِيَةٍ عَمْياءَ صَمَّاءَ مُذْكِرٍ ، تَدِرُّ بِسَمٍّ من دَمٍ يَتَحَلَّبُ وذُكُورُ الطِّيبِ : ما يصلح للرجال دون النساء نحو المِسْكِ والغالية والذَّرِيرَة .
      وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : أَنه كان يتطيب بِذِكارَةِ الطِّيبِ ؛ الذكارة ، بالكسر : ما يصلح للرجال كالمسك والعنبر والعود ، وهي جمع ذُكَرٍ ، والذُّكُورَةُ مثله ؛ ومنه الحديث : كانوا يكرهون المُؤَنِّثَ من الطيب ولا يَرَوْنَ بِذُكْورَتِه بأْساً ؛ قال : هو ما لا لَوْنَ له يَنْفُضُ كالعُود والكافور والعنبر ، والمؤنَّث طيب النساء كالخَلُوق والزعفران .
      وذُكورُ العُشْبِ : ما غَلُظ وخَشُنَ .
      وأَرض مِذْكارٌ : تُنْبِتُ ذكورَ العُشْبِ ، وقيل : هي التي لا تنبت ، والأَوّل أَكثر ؛ قال كعب : وعَرَفْتُ أَنِّي مُصْبِحٌ بِمَضِيعةٍ غَبْراءَ ، يَعْزِفُ جِنُّها ، مِذكارِ الأَصمعي : فلاة مِذْكارٌ ذات أَهوال ؛ وقال مرة : لا يسلكها إِلاّ الذَّكَرُ من الرجال .
      وفَلاة مُذْكِرٌ : تنبت ذكور البقل ، وذُكُورُه : ما خَشُنَ منه وغَلُظَ ، وأَحْرَارُ البقول : ما رَقَّ منه وطاب .
      وذُكُورُ البقل : ما غلظ منه وإِلى المرارة هو .
      والذِّكْرُ : الصيتُ والثناء .
      ابن سيده : الذِّكْرُ الصِّيتُ يكون في الخير والشر .
      وحكي أَبو زيد : إِن فلاناً لَرَجُلٌ لو كان له ذُكْرَةٌ أَي ذِكْرٌ .
      ورجل ذَكِيرٌ وذِكِّيرٌ : ذو ذِكْرٍ ؛ عن أَبي زيد .
      والذِّكْرُ : ذِكْرُ الشرف والصِّيت .
      ورجل ذَكِيرٌ : جَيِّدٌ الذِّكْره والحِفْظِ .
      والذِّكْرُ : الشرف .
      وفي التنزيل : وإِنه لَذِكْرٌ لك ولقومك ؛ أَي القرآن شرف لك ولهم .
      وقوله تعالى : ورَفَعْنَا لك ذِكْرَكَ ؛ أَي شَرَفَكَ ؛ وقيل : معناه إِذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ معي .
      والذِّكْرُ : الكتاب الذي فيه تفصيل الدِّينِ ووَضْعُ المِلَلِ ، وكُلُّ كتاب من الأَنبياء ، عليهم السلام ، ذِكْرٌ .
      والذِّكْرُ : الصلاةُ لله والدعاءُ إِليه والثناء عليه .
      وفي الحديث : كانت الأَنبياء ، عليهم السلام ، إِذا حَزَبَهُمْ أَمْرٌ فَزِعُوا إِلى الذكر ، أَي إِلى الصلاة يقومون فيصلون .
      وذِكْرُ الحَقِّ : هو الصَّكُّ ، والجمع ذُكُورُ حُقُوقٍ ، ويقال : ذُكُورُ حَقٍّ .
      والذِّكْرَى : اسم للتَّذْكِرَةِ .
      قال أَبو العباس : الذكر الصلاة والذكر قراءة القرآن والذكر التسبيح والذكر الدعاء والذكر الشكر والذكر الطاعة .
      وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : ثم جلسوا عند المَذْكَر حتى بدا حاجِبُ الشمس ؛ المَذْكَر موضع الذِّكْرِ ، كأَنها أَرادت عند الركن الأَسود أَو الحِجْرِ ، وقد تكرر ذِكْرُ الذّكْرِ في الحديث ويراد به تمجيد الله وتقديسه وتسبيحه وتهليله والثناء عليه بجميع محامده .
      وفي الحديث : القرآنُ ذَكَرٌ فَذَكِّرُوه ؛ أَي أَنه جليل خَطِيرٌ فأَجِلُّوه .
      ومعنى قوله تعالى : ولَذِكْرُ الله أَكْبَرُ ؛ فيه وجهان : أَحدهما أَن ذكر الله تعالى إِذا ذكره العبد خير للعبد من ذكر العبد للعبد ، والوجه الآخر أَن ذكر الله ينهى عن الفحشاء والمنكر أَكثر مما تنهى الصلاة .
      وقول الله عز وجل : سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يقال له إِبراهيم ؛ قال الفراء فيه وفي قول الله تعالى : أَهذا الذي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ ، قال : يريد يَعِيبُ آلهتكم ، قال : وأَنت قائل للرجل لئن ذَكَرْتَنِي لَتَنْدَمَنَّ ، وأَنت تريد بسوء ، فيجوز ذلك ؛ قال عنترة : لا تَذْكُرِي فَرَسي وما أَطْعَمْتُه ، فيكونَ جِلْدُكِ مثلَ جِلْدِ الأَجْرَبِ أَراد لا تَعِيبي مُهْري فجعل الذِّكْرَ عيباً ؛ قال أَبو منصور : وقد أَنكر أَبو الهيثم أَن يكون الذِّكْرُ عيباً ؛ وقال في قول عنترة لا تذكري فرسي : معناه لا تولعي بِذِكْرِهِ وذِكْرِ إِيثاري إِياه دون العيال .
      وقال الزجاج نحواً من قول الفراء ، قال : ويقال فلان يَذْكُر الناسَ أَي يغتابهم ويذكر عيوبهم ، وفلان يذكر الله أَي يصفه بالعظمة ويثني عليه ويوحده ، وإِنما يحذف مع الذِّكْرِ ما عُقِلَ معناه .
      وفي حديث عليّ : أَن عليّاً يَذْكُرُ فاطمة يخطبها ، وقيل : يَتَعَرَّضُ لخِطْبَتِها ، ومنه حديث عمر : ما حلفتُ بها ذَاكِراً ولا آثراً أَي ما تكلمت بها حالفاً ، من قولك : ذكرت لفلان حديث كذا وكذا أَي قلته له ، وليس من الذِّكْر بعد النسيان .
      والذُّكَارَةُ : حمل النخل ؛ قال ابن دريد : وأَحسب أَن بعض العرب يُسَمِّي السِّمَاكَ الرَّامِحَ الذَّكَرَ .
      والذَّكَرُ : معروف ، والجمع ذُكُورٌ ومَذاكِيرُ ، على غير قياس ، كأَنهم فرقوا بين الذَّكَرِ الذي هو الفحل وبين الذَّكَرِ الذي هو العضو .
      وقال الأَخفش : هو من الجمع الذي ليس له واحد مثل العَبَاديد والأَبابيل ؛ وفي التهذيب : وجمعه الذِّكارَةُ ومن أَجله يسمى ما يليه المَذَاكِيرَ ، ولا يفرد ، وإِن أُفرد فَمُذَكَّرٌ مثل مُقَدَّمٍ ومَقَادِيم .
      وفي الحديث : أَن عبداً أَبصر جارية لسيدة فغار السيدُ فَجَبَّ مَذَاكِيرَه ؛ هي جمع الذَّكَرِ على غير قياس .
      ابن سيده : والمذاكير منسوبة إِلى الذَّكَرِ ، واحدها ذَكَرٌ ، وهو من باب مَحاسِنَ ومَلامِحَ .
      والذَّكَرُ والذَّكِيرُ من الحديد : أَيْبَسُه وأَشَدُّه وأَجْوَدُه ، وهو خلافُ الأَنِيثِ ، وبذلك يسمى السيف مُذَكَّراً ويذكر به القدوم والفأْس ونحوه ، أَعني بالذَّكَرِ من الحديد .
      ويقال : ذهبتْ ذُكْرَهُ السيف وذُكْرَهُ الرَّجُلِ أَي حِدَّتُهما .
      وفي الحديث : أَنه كان يطوف في ليلة على نسائه ويغتسل من كل واحدة منهن غُسْلاً فسئل عن ذلك فقال : إِنه أَذْكَرُ ؛ أَي أَحَدُّ .
      وسيفٌ ذو ذُكْرَةٍ أَي صارِمٌ ، والذُّكْرَةُ : القطعة من الفولاذ تزاد في رأْس الفأْس وغيره ، وقد ذَكَّرْتُ الفأْسَ والسيفَ ؛ أَنشد ثعلب : صَمْصَامَةٌ ذُكْرَةٌ مُذَكَّرَةٌ ، يُطَبّقُ العَظْمَ ولا يَكْسِرُهْ وقالوا لخِلافهِ : الأَنِيثُ .
      وذُكْرَهُ السيف والرجل : حِدَّتُهما .
      ورجل ذَكِيرٌ : أَنِفٌ أَبِيُّ .
      وسَيْف مُذَكَّرٌ : شَفْرَتُه حديد ذَكَرٌ ومَتْنُه أَنِيثٌ ، يقول الناس إِنه من عمل الجن .
      الأَصمعي : المُذَكَّرَةُ هي السيوف شَفَرَاتُها حديد ووصفها كذلك .
      وسيف مُذَكَّرٌ أَي ذو ماء .
      وقوله تعالى : ص والقرآن ذي الذِّكْرِ ؛ أَي ذي الشَّرَفِ .
      وفي الحديث : إِن الرجل يُقَاتِلُ ليُذْكَر ويقاتل ليُحْمَدَ ؛ أَي ليذكر بين الناس ويوصف بالشجاعة .
      والذِّكْرُ : الشرف والفخر .
      وفي صفة القرآن : الذِّكْر الحكيم أَي الشرف المحكم العاري من الاختلاف .
      وتذكر : بطن من ربيعة ، والله عز وجل أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  6. دهن
    • " الدُّهْن : معروف .
      دَهَن رأْسه وغيره يَدْهُنه دَهْناً : بلَّه ، والاسم الدُّهْن ، والجمع أَدْهان ودِهان .
      وفي حديث سَمُرة : فيخرجُون منه كأَنما دُهنوا بالدِّهان ؛ ومنه حديث قتادة بنِ مَلْحان : كنت إذا رأَيته كأَنَّ على وجهه الدِّهانَ .
      والدُّهْنة : الطائفة من الدُّهْن ؛

