" زَحَل الشيءُ عن مَقامه يَزْحَل زَحْلاً وزُحُولاً وتَزَحْوَلَ ، كلاهما : زَلَّ عن مكانه ، وزَحْوَلَهُ هو : أَزَلَّه وأَزاله ؛ ومنه قول لبيد : لو يَقومُ الفِيلُ أَو فَيَّاله ، زَلَّ عن مثل مَقامِي وزَحَل وفي حديث أَبي موسى : أَتاه عبد الله يَتَحَدَّث عنده ، فلما أُقيمت الصلاة زَحَلَ وقال : ما كنت أَتَقَدَّم رَجُلاً من أَهل بَدْر ، أَي تأَخر ولم يَؤُمَّ القوم ، وفي حديث الخدري : فلما رآه زَحَلَ له وهو جالس إِلى جنب الحسين ؛ ومنه حديث ابن المسيَّب :، قال لقتادة ازْحَلْ عَنِّي فقد نَزَحْتَني أَي أَنْفَدْت ما عندي . الجوهري : تَزَحَّلَ تَنَحَّى وتَبَاعد ، فهو زَحِلٌ وزِحْلِيلٌ . وفي الحديث : غَزَوْنا مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فكان رجل من المشركين يَدُقُّنا ويُزَحِّلنا من ورائنا أَي يُنَحَّينا ، ويروى يَزْجُلنا ، بالجيم ، أَي يَرْمِينا ، ويروى يَدُفُّنا ، بالفاء ، من الدَّفِّ السَّيْرِ . وزَحَلَ الرجلُ كزَحَف إِذا أَعيا . وزَحَلَت الناقةُ : تأَخرت في سيرها تَزْحَل ؛
وأَنشد : قد جَعَلَتْ نابُ دُكَيْنٍ تَزْحَلُ أُخْراً ، وإِنْ صَاحُوا به وحَلْحَلوا والمَزْحَل : الموضع الذي تَزْحَل إِليه ، وقد يكون مصدراً . يقال : إِنَّ لي عنك مَزْحَلاً أَي مُنْتَدَحاً ؛ وقال الأَخطل : يَكُنْ عن قريش مُسْتَمازٌ ومَزْحَل وناقة زَحُولٌ إِذا وَرَدت الحوض فضرب الذّائِدُ وَجْهَها فَوَلَّتْه عَجْزُها ولم تَزَلْ تَزْحَل حتى تَرِدَ الحَوْضَ . قال ابن السكيت : قيل لابنة الخُسِّ أَيُّ الجِمال أَفْرَهُ في الوِرْد ؟ فقالت : السِّبَحْل الزِّحَلّ ،(* قوله « الزحل » فسره في التهذيب فقال : الزحل الذي يزحل الابل يزحمها في الورد حتى ينحيها فيشرب ، حكاه عن بهدل الدبيري ) الراحِلةُ الفحلُ . ورجل زُحَلٌ : يَزْحَلُ عن الأَمر ، قبيحاً كان أَو حسناً ، والأُنثى بالهاء . وعُقْبَة زَحُولٌ : بعيدة . وزُحَلُ : اسم كوكب من الخُنَّس ؛ سئل محمد بن يزيد المبرد عن صرفه فقال : لا ينصرف لأَن فيه العلتين المعرفة والعُدول مثل عُمَر ، وقيل للكوكب زُحَل لأَنه زَحَلَ أَي بَعُد ، ويقال : إِنه في السماء السابعة . والزِّحْلِيل : السريع ؛ مَثَّلَ به سيبويه وفَسَّره السيرافي ؛ قال ابن جني :، قال أَبو علي زِحْلِيلٌ من الزَّحْل كسِحْتِيت من السَّحْت . والزِّحْلِيل : المكان الضَّيِّق الزَّلِق من الصَّفا وغيره ، وكذلك الزِّحْلِيف . "
المعجم: لسان العرب
زحم
" الزَّحْمُ : أَن يَزْحَمَ القومُ بعضهم بعضاً من كثرة الزحام إذا ازدحموا . والزَّحْمةُ : الِّزحامُ . وزَحَمَ القومُ بعضهم بعضاً يَزْحَمُونَهُمْ زَحْماً وزِحاماً : ضايقوهم . وازْدَحَمُوا وَزاحموا : تضايقوا . وزَحَمْتُهُ وزاحَمْتُهُ ، والأَمواج تَزْدَحِمُ وتَتَزاحَم : تلتطم . والزِّحْمُ : المزْدَحِمُونَ ؛ قال الشاعر : جا بِزَحْم مع زَحْمٍ فازْدَحَم تَزاحُمَ المَوْجِ ، إذا الموج التطم ابن سيده : جاء بالمصدر على غير الفعل . وزاحَمَ فلان الخمسين وزاهَمَاها ، بالهاء ، إذا بلغها ، وكذلك حَبا لها . ورجل مِزْحَمٌ : كثير الزِّحام أَو شديده ، ومنكب مِزْحَمٌ منه . قال رجل من العرب : لتجدَنَّني ذا مَنْكِبٍ مِزْحَمٍ وركنٍ مِدْعَمٍ ورأْسٍ مصدَم ولسان مِرْجَمٍ ووطءٍ مِيثم . قال الأَزهري عن ابن الأَعرابي : والفيل والثور ذو القرنين ، وفي المحكم : المنكر القرنين ، يكنيان بمُزاحِمٍ ، وفي المحكم : بأبي مُزاحِمٍ . وأَبو مُزاحِمٍ : أَول خاقانَ وَليَ التُّرْكَ وقاتَل العرب . وزَحْمٌ ومُزاحِمٌ : اسمان . وزُحْمٌ : من أَسماء مكة ، شرفها الله تعالى وحرسها ؛ حكاها ثعلب ؛ قال ابن سيده : والمعروف رُحْم . "
المعجم: لسان العرب
زمن
" الزَّمَنُ والزَّمانُ : اسم لقليل الوقت وكثيره ، وفي المحكم : الزَّمَنُ والزَّمانُ العَصْرُ ، والجمع أَزْمُن وأَزْمان وأَزْمِنة . وزَمَنٌ زامِنٌ : شديد . وأَزْمَنَ الشيءُ : طال عليه الزَّمان ، والاسم من ذلك الزَّمَنُ والزُّمْنَة ؛ عن ابن الأَعرابي . وأَزْمَنَ بالمكان : أَقام به زَماناً ، وعامله مُزامنة وزَماناً من الزَّمَن ؛ الأَخيرة عن اللحياني . وقال شمر : الدَّهْر والزَّمان واحد ؛ قال أَبو الهيثم : أَخطأَ شمر ، الزَّمانُ زمانُ الرُّطَب والفاكهة وزمانُ الحرّ والبرد ، قال : ويكون الزمانُ شهرين إلى ستة أََشهر ، قال : والدَّهْرُ لا ينقطع ؛ قال أَبو منصور : الدَّهْرُ عند العرب يقع على وقت الزمان من الأزْمنة وعلى مُدَّة الدنيا كلها ، قال : وسمعت غير واحد من العرب يقول أَقمنا بموضع كذا وعلى ماء كذا دهراً ، وإن هذا البلد لا يحملنا دهراً طويلاً ، والزمان يقع على الفَصْل من فصول السنة وعلى مُدّة ولاية الرجل وما أشبهه . وفي الحديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال لعَجوزٍ تَحَفَّى بها في السؤال وقال : كانت تأْتينا أَزْمانَ خديجة ؛ أَراد حياتها ، ثم ، قال : وإِنّ حُسْنَ العهد من الإيمان . واستأْجرته مُزامنة وزَماناً ؛ عنه أَيضاً ، كما يقال مُشاهرة من الشهر . وما لقيته مُذ زَمَنةٍ أَي زَمان . والزَّمَنة : البُرْهة . وأَقام زَمْنة (* قوله « وأقام إلخ » ضبطه المجد والصاغاني بالتحريك ). بفتح الزاي ؛ عن اللحياني ، أَي زَمَناً . ولقيته ذاتَ الزُّمَيْن أَي في ساعة لها أَعداد ، يريد بذلك تَراخي الوقت ، كما يقال : لقيته ذاتَ العُوَيْم أَي بين الأَعوام . والزَّمِنُ : ذو الزَّمانة . والزَّمانةُ : آفة في الحيوانات . ورجل زَمِنٌ أَي مُبْتَلىً بَيِّنُ الزَّمانة . والزَّمانة : العاهة ؛ زَمِنَ يَزْمَنُ زَمَناً وزُمْنة وزَمانة ، فهو زَمِنٌ ، والجمع زَمِنونَ ، وزَمِين ، والجمع زَمْنَى لأَنه جنس للبلايا التي يصابون بها ويدخلون فيها وهم لها كارهون ، فطابق باب فعيل الذي بمعنى مفعول ، وتكسيره على هذا البناء نحو جريح وجَرْحَى وكليم وكَلْمَى . والزَّمانة أَيضاً : الحُبُّ ؛ وقد روي بيت ابن عُلْبَةَ . ولكن عَرَتْني من هَواك زَمانَةٌ ، كما كنتُ أَلْقَى منك إذْ أَنا مُطْلَقُ وقوله في الحديث : إذا تَقارب الزمانُ لم تَكَدْ رؤيا المؤْمن تكذب ؛ قال ابن الأَثير : أَراد استواء الليل والنهار واعتدالهما ، وقيل : أَراد قُرْبَ انتهاء أَمَدِ الدنيا . والزمان يقع على جميع الدهر وبعضه . وزِمّانُ ، بكسر الزاي : أَبو حيّ من بكر ، وهو زِمّان بن تَيْمِ الله بن ثعلبة بن عُكَابة بن صَعْب بن عليّ بن بكر بن وائل ، ومنهم الفِنْدُ الزِّمّانيُّ (* قوله « ومنهم الفند الزماني » هذه عبارة الجوهري ، وفي التكملة ومادة ش هـ ل من القاموس : أن اسمه شهل بالشين المعجمة ، ابن شيبان بن ربيعة بن زمان بن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل . قال الشارح وسياق نسب زمان بن تيم الله صحيح في ذاته إنما كون الفند منهم سهو لأن الفند من بني مازن .)، قال ابن بري : زِمّان فِعْلان من زَمَمْتُ ، قال : وحملها على الزيادة أَولى ، فينبغي أَن تذكر في فصل زَمَمَ ، قال : ويدلك على زيادة النون امتناع صرفه في قولك من بني زِمّان . "
المعجم: لسان العرب
زهد
" الزُّهد والزَّهادة في الدنيا ولا يقال الزُّهد إِلاَّ في الدين خاصة ، والزُّهد : ضد الرغبة والحرص على الدنيا ، والزهادة في الأَشياء كلها : ضد الرغبة . زَهِدَ وزَهَدَ ، وهي أَعلى ، يَزْهَدُ فيهما زُهْداً وزَهَداً ؛ بالفتح عن سيبويه ، وزهادة فهو زاهد من قوم زُهَّاد ، وما كان زهيداً ولقد زَهَدَ وزَهِدَ يَزْهَدُ منهما جميعاً ، وزاد ثعلب : وزَهُد أَيضاً ، بالضم . والتزهيد في الشيء وعن الشيء : خلاف الترغيب فيه . وزَهَّدَه في الأَمر : رَغَّبَه عنه . وفي حديث الزهري وسئل عن الزهد في الدنيا فقال : هو أَن لا يغلب الحلال شكره ولا الحرام صبره ؛ أَراد أَن لا يعجز ويقصر شكره على ما رزقه الله من الحلال ، ولا صبره عن ترك الحرام ؛ الصحاح : يقال زهد في الشيء وعن الشيء . وفلان يتزهد أَي يتعبد ، وقوله عز وجل : وكانوا فيه من الزاهدين ؛ قال ثعلب : اشتروه على زُهْدٍ فيه . والزَّهِيد : الحقير . وعطاءَ زَهِيدٌ : قليل . وازْدَهَدَ العطاءَ : استقلَّه . ابن السكيت : يقولون فلان يزدهد عطاء من أَعطاه أَي يعدُّه زهيداً قليلاً . والمُزْهِدُ : القليل المال . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَفضل الناس مؤمن مُزْهِدٌ ؛ المُزْهِد : القليل الشيء وإِنما سمي مُزْهِداً لأَن ما عنده من قلته يُزْهَدُ فيه . وشيء زَهيد : قليل ؛ قال الأَعشى يمدح قوماً بحسن مجاورتهم جارة لهم : فلن يطلبوا سِرَّهَا للغِنَى ، ولن يتركوها لإِزْهَادِها يقول : لن يتركوها لقلة مالها وهو الإِزهاد ؛ قال أَبو منصور : المعنى أَنهم لا يسلمونها إِلى من يريد هتك حرمتها لقلة مالها . وفي الحديث : ليس عليه حساب ولا على مؤمن مُزْهِد . ومنه حديث ساعة الجمعة : فجعل يُزَهِّدُها أَي يقللها . وفي حديث عليّ ، رضي الله عنه : إِنك لَزَهِيدٌ . وفي حديث خالد : كتب إِلى عمر ، رضي الله عنه : أَن الناس قد اندفعوا في الخمر وتزاهدوا الحدّ أَي احتقروه وأَهانوه ورأَوه زهيداً . ورجل مُزْهِدٌ : يُزْهَدُ في ماله لقلته . وأَزْهَدَ الرجلُ إِزْهاداً إِذا كان مُزْهِداً لا يُرْغَبُ في ماله لقلته . ورجل زهيد وزاهد : لئيم مزهود فيما عنده ؛
وأَنشده اللحياني : يا دَبْلُ ما بِتُّ بليل هاجدا ، ولا عَدَوْتُ الركعتين ساجدا ، مخافةً أَن تُنْفِدي المَزاوِدا ، وتَغْبِقي بعدي غَبُوقاً باردا ، وتسأَلي القَرْضَ لئيماً زاهِدا
ويقال : خذ زَهْدَ ما يكفيك أَي قدر ما يكفيك ؛ ومنه يقال : زَهَدْتُ النخلَ وزَهَّدْتُه إِذا خَرَصْتَه . وأَرض زَهاد : لا تسيل إِلا عن مطر كثير . أَبو سعيد : الزَّهَدُ الزكاة ، بفتح الهاء ، حكاه عن مبتكر البدوي ؛ قال أَبو سعيد : وأَصله من القلة لأَن زكاة المال أَقل شيء فيه . الأَزهري : رجل زهيد العين إِذا كان يقنعه القليل ، ورغيب العين إِذا كان لا يقنعه إِلا الكثير ؛ قال عديّ بن زيد : ولَلْبَخْلَةُ الأُولى ، لمن كان باخلاً ، أَعفُّ ، ومن يَبْخَلْ يُلَمْ ويُزَهَّد يُزَهَّد أَي يُبَخَّل وينسب إِلى أَنه زهيد لئيم . ورجل زهيد وامرأَة زهيد : قليلا الطُّعْمِ . وفي التهذيب : رجل زهيد وامرأَة زهيدة وهما القليلا الطُّعْم ؛ وفيه في موضع آخر : وامرأَة زهيدة قليلة الأَكل ، ورغيبة : كثيرة الأَكل ، ورجل زهيد الأَكل . وزَهَاد التِّلاع والشِّعاب : صغارها ؛ يقال : أَصابنا مطر أَسال زَهَاد الغُرْضانِ ، الغرضان : الشعاب الصغار من الوادي ؛ قال ابن سيده : ولا أَعرف لها واحداً . وواد زهيد : قليل الأَخذ من الماء . وزهيد الأَرض : ضيقها لا يخرج منها كثير ماء ، وجمعه زُهْدان . ابن شميل : الزَّهيد من الأَودية القليلُ الأَخذ للماء ، النَّزِلُ الذي يُسيله الماءُ الهين ، لو بالت فيه عَناق سال لأَنه قاعٌ صُلْبٌ وهو الحَشَادُ والنَّزِلُ . ورجل زَهيد : ضيق الخُلُق ، والأُنثى زهيدة . وفي التهذيب : اللحياني : امرأَة زَهيدٌ ضيقة الخلق ، ورجل زهيد من هذا . والزَّهْدُ : الحَزْرُ . وزَهَدَ النخلَ يَزْهَدُه زَهْداً : خرصه وحزره . "
المعجم: لسان العرب
روض
" الرَّوْضةُ : الأَرض ذات الخُضْرةِ . والرَّوْضةُ : البُسْتانُ الحَسَنُ ؛ عن ثعلب . والرَّوْضةُ : الموضِع يجتمع إِليه الماء يَكْثُر نَبْتُه ، ولا يقال في موضع الشجر روضة ، وقيل : الروضة عُشْب وماء ولا تَكُونُ رَوْضةً إِلا بماء معها أَو إِلى جنبها . وقال أَبو زيد الكِلابيّ : الروضة القاعُ يُنْبِتُ السِّدْر وهي تكون كَسَعةِ بَغْدادَ . والرَّوْضةُ أَيضاً : من البَقْل والعُشْب ، وقيل : الروضةُ قاعٌ فيه جَراثِيمُ ورَوابٍ ، سَهْلةٌ صِغار في سَرارِ الأَرض يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ ، وأَصْغَرُ الرِّياضِ مائةُ ذِراع . وقوله ، صلّى اللّه عليه وسلّم : بَيْن قَبْرِي أَو بَيْتي ومِنْبرِي رَوْضةٌ من رياضِ الجنة ؛ الشك من ثعلب فسره هو وقال : معناه أَنه من أَقام بهذا الموضع فكأَنه أَقام في رَوْضةٍ من رِياضِ الجنة ، يُرَغِّب في ذلك ، والجمع من ذلك كله رَوْضاتٌ ورِياضٌ ورَوْضٌ ورِيضانٌ ، صارت الواو ياء في رياضٍ للكسرة قبلها ، هذا قول أَهل اللغة ؛ قال ابن سيده وعندي أَن ريضاناً ليس بجمع رَوْضَة إِنما هو رَوْض الذي هو جمع رَوْضة ، لأَن لفظ روض ، وإِن كان جمعاً ، قد طابق وزنَ ثَوْر ، وهم ممّا قد يجمعون الجَمْعَ إِذا طابَق وزْنُ الواحِد جَمْعَ الواحد ، وقد يكون جمعَ رَوْضةٍ على طرح الزائد الذي هو الهاء . وأَرْوَضَتِ الأَرضُ وأَراضَتْ : أُلبِسَها النباتُ . وأَراضَها اللّه : جَعَلَها رِياضاً . وروَّضها السيْلُ : جعلها رَوضة . وأَرْضٌ مُسْتَرْوِضةٌ : تنبت نباتاً جيّداً أَو اسْتَوَى بَقْلُها . والمُسْتَرْوِضُ من النبات : الذي قد تَناهَى في عِظَمِه وطُوله . ورَوَّضْتُ القَراحَ : جَعَلْتُها رَوْضةً . قال يعقوب : قد أَراضَ هذا المكانُ وأَرْوِضَ إِذا كَثُرَتْ رِياضُه . وأَراضَ الوادي واسْتراضَ أَي استْتَنْقَعَ فيه الماء ، وكذلك أَراضَ الحوْضُ ؛ ومنه قولهم : شربوا حتى أَراضُوا أَي رَووا فنَقَعُوا بالرّيّ . وأَتانا بإِناءٍ يُرِيضُ كذا وكذا نفْساً . قال ابن بري : يقال أَراض اللّه البلاد جعلها رياضاً ؛ قال ابن مقبل : لَياليَ بعضُهم جِيرانُ بَعْضٍ بِغَوْلٍ ، فهو مَوْليٌّ مُرِيض ؟
قال يعقوب : الحَوْضُ المُسْتَرِيضُ الذي قد تَبَطَّحَ الماءُ على وجهه ؛
وأَنشد : خَضْراء فيها وَذَماتٌ بِيضٌ ، إِذا تَمَسُّ الحَوْضَ يَسْتَرِيضُ يعني بالخضراء دلْواً . والوَذَماتُ : السُّيُور . وَرَوْضَةُ الحَوْض : قَدْرُ ما يَغَطِّي أَرْضَه من الماء ؛
قال : ورَوْضةٍ سَقَيْتُ منها نِضْوَت ؟
قال ابن بري : وأَنشد أَبو عمرو في نوادره وذكر أَنه لِهِمْيانَ السعديّ : ورَوْضةٍ في الحَوْضِ قد سَقَيْتُها نِضْوِي ، وأَرْضٍ قد أَبَتْ طَوَيْتُها وأَراضَ الحَوْضُ : غَطَّى أَسْفَلَه الماءُ ، واسْتَراضَ : تَبَطَّحَ فيه الماءُ على وجْهه ، واستراضَ الوادِي : اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ . قال : وكأَنّ الروضة سميت رَوْضَةً لاسْتِراضةِ الماء فيها ، قال أَبو منصور : ويقال أَراضَ المكانُ إِراضةً إِذا اسْتَراضَ الماءُ فيه أَيضاً . وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ : أَنّ النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، وصاحِبَيْهِ لمَّا نزلُوا عليها وحَلَبُوا شاتَها الحائِلَ شَرِبُوا من لبنها وسَقَوْها ، ثم حلبوا في الإِناء حتى امْتَلأَ ، ثم شربوا حتى أَراضوا ؛ قال أَبو عبيد : معنى أَراضُوا أَي صَبُّوا اللبن على اللبن ، قال : ثم أَراضوا وأَرَضُّوا من المُرِضَّةِ وهي الرَّثِيئةُ ، قال : ولا أَعلم في هذا الحديث حرفاً أَغرب منه ؛ وقال غيره : أَراضُوا شربوا عَلَلاً بعد نَهَلٍ مأْخوذ من الرَّوْضةِ ، وهو الموضع الذي يَسْتَنْقِعُ فيه الماء ، أَرادت أَنهم شربوا حتى رَوُوا فَنَقَعُوا بالرَّيّ ، من أَراضَ الوادي واسْتَراضَ إِذا اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ ، وأَراضَ الحوْضُ كذلك ، ويقال لذلك الماء : رَوْضةٌ . وفي حديث أُمّ معبد أَيضاً : فَدَعا بإِناء يُرِيضُ الرَّهْطَ أَي يُرْوِيهم بعضَ الرِّيّ ، من أَراضَ الحوضُ إِذا صُبَّ فيه من الماء ما يوارِي أَرضه ، وجاءنا بِإِناءٍ يُريضُ كذا وكذا رجلاً ، قال : والرواية المشهورة بالباء ، وقد تقدّم . والرَّوْضُ : نَحْوٌ من نصف القِرْبة ماء . وأَراضَهم : أَرْواهُم بعضَ الرّيّ . ويقال : في المَزادةِ روضةٌ من الماء كقولك فيها شَوْلٌ من الماء . أَبو عمرو : أَراضَ الحوضُ ، فهو مُرِيضٌ . وفي الحوض رَوْضةٌ من الماء إِذا غَطَّى الماء أَسفَلَه وأَرْضَه ، وقال : هي الرَّوْضةُ والرِّيضةُ والأَرِيضةُ والإِراضةُ والمُسْتَرِيضةُ . وقال أََبو منصور : فإِذا كان البلَد سَهْلاً لا يُمْسِكُ الماء وأَسفَلَ السُّهولةِ صَلابةٌ تُمْسِكُ الماء فهو مَراضٌ ، وجمعها مَرائِضُ ومَراضاتٌ ، فإِذا احتاجوا إِلى مِياهِ المَرائِض حفَروا فيها جِفاراً فشَرِبوا واستَقَوْا من أَحسائِها إِذا وجدوا ماءها عَذْباً . وقَصِيدةٌ رَيِّضةُ القوافي إِذا كانت صَعْبة لم تَقْتَضِبْ قَوافِيها الشُّعراءُ . وأَمرٌ رَيِّضٌ إِذا لم يُحْكَمْ تدبيرُه . قال أَبو منصور : رِياضُ الصَّمّانِ والحَزْنِ في البادية أَماكن مطمئنة مستوية يَسْتَرِيضُ فيها ماء السماء ، فتُنْبِتُ ضُروباً من العُشْب ولا يُسْرِعُ إِليها الهَيْج والذُّبُول ، فإِذا كانت الرِّياضُ في أَعالي البِراقِ والقِفافِ فهي السُّلْقانُ ، واحدها سَلَقٌ ، وإِذا كانت في الوَطاءاتِ فهي رياضٌ ، ورُبَّ رَوْضةٍ فيها حَرَجاتٌ من السِّدْر البَرِّيّ ، وربما كانت الروْضةُ مِيلاً في ميل ، فإِذا عَرُضَتْ جدّاً فهي قِيعانٌ ، واحدها قاعٌ . وكل ما يجتمع في الإِخاذِ والمَساكاتِ والتَّناهي ، فهو رَوْضةٌ . وفلان يُراوِضُ فلاناً على أَمر كذا أَي يُدارِيهِ لِيُدْخِلَه فيه . وفي حديث طلحة : فَتَراوضْنا حتى اصطَرَفَ مِنِّي وأَخَذ الذهَب أَي تَجاذَبْنا في البيع والشِّراءِ وهو ما يجري بين المتبايعين من الزيادة والنقصان كأَنَّ كلَّ واحد منهما يَرُوضُ صاحِبَه من رِياضةِ الدّابَّة ، وقيل : هو المُواصَفةُ بالسلعة ليست عندك ، ويسمى بيع المُواصفة ، وقيل : هو أَن يَصِفَها ويَمْدَحَها عنده . وفي حديث ابن المسيب : أَنه كره المُراوَضةَ ، وبعضُ الفقهاء يجيزه إِذا وافَقَتِ السِّلْعَةُ الصِّفةَ . وقال شمر : المُراوَضةُ أَن تُواصِفَ الرجلَ بالسِّلْعةِ ليست عندك . والرَّيِّضُ من الدوابِّ : الذي لم يَقْبلِ الرِّياضةَ ولم يَمْهَر المِشْيةَ ولم يَذِلَّ لراكِبه . ابن سيده : والرَّيِّضُ من الدوابِّ والإِبل ضدُّ الذَّلُولِ ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء ؛ قال الراعي : فكأَنَّ رَيِّضَها إِذا اسْتَقْبَلْتَها ، كانتْ مُعاوَدةً الرِّكابِ ذَلُول ؟
قال : وهو عندي على وجه التَّفاؤُل لأَنها إِنما تسمى بذلك قبل أَن تَمْهَرَ الرِّياضةَ . وراضَ الدابَّة يَرُوضُها رَوْضاً ورِياضةً : وطَّأَها وذلَّلَها أَو عَلَّمها السيْر ؛ قال امْرؤ القيس : ورُضْتُ فَذَلَّتْ صَعْبةً أَيَّ إِذلالِ دل بقوله أَيَّ إِذْلالِ أَنَّ معنى قوله رُضْتُ ذَلَّلْتُ لأَنه أَقام الإِذْلالُ مُقامَ الرِّياضة . ورُضْتُ المُهْرَ أَرُوضُه رياضاً ورياضةً ، فهو مَرُوضٌ ، وناقةٌ مَرُوضةٌ ، وقد ارْتاضَتْ ، وكذلك روَّضْتُه شُدّدَ للمبالغة ؛ وناقةٌ رَيِّضٌ : أَوّل ما رِيضَتْ وهي صَعْبةٌ بعد ، وكذلك العَرُوضُ والعَسِيرُ والقَضِيبُ من الإِبل كلِّه ، والأُنثى والذكرُ فيه سواء ، وكذلك غلام رَيِّضٌ ، وأَصله رَيْوِضٌ فقلبت الواو ياءً وأُدغمت ؛ قال ابن سيده : وأَما قوله : على حِين ما بي من رِياضٍ لصَعْبةٍ ، وبَرَّحَ بي أَنقاضُهُنَّ الرَّجائِعُ فقد يكون مصدر رُضْتُ كقمت قِياماً ، وقد يجوز أَن يكون أَراد رياضة فحذف الهاء كقول أَبي ذؤَيب : أَلا لَيْتَ شِعْري ، هل تَنَظَّرَ خالِدٌ عِيادي على الهِجْرانِ أَمْ هُوَ يائِسُ ؟ أَراد عِيادَتي فحذف الهاء ، وقد يكون عِيادي هنا مصدر عُدْتُ كقولك قمت قياماً إِلا أَنَّ الأَعْرَفَ رِياضةٌ وعِيادةٌ ؛ ورجل رائِضٌ من قوم راضةٍ ورُوّضٍ ورُوّاضٍ . واسْتَراضَ المكانُ : فَسُحَ واتَّسَعَ . وافْعَلْه ما دام النَفسُ مُسْتَرِيضاً مُتَّسِعاً طيباً ؛ واستعمله حميد الأَرقط في الشعر والرجز فقال : أَرَجَزاً تُرِيدُ أَمْ قَرِيضا ؟ كِلاهُما أُجِيدُ مُسْتَرِيضا أَي واسعاً ممكناً ، ونسب الجوهري هذا الرجز للأَغْلب العِجْلِيّ ، قال ابن بري : نسبه أَبو حنيفة للأَرقط وزعم أَن بعض الملوك أَمره أَن يقول فقال : هذا الرجز . "
المعجم: لسان العرب
زحف
" زحَف إليه يَزْحَف زَحْفاً وزُحُوفاً وزَحَفاناً : مَشى . ويقال : زَحَفَ الدَّبَى إذا مضى قُدُماً . والزَّحْفُ : الجماعةُ يَزْحَفُون إلى العدُوِّ بِمَرَّة . وفي الحديث : اللهمَّ اغفر له وإن كان فَرَّ من الزَّحْفِ أَي فرَّ من الجهاد ولِقاء العدو في الحرب . وفي التنزيل : يا أَيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحْفاً ؛ والجمع زُحُوفٌ ، كسّروا اسم الجمع كما قد يكسّرون الجمع ، ويستعمل في الجراد ؛
قال : قد خِفْتُ أَن يَحْدُرَنا لِلمِصْرَيْنْ زَحْفٌ من الخَيْفانِ ، بعد الزَّحْفَيْنْ أَراد بعد زَحْفَيْن ، لكنه كره الزِّحاف فأَدخل الأَلف واللام لإكمال الجزء . قال الزجاج : يقال أَزْحَفْتُ القومَ إذا ثَبَتَّ لهم ، قال : فمعنى قوله إذا لقِيتم الذين كفروا زَحْفاً أَي إذا لقِيتُموهم زاحِفينَ ، وهو أَن يَزْحَفوا إليهم قليلاً قليلاً ، فلا تولوهم الأَدْبار ؛ قال الأَزهري : وأَصل الزحْفِ للصبي وهو أَن يَزْحَفَ على اسْته قبل أَن يقوم ، وإذا فعل ذلك على بطنه قيل قد حَبا ، وشُبِّه بزَحْفِ الصبيان مَشْيُ الفئَتَيْن تَلْتَقِيان للقتال ، فيمشي كلّ فيه مشياً رُوَيْداً إلى الفِئةِ الأُخْرى قبل التداني للضِّراب ، وهي مَزاحِفُ أَهلِ الحرب ، ورُبما اسْتَجَنَّتِ الرَّجَّالةُ بِجُنَنِها وتزاحفت من قُعود إلى أَن يَعْرِض لها الضِّرابُ أَو الطِّعانُ . ويقال : أَزْحَفَ لنا عَدُوُّنا إزْحافاً أَي صاروا يزحفون إلينا زَحْفاً لِيُقاتلونا ؛ وقال العجاج يصف الثور والكلاب : وانْشَمْنَ في غُبارِه وخَذْرفا (* قوله « وانشمن إلخ » هذا ما بالأصل ، والذي في شرح القاموس : وأدغفت شوارعاً وأدغفا * ميلين ثم أزحفت وأزحفا ) مَعاً ، وشَتَّى في الغُبارِ كالشَّفا مِثْلَيْنِ ، ثم أَزْحَفَتْ وأَزْحَفا أي أَسْرَعَ ، وأَصله من خَذْرَفَ الصبيُّ . وازْدَحَف القومُ أزْدِحافاً إذا مشى بعضُهم إلى بعض . وزَحَفَ القومُ إلى القومِ : دَلَقُوا إليهم . والزَّحْفُ : المشْيُ قليلاً قليلاً ، والصبي يَتَزَحَّفُ على الأَرض ، وفي التهذيب على بطنه : يَنْسَحِبُ قبل أَن يمشي . ومَزاحِفُ الحَيّاتِ : آثار انْسِيابها ومَواضعُ مَدَبِّها ؛ قال المُتَنَخِّلُ الهُذَليّ : شَرِبْتُ بِجَمِّه وصَدَرْتُ عنه ، وأَبْيَضُ صارِمٌ ذكَرٌ إباطِي كأَنَّ مَزاحِفَ الحَيّاتِ فيه ، قُبَيْلَ الصُّبْحِ ، آثارُ السِّياطِ وهذا البيت ذكره الجوهري : كأَنَّ مَزاحِفَ الحَيّاتِ فيها والصواب فيه كما ذكرناه . ومن الحَيّاتِ الزَّحّافُ ، وهو الذي يَمْشي على أَثْنائِه كما تَمْشِي الأَفْعى . ومَزاحِفُ السَّحابِ : حيثُ وَقَعَ قَطْرُه وزَحَفَ إليه ؛ قال أَبو وجْزةَ : أَخْلى بلِينةَ والرَّنْقاء مَرْتَعَه ، يَقْرُو مَزاحِفَ جَوْنٍ ساقِطِ الرَّبَبِ أَراد ساقِطَ الرَّبابِ فقصره وقال الرَّبَب . والقوم يَتزاحَفُون ويَزْدَحِفون إذا تدانوا في الحرب . ابن سيده : ونارُ الزَّحْفَتَيْنِ نارُ العَرْفَجِ ، وذلك أَنها سريعة الأَخْذِ فيه لأَنه ضِرامٌ ، فإذا التهبت زَحَفَ عنها مُصْطَلُوها أُخُراً ثم لا تَلْبَثُ أَن تَخْبُوَ فيزحفون إليها راجعينَ . قال الجوهري : ونارُ الزَّحْفَتَيْن نارُ الشِّيحِ والأَلاء لأَنه يُسْرِعُ الاشْتِعالُ فيهما فَيُزْحَفُ عنها . قال ابن بري : المعروف أَنه نارُ العَرْفَجِ ولذلك يُدْعى أَبا سَريع لسُرعْةِ النارِ فيه ، وتسمى نارُه نارَ الزحفتين لأَنه يُسْرِعُ الالتهاب فَيُزْحَفُ عنه ثم لا يَلْبَثُ أَن يَخْبو فيُزْحف إليه ؛
وأَنشد أَبو العميثل : وسَوْداء المعاصِمِ ، لم يُغادِرْ لها كَفَلاً صِلاءُ الزَّحْفَتَيْنِ وقيل لامرأَة من العرب : ما لَنا نَراكُنَّ رُسْحاً ؟ فقالت : أَرْسَحَتْنا نارُ الزحْفَتَيْنِ . وزَحَفَ في المشي يَزْحَفُ زَحْفاً وزَحَفاناً : أَعْيا . قال أَبو زيد : زَحَفَ المُعْيي يَزْحَفُ زَحْفاً وزُحُوفاً ، وزَحَفَ البعير يَزْحَفُ زَحْفاً وزُحُوفاً وزَحَفاناً وأَزْحَف : أَعْيا فجَرَّ فِرْسِنَه ، وفي التهذيب : أَعيا فقام على صاحبه ، فهو مُزْحِفٌ ؛ قال ابن بري : شاهده قول بشر بن أَبي خازم :، قال ابنُ أُمِّ إياسٍ : ارْحَلْ ناقَتي ، عَمْروٌ ، فَتَبْلُغُ حاجَتي أَو تُزْحِفُ وبعير زاحِفٌ من إبل زَواحِفَ ، الواحدة زاحِفةٌ ؛ قال الفرزدق : مُسْتَقْبِلِينَ شَمالَ الشامِ تَضْرِبُنا بِحاصِبٍ كَنَديفِ القُطْنِ مَنْثُورِ على عَمائمنا تُلْقى ، وأَرحُلُنا على زَواحِفَ ، نُزْجِيها ، مَحاسيرِ وناقة زَحُوفٌ من إبل زُحُفٍ ، ومِزْحافٌ من إبل مَزاحِيفَ ومَزاحِفَ ، وإذا كان ذلك من عادته فهو مزْحافٌ ؛ قال أَبو زبيد وذكر حَفْرَ قَبْرِ عثمان ، رضي اللّه عنه ، وكانوا قد حَفَروا له في الحَرَّة فشبه المَساحِيَ التي تُضرب بها الأَرض بطير عائفةٍ على إبل سُود مَعايا قد اسودّتْ من العَرَق بها دَبَرٌ وشَبَّه سَوادَ الحرَّة بالإبل السود : حتى كأَنَّ مَساحِي القومِ ، فَوْقَهُمُ ، طيرٌ تَحُومُ على جُونٍ مَزاحِيف ؟
قال ابن سيده : شبَّه المساحِيَ التي حفروا بها القبر بطير تقع على إبل مزاحِيفَ وتطير عنها بارتفاع المساحي وانخفاضها ؛ قال ابن بري : الذي في شعره : كأَنهنّ ، بأَيْدي القومِ في كَبَدٍ ، طَيْرٌ تَعِيفُ على جُون مَزاحِيفِ وقد أَزْحَفَها طُولُ السفر : أَكَلَّها فأَعْياها ، ويَزْدَحِفُون في معنى يَتَزاحَفُون ، وكذلك يتزحَّفُون . وزَحَفْتُ في المشي وأَزْحَفْتُ إذا أَعْيَيْتَ . وأَزْحَفَ الرجلُ : أَعْيَتْ دابَّتُه وإبله ، وكلُّ مُعْيٍ لا حِراكَ به زاحِفٌ ومُزْحِفٌ ، مَهْزولاً كان أَو سميناً . وفي الحديث : أَن راحلته أَزْحفت أَي أَعْيَتْ ووقفتْ ؛ وقال الخطابي : صوابه أُزْحِفَتْ عليه ، غير مُسَمَّى الفاعل ، يقال : زَحَفَ البعيرُ إذا قامَ من الإعياء ، وأَزْحَفَه السفَرُ . وزَحَفَ الرجلُ إذا انْسَحَبَ على اسْتِه ؛ ومنه الحديث : يَزْحَفُون على أَسْتاهِهم ؛ وأَما قول الشاعر يَصِفُ سحاباً : إذا حَرَّكَتْه الرِّيحُ كي تَسْتَخِفَّه ، تَزاجَرَ مِلْحاحٌ إلى الأَرضِ مُزحِفُ فإنه جعله بمنزلة المُعْيي من الإبل لبُطْء حركته ، وذلك لما احتمله من كثرة الماء . أَبو سعيد الضَّريرُ : الزاحف والزاحِكُ المُّعْيي ، يقال للذكر والأُنثى ، والجمع الزَّواحِفُ والزواحِكُّ . وأَزْحَفَ الرجلُ إزْحافاً : بلف غايةَ ما يريد ويطلب . والزَّحُوفُ من النوق : التي تَجُرُّ رجليها إذا مشت ، ومزحافٌ . والزَّاحِفُ : السهم يَقَعُ دون الغَرَضِ ثم يَزْحَفُ إليه ؛ وتَزَحَّفَ إليه أَي تمَشَّى . والزِّحافُ في الشِّعْر : معروفٌ ، سمي بذلك لثِقَله تُخَصُّ به الأَسْباب دون الأَوتاد إلا القَطْعَ فإنه يكون في أَوتادِ الأَعاريض والضُّرُوبِ ، وهو سَقَطَ ما بين الحرفين حرف فَزَحَفَ أَحدهما إلى الآخر (* قوله « الا القطع فانه يكون إلى قوله فزحف أحدهما إلى الآخر » هكذا في الأصل .). وقد سَمَّتْ زَحَّافاً ومُزاحفاً وزاحفاً ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : سأَجْزِيكَ خُذلاناً بِتَقْطِيعيَ الصوَى إليك ، وخُفّا زاحِفٍ تَقْطر الدّما (* قوله « وخفا زاحف تقطر إلخ » كذا بالأصل .) فسره فقال : زاحفٌ اسم بعير . وقال ثعلب : هو نعت لجمَل زاحف أَي مُعْيٍ ، وليس باسم علم لجمَلٍ مّا . "
المعجم: لسان العرب
زعم
" قال الله تعالى : زَعَمَ الذين كفروا أَن لن يُبْعَثُوا ، وقال تعالى : فقالوا هذا لله بِزَعْمِهِمْ ؛ الزَّعْمُ والزُّعْمُ والزِّعْمُ ، ثلاث لغات : القول ، زَعَمَ زَعْماً وزُعْماً وزِعْماً أي ، قال ، وقيل : هو القول يكون حقّاً ويكون باطلاً ، وأَنشد ابن الأَعرابي لأُمَيّةَ في الزَّعْم الذي هو حق : وإِني أَذينٌ لكم أَنه سَيُنجِزُكم ربُّكم ما زَعَمْ وقال الليث : سمعت أَهل العربية يقولون إذا قيل ذكر فلان كذا وكذا فإنما يقال ذلك لأَمر يُسْتَيْقَنُ أَنه حق ، وإذا شُكَّ فيه فلم يُدْرَ لعله كذب أَو باطل قيل زَعَمَ فلان ، قال : وكذلك تفسر هذه الآية : فقالوا هذا لله بِزَعْمِهِمْ ؛ أَي بقولهم الكذب ، وقيل : الزَّعْمُ الظن ، وقيل : الكذب ، زَعَمَهُ يَزْعُمُهُ ، والزُّعْمُ تميميَّة ، والزَّعْمُ حجازية ؛ وأَما قول النابغة : زَعَمَ الهمامُ بأَنَّ فاها بارِدٌ وقوله : زَعَمَ الغِدافُ بأَنَّ رِحْلتنا غَداً فقد تكون الباء زائدة كقوله : سُود المَحاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ وقد تكون زَعَمَ ههنا في معنى شَهِدَ فعدّاها بما تُعدّى به شهد كقوله تعالى : وما شَهِدْنا إلا بما عَلِمْنا . وقالوا : هذا ولا زَعْمَتَكَ ولا زَعَماتِكَ ، يذهب إلى ردّ قوله ، قال الأَزهري : الرجل من العرب إذا حدَّث عمن لا يحقق قوله يقول ولا زَعَماتِه ؛ ومنه قوله : لقد خَطَّ رومِيٌّ ولا زَعَماتِهِ وزَعَمْتَني كذا تَزْعُمُني زَعْماً : ظَنَنْتني ؛ قال أَبو ذؤيب : فإن تَزْعُمِيني كنتُ أَجهلُ فيكُمُ ، فإني شَرَيْتُ الحِلْمَ بَعْدَكِ بالجهل وتقول : زَعَمَتْ أَني لا أُحبها وزَعَمَتْني لا أُحبها ، يجيء في الشعر ، فأَما في الكلام فأَحسن ذلك أَن يوقع الزَّعْمُ على أَنَّ دون الاسم . والتَّزَعُّمُ : التَّكَذُّبُ ؛
وأَنشد : وتَزاعَمَ القومُ على كذا تَزاعُماً إذا تضافروا عليه ، قال : وأَصله أَنا صار بعضهم لبعض زَعِيماً ؛ وفي قوله مَزاعِمُ أَي لا يوثق به ، قال الأَزهري : الزَّعْمُ إنما هو في الكلام ، يقال : أَمر فيه مَزاعِمُ أَي أَمر غير مستقيم فيه منازعة بعدُ . قال ابن السكيت : ويقال للأَمر الذي لا يوثق به مَزْعَمٌ أَي يَزْعُمُ هذا أَن كذا ويَزْعُمُ هذا أَنه كذا . قال ابن بري : الزَّعْمُ يأْتي في كلام العرب على أَربعة أَوجه ، يكون بمعنى الكَفالة والضَّمان ؛ شاهده قول عمر بن أَبي ربيعة : قلت : كَفِّي لك رَهْنٌ بالرِّضى وازْعُمِي يا هندُ ، قالت : قد وَجَب وازْعُمِي أَي اضمني ؛ وقال النابغة (* قوله « زعم به يزعم إلخ » هو بهذا المعنى من باب قتل ونفع كما في المصباح ) زَعْماً وزَعامَةً أَي كَفَل . وفي الحديث : الدَّيْن مَقْضِيّ والزَّعِيمُ غارِم ؛ والزَّعِيمُ : الكفيل ، والغارم : الضامن . وقال الله تعالى : وأَنا بهِ زَعيمٌ ؛ قالوا جميعاً : معناه وأنا به كفيل ؛ ومنه حديث علي ، رضوان الله عليه : ذِمَّتي رَهينة وأَنا به زعِيمٌ . وزَعَمْت به أَزْعُمُ زَعْماً وزَعامةً أَي كَفَلْتُ . وزَعِيمُ القوم : رئيسهم وسيدهم ، وقيل : رئيسهم المتكلم عنهم ومِدْرَهُهُمْ ، والجمع زُعَماء . والزَّعامة : السِّيادة والرياسة ، وقد زَعُمَ زَعامَةً ؛ قال الشاعر : حتى إذا رَفَعَ اللِّواء رأَيْتَهُ ، تحت اللِّواء على الخَمِيسِ ، زَعِيما والزَّعامَةُ : السلاح ، وقيل : الدِّرْع أَو الدُّروع . وزَعامَةُ المال : أَفضله وأَكثره من الميراث وغيره ؛ وقول لبيد : تَطِير عَدائِد الأشراكِ شَفْعاً ووِتْراً ، والزعامَةُ للغلام فسره ابن الأَعرابي فقال : الزَّعامَةُ هنا الدِّرْع والرِّياسة والشرف ، وفسره غيره بأَنه أَفضل الميراث ، وقيل : يريد السلاح لأَنهم كانوا إذا اقتسموا الميراث دفعوا السلاح إلى الابن دون الابنة ، وقوله شفعاً ووِتراً يريد قسمة الميراث للذكر مثل حظ الأُنثيين . وأَما الزَّعامَةُ وهي السيادة أَو السلاح فلا ينازِع الورثةُ فيها الغلامَ ، إذا هي مخصوصة به . والزَّعَمُ ، بالتحريك : الطمع ، زَعِمَ يَزْعَمُ زَعَماً وزَعْماً : طمع ؛ قال عنترة : عُلّقْتُها عَرَضاً وأَقْتُلُ قَوْمَها زَعْماً ، وربِّ البيت ، ليس بمَزْعَمِ (* قوله « وشواه زعم وزعم » كذا هو بالأَصل والمحكم بهذا الضبط وبالزاي فيهما ، وفي شرح القاموس بالراء في الثانية وضبطها مثل الأَولى ككتف ): مُرِشّ كثير الدَّسَمِ سريع السَّيَلان على النار . وأَزْعَمَتِ الأَرضُ : طلع أَول نبتها ؛ عن ابن الأَعرابي : وزاعِمٌ وزُعَيْم : إسمان . والمِزْعامة : الحية . والزُّعْمُومُ : العَييّ . والزَّعْمِيُّ : الكاذب (* قوله « والزعمي الكاذب إلخ » كذا هو مضبوط في الأصل والتكملة بالفتح ويوافقهما إطلاق القاموس وإن ضبطه فيه شارحه بالضم ). والزَّعْمِيّ : الصادق . والزَّعْمُ : الكذب ؛ قال الكميت : إذا الإكامُ اكتَسَتْ مَآلِيَها ، وكان زَعْمُ اللَّوامعِ الكَذِبُ يريد السَّراب ، والعرب تقول : أَكْذَبُ مِنْ يَلْمَع . وقال شريح : زَعَمُوا كُنْيَةُ الكَذِب . وقال شمر : الزَّعْمُ والتزاعُمُ أَكثر ما يقال فيما يُشك فيه ولا يُحَقَّقُ ، وقد يكون الزَّعْمُ بمعنى القول ، وروي بيت الجعدي يصف نوحاً ، وقد تقدم ، فهذا معناه التحقيق ؛ قال الكسائي : إذا ، قالوا زَعْمَةٌ صادقة لآتينّك ، رفعوا ، وحِلْفَةٌ صادِقةٌ لأَقومَنَّ ، قال : وينصبون يميناً صادقةً لأَفعلن . وفي الحديث : أَنه ذكر أَيوب ، عليه السلام ، قال : كان إذا مر برجلين يَتَزاعَمان فيذكران الله كَفَّر عنهما أي يتداعيان شيئاً فيختلفان فيه فيحلفان عليه كان يُكَفِّرُ عنهما لآَجل حلفهما ؛ وقال الزمخشري : معناه أَنهما يتحادثان بالزَّعَماتِ وهي ما لا يوثق به من الأَحاديث ، وقوله فيذكران الله أَي على وجه الاستغفار . وفي الحديث : بئس مَطِيَّةُ الرجل زَعَمُوا ؛ معناه أَن الرجل إذا أَراد المَسير إلى بلد والظَّعْنَ في حاجة ركب مطيته وسار حتى يقضي إرْبَهُ ، فشبه مايقدّمه المتكلم أَمام كلامه ويتوصل به إلى غرضه من قوله زَعَمُوا كذا وكذا بالمطية التي يُتَوَصَّلُ بها إلى الحاجة ، وإنما يقال زَعَمُوا في حديث لا سند له ولا ثَبَتَ فيه ، وإنما يحكى عن الأَلْسُنِ على سبيل البلاغ ، فذُمَّ من الحديث ما كان هذا سبيله . وفي حديث المغيرة : زَعِيمُ الأَنْفاس أي موكَّلٌ بالأَنفاس يُصَعِّدُها لغلبة الحسد والكآبة عليه ، أَو أَراد أَنفاس الشرب كأنه يَتَجَسَّس كلام الناس ويَعِيبهم بما يُسقطهم ؛ قال ابن الأَثير : والزَّعيمُ هنا بمعنى الوكيل . "
المعجم: لسان العرب
أزر
" أَزَرَ به الشيءُ : أَحاطَ ؛ عن ابن الأَعرابي . والإِزارُ : معروف . والإِزار : المِلْحَفَة ، يذكر ويؤنث ؛ عن اللحياني ؛ قال أَبو ذؤيب : تَبَرَّأُ مِنْ دَمِ القَتيلِ وبَزِّه ، وقَدْ عَلِقَتْ دَمَ القَتِيل إِزارُها يقول : تَبَرَّأُ من دم القَتِيل وتَتَحَرَّجُ ودمُ القتيل في ثوبها . وكانوا إِذا قتل رجل رجلاً قيل : دم فلان في ثوب فلان أَي هو قتله ، والجمع آزِرَةٌ مثل حِمار وأَحْمِرة ، وأُزُر مثل حمار وحُمُر ، حجازية ؛ وأُزْر : تميمية على ما يُقارب الاطِّراد في هذا النحو . والإِزارَةُ : الإِزار ، كم ؟
قالوا للوِساد وسادَة ؛ قال الأَعشى : كَتَمايُلِ ، النَّشْوانِ يَرْ فُلُ في البَقيرَة والإِزارَ ؟
قال ابن سيده : وقول أَبي ذؤيب : وقد عَلِقَتْ دَمَ القَتِيلِ إِزارُها يجوز أَن يكون على لغة من أَنَّث الإِزار ، ويجوز أَن يكون أَراد إِزارَتَها فحذف الهاء كما ، قالوا ليت شِعْري ، أَرادوا ليت شِعْرتي ، وهو أَبو عُذْرِها وإنما المقول ذهب بعُذْرتها . والإِزْرُ والمِئْزَرُ والمِئْزَرَةُ : الإِزارُ ؛ الأَخيرة عن اللحياني . وفي حديث الاعتكاف : كان إِذا دخل العشرُ الأَواخرُ أَيقظ أَهله وشَدَّ المئْزَرَ ؛ المئزَرُ : الإِزار ، وكنى بشدّة عن اعتزال النساء ، وقيل : أَراد تشميره للعبادة . يقال : شَدَدْتُ لهذا الأَمر مِئْزَري أَي تشمرت له ؛ وقد ائْتَزَرَ به وتأَزَّرَ . وائْتَزَرَ فلانٌ إزْرةً حسنةً وتأَزَّرَ : لبس المئزر ، وهو مثل الجِلْسَةٍ والرِّكْبَةِ ، ويجوز أَن تقول : اتَّزَرَ بالمئزر أَيضاً فيمن يدغم الهمزة في التاء ، كما تقول : اتَّمَنْتُهُ ، والأَصل ائْتَمَنْتُهُ . ويقال : أَزَّرْتهُ تأْزيراً فَتَأَزَّرَ . وفي حديث المْبعثَ :، قال له ورقة إِنْ يُدْرِكْني يومُك أَنْصُرْك نَصْراً مُؤَزَّراً أَي بالغاً شديداً يقال : أَزَرَهُ وآزَرَهُ أَعانه وأَسعده ، من الأَزْر : القُوَّةِ والشِّدّة ؛ ومنه حديث أَبي بكر أَنه ، قال للأَنصار يوم السَّقِيفَةِ : لقد نَصَرْتُم وآزَرْتُمْ وآسَيْتُمْ . الفرّاء : أَزَرْتُ فلاناً آزُرُه أَزْراً قوّيته ، وآزَرْتُه عاونته ، والعامة تقول : وازَرْتُه . وقرأَ ابن عامر : فَأَزَرَهُ فاسْتَغْلَظَ ، على فَعَلَهُ ، وقرأَ سائر القرّاء : فَآزَرَهُ . وقال الزجاج : آزَرْتُ الرجلَ على فلان إِذا أَعنته عليه وقوّيته . قال : وقوله فآزره فاستغلظ ؛ أَي فآزَرَ الصغارُ الكِبارَ حتى استوى بعضه مع بعض . وإِنه لحَسَنُ الإِزْرَةِ : من الإِزارِ ؛ قال ابن مقبل : مثلَ السِّنان نَكيراً عند خِلَّتِهِ لكل إِزْرَةِ هذا الدهره ذَا إِزَرِ . وجمعُ الإِزارِ أُزُرٌ . وأَزَرْتُ فلاناً إِذا أَلبسته إِزاراً فَتَأَزَّرَ تَأَزُّراً . وفي الحديث :، قال الله تعالى : العَظَمَة إِزاري والكِبْرياء ردائي ؛ ضرب بهما مثلاً في انفراده بصفة العظمة والكبرياء أَي ليسا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازاً كالرحمة والكرم وغيرهما ، وشَبَّهَهُما بالإِزار والرداء لأَن المتصف بهما يشتملانه كما يشتمل الرداءُ الإِنسان ، وأَنه لا يشاركه في إِزاره وردائه أَحدٌ ، فكذلك لا ينبغي أَن يشاركه اللهَ تعالى في هذين الوصفين أَحدٌ . ومنه الحديث الآخر : تَأَزَّرَ بالعَظَمَةِ وتَردّى بالكبرياء وتسربل بالعز ؛ وفيه : ما أَسْفَلَ من الكعبين من الإِزارِ فَفِي النار أَي ما دونه من قدَم صاحبه في النار عقوبةً له ، أَو على أَن هذا الفعل معدود في أَفعال أَهل النار ؛ ومنه الحديث : إِزْرَةُ المؤمن إلى نصف الساق ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين ؛ الإِزرة ، بالكسر : الحالة وهيئة الائتزار ؛ ومنه حديث عثمان :، قال له أَبانُ بنُ سعيد : ما لي أَراك مُتَحَشِّفاً ؟ أَسْبِلْ ، فقال : هكذا كان إِزْرَةُ صاحبنا . وفي الحديث : كان يباشر بعض نسائه وهي مُؤُتَزِرَةٌ في حالة الحيض ؛ أَي مشدودة الإِزار . قال ابن الأَثير : وقد جاء في بعض الروايات وهي مُتَّزِرَةٌ ، قال : وهو خطأٌ لأَن الهمزة لا تدغم في التاء . والأُزْرُ : مَعْقِدُ الإِزارِ ، وقيل : الإِزار كُلُّ ما واراك وسَتَرك ؛ عن ثعلب . وحكي عن ابن الأَعرابي : رأَيت السَّرَوِيَّ (* قوله « السروي » هكذا بضبط الأصل .) يمشي في داره عُرْياناً ، فقلت له : عرياناً ؟ فقال : داري إِزاري . والإِزارُ : العَفافُ ، على المثل ؛ قال عديّ بن زيد : أَجْلِ أَنَّ اللهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ فَوْقَ مَنْ أَحْكأَ صُلْباً بِإِزارِ أَبو عبيد : فلان عفيف المِئْزَر وعفيف الإِزارِ إِذا وصف بالعفة عما يحرم عليه من النساء ، ويكنى بالإِزار عن النفس وعن المرأَة ؛ ومنه قول نُفَيْلَةَ الأَكبر الأَشْجعيّ ، وكنيته أَبو المِنْهالِ ، وكان كتب إِلى عمربن الخطاب أَبياتاً من الشعر يشير فيها إلى رجل ، كان والياً على مدينتهم ، يخرج الجواريَ إِلى سَلْعٍ عند خروج أَزَواجهن إِلى الغزو ، فيَعْقِلُهُن ويقول لا يمشي في العِقال إِلا الحِصَان ، فربما وقعت فتكشفت ، وكان اسم هذا الرجل جعدة بن عبدالله السلمي ؛ فقال : أَلا أَبلِغْ ، أَبا حَفْصٍ ، رسولاً فِدىً لك ، من أَخي ثِقَةٍ ، إِزاري قَلائِصَنَا ، هداك الله ، إِنا شُغِلْنَا عنكُمُ زَمَنَ الحِصَارِ فما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ ، قَفَا سَلْعٍ ، بِمُخْتَلَفِ النِّجار قلائِصُ من بني كعب بن عمرو ، وأَسْلَمَ أَو جُهَيْنَةَ أَو غِفَارِ يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ من سُلَيمٍ ، غَوِيِّ يَبْتَغِي سَقَطَ العْذَارِي يُعَقّلُهُنَّ أَبيضُ شَيْظَمِيٌّ ، وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الخِيَارِ وكنى بالقلائص عن النساء ونصبها على الإِغراء ، فلما وقف عمر ، رضي الله عنه ، على الأَبيات عزله وسأَله عن ذلك الأَمر فاعترف ، فجلده مائةً مَعْقُولاً وأَطْرَدَهُ إلى الشام ، ثم سئل فيه فأَخرجه من الشام ولم يأْذن له في دخول المدينة ، ثم سئل فيه أَن يدخل لِيُجَمِّعَ ، فكان إِذا رآه عمر توعده ؛ فقال : أَكُلَّ الدَّهرِ جَعْدَةُ مُسْتحِقٌّ ، أَبا حَفْصٍ ، لِشَتْمٍ أَو وَعِيدِ ؟ فَمَا أَنا بالْبَريء بَرَاه عُذْرٌ ، ولا بالخَالِعِ الرَّسَنِ الشَّرُودِ وقول جعدة قوله (* قوله « مضمّ » في نسخة مجر كذا بهامش الأَصل ). أَي ساوى نبتُها الضال ، وهو السِّدْر البريّ ، أَراد : فآزره الله تعالى فساوى الفِراخُ الطِّوالَ فاستوى طولها . وأَزَّرَ النبتُ الأَرضَ : غطاها ؛ قال الأَعشى : يُضاحِكُ الشَّمْسَ منها كوكبٌ شَرِقٌ ، مُؤُزَّرٌ بعميم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ وآزَرُ : اسم أَعجمي ، وهو اسم أَبي إِبراهيم ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ؛ وأَما قوله عز وجل : وإِذ ، قال إِبراهيم لأَبيه آزر ؛ قال أَبو إِسحق : يقرأُ بالنصب آزرَ ، فمن نصب فموضع آزر خفض بدل من أَبيه ، ومن قرأَ آزرُ ، بالضم ، فهو على النداء ؛ قال : وليس بين النسَّابين اختلاف أَن اسم أَبيه كان تارَخَ والذي في القرآن يدل على أَن اسمه آزر ، وقيل : آزر عندهم ذمُّ في لغتهم كأَنه ، قال وإِذ ، قال : وإذ ، قال إِبراهيم لأَبيه الخاطئ ، وروي عن مجاهد في قوله : آزر أَتتخذ أَصناماً ، قال لم يكن بأَبيه ولكن آزر اسم صنم ، وإِذا كان اسم صنم فموضعه نصب كأَنه ، قال إِبراهيم لأَبيه أَتتخذ آزر إِلهاً ، أَتتخذ أَصناماً آلهة ؟. "
المعجم: لسان العرب
زور
" الزَّوْرُ : الصَّدْرُ ، وقيل : وسط الصدر ، وقيل : أَعلى الصدر ، وقيل : مُلْتَقَى أَطراف عظام الصدر حيث اجتمعت ، وقيل : هو جماعة الصَّدْرِ من الخُفِّ ، والجمع أَزوار . والزَّوَرُ : عِوَجُ الزَّوْرِ وقيل : هو إِشراف أَحد جانبيه على الآخر ، زَوِرَ زَورَاً ، فهو أَزْوَرُ . وكلب أَزْوَرُ : قد اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ صَدْرِه وخرج كَلْكَلُه كأَنه قد عُصِرَ جانباه ، وهو في غير الكلاب مَيَلٌ مَّا لاً يكون مُعْتَدِلَ التربيع نحو الكِرْكِرَةِ واللِّبْدَةِ ، ويستحب في الفرس أَن يكون في زَوْرِه ضِيقٌ وأَن يكون رَحْبَ اللَّبَانِ ، كما ، قال عبدالله بن سليمة (* قوله : « عبدالله بن سليمة » وقيل ابن سليم ، وقبله : ولقد غدوت على القبيص بشيظم * كالجذع وسط الجنة المفروس كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأَصل ). مُتَقَارِب الثَّفِناتِ ، ضَيْق زَوْرُه ، رَحْب اللَّبَانِ ، شَدِيد طَيِّ ضَريس ؟
قال الجوهري : وقد فرق بين الزَّوْرِ واللَّبانِ كما ترى . والزَّوَرُ في صدر الفرس : دخولُ إِحدى الفَهْدَتَيْنِ وخروجُ الأُخرى ؛ وفي قصيد كعب ابن زهير : في خَلْقِها عن بناتِ الزَّوْرِ تفضيلُ الزَّوْرُ : الصدر . وبناته : ما حواليه من الأَضلاع وغيرها . والزَّوَرُ ، بالتحريك : المَيَلُ وهو مثل الصَّعَر . وعَنُقٌ أَزْوَرُ : مائل . والمُزَوَّرُ من الإِبل : الذي يَسُلُّه المُزَمَّرُ من بطن أُمه فَيَعْوَجُّ صدره فيغمزه ليقيمه فيبقى فيه من غَمْزِه أَثر يعلم أَنه مُزَوَّرٌ . وركية زَوْراءُ : غير مستقيمة الحَفْرِ . والزَّوْراءُ : البئر البعيدة القعر ؛ قال الشاعر : إِذْ تَجْعَلُ الجارَ في زَوْراءَ مُظْلِمَةٍ زَلْخَ المُقامِ ، وتَطْوي دونه المَرَسَا وأَرض زَوْراءُ : بعيدة ؛ قال الأَعشى : يَسْقِي دِياراً لها قد أَصْبَحَتْ غَرَضاً زَوْراءَ ، أَجْنَفَ عنها القَوْدُ والرَّسَلُ ومفازة زَوْراءُ : مائلة عن السَّمْتِ والقصدِ . وفلاة زَوْراءُ : بعيدة فيها ازْوِرَارٌ . وقَوْسٌ زَوْراءُ : معطوفة . وقال الفراء في قوله تعالى : وترى الشمسَ إِذا طلعتْ تَزاوَرُ عن كَهْفِهِمْ ذاتَ اليمين ؛ قرأَ بعضهم : تَزْوَارُ يريد تَتَزاوَرُ ، وقرأَ بعضهم : تَزْوَرُّ وتَزْوَارُّ ، قال : وازْوِرارُها في هذا الموضع أَنها كانت تَطْلُع على كهفهم ذات اليمين فلا تصيبهم وتَغْرُبُ على كهفهم ذات الشمال فلا تصيبهم ، وقال الأَخفش : تزاور عن كهفهم أَي تميل ؛
قال : والزَّوَرُ مَيَلٌ في وسط الصدر ، ويقال للقوس زَوْراءُ لميلهَا ، وللجيش أَزْوَرُ . والأَزْوَرُ : الذي ينظر بِمُؤْخِرِ عينه . قال الأَزهري : سمعت العرب تقول للبعير المائل السَّنَامِ : هذا البعير زَوْرٌ . وناقة زَوْرَةٌ : قوية غليظة . وناقة زَوْرَة : تنظر بِمُؤْخِرِ عينها لشدّتها وحدّتها ؛ قال صخر الغيّ : وماءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ ، كَمَشْيِ السَّبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفِيفَا
ويروى : زُورَةٍ ، والأَوّل أَعرف . قال أَبو عمرو : على زَوْرَةٍ أَي على ناقة شديدة ؛ ويقال : فيه ازْوِرارٌ وحَدْرٌ ، ويقال : أَراد على فلاة غير قاصدة . وناقة زِوَرَّةُ أَسفار أَي مُهَيَّأَة للأَسفار مُعَدَّة . ويقال فيها ازْوِرارٌ من نشاطها . أَبو زيد : زَوَّرَ الطائر تَزْوِيراً إِذا ارتفعت حَوْصَلَتُه ؛ ويقال للحوصلة : الزَّارَةُ والزَّاوُورَةُ والزَّاوِرَةُ . وزَاوَرَةُ القَطاةِ ، مفتوح الواو : ما حملت فيه الماء لفراخها . والازْوِزارُ عن الشيء : العدول عنه ، وقد ازْوَرَّ عنه ازْوِراراً وازْوارَّ عنه ازْوِيرَاراً وتَزاوَرَ عنه تَزاوُراً ، كله بمعنى : عَدَلَ عنه وانحرفَ . وقرئ : تَزَّاوَرُ عن كهفهم ، وهو مدغم تَتَزَاوَرُ . والزَّوْراءُ : مِشْرَبَةٌ من فضة مستطيلة شبه التَّلْتَلَةِ . والزَّوْرَاءُ : القَدَحُ ؛ قال النابغة : وتُسْقى ، إِذا ما شئتَ ، غَيْرَ مُصَرَّدٍ بِزَوْراءَ ، في حافاتها المِسْكُ كانِعُ وزَوَّرَ الطائرُ : امتلأَت حوصلته . والزِّوار : حبل يُشَدُّ من التصدير إِلى خلف الكِرْكِرَةِ حتى يثبت لئلاَّ يصيب الحَقَبُ الثِّيلَ فيحتبسَ بوله ، والجمع أَزْوِرَةٌ . وزَوْرُ القوم : رئيسهم وسيدهم . ورجل زُوارٌ وزُوارَةٌ : غليظ إِلى القصر . قال الأَزهري : قرأْت في كتاب الليث في هذا الباب : يقال للرجل إِذا كان غليظاً إِلى القصر ما هو : إِنه لَزُوارٌ وزُوَارِيَةٌ ؛ قال أَبو منصور : وهذا تصحيف منكر والصواب إِنه لَزُوازٌ وزُوَازِيَةٌ ، بزايين ، قال :، قال ذلك أَبو عمرو وابن الأَعرابي وغيرهما . والزَّوْرُ : العزيمة . وما له زَوْرٌ وزُورٌ ولا صَيُّورٌ بمعنًى أَي ما له رأْي وعقل يرجع إِليه ؛ الضم عن يعقوب والفتح عن أَبي عبيد ، وذلك أَن ؟
قال لا زَوْرَ له ولا صَيُّورَ ، قال : وأُراه إِنما أَراد لا زَبْرَ له فغيره إِذ كتبه . أَبو عبيدة في قولهم ليس لهم زَوْرٌ : أَي ليس لهم قوّة ولا رأْي . وحبل له زَوْرٌ أَي قوّة ؛ قال : وهذا وفاق وقع بين العربية والفارسية والزَّوْرُ : الزائرون . وزاره يَزُورُه زَوْراً وزِيارَةً وزُوَارَةً وازْدَارَهُ : عاده افْتَعَلَ من الزيارة ؛ قال أَبو كبير : فدخلتُ بيتاً غيرَ بيتِ سِنَاخَةٍ ، وازْدَرْتُ مُزْدَارَ الكَريم المِفْضَلِ والزَّوْرَةُ : المرَّة الواحدة . ورجل زائر من قوم زُوَّرٍ وزُوَّارٍ وزَوْرٍ ؛ الأَخيرة اسم للجمع ، وقيل : هو جمع زائر . والزَّوْرُ : الذي يَزُورُك . ورجل زَوْرٌ وقوم زَوْرٌ وامرأَة زَوْرٌ ونساء زَوْرٌ ، يكون للواحد والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد لأَنه مصدر ؛
قال : حُبَّ بالزَّوْرِ الذي لا يُرَى منه ، إِلاَّ صَفْحَةٌ عن لِمام وقال في نسوة زَوْرٍ : ومَشْيُهُنَّ بالكَثِيبِ مَوْرُ ، كما تَهادَى الفَتَياتُ الزَّوْرُ وامرأَة زائرة من نسوة زُورٍ ؛ عن سيبويه ، وكذلك في المذكر كعائذ وعُوذ . الجوهري : نسوة زُوَّرٌ وزَوْرٌ مثل نُوَّحٍ ونَوْحٍ وزائرات ، ورجل زَوَّارٌ وزَؤُورٌ ؛
قال : إِذا غاب عنها بعلُها لم أَكُنْ لها زَؤُوراً ، ولم تأْنَسْ إِليَّ كِلابُها وقد تَزاوَرُوا : زارَ بعضُهم بعضاً . والتَّزْوِيرُ : كرامة الزائر وإِكرامُ المَزُورِ لِلزَّائرِ . أَبو زيد : زَوِّرُوا فلاناً أَي اذْبَحُوا له وأَكرموه . والتَّزْوِيرُ : أَن يكرم المَزُورُ زائِرَه ويَعْرِفَ له حق زيارته ، وقال بعضهم : زارَ فلانٌ فلاناً أَي مال إِليه ؛ ومنه تَزَاوَرَ عنه أَي مال عنه . وقد زَوَّرَ القومُ صاحبهم تَزْوِيراً إِذا أَحسنوا إِليه . وأَزَارَهُ : حمله على الزيارة . وفي حديث طلحة : حتى أَزَرْتُه شَعُوبَ أَي أَوردته المنيةَ فزارها ؛ شعوب : من أَسماء المنية . واسْتَزاره : سأَله أَن يَزُورَه . والمَزَارُ : الزيارة والمَزَارُ : موضع الزيارة . وفي الحديث : إِن لِزَوْركَ عليك حقّاً ؛ الزَّوْرُ : الزائرُ ، وهو في الأَصل مصدر وضع موضع الاسم كصَوْم ونَوْمٍ بمعنى صائم ونائم . وزَوِرَ يَزْوَرُ إِذا مال . والزَّوْرَةُ : البُعْدُ ، وهو من الازْوِرارِ ؛ قال الشاعر : وماءٍ وردتُ على زَوْرَةٍ وفي حديث أُم سلمة : أَرسلتُ إِلى عثمان ، رضي الله عنه : يا بُنَيَّ ما لي أَرى رَعِيَّتَكَ عنك مُزْوَرِّينَ أَي معرضين منحرفين ؛ يقال : ازْوَرَّ عنه وازْوَارَّ بمعنًى ؛ ومنه شعر عمر : بالخيل عابسةً زُوراً مناكِبُها الزُّورُ : جمع أَزْوَرَ من الزَّوَرِ الميل . ابن الأَعرابي : الزَّيِّرُ من الرجال الغضبانُ المُقاطِعُ لصاحبه . قال : والزِّيرُ الزِّرُّ . قال : ومن العرب من يقلب أَحد الحرفين المدغمين ياء فيقول في مَرٍّ مَيْرٍ ، وفي زِرٍّ زِيرٍ ، وهو الدُّجَةُ ، وفي رِزٍّ رِيز . قال أَبو منصور : قوله الزَّيِّرُ الغضبان أَصله مهموز من زأَر الأَسد . ويقال للعدوّ : زائِرٌ ، وهم الزائرُون ؛ قال عنترة : حَلَّتْ بأَرضِ الزائِرِينَ ، فأَصْبَحَتْ عَسِراً عَلَيَّ طِلاَبُكِ ابْنَةَ مَخْرَم ؟
قال بعضهم : أَراد أَنها حلت بأَرض الأَعداء . وقال ابن الأَعرابي : الزائر الغضبان ، بالهمز ، والزاير الحبيب . قال : وبيت عنترة يروى بالوجهين ، فمن همز أَراد الأَعداء ومن لم يهمز أَراد الأَحباب . وزأْرة الأَسد : أَجَمَتُه ؛ قال ابن جني : وذلك لاعتياده إِياها وزَوْرِه لها . والزَّأْرَةُ : الأَجَمَةُ ذات الماء والحلفاء والقَصَبِ . والزَّأْرَة : الأَجَمَة . والزِّيرُ : الذي يخالط النساء ويريد حديثهنّ لغير شَرٍّ ، والجمع أَزْوارٌ وأَزْيارٌ ؛ الأَخيرة من باب عِيدٍ وأَعياد ، وزِيَرَةٌ ، والأُنثى زِيرٌ ، وقال بعضهم : لا يوصف به المؤنث ، وقيل : الزِّيرُ المُخالِطُ لهنّ في الباطل ، ويقال : فلان زِيرُ نساءٍ إِذا كان يحب زيارتهن ومحادثتهن ومجالستهن ، سمي بذلك لكثرة زيارته لهن ، والجمع الزِّيَرَةُ ؛ قال رؤبة : قُلْتُ لزِيرٍ لم تَصِلْهُ مَرْيَمُهْ وفي الحديث : لا يزال أَحدكم كاسِراً وسادَهُ يَتَّكِئٌ عليه ويأْخُذُ في الحديث فِعْلَ الزِّيرِ ؛ الزِّيرُ من الرجال : الذي يحب محادثة النساء ومجالستهن ، سمي بذلك لكثرة زيارته لهن ، وأَصله من الواو ؛ وقول الأَعشى : تَرَى الزِّيرَ يَبْكِي بها شَجْوَهُ ، مَخَافَةَ أَنْ سَوْفَ يُدْعَى لها لها : للخمر ؛ يقول : زِيرُ العُودِ يبكي مخافة أَن يَطْرَبَ القوْمُ إِذا شربوا فيعملوا الزَّيرَ لها للخمر ، وبها بالخمر ؛
قال معناه : أَهذا دأْبه أَبداً ودأْبي . والزُّور : الكذب والباطل ، وقيل : شهادة الباطل . رجل زُورٌ وقوم زُورٌ وكلام مُزَوَّرٌ ومُتَزَوَّرٌ : مُمَوَّهٌ بكذب ، وقيل : مُحَسَّنٌ ، وقيل : هو المُثَقَّفُ قبل أَن يتلكم به ؛ ومنه حديث قول عمر ، رضي الله عنه : ما زَوَّرْتُ كلاماً لأَقوله إِلا سبقني به أَبو بكر ، وفي رواية : كنت زَوَّرْتُ في نفسي كلاماً يومَ سَقِيفَةِ بني ساعدة أَي هَيَّأْتُ وأَصلحت . والتَّزْوِيرُ : إِصلاح الشيء . وكلامٌ مُزَوَّرٌ أَي مُحَسَّنٌ ؛ قال نصرُ بن سَيَّارٍ : أَبْلِغْ أَميرَ المؤمنين رِسالةً ، تَزَوَّرْتُها من مُحْكَمَاتِ الرَّسائِل والتَّزْوِيرُ : تَزْيين الكذب والتَّزْوِيرُ : إِصلاح الشيء ، وسمع ابن الأَعرابي يقول : كل إِصلاح من خير أَو شر فهو تَزْوِيرٌ ، ومنه شاهد الزُّورِ يُزَوَّرُ كلاماً والتَّزْوِيرُ : إِصلاح الكلام وتَهْيِئَتُه . وفي صدره تَزْوِيرٌ أَي إِصلاح يحتاج أَن يُزَوَّرَ . قال : وقال الحجاج رحم الله امرأً زَوَّرَ نفسَه على نفسه أَي قوّمها وحسَّنها ، وقيل : اتَّهَمَ نفسه على نفسه ، وحقيقته نسبتها إِلى الزور كَفَسَّقَهُ وجَهَّلَهُ ، وتقول : أَنا أُزَوِّرُكَ على نفسك أَي أَتَّهِمُك عليها ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي : به زَوَرٌ لم يَسْتَطِعْهُ المُزَوِّرُ وقولهم : زَوَّرْتُ شهادة فلان راجع إِلى تفسير قول القَتَّالِ : ونحن أُناسٌ عُودُنا عُودُ نَبْعَةٍ صَلِيبٌ ، وفينا قَسْوَةٌ لا تُزَوَّر ؟
قال أَبو عدنان : أَي لا نغْمَزُ لقسوتنا ولا نُسْتَضْعَفُ فقولهم : زَوَّرْتُ شهادة فلان ، معناه أَنه استضعف فغمز وغمزت شهادته فأُسقطت . وقولهم : قد زَوَّرَ عليه كذا وكذا ؛ قال أَبو بكر : فيه أَربعة أَقوال : يكون التَّزْوِيرُ فعل الكذب والباطل . والزُّور : الكذب . وقال خالد بن كُلْثُومٍ : التَّزْوِيرُ التشبيه . وقال أَبو زيد : التزوير التزويق والتحسين . وزَوَّرْتُ الشيءَ : حَسَّنْتُه وقوَّمتُه . وقال الأَصمعي : التزويرُ تهيئة الكلام وتقديره ، والإِنسان يُزَوِّرُ كلاماً ، وهو أَن يُقَوِّمَه ويُتْقِنَهُ قبل أَن يتكلم به . والزُّورُ : شهادة الباطل وقول الكذبل ، ولم يشتق من تزوير الكلام ولكنه اشتق من تَزْوِيرِ الصَّدْرِ . وفي الحديث : المُتَشَبِّعُ بما لم يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ ؛ الزُّور : الكذب والباطل والتُّهمة ، وقد تكرر ذكر شهادة الزور في الحديث ، وهي من الكبائر ، فمنها قوله : عَدَلَتْ شهادَةُ الزور الشِّرْكَ بالله ، وإِنما عادلته لقوله تعالى : والذين لا يدعون مع الله إِلهاً آخر ، ثم ، قال بعدها : والذين لا يشهَدون الزُّورَ . وزَوَّرَ نَفْسَه : وسمَهَا بالزُّورِ . وفي الخبر عن الحجاج : زَوَّرَ رجلٌ نَفْسَه . وزَوَّرَ الشهادة . أَبطلها ؛ ومن ذلك قوله تعالى : والذين لا يشهدون الزُّورَ ؛ قال ثعلب : الزُّورُ ههنا مجالس اللهو . قال ابن سيده : ولا أَدري كيف هذا إِلا أَن يريد بمجالس اللهو هنا الشرك بالله ، وقيل : أَعياد النصارى ؛ كلاهما عن الزجاج ، قال : والذي جاء في الرواية الشرك ، وهو جامع لأَعياد النصارى وغيرها ؛ قال : وقيل الزّورُ هنا مجالس الغِنَاء . وزَوْرُ القوم وزَوِيرُهم وزُوَيْرُهم : سَيِّدُهم ورأْسهم . والزُّورُ والزُّونُ جميعاً : كل شيء يتخذ رَبّاً ويعبد من دون الله تعالى ؛ قال الأَغلب العجلي : جاؤُوا بِزُورَيْهِم وجِئْنا بالأَصَم ؟
قال ابن بري :، قال أَبو عبيدة مَعْمَرُ بن المُثَنَّى إِن البيت ليحيى بن منصور ؛
وأَنشد قبله : كانَت تَمِيمٌ مَعْشَراً ذَوِي كَرَمْ ، غَلْصَمَةً من الغَلاصِيم العُظَمْ ما جَبُنُوا ، ولا تَوَلَّوْا من أَمَمْ ، قد قابَلوا لو يَنْفُخْون في فَحَمْ جاؤوا بِزُورَيْهِم ، وجئنا بالأَصَمّ شَيْخٍ لنا ، كالليثِ من باقي إِرَمْ شَيْخٍ لنا مُعاوِدٍ ضَرْبَ البُهَم ؟
قال : الأَصَمُّ هو عمرو بن قيس بن مسعود بن عامر وهو رئيس بَكْرِ بن وائل في ذلك اليوم ، وهو يوم الزُّورَيْنِ ؛ قال أَبو عبيدة : وهما بَكْرانِ مُجلَّلانِ قد قَيَّدوهما وقالوا : هذان زُورَانا أَي إِلهانا ، فلا نَفِرُّ حتى يَفِرَّا ، فعابهم بذلك وبجعل البعيرين ربَّيْنِ لهم ، وهُزِمَتْ تميم ذلك اليوم وأُخذ البكران فنحر أَحدهما وترك الآخر يضرب في شَوْلِهِمْ . قال ابن بري : وقد وجدت هذا الشعر للأَغْلَبِ العِجْلِيِّ في ديوانه كما ذكره الجوهري . وقال شمر : الزُّورانِ رئيسانِ ؛
قال : الطُّلافِحُ المهزول . وقال بعضهم : الزُّورُ صَخْرَةٌ . ويقال : هذا زُوَيْرُ القوم أَي رئيسهم . والزُّوَيْرُ : زعيم القوم ؛ قال ابن الأَعرابي : الزّوَيْرُ صاحب أَمر القوم ؛
قال : بأَيْدِي رِجالٍ ، لا هَوادَة بينهُمْ ، يَسوقونَ لِلمَوْتِ الزُّوَيْرَ اليَلَنْدَدا وأَنشد الجوهري : قَدْ نَضْرِبُ الجَيْشَ الخَميسَ الأَزْوَرا ، حتى تَرى زُوَيْرَهُ مُجَوَّرا وقال أَبو سعيد : الزُّونُ الصنم ، وهو بالفارسية زون بشم الزاي السين ؛ وقال حميد : ذات المجوسِ عَكَفَتْ للزُّونِ أَبو عبيدة : كل ما عبد من دون الله فهو زُورٌ . والزِّيرُ : الكَتَّانُ ؛ قال الحطيئة : وإِنْ غَضِبَتْ ، خِلْتَ بالمِشْفَرَيْن سَبايِخَ قُطْنٍ ، وزيراً نُسالا والجمع أَزْوارٌ . والزِّيرُ من الأَوْتار : الدَّقيقُ . والزِّيرُ : ما استحكم فتله من الأَوتار ؛ وزيرُ المِزْهَرِ : مشتق منه . ويوم الزُّورَيْنِ : معروف . والزَّوْرُ : عَسيبُ النَّخْلِ . والزَّارَةُ : الجماعة الضخمة من الناس والإِبل والغنم . والزِّوَرُّ ، مثال الهِجَفِّ : السير الشديد ؛ قال القطامي : يا ناقُ خُبِّي حَبَباً زِوَرّا ، وقَلِّمي مَنْسِمَكِ المُغْبَرّا وقيل : الزِّوَرُّ الشديد ، فلم يخص به شيء دون شيء . وزارَةُ : حَيٌّ من أَزْدِ السَّراة . وزارَةُ : موضع ؛
قال أَبو منصور : وعَيْنُ الزَّارَةِ بالبحرين معروفة . والزَّارَةُ : قرية كبيرة ؛ وكان مَرْزُبانُ الزَّارَةِ منها ، وله حديث معروف . ومدينة الزَّوْراء : بِبغداد في الجانب الشرقي ، سميت زَوْراءَ لازْوِرار قبلتها . الجوهري : ودِجْلَةُ بَغْدادَ تسمى الزَّوْراءَ . والزَّوْرَاءُ : دار بالحِيرَةِ بناها النعمان بن المنذر ، ذكرها النابغة فقال : بِزَوْراءَ في أَكْنافِها المِسْكُ كارِعُ وقال أَبو عمرو : زَوْراءُ ههنا مَكُّوكٌ من فضة مثل التَّلْتَلَة . ويقال : إِن أَبا جعفر هدم الزَّوْراء بالحِيرَةِ في أَيامه . الجوهري : والزَّوْراءُ اسم مال كان لأُحَيْحَةَ بن الجُلاح الأَنصاري ؛ وقال : إِني أُقيمُ على الزَّوْراءِ أَعْمُرُها ، إِنَّ الكَريمَ على الإِخوانِ ذو المالِ "
المعجم: لسان العرب
رود
" الرَّوْدُ : مصدر فعل الرائد ، والرائد : الذي يُرْسَل في التماس النُّجْعَة وطلب الكلإِ ، والجمع رُوَّاد مثل زائر وزُوَّار . وفي حديث عليّ ، عليه السلام ، في صفة الصحابة ، رضوان الله عليهم أَجمعين : يدخلون رُوَّاداً ويخرجون أَدلة أَي يدخلون طالبين للعلم ملتمسين للحلم من عنده ويخرجون أَدلة هُداة للناس . وأَصل الرائد الذي يتقدّم القوم يُبْصِر لهم الكلأَ ومساقط الغيث ؛ ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث : وسمعت الرُّوَّاد يدعون إِلى ديارتها أَي تطلب الناس إِليها ، وفي حديث وفد عبد القيس : إِنَّا قوم رادَةٌ ؛ وهو جمع رائد كحاكة وحائك ، أَي نرود الخير والدين لأَهلنا . وفي شعر هذيل : رادَهم رائدهم (* قوله « والريوند » في القاموس والروند كسجل ، يعني بكسر ففتح فسكون ، والاطباء يزيدونها الفاً ، فيقولون راوند )، ونحو هذا كثير في لغتها ، فإِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه ، وإِما أَن يكون فَعَلاً ، إِلا أَنه إِذا كان فَعَلاً فإِنما هو على النسَب لا على الفعل ؛ قال أَبو ذؤيب يصف رجلاً حاجّاً طلب عسلاً : فباتَ بِجَمْعٍ ، ثم تمَّ إِلى مِنًى ، فأَصبح راداً يَبتِغي المزْجَ بالسَّحْل أَي طالباً ؛ وقد راد أَهله منزلاً وكلأً ، وراد لهم رَوْداً وارتاد واستراد . وفي حديث معقل بن يسار وأُخته : فاستَراد لأَمر الله أَي رجع ولان وانقاد ، وارتاد لهم يرتاد . ورجل رادٌ : بمعنى رائد ، وهو فَعَل ، بالتحريك ، بمعنى فاعل كالفَرَط بمعنى الفارط . ويقال : بعثنا رائداً يرود لنا الكلأَ والمنزل ويرتاد والمعنى واحد أَي ينظر ويطلب ويختار أَفضله . قال وجاءَ في الشعر : بعثوا رادهم أَي رائدهم ؛ ومن أَمثالهم : الرائدُ لا يَكْذب أَهَله ؛ يضرب مثلاً للذي لا يكذب إِذا حدّث ، وإِنما قيل له ذلك لأَنه إِن لم يَصْدُقهم فقد غرّر بهم . وراد الكلأَ يَرُدوه رَوْداً ورِياداً وارتاده ارتياداً بمعنى أَي طلبه . ويقال : راد أَهلَه يرودهم مَرْعىً أَو منزلاً رياداً وارتاد لهم ارتياداً ؛ ومنه الحديث : إِذا أَراد أَحدكم أَن يبول فليَرتَدْ لبوله أَي يرتاد مكاناً دَمِثاً ليناً منحدراً ، لئلا يرتد عليه بوله ويرجع عليه رَشاشُه . والرائد : الذي لا منزل له . وفي الحديث : الحمى رائدُ الموت أَي رسول الموت الذي يتقدّمه ، كالرائد الذي يبعث ليَرتاد منزلاً ويتقدم قومه ؛ ومنه حديث المولد : أُعيذُك بالواحد ، من شر كلِّ حاسد وكلِّ خَلْقٍ رائد أَي يتقدم بمكروه . وقولهم : فلان مُسترادٌ لمثله ، وفلانة مستراد لمثلها أَي مِثلُه ومثلها يُطلب ويُشَحُّ به لنفاسته ؛ وقيل : معناه مُسترادُ مِثلِه أَو مِثلِها ، واللام زائدة ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي : ولكنَّ دَلاًّ مُستراداً لمِثلِه ، وضرباً للَيْلى لا يُرى مِثلُه ضربا ورادَ الدارَ يَرُودُها : سأَلها ؛ قال يصف الدار : وقفت فيها رائداً أَرُودُها ورادث الدوابُّ رَوْداً وَرَوَداناً واسترادتْ : رَعَتْ ؛ قال أَبو ذؤيب : وكان مِثلَينِ أَن لا يَسرحَوا نَعَماً ، حيثُ استرادَتْ مواشيهمْ ، وتسريحُ ورُدْتُها أَنا وأَردتها . والروائدُ : المختلفة من الدواب ؛ وقيل : الروائدُ منها التي ترعى من بينها وسائرها محبوس عن المرتع أَو مربوط . التهذيب : والروائد من الدواب التي ترتع ؛ ومنه قول الشاعر : كأَنَّ روائدَ المُهْراتِ منها ورائدُ العين : عُوَّارُها الذي يَرُودُ فيها . ويقال : رادَ وِسادُه إِذا لم يستقرّ . والرِّيادُ وذَبُّ الرِّياد : الثور الوحشي سمي بالمصدر ؛ قال ابن مقبل : يُمَشِّي بها ذَبُّ الرِّيادِ ، كأَنه فتًى فارسيٌّ في سراويلِ رامح وقال أَبو حنيفة : رادتِ الإِبلُ ترودُ رِياداً احتلفت في المرعى مقبلة ومدبرة وذلك رِيادُها ، والموضه مَرادٌ ؛ وكذلك مَرادُ الريح وهو المكان الذي يُذهَبُ فيه ويُجاء ؛ قال جندل : والآلُ في كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ وفي حديث قس : ومَراداً لمَحْشرِ الخَلْق طُرّا أَي موضعاً يحشر فيه الخلق ، وهو مَفْعل من رادَ يَرْودُ . وإِن ضُمَّت الميم ، فهو اليوم الذي يُرادُ أَن يحشر فيه الخلق . ويقال : رادَ يَرودُ إِذا جاء وذهب ولم يطمئن . ورجل رائد الوِسادِ إِذا لم يطمئن عليه لِهَمٍّ أَقلَقَه وبات رائدَ الوساد ؛
وأَنشد : تقول له لما رأَت جَمْعَ رَحلِه : (* قوله « تقول له لما رأت جمع رحله » كذا بالأصل ومثله في شرح القاموس . والذي في الأساس : لما رأت خمع رجله ، بفتح الخاء المعجمة وسكون الميم أي عرج رجله .) أَهذا رئيسُ القومِ رادَ وِسادُها ؟ دعا عليها بأَن لا تنام فيطمئن وسادها . وامرأَة رادٌ ورَوادٌ ، بالتخفيف غير مهموز ، ورَو ود ؛ الأَخيرة عن أَبي علي : طوّافة في بيوت جاراتها ، وقد رادتْ تَرودُ رَوْداً وَروَدَاناً ورُؤوداً ، فهي رادَة إِذا أَكثرت الاختلاف إِلى بيوت جاراتها . الأَصمعي : الرادَة من النساء ؛ غير مهموز ، التي تَرودُ وتطوف ، والرَّأَدة ، بالهمز . السريعة الشباب ، مذكور في موضعه . ورادت الريحُ تَرودُ رَوْداً ورُؤوداً وروَدَاناً : جالت ؛ وفي التهذيث : إِذا تحركت ، ونَسَمَتْ تَنْسِمِ نَسَماناً إِذا تحركت تحركاً خفيفاً . وأَراد الشيءَ : شاءَه ؛ قال ثعلب : الإِرادَة تكون مَحَبَّة وغير محبة ؛ فأَما قوله : إِذا ما المرءُ كان أَبوه عَبْسٌ ، فَحَسْبُكَ ما تزيدُ إِلى الكلام فإِنما عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى الذي يحوجك أَو يجيئك إِلى الكلام ؛ ومثله قول كثير : أُريدُ لأَنسى ذِكرَها ، فكأَنما تَمثَّلُ لي لَيْلى بكلِّ سبيلِ أَي أُريد أَن أَنسى . قال ابن سيده : وأُرى سيبويه قد حكى إِرادتي بهذا لك أَي قصدي بهذا لك . وقوله عز وجل : فوجدا فيها جداراً يريد أَن ينقضَّ فأَقامه ؛ أَي أَقامه الخَضِرُ . وقال : يريد والإِرادة إِنما تكون من الحيوان ، والجدارُ لا يريد إِرادَة حقيقية لأَنَّ تَهَيُّؤه للسقوط قد ظهر كما تظهر أَفعال المريدين ، فوصف الجدار بالإِرادة إِذ كانت الصورتان واحدة ؛ ومثل هذا كثير في اللغة والشعر ؛ قال الراعي : في مَهْمَةٍ قَلِقَتْ به هاماتُها ، قَلَقَ الفُؤُوسِ إِذا أَردنَ نُضولا وقال آخر : يُريدُ الرمحُ صدرَ أَبي بَراء ، ويَعدِلُ عن دِماءِ بَني عَقيل وأَرَدْتُه بكلِ ريدَة أَي بكل نوع من أَنواع الإِرادة . وأَراده على الشيء : كأَداره . والرَّودُ والرُّؤْدُ : المُهْلَة في الشيء . وقالوا : رُؤَيْداً أَي مَهلاً ؛ قال ابن سيده : هذه حكاية أَهل اللغة ، وأَما سيبويه فهو عنده اسم للفعل . وقالوا رُوْيداً أَي أَمهِلْه ولذلك لم يُثن ولم يُجْمع ولم يؤنث . وفلان يمشي على رُودٍ أَي على مَهَل ؛ قال الجَموحُ الظَّفَرِيُّ : تَكادِ لا تَثلِمُ البَطحاءَ وَطْأَتُها ، كأَنها ثَمِلٌ يَمِشي على رُودِ وتصغيره رُوَيد . أَبو عبيد عن أَصحابه : تكبير رويدٍ رَوْدٌ وتقول منه أَرْوِدْ في السيرِ إِرْواداً ومُرْوَداً أَي ارفق ؛ وقال امرُؤ القيس : جَوَادُ المَحَصَّةِ والمُرْوَدِ وبفتح الميم أَيضاً مثل المُخْرَج والمَخرج ؛ قال ابن بري : صواب إِنشاده جوادَ ، بالنصب ، لأَن صدرَه : وأَعدَدْتُ للحرب وثَّابَةً والجَواد هنا الفرس السريعة . والمَحَثَّة : من الحث ؛ يقول إِذا استحثثتها في السير أَو رفقت بها أَعطتك ما يرضيك من فعلها . وقولهم : الدهرُ أَرودُ ذُو غِيَرٍ أَي يَعمل عمله في سكون لا يُشَعر به . والإِرواد : الإِمهال ، ولذلك ، قالوا رُوَيداً بدلاً من قولهم إِرْواداً التي بمعنى أَرْوِدْ ، فكأَنه تصغير الترخيم بطرح جميع الزوائد ، وهذا حكم هذا الضرب من التحقير ؛ قال ابن سيده : وهذا مذهب سيبويه في رويد لأَنه جعله بدلاً من أَرُوِدْ ، غير أَن رُويداً أَقرب إِلى إِرْوادٍ منها إِلى أَرْوِدْ لأَنها اسم مثل إِرواد ، وذهب غير سيبوية إِلى أَن رُويداً تصغير رُود ؛
وأَنشد بيت الجموح الظفري : كأَنها ثَمِلٌ يمشي على رُو ؟
قال : وهذا خطأٌ لأَن رُوداً لم يوضع موضع الفعل كما وضعت إِرواد بدليل أَرود . وقالوا : رُويدك زيداً فلم يجعلوا للكاف موضعاً ، وإِنما هي للخطاب ودليل ذلك قولهم : أَرَأَيتك زيداً أَبو من ؟ والكاف لا موضع لها لأَنك لو قلت أَرأَيت زيداً أَبو من هو لا يستغني الكلام ؛ قال سيبويه : وسمعنا من العرب من يقول : والله لو أَردتَ الدراهم لأَعطيتك رُوَيْدَ ما الشِّعرِ ؛ يريد أَرْوِدِ الشعر كقول القائل لو أَردت الدارهم لأُعْطِيَنَّك فدع الشعر ؛ قال الأَزهري : فقد تبين أَن رُويد في موضع الفعل ومُتَصَرَّفِهِ يقول رُويدَ زيداً ، وإِنما يقول أَرود زيداً ؛
وأَنشد : رُويدٍ عَلِيًّا ، جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهم إِلينا ، ولكن وُدُّهم مُتَماين ؟
قال : رواه ابن كيسان « ولكن بعضهم مُتيامِنُ » وفسره أَنه ذاهب إِلى اليمن . قال : وهذا أَحب إِليّ من متماين . قال ابن سيده : ومن العرب من يقول رويد زيد كقوله غَدْرَ الحي وضَرْبَ الرِّقاب ؛ قال : وعلى هذا أَجازوا رُويدك نفسك زيداً . قال سيبويه : وقد يكون رويد صفة فيقولون ساروا سيراً رُويداً ، ويحذفون السير فيقولون ساروا رُويداً يجعلونه حالاً له ، وصف كلامه واجتزأَ بما في صدر حديثه من قولك سار عن ذكر السير ؛ قال الأَزهري : ومن ذلك قول العرب ضعه رويداً أَي وضعاً رويداً ، ومن ذلك قول الرجل يعالج الشيء إِنما يريد أَن يقول علاُجاً رويداً ، قال : فهذا على وجه الحال إِلا أَن يظهر الموصوف به فيكون على الحال وعلى غير الحال . قال : واعلم أَن رويداً تلحقها الكاف وهي في موضع أَفعِلْ ، وذلك قولك رويدك زيداً ورويدكم زيداً ، فهذه الكاف التي أُلحقت لتبيين المخاطب في رويداً ، ولا موضع لها من الإِعراب لأَنها ليست باسم ، ورويد غير مضاف إِليها ، وهو متعد إِلى زيد لأَنه اسم سمي به الفعل يعمل عمل الأَفعال ، وتفسير رويد مهلاً ، وتفسير رويدك أَمهِلْ ، لأَن الكاف إِنما تدخله إِذا كان بمعنى أَفعِل دون غيره ، وإِنما حركت الدال لالتقاء الساكنين فنُصبَ نَصْبَ المصادر ، وهو مصغر أَرْوَدَ يُرْوِد ، وله أَربعة أَوجه : اسم للفعل وصفة وحال ومصدر ، فالاسم نحو قولك رويد عمراً أَي أَروِدْ عمراً بمعنى أَمهِلْه ، والصفة نحو قولك ساروا سيراً رُويداً ، والحال نحو قولك سار القومُ رُويداً لما اتصل بالمعرفة صار حالاً لها ، والمصدر نحو قولك رويد عَمْرٍو بالإِضافة ، كقوله تعالى : فضرب الرقاب . وفي حديث أَنْجَشَةَ : رُويدَك رِفْقاً بالقوارير أَي أَمهل وتأَنّ وارفُق ؛ وقال الأَزهري عند قوله : فهذه الكاف التي أُلحقت لتبيين المخاطب في رويداً ، قال : وإِنما أُلحقت المخصوص لأَن رويداً قد يقع للواحد والجمع والذكر والأُنثى ، فإِنما أَدخل الكاف حيث خِيف التباس من يُعْنى ممن لا يُعْنى ، وإِنما حذفت في الأَول استغناء بعلم المخاطب لأَنه لا يعنى غيره . وقد يقال رويداً لمن لا يخاف أَن يلتبس بمن سواه توكيداً ، وهذا كقولك النَّجاءَكَ والوَحاك تكون هذه الكاف علماً للمأْمورين والمنهبين . قال وقال الليث : إِذا أَردت بِرُوَيد الوعيد نصبتها بلا تنوين ؛
وأَنشد : رُويدَ تَصَاهَلْ بالعِراقِ جِيادَنا ، كأَنك بالضحَّاك قد قام نادِبُ ؟
قال ابن سيده ، وقال بعض أَهل اللغة : وقد يكون رويداً للوعيد ، كقوله : رُويدَ بني شيبانَ ، بعضَ وَعيدِكم تُلاقوا غداً خَيْلي على سَفَوانِ فأَضاف رويداً إِلى بني شيبان ونصب بعضَ وعيدكم بإِضمار فعل ، وإِنما ، قال رويد بني شيبان على أَن بني شيبان في موضع مفعول ، كقولك رويد زيدٍ وكأَنه أَمر غيرهم بإِمهالهم ، فيكون بعض وعيدكم على تحويل الغيبة إِلى الخطاب ؛ ويجوز أَن يكون بني شيبان منادى أَي أَملهوا بعضَ وعيدكم ، ومعنى الأَمر ههنا التأْهير والتقليل منه ، ومن رواه رويدَ بني شيبانَ بعضَ وعيدهم كان البدل لأَن موضع بني شيبان نصب ، على هذا يتجه إِعراب البيت ؛ قال : وأَما معنى الوعيد فلا يلزم وإِنما الوعيد فيه بحسب الحال لأَنه يتوعدهم باللقاء ويتوعدونه بمثله . قال الأَزهري : وإِذا أَردت برُويد المهلة والإِرواد في الشيء فانصب ونوّن ، تقول : امش رويداً ، قال : وتقول العرب أَروِدْ في معنى رويداً المنصوبة . قال ابن كيسان في باب رويداً : كأَنّ رويداً من الأَضداد ، تقول رويداً إِذا أَرادوا دَعْه وخَلِّه ، وإِذا أَرادوا ارفق به وأَمسكه ، قالوا : رويداً زيداً أَيضاً ، قال : وتَيْدَ زيداً بمعناها ، قال : ويجوز إِضافتها إِلى زيد لأَنهما مصدران كقوله تعالى : فضرب الرقاب . وفي حديث علي : إِن لبني أُمية مَرْوَداً يَجرون إِليه ، هو مَفْعَل من الإِرْوادِ الإِمهال كأَنه شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون إِليه ، والميم زائدة . التهذيب : والرِّيدة اسم يوضع موضع الارتياد والإِرادة ، وأَراد الشيء : أَحبه وعُنِيَ به ، والاسم الرِّيدُ . وفي حديث عبد الله : إِن الشيطان يريد ابن آدَم بكل ريدة أَي بكل مَطْلَب ومُراد . يقال : أَراد يريد إِرادة ، والريدة الاسم من الإِرادة . قال ابن سيده : فأَما ما حكاه اللحياني من قولهم : هَرَدْتُ الشيء أَهَريدُه هِرادةً ، فإِنما هو على البدل ، قال سيبويه : أُريد لأَن تفعل معناه إِرادتي لذلك ، كقوله تعالى : وأُمِرتُ لأَنْ أَكونَ أَوَّلَ المسلمين . الجوهري وغيره : والإِرادة المشيئة وأَصله الواو ، كقولك راوده أَي أَراده على أَن يفعل كذا ، إِلا أَن الواو سكنت فنقلت حركتها إِلى ما قبلها فانقلبت في الماضي أَلفاً وفي المستقبل ياء ، وسقطت في المصدر لمجاورتها الأَلف الساكنة وعوّض منها الهاء في آخره . قال الليث : وتقول راوَدَ فلان جاريته عن نفسها وراوَدَتْه هي عن نفسه إِذا حاول كل واحد من صاحبه الوطء والجماع ؛ ومنه قوله تعالى : تراود فتاها عن نفسه ؛ فجعل الفعل لها . وراوَدْتُه على كذا مُراوَدَةً ورِواداً أَي أَردتُه . وفي حديث أَبي هريرة : حيث يُراوِدُ عمَّه أَبا طالب على الإِسلام أَي يُراجعه ويُرادُّه ؛ ومنه حديث الإسراء :، قال له موسى ، صلى الله عليهما وسلم : قد والله راودْتُ بني إِسرائيل على أَدنى من ذلك فتركوه . وراودْته عن الأَمر وعليه : داريته . والرائد : العُود الذي يقبض عليه الطاحن إِذا أَداره . قال ابن سيده : والرائدُ مَقْبِضُ الطاحن من الرحى . ورائدُ الرحى : مَقْبِضُها . والرائد : يد الرحى . والمِرْوَدُ : الميل وحديدة تدور في اللجام ومِحورُ البكرة إِذا كان من حديد . وفي حديث ماعز : كما يدخل المِرْوَدِ في المكحُلةِ ؛ المِرْوَدُ ، بكسر الميم : الميل الذي يكتحل به ، والميم زائدة . والمِرْوَدُ أَيضاً : المَفْصِل . والمِرْوَدُ : الوَتِدُ ؛ قال : داوَيْتُه بالمَحْضِ حتى شتا ، يَجتذِبُ الأَرِيَّ بالمِرْوَد أَراد مع المِروَد . ويقال : ريح رَوْدٌ لينة الهُبوب . ويقال : ريح رادة إِذا كانت هَوْجاء تَجيءُ وتذهب . وريح رائدة : مثل رادة ، وكذلك رُواد ؛ قال جرير : أَصَعْصَعَ إِن أُمَّكَ ، بعد ليلي ، رُوادُ الليلِ ، مُطْلَقَةُ الكِمام وكذلك امرأَة رواد ورَادة ورائدة . "