أتهفى: كلمة تتكون من خمس أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ الألف المقصورة (ى) و تحتوي على ألف همزة (أ) و تاء (ت) و هاء (ه) و فاء (ف) و الألف المقصورة (ى) .
" الهَذّ والهَذَذُ : سرعة القطع وسرعة القراءة ؛ هَذَّ القرآن يَهُذُّه هَذًّا . يقال : هو يَهُذُّ القرآنَ هَذًّا ، ويهذُّ الحديث هذًّا أَي يَسْرُده ؛
وأَنشد : كَهَذِّ الأَشاءَةِ بالمِخْلَبِ وإِزْمِيلٌ هَذٌّ وهَذُوذٌ أَي حادّ . وفي حديث ابن عباس : وقال له رجل : قرأْت المُفَصَّل الليلة ، فقال : أَهَذًّا كَهذِّ الشعر ؟ أَراد أَتَهُذُّ القرآن هَذًّا فتسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر ، ونصبه على المصدر . وشَفْرَة هَذُوذٌ : قاطعة . وسكين هذوذ : قَطَّاع . وضرباً هَذَاذَيْك أَي هَذًّا بعد هذّ ، يعني قطعاً بعد قطع ؛ قال الشاعر : ضَرْباً هَذَاذَيْك وطَعْناً وخْضَ ؟
قال سيبويه : وإِن شاء حمله على أَن الفعل وقع في هذه الحال ؛ وقول الشاعر : فَبَاكَرَ مَخْتُوماً عليه سيَاعُه هذاذيْك حتى أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعَا فسره أَبو حنيفة فقال : هَذَاذَيْك هذًّا بعد هذّ أَي شرباً بعد شرب . يقول : باكر الدن مملوءاً وراح وقد فرّغه . وتقول للناس إِذا أَردت أَن يكفُّوا عن الشيء : هذاذيكَ وهَجاجَيْك ، على تقدير الاثنين ؛ قال عبد بني الحسحاس : إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبرد مثلُه ، هذاذيك حتى ليس للبُرْدِ لابِسُ تزعم النساء أَنه إِذا شَقَّ عند البِضاع شيئاً من ثوب صاحبه دام الود بينهما وإِلا تهاجرا . واهتذذت الشيء : اقتطعته بسرعة ؛ قال ذو الرمة : وعَبْدُ يَغُوثٍ تَحْجِلُ الطيرُ حولَه ، قد اهْتَذَّ عَرْشَيْه الحُسامُ المُذَكَّرُ
ويروى : قد احتز . يريد بعبد يغوثَ هذا عَبْدَ يَغُوثَ بن وقَّاص الحارثي ولم يقتل في المعركة ، وإِنما قتل بعد الأَسر ؛ أَلا تراه يقول : وتَضْحَكُ مني شَيخة عَبْشَمِيَّة ، كأَنْ لم تَرَ قَبْلي أَسيراً يمانِيَا الأَزهري : يقال حَجَازَيْك وهَذَاذيك ؛ قال : وهي حروف خِلْقتها التثنية لا تغير . وحجازيك : أَمره أَن يحجُز بينهم . قال : ويحتمل أَن يكون معناه كف نفسك . قال : وهذاذيك يأْمره أَن يقطع أَمر القوم . وهذَّه بالسيف هذًّا : قطعه كهَذَأَهُ . وسيف هَذْهاذٌ وهُذَاهِذٌ : قطَّاع . وقَرَبٌ هَذْهاذٌ : بَعيدٌ صَعْب . "
المعجم: لسان العرب
هكم
" الهَكِمُ : المُتَقحِّهم على ما لا يَعنيه الذي يتعرَّض للناس بشرِّه ؛
وأَنشد : تَهَكَّمَ حَرْبٌ على جارِنا ، وأَلْقى عليه له كَلْكَلا وقد تَهَكَّم على الأَمرِ وتهكَّم بنا : زَرى علينا وعَبِثَ بنا . وتهكَّم له وهَكَّمه : غَنَّاه . والتهكُّم : التكبُّرُ . والمُسْتَهْكِمُ : المُتكبِّرُ . والمُتَهَكِّمُ : المتكبُّرُ ، وهو أَيضاً الذي يتهدَّمُ عليك من الغيْظ والحُمْق . وتهكَّم عليه إِذا اشتد غضبُه . والتهكُّم : التبَخْتُر بطَراً . والتهكُّم : السيْلُ الذي لا يُطاق . والتهكُّم : تهوُّرُ البئر . وتهَكَّمَت البئرُ : تهدَّمَت . والتهكُّم : الطَّعْنُ المُدارَك . وتهكَّمْتُ : تَغَنَّيْتُ . وهَكَّمْتُ غيري تَهْكيماً : غنَّيْتُه ، وذلك إِذا انْبرَيْتَ تُغَنِّي له بصوت . والتَّهَكُّم : الاستهزاء . وفي حديث أُسامة : فخرجت في أَثرِ رجل منهم جَعَلَ يَتَهَكَّمُ بي أَبي يستهزئ ويستخفّ . وفي حديث عبد الله بن أَبي حَدْرَدٍ : وهو يمشي القَهْقَرى ويقول هَلُمَّ إِلى الجنة ، يَتَهكَّمُ بنا . وقول سُكَيْنة لهِشام : يا أَحْوَلُ لقد أَصبحتَ تَتَهَكَّمُ بنا . وحكى ابن بري عن أَبي عمرو : التهكُّم حديثُ الرجلِ في نفسِه ؛
وأَنشد لزيادٍ المِلْقَطيّ : يا مَنْ لِقَلْبٍ قد عَصاني أَنْهَمُهْ أُفْهِمُه ، لو كان عَنِّي يَفْهَمُهْ مِنْ ذكر ليلى دَلَّهم تَهَكُّمُهْ ، والدَّهْرُ يَغْتالُ الفَتى ويَعْجُمُهْ وقال : التهكُّمُ الوقوعُ في القوم ؛
وأَنشد لِنَهِيك ابن قَعْنَب : تَهَكَّمْتُما حَوْلَيْنِ ثم نَزَعْتُما ، فلا إِنْ عَلا كَعْباكُما بالتَّهَكُّمِ وإِن زائدة بعد لا التي للدعاء . "
المعجم: لسان العرب
هزج
" الهَزَجُ : الخِفَّة وسُرعةُ وَقْعِ القوائم ووضعِها . صبي هَزِجٌ وفرس هَزِجٌ ؛ قال النابغة الجَعْدي يَنْعَتُ فرساً : غَدا هَزِجاً طَرِباً قلبُه ، لَغِبْنَ ، وأَصْبَحَ لم يَلْغَبِ والهَزَجُ : الفَرَحُ . والهَزَجُ : صوتٌ مُطْرِبٌ ؛ وقيل : صوت فيه بَحَحٌ ؛ وقيل : صوت دقيق مع ارتفاع . وكلُّ كلامٍ مُتقارِبٍ مُتدارِك : هَزَجٌ ، والجمع أَهزاج . والهَزَجُ : نوع من أَعاريض الشعر ، وهو مفاعيلن مفاعيلن ، على هذا البناء كله أَربعة أَجزاء ، سمِّي بذلك لتقارب أَجزائه ، وهو مُسَدَّس الأَصل ، حملاً على صاحبيه في الدائرة ، وهما الرجز والرمل إِذ تركيب كل واحد منهما من وتد مجموع وسببين خفيفين . وهَزَّجَ : تَغَنَّى ؛ قال يزيد بن الأَعور الشَّيْبي : كأَنَّ شَنّاً هَزَجاً ، وشَنَّا قَعْقَعةً ، مُهَزِّجٌ تَغَنَّى وتَهَزَّج : كهَزَّجَ . والهَزَج : من الأَغانيِّ وفيه تَرَنُّم ؛ وقد هَزِجَ ، بالكسر ، وتَهَزَّج ؛ قال الشاعر : كأَنها جاريةٌ تَهَزَّجُ وقال أَبو إسحق : التَّهَزُّج تردُّدُ التحسين في الصوت ؛ وقيل : التَّهَزُّج صوت مُطَوَّل غير رفيع ؛
وأَنشد : أَجَشُّ مُجَلْجِلٌ ، هَزِجٌ مُلِثٌّ ، تُكَرْكِرُه الجَنائِبُ في السِّدادِ وعُودٌ هَزِجٌ ، ومُغَنٍّ هَزِجٌ : يُهَزِّجُ الصوتَ تَهْزيجاً . والهَزَجُ : تدارك الصوت في خِفَّة وسرعة ؛ يقال : هو هَزِجُ الصوت هُزامِجُه أَي مُدارِكه . قال : وليس الهَزَجُ من التَّرَنُّم في شيء ؛ وقال عنترة : وكأَنما تَنْأَى بجانِبِ دَفِّها الوَحْشِيِّ ، من هَزِجِ العَشِيِّ ، مُؤَوِّمِ يعني ذباباً لطيرانه تَرَنُّمٌ ، فالناقة تحذر لسعه اياها . وتَهَزَّجت القوس إِذا صوّتت عند إِنْباضِ الرمي عنها ؛ قال الكميت : لم يَعِبْ رَبُّها ولا الناسُ منها ، غيرَ إِنذارها عليه الحَمِيرَا بأَهازيجَ من أَغانِيِّها الجُشْـ شِ ، وإِتباعِها النَّحِيبَ الزَّفِيرَا وفي الحديث : أَدبر الشيطان وله هَزَج ، وفي رواية : وَزَجٌ . الهَزَجُ : الرَّنَّة . والوَزَجُ : دونه ، وقد استعمل ابن الأَعرابي الهَزَجَ في معنى العُواءِ ؛
وأَنشد بيت عنترة : وكأَنما تنأَى بجانب دفِّها الوحشيِّ ، من هَزِج العشيِّ ، مؤَوّمِ هِرٍّ جَنِيبٍ ، كلَّما عَطَفَتْ له غَضْبَى ، اتَّقاها باليدين وبالفَم ؟
قال : هَزِجٌ كثير العُواء بالليل ، ووضع العَشِيَّ موضع الليل لقربه منه ، وأَبدل هِرًّا من هَزِجٍ ؛ ورواه الشيباني يَنْأَى ، وهِرٌّ عنده رفع فاعل لينأَى . ومَرَّ هَزيجٌ من الليل كهَزيعٍ . الجوهري : الهَزَجُ صوتالرعل والذِّبَّانِ . "
المعجم: لسان العرب
هذب
" التَّهْذيبُ : كالتَّنْقِـيةِ . هَذَبَ الشيءَ يَهْذِبُه هَذْباً ، وهَذَّبه : نَقَّاه وأَخْلصه ، وقيل : أَصْلَحه . وقال أَبو حنيفة : التَّهْذيبُ في القِدْحِ العَملُ الثاني ، والتَّشْذيبُ الأَوَّل ، وهو مذكور في موضعه . والـمُهَذَّبُ من الرجال : الـمُخَلَّصُ النَّقِـيُّ من العُيوب ؛ ورجل مُهَذَّبٌ أَي مُطَهَّرُ الأَخْلاقِ . وأَصلُ التهذيبِ : تَنْقِـيةُ الـحَنْظَل من شَحْمِه ، ومُعالجَةُ حَبِّه ، حتى تَذْهَبَ مَرَارَتُه ، ويَطيبَ لآكله ؛ ومنه قول أَوْسٍ : أَلم تَرَيا ، إِذ جئْتُما ، أَنَّ لَـحْمَها * به طَعْمُ شَرْيٍ ، لم يُهَذَّبْ ، وحَنْظَلِ
ويقال : ما في مَوَدَّته هَذَبٌ أَي صَفاءٌ وخُلُوصٌ ؛ قال الكميت : مَعْدِنُك الجَوهَرُ الـمُهَذَّبُ ، ذو * الإِبْرِيزِ ، بَخٍّ ما فَوْقَ ذا هَذَبُ وهَذَبَ النَّخْلَةَ : نَقَّى عنها اللِّيفَ . وهَذَبَ الشيءُ يَهْذِبُ هَذْباً : سالَ ؛ وقول ذي الرمة : دِيارٌ عَفَتْها ، بَعْدَنا ، كلُّ ديمةٍ * دَرُورٍ ، وأُخْرى ، تُهْذِبُ الماءَ ، ساجِر ؟
قال الأَزهري : يقال أَهْذَبَتِ السحابةُ ماءَها إِذا أَسالته بسُرْعة . والإِهذابُ والتَّهذيبُ : الإِسراعُ في الطَّيَران ، والعَدْوِ ، والكلام ؛ قال امرؤُ القيس : وللزَّجْرِ منه وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ وأَهْذَبَ الإِنسانُ في مَشْيِهِ ، والفَرسُ في عَدْوِه ، والطائرُ في طَيَرانِه : أَسْرَعَ ؛ وقولُ أَبي العِـيالِ : ويَحْمِلُه حَمِـيمٌ أَرْ * يَحِـيٌّ ، صادِقٌ هَذِبُ هو على النَّسَب أَي ذو هَذْبٍ ؛ وقد قيل فيه : هَذَبَ وأَهْذَبَ وهَذَّبَ ، كلُّ ذلك من الإِسراع . وفي حديث سَرِيَّةِ عبداللّه بن جَحْشٍ : إِني أَخْشَى عليكم الطَّلَبَ ، فَهَذِّبُوا أَي أَسْرِعوا السَّيْرَ ؛ والاسمُ : الـهَيْذَبَـى : وقال ابن الأَنباري : الـهَيْذَبى أَن يَعْدُوَ في شِقّ ؛
وأَنشد : مَشَى الـهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرَا ورواه بعضهم : مَشَى الـهِرْبِذا ، وهو بمنزلة الـهَيْذَبى . وفي حديث أَبي ذر : فجَعَل يُهْذِبُ الرُّكوعَ أَي يُسْرِعُ فيه ويُتابعه . والـهَيْذَبى : ضَرْبٌ من مَشْيِ الخيل . الفراءُ : الـمُهْذِبُ السريعُ ، وهو من أَسماءِ الشَّيْطانِ ؛ ويقال له : الـمُذْهِبُ أَي الـمُحَسِّنُ للـمَعاصي . وإِبل مَهاذيبُ : سِراعٌ ؛ وقال رؤْبة : ضَرْحاً ، وقد أَنْجَدْنَ من ذاتِ الطُّوَقْ ، صَوادِقَ العَقْبِ ، مَهاذيبَ الوَلَقْ والطائرُ يُهاذِبُ في طَيَرانِه : يَمُرُّ مَرّاً سَريعاً ؛ حكاه يعقوب ، وأَنشد بيتَ أَبي خِراشٍ : يُبادِرُ جُنْحَ اللَّيلِ ، فهو مُهاذِبٌ ، * يَحُثُّ الجَناحَ بالتَّبَسُّطِ والقَبْضِ وقال أَبو خراش أَيضاً : فهَذَّبَ عَنْها ما يَلي البَطْنَ ، وانْتَحَى * طَريدةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِل ؟
قال السُّكَّرِيُّ : هَذَّبَ عنها فَرَّقَ . "
المعجم: لسان العرب
هرب
" الـهَرَبُ : الفِرارُ . هَرَبَ يَهْرُبُ هَرَباً : فَرَّ ، يَكونُ ذلك للإِنسان ، وغيره من أَنواع الحيوان . وأَهْرَبَ : جَدَّ في الذَّهابِ مَذْعُوراً ؛ وقيل : هو إِذا جَدَّ في الذهاب مَذْعُوراً ، أَو غيرَ مَذْعور ؛ وقال اللحياني : يكون ذلك للفَرَس وغيره مما يَعْدُو ؛ وهَرَّبَ غيرَه تَهْريباً . وقال مرَّة : جاءَ مُهْرِباً أَي جادّاً في الأَمْرِ ؛ وقيل : جاءَ مُهْرِباً إِذا أَتاك هارِباً فَزِعاً ؛ وفلانٌ لنا مَهْرَبٌ . وأَهْرَبَ الرجلُ إِذا أَبْعَدَ في الأَرض ؛ وأَهْرَبَ فلانٌ فلاناً إِذا اضْطَرَّه إِلى الـهَرَبِ . ويقال : هَرَبَ من الوَتِدِ نِصْفُه في الأَرض أَي غابَ ؛ قال أَبو وَجْزَةَ : ومُجْنَـأً كإِزاءِ الـحَوْضِ مُنْثَلِماً ، * ورُمَّةً نَشِـبَتْ في هارِبِ الوَتِدِ . (* قوله « ومجنأ » أي نؤياً اهـ . تكملة .) وساحَ فلان في الأَرضِ وهَرَبَ فيها . قال : وقال بعضهم : أَهْرَبَ فلانٌ أَي أَغْرَقَ في الأَمْر . الأَصمعي ، في نفي المال : ما لَه هارِبٌ ولا قارِبٌ أَي صادرٌ عن الماءِ ولا وارِد ؛ وقال اللحياني : معناه ما له شيءٌ ، وما له قَوْمٌ ؛ قال : ومثله ما له سَعْنةٌ ولا مَعْنَةٌ . وقال ابن الأَعرابي : الهارِبُ الذي صَدَر عن الماءِ ؛ قال : والقارِبُ الذي يَطْلُبُ الماءَ . وقال الأَصمعي في قولهم ما لَه هارِبٌ ولا قارِبٌ : معناه ليس له أَحَدٌ يَهْرُبُ منه ، ولا أَحدٌ يَقْرُبُ منه أَي فليس هو بشيءٍ ؛ وقيل : معناه ما لَه بَعِـيرٌ يَصْدُرُ عن الماءِ ، ولا بَعِـيرٌ يَقْرُبُ الماءَ . وفي الحديث :، قال له رجل : ما لي ولعيالي هارِبٌ ولا قارِبٌ غيرَها أَي ما لي بعيرٌ صادرٌ عن الماء ، ولا واردٌ سواها ، يعني ناقتَه . ابن الأَعرابي : هَرِبَ الرجُلُ إِذا هَرِمَ ؛ وأَهْرَبَتِ الريحُ ما على وجهِ الأَرض من التُّراب والقَمِـيم وغيره إِذا سَفَتْ به . والـهُرْبُ : الثَّرْبُ ، يمانية . وهَرَّابٌ ومُهْرِبٌ : اسمان . وهارِبةُ البَقْعاءِ : بَطْنٌ . "
وأَنشد الأَصمعي لأَبي محمد الفَقْعَسي : إِنَّا إِذا قَلَّتْ طخَارِيرُ القَزَعْ ، وصَدَرَ الشَّارِبُ منها عن جُرَعْ ، نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ ، من كلِّ عَرَّاصٍ ، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ مِثْلِ قُدامَى النَّسْرِ ، ما مَسَّ بَضَعْ أَراد بالعَرَّاصِ السيفَ البَرَّاقَ المضطَرِبَ . واهْتَزَعَ : اضْطَرَبَ . ومَرَّ فلان يَهْزَعُ أَي يُسْرِع مثل يَمْزَع . وهَزَعَ واهْتَزَعَ وتَهَزَّعَ ، كله : بمعنى أَسْرَعَ . وفرس مُهْتَزِعٌ : سرِيعُ العَدْوِ . وهَزَعَ الفرسُ يَهْزَعُ : أَسْرَعَ ، وكذلك الناقة . وهَزَعَ الظَّبْيُ يَهْزَعُ هَزْعاً : عَدا عَدْواً شَدِيداً . ومَرَّ فلان يَهْزَعُ ويَقْزَعُ أَي يَعْرُجُ ، وهو أَيضاً أن يَعْدُوَ عَدْواً شديداً ؛ قال رؤبة يصف الثور والكلاب : وإِن دَنَتْ من أَرْضِه تَهَزَّعا أَراد أَن الكِلابَ إِذا دنت من قَوائِمِ الثور تَهَزَّعَ أَي أَسْرَعَ في عَدْوِه . والأَهْزَعُ من السِّهامِ : الذي يبقى في الكِنانة وحده ، وهو أَرْدَؤُها ، ويقال له سهم هِزاعٌ ، وقيل : الأَهْزَعُ خير السِّهامِ وأَفضلُها تَدَّخِرُه لشَديدة ، وقيل : هو آخر ما يَبْقَى من السهام في الكنانة ، جيِّداً كان أَو رديئاً ، وقيل : إِنما يتكلم به في النفي فيقال : ما في جَفِيرِه أَهْزَعُ ، وما في كنانته أَهْزَعُ ؛ وقد يأْتي به الشاعر في غير النفي للضرورة ، فإِنَّ النَّمِر ابنَ تَوْلَبٍ أَتى به مع غير الجَحْد فقال : فأَرْسلَ سَهْماً له أَهْزَعا ، فَشَكَّ نواهِقَه والفَم ؟
قال ابن بري : وقد جاءَ أَيضاً لغير النمر ؛ قال رَيَّانُ بن حُوَيْصٍ : كَبِرْتُ ورَقَّ العَظْمُ مِني ، كأَنَّما رَمَى الدَّهْرُ مِني كلَّ عِرْقٍ بأَهْزَعا وربما قيل : رُمِيتُ بأَهْزَعَ ؛ قال العجاج : لا تَكُ كالرامِي بغيرِ أَهْزَعا يعني كمن ليس في كِنانته أَهْزَعُ ولا غيره ، وهو الذي يتكلف الرَّمْيَ ولا سَهْمَ معه . ويقال : ما في الجَعْبَةِ إِلاَّ سَهْمٌ هِزاعٌ أَي وحده ؛
وأَنشد : وبَقِيتُ بعْدَهُمُ كَسَهْمِ هِزاعِ وما بَقِيَ في سَنامِ بَعِيرِك أَهْزَعُ أَي بَقِيَّةُ شَحْمٍ . وقولهم : ما في الدارِ أَهْزَعُ أَي ما فيها أَحَدٌ . وظَلَّ يَهْزَعُ في الحشِيشِ أَي يَرْعى . وهُزَيْعٌ ومِهْزَعٌ : اسْمانِ . والمِهْزَعُ : المِدَقُّ ؛ وقال يصف أَسداً : كأَنَّهُمُ يَخْشَوْن مِنْكَ مُدَرَّباً ، بحَلْيَةَ ، مَشْبُوحَ الذِّراعَيْنِ ، مِهْزَعا "
المعجم: لسان العرب
هشم
" الهَشْمُ : كَسْرُك الشيء الأَجْوَف واليابس ، وقيل : هو كسْرُ العظام والرأْس من بين سائر الجسد ، وقيل : هو كسْر الوجه ، وقيل : هو كسر الأَنف ؛ هذه عن اللحياني ، تقول : هَشَمْتُ أَنفَه إذا كسرت القَصَبة ، وقيل : هو كسْر القَيْض ، وقال اللحياني مرة : الهَشْم في كل شيء ، هَشَمه يَهْشِمُه هَشْماً ، فهو مَهْشوم وهَشيم ، وهَشَّمه وقد انهَشَم وتهشَّم . وفي حديث أُحُد : جُرِحَ وجهُ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وهُشِمَت البيضةُ على رأْسه ؛ الهَشْم : الكسْرُ ، والبَيضةُ : الخَوْذةُ . وهَشَم الثرِيدَ ؛ ومنه هاشِمُ بن عبد مَناف أَبو عبد المطلب جدّ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كان يُسمَّى عَمْراً وهو أَول من ثرَد الثَّريدَ وهَشَمه فسُمّي هاشِماً ؛ فقالت فيه ابنتُه (* قوله « فقالت فيه ابنته » كذا بالأصل والمحكم ، وفي التهذيب ما نصه : وفيه يقول مطرود الخزاعي .) عَمرو العُلا هَشَمَ الثَّريدَ لِقَومه ، ورِجالُ مكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجاف وقال ابن بري : الشعر لابن الزِّبَعْري ؛
وأَنشد لآخر : أَوْسَعَهُم رَفْدُ قُصَيٍّ شَحْما ، ولَبَناً مَحْضاً وخُبزاً هَشْما وقول أَبي خِراش الهذلي : فلا وأَبي ، لا تَأْكُلُ الطيرُ مِثْلَه ، طَويل النِّجاد ، غير هارٍ ولا هَشْمِ أَراد مَهْشومٍ ، وقد يكون غيرَ ذي هَشْم . والهاشِمة : شَجَّةٌ تَهشِم العَظم ، وقيل : الهاشِمة من الشِّجاج التي هَشَمتِ العَظم ولم يَتبايَنْ فَراشُه ، وقيل : هي التي هَشَمت العظمَ فنُقِش وأُخْرِج فَراشُه فتَباينَ فَراشُِ والريحُ تَهْشِم اليَبيسَ من الشجر : تَكْسِرُه . يقال : هَشَمَتْه . والهَشيم : النبت اليابس المُتكسِّر ، والشجرةُ البالية يأْخذها الحاطب كيف يشاء . وفي التنزيل العزيز : فأَصبَح هَشيماً ؛ وقيل : هو يابس كلِّ كَلإٍ إلاَّ يابسَ البُهْمى فإنه عَرِبٌ لا هَشيم ، وقيل : هو اليابس من كل شيء . والهَشيمةُ : الشجرة اليابسة البالية ، والجمع هَشيمٌ . وما فلانٌ إلاَّ هَشيمةُ كَرْمٍ أَي لا يَمْنع شيئاً ، وهو مثَلٌ بذلك ، وأَصله من الهَشيمة من الشجر يأْخذها الحاطب كيف يشاء . ويقال للرجل الجَواد السَّمْح : ما فلانٌ إلا هَشيمةُ كَرْمٍ والهَشِيمةُ : الأرضُ التي يَبِسَ شجرُها حتى اسوَدَّ غير أَنها قائمةٌ على يُبْسها . والهَشِيم : الذي بَقي من عامِ أَوَّل . ابن شميل : أَرض هَشيمةٌ ، وهي التي يَبِس شجرُها ، قائماً كان أَو مُتَهَشِّماً . وإن الأَرض البالية تَهَشَّمُ أَي تكسَّرُ إذا وَطِئْتَ عليها نَفْسِها لا شَجرِها ، وشجرُها أَيضاً إذا يَبِسَ يَتَهشَّم أَي يتكسَّر . وكلأٌ هَيْشومٌ : هَشٌّ لَيِّنٌ . وفي التنزيل العزيز : فكانوا كهَشِيم المُحْتَظِر ؛ قال : الهَشِيم ما يَبِس من الوَرَقِ وتكسر وتحطَّم ، فكانوا كالهَشِيم الذي يَجمَعُه صاحبُ الحَظِيرة أَي قد بلغ الغايةَ في اليُبس حتى بلَغ أَن يُجْمَع . أَبو قتيبة : اللحياني يقال للنبت الذي بقي من عام أَوّلَ هذا نَبْتٌ عاميٌّ وهَشِيمٌ وحَطِيمٌ ، وقال في ترجمة حظر : الهَشِيم ما يَبِس من الحَظِرات فارْفَتّ وتكسَّر ، المعنى أَنهم بادُوا وهلَكوا فصاروا كيبيس الشجر إذا تحطّم . وقال العراقي : معنى قوله كهَشِيم المحتظِر الذي يَحْظُر على هَشيمه ، أَراد أَنه حَظَر حِظاراً رَطباً على حِظارٍ قديمٍ قد يَبِسَ . وتَهَشَّم الشجرُ تَهَشُّماً إذا تكسَّر من يُبْسِه . وصارت الأَرض هشيماً أَي صار ما عليها من النبات والشجر قد يَبِس وتكسَّر . وقال أَبو حنيفة : انهَشَمت الإبلُ فتهشَّمَت خارتْ وضعُفت . وتَهشَّم الرجلَ : استعطفه ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد : حُلْوَ الشَّمائل مِكْراماً خَليقَتُه ، إذا تهَشَّمْته للنائل اخْتالا (* قوله « اختالا » كذا بالأصل والتهذيب والتكملة ، وفي المحكم : احتالا ، بالمهملة بدل المعجمة ). ورجل هَشِيمٌ : ضعيف البدن . وتهشَّم عليه فلان إذا تعطَّف . أَبو عمرو بن العلاء : تَهشَّمْتُه للمعروف وتهضَّمْتُه إذا طلَبْتَه عنده . أَبو زيد : تهَشَّمتُ فلاناً أَي ترَضَّيْتُه ؛
وأَنشد : إذا أَغْضَبْتُكمْ فتهَشَّمُوني ، ولا تَسْتَعْتِبوني بالوَعيد أَي تَرَضَّوْني . وتقول : اهْتَشَمْتُ نفسي لفلانٍ واهْتَضَمْتُها له إذا رَضِيتَ منه بودن النَّصفَة . وهَشَمَ الرجلَ : أكْرَمه وعظَّمه . وهَشَمَ الناقةَ هَشْماً : حلَبها ؛ وقال ابن الأَعرابي : هو الحَلْب بالكف كلها . ويقال : هَشَمْتُ ما في ضَرْع الناقة واهْتَشَمْت أَي احتلبْت . "
المعجم: لسان العرب
هدم
" الهَدْمُ : نَقِيضُ البناء ، هَدَمَه يَهْدِمُه هَدْماً وهَدَّمه فانْهَدَمَ وتَهَدَّمَ وهَدَّمُوا بُيوتهم ، شُدِّدَ للكثرة . ابن الأَعرابي : الهَدْمُ قَلْعُ ا لمَدَرِ ، يعني البيوت ، وهو فِعْلٌ مُجاوزٌ ، والفِعلُ اللازم منه الانْهِدامُ . ويقال : هَدَمَه ودَهْدَمَه بمعنى واحد ؛ قال العجاج : وما سُؤالُ طَلَلٍ وأَرْسُمِ ، والنُّؤْيِ بعدَ عَهْدِه المُدَهْدَمِ يعني الحاجزَ حولَ البيت إِذا تَهَدَّم . والهَدَمُ ، بالتحريك : ما تَهدَّم من نواحي البئر فسقط في جَوْفِها ؛ قال يصف امرأَة فاجرةً : تَمْضي ، إِذا زُجِرَتْ عن سَوْأَةٍ ، قُدُماً ، كأَنها هَدَمٌ في الجَفْرِ مُنْقاضُ والأَهْدَمانِ : أَن يَنْهارَ عليكَ بناءٌ أَو تقعَ في بئرٍ أَو أُهْوِيَّة . وقوله في الحديث : اللهمّ إِني أَعوذُ بك منَ الأَهْدَمَينِ ؛ قيل في تفسيره : هو أَن يَنْهَدِمَ على الرجل بناءٌ أَو يقعَ في بئرٍ ؛ حكاه الهرويّ في الغريبين ، قال ابن سيده : ولا أَدري ما حقيقتُه ؛ قال ابن الأَثير : هو أَن ينهارَ عليه بناءٌ أو يقعَ في بئرٍ أَو أُهْوِيّة . والأَهْدَمُ . أَفْعَلُ من الهَدَم : وهو ما تَهَدَّمَ من نواحي البئر فسقط فيها . وفي حديث الشهداء : وصاحبُ الهَدَمِ شهيدٌ ؛ الهَدَمُ ، بالتحريك : البناءُ المَهْدُومُ ، فَعَلٌ بمعنى مفعول ، وبالسكون الفِعْلُ نفْسُه ؛ ومنه الحديث : مَن هَدَمَ بُنْيانَ رَبِّه فهو مَلْعونٌ أَي مَنْ قَتَلَ النفَّسَ المُحرَّمة لأَنها بُنيانُ اللهِ وتَرْكِيبُه . وقالوا : دَمُنا دَمُكم وهَدَمُنا هَدَمُكم أَي نحن شيءٌ واحدٌ في النُّصْرة تَغْضَبون لنا ونغْضَبُ لكم . وفي الحديث . أَن أَبا الهيثم بن التَّيِّهان ، قال لرسولِ الله ، صلى الله عليه وسلم : إِن بيننا وبين القومِ حبالاً ونحن قاطِعوها فنخشَى إِنِ اللهُ أَعَزَّك وأَظْهَرَكَ أَن ترجعَ إِلى قومِك ، فتبَّسم النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، ثم ، قال : بل الدَّمُ الرَّمُ والهَدَمُ الهَدَمُ ، أَنا منكم وأَنتم مني ؛ يُروى بسكون الدال وفتحها ، فالهدَم ، بالتحريك : القَبْرُ يعني أُقْبَرُ حيث تُقْبَرون ، وقيل : هو المنزلُ أَي منزِلُكم مَنزِلي ، كحديثه الآخر : المَحْيا مَحْياكم والمماتُ مماتُكم أَي لا أُفارِقُكم . والهَدْم ، بالسكون وبالفتح أَيضاً : هو إِهدارُ دَمِ القتيلِ ؛ يقال : دِماؤهم بينهم هَدْمٌ أَي مُهْدَرةٌ ، والمعنى إِن طُلِب دَمُكم فقد طُلِبَ دَمي ، وإِن أُهْدِرَ دَمُكم فقد أُهْدِرَ دَمي لاستِحكام الأُلْفة بيننا ، وهو قولٌ معروف ، والعرب تقول : دَمي دَمُك وهَدَمي هَدَمُك ، وذلك عند المُعاهَدةِ والنُّصْرة . وروى الأَزهري عن ابن الأَعرابي ، قال : العربُ تقول دَمي دمُك وهَدَمي هدَمُك ؛ هكذا رواه بالفتح ، قال : وهذا في النُّصْرة ، والظُّلْم تقول : إِن ظُلِمْتَ فقد ظُلِمْتُ ؛ قال وأَنشدني العُقَيلي : دَماً طَيِّباً يا حَبَّذا أَنت من دَمِ وكان أَبو عبيدة يقول : هو الهَدَمُ الهَدَمُ واللَّدَمُ اللَّدَمُ أَي حُرْمتي مع حُرْمتِكم وبَيتي مع بَيْتِكم ؛
وأَنشد : ثم الْحَقي بِهَدَمي ولَدَمي أَي بأَصلي ومَوْضِعي . وأَصل الهَدَم ما انْهَدَم . يقال : هَدَمْت هَدْماً ، والمَهْدومُ هَدَمٌ ، وسمي منزلُ الرجل هَدَماً لانْهِدامِه ، وقال . غيره : يجوز أَن يُسمَّى القبرُ هَدَماً لأَنه يُحْفَر تُرابُه ثم يُرَدُّ ، تُرابه فيه ، فهو هَدَمٌ ، فكأَنه ، قال : مَقْبَرِي مَقْبَرُكم أَي لا أَزالُ معكم حتى أَموتَ عندكم . وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه ، قال في الحِلْف : دَمي دمُك إِن قَتَلني إِنسانٌ طَلَبْتَ بدَمي كما تَطْلُبُ بدَمِ ولِىِّك أَي ابن عَمِّك وأَخِيك ، وهَدَمي هَدَمُك أَي مَنْ هَدَمَ لي عِزّاً وشَرَفاً فقد هَدَمه منك . وكلُّ من قَتل ولِيِّي ، فقد قَتل ولِيَّك ، ومَنْ أَراد هَدْمَك فقد قصَدني بذلك . قال الأَزهري : ومن رواه الدَّمُ الدَّمُ والهَدْمُ الهَدْمُ ، فهو على قول الحَلِيف تَطْلُب بدَمي وأَنا أَطلبُ بدَمِك . وما هَدَمْتَ من الدِّماء هَدَمْتُ أَي ما عَفَوْتَ عنه وأَهْدَرْتَه فقد عفوتُ عنه وتركتُه . ويقال : إِنهم إِذا احْتَلَفوا ، قالوا هَدَمي هَدَمُك ودَمي دَمُك وتَرِثُني وأَرِثُك ، ثم نسَخ الله بآيات المَواريثِ ما كانوا يَشْترِطونه من المِيراث في الحِلْف والهِدْمُ ، بالكسر : الثوبُ الخلَقُ المُرَقَّعُ ، وقيل : هو الكِساءُ الذي ضُوعِفت رِقاعُه ، وخصَّ ابنُ الأَعرابي به الكِساءَ الباليَ من الصوفِ دون الثوبِ ، والجمع أَهْدامٌ وهِدَمٌ ؛ الأَخيرة عن أَبي حنيفة ، وهي نادرة ؛ وقال أَوس بن حجر : وذات هِدْمٍ عارٍ نَواشِرُها ، تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَباً جَدِع ؟
قال ابن بري : صوابه وذاتُ ، بالرفع ، لأَنه معطوف على فاعل قبله ؛ وهو : لِيُبْكِكَ الشَّرْبُ والمُدامةُ والفِتْيانُ ، طُرّاً ، وطامِعٌ طَمِعا وأَنشد ابن بري لأَبي دُواد : هَرَقْتُ في صُفْنِه ماءً لِيَشْرَبَه في داثِرٍ خَلَق الأَعْضادِ أَهْدامِ وفي حديث عُمر : وقَفَتْ عليه عجوزٌ عَشَمةٌ بأَهْدامٍ ؛ الأَِهْدامُ : الأَخْلاقُ من الثياب . وهَدَمْتُ الثوب إِذا رَقَعته . وفي حديث عليّ : لبِسْنا أَهْدام البِلى ، وروي عن الصَّمُوتيِّ الكلابي وذكرَ حِبَّةَ الأَرض فقال : تَنْحَلُّ فيأُخُذُ بعضُها رِقابَ بعضٍ فتنطلق هِدَماً كالبُسُطِ . وشيخٌ هِدْمٌ : على التشبيه بالثوب . أَبو عبيد : الهِدْمُ الشيخ الذي قد انْحَطَم مثل الهِمِّ . والعجوزُ المُتَهدِّمة : الفانيةُ الهَرِمة . وتَهَدَّم عليه من الغضب إِذا اشتدَّ غضبُه . وخُفٌّ هِدْمٌ ومُهَدَّمٌ : مثل الثوب ؛
قال : عَليَّ خُفّانِ مُهَدَّمانِ ، مُشْتَبِها الأَنْفِ مُقَعَّمانِ أَبو سعيد : هَدَّمَ فلانٌ ثوبَه ورَدَّمَه إِذا رَقَّعه ؛ رواه ابنُ الفَرج عنه . وعجوز مُتَهدِّمةٌ : هَرِمةٌ فانيةٌ ، ونابٌ مُتهدِّمة كذلك . والهَدَمُ : ما بقي من نباتِ عامِ أَوّلَ ، وذلك لِقِدَمِه . وهَدِمَت الناقةُ تَهْدَمُ هَدَماً وهَدَمةً ، فهي هَدِمةٌ من إِبلٍ هَدامى وهَدِمةٍ ، وتَهَدَّمَت وأَهْدَمت وهي مُهْدِم ، كلاهما ، إذا اشتدَّت ضبَعَتُها فياسَرت الفحلَ ولم تُعاسِرْه . وقال بعضهم : الهَدِمةُ الناقة التي تقع من شدة الضَّبَعةِ ؛ قال زيد بن تُرْكِيٍّ الدُّبَيري : يُوشِكُ أَن يُوجسَ في الأَوْجاسِ فيها هَديمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ ، إِذا دَعا العُنَّدَ بالأَجْراس ؟
قال ابن جني : فيه ثلاث روايات ، إِحداها : فيها هديمُ ضَبَعٍ هَوَّاسُ ويكون الهَديم هُنا فحلاً وأَضافه إِلى الضَّبَع لأَنه يَهْدَمُ إِذا ضَبِعَتْ ، وهَوَّاس : من نعت هديم ؛ الوراية الثانية : هَوَّاسِ ، بالخفض على الجِوار ؛ الرواية الثالثة : فيها هَديمُ ضَبَعٍ هِوَاسِ وهو الصحيح لأَن الهَوَسَ يكون في النُّوق ، وعليه يصحُّ استِشْهادُ الجوهريّ لأَنه جعل الهَديمَ الناقةَ الضَّبِعَةَ ، ويكون هِواسِ بدلاً من ضبَع ، والضَّبَعُ والهِواسُ واحدٌ . وهَديمُ في هذه الأَوجه فاعلٌ ليُوجِسَ في البيت الذي قبله أَي يُسْرِع أَن يَسمع صوتَ هذا الفحلِ ناقةٌ ضَبِعةٌ فتَشْتَدَّ ضَبَعَتُها ؛ وأَول الأُرجوزة : مِزْيدُ ، يا ابنَ النَّفَر الأَشْواسِ الشُّمْسِ ، بل زادُوا على الشِّماسِ وفلانٌ يَتَهَدَّمُ عليكَ غَضَباً : مَثَلٌ بذلك . وتهدَّم عليه : تَوَعَّدَه . ودِماؤهم هَدْمٌ بينهم ، بالتسكين ، وهَدَمٌ ، بالتحريك ، أَي هدَرٌ ، وذلك إِذا لم يودوا قاتلَه (* قوله « إذا لم يودوا قاتله » كذا بالأصل ، ولعله يؤذوا أو نحو ذلك ). عليّ بن حمزة : هَدْمٌ ، بسكون الدال . وتهادَمَ القومُ : تهادَرُوا . والهُدامُ : الدُّوارُ يُصِيبُ الإِنسان في البحر ؛ وهُدِم الرجلُ : أَصابه ذلك . والهَدْمُ : أَن تَضْرِبَه فتكسِرَ ظهرَه ؛ عن ابن الأَعرابي . وفي الحديث : من كانت الدنيا هَدَمَه وسَدَمَه أَي بُغْيَتَه وشَهْوَتَه . قال ابن الأَثير : هكذا رواه بعضهم ، والمحفوظ هَمَّه وسَدَمَه ، والله أَعلم . ورجلٌ هَدِمٌ : أَحمقُ مُخنَّث . وذو مَهْدَمٍ ومِهْدَمٍ : قَيْلٌ من أَقيال حِمْير . والمَهْدومُ من اللبَن : الرَّثِيئةُ . وفي التهذيب : المَهْدومةُ الرَّثيئة من اللبن ؛ قال الشاعر : شَفَيْتُ أَبا المُخْتارِ من داءِ بَطْنِه بمَهْدومةٍ ، تُنْبي ضُلوعَ الشَّراسِ ؟
قال : المَهْدومةُ هي الرثيئةُ . قال شهاب : إِذا حُلِب الحَليبُ على الحَقِين جاءت رثيئةٌ مُذَكَّرة طيِّبة ، لا فَلَقٌ ولا مُمْذَقِرّة سَمْهَجَةٌ ليّنة . والهَدْمةُ : الدُّفْعةُ من المال . ويقال : هذا شيءٌ مُهَنْدَمٌ أَي مُصْلَح على مقدار ، وهو معرَّب ، وأَصله بالفارسية أَنْدام ، مثل مُهَنْدِس وأَصله انْدازه . وفي الحديث : كلْ مما يَليك وإِياك والهَذْمَ ؛ قال ابن الأَثير : هكذا رواه بعضهم بالذال المعجمة ، وهو سُرْعةُ الأَكل ، والهَيْدامُ : الأَكولُ ؛ قال أَبو موسى : أَظنّ الصحيحَ بالدال المهملة يُريد به الأَكلَ من جوانب القَصْعةِ دون وَسَطِها ، وهو من الهَدَم ما تَهدَّمَ من نواحي البئر . والهَدْمةُ : المَطرةُ الخفيفة . وأَرض مَهْدومةٌ أَي مَمْطورةٌ . "
المعجم: لسان العرب
هزأ
" الهُزْءُ والهُزُؤُ : السُّخْرِيةُ . هُزِئَ به ومنه . وهَزَأَ يَهْزَأُ فيهما هُزْءاً وهُزُؤاً ومَهْزَأَةً ، وتَهَزَّأَ واسْتَهْزَأَ به : سَخِرَ . وقوله تعالى : إِنما نَحْنُ مُسْتَهْزِئون ، اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بهم . قال الزجاج : القِراءة الجَيِّدة على التحقيق ، فإِذا خَفَّفْتَ الهمزة جَعَلْتَ الهمزةَ بين الواو والهمزة ، فقلت مُسْتَهْزِئون ، فهذا الاختيار بعد التحقيق ، ويجوز أَن يُبدل منها ياءٌ فَتُقْرَأَ مُسْتَهْزِيُون ؛ فأَما مُسْتَهْزُونَ ، فضعيف لا وَجْهَ له إِلا شاذا ، على قول من أَبدل الهمزة ياءً ، فقال في اسْتَهْزَأْتُ اسْتَهْزَيْتُ ، فيجب على اسْتَهْزَيْتُ مُسْتَهْزُونَ . وقال : فيه أَوجه من الجَواب ؛ قيل : معنى اسْتِهْزَاءِ اللّه بهم أَن أَظهر لهم من أَحْكامه في الدنيا خَلافَ ما لهم في الآخرةِ ، كما أَظْهَرُوا للمسلمين في الدنيا خِلافَ ما أَسَرُّوا . ويجوز أَن يكون اسْتِهْزَاؤُه بهم أَخْذَه إِيَّاهم من حَيْثُ لا يَعْلَمُون ، كما ، قال ، عزّ من قائل : سَنَسْتَدْرِجُهم مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُون ؛ ويجوز ، وهو الوجه المختار عند أَهل اللغة ، أَن يكون معنى يَسْتَهْزِئُ بهم يُجازِيهم على هُزُئِهم بالعَذاب ، فسمي جَزاءُ الذَّنْب باسمه ، كما ، قال تعالى : وجزاءُ سَيِّئةٍ سَيِّئةٌ مِثلُها ؛ فالثانية ليست بِسَيِّئة في الحقيقة إِنما سميت سيئة لازْدِواجِ الكلام ، فهذه ثلاثة أَوجه . ورجلٌ هُزَأَةٌ ، بالتحريك ، يَهْزَأُ بالناس . وهُزْأَةٌ ، بالتسكين : يُهْزَأُ به ، وقيل يُهْزَأُ منه . قال يونس : إِذا ، قال الرجلُ هَزِئتُ منك ، فقد أَخْطأَ ، إِنما هو هَزِئتُ بك . وقال أَبو عمرو : يقال سَخِرْتُ منك ، ولا يقال : سَخِرْتُ بك . وهَزَأَ الشيءَ يَهْزَؤُه هَزْءاً : كَسَره . قال يَصِفُ دِرْعاً : لهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً ، * وتَهْزَأُ بالـمَعابِلِ والقِطاعِ عُكَنُ الدِّرْعِ : ما تَثَنَّى منها . والباءُ في قوله بالـمَعابِل زائدة ، هذا قول أَهل اللغة . قال ابن سيده : وهو عندي خطأٌ ، إِنما تَهْزَأُ ههنا من الهُزْءِ الذي هو السُّخْرِيُّ ، كأَنَّ هذه الدِّرْعَ لـمَّا رَدَّتِ النَّبْلَ خُنْساً جُعِلَتْ هازِئةً بها . وهَزَأَ الرجلُ : ماتَ ، عن ابن الأَعرابي . وهَزَأَ الرجلُ إِبِلَه هَزْءاً ، قَتَلَها بالبَرْدِ ، والمعروف هَرَأَها ، والظاهر أَن الزاي تصحيف . ابن الأَعرابي : أَهْزَأَه البَرْدُ وأَهْرَأَه إِذا قَتَلَه . ومثله : أَزْغَلَتْ وأَرْغَلَتْ فيما يتعاقب فيه الراءُ والزاي . الأَصمعي وغيره : نَزَأْتُ الرّاحِلةَ وهَزَأْتها إِذا حَرَّكْتَها . "
المعجم: لسان العرب
هلك
" لهَلْكُ : الهلاك . قال أَبو عبيد : يقال الهَلْك والهُلْكُ اوالمُلْكُ والمَلْكُ ؛ هَلَكَ يَهْلِكُ هُلْكاً وهَلْكاً وهَلاكاً : مات . ابن جني : ومن الشاذ قراءة من قرأَ : ويَهْلَكُ الحَرْثُ والنَّسْلُ ، قال : هو من باب رَكَنَ يَرْكَنُ وقَنَطَ يَقْنَطُ ، وكل ذلك عند أَبي بكر لغات مختلطة ، قال : وقد يجوز أَن يكون ماضي يَهْلكُ هَلِك كعَطِبَ ، فاستغنى عنه بهَلَكَ وبقيت يَهْلَك دليلاً عليها ، واستعمل أَبو حنيفة الهَلَكَة في جُفُوف النبات وبَيُوده فقال يصف النبات : من لَدُنِ ابتدائه إِلى تمامه ، ثم تَوَلِّيه وإِدباره إِلى هَلَكَتِه وبَيُوده . ورجل هالِكٌ من قوم هُلَّكٍ وهُلاَّك وهَلْكَى وهَوَالِكَ ، الأَخيرة شاذة ؛ وقال الخليل : إِنما ، قالوا هَلْكَى وزَمْنَى ومَرْضَى لأَنها أَشياء ضُرِبُوا بها وأُدْخِلوا فيها وهم لها كارهون . الأَزهري : قومٌ هَلْكَى وهالِكُون . الجوهري : وقد يجمع هالِك على هَلْكَى وهُلاَّك ؛ قال زيادُ بن مُنْقِذ : تَرَى الأَرامِلَ والهُلاَّكَ تَتْبَعُه ، يَسْتَنُّ منه عليهم وابِلٌ رَزِمُ يعني به الفقراء ؛ وهَلَكَ الشيءَ وهَلَّكه وأَهْلَكَه ؛ قال العجاج : ومَهْمَهٍ هالِكِ مَنْ تَعَرَّجا ، هائلةٍ أَهْوالُه مَنْ أَدْلَجا يعني مُهْلِك ، لغة تميم ، كما يقال ليل غاضٍ أَي مُغْضٍ . وقال الأَصمعي في قوله هالِكِ من تَعَرَّجا أَي هالكِ المُتَعَرِّجين إِن لم يُهَذِّبوا في السير أَي من تعرَّض فيه هَلَكَ ؛
وأَنشد ثعلب :، قالت سُلَيْمى هَلِّكوا يَسارا الجوهري : هَلَكَ الشيءُ يَهْلِكُ هَلاكاً وهُلوكاً ومَهْلَكاً ومَهْلِكاً ومَهْلُكاً وتَهْلُكَةً ، والاسم الهُلْكُ ، بالضم ؛ قال اليزيدي : التَّهْلُكة من نوادر المصادر ليست مما يجري على القياس ؛ قال ابن بري : وكذلك التُّهْلوك الهَلاكُ ؛ قال : وأَنشد أَبو نخَيْلة لشَبِيبِ بن شَبَّةَ : شَبيبُ ، عادى اللهُ من يَجْفُوكا وسَبَّبَ اللهُ له تُهْلوكا وأَهْلكه غيره واسْتَهْلَكه . وفي الحديث عن أَبي هريرة : إِذا ، قال الرجلُ هَلَكَ الناسُ فهو أَهْلَكهم ؛ يروى بفتح الكاف وضمها ، فمن فتحها كانت فعلاً ماضياً ومعناه أَن الغالِين الذين يُؤيِسُون الناسَ من رحمة ا لله تعالى يقولون هَلَك الناسُ أَي استوجبوا النار والخلود فيها بسوء أَعمالهم ، فإِذا ، قال الرجل ذلك فهو الذي أَوجبه لهم لا الله تعالى ، أَو هو الذي لما ، قال لهم ذلك وأَيأَسهم حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي ، فهو الذي أَوقعهم في الهلاك ، وأَما الضم فمعناه أَنه إِذا ، قال ذلك لهم فهو أَهْلَكهم أَي أَكثرهم هَلاكاً ، وهو الرجلُ يُولَعُ بعيب الناس ويَذْهبُ بنفسه عُجْباً ، ويرى له عليهم فضلاً . وقال مالك في قوله أَهلكهم أَي أَبْسَلُهم . وفي الحديث : ما خالَطتِ الصدقةُ مالاً إِلاَّ أَهْلَكَتْه ؛ قيل : هو حضٌّ على تعجيل الزكاة من قبل أَن تختلط بالمال بعد وجوبها فيه فتذهب به ، وقيل : أَراد تحذير العُمَّال عن اخْتِزال شيء منها وخلطهم إِياه بها ، وقيل : أَن يأْخذ الزكاة وهو غنّي عنها . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَتاه سائل فقال له : هَلَكْتُ وأَهْلَكْتُ أَي أَهلكت عيالي . وفي التنزيل : وتلك القُرى أَهْلَكْناهم لما ظلموا . وقال أَبو عبيدة : أَخبرني رُؤْبة أَنه يقول هَلَكْتَني بمعنى أَهْلَكتني ، قال : وليست بلغتي . أَبو عبيدة : تميم تقول هَلَكَه يَهْلِكُه هَلْكاً بمعنى أَهْلَكه . وفي المثل : فلان هالِكٌ في الهوالك ؛
وأَنشد أَبو عمرو لابن جذْلِ الطِّعانِ : تَجاوَزْتُ هِنْداً رَغْبَةً عن قِتالِه ، إِلى مالِكٍ أَعْشُو إِلى ذكْرِ مالكِ فأَيْقَنْتُ أَني ثائِرُ ابن مُكَدَّمٍ ، غَداةَ إِذٍ ، أَو هالِكٌ في الهَوالِك ؟
قال : وهذا شاذ على ما فسر في فوارس ؛ قال ابن بري : يجوز أَن يريد هالك في الأُمم الهَوالِك فيكون جمع هالكة ، على القياس ، وإِنما جاز فوارس لأَنه مخصوص بالرجال فلا لبس فيه ، قال : وصواب إنشاد البيت : فأَيقنت أَني عند ذلك ثائر والهَلَكَة : الهَلاكُ ؛ ومنه قولهم : هي الهَلَكَة الهَلْكاءُ ، وهو توكيد لها ، كما يقال هَمَجٌ هامجٌ . أبو عبيدة : يقال وقع فلان في الهَلَكَةِ الهَلْكى والسَّوْأَة السَّوْأى . وقوله عز وجل : وجعلنا لمَهْلِكهِم مَوعِداً ؛ أي لوقت هِلاكِهم أجَلاً ، ومن قرأ لمَهْلَكِهم فمعناه لإهلاكهم . وفي حديث أم زرع : وهو إمامُ القَوْم في المَهالِك ؛ أرادت في الحروب وأنه لثِقَته بشجاعته يتقدَّم ولا يتخلف ، وقيل : إنه لعلمه بالطُّرق يتقدَّم القومَ فيهديهم وهم على أثره . واسْتَهْلَكَ المالَ : أنفقه وأنفده ؛ أنشد سيبويه : تقولُ ، إذا اسْتَهْلَكْتُ مالاً للَذَّةٍ ، فُكَيْهَةُ : هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِق ؟
قال سيبويه : يريد هل شيء فأدغم اللام في الشين ، وليس ذلك بواجب كوجوب إدغام الشم والشراب ولا جميعهم يدغم هل شيء . وأهْلَكَ المالَ : باعه . في بعض أخبار هذيل : أن حَبيباً الهُذَليّ ، قال لمَعْقِلِ ابن خُوَيْلِد : ارجِعْ إلى قومك ، قال : كيف أصنع بإيلي ؟، قال : أهْلِكْها أي بعْها . والمَهْلَكة والمَهلِكة والمَهْلُكة : المَفازة لأنه يهلك فيها كثيراً . ومفازة هالكةٌ من سَلَكها أي هالكة للسالكين . وفي حديث التوبة : وتَرْكُها مَهْلِكة أي موضع لهَلاكِ نفْسه ، وجمعها مَهالِكُ ، وتفتح لامها وتكسر أيضاً للمفازة . والهَلَكُونُ : الأَرض الجَدْبة وإن كان فيها ماء . ابن بُزُرج : يقال هذه أرض آرمَةٌ هَلَكُونٌ ، وأرض هَلَكون إذا لم يكن فيها شيء . يقال : هَلَكونُ نبات أرضين . ويقال : ترَكها آرِمَةً هَلَكِينَ إذا لم يصبها الغَيْثُ منذ دهر طويل . يقال : مررت بأرض هَلَكِينَ ، بفتح الهاء واللام (* قوله : « هَلَكينَ بفتح النون دون تنوين »، هكذا في الأصل . وفي القاموس : أرضٌ هَلَكِينٌ وأرضٌ هَلكونٌ ، بتنوين الضمّ ). والهَلَكُ والهَلَكاتُ : السِّنُونَ لأنها مهلكة ؛ عن ابن الأعرابي ؛ وأنشد لأسْودَ بن يَعْفُرَ :، قالت له أمُّ صَمْعا ، إذ تُؤَامِرُه : ألا تَرَى لِذَوي الأَموالِ والهَلَكِ ؟ الواحدة هَلَكة بفتح اللام أيضاً . والهَلاكُ : الجَهْدُ المُهْلِكُ . وهَلاكٌ مُهْتَلِكٌ : على المبالغة ؛ قال رؤبة : من السِّنينَ والهَلاكِ المِهْتَلِكْ ولأَذْهَبَنَّ فإما هُلْكٌ وإما مُلْكٌ ، والفتح فيهما لغة ، أي لأَذْهَبَنَّ فإما أن أهْلِكَ وإما أن أمْلِكَ . وهالِكُ أهْلٍ : الذي يَهْلِكُ في أهْله ؛ قال الأَعشى : وهالِك أهْلٍ يَعودُونه ، وآخَرُ في قَفْزةٍ لم يُجَن ؟
قال : ويكون وهالك أهلٍ الذي يُهْلِك أهْلَه . والهَلَكُ : جِيفَةُ الشيء الهالِك . والهَلَكُ : مَشْرَفَةُ المَهْواةِ من جَوِّ السُّكاكِ لأنها مَهْلَكة ، وقيل : الهَلَكُ ما بين كل أرض إلى التي تحتها إلى الأرض السابعة ، وهو من ذلك ؛ فأما قول الشاعر : الموتُ تأتي لميقاتٍ خَواطِفُه ، وليس يُعْجِزُهُ هَلْكٌ ولا لُوح فإنه سكن للضرورة ، وهو مذهب كوفي ، وقد حجر عليه سيبويه إلا في المكسور والمضموم ، وقيل : الهَلَكُ ما بين أعلى الجبل وأسفله ثم يستعار لهواء ما بين كل شيئين ، وكله من الهَلاك ، وقيل : الهَلَكُ المَهْواة بين الجبلين ؛ وأنشد لامرئ القيس : أرى ناقَةَ القَيْسِ قد أصْبَحَتْ ، على الأَيْنِ ، ذاتَ هِبابٍ نِوارا رأتْ هَلَكاً بنِجاف الغَبِيط ، فكادَتْ تَجُدُّ الحُقِيّ الهِجارا
ويروى : تَجُدّ لذاك الهِجارا ؛ قوله هِباب : نَشاط ، ونِواراً : نِفاراً ، وتجدّ : تقطع الحبل نُفوراً من المَهْواةِ ، والهِجار : حبل يشدّ في رسغ البعير . والهَلَكُ : المَهْواة بين الجبلين ؛ وقال ذو الرمة يصف امرأة جَيْداء : تَرى قُرْطَها في واضِحِ اللَّيتِ مُشْرِفاً على هَلَكٍ ، في نَفْنَفٍ يَتَطَوّحُ والهَلَكُ ، بالتحريك : الشيء الذي يَهْوي ويسقُط . والتَّهْلُكَةُ : الهلاك . وفي التنزيل العزيز : ولا تُلْقوا بأيديكم إلى التَّهْلُكة ؛ وقيل : التَّهْلُكة كل شيء تصير عاقبته إلى الهَلاك . والتُّهْلُوك : الهَلاك ؛ وأنشد بيت شَبيبٍ : وسَبَّبَ الله له تُهْلوكا ووقع في وادي تُهْلِّكَ ، بضم التاء والهاء واللامُ مشددة ، وهو غير مصروف مثل تُخيبَ أي في الباطل والهلاك كأنهم سَمَّوْه بالفعل . والاهْتِلاكُ والانْهِلاكُ : رمي الإنسان بنفسه في تَهْلُكة . والقَطاة تَهْتَلِكُ من خوف البازي أي ترمي بنفسها في المَهالك . ويقال : تَهْتَلِكُ تجتهد في طيرانها ، ويقال منه : اهْتَلَكتِ القَطاةُ . والمِهْتَلِكُ : الذي ليس له همٌّ إلا أن يَتَضَيَّفه الناسُ ، يَظَلُّ نهارَه فإذا جاء الليل أسرعَ إلى من يَكْفُله خَوْفَ الهَلاكِ لا يتمالك دونَه ؛ قال أبو خِراشٍ : إلى بَيْتِه يأوي الغريبُ إذا شَتا ، ومُهتَلِكٌ بالي الدَّريسَيْنِ عائِلُ والهُلاّكُ : الصَّعاليك الذين يَنْتابون الناسَ ابتغاء معروفهم من سوء حالهم ، وقيل : الهُلاّك المُنْتَجِعون الذين قد ضلوا الطريق ، وكله من ذلك ؛ أنشد ثعلب لجَمِيل : أبِيتُ مع الهُلاّكِ ضَيْفاً لأهْلِها ، وأهْلي قريبٌ مُوسِعُون ذوو فَضْلِ وكذلك المُتَهَلِّكُون ؛ أنشد ثعلب للمُتَنَخِّل الهُذَليّ : لو أنه جاءني جَوْعانُ مُهْتَلِكٌ ، من بُؤَّس الناس ، عنه الخيْرُ مَحْجُوزُ وافْعَلْ ذلك إما هَلَكَتْ هُلُكُ أي على كل حال ، بضم الهاء واللام غير مصروف ؛ قال ابن سيده : وبعضهم لا يصرفه أي على ما خَيَّلَتْ نَفْسُك ولو هَلَكْتَ ، والعامَّة تقول : إن هَلَكَ الهُلُكُ ؛ قال ابن بري : حكى أبو علي عن الكسائي هَلَكَتْ هُلُكُ ، مصروفاً وغير مصروف . وفي حديث الدجال : وذكر صفته ثم ، قال : ولكن الهُلْكُ كلُّ الهُلْكِ أن ربكم ليس بأعور ، وفي رواية : فإما هَلَكَتْ هُلَّكُ فإن ربكم ليس بأعور ؛ الهُلْكُ الهَلاك ، ومعنى الرواية الأولى الهَلاكُ كلُّ الهَلاك للدجال لأنه وإن ادّعى الربوبية ولَبَّس على الناس بما لا يقدر عليه الشر ، فإنه لا يقدر على إزالة العَور لأن الله منزه عن النقائص والعيوب ، وأما الثانية فهُلَّكٌ ، بالضم والتشديد ، جمع هالك أي فإن هَلَكَ به ناس جاهلون وضلُّوا فاعلموا أن الله ليس بأعور ، ولو روي : فإما هَلَكَتْ هُلُك على قول العرب افعل كذا إما هَلَكَتْ هُلَّكُ وهُلُكٌ بالتخفيف منوَّناً وغير منوّن ، لكان وجهاً قويّاً ومُجْراه مُجْرى قولهم افْعَلْ ذلك على ما خَيَّلَتْ أي على كل حال . وهُلُكٌ : صفة مفردة بمعنى هالكة كناقة سُرُحٌ وامرأة عُطُلٌ ، فكأنه ، قال : فكيفما كان الأمر فإن ربكم ليس بأعور ، وفي رواية : فإما هَلَكَ الهُلُكُ فإن ربكم ليس بأعور . قال الفراء : العرب تقول افعل ذلك إما هَلَكَتْ هُلُكُ ، وهُلُكٌ بإجراءٍ وغير إجراء ، وبعضهم يُضيفه إما هَلَكتْ هُلُكُه أي على ما خَيَّلَتْ أي على كل حال ، وقيل في تفسير الحديث : إن شَبَّه عليكم بكل معنىً وعلى كل حال فلا يُشَبِّهَنَّ عليكم أنَّ ربكم ليس بأعور ، وقوله على ما خَيَّلَتْ أي أرَتْ وشَبَّهَتْ ، وروى بعضهم حديث الدجال وخزيه وبيان كذبه في عوره . والهَلُوك من النساء : الفاجرة الشَّبِقَةُ المتساقطة على الرجال ، سميت بذلك لأنها تَتهالك أي تَتَمايل وتنثني عند جماعها ، ولا يوصف الرجل الزاني بذلك فلا يقال رجل هَلُوكٌ ؛ وقال بعضهم : الهَلُوك الحَسَنة التَّبَعُّلِ لزوجها . وفي حديث مازِنٍ : إني مُولَعٌ بالخمر والهَلُوكِ من النساء . وفي الحديث : فتهالَكْتُ عليه فسألته أي سقطت عليه ورميت بنفسي فوقه . وتَهالك الرجلُ على المتاع والفِراشِ : سقط عليه ، وتَهالَكَتِ المرأةُ في مشيها : من ذلك . والهالِكِيُّ : الحدَّادُ ، وقيل الصَّيْقَل ؛ قال ابن الكلبي : أوّل من عَمِلَ الحديدَ من العرب الهالكُ بن عمرو بن أسَد بن خُزيْمة ، وكان حدّاداً نسب إليه الحدّاد فقيل الهالِكيُّ ، ولذلك قيل لبني أسد القُيونُ ؛ وقال لبيد : جُنوحَ الهالِكِيِّ على يدَيْهِ ، مُكِبّاً يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ أراد بالهالِكيّ الحداد ؛ وقال آخر : ولا تَكُ مِثلَ الهالِكيِّ وعِرْسِه ، سَقَتْه على لَوْحٍ سِمامَ الذَّرارِحِ فقالت : شَرابٌ بارِدٌ قد جَدَحْتُه ، ولم يَدْر ما خاضَتْ له بالمَجادِحِ أي خلطته بالسويق . قال عرّام في حديثه : كنت أتَهَلَّكُ في مَفاوز أي كنت أدور فيها شِبْهَ المتحير ؛ وأنشد : كأنها قَطرةٌ جاد السحابُ بها ، بين السماء وبين الأرْضِ تَهْتَلِكُ واسْتَهْلَكَ الرجلُ في كذا إذا جَهَدَ نَفْسَه ، واهْتَلَكَ معه ؛ وقال الراعي : لهنَّ حديثٌ فاتِنٌ يَتْرُك الفَتى خفيفَ الحشا ، مُسْتَهْلِكَ الرِّبْح ، طامِعا أي يَجْهَدُ قَلْبَه في إثرها . وطريق مُسْتَهْلِكُ الوِرْد أي يُجْهِدُ من سَلَكَه ؛ قال الحُطَيئة يصف الطريق : مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ ، كالأُسْتيِّ ، قد جعَلَتْ أيدي المَطيِّ به عاديَّةً رُكُبا الأُسْتِيُّ والأُسْديُّ : يعني به السَّدى والسَّتى ؛ شبَّه شَرَك الطريق بسَدَى الثوب . وفلان هِلْكَةٌ من الهِلَكِ أي ساقطة من السواقط أي هالِكٌ . والهَلْكى : الشَّرِهُونَ من النساء والرجال ، يقال : رجال هَلْكى ونساء هَلْكى ، الواحد هالِكٌ وهالكة . ابن الأَعرابي : الهالِكَة النفس الشَّرِهَة ؛ يقال : هَلَكَ يَهْلِكُ هَلاكاً إذا شَرِهَ ؛ ومنه قوله : ولم أهلِكْ إلى اللَّبَنِ (* تمامه كما في شرح القاموس : جللته السيف إذا مالت كوارته * تحت العجاج ولم اهلك إلى اللبن ) أي لم أشْرَهْ . ويقال للمُزاحِمِ على الموائد : المُتَهالِكُ والمُلاهسُ والوارش والحاضِرُ (* قوله « والحاضر » كذا بالأصل . والذي في مادّة حضر : رجل حضر ككتف وندس : يتحين طعام الناس ليحضره .) واللَّعْوُ ، فإذا أكل بيد ومنع بيد فهو جَرْدَبانُ ؛ وأنشد شمر : إنَّ سَدى خَيْرٍ إلى غيرِ أهْلِه ، كَهالِكَةٍ من السحابِ المُصَوِّب ؟
قال : هو السحاب الذي يَصُوبُ المَطَر ثم يُقلِعُ فلا يكون له مطر فذلك هَلاكه . "