وصف و معنى و تعريف كلمة أتشذان:


أتشذان: كلمة تتكون من ستة أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ نون (ن) و تحتوي على ألف همزة (أ) و تاء (ت) و شين (ش) و ذال (ذ) و ألف (ا) و نون (ن) .




معنى و شرح أتشذان في معاجم اللغة العربية:



أتشذان

جذر [تشذ]

  1. شَوَّذَ : (فعل)
    • شَوَّذَتِ الشَّمْسُ: مالت للمغِيب
    • شَوَّذَتِ السَّحَابُ الشَّمسَ: أحاط بها خفيفا رقيقًا
  2. شَذا : (اسم)
    • الشَّذا: (الحيوان) جنس حشرات من فصيلة الذُّباب ورتبة ذوات الجناحين تنقل إلى الإنسان، أو الحيوان الذي تلسعه طائفة من الأمراض ‏الطفيليّة كمرض النوم وغيره
    • الشَّذا : قوَّة الرائحة
    • الشَّذا :كِسرُ العود الصغار يُتطيّب بها
    • أريج، رائحة طيِّبة تفوح من الموادّ النّباتيّة ‏العطرة
    • الشَّذى :: الشَرُّ، الأذَى
  3. شَذاً : (اسم)
    • شَذاً : جمع شَذَاةُ وهي بقية القوَّة والشِّدَّة
  4. شذا : (فعل)
    • شَذا يَشذو ، اشْذُ ، شَذْوًا ، فهو شاذٍ
    • شذا المِسكُ : قويت رائِحتُه وانتشرت
    • شذا فلانٌ: تطيَّب بالمسكِ
    • شَذَا مُنَافِسَهُ: آذَاهُ


  5. شَذَّ : (فعل)
    • شذَّ / شذَّ عن شَذَذْتُ ، يَشُذّ ويَشِذّ ، اشْذُذْ / شُذَّ واشْذِذْ / شِذّ ، شُذوذًا وشَذًّا ، فهو شاذّ ، والمفعول مشذوذ عنه
    • شذَّ الرّجُلُ: انفرد عن الجماعة وخالفهم
    • شذَّ عن الأصول: خالفها
    • شَذَّ القَوْلُ : خَرَجَ عَنِ القَاعِدَةِ وَخَالَفَ القِيَاسَ
  6. أَشذَّ : (فعل)
    • أشذَّ يُشذّ ، أشْذِذْ / أشِذَّ ، إشذاذًا ، فهو مُشِذّ ، والمفعول مُشَذّ - للمتعدِّي
    • أشذَّ الرَّجلُ :جاء بقولٍ شاذّ يخالف فيه الجماعة
    • أشذَّ ولدَه عن رفاق السُّوء: نحَّاه وأبعده عنهم
    • أشذَّ القولَ: جاء به شاذاً
,
  1. شوذ
    • "المِشْوَذُ: العِمامة؛

      أَنشد ابن الأَعرابي للوليد بن عقبة بن أَبي مُعَيْط وكان قد وليَ صدقات تغلب: إِذا ما شَدَدْتُ الرَّأْسَ مني بِمشْوَذٍ،فَغَيَّكِ مني تَغْلِبُ ابْنَةَ وائِلِ يريد غيّاً لك ما أَطوله مني، وقد شَوَّذَه بها.
      وفي حديث النبيّ، صلى الله عليه وسلم: أَنه بعث سرية فأَمرهم أَن يمسحوا على المَشَاوِذِ والتَّسَاخِين؛ وقال أَبو بكر: المشاوذ العمائم، واحدها مِشْوَذٌ، والميم زائدة.
      ابن الأَعرابي: يقال للعمامة المشوذ والعِمَادَة، ويقال: فلان حسن الشِّيذَة أَي حسن العمة.
      وقال أَبو زيد: تشوّذ الرجل واشتاذ إِذا تعمم تَشَوْذُناً (* قوله «تشوذناً» كذا بالأصل ولعله تشوذاً.)، قال: وشَوَّذْتُه تَشْويذاً إِذا عممته.
      قال أَبو منصور: أَحسبه أُخذ من قولك شَوَّذَتِ الشمس إِذا مالت للمغيب؛ وذلك أَنها كانت غطيت بهذا الغيم؛ قال الشاعر: لَذُنْ غُدْوَة حتى إِذا الشمسُ شَوَّذَت لِذِي سَوْرة مَخْشيَّة وحذار وتشوَّذَ الرجل واشتاذ أَي تعمم.
      وجاء في شعر أُمية: شَوَّذَت الشمس؛ قال أَبو حنيفة: أَي عممت بالسحاب؛ وبيت أُمية: وشَوَّذَتْ شَمْسُهم إِذا طَلَعت بالخُلْبِ هِفّاً، كأَنه كَتَمُ الأَزهري: أَراد أَنّ الشمس طلعت في قَتَمَةٍ كأَنها عممت بالغُبرَة التي تضرب إِلى الصُّفْرة، وذلك في سنة الجدب والقحط، أَي صار حولها خُلَّبُ سَحابٍ رقيق لا ماء فيه وفيه صفرة، وكذلك تطلع الشمس في الجدب وقلة المطر.
      والكَتَمُ: نبات يخلط مع الوَسْمَةِ يُخْتَضَبُ به.
      "

    المعجم: لسان العرب

,
  1. شَرَفُ
    • ـ شَرَفُ : العُلُوُّ ، والمكانُ العالي ، والمَجْدُ ، أو لا يكونُ إلاَّ بالآباءِ ، أو عُلُوُّ الحَسَبِ ،
      ـ شَرَفُ من البعيرِ : سَنامُه ، والشَّوْطُ ، أو نحو مِيلٍ ، ومنه : '' فاسْتَنَّتْ شَرَفاً أو شَرَفَيْنِ ''،
      ـ شَرَفُ : الإِشْفاءُ على خَطَرٍ من خيرٍ أو شَرٍّ ، وجبلٌ قُرْبَ جبلِ شُرَيْفٍ ، وشُرَيْفٌ : أعْلَى جبلٍ ببلادِ العَرَبِ ، وقد صَعِدْتُه ، وفي الشَّرَفِ حِمَى ضَرِيَّةَ ، والرَّبَذَةُ ، وموضع بإِشْبِيلِيَّةَ ، منه : أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ محمدٍ الشَّرَفِيُّ خَطيبُ قُرْطُبَةَ وصاحِبُ شُرْطَتِها ، وهذا عجيبٌ ، وياقوتُ بنُ عبدِ اللهِ الشَّرَفِيُّ المَوْصِلِيُّ الكاتِبُ ، ومَحَلَّةٌ بمِصْرَ ، منها : عليُّ بنُ إبراهيمَ الضَّريرُ الفقيهُ ، وسعيدُ بنُ سَيِّدٍ القُرَشِيُّ ، وعَتيقُ بنُ أحمدَ : المُحَدِّثونَ الشَّرَفيُّونَ ،
      ـ شَرَفُ البياضِ : من بلادِ خَوْلانَ ،
      ـ شَرَفُ قِلْحاحٍ : قَلْعَةٌ قُرْبَ زَبيدَ ،
      ـ الشَّرَفُ الأعْلَى : جبلٌ آخَرُ هُنالِكَ ، وموضع بدِمَشْقَ ،
      ـ شَرَفُ الأرْطَى : مَنْزِلٌ لِتَميمٍ ،
      ـ شَرَفُ الرَّوْحاءِ : من المدينةِ على سِتَّةٍ وثلاثينَ مِيلاً ، كما في مُسْلِمٍ ، أو أربَعينَ أو ثلاثينَ ، ومَواضِعُ أُخَرُ ،
      ـ شَرَفُ بنُ محمدٍ المُعافِرِيُّ ، وعليُّ بنُ إبراهيمَ الشَّرَفِيُّ : محدِّثانِ .
      ـ شُرَيْفُ : جبلٌ تقدَّمَ ، وماءٌ لبني نُمَيْرٍ بنَجْدٍ ، وله يومٌ ، أو هو ماءٌ وما عن يَمينِه شَرَفٌ وما عن يَسارِه شُرَيْفٌ .
      ـ إسحاقُ بنُ شَرْفَى : شيخٌ للثَوْرِيِّ .
      ـ شَرُفَ فهو شَريفٌ اليومَ ، وشارِفٌ عن قَريبٍ : سَيَصيرُ شَريفاً ، ج : شُرَفاءُ وأشْرافٌ وشَرَفٌ .
      ـ شارِفُ من السِهامِ : العَتيقُ القديمُ ،
      ـ شارِفُ من النُّوقِ : المُسِنَّةُ الهَرِمةُ ، كالشارِفَةِ ، وقد شَرُفَتْ شُروفاً ، وشَرَفَتْ ، ج : شَوارِفُ وشُرُفٌ وشُرَّفٌ وشُروفٌ ،
      ـ في الحديثِ '' أتَتْكُمُ الشُّرُفُ الجُونُ '': الفِتَنُ المُظلِمَةُ ، ويُرْوَى الشُّرُقُ ، أي : الفِتَنُ الطالعةُ .
      ـ شُرُفُ من الأبْنِيَةِ : مالَها شرَفٌ ، الواحدةُ : شَرْفاءُ .
      ـ شَوارِفُ : وِعاءُ الخَمْرِ من خابِيَةٍ ونحوِها .
      ـ شارُوفُ : جبلٌ ، والمِكْنَسَةُ ، مُعَرَّبُ جارُوبَ .
      ـ الشَّرافُ : موضع ، أو ماءَةٌ لِبَني أسَدٍ ، أو جَبَلٌ عالٍ ، أو يُصْرَفُ ، أو شِرافُ مَمْنوعاً .
      ـ شُرافُ : ماءٌ .
      ـ شَرَفَهُ : غَلَبَهُ شَرَفاً ، أو طالَهُ في الحَسَبِ ،
      ـ شَرَفَ الحَائِطَ : جَعَلَ له شُرْفَةً .
      ـ أشْرَفُ : الخُفَّاشُ ، وطائِرٌ آخَرُ لا وَكْرَ لَهُ ، لا يَسْقُطُ إِلاَّ رَيْثَما يَجْعَلُ لِبَيْضِهِ أُفْحوصاً من تُرابٍ ، ويَبيضُ ويُغَطِّي عليه ويَطيرُ ، وبَيْضُهُ يَتَفَقَّس بِنَفْسِهِ ، فإِذا أطاقَ فَرْخُهُ الطَّيَرانَ ، كانَ كأَبَوَيْهِ في عادَتِهِما .
      ـ مَنْكِبٌ أشْرَفُ : عالٍ .
      ـ أُذُنٌ شَرْفاءُ : طَويلَةٌ .
      ـ شُرْفَةُ القَصْرِ : معروف ، ج : شُرَفٌ .
      ـ شُرْفَةُ المالِ : خِيارُهُ .
      ـ قَوْلُهُم : أعُدُّ إتْيانَكُم شُرْفَةً : فَضْلاً وشَرَفاً أتَشَرَّفُ به .
      ـ شُرُفاتُ الفَرَسِ : هادِيهِ ، وقَطاتُهُ .
      ـ أُذُنٌ شُرافِيَّةٌ : شُفارِيَّةٌ .
      ـ ناقَةٌ شُرافِيَّةٌ : ضَخْمَةُ الأذُنَيْنِ ، جَسيمَةٌ .
      ـ شُرافِيُّ : ثِيابٌ بيضٌ ، أو ما يُشْتَرَى مِمَّا شارَفَ أرْضَ العَجَمِ من أرْضِ العَرَبِ .
      ـ أشْرافُكَ : أُذُناكَ وأنْفُكَ .
      ـ شِرْيافُ : وَرَقُ الزَّرْعِ إذا طالَ وكثُرَ حتى يُخافَ فَسادُهُ فَيُقْطَعَ .
      ـ مَشارِفُ الأرْضِ : أعاليها .
      ـ مَشارِفُ الشَّأْمِ : قُرىً من أرْضِ العَرَبِ تَدْنُو من الريفِ ، منها : السُّيوفُ المَشْرَفِيَّةُ ،
      ـ أبو المَشْرَفِيِّ عَمْرُو بنُ جابِرٍ : أوَّلُ مَوْلودٍ بِواسِطَ ، وكُنْيَةُ لَيْثٍ شَيْخِ الثَّوْرِيِّ الراوي عن أبي مَعْشَرٍ .
      ـ شَرِفَ : دامَ على أكْلِ السَّنامِ ،
      ـ شَرِفَ الأذُنُ ، والمَنْكِبُ : ارْتَفَعا .
      ـ شَرُفَ شَرَفاً : علا في دينٍ أو دُنْيا .
      ـ أشْرَفَ المَرْبَأَ : عَلاَهُ ، كشَرَّفَهُ وشارَفَهُ ،
      ـ أشْرَفَ عليه : اطَّلَعَ من فَوْقُ ، وذلك المَوْضِعُ مُشْرَفٌ ،
      ـ أشْرَفَ المَريضُ على المَوْتِ : أشْفَى ،
      ـ أشْرَفَ عليه : أشْفَقَ .
      ـ مُشْرِفٌ : رَمْلٌ بالدَّهْناءِ .
      ـ مُشَرَّفُ : جَبَلٌ .
      ـ شَريفَةُ : بِنْتُ محمدِ بنِ الفَضْلِ ، حَدَّثَتْ .
      ـ شَرَّفَ اللُّه الكَعْبَةَ : من الشَّرَفِ ،
      ـ شَرَّفَ فُلانٌ بَيْتَه : جَعَلَ له شُرَفاً .
      ـ تَشَرَّفَ : صارَ مُشَرَّفاً .
      ـ تُشُرِّفَ القَوْمُ : قُتِلَتْ أشْرافُهُم .
      ـ اسْتَشْرَفَهُ حَقَّهُ : ظَلَمَهُ ،
      ـ اسْتَشْرَفَ الشيءَ : رَفَعَ بَصَرَهُ إليه ، وبَسَطَ كَفَّهُ فَوْقَ حاجِبِهِ كالمُسْتَظِلِّ من الشَّمْسِ .
      ـ '' أُمِرْنا أنْ نَسْتَشْرِفَ العَيْنَ والأذُنَ '': نَتَفَقَّدَهُما ، ونَتَأمَّلَهُما لِئِلاَّ يكونَ فيهما نَقْصٌ من عَوَرٍ أو جَدْعٍ ، أي : نَطْلُبَهُما شَريفَيْنِ بالتَّمامِ .
      ـ شارَفَهُ : فاخَرَهُ في الشَّرَفِ .
      ـ اسْتَشْرَفَ : انْتَصَبَ .
      ـ فَرَسٌ مُشْتَرِفٌ : مُشْرِفُ الخَلْقِ ،
      ـ شَرْيَفَهُ : قَطَعَ شِرْيافَهُ .

    المعجم: القاموس المحيط



  2. شبث
    • " شَبِثَ الشيءَ : عَلِقَه وأَخذه .
      سئل ابن الأَعرابي عن أَبيات ؛ فقال : ما أَدْري مِن أَين شَبِثْتُها ؟ أَي عَلِقْتُها وأَخَذْتُها .
      والتَّشَبُّثُ بالشيء : التَّعَلُّق به .
      والتَّثَبُّتُ : التَعَلُّق بالشيء ، ولزومه ، وشِدَّةُ الأَخْذ به .
      ورجلٌ شُبَثَةٌ وضُبَثَةٌ إِذا كان ملازماً لقِرْنِه لا يُفارقه .
      ورجل شَبِثٌ إِذا كان طَبْعُه ذلك .
      وفي حديث عمر ، قال الزبير : ضَرِسٌ ، ضَبِسٌ ، شَبِثٌ .
      الشَّبِثُ بالشيءِ : المُتَعَلِّقُ به ؛ يقال : شَبِثَ يَشْبَثُ شَبَثاً .
      والشَّبَثُ ، بالتحريك ، دُوَيْبَّة ذات قوائم سِتٍّ طوالٍ ، صَفْراءُ الظَّهْر وظُهورِ القوائم ، سَوْداءُ الرأْس ، زرقاءُ العين ؛ وقيل : هو دويبة كثيرة الأَرجل ، عظيمة الرأْس ، من أَحْناش الأَرض ؛ وقيل : الشَّبَثُ دويبة واسعة الفم ، مرتفعة المُؤَخَّرِ ، تُخَرِّبُ الأَرْضَ ، وتكون عند النُّدُوَّة ، وتأْكل العقارب ، وهي التي تسمى شَحْمَة الأَرض ؛ وقيل : هي العنكبوتُ الكثيرةُ الأَرْجُل الكبيرةُ ، وعمَّ بعضُهم به العنكبوتَ كلَّها ؛ ولا يقال شِبْثٌ ، والجمع أَشباث وشِبْثانٌ ، مثل خَرَبٍ وخِرْبانٍ ؛ قال ساعدة بن حُؤَيَّة يصف سيفاً : تَرَى أَثْرَه في صَفْحَتَيْه ، كأَنه مَدارِجُ شِبْثانٍ ، لَهنَّ هَمِيمُ والشِّبِثُ ، بكسر الشين والباء : نَباتٌ ، حكاه أَبو حنيفة .
      قال أَبو منصور : وأَما البقلة التي يقال لها الشِّبْثُ ، فهي مُعَرَّبة ، قال : ورأَيت البَحْرانيين يقولون : سِبِتٌ ، بالسين والتاء ، وأَصلها بالفارسية شِوِذٌ .
      وشُبَيْثٌ : ماءٌ معروف وَرَدَ ذكره في الحديث ؛ ومنه : دارةُ شُبَيْثٍ ؛

      قال : نَزَلُوا شُبَيْثاً والأَحَصَّ ، وأَصْبَحُوا نَزَلَتْ مَنازِلَهم بنو ذُبْيانِ أَبو عمرو : الشَّنْبَثة ، بزيادة النون ، العَلاقَةُ ؛ يقال : شَنْبَثَ الهَوى قَلْبَه أَي عَلِق به .
      "

    المعجم: لسان العرب

  3. شذب
    • " الشَّذَبُ : قِطَعُ الشَّجَرِ ، الواحدة شَذَبةٌ ؛ وهو أَيضاً قِشْرُ الشجر ؛ والشَّذْبُ المصدر ، والفعل يَشْذُبُ ، وهو القَطْعُ عن الشجر .
      وقد شَذَب اللِّحاءَ يَشْذُبُه ويَشْذِبُه ، وشَذَّبَه : قَشَره .
      وشَذَبَ العُودَ ، يَشْذُبُه شَذْباً : أَلقَى ما عليه من الأَغْصانِ حتى يَبْدُوَ ؛ وكذلك كلُّ شيءٍ نُحِّي عن شيءٍ ، فقد شُذِبَ عنه ؛ كقوله : نَشْذِبُ عن خِنْدِفَ ، حتى تَرْضَى أَي ندفع عنها العِدا ؛ وقال رؤبة : يَشْذِبُ أُولاهُنَّ عن ذاتِ النَّهَقْ .
      (* قوله « أُولاهن » كذا في النسخ تبعاً للتهذيب والذي في التكملة أُخراهن .) أَي يَطْرد .
      والشَّذَبةُ ، بالتحريك : ما يُقْطَعُ مما تفرَّق من أَغصان الشجر ولم يكن في لُبّه ، والجمع الشَّذَبُ ؛ قال الكميت : بَلْ أَنتَ في ضِئْضِـئِ النُّضارِ مِنَ * النَّبْعَةِ ، إِذ حَظُّ غيرِك الشَّذَبُ الشَّذَبُ : القُشورُ ، والعِـيدانُ المتفرّقةُ .
      وشَذَّبَ الشجرةَ تَشذِيباً .
      وجِذْعٌ مُشَذَّبٌ أَي مُقَشَّر ، إِذا قَشَرْتَ ما عليه من الشَّوْكِ ؛ ومنه قولهم : رجلٌ شاذِبٌ إِذا كان مُطَّرَحاً ، مَـأْيوساً من فَلاحِه ، كأَنه عَرِيَ من الخَير ، شُبِّهَ بالشَّذَبِ ، وهو ما يُلْقَى من النخلةِ من الكَرانِـيفِ وغير ذلك .
      وقال شمر : شَذَبْتُه أَشْذِبُه شَذْباً ، وشلَلْتُه شَلاًّ ، وشَذَّبْتُه تَشْذِيباً ، بمعنى واحد ؛ وقال بُرَيقٌ الـهُذليُّ : يُشَذِّبُ بالسَّيْفِ أَقرانَه ، * إِذْ فَرَّ ذُو اللِّـمَّةِ الفَيْلَمُ وأَنشد شمر قول ابن مقبل : تَذُبُّ عنه بلِـيفٍ شَوْذَبٍ شَمِلٍ ، * يَحْمِـي أَسِرَّةَ ، بَين الزَّوْرِ والثَّفَنِ بِلِـيفٍ أَي بذَنَبٍ .
      والشَّمِلُ : الرَّقِـيقُ .
      والأَسِرَّةُ : الخُطوطُ ، واحدها سِرَرٌ .
      وشَذَّبَ الجِذْعَ : أَلقَى ما عليه من الكَرَبِ .
      والـمِشْذَبُ : الـمِنْجَلُ الذي يُشَذَّبُ به .
      وقال أَبو حنيفة : التَّشْذيبُ في القِدْحِ العَملُ الأَوَّلُ ، والتهذيبُ العملُ الثاني ؛ وهو مذكور في موضعه .
      وشَذَّبَه عن الشيء : طَرَده ؛

      قال : أَنـــا أَبو ليْلى وسَيْفِـي الـمَعْلُوبْ ، هل يُخْرِجَنْ ذَوْدَكَ ضَرْبٌ تَشْذيبْ ، ونَسَــــبٌ ، في الـحَـيِّ ، غَيرُ مَـأْشُوبْ أَراد : ضَرْبٌ ذو تَشْذيبٍ ؛ والتَّشْذِيبُ : التَّفريقُ والتَّمزيقُ في المال ونحوه .
      القتيبي : شذَّبْتُ المالَ إِذا فرَّقْته ، وكأَنَّ الـمُفْرِطَ في الطُّول ، فُرِّقَ خَلْقُه ولم يُجْمَع ، ولذلك قيل له : مُشَذَّبٌ ؛ وكلُّ شيء تَفَرَّقَ شُذِّبَ ، قال ابن الأَنباري : غلط القتيبي في الـمُشَذّب ، أَنه الطويلُ البائنُ الطُّول ، وأَن أَصله من النخلة التي شُذِّبَ عنها جَريدها أَي قُطِّعَ وفُرِّقَ ؛ قال : ولا يقال للبائنِ الطُّول إِذا كان كثير اللحم مُشذَّبٌ حتى يكون في لحمه بعضُ النُّقْصان ؛ يقال : فرسٌ مُشَذَّبٌ إِذا كان طويلاً ، ليس بكثير اللحم .
      وفي حديث علي ، كرّم اللّه وجهه ، شَذَّبهم عَنا تَخَرُّم الآجال .
      وشَذَبَ عنه شَذْباً أَي ذَبَّ .
      والشَّاذِبُ : الـمُتَنَحِّي عن وطنه .
      ويقال : الشَّذَبُ الـمُسَنَّاة .
      ورجل شَذْبُ العُروقِ أَي ظاهِرُ العُرُوقِ .
      وأَشْذابُ الكلإِ وغيرِه ، بَقاياه ، الواحد شَذَبٌ ، وهو المأْكول ؛ قال ذوالرمة : فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من أَلائِفِه ، * يَرْتادُ أَحْلِـيَـةً ، أَعْجازُها شَذَبُ والشَّذَبُ : مَتاعُ البيتِ ، من القُماشِ وغيره .
      ورجل مُشَذَّبٌ : طَويلٌ ، وكذلك الفَرس ؛

      أَنشد ثعلب : دَلوٌ تَمَأّى ، دُبِغَتْ بالـحُلَّبِ ، * بَلَّتْ بِكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ والشَّوْذَبُ من الرجال : الطويلُ الـحَسَنُ الخَلْقِ .
      وفي صفة النبي ، صلى اللّه عليه وسلم : أَنه كان أَطْولَ من الـمَرْبوعِ وأَقصَرَ من الـمُشَذَّبِ ؛ قال أَبو عبيد : الـمُشَذَّبُ الـمُفْرِطُ في الطُّول ؛ وكذلك هو من كل شيء ، قال جرير : أَلوى بها شَذْبُ العُروقِ مُشَذَّبٌ ، * فكأَنها وكَنَتْ على طِرْبالِ رواه شمر : أَلوَى بها شَنِقُ العُروقِ مُشَذَّبٌ .
      والشَّوْذَبُ : الطويلُ النَّجِـيبُ من كل شيء .
      وشَوْذبٌ : اسم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  4. شبع
    • " الشِّبَعُ : ضدّ الجوعِ ، شَبِعَ شِبَعاً وهو شَبْعان ، والأُنثى شَبْعى وشَبْعانةٌ ، وجمعهما شِباعٌ وشَباعى ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي عارم الكلابي : فبِتْنا شَباعى آمِنِينَ من الرَّدَى ، وبالأَمْنِ قِدْماً تَطْمَئِنُّ المَضاجِعُ وجاء في الشعر شابِعٌ على الفِعْل .
      وأَشبَعَه الطعامُ والرِّعْيُ .
      والشِّبْعُ من الطعام : ما يَكْفِيكَ ويُشْبِعُك من الطعام وغيره ، والشِّبَعُ : المصدر ، تقول : قَدِّم إِليّ شِبْعِي ؛ وقول بشر بن المغيرة بن المهلب بن أبي صُفْرة : وكُلُّهُمُ قد نالَ شِبْعاً لِبَطْنِه ، وشِبْعُ الفَتَى لُؤْمٌ ، إِذا جاعَ صاحِبُهْ إِنما هو على حذف المضاف كأَنه ، قال : ونَيْلُ شِبْعِ الفتى لُؤْم ، وذلك لأَن الشِّبْعَ جوهر وهو الطعام المُشْبِعُ ولُؤْم عَرَض ، والجوهر لا يكون عرضاً ، فإِذا قَدَّرت حذف المضاف وهو النيل كان عرضاً كَلُؤْم فحسُن ، تقول : شَبِعْتُ خُبْزاً ولحماً ومن خبز ولَحْم شِبَعاً ، وهو من مصادر الطبائع .
      وأَشبَعْتُ فلاناً من الجوع .
      وعنده شُبْعةٌ من طعام ، بالضم ، أَي قَدْرُ ما يَشْبَعُ به مرَّة .
      وفي الحديث : أَن زَمْزَم كان يقال لها في الجاهلية شُباعةُ لأَن ماءها يُرْوِي العطشانَ ويُشْبِعُ الغَرْثانَ .
      والشِّبع : غِلَظٌ في الساقين .
      وامرأَة شَبْعى الخَلْخالِ : مَلأَى سِمَناً .
      وامرأَة شَبْعَى الوِشاحِ إِذا كانت مُفاضةً ضخمة البطنِ .
      وامرأَة شَبْعى الدِّرْعِ إِذا كانت ضخمةَ الخَلْقِ .
      وبَلَدٌ قد شَبِعَت غَنمُه إِذا وصف بكثرةِ النبات وتَناهِي الشِّبَعِ ، وشَبَّعَتْ إِذا وصفت بتوسط النبات ومُقارَبةِ الشِّبَعِ .
      وقال يعقوب : شَبَّعَتْ غنَمُه إِذا قاربت الشِّبَعَ ولم تَشْبَعْ .
      وبَهْمةٌ شابِعٌ إِذا بلغت الأَكل ، لا يزال ذلك وصفاً لها حتى يَدْنُوَ فِطامُها .
      وحَبْلٌ شَبِيعُ الثَّلَّة : متينها ، وثَلَّتُه صُوفُه وشعَره ووبَرُه ، والجمع شُبُع ، وكذلك الثوب ، يقال : ثوب شَبِيعُ الغزل أَي كثيره ، وثياب شُبُعٌ .
      ورجل مُشْبَعُ القلب وشَبِيعُ العقل ومُشْبَعُه : مَتِينُه ؛ وشَبُعَ عقله ، فهو شَبِيعٌ .
      مَتُنَ .
      وأَشبَعَ الثوبَ وغيرَه : رَوّاه صِبْغاً ، وقد يستعمل في غير الجواهر على المثَل كإِشْباع النَّفْخ والقِراءة وسائر اللفظ .
      وكلُّ شيء تُوَفِّرُه فقد أَشْبَعْتَه حتى الكلام يُشْبَعُ فَتُوَفَّرُ حروفُه وتقول : شَبِعْتُ من هذا الأَمر ورَوِيتُ إِذا كرهته ، وهما على الاستعارة .
      وتَشَبَّع الرجل : تزيَّن بما ليس عنده .
      وفي الحديث : المُتَشَبِّعُ بما لا يَمْلِكُ كلابِس ثَوْبَيْ زُور أَي المتكثر بأَكثر مما عنده يَتَجمَّل بذلك كالذي يُرِي أَنه شَبْعان وليس كذلك ، ومَن فعله فإِنما يَسْخَر من نفسه ، وهو من أَفعال ذوي الزُّورِ بل هو في نفسه زُور وكذب ، ومعنى ثوبي زور أَنْ يُعْمَدَ إِلى الكُمَّين فيُوصَلَ بهما كُمّان آخَرانِ فمن نظر إِليهما ظنهما ثوبين .
      والمُتشَبِّعُ : المتزَيِّن بأَكثر مما عنده يتكثر بذلك ويتزين بالباطل ، كالمرأَة تكون للرجل ولها ضَرائِرُ فَتَتَشَبَّعُ بما تَدَّعِي من الحُظْوة عند زوجها بأَكثر مما عنده لها تريد بذلك غيظ جارتِها وإِدخالَ الأَذى عليها ، وكذلك هذا في الرجال .
      والإِشباعُ في القوافي : حركة الدَّخِيل ، وهو الحرف الذي بعد التأْسيس ككسرة الصاد من قوله : كِلِينِي لِهَمٍّ ، يا أُمَيْمةَ ، ناصِبِ (* قوله « يا أُميمة » في شرح الديوان : ونصب أميمة لأنه يرى الترخيم فأقحم الهاء مثل يا تيم تيم عديّ إنما أراد يا تيم عديّ فأقحم الثاني ، قال الخليل من عادة العرب ان تنادي المؤنث بالترخيم فلما لم يرخم أجراها على لفظها مرخمة فأتى بها بالفتح ، قال الوزير : والأحسن أن ينشد بالرفع .) وقيل : إِنما ذلك إِذا كان الرَّويّ ساكناً ككسرة الجيم من قوله : كَنِعاجِ وَجْرةَ ساقَهُنْ نَ إِلى ظِلالِ الصَّيْفِ ناجِرْ وقيل : الإِشباع اختلاف تلك الحركة إِذا كان الرَّوِيّ مقيداً كقول الحطيئة في هذه القصيدة : الواهِبُ المائةِ الصَّفا يا ، فَوْقَها وَبَرٌ مُظاهَر بفتح الهاء ، وقال الأَخفش : الإِشباع حركة الحرف الذي بين التأْسيس والرَّوِيّ المطلق نحو قوله : يَزِيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ دُونِي ، كأَنَّما زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْه عليَّ المَحاجِمُ كسرةُ الجيم هي الإِشباعُ ، وقد أَكثر منها العرب في كثير من أَشْعارها ، ولا يجوز أَن يُجْمع فتح مع كسر ولا ضمٍّ ، ولا مع كسر ضمٌّ ، لأَن ذلك لم يُقل إِلا قليلاً ، قال : وقد كان الخليل يُجِيزُ هذا ولا يُجيزُ التوجيهَ ، والتوجيهُ قد جمعته العرب وأَكثرت من جمعه ، وهذا لم يُقل إِلا شاذّاً فهذا أَحْرَى أَن لا يجوز ، وقال ابن جني : سُمّي بذلك من قِبَل أَنه ليس قبل الرويّ حرف مسمى إِلا ساكناً أَعني التأْسيس والرِّدْفِ ، فلما جاء الدخيل محركاً مخالفاً للتأْسيس والرِّدْفِ صارت الحركة فيه كالإِشباع له ، وذلك لزيادة المتحرك على الساكن لاعتماده بالحركة وتمكنه بها .
      "

    المعجم: لسان العرب

  5. وشح

    • " الوِشاحُ والإِشاحُ على البدل كما يقال وِكافٌ وإِكافٌ والوُشاحُ : كله حَلْيُ النساءِ ، كِرْسانِ من لؤلؤ وجوهر منظومان مُخالَفٌ بينهما معطوف أَحدُهما على الآخر ، تَتَوَشَّحُ المرأَةُ به ، ومنه اشتق تَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه ، والجمع أَوشِحةٌ ووُشُحٌ ووَشائِحُ ؛ قال ابن سيده : وأُرى الأَخيرة على تقدير الهاء ؛ قال كثير عَزَّةَ : كأَنَّ قَنا المُرَّانِ تحتَ خُدُودِها ظِباءُ المَلا ، نِيطَتْ عليها الوَشائِحُ ووَشَّحْتُها تَوْشِيحاً فَتَوَشَّحَتْ هي أَي لبسته ؛ وتَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه وبسيفه ، وقد تَوَشَّحَتِ المرأَةُ واتَّشَحَتْ .
      الجوهري : الوِشاحُ يُنْسَجُ من أَديم عريضاً ويرَصَّعُ بالجواهر وتَشُدُّه المرأَة بين عاتقيها وكَشْحَيْها ؛ وقولُ دَهْلَب بن قُرَيْع يخاطب ابناً له : أُحِبُّ منكَ موضِعَ الوُشْحُنِّ ، وموضعَ اللَّبَّةِ والقُرْطُنِّ يعني الوُشاحَ ، وإِنما يزيدون هذه النون المشدّدة في ضرورة الشعر ؛ وأَورده الأَزهري : وموضعَ الإِزارِ والقَفَنَّ وقال : فإِنه زاد نوناً في الوُشُح والقفا .
      ابن سيده : والتوشُّح أَن يَتَّشِحَ بالثوب ، ثم يُخرجَ طَرَفه الذي أَلقاه على عاتقه الأَيسر من تحت يده اليمنى ، ثم يَعْقِدَ طرفيهما على صدره ؛ وقد أَشَّحَه الثوبَ ؛ قال مَعْقِلُ بن خويلد الهذلي : أَبا مَعْقِلٍ ، إِن كنتَ أُشِّحْتَ حُلَّةً ، أَبا مَعْقِلٍ ، فانظر بنَبْلِكَ من تَرْمِ ؟

      ‏ قال أَبو منصور : التَّوَشُّح بالرداء مثل التأَبُّط والاضطباع ، وهو أَن يُدخل الثوب من تحت يده اليمنى فيُلْقِيَه على مَنْكِبه الأَيسر كما يفعل المُحْرِمُ ؛ وكذلك الرجل يَتَوَشَّح بحمائل سيفه فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى وتكون اليمنى مكشوفة ؛ ومنه قول لبيد في تَوَشُّحِه بلجامه : ولقد حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِي فُرُطٌ وِشاحِي ، إِذ غَدَوْتُ ، لِجامُها أَخبر أَنه يخرج رَبِيئَةً أَي طليعة لقومه على راحلته وقد اجتنب إِليها فرسَه وتَوَشَّح بلجامها راكباً راحلته ، فإِن أَحَسَّ بالعدوّ أَلجمَها وركبها تَحَوُّزاً من العدوّ ، وغاوَلهم إِلى الحيّ مُنْذِراً .
      وفي الحديث : أَنه كان يَتَوَشَّحُ بثوبه أَي يَتَغَشَّى به ، والأَصل فيه من الوشاح .
      ومنه حديث عائشة : كان رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يَتَوَشَّحُني ويَنالُ من رأْسي أَي يُعانقني ويُقَبِّلني .
      وفي حديث آخر : لا عَدِمْتَ رجلاً وَشَّحَك هذا الوِشاحَ أَي ضَرَبك هذه الضربة في موضع الوُشاحِ ؛ ومنه حديث المرأَة السَّوْداء : ويومُ الوِشاحِ من تَعاجِيبِ رَبِّنا ، أَلا إِنه من بلدة الكفر نجاني (* قوله « ألا إِنه من بلدة » كذا بالأصل والذي في النهاية على أنه من دارة .؟

      ‏ قال ابن الأَثير : كان لقوم وِشاحٌ فَفَقدوه فاتهموها به ، وكانت الحِدَأَة أَخذته فأَلقته إِليهم ؛ وفيه كان للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، دِرْعٌ تسمى ذاتَ الوِشاحِ .
      ابن سيده : والوِشاحُ والوِشاحةُ السيف مثل إِزار وإِزارة ؛ قال أَبو كبير الهذلي : مُسْتَشْعِرٌ تحتَ الرِّداءِ وِشاحةً ، عَضْباً غَمُوصَ الحَدِّ غيرَ مُفَلَّلِ والوِشاحُ : القوسُ .
      والمُوَشَّحةُ من الظباء والشاء والطير : التي لها طرّتان من جانبيها ؛

      قال : أَو الأُدْم المُوَشَّحة ، العَواطِي بأَيديهنَّ من سَلَمِ النِّعافِ والوَشْحاء من المَعَز : السوداء المُوَشَّحة ببياض .
      وديكٌ مُوَشَّح إِذا كان له خُطَّتان كالوِشاحِ ؛ قال الطرماح : ونَبّهْ ذا العِفاءِ المُوَشَّحِ وثوب مُوَشَّحٌ : وذلك لوَشْيٍ فيه ، حكاه ابن سيده عن اللحياني .
      ووَشْحَى : موضع ؛

      قال : صَبَّحْنَ من وَشْحَى قَلَيْباً سُكَّا ودارةُ وَشْحاءَ : موضعٌ هنالك ؛ عن كراع .
      وواشِحُ : قبيلة من اليمن .
      "

    المعجم: لسان العرب

  6. شجع
    • " شَجُعَ ، بالضم ، شَجاعةً : اشْتَدَّ عِنْدَ البَأْسِ .
      والشَّجاعةُ : شِدّةُ القَلْبِ في البأْس .
      ورجلٌ شَجاعٌ وشِجاعٌ وشُجاعٌ وأَشْجَعُ وشَجِعٌ وشَجيعٌ وشِجَعةٌ على مثال عِنَبة ؛ هذه عن ابن الأَعرابي وهي طَرِيفةٌ ، من قوم شِجاعٍ وشُجْعانٍ وشِجْعانٍ ؛ الأَخيرة عن اللحياني ، وشُجَعاءَ وشِجْعةٍ وشَجْعةٍ وشُجْعةٍ ، الأَربع اسم للجمع ؛ قال طريف بن مالك العنبري : حَوْلِي فَوارِسُ ، من أُسَيِّدِ ، شِجْعةٌ ، وإِذا غَضِبْتُ فَحَوْلَ بَيْتِيَ خَضَّمُ ورواه الصِّقِلِّيُّ : من أُسيّدَ ، غير مصروف .
      وامرأَة شَجِعةٌ وشَجِيعةٌ وشُجاعةٌ وشَجْعاءُ من نسوة شَجائِعَ وشُجُعٍ وشِجاعٍ ؛ الجميع عن اللحياني ، ونِسْوة شجاعاتٌ ، والشَّجِعةُ من النساء : الجَريئةُ على الرجال في كلامها وسَلاطَتِها .
      وقال أَبو زيد : سمعت الكِلابِيِّينَ يقولون : رجل شُجاعٌ ولا توصف به المرأَة .
      والأَشْجَعُ من الرجال : مثل الشُّجاع ، ويقال للذي فيه خِفَّةٌ كالهَوَج لقُوّته ويسمى به الأَسَدُ ، ويقال للأَسد أَشْجَعُ وللّبُوءَة شَجْعاءُ ؛

      وأَنشد للعجاج : فَوَلَدَتْ فَرّاسَ أُسْد أَشْجَعا يعني أُم تميم ولدته أَسداً من الأُسود .
      وتَشَجَّعَ الرجلُ : أَظْهَرَ ذلك من نفسه وتَكَلّفه وليس به ، وشَجَّعَه : جعله شُجاعاً أَو قَوَّى قلبه .
      وحكى سيبويه : هو يُشَجَّعُ أَي يُرْمى بذلك ويقال له .
      وشَجّعه على الأَمر : أَقْدَمَه .
      والمَشْجُوع : المَغْلوبُ بالشجاعة .
      والأَشْجَعُ من الرجال : الذي كأَنَّ به جنوناً ، وقيل : الأَشْجَعُ المجنون ؛ قال الأَعشى : بِأَشْجَعَ أَخّاذٍ على الدَّهْرِ حُكْمَه ، فَمِنْ أَيِّ ما تَأْتِي الحَوادِثُ أَفْرَقُ وقد فسّر قوله بأَشْجَعَ أَخّاذ ، قال يصف الدهر ، ويقال : عنى بالأَشْجَع نَفْسَه ، ولا يصح أَن يراد بالأَشجع الدهر لقوله أَخّاذٍ على الدهر حكمه .
      قال الأَزهري :، قال الليث وقد قيل إِن الأَشجع من الرجال الذي كأَنَّ به جنوناً ، قال : وهذا خطأ ولو كان كذلك ما مَدح به الشُّعَراء .
      وبِهِ شَجَعٌ أَي جُنون .
      والشَّجِعُ من الإِبل : الذي يَعْتَرِيه جنون ، وقيل : هو السريع نَقْلِ القوائمِ .
      وناقة شَجِعةٌ وقَوائِمُ شَجِعاتٌ : سريعة خفيفة ، والاسم من كل ذلك الشَّجَع ؛

      قال : علَى شجعاتٍ لا شحاب ولا عُصْل (* قوله « لا شحاب » كذا في الأصل وشرح القاموس بحاء مهملة وباء موحدة ولعله شخات بمعجمة ككتاب جمع شخت وهو دقيق العنق والقوائم .) أَراد بالشجعات قَوائِمَ الإِبل الطِّوال .
      والشَّجَعُ في الإِبل : سُرْعةُ نقل القوائم ؛ جمل شَجِعُ القوائِمِ وناقة شَجِعةٌ وشَجْعاءُ ؛ قال سُوَيْد بن أَبي كاهل : فَرَكِبْناها على مَجْهُولِها بِصِلابِ الأَرضِ ، فِيهِنَّ شَجَعْ أَي بِصِلابِ القَوائِم ، وناقة شَجْعاءُ من ذاك ؛ قال ابن بري : لم يصف سويد في البيت إِبلاً وإِنما وصف خيلاً بدليل قوله بعده : فَتَراها عُصُماً مُنْعَلةً .. ‏ .
      ‏ يد القَيْنِ ، يَكْفِيها الوَقَعْ (* قوله « والشجعة الرجل إلخ » في شرح القاموس هو بالفتح وفي شرح الامثال للميداني .
      قال الازهري : الشجعة ، بسكون الجيم ، الضعيف .) الطويلُ المُضْطَرِبُ .
      والشَّجْعةُ : الزَّمِنُ .
      وفي المثل : أَعْمى يَقود شَجْعةً .
      وقوائِمُ شَجِعةٌ : طويلة ، وقد تقدّم أَنها السريعة الخفيفة .
      ورجل شَجْعةٌ : طويلٌ ملتف ، وشُجْعةٌ (* قوله « وشجعة » في القاموس : والشجعة ، بالضم ويفتح ، العاجز الضاوي لا فؤاد له .) جَبانٌ ضَعِيفٌ .
      والشَّجْعةُ : الفَصِيلُ تَضَعُه أُمّه كالمُخَبَّلِ .
      والأَشْجِعُ في اليد والرجل : العَصَبُ الممدودُ فوق السُّلامى من بين الرُّسْغِ إِلى أُصول الأَصابع التي يقال لها أَطنابُ الأَصابع فوق ظهر الكف ، وقيل : هو العظم الذي يصل الإِصْبَعَ بالرُّسْغِ لكل إِصبع أَشْجَع ، واحتج الذي ، قال هو العصب بقولهم للذئب وللأَسد عارِي الأَشاجِعِ ، فمن جعل الأَشاجعَ العصب ، قال لتلك العظام هي الأَسْناعُ واحدها سِنْعٌ .
      وفي صفة أَبي بكر ، رضي الله عنه : عارِي الأَشاجِعِ ؛ هي مَفاصِلُ الأَصابع ، واحدها أَشجَع ، أَي كان اللحم عليها قليلاً ، وقيل : هو ظاهر عصبها ، وقيل : الأَشاجع رؤوس الأَصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكفّ ، وقيل : الأَشاجع عُروق ظاهر الكف ، وهو مَغْرِزُ الأَصابع ، والجمع الأَشاجع ؛ ومنه قول لبيد : يُدْخِلُها حتى يُوارِي إِصْبَعَه (* قوله « اصبعه » لا شاهد فيه ولذا كتب بهامش الأصل : صوابه اشجعه .) وناس يزعمون أَنه إِشْجَع مثل إِصْبَع ولم يعرفه أَبو الغوث ؛ ويقال للحيَّة أَشْجَع ؛

      وأَنشد : فَقَضى عليه الأَشْجَعُ (* قوله « فقضى إلخ » في هامش النهاية ، قال جرير : قد عضه فقضى إلخ .) وأَشْجَع : ضرب من الحيات ، وتزعم العرب أَن الرجل إِذا طال جوعه تعرّضتْ له في بطنه حية يسمونها الشُّجاعَ والشِّجاع والصَّفَرَ ؛ وقال أَبو خراش الهُذَلي يخاطب امرأَته : أَرُدُّ شُِجاعَ البَطْنِ لو تَعْلَمِينَه ، وأُوثِرُ غَيْري من عِيالِكِ بالطُّعْمِ وقال الأَزهري :، قال الأَصمعي شُجاعُ البطن وشِجاعُهُ شِدَّةُ الجوع ، وأَنشد بيت أَبي خراش أَيضاً .
      وقال شمر في كتاب الحيات : الشُّجاعُ ضرب من الحيات لطيف دقيق وهو ، زعموا ، أَجْرَؤُها ؛ قال ابن أَحمر : وحَبَتْ له أُذُنٌ يُراقِبُ سَمْعَها يَصَرٌ ، كناصِبة الشُّجاعِ المُسْخِدِ حَبَت : انتصب .
      وناصِبةُ الشُّجاعِ : عَيْنُه التي يَنْصِبُها للنظر إِذا نظر .
      والشُّجاعُ والشِّجاعُ ، بالضم والكسر : الحيّةُ الذكَر ، وقيل : هو الحية مطلقاً ، وقيل : هو ضَرْب من الحيّات ، وقيل : هو ضرب منها صغير ، والجمع أَشْجِعةٌ وشُجْعانٌ وشِجْعانٌ ؛ الأَخيرة عن اللحياني .
      وفي حديث أَبي هريرة في منع الزكاة : إِلا بُعِثَ عليه يوم القيامة سَعَفُها ولِيفُها أَشاجِعَ يَنْهَشْنَه أَي حيات وهي جمع أَشجَع ، وقيل : هو جمع أَشْجِعةٍ وأَشْجِعةٌ جمع شُجاع وشِجاع وهو الحية ، والشَّجْعَمُ : الضَّخْم منها ، وقيل : هو الخَبيث المارِدُ منها ، وذهب سيبويه إِلى أَنه رباعي .
      وفي الحديث : أَنه ، صلى الله عليه وسلم ، قال : يَجِيءُ كَنْزُ أَحدهم يوم القيامة شُجاعاً أَقرَعَ ؛

      وأَنشد الأَحمر : قد سالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما ، الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعما نصب الشجاع والأُفْعُوان بمعنى الكلام لأَن الحيّاتِ إِذا سالمت القَدَم فقد سالمها القدم فكأَنه ، قال سالَم القدمُ الحيّاتِ ، ثم جعل الأُفْعُوان بدلاً منها .
      ومَشْجَعةُ وشُجاعٌ : اسمانِ .
      وبنو شَجْعٍ : بطن من عُذْرةَ .
      وشِجْعٌ : قبيلة من كِنانة ، وقيل : إِن في كلب بطناً يقال لهم بنو شَجْعٍ ، بفتح الشين ؛ قال أَبو خراش : غَداةَ دَعا بَني شَجْعٍ ، وولَّى يَؤُمُّ الخَطْمَ ، لا يَدْعُو مُجِيبا وفي الأَزْد بنو شُجاعةَ .
      وأَشْجَعُ : قبيلة من غَطَفان ، وأَشْجَعُ : في قَيْس .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. شبه
    • " الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيهُ : المِثْلُ ، والجمع أَشْباهٌ .
      وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ : ماثله .
      وفي المثل : مَنْ أَشْبَه أَباه فما ظَلَم .
      وأَشْبَه الرجلُ أُمَّه : وذلك إذا عجز وضَعُفَ ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد : أَصْبَحَ فيه شَبَهٌ من أُمِّهِ ، من عِظَمِ الرأْسِ ومن خرْطُمِّهِ أَراد من خُرْطُمِهِ ، فشدد للضرورة ، وهي لغة في الخُرْطُوم ، وبينهما شَبَه بالتحريك ، والجمع مَشَابِهُ على غير قياس ، كما ، قالوا مَحاسِن ومَذاكير .
      وأَشْبَهْتُ فلاناً وشابَهْتُه واشْتَبَه عَلَيَّ وتَشابَه الشيئانِ واشْتَبَها : أَشْبَهَ كلُّ واحدٍ صاحِبَه .
      وفي التنزيل : مُشْتَبِهاً وغَيْرَ مُتَشابه .
      وشَبَّهه إِياه وشَبَّهَه به مثله .
      والمُشْتَبِهاتُ من الأُمور : المُشْكِلاتُ .
      والمُتَشابِهاتُ : المُتَماثِلاتُ .
      وتَشَبَّهَ فلانٌ بكذا .
      والتَّشْبِيهُ : التمثيل .
      وفي حديث حذيفة : وذَكَر فتنةً فقال : ‏ تُشَبَّهُ مُقْبِلَةً وتُبَيِّنُ مُدْبِرَةً ؛ قال شمر : معناه أَن الفتنة إذا أَقبلت شَبَّهَتْ على القوم وأَرَتْهُمْ أَنهم على الحق حتى يدخلوا فيها ويَرْكَبُوا منها ما لا يحل ، فإذا أَدبرت وانقضت بانَ أَمرُها ، فعَلِمَ مَنْ دخل فيهاأَنه كان على الخطأ .
      والشُّبْهةُ : الالتباسُ .
      وأُمورٌ مُشْتَبِهةٌ ومُشَبِّهَةٌ (* قوله « اللين يشبه عليه » ضبط يشبه في الأصل والنهاية بالتثقيل كما ترى ، وضبط في التكملة بالتخفيف مبنياً للمفعول ).
      ومعناه أَن المُرْضِعَة إذا أَرْضَعَتْ غلاماً فإِنه يَنْزِعُ إلى أَخلاقِها فيُشْبِهُها ، ولذلك يُختار للرَّضاعِ امرأةٌ حَسَنَةُ الأَخلاقِ صحيحةُ الجسم عاقلةٌ غيرُ حَمْقاء .
      وفي الحديث عن زيادٍ السَّهْمِيّ ، قال : نهى رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَن تُسْتَرْضَعَ الحمْقاء فإن اللَّبنَ يُشَبَّه .
      وفي الحديث : فإن اللبن يَتَشَبَّهُ .
      والشِّبْهُ والشَّبَهُ : النُّحاس يُصْبَغُ فيَصْفَرُّ .
      وفي التهذيب : ضَرْبٌ من النحاس يُلْقى عليه دواءٌ فيَصْفَرُّ .
      قال ابن سيده : سمي به لأَنه إذا فُعِلَ ذلك به أَشْبَه الذهبَ بلونه ، والجمع أَشْباهٌ ، يقال : كُوزُ شَبَهٍ وشِبْهٍ بمعنىً ؛ قال المَرَّارُ : تَدينُ لمَزْرُورٍ إلى جَنْب حَلْقَةٍ ، من الشِّبْهِ ، سَوَّاها برِفْقٍ طَبِيبُها أَبو حنيفة : الشَّبَهُ شجرة كثيرة الشَّوْك تُشْبِهُ السَّمُرَةَ وليست بها .
      والمُشَبَّهُ : المُصْفَرُّ من النَّصِيِّ .
      والشَّباهُ : حَبٌّ على لَوْنِ الحُرْفِ يُشْرَبُ للدواء .
      والشَّبَهانُ : نبت يُشْبِهُ الثُّمام ، ويقال له الشَّهَبانُ .
      قال ابن سيده : والشَّبَهانُ والشُّبُهانُ ضَرْبٌ من العِضاه ، وقيل : هو الثُّمامُ ، يَمانية ؛ حكاها ابن دريد ؛ قال رجل من عبد القيس : بوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ صَدْرُهُ ، وأَسْفَلُه بالمَرْخِ والشَّبَهان ؟

      ‏ قال ابن بري :، قال أَبو عبيدة البيت للأَحْوَل اليَشْكُري ، واسمه يَعْلى ، قال : وتقديره وينبت أَسفلُه المَرْخَ ؛ على أَن تكون الباء زائدة ، وإِن شئت قَدَّرْتَه : ويَنْبُتُ أَسفلُه بالمَرْخِ ، فتكون الباء للتعدية لما قَدَّرْتَ الفعل ثلاثيّاً .
      وفي الصحاح : وقيل الشَّبَهانُ هو الثُّمامُ من الرياحين .
      قال ابن بري : والشَّبَهُ كالسَّمُرِ كثير الشَّوْكِ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. شدد
    • " الشِّدَّةُ : الصَّلابةُ ، وهي نَقِيضُ اللِّينِ تكون في الجواهر والأَعراض ، والجمع شِدَدٌ ؛ عن سيبويه ، قال : جاء على الأَصل لأَنه لم يُشْبِهِ الفعل ، وقد شَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّه شَدّاً فاشْتَدَّ ؛ وكلُّ ما أُحْكِمَ ، فقد شُدَّ وشُدِّدَ ؛ وشَدَّدَ هو وتشَادّ : وشيء شَدِيدٌ : بَيِّنُ الشِّدَّةِ .
      وشيء شَديدٌ : مُشتَدٌّ قَوِيٌّ .
      وفي الحديث : لا تَبيعُوا الحَبَّ حتى يَشْتَدَّ ؛ أَراد بالحب الطعام كالحنطة والشعير ، واشتدَادُه قُوَّتُه وصلابَتُه .
      قال ابن سيده : ومن كلام يعقوب في صفة الماء : وأَما ما كان شديداً سَقْيُهُ غليظاً أَمرُهُ ؛ إِنما يرِيدُ به مُشْتَدّاً سَقْيُه أَي صعباً .
      وتقول : شَدَّ اللَّهُ مُلْكَه : وشَدَّدَه : قَوَّاه .
      والتشديد : خلاف التخفيف .
      وقوله تعالى : وشدَدْنا ملكَه أَي قوَّيناه ، وكان من تقوية ملكِه أَنه كان يَحْرسُ محرابه في كل ليلة ثلاثة وثلاثون أَلفاً من الرجال ؛ وقيل : إِن رجلاً اسْتَعْدَى إِليه على رجل ، فادّعى عليه أَنه أَخذ منه بقراً فأَنكر المدّعَى عليه ، فسأَل داودُ ، عليه السلام ، المدّعيَ البينة فلم يُقِمْها ، فرأَى داودُ في منامه أَن الله ، عز وجل ، يأْمره أَن يقتل المَدّعَى عليه ، فتثبت داود ، عليه السلام ، وقال : هو المنام ، فأَتاه الوحي بعد ذلك أَن يقتله فأَحضره ثم أَعلمه أَن الله يأْمرُه بقتله ، فقال المدّعَى عليه : إِن الله ما أَخَذَني بهذا الذنب وإِني قتلت أَبا هذا غِيلَة ، فقتله داود ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، وذلك مما عظَّمَ الله به هَيْبَتَه وشدَّدَ ملْكه .
      وشدَّ على يده : قوَّاه وأَعانه ؛

      قال : فإِني ، بحَمْدِ اللَّهِ ، لا سَمَّ حَيَّةٍ سَقَتْني ، ولا شَدَّتْ على كفِّ ذابح وشَدَدْتُ الشيءَ أَشُدُّه شَدّاً إِذا أَوثَقْتَه .
      قال الله تعالى : فشُدُّوا الوَثاق .
      وقال تعالى : اشْدُدْ به أَزري .
      ابن الأَعرابي : يقال حَلَبْتَ بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي استعَنْتَ بمن يقومُ بأَمرك ويُعْنى بحاجتك .
      وقال أَبو عبيد : يقال حَلَبْتُها بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي حين لم أَقْدِر على الرِّفْق أَخَذْتُه بالقُوَّةِ والشِّدَّةِ ؛ ومثلُه قوله مُجاهرَةً إِذا لم أَجِدْ مُخْتَلى .
      ومن أَمثالهم في الرجل يحرز بعض حاجته ويَعْجِز عن تمامها : بَقِيَ أَشَدُّه .
      قال أَبو طالب : يقال إِنه كان فيما يحكى عن البهائم أَن هرّاً كان قد أَفنى الجُرْذان ، فاجتمع بقيتها وقلن : تعالَيْن نحتال بحيلة لهذا الهرّ ، فأَجمع رأْيُهن على تعليق جُلْجُل في رقبته ، فإِذا رآهن سمعن صوت الجلجل فهربن منه ، فجئن بجلجل وشددنه في خيط ثم قلن : من يعلقه في عنقه ؟ فقال بعضهن : بقي أَشَدُّه ؛ وقد قيل في ذلك : أَلا آمْرُؤٌ يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُلِ ورجل شديدٌ : قويٌّ ، والجمع أَشِدّاءُ وشِدادٌ وشُددٌ : عن سيبويه ، قال : جاء على الأَصل لأَنه لم يشبه الفعل .
      وقد شَدَّ يشِدّ ، بالكسر لا غير ، شِدَّةً إِذا كان قويّاً ، وشادَّه مُشادَّة وشِداداً : غالبه .
      وفي الحديث : مَن يُشادّ هذا الدِّينَ يَغْلِبُه ؛ أَراد يَغْلِبُه الدينُ ، أَي من يُقاويه ويعاوِمُه ويُكَلِّف نفسه من العبادة فوق طاقته .
      والمُشادَدَة : المُغالَبَة ، وهو مثل الحديث الآخر : إِن هذا الدينَ مَتِينٌ فأَوْغِلْ فيه برفق .
      وأَشَدَّ الرجلُ إِذا كانت دوابُّه شِداداً .
      والمُشادَّة في الشيء : التَّشَدُّد فيه .
      ويقال للرجل (* قوله « ويقال للرجل » كذا بالأَصل ولعل الأَولى ويقول الرجل ) إِذا كُلِّفَ عملاً : ما أَملك شَدّاً ولا إِرخاءً أَي لا أَقدر على شيء .
      وشَدَّ عَضُدَه أَي قَوَّاه .
      واشْتَدَّ الشيءُ : من الشِّدَّة .
      أَبو زيد : أَصابَتْني شُدَّى على فُعْلَى أَي شِدَّة .
      وأَشَدَّ الرجل إِذا كانت معه دابة شديدة .
      وفي الحديث : يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ على مُضْعِفِهِمْ ؛ المُشِدُّ : الذي دوابه شَديدة قوية ، والمُضْعِفُ : الذي دوابه ضعيفة .
      يريد أَن القويّ من الغُزاة يُساهِمُ الضعيف فيما يَكْسِبه من الغنيمة .
      والشَّديدُ من الحروف ثمانية أَحرف وهي : الهمزة والقاف والكاف والجيم والطاء والدال والتاء والباء ، قال ابن جني : ويجمعها في اللفظ قولك : « أَجَدْتَ طَبَقَكَ ، وأَجِدُكَ طَبَقْتَ ».
      والحروف التي بين الشديدة والرخوة ثمانية وهي : الأَلف والعين والياء واللام والنون والراء والميم والواو يجمعها في اللفظ قولك : « لم يُرَوِّعْنا » وإِن شئت قلت « لم يَرَ عَوْناً » ومعنى الشديد أَنه الحرف الذي يمنع الصوت أَن يجْرِيَ فيه ، أَلا ترى أَنك لو قلت الحق والشرط ثم رمت مدّ صوتك في القاف والطاء لكان ممتنعاً ؟ ومِسْكٌ شَديدُ الرائحة : قويها ذَكِيُّها .
      ورجل شديد العين : لا يغلبه النوم ، وقد يستعار ذلك في الناقة ؛ قال الشاعر : باتَ يقاسى كلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ ، شَديدةِ حَفْنِ العَينِ ، ذاتِ ضَرِيرِ وقوله تعالى : ربنا اطمس على أَموالهم واشدد على قلوبهم ؛ أَي اطبع على قلوبهم .
      والشِّدَّة : المَجاعة .
      والشَّدائِدُ : الهَزاهِزُ .
      والشِّدَّة : صعوبة الزمن ؛ وقد اشتدَّ عليهم .
      والشِّدَّة والشَّدِيدَةُ من مكاره الدهر ، وجمعها شَدائد ، فإِذا كان جمع شديدة فهو على القياس ، وإِذا كان جمع شدّة فهو نادر .
      وشِدَّة العيْش : شَظَفُه .
      ورجل شَدِيد : شحيح .
      وفي التنزيل العزيز : وإِنه لحبِّ الخيرِ لشديد ؛ قال أَبو إِسحق : إِنه من أَجل حُبِّ المال لبخيل .
      والمُتَشَدِّدُ : البخيل كالشديد ؛ قال طرفة : أَرى المَوْتَ يَعْتامُ الكِرامَ ، ويَصْطَفي عَقِيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ وقول أَبي ذؤَيب : حَدَرْناهُ بالأَثوابِ في قَعْرِ هُوَّةٍ شديدٍ ، على ما ضُمَّ في اللَّحْدِ ، جُولُها أَراد شَحِيحٍ على ذلك .
      وشَدَّدَ الضَّرْبَ وكلَّ شيء : بالَغَ فيه .
      والشَّدُّ : الحُضْرُ والعَدْوُ ، والفعل اشْتَدَّ أَي عدا .
      قال ابن رُمَيْضٍ العنبري ، ويقال رُمَيْصٍ ، بالصاد المهملة : هذا أَوانُ الشَّدِّ فاشْتَدِّي زِيَمْ .
      وزِيَم : اسم فرسه ؛ وفي حديث الحجاج : هذا أَوانُ الحرب فاشْتَدِّي زِيَمْ هو اسم ناقته أَو فرسه .
      وفي حديث القيامة : كحُضْرِ الفَرَس ثم كشَدِّ الرجل الشَّديدِ العَدْوِ ؛ ومنه حديث السَّعْي : لا يَقْطَع الوادي إِلاَّ شَدّاً أَي عَدْواً .
      وفي حديث أُحد : حتى رأَيت النساء يَشْتَدِدْنَ في الجبل أَي يَعْدُون ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاءت اللفظة في كتاب الحميدي ، والذي جاء في كتاب البخاري يشْتَدْنَ ، بدال واحدة ، والذي جاء في غيرهما يُسْنِدْنَ ، بسين مهملة ونون ، أَي يُصَعِّدْنَ فيه ، فإِن صحت الكلمة على ما في البخاري ، وكثيراً ما يجيءُ أَمثالها في كتب الحديث ، وهو قبيح في العربية لأَن الإِدغام إِنما جاز في الحرف المُضَعَّفِ ، لما سكن الأَول وتحرك الثاني ، فأَما مع جماعة النساء فإِن التضعيف يظهر لأَن ما قبل نون النساء لا يكون إِلا ساكناً فيلتقي ساكنان ، فيحرك الأَوّل وينفك الإِدغام فتقول يشتددن ، فيمكن تخريجه على لغة بعض العرب من بكر بن وائل ، يقولون رَدْتُ ورَدْتِ وَرَدْنَ ، يريدون رَدَدْتُ ورَدَدْتِ ورَدَدْنَ ، قال الخليل : كأَنهم قدروا الإِدغام قبل دخول التاء والنون ، فيكون لفظ الحديث يَشْتَدْنَ .
      وشدّ في العَدْوِ شدّاً واشْتَدَّ : أَسْرَعَ وعَدَا .
      وفي المثل : رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ ؛ وذلك أَنّ رجلاً خرج يركض فرساً له فرمت بِسَخْلَتِها فأَلقاها في كُرْزٍ بين يديه ، والكرز الجُوالِقُ ، فقال له إِنسان : لِمَ تحمله ، ما تصنع به ؟ فقال : رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ ؛ يقول : هو سريع الشدِّ كأُمه ؛ يُضْرَبُ للرجل يُحْتَقَرُ عندك وله خَبَرٌ قد علمته أَنت ؛ قال عمرو ذو الكلب : فَقُمْتُ لا يَشْتَدُّ شَدِّي ذو قَدَم جاء بالمصدر على غير الفعل ومثله كثير ؛ وقول مالك بن خالد الخُناعي : بأَسَرعِ الشَّدِّ مني ، يومَ لا نِيَةٌ ، لَمَّا عَرَفْتُهم ، واهْتَزَّتِ اللِّمَمُ يريد بأَسَرعَ شدّاً مني ، فزاد اللام كَزيادتها في بنات الأَوبر ، وقد يجوز أَن يريد بأَسرعَ في الشد فحذف الجار وأَوصَلَ الفِعْلَ .
      قال سيبويه : وقالوا شَدَّ ما أَنَّكَ ذاهب ، كقولك : حَقّاً أَنك ذاهب ، قال : وإِن شئت جعلت شَدَّ بمنزلة نِعْمَ كما تقول : نِعْمَ العملُ أَنك تقولُ الحَقَّ .
      والشِّدَّة : النَّجْدَة وثَباتُ القلب .
      وكلُّ شَديدٍ شُجاعٌ .
      والشَّدة ، بالفتح : الحملة الواحدة .
      والشَّدُّ .
      الحَمْل .
      وشَدَّ على القوم في القتال يَشِدُّ ويَشُدُّ شَدّاً وشُدوداً : حَمَلَ .
      وفي الحديث : أَلا تَشِدُّ فَنَشِدَّ معك ؟ يقال : شَدَّ في الحرب يَشِد ، بالكسر ؛ ومنه الحديث : ثم شَدَّ عليه فكان كأَمْسِ الذاهب أَي حَمَلَ عليه فقتله .
      وشَدَّ فلان على العدوِّ شَدَّة واحدة ، وشدَّ شَدَّاتٍ كثيرة .
      أَبو زيد : خِفْتُ شُدَّى فلانٍ أَي شِدَّته ؛

      وأَنشد : فإِني لا أَلِينُ لِقَوْلِ شُدَّى ، ولو كانتْ أَشَدَّ من الحَديدِ

      ويقال : أَصابَتْني شُدَّى بعدك أَي الشِّدَّةُ مُدَّةً .
      وشَدَّ الذئب على الغنم شَدّاً وشُدُوداً : كذلك .
      ورُؤِيَ فارس يومَ الكُلابِ من بني الحرث يَشِدُّ على القوم فيردّهم ويقول : أَنا أَبو شَدّادٍ ، فإِذا كرُّوا عليه رَدَّهم وقال : أَنا أَبو رَدَّاد .
      وفي حديث قيام شهر رمضان : أَحْيا الليلَ وشَدَّ المِئْزر ؛ وهو كناية عن اجتناب النساء ، أَو عن الجِدِّ والاجتهاد في العمل أَو عنهما معاً .
      والأَشُدُّ : مَبْلَغُ الرجل الحُنْكَةَ والمَعْرِفَةَ ؛ قال الله عز وجل : حتى إِذا بلغ أَشُده ؛ قال الفراء : الأَشُدُّ واحدها شَدٌّ في القياس ، قال : ولم أَسمع لها بواحد ؛

      وأَنشد : قد سادَ ، وهْو فَتىً ، حتى إِذا بَلَغَتْ أَشُدُّه ، وعَلا في الأَمْرِ واجْتَمَعا أَبو الهيثم : واحدة الأَنْعُم نعْمَةٌ وواحدة الأَشُدِّ شِدَّة .
      قال : والشِّدَّة القُوَّة والجَلادَة .
      والشَّديدُ : الرجل القَوِيّ ، وكأَنّ الهاء في النعمة والشِّدَّة لم تكن في الحرف إِذ كانت زائدة ، وكأَنّ الأَصلَ نِعْمَ وشَدَّ فجمعا على أَفْعُل كما ، قالوا : رجُل وأَرجُل ، وقَدَح وأَقْدُح ، وضِرْسٌ وأَضْرُس .
      ابن سيده : وبلغ الرجل أَشُدَّهُ إِذا اكْتَهَل .
      وقال الزجاج : هو من نحو سبع عشرة إِلى الأَربعين .
      وقال مرة : هو ما بين الثلاثين والأَربعين ، وهو يذكر ويؤَنث ؛ قال أَبو عبيد : واحدها شَدٌّ في القياس ؛ قال : ولم أَسمع لها بواحدة ؛ وقال سيبويه : واحدتها شِدَّة كنِعْمَة وأَنْعُم ؛ ابن جني : جاء على حذف التاء كما كان ذلك في نِعْمَة وأَنْعُم .
      وقال ابن جني :، قال أَبو عبيد : هو جمع أَشَدّ على حذف الزيادة ؛ قال : وقال أَبو عبيدة : ربما استكرهوا على حذف هذه الزيادة في الواحد ؛

      وأَنشد بيت عنترة : عَهْدِي به شَدَّ النَّهارِ ، كأَنَّما خُضِبَ اللَّبانُ ورأْسُه بالعِظْلِمِ أَي أَشَدَّ النهار ، يعني أَعلاه وأَمْتَعَه .
      قال ابن سيده : وذهب أَبو عثمان فيما رويناه عن أَحمد بن يحيى عنه أَنه جمع لا واحد له .
      وقال السيرافي : القياس شَدٌّ وأَشُدّ كما يقال قَدٌّ وأَقُدٌّ ، وقال مرة أُخرى : هو جمع لا واحد له ، وقد يقال بلغ أَشَدَّه ، وهي قليلة ؛ قال الأَزهري : الأَشُدُّ في كتاب الله تعالى في ثلاثة معان يقرب اختلافها ، فأَما قوله في قصة يوسف ، عليه السلام : ولمَّا بَلَغَ أَشُدَّه ؛ فمعناه الإِدْراكُ والبلوغ وحينئذ راودته امرأَة العزيز عن نفسه ؛ وكذلك قوله تعالى : ولا تقْرَبوا مالَ اليتيم إِلاَّ بالتي هي أَحسن حتى يبلغَ أَشُدَّه ؛ قال الزجاج : معناه احفظوا عليه ماله حتى يبلغَ أَشُدَّه فإِذا بلغ أَشُدَّه فادفعوا إِليه ماله ؛ قال : وبُلُوغُه أَشُدَّه أَن يُؤْنَسَ منه الرُّشْدُ مع أَن يكون بالغاً ؛ قال : وقال بعضهم : حتى يبلغ أَشده ؛ حتى يبلغ ثمانيَ عَشْرَة سنة ؛ قال أَبو إِسحق : لست أَعرف ما وجه ذلك لأَنه إِن أَدْرَكَ قبل ثماني عَشْرَة سنة وقد أُونِسَ منه الرشد فطلَبَ دفْعَ ماله إِليه وجب له ذلك ؛ قال الأَزهري : وهذا صحيح وهو قول الشافعي وقول أَكثر أَهل العلم .
      وفي الصحاح : حتى يبلغ أَشدّه أَي قوته ، وهو ما بين ثماني عَشْرة إِلى ثلاثين ، وهو واحد جاء على بناء الجمع مِثْلَ آنْكٍ وهو الأُسْرُبُّ ، ولا نظير لهما ، ويقال : هو جمع لا واحد له من لفظه ، مِثْلُ آسالٍ وأَبابِيلَ وعَبادِيدَ ومَذاكِيرَ .
      وكان سيبويه يقول : واحده شِدَّة وهو حسن في المعنى لأَنه يقال بلغ الغلام شِدَّته ، ولكن لا تجمع فِعْلة على أَفْعُل ؛ وأَما أَنْعُم فإِنه جمع نُعْم من قولهم يوم بُؤْس ويومُ نُعْم .
      وأَما من ، قال واحده شَدٌّ مثل كلب وأَكْلُب أَو شِدٌّ مثل ذئب وأَذؤب فإِنما هو قياس ، كما يقولون في واحد الأَبابيلِ إِبَّوْل قياساً على عِجَّولٍ ، وليس هو شيئاً سُمِعَ من العرب .
      وأَما قوله تعالى في قصة موسى ، صلوات الله على نبينا وعليه : ولما بلغ أَشدّه واستوى ؛ فإِنه قرن بلوغ الأَشُدِّ بالاستواءِ ، وهو أَن يجتمع أَمره وقوته ويكتهل ويَنْتَهِيَ شَبابُه .
      وأَما قول الله تعالى في سورة الأَحقاف : حتى إِذا بلغ أَشُدَّه وبلغ أَربعين سنة ؛ فهو أَقصى نهاية بلوغ الأَشُدِّ وعند تمامها بُعِثَ محمد ، صلى الله عليه وسلم ، نبيّاً وقد اجتمعت حُنْكَتُه وتمامُ عَقْلِه ، فَبُلوغُ الأَشُدِّ مَحصورُ الأَول مَحْصُورُ النِّهايةِ غير مَحْصُورِ ما بين ذلك .
      وشَدَّ النهارُ أَي ارتفع .
      وشَدُّ النهار : ارتفاعُه ، وكذلك شَدُّ الضُّحَى .
      يقال : جئتك شَدَّ النهارِ وفي شَدِّ النهارِ ، وشَدَّ الضُّحَى وفي شَدِّ الضحى .
      ويقال : لقِيتُه شَدَّ النهار وهو حين يرتفع ، وكذلك امتدَّ .
      وأَتانا مَدَّ النهار أَي قبل الزوال حين مَضَى من النهار خَمْسَةٌ .
      وفي حديث عِتْبانَ بنِ مالك : فَغَدا عليَّ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بعْدَما اشْتَدَّ النهارُ أَي علا وارتفعت شمسه ؛ ومنه قول كعب : شَدَّ النهارِ ذراعَيْ عَ ْطَلٍ نَصَفٍ قامَتْ ، فَجاوَبَها نُكْدٌ مَثَاكِيلُ أَي وقْتَ ارتفاعِه وعُلُوِّه .
      وشَدَّه أَي أَوثقه ، يَشُدُّوه ويَشِدُّه أَيضاً ، وهو من النوادر .
      قال الفراء : ما كان من المضاعف على فَعَلْتُ غيرَ واقع ، فإِنّ يَفْعِلُ منه مكسور العين ، مثل عفَّ يعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ وما أَشبهه ، وما كان واقعاً مثل مَدَدْتُ فإِنَّ يَفْعُل منه مضموم إِلا ثلاثة أَحرف ، شَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّهُ ، وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه من العَلَلِ وهو الشُّرْب الثاني ، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه ، فإِنْ جاء مثل هذا أَيضاً مما لم نسمعه فهو قليل ، وأَصله الضم .
      قال : وقد جاء حرف واحد بالكسر من غير أَن يَشْركَه الضم ، وهو حَبَّهُ يَحِبُّهُ .
      وقال غيره : شَدَّ فلان في حُضْرِه .
      وتَشَدَّدَتِ القَيْنَةُ إِذا جَهَدَتْ نفسَها عند رفع الصوت بالغناء ؛ ومنه قول طرفة : إِذا نحنُ قُلْنا : أَسْمِعِينا ، انْبَرَتْ لنا على رِسْلِها مَطْرُوقَةً ، لم تَشَدَّدِ وشَدَّاد : اسم .
      وبنو شَدَّادٍ وبنو الأَشَدِّ : بطنان .
      "


    المعجم: لسان العرب

  9. شبب
    • " الشَّباب : الفَتاء والحداثةُ .
      شبَّ يشِبُّ شباباً وشبيبةً .
      وفي حديث شريح : تجوزُ شهادةُ الصِّبيان على الكبار يُسْتشَبُّون أَي يُسْتشْهَدُ من شبَّ منهم وكَبر إِذا بَلَغ ، كأَنه يقول : إِذا تحمَّلوها في الصِّبا ، وأَدَّوْها في الكِبر ، جاز .
      والاسم الشَّبيبةُ ، وهو خِلافُ الشَّيبِ .
      و الشباب : جمع شابٍّ ، وكذلك الشُّبان .
      الأَصمعي : شَبَّ الغلامُ يَشِبُّ شَباباً وشُبوباً وشَبِـيباً ، وأَشَبَّه اللّهُ وأَشَبَّ اللَّهُ قَرْنَه ، بمعنى ؛ والقَرْنُ زيادة في الكلام ؛ ورجل شابٌّ ، والجمع شُبَّانٌ ؛ سيبويه : أُجري مجرى الاسم ، نحو حاجِرٍ وحُجْرانٍ ؛ والشَّبابُ اسم للجمع ؛

      قال : ولقد غَدَوْتُ بسابِحٍ مَرِحٍ ، * ومَعِـي شَبابٌ ، كُـلُّهُمْ أَخْيَل وامرأَة شابَّةٌ مِن نِسوةٍ شَوابَّ .
      زعم الخليل أَنه سمع أَعرابياً فَصيحاً يقول : إِذا بَلَغَ الرَّجل سِتِّينَ ، فإِيَّاه وإِيَّا الشَّوابِّ .
      وحكى ابن الأَعرابي : رَجُل شَبٌّ ، وامرأَةٌ شَبَّةٌ ، يعني من الشَّبابِ .
      وقال أَبو زيد : يجوز نِسوةٌ شَبائِبُ ، في معنى شَوابَّ ؛

      وأَنشد : عَجائِزاً يَطْلُبْنَ شيئاً ذاهبا ، يَخْضِبْنَ ، بالحنَّاءِ ، شَيْباً شائِـبا ، يَقُلْنَ كُنَّا ، مَرَّةً ، شَبائِـب ؟

      ‏ قال الأَزهري : شَبائِبُ جمع شبَّةٍ ، لا جمع شابَّةٍ ، مثل ضَرَّةٍ وضَرائِرَ .
      وأَشَبَّ الرَّجُل بَنِـينَ إِذا شَبَّ ولَده .
      ويقال : أَشَبَّتْ فُلانةُ أَولاداً إِذا شَبَّ لها أَولادٌ .
      ومرَرْت برجال شَبَبةٍ أَي شُبَّانٍ .
      وفي حديث بَدْرٍ : لما بَرَز عُتْبةُ وشَيْبةُ والولِـيدُ بَرَزَ إِليهم شَبَبةٌ من الأَنصار ؛ أَي شُبَّانٌ ، واحدهم شابٌّ ، وقد صَحَّفه بعضهم سِتّة ، وليس بشيءٍ .
      ومنه حديث ابن عمر ، رضي اللّه عنهما : كنتُ أَنا وابنُ الزُّبَيْر في شَبَبةٍ معَنا .
      وقِدْحٌ شابٌّ : شديدٌ ، كما ، قالوا في ضدّه : قِدْحٌ هَرِمٌ .
      وفي المثل : أَعْيَيْتَنِـي مِن شُبَّ إِلى دُبَّ ، ومن شُبٍّ إِلى دُبٍّ ؛ أَي من لَدُنْ شَبَبْتُ إِلى أَن دَبَبْتُ على العَصا ؛ يُجعَل ذلك بمنزلة الاسم ، بإِدخال مِن عليه ، وإِن كان في الأَصل فِعْلاً .
      يقال ذلك للرجل والمرأَة ، كما قيل : نَهَى النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، عن قِـيلَ وقالَ ، وما زالَ على خُلُقٍ واحدٍ من شُبٍّ إِلى دُبٍّ ؛

      قال :، قالت لَـها أُخْتٌ لَـها نَصَحَتْ : * رُدِّي فُؤَادَ الهائمِ الصَّبّ ؟

      ‏ قالت : ولِمْ ؟، قالت : أَذَاكَ وقَدْ * عُلِّقْتُكُمْ شُبّاً إِلى دُبِّ

      ويقال : فَعَلَ ذلك في شَبِـيبَتِه ، ولَقِـيتُ فُلاناً في شَبابِ النهار أَي في أَوَّله ؛ وجِئْتُك في شَبابِ النهارِ ، وبِشَبابِ نَهارٍ ، عن اللحياني ، أَي أَوّله .
      والشَّبَبُ والشَّبُوبُ والـمِشَبُّ : كُلُّهُ الشَّابُّ من الثِّيرانِ والغَنَمِ ؛ قال الشاعر : بِمَورِكَتَيْنِ من صَلَوَيْ مِشَبٍّ ، * مِنَ الثِّيران ، عَقْدُهما جَمِـيلُ الجوهري : الشَّبَبُ الـمُسِنُّ من ثِـيرانِ الوحشِ ، الذي انتهى أَسنانه ؛ وقال أَبو عبيدة : الشَّبَبُ الثَّوْرُ الذي انتهى شَباباً ؛ وقيل : هو الذي انتهى تمامُه وذَكاؤُه ، منها ؛ وكذلك الشَّبُوبُ ، والأُنثى شَبُوبٌ ، بغير هاءٍ ؛ تقول منه : أَشَبَّ الثَّوْرُ ، فهو مُشِبٌّ ، وربما ، قالوا : إِنه لَـمِشَبٌّ ، بكسر الميم .
      التهذيب : ويقال للثَّوْرِ إِذا كان مُسِنّاً : شَبَبٌ ، وشَبُوبٌ ، ومُشِبٌّ ؛ وناقة مُشِـبَّةٌ ، وقد أَشَبَّت ؛ وقال أُسامة الهذلي : أَقامُوا صُدُورَ مُشِـبَّاتِها * بَواذِخَ ، يَقْتَسِرُونَ الصِّعابا أَي أَقاموا هذه الإِبل على القَصْدِ .
      أَبو عمرو : القَرْهَبُ الـمُسِنُّ من الثِّيرانِ ، والشَّبوبُ : الشابُّ .
      قال أَبو حاتم وابن شميل : إِذا أَحالَ وفُصِلَ ، فهو دَبَبٌ ، والأُنثَى دَبَـبَةٌ ، والجمع دِبابٌ ؛ ثم شَبَبٌ ، والأُنثى شَبَبةٌ .
      وتَشْبِـيبُ الشِّعْر : تَرْقِـيقُ أَوَّله بذكر النساءِ ، وهو من تَشْبـيب النار ، وتأْرِيثِها .
      وشَبَّبَ بالمرأَة :، قال فيها الغَزَل والنَّسِـيبَ ؛ وهو يُشَبِّبُ بها أَي يَنْسُبُ بها .
      والتَّشْبِـيبُ : النَّسِـيبُ بالنساءِ .
      وفي حديث عبدالرحمن بن أَبي بكر ، رضي اللّه عنهما : أَنه كان يُشَبِّبُ بلَيْلَى بنتِ الجُودِيّ في شِعْرِه .
      تَشْبِـيبُ الشِّعْر : تَرْقِـيقُه بذكر النساءِ .
      وشَبَّ النارَ والـحَرْبَ : أَوقَدَها ، يَشُبُّها شَبّاً ، وشُبُوباً ، وأَشَبَّهَا ، وشَبَّتْ هي تَشِبُّ شَبّاً وشُبُوباً .
      وشَبَّةُ النارِ : اشْتِعالُها .
      والشِّبابُ والشَّبُوبُ : ما شُبَّ به .
      الجوهري : الشَّبوبُ ، بالفتح : ما يُوقَدُ به النارُ .
      قال أَبو حنيفة : حكي عن أَبي عمرو بن العلاءِ ، أَنه ، قال : شُبَّتِ النارُ وشَبَّتْ هي نفسُها ؛ قال ولا يقال : شابَّـةٌ ، ولكن مَشْبُوبةٌ .
      وتقول : هذا شَبُوبٌ لكذا أَي يَزيدُ فيه ويُقَوّيهِ .
      وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ : فلما سمع حَسَّانُ شِعْر الهاتِفِ ، شَبَّبَ يُجاوِبُه أَي ابتدأَ في جَوابِه ، من تَشْبِـيبِ الكُتُبِ ، وهو الابتداءُ بها ، والأَخْذُ فيها ، وليس من تَشْبِـيبٍ بالنساءِ في الشعر ، ويروى نَشِبَ بالنون أَي أَخذ في الشِّعْر ، وعَلِقَ فيه .
      ورجل مَشْبوبٌ : جميلٌ ، حسنُ الوَجْهِ ، كأَنه أُوقِد ؛ قال ذو الرمة : إِذا الأَرْوَعُ الـمَشْبوبُ أَضحَى كأَنه ، * على الرَّحْلِ مِـمَّا مَنَّه السيرُ ، أَحْمَقُ وقال العجاج : من قرَيْشٍ كلِّ مَشْبوبٍ أَغرّ .
      ورجلٌ مَشْبُوبٌ إِذا كان ذَكِـيَّ الفؤَادِ ، شَهْماً ؛ وأَورد بيت ذي الرمة .
      تقول : شَعَرُها يَشُبّ لوْنَها أَي يُظْهِرُه ويُحَسِّنُه ، ويُظْهِرُ حُسْنَه وبَصِـيصَه .
      والـمَشْبوبَتانِ : الشِّعْرَيانِ ، لاتِّقادِهِما ؛

      أَنشد ثعلب : وعَنْسٍ كأَلْواحِ الإِرانِ نَسَـأْتُها ، * إِذا قيلَ للـمَشْبُوبَتَيْنِ ، هُما هُما وشَبَّ لَوْنَ المرأَةِ خِمارٌ أَسْوَدُ لَبِسَتْه أَي زاد في بياضِها ولونها ، فحَسَّنَها ، لأَنَّ الضدّ يزيد في ضدّه ، ويُبْدي ما خَفِـيَ منه ، ولذلك ، قالوا : وبِضِدِّها تَتَبَيَّنُ الأَشْياء ؟

      ‏ قال رجل جاهلي من طيـئٍ : مُعْلَنْكِسٌ ، شَبَّ لَـها لَوْنَها ، * كما يَشُبُّ البَدْرَ لَوْنُ الظَّلام يقول : كما يَظْهَرُ لَوْنُ البدرِ في الليلةِ المظلمةِ .
      وهذا شَبُوبٌ لهذا أَي يزيد فيه ، ويُحَسِّنُه .
      وفي الحديث عن مُطَرِّف : أَن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، ائْتَزَرَ ببُرْدَةٍ سَوْداءَ ، فجعلَ سَوادُها يَشُبُّ بياضَه ، وجعل بياضُه يَشُبُّ سَوادَها ؛ قال شمر : يَشُبُّ أَي يَزْهاه ويُحَسِّنُه ويوقده .
      وفي رواية : أَنه لبس مِدْرَعةً سوداءَ ، فقالت عائشة : ما أَحْسَنَها عليك ! يَشُبُّ سوادُها بياضَك ، وبياضُك سوادَها أَي تُحَسِّنُه ويُحَسِّنُها .
      ورجل مَشْبُوبٌ إِذا كان أَبْيضَ الوَجْهِ أَسْوَدَ الشَّعَرِ ، وأَصْلُه من شَبَّ النارَ إِذا أَوْقَدَها ، فتَلأْلأَتْ ضِـياءً ونُوراً .
      وفي حديث أُم سلمة ، رضي اللّه عنها ، حين تُوُفِّـيَ أَبو سلمة ، قالت : جعَلْتُ على وجهي صَبِراً ، فقال النبي ، صلى اللّه عليه وسلم : إِنه يَشُبُّ الوجهَ ، فلا تَفْعَلِـيه ؛ أَي يُلَوِّنُه ويُحَسِّنُه .
      وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه ، في الجواهر التي جاءته من فَتْحِ نَهاوَنْدَ : يَشُبُّ بعضُها بعضاً .
      وفي كتابِه لوائِلِ بن حُجْرٍ : إِلى الأَقيالِ العَباهِلةِ ، والأَرْواعِ الـمَشابِـيبِ أَي السادةِ الرُّؤُوسِ ، الزُّهْرِ الأَلْوانِ ، الـحِسانِ الـمَناظِرِ ، واحدُهم مشبوبٌ ، كأَنما أُوقِدَتْ أَلوانُهم بالنار ؛ ويروى : الأَشِـبَّاءُ ، جمع شَبِـيبٍ ، فَعِـيل بمعنى مفعول .
      والشِّبابُ ، بالكسر : نَشاطُ الفرَس ، ورَفْعُ يَدَيْه جميعاً .
      وشَبَّ الفرسُ ، يَشِبُّ ويَشُبُّ شِـباباً ، وشَبِـيباً وشُبُوباً : رَفَعَ يَديه جميعاً ، كأَنه يَنْزُو نَزَواناً ، ولَعِبَ وقَمَّصَ .
      وأَشْـبَيْتُه إِذا هَيَّجْتَه ؛ وكذلك إِذا حَرَنَ تقول : بَرِئْتُ إِليك من شِـبابِه وشَبِـيبه ، وعِضاضِه وعَضِـيضِه ! وقال ثعلب : الشَّبِـيبُ الذي تجوزُ رِجْلاه يَدَيْهِ ، وهو عَيْبٌ ، والصحيحُ الشَّـئِيتُ ، وهو مذكور في مَوْضِعِه .
      وفي حديث سُراقةَ : اسْتَشِبُّوا على أَسْوُقِكُم في البَوْلِ ، يقول : اسْتَوفِزُوا عليها ، ولا تَسْتَقِرُّوا على الأَرضِ بجَميعِ أَقْدامِكُم ، وتَدْنُو منها ، هو من شَبَّ الفَرسُ إِذا رَفَع يديه جَمِـيعاً من الأَرض .
      وأُشِبَّ لي الرَّجُلُ إِشْباباً إِذا رَفَعْتَ طَرْفَكَ ، فرأَيتَه من غير أَن تَرْجُوَه ، أَو تَحْتَسِبَه ؛ قال الهذلي : حتَّى أُشِبَّ لَـها رامٍ بِمُحْدَلةٍ ، * نَبْعٍ وبِـيضٍ ، نَواحيهنَّ كالسَّجَمِ السَّجَمُ : ضَرْبٌ من الورق شَبَّه النِّعالَ بها . والسَّجَمُ : الماءُ أَيضاً .
      وأُشِبَّ لي كذا أَي أُتِـيحَ لي ، وشُبَّ أَيضاً على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه فيهما .
      والشَّبُّ : ارْتِفاعُ كلِّ شيءٍ .
      أَبو عمرو : شَبْشَبَ الرَّجل إِذا تَمَّمَ ، وشُبَّ إِذا رُفِـعَ ، وشَبَّ إِذا أَلْـهَبَ .
      ابن الأَعرابي : من أَسْماءِ العَقْرب الشَّوْشَبُ .
      ويقال للقملة : الشَّوْشَبةُ .
      وشَبَّذَا زَيْدٌ أَي حَبَّذا ، حكاه ثعلب .
      والشَّبُّ : حِجارةٌ يُتَّخذ منها الزَّاجُ وما أَشبَهَه ، وأَجْوَدُه ما جُلِبَ من اليَمَن ، وهو شَبٌّ أَبيضُ ، له بَصِـيصٌ شَديدٌ ؛

      قال : أَلا لَيْتَ عَمِّي ، يَوْمَ فَرَّقَ بَيْنَنا ، * سَقَى السُّمَّ مَمْزُوجاً بِشَبٍّ يَمَانِي .
      (* قوله « سقى السم » ضبط في نسخة عتيقة من المحكم بصيغة المبني للفاعل كما ترى .) ‏

      ويروى : ‏ بِشَبٍّ يَمانِـي ؛ وقيل : الشَّبُّ دواءٌ مَعْرُوفٌ ؛ وقيل : الشَّبُّ شيءٌ يُشْبِهُ الزَّاجَ .
      وفي حديث أَسماء ، رضي اللّه عنها : أَنها دَعَتْ بِمِرْكَنٍ ، وشَبٍّ يَمانٍ ؛ الشَّبُّ : حَجَر مَعْرُوفٌ يُشْبِهُ الزّاجَ ، يُدْبَغُ به الجُلُود .
      وعَسَلٌ شَبابِـيٌّ : يُنْسَبُ إِلى بني شَبابةَ ، قوم بالطَّائفِ من بَني مالك بن كِنانةَ ، ينزلون اليمن .
      وشَبَّةُ وشَبِـيبٌ : اسما رجلين .
      وبنُو شَبابةَ : قَوْم مِن فَهْم بن مالك ، سَمَّاهم أَبو حنيفة في كتاب النبات ؛ وفي الصحاح : بَنُو شَبابةَ قَوْمٌ بالطّائفِ ، واللّه أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  10. شيع
    • " الشَّيْعُ : مِقدارٌ من العَدَد كقولهم : أَقمت عنده شهراً أَو شَيْعَ شَهْرٍ .
      وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : بَعْدَ بَدْرٍ بِشهر أَو شَيْعِه أَي أَو نحو من شهرٍ .
      يقال : أَقمت به شهراً أَو شَيْعَ شهر أَي مِقْدارَه أَو قريباً منه .
      ويقال : كان معه مائةُ رجل أَو شَيْعُ ذلك ، كذلك .
      وآتِيكَ غَداً أَو شَيْعَه أَي بعده ، وقيل اليوم الذي يتبعه ؛ قال عمر بن أَبي ربيعة :، قال الخَلِيطُ : غَداً تَصَدُّعُنا أَو شَيْعَه ، أَفلا تُشَيِّعُنا ؟ وتقول : لم أَره منذ شهر وشَيْعِه أَي ونحوه .
      والشَّيْعُ : ولد الأَسدِ إِذا أَدْرَكَ أَنْ يَفْرِسَ .
      والشِّيعةُ : القوم الذين يَجْتَمِعون على الأَمر .
      وكلُّ قوم اجتَمَعوا على أَمْر ، فهم شِيعةٌ .
      وكلُّ قوم أَمرُهم واحد يَتْبَعُ بعضُهم رأْي بعض ، فهم شِيَعٌ .
      قال الأَزهري : ومعنى الشيعة الذين يتبع بعضهم بعضاً وليس كلهم متفقين ، قال الله عز وجل : الذين فرَّقوا دِينَهم وكانوا شِيَعاً ؛ كلُّ فِرْقةٍ تكفِّر الفرقة المخالفة لها ، يعني به اليهود والنصارى لأَنّ النصارى بعضُهُم بكفراً بعضاً ، وكذلك اليهود ، والنصارى تكفِّرُ اليهود واليهودُ تكفرهم وكانوا أُمروا بشيء واحد .
      وفي حديث جابر لما نزلت : أَو يُلْبِسَكُمْ شِيَعاً ويُذيقَ بعضَكم بأْس بعض ، قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : هاتان أَهْوَنُ وأَيْسَرُ ؛ الشِّيَعُ الفِرَقُ ، أَي يَجْعَلَكُم فرقاً مختلفين .
      وأَما قوله تعالى : وإِنَّ من شيعته لإِبراهيم ، فإِن ابن الأَعرابي ، قال : الهاءُ لمحمد ، صلى الله عليه وسلم ، أَي إِبراهيم خَبَرَ نَخْبَره ، فاتَّبَعَه ودَعا له ، وكذلك ، قال الفراء : يقول هو على مِناجه ودِينه وإِن كَان ابراهيم سابقاً له ، وقيل : معناه أَي من شِيعة نوح ومن أَهل مِلَّتِه ، قال الأَزهري : وهذا القول أَقرب لأَنه معطوف على قصة نوح ، وهو قول الزجاج .
      والشِّيعةُ : أَتباع الرجل وأَنْصارُه ، وجمعها شِيَعٌ ، وأَشْياعٌ جمع الجمع .
      ويقال : شايَعَه كما يقال والاهُ من الوَلْيِ ؛ وحكي في تفسير قول الأَعشى : يُشَوِّعُ عُوناً ويَجْتابُها يُشَوِّعُ : يَجْمَعُ ، ومنه شيعة الرجل ، فإِن صح هذا التفسير فعين الشِّيعة واو ، وهو مذكور في بابه .
      وفي الحديث : القَدَرِيَّةُ شِيعةُ الدَّجَّالِ أَي أَولِياؤُه وأَنْصارُه ، وأَصلُ الشِّيعة الفِرقة من الناس ، ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ومعنى واحد ، وقد غلَب هذا الاسم على من يَتَوالى عَلِيًّا وأَهلَ بيته ، رضوان الله عليهم أَجمعين ، حتى صار لهم اسماً خاصّاً فإِذا قيل : فلان من الشِّيعة عُرِف أَنه منهم .
      وفي مذهب الشيعة كذا أَي عندهم .
      وأَصل ذلك من المُشايَعةِ ، وهي المُتابَعة والمُطاوَعة ؛ قال الأَزهري : والشِّيعةُ قوم يَهْوَوْنَ هَوى عِتْرةِ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ويُوالونهم .
      والأَشْياعُ أَيضاً : الأَمثالُ .
      وفي التنزيل : كما فُعِلَ بأَشْياعِهم من قبل ؛ أَي بأَمْثالهم من الأُمم الماضية ومن كان مذهبُه مذهبهم ؛ قال ذو الرمة : أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْياعِهِم خَبَراً ، أَمْ راجَعَ القَلْبَ من أَطْرابِه طَرَبُ ؟ يعني عن أَصحابهم .
      يقال : هذا شَيْعُ هذا أَي مِثْله .
      والشِّيعةُ : الفِرْقةُ ، وبه فسر الزجاج قوله تعالى : ولقد أَرسلنا من قبلك في شِيَعِ الأَوّلينَ .
      والشِّيعةُ : قوم يَرَوْنَ رأْيَ غيرهم .
      وتَشايَعَ القومُ : صاروا شِيَعاً .
      وشيَّعَ الرجلُ إِذا ادَّعى دَعْوى الشِّيعةِ .
      وشايَعَه شِياعاً وشَيَّعَه : تابَعه .
      والمُشَيَّعُ : الشُّجاعُ ؛ ومنهم من خَصَّ فقال : من الرجال .
      وفي حديث خالد : أَنه كان رجُلاً مُشَيَّعاً ؛ المُشَيَّع : الشُّجاع لأَنَّ قَلْبَه لا يَخْذُلُه فكأَنَّه يُشَيِّعُه أَو كأَنَّه يُشَيَّعُ بغيره .
      وشَيَّعَتْه نفْسُه على ذلك وشايَعَتْه ، كلاهما : تَبِعَتْه وشجَّعَتْه ؛ قال عنترة : ذُلُلٌ رِكابي حَيْثُ كُنْتُ مُشايِعي لُبِّي ، وأَحْفِزُهُ بِرأْيٍ مُبْرَمٍ (* قوله « شداً كذا بالأصل .) والشَّيُوعُ والشِّياعُ : ما أُوقِدَتْ به النار ، وقيل : هو دِقُّ الحطب تُشَيَّعُ به النار كما يقال شِبابٌ للنار وجِلاءٌ للعين .
      وشَيَّعَ الرجلَ بالنار : أَحْرَقَه ، وقيل : كلُّ ما أُحْرِقَ فقد شُيِّعَ .
      يقال : شَيَّعْتُ النار إِذا أَلْقَيْتَ عليها حطباً تُذْكيها به ، ومنه حديث الأَحنف : وإِن حَسَكى (* قوله « حسكى كذا بالأصل ، وفي نسخة من النهاية مضبوطة بسكون السين وبهاء تأْنيث ولعله سمي بواحدة الحسك محركة .) كان رجلاً مُشَيَّعاً ؛ قال ابن الأَثير : أَراد به ههنا العَجولَ من قولك شَيَّعْتُ النارَ إِذا أَلقيت عليها حَطباً تُشْعِلُها به .
      والشِّياعُ : صوت قَصَبةٍ ينفخ فيها الراعي ؛

      قال : حَنِين النِّيبِ تَطْرَبُ للشِّياعِ وشَيَّعَ الراعي في الشِّياعِ : رَدَّدَ صَوْتَه فيها .
      والشاعةُ : الإِهابةُ بالإِبل .
      وأَشاعَ بالإِبل وشايَع بها وشايَعَها مُشايَعةً وأَهابَ بمعنى واحد : صاح بها ودَعاها إِذا استأْخَرَ بعضُها ؛ قال لبيد : تَبكِّي على إِثْرِ الشَّبابِ الذي مَضَى ، أَلا إِنَّ إِخإوانَ الشّبابِ الرَّعارِعُ (* قوله « فيمضون إلخ في شرح القاموس قبله : وما المال والأَهلون إلا وديعة * ولا بد يوماً أن ترد الودائع ) وقيل : شايَعْتُ بها إِذا دَعَوْتَ لها لتَجْتَمِعَ وتَنْساقَ ؛ قال جرير يخاطب الراعي : فأَلْقِ اسْتَكَ الهَلْباءَ فَوْقَ قَعودِها ، وشايِعْ بها ، واضْمُمْ إِليك التَّوالِيا يقول : صوّت بها ليلحَق أُخْراها أُولاها ؛ قال الطرمّاح : إِذا لم تَجِدْ بالسَّهْلِ رِعْياً ، تَطَوَّقَتْ شمارِيخَ لم يَنْعِقْ بِهِنَّ مُشَيِّعُ وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : إِنَّ مَرْيم ابنة عِمْرانَ سأَلت ربها أَنْ يُطْعِمَها لحماً لا دم فيه فأَطْعَمها الجراد ، فقالت : اللهم أَعِشْه بغير رَضاع وتابِعْ بينه بغير شِياعٍ ؛ الشِّياعُ ، بالكسر : الدعاء بالإِبل لتَنْساق وتجتمع ؛ المعنى يُتابِعُ بينه في الطيران حتى يَتَتابع من غير أَنْ يُشايَع كما يُشايِعُ الراعي بإِبله لتجتمع ولا تتفرق عليه ؛ قال ابن بري : بغير شِياعٍ أَي بغير صوت ، وقيل لصوت الزَّمّارة شِياعٌ لأَن الراعي يجمع إِبله بها ؛ ومنه حديث عليّ : أُمِرْنا بكسر الكُوبةِ والكِنّارةِ والشِّياعِ ؛ قال ابن الأَعرابي : الشِّياعُ زَمّارةُ الراعي ، ومنه قول مريم : اللهم سُقْه بلا شِياعٍ أَي بلا زَمّارة راع .
      وشاعَ الشيْبُ شَيْعاً وشِياعاً وشَيَعاناً وشُيُوعاً وشَيْعُوعةً ومَشِيعاً : ظهَرَ وتفرَّقَ ، وشاعَ فيه الشيبُ ، والمصدر ما تقدّم ، وتَشَيَّعه ، كلاهما : استطار .
      وشاعَ الخبَرُ في الناس يَشِيعُ شَيْعاً وشيَعاناً ومَشاعاً وشَيْعُوعةً ، فهو شائِعٌ : انتشر وافترَقَ وذاعَ وظهَر .
      وأََشاعَه هو وأَشاعَ ذِكرَ الشيءِ : أَطارَه وأَظهره .
      وقولهم : هذا خبَر شائع وقد شاعَ في الناس ، معناه قد اتَّصَلَ بكل أَحد فاستوى علم الناس به ولم يكن علمه عند بعضهم دون بعض .
      والشاعةُ : الأَخْبار المُنتشرةُ .
      وفي الحديث : أَيُّما رجلٍ أَشاع على رجل عَوْرة ليَشِينَه بها أَي أَظهر عليه ما يُعِيبُه .
      وأَشَعْتُ المال بين القوم والقِدْرَ في الحَيّ إِذا فرقته فيهم ؛

      وأَنشد أَبو عبيد : فقُلْتُ : أَشِيعَا مَشِّرا القِدْرَ حَوْلَنا ، وأَيُّ زمانٍ قِدْرُنا لم تُمَشَّرِ ؟ وأَشَعْتُ السِّرّ وشِعْتُ به إِذا أَذعْتَ به .
      ويقال : نَصِيبُ فلان شائِعٌ في جميع هذه الدار ومُشاعٌ فيها أَي ليس بمَقْسُوم ولا مَعْزول ؛ قال الأَزهري : إِذا كان في جميع الدار فاتصل كل جزء منه بكل جزء منها ، قال : وأَصل هذا من الناقة إِذا قَطَّعت بولها ، قيل : أَوزَغَتْ به إِيزاغاً ، وإِذا أَرسلته إِرسالاً متصلاً قيل : أَشاعت .
      وسهم شائِعٌ أَي غير مقسوم ، وشاعٌ أَيضاً كما يقال سائِرُ اليوم وسارُه ؛ قال ابن بري : شاهده قول ربيعة بن مَقْروم : له وهَجٌ من التَّقْرِيبِ شاعُ أَي شائعٌ ؛ ومثله : خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ فكلٌّ ناعُ أَي نائِعٌ .
      وما في هذه الدار سهم شائِعٌ وشاعٍ مقلوب عنه أَي مُشْتَهِرٌ مُنْتَشِرٌ .
      ورجل مِشْياعٌ أَي مِذْياعٌ لا يكتم سِرّاً .
      وفي الدعاء : حَيّاكم اللهُ وشاعَكم السلامُ وأَشاعَكم السلامَ أَي عَمَّكم وجعله صاحِباً لكم وتابِعاً ، وقال ثعلب : شاعَكم السلامُ صَحِبَكُم وشَيَّعَكم ؛

      وأَنشد : أَلا يا نَخْلةً مِن ذاتِ عِرْقٍ بَرُودِ الظِّلِّ ، شاعَكُمُ السلامُ أَي تَبِعكم السلامُ وشَيَّعَكم .
      قال : ومعنى أَشاعكم السلامَ أَصحبكم إِيَّاه ، وليس ذلك بقويّ .
      وشاعَكم السلامُ كما تقول عليكم السلامُ ، وهذا إِنما بقوله الرجل لأَصحابه إِذا أَراد أَن يفارقهم كما ، قال قيس بن زهير لما اصطلح القوم : يا بني عبس شاعكم السلامُ فلا نظرْتُ في وجهِ ذُبْيانية قَتَلْتُ أَباها وأَخاها ، وسار إِلى ناحية عُمان وهناك اليوم عقِبُه وولده ؛ قال يونس : شاعَكم السلامُ يَشاعُكم شَيْعاً أَي مَلأَكم .
      وقد أَشاعكم اللهُ بالسلام يُشِيعُكم إِشاعةً .
      ونصِيبُه في الشيء شائِعٌ وشاعٍ على القلب والحذف ومُشاعٌ ، كل ذلك : غير معزول .
      أَبو سعيد : هما مُتشايِعانِ ومُشتاعانِ في دار أَو أَرض إِذا كانا شريكين فيها ، وهم شُيَعاءُ فيها ، وكل واحد منهم شَيِّعٌ لصاحبه .
      وهذه الدار شَيِّعةٌ بينهم أَي مُشاعةٌ .
      وكلُّ شيء يكون به تَمامُ الشيء أَو زيادتُه ، فهو شِياعٌ له .
      وشاعَ الصَّدْعُ في الزُّجاجة : استطارَ وافترق ؛ عن ثعلب .
      وجاءت الخيلُ شَوائِعَ وشَواعِيَ على القلب أَي مُتَفَرِّقة .
      قال الأَجْدَعُ بن مالك بن مسروق بن الأَجدع : وكأَنَّ صَرْعاها قِداحُ مُقامِرٍ ضُرِبَتْ على شَرَنٍ ، فَهُنّ شَواعِي ويروى : كِعابُ مُقامِرٍ .
      وشاعتِ القطرةُ من اللبن في الماء وتَشَيَّعَتْ : تَفَرَّقَت .
      تقول : تقطر قطرة من لبن في الماء (* قوله « تقول تقطر قطرة من لبن في الماء كذا بالأصل ولعله سقط بعده من قلم الناسخ من مسودة المؤلف فتشيع أو تتشيع فيه أي تتفرق .).
      وشَيّع فيه أَي تفرَّق فيه .
      وأَشاعَ ببوله إِشاعةً : حذف به وفَرَّقه .
      وأَشاعت الناقة ببولها واشتاعَتْ وأَوْزَغَتْ وأَزْغَلَتْ ، كل هذا : أَرْسَلَتْه متفَرِّقاً ورَمَتْه رَمْياً وقَطَّعَتْه ولا يكون ذلك إِلا إِذا ضَرَبَها الفحل .
      قال الأَصمعي : يقال لما انتشر من أَبوال الإِبل إِذا ضرَبَها الفحل فأَشاعَتْ ببولها : شاعٌ ؛ وأَنشد : يُقَطِّعْنَ لإِبْساسِ شاعاً كأَنّه جَدايا ، على الأَنْساءِ منها بَصائِ ؟

      ‏ قال : والجمل أَيضاً يُقَطِّعُ ببوله إِذا هاج ، وبوله شاعٌ ؛

      وأَنشد : ولقد رَمَى بالشّاعِ عِنْدَ مُناخِه ، ورَغا وهَدَّرَ أَيَّما تَهْدِيرِ وأَشاعَتْ أَيضاً : خَدَجَتْ ، ولا تكون الإِشاعةُ إِلا في الإِبل .
      وفي التهذيب في ترجمة شعع : شاعَ الشيءُ يَشِيعُ وشَعَّ يَشِعُّ شَعّاً وشَعاعاً كلاهما إِذا تفرَّقَ .
      وشاعةُ الرجلِ : امرأَتُه ؛ ومنه حديث سيف بن ذي يَزَن ، قال لعبد المطلب : هل لك من شاعةٍ ؟ أَي زوجة لأَنها تُشايِعُه أَي تُتابِعُه .
      والمُشايِعُ : اللاحِقُ ؛ وينشد بيت لبيد أَيضاً : فيَمْضُون أَرْسالاً ونَلْحَقُ بَعْدَهُم ، كما ضَمَّ أُخْرَى التالِياتِ المُشايِعُ (* روي هذا البيت في سابقاً في هذه المادة وفيه : نخلف بعدهم ؛ وهو هكذا في قصيدة لبيد .) هذا قول أَبي عبيد ، وعندي أَنه من قولك شايَعَ بالإِبل دعاها .
      والمِشْيَعة : قُفَةٌ تضَعُ فيها المرأة قطنها .
      والمِشْيَعةُ : شجرة لها نَوْر أَصغرُ من الياسمين أَحمر طيب تُعْبَقُ به الثياب ؛ عن أَبي حنيفة كذلك وجدناه تُعْبَق ، بضم التاء وتخفيف الباء ، في نسخة موثوق بها ، وفي بعض النسخ تُعَبَّقُ ، بتشديد الباء .
      وشَيْعُ اللهِ : اسم كتَيْمِ الله .
      وفي الحديث : الشِّياعُ حرامٌ ؛ قال ابن الأَثير : كذا رواه بعضهم وفسره بالمُفاخَرةِ بكثرة الجماع ، وقال أَبو عمرو : إِنه تصحيف ، وهو بالسين المهملة والباء الموحدة ، وقد تقدم ، قال : وإِن كان محفوظاً فلعله من تسمية الزوجة شاعةً .
      وبَناتُ مُشيّع : قُرًى معروفة ؛ قال الأَعشى : من خَمْرِ بابِلَ أُعْرِقَتْ بمِزاجِها ، أَو خَمْرِ عانةَ أَو بنات مُشَيّعا "

    المعجم: لسان العرب

  11. شرف
    • " الشَّرَفُ : الحَسَبُ بالآباء ، شَرُفَ يَشْرُفُ شَرَفاً وشُرْفَةً وشَرافةً ، فهو شريفٌ ، والجمع أَشْرافٌ . غيره : والشَّرَفُ والمَجْدُ لا يكونانِ إلا بالآباء .
      ويقال : رجل شريفٌ ورجل ماجدٌ له آباءٌ متقدِّمون في الشرَف .
      قال : والحسَبُ والكَرَمُ يكونانِ وإن لم يكن له آباء لهم شَرَفٌ .
      والشَّرَفُ : مصدر الشَّريف من الناس .
      وشَريفٌ وأَشْرافٌ مثل نَصِيرٍ وأَنْصار وشَهِيد وأَشْهادٍ ، الجوهري : والجمع شُرَفاء وأَشْرافٌ ، وقد شَرُفَ ، بالضم ، فهو شريف اليوم ، وشارِفٌ عن قليل أَي سيصير شريفاً ؛ قال الجوهري : ذكره الفراء .
      وفي حديث الشعبي : قيل للأَعمش : لمَ لمْ تَسْتَكْثِر من الشعبي ؟، قال : كان يَحْتَقِرُني كنت آتِيه مع إبراهيم فَيُرَحِّبُ به ويقول لي : اقْعُدْ ثَمَّ أَيـُّها العبدُ ثم يقول : لا نَرْفَعُ العبدَ فوق سُنَّته ، ما دامَ فِينا بأَرْضِنا شَرَفُ أَي شريف .
      يقال : هو شَرَفُ قومه وكَرَمُهم أَي شَريفُهُم وكَريمهم ، واستعمل أَبو إسحق الشَّرَفَ في القرآن فقال : أَشْرَفُ آيةٍ في القرآن آيةُ الكرسي .
      والمَشْرُوفُ : المفضول .
      وقد شَرَفه وشَرَفَ عليه وشَرَّفَه : جعل له شَرَفاً ؛ وكل ما فَضَلَ على شيء ، فقد شَرَفَ .
      وشارَفَه فَشَرَفَه يَشْرُفه : فاقَه في الشرفِ ؛ عن ابن جني .
      وَشَرفْتُه أَشْرُفه شَرْفاً أَي غَلَبْته بالشرَفِ ، فهو مَشْرُوف ، وفلان أَشْرَفُ منه .
      وشارَفْتُ الرجل : فاخرته أَيـُّنا أَشْرَفُ .
      وفي الحديث : أَن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، قال : ما ذِئبان عادِيانِ أَصابا فَريقة غَنَمٍ بأَفْسَدَ فيها من حُبِّ المرء المالَ والشَّرَفَ لِدِينه ؛ يريد أَنه يَتَشَرَّفُ للمُباراةِ والمُفاخَرةِ والمُساماةِ .
      الجوهري : وشَرَّفَه اللّه تَشْريفاً وتَشَرَّفَ بكذا أَي عَدَّه شَرَفاً ، وشَرَّفَ العظْمَ إذا كان قليل اللحم فأَخذ لحمَ عظم آخرَ ووضَعَه عليه ؛ وقول جرير : إذا ما تَعاظَمْتُمْ جُعُوراً ، فَشَرِّفُوا جَحِيشاً ، إذا آبَتْ من الصَّيْفِ عِيرُه ؟

      ‏ قال ابن سيده : أَرى أَنَّ معناه إذا عَظُمَتْ في أَعينكم هذه القبيلة من قبائلكم فزيدوا منها في جَحِيش هذه القبيلة القليلة الذليلة ، فهو على نحو تَشْريفِ العظْمِ باللَّحم .
      والشُّرْفةُ : أَعلى الشيء .
      والشَّرَفُ : كالشُّرْفةِ ، والجمع أَشْرافٌ ؛ قال الأَخطل : وقد أَكل الكِيرانُ أَشْرافَها العُلا ، وأُبْقِيَتِ الأَلْواحُ والعَصَبُ السُّمْرُ ابن بزرج :، قالوا : لك الشُّرْفةُ في فُؤَادي على الناس .
      شمر : الشَّرَفُ كل نَشْزٍ من الأَرض قد أَشْرَفَ على ما حوله ، قادَ أَو لم يَقُد ، سواء كان رَمْلاً أَو جَبَلاً ، وإنما يطول نحواً من عشْر أَذرُع أَو خمس ، قَلَّ عِرَضُ طهره أَو كثر .
      وجبل مُشْرِفٌ : عالٍ .
      والشَّرَفُ من الأَرض : ما أَشْرَفَ لك .
      ويقال : أَشْرَفَ لي شَرَفٌ فما زِلْتُ أَرْكُضُ حتى علوته ؛ قال الهذلي : إذا ما اشْتَأَى شَرَفاً قَبْلَه وواكَظَ ، أَوْشَكَ منه اقْتِرابا الجوهري : الشَّرَفُ العُلُوُّ والمكان العالي ؛ وقال الشاعر : آتي النَّدِيَّ فلا يُقَرَّبُ مَجْلِسي ، وأَقُود للشَّرَفِ الرَّفِيعِ حِماري يقول : إني خَرِفْت فلا يُنتفع برَأْيي ، وكبِرْت فلا أَستطيع أَن أَركب من الأَرض حماري إلا من مكان عال .
      الليث : المُشْرَفُ المكان الذي تُشْرِفُ عليه وتعلوه .
      قال : ومَشارِفُ الأَرض أَعاليها .
      ولذلك قيل : مَشارِفُ الشَّامِ .
      الأَصمعي : شُرْفةُ المال خِيارُه ، والجمع الشُّرَفُ .
      ويقال : إني أَعُدُّ إتْيانَكم شُرْفةً وأَرى ذلك شُرْفةً أَي فَضْلاً وشَرَفاً .
      وأَشْرافُ الإنسان : أُذُناه وأَنـْفُه ؛ وقال عديّ : كَقَصِير إذ لم يَجِدْ غير أَنْ جَدْ دَعَ أَشْرافَه لمَكْر قَصِير ابن سيده : الأَشْرافُ أَعلى الإنسانِ ، والإشرافُ : الانتصابُ .
      وفرس مُشْتَرِفٌ أَي مُشْرِفُ الخَلْق .
      وفرس مُشْتَرِفٌ : مُشْرِفُ أَعالي العظام .
      وأَشْرَف الشيءَ وعلى الشيء : عَلاه .
      وتَشَرَّفَ عليه : كأَشْرَفَ .
      وأَشْرَفَ الشيءُ : علا وارتفع .
      وشَرَفُ البعير : سَنامه ، قال الشاعر : شَرَفٌ أَجَبُّ وكاهِلٌ مَجْزُولُ وأُذُن شَرْفاء أَي طويلة .
      والشَّرْفاء من الآذان : الطويلة القُوفِ القائمة المُشْرِفةُ وكذلك الشُّرافِيَّة ، وقيل : هي المنتصبة في طول ، وناقة شَرْفاء وشُرافِيَّةٌ : ضَخْمةُ الأُذنين جسيمة ، وضَبٌّ شُرافيٌّ كذلك ، ويَرْبُوعٌ شُرافيّ ؛

      قال : وإني لأَصْطادُ اليَرابيعَ كُلَّها : شُرافِيَّها والتَّدْمُريَّ المُقَصِّعا ومنكب أَشْرَفُ : عال ، وهو الذي فيه ارتفاع حَسَنٌ وهو نقِيض الأَهدإِ .
      يقال منه : شَرِفَ يَشْرَفُ شَرَفاً ، وقوله أَنشده ثعلب : جَزى اللّهُ عَنَّا جَعْفَراً ، حين أَشْرَفَتْ بنا نَعْلُنا في الواطِئين فَزَلَّتِ لم يفسره وقال : كذا أَنشدَناه عمر بن شَبَّة ، وقال : ويروى حين أَزْلَفَتْ ؛ قال ابن سيده : وقوله هكذا أَنشدناه تَبَرُّؤٌ من الرواية .
      والشُّرْفةُ : ما يوضع على أَعالي القُصور والمدُن ، والجمع شُرَفٌ .
      وشَرَّفَ الحائطَ : جعل له شُرْفةً .
      وقصر مُشَرَّفٌ : مطوَّل .
      والمَشْرُوف : الذي قد شَرَفَ عليه غيره ، يقال : قد شَرَفَه فَشَرَفَ عليه .
      وفي حديث ابن عباس : أُمِرْنا أَن نَبْني المَدائِنَ شُرَفاً والمساجِدَ جُمّاً ؛ أَراد بالشُّرَفِ التي طُوّلت أَبْنِيَتُها بالشُّرَفِ ، الواحدة شُرْفةٌ ، وهو على شَرَفِ أَمر أَي شَفًى منه .
      والشَّرَفُ : الإشْفاء على خَطَر من خير أَو شر .
      وأَشْرَفَ لك الشيءُ : أَمْكَنَك .
      وشارَفَ الشيءَ : دنا منه وقارَبَ أَن يَظْفَرَ به .
      ويقال : ساروا إليهم حتى شارَفُوهم أَي أَشْرَفُوا عليهم .
      ويقال : ما يُشْرِفُ له شيء إلا أَخذه ، وما يُطِفُّ له شيء إلا أَخذه ، وما يُوهِفُ له شيء إلا أَخذه .
      وفي حديث عليّ ، كرم اللّه وجهه : أُمِرْنا في الأَضاحي أَن نَسْتَشْرفَ العين والأُذن ؛ معناه أَي نتأَمل سلامتهما من آفةٍ تكون بهما ، وآفةُ العين عَوَرُها ، وآفة الأُذن قَطْعها ، فإذا سَلِمَت الأُضْحِية من العَوَر في العين والجَدْعِ في الأَذن جاز أَن يُضَحَّى بها ، إذا كانت عَوْراء أَو جَدْعاء أَو مُقابَلَةً أَو مُدابَرَةً أَو خَرْقاء أَو شَرْقاء لم يُضَحَّ بها ، وقيل : اسْتِشْرافُ العين والأُذن أَن يطلبهما شَريفَيْن بالتمام والسلامة ، وقيل : هو من الشُّرْفةِ وهي خِيارُ المال أَي أُمِرْنا أَن نتخيرها .
      وأَشْرَفَ على الموت وأَشْفى : قارَبَ .
      وتَشَرَّفَ الشيءَ واسْتَشْرَفه : وضع يده على حاجِبِه كالذي يَسْتَظِلُّ من الشمس حتى يُبْصِرَه ويَسْتَبِينَه ؛ ومنه قول ابن مُطَيْر : فَيا عَجَباً للناسِ يَسْتَشْرِفُونَني ، كأَنْ لم يَرَوا بَعْدي مُحِبّاً ولا قبْلي وفي حديث أَبي طلحة ، رضي اللّه عنه : أَنه كان حسَنَ الرمْي فكان إذا رمى اسْتَشْرَفَه النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، لينظر إلى مَواقِعِ نَبْله أَي يُحَقِّقُ نظره ويَطَّلِعُ عليه .
      والاسْتِشْرافُ : أَن تَضَع يدك على حاجبك وتنظر ، وأَصله من الشرَف العُلُوّ كأَنه ينظر إليه من موضع مُرْتَفِع فيكون أَكثر لإدراكه .
      وفي حديث أَبي عبيدة :، قال لعمر ، رضي اللّه عنهما ، لما قَدِمَ الشامَ وخرج أَهلُه يستقبلونه : ما يَسُرُّني أَن أَهلَ هذا البلد اسْتَشْرَفُوك أَي خرجوا إلى لقائك ، وإنما ، قال له ذلك لأن عمر ، رضي اللّه عنه ، لما قدم الشام ما تَزَيَّا بِزِيِّ الأُمراء فخشي أَن لا يَسْتَعْظِمُوه .
      وفي حديث الفِتَن : من تَشَرَّفَ لها اسْتَشْرَفَتْ له أَي من تَطَلَّعَ إليها وتَعَرَّضَ لها واتَتْه فوقع فيها .
      وفي الحديث : لا تُشْرِفْ يُصِبْك سهم أَي لا تَتَشَرَّفْ من أَعْلى الموضع ؛ ومنه الحديث : حتى إذا شارَفَتِ انقضاء عدّتها أَي قَرُبَت منها وأَشْرَفَت عليها .
      وفي الحديث عن سالم عن أَبيه : أَن رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، كان يُعْطِي عُمَر العطاء فيقول له عمر : يا رسولَ اللّه أَعْطِه أَفْقَرَ إليه مني ، فقال له رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم : خُذْه فتَمَوَّلْه أَو تَصَدَّقْ به ، وما جاءك من هذا المال وأَنتَ غيرُ مُشْرِفٍ له ولا سائل فخذه وما لا فلا تُتْبِعْه نفسَك ، قال سالم : فمن أجل ذلك كان عبد اللّه لا يَسْأَلُ أحداً شيئاً ولا يُرُدُّ شيئاً أُعْطِيَه ؛ وقال شمر في قوله وأَنت غير مُشْرِفٍ له ، قال : ما تُشْرِفُ عليه وتَحَدَّثُ به نفسك وتتمناه ؛

      وأَنشد : لقد عَلِمْتُ ، وما الإشْرافُ من طَمَعي ، أَنَّ الذي هُو رِزْقي سَوْفَ يأْتيني (* قوله « من طمعي » في شرح ابن هشام لبانت سعاد : من خلقي .) وقال ابن الأَعرابي : الإشْرافُ الحِرْصُ .
      وروي في الحديث : وأَنتَ غيرُ مُشْرِفٍ له أَو مُشارِفٍ فخذه .
      وقال ابن الأعرابي : اسْتَشْرَفَني حَقّي أَي ظَلمَني ؛ وقال ابن الرِّقاع : ولقد يَخْفِضُ المُجاوِرُ فيهمْ ، غيرَ مُسْتَشْرَفٍ ولا مَظْلو ؟

      ‏ قال : غيرَ مُسْتَشْرَف أَي غيرَ مظلوم .
      ويقال : أَشْرَفْتُ الشيءَ عَلَوْتُه ، وأَشْرَفْتُ عليه : اطَّلَعْتُ عليه من فوق ، أَراد ما جاءك منه وأَنت غيرُ مُتَطَلِّع إليه ولا طامِع فيه ، وقال الليث : اسْتَشْرَفْتُ الشيءَ إذا رَفَعْتَ رأْسَك أَو بصَرك تنظر إليه .
      وفي الحديث : لا يَنْتَهِبُ نُهْبةً ذاتَ شَرَفٍ وهو مؤمِنٌ أَي ذاتَ قَدْر وقِيمة ورِفْعةٍ يرفع الناسُ أَبصارهم للنظر إليها ويَسْتَشْرفونها .
      وفي الحديث : لا تَشَرَّفُوا (* قوله « لا تشرفوا » كذا بالأصل ، والذي في النهاية : لا تستشرفوا .) للبلاء ؛ قال شمر : التَّشَرُّف للشيء التَّطَلُّعُ والنظرُ إليه وحديثُ النفْسِ وتَوَقُّعُه ؛ ومنه : فلا يَتَشَرَّفُ إبلَ فلان أَي يَتَعَيَّنُها .
      وأَشْرَفْت عليه : اطَّلَعْتُ عليه من فوق ، وذلك الموضع مُشْرَفٌ .
      وشارَفْتُ الشيء أَي أَشْرَفْت عليه .
      وفي الحديث : اسْتَشْرَفَ لهم ناسٌ أَي رفعوا رؤُوسَهم وأَبصارَهم ؛ قال أَبو منصور في حديث سالم : معناه وأَنت غير طامع ولا طامِحٍ إليه ومُتَوَقِّع له .
      وروي عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أَنه ، قال : من أَخَذَ الدنيا بإشرافِ نفْس لم يُبارَك له فيها ، ومن أَخذها بسخاوةِ نَفْس بُورِك له فيها ، أَي بحرْصٍ وطَمَعٍ .
      وتَشَرَّفْتُ المَرْبَأَ وأَشْرَفْتُه أَي علوته ؛ قال العجاج : ومَرْبَإٍ عالٍ لِمَن تَشَرَّفا ، أَشْرَفْتُه بلا شَفًى أَو بِشَف ؟

      ‏ قال الجوهري : بلا شَفًى أَي حين غابت الشمس ، أَو بشَفًى أَي بقِيَتْ من الشمس بقِيّة .
      يقال عند غروب الشمس : ما بَقِيَ منها إلا شَفًى .
      واسْتَشْرَفَ إبلَهم : تَعَيَّنَها ليُصِيبها بالعين .
      والشارِفُ من الإبل : المُسِنُّ والمُسِنَّةُ ، والجمع شَوارِفُ وشُرَّفٌ وشُرُفٌ وشُرُوفٌ ، وقد شَرُفَتْ وشَرَفَتْ تَشْرُف شُرُوفاً .
      والشارِفُ : الناقةُ التي قد أَسَنَّتْ .
      وقال ابن الأعرابي : الشارِفُ الناقة الهِمّةُ ، والجمع شُرْفٌ وشَوارِفُ مثل بازِلٍ وبُزْلٍ ، ولا يقال للجمل شارِفٌ ؛ وأَنشد الليث : نَجاة من الهُوجِ المَراسِيلِ هِمَّة ، كُمَيْت عليها كَبْرةٌ ، فهي شارفُ وفي حديث عليّ وحَمْزة ، عليهما السلام : أَلا يا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّواء ، فَهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بالفِناء هي جمع شارِفٍ وتضمُّ راؤُها وتسكن تخفيفاً ، ويروى ذا الشرَف ، بفتح الراء والشين ، أَي ذا العَلاء والرِّفْعةِ .
      وفي حديث ابن زمْل : وإذا أَمام ذلك ناقةٌ عَجْفاء شارِفٌ ؛ هي المُسِنّةُ .
      وفي الحديث : إذا كان كذا وكذا أَنى أَن يَخْرُجَ بكم الشُّرْفُ الجُونُ ، قالوا : يا رسول اللّه وما الشُّرْفُ الجُون ؟، قال : فِتَنٌ كقِطْعِ الليلِ المُظْلمِ ؛ قال أَبو بكر : الشُّرْفُ جمع شارِفٍ وهي الناقة الهَرِمةُ ، شبَّه الفِتَنَ في اتِّصالها وامْتِداد أَوقاتها بالنُّوق المُسِنَّة السُّود ، والجُونُ : السود ؛ قال ابن الأَثير : هكذا يروى بسكون الراء (* قوله « يروى بسكون الراء » في القاموس : وفي الحديث أتتكم الشرف الجون بضمتين .) وهي جمع قليل في جمع فاعل لم يَردْ إلا في أَسماء معدودة ، وفي رواية أُخرى : الشُّرْقُ الجُون ، بالقاف ، وهو جمع شارِق وهو الذي يأْتي من ناحية المَشْرِق ، وشُرْفٌ جمع شارِفٍ نادر لم يأْت مثلَه إلا أَحرف معدودة : بازِلٌ وبُزْلٌ وحائلٌ وحُولٌ وعائذٌ وعُوذٌ وعائطٌ وعُوطٌ .
      وسهم شارِفٌ : بعيد العهد بالصِّيانةِ ، وقيل : هو الذي انْتَكَثَ رِيشُه وعَقَبُه ، وقيل : هو الدقيق الطويل . غيره : وسهم شارِفٌ إذا وُصِف بالعُتْق والقِدَم ؛ قال أَوس بن حجر : يُقَلِّبُ سَهْماً راشَه بمَناكِبٍ ظُهار لُؤامٍ ، فهو أَعْجَفُ شارِفُ الليث : يقال أَشْرَفَتْ علينا نفْسُه ، فهو مُشْرِفٌ علينا أَي مُشْفِقٌ .
      والإشْرافُ : الشَّفَقة ؛

      وأَنشد : ومن مُضَرَ الحَمْراء إشْرافُ أَنْفُسٍ علينا ، وحَيّاها إلينا تَمَضُّرا ودَنٌّ شارِفٌ : قدِيمُ الخَمْر ؛ قال الأَخطل : سُلافةٌ حَصَلَتْ من شارِفٍ حَلِقٍ ، كأَنـَّما فارَ منها أَبْجَرٌ نَعِرُ وقول بشر : وطائرٌ أَشْرَفُ ذو خُزْرةٍ ، وطائرٌ ليس له وَكْر ؟

      ‏ قال عمرو : الأَشْرفُ من الطير الخُفّاشُ لأَنَّ لأُذُنيه حَجْماً ظاهراً ، وهو مُنْجَرِدٌ من الزِّفِّ والرِّيش ، وهو يَلِدُ ولا يبيض ، والطير الذي ليس له وكر طير يُخبِر عنه البحريون أَنه لا يَسْقط إلا ريثما يَجْعَلُ لبَيْضِه أُفْحُوصاً من تراب ويُغَطِّي عليه ثم يَطِيرُ في الهواء وبيضه يتفَقَّس من نفسه عند انتهاء مدته ، فإذا أَطاق فَرْخُه الطيَران كان كأَبوَيه في عادتهما .
      والإشْرافُ : سُرعةُ عَدْوِ الخيل .
      وشَرَّفَ الناقةَ : كادَ يَقْطَعُ أَخلافها بالصَّرّ ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : جَمَعْتُها من أَيْنُقٍ غِزارِ ، من اللَّوا شُرِّفْنَ بالصِّرارِ أَراد من اللواتي ، وإنما يُفعل بها ذلك ليَبْقى بُدْنُها وسِمَنُها فيُحْمَل عليها في السنة المُقْبلة .
      قال ابن الأَعرابي : ليس من الشَّرَف ولكن من التشريف ، وهو أَن تَكادَ تقطع أَخْلافها بالصِّرار فيؤثِّر في أَخْلافِها ؛ وقول العجاج يذكر عَيْراً يَطْرُد أُتُنه : وإنْ حَداها شَرَفاً مُغَرِّبا ، رَفَّهَ عن أَنـْفاسِه وما رَبا حَداها : ساقها ، شرفاً أَي وجْهاً .
      يقال : طَرَده شرَفاً أَو شَرَفَين ، يريد وجْهاً أَو وجْهَين ؛ مُغَرِّباً : مُتَباعداً بعيداً ؛ رَفَّهَ عن أَنفاسه أَي نَفَّسَ وفرَّجَ .
      وعَدا شَرَفاً أَو شَرَفَينِ أَي شَوْطاً أَو شَوْطَيْنِ .
      وفي حديث الخيل : فاسْتَنَّتْ شَرَفاً أو شَرَفين ؛ عَدَتْ شَوْطاً أَو شَوْطَيْن .
      والمَشارِفُ : قُرًى من أَرض اليمن ، وقيل : من أَرض العرب تَدْنُو من الرِّيف ، والسُّيُوفُ المَشْرَفِيّةُ مَنْسوبة إليها .
      يقال : سَيفٌ مَشْرَفيّ ، ولا يقال مَشارِفيٌّ لأَن الجمع لا يُنسب إليه إذا كان على هذا الوزن ، لا يقال مَهالِبيّ ولا جَعَافِرِيٌّ ولا عَباقِرِيٌّ .
      وفي حديث سَطِيح : يسكن مَشارِفَ الشام ؛ هي كل قرية بين بلاد الرِّيفِ وبين جزيرة العرب ، قيل لها ذلك لأَنها أشْرَفَتْ على السواد ، ويقال لها أَيضاً المَزارِعُ والبَراغِيلُ ، وقيل : هي القرى التي تَقْرُب من المدن .
      ابن الأَعرابي : العُمَرِيَّةُ ثياب مصبوغة بالشَّرَفِ ، وهو طين أَحمر .
      وثوب مُشَرَّفٌ : مصبوغ بالشَّرَف ؛

      وأَنشد : أَلا لا تَغُرَّنَّ امْرَأً عُمَرِيّةٌ ، على غَمْلَجٍ طالَتْ وتَمَّ قَوامُها

      ويقال شَرْفٌ وشَرَفٌ للمَغْرةِ .
      وقال الليث : الشَّرَفُ له صِبْغٌ أَحمر يقال له الدّارْبَرْنَيان ؛ قال أَبو منصور : والقول ما ، قال ابن الأعرابي في المُشَرَّفِ .
      وفي حديث عائشة : أَنها سُئِلَتْ عن الخِمار يُصْبَغُ بالشَّرْف فلم ترَ به بأْساً ؛ قال : هو نبت أَحمر تُصْبَغ به الثياب .
      والشُّرافيُّ : لَوْنٌ من الثياب أَبيض .
      وشُرَيفٌ : أَطولُ جبل في بلاد العرب .
      ابن سيده : والشُّرَيْف جبل تزعم العرب أَنه أَطول جبل في الأَرض .
      وشَرَفٌ : جبل آخرُ يقرب منه .
      والأَشْرَفُ : اسم رجل : وشِرافُ وشَرافِ مَبْنِيَّةً : اسم ماء بعينه .
      وشَراف : موضع ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : لقد غِظْتَني بالحَزْمِ حَزْمِ كُتَيْفةٍ ، ويومَ الْتَقَيْنا من وراء شَرافِ (* قوله « غظتني بالحزم حزم » في معجم ياقوت : عضني بالجوّ جوّ .) التهذيب : وشَرافِ ماء لبني أَسد .
      ابن السكيت : الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ ،
      ، قال : وكانت الملوك من بني آكِل المُرار تَنزِلُها ، وفيها حِمَى ضَرِيّةَ ، وضرِيّة بئر ، وفي الشرف الرَّبَذةُ وهي الحِمَى الأَيمنُ ، والشُّرَيْفُ إلى جنبه ، يَفْرُق بين الشرَف والشُّريفِ وادٍ يقال له التَّسْرِيرُ ، فما كان مُشَرِّقاً فهو الشُّرَيْف ، وما كان مغرِّياً ، فهو الشرَفُ ؛ قال أَبو منصور : وقولُ ابن السكّيت في الشرَف والشُّريف صحيح .
      وفي حديث ابن مسعود ، رضي اللّه عنه : يُوشِكُ أَن لا يكونَ بين شَرافِ وأَرضِ كذا جَمَّاءُ ولا ذاتُ قَرْن ؛ شَرافِ : موضع ، وقيل : ماء لبني أَسد .
      وفي الحديث : أَن عمر حمى الشَّرَفَ والرَّبَذَةَ ؛ قال ابن الأَثير : كذا روي بالشين وفتح الراء ، قال : وبعضهم يرويه بالمهملة وكسر الراء .
      وفي الحديث : ما أُحِبُّ أَن أَنْفُخَ في الصلاة وأَن لي مَمَرَّ الشرَفِ .
      والشُّرَيْفُ ، مُصَغّر : ماء لبني نُمير .
      والشاروفُ : جبل ، وهو موَلَّد .
      والشاروفُ : المِكْنَسةُ ، وهو فارسيٌّ معرَّب .
      وأَبو الشَّرفاء : من كُناهم ؛

      قال : أَنا أَبو الشَّرْفاء مَنَّاعُ الخَفَرْ أَراد مَنّاع أَهل الخفر .
      "

    المعجم: لسان العرب







ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: