ـ غَبَرَ غُبُوراً : مَكَثَ ، وذَهَبَ ، ضِدٌّ ، وهو غابِرٌ ، من غُبَّرٍ . ـ غُبْرُ الشيءِ : بَقِيَّتُهُ ، كغُبَّرِهِ ، ج : أغْبارٌ ، وغَلَبَ على بَقِيَّةِ دمِ الحَيضِ ، وبقيةِ اللبَنِ في الضَّرْعِ . ـ تَغَبَّرَ الناقةَ : احْتَلَبَ غُبْرَها ، ـ تَغَبَّرَ من المرأةِ ولداً : اسْتَفادَهُ . وتَزَوَّج عثمانُ بنُ حَبيبٍ رَقاشِ بنتَ عامرٍ ، فقيلَ له : كبيرةٌ ، فقال : لَعلِّي أتَغَبَّرُ منها ولداً . فلما وُلِدَ له ، سَمَّاهُ : غُبَرَ ، كَزُفَرَ ، منهم : قَطَنُ بنُ نُسَيْرٍ ، ومحمدُ بنُ عُبَيْد المُحدِّثانِ الغُبَرِيَّانِ . ـ مِغْبارُ : ناقةٌ تَغْزُرُ بعدَما تَغْزُرُ اللَّواتِي يُنْتَجْنَ مَعَها ، ونَخْلَةٌ يَعْلُوها الغُبارُ . ـ داهيةُ الغَبَرِ : داهيةٌ لا يُهْتَدَى لمِثلِها ، أو الذي يُعانِدُكَ ، ثم يَرْجِعُ إلى قولِكَ . ـ غَبَرُ : التُّرابُ ، ـ غَبَرَةُ : الغُبارُ ، كالغُبْرَةِ . ـ اغْبَرَّ اليومُ اغْبِراراً : اشْتَدَّ غُبارُهُ . ـ غَبَّرَهُ تَغْبيراً : لَطَّخَه به . ـ غُبْرَةُ : لَوْنُهُ وقد غَبَرَ واغْبَرَّ وأغْبَرَ . ـ أَغْبَرُ : الذئبُ . ـ غَبْراءُ : الأرضُ ، وأُنْثَى الحَجَلِ ، وأرضٌ كثيرةُ الشجرِ ، كالغَبَرَةِ ، وقرية باليمامة ، والنَّبْتُ في السُّهولَةِ ، وفرسُ حَمَلِ بنِ بَدْرٍ ، وفرسُ قدامَةَ بنِ مَصادٍ ، ونَباتٌ ، كالغُبَيْراءِ ، أو الغَبْراءُ : ثَمَرَتُهُ ، والغُبَيْراءُ : شجرتُهُ ، أو بالعكسِ . ـ وَطْأَةُ غَبْراءُ : الجَديدةُ ، أو الدَّارِسةُ ، ـ وَطْأَةُ من السِّنينَ : الجَدْبَةُ . ـ بنُو غَبْراءَ : الفُقَراءُ ، أو الغُرَباءُ المُجْتَمِعونَ للشرابِ بِلا تَعارُفٍ . ـ غُبَيْراءُ : السُّكُرْكَةُ ، وهي شرابٌ من الذُّرَةِ . ـ تَرَكَهُ على غُبَيْراءِ الظَّهْرِ وغَبْرائِه : إذا رجَعَ خائِباً . ـ غِبْرُ : الحِقْدُ ، ـ غَبَرُ : فَسادُ الجُرْحِ ، غَبِرَ فهو غَبِرٌ ، وداءٌ في باطِنِ خُفِّ البعيرِ ، وموضع بِسَلْمَى لِطَيِّئٍ . ـ غُبَرُ وغَوْبَرُ : جِنْسٌ من السَّمَكِ . ـ غُبارَةُ : ماءةٌ لبني عَبْسٍ . ـ غُباراتُ : موضع باليمامة . ـ غُبْرانُ : رُطَبَتانِ في قِمْعٍ واحدٍ ، ج : غَبَارِينُ . ـ أغْبَرَ في طَلَبِهِ : جَدَّ ، ـ أغْبَرَتِ السماءُ : جَدَّ وقْعُ مَطَرِها ، ـ أغْبَرَ الرَّجُلُ : أثارَ الغُبارَ ، كغَبَّرَ . ـ غُبْرونُ : طائرٌ . ـ مُغَبِّرَةُ : قومٌ يُغَبِّرُونَ بِذِكرِ اللهِ : يُهَلِّلونَ ويُرَدِّدونَ الصَّوْتَ بالقِراءَةِ وغيرِها ، سُمُّوا بها لأَنَّهم يُرَغِّبونَ الناسَ في الغابِرَةِ ، أي : الباقِيةِ . ـ عَبَّادُ ابنُ شُرَحْبِيلَ ، وعُمَرُ بنُ نَبْهانَ ، وقَطَنُ بنُ نُسَيْرٍ ، وعَبَّادُ بنُ الوليدِ ، وسَوَّارُ بنُ مُجَشِّرٍ ، وعَبَّادُ بنُ قَبِيصَةَ الغُبْرِيُّونَ : محدِّثونَ . ـ غَبيرُ : تَمْرٌ . ـ غُبْرُورُ : عُصَيْفيرُ . ـ مُغْبورُ : المُغْثورُ . ـ عِزٌّ أغْبَرُ : ذاهِبٌ . ـ وسَمَّوْا : غُباراً ، وغابِراً ، وغَبَرَةَ . ـ غُبَرُ : بَطيحَةٌ كبيرَةٌ مُتَّصلَةٌ بالبطائِحِ . ـ غَبِيْرُ : ماءٌ لمُحارِب . ـ دارَةُ غُبَيرٍ : لِبَنِي الأَضْبَطِ .
المعجم: القاموس المحيط
أَتْغَبَهُ
أَتْغَبَهُ : جعله تَغِباً .
المعجم: المعجم الوسيط
أَتْغَب
أتغب - إتغابا 1 - أتغبه : أهلكه .
المعجم: الرائد
عير
" العَيْر : الحمار ، أَيّاً كان أَهليّاً أَو وَحْشِيّاً ، وقد غلب على الوَحْشِيْ ، والأُنثى عَيْرة . قال أَبو عبيد : ومن أَمثالهم في الرضا بالحاضر ونِسْيان الغائب قولهم : إِن ذَهَب العَيْرُ فعَيْرٌ في الرِّباط ؛ قال : ولأَهل الشام في هذا مثل : عَيْرٌ بِعَيْرٍ وزيادةُ عشرة . وكان خلفاء بني أُميّة كلما مات واحد منهم زاد الذي يخلُفه في عطائهم عشرة فكانوا يقولون هذا عند ذلك . ومن أَمثالهم : فلان أَذَلُّ من العَيُرِ ، فبعضهم يجعله الحمار الأَهلي ، وبعضهم يجعله الوتد ؛ وقول شمر : لو كُنْتَ عَيْراً كُنْتَ عَيْرَ مَذَلَّة ، أَو كُنْتَ عَظْماً كُنْتَ كِسْرَ قَبِيح أَراد بالعَيْر الحمارَ ، وبِكْسرِ القبيح طرف عظم المِرْفق الذي لا لحم عليه ؛ قال : ومنه قولهم فلان أَذلُّ من العَيْر . وجمع العَيْر أَعْيارٌ وعِيارٌ وعُيورٌ وعُيُورة وعِيَارات ، ومَعْيوراء اسم للجمع . قال الأَزهري : المَعْيُورا الحَمِير ، مقصور ، وقد يقال المَعْيوراء ممدودة ، مثل المَعْلوجاء والمَشْيُوخاء والمَأْتوناء ، يمد ذلك كله ويقصر . وفي الحديث : إِذا أَرادَ اللهُ بَعْبَدٍ شَرّاً أَمْسَك عليه بذُنوبِه حتى يُوافيه يوم القيامة كأَنه عَيْر ؛ العَيْر : الحمار الوحشي ، وقيل : أَراد الجبَل الذي بالمدينة اسمه عَيْر ، شبَّه عِظَم ذنوبه به . وفي حديث عليّ : لأَنْ أَمْسْح على ظَهْر عَيْر بالفلاة أَي حمارِ وحْشٍ ؛ فأَما قول الشاعر : أَفي السِّلْم أَعْياراً جَفاءً وغلْظةً ، وفي الحَرْب أَشباهَ النّساء العَوارك ؟ فإِنه لم يجعلهم أَعْياراً على الحقيقة لأَنه إِنما يخاطب قوماً ، والقوم لا يكونون أَعياراً وإِنما شبّههم بها في الجفاء والغلظة ، ونصبه على معنى أَتَلَوّنون وتَنَقّلون مرة كذا ومرة كذا ؟ وأَما قول سيبويه : لو مَثَّلْت الأَعْيار في البدل من اللفظ بالفعل لقلت : أَتَعَيَّرون إِذا أَوضحت معناه ، فليس من كلام العرب ، إِنما أَراد أَن يصوغُ فعلاً أَي بناءَ كَيْفِيَّة البدل من اللفظ بالفعل ، وقوله لأَنك إِنما تُجْرِيه مُجْرى ما له فعل من لفظه ، يُدلّك على أَن قوله تَعَيّرون ليس من كلام العرب . والعَيرُ العظم الناتئ وسط الكف (* قوله : « وسط الكف » كذا في الأَصل ، ولعله الكتف . وقوله : معيرة ومعيرة على الأَصل ، هما بهذا الضبط في الأَصل وانظره مع قوله على الأَصل فلعل الأَخيرة ومعيرة بفتح الميم وكسر العين ). والجمع أَعْيارٌ . وكَتِفٌ مُعَيَّرة ومُعْيَرة على الأَصل : ذات عَيْر . وعَيْر النصل : الناتئ في وسطه ؛ قال الراعي : فصادَفَ سَهْمُه أَحْجارَ قُفٍّ ، كَسَرْن العَيْرَ منه والغِرارا وقيل : عَيْرُ النَّصل وسطه . وقال أَبو حنيفة :، قال أَبو عمرو : نصل مُعْيَر فيه عَيْر . والعَيْر من أُذن الإِنسان والفرسِ ما تحت الفَرْع من باطنه كعَيْر السهم ، وقيل : العَيْرانِ مَتْنا أُذُنَى الفرس . وفي حديث أَبي هريرة : إِذا تَوضَّأْتَ فأَمِرَّ على عِيَار الأُذُنين الماء ؛ العِيارُ جمع عَيْرٍ ، وهو الناتئ المرتفع من الأَذن . وكل عظم ناتئ من البدن : عَيْرٌ . وعَير القدم : الناتئ في ظهرها . وعَيرُ الوَرقة : الخط الناتئ في وسطها كأَنه جُدَيِّر . وعَيرُ الصخرة : حرفٌ ناتئ فيها خلقة ، وقيل : كل ناتئ في وسط مستو عَيرٌ . وعَيْرُ الأُذن : الوتد الذي في باطنها . والعَيْر : ماقيء العين ؛ عن ثعلب ، وقيل : العَيْر إِنسانُ العين ، وقيل لَحْظُها ؛ قال تأَبَّطَ شَرّاً : ونارٍ قد حَضَأْتُ بُعَيْد وَهْنٍ ، بدارٍ ما أُرِيدُ بها مُقاما سوى تَحْلِيل راحِلة وعَيْرٍ ، أُكالِئُه مَخافةَ أَن يَناما وفي المثل : جاءَ قَبْلَ عَيْرٍ وما جَرَى أَي قبل لحظة العين . قال أَبو طالب : العَيْر المِثال الذي في الحدقة يسمى اللُّعْبة ؛ قال : والذي جرى الطَّرْفُ ، وجَرْيُه حركته ؛ والمعنى : قبل أَن يَطْرِف الإِنسانُ ، وقيل : عَيْرُ العين جَفْنُها . قال الجوهري : يقال فعلت قبل عِيْرٍ وما جرى . قال أَبو عبيدة : ولا يقال أَفعل ؛ وقول الشماخ : أَعَدْوَ القِبِصَّى قبل عَيْرٍ وما جَرى ، ولم تَدْرِ ما خُبْرِي ، ولم أَدْرِ ما لَها ؟ فسره ثعلب فقال : معناه قبل أَن أَنظر إِليك ، ولا يُتَكلّم بشيء من ذلك في النفي . والقِبِصَّى والقِمِصَّى : ضَرْبٌ من العَدْو فيه نَزْوٌ . وقال اللحياني : العَيْرُ هنا الحمار الوحشي ، ومن ، قال : قبل عائرٍ وما جرى ، عنى السهم . والعَير : الوَتد . والعَيْر : الجَبلُ ، وقد غلب على جبل بالمدينة . والَعيْر : السيّد والمَلِك . وعَيْرُ القوم : سيّدُهم ؛ وقوله : زعَمُوا أَنّ كلَّ مَن ضَرَبَ العَيْر مَوالٍ لنا ، وأَنَّى الوَلاءُ ؟ (* في معلقة الحرث بن حِلْزة : « مُوال لنا ـــــ وأَنّا الوَلاء » ولا يمكن إِصلاح هذا البيت على ما هو عليه في المعلقة لأَن له شرحاً يناسب روايته هنا لاحقاً ). قيل : معناه كلُّ مَن ضرب بِجفنٍ على عَيْرٍ ، وقيل : يعني الوتد ، أَي من ضرب وتِداً من أَهل العَمَد ، وقيل : يعني إِياداً لأَنهم أَصحاب حَمِير ، وقيل : يعني جبلاً ، ومنهم من خص فقال : جبلاً بالحجاز ، وأَدخل عليه اللام كأَنه جعله من أَجْبُلٍ كلُّ واحد منها عَيْر ، وجعل اللام زائدة على قوله : ولقد نَهَيْتُك عن بناتِ الأَوْبَرِ إِنما أَراد بنات أَوبر فقال : كل من ضربه أَي ضرب فيه وتداً أَو نزله ، وقيل : يعني المُنْذِر بن ماء السماء لِسيادتهِ ، ويروي الوِلاء ، بالكسر ، حكى الأَزهري عن أَبي عمرو بن العلاء ، قال : مات مَنْ كان يحسن تفسير بيت الحرث بن حلزة : زعموا أَن كلَّ مَنْ ضَرَب العَيْر ( البيت ). قال أَبو عمر : العَيْر هو الناتئ في بُؤْبُؤِ العين ، ومعناه أَن كل من انْتَبَه من نَوْمِه حتى يدور عَيْرُه جَنى جناية فهو مَوْلًى لنا ؛ يقولونه ظلماً وتجَنّياً ؛ قال : ومنه قولهم : أَتيتك قبل عَيْرٍ وما جَرى أَي قبل أَن ينتبه نائم . وقال أَحمد بن يحيى في قوله : وما جرى ، أَرادوا وجَرُيه ، أَرادوا المصدر . ويقال : ما أَدري أَيّ مَن ضرب العَيْر هو ، أَي أَيّ الناس هو ؛ حكاه يعقوب . والعَيْرانِ : المَتْنانِ يكتنفان جانبي الصُّلْب . والعَيْرُ : الطَّبْل . وعارَ الفرسُ والكلبُ يَعِير عِياراً : ذهب كأَنه مُنْفَلت من صاحبه يتردد ومن أَمثالهم : كَلْبٌ عائرٌ خيرٌ مِن كَلْبٍ رابِضٍ ؛ فالعائرُ المتردد ، وبه سمي العَيْرُ لأَنه يَعِير فيتردّد في الفلاة . وعارَ الفرسُ إِذا ذهب على وجهه وتباعد عن صاحبه . وعارَ الرجلُ في القوم يضربُهم : مثل عاث . الأَزهري : فرسٌ عَيّارٌ إِذا عاثَ ، وهو الذي يكون نافراً ذاهباً في الأَرض . وفرس عَيّار بأَوصالٍ أَي بَعِير ههنا وههنا من نشاطه . وفرس عَيّار إِذا نَشِط فرَكِبَ جانباً ثم عدل إِلى جانب آخر من نشاطه ؛
وأَنشد أَبو عبيد : ولقد رأَيتُ فوارِساً مِن قَوْمِنا ، غَنَظطُوك غَنْظَ جَرادةِ العَيّار ؟
قال ابن الأَعرابي في مثل العرب : غَنَظُوه غَنْظَ جرادة العيّار ؛
قال : العَيّار رجل ، وجرادة فرس ؛ قال : وغيره يخالفه ويزعم أَن جرادة العيّار جَرادةٌ وُضِعَت بين ضِرْسيه فأَفْلَتت ، وقيل : أَراد بجرادة العَيَّار جرادة وضعها في فيه فأَفْلَتت من فيه ، قال : وغَنَظَه وركَظَعه يَكِظُه وَكْظاً ، وهي المُواكَظَة والمُواظبة ، كل ذلك إِذا لازمه وغمَّه بشدة تَقاضٍ وخُصومة ؛
وقال : لو يُوزَنون عِياراً أَو مُكايَلةً ، مالُوا بسَلْمَى ، ولم يَعْدِلهْمُ أَحَدُ وقصيدة عاثرة : سائرة ، والفعل كالفعل ، د والاسم العِيَارة . وفي الحديث : أَنه كان يمُرّ بالتمرة العاثِرةِ فما يَمْنعُه من أَخذها إِلاَّ مَخافةُ أَن تكون من الصدقة ؛ العائرة : الساقطة لا يُعْرَف لها مالك ، من عارَ الفرسُ إِذا انطلق من مرْبطه مارّاً على وجهه ؛ ومنه الحديث : مَثقَلُ المُنافِق مَثَلُ الشاةِ العائرة بين غَنَمْينِ أَي المتردّدة بين قَطِيعين لا تَدْري أَيّهما تَتْبَع . وفي حديث ابن عمر في الكلب الذي دخل حائِطَه : إِنما هو عائرٌ ؛ وحديثه الآخر : أَنَّ فرساً له عارَ أَي أَفْلَت وذهب على وجهه . ورجل عَيّار : كثير المجيء والذهاب في الأَرض ، وربما سمي الأَسد بذلك لتردده ومجيئه وذهابه في طلب الصيد :، قال أَوس بن حجر : لَيْثٌ عليه من البَرْدِيّ هِبْرِية ، كالمَزبَرانيّ ، عَيَّارٌ بأَوْصالِ (* قوله : « كالمزبراني إلخ »، قال الجوهري في مادة رزب ما نصه : ورواه المفضل كالمزبراني عيار بأوصال ، ذهب إِلى زبرة الأسد فقال له الأَصمعي : يا عجباه الشيء يشبه بنفسه وإِنما هو المرزباني . وفي القاموس والمرزبة كمرحلة رياسة الفرس وهو مرزبانهم بضم الزاي ). أَي يذهب بها ويجيء ؛ قال ابن بري : من رواه عيّار ، بالراء ، فمعناه أَنه يذهب بأَوْصال الرِّجال إِلى أَجَمَته ، ومنه قولهم ما أَدري أَي الجراد عارَِه ، ويروى عَيَّال ، وسنذكره في موضعه ؛
وأَنشد الجوهري : لَمّا رأَيتُ أَبَا عمرو رَزَمْتُ له مِنِّي ، كما رَزَمَ العَيَّارُ في الغُرُفِ جمع غَرِيف وهو الغابة . قال : وحكى الفراء رجل عَيَّار إِذا كان كثير التَّطْواف والحركة ذكِيّاً ؛ وفرس عَيَّار وعيّال ؛ والعَيْرانة من الإِبل : الناجية في نشاطه ، من ذلك ، وقيل : شبّهت بالعَيْرِ في سرعتها ونشاطها ، وليس ذلك بقوي ؛ وفي قصيد كعب : عَيْرانة قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عن عُرُضٍ هي الناقة الصلبة تَشْبيهاً بِعَيْر الوحش ، والأَلف والنون زائدتان . ابن الأَعرابي : العَيِّرُ الفرس النشيط . قال : والعرب تمدح بالعَيَّار وتَذُمّ به ، يقال : غلام عَيّار نَشِيط في المعاصي ، وغلام عَيّار نشيط في طاعة الله تعالى . قال الأَزهري : والعَيْر جمع عائِر وهو النشيط ، وهو مدح وذدمٌّ . عاورَ البَعِيرُ عَيَراناً إِذا كان في شَوْل فتركها وانطلق نحوَ أُخْرَى يريد القَرْع ،. والعائِرةُ التي تخرج من الإِبل إِلى أُخْرَى ليضربها الفحل . وعارَ الأَرض يَعِير أَي ذهب ، وعارَ الرجلُ في القوم يضربهم بالسيف عَيَراناً : ذهب وجاء ؛ ولم يقيده الأَزهري بضرب ولا بسيف بل ، قال : عارَ الرجلُ يَعِير عَيَراناً ، وهو تردّدهُ في ذهابه ومجيئه ؛ ومنه قيل : كلْبٌ عائِرٌ وعَيّار ، وهو من ذوات الياء ، وأَعطاه من المال عائرةَ عينين أَي ما يذهب فيه البصر مرة هنا ومرة هنا ، وقد تقدم في عور أَيضاً . وعيرانُ الجراد وعَوائِرهُ : أَوائلُِ الذاهبة المفْترقة في قلة . ويقال : ما أَدري أَيّ الجراد عارَه أَي ذهب به وأَتْلَفه ، لا آتَي له في قول الأَكثر ،(* هكذا في الأصل ). وقيل : يَعِيره ويَعُوره ؛ وقول مالك بن زغبة : إِذا انتسأوا فَوْتَ الرِّماح ، أَتَتْهُمُ عوائرُ نَبْلٍ ، كالجرادِ نُطِيرُها عنى به الذاهبة المتفرقة ؛ وأَصله في الجراد فاستعاره ، قال المؤرج : ومن أَمثالهم ؛ عَيْرٌ عارَه وَتِدُه ؛ عارَه أَي أَهلكه كما يقال لا أَدري أَيّ الجراد عارَه . وعِرْث ثوبه : ذهبت به . وعَيَّر الدينارَ : وازَنَ به آخر . وعَيَّر الميزان والمكيال وعاوَرَهما وعايَرَهُما وعايَرَ بينهما مُعايَرَة وعِياراً : قدَّرَهما ونظر ما بينهما ؛ ذكر ذلك أَبو الجراح في باب ما خالفت العامة فيه لغة العرب . ويقال : فلان يُعايرُ فلاناً ويُكايلُه أَي يُسامِيه ويُفاخِره . وقال أَبو زيد : يقال هما يتعايبانِ ويَتَعايَران ، فالتعايُرُ التسابّ ، والتَعايُب دون التَّعايُرِ إِذا عاب بعضهم بعضاً . والمِعْيار من المكاييل : ما عُيِّر . قال الليث : العِيَار ما عايَرْت به المكاييل ، فالعِيَار صحيح تامٌّ وافٍ ، تقول : عايَرْت به أَي سَوَّيْتُه ، وهو العِيَار والمِعْيار . يقال : عايِرُوا ما بين مكاييلكم ومَوازِينكم ، وهو فاعِلُوا من العِيَار ، ولا تقل : عَيِّروا . وعَيَّرْتُ الدنانير : وهو أَن تُلْقِي ديناراً ديناراً فتُوازِنَ به ديناراً ديناراً ، وكذلك عَيَّرْت تْعْييراً إِذا وَزَنْت واحداً واحداً ، يقال هذا في الكيل والوزن . قال الأَزهري : فرق الليث بين عايَرْت وعَيَّرْت ، فجعل عايَرْت في المكيال وعَيَّرْت في الميزان ؛ قال : والصواب ما ذكرناه في عايَرْت وعَيَّرت فلا يكون عَيَّرْت إِلاَّ من العار والتَّعْيِير ؛ وأَنشد الباهلي قول الراجز : وإِن أَعارَت حافراً مُعارا وَأْباً ، حَمَتْ نُسوُرَهُ الأَوْقارا وقال : ومعنى أَعارَت رفعت وحوّلت ، قال : ومنه إِعارةُ الثياب والأَدوات . واستعار فلانٌ سَهْماً من كِنانته : رفعه وحوَّله منها إِلى يده ؛
وأَنشد قوله : هتَّافة تَحْفِض مَن يُدِيرُها ، وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرها ، شَهْباءُ تَروي الرِّيشَ مِن بَصِيرها شهباء : مُعْبَلة ، والهاء في مُسْتَعِيرها لها . والبَصِيرة : طريقة الدّم . والعِيرُ ، مؤنثة : القافلة ، وقيل : العِيرُ الإِبل التي تحمل المِيرَة ، لا واحد لها من لفظها . وفي التنزيل : ولَمَّا فَصَلت العِيرُ ؛ وروى سلمة عن الفراء أَنه أَنشده قول ابن حلِّزة : زعموا أَنَّ كلّ مَن ضَرَبَ العِير بكسر العين . قال : والعِيرُ الإِبل ، أَي كلُّ من رَكِب الإِبل مَوالِ لنا أَي العربُ كلهم موالٍ لنا من أَسفل لأَنا أَسَرْنا فيهم قلَنا نِعَمٌ عليهم ؛ قال ابن سيده : وهذا قول ثعلب ، والجمع عِيَرات ، قال سيبويه : جمعوه بالأَلف والتاء لمكان التأْنيث وحركوا الياء لمكان الجمع بالتاء وكونه اسماً فأَجمعوا على لغة هذيل لأَنهم يقولون جَوَزات وبَيّضات . قال : وقد ، قال بعضهم عِيرات ، بالإِسكان ، ولم يُكَسَّر على البناء الذي يُكَسَّر عليه مثله ، جعلوا التاء عوضاً من ذلك ، كما فعلوا ذلك في أَشياء كثيرة لأَنهم مما يستغنون بالأَلف والتاء عن التكسير ، وبعكس ذلك ، وقال أَبو الهيثم في قوله : ولما فَصَلَت العِيرُ كانت حُمُراً ، قال : وقول من ، قال العِيرُ الإِبلُ خاصّة باطلٌ . العِيرُ : كلُّ ما امْتِيرَ عليه من الإِبل والحَمِير والبغال ، فهو عِيرٌ ؛ قال : وأَنشدني نُصَير لأَبي عمرو السعدي في صفة حَمِير سماها عِبراً : أَهكذا لا ثَلَّةٌ ولا لَبَنْ ؟ ولا يُزَكِّين إِذا الدَّيْنُ اطْمَأَنّْ ، مُفَلْطَحات الرَّوْثِ يأْكُلْن الدِّمَنْ ، لا بدّ أَن يَخْترْن مِنِّي بين أَنْ يُسَقْنَ عِيراً ، أَو يُبَعْنَ بالثَّمَن ؟
قال : وقال نصيرٌ الإِبل لا تكون عِيراً حتى يُمْتارَ عليها . وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي ، قال : العيرُ من الإِبل ما كان عليه حملُه أَو لم يكن . وفي حديث عثمان : أَنه كان يشتري العِيرَ حُكْرة ، ثم يقول : من يُرْبِحُني عُقْلَها ؟ العِيرُ : الإِبل بأَحْمالها . فِعْلٌ من عارَ يَعير إِذا سار ، وقيل : هي قافلة الحَمِير ، وكثرت حتى سميت بها كل قافلة ، فكل قافلة عِيرٌ كأَنها جمع عَيْر ، وكان قياسها أَن يكون فُعْلاً ، بالضم ، كسُقْف في سَقْف إِلاَّ أَنه حوفظ على الياء بالكسرة نحو عِين . وفي الحديث : أَنهم كانوا يترصّدون عِيَرات قُرَيْش ؛ هو جمع عِير ، يريد إِبلهم ودوابهم التي كانوا يتاجرون عليها . وفي حديث ابن عباس : أَجاز لها العْيَرات ؛ هي جمع عِيرٍ أَيضاً ؛ قال سيبويه : اجتمعوا فيها على لغة هذيل ، يعني تحريك الياء ، والقياس التسكين ؛ وقول أَبي النجم : وأَتَت النَّمْلُ القُرَى بِعِيرها ، من حَسَكِ التَّلْع ومن خافورها إِنما استعاره للنمل ، وأَصله فيما تقدم . وفلان عُيَيْرُ وَحْدِه إِذا انفرد بأَمره ، وهو في الذمِّ ، كقولك : نَسِيج وحده ، في المدح . وقال ثعلب : عُيَيْرُ وَحْدِه أَي يأْكل وحده . قال الأَزهري : فلانٌ عُيَيْرُ وحده وجُحَيْش وَحْدِه . وهما اللذان لا يُشاوِران الناس ولا يخالطانهم وفيهما مع ذلك مهانة وضعف . وقال الجوهري : فلان عُيَيْرُ وَحْدِه وهو المعجب برأْيه ، وإِن شئت كسرت أَوله مثل شُيَيْخٍ وشِيَيْخٍ ، ولا تقل : عُوَير ولا شُوَيخ . والعارُ : السُّبّة والعيب ، وقيل : هو كل شيء يلزم به سُبّة أَو عيب ، والجمع أَعْيارٌ . ويقال : فلان ظاهرُ الأَعْيارِ أَي ظاهر العيوب ؛ قال الراعي : ونَبَتَّ شَرَّ بَني تميم مَنْصِباً ، دَنِسَ المُروءَةِ ظاهرَ الأَعْيارِ كأَنه مما يُعَيَّر به ، والفعل منه التَّعْيير ، ومن هذا قيل : هم يَتَعَيَّرون من جيرانِهم الماعونَ والأَمتعة ؛ قال الأَزهري : وكلام العرب يَتَعَوَّرون ، بالواو ، وقد عيّره الأَمرَ ؛ قال النابغة : وعَيَّرَتْني بنو ذُبْيانَ خَشيَتَه ، وهل عليّ بأَنْ أَخْشاكَ مِن عار ؟ وتعايرَ القومُ : عَيَّر بعضُهم بعضاً ، والعامة تقول : عيّره بكذا . والمَعايرُ : المعايب ؛ يقال : عارَه إِذا عابَه ؛ قالت ليلى الأَخيلية : لعَمْرُك ما بالموت عارٌ على امرئٍ ، إِذا لم تُصِبْه في الحياة المَعايرُ وتعايرَ القومُ : تعايَبُوا . والعارِيَّة : المَنيحة ، ذهب بعضهم إِلى أَنها مِن العارِ ، وهو قُوَيل ضعيف ، وإِنما غرّهم منه قولهم يَتَعَيَّرون العَواريِّ ، وليس على وضعه إِنما هي مُعاقبة من الواو إِلى الياء . وقال الليث : سميت العاريّة عاريَّةً لأَنها عارٌ على من طلبها . وفي الحديث : أَن امرأَة مخزومية كانت تَسْتَعِير المتاعَ وتَجْحَده فأَمر بها فقُطعَت يدُها ؛ الاستعارةُ من العاريّة ، وهي معروفة . قال ابن الأَثير : وذهب عامة أَهل العلم إِلى أَن المُسْتَعِير إِذا جحد العاريَّة لا يُقْطَع لأَنه جاحد خائن ، وليس بسارق ، والخائن والجاحد لا قطع عليه نصّاً وإِجماعاً . وذهب إِسحق إِلى القول بظاهر هذا الحديث ، وقال أَحمد : لا أَعلم شيئاً يدفعه ؛ قال الخطابي : وهو حديث مختصرُ اللفظ والسياقِ وإِنما قُطِعَت المخزومية لأَنها سَرَقت ، وذلك بََيِّنٌ في رواية عائشة لهذا الحديث ؛ ورواه مسعود بن الأَسود فذكر أَنها سرقت قَطِيفة من بيت رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وإِنما ذكرت الاستعارة والجحد في هذه القصة تعريفاً لها بخاصّ صفتها إِذ كانت الاستعارة والجحد معروفة بها ومن عادتها ، كما عُرِّفت بأَنها مخزوميَّة ، إِلاَّ أَنها لما استمر بها هذا الصنيع ترقَّت إِلى السرقة ، واجترأَت عليها ، فأَمر بها فقطعت . والمُسْتَعِير : السَّمِين من الخيل . والمُعارُ : المُسَمَّن . يقال : أَعَرْت الفرس أَسْمنْتُه ؛
قال : أَعِيرُوا خَيْلَكم ثم ارْكُضوها ، أَحَقُّ الخيل بالرَّكْضِ المُعارُ ومنهم من ، قال : المُعار المنتوف الذنب ، وقال قوم : المُعار المُضَمَّر المُقَدَّح ، وقيل : المُضَمَّر المُعار لأَن طريقة متنه نتأَت فصار لها عيرٌ ناتئ ، وقال ابن الأَعرابي وحده : هو من العاريَّة ، وذكره ابن بري أَيضاً وقال : لأَن المُعارَ يُهان بالابتذال ولا يُشْفَق عليه شفقة صاحبه ؛ وقيل في قوله : أَعيروا خيلكم ثم اركبوها إِن معنى أَعيروها أَي ضَمِّروها بترديدها ، من عارَ يَعير ، إِذا ذهب وجاء . وقد روي المِعار ، بكسر الميم ، والناس رَوَوْه المُعار ؛ قال : والمِعارُ الذي يَحِيد عن الطريق براكبه كما يقال حادَ عن الطريق ؛ قال الأَزهري : مِفْعَل من عارَ يَعِير كأَنه في الأَصل مِعْيَر ، فقيل مِعار . قال الجوهري : وعارَ الفَرَسُ أَي انفَلَت وذهب ههنا وههنا من المَرَح ، وأَعارَه صاحبُه ، فهو مُعَار ؛ ومنه قول الطِّرمَّاح : وجَدْنا في كتاب بني تميمٍ : أَحَقُّ الخيل بالرَّكْضِ المُعار ؟
قال : والناسُ يَرَوْنه المُعار من العارِيَّة ، وهو خَطَأ ؛ قال ابن بري : وهذا البيت يُروى لِبشْر بن أَبي خازِم . وعَيْرُ السَّراة : طائر كهيئة الحمامة قصير الرجلين مُسَرْوَلُهما أَصفر الرِّجلين والمِنقار أَكحل العينين صافي اللَّوْن إِلى الخُضْرة أَصفر البطن وما تحت جناحيه وباطن ذنبه كأَنه بُرْدٌ وشِّيَ ، ويُجمَع عُيُورَ السَّراةِ ، والسَّراةُ موضع بناحية الطائف ، ويزعمون أَن هذا الطائر يأْكل ثلثمائة تِينةٍ من حين تطلعُ من الوَرقِ صِغاراً وكذلك العِنَب . والعَيْرُ : اسم رجُل كان له وادٍ مُخْصِب ، وقيل : هو اسم موضع خَصيب غيَّره الدهرُ فأَقفر ، فكانت العرب تستوحشه وتضرب به المَثَل في البلَد الوَحْش ، وقيل : هو اسم وادٍ ؛ قال امرؤ القيس : ووادٍ ، كجَوْف العَيْرِ ، قَفْرٍ مَضِلَّةٍ ، قطعتُ بِسَامٍ ساهِمِ الوَجْهِ حَسَّان ؟
قال الأَزهري : قوله كجَوْف العَيرِ ، أَي كوادي العَيرِ وكلُّ وادٍ عند العرب : جوفٌ . ويقال للموضع الذي لا خيرَ فيه : هو كجوف عَيرٍ لأَنه لا شيء في جَوْفه يُنتفع به ؛ ويقال : أَصله قولهم أَخلى من جَوْف حِمار . وفي حديث أَبي سفيان :، قال رجل : أُغْتال محمداً ثم آخُذُ في عَيْرٍ عَدْوي أَي أَمْضي فيه وأَجعلُه طريقي وأَهْرب ؛ حكى ذلك ابن الأَثير عن أَبي موسى . وعَيْرٌ : اسم جَبلَ ؛ قال الراعي : بِأَعْلام موَرْكُوزٍ فَعَيْرٍ فَعُزَّبٍ ، مَغَانِيَ أُمِّ الوَبْرِ إِذْ هِيَ ما هِيَا وفي الحديث : أَنه حَرَّم ما بين عَيْرٍ إِلى ثَوْرٍ ؛ هما جبلان ، وقال ابن الأَثير : جبلان بالمدينة ، وقيل : ثَوْرٌ بمكة ؛ قال : ولعلّ الحديث ما بين عَيْرٍ إِلى أُحُد ، وقيل : بمكة أَيضاً جبل يقال له عَيْرٌ . وابْنَةُ مِعْيَرٍ الداهية . وبنَاتُ مِعْيَرٍ : الدواهي ؛ يقال : لقيت منه ابْنَةَ مِعْيَرٍ ؛ يُريدون الداهية والشدّة . وتِعَارٌ ، بكسر التاء : اسم جبَل ؛ قال بِشْر يصف ظُعْناً ارتحلن من منازلهن فشبّههنَّ في هَوَادِجِهِن بالظِّباء في أَكْنِسَتِها : وليل ما أَتَيْنَ عَلى أَرُومٍ وَشابَة ، عن شمائِلها تِعارُ كأَنَّ ظِباءَ أَسْنِمَة عليها كَوانِس ، قالِصاً عنها المَغَارُ المَغارُ : أَماكن الظِّباء ، وهي كُنُسها . وشابَة وتِعار : جبَلان في بِلاد قيس . وأَرُوم وشابة : موضعان . "
المعجم: لسان العرب
عور
" العَوَرُ : ذهابُ حِسِّ إِحدى العينين ، وقد عَوِرَ عَوَراً وعارَ يَعارُ واعْوَرَّ ، وهو أَعْوَرُ ، صحَّت العين في عَوِر لأَنه في معنى ما لا بد من صحته ، وهو أَعْوَرُ بيّن العَوَرِ ، والجمع عُورٌ وعُوران ؛ وأَعْوَرَ اللهُ عينَ فلان وعَوَّرَها ، وربما ، قالوا : عُرْتُ عينَه . وعَوِرَت عينُه واعْوَرَّت إِذا ذهب بصرها ؛ قال الجوهري : إِنما صحت الواو في عَوِرَت عينُه لصحتها في أَصله ، وهو اعْوَرَّت ، لسكون ما قبلها ثم حُذِفت الزوائد الأَلفُ والتشديدُ فبقي عَوِرَ ، يدل على أَن ذلك أَصله مجيءُ أَخواته على هذا : اسْوَدَّ يَسْوَدُّ واحْمَرَّ يَحْمَرّ ، ولا يقال في الأَلوان غيره ؛ قال : وكذلك قياسه في العيوب اعْرَجَّ واعْمَيَّ في عَرِج وعَمِيَ ، وإِن لم يسمع ، والعرب تُصَغِّر الأَعْوَر عُوَيْراً ، ومنه قولهم كُسَيْرٌ وعُوَيْر وكلٌّ غَيْرُ خَيْر . قال الجوهري : ويقال في الخصلتين المكروهتين : كُسَيْرٌ وعُوَيْر وكلٌّ غيرُ خَيْر ، وهو تصغير أَعور مرخماً . قال الأَزهري : عارَت عينُه تَعارُ وعَوِرَت تَعْورُ واعْوَرَّت تَعْوَرُّ واعْوَارَّت تَعْوارُّ بمعنى واحد . ويقال : عارَ عينَه يَعُورُها إِذا عَوَّرها ؛ ومنه قول الشاعر : فجاء إِليها كاسِراً جَفْنَ عَيْنه ، فقلتُ له : من عارَ عَيْنَك عَنْتَرهْ ؟ يقول : من أَصابها بعُوّار ؟ ويقال : عُرْتُ عينه أَعُورُها وأَعارُها من العائِر . قال ابن بزرج : يقال عارَ الدمعُ يَعِيرُ عَيَراناً إِذا سال ؛
وأَنشد : ورُبَّتَ سائلٍ عنِّي حَفِيٍّ : أَعارَتْ عينُه أَم لم تَعارا ؟ أَي أَدَمَعَت عينُه ؛ قال الجوهري : وقد عارَت عينُه تَعار ، وأَورد هذا البيت : وسائلة بظَهْرِ الغيب عَنّي : أَعارَتْ عينُه أَم لم تَعارا ؟
قال : أَراد تعارَنْ ، فوقف بالأَلف ؛ قال ابن بري : أَورد هذا البيت على عارت أَي عَوِرت ، قال : والبيت لعمرو بن أَحمر الباهلي ؛ قال : والأَلف في آخر تعارا بدل من النون الخفيفة ، أَبدل منها أَلفاً لمّا وقف عليها ، ولهذا سلمت الأَلف التي بعد العين إِذ لو لم يكن بعدها نون التوكيد لانحذفت ، وكنت تقول لم تَعَرْ كما تقول لم تَخَفْ ، وإِذا أُلحقت النون ثبتت الأَلف فقلت : لم تَخَافَنْ لأَن الفعل مع نون التوكيد مبني فلا يلحقه جزم . وقولهم : بَدَلٌ أَعْوَر ؛ مَثَلٌ يضرب للمذموم يخلف بعد الرجل المحمود . وفي حديث أُمّ زَرْع : فاسْتَبْدَلت بعدَه وكلُّ بَدَلٍ أَعْوَر ؛ هو من ذلك ، قال عبدالله بن هَمّام السّلُولي لقُتَيْبَة بن مسلم ووَليَ خراسان بعد يزيد بن المهلّب : أَقُتَيْبَ ، قد قُلْنا غداةَ أَتَيْتَنا : بَدَلٌ لَعَمْرُك من يَزيدٍ أَعْوَرُ وربما ، قالوا : خَلَفٌ أَعْوَرُ ؛ قال أَبو ذؤيب : فأَصْبَحْتُ أَمْشِي في دِيارٍ ، كأَنها خِلافُ دِيار الكامِليّة عُورُ كأَنه جمع خَلَفاً على خِلافٍ مثل جَبَل وجِبال . قال : والاسم العَوْرة . وعُورانُ قَيْسٍ : خمسة شُعَراء عُورٌ ، وهم الأَعْور الشَّنِّي (* قوله : « الأعور الشني » ذكر في القاموس بدله الراعي ). والشمَّاخ وتميم ابن أُبَيّ بن مُقْبِل وابن أَحمر وحُمَيْد بن ثور الهلالي . وبنو الأَعْور : قبيلة ، سموا بذلك لعَوَرِ أَبيهم ؛ فأَما قوله : في بِلاد الأَعْورِينا ؛ فعلى الإِضافة كالأَعْجَمِينَ وليس بجمع أَعْوَر لأَن مثل هذا لا يُسَلّم عند سيبويه . وعارَه وأَعْوَرَه وعَوَّرَه : صيَّره كذلك ؛ فأَما قول جَبَلة : وبِعْتُ لها العينَ الصحيحةَ بالعَوَرْ فإِنه أَراد العَوْراء فوضع المصدر موضع الصفة ، ولو أَراد العَوَر الذي هو العرَض لقابَل الصحيحة وهي جوهر بالعَوَر وهو عرَضٌ ، وهذا قبيح في الصنْعة وقد يجوز أَن يريد العين الصحيحة بذات العَوَرِ فحذف ، وكل هذا لِيُقَابَلَ الجوهرُ بالجوهر لأَن مقابلة الشيء بنظيره أَذهبُ في الصُّنْع والأَشْرَف في الوضع ؛ فأَما قول أَبي ذؤيب : فالعينُ بعدهمُ كأَن حِداقَها سُمِلَت بِشَوْكٍ ، فهي عُورٌ تَدْمَعُ فعلى أَنه جعل كل جزء من الحدقة أَعْوَرَ أَو كلَّ قطعة منها عَوْراء ، وهذه ضرورة ، وإِنما آثر أَبو ذؤيب هذا لأَنه لو ، قال : فهي عَوْرا تدمع ، لقصر الممدود فرأَى ما عَمِله أَسهلَ عليه وأَخفَّ . وقد يكون العَوَرُ في غير الإِنسان ؛ قال سيبويه : حدثنا بعض العرب أَن رجلاً من بني أَسد ، قال يوم جَبَلة : واستقبله بَعِيرٌ أَعْور فَتَطيّر ، فقال : يا بَنِيّ أَعْوَرَ وذا نابٍ ، فاستعمل الأَعْورَ للبعير ، ووجه نصبه أَنه لم يرد أَن يسترشدهم ليخبروه عن عَورِه وصحَّته ، ولكنه نبّههم كأَنه ، قال : أَتستقبلون أَعْوَرَ وذا ناب ؟ فالاستقبالُ في حال تنبيهه إِيّاهم كان واقعاً كما كان التلَوُّن والتنقل عندك ثابتين في الحال الأَول ، وأَراد أَن يثبت الأَعْوَرَ ليَحْذَرُوه ، فأَما قول سيبويه في تمثيل النصب أَتَعَوَّرون فليس من كلام العرب ، إِنما أَراد أَن يُرِينَا البدل من اللفظ به بالفعل فصاغ فعلاً ليس من كلام العرب ؛ ونظير ذلك قوله في الأَعْيار من قول الشاعر : أَفي السِّلْم أَعْياراً جَفاءً وغِلْظةً ، وفي الحَرْب أَشباهَ النِّساء العَوارِك ؟ أَتَعَيَّرون ، وكل ذلك إِنما هو ليصوغ الفعل مما لا يجري على الفعْل أَو مما يقلّ جريه عليه . والأَعْوَرُ : الغراب ، على التشاؤم به ، لأَن ال أَعْورَ عندهم مشؤوم ، وقيل : لخلاف حاله لأَنهم يقولون أَبْصَرُ من غراب ، قالوا : وإِنما سمي الغراب أَعْوَر لحدّة بصره ، كما يقال للأَعمى أَبو بَصِير وللحبَشِيّ أَبو البَيْضاء ، ويقال للأَعمى بَصِير وللأَعْوَر الأَحْوَل . قال الأَزهري : رأَيت في البادية امرأَة عَوْراء يقال لها حَوْلاء ؛ قال : والعرب تقول للأَحْوَل العين أَعْوَر ، وللمرأَة الحَوْلاء هي عَوْراء ، ويسمى الغراب عُوَيْراً على ترخيم التصغير ؛ قال : سمي الغراب أَعْوَرَ ويُصاح به فيقال عُوَيْر عُوَيْر ؛
وأَنشد : وصِحَاحُ العُيونِ يُدْعَوْن عُورا وقوله أَنشده ثعلب : ومَنْهل أَعْوَر إِحْدى العَيْنَيْن ، بَصِير أُخرى وأَصَمّ الأُذُنَيْن فسره فقال : معنى أَعْوَر إِحدى العينين أَي فيه بئران فذهبت واحدة فذلك معنى قوله أَعْوَر إِحدى العينين ، وبقيت واحدة فذلك معنى قوله بَصِير أُخرى ، وقوله أَصَمّ الأُذنين أَي ليس يُسْمَع فيه صَدًى . قال شمر : عَوَّرْت عُيونَ المياه إِذا دَفَنْتها وسدَدْتها ، وعَوَّرْت الركيّة إِذا كَبَسْتها بالتراب حتى تنسدّ عيونها . وفلاة عَوْراء : لا ماء بها . وعَوَّرَ عين الراكية : أَفسدها حتى نَضَبَ الماءُ . وفي حديث عُمَر وذكَرَ امرأَ القيس فقال : افْتَقَر عن معانٍ عُورٍ ؛ العُورُ جمع أَعْوَر وعَوْراء وأَراد به المعاني الغامضة الدقيقة ، وهو من عَوَّرْت الركيّة وأَعَرْتُها وعُرْتُها إِذا طَمَمْتها وسددت أَعينها التي ينبَع منها الماء . وفي حديث عليٍّ : أَمرَه أَن يُعَوِّرَ آبارَ بَدْرٍ أَي يَدْفِنها ويَطُمّها ؛ وقد عارَت الركيةُ تَعُور . وقال ابن الأَعرابي : العُوَارُ البئر التي لا يستقى منها . قال : وعَوَّرْت الرجل إِذا اسْتَسْقاك فلم تَسْقِه . قال الجوهري : ويقال للمستجيز الذي يطلب الماء إِذا لم تسقه : قد عَوَّرْت شُرْبَه ؛ قال الفرزدق : متى ما تَرِدْ يَوْماً سَفارِ ، تَجِدْ به أُدَيْهم ، يَرْمي المُسْتَجِيز المُعَوَّرا سفارِ : اسم ماء . والمستجيز : الذي يطلب الماء . ويقال : عَوَّرْته عن الماء تَعْوِيراً أَي حَـَّلأْته . وقال أَبو عبيدة : التَّعْوِيرُ الردّ . عَوَّرْته عن حاجته : رددته عنها . وطريق أَعْوَرُ : لا عَلَم فيه كأَنّ ذلك العَلَم عَيْنُه ، وهو مثل . والعائرُ : كل ما أَعَلَّ العينَ فعقَر ، سمي بذلك لأَن العين تُغْمَضُ له ولا يتمكن صاحبها من النظر لأَن العين كأَنها تَعُور . وما رأَيت عائرَ عَيْنٍ أَي أَحداً يَطْرِف العين فيَعُورها . وعائرُ العين : ما يملؤُها من المال حتى يكاد يَعُورُها . وعليه من المال عائرةُ عَيْنَيْن وعَيِّرَةُ عينين ؛ كلاهما عن اللحياني ، أَي ما يكاد من كثرته يَفْقأُ عينيه ، وقال مرة : يريد الكثرة كأَنه يملأُ بصره . قال أَبو عبيد : يقال للرجل إِذا كثر مالُه : تَرِدُ على فلان عائرةُ عين وعائرةُ عينين أَي ترد عليه إِبلٌ كثيرة كأَنها من كثرتها تملأُ العينين حتى تكاد تَعُورهما أَي تَفْقَؤُهما . وقال أَبو العباس : معناه أَنه من كثرتها تَعِيرُ فيها العين ؛ قال الأَصمعي : أَصل ذلك أَن الرجل من العرب في الجاهلية كان إِذا بلغ إِبلُه أَلفاً عارَ عَينَ بَعِير منها ، فأَرادوا بعَائرة العين أَلفاً من الإِبل تَعُورُ عينُ واحد منها . قال الجوهري : وعنده من المال عائرةُ عينٍ أَي يَحارُ فيه البصر من كثرته كأَنه يملأُ العين فيَعُورُها . والعائرُ كالظَّعْنِ أَو القذَى في العين : اسم كالكاهِل والغارِب ، وقيل : العائرُ الرَّمَد ، وقيل : العائرُ بَثْرٌ يكون في جَفْن العين الأَسفل ، وهو اسم لا مصدر بمنزلة النالِج والناعِر والباطِل ، وليس اسم فاعل ولا جارياً على معتل ، وهو كما تراه معتل . وقال الليث : العائرُ غَمَصة تمَضُّ العين كأَنما وقع فيها قَذًى ، وهو العُوّار . قال : وعين عائرةٌ ذات عُوّار ؛ قال : ولا يقال في هذا المعنى عارَت ، إِنما يقال عارَت إِذا عَوِرَت ، والعُوّار ، بالتشديد ، كالعائر ، والجمع عَواوِير : القذى في العين ؛ يقال : بعينه عُوّار أَي قذى ؛ فأَما قوله : وكَحَّلَ العَيْنَيْنِ بالعَواوِر فإِنما حذف الياء للضرورة ولذلك لم يهمز لأَن الياء في نية الثبات ، فكما كان لا يهمزها والياء ثابتة كذلك لم يهمزها والياء في نية الثبات . وروى الأَزهري عن اليزيدي : بعَيْنِه ساهِكٌ وعائرٌ ، وهما من الرمد . والعُوّار : الرمد . والعُوّار : الرمص الذي في الحدقة . والعُوّارُ : اللحم الذي ينزع من العين بعدما يُذَرّ عليه الذّرور ، وهو من ذلك . والعَوْراء : الكلمة القبيحة أَو الفَعْلة القَبيحة ، وهو من هذا لأَن ال كلمة أَو الفعلة كأَنها تَعُور العين فيمنعها ذلك من الطُّمْوحِ وحِدّةِ النظر ، ثم حَوّلوها إِلى الكلمة والفعلةِ على المَثَل ، وإِنما يريدون في الحقيقة صاحبها ؛ قال ابن عنقاء الفزاري يمدح ابن عمه عُمَيْلة وكان عميلة هذا قد جبره من فقر : إِذا قِيلَت العَوْراءُ أَغْضَى ، كأَنه ذليلٌ بلا ذُلٍّ ، ولو شاء لانْتَصَرْ وقال آخر : حُمِّلْت منه على عَوْراءَ طائِشةٍ ، لم أَسْهُ عنها ولم أَكْسِرْ لها فَزَع ؟
قال أَبو الهيثم : يقال للكلمة القبيحة عَوْراء ، وللكلمة الحسْناء : عَيْناء ؛
وأَنشد قول الشاعر : وعَوْراء جاءت من أَخٍ ، فرَدَدْتُها بِسالمةِ العَيْنَيْنِ ، طالبةً عُذْرا أَي بكلمة حسَنَة لم تكن عَوْراء . وقال الليث : العَوْراء الكلمة التي تَهْوِي في غير عقل ولا رُشْد . قال الجوهري : الكلمة العَوْراء القبيحة ، وهي السَّقْطة ؛ قال حاتم طيء : وأَغْفِرُ عَوْراءَ الكريم ادِّخارَه ، وأُعْرِضُ عن شَتْمِ اللَّئِيم تَكَرُّما أَي لادخاره . وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : يَتَوَضَّأُ أَحدكم من الطَّعام الطيّبِ ولا يَتَوَضَّأُ من العَوْراء يقولُها أَي الكلمة القبيحة الزائغة عن الرُّشد . وعُورانُ الكلامِ : ما تَنْفِيه الأُذُن ، وهو منه ، الواحدة عَوْراء ؛ عن أَبي زيد ، وأَنشد : وعَوْراء قد قيَلتْ ، فلم أَسْتَمِعْ لها ، وما الكَلِمُ العُورانُ لي بِقَتُولِ وَصَفَ الكَلِمَ بالعُورانِ لأَنه جمع وأَخبر عنه بالقَتُول ، وهو واحد لأَن الكلم يذكر ويؤنث ، وكذلك كل جمع لا يُفارِق واحده إِلا بالهاء ولك فيه كل ذلك . والعَوَرُ : شَيْنٌ وقُبْحٌ . والأَعْوَرُ : الرديء من كل شيء . في الحديث : لمّا اعترض أَبو لَهَبٍ على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عند إِظهار الدَّعْوة ، قال له أَبو طالب : يا أَعْوَرُ ، ما أَنتَ وهذا ؟ لم يكن أَبو لهب أَعْوَرَ ولكن العرب تقول الذي ليس له أَخٌ من أُمّه وأَبيه أَعْوَر ، وقيل : إِنهم يقولون للرديء من كل شيء من الأُمور والأَخلاق أَعْوَر ، وللمؤنث منه عَوْراء . والأَعْوَرُ : الضعيف الجبان البَلِيد الذي لا يَدُلّ ولا يَنْدَلّ ولا خير فيه ؛ عن ابن الأَعرابي ، وأَنشد للراعي : إِذا هابَ جُثْمانَه الأَعْوَرُ يعني بالجُثْمان سوادَ الليل ومُنْتَصَفه ، وقيل : هو الدليل السيِّء الدلالة . والعُوّار أَيضاً : الضعيف الجبان السريع الفرار كالأَعْور ، وجمعه عواوير ؛ قال الأَعشى : غير مِيلٍ ولا عَواوِير في الهيجا ، ولا عُزّلٍ ولا أَكْفال ؟
قال سيبويه : لم يُكْتَفَ فيه بالواو والنون لأَنهم قلما يصفون به المؤنث فصار كمِفْعال ومِفْعِيل ولم يَصِرْ كفَعّال ، وأَجْرَوْه مُجْرَى الصفة فجمعوه بالواو والنون كما فعلوا ذلك في حَسَّانٍ وكَرّام . والعُوّار أَيضاً : الذين حاجاتهم في أَدْبارِهم ؛ عن كراع . قال الجوهري : جمع العُوّار الجبان العَواوِيرُ ، قال : وإِن شئت لم تُعَوِّضْ في الشعر فقلت العواور ؛ وأَنشد عجز بيت للبيد يخاطب عمّه ويُعاتِبه : وفي كلِّ يوم ذي حِفاظٍ بَلَوْتَنِي ، فقُمْتُ مَقاماً لم تَقُمْه العَواوِرُ وقال أَبو علي النحوي : إِنما صحت فيه الواو مع قربها من الطرف لأَن ال ياء المحذوفة للضرورة مرادة فهي في حكم ما في اللفظ ، فلما بعدت في الحكم من الطَّرف لم تقلب همزة . ومن أَمثال العرب السائرة : أَعْوَرُ عَيْنَك والحَجَر . والإِعْوَار : الرِّيبةُ . ورجل مُعْوِرٌ : قبيح السريرة . ومكان مُعْوِر : مخوف . وهذا مكان مُعْوِر أَي يُخاف فيه القطع . وفي حديث أَبي بكر ، رضي الله عنه :، قال مسعود بن هُنَيْدة : رأَيته وقد طلَع في طريقٍ مُعْوِرة أَي ذات عَوْرة يُخاف فيها الضلال والانقطاع . وكلّ عَيْبٍ وخلل في شيء ، فهو عَوْرة وشيء مُعْوِر وعَوِرٌ : لا حافظ له . والعَوَارُ والعُوار ، بفتح العين وضمها : خرق أَو شق في الثوب ، وقيل : هو عيب فيه فلم يعين ذلك ؛ قال ذو الرمة : تُبَيِّنُ نِسْبةَ المُزَنِيِّ لُؤْماً ، كما بَيَّنْتَ في الأُدُم العُوارا وفي حديث الزكاة : لا تؤخذ في الصدقة هَرِمةٌ ولا ذاتُ عَوار ؛ قال ابن الأَثير : العَوارُ ، بالفتح ، العيب ، وقد يضم . والعَوْرةُ : الخَلَلُ في الثَّغْر وغيره ، وقد يوصف به منكوراً فيكون للواحد والجمع بلفظ واحد . وفي التنزيل العزيز : إِنّ بُيوتَنا عَوْرةٌ ؛ فأَفرد الوصف والموصوفُ جمع ، وأَجمع القُرّاء على تسكين الواو من عَوْرة ، ولكن في شواذ القراءات عَوِرة على فَعِلة ، وإِنما أَرادوا : إن بُيوتَنا عَوْرة أَي مُمْكِنة للسرَّاق لخلُوِّها من الرجال فأَكْذَبَهم الله عز وجل فقال : وما هي بعَوْرَةٍ ولكن يُرِيدون الفِرار ؛ وقيل معناه : إِن بيوتنا عَوْرة أَي مُعْوِرة أَي بيوتنا مما يلي العَدُوِّ ونحن نُسْرَق منها فأَعْلَم اللهُ أَنَّ قصدَهم الهربُ . قال : ومن قرأَها عَوِرة فمعناها ذات عَوْرة . إِن يُرِيدون إِلا فِراراً ؛ المعنى : ما يريدون تحرُّزاً مِن سَرَقٍ ولكن يريدون الفِرارَ عن نُصْرة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وقد قيل : إِن بُويتَنا عَوْرة أَي ليست بِحَرِيزة ، ومن قرأَ عَوِرة ذَكَّر وأَنَّث ، ومن قرأَ عَوْرة ، قال في التذكير والتأْنيث والجمع عَوْرة كالمصدر . قال الأَزهري : العَوْرة في الثُّغُور وفي الحُروبِ خَلَلٌ يُتَخَوَّف منه القتل . وقال الجوهري : العَوْرة كل خَلَل يُتَخَوَّف منه من ثَغْرٍ أَو حَرْب . والعَوْرة : كل مَكْمَنٍ للسَّتْر . وعَوْرةُ الرجل والمرأَة : سوْأَتُهما ، والجمع عَوْرات ، بالتسكين ، والنساء عَوْرة ؛ قال الجوهري : إِنما يحرك الثاني من فَعْلة في جمع الأَسماء إِذا لم يكن باءً أَو واواً ، وقرأَ بعضهم : عَوَرات النساء ، بالتحريك . والعَوْرةُ : الساعة التي هي قَمِنٌ من ظهور العَوْرة فيها ، وهي ثلاث ساعات : ساعة قبل صلاة الفجر ، وساعة عند نصف النهار ، وساعة بعد العشاء الآخرة . وفي التنزيل : ثلاثُ عَوْراتٍ لكم ؛ أَمر الله تعالى الوِلْدانَ والخَدَمَ أَن لا يدخلوا في هذه الساعات إِلا بتسليم منهم واستئذان . وكلُّ أَمر يستحيا منه : عَوْرة . وفي الحديث : يا رسول الله ، عَوْراتُنا ما نأْتي منها وما نَذَرُ ؟ العَوْرات : جمع عَوْرة ، وهي كل ما يستحيا منه إِذا ظهر ، وهي من الرجل ما بين السرة والركبة ، ومن المرأَة الحرة جميعُ جسدها إِلا الوجه واليدين إِلى الكوعين ، وفي أَخْمَصِها خلاف ، ومن الأَمَة مثلُ الرجل ، وما يبدو منها في حال الخدمة كالرأْس والرقبة والساعد فليس بِعَوْرة . وسترُ العَوْرة في الصلاة وغيرِ الصلاة واجبٌ ، وفيه عند الخلوة خلاف . وفي الحديث : المرأَة عَوْرة ؛ جعلها نفسَها عَوْرة لأَنها إِذا ظهرت يستحيا منها كما يستحيا من العَوْرة إِذا ظهرت . والمُعْوِرُ : المُمْكِن البيِّن الواضح . وأَعْوَرَ لك الصيد أَي أَمْكَنك . وأَعْوَرَ الشيءُ : ظهر وأَمكن ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد لكُثَيّر : كذاك أَذُودُ النَّفْسَ ، يا عَزَّ ، عنكمُ ، وقد أَعْوَرَت أَسْرارُ مَن لا يَذُودُها أَعْوَرَتْ : أَمكنت ، أَي من لم يَذُد نفسَه عن هواها فحُشَ إِعْوارُها وفشَتْ أَسرارُها . وما يُعْوِرُ له شيء إِلا أَخذه أَي يظهر . والعرب تقول : أَعْوَرَ منزلُك إِذا بَدَتْ منه عَوْرةٌ ، وأَعْوَرَ الفارِسُ إِذا كان فيه موضع خلل للضرب ؛ وقال الشاعر يصف الأَسد : له الشَّدّةُ الأُولى إِذا القِرْن أَعْورَا وفي حديث علي ، رضي الله عنه : لا تُجْهِزوا على جَريح ولا تُصِيبُوا مُعْوِراً ؛ هو من أَعْوَر الفارسُ إِذا بدا فيه موضع خللٍ للضرب . وعارَه يَعُوره أَي أَخذه وذهب به . وما أَدْرِي أَيُّ الجرادِ عارَه أَي أَيّ الناس أَخذه ؛ لا يستعمل إِلا في الجحد ، وقيل معناه وما أَدري أَيّ الناس ذهب به ولا مُسْتَقْبَل له . قال يعقوب : وقال بعضهم يَعُوره ، وقال أَبو شبل : يَعِيره ، وسيذكر في الياء أَيضاً . وحكى اللحياني : أَراك عُرْته وعِرْته أَي ذهبت به . قال ابن جني : كأَنهم إِنما لم يكادوا يستعملون مضارع هذا الفعل لمّا كان مثلاً جارياً في الأَمر المنقضي الفائت ، وإِذا كان كذلك فلا وجه لذكر المضارع ههنا لأَنه ليس بمُنْقَضٍ ولا ينطقون فيه بيفعل ، ويقال : معنى عارَه أَي أَهلكه . ابن الأَعرابي : تَعَوّرَ الكتابُ إِذا دَرَسَ . وكتاب أَعْوَرُ : دارِسٌ . قال : والأَعْور الدليل السيء الدلالة لا يحسن أَن يَدُلّ ولا يَنْدَلّ ، وأَنشد : ما لَكَ ، يا أَعْوَرُ ، لا تَنْدَلّ ، وكيف يَنْدَلّ امْرؤٌ عِتْوَلّ ؟ ويقال : جاءه سهم عائرٌ فقَتَله ، وهو الذي لا يُدْرَى مَن رماه ؛
وأَنشد أَبو عبيد : أَخْشَى على وَجْهِك يا أَمير ، عَوائِراً من جَنْدَل تَعِير وفي الحديث : أَن رجلاً أَصابه سهم عائِرٌ فقَتَله ؛ أَي لا يدري من رماه . والعائِرُ من السهام والحجارةِ : الذي لا يدرى مَن رماه ؛ وفي ترجمة نسأَ : وأَنشد لمالك بن زغبة الباهلي : إِذا انْتَسَأُوا فَوْتَ الرِّماح ، أَتَتْهُمُ عَوائِرُ نَبْلٍ ، كالجَرادِ نُطِيرُه ؟
قال ابن بري : عَوائِرُ نَبْلٍ أَي جماعة سهام متفرقة لا يدرى من أَين أَتت . وعاوَرَ المكاييل وعَوَّرَها : قدَّرَها ، وسيذكر في الياء لغة في عايَرَها . والعُوّارُ : ضرب من الخَطاطِيف أَسود طويل الجناحين ، وعَمَّ الجوهري فقال : العُوّار ، بالضم والتشديد ، الخُطّاف ؛ وينشد : كما انْقَضَّ تَحْتَ الصِّيقِ عُوّارُ الصِّيق : الغبار . والعُوّارَى : شجرة يؤخذ جِراؤُها فتُشْدَخ ثم تُيَبَّس ثم تُذَرَّى ثم تحمل في الأَوعية إِلى مكة فتباع ويتخذ منها مَخانِقُ . قال ابن سيده : والعُوَّار شجرة تنبت نِبْتة الشَّرْية ولا تشِبُّ ، وهي خضراء ، ولا تنبت إِلا في أَجواف الشجر الكبار . ورِجْلة العَوْراء : بالعراق بِمَيْسان . والعارِيّة والعارةُ : ما تداوَلُوه بينهم ؛ وقد أَعارَه الشيءَ وأَعارَه منه وعاوَرَه إِيَّاه . والمُعاوَرة والتَّعاوُر : شبه المُدَاوَلة والتّداوُل في الشيء يكون بين اثنين ؛ ومنه قول ذي الرمة : وسَقْطٍ كعَيْنِ الدِّيك عاوَرْتُ صاحبي أَباها ، وهَيَّأْنا لِمَوْقِعها وكْرا يعني الزند وما يسقط من نارها ؛
وأَنشد ابن المظفر : إِذا رَدَّ المُعاوِرُ ما استْعَارا وفي حديث صفوان بن أُمية : عارِيّة مضمونة ؛ مُؤدّاة العارِيّة يجب ردُّها إِجماعاً مهما كانت عينُها باقية ، فإِن تَلِفَت وجبَ ضمانُ قيمتها عند الشافعي ، ولا ضمان فيها عند أَبي حنيفة . وتَعَوّرَ واسْتَعار : طلب العارِيّة . واسْتَعارَه الشيءَ واسْتَعارَه منه : طلب منه أَن يُعِيرَه إِيّاه ؛ هذه عن اللحياني : وفي حديث ابن عباس وقصة العجل : من حُلِيٍّ تَعَوَّرَه بنو إِسرائيل أَي اسْتَعارُوه . يقال : تعوَّر واسْتَعار نحو تعجّب واسْتَعْجَب . وحكى اللحياني : أَرى ذا الدهرَ يَسْتَعِيرُني ثيابي ، قال : يقوله الرجل إِذا كَبِر وخَشِيَ الموت . واعْتَوَروا الشيءَ وتَعوَّرُوه وتَعاوَرُوه : تداوَلُوه فيما بينهم ؛ قال أَبو كبير : وإِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلى ، نَذَرُ البِكَارَة في الجَزاءِ المُضْعَف ؟
قال الجوهري : إِنما ظهرت الواو في اعْتَوَرُوا لأَنه في معنى تَعاوَرُوا فبُنِيَ عليه كما ذكرنا في تجاوَرُوا . وفي الحديث : يَتَعَاوَرُون على مِنْبَرِي أَي يختلفون ويتناوبون كلّما مضى واحد خَلَفَه آخَرُ . يقال : تَعاوَرَ القومُ فلاناً إِذا تَعاوَنْوا عليه بالضرب واحداً بعد واحد . قال الأَزهري : وأَما العارِيّة والإِعارةُ والاسْتِعارة فإِن قول العرب فيها : هم يَتَعاوَرُون العَوَارِيَّ ويَتَعَوَّرُونها ، بالواو ، كأَنهم أَرادوا تفرقة بين ما يتردّد من ذات نفسه وبين ما يُرَدَّد . قال : والعارِيّة منسوبة إِلى العارَة ، وهو اسم من الإِعارة . تقول : أَعَرْتُه الشيء أُعِيره إِعارة وعَارةً ، كما ، قالوا : أَطَعْتُه إِطاعة وطاعة وأَجَبْتُه إِجابة وجابة ؛ قال : وهذا كثير في ذوات الثلاثة ، منها العارة والدَّارة والطاقة وما أَشبهها . ويقال : اسْتَعَرْت منه عارِيّةً فأَعارَنِيها ؛ قال الجوهري : العارِيّة ، بالتشديد ، كأَنها منسوبة إِلى العارِ لأَن طلَبَها عارٌ وعيْبٌ ؛ وينشد : إِنما أَنْفُسُنا عاريّة ، والعَواريّ قصارٌ أَن تُرَدّ العارةُ : مثل العارِيّة ؛ قال ابن مقبل : فأَخْلِفْ وأَتْلِفْ ، إِنما المالُ عارةٌ ، وكُلْه مع الدَّهْرِ الذي هو آكِلُهْ واستعارَه ثوباً فأَعَارَه أَباه ، ومنه قولهم : كِيرٌ مُسْتعار ؛ وقال بشر بن أَبي خازم : كأَن حَفِيفَ مَنْخِره ، إِذا ما كَتَمْنَ الرَّبْوَ ، كِيرٌ مُسْتَعارُ قيل : في قوله مستعار قولان : أَحدهما أَنه اسْتُعِير فأُشْرِع العملُ به مبادرة لارتجاع صاحبه إِيَّاه ، والثاني أَن تجعله من التَّعاوُرِ . يقال : اسْتَعَرْنا الشيء واعْتَوَرْناه وتَعاوَرْنَاه بمعنى واحد ، وقيل : مُسْتَعار بمعنى مُتعاوَر أَي مُتداوَل . ويقال : تَعاوَرَ القومُ فلاناً واعْتَوَرُوه ضَرْباً إِذا تعاونوا عليه فكلما أَمْسَكَ واحد ضربَ واحدٌ ، والتعاوُر عامٌّ في كل شيء . وتَعاوَرت الرياحُ رَسْمَ الدار حتى عَفَّتْه أَي تَواظَبت عليه ؛ قال ذلك اللليث ؛ قال الأَزهري : وهذا غلط ، ومعنى تعاوَرت الرياحُ رَسْمَ الدار أَي تَداوَلَتْه ، فمرَّةً تهب جَنوباً ومرة شَمالاً ومرَّة قَبُولاً ومرة دَبُوراً ؛ ومنه قول الأَعشى : دِمْنة قَفْزة ، تاوَرها الصَّيْفُ برِيحَيْنِ من صَباً وشَال ؟
قال أَبو زيد : تعاوَرْنا العَوارِيَّ تعاوُراً إِذا أَعارَ بعضُكم بعضاً ، وتَعَوَّرْنا تَعوُّراً إِذا كنت أَنت المُسْتَعِيرَ ، وتَعاوَرْنا فلاناً ضَرْباً إِذا ضربته مرة ثم صاحبُك ثم الآخرُ . وقال ابن الأَعرابي : التَّعاوُرُ والاعْتِزَارُ أَن يكون هذا مكان هذا ، وهذا مكان هذا . يقال : اعْتَوَراه وابْتدّاه هذا مرة وهذا مرة ، ولا يقال ابْتَدّ زيد عمراً ولا اعْتَوَرَ زيدٌ عمراً . أَبو زيد : عَوَّرْت عن فلان ما قيل له تَعْوِيراً وعَوَّيْت عنه تَعْوِيةً أَي كذّبت عنه ما قيل له تكذيباً ورَدَدْت . وعَوّرْته عن الأَمر : صرَفته عنه . والأَعْوَرُ : الذي قد عُوِّرَ ولم تُقْضَ حاجتُه ولم يُصِبْ ما طلب وليس من عَوَر العين ؛
وأَنشد للعجاج : وعَوَّرَ الرحمنُ مَن وَلّى العَوَرْ ويقال : معناه أَفسد من وَلاَّه وجعله وَليَّاً للعَوَر ، وهو قبح الأَمر وفسادُه . تقول : عَوَّرْت عليه أَمَره تَعْوِيراً أَي قَبَّحْته عليه . والعَوَرُ : تَرْكُ الحقّ . ويقال : عَاوَرَه الشيءَ أَي فعلَ به مثلَ ما فعل صاحبُه به . وعوراتُ الجبال : شقوقها ؛ وقول الشاعر : تَجاوَبَ بُومُها في عَوْرَتَيْها ، إِذا الحِرْباء أَوْفى للتَّناجي (* قوله : « تجاوب بومها إلخ » في شرح القاموس ما نصه : هكذا أَنشده الجوهري في الصحاح . وقال الصاغاني : والصواب غورتيها ، بالغين معجمة ، وهما جانبتاها . وفي البيت تحريف والرواية : أَوفى للبراح ، والقصيدة حائية ، والبيت لبشر بن أَبي خازم ). قال ابن الأَعرابي : أَراد عَوْرَتى الشمس وهما مشرقها ومغربها . وإِنها لَعَوْراء القُرِّ : يَعُنون سَنَة أَو غداة أَو ليلة ؛ حكي ذلك عن ثعلب . وعَوائرُ من الجراد : جماعات متفرقة . والعَوارُ : العَيْب ؛ يقال : سِلْعَة ذات عَوارٍ ، بفتح العين وقد تضم . وعُوَيْرٌ والعُوَيْرُ : اسم رجل ؛ قال امرؤ القيس : عُوَيْرٌ ، ومَن مِثْلُ العُوَيْرِ ورَهْطِه ؟ وأَسْعَدُ في لَيلِ البَلابِل صَفْوانُ وعُوَيرْ : اسم موضع . والعُوَيْر : موضع على قبْلة الأَعْوريَّة ، هي قرية بني محجنِ المالكيّين ؛ قال القطامي : حتى وَرَدْنَ رَكيّات العُوَيْرِ ، وقد كادَ المُلاءُ مِنَ الكتان يَشْتَعِلُ وابنا عُوارٍ : جبلان ؛ قال الراعي : بل ما تَذَكَّرُ مِن هِنْدٍ إِذا احْتَجَبَتْ ، يا ابْنَيْ عُوَارٍ ، وأَمْسى دُونها بُلَعُ (* قوله : « بل ما تذكر إلخ » هكذا في الأَصل والذي في ياقوت : ماذا تذكر من هند إِذا احتجبت يا بني عوار وادنى دارها بلع ). وقال أَبو عبيدة : ابنا عُوارٍ نَقَوَا رمْلٍ . وتَِار : جبل بنجد ؛ قال كثير : وما هبت الأَرْواحُ تَجْري ، وما ثَوى مُقِيماً بِنَجْدٍ عَوْفُها وتِعارُه ؟
قال ابن سيده : وهذه الكلمة يحتمل أَن تكون في الثلاثي الصحيح والثلاثي المعتل . "
المعجم: لسان العرب
تغب
" التَّغَبُ : الوَسَخُ والدَّرَنُ . وتَغِبَ الرجلُ يَتْغَبُ تَغَباً ، فهو تَغِبٌ : هَلَكَ في دِينٍ أَو دُنْيا ، وكذلك الوَتَغُ . وتَغِبَ تَغَباً : صار فيه عَيْبٌ . وما فيه تَغْبةٌ أَي عَيْبٌ تُرَدُّ به شَهادتُه . وفي بعض الأَخبار : لا تُقْبَلُ شَهادةُ ذي تَغْبَةٍ . قال : هو الفاسدُ في دِينهِ وَعَمَلِه وسُوءِ أَفعالِه . قال الزمخشري : ويروى تَغِبَّةٍ مُشَدَّداً . قال : ولا يخلو أَن يكون تَغِبَّةً تَفْعِلةً من غَبَّبَ مبالغة في غَبَّ الشيءُ إِذا فَسَد ، أَو من غَبَّبَ الذِّئبُ الغَنَم إِذا عاثَ فيها . ويقال لِلقَحْطِ : تَغَبةٌ ، وللجُوع البُرْقُوعِ : تَغَبةٌ . وقول الـمُعَطَّلِ الهُذَلِيّ : لَعَمْري ، لقد أَعْلَنْتَ خِرْقاً مُبَرَّأً * منَ التَّغْبِ ، جَوّابَ الـمَهالِكِ ، أَرْوَع ؟
" الغِبْطةُ : حُسْنُ الحالِ . وفي الحديث : اللهم غَبْطاً لا هَبْطاً ، يعني نسأَلُك الغِبْطةَ ونَعوذُ بك أَن نَهْبِطَ عن حالِنا . التهذيب : معنى قولهم غَبْطاً لا هَبْطاً أَنَّا نسأَلُك نِعْمة نُغْبَطُ بها ، وأَن لا تُهْبِطَنا من الحالةِ الحسنَةِ إِلى السيئةِ ، وقيل : معناه اللهم ارْتِفاعاً لا اتِّضاعاً ، وزيادةً من فضلك لا حَوْراً ونقْصاً ، وقيل : معناه : أَنزلنا مَنْزِلة نُغْبَطُ عليها وجَنِّبْنا مَنازِلَ الهُبوطِ والضَّعةِ ، وقيل : معناه نسأَلك الغِبْطةَ ، وهي النِّعْمةُ والسُّرُورُ ، ونعوذُ بك من الذُّلِّ والخُضوعِ . وفلان مُغْتَبِطٌ أَي في غِبْطةٍ ، وجائز أَن تقول مُغْتَبَطٌ ، بفتح الباء . وقد اغْتَبَطَ ، فهو مُغْتَبِطٌ ، واغْتُبِطَ فهو مُغْتَبَطٌ ، كل ذلك جائز . والاغْتِباطُ : شُكرُ اللّهِ على ما أَنعم وأَفضل وأَعْطى ، ورجل مَغْبوطٌ . والغِبْطةُ : المَسَرَّةُ ، وقد أَغْبَطَ . وغَبَطَ الرجلَ يَغْبِطُه غَبْطاً وغِبْطةً : حسَدَه ، وقيل : الحسَدُ أَن تَتَمنَّى نِعْمته على أَن تتحوّل عنه ، والغِبْطةُ أَن تَتَمنَّى مثل حال المَغْبوطِ من غير أَن تُريد زوالها ولا أَن تتحوّل عنه وليس بحسد ، وذكر الأَزهري في ترجمة حسد ، قال : الغَبْطُ ضرْب من الحسَد وهو أَخفّ منه ، أَلا ترى أَن النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، لما سئل : هل يَضُرُّ الغَبْطُ ؟
قال : نعم كما يضرُّ الخَبْطُ ، فأَخبر أَنه ضارٌّ وليس كضَرَرِ الحسَدِ الذي يتمنى صاحبُه زَيَّ النعمةِ عن أَخيه ؛ والخَبْطُ : ضرْبُ ورق الشجر حتى يَتَحاتَّ عنه ثم يَسْتَخْلِفَ من غير أَن يضرّ ذلك بأَصل الشجرة وأَغْصانها ، وهذا ذكره الأَزهري عن أَبي عبيدة في ترجمة غبط ، فقال : سُئل النبيُّ ، صلّى اللّه عليه وسلّم : هل يضرُّ الغَبْطُ ؟ فقال : لا إِلاَّ كما يضرّ العِضاهَ الخَبْطُ ، وفسّر الغبطَ الحسَدَ الخاصّ . وروي عن ابن السكي ؟
قال : غَبَطْتُ الرجل أَغْبِطُه غَبْطاً إِذا اشتهيْتَ أَن يكون لك مثلُ ما لَه وأَن لا يَزول عنه ما هو فيه ، والذي أَراد النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، أَن الغَبْط لا يضرُّ ضرَر الحسَدِ وأَنَّ ما يلحق الغابِطَ من الضَّررِ الراجعِ إِلى نُقصان الثواب دون الإِحْباط ، بقدر ما يلحق العِضاه من خبط ورقها الذي هو دون قطعها واستئصالها ، ولأَنه يعود بعد الخبط ورقُها ، فهو وإِن كان فيه طرَف من الحسد فهو دونه في الإِثْم ، وأَصلُ الحسدِ القَشْر ، وأَصل الغَبْطِ الجَسُّ ، والشجر إِذا قُشِر عنها لِحاؤها يَبِسَت وإِذا خُبِط ورقُها استخلَف دون يُبْس الأَصل . وقال أَبو عَدْنان : سأَلت أَبا زيد الحنظلي عن تفسير قول سيدنا رسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم : أَيضر الغبطُ ؟، قال : نعم كما يَضُرُّ العِضاهَ الخبطُ ، فقال : الغبْط أَن يُغْبَطَ الإِنسانُ وضَرَرُه إِيّاه أَن تُصِيبَه نفس ، فقال الأَبانيُّ : ما أَحسنَ ما استَخْرجها تُصِيبه العينُ فتُغيَّر حالُه كما تُغَيَّرُ العِضاهُ إِذا تحاتّ ورقُها . قال : والاغْتِباطُ الفَرَحُ بالنِّعمة . قال الأَزهري : الغَبْطُ ربما جلَبَ إِصابةَ عين بالمَغْبُوطِ فقام مَقام النَّجْأَةِ المَحْذُورةِ ، وهي الإِصابةُ بالعين ، قال : والعرب تُكنّي عن الحسد بالغَبْط . وقال ابن الأَعرابي في قوله : أَيضر الغبط ؟، قال : نعم كما يضر الخبط ، قال : الغبْط الحسَدُ . قال الأَزهري : وفرَق اللّهُ بين الغَبط والحَسد بما أَنزله في كتابه لمن تدبّره واعْتَبره ، فقال عزَّ من قائل : ولا تَتَمنَّوْا ما فَضَّلَ اللّهُ به بعضَكم على بعضٍ ، للرِّجالِ نَصِيب مما اكْتَسَبُوا وللنساءِ نَصِيبٌ مما اكْتَسَبْنَ ، واسأَلوا اللّه من فضله ؛ وفي هذه الآية بيان أَنه لا يجوز للرجل أَن يَتَمَنَّى إِذا رأَى على أَخيه المسلم نِعمة أَنعم اللّه بها عليه أَن تُزْوَى عنه ويُؤْتاها ، وجائز له أَن يتمنى مثلها بلا تَمَنّ لزَيِّها عنه ، فالغَبْط أَن يَرى المَغْبُوطَ في حال حسَنة فيتمنى لنفسه مثلَ تلك الحالِ الحسنة من غير أَن يتمنى زوالها عنه ، وإِذا سأَل اللّهَ مثلها فقد انتهى إِلى ما أَمَرَه به ورَضِيَه له ، وأَما الحسَدُ فهو أَن يشتهِيَ أَن يكون له مالُ المحسود وأَن يزول عنه ما هو فيه ، فهو يَبْغِيه الغَوائلَ على ما أُوتِيَ من حُسْنِ الحال ويجتهد في إزالتها عنه بَغْياً وظُلماً ، وكذلك قوله تعالى : أَم يَحْسُدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله ؛ وقد قدّمنا تفسير الحسد مُشعبَاً . وفي الحديث : على مَنابِرَ من نور يَغْبِطُهم أَهلُ الجمْع ؛ ومنه الحديث أَيضاً : يأْتي على الناسِ زمان يُغْبَطُ الرجلُ بالوَحْدةِ كما يُغْبَطُ اليوم أَبو العَشرة ، يعني كان الأَئمة في صدْر الإِسلام يَرْزُقون عِيال المسلمين وذَرارِيَّهم من بيتِ المال ، فكان أَبو العَشرة مَغْبُوطاً بكثرة ما يصل إِليهم من أَرزاقهم ، ثم يَجيء بعدَهم أَئمة يَقْطَعون ذلك عنهم فَيُغْبَطُ الرجلُ بالوحْدةِ لِخِفّة المَؤُونةِ ، ويُرْثَى لصاحبِ العِيال . وفي حديث الصلاة : أَنه جاء وهم يُصلُّون في جماعة فجعل يُغَبِّطُهم ؛ قال ابن الأَثير : هكذا روي بالتشديد ، أَي يَحْمِلُهم على الغَبْطِ ويجعل هذا الفعل عندهم مما يُغْبَطُ عليه ، وإِن روي بالتخفيف فيكون قد غَبَطَهم لتقدُّمِهم وسَبْقِهم إِلى الصلاة ؛ ابن سيده : تقول منه غَبَطْتُه بما نالَ أَغْبِطُه غَبْطاً وغِبْطةً فاغْتَبَطَ ، هو كقولك مَنَعْتُه فامْتنَع وحبستُه فاحتبس ؛ قال حُرَيْثُ بن جَبلةَ العُذْريّ ، وقيل هو لعُشِّ بن لَبِيدٍ العذري : وبَيْنَما المَرءُ في الأَحْياءِ مُغْتَبِطٌ ، إِذا هُو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِيرُ أَي هو مُغْتَبِطٌ ؛ قال الجوهري : هكذا أَنْشَدَنِيه أَبو سعِيد ، بكسر الباء ، أَي مَغْبُوطٌ . ورجل غَابطٌ من قومٍ غُبَّطٍ ؛ قال : والنَّاس بين شامِتٍ وغُبَّطِ وغَبَطَ الشاةَ والناقةَ يَغْبِطُهما غَبْطاً : جَسَّهُما لينظر سِمَنَهما من هُزالِهِما ؛ قال رجل من بني عمرو ابن عامر يهْجُو قوماً من سُلَيْم : إِذا تَحَلَّيْتَ غَلاَّقاً لِتَعْرِفَها ، لاحَتْ من اللُّؤْمِ في أَعْناقِه الكُتب (* قوله « في أعناقه » أَنشده شارح القاموس في مادة غلق أَعناقها .) إِني وأَتْيِي ابنَ غَلاَّقٍ ليَقْرِيَني كالغابطِ الكَلْبِ يَبْغِي الطِّرْقَ في الذَّنَبِ وناقة غَبُوطٌ : لا يُعْرَف طِرْقُها حتى تُغْبطَ أَي تُجَسّ باليد . وغَبَطْتُ الكَبْش أَغْبطُه غَبْطاً إِذا جَسَسْتَ أَليته لتَنْظرَ أَبه طِرْقٌ أَم لا . وفي حديث أَبي وائلٍ : فغَبَطَ منها شاةً فإِذا هي لا تُنْقِي أَي جَسّها بيده . يقال : غَبَطَ الشاةَ إِذا لَمَسَ منها المَوضع الذي يُعْرَف به سِمَنُها من هُزالها . قال ابن الأَثير : وبعضهم يرويه بالعين المهملة ، فإِن كان محفوظاً فإِنه أَراد به الذبح ، يقال : اعْتَبَطَ الإِبلَ والغنم إِذا ذبحها لغير داء . وأَغْبَطَ النباتُ : غَطّى الأَرض وكثفَ وتَدانَى حتى كأَنه من حَبَّة واحدة ؛ وأَرض مُغْبَطةٌ إِذا كانت كذلك . رواه أَبو حنيفة : والغَبْطُ والغِبْطُ القَبضاتُ المَصْرُومةُ من الزَّرْع ، والجمع غُبُطٌ . الطائِفيّ : الغُبُوطُ القَبضاتُ التي إِذا حُصِدُ البُرّ وُضِعَ قَبْضَة قَبْضة ، الواحد غَبْط وغِبْط . قال أَبو حنيفة : الغُبوطُ القَبَضاتُ المَحْصودةُ المتَفرّقةُ من الزَّرْع ، واحدها غبط على الغالب . والغَبِيطُ : الرَّحْلُ ، وهو للنساء يُشَدُّ عليه الهوْدَج ؛ والجمع غُبُطٌ ؛
وأَنشد ابن برّيّ لوَعْلةَ الجَرْمِيّ : وهَلْ تَرَكْت نِساء الحَيّ ضاحِيةً ، في ساحةِ الدَّارِ يَسْتَوْقِدْنَ بالغُبُطِ ؟ وأَغْبَطَ الرَّحْلَ على ظهر البعير إِغْباطاً ، وفي التهذيب : على ظهر الدابةِ : أَدامه ولم يحُطَّه عنه ؛ قال حميد الأَرقط ونسبه ابن بري لأَبي النجمِ : وانْتَسَفَ الجالِبَ منْ أَنْدابهِ إَغْباطُنا المَيْسَ على أَصْلابِه جَعَل كل جُزْء منه صُلْباً . وأَغْبَطَتْ عليه الحُمّى . دامتْ . وفي حديث مرضِه الذي قُبِضَ فيه ، صلّى اللّه عليه وسلّم : أَنه أَغْبَطَتْ عليه الحُمّى أَي لَزِمَتْه ، وهو من وضْع الغَبِيط على الجمل . قال الأَصْمعيّ : إِذا لم تفارق الحُمّى المَحْمومَ أَياماً قيل : أَغْبَطَتْ عليه وأَرْدَمَتْ وأَغْمَطَتْ ، بالميم أَيضاً . قال الأَزهري : والإِغْباطُ يكون لازماً وواقعاً كما ترى . ويقال : أَغْبَطَ فلانٌ الرُّكوب إِذا لَزِمه ؛
قال ابن شميل : سير مُغْبِطٌ ومُغْمِطٌ أَي دائم لا يَسْتَريحُ ، وقد أَغْبَطُوا على رُكْبانِهم في السيْرِ ، وهو أَن لا يَضَعُوا الرّحالَ عنها ليلاً ولا نهاراً . أَبو خَيْرةَ : أَغْبَطَ علينا المطَرُ وهو ثبوته لا يُقْلعُ بعضُه على أَثر بعض . وأَغْبَطَتْ علينا السماء : دام مَطَرُها واتَّصَلَ . وسَماء غَبَطَى : دائمةُ المطر . والغَبيطُ : المَرْكَبُ الذي هو مثل أُكُفِ البَخاتِيّ ، قال الأَزهري : ويُقَبَّبُ بِشِجارٍ ويكون للحَرائِر ، وقيل : هو قَتَبةٌ تُصْنَعُ على غير صَنْعةِ هذه الأقْتاب ، وقيل : هو رَحْل قَتَبُه وأَحْناؤه واحدة ، والجمع غُبُطٌ ؛ وقولُ أَبي الصَّلْتِ الثَّقَفِيّ : يَرْمُونَ عن عَتَلٍ كَأَنَّها غُبُطٌ بِزَمْخَرٍ ، يُعْجِلُ المَرْمِيَّ إِعْجالا يعني به خشَب الرِّحالِ ، وشبّه القِسِيّ الفارِسيّةَ بها . الليث : فرس مُغْبَطُ الكاثِبة إِذا كان مرتفع المِنْسَجِ ، شبّه بصنعة الغبيط وهو رحْل قَتَبُه وأَحْناؤه واحدة ؛ قال الشاعر : مُغْبَط الحارِكِ مَحْبُوك الكَفَلْ وفي حديث ابن ذِي يَزَنَ : كأَنّها غُبُطٌ في زَمْخَرٍ ؛ الغُبُطُ : جمع غَبيطٍ وهو الموضع الذي يُوطَأُ للمرأَة على البعير كالهَوْدَج يعمل من خشب وغيره ، وأَراد به ههنا أَحَدَ أَخشابه (* قوله « أحد أَخشابه » كذا بالأصل وشرح القاموس ، والذي في النهاية : آخر أخشابه .)، شبه به القوس في انْحِنائها . والغَبِيطُ : أَرْض مُطْمَئنة ، وقيل : الغَبِيطُ أَرض واسعةٌ مستوية يرتفع طَرفاها . والغَبِيطُ : مَسِيلٌ من الماء يَشُقُّ في القُفّ كالوادي في السَّعةِ ، وما بين الغَبيطَيْنِ يكون الرَّوْضُ والعُشْبُ ، والجمع كالجمع ؛ وقوله : خَوَّى قَليلاً غَير ما اغْتِباط ؟
قال ابن سيده : عندي أَنَّ معناه لم يَرْكَن إِلى غَبيطٍ من الأَرض واسعٍ إِنما خوَّى على مكانٍ ذي عُدَواء غيرِ مطمئن ، ولم يفسره ثعلب ولا غيره . والمُغْبَطة : الأَرض التي خرجت أُصولُ بقْلِها مُتدانِيةً . والغَبِيطُ : موضع ؛ قال أَوس بن حجر : فمالَ بِنا الغَبِيطُ بِجانِبَيْه علَى أَرَكٍ ، ومالَ بِنا أُفاقُ والغَبِيطُ : اسم وادٍ ، ومنه صحراء الغَبِيطِ . وغَبِيطُ المَدَرةِ : موضع . ويَوْمُ غَبِيطِ المدرة : يومٌ كانت فيه وقْعة لشَيْبانَ وتَميمٍ غُلِبَتْ فيه شَيْبانُ ؛ قال : فإِنْ تَكُ في يَوْمِ العُظالَى مَلامةٌ ، فَيَوْمُ الغَبِيطِ كان أَخْزَى وأَلْوَما "
المعجم: لسان العرب
عوض
" العِوَضُ : البَدَلُ ؛ قال ابن سيده : وبينهما فَرْقٌ لا يليق ذكره في هذا المكان ، والجمع أَعْواضٌ ، عاضَه منه وبه . والعَوْضُ : مصدر قولك عاضَه عَوْضاً وعِياضاً ومَعُوضةً وعَوَّضَه وأَعاضَه ؛ عن ابن جني . وعاوَضَه ، والاسم المَعُوضةُ . وفي حديث أَبي هريرة : فلما أَحل اللّه ذلك للمسلمين ، يعني الجزية ، عرفوا أَنه قد عاضَهم أَفضل مما خافُوا . تقول : عُضْتُ فلاناً وأَعَضْتُه وعَوَّضْتُه إِذا أَعطيته بدل ما ذهب منه ، وقد تكرر في الحديث . والمستقبل التعويض (* قوله « والمستقبل التعويض » كذا بالأصل .). وتَعَوَّضَ منه ، واعْتاضَ : أَخذ العِوَضَ ، واعْتاضَه منه واسْتَعاضَه وتَعَوَّضَه ، كلُّه : سأَلَه العِوَضَ . وتقول : اعْتاضَني فلان إِذا جاء طالباً للعوض والصِّلة ، واستعاضني كذلك ؛
وأَنشد : نِعْمَ الفَتى ومَرْغَبُ المُعْتاضِ ، واللّهُ يَجْزِي القَِرِْضَ بالاقْراضِ وعاضَه : أَصاب منه العِوَضَ . وعُضْتُ : أَصَبْتُ عِوَضاً ؛ قال أَبو محمد الفقعسي : هل لكِ ، والعارِضُ مِنْكِ عائِضُ ، في هَجْمةٍ يُسْئِرُ منها القابِضُ ؟
ويروى : في مائة ، ويروى : يُغْدِرُ أَي يُخَلِّفُ . يقال : غَدَرَتِ الناقةُ إِذا تَخَلَّفَتْ عن الإِبل ، وأَغْدَرَها الراعي . والقابض : السائق الشديد السوق . قال الأَزهري : أَي هل لك في العارِضِ منك على الفضل في مائة يُسْئِرُ منها القابض ؟، قال : هذا رجل خطب امرأَة فقال أُعطيك مائة من الإِبل يَدَعُ منها الذي يقبضها من كثرتها ، يدع بعضها فلا يطيق شَلَّها ، وأَنا مُعارِضُك أُعطي الإِبل وآخُذُ نفسَكِ فأَنا عائض أَي قد صار العوض منك كله لي ؛ قال الأَزهري : قوله عائض من عِضْتُ أَي أَخذت عوضاً ، قال : لم أَسمعه لغير الليث . وعائضٌ من عاضَ يَعوض إِذا أَعطى ، والمعنى هل لك في هجمة أَتزوّجك عليها . والعارضُ منكِ : المُعْطي عِوَضاً ، عائِضٌ أَي مُعَوِّضٌ عِوَضاً تَرْضَيْنَه وهو الهجمة من الإِبل ، وقيل : عائض في هذا البيت فاعل بمعنى مفعول مثل عيشة راضِية بمعنى مَرْضِيَّة . وتقول : عَوَّضْتُه من هِبَتِه خيراً . وعاوَضْتُ فلاناً بعوض في المبيع والأَخذ والإِعطاء ، تقول : اعْتَضْتُه كما تقول أَعطيته ، وتقول : تعاوَضَ القومُ تعاوُضاً أَي ثابَ مالُهم وحالُهم بعد قِلَّةٍ . وعَوْض يبنى على الحركات الثلاث : الدَّهْر ، معرفة ، علم بغير تنوين ، والنصب أَكثر وأَفشَى ؛ وقال الأَزهري : تفتح وتضم ، ولم يذكر الحركة الثالثة . وحكي عن الكسائي عوضُ ، بضم الضاد غير منون ، دَهْرٌ ، قال الجوهري : عَوْضُ معناه الأَبد وهو للمستقبل من الزمان كما أَنَّ قَطّ للماضي من الزمان لأَنك تقول عوض لا أُفارقك ، تريد لا أُفارقك أَبداً ، كما تقول قطّ ما فارقتك ، ولا يجوز أَن تقول عوض ما فارقتك كما لا يجوز أَن تقول قطّ ما أُفارقك . قال ابن كيسان : قط وعوض حرفان مبنيان على الضم ، قط لما مضى من الزمان وعوض لما يستقبل ، تقول : ما رأَيته قطّ يا فتى ، ولا أُكلمك عوض يا فتى ؛ وأَنشد الأَعشى ، رحمه اللّه تعالى : رضِيعَيْ لِبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تَحالَفا بأَسْحَمَ داجٍ ، عَوْضَ لا نَتَفرَّقُ أَي لا نتفرق أَبدأً ، وقيل : هو بمعنى قَسَم . يقال : عَوْض لا أَفْعَله ، يحلف بالدهر والزمان . وقال أَبو زيد : عوض في بيت الأَعشى أَي أَبداً ، قال : وأَراد بأَسْحَمَ داجٍ الليل ، وقيل : أَراد بأَسْحم داج سواد حَلَمَةِ ثدي أُمه ، وقيل : أَراد بالأَسحم هنا الرَّحِمَ ، وقيل : سواد الحلمة ؛ يقول : هو والنَّدَى رضَعا من ثدي واحد ؛ وقال ابن الكلبي : عَوْض في بيت الأَعشى اسم صنم كان لبكر بن وائل ؛
قال : والسعِيرُ اسم صنم لعنزةَ خاصَّة ، وقيل : عوض كلمة تجري مجرى اليمين . ومن كلامهم : لا أَفْعَلُهُ عَوْضَ العائضينَ ولا دَهْرَ الدَّاهِرينَ أَي لا أَفعله أَبداً . قال : ويقال ما رأَيت مثله عَوْض أَي لم أَرَ مثله قَط ؛
ويقال : عاهَدَه أَن لا يُفارِقَه عَوْضُ أَي أَبداً . ويقول الرجل لصاحبه : عوض لا يكون ذلك أَبداً ، فلو كان عوض اسماً للزمان إِذاً لجرى بالتنوين ، ولكنه حرف يراد به القسم كما أَن أَجَلْ ونحوها مما لم يتمكن في التصريف حُمِلَ على غير الإِعراب . وقولهم : لا أَفعلُه من ذي عوضِ أَي أَبداً كما تقول من ذي قبْلُ ومن ذي أُنُفٍ أَي فيما يُسْتَقْبَلُ ، أَضاف الدهر إِلى نفسه . قال ابن جني : ينبغي أَن تعلم أَنَّ العِوَضَ من لفظ عَوْضُ الذي هو الدهر ، ومعناه أَن الدهر إِنما هو مرور النهار والليل والتقاؤُهما وتَصَرُّمُ أَجزائهما ، وكلَّما مضَى جزء منه خلفه جزء آخر يكون عوَضاً منه ، فالوقت الكائن الثاني غير الوقت الماضي الأَوّل ، قال : فلهذا كان العِوَضُ أَشدّ مخالفة للمُعَوَّضِ منه من البدل ؛ قال ابن بري : شاهد عوضُ ، بالضم ، قول جابر بن رَأْلانَ السِّنْبسِيّ : يَرْضَى الخَلِيطُ ويَرْضَى الجارُ مَنْزِلَه ، ولا يُرَى عَوْضُ صَلْدا يَرْصُدُ العَلَل ؟
قال : وهذا البيت مع غيره في الحماسة . وعَوْضُ : صنم . وبنو عَوْضٍ : قبيلة . وعياضٌ : اسم رجل ، وكله راجع إِلى معنى العِوَضِ الذي هو الخلَفُ . قال ابن جني في عياض اسم رجل : إِنما أَصله مصدر عُضْتُه أَي أَعطيته . وقال ابن بري في ترجمة عوص : عَوْصٌ : قبيلة ، وعَوْضٌ ، بالضاد ، قبيلة من العرب ؛ قال تأَبط شرّاً : ولَمَّا سَمِعْتُ العَوْضَ تَدْعُو ، تَنَفَّرَتْ عَصافِيرُ رأْسي مِنْ نَوىً وتَوانِيا "
المعجم: لسان العرب
عيش
" العَيْشُ : الحياةُ ، عاشَ يَعِيش عَيْشاً وعِيشَةً ومَعِيشاً ومَعاشاً وعَيْشُوشةً . قال الجوهري : كلُّ واحد من قوله مَعاشاً ومَعِيشاً يصْلُح أَن يكون مصدراً وأَن يكون اسماً مثل مَعابٍ ومَعِيبٍ ومَمالٍ ومَمِيلٍ ، وأَعاشَه اللَّه عِيشةً راضيةً . قال أَبو دواد : وسأَله أَبوه ما الذي أَعاشَك بَعْدِي ؟ فأَجابه : أَعاشَني بَعْدَك وادٍ مُبْقِلُ ، آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسِلُ وعايَشَه : عاشَ مَعه كقوله عاشَره ؛ قال قَعْنب بن أُمّ صاحب : وقد عَلِمْتُ على أَنِّي أُعايِشُهُمْ ، لا نَبْرَحُ الدهرَ إِلا بَيْنَنا إِحَنُ والعِيشةُ : ضربٌ من العَيْش . يقال : عاشَ عِيشةَ صِدْق وعِيشةَ سَوءِ . والمَعاشُ والمَعِيشُ والمَعِيشةُ : ما يُعاشُ به ، وجمع المَعِيشة مَعايِشُ على القياس ، ومَعائِشُ على غير قياس ، وقد قُرِئَ بهما قوله تعالى : وجَعَلْنا لكم فيها مَعايِشَ ؛ وأَكثر القراء على ترك الهمز في معايش إِلا ما روي عن نافع فإِنه همَزها ، وجميع النحويين البصريين يزْعُمون أَن همزَها خطأٌ ، وذكروا أَن الهمزة إِنما تكون في هذه الياء إِذا كانت زائدة مثل صَحِيفة وصحائف ، فأَما مَعايشُ فمن العَيْش الياءُ أَصْليّةُ . قال الجوهري : جمعُ المَعِيشة مَعايشُ بلا همز إِذا جمعتها على الأَصل ، وأَصلها مَعْيِشةٌ ، وتقديرها مُفْعِلة ، والياءُ أَصلها متحركة فلا تنقلب في الجمع همزةً ، وكذلك مَكايِلُ ومَبايِعُ ونحوُها ، وإِن جمعتها على الفَرْع همزتَ وشبّهتَ مَفْعِلة بفَعِيلة كما همزت المَصائب لأَن الياء ساكنة ؛ قال الأَزهري في تفسير هذه الآية : ويحتمل أَن يكون مَعايش ما يَعِيشون به ، ويحتمل أَن يكون الوُصْلةَ إِلى ما يَعِيشون به ، وأُسنِد هذا القول إِلى أَبي إِسحق ، وقال المؤرّج : هي المَعِيشة . قال : والمَعُوشةُ لغة الأَزد ؛
وأَنشد لحاجر بن الجَعْد (* قوله « لحاجر بن الجعد » كذا بالأصل ، وفي شرح القاموس : لحاجز ابن الجعيد . من الخِفِرات لا يُتْمٌ غَذاها ، ولا كَدُّ المَعُوشةِ والعِلا ؟
قال أَكثر المفسرين في قوله تعالى : فإِنَّ له مَعِيشةً ضَنْكاً ، إِن المَعِيشةَ الضَّنْكَ عذابُ القبر ، وقيل : إِن هذه المعيشةَ الضنْك في نار جهنم ، والضَّنْكُ في اللغة الضِّيقُ والشدّة . والأَرض مَعاشُ الخلق ، والمَعاشُ مَظِنَّةُ المعيشة . وفي التنزيل : وجعَلْنا النهار مَعاشاً ؛ أَي مُلْتَمَساً للعَيْشِ . والتعَيُّشُ : تكلُّف أَسباب المَعِيشة . والمُتَعَيِّشُ : ذو البُلْغة من العَيْشِ . يقال : إِنهم ليَتَعَيّشُون إِذا كانت لهم بُلْغةٌ من العَيْش . ويقال : عَيْش بني فلان اللبَنُ إِذا كانوا يَعِيشون به ، وعيش آل فلان الخُبز والحَبّ ، وعَيْشُهم التمْرُ ، وربما سمَّوا الخبز عَيْشاً . والعائشُ : ذو الحالة الحسَنة . والعَيْش : الطعام ؛ يمانية . والعَيْش : المَطْعم والمَشْرب وما تكون به الحياة . وفي مثل : أَنْتَ مرَّةً عَيْشٌ ومرَّةً جَيْشٌ أَي تَنْفع مرّةً وتضُرّ أُخْرى ، وقال أَبو عبيد : معناه أَنت مرةً في عَيْشٍ رَخِيٍّ ومرّةً في جَيشٍ غَزِيٍّ . وقال ابن الأَعرابي لرجل : كيف فلان ؟، قال : عَيْشٌ وجَيْشٌ أَي مرة معي ومرّة عليَّ . وعائشةُ : اسمُ امرأَة . وبَنُو عائشةً : قبيلة من تيم اللات ، وعائشة مهموزة ولا تقل عَيْشة . قال ابن السكيت : تقول هي عائشة ولا تقل العَيْشة ، وتقول هي رَيْطة ولا تقل رائطة ، وتقول هو من بني عيِّذ اللَّه ولا تقل عائذ اللَّه . وقال الليث : فلان العائَشِيّ ولا تقل العَيْشي منسوب إِلى بني عائشة ؛
" غَفَلَ عنه يَغْفُلُ غُفولاً وغَفْلةً وأَغْفَلَه عنه غيرُه وأَغْفَلَه : تركَه وسها عنه ؛
وأَنشد ابن بري في الغُفول : فابك هلاًّ واللَّيالي بِغِرَّةٍ تَدُورُ ، وفي الأَيام عنك غُفولُ (* قوله « فابك هلا إلخ » كذا في الأصل ). وأَغْفَلْتُ الرجل : أَصبْتُه غافلاً ، وعلى ذلك فسر بعضهم قوله عز وجل : ولا تُطِعْ من أَغْفَلْنا قلْبَه عن ذِكْرِنا ؛ قال : ولو كان على الظاهر لوجب أَن يكون قوله واتَّبَع هَواه ، بالفاء دون الواو ؛ وسئل أَبو العباس عن هذه الآية فقال : مَنْ جَعَلْناه غافلاً ، وكلام العرب أَكثرُه أَغْفَلْته سمّيته غافِلاً ، وأَحْلَمْتُه سمّيته حَليماً ، قال : وفعلَ هو وأَفْعَلته أَنا ، أَكثرُ اللغة ذهَب وأَذْهَبْته ، هذا أَكثر الكلام ، وفَعَّلْت أَكْثَرْتُ ذلك فيه مثل غَلَّقْت الأَبواب وأَغْلَقْتها ، وأَفْعَلْتُ يَجيءُ مكانَ فَعَّلْت مثل مَهَّلْتُه وأَمْهَلْته ووَصَّيْتُ وأَوْصَيْتُ وسَقَّيْتُ وأَسْقَيْتُ . وفي حديث أَبي موسى : لعَلَّنا أَغْفَلْنا رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، يَمينَه أَي جَعَلْناه غافلاً عن يمينه بسبب سُؤَالِنا ، وقيل : سأَلْناه وقت شُغْله ولم ننتظر فراغه . يقال : تغَفَّلْته واسْتَغْفَلْته أَي تحيَّنْتُ غَفْلَته . ويقال : هو في غَفَلٍ من عَيشِه أَي في سعة ؛ أَبو العباس : الغَفَلُ الكثيرُ الرفيعُ . ونَعَمٌ أَغْفالٌ : لا لِقْحةَ فيها ولا نَجِيب . وقال بعض العرب : لنا نَعَمٌ أَغْفالٌ ما تَبِضُّ ؛ يصفُ سَنةً أَصابتهم فأَهلكت جيادَ مالهم . وقال شمر : إِبل أَغْفالٌ لا سِماتِ عليها ، وقِداحٌ أَغْفالٌ . سيبويه : غَفَلْتُ صرت غافلاً . وأَغْفَلْتُه وغفَلْت عنه : وصَّلْت غَفَلي إِليه أَو تركته على ذُكْرٍ . قال الليث : أَغْفَلْت الشيء تركته غَفَلاً وأَنت له ذاكر . قال ابن سيده : وقوله تعالى : وكانوا عنها غافِلينَ ؛ يصلح أَن يكون ، والله أَعلم ، كانوا في تركهم الإِيمانَ بالله والنظرَ فيه والتدبُّرَ له بمنزلة الغافِلين ، قال : ويجوز أَن يكون وكانوا عما يراد بهم من الإِثابة عليه غافِلين ، والاسم الغَفْلة والغَفَل ؛
قال : إِذْ نحْنُ في غَفَلٍ ، وأَكْبَرُ هَمِّنا صِرْفُ النَّوَى ، وفِراقُنا الجِيرانا وفي الحديث : من اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ أَي يَشْتَغِلُ به قلبه ويستولي عليه حتى تصير فيه غَفْلة . والتَّغافُلُ : تَعمُّدُ الغَفْلة على حدِّ ما يجيء عليه هذا النحو . وتَغَافَلْت عنه وتغفَّلْتُه إِذا اهْتَبَلْتَ غَفْلَتَه . ابن السكيت : يقال قد غَفَلْت فيه وأَغْفَلْتُه . والتَّغْفِيل : أَن يكفيك صاحبُك وأَنت غافِلٌ لا تَعْنَى بشيء . والتَّغَفُّل : خَتْلٌ في غَفْلة . والمُغَفَّلُ : الذي لا فِطْنة له . والغَفُول من الإِبل : البَلْهاء التي لا تمنع من فَصِيل يرضعها ولا تبالي منْ حَلبها . والغُفْل : المُقيّد الذي أُغْفِل فلا يرجى خيرُه ولا يخشى شرّه ، والجمع أَغْفال . والأَغْفالُ : المَواتُ . والغُفْلُ : سَبْسَبٌ مَيّتة لا علامةَ فيها ؛
وأَنشد : يتْركْنَ بالمَهامِهِ الأَغْفالِ وكلُّ ما لا علامة فيه ولا أَثر عمارة من الأَرضين والطُّرقِ ونحوها غُفْلٌ ، والجمع كالجمع . وفي كتابه لأُكَيْدِرَ : إِنّ لنا الضاحيةَ والمَعامِيَ وأَغْفالَ الأَرض أَي المجهولة التي ليس فيها أَثر يعرف ، وحكى اللحياني : أَرض أَغْفالٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منها غُفْلاً . وبلادٌ أَغْفالٌ : لا أَعلام فيها يُهتدى بها ، وكذلك كل ما لا سمة عليه من الإِبل والدواب . ودابّة غُفْل : لا سمة عليها . وناقة غُفْل : لا تُوسَم لئلا تَجِب عليها صدقة ؛ وبه فسر ثعلب قول الراجز : لا عيشَ إِلاَّ كلُّ صَهْباءَ غُفُلْ تَناوَلُ الحوضَ ، إِذا الحوض شُغِلْ وقد أَغْفَلْتُها إِذا لم تَسِمْها . وفي الحديث : أَن نَفاذة الأَسْلَم ؟
قال : يا رسول الله ، إِنِّي رجل مُغْفِلٌ فأَين أَسِمُ إِبلي ؟ أَي صاحبُ إِبلٍ أَغْفالٍ لا سمات عليها ؛ ومنه حديث طهفة : ولنا نَعَمٌ هَمَلٌ أَغْفالٌ لا سمات عليها ، وقيل : الأَغْفال ههنا التي لا أَلبانَ لها ، واحدها غُفْل ، وقيل : الغُفْل الذي لا يُرجى خيره ولا يخشى شره . وقِدْحٌ غُفْل : لا خير فيه ولا نصيب له ولا غُرْم عليه ، والجمع كالجمع ؛ وقال اللحياني : قِداحٌ غُفْلٌ على لفظ الواحد ليست فيها فُروضٌ ولا لها غُنْم ولا عليها غُرْم ، وكانت تُثَقَّل بها القِداحُ كراهية التُّهَمَة ، يعني بتثقّل تكثّر ، قال : وهي أَربعة : أَولها المُصَدَّرُ ثم المُضَعَّف ثم المَنِيح ثم السَّفيح . ورجل غُفْل : لا حسَب له ، وقيل : هو الذي لا يعرف ما عنده ، وقيل : هو الذي لم يجرِّب الأُمور . وشاعر غُفْل : غير مسمى ولا معروف ، والجمع أَغْفال . وشِعْر غُفْل : لا يعرف قائله . وأَرض غُفْل : لم تُمْطَر . وغفَل الشيءَ : ستَره . وغُفْل الإِبل ، بسكون الفاء : أَوبارُها ؛ عن أَبي حنيفة . والمَغْفَلة : العَنْفَقة ؛ عن الزجاجي ، ووردت في الحديث وهي جانبا العَنْفَقة ، روي عن بعض التابعين : عليك بالمَغْفَلة والمَنْشَلة ؛ المَنْشَلةُ موضع حلقة الحاتم . وفي حديث أَبي بكر : رأَى رجلاً يتوضأ فقال : عليك بالمَغْفَلةِ ؛ هي العَنْفقة يريد الاحتياط في غسلها في الوضوء ، سميت مَغْفَلة لأَن كثيراً من الناس يُغْفلُ عنها . وغافلٌ وغَفْلة : اسمان . وبنو غُفَيْلة وبنو المُغَفَّل : بُطون ، والله أَعلم . "