وصف و معنى و تعريف كلمة أجاه:


أجاه: كلمة تتكون من أربع أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ هاء (ه) و تحتوي على ألف همزة (أ) و جيم (ج) و ألف (ا) و هاء (ه) .




معنى و شرح أجاه في معاجم اللغة العربية:



أجاه

جذر [اجه]

  1. جَوه: (اسم)
    • جَوه : مصدر جاهَ
  2. جاهَ: (فعل)
    • جاهَ جَوهًا
    • جاهَ فلاناً بمكروه : واجهَه به
,
  1. أجاه
    • أجاه - إجاهة
      1 - أجاهه : جعله ذا جاه ومنزلة رفيعة .

    المعجم: الرائد

  2. جوه


    • " جُهْتُه بشرٍّ وأَجَهْتُه .
      والجاه : المنزلة والقَدْرُ عند السلطان ، مقلوب عن وَجْهٍ ، وإِن كان قد تغير بالقلب فتَحَوَّلَ من فَعْلٍ إِلى فَعَلٍ فإِن هذا لا يستبعد في المقلوب والمقلوب عنه ولذلك لم يجعل أَهل النظر من النحويين وزنَ لاهِ أَبوك فَعْلاً ، لقولهم لَهْيَ أَبوك ، إِنما جعلوه فَعَلاً وقالوا إِن المقلوب قد يتغير وزنه عما كان عليه قبل القلب .
      وحكى اللحياني : أَن الجاهَ ليس من وَجُهَ ، وإِنما هو من جُهْْْتُ ، ولم يفسر ما جُهْتُ .
      قال ابن جني : كان سبيلُ جاهٍ ، إِذ قُدِّمَت الجيم وأُخرت الواو ، أَن يكون جَوْه فتسكن الواو كما كانت الجيم في وَجْه ساكنة ، إِلا أَنها حركت لأَن الكلمة لما لحقها القلب ضعفت ، فغيروها بتحريك ما كان ساكناً إِذ صارت بالقلب قابلة للتغيير ، فصار التقدير جَوَهٌ ، فلما تحرَّكت الواو وقبلها فتحة قلبت أَلفاً ، فقيل جاهٌ .
      وحكى اللحياني أَيضاً : جاهٌ وجاهَةٌ وجاهْ جاهِ وجاهٍ جاهْ وجاهِ جاهٍ .
      الجوهري : فلان ذو جاه وقد أَوْجَهْتُه أَنا ووَجَّهْتُه أَنا أَي جعلته وَجِيهاً ، ولو صغرت قلت جُوَيْهَة .
      قال أَبو بكر : قولهم لفلان جاهٌ فيهم أَي منزلة وقَدْرٌ ، فأَخرت الواو من موضع الفاء وجعلت في موضع العين ، فصارت جَوْهاً ، ثم جعلوا الواو أَلفاً فقالوا جاه .
      ويقال : فلان أَوْجَهُ من فلان ، ولا يقال أَجْوَه .
      والعرب تقول للبعير : جاهِ لا جُهْتَ (* قوله « لا جهت » أي لا مشيت كذا في التكملة ).
      وهو زجر للجمل خاصة .
      قال ابن سيده : وجُوهْ جُوهْ (* قوله « وجوه جوه » كذا بضبط الأصل والمحكم بضم الجيمين وسكون الهاءين وضبط في القاموس بفتح الجيمين وكسر الهاءين ).
      ضربٌ من زجر الإِبل .
      الجوهري : جاهِ زجر للبعير دون الناقة ، وهو مبني على الكسر ، وربما ، قالوا جاهٍ بالتنوين ؛ وأَنشد : إِذا قُلتُ جاهٍ ، لَجَّ حتى تَرُدَّهُ قُوَى أَدَمٍ ، أَطْرافُها في السلاسل

      ويقال : جاهَهُ بالمكروه جَوْهاً أَي جَبَهَهُ .
      "

    المعجم: لسان العرب

,
  1. جَمَلُ
    • ـ جَمَلُ ، وجَمْلُ : معروف ، وشَذَّ للأُنْثَى ، فقيل : شَرِبْتُ لَبَنَ جَملِي ، أو هو جَمَلٌ إذا أرْبَعَ ، أو أجْذَعَ ، أو بَزَلَ ، أو أَثْنَى ، ج : أجْمالٌ وجامِلٌ وجُمْلٌ وجِمالٌ وجِمالَةُ وجُمالَةُ وجَمالَةُ وجِمالات وجُمالات وجَمالات وجَمائِلُ وأجامِلُ .
      ـ جامِلُ : القَطيعُ منها بِرُعاتِهِ وأرْبابِه ، والحَيُّ العظيمُ .
      ـ جُمالى : الطائفةُ منها ، أو القَطيعُ من النوقِ لا جَمَلَ فيها ، والخَيْلُ ، ج : جُمالٌ نادِرٌ ، ومنه :
      والأدْمُ فيه يَعْتَرِكْـ ****** ـنَ بِجَوِّهِ عَرْكَ الجُمالَه
      ـ جَميلُ : الشَّحْمُ الذائِبُ .
      ـ اسْتَجْمَلَ البعيرُ : صار جَمَلاً .
      ـ جَمَّالَةُ : أصحابُها .
      ـ ناقَةُ جُماليَّةٌ : وثيقةٌ ، كالجَمَلِ ، ورجُلٌ جُمالِيٌّ أيضاً .
      ـ جَمَلُ : النَّخْلُ ، وسَمَكَةٌ طولها ثلاثونَ ذِراعاً .
      ـ جَمَلُ بنُ سَعْدٍ : أبو حَيٍّ من مَذْحِجٍ ، منهم هِنْدُ بنُ عَمْرٍو التابعيُّ .
      ـ بِئْرُ جَمَلٍ : بالمدينةِ .
      ـ لَحْيُ جَمَلٍ : موضع بين الحَرَمَيْنِ ، وإلى المدينةِ أقْرَبُ ، وموضع بين المدينةِ وفَيْدَ ، وموضع بين نَجْرَانَ وتَثْلِيثَ .
      ـ لَحْيا جَمَلٍ : موضع باليمامةِ .
      ـ عَيْنُ جَمَلٍ : قُرْبَ الكوفةِ .
      ـ في المَثَلِ : '' اتَّخَذَ الليلَ جَمَلاً '': سَرَى كلَّه .
      ـ جَمَلُ : لَقَبُ الحُسَيْنِ بنِ عبدِ السلامِ الشاعِرِ ، له رِوايةٌ عن الشافعيِّ .
      ـ أبو الجَمَلِ : أيوبُ بنُ محمدٍ ، وسليمانُ بنُ داودَ اليمانِيانِ .
      ـ جُمَيْلُ وجُمَّيْلُ وجُمْلانَةُ وجُمَيْلانَةُ : البُلْبُلُ .
      ـ جَمالُ : الحُسْنُ في الخُلُقِ والخَلْقِ ، جَمُلَ ، فهو جَميلٌ وجُمالُ وجُمَّالُ .
      ـ جَمْلاءُ : الجميلةُ ، والتامَّةُ الجِسْمِ من كُلِّ حيوانٍ .
      ـ تَجَمَّلَ : تَزَيَّنَ ، وأكَلَ الشَّحْمَ المُذَابَ .
      ـ جامَلَهُ : لم يُصْفِه الإِخاءَ بل ماسَحَه بالجَميلِ ، أو أحْسَنَ عِشْرَتَهُ .
      ـ جمالَكَ أن لا تَفْعَلَ كذا ، إغْراءٌ : الْزَمِ الأَجْمَلَ ولا تَفْعَلْ ذلك .
      ـ جَمَلَ : جَمَعَ ،
      ـ جَمَلَ الشَّحْمَ : أذابَهُ ، كأَجْمَلَهُ واجْتَمَلَهُ .
      ـ أجْمَلَ في الطَّلَبِ : اتَّأَدَ واعْتَدَلَ فلم يُفْرِطْ ،
      ـ أجْمَلَ الشيءَ : جَمَعَه عن تَفْرِقةٍ ،
      ـ أجْمَلَ الحِسابَ : رَدَّهُ إلى الجُمْلَةِ ،
      ـ أجْمَلَ الصَّنيعَةَ : حَسَّنَهَا وكَثَّرَها .
      ـ جَميلُ : الشَّحْمُ يُذَابُ فَيُجْمَعُ .
      ـ دَرْبُ جَميلٍ : ببَغْدَادَ .
      ـ إسحاقُ بنُ عَمْرٍو الجَميلِيُّ النَّيسابورِيُّ : شاعِرٌ مُفْلِقٌ .
      ـ جَمولُ : من يُذيبُه ، والمرأةُ السمينةُ .
      ـ جُمْلَةُ : جَماعَةُ الشيءِ .
      ـ جُمْلَةُ : جَدُّ يوسفَ بنِ إبراهيمَ قاضي دِمَشْقَ .
      ـ جُمَّلُ وجُمَلُ وجُمْلُ وجُمُلُ وجَمَلُ : حَبْلُ السفينةِ ، وقُرِئَ بِهِنَّ { حتى يَلِجَ الجَمَلُ }.
      ـ جُمَّلُ ، وجُمَيْلُ : حِسابُ الجُمَّلِ .
      ـ جُمُلُ : الجماعَةُ مِنَّا .
      ـ جَمَّلَهُ تَجْمِيلاً : زَيَّنَهُ ،
      ـ جَمَّلَ الجَيْشَ : أطالَ حَبْسَهُم .
      ـ جَميلَةُ : الجماعَةُ من الظِباءِ والحمامِ .
      ـ جُمْلٌ : امرأةٌ .
      ـ جَمالٌ : امرأةٌ أُخْرَى .
      ـ جُمَلُ : ابنُ وهْبٍ في بني سامَةَ .
      ـ جُمَيْلُ : أُخْتُ مَعْقِلِ بنِ يسارٍ .
      ـ جَوْمَلُ : رجُلٌ .
      ـ وسَمَّوْا : جَمالاً وجَمَلاً وجَميلاً .
      ـ جُمالُ : بلد .
      ـ جُمَيْلُ : جَدُّ والِدِ أبي الخَطَّابِ عُمَرَ بنِ حَسَنِ بنِ دِحْيَةَ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. أجْنَب
    • أجنب - ج ، أجانب
      1 - أجنب : الذي لا ينقاد ، ولا يطيع . 2 - أجنب : غريب .

    المعجم: الرائد

  3. أجن
    • " الآجِنُ : الماءُ المتغيّرُ الطعمِ واللونِ ، أَجَنَ الماءُ يأْجِنُ ويأْجُن أَجْناً وأُجوناً ؛ قال أَبو محمد الفقعسي : ومَنْهل فيه العُرابُ مَيْتُ (* قوله : العراب ؛ هكذا في الأصل ، ولم نجد هذه اللفظة فيما لدينا من المعاجم ، ولعلها الغراب ).
      كأَنه من الأُجونِ زَيْتُ ، سَقَيْتُ منه القومَ واسْتَقَيْتُ وأَجِنَ يأْجَنُ أَجَناً فهو أَجِنٌ ، على فَعِلٍ ، وأَجُنَ ، بضم الجيم ، هذه عن ثعلب ، إذا تغيَّر غير أَنه شَروبٌ ، وخص ثعلب به تغيُّرَ رائحته ، وماءٌ أَجِنٌ وآجِنٌ وأَجِينٌ ، والجمع أُجونٌ ؛ قال ابن سيده : وأَظنه جمعَ أَجْنٍ أَو أَجِنٍ .
      الليث : الأَجْنُ أُجونُ الماءِ ، وهو أَن يَغْشاه العِرْمِضُ والورقُ ؛ قال العجاج : عليه ، من سافِي الرِّياحِ الخُطَّطِ ، أَجْنٌ كنِيِّ اللَّحْمِ لم يُشَيَّطِ .
      وقال علقمة بن عَبَدة : فأَوْرَدَها ماءً كأَنَّ جِمامَه ، من الأَجْنِ ، حِنَّاءٌ معاً وصَبِيبُ وفي حديث عليّ ، كرم الله وجهه : ارْتوَى من آجِنٍ ؛ هو الماءُ المتغيِّرُ الطعمِ واللونِ .
      وفي حديث الحسن ، عليه السلام : أَنه كان لا يَرى بأْساً بالوُضوء من الماء الآجنِ .
      والإجّانَةُ والإنْجانةُ والأَجّانةُ ؛ الأَخيرة طائية عن اللحياني : المِرْكَنُ ، وأَفصحُها إجّانةٌ واحدة الأَجاجينِ ، وهو بالفارسية إِكَّانه ؛ قال الجوهري : ولا تقل إنْجانة .
      والمِئْجَنةُ : مِدقَّةُ القَصّارِ ، وترْكُ الهمز أَعلى لقولهم في جمعها مَواجن ؛ قال ابن بري : المِئْجَنةُ الخشبةُ التي يَدُقُّ بها القصّارُ ، والجمعُ مآجِنُ ، وأَجَنَ القصّار الثوبَ أَي دَقَّه .
      والأُجْنةُ ، بالضم : لغة في الوُجْنةِ ، وهي واحدة الوُجَنات .
      وفي حديث ابن مسعود : أَن امرأَته سأَلته أَن يَكْسُوَها جِلْباباً فقال : إني أَخشى أَن تَدَعي جِلْبابَ الله الذي جَلْبَبَكِ ، قالت : وما هو ؟، قال : بيتُك ، قالت : أَجَنَّك من أَصحابِ محمدٍ تقول هذا ؟ تريد أَمِنْ أَجلِ أَنك ، فحذفت مِنْ واللامَ والهمزة وحرَّكت الجيم بالفتح والكسره والفتحُ أَكثر ، وللعرب في الحذف بابٌ واسع كقوله تعالى : لكنا هو الله ربي ، تقديره لكني أَنا هو اللهُ ربي ، والله أَعلم .
      "


    المعجم: لسان العرب

  4. جنس
    • " الجِنْسُ : الضَّربُ من كل شيء ، وهو من الناس ومن الطير ومن حدود النَحْوِ والعَرُوضِ والأَشياء جملةٌ .
      قال ابن سيده : وهذا على موضوع عبارات أَهل اللغة وله تحديد ، والجمع أَجناس وجُنُوسٌ ؛ قال الأَنصاري يصف النخل : تَخَيَّرْتُها صالحاتِ الجُنُو سِ ، لا أَسْتَمِيلُ ولا أَسْتَقِيلُ والجِنْسُ أَعم من النوع ، ومنه المُجانَسَةُ والتَجْنِيسُ .
      ويقال : هذا يُجانِسُ هذا أَي يشاكله ، وفلان يُجانس البهائم ولا يُجانس الناسَ إِذا لم يكن له تمييز ولا عقل .
      والإِبل جِنْسٌ من البهائم العُجْمِ ، فإِذا واليت سنّاً من أَسنان الإِبل على حِدَة فقد صنفتها تصنيفاً كأَنك جعلت بنات المخاض منها صنفاً وبنات اللبون صِنفاً والحِقاق صِنْفاً ، وكذلك الجَذَعُ والثَّنيُّ والرُّبَعُ .
      والحيوان أَجناسٌ : فالناس جنس والإِبل جنس والبقر جنس والشَّاء جنس ، وكان الأَصمعي يدفع قول العامة هذا مُجانِسٌ لهذا إِذا كان من شكله ، ويقول : ليس بعربي صحيح ، ويقول : إِنه مولَّد .
      وقول المتكلمين : الأَنواع مَجْنُوسَةٌ للأَجْناسِ كلام مولَّد لأَن مثل هذا ليس من كلام العرب .
      وقول المتكلمين : تَجانَس الشيئان ليس بعربي أَيضاً إِنما هو توسع .
      وجئْ به من جِنْسِك أَي من حيث كان ، والأَعرف من حَِسِّك .
      التهذيب : ابن الأَعرابي : الجَنَسُ جُمُودٌ (* قوله « الجنس جمود » عبارة القاموس : والجنس ، بالتحريك ، جمود الماء وغيره .).
      وقال : الجَنَسُ المياه الجامدة .
      "

    المعجم: لسان العرب

  5. جور
    • " الجَوْرُ : نقيضُ العَدْلِ ، جارَ يَجُورُ جَوْراً .
      وقوم جَوَرَةٌ وجارَةٌ أَي ظَلَمَةٌ .
      والجَوْرْ : ضِدُّ القصدِ .
      والجَوْرُ : تركُ القصدِ في السير ، والفعل جارَ يَجُورُ ، وكل ما مال ، فقد جارَ .
      وجارَ عن الطريق : عَدَلَ .
      والجَوْرُ : المَيْلُ عن القصدِ .
      وجار عليه في الحكم وجَوَّرَهُ تَجْويراً : نسَبه إِلى الجَوْرِ ؛ قول أَبي ذؤيب : (* قوله : « وقول أَبي ذؤيب » نقل المؤلف في مادة س ي ر عن ابن بري أَنه لخالد ابن أُخت أَبي ذؤيب ).
      فإِنَّ التي فينا زَعَمْتَ ومِثْلَها لَفِيكَ ، ولكِنِّي أَراكَ تَجُورُها إِنما أَراد : تَجُورُ عنها فحذف وعدَّى ، وأَجارَ غيرَهُ ؛ قال عمرو بن عَجْلان : وقُولا لها : ليس الطَّريقُ أَجارَنا ، ولكِنَّنا جُرْنا لِنَلْقاكُمُ عَمْدا وطَريقٌ جَوْرٌ : جائر ، وصف بالمصدر .
      وفي حديث ميقات الحج : وهو جَوْرٌ عن طريقنا ؛ أَي مائل عنه ليس على جادَّته ، من جارَ يَجُورُ إِذا مال وضل ؛ ومنه الحديث : حتى يسير الراكبُ بينَ النّطْفَتَيْنِ لا يخشى إِلاّ جَوْراً ؛ أَي ضلالاً عن الطريق ؛ قال ابن الأَثير : هكذا روى الأَزهري ، وشرح : وفي رواية لا يَخْشَى جَوْراً ، بحذف إِلاَّ ، فإِن صح فيكون الجور بمعنى الظلم .
      وقوله تعالى : ومنها جائر ؛ فسره ثعلب فقال : يعني اليهود والنصارى .
      والجِوارُ : المُجاوَرَةُ والجارُ الذي يُجاوِرُك وجاوَرَ الرجلَ مُجاوَرَةً وجِواراً وجُواراً ، والكسر أَفصح : ساكَنَهُ .
      وإِنه لحسَنُ الجِيرَةِ : لحالٍ من الجِوار وضَرْب منه .
      وجاوَرَ بني فلان وفيهم مُجاوَرَةً وجِواراً : تَحَرَّمَ بِجِوارِهم ، وهو من ذلك ، والاسم الجِوارُ والجُوارُ .
      وفي حديث أُم زَرْع : مِلْءُ كِسائها وغَيظُ جارَتها ؛ الجارة : الضَّرَّةُ من المُجاورة بينهما أَي أَنها تَرَى حُسْنَها فَتَغِيظُها بذلك .
      ومنه الحديث : كنتُ بينَ جارَتَيْنِ لي ؛ أَي امرأَتين ضَرَّتَيْنِ .
      وحديث عمر ، قال لحفصة : لا يَغُركِ أَن كانت جارَتُك هي أَوْسَم وأَحَبّ إِلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، منك ؛ يعني عائشة ؛ واذهب في جُوارِ الله .
      وجارُكَ : الذي يُجاوِرُك ، والجَمع أَجْوارٌ وجِيرَةٌ وجِيرانٌ ، ولا نظير له إِلاَّ قاعٌ وأَقْواعٌ وقِيعانٌ وقِيعَةٌ ؛

      وأَنشد : ورَسْمِ دَارٍ دَارِس الأَجْوارِ وتَجاوَرُوا واجْتَوَرُوا بمعنى واحد : جاوَرَ بعضهم بعضاً ؛ أَصَحُّوا اجْتَوَرُوا إِذا كانت في معنى تَجاوَرُوا ، فجعلوا ترك الإِعلال دليلاً على أَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو تَجاوَرُوا .
      قال سيبويه : اجْتَوَرُوا تَجاوُراً وتَجاوَرُوا اجْتِواراً ، وضعوا كل واحد من المصدرين موضع صاحبه ، لتساوي الفعلين في المعنى وكثرة دخول كل واحد من البناءين على صاحبه ؛ قال الجوهري : إِنما صحت الواو في اجْتَوَرُوا لأَنه في معنى ما لا بدّ له أَن يخرّج على الأَصل لسكون ما قبله ، وهو تَجَاوَرُوا ، فبني عليه ، ولو لم يكن معناهما واحداً لاعتلت ؛ وقد جاء : اجْتَارُوا مُعَلاًّ ؛ قال مُليح الهُذلي : كدَلَخِ الشَّرَبِ المُجْتارِ زَيَّنَهُ حَمْلُ عَثَاكِيلَ ، فَهْوَ الواثِنُ الرَّكِدُ (* قوله : « كدلخ إلخ » كذا في الأَصل ).
      التهذيب : عن ابن الأَعرابي : الجارُ الذي يُجاوِرُك بَيْتَ بَيْتَ .
      والجارُ النِّقِّيح : هو الغريب .
      والجار : الشَّرِيكُ في العَقار .
      والجارُ : المُقاسِمُ .
      والجار : الحليف .
      والجار : الناصر .
      والجار : الشريك في التجارة ، فَوْضَى كانت الشركة أَو عِناناً .
      والجارة : امرأَة الرجل ، وهو جارُها .
      والجَارُ : فَرْجُ المرأَة .
      والجارَةُ : الطِّبِّيجَةُ ، وهي الاست .
      والجارُ : ما قَرُبَ من المنازل من الساحل .
      والجارُ : الصِّنَارَةُ السَّيِّءُ الجِوارِ .
      والجارُ : الدَّمِثُ الحَسَنُ الجِوارِ .
      والجارُ : اليَرْبُوعِيُّ .
      والجار : المنافق .
      والجَار : البَراقِشِيُّ المُتَلَوِّنُ في أَفعاله .
      والجارُ : الحَسْدَلِيُّ الذي عينه تراك وقلبه يرعاك .
      قال الأَزهري : لما كان الجار في كلام العرب محتملاً لجميع المعاني التي ذكرها ابن الأَعرابي لم يجز أَن يفسر قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : الجارُ أَحَقُّ بصَقَبِه ، أَنه الجار الملاصق إِلاَّ بدلالة تدل عليه ، فوجب طلب الدلالة على ما أُريد به ، فقامت الدلالة في سُنَنٍ أُخرى مفسرة أَن المراد بالجار الشريك الذي لم يقاسم ، ولا يجوز أَن يجعل المقاسم مثل الشريك .
      وقوله عز وجل : والجارِ ذي القُرْبَى والجارِ الجُنُبِ ؛ فالجار ذو القربى هو نسيبك النازل معك في الحِواءِ ويكون نازلاً في بلدة وأَنت في أُخْرَى فله حُرَمَةُ جِوارِ القرابة ، والجار الجنب أَن لا يكون له مناسباً فيجيء إِليه ويسأَله أَن يجيره أَي يمنعه فينزل معه ، فهذا الجار الجنب له حرمة نزوله في جواره ومَنَعَتِه ورُكونه إِلى أَمانه وعهده .
      والمرأَةُ جارَةُ زوجها لأَنه مُؤْتَمَرٌ عليها ، وأُمرنا أَن نحسن إِليها وأَن لا نعتدي عليها لأَنها تمسكت بعَقْدِ حُرْمَةِ الصِّهْرِ ، وصار زوجها جارها لأَنه يجيرها ويمنعها ولا يعتدي عليها ؛ وقد سمي الأَعشى في الجاهلية امرأَته جارة فقال : أَيا جارَتَا بِينِي فإِنَّكِ طالِقَهْ ومَوْمُوقَةٌ ، ما دُمْتِ فينا ، ووَامِقَهْ وهذا البيت ذكره الجوهري ، وصدره : أَجارَتَنَا بيني فإِنك طالق ؟

      ‏ قال ابن بري : المشهور في الرواية : أَيا جارتا بيني فإِنك طالقه ، كذَاكِ أُمُورُ النَّاسِ : عادٍ وطارِقَهْ ابن سيده : وجارة الرجل امرأَته ، وقيل : هواه ؛ وقال الأَعشى : يا جَارَتَا ما أَنْتِ جَارَهْ ، بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفَارَهْ وجَاوَرْتُ في بَني هِلالٍ إِذا جاورتهم .
      وأَجارَ الرجلَ إِجَارَةً وجَارَةً ؛ الأَخيرة عن كراع : خَفَرَهُ .
      واسْتَجَارَهُ : سأَله أَن يُجِيرَهُ .
      وفي التنزيل العزيز : وإِنْ أَحَدٌ من المشركين استجارك فأَجِرُهُ حتى يعسْمَعَ كلامَ الله ؛ قال الزجاج : المعنى إِن طلب منك أَحد من أَهل الحرب أَن تجيره من القتل إِلى أَن يسمع كلام الله فأَجره أَي أَمّنه ، وعرّفه ما يجب عليه أَن يعرفه من أَمر الله تعالى الذي يتبين به الإِسلام ، ثم أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ لئلا يصاب بسوء قبل انتهاه إِلى مأْمنه .
      ويقال للذي يستجير بك : جارٌ ، وللذي يُجِيرُ : جَارٌ .
      والجار : الذي أَجرته من أَن يظلمه ظالم ؛ قال الهذلي : وكُنْتُ ، إِذا جَارِي دَعَا لِمَضُوفَةٍ ، أُشَمِّرُ حَتَّى يُنْصِفَ السَّاقَ مِئْزَرِي وجارُك : المستجيرُ بك .
      وهم جارَةٌ من ذلك الأَمر ؛ حكاه ثعلب ، أَي مُجِيرُونَ ؛ قال ابن سيده : ولا أَدري كيف ذلك ، إِلاَّ أَن يكون على توهم طرح الزائد حتى يكون الواحد كأَنه جائر ثم يكسر على فَعَلةٍ ، وإِلاَّ فَلا وجه له .
      أَبو الهيثم : الجارُ والمُجِيرُ والمُعِيذُ واحدٌ .
      ومن عاذ بالله أَي استجار به أَجاره الله ، ومن أَجاره الله لم يُوصَلْ إِليه ، وهو سبحانه وتعالى يُجِيرُ ولا يُجَارُ عليه أَي يعيذ .
      وقال الله تعالى لنبيه : قل لَنْ يُجِيرَني من الله أَحدٌ ؛ أَي لن يمنعنى من الله أَحد .
      والجارُ والمُجِيرُ : هو الذي يمنعك ويُجْيرُك .
      واستْجَارَهُ من فلان فَأَجَارَهُ منه .
      وأَجارَهُ الله من العذاب : أَنقذه .
      وفي الحديث : ويُجِيرُ عليهم أَدناهم ؛ أَي إِذا أَجار واحدٌ من المسلمين حرّ أَو عبد أَو امرأَة واحداً أَو جماعة من الكفار وخَفَرَهُمْ وأَمنَّهم ، جاز ذلك على جميع المسلمين لا يُنْقَضُ عليه جِوارُه وأَمانُه ؛ ومنه حديث الدعاء : كما تُجِيرُ بين البحور ؛ أَي تفصل بينها وتمنع أَحدها من الاختلاط بالآخر والبغي عليه .
      وفي حديث القسامة : أُحب أَن تُجِيرَ ابْنِي هذا برجل من الخمسين أَي تؤمنه منها ولا تستحلفه وتحول بينه وبينها ، وبعضهم يرويه بالزاي ، أَي تأْذن له في ترك اليمين وتجيزه .
      التهذيب : وأَما قوله عز وجل : وإِذْ زَيَّنَ لهم الشيطانُ أَعْمَالَهُمْ وقال لا غالَب لَكُم اليومَ من الناسِ وإِني جَارٌ لكم ؛ قال الفرّاء : هذا إِبليس تمثل في صورة رجل من بني كنانة ؛ قال وقوله : إِني جار لكم ؛ يريد أَجِيركُمْ أَي إِنِّي مُجِيركم ومُعيذُكم من قومي بني كنانة فلا يَعْرِضُون لكم ، وأَن يكونوا معكم على محمد ، صلى الله عليه وسلم ، فلما عاين إِبليس الملائكة عَرَفَهُمْ فَنَكَصَ هارباً ، فقال له الحرثُ بن هشام : أَفراراً من غير قتال ؟ فقال : إِني بريء منكم إِني أَرَى ما لا تَرَوْنَ إِني أَخافُ الله واللهُ شديدُ العقاب .
      قال : وكان سيد العشيرة إِذا أَجار عليها إِنساناً لم يخْفِرُوه .
      وجِوارُ الدارِ : طَوَارُها .
      وجَوَّرَ البناءَ والخِبَاءَ وغيرهما : صَرَعَهُ وقَلَبهَ ؛ قال عُرْوَةُ بْنُ الوَرْدِ : قَلِيلُ التِماسِ الزَّادِ إِلا لِنَفْسِهِ ، إِذا هُوَ أَضْحَى كالعَرِيشِ المُجَوَّرِ وتَجَوَّرَ هُوَ : تَهَدَّمَ .
      وضَرَبَهُ ضربةً تَجَوَّرَ منها أَي سَقَطَ .
      وتَجَوَّرَ على فِرَاشه : اضطجع .
      وضربه فجوّره أَي صَرَعَهُ مثل كَوَّرَهُ فَتَجَوَّرَ ؛ وقال رجل من رَبِيعةِ الجُوعِ : فَقَلَّما طَارَدَ حَتَّى أَغْدَرَا ، وَسْطَ الغُبارِ ، خَرِباً مُجَوَّرَا وقول الأَعلم الهذلي يصف رَحِمَ امرأَةٍ هجاها : مُتَغَضِّفٌ كالجَفْرِ باكَرَهُ وِرْدُ الجَميعِ بِجائرٍ ضَخْم ؟

      ‏ قال السُّكَّريُّ : عنى بالجائر العظيم من الدلاء .
      والجَوَارُ : الماءُ الكثير ؛ قال القطامي يصف سفينة نوح ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام : وَلَوْلاَ اللهُ جَارَ بها الجَوَارُ أَي الماء الكثير .
      وغَيْثٌ جِوَرٌّ : غَزِيرٌ كثير المطر ، مأْخوذ من هذا ، ورواه الأَصمعي : جُؤَرٌّ له صَوْتٌ ؛

      قال : لا تَسْقِهِ صَيَّبَ عَزَّافٍ جُؤَرّ ويروى غَرَّافٍ .
      الجوهري : وغَيْثٌ جِوَرٌّ مثال هِجَفٍّ أَي شديد صوت الرعد ، وبازِلٌ جِوَرٌّ ؛ قال الراجز : زَوْجُكِ يا ذاتَ الثَّنَايا الغُرِّ ، أَعْيَا قَنُطْنَاهُ مَنَاطَ الجَرِّ دُوَيْنَ عِكْمَيْ بازِلٍ جِوَرِّ ، ثم شَدَدْنا فَوْقَهُ بِمَرِّ والجِوَرُّ : الصُّلْبُ الشديد .
      وبعير جِوَرٌّ أَي ضخم ؛

      وأَنشد : بَيْنَ خِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ والجَوَّارُ : الأَكَّارُ : التهذيب : الجَوَّارُ الذي يعمل لك في كرم أَو بستان أَكَّاراً .
      والمُجَاوَرَةُ : الاعتكاف في المسجد .
      وفي الحديث : أَنه كان يُجَاوِرُ بِحِراءٍ ، وكان يجاور في العشر الأَواخر من رمضان أَي يعتكف .
      وفي حديث عطاء : وسئل عن المُجَاوِرِ يذهب للخلاء يعني المعتكف .
      فأَما المُجاوَرَةُ بمكة والمدينة فيراد بها المُقَامُ مطلقاً غير ملتزم بشرائط الاعتكاف الشرع .
      والإِجارَةُ ، في قول الخليل : أَن تكون القافية طاء والأُخرى دالاً ونحو ذلك ، وغيره يسميه الإِكْفاءَ .
      وفي المصنف : الإِجازة ، بالزاي ، وقد ذكر في أَجز .
      ابن الأَعرابي : جُرْجُرْ إِذا أَمرته بالاستعداد للعدوّ .
      والجارُ : موضع بساحل عُمانَ .
      وفي الحديث ذِكْرُ الجارِ ، هو بتخفيف الراء ، مدينة على ساحل البحر بينها وبين مدينة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، يوم وليلة .
      وجيرانُ : موضع ( قوله : « وجيران موضع » في ياقوب جيران ، بفتح الجيم وسكون الياء : قرية بينها وبين أَصبهان فرسخان ؛ وجيران ، بكسر الجيم : جزيرة في البحر بين البصرة وسيراف ، وقيل صقع من أَعمال سيراف بينها وبين عمان .
      اهـ .
      باختصار )؛ قال الراعي : كأَنها ناشِطٌ حُمٌّ قَوائِمُهُ مِنْ وَحْشِ جِيرانَ ، بَينَ القُفِّ والضَّفْرِ وجُورُ : مدينة ، لم تصرف الماكن العجمة .
      الصحاح : جُورُ اسم بلد يذكر ويؤنث .
      "

    المعجم: لسان العرب

  6. جهد
    • " الجَهْدُ والجُهْدُ : الطاقة ، تقول : اجْهَد جَهْدَك ؛ وقيل : الجَهْد المشقة والجُهْد الطاقة .
      الليث : الجَهْدُ ما جَهَد الإِنسان من مرض أَو أَمر شاق ، فهو مجهود ؛ قال : والجُهْد لغة بهذا المعنى .
      وفي حديث أُمِّ معبد : شاة خَلَّفها الجَهْد عن الغنم ؛ قال ابن الأَثير : قد تكرر لفظ الجَهْد والجُهْد في الحديث ، وهو بالفتح ، المشقة ، وقيل : هما لغتان في الوسع والطاقة ، فأَما في المشقة والغاية فالفتح لا غير ؛ ويريد به في حديث أُم معبد في الشاة الهُزال ؛ ومن المضموم حديث الصدقة أَيُّ الصدقة أَفضل ، قال : جُهْدُ المُقِلِّ أَيْ قدر ما يحتمله حال القليل المال .
      وجُهِدَ الرجل إِذا هُزِلَ ؛ قال سيبويه : وقالوا طلبتَه جُهْدَك ، أَضافوا المصدر وإِن كان في موضع الحال ، كما أَدخلوا فيه الأَلف واللام حين ، قالوا : أَرسَلَها العِراكَ ؛ قال : وليس كل مصدر مضافاً كما أَنه ليس كل مصدر تدخله الأَلف واللام .
      وجَهَدَ يَجْهَدُ جَهْداً واجْتَهَد ، كلاهما : جدَّ .
      وجَهَدَ دابته جَهْداً وأَجْهَدَها : بلغ جَهْدها وحمل عليها في السير فوق طاقتها .
      الجوهري : جَهَدْته وأَجْهَدْته بمعنى ؛ قال الأَعشى : فجالتْ وجالَ لها أَرْبعٌ ، جَهَدْنا لها مَعَ إِجهادها وجَهْدٌ جاهد : يريدون المبالغة ، كما ، قالوا : شِعْرٌ شَاعر ولَيْل لائل ؛ قال سيبويه : وتقول جَهْدواي أَنك ذاهب ؛ تجعل جَهْد (* قوله « تجعل جهد إلخ » كذا بالأصل ولم يتكلم على بقية الكلمة .) ظرفاً وترفع أَن به على ما ذهبوا إِليه في قولهم حقاً أَنك ذاهب .
      وجُهِد الرجل : بلغ جُهْده ، وقيل : غُمَّ .
      وفي خبر قيس بن ذريح : أَنه لما طلق لُبْنَى اشتدّ عليه وجُهِدَ وضَمِنَ .
      وجَهَد بالرجل : امتحنه عن الخير وغيره .
      الأَزهري : الجَهْد بلوغك غاية الأَمر الذي لا تأْلو على الجهد فيه ؛ تقول : جَهَدْت جَهْدي واجْتَهَدتُ رأْبي ونفسي حتى بلغت مَجهودي .
      قال : وجهدت فلاناً إِذا بلغت مشقته وأَجهدته على أَن يفعل كذا وكذا .
      ابن الكسيت : الجَهْد الغاية .
      قال الفراء : بلغت به الجَهْد أَي الغاية .
      وجَهَدَ الرجل في كذا أَي جدَّ فيه وبالغ .
      وفي حديث الغسل : إِذا جلس بين شعبها الأَربع ثم جَهَدَها أَي دفعها وحفزها ؛ وقيل : الجَهْد من أَسماء النكاح .
      وجَهَده المرض والتعب والحب يَجْهَدُه جَهْداً : هزله .
      وأَجْهَدَ الشيبُ : كثر وأَسرع ؛ قال عدي بن زيد : لا تؤاتيكَ إِنْ صَحَوْتَ ، وإِنْ أَجهَدَ في العارِضَيْن منك القَتِيرُ وأَجْهَدَ فيه الشيب إِجْهاداً إِذا بدا فيه وكثر .
      والجُهْدُ : الشيء القليل يعيش به المُقِلُّ على جهد العيش .
      وفي التنزيل العزيز : والذين لا يجدون إِلاَّ جُهْدَهم ؛ على هذا المعنى .
      وقال الفراء : الجُهْدُ في هذه الآية الطاقة ؛ تقول : هذا جهدي أَي طاقتي ؛ وقرئ : والذين لا يجدون إِلا جُهدهم وجَهدَهم ، بالضم والفتح ؛ الجُهْد ، بالضم : الطاقة ، والجَهْد ، بالفتح : من قولك اجْهَد جَهْدك في هذا الأَمر أَي ابلغ غايتك ، ولا يقال اجْهَد جُهْدك .
      والجَهاد : الأَرض المستوية ، وقيل : الغليظة وتوصف به فيقال أَرض جَهاد .
      ابن شميل : الجَهاد أَظهر الأَرض وأَسواها أَي أَشدّها استواء ، نَبَتَتْ أَو لم تَنْبُتْ ، ليس قربه جبل ولا أَكمة .
      والصحراء جَهاد ؛

      وأَنشد : يَعُودُ ثَرَى الأَرضِ الجَهادَ ، ويَنْبُتُ الجَهادُ بها ، والعُودُ رَيَّانُ أَخضر أَبو عمرو : الجَماد والجَهاد الأَرض الجدبة التي لا شيء فيها ، والجماعة جُهُد وجُمُد ؛ قال الكميت : أَمْرَعَتْ في نداه إِذ قَحَطَ القط ـرُ ، فأَمْسى جَهادُها ممطور ؟

      ‏ قال الفراء : أَرض جَهاد وفَضاء وبَراز بمعنى واحد .
      وفي الحديث : أَنه ، عليه الصلاة والسلام ، نزل بأَرضٍ جَهادٍ ؛ الجَهاد ، بالفتح ، الأَرض الصلبة ، وقيل : هي التي لا نبات بها ؛ وقول الطرمَّاح : ذاك أَمْ حَقْباءُ بَيْدانة ، غَرْبَةُ العَيْنِ جَهادُ السَّنام جعل الجهاد صفة للأَتان في اللفظ وإِنما هي في الحقيقة للأَرض ، أَلا ترى أَنه لو ، قال غربة العين جهاد لم يجز ، لأَن الأَتان لا تكون أَرضاً صلبة ولا أَرضاً غليظة ؟ وأَجْهَدَتْ لك الأَرض : برزت .
      وفلان مُجهِد لك : محتاط .
      وقد أَجْهَد إِذا احتاط ؛

      قال : نازَعْتُها بالهَيْنُمانِ وغَرَّها قِيلِي : ومَنْ لكِ بالنَّصِيح المُجْهِدِ ؟

      ويقال : أَجْهَدَ لك الطريقُ وأَجهَدَ لك الحق أَي برز وظهر ووضح .
      وقال أَبو عمرو بن العلاء : حلف بالله فَأَجْهد وسار فَأَجْهَد ، ولا يكون فَجَهَد .
      وقال أَبو سعيد : أَجْهَدَ لك الأَمر أَي أَمكنك وأَعرض لك .
      أَبو عمرو : أَجْهَدَ القوم لي أَي أَشرفوا ؛ قال الشاعر : لما رأَيتُ القومَ قد أَجهَدوا ، ثُرْت إِليهم بالحُسامِ الصَّقِيلْ الأَزهري عن الشعبي ، قال : الجُهْدُ في الغُنْيَة والجَهْدُ في العمل .
      ابن عرفة : الجُهد ، بضم الجيم ، الوُسع والطاقة ، والجَهْدُ المبالغة والغاية ؛ ومنه قوله عزّ وجل : جَهْد أَيمانهم ؛ أَي بالغوا في اليمين واجتهدوا فيها .
      وفي الحديث : أَعوذ بالله من جَهْد البلاء ؛ قيل : إِنها الحالة الشاقة التي تأْتي على الرجل يختار عليها الموت .
      ويقال : جَهْد البلاء كثرة العيال وقلة الشيء .
      وفي حديث عثمان : والناس في جيش العسرة مُجْهِدون أَي معسرون .
      يقال : جُهِدَ الرجل فهو مجهود إِذا وجد مشقة ، وجُهِدَ الناس فهم مَجُهودون إِذا أَجدبوا ؛ فأَما أَجْهَدَ فهو مُجْهِدٌ ، بالكسر ، فمعناه ذو جَهْد ومشقة ، أَو هو من أَجهَد دابته إِذا حمل عليها في السير فوق طاقتها .
      ورجل مُجْهِد إِذا كان ذا دابة ضعيفة من التعب ، فاستعاره للحال في قلة المال .
      وأُجْهِد فهو مُجْهَد ، بالفتح ، أَي أَنه أُوقع في الجهد المشقة .
      وفي حديث الأَقرع والأَبرص : فوالله لا أُجْهَدُ اليومَ بشيء أَخذته لله ، لا أَشُقُّ عليك وأَرُدُّك في شيء تأْخذه من مالي لله عز وجل .
      والمجهود : المشتهَى من الطعام واللبن ؛ قال الشماخ يصف إِبلاً بالغزارة : تَضْحَى ، وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتُها غُرَفاً من ناصِعِ اللون ، حُلْوِ الطَّعْمِ ، مَجْهودِ فمن رواه حلو الطعم مجهود أَراد بالمجهود : المشتهى الذي يلح عليه في شربه لطيبه وحلاوته ، ومن رواه حلو غير مجهود فمعناه : أَنها غزار لا يجهدها الحلب فينهك لبنها ؛ وفي المحكم : معناه غير قليل يجهد حلبه أَو تجهد الناقة عند حلبه ؛ وقال الأَصمعي في قوله غير مجهود : أَي أَنه لا يمذق لأَنه كثير .
      قال الأَصمعي : كل لبن شُدَّ مَذْقُهُ بالماء فهو مجهود .
      وجَهَدت اللبن فهو مجهود أَي أَخرجت زبده كله .
      وجَهدْتُ الطعامَ : اشتهيته .
      والجاهد : الشهوان .
      وجُهِدَ الطعام وأُجْهِد أَي اشتُهِيَ .
      وجَهَدْتُ الطعامَ : أَكثرت من أَكله .
      ومرعى جَهِيد : جَهَدَه المال .
      وجُهِدَ الرجل فهو مجهود من المشقة .
      يقال : أَصابهم قحوط من المطر فجُهِدُوا جَهْداً شديداً .
      وجَهِدَ عيشهم ، بالكسر ، أَي نكد واشتد .
      والاجتهاد والتجاهد : بذل الوسع والمجهود .
      وفي حديث معاذ : اجْتَهَدَ رَأْيَ الاجْتِهادِ ؛ بذل الوسع في طلب الأَمر ، وهو افتعال من الجهد الطاقة ، والمراد به رد القضية التي تعرض للحاكم من طريق القياس إِلى الكتاب والسنة ، ولم يرد الرأْي الذي رآه من قبل نفسه من غير حمل على كتاب أَو سنة .
      أَبو عمرو : هذه بقلة لا يَجْهَدُها المال أَي لا يكثر منها ، وهذا كَلأٌ يَجْهَدُه المال إِذا كان يلح على رعيته .
      وأَجْهَدوا علينا العداوة : جدُّوا .
      وجاهَدَ العدوَّ مُجاهَدة وجِهاداً : قاتله وجاهَد في سبيل الله .
      وفي الحديث : لا هِجرة بعد الفتح ولكن جِهاد ونِيَّةٌ ؛ الجهاد محاربة الأَعداء ، وهو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أَو فعل ، والمراد بالنية إِخلاص العمل لله أَي أَنه لم يبق بعد فتح مكة هجرة لأَنها قد صارت دار إِسلام ، وإِنما هو الإِخلاص في الجهاد وقتال الكفار .
      والجهاد : المبالغة واستفراغ الوسع في الحرب أَو اللسان أَو ما أَطاق من شيء .
      وفي حديث الحسن : لا يَجْهَدُ الرجلُ مالَهُ ثم يقعد يسأَل الناس ؛ قال النضر : قوله لا يجهد ماله أَي يعطيه ويفرقه جميعه ههنا وههنا ؛ قال الحسن ذلك في قوله عز وجل : يسأَلونك ماذا ينفقون قل العفو .
      ابن الأَعرابي : الجَهاض والجَهاد ثمر الأَراك .
      وبنو جُهادة : حيّ ، والله أَعلم .
      "