      أَنشد ثعلب : فما رِيحُ رَيْحانٍ بمسك بعنبرٍ ، برَنْدٍ بكافورٍ بدُهْنةِ بانِ ، بأَطيبَ من رَيَّا حبيبي لو انني وجدتُ حبيبي خالياً بمكانِ .
      وقد ادَّهَن بالدُّهْن .
      ويقال : دَهَنْتُه بالدِّهان أَدْهُنه وتَدَهّن هو وادَّهن أَيضاً ، على افْتعل ، إذا تَطَلَّى بالدُّهن .
      التهذيب : الدُّهن الاسم ، والدَّهْن الفعل المُجاوِز ، والادِّهان الفعل اللازم ، والدَّهَّان : الذي يبيع الدُّهن .
      وفي حديث هِرَقْلَ : وإلى جانبه صورةٌ تُشبِه إلاَّ أَنه مُدْهانّ الرأْس أَي دَهِين الشعر كالمُصْفارّ والمُحْمارّ .
      والمُدْهُن ، بالضم لا غير : آلة الدُّهْن ، وهو أَحد ما شذّ من هذا الضرب على مُفْعُل مما يُستعمَل من الأَدوات ، والجمع مَداهن .
      الليث : المُدْهُن كان في الأَصل مِدْهناً ، فلما كثر في الكلام ضمّوه .
      قال الفراء : ما كان على مِفْعل ومِفْعلة مما يُعْتَمل به فهو مكسور الميم نحو مِخْرَز ومِقْطَع ومِسَلّ ومِخَدة ، إلا أَحرفاً جاءت نوادر بضم الميم والعين وهي : مُدْهُن ومُسْعُط ومُنْخُل ومُكْحُل ومُنْضُل ، والقياس مِدْهَن ومِنْخَل ومِسْعَط ومِكْحَل .
      وتَمَدْهن الرجل إذا أَخذ مُدْهُناً .
      ولِحْية دَهِين : مَدْهونة .
      والدَّهْن والدُّهن من المطر : قدرُ ما يَبُلّ وجهَ الأَرض ، والجمع دِهان .
      ودَهَن المطرُ الأَرضَ : بلَّها بلاً يسيراً .
      الليث : الأَدْهان الأَمطار اللَّيِّنة ، واحدها دُهْن .
      أَبو زيد : الدِّهَان الأَمْطار الضعيفة ، واحدها دُهْن ، بالضم .
      يقال : دهَنَها وَلْيُها ، فهي مَدْهُونة .
      وقوم مُدَهَّنون ، بتشديد الهاء : عليهم آثار النِّعَم .
      الليث : رجل دَهِين ضعيف .
      ويقال : أَتيت بأَمر دَهِين ؛ قال ابن عَرَادة : لِيَنْتَزعُوا تُراثَ بني تَمِيم ، لقد ظَنُّوا بنا ظنّاً دَهِينا والدَّهين من الإِبل : الناقة البَكيئة القليلة اللبن التي يُمْرَى ضرعُها فلا يَدِرّ قَطرةً ، والجمع دُهُن ؛ قال الحطيئة يهجو أُمه : جَزاكِ اللهُ شرّاً من عجوزٍ ، ولَقَّاكِ العُقوقَ من الَبنينِ لِسانُكِ مِبْرَدٌ لا عَيْبَ فيه ، ودَرُّكِ دَرُّ جاذبةٍ دَهينِ (* قوله « مبرد لا عيب فيه »، قال الصاغاني : الرواية مبرد لم يبق شيئاً ).
      وأَنشد الأَزهري للمثقّب : تَسُدُّ ، بمَضْرَحيِّ اللَّوْنِ جَثْلٍ ، خَوايَةَ فرْج مِقْلاتٍ دَهينِ .
      وقد دَهُنت ودهَنَت تَدْهُن دَهانة .
      وفحل دَهِين : لا يَكاد يُلْقِح أَصلاً كأَنَّ ذلك لقلَّة مائة ، وإذا أَلقَح في أَول قَرْعِه فهو قَبِيس .
      والمُدْهُن : نقرة في الجبل يَسْتَنْقِع فيها الماء ، وفي المحكم : والمُدْهُن مُسْتَنْقَع الماء ، وقيل : هو كل موضع حفره سيل أَو ماء واكفٌ في حَجَر .
      ومنه حديث الزهري (* قوله « ومنه حديث الزهري » تبع فيه الجوهري ، وقال الصاغاني : الصواب النهدي ، بالنون والدال ، وهو طهفة بن زهير ).
      نَشِفَ المُدْهُن ويبس الجِعْثِن ؛ هو نقرة في الجبل يَستنقِع فيها الماء ويَجتمع فيها المطر .
      أَبو عمرو : المَداهن نُقَر في رؤوس الجبال يستنقع فيها الماء ، واحدها مُدْهُن ؛ قال أَوس : يُقَلِّبُ قَيْدوداً كأَنَّ سَراتَها صَفَا مُدْهُنٍ ، قد زَلَّقته الزَّحالِفُ وفي الحديث : كأَنَّ وجهَه مُدْهُنة ؛ هي تأْنيث المُدْهُن ، شبّه وجهَه لإِشْراق السرور عليه بصفاء الماء المجتمع في الحجر ؛ قال ابن الأَثير : والمُدْهُن أَيضاً والمُدْهُنة ما يجعل فيه الدُّهن فيكون قد شبَّهه بصفاء الدُّهْن ، قال : وقد جاء في بعض نسخ مسلم : كأَنَّ وجهَه مُذْهبَة ، بالذال المعجمة والباء الموحدة ، وقد تقدم ذكره في موضعه .
      والمُداهَنة والإِدْهانُ : المُصانَعة واللِّين ، وقيل : المُداهَنة إِظهارُ خلاف ما يُضمِر .
      والإدْهانُ : الغِش .
      ودَهَن الرجلُ إذا نافق .
      ودَهَن غلامَه إذا ضربه ، ودهَنه بالعصا يَدْهُنه دَهْناً : ضربه بها ، وهذا كما يقال مسَحَه بالعصا وبالسيف إذا ضربه برِفْق .
      الجوهري : والمُداهَنة والإِدْهان كالمُصانعة .
      وفي التنزيل العزيز : ودُّوا لو تُدْهِنُ فيُدْهِنون .
      وقال قوم : داهَنت بمعنى واريت ، وأَدْهَنت بمعنى غَشَشْت .
      وقال الفراء : معنى قوله عز وجل : ودّوا لو تدهن فيدهنون ، ودُّوا لو تَكْفُر فيكفرون ، وقال في قوله : أَفبهذا الحديث أَنتم مُدْهِنون ؛ أَي مُكَذِّبون ، ويقال : كافرون .
      وقوله : ودُّوا لو تُدْهن فيُدهِنون ، ودّوا لو تَلِينُ في دِينك فيَلِينون .
      وقال أَبو الهيثم : الإِدْهان المُقاربَة في الكلام والتَّليين في القول ، من ذلك قوله : ودُّوا لو تدهن فيدهنون ؛ أَي ودُّوا لو تُصانِعهم في الدِّين فيُصانِعوك .
      الليث : الإِدْهان اللِّين .
      والمُداهِن : المُصانع ؛ قال زهير : وفي الحِلْمِ إِدْهان ، وفي العَفْوِ دُرْبةٌ ، وفي الصِّدْق مَنْجَاةٌ من الشَّرِّ ، فاصْدُقِ .
      وقال أَبو بكر الأَنباري : أَصل الإِدْهان الإِبْقاء ؛ يقال : لا تُدْهِنْ عليه أَي لا تُبْقِ عليه .
      وقال اللحياني : يقال ما أَدهنت إلا على نفسك أَي ما أَبقيت ، بالدال .
      ويقال : ما أَرْهَيت ذلك أَي ما تركته ساكناً ، والإرهاء : الإسكان .
      وقال بعض أَهل اللغة : معنى داهَن وأَدْهن أَي أَظهر خلاف ما أَضمر ، فكأَنه بيَّن الكذب على نفسه .
      والدِّهان : الجلد الأَحمر ، وقيل : الأَملس ، وقيل : الطريق الأَملس ، وقال الفراء في قوله تعالى : فكانت وَرْدَة كالدِّهان ، قال : شبَّهها في اختلاف أَلوانها بالدُّهن واختلافِ أَلوانه ، قال : ويقال الدِّهان الأَديم الأَحمر أَي صارت حمراء كالأَديم ، من قولهم فرس وَرْدٌ ، والأُنثى وَرْدَةٌ ؛ قال رؤبة يصف شبابه وحمرة لونه فيما مضى من عمره : كغُصْنِ بانٍ عُودُه سَرَعْرَعُ ، كأَنَّ وَرْداً من دِهانٍ يُمْرَعُ لوْني ، ولو هَبَّتْ عَقِيمٌ تَسْفَعُ .
      أَي يكثر دهنه ، يقول : كأَنَّ لونه يُعْلى بالدُّهن لصفائه ؛ قال الأَعشى : وأَجْرَدَ من فُحول الخيلِ طرْفٍ ، كأَنَّ على شواكِلِه دِهانا .
      وقال لبيد : وكلُّ مُدَمّاةٍ كُمَيْتٍ ، كأَنها سَلِيمُ دِهانٍ في طِرَاف مُطَنَّب . غيره : الدِّهانُ في القرآن الأَديمُ الأَحمر الصِّرفُ .
      وقال أَبو إسحق في قوله تعالى : فكانت ورْدَةً كالدِّهان ؛ تتلوَّنُ من الفَزَع الأَكبر كما تتلوَّن الدِّهانُ المختلفةُ ، ودليل ذلك قوله عز وجل : يوم تكون السماءُ كالمُهْل ؛ أَي كالزيت الذي قد أُغلي ؛ وقال مِسْكينٌ الدَّارميُّ : ومُخاصِمٍ قاوَمْتُ في كَبَدٍ مِثْل الدِّهان ، فكانَ لي العُذْرُ .
      يعني أَنه قاوَمَ هذا المُخاصِمَ في مكانٍ مُزِلّ يَزْلَقُ عنه من قام به ، فثبت هو وزلِقَ خَصْمُه ولم يثبت .
      والدِّهانُ : الطريق الأَملس ههنا ، والعُذْرُ في بيت مسكين الدارمي : النُّجْح ، وقيل : الدهان الطويل الأَملس .
      والدَّهْناء : الفَلاة .
      والدَّهْناء : موضعٌ كلُّه رمل ، وقيل : الدهناء موضع من بلاد بني تميم مَسِيرة ثلاثة أَيام لا ماء فيه ، يُمَدُّ ويقصَر ؛

      قال : لسْتَ على أُمك بالدَّهْنا تَدِلّ أَنشده ابن الأَعرابي ، يضرب للمتسخط على من لا يُبالى بتسخطه ؛

      وأَنشد غيره : ثم مالَتْ لجانِبِ الدَّهْناءِ .
      وقال جرير : نارٌ تُصَعْصِعُ بالدَّهْنا قَطاً جُونا وقال ذو الرمة : لأَكْثِبَة الدَّهْنا جَميعاً ومالِيَا .
      والنسبة إليها دَهْناوِيٌّ ، وهي سبعة أَجبل في عَرْضِها ، بين كل جبلين شقيقة ، وطولها من حَزْنِ يَنْسُوعةَ إلى رمل يَبْرِينَ ، وهي قليلة الماء كثيرة الكلأِ ليس في بلادِ العرب مَرْبَعٌ مثلُها ، وإذا أَخصبت رَبَعت العربُ (* قوله « ربعت العرب إلخ » زاد الأزهري : لسعتها وكثرة شجرها ، وهي عذاة مكرمة نزهة من سكنها لم يعرف الحمى لطيب تربتها وهوائها ).
      جمعاء .
      وفي حديث صَفِيَّة ودُحَيْبَةَ : إنما هذه الدَّهْنا مُقَيَّدُ الجمَل ؛ هو الموضع المعروف ببلاد تميم .
      والدَّهْناء ، ممدود : عُشْبة حمراء لها ورق عِراض يدبغ به .
      والدِّهْنُ : شجرةُ سَوْءٍ كالدِّفْلى ؛ قال أَبو وَجْزَة : وحَدَّثَ الدِّهْنُ والدِّفْلى خَبيرَكُمُ ، وسالَ تحتكم سَيْلٌ فما نَشِفا .
      وبنو دُهْن وبنو داهنٍ : حَيّانِ .
      ودُهْنٌ : حيٌّ من اليمن ينسب إليهم عمار الدُّهْنيُّ .
      والدَّهْناء : بنتُ مِسْحَل أَحد بني مالك بن سعد بن زيدِ مَناةَ بن تميم ، وهي امرأَة العجاج ؛ وكان قد عُنِّن عنها فقال فيها : أَظَنَّتِ الدَّهْنا وظَنَّ مِسْحَلُ أَن الأَميرَ بالقضاءِ يَعْجَلُ (* قوله « أظنت إلخ »، قال الصاغاني : الإنشاد مختل ، والرواية بعد قوله يعجل : كلا ولم يقض القضاء الفيصل * وإن كسلت فالحصان يكسل عن السفاد وهو طرف يؤكل * عند الرواق مقرب مجل ).
      عن كَسَلاتي ، والحِصانُ يَكْسَلُ عن السِّفادِ ، وهو طِرْفٌ هَيْكَلُ ؟"

    المعجم: لسان العرب

  7. ذلل
    • " الذُّلُّ : نقيض العِزِّ ، ذلَّ يذِلُّ ذُلاًّ وذِلَّة وذَلالة ومَذَلَّة ، فهو ذلِيل بَيِّن الذُّلِّ والمَذَلَّة من قوم أَذِلاّء وأَذِلَّة وذِلال ؛ قال عمرو بن قَمِيئة : وشاعر قومٍ أُولي بِغْضة قَمَعْتُ ، فصاروا لثاماً ذِلالا وأَذَلَّه هو وأَذَلَّ الرجلُ : صار أَصحابه أَذِلاَّءَ .
      وأَذَلَّه : وجده ذَلِيلاً .
      واسْتَذَلُّوه : رأَوه ذَلِيلاً ، ويُجْمَع الذَّلِيل من الناس أَذِلَّة وذُلاَّناً .
      والذُّلُّ : الخِسَّة .
      وأَذَلَّه واسْتَذَلَّه كله بمعنى واحد .
      وتَذَلَّل له أَي خَضَعَ .
      وفي أَسماء الله تعالى : المُذِلُّ ؛ هو الذي يُلْحِق الذُّلَّ بمن يشاء من عباده وينفي عنه أَنواع العز جميعها .
      واسْتَذَلَّ البعيرَ الصَّعْبَ : نَزع القُراد عنه ليستلذَّ فيأْنس به ويَذِلّ ؛ وإِياه عَنى الحُطَيئة بقوله : لَعَمْرُك ما قُراد بني قُرَيْع ، إِذا نُزِع القُرادُ ، بمستطاع وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : ليَهْنِئْ تُرَاثي لامرئٍ غير ذِلَّةٍ ، صَنَابِرُ أُحْدانٌ لهُنَّ حَفِيف أَراد غير ذَلِيل أَو غير ذي ذِلَّة ، ورفع صَنَابر على البدل من تُرَاث .
      وفي التنزيل العزيز : سَيَنالهم غَضَبٌ من ربهم وذِلَّة في الحياة الدنيا ؛ قيل : الذِّلَّة ما أُمِروا به من قتل أَنفسهم ، وقيل : الذِّلَّة أَخذ الجزية ؛ قال الزجاج : الجزية لم تقع في الذين عبدوا العِجْل لأَن الله تعالى تاب عليهم بقتل أَنفسهم .
      وذُلٌّ ذَلِيل : إِما أَن يكون على المبالغة ، وإِما أَن يكون في معنى مُذِلّ ؛

      أَنشد سيبويه لكعب بن مالك : لقد لَقِيَتْ قُرَيْظَةُ ما سآها ، وحَلَّ بدارهم ذُلٌّ ذَلِيل والذِّلُّ ، بالكسر : اللِّين وهو ضد الصعوبة .
      والذُّلُّ والذِّلُّ : ضد الصعوبة .
      ذَلَّ يَذِلُّ ذُلاًّ وذِلاًّ ، فهو ذَلُولٌ ، يكون في الإِنسان والدابة ؛

      وأَنشد ثعلب : وما يَكُ من عُسْرى ويُسْرى ، فإِنَّني ذَلولٌ بحاجِ المُعْتَفِينَ ، أَرِيبُ عَلَّق ذَلُولاً بالباء لأَنه في معنى رَفِيق ورؤُوف ، والجمع ذُلُلٌ وأَذِلَّة .
      ودابة ذَلُولٌ ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء ، وقد ذَلَّله .
      الكسائي .
      فرس ذَلُول بيِّن الذِّلِّ ، ورجل ذَلِيلٌ بيِّنُ الذِّلَّةِ والذُّلِّ ، ودابة ذَلولٌ بيِّنة الذُّلِّ من دواب ذُلُل .
      وفي حديث ابن الزبير : بعض الذُّلِّ أَبْقَى للأَهل والمال ؛ معناه أَن الرجل إِذا أَصابته خُطَّة ضَيْم يناله فيها ذُلٌّ فصبَر عليها كان أَبْقَى له ولأَهله وماله ، فإِذا لم يصبر ومَرَّ فيها طالباً للعز غَرَّر بنفسه وأَهله وماله ، وربما كان ذلك سبباً لهلاكه .
      وعَيْرُ المَذَلَّة : الوتِدُ لأَنه يُشَجُّ رأْسه ؛

      وقوله : ساقَيْتُهُ كأْسَ الرَّدَى بأَسِنَّة ذُلُلٍ ، مُؤَلَّلة الشِّفار ، حِدَاد إِنما أَراد مُذَلّلة بالإِحداد أَي قد أُدِقَّت وأُرِقَّت ؛ وقوله أَنشده ثعلب : وذَلَّ أَعْلى الحَوْض من لِطَامها أَراد أَن أَعلاه تَثَلَّم وتهدَّم فكأَنه ذَلَّ وقَلَّ .
      وفي الحديث : اللهم اسْقِنا ذُلُل السحاب ؛ هو الذي لا رعد فيه ولا بَرْق ، وهو جمع ذَلُول من الذِّلّ ، بالكسر ، ضد الصعب ؛ ومنه حديث ذي القرنين : أَنه خُيِّر في ركوبه بين ذُلُل السحاب وصِعابه فاختار ذُلُله .
      والذُّلُّ والذِّلُّ : الرِّفْقُ والرحمة .
      وفي التنزيل العزيز : واخْفِضْ لهما جَناحَ الذُّلِّ من الرحمة .
      وفي التنزيل العزيز في صفة المؤمنين : أَذِلَّة على المؤْمنين أَعِزَّة على الكافرين ؛ قال ابن الأَعرابي فيما روى عنه أَبو العباس : معنى قوله أَذِلَّة على المؤمنين رُحَماء رُفَقاء على المؤمنين ، أَعِزَّة على الكافرين غِلاظ شِداد على الكافرين ؛ وقال الزجاج : معنى أَذِلَّة على المؤمنين أَي جانبهم لَيِّنٌ على المؤمنين ليس أَنهم أَذِلاَّء مُهانون ، وقوله أَعِزَّة على الكافرين أَي جانبهم غليظ على الكافرين .
      وقوله عز وجل : وذُلِّلَت قُطوفُها تَذْليلاً ، أَي سُوَّيت عناقيدها وذُلِّيَت ، وقيل : هذا كقوله : قطوفها دانية ، كلما أَرادوا أَن يَقْطِفُوا شيئاً منها ذُلِّل ذلك لهم فدَنا منهم ، قُعوداً كانوا أَو مضطجعين أَو قياماً ، قال أَبو منصور : وتذليل العُذُوق في الدنيا أَنها إِذا انشقَّت عنها كَوَافيرها التي تُغَطِّيها يَعْمِد الآبِر إِليها فيُسَمِّحُها ويُيَسِّرها حتى يُذلِّلها خارجة من بين ظُهْران الجريد والسُّلاَّء ، فيسهل قِطافها عند يَنْعها ؛ وقال الأَصمعي في قول امرئ القيس : وكَشْحٍ لَطِيف كالجَدِيل مُخَصَّرٍ ، وساقٍ كأُنْبوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّ ؟

      ‏ قال : أَراد ساقاً كأُنبوب بَرْديٍّ بين هذا النخل المُذَلَّل ، قال : وإِذا كان أَيام الثمرة أَلَحَّ الناس على النخل بالسَّقْي فهو حينئذ سَقِيٌّ ، قال : وذلك أَنعم للنخيل وأَجْوَد للثمرة .
      وقال أَبو عبيدة : السَّقِيُّ الذي يسقيه الماء من غير أَن يُتَكلَّف له السقي .
      قال شمر : وسأَلت ابن الأَعرابي عن المُذلَّل فقال : ذُلِّلَ طريقُ الماء إِليه ، قال أَبو منصور : وقيل أَراد بالسَّقِيِّ العُنْقُر ، وهو أَصل البَرْدِيِّ الرَّخْص الأَبيض ، وهو كأَصل القَصَب ؛ وقال العَجّاج : على خَبَنْدَى قَصَب ممكور ، كعُنْقُرات الحائر المسكور وطريق مُذَلَّل إِذا كان مَوْطُوءاً سَهْلاً .
      وذِلُّ الطريق : ما وُطْئَ منه وسُهِّل .
      وطريق ذَلِيلٌ من طُرُق ذُلُل ، وقوله تعالى : فاسْلُكي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً ؛ فسره ثعلب فقال : يكون الطريق ذَليلاً وتكون هي ذَلِيلة ؛ وقال الفراء : ذُلُلاً نعت السُّبُل ، يقال : سبيل ذَلُولٌ وسُبُل ذُلُلٌ ، ويقال : إِن الذُّلُل من صفات النحل أَي ذُلِّلت ليخرج الشراب من بطونها .
      وذُلِّل الكَرْمُ : دُلِّيت عناقيده .
      قال أَبو حنيفة : التدْليل تسوية عناقيد الكرْم وتَدْلِيتها ، والتذْليل أَيضاً أَن يوضع العِذْق على الجريدة لتحمله ؛ قال امرؤ القيس : وساق كأُنبوب السَّقِيِّ المُذَلَّل وفي الحديث : كم من عِذْق مُذَلَّل لأَبي الدَّحْداح ؛ تذليل العُذوق تقدم شرحه ، وإِن كانت العين (* قوله « وإن كانت العين » أي من واحد العذوق وهو عذق ) مفتوحة فهي النخلة ، وتذليلها تسهيل اجتناء ثمرتها وإِدْناؤها من قاطفها .
      وفي الحديث : تتركون المدينة على خير ما كانت عليه مُذَلَّلة لا يغشاها إِلاَّ العوافي ، أَي ثمارها دانية سهلة التناول مُخَلاَّة غير مَحْمِيَّة ولا ممنوعة على أَحسن أَحوالها ، وقيل أَراد أَن المدينة تكون مُخَلاَّة أَي خالية من السكان لا يغشاها إِلاَّ الوحوش .
      وأُمور الله جارية على أَذلالها ، وجارية أَذلالَها أَي مَجاريها وطرقها ، واحدها ذِلٌّ ؛ قالت الخنساء : لتَجْرِ المَنِيَّةُ بعد الفتى المُغادَر بالمَحْو أَذْلالَها أَي لتَجْر على أَذلالها فلست آسى على شيءٍ بعده .
      قال ابن بري : الأَذلال المَسالك .
      ودَعْه على أَذْلاله أَي على حاله ، لا واحد له .
      ويقال : أَجْرِ الأُمور على أَذلالها أَي على أَحوالها التي تَصْلُح عليها وتَسْهُل وتَتَيسر .
      الجوهري : وقولهم جاءَ على أَذلاله أَي على وجهه .
      وفي حديث عبدالله : ما من شيءٍ من كتاب الله إِلاَّ وقد جاءَ على أَذلاله أَي على وجوهه وطرُقه ؛ قال ابن الأَثير : هو جمع ذِلٍّ ، بالكسر .
      يقال : ركبوا ذِلَّ الطريق وهو ما مُهِّد منه وذُلِّل .
      وفي خُطبة زياد : إِذا رأَيتموني أُنْفِذ فيكم الأَمرَ فأَنْفِذُوه على أَذلالِه .
      ويقال : حائط ذَلِيل أَي قصير .
      وبيت ذَلِيلٌ إِذا كان قريب السَّمْك من الأَرض .
      ورمح ذَلِيل أَي قصير .
      وذَلَّت القوافي للشاعر إِذا سَهُلت .
      وذَلاذِلُ القميص : ما يَلي الأَرض من أَسافله ، الواحد ذُلذُلٌ مثل قُمْقُم وقَماقِم ؛ قال الزَّفَيانُ يَنْعَت ضِرْغامة : إِنَّ لنا ضِرْغامةً جُنادِلا ، مُشَمِّراً قد رَفَع الذَّلاذِلا ، وكان يَوْماً قَمْطَرِيراً باسِلا وفي حديث أَبي ذرّ : يَخرج من ثَدْيِهِ يَتَذَلْذَل أَي يَضْطرِب مِن ذَلاذِل الثوب وهي أَسافله ، وأَكثر الروايات يتزلزل ، بالزاي .
      والذُّلْذُلُ والذِّلْذِل والذِّلْذِلةُ والذُّلَذِلُ والذُّلَذِلةُ ، كله : أَسافل القميص الطويل إِذا ناسَ فأَخْلَق .
      والذَّلَذِلُ : مقصور عن الذَّلاذِل الذي هو جمع ذلك كله ، وهي الذّناذِنُ ، واحدها ذُنْذُنٌ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. ذرع
    • " الذِّراعُ : ما بين طرَف المِرْفق إِلى طرَفِ الإِصْبَع الوُسْطى ، أُنثى وقد تذكَّر .
      وقال سيبويه : سأَلت الخليل عن ذراع فقال : ذِراع كثير في تسميتهم به المذكر ويُمَكَّن في المذكَّر فصار من أَسمائه خاصّة عندهم ، ومع هذا فإِنهم يَصِفون به المذكر فتقول : هذا ثوب ذراع ، فقد يُمَكَّنُ هذا الاسم في المذكر ، ولهذا إِذا سمي الرجل بذراع صُرف في المعرفة والنكرة لأَنه مذكر سمي به مذكر ، ولم يعرف الأَصمعي التذكير في الذراع ، والجمع أَذْرُعٌ ؛ وقال يصف قوساً عَربية : أَرْمِي عليها ، وهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ ، وهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإِصْبَع ؟

      ‏ قال سيبويه : كسّروه على هذا البناء حين كان مؤنثاً يعني أَن فَعالاً وفِعالاً وفَعِيلاً من المؤنث حُكْمُه أَن يُكسَّر على أَفْعُل ولم يُكسِّروا ذِراعاً على غير أَفْعُل كما فَعَلوا ذلك في الأَكُفِّ ؛ قال ابن بري : الذراع عند سيبويه مؤنثة لا غير ؛

      وأَنشد لمِرْداس ابن حُصَين : قَصَرْتُ له القبيلةَ إِذ تَجَِهْنا ، وما دانَتْ بِشِدَّتِها ذِراعي وفي حديث عائشةَ وزَينبَ :، قالت زينبُ لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم : حَسْبُك إِذ قَلبَتْ لك ابنة أَبي قُحافةَ ذُرَيِّعَتَيْها ؛ الذُّرَيِّعةُ تصغير الذراع ولُحوق الهاء فيها لكونها مؤنثة ، ثم ثَنَّتْها مصغرة وأَرادت به ساعدَيْها .
      وقولهم : الثوب سبع في ثمانية ، إِنما ، قالوا سبع لأَن ال ذراع مؤنثة ، وجمعها أَذرع لا غير ، وتقول : هذه ذراع ، وإِنما ، قالوا ثمانية لأَن الأَشبار مذكرة .
      والذِّراع من يَدَيِ البعير : فوق الوظيفِ ، وكذلك من الخيل والبغال والحمير .
      والذِّراعُ من أَيدي البقر والغنم فوق الكُراع .
      قال الليث : الذراع اسم جامع في كل ما يسمى يداً من الرُّوحانِيين ذوي الأَبدان ، والذِّراعُ والساعد واحد .
      وذَرَّع الرجلُ : رَفَعَ ذِراعَيْه مُنذراً أَو مبشراً ؛

      قال : تُؤَمِّل أَنفالَ الخمِيس وقد رَأتْ سَوابِقَ خَيْلٍ ، لم يُذَرِّعْ بَشيرُها يقال للبشير إِذا أَوْمَأَ بيده : قد ذَرَّع البَشيرُ .
      وأَذْرَع في الكلام وتذَرَّع : أَكثر وأَفْرَط .
      والإِذْراعُ : كثرةُ الكلامِ والإِفْراطُ فيه ، وكذلك التَّذَرُّع .
      قال ابن سيده : وأَرى أَصله من مدّ الذِّراع لأَن المُكْثِر قد يفعل ذلك .
      وثور مُذَرَّع : في أَكارِعه لُمَع سُود .
      وحمار مُذَرَّع : لمكان الرَّقْمةِ في ذِراعه .
      والمُذَرَّعُ : الذي أُمه عربية وأَبوه غير عربي ؛

      قال : إِذا باهليٌّ عنده حَنْظَلِيَّةٌ ، لها وَلَدٌ منه ، فذاك المُذَرَّعُ وقيل : المُذَرَّع من الناس ، بفتح الراء ، الذي أُمه أَشرف من أَبيه ، والهجين الذي أَبوه عربيّ وأُمه أَمة ؛ قال ابن قيس العدوي : إِنَّ المُذَرَّعَ لا تُعْنَى خُؤُولَتُه ، كالبَغْلِ يَعْجِزُ عن شَوْطِ المَحاضِير وقال آخر يهجو قوماً : قَوْمٌ تَوارَثَ بيتَ اللُّؤْمِ أَوَّلُهم ، كما تَوارَثَ رَقْمَ الأَذْرُعِ الحُمُرُ وإِنما سمي مُذَرَّعاً تشبيهاً بالبغل لأَنَّ في ذراعيه رَقْمتين كرَقْمتي ذراع الحِمار نَزَع بهما إِلى الحِمار في الشبه ، وأُمّ البغل أَكرم من أَبيه .
      والمُذَرَّعة : الضبع لتخطيط ذِراعَيْها ، صفة غالبة ؛ قال ساعدة بن جؤية : وغُودِرَ ثاوِياً ، وتَأَوَّبَتْه مُذَرَّعةٌ أُمَيْم ، لها فَلِيلُ والضبع مّذَرَّعة بسواد في أَذْرعها ، وأَسد مُذَرَّع : على ذِراعَيْه دَمُ فَرائِسه ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي : قد يَهْلِكُ الأَرْقَمُ والفاعُوسُ ، والأَسَدُ المُذَرَّعُ المَنْهُوسُ والتذْرِيع : فضل حبل القَيد يُوثَق بالذراع ، اسم كالتَّنْبيت لا مصدر كالتَّصْويت .
      وذُرِّعَ البعيرُ وذُرِّعَ له : قُيِّدَ في ذراعَيْه جميعاً .
      يقال : ذَرَّعَ فلان لبعيره إِذا قَيَّدَه بفضل خِطامه في ذراعه ، والعرب تسميه تَذْريعاً .
      وثوب مُوَشَّى الذِّراع أَي الكُمِّ ، وموشَّى المَذارِع كذلك ، جمع على غير واحده كمَلامحَ ومَحاسِنَ .
      والذِّراعُ : ما يُذْرَعُ به .
      ذَرَع الثوب وغيره يَذْرَعُه ذَرْعاً : قدَّره بالذِّراع ، فهو ذارِعٌ ، وهو مَذْرُوع ، وذَرْعُ كلّ شيء : قَدْرُه من ذلك .
      والتذَرُّع أَيضاً : تَقْدِير الشيء بذِراع اليد ؛ قال قَيْس بن الخَطِيم : ترى قَِصَدَ المُرّانِ تُلْقَى ، كأَنَّها تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَيْدي الشَّواطِبِ وقال الأَصمعي : تَذَرَّعَ فلان الجَرِيدَ إِذا وضَعه في ذِراعِه فشَطَبه ؛ ومنه قول قَيْس بن الخَطِيم هذا البيت ، قال : والخِرْصانُ أَصلها القُضْبان من الجَرِيد ، والشَّواطِبُ جمع الشاطِبة ، وهي المرأَة التي تَقْشُر العَسِيب ثم تُلْقِيه إِلى المُنَقِّية فتأْخذ كل ما عليه بسِكِّينها حتى تتركه رقيقاً ، ثم تُلْقِيه المنقِّيةُ إِلى الشاطِبة ثانية فتَشْطُبه على ذِراعها وتَتَذَرَّعُه ، وكل قَضِيب من شجرة خِرْصٌ .
      وقال أَبو عبيدة : التَّذَرُّع قدر ذِراع يَنكسر فيسقط ، والتذَرُّع والقِصَدُ واحد غيره ، قال : والخِرْصان أَطراف الرماح التي تلي الأَسنَّة ، الواحد خُرْص وخِرْص وخَرْص .
      قال الأَزهري : وقول الأَصمعي أَشبههما بالصواب .
      وتَذَرَّعتِ المرأَة : شقَّت الخُوص لتعمَل منه حَصِيراً .
      ابن الأَعرابي : انْذَرَع وانْذَرَأَ ورَعَفَ واسْتَرْعَفَ إِذا تقدَّم .
      والذَّرِعُ : الطويلُ اللسان بالشَّرِّ ، وهو السيّار الليلَ والنهارَ .
      وذَرَع البعيرَ يَذرَعُه ذَرْعاً : وَطِئه على ذِراعه ليرْكب صاحبُه .
      وذَرَّعَ الرجلُ في سباحتِه تَذْرِيعاً : اتَّسَع ومدَّ ذِراعَيْه .
      والتَّذْرِيعُ في المشي : تحريك الذِّراعين .
      وذَرَّع بيديه تَذْرِيعاً : حرَّكهما في السعْي واستعان بهما عليه .
      وقيل في صفته ، صلى الله عليه وسلم : إِنه كان ذَرِيعَ المشْي أَي سريعَ المشْي واسعَ الخَطْوة ؛ ومنه الحديث : فأَكَل أَكْلاً ذَريعاً أَي سريعاً كثيراً .
      وذَرَع البعيرُ يَده إِذا مَدَّها في السير .
      وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَذْرَعَ ذِراعَيْه من أَسفلِ الجُبّةِ إِذْراعاً ؛ أَذْرَع ذِراعَيْه أَي أَخرَجهما من تحت الجُبَّة ومدَّهما ؛ ومنه الحديث الآخر : وعليه جَمَّازةٌّ فأَذْرَع منها يده أَي أَخرجها .
      وتَذَرَّعَت الإِبل الماءَ : خاضَتْه بأَذْرُعِها .
      ومَذارِيعُ الدابة ومَذارِعُها : قوائمها ؛ قال الأَخطل : وبالهدايا إِذا احْمَرَّت مَذارِعُها ، في يوم ذَبْح وتَشْرِيقٍ وتَنْحارِ وقوائم ذَرِعاتٌ أَي سَريعاتٌ .
      وذَرِعاتُ الدابة : قوائمها ؛ ومنه قول ابن حذاق العبدي : فأَمْستْ كَنَيْسِ الرَّمْلِ ، يَغْدُو إِذا غَدَتْ ، على ذَرِعاتٍ يَعْتَلِين خُنُوسَا أَي على قوائم يَعْتَلين من جاراهُنَّ وهنَّ يَخْنِسْنَ بَعْضَ جَرْيِهن أَي يُبْقين منه ؛ يقول لم يَبْذُلْن جميع ما عندهن من السير .
      ومِذْراعُ الدابة : قائمتها تَذْرَعُ بها الأَرض ، ومِذْرَعُها : ما بين ركبتها إِلى إِبْطها ، وثَور مُوَشَّى المَذارِع .
      وفرس ذَروعٌ وذَرِيعٌ : سَريعٌ بَعِيدُ الخُطى بيِّن الذَّراعة .
      وفرس مُذَرَّع إِذا كان سابقاً وأَصله الفرس يلحق الوَحْشيّ وفارِسُه عليه يَطْعَنُه طَعْنة تَفُور بالدم فيُلَطِّخ ذِراعَي الفرس بذلك الدم فيكون علامة لسَبْقِه ؛ ومنه قول تميم : خِلالَ بُيوتِ الحَيِّ مِنها مُذَرَّع

      ويقال : هذه ناقة تُذارِعُ بُعْد الطريق أَي تَمُدّ باعَها وذِراعها لتَقْطعَه ، وهي تُذارِع الفلاة وتَذْرَعُها إِذا أَسْرعت فيها كأَنها تَقِيسُها ؛ قال الشاعر يصف الإِبل : وهُنَّ يَذْرَعْن الرِّقاقَ السَّمْلَقا ، ذَرْعَ النّواطِي السُّحُل المُرَقَّقا والنواطِي : النَّواسِجُ ، الواحدة ناطيةٌ ، وبعير ذَرُوعٌ .
      وذَارَع صاحِبَه فذَرَعه : غَلَبه في الخَطْو .
      وذَرعه القَيْءُ إِذا غَلبه وسَبق إِلى فيه .
      وقد أَذْرَعه الرجلُ إِذا أَخرجه .
      وفي الحديث : مَن ذَرَعه القَيْء فلا قضاء عليه أَي سبَقه وغَلبه في الخُروج .
      والذَّرْعُ : البَدَنُ ، وأَبْطَرَني ذَرْعِي : أَبْلى بَدنِي وقطَع مَعاشي .
      وأَبطَرْت فلاناً ذَرْعَه أَي كَلَّفْته أَكثر من طَوْقه .
      ورجل واسعُ الذَّرْع والذِّراع أَي الخُلُق ، على المثل ، والذَّرْعُ : الطاقةُ .
      وضاقَ بالأَمر ذَرْعُه وذِراعُه أَي ضعُقت طاقتُه ولم يجد من المكروه فيه مَخْلَصاً ولم يُطِقه ولم يَقْو عليه ، وأَصل الذرْع إِنما هو بَسْط اليد فكأَنك تريد مَدَدْت يدي إِليه فلم تَنَلْه ؛ قال حميد بن ثور يصف ذئباً : وإِن باتَ وَحْشاً لَيْلةً لم يَضِقْ بها ذِراعاً ، ولم يُصْبحْ لها وهو خاشِعُ وضاق به ذَرْعاً : مثل ضاق به ذِراعاً ، ونَصْبَ ذرْعاً لأَنه خرج مفسِّراً مُحَوِّلاً لأَنه كان في الأَصل ضاق ذَرْعي به ، فلما حُوّل الفعل خرج قوله ذرعاً مفسراً ، ومثله طِبْت به نفساً وقَرَرْت به عَيناً ، والذَّرْعُ يوضع موضع الطاقة ، والأَصل فيه أَن يَذْرَع البعير بيديه في سيره ذَرْعاً على قدر سَعة خَطْوه ، فإِذا حملته على أَكثر من طَوْقه قلت : قد أَبْطَرْت بعيرك ذَرْعه أَي حَمَلْته من السير على أَكثر من طاقته حتى يَبْطَر ويَمُدّ عنقه ضَعْفاً عما حُمِل عليه .
      ويقال : ما لي به ذَرْع ولا ذِراع أَي ما لي به طاقة .
      وفي حديث ابن عوف : قَلّدوا أَمْركم رَحْب الذِّراع أَي واسِعَ القوة والقدرة والبطش .
      والذرْعُ : الوُسْع والطاقة ؛ ومنه الحديث : فكَبُر في ذَرْعي أَي عظُم وقْعُه وجلَّ عندي ، والحديث الآخر : فكسَر ذلك من ذَرْعي أَي ثَبَّطَني عما أَردته ؛ ومنه حديث إِبراهيم ، عليه الصلاة والسلام : أَوحى الله إِليه أَنِ ابنِ لي بَيْتاً فضاق بذلك ذَرْعاً ، وجهُ التمثيل أَن القصير الذِّراع لا ينالُ ما ينالهُ الطويل الذراع ولا يُطيق طاقتَه ، فضرب مثلاً للذي سقطت قوَّته دون بلوغ الأَمر والاقتدار عليه .
      وذراعُ القَناة : صدرُها لتقدُّمه كتقدُّم الذراع .
      ويقال لصدر الفتاة : ذراع العامل .
      ومن أَمثال العرب السائرة : هو لك على حَبْلِ الذِّراع أَي أُعَجِّله لك نقداً ، وقيل : هو مُعَدٌّ حاضر ، والحبْلُ عِرْق في الذراع .
      ورجل ذَرِعٌ : حَسَن العِشْرةِ والمخالَطةِ ؛ ومنه قول الخَنْساء : جَلْد جَمِيل مَخِيل بارِع ذَرِع ، وفي الحُروبِ ، إِذا لاقَيْتَ ، مِسْعارُ

      ويقال : ذارعْتُه مذارعةً إِذا خالطته .
      والذِّراع : نَجم من نُجوم الجَوْزاء على شكل الذراع ؛ قال غَيْلانُ الربعي : غَيَّرها بَعْدِيَ مَرُّ الأَنْواءْ : نَوءِ الذِّراعِ أَو ذِراعِ الجَوْزاءْ وقيل : الذراعُ ذِراع الأََسد ، وهما كوكبانِ نَيِّران ينزلُهما القمر .
      والذِّراع : سِمةٌ في موضع الذِّراع ، وهي لبني ثعلبة من أَهل اليمن وناسٍ من بني مالك بن سعد من أَهل الرِّمال .
      وذَرَّع الرجلَ تذْريعاً وذَرَّعَ له : جعل عُنقه بين ذراعه وعُنُقه وعضُده فخنَقَه ثم استعمل في غير ذلك ما يُخْنَق به .
      وذَرَّعَه : قتله .
      وأَمْر ذَريع : واسع .
      وذَرَّع بالشيء : أَقَرَّ به ؛ وبه سمي المُذَرِّعُ أَحدُ بني خَفاجةَ بن عُقَيْل ، وكان قتل رجلاً من بني عَجْلان ثم أَقرَّ به فأُقيدَ به فسمي المُذَرِّعَ .
      والذَّرَعُ : ولد البقرة الوحْشِيَّة ، وقيل : إِنما يكون ذَرَعاً إِذا قَوِيَ على المشي ؛ عن ابن الأَعرابي ، وجمعه ذِرْعانٌ ، تقول : أَذْرَعتِ البقرةُ ، فهي مُذْرِعٌ ذات ذَرَعٍ .
      وقال الليث : هنَّ المُذْرِعات أَي ذوات ذِرْعانٍ .
      والمَذارِعُ : النخل القريبة من البيوت .
      والمَذارِعُ : ما دانى المِصْر من القرى الصِّغار .
      والمَذارِعُ : المَزالِفُ ، وهي البلاد التي بين الريف والبرّ كالقادِسية والأَنْبار ، الواحد مِذْراعٌ .
      وفي حديث الحسن : كانوا بمذراع اليمن ، قال : هي القريبة من الأَمصار .
      ومَذارِعُ الأَرض : نَواحيها .
      ومَذارِعُ الوادي : أَضْواجُه ونواحيه .
      والذَّرِيعة : الوسيلة .
      وقد تَذَرَّع فلان بذَريعةٍ أَي توسَّل ، والجمع الذرائعُ .
      والذريعةُ ، مثل الدَّريئة : جمل يُخْتَل به الصيْد يَمْشي الصيَّاد إِلى جنبه فيستتر به ويرمي الصيدَ إِذا أَمكنه ، وذلك الجمل يُسَيَّب أَوَّلاً مع الوحش حتى تأْلَفَه .
      والذريعةُ : السبَبُ إِلى الشيء وأَصله من ذلك الجمل .
      يقال : فلان ذَرِيعتي إِليك أَي سَبَبي ووُصْلَتي الذي أَتسبب به إِليك ؛ وقال أَبو وجْزةَ يصف امرأَة : طافَت بها ذاتُ أَلْوانٍ مُشَبَّهة ، ذَرِيعةُ الجِنِّ لا تُعْطِي ولا تَدَعُ أَراد كأَنها جنية لا يَطْمَع فيها ولا يَعْلمها في نفسها .
      قال ابن الأَعرابي : سمي هذا البعير الدَّرِيئة والذَّريعة ثم جعلت الذريعةُ مثلاً لكل شيء أَدْنى من شيء وقَرَّب منه ؛

      وأَنشد : وللمَنِيَّةِ أَسْبابٌ تُقَرِّبها ، كما تُقَرِّب للوَحْشِيَّة الذُّرُع وفي نوادر الأَعراب : أَنت ذَرَّعْت بيننا هذا وأَنت سَجَلْته ؛ يريد سَبَّبْتَه .
      والذَّريعةُ : حَلْقة يُتَعلَّم عليها الرَّمْي .
      والذريعُ : السريعُ .
      وموت ذريعٌ : سريع فاشٍ لا يكاد الناس يَتدافَنُون ، وقيل : ذَريع أَي سريع .
      ويقال : قتلوهم أَذْرَع قتل .
      ورجل ذَرِيعٌ بالكتابة أَي سريع .
      والذِّراعُ والذَّراعُ ، بالفتح : المرأَة الخفيفةُ اليدين بالغَزل ، وقيل : الكثيرة الغزل القويَّةُ عليه .
      وما أَذْرَعَها وهو من باب أَحْنَكِ الشاتَيْن ، في أَن التعجب من غير فِعل .
      وفي الحديث : خَيْرُكنَّ أَذْرَعُكن للمِغْزَل أَي أَخَفُّكُنَّ به ، وقيل : أَقْدَركنَّ عليه .
      وزِقٌّ ذارِعٌ : كثير الأَخذ من الماء ونحوه ؛ قال ثعلبة بن صُعَيْر المازنيّ : باكَرتُهُم بسِباء جَوْنٍ ذارِعٍ ، قَبْل الصَّباحِ ، وقَبْلَ لَغْو الطائرِ وقال عبد بن الحسحاس : سُلافة دارٍ ، لاسُلافة ذارِعٍ ، إِذا صُبَّ منه في الزُّجاجةِ أَزْبدا والذارِعُ والمِذْرَعُ : الزِّقُّ الصغير يُسْلَخ من قِبَلِ الذِّراع ، والجمع ذَوارِعُ وهي للشراب ؛ قال الأَعشى : والشارِبُونَ ، إِذا الذَّوارعُ أُغْلِيَتْ ، صَفْوَ الفِصالِ بطارِفٍ وتِلادِ وابنُ ذارِعٍ : الكلْب .
      وأَذْرُعٌ وأَذْرِعات ، بكسر الراء : بلد ينسب إِليه الخمر ؛ قال الشاعر : تَنوَّرْتُها من أَذْرِعاتِ ، وأَهلُها بيَثْرِبَ أَدْنى دارِها نَظَرٌ عالي ينشد بالكسر بغير تنوين من أَذرعاتِ ، وأَما الفتح فخطأ لأَن نصب تاء الجمع وفتحه كسر ، قال : والذي أَجاز الكسر بلا صرف فلأَنه اسم لفظُه لفظُ جماعة لواحد ، والقول الجيِّد عند جميع النحويين الصرف ، وهو مثل عَرفات ، والقرّاء كلهم في قوله تعالى من عَرَفاتٍ على الكسر والتنوين ، وهو اسم لمكان واحد ولفظه لفظ جمع ، وقيل أَذرعات مَوضِعانِ ينسب إِليهما الخمر ؛ قال أَبو ذؤيب : فما إِنْ رَحِيقٌ سَبَتْها التِّجا رُ من أَذْرِعاتٍ ، فَوادِي جَدَرْ وفي الصحاح : أَذْرِعات ، بكسر الراء ، موضع بالشام تنسب إِليه الخمر ، وهي معروفة مصروفة مثل عرفات ؛ قال سيبويه : ومن العرب من لا ينون أَذرعات ، يقول : هذه أَذرعاتُ ورأَيت أَذرعاتِ ، برفع التاء وكسرها بغير تنوين .
      قال ابن سيده : والنسبة إِلى أَذْرِعات أَذْرَعِيٌّ ، وقال سيبويه : أَذرعات بالصرف وغير الصرف ، شبهوا التاء بهاء التأْنيث ، ولم يَحْفَلوا بالحاجز لأَنه ساكن ، والساكن ليس بحاجز حَصين ، إِن سأَل سائل فقال : ما تقول فيمن ، قال هذه أَذرعاتُ ومسلماتُ وشبه تاء الجماعة بهاء الواحدة فلم يُنَوِّن للتعريف والتأْنيث ، فكيف يقول إِذا نكَّر أَيُنوّن أَم لا ؟ فالجواب أَن التنوين مع التنكير واجب هنا لا محالة لزوال التعريف ، فأَقْصى أَحوال أَذْرِعات إِذا نكرتها فيمن لم يصرف أَن تكون كحمزةَ إِذا نكرتها ، فكما تقول هذا حمزةُ وحمزةٌ آخر فتصرف النكرة لا غير ، فكذلك تقول عندي مسلماتُ ونظرت إِلى مسلماتٍ أُخرى فتنوّن مسلماتٍ لا محالة .
      وقال يعقوب : أَذْرِعات ويَذْرِعات موضع بالشام حكاه في المبدل ؛ وأَما قول الشاعر : إِلى مَشْرَبٍ بين الذِّراعَيْن بارِد فهما هَضْبتان .
      وقولهم : اقْصِدْ بذَرْعِك أَي ارْبَعْ على نَفْسك ولا يَعْدُ بك قَدْرُك .
      والذَّرَعُ ، بالتحريك : الطمَعُ ؛ ومنه قول الراجز : وقد يَقُودُ الذرَعُ الوَحْشِيَّا والمُذَرِّعُ ، بكسر الراء مشددة : المطر الذي يَرْسَخ في الأَرض قدرَ ذِراع .
      "


    المعجم: لسان العرب

  9. دفأ
    • " الدِّفْءُ والدَّفَأُ : نَقِيضُ حِدّةِ البَرْدِ ، والجمع أَدْفاء .
      قال ثعلبة بن عبيد العدوِي : فَلَمَّا انْقَضَى صِرُّ الشِّتاءِ ، وآنَسَتْ ، * مِنَ الصَّيْفِ ، أَدْفاءَ السُّخُونةِ في الأَرْضِ والدَّفَأُ ، مهموز مقصور : هو الدِّفءُ نفسه ، إِلاَّ أَنَّ الدِّفْءَ .
      (* قوله « الا أنّ الدفء إِلى قوله ويكون الدفء » كذا في النسخ ونقر عنه فلعلك تظفر بأصله .) كأَنه اسم شِبْه الظِّمْء ، والدَّفَأُ شِبه الظَّمَإِ .
      والدَّفاء ، مَمدود : مصدر دَفِئْتُ من البرد دَفاءً ؛ والوَطَاء : الاسم من الفِراش الوَطِيءِ ؛ والكَفاء : هو الكُفْءُ مثل كِفاء البيت ؛ ونعجة بها حَثاء إِذا أَرادت الفحل ؛ وجئتك بالهَواء واللَّواءِ أَي بكل شيء ؛ والفَلاء : فَلاء الشعَر وأَخذك ما فيه ، كلمة مـمدودة .
      ويكون الدِّفْءُ : السُّخونَة ؛ وقد دَفِئَ دَفاءةً مثل كَرِهَ كَراهةً ودَفَأً مثل ظَمِئَ ظَمَأً ؛ ودَفُؤَ وتَدَفَّأَ وادَّفأَ واسْتَدْفَأَ .
      وأَدْفَأَه : أَلْبَسه ما يُدْفئه ؛ ويقال : ادَّفَيْتُ واسْتَدْفَيْتُ أَي لبست ما يُدْفئُني ، وهذا على لغة من يترك الهمز ، والاسم الدِّفْءُ ، بالكسر ، وهو الشيء الذي يُدْفئُك ، والجمع الأَدْفاءُ .
      تقول : ما عليه دِفْءٌ لأَنه اسم ، ولا تقل ما عليه دَفاءةٌ لانه مصدر ؛ وتقول : اقْعُد في دِفْءِ هذا الحائطِ أَي كِنِّه .
      ورجل دَفِئٌ ، على فَعِلٍ إِذا لبس ما يُدْفِئه .
      والدِّفاءُ : ما اسْتُدْفِئَ به .
      وحكى اللحياني : أَنه سمع أَبا الدينار يحدّث عن أَعرابية أَنها ، قالت : الصِّلاءَ والدِّفاءَ ، نصبَتْ على الإِغْراء أَو الأَمْرِ .
      ورجل دَفْآنُ : مُسْتَدْفِئٌ ، والأُنثى دَفْأَى ، وجمعهما معاً دِفاءٌ .
      والدَّفِيءُ كالدَّفآن ، عن ابن الأَعرابي ، وأَنشد : يَبيتُ أَبُو لَيْلى دَفِيئاً ، وضَيفُه ، * مِن القُرِّ ، يُضْحِي مُسْتَخِفّاً خَصائِلُه وما كان الرجل دَفآنَ ، ولقد دَفِئَ .
      وما كان البيتُ دفِيئاً ، ولقد دَفُؤَ .
      ومنزل دَفِيءٌ على فَعِيل ، وغُرْفةٌ دَفِيئةٌ ، ويوم دَفِيءٌ وليلة دَفِيئةٌ ، وبَلدة دَفِيئةٌ ، وثَوْ ب دَفِيءٌ ، كل ذلك على فَعِيلٍ وفَعِيلةٍ : يُدْفِئُكَ .
      وأَدْفأَهُ الثوبُ وتَدَفَّأَ هو بالثوب واسْتَدْفَأَ به وادَّفَأَ به ، وهو افْتعل أَي لبس ما يُدْفِئه .
      الأَصمعي : ثَوْبٌ ذُو دَفْءٍ ودَفاءة .
      ودَفُؤَتْ لَيْلَتُنا .
      والدَّفْأَةُ : الذَّرَى تَسْتَدْفِئُ بهِ من الرِّيح .
      وأَرضٌ مَدْفَأَةٌ : ذاتُ دِفْءٍ .
      قال ساعدة يصف غزالاً : يَقْرُوا أَبارِقَه ، ويَدْنُو ، تارةً * بمَدافِئٍ منه ، بهنَّ الحُلَّب ؟

      ‏ قال : وأُرَى الدَّفِئَ مقصوراً لُغةً .
      وفي خبر أَبي العارم : فيها من الأَرْطَى والنِّقارِ الدَّفِئة .
      (* قوله « الدفئة » أي على فعلة بفتح فكسر كما في مادة نقر من المحكم فما وقع في تلك المادة من اللسان الدفئية على فعلية خطأ .) كذا حكاه ابن الأَعرابي مقصوراً .
      قال المؤرج : أَدْفَأْتُ الرجلَ إِدفاءً إِذا أَعْطيْته عَطاءً كثيراً .
      والدِّفْءُ : العَطِيَّة .
      وأَدْفَأْتُ القومَ أَي جَمَعْتُهم حتى اجْتَمَعُوا .
      والإِدفاءُ : القَتل ، في لغة بعض العرب .
      وفي الحديث : أَنه أُتِيَ بأَسِيرٍ يُرْعَد ، فقال لقَوْمٍ : اذْهَبُوا به فَأَدْفُوهُ ، فَذهبوا به فقتلوه ، فَوداهُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؛ أَراد الإِدْفَاء من الدِّفْءِ ، وأَن يُدْفَأَ بثوب ، فَحَسِبُوه بمعنى القتل في لغة أَهل اليمن ؛ وأَراد أَدْفِئوه ، بالهمز ، فَخَفَّفه بحذف الهمزة ، وهو تخفيف شاذ ، كقولهم : لا هَناكَ الـمَرْتَعُ ، وتخفيفه القياسي أَن تُجعل الهمزةُ بين بين لا أَن تُحْذَفَ ، فارتكب الشذوذ لأَن الهمز ليس من لغة قريش .
      فأَمَّا القتل فيقال فيه : أَدْفَأْتُ الجَرِيحَ ودافَأْتُه ودَفَوْتُه ودَافَيْتُه ودَافَفْتُه : إِذا أَجْهَزْتَ عليه .
      وإِبل مُدَفَّأَةٌ ومُدْفأَةٌ : كثيرةُ الأَوْبار والشُّحوم يُدْفِئها أَوْبارُها ؛ ومُدْفِئةٌ ومُدَفِّئةٌ : كثيرةٌ ، يُدفِئُ بعضُها بعضاً بأَنفاسها .
      والـمُدْفآت : جمع الـمُدْفأَةِ ، وأَنشد للشماخ : وكيفَ يَضِيعُ صاحِبُ مُدْفَآتٍ ، * على أَثْباجِهِنَّ مِنَ الصَّقِيعِ وقال ثعلب : إِبلٌ مُدْفَأَةٌ ، مخففة الفاء : كثيرة الأَوبار ، ومُدْفِئةٌ ، مخففة الفاء أَيضاً ، إِذا كانت كثيرة .
      والدَّفَئِيَّةُ : المِيرةُ تُحْمَل في قُبُلِ الصَّيْفِ ، وهي الميرةُ الثالثة ، لأَن أَوَّل المِيرةِ الرِّبْعِيَّةُ ثم الصَّيفِيَّةُ ثم الدَّفَئِيَّةُ ثم الرَّمَضِيَّةُ ، وهي التي تأْتي حين تَحْترِقُ الأَرض .
      قال أَبو زيد : كل مِيرة يَمْتارُونها قَبْل الصيف فهي دَفَئِيَّةٌ مثال عَجَمِيَّةٍ ؛ قال وكذلك النِّتاجُ .
      قال : وأَوَّلُ الدَّفَئِيِّ وقوع الجَبْهة ، وآخره الصَّرْفة .
      والدَّفَئِيُّ مثال العَجَمِيِّ : المطر بعد أَن يَشتَدّ الحر .
      وقال ثعلب : وهو إِذا قاءَتِ الأَرضُ الكَمْأَةَ .
      وفي الصحاح : الدَّفَئِيُّ مثال العَجَمِيِّ : المَطَر الذي يكون بعد الرَّبيع قبل الصيف حِينَ تذهب الكَمأَةُ ، ولا يَبقَى في الأَرض منها شيءٌ ، وكذلك الدَّثَئِيُّ والدَّفَئِيُّ : نِتاجُ الغنم آخِر الشتاء ، وقيل : أَيَّ وقت كان .
      والدِّفْءُ : ما أَدْفأَ من أَصواف الغنم وأَوبار الإِبل ، عن ثعلب .
      والدِّفْءُ : نِتاجُ الإِبل وأَوبارُها وأَلبانها والانتفاع بها ، وفي الصحاح : وما ينتفع به منها .
      وفي التنزيل العزيز : « لكُم فيها دِفْءٌ ومنافِعُ ».
      قال الفرَّاء : الدِّفْءُ كتب في المصاحف بالدال والفاء ، وإِن كتبت بواو في الرفع وياءٍ في الخفض وأَلف في النصب كان صواباً ، وذلك على ترك الهمز ونقل إِعراب الهمز إِلى الحروف التي قبلها .
      قال : والدِّفْءُ : ما انتُفِعَ به من أَوْبارِها وأَشْعارِها وأَصوافِها ؛ أَراد : ما يَلبَسُون منها ويبتنون .
      وروي عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى : لكم فيها دِفْءٌ ومنافِعُ ، قال : نَسْلُ كلّ دابة .
      وقال غيره : الدِّفْءُ عند العَرَب : نتاجُ الإِبل وأَلبانُها والانتفاعُ بها .
      وفي الحديث : لَنا من دِفْئهِم وصِرامِهم ما سَلَّمُوا بالمِيثاقِ أَي إِبِلِهِم وغَنَمِهم .
      الدِّفْءُ : نِتاجُ الإِبل وما يُنْتَفَع به منها ، سماها دِفْأً لأَنها يُتخذ من أَوْبارها وأَصْوافِها ما يُسْتَدْفأُ به .
      وأَدْفأَتِ الإِبلُ على مائة : زادت .
      والدَّفَأُ : الحَنأُ كالدَّنَإِ .
      رجل أَدْفَأُ وامرأَة دَفْأَى .
      وفُلان فيه دَفَأٌ أَي انحِناءٌ .
      وفلان أَدْفَى ، بغير همز : فيه انحِناءٌ .
      وفي حديث الدَّجّالِ : فيه دَفَأ ، كذا حكاه الهروي في الغريبين ، مهموزاً ، وبذلك فسره ، وقد ورد مقصوراً أَيضاً وسنذكره .
      "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: