" المُكافَحةُ : مصادفة الوجه بالوجه مفاجأَة . كَفَحه كَفْحاً وكافَحَه مُكافَحة وكِفاحاً : لقيه مواجهة . ولقيه كَفْحاً ومكافَحةً وكِفاحاً أَي مواجهة ، جاء المصدر فيه على غير لفظ الفعل ؛ قال ابن سيده : وهو موقوف عند سيبويه مطرد عند غيره ؛
وأَنشد الأَزهري في كتابه : أَعاذِل من تُكْتَبْ له النارُ يَلْقَها كِفاحاً ، ومن يُكْتَبْ له الخُلْدُ يَسْعَدِ والمُكافَحةُ في الحرب : المضاربة تلقاء الوجوه . وفي الحديث أَنه ، قال لحسان : لا تزال مُؤَيَّداً بروح القُدُس ما كافَحْتَ عن رسول الله ؛ المُكافَحَةُ : المضاربة والمدافعة تلقاء الوجه ، ويروى نافَحْتَ ، وهو بمعناه . وكَفَحه بالعصا كَفْحاً : ضربه بها . الفراء : أَكْفَحْته بالعصا أَي ضربته ، بالحاء . وقال شمر : كَفَخْتُه ، بالخاء المعجمة . قال الأَزهري : كَفَحْتُه بالعصا والسيف إِذا ضربته مواجهة ، صحيح . وكَفَخْته بالعصا إِذا ضربته لا غير . وكَفِحَ عنه (* قوله « وكفح عنه إلخ » بابه سمع كما في القاموس .) كَفْحاً : جَبُنَ . وأَكْفَحْتُه عني أَي رددتُه وجَنَّبْته عن الإِقدام عليَّ . الجوهري : كافَحُوهم إِذا استقبلوهم في الحرب بوجوههم ليس دونها تُرْسٌ ولا غيره . والكَفِيحُ : الكُفْؤ . والمُكافِحُ : المباشر بنفسه . وفلان يُكافِحُ الأُمور إِذا باشرها بنفسه . وفي حديث جابر : إِن الله كَلَّم أَباك كِفاحاً أَي مواجهةً ليس بينهما حجابٌ ولا رسول . وأَكْفَح الدَّابةَ إِكفاحاً : تَلَقَّى فاها باللجام يضربه به ليلتقمه ، وهو من قولهم لقيته كِفاحاً أَي استقبلته كَفَّةَ كَفَّةَ . وكَفَحها باللجام كَفْحاً : جذبها . وتقول في التقبيل : كافَحها كِفاحاً قَبَّلها غَفْلَةً وِجاهاً . وكَفَحَ المرأَة يَكْفَحُها وكافَحها : قبلها غفلة . وفي الحديث : إِني لأَكْفَحُها وأَنا صائم أَي أُواجهها بالقُبْلة . وكافَحَتْه أَي قَبَّلَتْه ؛ قال الأَزهري : وفي حديث أَبي هريرة أَنه سئل : أَتُقَبِّل وأَنت صائم ؟ فقال : نعم وأَكْفَحُها أَي أَتمكن من تقبيلها وأَستوفيه من غير اختلاس ، مِن المُكافَحَة وهي مصادفة الوجه ، وبعضهم يَرْويه : وأَقْحَفُها ؛ قال أَبو عبيد : فمن رواه وأَكْفَحُها أَراد بالكَفْح اللقاءَ والمباشرة للجلد ، وكلُّ من واجهته ولقيته كَفَّةَ كَفَّةَ ، فقد كافَحْتَه كِفاحاً ومُكافحةً ؛ قال ابن الرِّقاع : يُكافِحُ لَوْحات الهَواجِرِ بالضُّحى ، مكافَحَةً للمَنْخَرَيْنِ ، وللفَم ؟
قال : ومن رواه : وأَقْحَفُها أَراد شرب الريق مِن قَحَفَ الرجلُ ما في الإِناء إِذا شرب ما فيه . وكَفِيحُ المرأَة : زوجُها ، وهو من ذلك . وكَفَحْته كَفْحاً : كَلَوَّحْتُه . وتَكَفَّحَتِ السمائمُ أَنْفُسُها : كَفَحَ بعضها بعضاً ؛ قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّى الحارثي : فَرَّجَ عنها ، حَلَقَ الرَّتائِجِ ، تَكَفُّحُ السمائمِ الأَواجِجِ أَراد الأَواجَّ ففك التضعيف للضرورة ؛ وكقوله : تشْكُو الوَجَى من أَظْلَلٍ وأَظْلَلِ أَراد من أَظَلَّ وأَظَلَّ . ابن شميل في تفسير قوله : أَعْطَيْتُ محمداً كِفاحاً أَي كثيراً من الأَشياء في الدنيا والآخرة . وفي النوادر : كَفْحةٌ من الناس وكَثْحَةٌ أَي جماعة ليست بكثيرة . وكَفَحَ الشيءَ وكَثَحه : كشف عنه غِطاءه ككَشَحَه . والأَكْفَحُ : الأَسودُ . "
المعجم: لسان العرب
كبس
" الكَبْسُ : طَمُّك حُفرة بتراب . وكبَسْت النهرَ والبئر كَبْساً : طَمَمْتها بالتراب . وقد كَبَسَ الحفرة يَكْبِسُها كَبْساً : طَواها بالتراب (* قوله « طواها بالتراب » هكذا في الأَصل ولعله طمها بالتراب .) وغيره ، واسم ذلك التراب الكِبْس ، بالكسر . يقال الهَواء والكِبْس ، فالكِبْس ما كان نحو الأَرض مما يسد من الهواء مَسَدّاً . وقال أَبو حنيفة : الكَبْس أَن يوضع الجلد في حفيرة ويدفن فيها حتى يسترخِي شعَره أَو صُوفه . والكبيسُ : حَلْيٌ يُصاغُ مجَوَّفاً ثم يُحْشى بِطِيب ثم يُكْبَس ؛ قال عَلقمة : مَحَالٌ كأَجْوازِ الجَراد ، ولُؤْلُؤٌ من القَلَقِيِّ والكَبِيس المُلَوَّبِ والجبال الكُبَّس والكُبْس : الصِّلاب الشداد . وكَبَسَ الرجلُ يَكْبِسُ كُبُوساً وتَكَبَّس أدخل رأْسه في ثوبه ، وقيل : تقنَّع به ثم تغطَّى بطائفته ، والكُباس من الرجال : الذي يفعل ذلك . ورجل كُباسٌ : وهو الذي إِذا سأَلته حاجة كَبَس برأْسه في جَيْب قميصه . يقال : إِنه لكُباس غير خُباس ؛ قال الشاعر يمدح رجلاً : هو الرُّزْءُ المُبيّنُ ، لا كُباسٌ ثَقيل الرَّأْسِ ، يَنْعِق بالضَّئين ابن الأَعرابي : رجل كُباس عظيم الرأْس ؛ قالت الخنساء : فذاك الرُّزْءُ عَمْرُك ، لا كُباسٌ عظيم الرأْس ، يَحْلُم بالنَّعِيق
ويقال : الكُباس الذي يَكْبِس رأْسه في ثيابه وينام . والكابِس من الرجال : الكابس في ثوبه المُغَطِّي به جسده الداخل فيه . والكِبْس : البيت الصغير ، قال : أَراه سمِّي بذلك لأَن الرجل يَكْبِس فيه رأْسه ؛ قال شمر : ويجوز أَن يجعل البيت كِبْساً لما يُكْبَسُ فيه أَي يُدْخل كما يَكْبس الرجل رأْسه في ثوبه . وفي الحديث عن عَقيل ابن أَبي طالب أَن قريشاً أَتت أَبا طالب فقالوا له : إِن ابن أَخيك قد آذانا فانْهَهُ عنَّا ، فقال : يا عَقيل انطلق فأْتني بمحمد ، فانطلقت إِلى رسول اللَّه ، صلى اللَّه عليه وسلم ، فاستخرجته من كِبْس ، بالكسر ؛ قال شمر : من كِبْس أَي من بيت صغير ، ويروى بالنون من الكِناس ، وهو بيت الظَّبْي ، والأَكباس : بيوت من طين ، واحدها كِبْس . قال شمر : والكِبس اسم لما كُبِس من الأَبنية ،
يقال : كِبْس الجار وكِبْس البَيت . وكل بُنيان كُبِس ، فله كِبْس ؛ قال العجاج : وإِن رأَوْا بُنْيانَه ذا كِبْسِ ، تَطارَحُوا أَركانَه بالرَّدْسِ والأَرْنَبَة الكابِسَة : المُقبلَة على الشفة العليا . والناصيَة الكابِسَة : المُقبلَة على الجَبْهة . يقال : جبهة كَبَسَتها الناصية ، وقد كَبَسَتِ الناصِيَةُ الجَبْهَة . والكُباس ، بالضم : العظيم الرأْس ، وكذلك الأَكبس . ورجل أَكْبس بَيِّن الكَبَس إِذا كان ضخم الرأْس ؛ وفي التهذيب : الذي أَقبلت هامَتُه وأَدبرت جَبْهَته . ويقال : رأْس أَكْبَس إِذا كان مستديراً ضخماً . وهامَةٌ كَبْساء وكُباس : ضخمة مستديرة ، وكذلك كَمَرَة كَبْساء وكُباس . ابن الأَعرابي : الكِبْسُ الكَنْزُ والكِبْس الرأْس الكبير . شمر : الكُباس الذكَر ؛
وأَنشد قول الطرماح : ولو كُنْت حُرّاً لم تَنَمْ ليلة النَّقا ، وجِعْثِنُ تُهْبى بالكُباس وبالعَرْد تُهْبى : يُثار منها الغبار لشدة العَمَل بها ، ناقة كَبْساء وكُباس ، والاسم الكَبَس ؛ وقيل : الأَكْبَس . وهامةٌ كَبْساء وكُباس : ضخمة مستديرة ، وكذلك كَمَرة كَبْساء وَكُباس . والكُباس . الممتلئ اللحم . وقدَم كَبْساء : كثيرة اللحم غليظة مُحْدَوْدِبة . والتَّكْبيس والتَّكَبُّس : الاقتحام على الشيء ، وقد تَكَبَّسوا عليه . ويقال : كَبَسوا عليهم . وفي نوادر الأَعراب : جاء فلان مُكَبِّساً وكابساً إِذا جاء شادّاً ، وكذلك جاء مُكَلِّساً أَي حاملاً . يقال : شدَّ إِذا حَمَل ، وربما ، قالوا كَبَس رأْسَه أَي أَدخله في ثيابه وأَخفاه . وفي حديث القيامة : فوجَدوا رجالاً قد أَكلتهم النار إِلا صورة أَحدهم يعرَف بها فاكْتَبَسوا فأَلْقوا على باب الجنة أَي أَدخلوا رؤُوسَهم في ثيابهم . وفي حديث مَقْتَل حمزة :، قال وَحْشِيّ فكَمَنت له إِلى صخرة وهو مُكَبّسٌٍ له كَتِيت أَي يقتحم الناس فيَكْبِسهم ، والكتيت الهَدير والغَطِيط . وقِفافٌ كُبْسٌ إِذا كانت ضِعافاً ؛ قال العجاج : وُعْثاً وُعُوراً وقِفافاً كُبْسا ونخلة كَبُوس : حملها في سَعَفِها . والكِباسة ، بالكسر : العِذْق التَّام بشَماريخه وبُسْرِه ، وهو من التمر بمنزلة العُنْقود من العِنب ؛ واستعار أَبو حنيفة الكَبائس لشجر الفَوْفَل فقال : تحمل كبائس فيها الفَوْفَل مثل التمر . غيره : والكَبيسُ ضرْب من التمر . وفي الحديث : أَن رجلاً جاء بكَبائس من هذه النخل ؛ هي جمع كِباسة ، وهو العِذْق التامُّ بشماريخه ورُطبه ؛ ومنه حديث عليّ ، كرم اللَّه وجهه : كَبائس اللؤْلؤ الرطْب . والكَبيس : ثمر النخلة التي يقال لها أُمُّ جِرْذان ، وإِنما يقال له الكبيس إِذا جفَّ ، فإِذا كان رطباً فهو أُمُّ جِرْذان . وعامُ الكَبِيس في حساب أَهل الشام عن أَهل الروم : في كل أَربع سنين يزيدون في شهر شباط يوماً فيجعلونه تسعة وعشرين يوماً ، وفي ثلاث سنين يعدونه ثمانية وعشرين يوماً ، يقيمون بذلك كسور حساب السنة ويسمون العام الذي يزيدون فيه ذلك اليوم عام الكَبِيس . الجوهري : والسنة الكَبِيسة التي يُسْتَرق لها يوم وذلك في كل أَربع سنين . وكَبَسُوا دار فلان ؛ وكابوس : كلمة يكنَى بها عن البُضْع . يقال : كبَسها إِذا فعل بها مرة . وكَبَس المرأَة : نكحها مرة . وكابُوس : اسم يكنُون به عن النكاح . والكابُوس : ما يقع على النائم بالليل ، ويقال : هو مقدَمة الصَّرَع ؛ قال بعض اللغويين : ولا أَحسبه عربيّاً إِنما هو النِّيدِلان ، وهو الباروك والجاثُوم . وعابسٌ كابسٌ : إِتباع . وكابسٌ وكَبْس وكُبَيْسٌ : أَسماء وكُبَيْس : موضع ؛ قال الراعي : جَعَلْنَ حُبَيّاً باليمين ، ونكَّبَت كُبَيْساً لوِرْدٍ من ضَئيدة باكِرِ "
المعجم: لسان العرب
كيل
" الكَيْلُ : المِكْيال . غيره : الكَيْل كَيْل البُرِّ ونحوه ، وهو مصدر كالَ الطعامَ ونحوه يَكِيلُ كَيْلاً ومَكالاً ومَكِيلاً أَيضاً ، وهو شاذ لأَن المصدر من فَعَل يَفْعِل مَفْعِل ، بكسر العين ؛ يقال : ما في برك مَكالٌ ، وقد قيل مَكِيل عن الأَخفش ؛ قال ابن بري : هكذا ، قال الجوهري ، وصوابه مَفْعَل بفتح العين . وكِيلُ الطعامُ ، على ما لم يسم فاعله ، وإِن شئت ضممت الكاف ، والطعامُ مَكِيلٌ ومَكْيُول مثل مَخِيط ومَخْيوط ، ومنهم من يقول : كُولَ الطعامُ وبُوعَ واصْطُودَ الصَّيْدُ واسْتُوقَ مالُه ، بقلب الياء واواً حين ضم ما قبلها لأَن الياء الساكنة لا تكون بعد حرف مضموم . واكْتالَه وكالَه طعاماً وكالَه له ؛ قال سيبويه : اكْتَل يكون على الاتحاد وعلى المُطاوَعة . وقوله تعالى : الذين إِذا اكْتالوا على الناس يَسْتَوْفُون ؛ أَي اكْتالوا منهم لأَنفسهم ؛ قال ثعلب : معناه من الناس ، والاسم الكِيلَةُ ، بالكسر ، مثل الجِلْسة والرِّكْبة . واكْتَلْت من فلان واكْتَلْت عليه وكِلْت فُلاناً طعاماً أَي كِلْتُ له ؛ قال الله تعالى : وإِذا كالُوهمْ أَو وَزَنُوهم ؛ أَي كالُوا لهم . وفي المثل : أَحَشَفاً وسُوء كِيلة ؟ أَي أَتَجْمَعُ عليَّ أَن يكون المَكِيل حَشَفاً وأَن يكون الكَيل مُطَفَّفاً ؛ وقال اللحياني : حَشَف وسوء كِيلةٍ وكَيْلٍ ومَكِيلةٍ . وبُرٌّ مَكِيلٌ ، ويجوز في القياس مَكْيول ، ولغة بني أَسد مَكُول ، ولغة رديئة مُكالٌ ؛ قال الأَزهري : أَما مُكالٌ فمن لغات الحَضَرِيِّين ، قال : وما أَراها عربية محضة ، وأَما مَكُول فهي لغة رديئة ، واللغة الفصيحة مَكِيل ثم يليها في الجودة مَكْيول . الليث : المِكْيال ما يُكالُ به ، حديداً كان أَو خشباً . واكْتَلْتُ عليه : أَخذت منه . يقال : كال المعطي واكْتال الآخِذ . والكَيْلُ والمِكْيَلُ والمِكْيال والمِكْيَلةُ : ما كِيلَ به ؛ الأَخيرة نادرة . ورجل كَيَّال : من الكَيْل ؛ حكاه سيبويه في الإِمالة ، فإِما أَن يكون على التكثير لأَن فِعْله معروف ، وإِما يُفَرّ إِلى النسَب إِذا عُدِم الفعل ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : حين تكالُ النِّيبُ في القَفِيزِ فسره فقال : أَراد حين تَغْزُر فيُكال لَبَنُها كَيْلاً فهذه الناقة أَغزرهنَّ . وكال الدراهمَ والدنانير : وزنها ؛ عن ابن الأَعرابي خاصة ؛
وأَنشد لشاعر جعل الكَيْل وَزْناً : قارُروة ذات مِسْك عند ذي لَطَفٍ ، من الدَّنانيرِ ، كالُوها بمِثْقال فإِما أَن يكون هذا وَضْعاً ، وإِما أَن يكون على النسب لأَن الكَيْل والوزن سواء في معرِفة المَقادير . ويقال : كِلْ هذه الدراهمَ ، يريدون زِنْ . وقال مُرَّة : كُلُّ ما وزن فقد كِيلَ . وهما يتَكايَلان أَي يتَعارَضان بالشَّتْم أَو الوَتْرِ ؛ قالت امرأَة من طيِّءٍ : فيَقْتل خيراً بامرِئٍ لم يكن له نِواءٌ ، ولكن لا تَكَايُلَ بالدَّم ؟
قال أَبو رِياش : معناه لا يجوز لك أَن تقتل إِلاَّ ثأْرَك ولا تعتبر فيه المُساواة في الفضل إِذا لم يكن غيره . وكايَل الرجلُ صاحبَه :، قال له مثل ما يقول أَو فَعَل كفعله . وكايَلْته وتكايَلْنا إِذا كالَ لَكَ وكِلْتَ له فهو مُكائِل ، بالهمز . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَنه نَهَى عن المُكايَلة وهي المُقايَسة بالقَوْل والفعل ، والمراد المُكافأَة بالسُّوءِ وتركُ الإِغْضاء والاحتمالِ أَي تقول له وتفعَل معه مثل ما يقول لك ويفعل معك ، وهي مُفاعلة من الكَيْل ، وقيل : أَراد بها المُقايَسة في الدِّين وترك العمل بالأَثر . وكالَ الزَّنْدُ يَكِيلُ كَيْلاً : مثل كَبا ولم يخرِج ناراً فشبه مؤخَّر الصفوف (* قوله « فشبه مؤخر الصفوف إلى قوله من كان فيه » هكذا في الأصل هنا ، وقد ذكره ابن الاثير عقب حديث دجانة ، ونقله المؤلف عنه فيما يأتي عقب ذلك الحديث ولا مناسبة له هنا فالاقتصار على ما يأتي احق ) في الحرب به لأَنه لا يُقاتِل مَن كان فيه . وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : المِكْيال مِكْيال أَهل المدينة والمِيزانُ مِيزانُ أَهلِ مكة ؛ قال أَبو عبيدة : يُقال إِن هذا الحديث أَصل لكل شيء من الكَيْل والوَزْن ، وإِنما يأْتَمُّ الناس فيهما بأَهل مكة وأَهل المدينة ، وإِن تغيَّر ذلك في سائر الأَمصار ، أَلا ترى أَن أَصل التمر بالمدينة كَيْلٌ وهو يُوزَن في كثير من الأَمصار ، وأَنَّ السَّمْن عندهم وَزْن وهو كَيْل في كثير من الأَمصار ؟ والذي يعرف به أَصل الكَيْل والوَزْن أَن كل ما لَزِمه اسم المَخْتوم والقَفِيزِ والمَكُّوكِ والمُدِّ والصاعِ فهو كَيْل ، وكلُّ ما لزمه اسم الأَرْطالِ والأَواقيِّ والأَمْناءِ فهو وزن ؛ قال أَبو منصور : والتمر أَصله الكَيْل فلا يجوز أَن يباع منه رِطْل برطل ولا وزن بوزن ، لأَنه إِذا رُدَّ بعد الوزن إِلى الكيل تَفاضَل ، إِنما يُباع كَيْلاً بكَيْل سواء بسواء ، وكذلك ما كان أَصله مَوْزُوناً فإِنه لا يجوز أَن يُباع منه كَيْل بكَيْل ، لأَنه إِذا رُدَّ إِلى الوزن لم يؤْمن فيه التَّفاضُل ، قال : وإِنما احتيج إِلى هذا الحديث لهذا المعنى ، ولا يتَهافت الناس في الرِّبَا الذي نَهَى الله عز وجل عنه ، وكل ما كان في عَهْد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بمكة والمدينة مَكِيلاً فلا يُباعُ إِلا بالكَيْل ، وكل ما كان بها مَوْزُوناً فلا يُباع إِلا بالوزن لئلا يدخله الرِّبا بالتَّفاضُل ، وهذا في كل نوع تتعلق به أَحكام الشرع من حقوق الله تعالى دون ما يَتعامل به الناسُ في بِياعاتِهم ، فأَما المِكْيال فهو الصاع الذي يتعلَّق به وُجوب الزكاة والكفارات والنفقات وغير ذلك ، وهو مقدر بكيل أَهل المدينة دون غيرها من البُلْدان لهذا الحديث ، وهو مِفْعال من الكَيْل ، والميم فيه للآلة ؛ وأَما الوَزْن فيريد به الذهب والفضة خاصة لأَن حق الزكاة يتعلَّق بهما ، ودِرْهمُ أَهلِ مكة ستة دَوانيق ، ودراهم الإِسلام المعدَّلة كل عشرة دراهم سبعة مَثاقيل ، وكان أَهلُ المدينة يتَعاملون بالدراهم عند مَقْدَمِ سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بالعَدَدِ فأَرْشَدَهم إِلى وزن مكة ، وأَما الدنانير فكانت تحمل إِلى العرب من الرُّوم إِلى أَن ضَرَبَ عبدُ الملك بن مَرْوان الدينار في أَيامه ، وأَما الأَرطالُ والأَمْناءُ فللناس فيها عادات مختلفة في البُلْدان وهم مُعاملون بها ومُجْرَوْن عليها . والكَيُّولُ : آخِرُ الصُّفوفِ في الحرب ، وقيل : الكَيُّول مؤخر الصفوف ؛ وفي الحديث : أَن رجلاً أَتى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وهو يقاتِلُ العدوَّ فسأَله سيفاً يقاتِل به فقال له : فلَعَلَّك إِن أَعطيتك أَن تقوم في الكَيُّول ، فقال : لا ، فأَعطاه سيفاً فجعل يُقاتِل وهو يقول : إِنِّي امْرُؤٌ عهَدَني خَلِيلي أَن لا أَقومَ الدَّهْرَ في الكَيُّولِ أَضْرِبْ بسيفِ الله والرسولِ ، ضَرْبَ غُلامٍ ماجدٍ بُهْلولِ فلم يزل يقاتِل به حتى قُتِل . الأَزهري : أَبو عبيد الكَيُّولُ هو مؤخر الصفوف ، قال : ولم أَسمع هذا الحرف إِلا في هذا الحديث ، وسكن الباءَ في أَضْرِبْ لكثرة الحركات . وتَكَلَّى الرجلُ أَي قام في الكَيُّول ، والأَصل تَكَيَّل وهو مقلوب منه ؛ قال ابن بري : الرجَز لأَبي دُجَانَةَ سِمَاك بن خَرَشَةَ ؛ قال ابن الأَثير : الكَيُّول ، فَيْعُول ، من كالَ الزندُ إِذا كَبَا ولم يخرج ناراً ، فشبَّه مؤخَّر الصفوف به لأَن مَنْ كان فيه لا يُقاتِل ، وقيل : الكَيُّول الجَبَان ؛ والكَيُّول : ما أَشرف من الأَرض ، يُريد تقومُ فوقَه فتنظر ما يصنع غيرك . أَبو منصور : الكَيُّول في كلام العرب ما خرج من حَرِّ الزَّنْد مُسْوَدّاً لا نار فيه . الليث : الفرس يُكايِل الفرس في الجَرْي إِذا عارَضه وباراه كأَنه يَكِيل له من جَرْيهِ مثل ما يَكِيل له الآخر . ابن الأَعرابي : المُكَايلة أَن يتَشاتَم الرجلان فيُرْبِي أَحدهما على الآخر ، والمُواكلة أَن يُهْدِيَ المُدانُ للمَدِينِ ليُؤخِّر قضاءه . ويقال : كِلْتُ فلاناً بفلانٍ أَي قِسْتُه به ، وإِذا أَردْت عِلْمَ رجل فكِلْهُ بغيره ، وكِلِ الفرسَ بغيره أَي قِسْه به في الجَرْي ؛ قال الأَخطل : قد كِلْتُموني بالسَّوابِقِ كُلِّها ، فَبَرَّزْتُ منها ثانياً من عِنَانِيَا أَي سبقتها وبعض عِناني مَكْفوف . والكِيَالُ : المُجاراة ؛
قال : أُقْدُرْ لنَفْسِكَ أَمْرَها ، إِن كان من أَمْرٍ كِيَالَهْ وذكر أَبو الحسن بن سيده في أَثناء خُطْبة كتابه المحكم مما قَصَدَ به الوَضْعَ من ابن السكيت فقال : وأَيُّ مَوْقِفةٍ أَخْزَى لِواقِفِها من مقامة أَبي يوسف يعق بن إِسحق السكيت مع أَبي عثمان المازني بين يدي المتوكِّل جعفر ؟ وذلك أَن المتوكل ، قال : يا مازني سل يعقوب عن مسأَلة من النحو ، فَتَلَكَّأَ المازني عِلْماً بتأَخر يعقوب في صناعة الإِعراب ، فعَزَم المتوكل عليه وقال : لا بدَّ لك من سؤاله ، فأَقبل المازني يُجْهِد نفسه في التلخيص وتَنكُّب السؤال الحُوشِيِّ العَوِيص ، ثم ، قال : يا أَبا يوسف ما وَزْن نَكْتَلْ من قوله عز وجل : فأَرْسِلْ معنا أَخانا نَكْتَلْ ، فقال له : نَفْعَل ؛ قال : وكان هناك قوم قد علموا هذا المِقْدار ، ولم يُؤْتَؤْا من حَظِّ يعقوب في اللغة المِعْشار ، ففاضوا ضَحِكاً ، وأَداروا من اللَّهْو فَلَكاً ، وارتفع المتوكِّل وخرج السِّكِّيتي والمازني ، فقال ابن السكيت : يا أَبا عثمان أَسأْت عِشْرَتي وأَذْويْتَ بَشَرتي ، فقال له المازني : والله ما سأَلتُك عن هذا حتى بحثت فلم أَجد أَدْنى منه مُحاوَلاً ، ولا أَقْرَب منه مُتَناوَلاً . "
المعجم: لسان العرب
كبد
" الكَبِدُ والكِبْدُ ، مثل الكَذِب والكِذْب ، واحدة الأَكْباد : اللحمة السوْداءُ في البطن ، ويقال أَيضاً كَبْد ، للتخفيف ، كما ، قالوا للفَخِذ فَخْذ ، وهي من السَّحْر في الجانب الأَيمن ، أُنْثى وقد تذكر ؛ قال ذلك الفرّاء وغيره . وقال اللحياني : هو الهواءُ واللُّوحُ والسُّكاكُ والكَبَدُ . قال ابن سيده : وقال اللحياني هي مؤنثة فقط ، والجمع أَكبادٌ وكُبُودٌ . وكَبَدَه يَكْبِدُهُ ويَكْبُدُه كَبْداً : ضرَب كَبِدَه . أَبو زيد : كَبَدْتُه أَكْبِدُه وكَلَيْتُه أَكْلِيهِ إِذا أَصَبْت كَبِدَه وكُلْيَتَه . وإِذا أَضرَّ الماء بالكبد قيل : كَبَدَه ، فهو مَكْبود . قال الأَزهريّ : الكبد معروف وموضِعُها من ظاهر يسمى كبداً . وفي الحديث : فوضع يده على كَبِدي وإِنما وضعها على جنبه من الظاهر ؛ وقيل أَي ظاهر جَنْبي مما يلي الكَبِد . والأَكْبَدُ الزائدُ : مَوْضِع الكبِد ؛ قال رؤْبة : أَكْبَدَ زَفَّاراً يَمُدُّ الأَنْسُعا (* قوله « يمدّ » في الأَساس يقدّ ). يصف جملاً مُنْتَفِخَ الأَقراب . والكُبادُ : وجع الكَبِدِ أَو داء ؛ كَبِدَ كَبَداً ، وهو أَكْبَدُ . قال كراع : ولا يعرف داء اشتق من اسم العُضْو إِلا الكُباد من الكَبِدَ ، والنُّكاف من النَّكَف ، وهو داء يأْخذ في النَّكَفَتَيْنِ وهما الغُدَّتانِ اللتان تَكْتَنِفانِ الحُلْقُومَ في أَصل اللّحْي ، والقُلاب من القَلْبِ . وفي الحديث : الكُبادُ من العَبِّ ؛ هو بالضم ، وجع الكَبِدِ . والعبُّ : شُرْب الماءِ من غير مَصٍّ . وكُبِدَ : شكا كَبِدَه ، وربما سمي الجوف بكماله كَبِداً ؛ حكاه ابن سيده عن كراع أَنه ذكره في المُنَجَّد ، وأَنشد : إِذا شاءَ منهم ناشئٌ مَدّ كَفَّه إِلى كَبِدٍ مَلْساءَ ، أَو كَفَلٍ نَهْدِ وَأُمُّ وَجَعِ الكَبِد : بَقْلة من دِقِّ البَقْل يحبها الضأْن ، لها زهرة غبراء في بُرْعُومَة مُدَوَّرة ولها ورق صغير جدّاً أَغبر ؛ سميت أُم وجع الكبد لأَنها شفاء من وجع الكبد ؛ قال ابن سيده : هذا عن أَبي حنيفة . ويقال للأَعداءِ : سُودُ الأَكْباد ؛ قال الأَعشى : فما أُجْشِمْت مِن إِتْيانِ قَوْمٍ ، هُمُ الأَعداءُ ، فالأَكْبادُ سُودُ يذهبون إِلى أَن آثار الحِقْد أَحْرَقَتْ أَكبادهم حتى اسودّت ، كما يقال لهم صُهْبُ السِّبالِ وإِن لم يكونوا كذلك . والكَبِدُ : مَعْدِنُ العداوةِ . وكَبِدُ الأَرض : ما في مَعادِنها من الذهب والفضة ونحو ذلك ؛ قال ابن سيده : أُراه على التشبيه ، والجمع كالجمع . وفي حديث مرفوع : وتُلْقي الأَرضُ أَفْلاذَ كَبِدِها أَي تُلْقي ما خُبِئَ في بطنِها من الكُنوز والمعادن فاستعار لها الكبد ؛ وقيل : إِنما ترمي ما في باطنها من معادن الذهب والفضة . وفي الحديث : في كَبِدِ جَبَلٍ أَي في جَوْفِه من كَهْفٍ أَو شِعْبٍ . وفي حديث موسى والخضر ، سلام الله على نبينا وعليهما : فوجدْتُه على كَبِدِ البحر أَي على أَوْسَطِ موضع من شاطئه . وكَبِدُ كلِّ شيء : وسَطُه ومعظمه . يقال : انتزع سهماً فوضعه في كَبِدِ القِرْطاس . وَكَبِدُ الرمْلِ والسماء وكُبَيْداتُهما وكُبَيْداؤُهما : وسطُهما ومُعْظَمُهما . الجوهري : وكُبَيْداتُ السماء ، كأَنَّهم صَغَّرُوها كُبَيْدَة ثم جمعوا . وتَكَبَّدتِ الشمسُ السماءَ : صارت في كَبَِدِها . وكَبَِدُ السماءِ : وسطُها الذي تقوم فيه الشمس عند الزوال ، فيقال عند انحطاطها : زالت ومالت . الليث : كَبَِدُ السماءِ ما استقبلك من وسَطها . يقال : حَلَّقَ الطائرُ حتى صار في كَبَِدِ السماء وكُبَيْداءِ السماء إِذا صَغَّرُوا حَمَلُوها كالنعْت ؛ وكذلك يقولون في سُوَيْداءِ القلب ، قال : وهما نادرانِ حُفِظَتا عن العرب ، هكذا ، قال . وكَبَّدَ النجمُ السماءَ أَي توسَّطها . وكبِدُ القوس : ما بين طَرَفَيِ العِلاقة ، وقيل : قَدْرُ ذِراعٍ من مَقْبِضِها ، وقيل : كَبِداها مَعْقِدا سَيْرِ عِلاقتِها . التهذيب : وكَبِدُ القوس فُوَيْق مَقْبِضِها حيث يقع السهم . يقال : ضع السهم على كبد القوس ، وهي ما بين طرَفي مقبضها ومَجْرى السهم منها . الأَصمعي : في القوس كبدها ، وهو ما بين طرفي العِلاقة ثم الكُلْيَة تلي ذلك ثم الأَبْهَر يلي ذلك ثم الطائفُ ثم السِّيَةُ ، وهو ما عطف من طَرَفَيْها . وقَوْسٌ كَبْداءُ : غليظة الكبد شديدتها ، وقيل : قوس كبداء إِذا مَلأَ مَقْبِضُها الكَفَّ . والكَبِدُ : اسم جبل ؛ قال الراعي : غَدَا ومِنْ عالِجٍ خَدٌّ يُعارِضُه عن الشِّمالِ ، وعنْ شَرْقِيِّهِ كَبِدُ والكَبَدُ : عِظَمُ البطن من أَعلاه . وكَبَد كل شيءٍ : عِظَمُ وسَطِه وغِلَظُه ؛ كَبِدَ كَبَداً ، وهو أَكْبَدُ . ورملة كَبْداء : عظيمة الوسط ؛ وناقة كَبْداء : كذلك ؛ قال ذو الرمة : سِوى وَطْأَةٍ دَهْماءَ من غيرِ جَعْدَةٍ ، تَني أُخْتُها عن غَرْزِ كَبْداءَ ضامِرِ والأَكبد : الضخم الوسط ولا يكون إِلا بَطِيءَ السير . وامرأَةٌ كَبْداءُ : بَيِّنَة الكَبَدِ ، بالتحريك ؛ وقوله : بِئْسَ الغِذاءُ للغُلامِ الشاَّحِبِ ، كَبْداءُ حُطَّتْ مِنْ صَفا الكواكِبِ ، أَدارَها النَّقَّاشُ كلَّ جانِبِ يعني رَحًى . والكواكِبُ : جِبالٌ طِوالٌ . التهذيب : كواكِبُ جبَل معروف بعينه ؛ وقول الآخر : بُدِّلْتُ من وَصْلِ الغَواني البِيضِ ، كَبْداءَ مِلْحاحاً على الرَّمِيضِ ، تَخْلأُ إِلاَّ بِيَدِ القَبِيضِ يعني رَحى اليَدِ أَي في يد رجل قبيض اليد خفيفها . قال : والكَبْداءُ الرحى التي تدار باليد ، سميت كَبْداء لما في إِدارتِها من المشَقَّة . وفي حديث الخَنْدق : فَعَرَضَتْ كَبْدَةٌ شديدة ؛ هي القِطْعة الصُّلْبة من الأَرض . وأَرضٌ كَبْداءُ وقَوْسٌ كَبْداءُ أَي شديدة ؛ قال ابن الأَثير : والمحفوظ في هذا الحديث كُدْيَةٌ ، بالياء ، وسيجيءُ . وتَكَبَّد اللبنُ وغيرُه من الشراب : غَلُظ وخَثُر . واللبن المُتَكَبِّدُ : الذي يَخْثُر حتى يصير كأَنه كَبِدٌ يَتَرَجْرَجُ . والكَبْداء : الهواء . والكَبَدُ : الشدَّة والمشَقَّة . وفي التنزيل العزيز : لقد خلقنا الإِنسان في كَبَد ؛ قال الفراء : يقول خلقناه منتصباً معتدلاً ، ويقال : في كبد أَي أَنه خُلِقَ يُعالِجُ وَيُكابِدُ أَمرَ الدنيا وأَمرَ الآخرة ، وقيل : في شدّة ومشقة ، وقيل : في كَبَد أَي خُلق منتصباً يمشي على رجليه وغيرُه من سائر الحيوان غير منتصب ، وقيل : في كبد خلق في بطن أُمه ورأْسُه قِبَل رأْسها فإِذا أَرادت الولادة انقلب الولد إِلى أَسفل . قال المنذري : سمعت أَبا طالب يقول : الكَبَدُ الاستواء والاستقامة ؛ وقال الزجاج : هذا جواب القسم ، المعنى : أَقسم بهذه الأَشياء لقد خلقنا الإِنسان في كبد يكابد أَمر الدنيا والآخرة . قال أَبو منصور : ومكابَدَةُ الأَمر معاناة مشقته . وكابَدْت الأَمر إِذا قاسيت شدته . وفي حديث بلال : أَذَّنْتُ في ليلة باردة فلم يأْت أَحد ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : أَكَبَدَهُم البَرْدُ ؟ أَي شَقَّ عليهم وضَيَّق ، من الكَبَد ، بالفتح ، وهي الشدّة والضيق ، أَو أَصاب أَكبادَهم ، وذلك أَشد ما يكون من البرد ، لأَن الكَبِدَ مَعْدِنُ الحرارة والدم ولا يَخْلُص إِليها إِلا أَشدّ البرد . الليث : الرجل يُكابِدُ الليلَ إِذا رَكِبَ هَوْلَه وصُعُوبَتَه . ويقال : كابَدْتُ ظلمة هذه الليلة مُكابدة شديدة ؛ وقال لبيد : عَيْنُِ هَلاَّ بَكَيْتِ أَرْبَدَ ، إِذْ قُمْنا ، وقامَ الخُصُومُ في كَبَدِ ؟ أَي في شدة وعناء . ويقال : تَكَبَّدْتُ الأَمرَ قصدته ؛ ومنه قوله : يَرُومُ البِلادَ أَيُّها يَتَكَبَّدُ وتَكَبَّدَ الفلاةَ إِذا قصدَ وسَطَها ومعظمها . وقولهم : فلان تُضْرَبُ إِليه أَكبادُ الإِبل أَي يُرْحَلُ إِليه في طلبِ العِلْم وغيره . وكابَدَ الأَمرَ مُكابَدَة وكِباداً : قاساه ، والاسم الكابِدُ كالكاهِلِ والغارِب ؛ قال ابن سيده : أَعني به أَنه غير جار على الفعل ؛ قال العجاج : ولَيْلَةٍ مِنَ اللَّيالي مَرَّتْ بِكابِدٍ ، كابَدْتُها وجَرَّتْ أَي طالت . وقيل : كابِدٌ في قول العجاج موضع بشق بني تميم . وأَكْباد : اسم أَرض ؛ قال أَبو حية النميري : لَعَلَّ الهَوى ، إِنْ أَنتَ حَيَّيْتَ مَنْزِلاً بِأَكْبادَ ، مُرْتَدٌّ عليكَ عَقابِلُه "
المعجم: لسان العرب
كتف
" الكَتِفُ والكِتْفُ مثل كَذِبٍ وكِذْبٍ : عظم عريض خلف المَنْكِب ، أُنثى وهي تكون للناس وغيرهم . وفي الحديث : ائتُوني بكَتِف ودَواة أَكْتُب لكم كتاباً ، قال : الكتف عظم عريض يكون في أَصل كتف الحيوان من الناس والدوابّ كانوا يكتُبون فيه لقِلة القَراطِيس عندهم . وفي حديث أَبي هريرة ، رضي اللّه عنه : ما لي أَراكم عنها مُعْرِضين ؟ واللّه لأَرْمِيَنَّها بين أَكتافكم يروى بالتاء والنون ، فمعنى التاء أَنها كانت على ظهورهم وبين أَكتافهم لا يقدِرون أَن يُعْرِضوا عنها لأَنهم حاملوها فهي معهم لا تُفارِقهم ، ومعنى النون أَنه يرميها في أَفْنِيتهم ونواحِيهم فكلما مروا فيها رأَوها فلا يَقْدِرون أَن يَنْسَوْها . والكَتِفُ من الإبل والخيل والبغال والحمير وغيرها : ما فوق العَضُد ، وقيل : الكتفان أَعلى اليدين ، والجمع أَكتاف ؛ سيبويه : لم يجاوزوا به هذا البناء ، وحكى اللحياني في جمعه كِتَفةً . والأَكْتف من الرجال : الذي يشتكي كتفه . ورجل أَكتف بيّنُ الكَتَفِ أَي عريض الكَتِف ، وفي المحكم : عظيم الكتف . ورجل أَكتف : عظيم الكتف كما يقال أَرْأَسُ وأَعْنَقُ ، وما كان أَكْتَفَ ولقد كَتِف كَتَفاً : عظُمت كَتِفُه . وإني لأَعلم من أَين تؤكل الكَتِفُ ؛ تضربه كل شيء علمته . والكُتاف : وجع في الكتِف . وقال اللحياني : بالدابة كُتافٌ شديد أَي داء في ذلك الموضع . والكَتَفُ : عَيْب يكون في الكَتِف . والكتَف : انْفِراجٌ في أَعالي كتف الإنسان وغيره مما يلي الكاهِل ، وقيل : الكَتَفُ في الخيل انفراج أَعالي الكَتِفَين من غَراضِيفها مما يلي الكاهل ، وهو من العيوب التي تكون خِلْقة . أَبو عبيدة : فرس أَكتف وهو الذي في فُروع كَتِفيه انفراج في غراضيفها مما يلي الكاهل . الجوهري : الأَكْتَفُ من الخيل الذي في أَعالي غَراضِيف كتفيه انفراج . والكَتَفُ ، بالتحريك : نقصان في الكتف ، وقيل : هو ظَلَع يأْخذ من وجع الكَتِفِ ، كَتِفَ كَتَفاً وهو أَكْتَف . وكَتِفَ البعير كتَفاً وهو أَكتفُ إذا اشتكى كَتِفه وظَلع منها . اللحياني : بالبعير كتَفٌ شديد إذا اشتكى كَتِفه . يقال جمل أَكتَف وناقة كَتْفاء . وكَتفه يَكْتِفه كتْفاً : أَصاب كَتِفه أَو ضربه عليها . والكَتَف : مصدر الأَكْتف وهو الذي انضمت كَتِفاه على وسط كاهله خِلْقة قبيحة . وكتَفَت الخيلُ تَكْتِف كتْفاً وكَتَّفَت وتكَتَّفَت : ارتفعت فُروع أَكتافها في المشي ، وعُرِضَت على ابن أُقَيْصِرٍ أَحد بني أَسد بن خزيمة خيل فأَوْمأَ إلى بعضها وقال : تجيء هذه سابقة ، فسأَلوه : ما الذي رأَيت فيها ؟ فقال : رأَيتها مشت فكتَفتْ ، وخبَّت فوجَفَت ، وعدَت فنَسَفَت فجاءت سابقة . والكَتِفان : اسم فرس من ذلك ؛ قالت بنت مالك ابن زيد ترثيه : إذا سَجَعَتْ ، بالرَّقْمَتَيْنِ ، حَمامةٌ ، أَو الرَّسِّ تَبْكي فارِسَ الكَتِفانِ وكتَفتِ المرأَة تَكتِف : مشت فحرَّكت كتفيها . قال الأَزهري : وقولهم مشت فكتَفَت أَي حركت كتِفيْها يعني الفرس . والكِتافُ : مصدرُ المِكْتاف من الدوابّ ، والمِكْتاف من الدوابّ : الذي يَعقِر السرجُ كتفَه ، والاسم الكِتاف ، والكَتَّافُ : الذي ينظر في الأَكتاف فيُكَهِّنُ فيها . والكَتْف : المشي الرُّوَيْد ؛ قال الأَعشى : فأَفْحَمْته حتى اسْتَكان كأَنَّه قريحُ سِلاح ، يَكتِف المشي ، فاترُ أَنشده ابن بري . ابن سيده : كتَف يَكْتِف كَتْفاً وكَتِيفاً مشى مَشْياً رُوَيْداً ؛ قال لبيد : وسُقْت رَبيعاً بالقَناة كأَنه قريح سلاح ، يكتف المشي ، فاتر والكُتْفان والكِتْفان : الجراد بعد الغَوْغاء ، وقيل : هو كُتْفان وكِتْفان إذا بدا حَجْم أَجنحته ورأَيت موضعَه شاخِصاً ، وإن مسَسْتَه وجدت حَجْمه ، واحدته كتفانة ، وقيل : واحده كاتِف والأُنثى كاتفة . أَبو عبيدة : يكون الجراد بعد الغوفاء كتفاناً ؛ قال أَبو منصور : سماعي من العرب في الكتفان من الجراد التي ظهرت أَجنحتها ولمّا تَطِرْ بعد ، فهي تَنْقُزُ في الأَرض نَقَزاناً مثل المَكْتُوف الذي لا يَستعين بيديه إذا مشى . ويقال للشيء إذا كثر : مثلُ الدَّبى والكُِتفان . والغَوْغاء من الجراد : ما قد طار ونبتت أَجنحته . الأَصمعي : إذا استبان حجم أَجنحة الجراد فهو كتفان ، وإذا احمرّ الجراد فانسلخ من الأَلوان كلها فهي الغَوْغاء . الجوهري : الكُتفان الجراد أَوّل ما يطير منه ، ويقال : هي الجراد بعد الغوغاء أَولها السِّرْو ثم الدَّبى ثم الغوغاء ثم الكتفان ؛ قال ابن بري : وقد يثقل في الشعر ؛ قال صخر أَخو الخَنْساء : وحَيّ حريد قد صَبَحْتُ بِغارةٍ ، كرِجْل الجَرادِ أَو دَبًى كُتُفانِ والكَتْفُ والكَتَفانُ : ضرب من الطيَران كأَنه يردّ جناحيه ويضمهما إلى ما وراءه . والكَتْفُ : شدّك اليدين من خلف . وكتَف الرجلَ يَكْتِفه كتْفاً وكتّفه : شدَّ يديه من خلفه بالكِتاف . والكِتافُ : ما شُدَّ به ؛ قالت بعض نساء الأَعراب تصف سحاباً : أَناخَ بذي بَقَرٍ بَرْكَه ، كأَنَّ على عضُدَيْه كِتافا وجاء به في كِتاف أَي في وِثاق . والكِتافُ : الحَبل الذي يُكتف به الإنسان . وفي الحديث : الذي يصلّي وقد عقَص شعره كالذي يصلّي وهو مكْتوف ؛ هو الذي شدّت يداه من خلفه يشبه به الذي يَعْقِد شعره من خلفه . والكِتافُ : وثاق في الرحْل والقَتَب وهو إسارُ عُودين أَو حِنْوين يُشدّ أَحدهما إلى الآخر . والكتْف : أَن يشدَّ حِنْوا الرَّحل أَحدهما على الآخر . وكتّف اللحم تَكْتِيفاً : قطَّعه صغاراً ، وكذلك الثوب ، وكتَّفه بالسيف كذلك . الجوهري : والكَتِيفةُ ضبَّة الباب وهي حديدة عريضة . ابن سيده : والكَتِيفُ والكَتيفة حديدة عريضة طويلة وربما كانت كأَنها صحيفة ، وقيل : الكتيف الضبة ؛ قال الأَعشى : بيْنما المَرْء كالرُّديْني ذي الجُبْبَةِ سَوَّاه مُصْلِحُ التَّثْقِيفِ أَو كَقِدْحِ النُّضار لاَّمَه القَين ، ودانى صُدوعه بالكتيفِ رَدَّه دَهْرُه المُضَلَّل ، حتى عادَ من بعدِ مَشْيِه للدَّلِيفِ قوله بالكتِيف يعني كتائفَ رِقاقاً من الشَبه ؛ وقيل : الكتِيفة الضبَّة ، وقيل : الضبة من الحديد ، وجمعها كتِيف وكُتُفٌ . وكَتف الإناء يكْتِفُه كتْفاً وكتَّفه : لأَمَه بالكتِيف ؛ قال جرير : ويُنْكِرُ كفَّيْه الحُسامُ وحَدُّه ، ويَعْرِفُ كفَّيْه الإناءُ المُكَتَّفُ شمر : ويقال للسيف الصفيح كَتِيف ؛ قال أَبو دُواد : فَوَدِدْتُ لو أَني لَقِيتُك خالِياً ، أَمْشِي ، بكَفِّي صَعْدَةٌ وكَتِيفُ أَراد سيفاً صَفِيحاً فسماه كَتِيفاً . قال خالد بن جَنْبَة : كَتِيفةُ الرحْل واحدة الكتائف ، وهي حديدة يُكْتَفُ بها الرحْل . وقال ابن الأَعرابي : أُخذ المَكْتوف من هذا لأَنه جَمع يديه . والكتيفة : كلْبَة الحدَّاد . والكَتِيفةُ : السَّخِيمةُ والحِقْد والعداوة وتجمع على الكتائف ؛ قال القطامي : أَخُوك الذي لا يَمْلِكُ الحِسَّ نفسُه ، وتَرْفضُّ عند المُخْطِفاتِ الكتائفُ ويروى المُحْفِظات . وكِتافُ القَوْس : ما بين الطائف والسِّيةِ ، والجمع أَكْتِفةٌ وكُتُفٌ . "
المعجم: لسان العرب
كفل
" الكَفَل ، بالتحريك : العجُز ، وقيل : رِدْفُ العجُز ، وقيل : القَطَن يكون للإِنسان والدابة ، وإِنها لعَجْزاءُ الكَفَل ، والجمع أَكْفال ، ولا يشتق منه فعل ولا صفة . والكِفْل : من مراكب الرجال وهو كساء يؤْخذ فيعقَد طرفاه ثم يُلقَى مقدَّمه على الكاهِل ومؤخَّره مما يلي العجُز ، وقيل : هو شيء مستدير يُتخذ من خِرَقٍ أَو غير ذلك ويوضع على سَنام البعير . وفي حديث أَبي رافع ، قال : ذاك كِفْل الشيطان ، يعني معقده . واكتفَل البعيرَ : جعل عليه كِفْلاً . الجوهري : والكِفْل ما اكتفَل به الراكب وهو أَن يُدار الكساء حول سنام البعير ثم يركب . والكِفْل : كساء يجعل تحت الرحْل ؛ قال لبيد : وإِن أَخَّرْت فالكِفْل ناجزُ وقال أَبو ذؤَيب : على جَسْرةٍ مرفوعةِ الذَّيْلِ والكِفْلِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : تُعْجِل شَدَّ الأَعْبَلِ المَكافِلا فسره فقال : واحد المَكافِلُ مُكْتَفَل ، وهو الكِفْل من الأَكسية . ابن الأَنباري في قولهم قد تكفَّلت بالشيء : معناه قد أَلزمته نفسي وأَزلت عنه الضَّيْعَة والذهابَ ، وهو مأْخوذ من الكِفْل ، والكِفْل : ما يحفظ الراكب من خلفه . والكِفْل : النصيب مأْخوذ من هذا . أَبو الدقيش : اكْتَفَلْت بكذا إِذا ولَّيْتَه كَفَلَكَ ، قال : وهو الافْتِعال ؛
وأَنشد : قد اكتَفَلَتْ بالحَزْنِ ، واعْوَجَّ دونها ضَواربُ من خَفَّان تَجْتابُه سَدْرا وفي حديث إِبراهيم : لا تشرب من ثُلْمة الإِناء ولا عُرْوَته فإِنها كِفْل الشيطان أَي مَرْكَبُه لما يكون من الأَوْساخ ، كَرِه إِبراهيم ذلك . والكِفْل : أَصله المركَب فإِنَّ آذانَ العُرْوة والثُّلْمةَ مركب الشيطان . والكِفْل من الرِّجال : الذي يكون في مؤخَّر الحرب إِنما همَّته في التأَخر والفِرار . والكِفْل : الذي لا يثبت على ظهور الخيل ؛ قال الجَحَّاف بن حكيم : والتَّغْلَبيّ على الجَواد غنيمةٌ ، كِفْلُ الفُروسة دائمُ الإِعْصام والجمع أَكْفال ؛ قال الأَعشى يمدح قوماً : غيرُ مِيلٍ ولا عَوَاوِيرَ في الهيْجا ، ولا غُزَّلٍ ولا أَكْفال والاسم الكُفولة ، وهو الكفِيل . وفي التهذيب : الكِفْل الذي لا يثبت على مَتْن الفرس ، وجمعه أَكْفال ؛
وأَنشد : ما كنتَ تَلْقَى في الحُروب فَوَارِسي مِيلاً ، إِذا رَكِبوا ، ولا أَكْفالا وهو بيِّن الكُفولة . وفي حديث ابن مسعود ذكر فتنة فقال : إِني كائن فيها كالكِفْل آخذ ما أَعرِف وأَترك ما أُنْكِر ؛ قيل : هو الذي يكون في آخر الحرب همته الفِرار ، وقيل : هو الذي لا يقدر على الركوب والنهوض في شيء فهو لازم بيته . قال أَبو منصور : والكِفْل الذي لا يثبت على ظهر الدابة . والكِفْل : الحَظُّ والضِّعف من الأَجر والإِثم ، وعم به بعضهم ، ويقال له : كِفْلان من الأَجر ، ولا يقال : هذا كِفْل فلان حتى تكون قد هيَّأْت لغيره مثله كالنصيب ، فإِذا أَفردت فلا تقل كِفْل ولا نصيب . والكِفْل أَيضاً : المِثْل . وفي التنزيل : يُؤْتِكُم كِفْلَيْن من رحمته ؛ قيل : معناه يؤْتكم ضِعْفَين ، وقيل : مِثْلين ؛ وفيه : ومَنْ يشفعْ شفاعة سيئة يكن له كِفْل منها ؛ قال الفراء : الكِفْل الحظ ، وقيل : يؤْتِكم كِفْلين أَي حَظَّين ، وقيل ضِعْفين . وفي حديث الجمعة : له كِفْلان من الأَجر ؛ الكِفْل ، بالكسر : الحظ والنصيب . وفي حديث جابر : وعَمَدْنا إِلى أَعظم كِفْل . وقال الزجاج : الكِفْل في اللغة النصيب أُخذ من قولهم اكْتَفَلْت البعير إِذا أَدرْتَ على سَنامه أَو على موضع من ظهره كِساء وركبت عليه ، وإِنما قيل له كِفْل ؛ وقيل : اكْتَفل البعيرَ لأَنه لم يستعمل الظهر كله إِنما استعمل نصيباً من الظهر . وفي حديث مَجيء المستضعفين بمكة : وعياشُ بن أَبي ربيعة وسلمةُ بن هشام مُتَكَفِّلان على بعير . يقال : تَكَفَّلْت البعير واكْتَفَلْته إِذا أَدرت حول سنامه كِساء ثم ركبته ، وذلك الكِساء الكِفْل ، بالكسر . والكافِل : العائِل ، كَفَله يَكْفُله وكَفَّله إِيّاه . وفي التنزيل العزيز : وكَفَلَها زكريا ؛ وقد قرئت بالتثقيل ونصب زكريّا ، وذكر الأَخفش أَنه قرئ : وكَفِلَها زكريا ، بكسر الفاء . وفي الحديث : أَنه وكافل اليتيم كهاتَيْن في الجنة له ولغيره ؛ والكافِل : القائم بأَمر اليتيم المربِّي له ، وهو من الكفيل الضمين ، والضمير في له ولغيره راجع إِلى الكافِل أَي أَن اليتيم سواء كان الكافِل من ذَوِي رحمه وأَنسابه أَو كان أَجنبيّاً لغيره تكفَّل به ، وقوله كهاتين إِشارة إِلى إِصبعيه السبَّابة والوسطى ؛ ومنه الحديث : الرَّابُّ كافِلٌ ؛ الرَّابُّ : زوج أُمِّ اليتيم لأَنه يكفُل تربيته ويقوم بأَمره مع أُمه . وفي حديث وَفْد هَوازِن : وأَنت خير المَكْفُولين ، يعني رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَي خير من كُفِل في صغره وأُرْضِعَ ورُبِّيَ حتى نشأَ ، وكان مُسْتَرْضَعاً في بني سعد بن بكر . والكافِل والكَفِيل : الضامن ، والأُنثى كَفِيل أَيضاً ، وجمع الكافِل كُفَّل ، وجمع الكَفيل كُفَلاء ، وقد يقال للجمع كَفِيل كما قيل في الجمع صَدِيق . وكَفَّلها زكريا ، أَي ضمَّنها إِياه حتى تكفَّل بحضانتها ، ومن قرأَ : وكَفَلَها زكريا ، فالمعنى ضمِن القيام بأَمرها . وكَفَل المال وبالمال : ضَمِنه . وكَفَل بالرجل (* قوله « وكفل بالرجل إلخ » عبارة القاموس : وقد كفل بالرجل كضرب ونصر وكرم وعلم ) يَكْفُل ويَكْفِل كَفْلاً وكُفُولاً وكَفالة وكَفُلَ وكَفِلَ وتَكَفَّل به ، كله : ضمِنه . وأَكْفَلَه إِياه وكَفَّله : ضمَّنه ، وكَفَلْت عنه بالمال لغريمه وتكَفَّل بدينه تكفُّلاً . أَبو زيد : أَكْفَلْت فلاناً المال إِكْفالاً إِذا ضمَّنته إِياه ، وكَفَل هو به كُفُولاً وكَفْلاً ، والتَّكْفيل مثله . قال الله تعالى : فقال أَكْفِلْنِيها وعَزَّني في الخِطاب ؛ الزجاج : معناه اجعلني أَنا أَكْفُلُها وانزل أَنت عنها . ابن الأَعرابي : كَفِيلٌ وكافِل وضَمِين وضامِن بمعنى واحد ؛ التهذيب : وأَما الكافل فهو الذي كَفَل إِنساناً يَعُوله ويُنْفِقُ عليه . وفي الحديث : الرَّبِيب كافِلٌ ، وهو زوج أُمّ اليتيم كأَنه كَفَل نفقة اليتيم . والمُكافِل : المُجاوِر المُحالِف ، وهو أَيضاً المُعاقِد المعاهد ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد بيت خِدَاش ابن زُهَير : إِذا ما أَصاب الغَيْثُ لم يَرْعَ غيْثَهم ، من الناس ، إِلا مُحْرِم أَو مُكافِل المُحْرِم : المُسالِم ، والمُكافِل : المُعاقد المُحالف ، والكَفِيل من هذا أُخِذ . والكِفْل والكَفِيل : المِثْل ؛ يقال : ما لفلان كِفْل أَي ما له مثل ؛ قال عمرو بن الحرث : يَعْلو بها ظَهْرَ البعير ، ولم يوجَدْ لها ، في قومها ، كِفْل كأَنه بمعنى مثل . قال الأَزهري : والضِّعْف يكون بمعنى المِثْل . وفي الحديث : أَنه ، صلى الله عليه وسلم ، قال لرجلٍ : لك كِفْلان من الأَجر أَي مثلان . والكِفْل : النصيب والجُزْء ؛ يقال : له كِفْلان أَي جزءَان ونَصيبان . والكافِل : الذي لا يأْكل ، وقيل : هو الذي يَصِل الصيام ، والجمع كُفَّل . وكَفَلْت كَفْلاً أَي واصَلْت الصوم ؛ قال القطامي يصف إِبلاً بقلَّة الشرب : يلُذْنَ بأَعْقارِ الحِياضِ ، كأَنها نساءُ النصارى أَصبحتْ ، وهي كُفَّ ؟
قال ابن الأَعرابي وحده : هو من الضمان أَي قد ضَمِنَّ الصوم ؛ قال ابن سيده : ولا يعجبني . وذو الكِفْل : اسم نبي من الأَنبياء ، صلوات الله عليهم أَجمعين ، وهو من الكَفالة ، سمي ذا الكِفْل لأَنه كَفَل بمائة ركعة كل يوم فَوَفَى بما كَفَل ، وقيل : لأَنه كان يلبس كساء كالكفْل ، وقال الزجاج : إِن ذا الكفْل سمي بهذا الاسم لأَنه تكفَّل بأَمر نبي في أُمته فقام بما يجب فيهم ، وقيل : تكفَّل بعمل رجل صالح فقام به . "
المعجم: لسان العرب
كحل
" الكُحْل : ما يكتحل به . قال ابن سيده : الكُحْل ما وُضِع في العين يُشتَفى به ، كَحَلَها يَكْحَلها ويَكْحُلها كَحْلاً ، فهي مَكْحولة وكَحِيل ، من أَعين كُحْلاء وكَحائل ؛ عن اللحياني ؛ وكَحَّلَها ، أَنشد ثعلب : فمَا لك بالسُّلْطان أَن تَحْمِل القَذَى جُفُونُ عُيون ، بالقَذَى لم تُكَحَّل وقد اكْتَحَل وتَكَحَّل . والمِكْحال : المِيلُ تكحل به العين من المُكْحُلة ؛ قال ابن سيده : المِكْحَل والمِكْحَال الآلة التي يُكْتَحَل بها ؛ وقال الجوهري : المِكْحَل والمِكْحال المُلْمُول الذي يُكْتَحَل به ؛ قال الشاعر : إِذا الفَتَى لم يَرْكَب الأَهْوالا ، وخالَفَ الأَعْمام والأَخْوالا فأَعْطِهِ المرآة والمِكْحَالا ، واسْعَ له وعُدَّه عِيَالا وتَمَكْحَل الرجل إِذا أَخذ مُكْحُلة . والمُكْحُلة : الوِعاء ، أَحد ما شذَّ مما يرتَِفق به فجاء على مُفْعُل وبابه مِفْعَل ، ونظيره المُدْهُن والمُسْعُط ؛ قال سيبويه : وليس على المكان إِذ لو كان عليه لفتح لأَنه من يَفْعُ ، قال ابن السكيت : ما كان على مِفْعَل ومِفْعَلة مما يعمل به فهو مكسور الميم مثل مِخْرَز ومِبْضَع ومِسَلَّة ومِزْرَعة ومِخْلاة ، إِلا أَحرفاً جاءت نوادر بضم الميم والعين وهي : مُسْعُط ومُنْخُل ومُدْهُن ومُكْحُلة ومُنْصُل ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي ، قال وهو للبيد فيما زعموا : كَمِيش الإِزار يَكْحُل العين إِثْمداً ، ويغدو علينا مُسْفِراً غيرَ واجِم فسره فقال : معنى يكْحُل العين إِثْمداً أَنه يركب فحمة الليل وسواده . الأَزهري : الكَحَل مصدر الأَكْحَل والكَحْلاء من الرجال والنساء ؛ قال ابن سيده : والكحَل في العين أَن يَعْلُو مَنابت الأَسْفار سواد مثل الكُحْل من غير كَحْل ، رجل أَكْحَل بيِّن الكَحَل وكَحِيل وقد كَحِل ، وقيل : الكَحَل في العين أَن تسودّ مواضع الكُحْل ، وقيل : الكَحْلاء الشديدة السواد ، وقيل : هي التي تراها كأَنها مَكْحولة وإِن لم تُكْحَل ؛
وأَنشد : كأَنَّ بها كُحْلاً وإِن لم تُكَحَّل الفراء : يقال عين كَحيلٌ ، بغير هاء ، أَي مَكْحولة . وفي صفته ، صلى الله عليه وسلم ، في عينه كَحَل ؛ الكَحَل ، بفتحتين : سواد في أَجفان العين (* قوله « في اجفان العين » صوابه في اشفار العين كما في هامش الأصل ) خلقة . وفي حديث أَهل الجنة : جُرْد مُرْد كَحْلى ؛ كَحْلى : جمع كَحيل مثل قتيل وقتلى . وفي حديث المُلاعَنة : إِن جاءت به أَدْعَج أَكْحَل العينين . والكَحْلاء من النعاج : البيضاء السوداء العينين . وجاء من المال بكُحْل عَيْنيْن أَي بقدر ما يملؤهما أَو يغَشِّي سوادهما . أَبو عبيد : ويقال لفلان كُحْل ولفلان سَواد أَي مال كثير . قال : وكان الأَصمعس يتأَول في سَواد العراق أَنه سمي به للكثرة ؛ قال الأَزهري : وأَما أَنا فأَحسبه للخُضْرة . ويقال : مضى لفلان كُحْل أَي مال كثير . والكَحْلة : خرزة سواد تجعل على الصبيان . وهي خرزة العين والنفس تجعل من الجن والإِنس ، فيها لونان بياض وسواد كالرُّبِّ والسَّمْن إِذا اختلطا ، وقيل : هي خرزة تُستعطَف بها الرجال ؛ وقال اللحياني : هي خرزة تُؤخِّذ بها النساءُ الرجال . وكُحْل العُشْبِ : أَن يُرَى النبت في الأُصول الكبار وفي الحشيش مخضَرّاً إِذا كان قد أُكل ، ولا يقال ذلك في العِضاه . واكْتَحَلَت الأَرض بالخُضْرة وكَحَّلَت وتَكَحَّلَت وأَكْحَلَت واكْحالَّت : وذلك حين تُرِي أَوَّلَ خضرةِ النبات . والكَحْلاء : عُشْبة رَوْضِيَّة سوداء اللَّوْن ذات ورَق وقُضُب ، ولها بُطون حمر وعِرْق أَحمر ينبت بنَجْد في أَحْويَةِ الرَّمْل . وقال أَبو حنيفة : الكَحْلاء عُشْبة سُهْلية تنبُت على ساقٍ ، ولها أَفْنان قليلة ليِّنة وورَق كورَق الرَّيْحان اللِّطاف خضرٌ ووَرْدة ناضرة ، لا يرعاها شيء ولكنها حسنة المَنْظَر ؛ قال ابن بري : الكَحْلاء نبت ترعاه النحل ؛ قال الجعدي في صفة النحل : قُرْع الرُّؤوس لصَوْتها جَرْسٌ ، في النَّبْع والكحْلاء والسِّدْر والإِكْحال والكَحْل : شدَّة المَحْل . يقال : أَصابهم كَحْل ومَحْل . وكَحْلُ : السنة الشديدة ، تصرف ولا تصرف على ما يجب في هذا الضرْب من المؤنث العلم ؛ قال سلامة بن جندل : قومٌ ، إِذا صَرَّحت كَحْلٌ ، بُيوتُهُمُ مأْوَى الضَّرِيكِ ، ومأْوَى كلِّ قُرْضُوب فأَجراه الشاعرُ لحاجته إِلى إِجْرائه ؛ القُرْضوب ههنا : الفقير . ويقال : صٍرَّحت كَحْلُ إِذا لم يكن في السماء غَيْم . وحكى أَبو عبيد وأَبو حنيفة فيها الكَحْل ، وبالأَلف واللام ، وكرهه بعضهم . الجوهري : يقال للسنة المجدبة كَحْل ، وهي معرفة لا تدخلها الأَلف واللام . وكَحَلَتْهم السِّنون : أَصابتهم ؛
قال : لَسْنا كأَقْوامٍ إِذا كَحَلَتْ إِحدى السِّنين ، فَجارُهم تَمْرُ يقول : يأْكلون جارَهم كما يؤكل التمر . وقال أَبو حنيفة : كَحَلَت السنةُ تَكْحَل كَحْلاً إِذا اشتدَّت . الفراء : اكْتَحَل الرجل إِذا وقع بشدَّة بعد رخاء . ومن أَمثالهم : باءت عَرَارِ بِكَحْلٍ ؛ إِذا قُتِل القاتل بمقتولة . يقال : كانتا بَقَرَتين في بني إِسرائيل قُتلت إِحداهما بالأُخرى ؛ قال الأَزهري : من أَمثال العرب القديمة قولهم في التساوي : باءتْ عَرارِ بكَحْلٍ ؛ قال ابن بري : كَحْل اسم بقرة بمنزلة دَعْد ، يصرف ولا يصرف ، فشاهد الصرف قول ابن عنقاء الفزاري : باءتْ عَرارٌ بكَحْلٍ والرِّفاق معاً ، فلا تَمَنَّوْا أَمانيَّ الأَباطِيل وشاهد ترك الصرف قول عبد الله بن الحجاج الثعلبي من بني ثعلبة بن ذبيان : باءتْ عَرارِ بكَحْل فيما بيننا ، والحقُّ يعرِفه ذَوُو الأَلباب وكَحْلَةُ : من أَسماء السماء . قال الفارسي : وتأَلَّهَ قيس بن نُشْبة في الجاهلية وكان مُنَجِّماً متفلسِفاً يخبر بمبعث النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فلما بعث أَتاه قيس فقال له : يا محمد ما كَحْلة ؟ فقال : السماء ، فقال : ما مَحْلة ؟ فقال : الأَرض ، فقال : أَشهد أَنك الرسول الله فإِنَّا قد وجدنا في بعض الكتب أَنه لا يعرف هذا إِلاَّ نبيّ ؛ وقد يقال لها الكَحْل ، قال الأُموي : كَحْلٌ السماء ؛
وأَنشد للكميت : إِذا ما المراضِيعُ الخِماصُ تأَوَّهَتْ ، ولم تَنْدَ من أَنْواءِ كَحْلٍ جَنُوبها والأَكْحَل : عِرْق في اليد يُفْصَد ، قال : ولا يقال عرق الأَكْحَل . قال ابن سيده : يقال له النَّسا في الفخِذ ، وفي الظهر الأَبْهَرَ ، وقيل : الأَكْحَل عِرْق الحياة يُدْعى نَهْرَ البدَن ، وفي كل عضو منه شعبة لها اسم على حِدَة ، فإِذا قطع في اليد لم يَرْقإِ الدمُ . وفي الحديث : أَن سعداً رمي في أَكْحَله ؛ الأَكْحَل : عرق في وسط الذراع يكثر فصده . والمِكْحالان : عظمان شاخِصان مما يلي باطنَ الذراعين من مركبهما ، وقيل : هما في أَسفل باطن الذراع ، وقيل : هما عَظْما الوَرِكين من الفرس . والكُحَيْل ، مبني على التصغير : الذي تطلى به الإِبل للجرَب ، لا يستعمل إِلاَّ مصغَّراً ؛ قال الشاعر : مثل الكُحَيْل أَو عَقِيد الرُّبِّ قيل : هو النِّفْط والقَطِران ، إِنما يطلى به لِلدَّبَر والقِرْدان وأَشباه ذلك ؛ قال علي بن حمزة : هذا من مشهور غلط الأَصمعي لأَن النِّفْط لا يطلى به للجرَب وإِنما يطلى بالقَطِران ، وليس القَطِران مخصوصاً بالدَّبَر والقِرْدان كما ذكر ؛ ويفسد ذلك قول القَطِران الشاعر : أَنا القَطِران والشُّعَراءُ جَرْبى ، وفي القَطِران للجَرْبى شِفاءُ وكذلك قول القُلاَّخ المِنْقَري : إِني أَنا القَطِرانُ أَشْفي ذا الجَرَبْ وكُحَيْلَةُ وكُحْل : موضعان . "
المعجم: لسان العرب
كرب
" الكَرْبُ ، على وَزْن الضَّرْبِ مَجْزُومٌ : الـحُزْنُ والغَمُّ الذي يأْخذُ بالنَّفْس ، وجمعه كُرُوبٌ . وكَرَبه الأَمْرُ والغَمُّ يَكْرُبهُ كَرْباً : اشْتَدَّ عليه ، فهو مَكْرُوبٌ وكَرِيبٌ ، والاسم الكُرْبة ؛ وإِنه لـمَكْرُوبُ النفس . والكَرِيبُ : الـمَكْروبُ . وأَمْرٌ كارِبٌ . واكْترَبَ لذلك : اغْتَمَّ . والكَرائِبُ : الشدائدُ ، الواحدةُ كَرِيبةٌ ؛ قال سَعْدُ بن ناشِبٍ المازِنيُّ : فيالَ رِزامٍ رَشِّحُوا بي مُقَدَّماً * إِلى الـمَوْتِ ، خَوّاضاً إِليه الكَرائِـب ؟
قال ابن بري : مُقَدَّماً منصوب برَشِّحُوا ، على حذف موصوف ، تقديره : رَشِّحُوا بي رَجُلاً مُقَدَّماً ؛ وأَصل التَّرْشيح : التَّرْبِـيَةُ والتَّهْيِئَةُ ؛ يقال : رُشِّحَ فلانٌ للإِمارة أَي هُيِّـئَ لها ، وهو لها كُفؤٌ . ومعنى رَشِّحُوا بي مُقَدَّماً أَي اجْعَلُوني كُفؤاً مُهَـيَّـأً لرجل شُجاع ؛ ويروى : رَشِّحُوا بي مُقَدِّماً أَي رجلاً مُتَقَدِّماً ، وهذا بمنزلة قولهم وَجَّهَ في معنى توجَّه ، ونَبَّه في معنى تَنَبَّه ، ونَكَّبَ في معنى تَنكَّبَ . وفي الحديث : كان إِذا أَتاه الوحيُ كُرِبَ له . (* قوله « إذا أتاه الوحي كرب له » كذا ضبط بالبناء للمجهول بنسخ النهاية ويعينه ما بعده ولم يتنبه الشارح له فقال : وكرب كسمع أصابه الكرب ومنه الحديث إلخ مغتراً بضبط شكل محرف في بعض الأصول فجعله أصلاً برأسه وليس بالمنقول ) أَي أَصابَهُ الكَرْبُ ، فهو مَكْروبٌ . والذي كَرَبه كارِبٌ . وكَرَبَ الأَمْرُ يَكْرُبُ كُرُوباً : دَنا . يقال كَرَبَتْ حياةُ النارِ أَي قَرُبَ انْطِفاؤُها ؛ قال عبدُالقيسِ بنُ خُفافٍ البُرْجُمِـيُّ . (* قوله « قال عبدالقيس إلخ » كذا في التهذيب . والذي في المحكم ، قال خفاف بن عبدالقيس البرجمي .): أَبُنَيَّ ! إِنَّ أَباكَ كارِبُ يَومِهِ ، * فإِذا دُعِـيتَ إِلى الـمَكارِمِ فاعْجَلِ أُوصِـيكَ إِيْصاءَ امْرِئٍ ، لك ، ناصِحٍ ، * طَبِنٍ برَيْبِ الدَّهْرِ غَيرِ مُغَفَّلِ اللّهَ فاتَّقْهِ ، وأَوْفِ بِنَذْرِهِ ، * وإِذا حَلَفْتَ مُبارِياً فَتَحَلَّلِ والضَّيْفَ أَكْرِمْهُ ، فإِنَّ مَبِـيتَه * حَقٌّ ، ولا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ واعْلَمْ بأَنَّ الضَّيفَ مُخْبِـرُ أَهْلِه * بمَبِـيتِ لَيْلَتِه ، وإِنْ يُسْـأَلِ وَصِلِ الـمُواصِلَ ما صَفَا لك وُدُّه ، * واجْذُذْ حِـبالَ الخَائِن الـمُتَبَذِّلِ واحْذَرْ مَحَلَّ السوءِ ، لا تَحْلُلْ به ، * وإِذا نَبَا بَكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ واسْـتَـأْنِ حِلْمَكَ في أُمُورِكَ كُلِّها * وإِذا عَزَمْتَ على الهوى فَتَوَكَّلِ واسْتَغْنِ ، ما أَغْناكَ رَبُّك ، بالغِنَى ، * وإِذا تُصِـبْكَ خَصاصَةٌ فتَجَمَّلِ وإِذا افْتَقَرْتَ ، فلا تُرَى مُتَخَشِّعاً * تَرْجُو الفَواضلَ عند غيرِ الـمِفْضَلِ وإِذا تَشاجَرَ في فُؤَادِك ، مَرَّةً ، * أَمْرانِ ، فاعْمِدْ للأَعَفِّ الأَجْمَلِ وإِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ سُوءٍ فاتَّئِدْ ، * وإِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ خَيْرٍ فاعْجَلِ وإِذا رَأَيْتَ الباهِشِـينَ إِلى النَّدَى * غُبْراً أَكُفُّهُمُ بقاعٍ مُمْحِلِ فأَعِنْهُمُ وايْسِرْ بما يَسَرُوا به ، * وإِذا هُمُ نَزَلُوا بضَنْكٍ ، فانْزِلِ
ويروى : فابْشَرْ بما بَشِرُوا به ، وهو مذكور في الترجمتين . وكُلُّ شيءٍ دَنا : فقد كَرَبَ . وقد كَرَبَ أَن يكون ، وكَرَبَ يكونُ ، وهو ، عند سيبويه ، أَحدُ الأَفعال التي لا يُستعمل اسم الفاعل منها موضعَ الفعل الذي هو خبرها ؛ لا تقول كَرَب كائناً ؛ وكَرَبَ أَن يَفْعَلَ كذا أَي كادَ يَفْعَلُ ؛ وكَرَبَتِ الشمسُ للـمَغِـيب : دَنَتْ ؛ وكَرَبَتِ الشمسُ : دَنَتْ للغُروب ؛ وكَرَبَتِ الجاريةُ أَن تُدْرِكَ . وفي الحديث : فإِذا اسْتَغْنَى أَو كَرَبَ اسْتَعَفَّ ؛ قال أَبو عبيد : كَرَبَ أَي دَنا من ذلك وقَرُبَ . وكلُّ دانٍ قريبٍ ، فهو كارِبٌ . وفي حديث رُقَيْقَةَ : أَيْفَعَ الغُلامُ أَو كَرَبَ أَي قارَبَ الإِيفاع . وكِرابُ الـمَكُّوكِ وغيره من الآنِـيَةِ : دونَ الجِمام . وإِناءٌ كَرْبانُ إِذا كَرَبَ أَنْ يَمْتَلِـئَ ؛ وجُمْجَمَة كَرْبى ، والجمع كَرْبى وكِرابٌ ؛ وزعم يعقوب أَن كافَ كَرْبانَ بدل من قاف قَرْبانَ ؛ قال ابن سيده : وليس بشيءٍ . الأَصمعي : أَكْرَبْتُ السِّقاءَ إِكْراباً إِذا مَلأْتَه ؛
وأَنشد : بَجَّ الـمَزادِ مُكْرَباً تَوْكِـيرَا وأَكْرَبَ الإِناءَ : قارَبَ مَلأَه . وهذه إِبلٌ مائةٌ أَو كَرْبُها أَي نحوُها وقُرابَتُها . وقَيْدٌ مَكْرُوبٌ إِذا ضُيِّقَ . وكَرَبْتُ القَيْدَ إِذا ضَيَّقْتَه على الـمُقَيَّدِ ؛ قال عبداللّه بن عَنَمَة الضَّبِّـيُّ : ازْجُرْ حِمارَك لا يَرْتَعْ برَوْضَتِنا ، * إِذاً يُرَدُّ ، وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ ضَرَبَ الحمارَ ورَتْعَه في رَوْضتِهم مثلاً أَي لا تَعَرَّضَنّ لشَتْمِنا ، فإِنا قادرون على تقييد هذا العَيْرِ ومَنْعه من التصرف ؛ وهذا البيت في شعره : أُرْدُدْ حِمارَك لا يَنْزِعْ سَوِيَّتَه ، * إِذاً يُرَدُّ ، وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ والسَّويَّةُ : كِساءٌ يُحْشَى بثُمام ونحوه كالبَرْذَعَة ، يُطْرَحُ على ظهر الحمار وغيره ، وجزم يَنْزِعْ على جواب الأَمر ، كأَنه ، قال : إِنْ تَرْدُدْهُ لا يَنْزِعْ سَوِيَّتَه التي على ظهره . وقوله : إِذاً يُرَدُّ جوابٌ ، على تقدير أَنه ، قال : لا أَرُدُّ حِمارِي ، فقال مجيباً له : إِذاً يُرَدُّ . وكَرَبَ وظِـيفَيِ الحِمار أَو الجمل : دانى بينهما بحبل أَو قَيْدٍ . وكارَبَ الشيءَ : قارَبه . وأَكْرَبَ الرجلُ : أَسْرَعَ . وخُذْ رِجْلَيْكَ بأَكْرابٍ إِذا أُمِرَ بالسُّرْعة ، أَي اعْجَلْ وأَسْرِعْ . قال الليث : ومن العرب من يقول : أَكْرَبَ الرجلُ إِذا أَخذ رِجْلَيْه بأَكْرابٍ ، وقَلَّما يقال : وأَكْرَبَ الفرسُ وغيرُه مما يَعْدُو : أَسْرَعَ ؛ هذه عن اللحياني . أَبو زيد : أَكْرَبَ الرجلُ إِكْراباً إِذا أَحْضَرَ وعَدا . وكَرَبْتُ الناقةَ : أَوقَرْتُها . الأَصمعي : أُصولُ السَّعَفِ الغِلاظُ هي الكَرانِـيفُ ، واحدتُها كِرْنافةٌ ، والعَريضَة التي تَيْبَسُ فتصيرُ مِثلَ الكَتِفِ ، هي الكَرَبة . ابن الأَعرابي : سُمِّيَ كَرَبُ النخل كَرَباً لأَنه اسْتُغْنِـيَ عنه ، وكَرَبَ أَن يُقْطَعَ ودَنا من ذلك . وكَرَبُ النخلِ : أُصُولُ السَّعَفِ ؛ وفي المحكم : الكَرَبُ أُصُولُ السَّعَفِ الغِلاظُ العِراضُ التي تَيْبَسُ فتصيرُ مثلَ الكَتِفِ ، واحدتُها كَرَبةٌ . وفي صفة نَخْلِ الجنة : كَرَبُها ذَهَبٌ ، هو بالتحريك ، أَصلُ السَّعَفِ ؛ وقيل : ما يَبْقَى من أُصوله في النخلة بعد القطع كالـمَراقي ؛ قال الجوهري هنا وفي المثل : متى كان حُكمُ اللّه في كَرَبِ النخلِ ؟
قال ابن بري : ليس هذا الشاهد الذي ذكره الجوهري مثلاً ، وإِنما هو عَجُزُ بَيْتٍ لجرير ؛ وهو بكماله : أَقولُ ولم أَمْلِكْ سَوابقَ عَبْرةٍ : * متى كان حُكْمُ اللّهِ في كَرَبِ النخلِ ؟
قال ذلك لَـمَّا بَلَغه أَنَّ الصَّلَتانَ العَبْدِيَّ فَضَّلَ الفرزدقَ عليه في النَّسِـيب ، وفَضَّلَ جريراً على الفرزدق في جَوْدَةِ الشِّعْر في قوله : أَيا شاعِراً لا شاعِرَ اليومَ مِثْلُه ، * جَريرٌ ، ولكن في كُلَيْبٍ تَواضُعُ فلم يَرْضَ جريرٌ قولَ الصَّلَتان ، ونُصْرَتَه الفرزدقَ . قلت : هذه مشاحَّةٌ من ابن بري للجوهري في قوله : ليس هذا الشاهدُ مثلاً ، وإِنما هو عجز بيت لجرير . والأَمثال قد وَرَدَتْ شِعْراً ، وغيرَ شِعْرٍ ، وما يكون شعراً لا يمتنع أَن يكون مَثَلاً . والكَرَابة والكُرابَة : التَّمْر الذي يُلْتَقَطُ من أُصول الكَرَب ، بَعْدَ الجَدَادِ ، والضمُّ أَعْلى ، وقد تَكَرَّبَها . الجوهري : والكُرَابة ، بالضم ، ما يُلْتَقَطُ من التَّمْر في أُصُول السَّعَفِ بعدما تَصَرَّمَ . الأَزهري : يقال تَكَرَّبْتُ الكُرَابَةَ إِذا تَلَقَّطْتَها ، من الكَرَب . والكَرَبُ : الـحَبْلُ الذي يُشَدُّ على الدَّلْو ، بعد الـمَنِـينِ ، وهو الـحَبْل الأَوّل ، فإِذا انْقَطَع المنِـينُ بقي الكَرَبُ . ابن سيده : الكَرَبُ حَبْل يُشَدُّ على عَرَاقي الدَّلْو ، ثم يُثْنى ، ثم يُثَلَّثُ ، والجمع أَكْرابٌ ؛ وفي الصحاح : ثم يُثْنى ، ثم يُثَلَّثُ ليكونَ هو الذي يلي الماءَ ، فلا يَعْفَن الـحَبْلُ الكبير . رأَيت في حاشية نسخة من الصحاح الموثوق بها قولَ الجوهري : ليكون هو الذي يلي الماءَ ، فلا يَعْفَن الـحَبْلُ الكبير ، إِنما هو من صفة الدَّرَك ، لا الكَرَبِ . قلت : الدليل على صحة هذه الحاشية أَن الجوهري ذكر في ترجمة درك هذه الصورة أَيضاً ، فقال : والدَّرَكُ قطعةُ حَبْل يُشَدُّ في طرف الرِّشاءِ إِلى عَرْقُوَةِ الدلو ، ليكون هو الذي يلي الماءَ ، فلا يَعْفَنُ الرِّشاءُ . وسنذكره في موضعه إِن شاءَ اللّه تعالى ؛ وقال الحطيئة : قَوْمٌ ، إِذا عَقَدوا عَقْداً لجارِهمُ ، * شَدُّوا العِناجَ ، وشَدُّوا ، فَوْقَه ، الكَرَبَا ودَلْو مُكْرَبة : ذاتُ كَرَب ؛ وقد كَرَبَها يَكْرُبُها كَرْباً ، وأَكْرَبَهَا ، فهي مُكْرَبةٌ ، وكَرَّبَها ؛ قال امرؤُ القيس : كالدَّلْوِ بُتَّتْ عُراها وهي مُثْقَلَةٌ ، * وخانها وَذَمٌ منها وتَكْريبُ على أَنَّ التَّكْريبَ قد يجوز أَن يكون هنا اسماً ، كالتَّنْبِـيتِ والتَّمْتين ، وذلك لعَطْفِها على الوَذَم الذي هو اسم ، لكنَّ البابَ الأَوَّلَ أَشْيَعُ وأَوْسَعُ . قال ابن سيده : أَعني أَن يكون مصدراً ، وإِن كان معطوفاً على الاسم الذي هو الوَذَمُ . وكلُّ شديدِ العَقْدِ ، من حَبْل ، أَو بناءٍ ، أَو مَفْصِل : مُكْرَبٌ . الليث : يقال لكل شيءٍ من الحيوان إِذا كان وَثيقَ الـمَفاصِل : إِنه لـمَكْروب المفاصِل . وروى أَبو الرَّبيع عن أَبي العالية ، أَنه ، قال : الكَروبيُّون سادَةُ الملائكةِ ، منهم جبريلُ ومِـيكائيلُ وإِسرافيل ، هم الـمُقَرَّبُونَ ؛
وأَنشد شَمِرٌ لأُمَيَّة : كَرُوبِـيَّةٌ منهم رُكُوعٌ وسُجَّدُ
ويقال لكل حيوانٍ وَثِـيقِ الـمَفاصِلِ : إِنه لَـمُكْرَبُ الخَلْقِ إِذا كان شَديدَ القُوى ، والأَول أَشبه ؛ ابن الأَعرابي : الكَريبُ الشُّوبَقُ ، وهو الفَيْلَكُونُ ؛
وأَنشد : لا يَسْتَوي الصَّوْتانِ حينَ تَجاوَبا ، * صَوْتُ الكَريبِ وصَوْتُ ذِئْبٍ مُقْفِر والكَرْبُ : القُرْبُ . والملائكة الكَرُوبِـيُّونَ : أَقْرَبُ الملائكة إِلى حَمَلَةِ العَرْش . ووَظِـيفٌ مُكْرَبٌ : امْتَلأَ عَصَباً ، وحافرٌ مُكْرَبٌ : صُلْبٌ ؛ قال : يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفا رَكُوبا ، * بمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِـيبا والمُكْرَبُ : الشديدُ الأَسْرِ من الدَّوابِّ ، بضم الميم ، وفتح الراءِ . وإِنه لـمُكْرَبُ الخَلْق إِذا كان شديدَ الأَسْر . أَبو عمرو : الـمُكْرَبُ من الخيل الشديدُ الخَلْق والأَسْرِ . ابن سيده : وفرسٌ مُكْرَبٌ شديدٌ . وكَرَبَ الأَرضَ يَكْرُبُها كَرْباً وكِراباً : قَلَبها للـحَرْثِ ، وأَثارَها للزَّرْع . التهذيب : الكِرابُ : كَرْبُكَ الأَرضَ حتى تَقلِـبَها ، وهي مَكْرُوبة مُثَارَة . التَّكْريبُ : أَن يَزْرَع في الكَريبِ الجادِسِ . والكَريبُ : القَراحُ ؛ والجادِسُ : الذي لم يُزْرَعْ قَطُّ ؛ قال ذو الرُّمَّة يصف جَرْوَ الوَحْشِ : تَكَرَّبنَ أُخرى الجَزْءِ ، حتى إِذا انْقَضَتْ * بَقاياه والـمُسْتَمْطَراتُ الرَّوائِحُ وفي المثل : الكِرابُ على البَقَرِ لأَنها تَكْرُبُ الأَرضَ أَي لا تُكْرَبُ الأَرضُ إِلا بالبَقَر . قال : ومنهم مَن يقول : الكِلابَ على البقر ، بالنصب ، أَي أَوْسِدِ الكِلابَ على بَقَرِ الوَحْشِ . وقال ابن السكيت : المثل هو الأول . والمُكْرَباتُ : الإِبلُ التي يُؤْتى بها إِلى أَبواب البُيوت في شِدَّة البرد ، ليُصِـيبها الدُّخانُ فتَدْفأَ . والكِرابُ : مَجاري الماءِ في الوادي . وقال أَبو عمرو : هي صُدُورُ الأَوْدية ؛ قال أَبو ذُؤَيْب يصف النَّحْلَ : جَوارِسُها تَـأْري الشُّعُوفَ دَوائِـباً ، * وتَنْصَبُّ أَلْهاباً ، مَصِـيفاً كِرابُها واحدتها كَرْبَة . الـمَصِـيفُ : الـمُعْوَجُّ ، مِن صافَ السَّهْمُ ؛ وقوله : كأَنما مَضْمَضَتْ من ماءِ أَكْربةٍ ، * على سَيابةِ نَخْلٍ ، دُونه مَلَق ؟
قال أَبو حنيفة : الأَكْرِبةُ ههنا شِعافٌ يسيلُ منها ماءُ الجبالِ ، واحدَتُها كَرْبةٌ ؛ قال ابن سيده : وهذا ليس بقويٍّ ، لأَن فَعْلاً لا يجمع على أَفْعِلَةٍ . وقال مرَّة : الأَكْرِبَةُ جمع كُرابةٍ ، وهو ما يَقَعُ من ثمر النخل في أُصول الكَرَبِ ؛ قال : وهو غلط . قال ابن سيده : وكذلك قوله عندي غَلَط أَيضاً ، لأَن فُعالَةَ لا يُجْمَعُ على أَفْعِلَة ، اللهم إِلا أَن يكون على طرح الزائد ، فيكون كأَنه جَمَعَ فُعالاً . وما بالدار كَرَّابٌ ، بالتشديد ، أَي أَحَدٌ . والكَرْبُ : الفَتْلُ ؛ يقال : كَرَبْتُه كَرْباً أَي فَتَلْتُه ؛ قال : في مَرْتَعِ اللَّهْو لم يُكْرَبْ إِلى الطِّوَلِ والكَريبُ : الكَعْبُ من القَصَبِ أَو القَنا ؛ والكَريبُ أَيضاً : الشُّوبَقُ ، عن كراع . وأَبو كَرِبٍ اليَمانيُّ ، بكسر الراءِ : مَلِكٌ من مُلوكِ حِمْير ، واسمه أَسْعَدُ بن مالكٍ الـحِمْيَريُّ ، وهو أَحد التبابعة . وكُرَيْبٌ ومَعْدِيَكرِبَ : اسمانِ ، فيه ثلاث لغات : معديكربُ برفع الباءِ ، لا يُصرف ، ومنهم من يقول : معديكربٍ يُضيف ويَصْرِفُ كَرِباً ، ومنهم مَن يقول : معديكربَ ، يُضيف ولا يَصرف كرباً ، يجعله مؤَنثاً معرفة ، والياءُ من معديكرب ساكنة على كل حال . وإِذا نسبت إِليه قلت : مَعْديّ ، وكذلك النسب في كل اسمين جُعلا واحداً ، مثل بَعْلَبَكَّ وخَمْسَةَ عَشَر وتَـأَبـَّطَ شَرّاً ، تنسب إِلى الاسم الأَول ؛ تقول بَعْليٌّ وخَمْسِيٌّ وتَـأَبـَّطيٌّ ، وكذلك إِذا صَغَّرْتَ ، تُصَغِّرُ الأَوَّل ، واللّه أَعلم . "
المعجم: لسان العرب
كتم
" الكِتْمانُ : نَقِيض الإعْلانِ ، كَتَمَ الشيءَ يَكْتُمُه كَتْماً وكِتْماناً واكْتَتَمه وكَتَّمه ؛ قال أَبو النجم : وكانَ في المَجْلِسِ جَمّ الهَذْرَمَهْ ، لَيْثاً على الدَّاهِية المُكَتَّمهْ وكَتَمه إياه ؛ قال النابغة : كَتَمْتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَينِ ساهِراً ، وهمَّيْن : هَمّاً مُسْتَكِنّاً ، وظاهرا أَحادِيثَ نَفْسٍ تشْتَكي ما يَرِيبُها ، ووِرْدَ هُمُومٍ لا يَجِدْنَ مَصادِرا وكاتَمه إياه : ككَتَمه ؛
قال : تَعَلََّمْ ، ولوْ كاتَمْتُه الناسَ ، أَنَّني عليْكَ ، ولم أَظْلِمْ بذلكَ ، عاتِبُ وقوله : ولم أَظلم بذلك ، اعتراض بين أَنّ وخبرِها ، والاسم الكِتْمةُ . وحكى اللحياني : إنه لحَسن الكِتْمةِ . ورجل كُتَمة ، مثال هُمَزة ، إذا كان يَكْتُمُ سِرَّه . وكاتَمَني سِرَّه : كتَمه عني . ويقال للفرَس إذا ضاق مَنْخِرهُ عن نفَسِه : قد كَتَمَ الرَّبْوَ ؛ قال بشر : كأَنَّ حَفِيفَ مَنْخِرِه ، إذا ما كتَمْنَ الرَّبْوَ ، كِيرٌ مُسْتَعارُ يقول : مَنْخِره واسع لا يَكْتُم الرَّبو إذا كتمَ غيره من الدَّوابِّ نفَسَه من ضِيق مَخْرَجه ، وكتَمه عنه وكتَمه إياه ؛
أَنشد ثعلب : مُرَّةٌ ، كالذُّعافِ ، أَكْتُمها النَّا سَ على حَرِّ مَلَّةٍ كالشِّهابِ ورجل كاتِمٌ للسر وكَتُومٌ . وسِرٌّ كاتمٌ أَي مَكْتُومٌ ؛ عن كراع . ومُكَتَّمٌ ، بالتشديد : بُولِغ في كِتْمانه . واسْتَكْتَمه الخَبَر والسِّرَّ : سأَله كَتْمَه . وناقة كَتُوم ومِكتامٌ : لا تَشُول بذنبها عند اللَّقاح ولا يُعلَم بحملها ، كتَمَتْ تَكْتُم كُتوماً ؛ قال الشاعر في وصف فحل : فَهْوَ لجَولانِ القِلاصِ شَمّامْ ، إذا سَما فوْقَ جَمُوحٍ مِكْتامْ ابن الأَعرابي : الكَتِيمُ الجَمل الذي لا يَرغو . والكَتِيمُ : القَوْسُ التي لا تَنشَقُّ . وسحاب مَكْتُومٌ (* قوله « وسحاب مكتوم » كذا في الأصل وقد استدركها شارح القاموس على المجد ، والذي في الصحاح والأساس : مكتتم ): لا رَعْد فيه . والكَتُوم أَيضاً : الناقة التي لا تَرْغُو إذا ركبها صاحبها ، والجمع كُتُمٌ ؛ قال الأَعشى : كَتُومُ الرُّغاءِ إذا هَجَّرَتْ ، وكانتْ بَقِيَّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ وقال آخر : كَتُومُ الهَواجِرِ ما تَنْبِسُ وقال الطِّرِمّاح : قد تجاوَزْتُ بِهِلْواعةٍ عبْرِ أَسْفارٍ كَتُومِ البُغامِ (* قوله « عبر أسفار » هو بالعين المهملة ووقع في هلع بالمعجمة كما وقع هنا في الأصل وهو تصحيف ). وناقة كَتُوم : لا تَرْغُو إذا رُكِبت . والكَتُومُ والكاتِمُ من القِسِيَِّ : التي لا تُرِنُّ إذا أُنْبِضَتْ ، وربما جاءت في الشعر كاتمةً ، وقيل : هي التي لا شَق فيها ، وقيل : هي التي لا صَدْعَ في نَبْعِها ، وقيل : هي التي لا صدع فيها كانت من نَبْع أو غيره ؛ وقال أَوس بن حجر : كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ لا دُونَ مِلْئِها ، ولا عَجْسُها عَنْ مَوْضِعِ الكفِّ أَفْضَلا قوله طِلاعُ الكَفِّ أي مِلْءٌ الكف ، قال : ومثله قول الحسن أَحَبُّ إليَّ من طِلاع الأرض ذهباً . وفي الحديث : أَنه كان اسم قَوْسِ سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، الكَتُومَ ؛ سميت به لانْخِفاضِ صوتِها إذا رُمي عنها ، وقد كتَمت كُتوماً . أَبو عمرو : كتَمَت المَزادةُ تَكْتُم كُتوماً إذا ذهب مَرَحُها وسَيَلانُ الماءِ من مَخارِزها أَوّل ما تُسرَّب ، وهي مَزادة كَتُوم . وسِقاءٌ كَتِيم ، وكتَمَ السِّقاءُ يَكْتُمُ كِتْماناً وكُتوماً : أَمسك ما فيه من اللبن والشراب ، وذلك حين تذهب عيِنته ثم يدهن السقاءُ بعد ذلك ، فإذا أَرادوا أن يستقوا فيه سرَّبوه ، والتسريب : أن يصُبُّوا فيه الماءَ بعد الدهن حتى يَكْتُمَ خَرْزُه ويسكن الماء ثم يستقى فيه . وخَرْز كَتِيم : لا يَنْضَح الماء ولا يخرج ما فيه . والكاتِم : الخارِز ، من الجامع لابن القَزاز ، وأَنشد فيه : وسالَتْ دُموعُ العَينِ ثم تَحَدَّرَتْ ، وللهِ دَمْعٌ ساكِبٌ ونَمُومُ فما شَبَّهَتْ إلاَّ مَزادة كاتِمٍ وَهَتْ ، أَو وَهَى مِنْ بَيْنِهنَّ كَتُومُ وهو كله من الكَتم لأن إخفاء الخارز للمخروز بمنزلة الكتم لها ، وحكى كراع : لا تسأَلوني عن كَتْمةٍ ، بسكون التاء ، أي كلمة . ورجل أَكْتمُ : عظيم البطن ، وقيل : شعبان . والكَتَمُ ، بالتحريك : نبات يخلط مع الوسْمة للخضاب الأَسود . الأَزهري : الكَتَم نبت فيه حُمرة . وروي عن أَبي بكر ، رضي الله عنه ، أَنه كان يَخْتَضِب بالحِنَّاء والكَتَم ، وفي رواية : يصبُغ بالحِنَاء والكَتَم ؛ قال أُمية بن أَبي الصلت : وشَوَّذَتْ شَمْسُهمْ إذا طَلَعَتْ بالجِلْب هِفّاً كأَنه كَتَم ؟
قال ابن الأَ ثير في تفسير الحديث : يشبه أَن يراد به استعمال الكَتَم مفرداً عن الحناء ، فإن الحِناء إذا خُضِب به مع الكتم جاء أَسود وقد صح النهي عن السواد ، قال : ولعل الحديث بالحناء أَو الكَتم على التخيير ، ولكن الروايات على اختلافها بالحناء والكتم . وقال أَبو عبيد : الكَتَّم ، مشدد التاء ، والمشهور التخفيف . وقال أبَو حنيفة : يُشَبَّب الحناء بالكتم ليشتدّ لونه ، قال : ولا ينبت الكتم إلاَّ في الشواهق ولذلك يَقِلُّ . وقال مرة : الكتم نبات لا يَسْمُو صُعُداً وينبت في أَصعب الصخر فيَتَدلَّى تَدَلِّياً خِيطاناً لِطافاً ، وهو أَخضر وورقه كورق الآس أَو أصغر ؛ قال الهذلي ووصف وعلاً : ثم يَنُوش إذا آدَ النَّهارُ له ، بَعْدَ التَّرَقُّبِ مِن نِيمٍ ومِن كَتَمِ وفي حديث فاطمة بنت المنذر : كنا نَمتشط مع أَسماء قبل الإحرام ونَدَّهِنُ بالمَكْتومة ؛ قال ابن الأَثير : هي دُهن من أَدْهان العرب أَحمر يجعل فيه الزعفران ، وقيل : يجعل فيه الكَتَم ، وهو نبت يخلط مع الوسْمة ويصبغ به الشعر أَسود ، وقيل : هو الوَسْمة . والأَكْثَم : العظيم البطن . والأَكثم : الشبعان ، بالثاء المثلثة ، ويقال ذلك فيهما بالتاء المثناة أَيضاً وسيأْتي ذكره . ومكتوم وكَتِيمٌ وكُتَيْمة : أَسماء ؛
قال : وأَيَّمْتَ مِنَّا التي لم تَلِدْ كُتَيْمَ بَنِيك ، وكنتَ الحليلا (* قوله « وأيمت » هذا ما في الأصل ، ووقع في نسخة المحكم التي بأيدينا : وأَيتمت ، من اليتم ). أَراد كتيمة فرخم في غير النداء اضطراراً . وابنُ أُم مَكْتُوم : مؤذن سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، كان يؤذن بعد بلال لأنه كان أَعمى فكان يقتدي ببلال . وفي حديث زمزم : أَن عبد المطلب رأَى في المنام قيل : احْفِر تُكْتَمَ بين الفَرْث والدم ؛ تُكْتَمُ : اسم بئر زمزم ، سميت بذلك لأنها كانت اندفنت بعد جُرْهُم فصارت مكتومة حتى أَظهرها عبد المطلب . وبنو كُتامة : حي من حِمْيَر صاروا إلى بَرْبَر حين افتتحها افريقس الملك ، وقيل : كُتام قبيلة من البربر . وكُتمان ، بالضم : موضع ، وقيل : اسم جبل ؛ قال ابن مقبل : قد صَرَّحَ السَّيرُ عن كُتْمانَ ، وابتُذِلَت وَقعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيّةِ الذُّقُنِ وكُتُمانُ : اسم ناقة . والأَكْثَم : العظيم البطن . والأَكثم : الشبعان ، بالثاء المثلثة ، ويقال ذلك فيهما بالتاء المثناة أَيضاً وسيأْتي ذكره . ومكتوم وكَتِيمٌ وكُتَيْمة : أَسماء ؛
قال : وأَيَّمْتَ مِنَّا التي لم تَلِدْ كُتَيْمَ بَنِيك ، وكنتَ الحليلا (* قوله « وأيمت » هذا ما في الأصل ، ووقع في نسخة المحكم التي بأيدينا : وأَيتمت ، من اليتم ). أَراد كتيمة فرخم في غير النداء اضطراراً . وابنُ أُم مَكْتُوم : مؤذن سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، كان يؤذن بعد بلال لأنه كان أَعمى فكان يقتدي ببلال . وفي حديث زمزم : أَن عبد المطلب رأَى في المنام قيل : احْفِر تُكْتَمَ بين الفَرْث والدم ؛ تُكْتَمُ : اسم بئر زمزم ، سميت بذلك لأنها كانت اندفنت بعد جُرْهُم فصارت مكتومة حتى أَظهرها عبد المطلب . وبنو كُتامة : حي من حِمْيَر صاروا إلى بَرْبَر حين افتتحها افريقس الملك ، وقيل : كُتام قبيلة من البربر . وكُتمان ، بالضم : موضع ، وقيل : اسم جبل ؛ قال ابن مقبل : قد صَرَّحَ السَّيرُ عن كُتْمانَ ، وابتُذِلَت وَقعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيّةِ الذُّقُنِ وكُتُمانُ : اسم ناقة . "
المعجم: لسان العرب
كفأ
" كافَأَهُ على الشيء مُكافأَةً وكِفَاءً : جازاه . تقول : ما لي بهِ قِبَلٌ ولا كِفاءٌ أَي ما لي به طاقةٌ على أَن أُكافِئَه . وقول حَسَّانَ بن ثابت : وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ أَي جبريلُ ، عليه السلام ، ليس له نَظِير ولا مَثيل . وفي الحديث : فَنَظَر اليهم فقال : مَن يُكافِئُ هؤُلاء . وفي حديث الأَحنف : لا أُقاوِمُ مَن لا كِفَاء له ، يعني الشيطانَ . ويروى : لا أُقاوِلُ . والكَفِيءُ : النَّظِيرُ ، وكذلك الكُفْءُ والكُفُوءُ ، على فُعْلٍ وفُعُولٍ . والمصدر الكَفَاءةُ ، بالفتح والمدّ . وتقول : لا كِفَاء له ، بالكسر ، وهو في الأَصل مصدر ، أَي لا نظير له . والكُفْءُ : النظير والمُساوِي . ومنه الكفَاءةُ في النِّكاح ، وهو أَن يكون الزوج مُساوِياً للمرأَة في حَسَبِها ودِينِها ونَسَبِها وبَيْتِها وغير ذلك . وتَكافَأَ الشَّيْئانِ : تَماثَلا . وَكافَأَه مُكافَأَةً وكِفَاءً : ماثَلَه . ومن كلامهم : الحمدُ للّه كِفاءَ الواجب أَي قَدْرَ ما يكون مُكافِئاً له . والاسم : الكَفاءة والكَفَاءُ . قال : فَأَنْكَحَها ، لا في كَفَاءٍ ولا غِنىً ، * زِيادٌ ، أَضَلَّ اللّهُ سَعْيَ زِيادِ وهذا كِفَاءُ هذا وكِفْأَتُه وكَفِيئُه وكُفْؤُه وكُفُؤُه وكَفْؤُه ، بالفتح عن كراع ، أَي مثله ، يكون هذا في كل شيء . قال أَبو زيد : سمعت امرأَة من عُقَيْل وزَوجَها يَقْرآن : لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ولم يكن له كُفىً أَحَدٌ ، فأَلقى الهمزة وحَوَّل حركتها على الفاء . وقال الزجاج : في قوله تعالى : ولم يَكُنْ له كُفُؤاً أَحَدٌ ؛ أَربعةُ أَوجه القراءة ، منها ثلاثة : كُفُؤاً ، بضم الكاف والفاء ، وكُفْأً ، بضم الكاف وإِسكان الفاء ، وكِفْأً ، بكسر الكاف وسكون الفاء ، وقد قُرئ بها ، وكِفاءً ، بكسر الكاف والمدّ ، ولم يُقْرَأْ بها . ومعناه : لم يكن أَحَدٌ مِثْلاً للّه ، تعالى ذِكْرُه . ويقال : فلان كَفِيءُ فلان وكُفُؤُ فلان . وقد قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر والكسائي وعاصم كُفُؤاً ، مثقلاً مهموزاً . وقرأَ حمزة كُفْأً ، بسكون الفاء مهموزاً ، وإِذا وقف قرأَ كُفَا ، بغير همز . واختلف عن نافع فروي عنه : كُفُؤاً ، مثل أَبي عَمْرو ، وروي : كُفْأً ، مثل حمزة . والتَّكافُؤُ : الاسْتِواء . وفي حديث النبي ، صلى اللّه عليه وسلم : الـمُسْلِمُونَ تَتَكافَأُ دِماؤُهم . قال أَبو عبيد : يريد تَتساوَى في الدِّياتِ والقِصاصِ ، فليس لشَرِيف على وَضِيعٍ فَضْلٌ في ذلك . وفلان كُفْءُ فلانةَ إِذا كان يَصْلُح لها بَعْلاً ، والجمع من كل ذلك : أَكْفَاء . قال ابن سيده : ولا أَعرف للكَفْءِ جمعاً على أَفْعُلٍ ولا فُعُولٍ . وحَرِيٌّ أَن يَسَعَه ذلك ، أَعني أَن يكون أَكْفَاء جمعَ كَفْءٍ ، المفتوحِ الأَول أَيضاً . وشاتان مُكافَأَتانِ : مُشْتَبِهتانِ ، عن ابن الأَعرابي . وفي حديث العَقِيقةِ عن الغلام : شاتانِ مُكافِئَتانِ أَي مُتَساوِيَتانِ في السِّنِّ أَي لا يُعَقُّ عنه إِلاّ بمُسِنَّةٍ ، وأَقلُّه أَن يكون جَذَعاً ، كما يُجْزِئُ في الضَّحايا . وقيل : مُكافِئَتانِ أَي مُسْتوِيتانِ أَو مُتقارِبتانِ . واختار الخَطَّابِيُّ الأَوَّلَ ، قال : واللفظة مُكافِئَتانِ ، بكسر الفاء ، يقال : كافَأَه يُكافِئهُ فهو مُكافِئهُ أَي مُساوِيه . قال : والمحدِّثون يقولون مُكافَأَتَانِ ، بالفتح . قال : وأَرى الفتح أَولى لإِنه يريد شاتين قد سُوِّيَ بينهما أَي مُساوًى بينهما . قال : وأَما بالكسر فمعناه أَنهما مُساوِيتَان ، فيُحتاجُ أَن يذكر أَيَّ شيء ساوَيَا ، وإِنما لو ، قال مُتكافِئتان كان الكسر أَولى . وقال الزمخشري : لا فَرْق بين المكافِئَتيْنِ والمُكافَأَتَيْنِ ، لأَن كل واحدة إِذا كافَأَتْ أُختَها فقد كُوفِئَتْ ، فهي مُكافِئة ومُكافَأَة ، أَو يكون معناه : مُعَادَلَتانِ ، لِما يجب في الزكاة والأُضْحِيَّة من الأَسنان . قال : ويحتمل مع الفتح أَن يراد مَذْبُوحَتان ، من كافَأَ الرجلُ بين البعيرين إِذا نحر هذا ثم هذا مَعاً من غير تَفْريق ؛ كأَنه يريد شاتين يَذْبحهما في وقت واحد . وقيل : تُذْبَحُ إِحداهما مُقابلة الأُخرى ، وكلُّ شيءٍ ساوَى شيئاً ، حتى يكون مثله ، فهو مُكافِئٌ له . والمكافَأَةُ بين الناس من هذا . يقال : كافَأْتُ الرجلَ أَي فَعَلْتُ به مثلَ ما فَعَلَ بي . ومنه الكُفْءُ من الرِّجال للمرأَة ، تقول : إِنه مثلها في حَسَبها . وأَما قوله ، صلى اللّه عليه وسلم : لا تَسْأَلِ المرأَةُ طَلاقَ أُختها لتَكْتَفِئَ ما في صَحْفَتها فإِنما لها ما كُتِبَ لها . فإِن معنى قوله لِتَكْتَفِئَ : تَفتَعِلُ ، من كَفَأْتُ القِدْرَ وغيرها إِذا كَبَبْتها لتُفْرِغَ ما فيها ؛ والصَّحْفةُ : القَصْعةُ . وهذا مثل لإِمالةِ الضَّرَّةِ حَقَّ صاحِبَتها من زوجها إِلى نَفْسِها إِذا سأَلت طلاقَها ليَصِير حَقُّ الأُخرى كلُّه من زوجِها لها . ويقال : كافَأَ الرجلُ بين فارسين برُمْحِه إِذا والَى بينهما فَطَعنَ هذا ثم هذا . قال الكميت : نَحْر الـمُكافِئِ ، والـمَكْثُورُ يَهْتَبِلُ والمَكْثُورُ : الذي غَلَبه الأََقْرانُ بكثرتهم . يهْتَبلُ : يَحْتالُ للخلاص . ويقال : بَنَى فلان ظُلَّةً يُكافِئُ بها عينَ الشمسِ ليَتَّقيَ حَرَّها . قال أَبو ذرّ ، رضي اللّه عنه ، في حديثه : ولنا عَباءَتانِ نُكافِئُ بهما عَنَّا عَيْنَ الشمسِ أَي نُقابِلُ بهما الشمسَ ونُدافِعُ ، من الـمُكافَأَة : الـمُقاوَمة ، وإِنِّي لأَخْشَى فَضْلَ الحِساب . وكَفَأَ الشيءَ والإِنَاءَ يَكْفَؤُه كَفْأً وكَفَّأَهُ فَتَكَفَّأَ ، وهو مَكْفُوءٌ ، واكْتَفَأَه مثل كَفَأَه : قَلَبَه . قال بشر بن أَبي خازم : وكأَنَّ ظُعْنَهُم ، غَداةَ تَحَمَّلُوا ، * سُفُنٌ تَكَفَّأُ في خَلِيجٍ مُغْرَبِ وهذا البيت بعينه استشهد به الجوهري على تَكَفَّأَتِ المرأَةُ في مِشْيَتِها : تَرَهْيَأَتْ ومادَتْ ، كما تَتَكَفَّأُ النخلة العَيْدانَةُ . الكسائي : كَفَأْتُ الإِناءَ إِذا كَبَبْتَه ، وأَكْفَأَ الشيءَ : أَمَاله ، لُغَيّة ، وأَباها الأَصمعي . ومُكْفِئُ الظُّعْنِ : آخِرُ أَيام العَجُوزِ . والكَفَأُ : أَيْسَرُ المَيَلِ في السَّنام ونحوه ؛ جملٌ أَكْفَأُ وناقة كَفْآءُ . ابن شميل : سَنامٌ أَكْفَأُ وهو الذي مالَ على أَحَدِ جَنْبَي البَعِير ، وناقة كَفْآءُ وجَمَل أَكْفَأُ ، وهو من أَهْوَنِ عُيوب البعير ، لأَنه إِذا سَمِنَ اسْتَقامَ سَنامُه . وكَفَأْتُ الإِناءَ : كَبَبْته . وأَكْفَأَ الشيءَ : أَمالَه ، ولهذا قيل : أَكْفَأْتُ القَوْسَ إِذا أَملْتَ رأْسَها ولم تَنْصِبْها نَصْباً حتى تَرْمِيَ عنها . غيره : وأَكْفَأَ القَوْسَ : أَمَالَ رأْسَها ولم يَنْصِبْها نَصْباً حين يَرْمِي عليها . (* قوله « حين يرمي عليها » هذه عبارة المحكم وعبارة الصحاح حين يرمي عنها .). قال ذو الرمة : قَطَعْتُ بها أَرْضاً ، تَرَى وَجْهَ رَكْبِها ، * إِذا ما عَلَوْها ، مُكْفَأً ، غيرَ ساجِعِ أَي مُمالاً غيرَ مُستَقِيمٍ . والساجِعُ : القاصِدُ الـمُسْتَوِي الـمُسْتَقِيمُ . والـمُكْفَأُ : الجائر ، يعني جائراً غير قاصِدٍ ؛ ومنه السَّجْعُ في القول . وفي حديث الهِرّة : أَنه كان يُكْفِئُ لها الإِناءَ أَي يُمِيلُه لتَشْرَب منه بسُهولة . وفي حديث الفَرَعَة : خيرٌ مِنْ أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لحمه بوَبَرِه ، وتُكْفِئُ إِناءَك ، وتُولِهُ ناقَتَكَ أَي تَكُبُّ إِناءَكَ لأَنه لا يَبْقَى لك لَبن تحْلُبه فيه . وتُولِهُ ناقَتَكَ أَي تَجْعَلُها والِهَةً بِذبْحِك ولَدَها . وفي حديث الصراط : آخِرُ مَن يَمرُّ رجلٌ يَتَكَفَّأُ به الصراطُ ، أَي يَتَميَّل ويَتَقَلَّبُ . وفي حديث دُعاء الطّعام : غيرَ مُكْفَإٍ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُسْتَغْنىً عنه رَبَّنا ، أَي غير مردود ولا مقلوب ، والضمير راجع إِلى الطعام . وفي رواية غيرَ مَكْفِيٍّ ، من الكفاية ، فيكون من المعتلِّ . يعني : أنَّ اللّه تعالى هو الـمُطْعِم والكافي ، وهو غير مُطْعَم ولا مَكْفِيٍّ ، فيكون الضمير راجعاً إِلى اللّه عز وجل . وقوله : ولا مُوَدَّعٍ أَي غيرَ متروك الطلب إِليه والرَّغْبةِ فيما عنده . وأَما قوله : رَبَّنا ، فيكون على الأَول منصوباً على النداء المضاف بحذف حرف النداء ، وعلى الثاني مرفوعاً على الابتداءِ المؤَخَّر أَي ربُّنا غيرُ مَكْفِيٍّ ولا مُوَدَّعٍ ، ويجوز أَن يكون الكلام راجعاً إِلى الحمد كأَنه ، قال : حمداً كثيراً مباركاً فيه غير مكفيٍّ ولا مُودَّعٍ ولا مُسْتَغْنىً عنه أَي عن الحمد . وفي حديث الضحية : ثم انْكَفَأَ إِلى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فذبحهما ، أَي مالَ ورجع . وفي الحديث : فأَضَعُ السيفَ في بطنِه ثم أَنْكَفِئُ عليه . وفي حديث القيامة : وتكون الأَرضُ خُبْزةً واحدة يَكْفَؤُها الجَبَّار بيده كما يَكْفَأُ أَحدُكم خُبْزَته في السَّفَر . وفي رواية : يَتَكَفَّؤُها ، يريد الخُبْزة التي يَصْنَعُها الـمُسافِر ويَضَعُها في الـمَلَّة ، فإِنها لا تُبْسَط كالرُّقاقة ، وإِنما تُقَلَّب على الأَيدي حتى تَسْتَوِيَ . وفي حديث صفة النبي ، صلى اللّه عليه وسلم : أَنه كان إِذا مشَى تَكَفَّى تَكَفِّياً . التَّكَفِّي : التَّمايُلُ إِلى قُدَّام كما تَتَكَفَّأُ السَّفِينةُ في جَرْيها . قال ابن الأَثير : روي مهموزاً وغير مهموز . قال : والأَصل الهمز لأَن مصدر تَفَعَّلَ من الصحيح تَفَعُّلٌ كَتَقَدَّمَ تَقَدُّماً ، وتَكَفَّأَ تَكَفُّؤاً ، والهمزة حرف صحيح ، فأَما إِذا اعتل انكسرت عين المستقبل منه نحو تَحَفَّى تَحَفِّياً ، وتَسَمَّى تَسَمِّياً ، فإِذا خُفِّفت الهمزةُ التحقت بالمعتل وصار تَكَفِّياً بالكسر . وكلُّ شيءٍ أَمَلْته فقد كَفَأْتَه ، وهذا كما جاءَ أَيضاً أَنه كان إِذا مَشَى كأَنَّه يَنْحَطُّ في صَبَبٍ . وكذلك قوله : إِذا مَشَى تَقَلَّع ، وبعضُه مُوافِقٌ بعضاً ومفسره . وقال ثعلب في تفسير قوله : كأَنما يَنْحَطُّ في صَبَبٍ : أَراد أَنه قَوِيُّ البَدَن ، فإِذا مَشَى فكأَنما يَمْشِي على صُدُور قَدَمَيْه من القوَّة ، وأَنشد : الواطِئِينَ على صُدُورِ نِعالِهِمْ ، * يَمْشُونَ في الدَّفَئِيِّ والأَبْرادِ والتَّكَفِّي في الأَصل مهموز فتُرِك همزه ، ولذلك جُعِل المصدر تَكَفِّياً . وأَكْفَأَ في سَيره : جارَ عن القَصْدِ . وأَكْفَأَ في الشعر : خالَف بين ضُروبِ إِعْرابِ قَوافِيه ، وقيل : هي الـمُخالَفةُ بين هِجاءِ قَوافِيهِ ، إِذا تَقارَبَتْ مَخارِجُ الحُروفِ أَو تَباعَدَتْ . وقال بعضهم : الإِكْفَاءُ في الشعر هو الـمُعاقَبَةُ بين الراء واللام ، والنون والميم . قال الأَخفش : زعم الخليل أَنَّ الإِكْفَاءَ هو الإِقْواءُ ، وسمعته من غيره من أَهل العلم . قال : وسَأَلتُ العَربَ الفُصَحاءَ عن الإِكْفَاءِ ، فإِذا هم يجعلونه الفَسادَ في آخِر البيت والاخْتِلافَ من غير أَن يَحُدُّوا في ذلك شيئاً ، إِلاَّ أَني رأَيت بعضهم يجعله اختلاف الحُروف ، فأَنشدته : كأَنَّ فا قارُورةٍ لم تُعْفَصِ ، منها ، حِجاجا مُقْلةٍ لم تُلْخَصِ ، كأَنَّ صِيرانَ الـمَها الـمُنَقِّزِ فقال : هذا هو الإِكْفَاءُ . قال : وأَنشد آخَرُ قوافِيَ على حروف مختلفة ، فعابَه ، ولا أَعلمه إِلاَّ ، قال له : قد أَكْفَأْتَ . وحكى الجوهريّ عن الفرَّاءِ : أَكْفَأَ الشاعر إِذا خالَف بين حَركات الرَّوِيّ ، وهو مثل الإِقْواءِ . قال ابن جني : إِذا كان الإِكْفَاءُ في الشِّعْر مَحْمُولاً على الإِكْفاءِ في غيره ، وكان وَضْعُ الإِكْفَاءِ إِنما هو للخلافِ ووقُوعِ الشيءِ على غير وجهه ، لم يُنْكَر أَن يسموا به الإِقْواءَ في اخْتلاف حُروف الرَّوِيِّ جميعاً ، لأَنَّ كلَّ واحد منهما واقِعٌ على غير اسْتِواءٍ . قال الأَخفش : إِلا أَنِّي رأَيتهم ، إِذا قَرُبت مَخارِجُ الحُروف ، أَو كانت من مَخْرَج واحد ، ثم اشْتَدَّ تَشابُهُها ، لم تَفْطُنْ لها عامَّتُهم ، يعني عامَّةَ العرب . وقد عاب الشيخ أَبو محمد بن بري على الجوهريّ قوله : الإِكْفَاءُ في الشعر أَن يُخالَف بين قَوافِيه ، فيُجْعَلَ بعضُها ميماً وبعضها طاءً ، فقال : صواب هذا أَن يقول وبعضها نوناً لأَن الإِكْفَاءَ إِنما يكون في الحروف الـمُتقارِبة في المخرج ، وأَما الطاء فليست من مخرج الميم . والـمُكْفَأُ في كلام العرب هو الـمَقْلُوب ، وإِلى هذا يذهبون . قال الشاعر : ولَمَّا أَصابَتْنِي ، مِنَ الدَّهْرِ ، نَزْلةٌ ، * شُغِلْتُ ، وأَلْهَى الناسَ عَنِّي شُؤُونُها إِذا الفارِغَ الـمَكْفِيَّ مِنهم دَعَوْتُه ، * أَبَرَّ ، وكانَتْ دَعْوةً يَسْتَدِيمُها فَجَمَعَ الميم مع النون لشبهها بها لأَنهما يخرجان من الخَياشِيم . قال وأَخبرني من أَثق به من أَهل العلم أَن ابنة أَبِي مُسافِعٍ ، قالت تَرْثِي أَباها ، وقُتِلَ ، وهو يَحْمِي جِيفةَ أَبي جَهْل بن هِشام : وما لَيْثُ غَرِيفٍ ، ذُو * أَظافِيرَ ، وإِقْدامْ كَحِبِّي ، إِذْ تَلاَقَوْا ، و * وُجُوهُ القَوْمِ أَقْرانْ وأَنتَ الطَّاعِنُ النَّجلا * ءَ ، مِنْها مُزْبِدٌ آنْ وبالكَفِّ حُسامٌ صا * رِمٌ ، أَبْيَضُ ، خَدّامْ وقَدْ تَرْحَلُ بالرَّكْبِ ، * فما تُخْنِي بِصُحْبانْ ، قال : جمعوا بين الميم والنون لقُرْبهما ، وهو كثير . قال : وقد سمعت من العرب مثلَ هذا ما لا أُحْصِي . قال الأَخفش : وبالجملة فإِنَّ الإِكْفاءَ الـمُخالَفةُ . وقال في قوله : مُكْفَأً غير ساجِعِ : الـمُكْفَأُ ههنا : الذي ليس بِمُوافِقٍ . وفي حديث النابغة أَنه كان يُكْفِئُ في شِعْرِه : هو أَن يُخالَفَ بين حركات الرَّويّ رَفْعاً ونَصباً وجرّاً . قال : وهو كالإِقْواء ، وقيل : هو أَن يُخالَف بين قَوافِيه ، فلا يلزم حرفاً واحداً . وكَفَأَ القومُ : انْصَرَفُوا عن الشيءِ . وكَفَأَهُم عنه كَفْأً : صَرَفَهم . وقيل : كَفَأْتُهُم كَفْأً إِذا أَرادوا وجهاً فَصَرَفْتَهم عنه إِلى غيره ، فانْكَفَؤُوا أَي رَجَعُوا . ويقال : كان الناسُ مُجْتَمِعِينَ فانْكَفَؤُوا وانْكَفَتُوا ، إِذا انهزموا . وانْكَفَأَ القومُ : انْهَزَمُوا . (* قوله « عذاب » هو في غير نسخة من المحكم بالذال المعجمة مضبوطاً كما ترى وهو في التهذيب بالدال المهملة مع فتح العين .) أَراد به النخيلَ ، وأَرادَ بأَشْطانِها عُرُوقَها ؛ والبحرُ ههنا : الماءُ الكَثِير ، لأَن النخيل لا تشرب في البحر . أَبو زيد يقال : اسْتَكْفَأْتُ فلاناً نخلةً إِذا سأَلته ثمرها سنةً ، فجعل للنخل كَفْأَةً ، وهو ثَمَرُ سَنَتِها ، شُبِّهت بكَفْأَةِ الإِبل . واسْتَكْفَأْتُ فلاناً إِبِلَه أَي سأَلتُه نِتاجَ إِبِلِه سَنةً ، فَأَكْفَأَنِيها أَي أَعْطاني لَبَنها ووبرَها وأَولادَها منه . والاسم : الكَفْأَة والكُفْأَة ، تضم وتفتح . تقول : أَعْطِني كَفْأَةَ ناقَتِك وكُفْأَةَ ناقَتِك . غيره : كَفْأَةُ الإِبل وكُفْأَتُها : نِتاجُ عامٍ . ونَتَجَ الإِبلَ كُفْأَتَيْنِ . وأَكْفأَها إِذا جَعَلَها كَفْأَتين ، وهو أَن يَجْعَلَها نصفين يَنْتِجُ كل عام نصفاً ، ويَدَعُ نصفاً ، كما يَصْنَعُ بالأَرض بالزراعة ، فإِذا كان العام الـمُقْبِل أَرْسَلَ الفحْلَ في النصف الذي لم يُرْسِله فيه من العامِ الفارِطِ ، لأَنَّ أَجْوَدَ الأَوقاتِ ، عند العرب في نِتاجِ الإِبل ، أَن تُتْرَكَ الناقةُ بعد نِتاجِها سنة لا يُحْمَل عليها الفَحْل ثم تُضْرَبُ إِذا أَرادت الفحل . وفي الصحاح : لأَنّ أَفضل النِّتاج أن تُحْمَلَ على الإِبل الفُحولةُ عاماً ، وتُتْرَكَ عاماً ، كما يُصْنَع بالأَرض في الزّراعة ، وأَنشد قول ذي الرمة : تَرَى كُفْأَتَيْها تُنْفِضَانِ ، ولَم يَجِدْ * لَها ثِيلَ سَقْبٍ ، في النِّتاجَيْنِ ، لامِسُ وفي الصحاح : كِلا كَفْأَتَيْها ، يعني : أَنها نُتِجَتْ كلها إِناثاً ، وهو محمود عندهم . وقال كعب بن زهير : إِذا ما نَتَجْنا أَرْبَعاً ، عامَ كُفْأَةٍ ، * بَغاها خَناسِيراً ، فأَهْلَكَ أَرْبَعا الخَناسِيرُ : الهَلاكُ . وقيل : الكَفْأَةُ والكُفْأَةُ : نِتاجُ الإِبل بعد حِيالِ سَنةٍ . وقيل : بعدَ حِيالِ سنةٍ وأَكثرَ . يقال من ذلك : نَتَجَ فلان إِبله كَفْأَةً وكُفْأَةً ، وأَكْفَأْتُ في الشاءِ : مِثلُه في الإِبل . وأَكْفَأَتِ الإِبل : كَثُر نِتاجُها . وأَكْفَأَ إِبلَه وغَنَمَهُ فلاناً : جَعل له أَوبارَها وأصْوافَها وأَشْعارَها وأَلْبانَها وأَوْلادَها . وقال بعضهم : مَنَحَه كَفْأَةَ غَنَمِه وكُفْأَتَها : وَهَب له أَلبانَها وأَولادها وأصوافَها سنةً ورَدَّ عليه الأُمَّهاتِ . ووَهَبْتُ له كَفْأَةَ ناقتِي وكُفْأَتها ، تضم وتفتح ، إِذا وهبت له ولدَهَا ولبنَها ووبرها سنة . واسْتَكْفَأَه ، فأَكْفَأَه : سَأَلَه أَن يجعل له ذلك . أَبو زيد : اسْتَكْفَأَ زيدٌ عَمراً ناقَتَه إِذا سأَله أَن يَهَبَها له وولدها ووبرها سنةً . وروي عن الحرث بن أَبي الحَرِث الأَزْدِيِّ من أَهل نَصِيبِينَ : أَن أَباه اشْتَرَى مَعْدِناً بمائةِ شاة مُتْبِع ، فأَتَى أُمَّه ، فاسْتَأْمَرها ، فقالت : إِنك اشتريته بثلثمائة شاة : أُمُّها مائةٌ ، وأَولادُها مائة شاة ، وكُفْأَتُها مائة شاة ، فَنَدِمَ ، فاسْتَقالَ صاحِبَه ، فأَبَى أنْ يُقِيلَه ، فَقَبَضَ الـمَعْدِنَ ، فأَذابَه وأَخرج منه ثَمَنَ ألف شاةٍ ، فأَثَى به صاحِبُه إِلى عليّ ، كَرُّم اللّه وجهه ، فقال : إِنَّ أَبا الحرث أَصابَ رِكازاً ؛ فسأَله عليّ ، كرّم اللّه وجهه ، فأَخبره أَنه اشتراه بمائة شاة مُتْبِع . فقال عليّ : ما أَرَى الخُمُسَ إِلاّ على البائِعِ ، فأَخذَ الخُمُس من الغنم ؛ أَراد بالـمُتْبِع : التي يَتْبَعُها أَولادُها . وقوله أَثَى به أَي وَشَى به وسَعَى به ، يَأْثُوا أَثْواً . والكُفْأَةُ أَصلها في الإِبل : وهو أَن تُجْعَلَ الإِبل قَطْعَتَيْن يُراوَحُ بينهما في النِّتاجِ ، وأَنشد شمر : قَطَعْتُ إِبْلي كُفْأَتَيْنِ ثِنْتَيْن ، * قَسَمْتُها بقِطْعَتَيْنِ نِصْفَيْن أَنْتِجُ كُفْأَتَيْهِما في عامَيْن ، * أَنْتِجُ عاماً ذِي ، وهذِي يُعْفَيْن وأَنْتِجُ الـمُعْفَى مِنَ القَطِيعَيْن ، * مِنْ عامِنا الجَائي ، وتِيكَ يَبْقَيْن ، قال أَبو منصور : لمْ يزد شمر على هذا التفسير . والمعنى : أَنَّ أُمَّ الرجل جعلَت كُفْأَةَ مائةِ شاةٍ في كل نِتاجٍ مائةً . ولو كانت إِبلاً كان كُفْأَةُ مائةٍ من الإِبلِ خَمْسين ، لأَن الغنمَ يُرْسَلُ الفَحْلُ فيها وقت ضِرابِها أَجْمَعَ ، وتَحْمِلُ أَجْمَع ، وليستْ مِثلَ الإِبلِ يُحْمَلُ عليها سَنةً ، وسنةً لا يُحْمَلُ عليها . وأَرادتْ أُمُّ الرجل تَكْثِيرَ ما اشْتَرى به ابنُها ، وإعلامَه أَنه غُبِنَ فيما ابْتاعَ ، فَفَطَّنَتْه أَنه كأَنه اشْتَرَى الـمَعْدِنَ بِثلثمائة شاةٍ ، فَنَدِمَ الابنُ واسْتَقالَ بائعَه ، فأَبَى ، وبارَكَ اللّهُ له في الـمَعْدِن ، فَحَسَده البائع على كثرة الرِّبح ، وسَعَى به إِلى عَليٍّ ، رضي اللّه عنه ، ليأْخذ منه الخمس ، فَأَلْزَمَ الخُمُسَ البائِعَ ، وأَضرَّ السَّاعِي بِنَفْسِه في سِعايَته بصاحِبِه إليه . والكِفاءُ ، بالكسر والمَدّ : سُتْرةٌ في البيت مِنْ أَعْلاه إِلى أَسْفَلِه من مُؤَخَّرِه . وقيل : الكِفاءُ الشُّقَّة التي تكون في مُؤَخَّرِ الخِبَاءِ . وقيل : هو شُقَّةٌ أَو شُقَّتان يُنْصَحُ إحداهما بالأُخرى ثم يُحْمَلُ به مُؤَخَّر الخبَاءِ . وقيل : هو كِساءٌ يُلْقَى على الخِبَاءِ كالإِزارِ حتى يَبْلُغَ الأَرضَ . وقد أَكْفَأَ البيتَ إِكْفاءً ، وهو مُكْفَأٌ ، إِذا عَمِلْتَ له كِفَاءً . وكِفَاءُ البيتِ : مؤَخَّرُه . وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ : رأَى شاةً في كِفَاءِ البيت ، هو من ذلك ، والجمعُ أَكْفِئةٌ ، كَحِمارٍ وأَحْمِرةٍ . ورجُلٌ مُكْفَأُ الوجهِ : مُتَغَيِّرُه ساهِمُه . ورأَيت فلاناً مُكْفَأَ الوَجْهِ إِذا رأَيتَه كاسِفَ اللَّوْنِ ساهِماً . ويقال : رأَيته مُتَكَفِّئَ اللَّوْنِ ومُنْكَفِتَ اللّوْنِ . (* قوله « متكفّئ اللون ومنكفت اللون » الأول من التفعل والثاني من الأنفعال كما يفيده ضبط غير نسخة من التهذيب .) أَي مُتَغَيِّرَ اللّوْنِ . وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : أَنه انْكَفَأَ لونُه عامَ الرَّمادة أَي تَغَيّر لونُه عن حاله . ويقال : أَصْبَحَ فلان كَفِيءَ اللّونِ مُتَغَيِّرَه ، كأَنه كُفِئَ ، فهو مَكْفُوءٌ وكَفِيءٌ . قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة : وأَسْمَرَ ، من قِداحِ النَّبْعِ ، فَرْعٍ ، * كَفِيءِ اللّوْنِ من مَسٍّ وضَرْسِ أَي مُتَغَيِّرِ اللونِ من كثرة ما مُسِحَ وعُضَّ . وفي حديث الأَنصاريِّ : ما لي أَرى لَوْنَك مُنْكَفِئاً ؟، قال : من الجُوعِ . وقوله في الحديث : كان لا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلا من مُكافِئٍ . قال القتيبي : معناه إِذا أَنْعَمَ على رجل نِعْمةً فكافَأَه بالثَّنَاءِ عليه قَبِلَ ثَنَاءَه ، وإِذا أَثْنَى قَبْلَ أَن يُنْعِمَ عليه لم يَقْبَلْها . قال ابن الأَثير ، وقال ابن الأَنباري : هذا غلط ، إِذ كان أَحد لا يَنْفَكُّ من إِنْعام النبيِّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، لأَنَّ اللّه ، عز وجل ، بَعَثَه رَحْمةً للناس كافَّةً ، فلا يَخرج منها مُكافِئٌ ولا غير مُكافِئٍ ، والثَّنَاءُ عليه فَرْضٌ لا يَتِمُّ الإِسلام إِلا به . وإنما المعنى : أَنه لا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ عليه إِلا من رجل يعرف حقيقة إِسلامه ، ولا يدخل عنده في جُمْلة الـمُنافِقين الذين يَقولون بأَلسنتهم ما ليس في قلوبهم . قال : وقال الأَزهريّ : وفيه قول ثالث : إِلاّ من مُكافِئٍ أَي مُقارِبٍ غير مُجاوِزٍ حَدَّ مثلِه ، ولا مُقصِّر عما رَفَعَه اللّه إليه . "