    المعجم: لسان العرب

  7. جود
    • " الجَيِّد : نقيض الرديء ، على فيعل ، وأَصله جَيْوِد فقلبت الواو ياء لانكسارها ومجاورتها الياء ، ثم أُدغمت الياء الزائدة فيها ، والجمع جِياد ، وجيادات جمع الجمع ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي : كم كان عند بَني العوّامِ من حَسَب ، ومن سُيوف جِياداتٍ وأَرماحِ وفي الصحاح في جمعه جيائد ، بالهمز على غير قياس .
      وجاد الشيءُ جُودة وجَوْدة أَي صار جيِّداً ، وأَجدت الشيءَ فجاد ، والتَّجويد مثله .
      وقد ، قالوا أَجْوَدْت كما ، قالوا : أَطال وأَطْوَلَ وأَطاب وأَطْيَبَ وأَلان وأَلْيَن على النقصان والتمام .
      ويقال : هذا شيء جَيِّدٌ بَيِّن الجُودة والجَوْدة .
      وقد جاد جَوْدة وأَجاد : أَتى بالجَيِّد من القول أَو الفعل .
      ويقال : أَجاد فلان في عمله وأَجْوَد وجاد عمله يَجود جَوْدة ، وجُدْت له بالمال جُوداً .
      ورجل مِجْوادٌ مُجِيد وشاعر مِجْواد أَي مُجيد يُجيد كثيراً .
      وأَجَدْته النقد : أَعطيته جياداً .
      واستجدت الشيء : أَعددته جيداً .
      واستَجاد الشيءَ : وجَده جَيِّداً أَو طلبه جيداً .
      ورجل جَواد : سخيّ ، وكذلك الأُنثى بغير هاء ، والجمع أَجواد ، كسَّروا فَعالاً على أَفعال حتى كأَنهم إِنما كسروا فَعَلاً .
      وجاودت فلاناً فَجُدْته أَي غلبته بالجود ، كما يقال ماجَدْتُه من المَجْد .
      وجاد الرجل بماله يجُود جُوداً ، بالضم ، فهو جواد .
      وقوم جُود مثل قَذال وقُذُل ، وإِنما سكنت الواو لأَنها حرف علة ، وأَجواد وأَجاودُ وجُوُداء ؛ وكذلك امرأَة جَواد ونسوة جُود مثل نَوارٍ ونُور ؛ قال أَبو شهاب الهذلي : صَناعٌ بِإِشْفاها ، حَصانٌ بشَكرِها ، جَوادٌ بقُوت البَطْن ، والعِرْقُ زاخِر قوله : العرق زاخر ، قال ابن برّي : فيه عدّة أَقوال : أَحدها أَن يكون المعنى أَنها تجود بقوتها عند الجوع وهيجان الدم والطبائع ؛ الثاني ما ، قاله أَبو عبيدة يقال : عرق فلان زاخر إِذا كان كريماً ينمى فيكون معنى زاخر أَنه نامٍ في الكرم ؛ الثالث أَن يكون المعنى في زاخر أَنه بلغ زُخارِيَّه ، يقال بلغ النبت زخاريه إِذا طال وخرج زهره ؛ الرابع أَن يكون العرق هنا الاسم من أَعرق الرجل إِذا كان له عرق في الكرم .
      وفي الحديث : تجَوَّدْتُها لك أَي تخيرت الأَجود منها .
      قال أَبو سعيد : سمعت أَعرابيّاً ، قال : كنت أَجلس إِلى قوم يتجاوبون ويتجاودون فقلت له : ما يتجاودون ؟ فقال : ينظرون أَيهم أَجود حجة .
      وأَجواد العرب مذكورون ، فأَجواد أَهل الكوفة : هم عكرمة بن ربعي وأَسماء بن خارجة وعتاب بن ورقاء الرياحي ؛ وأَجواد أَهل البصرة : عبيد الله بن أَبي بكرة ويكنى أَبا حاتم وعمر بن عبدالله بن معمر التيمي وطلحة بن عبدالله بن خلف الخزاعي وهؤلاء أَجود من أَجواد الكوفة ؛ وأَجواد الحجاز : عبدالله بن جعفر بن أَبي طالب وعبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وهما أَجود من أَجواد أَهل البصرة ، فهؤلاء الأَجواد المشهورون ؛ وأَجواد الناس بعد ذلك كثير ، والكثير أَجاود على غير قياس ، وجُود وجُودة ، أَلحقوا الهاء للجمع كما ذهب إِليه سيبويه في الخؤْولة ، وقد جاد جُوداً ؛ وقول ساعدة : إِني لأَهْواها وفيها لامْرِئٍ ، جادت بِنائلها إِليه ، مَرْغَبُ إِنما عداه بإِلى لأَنه في معنى مالت إِليه .
      ونساء جُود ؛ قال الأَخطل : وهُنَّ بالبَذْلِ لا بُخْلٌ ولا جُود واستجاده : طلب جوده .
      ويقال : جاد به أَبواه إِذا ولداه جواداً ؛ وقال الفرزدق : قوم أَبوهم أَبو العاصي ، أَجادَهُمُ قَرْمٌ نَجِيبٌ لجدّاتٍ مَناجِيبِ وأَجاده درهماً : أَعطاه إِياه .
      وفرس جواد : بَيِّنُ الجُودة ، والأُنثى جواد أَيضاً ؛

      قال : نَمَتْهُ جَواد لا يُباعُ جَنِينُها وفي حديث التسبيح : أَفضل من الحمل على عشرين جواداً .
      وفي حديث سليم بن صرد : فسرت إِليه جواداً أَي سريعاً كالفرس الجواد ، ويجوز أَن يريد سيراً جواداً ، كما يقال سرنا عُقْبَةً جَواداً أَي بعيدة .
      وجاد الفرس أَي صار رائعاً يجود جُودة ، بالضم ، فهو جواد للذكر والأُنثى من خيل جياد وأَجياد وأَجاويد .
      وأَجياد : جبل بمكة ، صانها الله تعالى وشرّفها ، سمي بذلك لموضع خيل تبع ، وسمي قُعَيْقِعان لموضع سلاحه .
      وفي الحديث : باعده الله من النار سبعين خريفاً للمُضَمِّرِ المُجِيد ؛ المجيد : صاحب الجواد وهو الفرس السابق الجيد ، كما يقال رجل مُقْوٍ ومُضْعِف إِذا كانت دابته قوية أَو ضعيفة .
      وفي حديث الصراط : ومنهم من يمر كأَجاويد الخيل ، هي جمع أَجواد ، وأَجواد جمع جواد ؛ وقول ذروة بن جحفة أَنشده ثعلب : وإِنك إِنْ حُمِلتَ على جَواد ، رَمَتْ بك ذاتَ غَرْزٍ أَو رِكاب معناه : إن تزوجت لم ترض امرأَتك بك ؛ شبهها بالفرس أَو الناقة النفور كأَنها تنفر منه كما ينفر الفرس الذي لا يطاوع وتوصف الأَتان بذلك ؛

      أَنشد ثعلب : إِن زَلَّ فُوه عن جَوادٍ مِئْشِيرْ ، أَصْلَقَ ناباهُ صِياحَ العُصْفورْ (* قوله « زل فوه » هكذا بالأصل والذي يظهر أنه زلقوه أي أنزلوه عن جواد إلخ قرع بنابه على الأخرى مصوتاً غيظاً .) والجمع جياد وكان قياسه أَن يقال جِواد ، فتصح الواو في الجمع لتحركها في الواحد الذي هو جواد كحركتها في طويل ، ولم يسمع مع هذا عنهم جِواد في التكسير البتة ، فأَجروا واو جواد لوقوعها قبل الأَلف مجرى الساكن الذي هو واو ثوب وسوط فقالوا جياد ، كما ، قالوا حياض وسياط ، ولم يقولوا جواد كم ؟

      ‏ قالوا قوام وطوال .
      وقد جاد في عدوه وجوّد وأَجود وأَجاد الرجل وأَجود إِذا كان ذا دابة جواد وفرس جواد ؛ قال الأَعشى : فَمِثْلُكِ قد لَهَوْتُ بها وأَرضٍ مَهَامِهَ ، لا يَقودُ بها المُجِيدُ واستَجادَ الفرسَ : طلبه جَواداً .
      وعدا عَدْواً جَواداً وسار عُقْبَةً جَواداً أَي بعيدة حثيثة ، وعُيْبَتَين جوادين وعُقَباً جياداً وأَجواداً ، كذلك إِذا كانت بعيدة .
      ويقال : جوّد في عدوه تجويداً .
      وجاد المطر جَوْداً : وبَلَ فهو جائد ، والجمع جَوْد مثل صاحب وصَحْب ، وجادهم المطر يَجُودهم جَوْداً .
      ومطر جَوْد : بَيِّنُ الجَوْد غزيز ، وفي المحكم يروي كل شيء .
      وقيل : الجود من المطر الذي لا مطر فوقه البتة .
      وفي حديث الاستسقاء : ولم يأْت أَحد من ناحية إِلا حدَّث بالجَوْد وهو المطر الواسع الغزير .
      قال الحسن : فأَما ما حكى سيبويه من قولهم أَخذتنا بالجود وفوقه فإِنما هي مبالغة وتشنيع ، وإِلاَّ فليس فوق الجَوْد شيء ؛ قال ابن سيده : هذا قول بعضهم ، وسماء جَوْد وصفت بالمصدر ، وفي كلام بعض الأَوائل : هاجت بنا سماء جَوْد وكان كذا وكذا ، وسحابة جَوْد كذلك ؛ حكاه ابن الأَعرابي .
      وجِيدَت الأَرضُ : سقاها الجَوْد ؛ ومنه الحديث : تركت أَهل مكة وقد جِيدُوا أَي مُطِروا مَطَراً جَوْداً .
      وتقول : مُطِرْنا مَطْرَتين جَوْدَين .
      وأَرض مَجُودة : أَصابها مطر جَوْد ؛ وقال الراجز : والخازِبازِ السَّنَمَ المجُودا وقال الأَصمعي : الجَوْد أَن تمطر الأَرض حتى يلتقي الثريان ؛ وقول صخر الغيّ : يلاعِبُ الريحَ بالعَصْرَينِ قَصْطَلُه ، والوابِلُونَ وتَهْتانُ التَّجاويد يكون جمعاً لا واحد له كالتعَّاجيب والتَّعاشيب والتباشير ، وقد يكون جمع تَجْواد ، وجادت العين تَجُود جَوْداً وجُؤُوداً : كثر دمعها ؛ عن اللحياني .
      وحتف مُجِيدٌ : حاضر ، قيل : أُخذ من جَوْدِ المطر ؛ قال أَبو خراش : غَدَا يَرتادُ في حَجَراتِ غَيْثٍ ، فصادَفَ نَوْءَهُ حَتْفٌ مُجِيدُ وأَجاده : قتله .
      وجاد بنفسه عند الموت يَجُودُ جَوْداً وجو وداً : قارب أَن يِقْضِيَ ؛ يقال : هو يجود بنفسه إِذا كان في السياق ، والعرب تقول : هو يَجُود بنفسه ، معناه يسوق بنفسه ، من قولهم : إِن فلاناً لَيُجاد إِلى فلان أَي يُساق إِليه .
      وفي الحديث : فإِذا ابنه إِبراهيم ، عليه السلام ، يَجُود بنفسه أَي يخرجها ويدفعها كما يدفع الإِنسان ماله يجود به ؛ قال : والجود الكرم يريد أَنه كان في النزع وسياق الموت .
      ويقال : جِيدِ فلان إِذا أَشرف على الهلاك كأَنَّ الهلاك جاده ؛

      وأَنشد : وقِرْنٍ قد تَرَكْتُ لدى مِكَرٍّ ، إِذا ما جادَه النُّزَفُ اسْتَدانا

      ويقال : إِني لأُجادُ إِلى لقائك أَي أَشتاق إِليك كأَنَّ هواه جاده الشوق أَي مطره ؛ وإِنه لَيُجاد إِلى كل شيءٍ يهواه ، وإِني لأُجادُ إِلى القتال : لأَشتاق إِليه .
      وجِيدَ الرجلُ يُجادُ جُواداً ، فهو مَجُود إِذا عَطِش .
      والجَوْدة : العَطشة .
      وقيل : الجُوادُ ، بالضم ، جَهد العطش .
      التهذيب : وقد جِيدَ فلان من العطش يُجاد جُواداً وجَوْدة ؛ وقال ذو الرمة : تُعاطِيه أَحياناً ، إِذا جِيدَ جَوْدة ، رُضاباً كطَعْمِ الزَّنْجِبيل المُعَسَّل أَي عطش عطشة ؛ وقال الباهلي : ونَصْرُكَ خاذِلٌ عني بَطِيءٌ ، كأَنَّ بِكُمْ إِلى خَذْلي جُواداً أَي عطشاً .
      ويقال للذي غلبه النوم : مَجُود كأَن النوم جاده أَي مطره .
      قال : والمَجُود الذي يُجْهَد من النعاس وغيره ؛ عن اللحياني ؛ وبه فسر قول لبيد : ومَجُودٍ من صُباباتِ الكَرى ، عاطِفِ النُّمْرُقِ ، صَدْقِ المُبْتَذَل أَي هو صابر على الفراش الممهد وعن الوطاءِ ، يعني أَنه عطف نمرقه ووضعها تحت رأْسه ؛ وقيل : معنى قوله ومجود من صبابات الكرى ، قيل معناه شَيِّق ، وقال الأَصمعي : معناه صبّ عليه من جَوْد المطر وهو الكثير منه .
      والجُواد : النعاس .
      وجادَه النعاس : غلبه .
      وجاده هواها : شاقه .
      والجُود : الجوع ؛ قال أَبو خراش : تَكادُ يَداه تُسْلِمانِ رِداءَه من الجُود ، لما استَقْبلته الشَّمائلُ يريد جمع الشَّمال ، وقال الأَصمعي : من الجُود أَي من السخاءِ .
      ووقع القوم في أَبي جادٍ أَي في باطل .
      والجُوديُّ : موضع ، وقيل جبل ، وقال الزجاج : هو جبل بآمد ، وقيل : جبل بالجزيرة استوت عليه سفينة نوح ، على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام ؛ وفي التنزيل العزيز : واستوت على الجوديّ ؛ وقرأَ الأَعمش : واستوت على الجودي ، بإِرسال الياء وذلك جائز للتخفيف أَو يكون سمي بفعل الأُنثى مثل حطي ، ثم أُدخل عليه الأَلف واللام ؛ عن الفراءِ ؛ وقال أُمية ابن أَبي الصلت : سبحانه ثم سبحاناً يعود له ، وقَبلنا سبَّح الجُوديُّ والجُمُدُ وأَبو الجُوديّ : رجل ؛

      قال : لو قد حداهنْ أَبو الجُودِيّ ، بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّوِيّ ، مُبسْتَوِياتٍ كَنَوى البَرْنيّ وقد روي أَبو الجُوديّ ، بالذال ، وسنذكره .
      والجِودِياء ، بالنبطية أَو الفارسية : الكساء ؛ وعربه الأَعشى فقال : وبَيْداءَ ، تَحْسَبُ آرامَها رِجالَ إِيادٍ بأَجْيادِها وجَودان : اسم .
      الجوهري : والجاديُّ الزعفران ؛ قال كثير عزة : يُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ في كلِّ مَهْجَع ، ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفُيدُ المَفِيدُ : المَدوف .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. جوز
    • " جُزْتُ الطريقَ وجازَ الموضعَ جَوْزاً وجُؤُوزاً وجَوازاً ومَجازاً وجازَ به وجاوَزه جِوازاً وأَجازه وأَجاز غيرَه وجازَه : سار فيه وسلكه ، وأَجازَه : خَلَّفه وقطعه ، وأَجازه : أَنْفَذَه ؛ قال الراجز : خَلُّوا الطريقَ عن أَبي سَيَّارَه ، حتى يُجِيزَ سالماً حِمارَه وقال أَوسُ بن مَغْراءَ : ولا يَرِيمُونَ للتَّعْريف مَوْضِعَهم حتى يُقال : أَجِيزُوا آل صَفْوانا يمدحهم بأَنهم يُجيزُون الحاج ، يعني أَنْفِذوهم .
      والمَجازُ والمَجازَةُ : الموضع .
      الأَصمعي : جُزْت الموضع سرت فيه ، وأَجَزْته خَلَّفْته وقطعته ، وأَجَزْتُه أَنْفَذْته ؛ قال امرؤ القيس : فلما أَجَزْنا ساحَةَ الحَيِّ ، وانْتَحى بنا بَطْنُ خَبْتٍ ذي قفافٍ عَقَنْقَلِ ‏

      ويروى : ‏ ذي حِقاف .
      وجاوَزْت الموضع جِوازاً : بمعنى جُزْتُه .
      وفي حديث الصراط : فأَكون أَنا وأُمَّتي أَوّلَ من يُجِيزُ عليه ؛ قال : يُجِيزُ لغة في يجُوز جازَ وأَجازَ بمعنى ؛ ومنه حديث المسعى : لا تُجِيزوا البَطْحاء إِلاَّ شدًّا .
      والاجْتِيازُ : السلوك .
      والمُجْتاز : مُجْتابُ الطريق ومُجِيزه .
      والمُجْتاز أَيضاً : الذي يحب النَّجاءَ ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : ثم انْشَمَرْتُ عليها خائفاً وجِلاً ، والخائفُ الواجِلُ المُجْتازُ يَنْشَمِر ‏

      ويروى : ‏ الوَجِلُ .
      والجَواز : صَكُّ المسافر .
      وتجاوَز بهم الطريق ، وجاوَزَه جِوازاً : خَلَّفه .
      وفي التنزيل العزيز : وجاوَزْنا ببني إِسرائيل البحر .
      وجَوَّز لهم إِبِلَهم إِذا قادها بعيراً بعيراً حتى تَجُوزَ .
      وجَوائِزُ الأَمثال والأَشْعار : ما جازَ من بلد إِلى بلد ؛ قال ابن مقبل : ظَنِّي بِهم كَعَسى ، وهُمْ بِتَنُوفَةٍ ، يَتَنازَعُون جَوائِزَ الأَمْثا ؟

      ‏ قال أَبو عبيدة : يقول اليقين منهم كَعَسى ، وعَسى شَكٌّ ؛ وقال ثعلب : يتنازعون جوائز الأَمثال أَي يجليون الرأْي فيما بينهم ويَتَمَثَّلُون ما يريدون ولا يلتفتون إِلى غيرهم من إِرخاء إِبلهم وغفلتهم عنها .
      وأَجازَ له البيعَ : أَمْضاه .
      وروي عن شريح : إِذا باع المُجِيزان فالبيع للأَول ، وإِذا أَنْكح المُجِيزان فالنكاح للأَول ؛ المُجِيز : الولي ؛ قال : هذه امرأَة ليس لها مُجِيز .
      والمُجِيز : الوصي .
      والمُجِيز : القَيّم بأَمر اليتيم .
      وفي حديث نكاح البكر : فإِن صَمَتَتْ فهو إِذنها ، وإِن أَبَتْ فلا جَوازَ عليها أَي لا ولاية عليها مع الامتناع .
      والمُجِيز : العبد المأْذون له في التجارة .
      وفي الحديث : أَن رجلاً خاصم إِلى شُرَيْحٍ غلاماً لزياد في بِرْذوْن باعه وكَفَلَ له الغلامُ ، فقال شريح : إِن كان مُجيزاً وكَفَلَ لك غَرِم ، إِذا كان مأُذوناً له في التجارة .
      ابن السكيت : أَجَزْت على « اسمه إِذا جعلته جائزاً .
      وجَوَّزَ له ما صنعه وأَجازَ له أَي سَوَّغ له ذلك ، وأَجازَ رأْيَه وجَوَّزه : أَنفذه .
      وفي حديث القيامة والحساب : إِني لا أُجِيزُ اليومَ على نَفْسي شاهداً إِلا مِنِّي أَي لا أُنْفِذ ولا أُمْضِي ، مِنْ أَجازَ أَمره يُجِيزه إِذا أَمضاه وجعله جائزاً .
      وفي حديث أَبي ذر ، رضي الله عنه : قبل أَن تُجِيزُوا عليَّ أَي تقتلوني وتُنْفِذُوا فيَّ أَمْرَكم .
      وتَجَوَّزَ في هذا الأمر ما لم يَتَجَوَّز في غيره : احتمله وأَغْمَض فيه .
      والمَجازَةُ : الطريق إِذا قَطَعْتَ من أَحد جانبيه إِلى الآخر .
      والمَجازَةُ : الطريق في السَّبَخَة .
      والجائِزَةُ : العطية ، وأَصله أَن أَميراً واقَفَ عدوًّا وبينهما نهر فقال : من جازَ هذا النهر فله كذا ، فكلَّما جاز منهم واحدٌ أَخذ جائِزَةً .
      أَبو بكر في قولهم أَجازَ السلطان فلاناً بجائِزَةٍ : أَصل الجائزَة أَن يعطي الرجلُ الرجلَ ماء ويُجِيزه ليذهب لوجهه ، فيقول الرجل إِذا وَرَدَ ماءً لقَيِّمِ الماء : أَجِزْني ماء أَي أَعطني ماء حتى أَذهب لوجهي وأَجُوز عنك ، ثم كثر هذا حتى سَمَّوا العطية جائِزَةً .
      الأَزهري : الجِيزَة من الماء مقدار ما يجوز به المسافر من مَنْهَلٍ إِلى مَنْهَلٍ ، يقال : اسْقِني جِيزة وجائزة وجَوْزة .
      وفي الحديث : الضِّيافَةُ ثلاثة أَيام وجائِزَتُه يوم وليلة وما زاد فهو صدقة ، أَي يُضافُ ثلاثَةَ أَيام فَيَتَكَلَّفُ له في اليوم الأَوّل مما اتَّسَعَ له من بِرٍّ وإِلْطاف ، ويقدّم له في اليوم الثاني والثالث ما حَضَره ولا يزيد على عادته ، ثم يعطيه ما يَجُوزُ به مسافَةَ يومٍ وليلة ، ويسمى الجِيزَةَ ، وهي قدر ما يَجُوز به المسافر من مَنْهَل إِلى منهل ، فما كان بعد ذلك فهو صدقة ومعروف ، إِن شاء فعل ، وإِن شاء ترك ، وإِنما كره له المُقام بعد ذلك لئلا تضيق به إِقامته فتكون الصدقة على وجه المَنِّ والأَذى .
      الجوهري : أَجازَه بِجائِزَةٍ سَنِيَّةٍ أَي بعطاء .
      ويقال : أَصل الجَوائِز أَنَّ قَطَنَ بن عبد عَوْف من بني هلال بن عامر بن صَعْصَعَةَ ولَّى فارس لعبد الله بن عامر ، فمر به الأَحنف في جيشه غازياً إِلى خُراسان ، فوقف لهم على قَنْطرة فقال : أَجيزُوهم ، فجعل يَنْسِبُ الرجل فيعطيه على قدر حَسَبه ؛ قال الشاعر : فِدًى لأَكْرَمِينَ بني هِلالٍ ، على عِلاَّتِهم ، أَهْلي ومالي هُمُ سَنُّوا الجَوائز في مَعَدٍّ ، فصارت سُنَّةً أُخْرى اللَّيالي وفي الحديث : أَجِيزُوا الوَفْد بنحو ما كنت أُجِيزُهم به أَي أَعْطوهم الجِيزَة .
      والجائِزَةُ : العطية من أَجازَه يُجِيزُه إِذا أَعطاه .
      ومنه حديث العباس ، رضي الله عنه : أَلا أَمْنَحُك ، أَلا أَجِيزُكف أَي أُعطيك ، والأَصل الأَوّل فاستعير لكل عطاء ؛ وأَما قول القطامي : ظَلَلْتُ أَسأَل أَهْلَ الماء جائِزَةً فهي الشَّرْبة من الماء .
      والجائزُ من البيت : الخشبة التي تَحْمِل خشب البيت ، والجمع أَجْوِزَةٌ وجُوزان وجَوائِز ؛ عن السيرافي ، والأُولى نادرة ، ونظيره وادٍ وأَوْدِيَة .
      وفي الحديث : أَن امرأَة أَتت النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فقالت : إِني رأَيت في المنام كأَن جائِزَ بيتي قد انكسر فقال : خير يَرُدّ الله غائِبَكِ ، فرجع زوجها ثم غاب ، فرأَت مثل ذلك فأَنت النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فلم تجده ووجَدَتْ أَبا بكر ، رضي الله عنه ، فأَخْبَرَتْه فقال : يموت زوجُكِ ، فذكرَتْ ذلك لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : هل قَصَصْتِها على أَحد ؟، قالت : نعم ، قال : هو كما قيل لك .
      قال أَبو عبيد : هو في كلامهم الخشبة التي يوضع عليها أَطراف الخشب في سقف البيت .
      الجوهري : الجائِزَة التي يقال لها بالفارسية تِير ، وهو سهم البيت .
      وفي حديث أَبي الطُّفَيْل وبناء الكعبة : إِذا هم بِحَيَّة مثل قطعة الجائِز .
      والجائزَةُ : مَقام السَّاقي .
      وجاوَزْتُ الشيء إِلى غيره وتجاوَزْتُه بمعنى أَي أَجَزْتُه .
      وتَجاوَزَ الله عنه أَي عفا .
      وقولهم : اللهم تَجَوَّز عني وتَجاوَزْ عني بمعنى .
      وفي الحديث : كنت أُبايِع الناسَ وكان من خُلُقي الجَواز أَي التساهل والتسامح في البيع والاقْتِضاء .
      وجاوَزَ الله عن ذَنْبه وتَجاوَز وتَجَوَّز ؛ عن السيرافي : لم يؤاخذه به .
      وفي الحديث : إِن الله تَجاوز عن أُمَّتي ما حَدَّثَتْ به أَنْفُسَها أَي عفا عنهم ، من جازَهُ يَجُوزُه إِذا تعدَّاه وعَبَرَ عليه ، وأَنفسها نصب على المفعول ويجوز الرفع على الفاعل .
      وجازَ الدّرْهَمُ : قُبِل على ما فيه من خَفِيّ الداخلة أَو قَلِيلِها ؛ قال الشاعر : إِذا وَرَقَ الفِتْيانُ صاروا كأَنَّهم دراهِمُ ، منها جائِزاتٌ وزُيَّفُ الليث : التَّجَوُّز في الدراهم أَن يَجُوزَها .
      وتَجَوَّز الدراهمَ : قَبِلَها على ما بها .
      وحكى اللحياني : لم أَر النفقة تَجُوزُ بمكانٍ كما تَجُوز بمكة ، ولم يفسرها ، وأَرى معناها : تَزْكو أَو تؤثر في المال أَو تَنْفُق ؛ قال ابن سيده : وأُرى هذه الأَخيرة هي الصحيحة .
      وتَجاوَزَ عن الشيء : أَغْضى .
      وتَجاوَزَ فيه : أَفْرط .
      وتَجاوَزْتُ عن ذنبه أَي لم آخذه .
      وتَجَوَّز في صلاته أَي خَفَّف ؛ ومنه الحديث : أَسْمَعُ بكاء الصبي فأَتَجوَّزُ في صلاتي أَي أُخففها وأُقللها .
      ومنه الحديث : تَجَوَّزُوا في الصلاة أَي خففوها وأَسرعوا بها ، وقيل : إِنه من الجَوْزِ القَطْعِ والسيرِ .
      وتَجَوَّز في كلامه أَي تكلم بالمَجاز .
      وقولهم : جَعَل فلانٌ ذلك الأَمرَ مَجازاً إِلى حاجته أَي طريقاً ومَسْلكاً ؛ وقول كُثَيِّر : عَسُوف بأَجْوازِ الفَلا حِمْيَريَّة ، مَرِيس بِذِئْبان السَّبِيبِ تَلِيلُه ؟

      ‏ قال : الأَجْواز الأَوساط .
      وجَوْز كل شيء : وسطه ، والجمع أجَْواز ؛ سيبويه : لم يُكَسَّر على غير أَفْعال كراهة الضمة على الواو ؛ قال زهير : مُقْوَرَّة تَتَبارى لا شَوارَ لها ، إِلا القُطُوع على الأَجْوازِ والوُرُكِ وفي حديث عليّ ، رضي الله عنه : أَنه قام من جَوْز الليل يصلي ؛ جَوْزُهُ : وسطه .
      وفي حديث حذيفة : ربط جَوْزَهُ إِلى سماء البيت أَو إِلى جائِزِه .
      وفي حديث أَبي المنهال : إِن في النار أَودِيَةً فيها حَيَّات أَمثال أَجْوازِ الإِبل أَي أَوساطها .
      وجَوْز الليل : مُعْظمه .
      وشاةَ جوْزاءُ ومُجَوّزة : سوداء الجسد وقد ضُرب وسطُها ببياض من أَعلاها إِلى أَسفلها ، وقيل : المُجَوّزة من الغنم التي في صدرها تَجْويز ، وهو ولن يخالف سائر لونها .
      والجَوْزاء : الشاة يَبْيَضّ وسطُها .
      والجَوْزاءُ : نَجْم يقال إِنه يعترض في جَوْز السماء .
      والجَوْزاءُ : من بُرُوج السماء .
      والجَوْزاء : اسم امرأَة سميت باسم هذا البُرْجِ ؛ قال الراعي : فقلتُ لأَصحابي : هُمُ الحَيُّ فالحَقُوا بِجَوْزاء في أَتْرابِها عِرْس مَعْبدِ والجَوازُ : الماء الذي يُسْقاه المال من الماشية والحَرْث ونحوه .
      وقد اسْتَجَزْتُ فلاناً فأَجازَني إِذا سقاك ماء لأَرْضِك أَو لِماشِيَتك ؛ قال القطامي : وقالوا : فُقَيمٌ قَيِّمُ الماءِ فاسْتَجِزْ عُبادَةَ ، إِنَّ المُسْتَجِيزَ على قُتْرِ قوله : على قُتْر أَي على ناحية وحرف ، إِما أَن يُسْقى وإما أَن لا يُسْقى .
      وجَوَّز إِبلَه : سقاها .
      والجَوْزَة : السَّقْية الواحدة ، وقيل : الجَوْزَة السَّقْية التي يَجُوز بها الرجلُ إِلى غيرك .
      وفي المثل : لكل جابِهٍ جَوْزَةٌ ثم يُؤَذَّنُ أَي لكل مُسْتَسْقٍ وَرَدَ علينا سَقْيَةٌ ثم يُمْنَعُ من الماء ، وفي المحكم : ثم تُضْرَبُ أُذُنه إِعلاماً أَنه ليس له عندهم أَكثرُ من ذلك .
      ويقال : أَذَّنْتُه تَأْذِيناً أَي رَدَدْته .
      ابن السكيت : الجَواز السَّقْي .
      يقال : أَجِيزُونا ، والمُسْتَجِيز : المُسْتَسْقي ؛ قال الراجز : يا صاحِبَ الماءِ ، فَدَتْكَ نَفْسي ، عَجِّل جَوازي ، وأَقِلَّ حَبْسي الجوهري : الجِيزَةُ السَّقْية ؛ قال الراجز : يا ابْنَ رُقَيْعٍ ، ورَدَتْ لِخِمْسِ ، أَحْسِنْ جَوَازِي ، وأَقِلَّ حَبْسي يريد أَحْسِنْ سقي إِبلي .
      والجَواز : العطش .
      والجائِزُ : الذي يمر على قوم وهو عطشان ، سُقِي أَو لم يُسْق فهو جائِزٌ ؛ وأضنشد : من يَغْمِس الجائِزَ غَمْسَ الوَذَمَه ، خَيْرُ مَعَدٍّ حَسَباً ومَكْرُمَه والإِجازَة في الشِّعْر : أَن تُتِم مِصْراع غيرك ، وقيل : الإِجازَة في الشِّعْر أَن يكون الحرفُ الذي يلي حرفَ الرَّوِي مضموماً ثم يكسر أَو يفتح ويكون حرف الروي مُقَيّداً .
      والإِجازَة في قول الخليل : أَن تكون القافية طاءً والأُخرى دالاً ونحو ذلك ، وهو الإِكْفاء في قول أَبي زيد ، ورواه الفارسي الإِجارَة ، بالراء غيرَ معجمة .
      والجَوْزة : ضرب من العنب ليس بكبير ، ولكنه يَصْفَرُّ جدًّا إِذا أَيْنَع .
      والجَوْز : الذي يؤكل ، فارسي معرب ، واحدته جَوْزة والجمع جَوْزات .
      وأَرض مجَازَة : فيها أَشجار الجَوزْ .
      قال أَبو حنيفة : شجر الجَوْز كثير بأَرض العرب من بلاد اليمن يُحمَل ويُرَبَّى ، وبالسَّرَوَات شجر جَوْز لا يُرَبَّى ، وأَصل الجَوْز فارسي وقد جرى في كلام العرب وأَشعارها ، وخشبُه موصوف عندهم بالصلابة والقوة ؛ قال الجعدي : كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِه إِلى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ لُطِمْن بتُرْس شديد الصِّفَا قِ من خَشَب الجَوْز لم يُثْقَبِ وقال الجعدي أَيضاً وذكر سفينة نوح ، على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام ، فزعم أَنها كانت من خشب الجَوْز ، وإِنما ، قال ذلك لصلابة خشب الجَوْزِ وجَوْدته : يَرْفَعُ بالقَارِ والحَدِيدِ من الجَوْزِ طوالاً جُذُوعُها عُمُما وذو المَجاز : موضع ؛ قال أَبو ذؤيب : وراحَ بها من ذي المَجاز عَشِيَّةً ، يُبادر أُولى السَّابِقاتِ إِلى الحَبْل الجوهري : ذو المَجاز موضع بِمِنًى كانت به سوق في الجاهلية ؛ قال الحرث بن حِلِّزة : واذكروا حِلْفَ ذي المَجازِ ، وما قُدِّمَ فيه العُهُودُ والكُفَلاءُ وقد ورد في الحديث ذِكْر ذي المَجاز ، وقيل فيه : إِنه موضع عند عَرَفات ، كان يُقام فيه سُوقٌ في الجاهلية ، والميم فيه زائدة ، وقيل : سمي به لأَن إِجازَةَ الحاج كانت فيه .
      وذو المَجازَة : منزل من منازل طريق مكة بين ماوِيَّةَ ويَنْسُوعَةَ على طريق البَصْرَة .
      والتَّجَاوِيز : بُرودٌ مَوْشِيَّة من برود اليمن ، واحدها تِجْواز ؛ قال الكميت : حتى كأَنَّ عِراصَ الدارِ أَرْدِيَةٌ من التَّجاوِيز ، أَو كُرَّاسُ أَسْفار والمَجازَة : مَوْسم من المواسم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. جمل
    • " الجَمَل : الذَّكَر من الإِبل ، قيل : إِنما يكون جَمَلاً إِذا أَرْبَعَ ، وقيل إِذا أَجذع ، وقيل إِذا بزَل ، وقيل إِذا أَثْنَى ؛

      قال : نحن بنو ضَبَّة أَصحابُ الجَمَل ، الموت أَحلى عندنا من العسل الليث : الجَمَل يستحق هذا الاسم إِذا بَزَل ، وقال شمر : البَكْر والبَكْرة بمنزلة الغلام والجارية ، والجَمَل والناقة بمنزلة الرجل والمرأَة .
      وفي التنزيل العزيز : حتى يَلِج الجَمَل في سَمِّ الخِياط ؛ قال الفراء : الجَمَل هو زوج الناقة .
      وقد ذكر عن ابن عباس أَنه قرأَ : الجُمَّل ، بتشديد الميم ، يعني الحِبَال المجموعة ، وروي عن أَبي طالب أَنه ، قال : رواه القراء الجُمَّل ، بتشديد الميم ، قال : ونحن نظن أَنه أَراد التخفيف ؛ قال أَبو طالب : وهذا لأَن الأَسماء إِنما تأْتي على فَعَل مخفف ، والجماعة تجيء على فُعَّل مثل صُوَّم وقُوَّم .
      وقال أَبو الهيثم : قرأَ أَبو عمرو والحسن وهي قراءة ابن مسعود : حتى يلج الجُمَل ، مثل النُّغَر في التقدير .
      وحكي عن ابن عباس : الجُمَّل ، بالتثقيل والتخفيف أَيضاً ، فأَما الجُمَل ، بالتخفيف ، فهو الحَبْل الغليظ ، وكذلك الجُمَّل ، مشدد .
      قال ابن جني : هو الجُمَل على مثال نُغَر ، والجُمْل على مثال قُفْل ، والجُمُل على مثال طُنُب ، والجَمَل على مثال مَثَل ؛ قال ابن بري : وعليه فسر قوله حتى يلج الجَمَل في سَمِّ الخياط ، فأَما الجُمْل فجمع جَمَل كأَسَد وأُسْد .
      والجُمُل : الجماعة من الناس .
      وحكي عن عبد الله وأُبَيٍّ : حتى يلج الجُمَّل .
      الأَزهري : وأَما قوله تعالى : جِمَالات صُفْر ، فإِن الفراء ، قال : قرأَ عبد الله وأَصحابه جِمَالة ، وروي عن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، أَنه قرأَ : جِمَالات ، قال : وهو أَحَبُّ إِليَّ لأَن الجِمَال أَكثر من الجِمَالة في كلام العرب ، وهو يجوز كما يقال حَجَر وحِجَارة وذَكَر وذِكَارة إِلاّ أَن الأَول أَكثر ، فإِذا قلت جِمالات فواحدها جِمَال مثل ما ، قالوا رِجَال ورِجَالات وبُيُوت وبُيُوتات ، وقد يجوز أَن يكون واحد الجِمَالات جِمَالة ، وقد حكي عن بعض القراء جُمَالات ، برفع الجيم ، فقد يكون من الشيء المجمل ، ويكون الجُمَالات جمعاً من جمع الجِمال كما ، قالوا الرَّخْل والرُّخال ؛ قال الأَزهري : وروي عن ابن عباس أَنه ، قال الجِمَالات حِبَال السُّفن يجمع بعضها إِلى بعض حتى تكون كأَوساط الرجال ؛ وقال مجاهد : جِمَالات حِبال الجُسور ، وقال الزجاج : من قَرأَ جِمَالات فهو جمع جِمالة ، وهو القَلْس من قُلوس سُفُن البحر ، أَو كالقَلْس من قُلوس الجُسور ، وقرئت جِمالة صُفْر ، على هذا المعنى .
      وفي حديث مجاهد : أَنه قرأَ حتى يلج الجُمَّل ، بضم الجيم وتشديد الميم ، قَلْس السفينة .
      قال الأَزهري : كأَن الحَبْل الغليظ سمي جِمَالة لأَنها قُوىً كثيرة جُمِعت فأُجْمِلَت جُمْلة ، ولعل الجُمْلة اشتقت من جُمْلة الحَبْل .
      ابن الأَعرابي : الجامِل الجِمَال . غيره : الجامِل قَطِيع من الإِبل معها رُعْيانها وأَربابها كالبَقَر والباقِر ؛ قال الحطيئة : فإِن تكُ ذا مالٍ كثيرٍ فإِنَّهم لهم جامِل ، ما يَهْدأُ الليلَ سامِرُه الجامل : جماعة من الإِبل تقع على الذكور والإِناث ، فإِذا قلت الجِمَال والجِمَالة ففي الذكور خاصة ، وأَراد بقوله سامره الرِّعاء لا ينامون لكثرتهم .
      وفي المثل : اتَّخَذَ الليلَ جَمَلاً ، يضرب لمن يعمل بالليل عمله من قراءة أَو صلاة أَو غير ذلك .
      وفي حديث ابن الزبير : كان يسير بنا الأَبْرَدَيْن ويتخذ الليل جَمَلاً ، يقال للرجل إِذا سَرَى ليلته جَمْعاء أَو أَحياها بصلاة أَو غيرها من العبادات : اتَّخَذَ الليل جَمَلاً ؛ كأَنه رَكِبه ولم ينم فيه .
      وفي حديث عاصم : لقد أَدركت أَقواماً يتخذون هذا الليل جَمَلاً يشربون النَّبِيذَ ويلبسون المُعَصْفَر ، منهم زِرُّ بن حُبَيْش وأَبو وائل .
      قال أَبو الهيثم :، قال أَعرابي الجامِل الحَيّ العظيم ، وأَنكر أَن يكون الجامل الجِمَال ؛

      وأَنشد : وجامل حَوْم يَرُوح عَكَرهُ ، إِذا دنا من جُنْحِ ليل مَقْصِرهُ ، يُقَرْقِر الهَدْرَ ولا يُجَرْجِرُ ؟

      ‏ قال : ولم يصنع الأَعرابي شيئاً في إِنكاره أَن الجامل الجِمَال ؛ قال الأَزهري : وأَما قول طرفة : وجاملٍ خَوَّعَ مِن نِيبِه زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والسَّفيح فإِنه دل على أَن الجامل يجمع الجِمَال والنُّوق لأَن النِّيب إِناث ، واحدتها ناب .
      ومن أَمثال العرب : اتَّخَذَ الليل جَمَلاً إِذا سَرَى الليل كله .
      واتخذ الليل جَمَلاً إِذا ركبه في حاجته ، وهو على المثل ؛ وقوله : إِني لِمَنْ أَنْكَرَني ابنْ اليَثْرِبي ، قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي إِنما أَراد رجلاً كان من أَصحاب عائشة ، واَّصل ذلك أَن عائشة غَزَت عَلِيّاً على جَمَل ، فلما هزم أَصحابها ثبت منهم قوم يَحْمُون الجَمَل الذي كانت عليه .
      وجَمَل : أَبو حَيٍّ من مَذْحِجٍ ، وهو جَمَل بن ، سعد العشيرة منهم هند بن عمرو الجَمَليُّ ، وكان مع علي ، عليه السلام ، فَقُتِل ؛ وقال قاتله : قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِ ؟

      ‏ قال ابن بري : هو لعمرو بن يثربي الضَّبِّي ، وكان فارس بني ضَبَّة يوم الجَمَل ، قتله عمار بن ياسر في ذلك اليوم ؛ وتمام رجزه : قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي ، وابْناً لصُوحانَ على دين علي وحكى ابن بري : والجُمَالة الخيل ؛

      وأَنشد : والأُدْم فيه يَعْتَرِكْـ نَ ، بجَوِّه ، عَرْكَ الجُمَاله ابن سيده : وقد أَوقعوا الجَمَل على الناقة فقالوا شربت لبن جَمَلي ، وهذا نادر ، قال : ولا أُحِقُّه ، والجَمْع أَجْمال وجِمَال وجُمْل وجِمَالات وجِمالة وجَمَائل ؛ قال ذو الرمة : وقَرَّبْنَ بالزُّرْق الجَمَائل ، بعدما تَقَوَّبَ ، عن غِرْبانِ أَوْراكها ، الخَطْرُ وفي الحديث : هَمَّ الناس بنَحْر بعض جَمَائلهم ؛ هي جمع جَمَل ، وقيل : جمع جِمَالة ، وجِمَالة جمع جَمَل كرِسالة ورَسائل .
      ابن سيده : وقيل الجَمَالة الطائفة من الجِمَال ، وقيل : هي القطعة من النوق لا جَمَل فيها ، وكذلك الجَمَالة والجُمَالة ؛ عن ابن الأَعرابي .
      قال ابن السكيت : يقال للإِبل إِذا كانت ذُكورة ولم يكن فيها أُنثى هذه جِمالة بني فلان ، وقرئ : كأَنه جِمَالة صُفْر .
      والجامِلُ : اسم للجمع كالباقر والكالِب ، وقالوا الجَمّال والجَمّالة كما ، قالوا الحَمّار والحَمّارة والخَيَّالة .
      ورَجُل جامِل : ذو جَمَل .
      وأَجْمَل القومُ إِذا كثُرت جِمالهم .
      والجَمَّالة : أَصحاب الجِمال مثل الخَيّالة والحَمّارة ؛ قال عبد مناف بن رِبْع الهذلي : حتى إِذا أَسْلكوهم في قُتَائدة شَلاًّ ، كما تَطْرُد الجَمّالةُ الشُّرُدا واسْتَجْمَل البَعِيرُ أَي صار جَمَلاً .
      واسْتَقْرَم بَكْر فلان أَي صار قَرْماً .
      وفي الحديث : لكل أُناس في جَمَلهم خُبْر ، ويروى جُمَيْلهم ، على التصغير ، يريد صاحبهم ؛ قال ابن الأَثير : هو مثل يُضْرب في معرفة كل قوم بصاحبهم يعني أَن المُسَوَّد يُسَوَّد لمعنى ، وأَن قومه لم يُسَوِّدوه إِلا لمعرفتهم بشأْنه ؛ ويروى : لكل أُناس في بَعِيرهم خُبْر ، فاستعار البعير والجَمَل للصاحب .
      وفي حديث عائشة : وسأَلتها امرأَة أَأُوَخِّذ جَمَلي ؟ تريد زوجها أَي أَحبسه عن إِتيان النساء غيري ، فكَنَتْ بالجَمَل عن الزَّوج لأَنه زوج الناقة .
      وجَمَّلَ الجَمَلَ : عَزَله عن الطَّرُوقة .
      وناقة جُمَالية : وَثيقة تشبه الجَمَل في خِلْقتها وشدَّتها وعِظَمها ؛ قال الأَعشى : جُمَالِيَّة تَغْتَلي بالرِّدَاف ، إِذا كَذَّبَ الآثِماتُ الهَجِيرا وقول هميان : وقَرَّبُوا كلَّ جُمَالِيٍّ عَضِه ، قَرِيبَة نُدْوَتُه من مَحْمَضِه ، كأَنما يُزْهَم عِرْقا أَبْيَضِه (* قوله « كأنما يزهم » تقدم في ترجمة بيض : ييجع بدل يزهم ).
      يُزْهَم : يُجْعل فيهما الزَّهَم ، أَراد كل جُمَاليَّة فحَمَل على لفظ كُلّ وذكَّر ، وقيل : الأَصل في هذا تشبيه الناقة بالجمل ، فلما شاع ذلك واطَّرد صار كأَنه أَصل في بابه حتى عادوا فشَبَّهوا الجَمَل بالناقة في ذلك ؛ وهذا كقول ذي الرمة : ورَمْلٍ ، كأَوْراك النِّساءِ ، قَطَعْتُه ، إِذا أَظلمته المُظْلِمات الحَنادِسُ وهذا من حملهم الأَصل على الفرع فيما كان الفرع أَفاده من الأَصل ، ونظائره كثيرة ، والعرب تفعل هذا كثيراً ، أَعني أَنها إِذا شبهت شيئاً بشيء مكَّنَتْ ذلك الشبه لهما وعَمَّت به وجه الحال بينهما ، أَلا تراهم لما شبهوا الفعل المضارع بالاسم فأَعربوه تمموا ذلك المعنى بينهما بأَن شبهوا اسم الفاعل بالفعل فأَعملوه ؟ ورجل جُمَاليٌّ ، بالضم والياء مشددة : ضَخْم الأَعضاء تامُّ الخَلْق على التشبيه بالجَمَل لعظمه .
      وفي حديث فضالة : كيف أَنتم إِذا قَعَد الجُمَلاءُ على المَنابر يَقْضون بالهَوَى ويَقْتلون بالغَضَب ؛ الجُمَلاءُ : الضِّخَام الخَلْق كأَنه جمع جَمِيل .
      وفي حديث الملاعنة : فإِن جاءَت به أَوْرَق جَعْداً جُمَالِيّاً فهو لفلان ؛ الجُمَاليّ ، بالتشديد : الضَّخم الأَعضاء التامُّ الأَوصال ؛ وقوله أَنشده أَبو حنيفة عن ابن الأَعرابي : إِنَّ لنا من مالنا جِمَالا ، من خير ما تَحْوِي الرجالُ مالا ، يُنْتَجْن كل شَتْوَة أَجْمالا إِنما عَنى بالجَمَل هنا النَّخل ، شبهها بالجَمَل في طولِها وضِخَمها وإِتَائها .
      ابن الأَعرابي : الجَمَل الكُبَع ؛ قال الأَزهري : أَراد بالجَمَل والكُبَع سمكة بَحريَّة تدعى الجَمَل ؛ قال رؤْبة : واعْتَلَجتْ جِماله ولُخْمُ ؟

      ‏ قال أَبو عمرو : الجَمَل سمكة تكون في البحر ولا تكون في العَذْب ، قال : واللُّخْمُ الكَوْسَجُ ، يقال إِنه يأْكل الناس .
      ابن سيده : وجَمَل البحر سمكة من سمكه قيل طوله ثلاثون ذراعاً ؛ قال العجاج : كجَمَل البحر إِذا خاض حَسَر وفي حديث أَبي عبيدة : أَنه أَذن في جَمَل البحر ؛ قيل : هو سمكة ضخمة شبيهة بالجَمَل يقال لها جَمَل البحر .
      والجُمَيل والجُمْلانة والجُمَيلانة : طائر من الدخاخيل ؛ قال سيبويه : الجُمَيل البُلْبل لا يتكلم به إِلاَّ مصغَّراً فإِذا جمعوا ، قالوا جِمْلان .
      الجوهري : جُمَيل طائر جاءَ مصغراً ، والجمع جِمْلان مثل كُعَيْت وكِعْتان .
      والجَمَال : مصدر الجَمِيل ، والفعل جَمُل .
      وقوله عز وجل : ولكم فيها جَمَال حين تُريحون وحين تسرحون ؛ أَي بهاء وحسن .
      ابن سيده : الجَمَال الحسن يكون في الفعل والخَلْق .
      وقد جَمُل الرجُل ، بالضم ، جَمَالاً ، فهو جَمِيل وجُمَال ، بالتخفيف ؛ هذه عن اللحياني ، وجُمَّال ، الأَخيرة لا تُكَسَّر .
      والجُمَّال ، بالضم والتشديد : أَجمل من الجَمِيل .
      وجَمَّله أَي زَيَّنه .
      والتَّجَمُّل : تَكَلُّف الجَمِيل .
      أَبو زيد : جَمَّل افيفي ُ عليك تَجْميلاً إِذا دعوت له أَن يجعله افيفي جَمِيلاً حَسَناً .
      وامرأَة جَمْلاء وجَميلة : وهو أَحد ما جاءَ من فَعْلاء لا أَفْعَل لها ؛

      قال : وَهَبْتُه من أَمَةٍ سوداء ، ليست بِحَسْناء ولا جَمْلاء وقال الشاعر : فهي جَمْلاء كَبدْرٍ طالع ، بَذَّتِ الخَلْق جميعاً بالجَمَال وفي حديث الإِسراءِ : ثم عَرَضَتْ له امرأَة حَسْناء جَمْلاء أَي جَمِيلة مليحة ، ولا أَفعل لها من لفظها كدِيمة هَطْلاء .
      وفي الحديث : جاءَ بناقة حَسْناء جَمْلاء .
      قال ابن الأَثير : والجَمَال يقع على الصُّوَر والمعاني ؛ ومنه الحديث : إِن الله جَمِيل يحب الجَمَال أَي حَسَن الأَفعال كامل الأَوصاف ؛ وقوله أَنشده ثعلب لعبيد الله بن عتبة : وما الحَقُّ أَن تَهْوَى فتُشْعَفَ بالذي هَوِيتَ ، إِذا ما كان ليس بأَجْمَ ؟

      ‏ قال ابن سيده : يجوز أَن يكون أَجمل فيه بمعنى جَمِيل ، وقد يجوز أَن يكون أَراد ليس بأَجمل من غيره ، كما ، قالوا الله أَكبر ، يريدون من كل شيء .
      والمُجاملة : المُعاملة بالجَمِيل ، الفراء : المُجَامِل الذي يقدر على جوابك فيتركه إِبقاءً على مَوَدَّتك .
      والمُجَامِل : الذي لا يقدر على جوابك فيتركه ويَحْقد عليك إِلى وقت مّا ؛ وقول أَبي ذؤَيب : جَمَالَك أَيُّها القلبُ القَرِيحُ ، سَتَلْقَى مَنْ تُحبُّ فتَسْتَريحُ يريد : الزم تَجَمُّلَك وحياءَك ولا تَجْزَع جَزَعاً قبيحاً .
      وجامَل الرجلَ مُجامَلة : لم يُصْفِه الإِخاءَ وماسَحَه بالجَمِيل .
      وقال اللحياني : اجْمُل إِن كنت جامِلاً ، فإِذا ذهبوا إِلى الحال ، قالوا : إِنه لجَمِيل : وجَمَالَك أَن لا تفعل كذا وكذا أَي لا تفعله ، والزم الأَمر الأَجْمَل ؛ وقول الهذلي أَنشده ابن الأَعرابي : أَخُو الحَرْب أَمّا صادِراً فَوَسِيقُه جَمِيل ، وأَمَّا واراداً فمُغَامِ ؟

      ‏ قال ابن سيده : معنى قول جَمِيل هنا أَنه إِذا اطَّرد وسيقة لم يُسْرع بها ولكن يَتَّئد ثِقَةً منه ببأْسه ، وقيل أَيضاً : وَسِيقُه جَمِيل أَي أَنه لا يطلب الإِبل فتكون له وَسِيقة إِنما وسيقته الرجال يطلبهم ليَسْبِيَهم فيجلُبهم وَسَائق .
      وأَجْمَلْت الصَّنِيعة عند فلان وأَجْمَل في صنيعه وأَجْمَل في طلب الشيء : اتَّأَد واعتدل فلم يُفْرِط ؛

      قال : الرِّزق مقسوم فأَجْمِلْ في الطَّلَب وقد أَجْمَلْت في الطلب .
      وجَمَّلْت الشيءَ تجميلاً وجَمَّرْته تجميراً إِذا أَطلت حبسه .
      ويقال للشحم المُذَاب جَمِيل ؛ قال أَبو خراش : نُقابِلُ جُوعَهم بمُكَلَّلاتٍ ، من الفُرْنيِّ ، يَرْعَبُها الجَمِيل وجَمَل الشيءَ : جَمَعَه .
      والجَمِيل : الشَّحم يُذَاب ثم يُجْمَل أَي يُجْمَّع ، وقيل : الجَمِيل الشحم يذاب فكُلما قَطَر وُكِّفَ على الخُبْزِ ثم أُعِيد ؛ وقد جَمَله يَجْمُله جَمْلاً وأَجمله .
      أَذابه واستخرج دُهْنه ؛ وجَمَل أَفصح من أَجْمَلَ .
      وفي الحديث : لعن الله اليهود حُرِّمت عليهم الشحوم فَجَملوها وباعوها وأَكلوا أَثمانها .
      وفي الحديث : يأْتوننا بالسِّقَاء يَجْمُلون فيه الوَدَك .
      قال ابن الأَثير : هكذا جاء في رواية ، ويروى بالحاء المهملة ، وعند الأَكثر يجعلون فيه الودك .
      واجْتَمَل : كاشْتَوَى .
      وتَجَمَّل : أَكل الجَمِيل ، وهو الشحم المُذاب .
      وقالت امرأَة من العرب لابنتها : تَجَمَّلي وتَعَفَّفِي أَي كُلي الجَمِيل واشربي العُفَافَةَ ، وهو باقي اللبن في الضَّرْع ، على تحويل التضعيف .
      والجَمُول : المرأَة التي تُذيب الشحم ، وقالت امرأَة لرجل تدعو عليه : جَمَلك الله أَي أَذابك كما يُذاب الشحم ؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول الشاعر : إِذ ، قالت النَثُّول للجَمُولِ : يا ابْنة شَحْمٍ ؛ في المَرِيءِ بُولي فإِنه فسر الجَمُول بأَنه الشحمة المُذابة ، أَي ، قالت هذه المرأَة لأُختها : أَبشري بهذه الشَّحمة المَجْمولة التي تذوب في حَلْقك ؛ قال ابن سيده : وهذا التفسير ليس بقويّ وإِذا تُؤُمِّل كان مستحيلاً .
      وقال مرَّة : الجَمُول المرأَة السمينة ، والنَّثُول المرأَة المهزولة .
      والجَمِيل : الإِهالة المُذابة ، واسم ذلك الذائب الجُمَالة ، والاجْتِمال : الادِّهَان به .
      والاجْتِمال أَيضاً : أَن تشوي لحماً فكلما وَكَفَتْ إِهَالته اسْتَوْدَقْتَه على خُبْز ثم أَعدته .
      الفراء : جَمَلْت الشحم أَجْمُله جَمْلاً واجْتَملته إِذا أَذَبْته ، ويقال : أَجْمَلته وجَمَلْت أَجود ، واجْتمل الرجُل ؛
      ، قال لبيد : فاشْتَوَى لَيْلة رِيحٍ واجْتَمَل والجُمْلة : واحدة الجُمَل .
      والجُمْلة : جماعي الشيء .
      وأَجْمَل الشيءَ : جَمَعه عن تفرقة ؛ وأَجْمَل له الحساب كذلك .
      والجُمْلة : جماعة كل شيء بكماله من الحساب وغيره .
      يقال : أَجْمَلت له الحساب والكلام ؛ قال الله تعالى : لولا أُنزل عليه القرآن جُمْلة واحدة ؛ وقد أَجْمَلت الحساب إِذا رددته إِلى الجُمْلة .
      وفي حديث القَدَر : كتاب فيه أَسماء أَهل الجنة والنار أُجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص ؛ وأَجْمَلت الحساب إِذا جمعت آحاده وكملت أَفراده ، أَي أُحْصوا وجُمِعوا فلا يزاد فيهم ولا ينقص .
      وحساب الجُمَّل ، بتشديد الميم : الحروفُ المقطعة على أَبجد ، قال ابن دريد : لا أَحسبه عربيّاً ، وقال بعضهم : هو حساب الجُمَل ، بالتخفيف ؛ قال ابن سيده : ولست منه على ثِقَة .
      وجُمْل وجَوْمَل : اسم امرأَة .
      وجَمَال : اسم بنت أَبي مُسافر .
      وجَمِيل وجُمَيْل : اسمان .
      والجَمَّالان : من شعراء العرب ؛ حكاه ابن الأَعرابي ، وقال : أَحدهما إِسْلامي وهو الجَمَّال بن سَلَمة العبدي ، والآخر جاهلي لم ينسبه إِلى أَب .
      وجَمَّال : اسم موضع ؛ قال النابغة الجعدي : حَتَّى عَلِمْنا ، ولولا نحن قد عَلِمُوا ، حَلَّت شَلِيلاً عَذَاراهم وجَمَّالا "


    المعجم: لسان العرب

  10. جهر
    • " الجَهْرَةُ : ما ظَهَرَ .
      ورآه جَهْرَةً : لم يكن بينهما سِترٌ ؛ ورأَيته جَهْرَةً وكلمتُه جَهْرَةً .
      وفي التنزيل العزيز : أَرِنا الله جَهْرَةً ؛ أَي غيرَ مُسْتَتِر عَنَّا بشيء .
      وقوله عز وجل : حتى نَرى اللهَ جَهْرَةً ؛ قال ابن عرفة : أَي غير محتَجب عنا ، وقيل : أَي عياناً يكشف ما بيننا وبينه .
      يقال : جَهَرْتُ الشيء إِذا كشفته .
      وجَهَرْتُه واجْتَهَرْته أَي رأَيته بلا حجاب بيني وبينه .
      وقوله تعالى : بَغْتَةً أَو جَهْرَةً ؛ هو أَن يأْتيهم وهم يَرَوْنَهُ .
      والجَهْرُ : العلانية .
      وفي حديث عمر : أَنه كان مِجْهَراً أَي صاحبَ جَهْرٍ ورَفْع لصوته .
      يقال : جَهَرَ بالقول إِذ رفع به صوته ، فهو جَهِيرٌ ، وأَجْهَرَ ، فهو مُجْهِرٌ إِذا عرف بشدّة الصوت وجَهَرَ الشيءُ : عَلَنَ وبَدا ؛ وجَهَرَ بكلامه ودعائه وصوته وصلاته وقراءته يَجْهَرُ جَهْراً وجِهاراً ، وأَجْهَرَ بقراءته لغة .
      وأَجْهَرَ وجَهْوَرَ : أَعلن به وأَظهره ، ويُعَدَّيانِ بغير حرف ، فيقال : جَهَرَ الكلامَ وأَجْهَرَهُ أَعلنه .
      وقال بعضهم : جَهَرَ أَعْلى الصوْتَ .
      وأَجْهَرَ : أَعْلَنَ .
      وكلُّ إِعْلانٍ : جَهْرٌ .
      وجَهَرتُ بالقول أَجْهَرُ به إِذا أَعْلَنْتَهُ .
      ورجلٌ جَهيرُ الصوتِ أَي عالي الصوت ، وكذلك رجل جَهْوَرِيُّ الصوت رفيعُه .
      والجَهْوَرِيُّ : هو الصوت العالي .
      وفرسٌ جَهْوَرٌ : وهو الذي بأَجَشِّ الصوتِ ولا أَغَنَّ .
      وإِجْهارُ الكلام : إِعْلانُه .
      وفي الحديث : فإِذا امرأَةٌ جَهِيرَةٌ ؛ أَي عالية الصوت ، ويجوز أَن يكون من حُسْنِ المَنْظَرِ .
      وفي حديث العباس : أَنه نادى بصوتٍ له جَهْوَرِيٍّ أَي شديدٍ عالٍ ، والواو زائدة ، وهو منسوب إِلى جَهْوَرَ بصوته .
      وصوتٌ جَهِيرٌ وكلامٌ جَهِيرٌ ، كلاهما : عالِنٌ عال ؛

      قال : ويَقْصُر دونَه الصوتُ الجَهِيرُ وقد جَهُر الرجل ، بالضم ، جَهَارَةً وكذلك المُجْهَرُ والجَهْورِيُّ .
      والحروفُ المَجْهُورَةُ : ضد المهموسة : وهي تسعة عشر حرفاً ؛ قال سيبويه : معنى الجَهْرِ في الحروف أَنها حروف أُشْبِعَ الاعتمادُ في موضعها حتى منع النَّفَس أَن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد ويجري الصوت ، غير أَن الميم والنون من جملة المجهورة وقد يعتمد لها في الفم والخياشيم فيصير فيها غنة فهذه صفة المجهورة ويجمعها قولك : « ظِلُّ قَوٍّ رَبَض إِذْ غَزَا جُنْدٌ مُطيع ».
      وقال أَبو حنيفة : قد بالغوا في تَجْهِير صوت القَوْس ؛ قال ابن سيده : فلا أَدري أَسمعه من العرب أَو رواه عن شيوخه أَم هو إِدْلال منه وتَزَيُّدٌ ، فإِنه ذو زوائد في كثير من كلامه .
      وجَاهَرَهُمْ بالأَمر مُجاهَرَةً وجِهاراً : عالَنَهُمْ .
      ويقال : جاهَرَني فلانٌ جِهاراً أَي علانية .
      وفي الحديث : كلُّ أُمّتي مُعافىً إِلاَّ المُجاهِرينَ ؛ قال : هم الذين جاهروا بمعاصيهم وأَظهروها وكشفوا ما ستر الله عليهم منها فيتحدثون به .
      يقال : جَهَرَ وأَجْهَرَ وجاهَرَ ؛ ومنه الحديث : وإِن من الإِجهار كذا وكذا ، وفي رواية : من الجِهار ؛ وهما بمعنى المجاهرة ؛ ومنه الحديث : لا غِيبَةَ لفاسِقٍ ولا مُجاهِرٍ .
      ولقيه نَهاراً جِهاراً ، بكسر الجيم وفتحها وأَبى ابن الأَعرابي فتحها .
      واجْتَهَرَ القوم فلاناً : نظروا إِليه جِهاراً .
      وجَهَرَ الجَيشَ والقومَ يَجْهَرُهُمْ جَهْراً واجتهرهم : كثروا في عينه ؛ قال يصف عسكراً : كأَنَّما زُهاؤُهُ لِمَنْ جَهَرْ لَيْلٌ ، ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ وكذلك الرجل تراه عظيماً في عينك .
      وما في الحيّ أَحد تَجْهَرُه عيني أَي تأْخذه عيني .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : إِذا رأَيناكم جَهَرْناكم أَي أَعجبنا أَجسامكم .
      والجُهْرُ : حُسْنُ المَنْظَرِ .
      ووجهٌ جَهيرٌ : ظاهرُ الوَضاءة .
      وفي حديث علي ، عليه السلام : أََنه وصف النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : لم يكن قصيراً ولا طويلاً وهو إِلى الطول أَقربُ ، مَنْ رآه جَهَرَهُ ؛ معنى جهره أَي عظم في عينه .
      الجوهري : جَهَرْتُ الرجلَ واجْتَهَرْتُه إِذا رأَيته عظيم المَرْآة .
      وما أَحْسَنَ جُهْرَ فلان ، بالضم ، أَي ما يُجْتَهَرُ من هيئته وحسن مَنْظَره .
      ويقال : كيف جَهْراؤكُمْ أَي جماعتكم ؛ وقول الراجز : لا تَجْهَرِيني نَظَراً وَرُدِّي ، فقد أَرُدُّ حِينَ لا مَرَدِّ وقد أَرُدُّ ، والجِيادُ تُرْدِي ، نِعْمَ المِجَشُّ ساعةَ التَّنَدِّي يقول : إِن استعظمتِ منظري فإِني مع ما ترين من منظري شجاع أَردّ الفرسان الذين لا يردهم إِلاَّ مثلي .
      ورجل جَهِيرٌ : بَيِّنُ الجُهُورةِ والجَهَارَة ذو مَنْظر .
      ابن الأَعرابي : رجل حَسَنُ الجَهارَةِ والجُهْر إِذا كان ذا منظر ؛ قال أَبو النجم : وأَرَى البياضَ على النِّساءِ جَهارَةً ، والْعِتْقُ أَعْرِفُه على الأَدْماءِ والأُنثى جَهِيرَةٌ والاسم من كل ذلك الجُهْرُ ؛ قال القَطامِي : شَنِئْتُك إِذْ أَبْصَرْتُ جُهْرَكَ سَيّئاً ، وما غَيَّبَ الأَقْوامُ تابِعَةُ الجُهْ ؟

      ‏ قال : ما بمعنى الذي : يقول : ما غاب عنك من خُبْرِ الرجل فإِنه تابع لمنظره ، وأََنت تابعة في البيت للمبالغة .
      وجَهَرتُ الرجل إِذا رأَيت هيئته وحسن منظره .
      وجُهْرُ الرجل : هيئته وحسن منظره .
      وجَهَرَني الشيء واجْتَهَرَني : راعني جماله .
      وقال اللحياني : كنتُ إِذا رأَيتُ فلاناً جَهَرْتُه واجْتَهَرْتُه أَي راعك .
      ابن الأَعرابي : أَجْهَرَ الرجلُ جاء ببنين ذوي جَهارَةٍ وهم الحَسَنُو القُدُود الحَسَنُو المَنْظَرَ .
      وأَجْهَرَ : جاء بابن أَحْوَلَ .
      أَبو عمرو : الأَجْهَرُ الحسنُ المَنظَرِ الحَسنُ الجسمِ التامُّهُ .
      والأَجْهَرُ : الأَحولُ المليح الحَوَلَةِ .
      والأَجْهَرُ : الذي لا يبصر بالنهار ، وضده الأَعشى .
      وجَهْراءُ القوم : جماعتهم .
      وقيل لأَعرابي : أَبَنُو جَعْفَرٍ أَشرفُ أَم بنو أَبي بكر بن كلاب ؟ فقال : أَما خَواصَّ رجال فبنو أَبي بكر ، وأَما جَهْرَاءِ الحيِّ فبنو جعفر ؛ نصب خواص على حذف الوسيط أَي في خواص رجال وكذلك جَهْراء ، وقيل : نصبهما على التفسير .
      وجَهَرْتُ فلاناً بما ‏ ليس ‏ عنده : وهو أَن يختلف ما ظننت به من الخُلُقِ أَو المال أَو في مَنْظَرِه .
      والجَهْراء : الرابية السَّهْلَةُ العريضة .
      وقال أَبو حنيفة : الجَهْراء الرابية المِحْلالُ ليست بشديدة الإِشراف وليست برملة ولا قُفٍّ .
      والجَهْراء : ما استوى من ظهر الأَرض ليس بها شجر ولا آكام ولا رمال إِنما هي فضاء ، وكذلك العَراءُ .
      يقال : وَطِئْنا أَعْرِيةً وجَهْراواتٍ ؛ قال : وهذا من كلام ابن شميل .
      وفلان جَهِير للمعروفِ أَي خليقٌ له .
      وهمُ جُهرَاءُ للمعروف أَي خُلَقَاءُ له ، وقيل ذلك لأَن من اجْتَهَره طَمِعَ في معروفه ؛ قال الأَخطل : جُهَراءُ للمعروف حينَ تَراهُمُ ، خُلَقاءُ غَيْرُ تَنابِلٍ أَشْرارِ وأَمر مُجْهَر أَي واضح بَيِّنٌ .
      وقد أَجْهَرته أَنا إِجْهاراً أَي شهَّرْته ، فهو مَجْهور به مَشْهور .
      والمَجْهُورة من الآبار : المعمورة ، عَذْبَةً كانت أَو مِلحة .
      وجَهَر البئرَ يَجْهَرُها جهراً واجْتَهَرَها : نزحها ؛

      وأَنشد : ‏ إِذا ورَدْنا آجِناً جَهَرْناهْ ، أَو خالياً من أَهْلِهِ عَمَرْناهْ أَي من كثرتنا نَزَفْنا البئَار وعَمَرْنا الخرابَ .
      وحَفَر البئرَ حتى جَهَر أَي بَلَغ الماءَ ، وقيل : جَهَرها أَخرج ما فيها من الحَمْأَةِ والماء .
      الجوهري : جَهَرْتُ البئر واجْتَهَرْتُها أَي نَقَّيْتُها وأَخرجتُ ما فيها من الحمأَة ، قال الأَخفش : تقول العرب جَهَرْتُ الرَّكِيَّةَ إِذا كان ماؤُها قد غُطِّيَ بالطِّين فَنُقِّي ذلك حتى يظهر الماء ويصفو .
      وفي حديث عائشة ، وَوَصَفَتْ أَباها ، رضي الله عنهما ، فقالت : اجْتَهَرَ دَفْنَ الرَّواء ؛ الاجْتِهارُ : الاستخراج ، تريد أَنه كَسَحَها .
      يقال : جَهَرْتُ البئرَ واجْتَهَرْتها إِذا كَسَحْتها إِذا كانت مُنْدَفِنَةً ؛ يقال : ركيةٌ دَفينٌ ورَكايا دُفُنٌ ، والرَّواءُ : الماءُ الكثير ، وهذا مثل ضربته عائشة ، رضي الله عنها ، لإِحكامه الأَمر بعد انتشاره ، شبهته برجل أَتى على آبار مندفنة وقد اندفن ماؤُها ، فنزحها وكسحها وأَخرج ما فيها من الدفن حتى نبع الماء .
      وفي حديث خيبر : وَجَدَ الناسُ بها بَصَلاً وثُوماً فَجَهَرُوه ؛ أَي استخرجوه وأَكلوه .
      وجَهَرْتُ البئر إِذا كانت مندفنة فأَخرجت ما فيها .
      والمَجْهُورُ : الماء الذي كان سُدْماً فاستسقى منه حتى طاب ؛ قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ : قد حَلأَتْ ناقَتِي بَرْدٌ وصِيحَ بها عن ماءِ بَصْوَةَ يوماً ، وهْوَ مَجْهُورُ وحَفَرُوا بئراً فَأَجْهَرُوا : لم يصيبوا خيراً .
      والعينُ الجَهْراءُ : كالجاحظَة ؛ رجل أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ .
      والأَجْهَرُ من الرجال : الذي لا يبصر في الشمس ، جَهِرَ جَهَراً ، وجَهَرَتْهُ الشمسُ : أَسْدَرَتْ بَصَرَهُ .
      وكبشٌ أَجْهَرُ ونَعْجَةٌ جَهْراءُ : وهي التي لا تبصر في الشمس ؛ قال أَبو العيال الهذليُّ يصف مَنيحَةً منحه إِياها بَدْرُ بنُ عَمَّارٍ الهُذَليُّ : جَهْراءُ لا تأْلو إِذا هي أَظْهَرَتْ بَصَراً ، ولا مِنْ عَيْلَةٍ تُغْنيني ‏ ها ‏ نص ابن سيده وأَورده الأَزهري عن الأَصمعي وما عزاه لأَحد وقال :، قال يصف فرساً يعني الجَهْراءَ ؛ وقال أَبو منصور : أُرى هذا البيت لبعض الهُذَلِيين يصف نعجة ؛ قال ابن سيده : وعمَّ به بعضهم .
      وقال اللحياني : كُلُّ ضعيف البصر في الشمس أَجْهَرُ ؛ وقيل : الأَجهر بالنهار والأَعشى بالليل .
      والجُهْرَةُ : الحَوَلَةُ ، والأَجْهَرُ : الأَحْوَلُ .
      رجلٌ أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ ، والاسم الجُهْرَةُ ؛

      أَنشد ثعلب للطرماح : على جُهْرَةٍ في العينِ وهو خَدوجُ والمُتَجاهر : الذي يريك أَنه أَجْهَرُ ؛

      وأَنشد ثعلب : كالنَّاظِر المُْتَجاهر وفرس أَجْهَرُ : غَشَّتْ غُرَّتُه وَجْهَه .
      والجَهْوَرُ : الجَريءُ المُقْدِمُ الماضي .
      وجَهَرْنا الأَرض إِذا سلكناها من غير معرفة .
      وجَهَرْنا بني فلان أَي صَبَّحْناهُم على غِرَّةٍ .
      وحكي الفرّاء : جَهَرْتُ السِّقَاءَ إِذا مَخَضْته .
      ولَبَنٌ جَهِيرٌ : لم يُمْذَقْ بماء .
      والجَهِيرُ : اللبن الذي أُخرج زُبْدُه ، والثَّمِيرُ : الذي لم يخرج زبده ، وهو التَّثْمِير .
      ورجل مِجْهَرٌ ، بكسر الميم ، إِذا كان من عادته أَن يَجْهَر بكلامه .
      والمُجاهَرَةُ بالعداوة : المُبادَأَةَ بها .
      ابن الأَعرابي : الجَهْرُ قِطْعَةٌ من الدهرِ ، والجَهْرُ السَّنَةُ التامَّةُ ؛ قال : وحاكم أَعرابي رجلاً إِلى القاضي فقال : بِعْتُ منه غُنْجُداً مُذْ جَهْرٍ فغاب عني ؛ قال ابن الأَعرابي : مُذْ قِطْعَةٍ من الدهر .
      والجَوْهَرُ : معروف ، الواحدةُ جَوْهَرَةٌ .
      والجَوْهَرُ : كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به .
      وجَوْهَرُ كُلِّ شيء : ما خُلِقَتْ عليه جِبِلَّتُه ؛ قال ابن سيده : وله تحديد لا يليق بهذا الكتاب ، وقيل : الجوهر فارسي معرّب .
      وقد سمَّت أَجْهَرَ وجَهِيراً وجَهْرانَ وجَوْهَراً .
      "

    المعجم: لسان العرب

  11. جوب
    • " في أَسماءِ اللّه الـمُجِيبُ ، وهو الذي يُقابِلُ الدُّعاءَ والسُّؤَال بالعَطاءِ والقَبُول ، سبحانه وتعالى ، وهو اسم فاعل مِن أَجاب يُجِيبُ .
      والجَوابُ ، معروفٌ : رَدِيدُ الكلام ، والفِعْل : أَجابَ يُجِيبُ .
      قال اللّه تعالى : فإِني قَريبٌ أُجِيبُ دَعْوةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لي ؛ أَي فَلْيُجِيبوني .
      وقال الفرَّاءُ : يقال : إِنها التَّلْبِيةُ ، والمصدر الإِجابةُ ، والاسم الجَابةُ ، بمنزلة الطاعةِ والطاقة .
      والإِجابةُ : رَجْعُ الكلام ، تقول : أَجابَه عن سُؤَاله ، وقد أَجابَه إِجابةً وإِجاباً وجَواباً وجابةً واسْتَجْوَبَه واسْتَجابَه واسْتَجابَ له .
      قال كعبُ ابن سَعْد الغَنَويّ يرثي أَخاه أَبا المِغْوار : وَداعٍ دَعا يا مَنْ يُجيبُ إِلى النَّدَى ، * فلم يَسْتَجِبْه ، عِنْدَ ذاكَ ، مُجِيبُ .
      (* قوله « الندى » هو هكذا في غير نسخة من الصحاح والتهذيب والمحكم .) فقُلتُ : ادْعُ أُخرى ، وارْفَعِ الصَّوتَ رَفعةً ، * لَعَلَّ أَبا المِغْوارِ مِنْكَ قَرِيبُ والإِجابةُ والاستِجابةُ ، بمعنى ، يقال : اسْتَجابَ اللّه دعاءَه ، والاسم الجَوابُ والجابةُ والـمَجُوبةُ ، الأَخيرةُ عن ابن جني ، ولا تكون مصدراً لأَنَّ الـمَفْعُلةَ ، عند سيبويه ، ليست من أَبنية المصادر ، ولا تكون من باب الـمَفْعُول لأَنَّ فِعْلها مزيد .
      وفي أَمثالِ العَرب : أَساءَ سَمْعاً فأَساءَ جابةً .
      قال : هكذا يُتَكلَّم به لأَنَّ الأَمثال تُحْكَى على موضوعاتها .
      وأَصل هذا المثل ، على ما ذكر الزُّبَيْر ابن بكار ، أَنه كان لسَهلِ بن عَمْرٍو ابنٌ مَضْعُوفٌ ، فقال له إِنسان : أَين أَمُّكَ أَي أَين قَصْدُكَ ؟ فظَنَّ أَنه يقول له : أَين أُمُّكَ ، فقال : ذهَبَتْ تَشْتَري دَقِيقاً ، فقال أَبُوه : أَساءَ سَمْعاً فأَساءَ جابةً .
      وقال كراع : الجابةُ مصدر كالإِجابةِ .
      قال أَبو الهيثم : جابةٌ اسم يُقُومُ مَقامَ المصدر ، وإِنه لَحَسَنُ الجيبةِ ، بالكسر ، أَي الجَوابِ .
      قال سيبويه : أَجاب مِنَ الأَفْعال التي اسْتُغْني فيها بما أَفْعَلَ فِعْلَه ، وهو أَفْعَلُ فِعْلاً ، عَمَّا أَفْعَلَه ، وعن هُوَ أَفْعَلُ مِنكَ ، فيقولون : ما أَجْوَدَ جَوابَه ، وهو أَجْوَدُ جَواباً ، ولا يقال : ما أَجْوَبَه ، ولا هو أَجْوَبُ منك ؛ وكذلك يقولون : أَجْوِدْ بَجَوابهِ ، ولا ‏

      يقال : ‏ أَجوِب به .
      وأَما ما جاءَ في حديث ابن عمر أَنَّ رجلاً ، قال : يا رسولَ اللّه أَيُّ الليلِ أَجْوَبُ دَعْوةً ؟، قال : جَوْفُ الليلِ الغابِرِ ، فسَّره شمر ، فقال : أَجْوَبُ من الإِجابةِ أَي أَسْرَعُه إِجابةً ، كما يقال أَطْوَعُ من الطاعةِ .
      وقياسُ هذا أَن يكون من جابَ لا مِن أَجابَ .
      وفي المحكم عن شمر ، أَنه فسره ، فقال : أَجْوَبُ أَسْرَعُ إِجابةً .
      قال : وهو عندي من باب أَعْطَى لفارِهةٍ ، وأَرسلنا الرِّياحَ لوَاقِحَ .
      وما جاءَ مِثلُه ، وهذا على المجاز ، لأَنَّ الإِجابةَ ليست لِلَّيل إِنما هي للّه تعالى فيه ، فَمعناه : أَيُّ الليلِ اللّهُ أَسرع إِجابةً فِيه مِنه في غَيْرِه ، وما زاد على الفِعْل الثُّلاثي لا يُبْنَى مِنْه أفْعَلُ مِنْ كذا ، إِلا في أَحرف جاءَت شاذة .
      وحَكى الزمخشريُّ ، قال : كأَنـَّه في التَّقْدير مِن جابَتِ الدَّعْوةُ بوزن فَعُلْتُ ، بالضم ، كطالَتْ ، أَي صارَتْ مُسْتَجابةَ ، كقولهم في فَقِيرٍ وشَديدٍ كأَنهما مِنْ فَقُرَ وشَدُدَ ، وليس ذلك بمستعمل .
      ويجوز أَن يكون من جُبتُ الأَرضَ إِذ قَطَعْتَها بالسير ، على معنى أَمْضَى دَعْوَةً وأَنـْفَذُ إِلى مَظانِّ الإِجابةِ والقَبُول .
      وقال غيره : الأَصل جاب يجوب مثل طاع يَطُوعُ .
      قال الفرَّاءُ قيل لأَعرابي : يا مُصابُ .
      فقال : أَنتَ أَصْوَبُ مني .
      قال : والأَصل الإِصابةُ مِن صابَ يَصُوبُ إِذا قَصَدَ ، وانجابَتِ الناقةُ : مَدَّت عُنُقَها للحَلَبِ ، قال : وأُراه مِن هذا كَأَنـَّها أَجابَتْ حالِبَها ، على أَنـَّا لم نَجِدِ انْفَعَل مِنْ أَجابَ .
      قال أَبو سعيد ، قال لي أَبو عَمْرو بن العلاءِ : اكْتُبْ لي الهمز ، فكتبته له فقال لي : سَلْ عنِ انْجابَتِ الناقةُ أَمَهْموز أَمْ لا ؟ فسأَلت ، فلم أَجده مهموزاً .
      والمُجاوَبةُ والتَّجارُبُ : التَّحاوُرُ .
      وتَجاوَبَ القومُ : جاوَبَ بَعضُهم بَعْضاً ، واسْتَعمله بعضُ الشُعراءِ في الطير ، فقال جَحْدَرٌ : ومِـمَّا زادَني ، فاهْتَجْتُ شَوْقاً ، * غِنَاءُ حَمامَتَيْنِ تَجاوَبانِ .
      (* قوله « غناء » في بعض نسخ المحكم أيضاً بكاء .) تَجاوَبَتا بِلَحْنٍ أَعْجَمِيٍّ ، * على غُصْنَينِ مِن غَرَبٍ وبَانِ واسْتَعمَلَه بعضُهم في الإِبل والخيل ، فقال : تَنادَوْا بأَعْلى سُحْرةٍ ، وتَجاوَبَتْ * هَوادِرُ ، في حافاتِهِم ، وصَهِيلُ وفي حديث بناءِ الكَعْبَةِ : فسَمِعنا جَواباَ مِن السَّماءِ ، فإِذا بِطائِرٍ أَعظَم مِن النَّسْرِ ؛ الجَوابُ : صَوْتُ الجَوْبِ ، وهو انْقِضاضُ الطير .
      وقولُ ذي الرمة : كأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ ، * إِذا تَجاوَبَ ، مِنْ بُرْدَيْهِ ، تَرْنِيمُ أَراد تَرْنِيمانِ تَرْنِيمٌ من هذا الجَناح وتَرْنِيمٌ مِن هذا الآخر .
      وأَرضٌ مُجَوَّبةٌ : أَصابَ المطَرُ بعضَها ولم يُصِبْ بَعْضاً .
      وجابَ الشيءَ جَوْباً واجْتابَه : خَرَقَه .
      وكُلُّ مُجَوَّفٍ قَطَعْتَ وسَطَه فقد جُبْتَه .
      وجابَ الصخرةَ جَوْباً : نَقَبها .
      وفي التنزيل العزيز : وثَمُودَ الذين جابُوا الصَّخْرَ بِالوادِ .
      قال الفرَّاءُ : جابُوا خَرَقُوا الصَّخْرَ فاتَّخَذُوه بُيُوتاً .
      ونحو ذلك ، قال الزجاجُ واعتبره بقوله : وتَنْحِتُون مِن الجِبال بُيُوتاً فارِهِينَ .
      وجابَ يَجُوبُ جَوْباً : قَطَعَ وخَرَقَ .
      ورجُلٌ جَوَّابٌ : مُعْتادٌ لذلك ، إِذا كان قَطَّاعاً للبِلادِ سَيَّاراً فيها .
      ومنه قول لقمان بن عاد في أَخيه : جَوَّابُ لَيْلٍ سَرْمد .
      أَراد : أَنه يَسْري لَيْلَه كُلَّه لا يَنامُ ، يَصِفُه بالشَّجاعة .
      وفلان جوَّابٌ جَأّبٌ أَي يَجُوبُ البِلاد ويَكْسِبُ المالَ .
      وجَوَّابٌ : اسم رجل من بني كلابٍ ؛ قال ابن السكيت : سُمي جَوَّاباً لأَنه كان لا يَحْفِرُ بئْراً ولا صخْرةً إِلا أَماهَها .
      وجابَ النعلَ جَوْباً : قَدَّها .
      والمِجْوَب : الذي يُجابُ به ، وهي حَديدةٌ يُجابُ بها أَي يُقْطَعُ .
      وجابَ المفَازةَ والظُّلْمةَ جَوْباً واجْتابَها : قَطَعَها .
      وجابَ البِلادَ يَجُوبُها جَوْباً : قَطَعَها سَيْراً .
      وجُبْتُ البَلدَ واجْتَبْتُه : قَطَعْتُه .
      وجُبْتُ البِلاد أَجُوبُها وأَجِيبُها إِذا قَطَعتها .
      وجَوَّابُ الفَلاةِ : دَلِيلُها لقَطْعِه إِيَّاها .
      والجَوْبُ : قطْعُك الشيءَ كما يُجابُ الجَيْبُ ، يقال : جَيْبٌ مَجُوبٌ ومُجَوَّبٌ ، وكلُّ مُجَوَّفٍ وسَطُه فهو مُجَوَّبٌ .
      قال الراجز : واجْتابَ قَيْظاً ، يَلْتَظِي التِظاؤُهُ وفي حديث أَبي بكر ، رضي اللّه عنه ، قال للأَنـْصارِ يَوْم السَّقِيفةِ : إِنما جِيبَتِ العَرَبُ عنا كما جِيبَت الرَّحَى عن قُطْبها أَي خُرِقَتِ العَربُ عَنَّا ، فكُنَّا وسَطاً ، وكانت العرَبُ حَوالَينا كالرَّحَى .
      وقُطْبِها الذي تَدُورُ عليه .
      وانْجابَ عنه الظَّلامُ : انْشَقَّ .
      وانْجابَتِ الأَرضُ : انْخَرَقَتْ .
      والجَوائِبُ : الأَخْبارُ الطَّارِئةُ لأَنها تَجُوبُ البِلادَ .
      تقول : هل جاءَكم من جائبِة خَبَرٍ أي مِن طَريقةٍ خارِقةٍ ، أَو خَبَرٍ يَجُوبُ الأَرْضَ منْ بَلَدٍ إلى بَلَدٍ ، حكاه ثعلب بالإِضافة .
      وقال الشاعر : يَتَنازَعُون جَوائِبَ الأَمْثالِ يعني سَوائِرَ تَجُوبُ البلاد .
      والجابةُ : المِدْرى من الظِّباءِ ، حين جابَ قَرْنُها أَي قَطَعَ اللحم وطَلَع .
      وقيل : هي الـمَلْساءُ اللَّيِّنةُ القَرْن ؛ فإِن كان على ذلك ، فليس لها اشتقاق .
      التهذيب عن أَبي عبيدة : جابةُ المِدْرَى من الظِّباءِ ، غير مهموز ، حين طَلَعَ قَرْنهُ . شمر : جابةُ المِدْرَى أَي جائِبَتُه حِينَ جابَ قَرْنُها الجِلدَ ، فَطَلَعَ ، وهو غير مهموز .
      وجُبْتُ القَمِيصَ : قَوَّرْتُ جَيْبَه أَجُوبُه وأَجِيبُه .
      وقال شَمر : جُبْتُه ، وجِبْتُه .
      قال الراجز : باتَتْ تَجِيبُ أَدْعَجَ الظَّلامِ ، جَيْبَ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمام ؟

      ‏ قال : وليس من لفظ الجَيْبِ لأَنه من الواو والجَيْبُ من الياءِ .
      قال : وليس بفَيْعلٍ لأَنه لم يُلْفظ به على فَيْعَلٍ .
      وفي بعض نسخ الـمُصَنَّف : جِبْتُ القَمِيصَ ، بالكسر ، أَي قَوَّرْتُ جَيْبَه .
      وجَيَّبْتُه : عَمِلت له جَيْباً ، واجْتَبْتُ القَمِيصَ إِذا لَبِسْتَه .
      قال لبيد : فَبِتِلْكَ ، إِذْ رَقَصَ اللَّوامِعُ بالضُّحَى ، * واجْتابَ أَرْدِيةَ السَّرابِ إِكامُها قوله : فَبِتِلْكَ ، يعني بناقَتِه التي وصَفَ سَيْرَها ، والباءُ في بتلك متعلقة بقوله أَقْضي في البيت الذي بعده ، وهو : أَقْضِي اللُّبانةَ ، لا أَفَرِّطُ رِيبةً ، * أَو أَنْ يَلُومَ ، بِحاجةٍ ، لُوَّامُها واجْتابَ : احْتَفَر .
      قال لبيد : تَجْتابُ أَصْلاً قائماً ، مُتَنَبِّذاً ، * بُعُجُوبِ أَنْقاءٍ ، يَمِيلُ هَيامُها .
      (* قوله « قائماً » كذا في التهذيب والذي في التكملة وشرح الزوزني ، قالصاً .) يَصِف بقرة احْتَفَرَت كِناساً تَكْتَنُّ فيه من المطر في أَصْل أَرطاةٍ .
      ابن بزرج : جَيَّبْتُ القَمِيصَ وجَوَّبْتُه .
      التهذيب : واجتابَ فلانٌ ثوباً إذا لَبِسَه .
      وأَنشد : تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنها ، فأَنْسَلَها ، * واجْتاب أُخْرَى جَديداً ، بَعْدَما ابْتَقَلا وفي الحديث : أَتاه قَومٌ مُجْتابي .
      (* قوله « قوم مجتابي » كذا في النهاية مضبوطاً هنا وفي مادة نمر .) النِّمارِ أَي لابِسِيها .
      يقال : اجْتَبْتُ القمِيصَ ، والظَّلامَ أَي دَخَلْتُ فيهما .
      قال : وكلُّ شيءٍ قُطِع وَسَطُه ، فهو مَجْيُوبٌ ومَجُوبٌ ومُجَوَّبٌ ، ومنه سُمي جَيْبُ القَمِيصِ .
      وفي حديث عليّ ، كَرَّم اللّه وجهه : أَخَذْتُ إِهاباً مَعْطُوناً فَجَوَّبْتُ وَسَطه ، وأَدْخَلْتُه في عُنُقي .
      وفي حديث خَيْفانَ : وأَما هذا الحَيُّ مِن أَنـْمارٍ فَجَوْبُ أَبٍ وأَوْلادُ عَلَّةٍ أَي إِنهم جِيبُوا من أَبٍ واحد وقُطِعُوا منه .
      والجُوَبُ : الفُرُوجُ لأَنها تُقْطَع مُتَّصلاً .
      والجَوْبة : فَجْوةُ ما بين البُيُوتِ .
      والجَوْبةُ : الحُفْرةُ .
      والجَوْبةُ : فَضاءٌ أَمـْلَسُ سَهْلٌ بَيْنَ أَرْضَيْنِ .
      وقال أَبو حنيفة : الجَوْبةُ من الأَرضِ : الدارةُ ، وهي المكانُ الـمُنْجابُ الوطِيءُ من الأَرض ، القليلُ الشجرِ مِثْلُ الغائط الـمُسْتَدير ، ولا يكون في رَمْلٍ ولا جَبَلٍ ، إِنما يكون في أَجلاد الأَرض ورِحابِها ، سمي جَوْبةً لانْجِيابِ الشجر عنها ، والجمع جَوْباتٌ ، وجُوَبٌ ، نادر .
      والجَوْبةُ : موضع يَنْجابُ في الحَرَّة ، والجمع جُوَبٌ .
      التهذيب : الجَوْبةُ شِبْهُ رَهْوة تكون بين ظَهْرانَيْ دُورِ القَوْمِ يَسِيلُ منها ماءُ المطَر .
      وكل مُنْفَتِقٍ يَتَّسِعُ فهو جَوْبةٌ .
      وفي حديث الاسْتِسْقاء : حتى صارت الـمَدينةُ مِثلَ الجَوْبةِ ؛ قال : هي الحُفْرةُ الـمُسْتَديرةُ الواسِعةُ ، وكلُّ مُنْفَتِقٍ بلا بِناءٍ جَوْبةٌ أَي حتى صار الغَيْمُ والسَّحابُ مُحِيطاً بآفاق المدينةِ .
      والجَوْبةُ : الفُرْجةُ في السَّحابِ وفي الجبال .
      وانْجابَتِ السَّحابةُ : انْكَشَفَتْ .
      وقول العَجَّاج : حتى إِذا ضَوْءُ القُمَيْرِ جَوَّبا ، * لَيْلاً ، كأَثْناءِ السُّدُوسِ ، غَيْهَب ؟

      ‏ قال : جَوَّبَ أَي نَوَّرَ وكَشَفَ وجَلَّى .
      وفي الحديث : فانْجابَ السَّحابُ عن المدينةِ حتى صار كالإِكْلِيل أَي انْجَمَعَ وتَقَبَّضَ بعضُه إِلى بعض وانْكَشَفَ عنها .
      والجَوْبُ : كالبَقِيرة .
      وقيل : الجَوْبُ : الدِّرْعُ تَلْبَسُه المرأَةُ .
      والجَوْبُ : الدَّلْو الضَّخْمةُ ، عن كراع .
      والجَوْبُ : التُّرْسُ ، والجمع أَجْوابٌ ، وهو المِجْوَبُ .
      قال لبيد : فأَجازَني منه بِطِرْسٍ ناطِقٍ ، * وبكلِّ أَطْلَسَ ، جَوْبُه في الـمَنْكِبِ يعني بكل حَبَشِيٍّ جَوْبهُ في مَنْكِبَيْه .
      وفي حديث غَزْوة أُحُدٍ : وأَبو طلحةَ مُجَوِّبٌ على النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، بحَجَفَةٍ أَي مُتَرِّسٌ عليه يَقِيه بها .
      ويقال للتُّرْسِ أَيضاً : جَوبةٌ .
      والجَوْبُ : الكانُونُ .
      قال أَبو نخلةَ : كالجَوْبِ أَذْكَى جَمرَه الصَّنَوْبَرُ وجابانُ : اسمُ رجل ، أَلفُه منقلبة عن واو ، كأَنه جَوَبانُ ، فقلبت الواو قلباً لغير علة ، وإِنما قيل فيه إِنه فَعَلانُ ولم يقل إِنه فاعال من ج ب ن لقول الشاعر : عَشَّيْتُ جابانَ ، حتى اسْتَدَّ مَغْرِضُه ، * وكادَ يَهْلِكُ ، لولا أَنه اطَّافا قُولا لجَابانَ : فلْيَلْحَقْ بِطِيَّتِه ، * نَوْمُ الضُّحَى ، بَعْدَ نَوْمِ الليلِ ، إِسْرافُ .
      (* قوله « إسراف » هو بالرفع في بعض نسخ المحكم وبالنصب كسابقه في بعضه أيضاً وعليها فلا اقواء .) فَتَركَ صَرْفَ جابانَ فدلَّ ذلك على أَنه فَعَلانُ ويقال : فلان فيه جَوْبانِ من خُلُقٍ أَي ضَرْبان لا يَثْبُتُ على خُلُقٍ واحدٍ .
      قال ذو الرمة : جَوْبَيْنِ مِن هَماهِمِ الأَغْوالِ أَي تَسْمَعُ ضَرْبَيْنِ من أَصوات الغِيلانِ .
      وفي صفةِ نَهَرِ الجنة : حافَتاه الياقوتُ الـمُجَيَّبُ .
      وجاءَ في مَعالِم السُّنَن : الـمُجَيَّبُ أَو الـمُجَوَّبُ ، بالباءِ فيهما على الشك ، وأَصله : من جُبْتُ الشيءَ إِذا قَطَعْتَه ، وسنذكره أَيضاً في جيب .
      والجابَتانِ : موضِعانِ .
      قال أَبو صَخْرٍ الهُذلي : لمَن الدِّيارُ تَلُوحُ كالوَشْمِ ، * بالجَابَتَيْنِ ، فَرَوْضةِ الحَزْمِ وتَجُوبُ : قَبيلةٌ من حِمْيَر حُلَفاءُ لمُرادٍ ، منهم ابن مُلْجَمٍ ، لَعَنَهُ اللّه .
      قال الكميت : أَلا إِنَّ خَيْرَ الناسِ ، بَعْدَ ثلاثةٍ ، * قَتِيلُ التَّجُوِبيِّ ، الذي جاءَ مِنْ مِصْرِ هذا قول الجوهري .
      قال ابن بري : البيت للوَليد بن عُقْبة ، وليس للكميت كما ذكر ، وصواب إِنشاده : قَتِيلُ التُّجِيبِيِّ الذي جاءَ من مصرِ وإِنما غَلَّطه في ذلك أَنه ظَنَّ أَن الثلاثة أَبو بكر وعمرُ وعثمانُ ، رضوانُ اللّه عليهم ، فظَنَّ أَنه في عليّ ، رضي اللّه عنه ، فقال التَّجُوبِيّ ، بالواو ، وإِنما الثلاثة سيِّدُنا رسولُ اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، وأَبو بكر وعمر رضي اللّه عنهما ، لأَن الوليد رَثَى بهذا الشِّعْر عثمانَ بن عفان ، رضي اللّه عنه ، وقاتِلُه كِنانةُ بن بِشر التُّجِيبيّ ، وأَما قاتل عليّ ، رضي اللّه عنه ، فهو التَّجُوبِيُّ ؛ ورأَيت في حاشيةٍ ما مِثالُه : أَنشد أَبو عبيد البَكْرِيّ ، رحمه اللّه ، في كتابه فَصْلِ المقال في شرح كتاب الأَمثال هذا البيت الذي هو : أَلا إِنَّ خير الناس بعد ثلاثة لِنائلةَ بنتِ الفُرافِصةِ بن الأَحْوَصِ الكَلْبِيَّةِ زَوْجِ عثمان ، رضي اللّه عنه ، تَرثِيه ، وبعده : وما لِيَ لا أَبْكِي ، وتَبْكِي قَرابَتي ، * وقد حُجِبَتْ عنا فُضُولُ أَبي عَمْرِو "

    المعجم: لسان العرب

  12. جنب
    • " الجَنْبُ والجَنَبةُ والجانِبُ : شِقُّ الإِنْسانِ وغيره .
      تقول : قعَدْتُ إِلى جَنْب فلان وإِلى جانِبه ، بمعنى ، والجمع جُنُوبٌ وجَوانِبُ وجَنائبُ ، الأَخيرة نادرة .
      وفي حديث أَبي هريرة ، رضي اللّه عنه ، في الرجل الذي أَصابَتْه الفاقةُ : فخرج إِلى البَرِّية ، فدَعا ، فإِذا الرَّحى تَطْحَنُ ، والتَّنُّورُ مَمْلُوءٌ جُنوبَ شِواءٍ ؛ هي جمع جَنْبٍ ، يريد جَنْبَ الشاةِ أَي إِنه كان في التَّنُّور جُنوبٌ كثيرة لا جَنْبٌ واحد .
      وحكى اللحياني : إِنه لـمُنْتَفِخُ الجَوانِبِ .
      قال : وهو من الواحد الذي فُرِّقَ فجُعل جَمْعاً .
      وجُنِب الرَّجُلُ : شَكا جانِبَه .
      وضَرَبَه فجنَبَه أَي كسَرَ جَنْبَه أَو أَصاب جَنْبَه .
      ورجل جَنِيبٌ كأَنه يَمْشِي في جانِبٍ مُتَعَقِّفاً ، عن ابن الأَعرابي ، وأَنشد : رَبا الجُوعُ في أَوْنَيْهِ ، حتَّى كأَنـَّه * جَنِيبٌ به ، إِنَّ الجَنِيبَ جَنِيبُ أَي جاعَ حتى كأَنـَّه يَمْشِي في جانِبٍ مُتَعَقِّفاً .
      وقالوا : الحَرُّ جانِبَيْ سُهَيْلٍ أَي في ناحِيَتَيْه ، وهو أَشَدُّ الحَرِّ .
      وجانَبَه مُجانَبةً وجِناباً : صار إِلى جَنْبِه .
      وفي التنزيل العزيز : أَنْ تقولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللّهِ .
      قال الفرَّاءُ : الجَنْبُ : القُرْبُ .
      وقوله : على ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللّهِ أَي في قُرْبِ اللّهِ وجِوارِه .
      والجَنْبُ : مُعْظَمُ الشيءِ وأَكثرهُ ، ومنه قولهم : هذا قَليل في جَنْبِ مَوَدّتِكَ .
      وقال ابن الأَعرابي في قوله في جنبِ اللّهِ : في قُرْبِ اللّهِ منَ الجَنةِ .
      وقال الزجاج : معناه على ما فَرَّطْتُ في الطَّريقِ الذي هو طَريقُ اللّهِ الذي دعاني إِليه ، وهو توحيدُ اللّهِ والإِقْرارُ بنُبوَّةِ رسوله وهو محمدٌ ، صلى اللّه عليه وسلم .
      وقولهم : اتَّقِ اللّهَ في جَنْبِ أَخِيك ، ولا تَقْدَحْ في ساقِه ، معناه : لا تَقْتُلْه .
      (* قوله « لا تقتله » كذا في بعض نسخ المحكم بالقاف من القتل ، وفي بعض آخر منه لا تغتله بالغين من الاغتيال .) ولا تَفْتِنْه ، وهو على الـمَثَل .
      قال : وقد فُسِّر الجَنْبُ ههنا بالوَقِيعةِ والشَّتمِ .
      وأَنشد ابن الأَعرابي : خَلِيليَّ كُفَّا ، واذكُرا اللّهَ في جَنْبي أَي في الوَقِيعة فيَّ .
      وقوله تعالى : والصاحِبِ بالجَنْبِ وابنِ السَّبِيلِ ، يعني الذي يَقْرُبُ منك ويكونُ إِلى جَنْبِك .
      وكذلك جارُ الجُنُبِ أَي اللاَّزِقُ بك إِلى جَنْبِك .
      وقيل : الصاحِبُ بالجَنْبِ صاحِبُك في السَّفَر ، وابنُ السَّبِيل الضَّيفُ .
      قال سيبويه وقالوا : هُما خَطَّانِ جَنابَتَيْ أَنْفِها ، يعني الخَطَّينِ اللَّذَين اكْتَنَفا جنْبَيْ أَنْفِ الظَّبْيةِ .
      قال : كذا وقع في كتاب سيبويه .
      ووقع في الفرخ : جَنْبَيْ أَنـْفِها .
      والـمُجَنِّبتانِ من الجَيْش : الـمَيْمَنةُ والـمَيْسَرَةُ .
      والمُجَنَّبةُ ، بالفتح : الـمُقَدَّمةُ .
      وفي حديث أَبي هريرة ، رضِي اللّه عنه : أَنَّ النبيَّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، بَعَثَ خالِدَ بنَ الوَلِيدِ يومَ الفَتْح على الـمُجَنِّبةِ اليُمْنى ، والزُّبَيرَ على الـمُجَنِّبةِ اليُسْرَى ، واستعمل أَبا عُبَيْدةَ على البَياذِقةِ ، وهُمُ الحُسَّرُ .
      وجَنَبَتا الوادي : ناحِيَتاهُ ، وكذلك جانِباهُ .
      ابن الأَعرابي يقال : أَرْسَلُوا مُجَنِّبَتَينِ أَي كَتيبَتَين أَخَذَتا ناحِيَتَي الطَّريقِ .
      والـمُجَنِّبةُ اليُمْنى : هي مَيْمَنةُ العسكر ، والـمُجَنِّبةُ اليُسْرى : هي الـمَيْسَرةُ ، وهما مُجَنِّبَتانِ ، والنون مكسورة .
      وقيل : هي الكَتِيبةُ التي تأْخذ إِحْدَى ناحِيَتي الطَّريق .
      قال : والأَوَّل أَصح .
      والحُسَّرُ : الرَّجَّالةُ .
      ومنه الحَديث في الباقِياتِ الصَّالحاتِ : هُنَّ مُقَدِّماتٌ وهُنَّ مُجَنِّباتٌ وهُنَّ مُعَقِّباتٌ .
      وجَنَبَ الفَرَسَ والأَسيرَ يَجْنُبُه جَنَباً .
      بالتحريك ، فهو مَجْنُوبٌ وجَنِيبٌ : قادَه إلى جَنْبِه .
      وخَيْلٌ جَنائبُ وجَنَبٌ ، عن الفارسي .
      وقيل : مُجَنَّبةٌ .
      شُدِّدَ للكثرة .
      وفَرَسٌ طَوعُ الجِنابِ ، بكسر الجيم ، وطَوْعُ الجَنَبِ ، إِذا كان سَلِسَ القِيادِ أَي إِذا جُنِبَ كان سَهْلاً مُنْقاداً .
      وقولُ مَرْوانَ .
      (* قوله « وقول مروان إلخ » أورده في المحكم بلصق قوله وخيل جنائب وجنب .) بن الحَكَم : ولا نَكُونُ في هذا جَنَباً لِمَنْ بَعْدَنا ، لم يفسره ثعلب .
      قال : وأُراه من هذا ، وهو اسم للجمع .
      وقوله : جُنُوح ، تُباريها ظِلالٌ ، كأَنـَّها ، * مَعَ الرَّكْبِ ، حَفَّانُ النَّعامِ الـمُجَنَّب (* قوله « جنوح » كذا في بعض نسخ المحكم ، والذي في البعض الآخر منه جنوحاً بالنصب .) الـمُجَنَّبُ : الـمَجْنُوبُ أَي الـمَقُودُ .
      ويقال جُنِبَ فلان وذلك إِذا ما جُنِبَ إِلى دَابَّةٍ .
      والجَنِيبَة : الدَّابَّةُ تُقادُ ، واحدة الجَنائِبِ ، وكلُّ طائِعٍ مُنْقادٍ جَنِيبٌ .
      والأَجْنَبُ : الذي لا يَنْقادُ .
      وجُنَّابُ الرَّجلِ : الذي يَسِير معه إِلى جَنْبِه .
      وجَنِيبَتا البَعِير : ما حُمِلَ على جَنْبَيهِ .
      وجَنْبَتُه : طائِفةٌ من جَنْبِه .
      والجَنْبةُ : جِلْدة من جَنْبِ البَعير يُعْمل منها عُلْبةٌ ، وهي فوق المِعْلَقِ من العِلابِ ودُونَ الحَوْأَبةِ .
      يقال : أَعْطِني جَنْبةً أَتَّخِذْ مِنْها عُلْبةً .
      وفي التهذيب : أَعْطِني جَنْبةً ، فيُعْطِيه جِلْداً فيَتَّخِذُه عُلْبة . والجَنَبُ ، بالتحريك : الذي نُهِيَ عنه أَن يُجْنَبَ خَلْفَ الفَرَسِ فَرَسٌ ، فإِذا بَلَغَ قُرْبَ الغايةِ رُكِبَ .
      وفي حديث الزَّكاةِ والسِّباقِ : لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ، وهذا في سِباقِ الخَيْل .
      والجَنَبُ في السباق ، بالتحريك : أَن يَجْنُبَ فَرَساً عُرْياً عند الرِّهانِ إِلى فَرَسِه الذي يُسابِقُ عَلَيْهِ ، فإِذا فَتَر الـمَرْكُوبُ تحَوَّلَ إِلى الـمَجْنُوبِ ، وذلك إِذا خاف أَن يُسْبَقَ على الأَوَّلِ ؛ وهو في الزكاة : أَن يَنزِل العامِلُ بأَقْصَى مواضع أَصحاب الصدقة ثم يأْمُرَ بالأَموال أَن تُجْنَبَ إِليه أَي تُحْضَرَ فَنُهُوا عن ذلك .
      وقيل : هو أَن يُجْنِبَ رَبُّ المالِ بمالِه أَي يُبْعِدَه عن موضِعه ، حتى يَحْتاجَ العامِلُ إِلى الإِبْعاد في اتِّباعِه وطَلَبِه .
      وفي حديث الحُدَيْبِيَةِ : كانَ اللّهُ قد قَطَعَ جَنْباً مِنَ المشْركين .
      أَراد بالجَنْبِ الأَمْرَ ، أَو القِطْعةَ مِنَ الشيءِ .
      يقال : ما فَعَلْتَ في جَنْبِ حاجَتي أَي في أَمْرِها .
      والجَنْبُ : القِطْعة من الشيءِ تكون مُعْظَمَه أَو شيئاً كَثِيراً منه .
      وجَنَبَ الرَّجلَ : دَفَعَه .
      ورَجل جانِبٌ وجُنُبٌ : غَرِيبٌ ، والجمع أَجْنابٌ .
      وفي حديث مُجاهد في تفسير السيارة ، قال : هم أَجْنابُ الناس ، يعني الغُرَباءَ ، جمع جُنُبٍ ، وهو الغَرِيبُ ، وقد يفرد في الجميع ولا يؤَنث .
      وكذلك الجانِبُ والأَجْنَبيُّ والأَجْنَبُ .
      أَنشد ابن الأَعرابي : هل في القَضِيَّةِ أَنْ إِذا اسْتَغْنَيْتُمُ * وأَمِنْتُمُ ، فأَنا البعِيدُ الأَجْنَبُ وفي الحديث : الجانِبُ الـمُسْتَغْزِرُ يُثابُ من هِبَتِه الجانبُ الغَرِيبُ أَي إِنَّ الغَرِيبَ الطالِبَ ، إِذا أَهْدَى لك هَدِيَّةً ليَطْلُبَ أَكثرَ منها ، فأَعْطِه في مُقابَلة هدِيَّتِه .
      ومعنى الـمُسْتَغْزِر : الذي يَطْلُب أَكثر مـما أَعْطَى .
      ورجل أَجْنَبُ وأَجْنَبيٌّ وهو البعيد منك في القَرابةِ ، والاسم الجَنْبةُ والجَنابةُ .
      قال : إِذا ما رَأَوْني مُقْبِلاً ، عن جَنابةٍ ، * يَقُولُونَ : مَن هذا ، وقد عَرَفُوني وقوله أَنشده ثعلب : جَذْباً كَجذْبِ صاحِبِ الجَنابَهْ فسره ، فقال : يعني الأَجْنَبيَّ .
      والجَنِيبُ : الغَرِيبُ .
      وجَنَبَ فلان في بني فلان يَجْنُبُ جَنابةً ويَجْنِبُ إِذا نَزَلَ فيهم غَرِيباً ، فهو جانِبٌ ، والجمع جُنَّابٌ ، ومن ثَمَّ قيل : رجلٌ جانِبٌ أَي غرِيبٌ ، ورجل جُنُبٌ بمعنى غريب ، والجمع أَجْنابٌ .
      وفي حديث الضَّحَّاك أَنه ، قال لجارِية : هل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ ؟، قال : على جانِبٍ الخَبَرُ أَي على الغَرِيبِ القادِمِ .
      ويقال : نِعْم القَوْمُ هُمْ لجارِ الجَنابةِ أَي لِجارِ الغُرْبةِ .
      والجَنابةُ : ضِدّ القَرابةِ ، وقول عَلْقَمَة بن عَبَدةَ : وفي كلِّ حيٍّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمةٍ ، * فَحُقَّ لشأْسٍ ، مِن نَداكَ ، ذَنُوبُ فلا تَحْرِمَنِّي نائِلاً عن جَنابةٍ ، * فإِني امْرُؤٌ ، وَسْطَ القِبابِ ، غرِيبُ عن جَنابةٍ أَي بُعْدٍ وغُربة .
      قاله يُخاطِبُ به الحَرِثَ ابنَ جَبَلةَ يمدحه ، وكان قد أَسَرَ أَخاه شَأْساً .
      معناه : لا تَحْرِمَنِّي بعدَ غُرْبةٍ وبُعْدٍ عن دِياري .
      وعن ، في قوله عن جنابةِ ، بمعنى بَعْدَ ، وأَراد بالنائلِ إِطْلاقَ أَخِيهِ شَأْسٍ من سِجْنِه ، فأَطْلَقَ له أَخاه شأْساً ومَن أُسِرَ معه من بني تميم .
      وجَنَّبَ الشيءَ وتجَنَّبَه وجانَبَه وتجَانَبَه واجْتَنَبَهُ : بَعُد عنه .
      وجَنَبَه الشيءَ وجَنَّبَه إِيَّاه وجَنَبَه يَجْنُبُه وأَجْنَبَه : نَحَّاهُ عنه .
      وفي التنزيل العزيز إِخباراً عن إِبراهيم ، على نبيِّنا وعليه الصلاة والسلام : واجْنُبْني وبَنيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنام ؛ أَي نَجِّني .
      وقد قُرئَ : وأَجْنِبْني وبَنيَّ ، بالقَطْع .
      ويقال : جَنَبْتُه الشَّرَّ وأَجْنَبْتُه وجَنَّبْتُه ، بمعنى واحد ، قاله الفرّاءُ والزجاج .
      ويقال : لَجَّ فلان في جِنابٍ قَبيحٍ إِذا لَجَّ في مُجانَبَةِ أَهلِه .
      ورجل جَنِبٌ : يَتَجنَّبُ قارِعةَ الطريق مَخافةَ الأَضْياف .
      والجَنْبة ، بسكون النون : الناحية .
      ورَجُل ذو جَنْبة أَي اعْتزالٍ عن الناس مُتَجَنِّبٌ لهم .
      وقَعَدَ جَنْبَةً أَي ناحِيةً واعْتَزَل الناسَ .
      ونزل فلان جَنْبةً أَي ناحِيةً .
      وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : عليكم بالجَنْبةِ فإِنها عَفافٌ .
      قال الهروي : يقول اجْتَنِبُوا النساءَ والجُلُوسَ إِلَيْهنَّ ، ولا تَقْرَبُوا ناحِيَتَهنَّ .
      وفي حديث رقيقة : اسْتَكَفُّوا جَنابَيْه أَي حَوالَيْه ، تثنية جَناب ، وهي الناحِيةُ .
      وحديث الشعبي : أَجْدَبَ بِنا الجَنابُ .
      والجَنْبُ : الناحِيةُ .
      وأَنشد الأَخفش : الناسُ جَنْبٌ والأَمِيرُ جَنْبُ كأَنه عَدَلَه بجميع الناس .
      ورجل لَيِّنُ الجانِبِ والجَنْبِ أَي سَهْلُ القُرْب .
      والجانِبُ : الناحِيةُ ، وكذلك الجَنَبةُ .
      تقول : فلان لا يَطُورُ بِجَنَبَتِنا .
      قال ابن بري : هكذا ، قال أَبو عبيدة وغيره بتحريك النون .
      قال ، وكذا رَوَوْه في الحديث : وعلى جَنَبَتَيِ الصِّراطِ أَبْوابٌ مُفَتَّحةٌ .
      وقال عثمان بن جني : قد غَرِيَ الناسُ بقولهم أَنا في ذَراكَ وجَنَبَتِك بفتح النون .
      قال : والصواب إِسكانُ النون ، واستشهد على ذلك بقول أَبي صَعْتَرةَ البُولانيِّ : فما نُطْفةٌ مِنْ حَبِّ مُزْنٍ تقاذَفَتْ * به جَنْبَتا الجُوديِّ ، والليلُ دامِسُ وخبر ما في البيت الذي بعده ، وهو : بأَطْيَبَ مِنْ فِيها ، وما ذُقْتُ طَعْمَها ، * ولكِنَّني ، فيما تَرَى العينُ ، فارِسُ أَي مُتَفَرِّسٌ .
      ومعناه : اسْتَدْلَلْتُ بِرِقَّته وصفَائِه على عُذوبَتِه وبَرْدِه .
      وتقول : مَرُّوا يَسِيرُونَ جَنابَيْه وجَنابَتَيْه وجَنْبَتَيْه أَي ناحِيَتَيْهِ .
      والجانِبُ الـمُجْتَنَبُ : الـمَحْقُورُ .
      وجارٌ جُنُبٌ : ذو جَنابةٍ مِن قوم آخَرِينَ لا قَرابةَ لهم ، ويُضافُ فيقال : جارُ الجُنُبِ .
      التهذيب : الجارُ الجُنُب هو الذي جاوَرَك ، ونسبُه في قوم آخَرِينَ .
      والمُجانِبُ : الـمُباعِدُ .
      قال : وإِني ، لِما قد كان بَيْني وبيْنَها ، * لـمُوفٍ ، وإِنْ شَطَّ الـمَزارُ الـمُجانِبُ وفرَسٌ مُجَنَّبٌ : بَعِيدُ ما بين الرِّجْلَين من غير فَحَجٍ ، وهو مدح .
      والتَّجْنِيبُ : انحِناءٌ وتَوْتِيرٌ في رِجْلِ الفَرَس ، وهو مُسْتَحَبٌّ .
      قال أَبو دُواد : وفي اليَدَيْنِ ، إِذا ما الماءُ أَسْهَلَها ، ثَنْيٌ قَلِيلٌ ، وفي الرِّجْلَينِ تَجْنِيبُ .
      (* قوله « أسهلها » في الصاغاني الرواية أسهله يصف فرساً .
      والماء أراد به العرق .
      وأسهله أي أساله .
      وثني أي يثني يديه .)
      ، قال أَبو عبيدة : التَّجْنِيبُ : أَن يُنَحِّيَ يديه في الرَّفْعِ والوَضْعِ .
      وقال الأَصمعي : التَّجْنِيبُ ، بالجيم ، في الرجلين ، والتحنيب ، بالحاء في الصلب واليدين .
      وأَجْنَبَ الرجلُ : تَباعَدَ .
      والجَنابةُ : الـمَنِيُّ .
      وفي التنزيل العزيز : وإِن كُنْتم جُنُباً فاطَّهَّروا .
      وقد أَجْنَبَ الرجلُ وجَنُبَ أَيضاً ، بالضم ، وجَنِبَ وتَجَنَّبَ .
      قال ابن بري في أَماليه على قوله جَنُبَ ، بالضم ، قال : المعروف عند أَهل اللغة أَجْنَبَ وجَنِبَ بكسر النون ، وأَجْنَبَ أَكثرُ من جَنِبَ .
      ومنه قول ابن عباس ، رضي اللّه عنهما : الإِنسان لا يُجْنِبُ ، والثوبُ لا يُجْنِبُ ، والماءُ لا يُجْنِبُ ، والأَرضُ لا تُجْنِبُ .
      وقد فسر ذلك الفقهاءُ وقالوا أَي لا يُجْنِبُ الإِنسانُ بمُماسَّةِ الجُنُبِ إِيَّاه ، وكذلك الثوبُ إِذا لَبِسَه الجُنُب لم يَنْجُسْ ، وكذلك الأَرضُ إِذا أَفْضَى إِليها الجُنُبُ لم تَنْجُسْ ، وكذلك الماءُ إِذا غَمَس الجُنُبُ فيه يدَه لم يَنْجُسْ .
      يقول : إِنَّ هذه الأَشياءَ لا يصير شيءٌ منها جُنُباً يحتاج إلى الغَسْلِ لمُلامَسةٍ الجُنُبِ إِيَّاها .
      قال الأَزهري : إِنما قيل له جُنُبٌ لأَنه نُهِيَ أَن يَقْرَبَ مواضعَ الصلاةِ ما لم يَتَطهَّرْ ، فتَجَنَّبَها وأَجْنَبَ عنها أَي تَنَحَّى عنها ؛ وقيل : لـمُجانَبَتِه الناسَ ما لم يَغْتَسِلْ .
      والرجُل جُنُبٌ من الجَنابةِ ، وكذلك الاثْنانِ والجميع والمؤَنَّث ، كما يقال رجُلٌ رِضاً وقومٌ رِضاً ، وإِنما هو على تأْويل ذَوِي جُنُبٍ ، فالمصدر يَقُومُ مَقامَ ما أُضِيفَ إِليه .
      ومن العرب من يُثَنِّي ويجْمَعُ ويجْعَلُ المصدر بمنزلة اسم الفاعل .
      وحكى الجوهري : أَجْنَبَ وجَنُبَ ، بالضم .
      وقالوا : جُنُبانِ وأَجْنابٌ وجُنُبُونَ وجُنُباتٌ .
      قال سيبويه : كُسِّرَ (* قوله « وكفراً إلخ » كذا هو في التهذيب أيضاً .) وطَعامٌ مَجْنَبٌ : كثير .
      والمِجْنَبُ : شَبَحَةٌ مِثْلُ الـمُشْطِ إِلاّ أَنها ليست لها أَسْنانٌ ، وطَرَفُها الأَسفل مُرْهَفٌ يُرْفَعُ بها التُّرابُ على الأَعْضادِ والفِلْجانِ .
      وقد جَنَبَ الأَرْضَ بالمِجْنَبِ .
      والجَنَبُ : مصدر قولك جَنِبَ البعير ، بالكسر ، يَجْنَبُ جَنَباً إِذا ظَلَعَ من جَنْبِه .
      والجَنَبُ : أَن يَعطَشَ البعِيرُ عَطَشاً شديداً حتى تَلْصَقَ رِئَتُه بجَنْبِه من شدَّة العَطَشِ ، وقد جَنِب جَنَباً .
      قال ابن السكيت ، قالت الأَعراب : هو أَن يَلْتَوِيَ من شِدّة العطش .
      قال ذوالرمة يصف حماراً : وَثْبَ المُسَحَّجِ مِن عاناتِ مَعْقُلَةٍ ، * كأَنـَّه مُسْتَبانُ الشَّكِّ ، أَو جَنِبُ والمُسَحَّجُ : حِمارُ الوَحْشِ ، والهاءُ في كأَنه تَعُود على حِمار وحْشٍ تقدم ذكره .
      يقول : كأَنه من نَشاطِه ظالِعٌ ، أَو جَنِبٌ ، فهو يَمشي في شِقٍّ وذلك من النَّشاطِ .
      يُشَبِّه جملَه أَو ناقَتَه بهذا الحمار .
      وقال أَيضاً : هاجَتْ به جُوَّعٌ ، غُضْفٌ ، مُخَصَّرةٌ ، * شَوازِبٌ ، لاحَها التَّغْرِيثُ والجَنَبُ وقيل الجَنَبُ في الدابة : شِبْهُ الظَّلَعِ ، وليس بِظَلَعٍ ، يقال : حِمارٌ جَنِبٌ .
      وجَنِبَ البعير : أَصابه وجعٌ في جَنْبِه من شِدَّةِ العَطَش .
      والجَنِبُ : الذئْبُ لتَظالُعِه كَيْداً ومَكْراً من ذلك .
      والجُنابُ : ذاتُ الجَنْبِ في أَيِّ الشِّقَّينِ كان ، عن الهَجَرِيِّ .
      وزعَم أَنه إِذا كان في الشِّقِّ الأَيْسَرِ أَذْهَبَ صاحِبَه .
      قال : مَريضٍ ، لا يَصِحُّ ، ولا أُبالي ، * كأَنَّ بشِقِّهِ وجَعَ الجُنابِ وجُنِبَ ، بالضم : أَصابه ذاتُ الجَنْبِ .
      والمَجْنُوبُ : الذي به ذاتُ الجَنْب ، تقول منه : رَجُلٌ مَجْنُوب ؛ وهي قَرْحَةٌ تُصِيبُ الإِنسانَ داخِلَ جَنْبِه ، وهي عِلَّة صَعْبة تأْخُذُ في الجَنْب .
      وقال ابن شميل : ذاتُ الجَنْب هي الدُّبَيْلةُ ، وهي على تَثْقُبُ البطن ورُبَّما كَنَوْا عنها فقالوا : ذاتُ الجَنْب .
      وفي الحديث : الـمَجْنُوبُ في سَبِيلِ اللّهِ شَهِيدٌ .
      قيل : الـمَجْنُوبُ الذي به ذاتُ الجَنْبِ .
      يقال : جُنِبَ فهو مَجْنُوب ، وصُدِرَ فهو مَصْدُورٌ .
      ويقال : جَنِبَ جَنَباً إِذا اشْتَكَى جَنْبَه ، فهو جَنِبٌ ، كما يقال رَجُلٌ فَقِرٌ وظَهِرٌ إِذا اشْتَكَى ظَهْرَه وفَقارَه .
      وقيل : أَراد بالـمَجْنُوبِ الذي يَشْتَكِي جَنْبَه مُطْلَقاً .
      وفي حديث الشُّهَداءِ : ذاتُ الجَنْب شَهادةٌ .
      وفي حديث آخر : ذُو الجَنْبِ شَهِيدٌ ؛ هو الدُّبَيْلةُ والدُّمَّل الكبيرة التي تَظْهَر في باطن الجَنْب وتَنْفَجِر إِلى داخل ، وقَلَّما يَسْلَمُ صاحِبُها .
      وذُو الجَنْبِ : الذي يَشْتَكي جَنْبَه بسبب الدُّبيلة ، إِلاّ أَنَّ ذو للمذكر وذات للمؤَنث ، وصارت ذات الجنب علماً لها ، وإِن كانت في الأَصل صفة مضافة .
      والمُجْنَب ، بالضم ، والمِجْنَبُ ، بالكسر : التُّرْس ، وليست واحدة منهما على الفعل .
      قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ : صَبَّ اللَّهِيفُ لَها السُّبُوبَ بِطَغْيةٍ ، * تُنْبي العُقابَ ، كما يُلَطُّ المِجْنَبُ عَنَى باللَّهِيفِ المُشْتارَ .
      وسُبُوبُه : حِبالُه التي يَتَدلَّى بها إِلى العَسَلِ .
      والطَّغْيةُ : الصَّفاةُ الـمَلْساءُ .
      والجَنْبةُ : عامَّة الشَّجَر الذي يَتَرَبَّلُ في الصَّيْفِ .
      وقال أَبو حنيفة : الجَنْبةُ ما كان في نِبْتَتِه بين البَقْل والشَّجر ، وهما مـما يبقى أَصله في الشتاءِ ويَبِيد فَرْعه .
      ويقال : مُطِرْنا مَطَراً كَثُرتْ منه الجَنْبةُ .
      وفي التهذيب : نَبَتَتْ عنه الجَنْبةُ ، والجَنْبَةُ اسم لكل نَبْتٍ يَتَرَبَّلُ في الصَّيف .
      الأَزهري : الجَنْبةُ اسم واحد لنُبُوتٍ كثيرة ، وهي كلها عُرْوةٌ ، سُميت جَنْبةً لأَنها صَغُرت عن الشجر الكبار وارْتَفَعَتْ عن التي أَرُومَة لها في الأَرض ؛ فمِنَ الجَنْبةِ النَّصِيُّ والصِّلِّيانُ والحَماطُ والـمَكْرُ والجَدْرُ والدَّهْماءُ صَغُرت عن الشجر ونَبُلَتْ عن البُقُول .
      قال : وهذا كله مسموع من العرب .
      وفي حديث الحجاج : أَكَلَ ما أَشْرَفَ من الجَنْبَةِ ؛ الجَنْبَةُ ، بفتح الجيم وسكون النون : رَطْبُ الصِّلِّيانِ من النبات ، وقيل : هو ما فَوْقَ البَقْلِ ودُون الشجر .
      وقيل : هو كلُّ نبْت يُورِقُ في الصَّيف من غير مطر .
      والجَنُوبُ : ريح تُخالِفُ الشَّمالَ تأْتي عن يمِين القِبْلة .
      وقال ثعلب : الجَنُوبُ مِن الرِّياحِ : ما اسْتَقْبَلَكَ عن شِمالك إِذا وقَفْت في القِبْلةِ .
      وقال ابن الأَعرابي : مَهَبُّ الجَنُوب مِن مَطْلَعِ سُهَيلٍ إِلى مَطْلَعِ الثُرَيَّا .
      الأَصمعي : مَجِيءُ الجَنُوبِ ما بين مَطْلَعِ سُهَيْلٍ إِلى مَطْلَعِ الشمس في الشتاءِ .
      وقال عُمارةُ : مَهَبُّ الجَنُوبِ ما بين مَطلع سُهَيْل إِلى مَغْرِبه .
      وقال الأَصمعي : إِذا جاءَت الجَنُوبُ جاءَ معها خَيْرٌ وتَلْقِيح ، وإِذا جاءَت الشَّمالُ نَشَّفَتْ .
      وتقول العرب للاثنين ، إِذا كانا مُتصافِيَيْنِ : رِيحُهما جَنُوبٌ ، وإِذا تفرَّقا قيل : شَمَلَتْرِيحُهما ، ولذلك ، قال الشاعر : لَعَمْري ، لَئِنْ رِيحُ الـمَودَّةِ أَصبَحَتْ * شَمالاً ، لقد بُدِّلْتُ ، وهي جَنُوبُ وقول أَبي وجزة : مَجْنُوبةُ الأُنْسِ ، مَشْمُولٌ مَواعِدُها ، * مِن الهِجانِ ، ذواتِ الشَّطْبِ والقَصَبِ يعني : أَن أُنسَها على مَحَبَّتِه ، فإِن التَمَس منها إِنْجازَ مَوْعِدٍ لم يَجِدْ شيئاً .
      وقال ابن الأَعرابي : يريد أَنها تَذْهَب مَواعِدُها مع الجَنُوبِ ويَذْهَبُ أُنـْسُها مع الشَّمالِ .
      وتقول : جَنَبَتِ الرِّيحُ إِذا تَحَوَّلَتْ جَنُوباً .
      وسَحابةٌ مَجْنُوبةٌ إِذا هَبَّتْ بها الجَنُوب .
      التهذيب : والجَنُوبُ من الرياحِ حارَّةٌ ، وهي تَهُبُّ في كلِّ وَقْتٍ ، ومَهَبُّها ما بين مَهَبَّي الصَّبا والدَّبُورِ مِمَّا يَلي مَطْلَعَ سُهَيْلٍ .
      وجَمْعُ الجَنُوبِ : أَجْنُبٌ .
      وفي الصحاح : الجَنُوبُ الريح التي تُقابِلُ الشَّمال .
      وحُكي عن ابن الأَعرابي أَيضاً أَنه ، قال : الجَنُوب في كل موضع حارَّة إِلا بنجْدٍ فإِنها باردة ، وبيتُ كثير عَزَّةَ حُجَّة له : جَنُوبٌ ، تُسامِي أَوْجُهَ القَوْمِ ، مَسُّها * لَذِيذٌ ، ومَسْراها ، من الأَرضِ ، طَيِّبُ وهي تكون اسماً وصفة عند سيبويه ، وأَنشد : رَيحُ الجَنُوبِ مع الشَّمالِ ، وتارةً * رِهَمُ الرَّبِيعِ ، وصائبُ التَّهْتانِ وهَبَّتْ جَنُوباً : دليل على الصفة عند أَبي عثمان .
      قال الفارسي : ليس بدليل ، أَلا ترى إِلى قول سيبويه : إِنه قد يكون حالاً ما لا يكون صفة كالقَفِيز والدِّرهم .
      والجمع : جَنائبُ .
      وقد جَنَبَتِ الرِّيحُ تَجْنُبُ جُنُوباً ، وأَجْنَبَتْ أَيضاً ، وجُنِبَ القومُ : أَصابَتْهم الجَنُوبُ أَي أَصابَتْهم في أَمـْوالِهِمْ .
      قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ : سادٍ ، تَجَرَّمَ في البَضِيعِ ثَمانِياً ، * يُلْوَى بِعَيْقاتِ البِحارِ ، ويُجْنَبُ أَي أَصابَتْه الجَنُوبُ .
      وأَجْنَبُوا : دَخلوا في الجَنُوبِ .
      وجُنِبُوا : أَصابَهُم الجَنُوبُ ، فهم مَجْنُوبُونَ ، وكذلك القول في الصَّبا والدَّبُورِ والشَّمالِ .
      وجَنَبَ إِلى لِقائِه وجَنِبَ : قَلِقَ ، الكسر عن ثعلب ، والفتح عن ابن الأَعرابي .
      تقول : جَنِبْتُ إِلى لِقائكَ ، وغَرِضْتُ إِلى لِقائكَ جَنَباً وغَرَضاً أَي قَلِقْتُ لشدَّة الشَّوْقِ إِليك .
      وقوله في الحديث : بِعِ الجَمْعَ بالدَّراهم ثم ابْتَعْ به جَنِيباً ، هو نوع جَيِّد مَعْروف من أَنواع التمر ، وقد تكرَّر في الحديث .
      وجَنَّبَ القومُ ، فهم مُجَنِّبُونَ ، إِذا قلَّتْ أَلبانُ إِبلهم ؛ وقيل : إِذا لم يكن في إِبلهم لَبَنٌ .
      وجَنَّبَ الرَّجلُ إِذا لم يكن في إِبله ولا غنمه دَرٌّ : وجَنَّبَ الناسُ : انْقَطَعَتْ أَلبانُهم ، وهو عام تَجْنِيب .
      قال الجُمَيْحُ بنُ مُنْقِذ يذكر امرأَته : لَـمَّا رَأَتْ إِبِلي قَلَّتْ حَلُوبَتُها ، * وكُلُّ عامٍ عَلَيها عامُ تَجْنِيبِ يقُول : كلُّ عامٍ يَمُرُّ بها ، فهو عامُ تَجْنِيبٍ .
      قال أَبو زيد : جَنَّبَتِ الإِبلُ إِذا لم تُنْتَجْ منها إِلا الناقةُ والناقَتانِ .
      وجَنَّبها هو ، بشدِّ النون أَيضاً .
      وفي حديث الحَرِثِ بن عَوْف : إِن الإِبل جَنَّبَتْ قِبَلَنا العامَ أَي لم تَلْقَحْ ، فيكون لها أَلبان .
      وجنَّب إِبلَه وغَنَمه : لم يُرْسِلْ فيها فحلاً .
      والجَأْنـَبُ ، بالهمز : الرجل القَصِيرُ الجافي الخِلْقةِ . وخَلْقٌ جَأْنَبٌ إِذا كان قَبِيحاً كَزّاً .
      وقال امرؤُ القيس : ولا ذاتُ خَلْقٍ ، إِنْ تَأَمَّلْتَ ، جَأْنَبِ والجَنَبُ : القَصِيرُ ؛ وبه فُسِّرَ بيت أَبي العيال : فَتًى ، ما غادَرَ الأَقْوامُ ، * لا نِكْسٌ ولا جَنَبُ وجَنِبَتِ الدَّلْوُ تَجْنَبُ جَنَباً إِذا انْقَطَعَتْ منها وذَمَةٌ أَو وَذَمَتانِ .
      فمالَتْ .
      والجَناباءُ والجُنابى : لُعْبةٌ للصِّبْيانِ يَتَجانَبُ الغُلامانِ فَيَعْتَصِمُ كُلُّ واحِدٍ من الآخر .
      وجَنُوبُ : اسم امرأَة .
      قال القَتَّالُ الكِلابِيُّ : أَباكِيَةٌ ، بَعْدي ، جَنُوبُ ، صَبابةً ، * عَليَّ ، وأُخْتاها ، بماءِ عُيُونِ ؟ وجَنْبٌ : بَطْن من العرب ليس بأَبٍ ولا حَيٍّ ، ولكنه لَقَبٌ ، أَو هو حَيٌّ من اليمن .
      قال مُهَلْهِلٌ : زَوَّجَها فَقْدُها الأَراقِمَ في * جَنْبٍ ، وكانَ الحِباءُ من أَدَمِ وقيل : هي قَبِيلةٌ من قَبائِل اليَمَن .
      والجَنابُ : موضع .
      والمِجْنَبُ : أَقْصَى أَرضِ العَجَم إِلى أَرض العَرَبِ ، وأَدنى أَرضِ العَرَب إِلى أَرض العجم .
      قال الكميت : وشَجْو لِنَفْسِيَ ، لم أَنـْسَه ، * بِمُعْتَرَك الطَّفِّ والمِجْنَبِ ومُعْتَرَكُ الطَّفِّ : هو الموضع الذي قُتِلَ فيه الحُسَين بن عليّ ، رضي اللّه عنهما .
      التهذيب : والجِنابُ ، بكسر الجيم : أَرض معروفة بِنَجْد .
      وفي حديث ذي المِعْشارِ : وأَهلِ جِنابِ الهَضْبِ هو ، بالكسر ، اسم موضع .
      "

    المعجم: لسان العرب







ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: