قال : وحَتَرْتُ أَعطيت . ويقال : كان عطاؤك إِياه حَقْراً حَتْراً أَي قليلاً ؛ وقال رؤبة : إِلاَّ قَليلاً من قَليلٍ حَتْرِ وأَحْتَرَ علينا رِزْقَنا أَي أَقَلَّه وحَبَسَهُ . وقال الفرّاء : حَتَرَهُ يَحْتِرُه ويَحْتُرُه إِذا كساه وأَعطاه ؛ قال الشَّنْفَرَى : وأُمّ عِيالٍ قَدْ شَهِدْتُ تَقُوتُهم ، إِذا حَتَرَتْهُمْ أَتْفَهَتْ وأَقَلَّتِ والمُحْتِرُ من الرجال : الذي لا يُعْطِي خيراً ولا يُفْضِل على أَحد ، إِنما هو كَفَافٌ بكَفافٍ لا ينفلت منه شيء . وأَحْتَرَ على نفسه وأَهله أَي ضَيَّقَ عليهم ومنعهم . غيره : وأَحْتَرَ القومَ فَوَّتَ عليهم طعامهم . والحِتْرُ ، بالكسر : العَطِيَّةُ اليسيرة ، وبالفتح المصدر . تقول : حَتَرْتُ له شيئاً أَحْتِرُ حَتْراً ، فإِذا ، قالوا : أَقلّ وأَحْتَرَ ، قالوه بالأَلف ؛ قال الشنفرى : وأُم عيال قد شهدتُ تقوتهم ، إِذا أَطْعَمَتْهُمْ أَحْتَرَتْ وأَقَلَّتِ تَخافُ علينا العَيْلَ ، إِن هِيَ أَكْثَرَتْ ، ونَحْنُ جِيَاعٌ ، أَيَّ أَوْلٍ تأَلَّت ؟
قال ابن بري : المشهور في شعر الشنفرى : وأُمِّ عيال ، بالنصب ، والناصب له شهدت ؛ ويروى : وأُمِّ ، بالخفض ، على واورب ، وأَراد بأُم عيال تأَبط شرّاً ، وكان طعامهم على يده ، وإِنما قتر عليهم خوفاً أَن تطول بهم الغَزاة فيفنى زادهم ، فصار لهم بمنزلة الأُم وصاروا له بمنزلة الأَولاد . والعيل : الفقر وكذلك العيلة . والأَوْلُ : السياسة . وتأَلت : تَفَعَّلَتْ من الأَوْلِ إِلا أَنه قلب فصيرت الواو في موضع اللام . والحُتْرَةُ والحَتِيرَةُ ؛ الأَخيرة عن كراع : الوكِيرَةُ ، وهو طعام يصنع عند بناء البيت ، وقد حَتَّرَ لَهُمْ . قال الأَزهري : وأَنا واقف في هذا الحرف ، وبعضهم يقول حَثيرَةٌ ، بالثاء . ويقال : حَتِّرْ لَنا أَي وَكِّرْ لنا ، وما حَتَرْتُ اليوم شيئاً أَي ما ذُقْتُ . والحَتْرَةُ ، بالفتح : الرَّضْعَةُ الواحدة . والحَتْرُ : الذكر من الثعالب ؛ قال الأَزهري : لم أَسمع الحَتْرَ بهذا المعنى لغير الليث وهو منكر . "
المعجم: لسان العرب
حرز
" الحِرْز : الموضع الحصين . يقال : هذا حِرْزٌ حَرِيزٌ . والحِرْزُ : ما أَحْرَزَك من موضع وغيره . تقول : هو في حِرْزٍ لا يُوصَل إِليه . وفي حديث بأَجوج ومأْجوج : فَحَرِّزْ عبادي إِلى الطُور أَي ضُمَّهم إِليه واجعله لهم حِرْزاً . يقال : أَحْرَزْت الشيء أُحْرِزُه إِحْرازاً إِذا حفظته وضممته إِليك وصُنْتَه عن الأَخذ . وفي حديث الدعاء : اللهم اجعلنا في حِرْزٍ حارِزٍ أَي كَهْفٍ مَنِيع ، وهذا كما يقال : شِعْرٌ شاعِرٌ ، فأَجرى اسم الفاعل صفة للشِّعْر وهو لقائله ، والقياس أَن يكون حِرْزاً مُحْرِزاً أَو في حِرْزٍ حَرِيزٍ لأَنه الفعل منه أَحْرَز ، ولكن كذا روي ؛ قال ابن الأَثير : ولعله لغة . ويسمى التّعْويذُ حِرْزاً . واحْتَرَزْتُ من كذا وتَحَرَّزْتُ أَي تَوَقَّيْتهُ . وأَحْرَزَ الشيءَ فهو مُحْرَز وحَرِيزٌ : حازَه . والحِرْزُ : ما حِيزَ من موضع أَو غيره أَو لُجِئَ إِليه ، والجمع أَحْراز ، وأَحْرَزَني المَكانُ وحَرَّزَني : أَلْجَأَني ؛ قال المتنخل الهذلي : يا ليتَ شِعْري ، وَهَمُّ المَرءِ مُنْصِبُه ، والمَرْءُ ليس له في العَيْشِ تَحْرِيزُ واحْتَرَزَ منه وتَحَرَّزَ : جعل نفسه في حِرْزٍ منه ؛ ومكان مُحْرِزٌ وحَرِيزٌ ، وقد حَرُزَ حَرازَةً وحَرَزاً . وأَحْرَزَت المرأَةُ فرجها : أَحْصَنَتْه ؛ وقوله : ويْحَكَ يا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ هل لك في اللَّواقِحِ الحَرائِزِ ؟
قال ثعلب : اللَّواقِح السِّياط ، ولم يفسر الحرائِز إِلا أَن يعني به المعدودة أَو المُتَفَقَّدة إِذا صنعت ودبغت . والحَرَز ، بالتحريك : الخَطَر ، وهو الجَوْز المَحْكوك يلعب به الصبيّ ، والجمع أَحْراز وأَخطار ؛ ومن أَمثالهم فيمن طَمِع في الربح حتى فاته رأْس المال قولهم : واحَرَزَا وأَبْتَغِي النَّوافِلا يريد واحَرَزَاهُ ، فَحَذف وقد اختلف فيه ؛ وفي حديث الصدّيق ، رضي الله عنه : أَنه كان يُوتِرُ من أَوّل الليل ويقول : وَاحَرَزا وأَبْتَغِي النَّوافلا
ويروى : أَحْرزتُ نَهْبِي وأَبْتَغِي النوافلا ؛ يريد أَنه قضى وتره وأَمِن فَواتَه وأَحْرَز أَجْره ، فإِن استيقظ من الليل تَنَفَّل ، وإِلا فقد خرج من عُهْدة الوتر . والحَرَز ، بفتح الحاء : المُحْرَز ، فَعَل بمعنى مُفْعَل ، والأَلفُ في واحَرَزَا مُنْقَلبةٌ عن ياءِ الإِضافة كقولهم : يا غلاما أَقْبِل ، في يا غلامي . والنوافِلُ : الزوائد ، وهذا مثَل للعرب يُضربُ لمن ظَفِر بمطلوبه وأَحْرَزَه وطلب الزيادة . أَبو عمرو في نوادره : الحَرائِزُ من الإِبل التي لا تباع نَفاسَة بها ؛ وقال الشماخ : تُباعُ إِذا بِيعَ التِّلادُ الحَرائِزُ ومن أَمثالهم : لا حَرِيزَ من بَيْعٍ أَي إِن أَعطيتني ثمناً أَرضاه لم أَمتنع من بيعه ؛ وقال الراجز يصف فحلاً : يَهْدِرُ في عَقائِلٍ حَرائِزِ ، في مثل صُفْنِ الأَدَم المَخارِزِ ابن الأَثير : وفي حديث الزكاة لا تأُخذوا من حَرَزات أَموال الناس شيئاً أَي من خيارِها ، هكذا روي بتقديم الراء على الزاي ، وهي جمع حَرْزة ، بسكون الراء ، وهي خيار المال لأَن صاحبَها يُحْرِزها ويصونها ، والروايةُ المشهورةُ بتقديم الزاي على الراء ، وقد تقدم ذكره في موضعه . ومن الأَسماء : حَرَّاز ومُحْرِز . "
المعجم: لسان العرب
حشم
" الحِشْمَةُ : الحَياءُ والانْقِباضُ ، وقد احْتَشَمَ عنه ومنه ، ولا يقال احْتَشَمَهُ . قال الليث : الحِشْمَةُ الانقباض عن أَخيك في المَطْعَمِ وطلبِ الحاجةِ ؛ تقول : احْتَشَمْتَ وما الذي أَحْشَمَكَ ، ويقال حَشَمَكَ ، فأَما قول القائل : ولم يَحْتَشِمْ ذلك فإنه حذف مِنْ وأَوصل الفعلَ . والحِشْمَةُ والحُشْمَةُ : أَن يجلس إليك الرجل فتؤذِيَهُ وتُسْمِعَهُ ما يَكْرَهُ ، حَشَمَه يَحْشِمُهُ ويَحْشُمُه حَشْماً وأَحْشَمَهُ . وحَشَمْتُه : أَخجلته ، وأَحْشَمْتُهُ : أَغضبته . قال ابن الأَثير : مذهب ابن الأَعرابي أَن أَحْشَمْتُه أَغضبته ، وحَشَمْتُه أَخجلته ، وغيره يقول : حَشَمْتُه وأَحْشَمْتُه أَغضبته ، وحَشَمْتُه وأَحْشَمتُه أَيضاً أَخْجَلْتُه . ويقال للمُنْقَبِض عن الطعام : ما الذي حَشَمَكَ وأَحْشَمكَ ، من الحِشْمَةِ وهي الاستحياء . قال أَبو زيد : الإبَةُ الحَياء ، يقال : أَوْأَبْتُه فاتّأَبَ أَي احتشم . وروي عن ابن عباس أَنه ، قال : لكل داخلٍ دَهشةٌ فابْدَؤُوه بالتَّحِيَّةِ ، ولكل طاعم حشْمَةٌ فابدؤوه باليمين ، وأَنشد ابن بري لكُثَيِّر في الاحتِشام بمعنى الاستحياء : إنِّي ، مَتى لم يَكُنْ عَطاؤهما عندي بما قد فَعَلْتُ ، أَحْتَشِمُ وقال عنترة : وأَرى مَطاعِمَ لو أَشاءُ حَوَيتُها ، فيَصُدُّني عنها كثيرُ تَحَشُّمِي وقال ساعدة : إن الشَّبابَ رِداءٌ مَنْ يَزِنْ تَرَهُ يُكْسَى جَمالاً ويُفْسِدْ غير مُحتَشِم (* قوله « إن الشباب رداء إلى آخر البيت » هكذا هو موجود بالأصل ). وفي الحديث حديث عليّ في السارق : إني لأَحْتَشِمُ أَن لا أَدَعَ له يداً أَي أَستحي وأَنقبص . والحِشْمةُ : الاستحياء . وهو يَتَحَشَّم المَحارم أَي يتوقاها . وحَشِمَ حَشَماً : غضب . وحَشَمهُ يَحْشِمُه حَشْماً وأَحْشمهُ : أَغضبه ؛ وأَنشدوا في ذلك : لَعَمْرُكَ إنَّ قُرْصَ أَبي خُبَيْب بطيء النُّضْج ، مَحْشوم الأكيل أَي مُغْضَب ، والإسم الحِشْمة ، وهو الاستحياء والغضب أَيضاً . وقال الأَصمعي : الحِشْمَةُ إنما هو بمعنى الغضب لا بمعنى الاستحياء . وحكي عن بعض فُصَحاء العرب أَنه ، قال : إن ذلك لمما يُحْشِمُ بني فلان أَي يغضبهم ، واحْتَشَمْتُ واحْتَشَمْتُ منه بمعنى ؛ قال الكميت : ورأَيتُ الشَّريفَ في أَعْيُنِ النَّا س وَضِيعاً ، وقَلَّ منه احْتِشامي والاحْتِشامُ : التَّغَضُّبُ . وحَشَمْتُ فلاناً وأَحْشمْتُه أَي أَغضبته . وحُشْمَةُ الرجل وحَشَمُهُ وأَحْشامُهُ : خاصَّتُهُ الذين يغضبون له من عبيدٍ أَو أَهلٍ أَو جِيرةٍ إذا أصابه أَمر . ابن سيده : وحكى ابن الأَعرابي أَن الحَشَمَ واحدٌ وجمع ، قال : يقال هذا الغلام حَشَمٌ لي ، فأُرى أَحْشاماً إنما هو جمع هذا لأَن جمع الجمع وجمع المفرد الذي هو في معنى الجمع غير كثير . وحَشَمُ الرجل أَيضاً : عياله وقرابته . الأَزهري : والحَشَمُ خَدَمُ الرجل ، وسُمُّوا بذلك لأنهم يغضبون له . والحُشْمَةُ ، بالضم : القرابة . يقال : فيهم حُشْمَةٌ أَي قرابة . وهؤلاء أَحشامي أَي جيراني وأَضيافي . وقال أَبو عمرو :، قال بعض العرب إنه لمُحْتَشمِ بأمري أَي مُهْتَمّ به . وقال يونس : له الحُشْمةُ الذِّمامُ ، وهي الحُشْمُ (* قوله « وهي الحشم » وكذلك قوله بعد « الحشمة والحشم » كذا هو بضبط الأصل )، قال : وبعضهم يقول الحُشْمَة والحَشَمُ ، وإِني لأَتَحَشَّمُ منه تَحَشُّماً أَي أَتَذَمَّمُ وأَستحي . ابن الأَعرابي : الحُشُمُ ذوو الحياء التام ، والحُسُمُ ، بالسين ، الأَطِبَّاء ، والحشم الاستحياء (* قوله « والحشم الاستحياء » كذا بالأصل بدون ضبط ، وفي نسخة من التهذيب غير موثوق بها مضبوط بالتحريك ، لكن الذي في القاموس : التحشم الاستحياء ). والحُشُمُ : المماليك . والحُشُم : الأَتباع ، مماليكَ كانوا أَو أَحراراً . وفي حديث الأَضاحي : فشكَوْا إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَن لهم عيالاً وحَشَماً ؛ الحَشَمُ ، بالتحريك : جماعة الإنسان اللاَّئذون به لخدمته . والحُشومُ : الإقبال بعد الهزال ؛ حَشَمَ يَحْشِمُ حُشوماً : أَقبل بعد هزال ، ورجل حاشِمٌ . وحَشَمَتِ الدوابُّ في أَول الربيع تَحْشِمُ حَشْماً : وذلك إذا أَصابت منه شيئاً فصَلَحَتْ وسَمِنَتْ وعظمت بطونها وحَسُنَتْ . وحَشَمَتِ الدوابُّ : صاحَتْ . وما حَشَمَ من طعامه شيئاً أَي ما أَكل . وغَدَوْنا نُريغُ الصيد فما حَشَمْنا صافراً أَي ما أَصبنا . يونس : تقول العرب الحُسُومُ يورث الحُشُومَ ، قال : والحُسُومُ الدُّؤُوب ، والحُشُوم الإعْياء ؛ وقال في قول مُزاحم : فَعنَّتْ عُنوناً ، وهي صَغْواءُ ، ما بها ، ولا بالخَوافي الضَّارباتِ ، حُشُومُ أَي إعياء ؛ وقد حُشِم حَشْماً . وقال الأَصمعي : في يديه حُشُومٌ أي انقباض ، وروى البيت : ولا بالخوافي الخافقاتِ حُشوم ورجل حَشِيمٌ أي مُحْتَشِمٌ . "
المعجم: لسان العرب
حرس
" حَرَسَ الشيء يَحْرُسُه ويَحْرِسُه حَرْساً : حفظه ؛ وهم الحُرَّاسُ والحَرَسُ والأَحْراسُ . واحْتَرس منه : تَحَرَّزَ . وتَحَرَّسْتُ من فلان واحْتَرَسْتُ منه بمعنى أَي تحفظت منه . وفي المثل : مُحْتَرِسٌ من مثله وهو حارِسٌ ؛ يقال ذلك للرجل الذي يُؤْتَمَنُ على حفظ شيء لا يؤمن أَن يخون فيه . قال الأَزهري : الفعل اللازم يَحْتَرِسُ كأَنه يحترز ، قال : ويقال حارسٌ وحَرَسٌ للجميع كما يقال خادِمٌ وخَدَمٌ وعاسٌّ وعَسَسٌ . والحَرَسُ : حَرَسُ السلطان ، وهم الحُرَّاسُ ، الواحد حَرَسِيٌّ ، لأَنه قد صار اسم جنس فنسب إِليه ، ولا تقل حارِسٌ إِلا أَن تذهب به إِلى معنى الحِراسَة دون الجنس . وفي حديث معاوية ، رضي اللَّه عنه : أَنه تناول قُصَّة شعر كانت في يد حَرَسِيٍّ ؛ الحرسي ، بفتح الراءِ : واحد الحُرَّاس . والحَرَس وهم خَدَمُ السلطان المرتبون لحفظه وحِراسَتِه . والبناء الأَحْرَسُ : هو القديم العادِيُّ الذي أَتى عليه الحَرْس ، وهو الدهر . قال ابن سيده : وبناء أَحْرَسُ أَصم . وحَرَسَ الإِبل والغنم يَحْرُِسها واحْتَرَسَها : سرقها ليلاً فأَكلها ، وهي الحَرائِس . وفي الحديث : أَن غِلْمَةً لحاطب بن أَبي بَلْتَعَةَ احْتَرَسُوا ناقة لرجل فانتحروها . وقال شمر : الاحْتِراسُ أَن يؤْخذ الشيء من المرعى ، ويقال للذي يسرق الغنم : مُحْتَرِس ، ويقال للشاة التي تُسْرَق : حَرِيسَة . الجوهري : الحَريسَة الشاة تسرق ليلاً . والحَريسة : السرقة . والحَريسَة أَيضاً : ما احْتُرِس منها . وفي الحديث : حَريسَة الجبل ليس فيها قَطْع ؛ أَي ليس فيما يُحْرَس بالجبل إِذا سُرِق قطع لأَنه ليس بحرز . والحَريسَة ، فعيلة بمعنى مفعولة أَي أَن لها من يَحْرُسها ويحفظها ، ومنهم من يجعل الحَريسَة السرقة نفسها . يقال : حَرَس يَحْرِس حَرْساً إِذا سرق ، فهو حارس ومُحْتَرِس ، أَي ليس فيما يُسْرَق من الجبل قطع . وفي الحديث الآخر : أَنه سئل عن حريسة الجبل فقال : فيها غُرْم مثلها وجَلَداتٌ نكالاً فإِذا آواها المُراح ففيها القطع . ويقال للشاة التي يدركها الليل قبل أَن تصل إِلى مُراحِها : حَرِيسة . وفي حديث أَبي هريرة : ثمن الحَريسَة حرام لعينها أَي أَكل المسروقة وبيعها وأَخذ ثمنها حرام كله . وفلان يأْكل الحِراساتِ إِذا تَسَرَّق غَنَمَ الناس فأَكلها . والاحتراس أَن يُسْرَق الشيء من المرعى . والحَرْسُ : وقت من الجهر دون الحُقْب . والحَرْسُ : الدهر ؛ قال الراجز : في نِعْمَةٍ عِشْنا بذاك حَرْسا والجمع أَحْرُس ؛
قال : وقَفْتُ بعَرَّافٍ على غيرِ مَوْقِف ، على رَسْمِ دارٍ قد عَفَتْ مُنذُ أَحْرُسِ وقال امرؤ القيس : لِمَنْ طَلَلٌ دائِرٌ آيُهُ ، تَقادَمَ في سالِف الأَحْرُسِ ؟ والمُسْنَدُ : الدهر . وأَحْرَسَ بالمكان : أَقام به حَرْساً ؛ قال رؤبة : وإِرَمٌ أَحْرَسُ فوقَ عَنْزِ العَنْز : الأَكَمَة الصغيرة . والإِرَمُ : شبه عَلَمٍ يُبْنى فوق القارَة يستدل به على الطريق . قال الأَزهري : والعَنْزُ قارة سوداء ، ويروى : وإِرَمٌ أَعْيَسُ فوق عنز والمِحْراسُ : سهم عظيم القدر . والحَرُوسُ : موضع . والحَرْسانِ : الجَبَلانِ يقال لأَحدهما حَرْسُ قَسا ؛
وقال : هُمُ ضَرَبُوا عن قَرْحِها بِكَتِيبَةٍ ، كبَيْضاءِ حَرْسٍ في طَرائِفِها الرَّجْلُ (* قوله « عن قرحها » الذي في ياقوت : عن وجهها .) البيضاء : هَضْبَةٌ في الجَبَلِ . "
المعجم: لسان العرب
حرف
" الحَرْفُ من حُروف الهِجاء : معروف واحد حروف التهجي . والحَرْفُ : الأَداة التي تسمى الرابِطةَ لأَنها تَرْبُطُ الاسمَ بالاسم والفعلَ بالفعل كعن وعلى ونحوهما ، قال الأَزهري : كلُّ كلمة بُنِيَتْ أَداةً عارية في الكلام لِتَفْرِقَة المعاني واسمُها حَرْفٌ ، وإن كان بناؤها بحرف أَو فوق ذلك مثل حتى وهل وبَلْ ولعلّ ، وكلُّ كلمة تقرأُ على الوجوه من القرآن تسمى حَرْفاً ، تقول : هذا في حَرْف ابن مسعود أَي في قراءة ابن مسعود . ابن سيده : والحَرْفُ القِراءة التي تقرأُ على أَوجُه ، وما جاء في الحديث من قوله ، عليه السلام : نزل القرآن على سبعة أَحْرُف كلُّها شافٍ كافٍ ، أَراد بالحرْفِ اللُّغَةَ . قال أَبو عبيد وأَبو العباس . نزل على سبع لُغات من لغات العرب ، قال : وليس معناه أَن يكون في الحرف الواحد سبعة أَوجُه هذا لم يسمع به ، قال : ولكن يقول هذه اللغات متفرّقة في القرآن ، فبعضه بلغة قُرَيْشٍ ، وبعضه بلغة أَهل اليمن ، وبعضه بلغة هوازِنَ ، وبعضه بلغة هُذَيْل ، وكذلك سائر اللغات ومعانيها في هذا كله واحد ، وقال غيره : وليس معناه أَن يكون في الحرف الواحد سبعةُ أَوجه ، على أَنه قد جاء في القرآن ما قد قُرِئ بسبعة وعشرة نحو : ملك يوم الدين وعبد الطاغوت ، ومـما يبين ذلك قول ابن مسعود : إني قد سمعت القراءة فوجدتهم متقاربين فاقرأُوا كما عُلِّمْتمْ إنما هو كقول أَحدكم هَلمّ وتعالَ وأَقْبِلْ . قال ابن الأَثير : وفيه أَقوال غير ذلك ، هذا أَحسنها . والحَرْفُ في الأَصل : الطَّرَفُ والجانِبُ ، وبه سمي الحَرْفُ من حروف الهِجاء . وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه سئل عن قوله نزل القرآن على سبعة أَحرف فقال : ما هي إلا لغات . قال الأَزهري : فأَبو العباس النحْويّ وهو واحد عصْره قد ارتضى ما ذهب إليه أَبو عبيد واستصوَبه ، قال : وهذه السبعة أَحرف التي معناها اللغات غير خارجة من الذي كتب في مصاحف المسلمين التي اجتمع عليها السلَف المرضيُّون والخَلَف المتبعون ، فمن قرأَ بحرف ولا يُخالِفُ المصحف بزيادة أَو نقصان أَو تقديم مؤخّرٍ أَو تأْخير مقدم ، وقد قرأَ به إمام من أَئمة القُرّاء المشتهرين في الأَمصار ، فقد قرأَ بحرف من الحروف السبعة التي نزل القرآن بها ، ومن قرأَ بحرف شاذّ يخالف المصحف وخالف في ذلك جمهور القرّاء المعروفين ، فهو غير مصيب ، وهذا مذهب أَهل العلم الذين هم القُدوة ومذهب الراسخين في علم القرآن قديماً وحديثاً ، وإلى هذا أَوْمأَ أَبو العباس النحوي وأَبو بكر بن الأَنباري في كتاب له أَلفه في اتباع ما في المصحف الإمام ، ووافقه على ذلك أَبو بكر بن مجاهد مُقْرِئ أَهل العراق وغيره من الأَثبات المتْقِنِين ، قال : ولا يجوز عندي غير ما ، قالوا ، واللّه تعالى يوفقنا للاتباع ويجنبنا الابتداع . وحَرْفا الرأْس : شِقاه . وحرف السفينة والجبل : جانبهما ، والجمع أَحْرُفٌ وحُرُوفٌ وحِرَفةٌ . شمر : الحَرْفُ من الجبل ما نَتَأَ في جَنْبِه منه كهَيْئة الدُّكانِ الصغير أَو نحوه . قال : والحَرْفُ أَيضاً في أَعْلاه تَرى له حَرْفاً دقيقاً مُشفِياً على سَواء ظهره . الجوهري : حرْفُ كل شيء طَرفُه وشفِيرُه وحَدُّه ، ومنه حَرْفُ الجبل وهو أَعْلاه الـمُحدَّدُ . وفي حديث ابن عباس : أَهلُ الكتاب لا يأْتون النِّساء إلا على حَرْفٍ أَي على جانب . والحَرْفُ من الإبل : النَّجِيبة الماضِيةُ التي أَنـْضَتها الأَسفار ، شبهت بحرف السيف في مضائها ونجائها ودِقَّتها ، وقيل : هي الضّامِرةُ الصُّلْبَةُ ، شبهت بحرف الجبل في شِدَّتها وصَلابتها ؛ قال ذو الرمة : جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ ، يَشُلُّها وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ رَيّانُ سَهْوَقُ فلو كان الحَرْفُ مهزولاً لم يصفها بأَنها جُمالية سِناد ولا أَنَّ وظِيفَها رَيّانُ ، وهذا البيت يَنْقُضُ تفسير من ، قال ناقة حرف أَي مهزولة ، شبهت بحرف كتابة لدقّتها وهُزالها ؛ وروي عن ابن عمر أَنه ، قال : الحرْف الناقة الضامرة ، وقال الأَصمعي : الحرْفُ الناقة المهزولة ؛ قال الأَزهري :، قال أَبو العباس في تفسير قول كعب بن زهير : حَرْفٌ أَخُوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ ، وعَمُّها خالُها قَوْداء شِمْلِيل ؟
قال : يصف الناقة بالحرف لأَنها ضامِرٌ ، وتُشَبَّهُ بالحرْف من حروف المعجم وهو الأَلف لدِقَّتِها ، وتشبّه بحرف الجبل إذا وصفت بالعِظَمِ . وأَحْرَفْتُ ناقتي إذا هَزَلْتَها ؛ قال ابن الأَعرابي : ولا يقال جملٌ حَرْف إنما تُخَصّ به الناقةُ ؛ وقال خالد بن زهير : مَتَى ما تَشأْ أَحْمِلْكَ ، والرَّأْسُ مائِلٌ ، على صَعْبةٍ حَرْفٍ ، وشِيكٍ طُمُورُها كَنَى بالصعبةِ الحرْفِ عن الدَّاهِيةِ الشديدة ، وإن لم يكن هنالك مركوب . وحرْفُ الشيء : ناحِيَتُه . وفلان على حَرْف من أَمْره أَي ناحيةٍ منه كأَنه ينتظر ويتوقَّعُ ، فإن رأَى من ناحية ما يُحِبُّ وإلا مال إلى غيرها . وقال ابن سيده : فلان على حَرْف من أَمره أَي ناحية منه إذا رأَى شيئاً لا يعجبه عدل عنه . وفي التنزيل العزيز : ومن الناس من يَعْبُدُ اللّه على حَرْف ؛ أَي إذا لم يرَ ما يحب انقلب على وجهه ، قيل : هو أَن يعبده على السرَّاء دون الضرَّاء . وقال الزجاج : على حَرْف أَي على شَكّ ، قال : وحقيقته أَنه يعبد اللّه على حرف أَي على طريقة في الدين لا يدخُل فيه دُخُولَ متمكّن ، فإن أَصابه خير اطمأَنّ به أَي إن أَصابه خِصْبٌ وكثُرَ مالُه وماشِيَتُه اطْمَأَنَّ بما أَصابه ورضِيَ بدينه ، وإن أَصابته فِتْنَةٌ اخْتِبارٌ بِجَدْبٍ وقِلَّة مالٍ انقلب على وجهه أَي رجع عن دينه إلى الكفر وعِبادة الأَوْثان . وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم ، قال : أَما تسميتهم الحرْف حرْفاً فحرف كل شيء ناحيته كحرف الجبل والنهر والسيف وغيره . قال الأَزهري : كأَن الخير والخِصْب ناحية والضرّ والشرّ والمكروه ناحية أُخرى ، فهما حرفان وعلى العبد أَن يعبد خالقه على حالتي السرّاء والضرَّاء ، ومن عبد اللّه على السرَّاء وحدها دون أَن يعبده على الضرَّاء يَبْتَلِيه اللّه بها فقد عبده على حرف ، ومن عبده كيفما تَصَرَّفَتْ به الحالُ فقد عبده عبادة عَبْدٍ مُقِرّ بأَنَّ له خالقاً يُصَرِّفُه كيف يَشاء ، وأَنه إن امـْتَحَنَه بالَّلأْواء أَو أَنـْعَم عليه بالسرَّاء ، فهو في ذلك عادل أَو متفضل غير ظالم ولا متعدّ له الخير ، وبيده الخير ولا خِيرةَ للعبد عليه . وقال ابن عرفة : من يعبد اللّه على حرف أَي على غير طمأْنينة على أَمر أَي لا يدخل في الدين دخول متمكن . وحَرَفَ عن الشيء يَحْرِفُ حَرْفاً وانْحَرَفَ وتَحَرَّفَ واحْرَوْرَفَ : عَدَلَ . الأَزهري . وإذا مالَ الإنسانُ عن شيء يقال تَحَرَّف وانحرف واحرورف ؛
وأَنشد العجاج في صفة ثور حَفَرَ كِناساً فقال : وإنْ أَصابَ عُدَواء احْرَوْرَفا عنها ، وولاَّها ظُلُوفاً ظُلَّفا أَي إِن أَصابَ مَوانِع . وعُدَواءُ الشي : مَوانِعُه . وتَحْرِيفُ القلم : قَطُّه مُحَرَّفاً . وقَلمٌ مُحَرَّفٌ : عُدِلَ بأَحد حَرفَيْه عن الآخر ؛
قال : تَخالُ أُذْنَيْهِ ، إذا تَشَوَّفا ، خافِيةً أَو قَلَماً مُحَرَّفا وتَحْرِيفُ الكَلِم عن مواضِعِه : تغييره . والتحريف في القرآن والكلمة : تغيير الحرفِ عن معناه والكلمة عن معناها وهي قريبة الشبه كما كانت اليهود تُغَيِّرُ مَعانَي التوراة بالأَشباه ، فوصَفَهم اللّه بفعلهم فقال : تعالى : يُحَرِّفُون الكَلِمَ عن مواضعه . وقوله في حديث أَبي هريرة : آمَنْتُ بمُحَرِّفِ القلوب ؛ هو الـمُزِيلُ أَي مُـمِيلُها ومُزيغُها وهو اللّه تعالى ، وقال بعضهم : الـمُحَرِّكَ . وفي حديث ابن مسعود : لا يأْتون النساء إلا على حرف أَي على جَنْب . والـمُحَرَّفُ : الذي ذَهَب مالُه . والـمُحارَفُ : الذي لا يُصيبُ خيراً من وجْهٍ تَوَجَّه له ، والمصدر الحِرافُ . والحُرْفُ : الحِرْمان . الأَزهري : ويقال للمحزوم الذي قُتِّرَ عليه رزقُه مُحارَفٌ . وجاء في تفسير قوله : والذين في أَموالهم حَقٌّ مَعْلوم للسائل والمَحْرُوم ، أَن السائل هو الذي يسأَل الناس ، والمحروم هو الـمُحارَفُ الذي ليس له في الإسلام سَهْم ، وهو مُحارَفٌ . وروى الأَزهري عن الشافعي أَنه ، قال : كلُّ من اسْتَغنَى بِكَسْبه فليس له أَن يسأَل الصدقةَ ، وإذا كان لا يبلُغُ كسبُه ما يُقِيمُه وعيالَه ، فهو الذي ذكره المفسِّرون أَنه المحروم الـمُحارَف الذي يَحْتَرِفُ بيدَيه ، قد حُرِم سَهْمَه من الغنيمة لا يَغْزُو مع المسلمين ، فَبَقِيَ محْروماً يُعْطى من الصدقة ما يَسُدُّ حِرْمانَه ، والاسم منه الحُرْفة ، بالضم ، وأَما الحِرفةُ فهو اسم من الاحتِرافِ وهو الاكْتِسابُ ؛ يقال : هو يَحْرِفُ لعِيالِه ويحترف ويَقْرِشُ ويَقْتَرِشُ بمعنى يكتسب من ههنا وههنا ، وقيل : الـمُحارفُ ، بفتح الراء ، هو المحروم المحدود الذي إذا طَلَب فلا يُرْزَق أَو يكون لا يَسْعَى في الكسب . وفي الصحاح : رجل مُحارَف ، بفتح الراء ، أَي محدود محروم وهو خلاف قولك مُبارَكٌ ؛ قال الراجز : مُحارَفٌ بالشاء والأَباعِرِ ، مُبارَكٌ بالقَلَعِيِّ الباتِرِ وقد حُورِفَ كَسْبُ فلان إذا شُدِّد عليه في مُعاملَته وضُيِّقَ في مَعاشِه كأَنه مِيلَ بِرِزْقه عنه ، من الانْحِرافِ عن الشيء وهو الميل عنه . وفي حديث ابن مسعود : موتُ المؤمن بعَرَقِ الجبين تَبْقَى عليه البقِيّةُ من الذُّنوبِ فَيُحارَفُ بها عند الموت أَي يُشَدَّد عليه لتُمَحَّصَ ذنوبه ، وُضِعَ وَضْعَ الـمُجازاةِ والـمُكافأَة ، والمعنى أَن الشدَّة التي تَعْرِض له حتى يَعْرَقَ لها جَِبينُه عند السِّياقِ تكون جزاء وكفارةً لما بقي عليه من الذنوب ، أَو هو من الـمُحارَفةِ وهو التشْديدُ في الـمَعاش . وفي التهذيب : فيُحارَفُ بها عند الموت أَي يُقايَسُ بها فتكون كفارة لذنوبه ، ومعنى عَرَقِ الجبين شدَّةُ السّياق . والحُرْفُ : الاسم من قولك رجل مُحارَفٌ أَي مَنْقُوصُ الحَظِّ لا ينمو له مال ، وكذلك الحِرْفةُ ، بالكسر . وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : لَحِرْفةُ أَحدِهم أَشَدُّ عليَّ من عَيْلَتِه أَي إغْناءُ الفَقِير وكفايةُ أَمْرِه أَيْسَرُ عليَّ من إصْلاحِ الفاسدِ ، وقيل : أَراد لَعَدم حِرْفةِ أَحدِهم والاغْتِمامُ لذلك أَشَدُّ عليَّ من فَقْرِه . والـمُحْتَرِفُ : الصانِعُ . وفلان حَريفي أَي مُعامِلي . اللحياني : وحُرِفَ في ماله حَرْفةً ذهَب منه شيء ، وحَرَفْتُ الشيء عن وجْهه حَرْفاً . ويقال : ما لي عن هذا الأَمْرِ مَحْرِفٌ وما لي عنه مَصْرِفٌ بمعنى واحد أَي مُتَنَحًّى ؛ ومنه قول أَبي كبير الهذلي : أَزُهَيْرُ ، هَلْ عن شَيْبةٍ من مَحْرِفِ ، أَمْ لا خُلُودَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ ؟ والمُحْرِفُ : الذي نَما مالُه وصَلَحَ ، والاسم الحِرْفةُ . وأَحْرَفَ الرجلُ إحرافاً فهو مُحْرِفٌ إذا نَما مالُه وصَلَحَ . يقال : جاء فلان بالحِلْقِ والإحْراف إذا جاء بالمال الكثير . والحِرْفةُ : الصِّناعةُ . وحِرفةُ الرجلِ : ضَيْعَتُه أَو صَنْعَتُه . وحَرَفَ لأَهْلِه واحْتَرَف : كسَب وطلَب واحْتالَ ، وقيل : الاحْتِرافُ الاكْتِسابُ ، أَيّاً كان . الأَزهري : وأَحْرَفَ إذا اسْتَغْنى بعد فقر . وأَحْرَفَ الرجلُ إذا كَدَّ على عِياله . وفي حديث عائشة : لما اسْتُخْلِفَ أَبو بكر ، رضي اللّه عنهما ، قال : لقد عَلِم قومي أَن حِرْفَتي لم تكن تَعْجِز عن مؤونة أَهلي وشُغِلْتُ بأَمر المسلمين فسيأْكل آلُ أَبي بكر من هذا ويَحْتَرِفُ للمسلمين فيه ؛ الحِرْفةُ : الصِّناعةُ وجِهةُ الكَسْب ؛ وحَرِيفُ الرجل : مُعامِلُه في حِرْفَتِه ، وأَراد باحترافِه للمسلمين نَظَره في أُمورهم وتَثْميرَ مَكاسِبهمْ وأَرْزاقِهم ؛ ومنه الحديث : إني لأَرى الرجل يُعْجِبُني فأَقول : هل له حِرْفة ؟ فإن ، قالوا : لا ، سَقَطَ من عيني ؛ وقيل : معنى الحديث الأَوَّل هو أَن يكون من الحُرْفة والحِرْفة ، بالضم والكسر ، ومنه قولهم : حِرْفة الأَدَبِ ، بالكسر . ويقال : لا تُحارِفْ أَخاكَ بالسوء أَي تُجازِه بسوء صنِيعِه تُقايِسْه وأَحْسِنْ إذا أَساء واصْفَحْ عنه . ابن الأَعرابي : أَحْرَفَ الرجلُ إذا جازى على خَيْر أَو شرّ ، قال : ومنه الخَبرُ : إن العبد لَيُحارَفُ عن عمله الخير أَو الشرّ أَي يُجازى . وقولهم في الحديث : سَلِّطْ عليهم مَوْتَ طاعُونٍ دَفِيفٍ يُحَرِّفُ القُلوبَ أَي يُمِيلها ويَجْعَلُها على حرْفٍ أَي جانب وطَرَفٍ ، ويروى يَحُوفُ ، بالواو ، وسنذكره ؛ ومنه الحديث : ووصف سُفيانُ بكفه فَحَرَفَها أَي أَمالَها ، والحديث الآخر : وقال بيده فحرّفها كأَنه يريد القتل ووصف بها قطْع السيفِ بحَدِّه . وحَرَفَ عَيْنَه : كَحَلها ؛ أَنشد ابن الأَعرابي : بِزَرْقاوَيْنِ لم تُحْرَفْ ، ولَـمَّا يُصِبْها عائِرٌ بشَفير ماقِ أَراد لم تُحْرَفا فأَقام الواحد مُقام الاثْنين كما ، قال أَبو ذُؤَيب : نامَ الخَلِيُّ ، وبتُّ الليلَ مُشْتَجِراً ، كأَنَّ عيْنَيَّ فيها الصَّابُ مَذْبوحُ والمِحْرَفُ والمِحْرافُ : الـمِيلُ الذي تقاسُ به الجِراحات . والمِحْرَفُ والمِحْرافُ أَيضاً : المِسْبارُ الذي يُقاسُ به الجُرح ؛ قال القطامي يذكر جِراحةً : إذا الطَّبيبُ بمِحْرافَيْه عالَجَها ، زادَتْ على النَّقْرِ أَو تَحْريكها ضَجَما ويروى على النَّفْرِ ، والنَّفْرُ الوَرَمُ ، ويقال : خروج الدّم ؛ وقال الهذلي : فإنْ يَكُ عَتَّابٌ أَصابَ بسَهْمِه حَشاه ، فَعَنَّاه الجَوى والـمَحارِفُ والمُحارَفةُ : مُقايَسَةُ الجُرْحِ بالمِحْرافِ ، وهو المِيل الذي تُسْبَرُ به الجِراحاتُ ؛
وأَنشد : كما زَلَّ عن رأْسِ الشَّجِيجِ المحارفُ وجمعه مَحارِفُ ومَحاريفُ ؛ قال الجَعْدي : ودَعَوْتَ لَهْفَك بعد فاقِرةٍ ، تُبْدي مَحارِفُها عن العَظْمِ وحارَفَه : فاخَرَه ؛ قال ساعِدةُ بن جُؤَيَّة : فإنْ تَكُ قَسْرٌ أَعْقَبَتْ من جُنَيْدِبٍ ، فقد عَلِمُوا في الغَزْوِ كيْفَ نُحارِفُ والحُرْفُ : حَبُّ الرَّشادِ ، واحدته حُرْفةٌ . الأَزهري : الحُرْفُ جَبٌّ كالخَرْدَلِ . وقال أَبو حنيفة : الحُرف ، بالضم ، هو الذي تسميه العامّة حبَّ الرَّشاد . والحُرْفُ والحُرافُ : حَيّةٌ مُظْلِمُ اللَّوْنِ يَضْرِبُ إلى السَّواد إذا أَخذ الإنسانَ لم يبق فيه دم إلا خرج . والحَرافةُ : طَعْم يُحْرِقُ اللِّسانَ والفَمَ . وبصل حِرِّيفٌ : يُحْرِقُ الفم وله حَرارةٌ ، وقيل : كل طعام يُحْرِقُ فم آكله بحَرارة مَذاقِه حِرِّيف ، بالتشديد ، للذي يَلْذَعُ اللسانَ بحَرافَتِه ، وكذلك بصل حِرّيف ، ، قال : ولا يقال حَرِّيف . "
المعجم: لسان العرب
حشر
" حَشَرَهُم يَحْشُرُهم ويَحْشِرُهم حَشْراً : جمعهم ؛ ومنه يوم المَحْشَرِ . والحَشْرُ : جمع الناس يوم القيامة . والحَشْرُ : حَشْرُ يوم القيامة . والمَحْشَرُ : المجمع الذي يحشر إِليه القوم ، وكذلك إِذا حشروا إِلى بلد أَو مُعَسْكَر أَو نحوه ؛ قال الله عز وجل : لأَوَّلِ الحَشْرِ ما ظننتم أَن يخرجوا ؛ نزلت في بني النَّضِير ، وكانوا قوماً من اليهود عاقدوا النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لما نزل المدينة أَن لا يكونوا عليه ولا له ، ثم نقضوا العهد ومايلوا كفار أَهل مكة ، فقصدهم النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ففارقوه على الجَلاءِ من منازلهم فَجَلَوْا إِلى الشام . قال الأَزهري : هو أَول حَشْرٍ حُشِر إِلى أَرض المحشر ثم يحشر الخلق يوم القيامة إِليها ، قال : ولذلك قيل : لأَوّل الحشر ، وقيل : إِنهم أَول من أُجْلِيَ من أَهل الذمة من جزيرة العرب ثم أُجلي آخرهم أَيام عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، منهم نصارى نَجْرَانَ ويهودُ خيبر . وفي الحديث : انقطعت الهجرة إِلاَّ من ثلاث : جهاد أَو نيَّة أَو حَشْرٍ ، أَي جهاد في سبيل الله ، أَو نية يفارق بها الرجل الفسق والفجور إِذا لم يقدر على تغييره ، أَو جَلاءٍ ينال الناسَ فيخرجون عن ديارهم . والحَشْرُ : هو الجَلاءُ عن الأَوطان ؛ وقيل : أَراد بالحشر الخروج من النفير إِذا عم . الجوهري : المَحْشِرُ ، بكسر الشين ، موضع الحَشْرِ . والحاشر : من أَسماء سيدنا رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، لأَنه ، قال : أَحْشُر الناسَ على قَدَمِي ؛ وقال ، صلى الله عليه وسلم : لي خمسة أَسماء : أَنا محمد وأَحمد والماحي يمحو الله بي الكفر ، والحاشر أَحشر الناس على قدمي ، والعاقب . قال ابن الأَثير : في أَسماء النبي ، صلى الله عليه وسلم ، الحاشر الذي يَحْشُر الناس خلفه وعلى ملته دون ملة غيره . وقوله ، صلى الله عليه وسلم : إِني لي أَسماء ؛ أَراد أَن هذه الأَسماء التي عدّها مذكورة في كتب الله تعالى المنزلة على الأُمم التي كذبت بنبوَّته حجة عليهم . وحَشَرَ الإِبلَ : جمعها ؛ فأَما قوله تعالى : ما فرّطنا في الكتاب من شيءٍ ثم إِلى ربهم يُحْشَرُونَ ؛ فقيل : إِن الحشر ههنا الموت ، وقيل : النَّشْرُ ، والمعنيان متقاربان لأَنه كله كَفْتٌ وجَمْعٌ . الأَزهري :، قال الله عز وجل : وإِذا الوحوش حُشرت ، وقال : ثم إِلى ربهم يحشرون ؛ قال : أَكثر المفسرين تحشر الوحوش كلها وسائر الدواب حتى الذباب للقصاص ، وأَسندوا ذلك إِلى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وقال بعضهم : حَشْرُها موتها في الدنيا . قال الليث : إِذا أَصابت الناسَ سَنَةٌ شديدة فأَجحفت بالمال وأَهلكت ذوات الأَربع ، قيل : قد حَشَرَتْهُم السنة تَحْشُرهم وتَحْشِرهم ، وذلك أَنها تضمهم من النواحي إِلى الأَمصار . وحَشَرَتِ السنةُ مال فلان : أَهلكته ؛ قال رؤبة : وما نَجا ، من حَشْرِها المَحْشُوشِ ، وَحْشٌ ، ولا طَمْشٌ من الطُّموشِ والحَشَرَةُ : واحدة صغار دواب الأَرض كاليرابيع والقنافذ والضِّبابِ ونحوها ، وهو اسم جامع لا يفرد الواحد إِلاَّ أَن يقولوا : هذا من الحَشَرَةِ ، ويُجْمَعُ مُسَلَّماً ؛
قال : يا أُمَّ عَمْرٍو مَنْ يكن عُقْرَ حوَّا ء عَدِيٍّ يأَكُلُ الحَشَراتِ (* قوله : « يا أم عمرو » إلخ كذا في نسخة المؤلف ). وقيل : الحَشَراتُ هَوامُّ الأَرض مما لا اسم له . الأَصمعي : الحَشَراتُ والأَحْراشُ والأَحْناشُ واحد ، وهي هوام الأَرض . وفي حديث الهِرَّةِ : لم تَدَعْها فتأْكل من حَشَراتِ الأَرض ؛ وهي هوام الأَرض ، ومنه حديث التِّلِبِّ : لم أَسمع لحَشَرَةِ الأَرضِ تحريماً ؛ وقيل : الصيد كله حَشَرَةٌ ، ما تعاظم منه وتصاغر ؛ وقيل : كُلُّ ما أُكِلَ من بَقْل الأَرضِ حَشَرَةٌ . والحَشَرَةُ أَيضاً : كُلُّ ما أُكِلَ من بَقْلِ الأَرض كالدُّعاعِ والفَثِّ . وقال أَبو حنيفة : الحَشَرَةُ القِشْرَةُ التي تلي الحَبَّة ، والجمع حَشَرٌ . وروي ابن شميل عن ابن الخطاب ، قال : الحَبَّة عليها قشرتان ، فالتي تلي الحبة الحَشَرَةُ ، والجمع الحَشَرُ ، والتي فوق الحَشَرَةِ القَصَرَةُ . قال الأَزهري : والمَحْشَرَةُ في لغة أَهل اليمن ما بقي في الأَرض وما فيها من نبات بعدما يحصد الزرع ، فربما ظهر من تحته نبات أَخضر فتلك المَحْشَرَةُ . يقال : أَرسلوا دوابهم في المَحْشَرَةِ . وحَشَرَ السكين والسِّنانَ حَشْراً : أَحَدَّهُ فَأَرَقَّهُ وأَلْطَفَهُ ؛
قال : لَدْنُ الكُعُوبِ ومَحْشُورٌ حَدِيدَتُهُ ، وأَصْمَعٌ غَيْرُ مَجْلُوزٍ على قَضَمِ المجلوز : المُشدَّدُ تركيبه من الجَلْزِ الذي هو الليُّ والطَّيُّ . وسِنانٌ حَشْرٌ : دقيق ؛ وقد حَشَرْتُه حَشْراً . وفي حديث جابر : فأَخذتُ حَجَراً من الأَرض فكسرته وحَشَرْتُه ، قال ابن الأَثير : هكذا جاء في رواية وهو من حَشَرْتُ السِّنان إِذا دَقَّقْته ، والمشهور بالسين ، وقد تقدم . وحَرْبَةٌ حَشْرَةٌ : حَدِيدَةٌ . الأَزهري في النوادر : حُشِرَ فلان في ذكره وفي بطنه ، وأُحْثِلَ فيهما إِذا كانا ضخمين من بين يديه . وفي الحديث : نار تطرد الناسَ إِلى مَحْشَرهم ؛ يريد به الشام لأَن بها يحشر الناس ليوم القيامة . وفي الحديث الآخر : وتَحْشُرُ بقيتهم إِلى النار ؛ أَي تجمعهم وتسوقهم . وفي الحديث : أَن وَفْدَ ثَقِيفٍ اشترطوا أَن لا يُعْشَرُوا ولا يُحْشرُوا ؛ أَي لا يُنْدَبُونَ إِلى المغازي ولا تضرب عليهم البُعُوث ، وقيل : لا يحشرون إِلى عامل الزكاة ليأْخذ صدقة أَموالهم بل يأْخذها في أَماكنهم ؛ ومنه حديث صُلْحِ أَهلِ نَجْرانَ : على أَن لا يُحْشَرُوا ؛ وحديث النساء : لا يُعْشَرْنَ ولا يُحْشَرْن ؛ يعني للغَزَاةِ فإِن الغَزْوَ لا يجب عليهن . والحَشْرُ من القُذَذِ والآذان : المُؤَلَّلَةُ الحَدِيدَةُ ، والجمعُ حُشُورٌ ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ : مَطارِيحُ بالوَعْثِ مُرُّ الحُشُو رِ ، هاجَرْنَ رَمَّاحَةً زَيْزَفُونا والمَحْشُورَةُ : كالحَشْرِ . الليث : الحَشْرُ من الآذان ومن قُذَدِ رِيشِ السِّهامِ ما لَطُفَ كأَنما بُرِيَ بَرْياً . وأُذُنٌ حَشْرَةٌ وحَشْرٌ : صغيرة لطيفة مستديرة ؛ وقال ثعلب : دقيقة الطَّرَفِ ، سميت في الأَخيرة بالمصدر لأَنها حُشِرَتْ حَشْراً أَي صُغِّرَتْ وأُلطفت . وقال الجوهري : كأَنها حُشِرَتْ حَشْراً أَي بُرِيَتْ وحُدِّدَتْ ، وكذلك غيرها ؛ فرس حَشْوَرٌ ، والأُنثى حَشْوَرَةٌ . قال ابن سيده : من أَفرده في الجمع ولم يؤَنث فلهذه العلة ؛ كما ، قالوا : رجل عَدْلٌ ونسوة عَدْلٌ ، ومن ، قال حَشْراتٌ فعلى حَشْرَةٍ ، وقيل : كلُّ لطيف دقيق حَشْرٌ . قال ابن الأَعرابي : يستحب في البعير أَن يكون حَشْرَ الأُذن ، وكذلك يستحب في الناقة ؛ قال ذو الرمة : لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى لَطِيفَةٌ ، وخَدَّ كَمِرآةِ الغَرِيبَة أَسْجَحُ (* قوله : « وخد كمرآة الغريبة » في الأساس : يقال وجه كمرآة الغريبة لأَنها في غير قومها ، فمرآتها مجلوّة أَبداً لأَنه لا ناصح لها في وجهها ). الجوهري : آذان حَشْرٌ لا يثنى ولا يجمع لأَنه مصدر في الأَصل مثل قولهم ماء غَوْرٌ وماء سَكْبٌ ، وقد قيل : أُذن حَشْرَةٌ ؛ قال النمر بن تولب : لها أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ ، كإِعْلِيط مَرْخٍ إِذا ما صَفِرْ وسهم مَحْشُورُ وحَشْرٌ : مستوي قُذَذِ الرِّيشِ . قال سيبويه : سهم حَشْرٌ وسهام حَشْرٌ ؛ وفي شعر هذيل : سهم حَشِرٌ ، فإِما أَن يكون على النسب كطَعِمٍ ، وإِما أَن يكون على الفعل توهموه وإِن لم يقولوا حَشِرَ ؛ قال أَبو عمارة الهذلي : وكلُّ سهمٍ حَشِرٍ مَشُوفِ المشوف : المَجْلُوُّ . وسهم حَشْرٌ : مُلْزَقٌ جيد القُذَذِ ، وكذلك الريش . وحَشَرَ العودَ حَشْراً : براه . والحَشْرُ : اللَّزجُ في القَدَحِ من دَسَمِ اللبنِ ؛ وقيل : الحَشْرُ اللَّزِجُ من اللبن كالحَشَنِ . وحُشِرَ عن الوَطْبِ إذا كثر وسخ اللبن عليه فَقُشِرَ عنه ؛ رواه ابن الأَعرابي ؛ وقال ثعلب : إِنما هو حُشِنَ ، وكلاهما على صيغة فعل المفعول . وأَبو حَشْرٍ : رجل من العرب . والحَشْوَرُ من الدواب : المُلَزَّرِ الخَلْقُ ، ومن الرجال : العظيم البطن ؛
" الحَرَقُ ، بالتحريك : النار . يقال : في حَرَقِ الله ؛
قال : شدّاً سَريعاً مِثلَ إضرامِ الحَرَقْ وقد تَحرَّقَتْ ، والتحريقُ : تأْثيرها في الشيء . الأَزهري : والحَرَقُ من حَرَق النار . وفي الحديث : الحَرَقُ والغَرَقُ والشَّرَقُ شهادة . ابن الأَعرابي : حرَقُ النار لهَبُه ، قال : وهو قوله ضالَّةُ المُؤمِن حرَقُ النارِ أي لَهَبُها ؛ قال الأَزهري : أَراد أَن ضالةَ المؤمن إذا أَخذها إنسان ليتملَّكها فإنها تؤدّيه إلى حرَق النار ، والضالةُ من الحيوان : الإبل والبقر وما أشبهها مما يُبْعِد ذهابه في الأَرض ويمتنع من السِّباع ، ليس لأَحد أَن يَعْرِض لها لأَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أوعد مَن عرض لها ليأْخذها بالنار . وأحْرقَه بالنار وحَرَّقه : شدّد للكثرة . وفي الحديث : الحَرِقُ شهيد ، بكسر الراء ، وفي رواية : الحَريقُ أي الذي يقَع في حرَق النار فيَلْتَهِب . وفي حديث المُظاهِر : احْتَرَقْت أي هلكْت ؛ ومنه حديث المُجامِع : في نهار رمضان احْترقْت ؛ شبها ما وقَعا فيه من الجِماع في المُظاهرة والصَّوْم بالهَلاك . وفي الحديث : إنه أُوحي إليَّ أن أُحْرِقَ قريشاً أَي أُهْلِكَهم ، وحديث قتال أَهل الردة : فلم يزل يُحَرِّقُ أعْضاءهم حتى أدخلهم من الباب الذي خَرجوا منه ، قال : وأُخذ من حارقة الوَرِك ، وأَحرقته النار وحَرّقَتْه فاحترق وتحرّقَ ، والحُرْقةُ : حَرارتها . أبو مالك : هذه نارٌ حِراقٌ وحُراق : تُحْرِق كل شيء . وأَلقى الله الكافر في حارِقَتِه أي في نارِه ؛ وتحرّقَ الشيءُ بالنار واحْترقَ ، والاسم الحُرْقةُ والحَريقُ . وكان عمرو بن هِند يلقَّب بالمُحَرِّق ، لأنه حرَّق مائة من بني تميم : تسعة وتسعين من بني دارِم ، وواحداً من البَراجِم ، وشأْنه مشهور . ومُحَرِّق أَيضاً : لقب الحرث بن عمرو ملِك الشام من آلِ جَفْنةَ ، وإِنما سمي بذلك لأَنه أَوّل من حرَّق العرب في ديارهم ، فهم يُدْعَوْن آلَ مُحَرِّق ؛ وأَما قول أسودَ بن يَعْفُر : ماذا أُؤَمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ ، تركوا منازِلَهم ، وبعدَ إيادِ ؟ فإنما عنى به امرأَ القيس بن عمرو بن عَدِيّ اللخْمِيّ لأنه أَيضاً يُدعَى محرّقاً . قال ابن سيده : محرِّق لقب ملِك ، وهما مُحرِّقان : محرّق الأَكبر وهو امرؤ القيس اللخمي ، ومحرّق الثاني وهو عَمرو بن هند مُضَرِّطُ الحجارة ، سمي بذلك لتحريقه بني تميم يوم أوارةَ ، وقيل : لتحريقه نخل مَلْهَمٍ . والحُرْقةُ : ما يجده الإنسان من لَذْعةِ حُبّ أو حزن أو طعم شيء فيه حرارة . الأَزهري عن الليث : الحُرقة ما تجد في العين من الرمَد ، وفي القلب من الوجَع ، أو في طعم شيء مُحرِق . والحَرُوقاء والحَرُوقُ والحُرّاقُ والحَرُّوقُ : ما يُقْدَح به النار ؛ قال ابن سيده :، قال أبو حنيفة هي الخُرَقُ المُحرًقة التي يقع فيها السّقْط ؛ وفي التهذيب : هو الذي تُورَى فيه النارُ . ابن الأَعرابي : الحَرُوقُ والحَرُّوقُ والحُراقُ ما نتقت به النار من خِرْقة أو نَبْجٍ ، قال : والنَّبْجُ أصُول البَرْدِيّ إذا جفّ . الجوهري : الحُراق والحُراقة ما تقع فيه النارُ عند القَدْح ، والعامة تقوله التشديد . قال ابن بري : حكى أبو عبيد في الغريب المصنف في باب فَعُولاء عن الفراء : أنه يقال الحَرُوقاء للتي تُقْدَحُ منه النار والحَرُوقُ والحُرّاقُ والحَرُّوقُ ، قال : والذي ذكره الجوهري الحُراقُ والحُراقةُ فعدَّتها ست لغات . ابن سيده : والحَرّاقاتُ سفُن فيها مَرامِي نِيران ، وقيل : هي المَرامِي أنفُسها . الجوهري : الحَرّاقة ، بالفتح والتشديد ، ضرب من السفن فيها مرامي نيران يُرمى بها العدوّ في البحر ؛ وقول الراجز يصف إبلاً : حَرًقَها حَمْضُ بِلادٍ فِلِّ ، وغَتْمُ نَجْمٍ غيرِ مُسْتَقِلِّ ، فما تكادُ نِيبُها تُوَلِّي يعني عَطًشها ، والغَتْم : شدّة الحرّ ، ويروى : وغَيم نجم ، والغَيْم : العطَش . والحَرّاقات : مواضع القَلاَّيِينَ والفَحّامِين . وأَحْرِقْ لنا في هذه القصَبَةِ ناراً أي أقْبِسْنا ؛ عن ابن الأَعرابي . ونارٌ حِراقٌ : لا تُبْقي شيئاً . ورجل حُراق وحِراق : لا يبقى شيئاً إلا أفسده ، مثل بذلك ، ورَمْيٌ حِراقٌ : شديد ، مثل بذلك أيضاً . والحَرَقُ : أن يُصيب الثوبَ احْتِراقٌ من النار . والحَرَقُ : احْتراق يُصِيبُه من دَقِّ القَصّار . ابن الأَعرابي : الحَرَق النَّقْب في الثوب من دق القَصّار ، جعله مثل الحرَق الذي هو لهَب النار ؛ قال الجوهري : وقد يسكَّن . وعِمامة حَرَقانِيّة : وهو ضرب من الوَشْي فيه لون كأَنه مُحْترِق . والحرَقُ والحَريقُ : اضْطِرام النار وتَحَرُّقها . والحَرِيقُ أَيضاً : اللَّهَب ؛ قال غَيْلانُ الربعي : يُثِرْنَ ، من أَكْدَرِها بالدَّقْعاء ، مُنْتَصِباً مِثْلَ حَرِيقِ القَصْباء وفي الحديث : شَرِبَ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، الماء المُحْرقَ من الخاصِرةِ ؛ الماء المُحرَقُ : هو المُغْلى بالحَرَق وهو النار ، يريد أنه شربه من وجَع الخاصِرةِ . والحَرُوقةُ : الماء يُحْرَق قليلاً ثم يُذَرُّ عليه دقِيق قليل فيتنافَت أي يَنتفخ ويتقافَز عند الغَليانِ . والحَرِيقةُ : النَّفِيتةُ ، وقيل : الحَرِيقةُ الماء يُغْلى ثم يذرُّ عليه الدقيق فيُلْعَق وهو أغلظ من الحَساء ، وإنما يستعملونها في شدّة الدهْر وغَلاء السِّعر وعجَفِ المال وكلَب الزمان . الأَزهري : ابن السكيت الحَرِيقة والنَّفِيتة أَن يُذرّ الدقيق على ماء أَو لبن حليب حتى يَنْفِت يُتحسَّى من نَفْتها ، وهو أَغلظ من السَّخينة ، فيوسّع بها صاحب العِيال على عِياله إذا غلبه الدهر . ويقال : وجدت بني فلان ما لهم عيش إلاَّ الحَرائقُ . والحَرِيقُ : ما أَحرقَ النباتَ من حر أَو برد أَو ريح أو غير ذلك من الآفات ، وقد احترقَ النَّبات . وفي التنزيل : فأَصابها إعصار فيه نار فاحترقت . وهو يَتحرَّقُ جُوعاً : كقولك يَتضرَّم . ونَصل حَرِقٌ حديد : كأََنه ذو إحراق ، أَراه على النسب ؛ قال أَبو خراش : فأَدْرَكَه فأَشْرَعَ في نَساه سِناناً ، نَصْلُه حَرِقٌ حَدِيدُ وماء حُراقٌ وحُرّاقٌ : مِلْح شديدُ المُلُوحةِ ، وكذلك الجمع . ابن الأَعرابي : ماء حُراق وقُعاعٌ بمعنى واحد ، وليس بعد الحُراقِ شيء ، وهو الذي يُحَرِّق أوبار الإِبل . وأَحْرَقَنا فلان : بَرَّح بنا وآذانا ؛
قال : أَحْرَقَني الناسُ بتَكْلِيفِهمْ ، ما لَقِيَ الناسُ من الناسِ ؟ والحُرْقانُ : المَذَحُ وهو اصْطِكاكُ الفخِذين . الأَزهري : الليث الحَرْقُ حَرْق النابَيْن أَحدهما بالآخر ؛ وأنشد : أبى الضَّيْمَ ، والنُّعمانُ يَحرِق نابَه عليه ، فأفْصى ، والسيوفُ مَعاقِلُه وحَريقُ النابِ : صَريفُه . والحَرْقُ : مصدر حَرَقَ نابُ البعير . وفي الحديث : يَحْرقُون أَنيابهم غَيْظاً وحَنَقاً أي يَحُكُّون بعضها ببعض . ابن سيده : حرَق نابُ البعير يَحْرُقُ ويَحْرِقُ حرْقاً وحَريقاً صرَف بِنابِه ، وحرَق الإنسانُ وغيرُه نابَه يَحرُقه ويَحْرِقُه حرْقاً وحَرِيقاً وحُروقاً فعل ذلك من غَيْظ وغضَبٍ ، وقيل : الحُروق مُحْدَث . وحرَق نابَه يَحْرُقه أي سحَقه حتى سُمع له صَريفٌ ؛ وفلان يحرُق عليك الأُرَّمَ غَيظاً ؛ قال الشاعر : نُبِّئْتُ أحْماء سُلَيْمى إنما باتُوا غِضاباً ، يَحْرُقون الأُرَّما وسَحابٌ حَرِقٌ أي شديد البرْقِ . وفَرس حُراقُ العَدْوِ إذا كان يحتَرِقُ في عَدْوه . والحارِقةُ : العصَبةُ التي تَجْمع بين رأْس الفخذ والوَرِك ؛ وقيل : هي عصبة متصلة بين وابلَتَي الفخذ والعَضُد التي تدور في صدَفة الورك والكتف ، فإذا انفصلت لم تلتئم أبداً ، يقال عندها حُرِقَ الرجل فهو مَحْروق ، وقيل : الحارقةُ في الخُرْبة عصبة تُعلِّق الفخذ بالورك وبها يمشي الإنسان ، وقيل : الحارِقَتانِ عصَبتان في رؤوس أعالي الفخذين في أَطرافها ثم تدخلان في نُقْرتي الوركين ملتزقتين نابتتين في النقرتين فيهما مَوْصِل ما بين الفخذين والورك ، وإذا زالت الحارقةُ عَرِجَ الذي يُصيبه ذلك ، وقيل : الحارقة عصبة أَو عِرْق في الرِّجل ، وحَرِقَ حَرَقاً وحُرِقَ حَرْقاً : انقطعت حارقته . الأَزهري : ابن الأَعرابي الحارقة العصبة التي تكون في الورك ، فإذا انقطعت مشى صاحبها على أَطراف أَصابعه لايستطيع غير ذلك ، قال : وإذا مشى على أَطراف أصابعه اختياراً فهو مُكتامٌ ؛ وقد اكْتامَ الراعي على أطراف أصابعه .. . (* كذا بياض بالأصل .) أن يريد أن ينال أطراف الشجر بعصاه ليَهُشً بها على غنمه ؛ وأنشد للراجز يصف راعَّياً : تَراهُ ، تحتَ الفَننِ الوَريقِ ، يَشُولُ بالمِحْجَنِ كالمَحْرُوق ؟
قال ابن سيده :، قال ابن الأَعرابي أخبر أنه يقوم على أطراف أصابعه حتى يتناول الغصن فيُميله إلى إبله ، يقول : فهو يرفع رجله ليتناول الغُصن البعيد منه فيَجْذِبه ؛ وقال الجوهري في تفسيره : يقول إنه يقوم على فَرْد رجل يتطاول للأَفنان ويجتذبها بالمحجن فينفُضها للإبل كأنه مَحْروق . والحَرَقُ في الناسِ والإبل : انقطاع الحارقة . ورجل حَرِقٌ : أكثر من مَحْروق ؛ وبعير مَحْروقٌ : أكثر من حَرِقٍ ، واللغتان في كل واحد من هذين النوعين فصيحتان . والحارقةُ أيضاً : عصَبة أو عِرْق في الرِّجل ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ قال الجوهري : والمَحروق الذي انقطعت حارقته ، ويقال : الذي زال وَرِكُه ؛ قال آخر : همُ الغِرْبانُ في حُرُماتِ جارٍ ، وفي الأَدْنَيْنَ حُرَّاقُ الوُرُوكِ يقول : إذا نزل بهم جار ذو حُرمة أكلوا ماله كالغراب الذي لا يَعاف الدَّبعر ولا القَذَر ، وهم في الظُّلم والجَنَف على أدانِيهم كالمَحروق الذي يمشي مُتجانِفاً ويَزهَد في مَعُونتهم والذبِّ عنهم . والحَرْقُوَةُ : أعلى الحَلق أو اللَّهاة . وحَرِقَ الشعرُ حَرَقاً ، فهو حَرِقٌ : قَصُر فلم يطل أو انقطع ؛ قال أبو كَبير الهُذلي : ذَهَبَت بَشاشَته فأَصْبَح خامِلاً ، حَرِقَ المَفارِقِ كالبُراءِ الأَعْفَرِ البُراء : البُرايةُ وهي النُّحاتةُ ، والأَعفرُ : الأَبيضُ الذي تعلوه حُمرة . وحَرِقَ ريش الطائر ، فهو حَرِقٌ : انْحصّ ؛ قال عنترة يصف غراباً : حَرِقُ الجَناحِ ، كأنَّ لَحْيَيْ رأسِه جَلَمانِ ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ والحَرَقُ في الناصيةِ : كالسّفى ، والفعلُ كالفعل . وحَرِقَت اللِّحية فهي حَرِقةٌ : قصُر شعر ذقَنها عن شعر العارِضين . أبو عبيد : إذا انقطع الشعر ونَسَل قيل حَرِق يحرَقُ ، وهو حَرِق ، وفي الصحاح : فهو حَرِقُ الشعر والجناح ؛ قال الطِّرمّاح يصف غراباً : شَنِجُ النِّسا حَرِقُ الجَناح كأنَّه ، في الدَّارِ إثْرَ الظَّاعِنينَ ، مُقَيَّدُ وحَرَقَ الحديدَ بالمِبْرَد يحْرُقه ويَحْرِقُه حَرْقاً وحَرَّقه : بردَه وحَكَّ بعضَه ببعض . وفي التنزيل : لنُحَرِّقَنّه (* قوله « وفي التنزيل لنحرقنه إلخ » كذا بالأصل مضبوطاً . وعبارة زاده على البيضاوي : والعامة على ضم النون وكسر الراء مشدّدة من حرقه يحرقه ، بالتشديد ، بمعنى أحرقه بالنار ، وشدّد للكثرة زالمبالغة ، أو برده بالمبرد على أن يكون من حرق الشيء يحرقه ويحرقه ، بضم الراء وكسرها ، إذا برده بالمبرد ، ويؤيد الإحتمال الأول قراءة لنحرقنه بضم النون وسكون الحاء وكسر الراء من الاحراق ، ويعضد الثاني قراءة لنحرقنه بفتح النون وكسر الراء وضمها خفيفة أي لنبردنه اهـ . فتلخص أن فيه أربع قراءات ). وقرئ لنُحَرِّقَنَّه ولنَحْرُقَنَّه ، وهما سواء في المعنى ؛ قال الفراء : من قرأ لنحرُقنّه لنَبْرُدَنَّه بالحديد بَرْداً من حرَقْتُه أحْرُقه حَرْقاً ؛ وأنشد المُفَضَّل لعامر بن شَقِيق الضَّبي : بذِي فَرْقَيْنِ ، يَومَ بنو حَبيبٍ نُيوبَهُم علينا يَحْرُقُون ؟
قال : وقرأ علي ، كرم الله وجهه : لنحرُقنًه أي لنبرُدَنًه . وفي الحديث : أنه نهى عن حَرْق النواة ؛ هو بَرْدها بالمِبرد . يقال : حرَقه المِحْرقِ أي برده به ؛ ومنه القراءة لنُحَرِّقَنَّه ، ويجوز أن يكون أراد إحراقها بالنار ، وإنما نهى عنه إكراماً للنخلة أو لأن النوى قُوتُ الدَّواجِن في الحديث . ابن سيده : وحرّقه مكثّرة عن حَرَقه كما ذهب إليه الزجاج من أنّ لنُّحَرِّقَنَّه بمعنى لنبرُدنَّه مرة بعد مرة ، لأن الجوهر المبرود لا يحتمل ذلك ، وبهذا ردّ عليه الفارسي قوله . والحِرْقُ والحُراقُ والحِراقُ والحَرُوقُ ، كله : الكُشُّ الذي يُلْقَح به النخل ، أعني بالكُشّ الشِّمْراخَ الذي يؤخذ من الفحل فيُدَسُّ في الطَّلْعة . والحارِقةُ من النساء : التي تُكثر سَبَّ جارتِها . والحارِقةُ والحارُوق من النساء : الضيّقةُ الفرج . ابن الأَعرابي : وامرأة حارِقةٌ ضيّقة المَلاقي ، وقيل : هي التي تَغْلِبها الشهوة حتى تَحْرُقَ أنيابَها بعضها على بعض أي تحُكّها ، يقول : عليكم بها (* قوله « يقول عليكم بها » كذا بالأصل هنا ، وأورده ابن الأثير في تفسير حديث الامام علي : خير النساء الحارقة ، وفي رواية : كذبتكم الحارقة .) ومنه الحديث : وجدْتُها حارِقةً طارِقةً فائقةً . وفي حديث الفتح : دخلَ مكةَ وعليه عمامة سَوداء حَرَقانِيّةٌ ؛ جاء في التفسير أنها السوداء ولا يُدرَى ما أصلُه ؛ قال الزمخشري : هي التي على لون ما أحرقته النار كأنها منسوبة بزيادة الأَلف والنون إلى الحرَق ، بفتح الحاء والراء ، قال : ويقال الحَرْقُ بالنار والحَرَقُ معاً . والحَرَقُ من الدّقِّ : الذي يَعْرِض للثوب عند دقّه ، محرك لا غير ؛ ومنه حديث عمر بن عبد العزيز : أراد أن يَستبدل بعُمَّاله لِما رأى من إبطائهم فقال : أمّا عَدِيُّ بن أرْطاة فإنما غرَّني بِعمامته الحَرَقانِيَّة السوداء . وفي حديث عليّ ، كرم الله وجهه : خير النساء الحارِقةُ ؛ وقال ثعلب : الحارقة هي التي تُقام على أربع ، قال : وقال علي ، رضي الله عنه : ما صَبَر على الحارِقةِ إلا أسماء بنتُ عُمَيْسٍ ؛ هذا قول ثعلب . قال ابن سيده : وعندي أنّ الحارقة في حديث علي ، كرم الله وجهه ، هذا إنما هو اسم لهذا الضّرْب من الجماع . والمُحارَقةُ : المُباضَعةُ على الجَنب ؛ قال الجوهري : المُحارَقة المُجامَعة . وروي عن علي أنه ، قال : كذَبَتْكم الحارقة ما قام لي بها إلا أسماء بنت عُميس ، وقال بعضهم : الحارقةُ الإبْراكُ ؛ قال الأَزهري في هذا المكان : وأما قول جرير : أَمَدَحْتَ ، ويْحَكَ مِنْقَراً أَن ألزَقُوا بالحارِقَيْنِ ، فأرْسَلُوها تَظْلَعُ ولم يقل في تفسيره شيئاً . وروي عن علي ، عليه السلام ، أنه ، قال : عليكم بالحارقة من النساء فما ثبت لي منهن إلا أسماء ؛ قال الأَزهري : كأنه ، قال عليكم بهذا الضرب من الجماع معهن . قال والحارقةُ من السُبع اسم له . قال ابن سيده : والحارقة السبع . ابن الأَعرابي : الحَرْق الأَكل المُسْتَقْصى . والحُرْقُ : الغَضابى من الناس . وحَرَقَ الرجلُ إذا (* قوله « وحرق الرجل كذا إلخ » كذا ضبط في الأصل بفتح الراء ولعله بضمها كما هو المعروف في أفعال السجايا .) ساء خُلقُه . والحُرْقَتانِ : تَيْمٌ وسَعد ابنا قَيْسِ بن ثَعْلبة بن عُكابةَ بن صَعْب وهما رَهط الأَعشى ؛
قال : عجبتُ لآلِ الحُرْقَتَيْنِ ، كأنّما رأوْني نَفِيّاً من إيادٍ وتُرْخُمِ وحَراقٌ وحُرَيْقٌ وحُرَيْقاء : أسماء . وحُرَيْقٌ : ابن النعمان بن المنذر ، وحُرَقةُ : بنته ؛
قال : نُقْسِمُ باللهِ : نُسْلِمُ الحَلَقَهْ ، ولا حُرَيْقاً ، وأخْتَه الحُرَقَهْ قوله نسلم أي لا نُسلم . والحُرَقةُ أيضاً : حيّ من العرب ، وكذلك الحَرُوقةُ . والمُحَرّقةُ : بلد . "
المعجم: لسان العرب
حرم
" الحِرْمُ ، بالكسر ، والحَرامُ : نقيض الحلال ، وجمعه حُرُمٌ ؛ قال الأَعشى : مَهادي النَّهارِ لجاراتِهِمْ ، وبالليل هُنَّ عليهمْ حُرُمْ وقد حَرُمَ عليه الشيء حُرْماً وحَراماً وحَرُمَ الشيءُ ، بالضم ، حُرْمَةً وحَرَّمَهُ الله عليه وحَرُمَتِ الصلاة على المرأة حُرُماً وحُرْماً ، وحَرِمَتْ عليها حَرَماً وحَراماً : لغة في حَرُمَت . الأَزهري : حَرُمَت الصلاة على المرأة تَحْرُمُ حُروماً ، وحَرُمَتِ المرأةُ على زوجها تَحْرُمُ حُرْماً وحَراماً ، وحَرُمَ عليه السَّحورُ حُرْماً ، وحَرِمَ لغةٌ . والحَرامُ : ما حَرَّم اللهُ . والمُحَرَّمُ : الحَرامُ . والمَحارِمُ : ما حَرَّم اللهُ . ومَحارِمُ الليلِ : مَخاوِفُه التي يَحْرُم على الجَبان أَن يسلكها ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد : مَحارِمُ الليل لهُنَّ بَهْرَجُ ، حين ينام الوَرَعُ المُحَرَّجُ (* قوله « المحرج » كذا هو بالأصل والصحاح ، وفي المحكم ؛ المزلج كمعظم ). ويروى : مخارِمُ الليل أَي أَوائله . وأَحْرَمَ الشيء : جَعله حَراماً . والحَريمُ : ما حُرِّمَ فلم يُمَسَّ . والحَريمُ : ما كان المُحْرِمون يُلْقونه من الثياب فلا يَلْبَسونه ؛
قال : كَفى حَزَناً كَرِّي عليه كأَنه لَقىً ، بين أَيْدي الطائفينَ ، حَريمُ الأَزهري : الحَريمُ الذي حَرُمَ مسه فلا يُدْنى منه ، وكانت العرب في الجاهلية إذا حَجَّت البيت تخلع ثيابها التي عليها إذا دخلوا الحَرَمَ ولم يَلْبسوها ما داموا في الحَرَم ؛ ومنه قول الشاعر : لَقىً ، بين أَيدي الطائفينَ ، حَريمُ وقال المفسرون في قوله عز وجل : يا بني آدم خذوا زينَتكم عند كل مَسْجد ؛ كان أَهل الجاهلية يطوفون بالبيت عُراةً ويقولون : لا نطوف بالبيت في ثياب قد أَذْنَبْنا فيها ، وكانت المرأة تطوف عُرْيانَةً أَيضاً إلاّ أنها كانت تَلْبَس رَهْطاً من سُيور ؛ وقالت امرأة من العرب : اليومَ يَبْدو بعضُه أَو كلُّهُ ، وما بَدا منه فلا أُْحِلُّهُ تعني فرجها أَنه يظهر من فُرَجِ الرَّهْطِ الذي لبسته ، فأَمَرَ اللهُ عز وجل بعد ذكره عُقوبة آدمَ وحوّاء بأَن بَدَتْ سَوْآتُهما بالإستتار فقال : يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ؛ قال الأَزهري : والتَّعَرِّي وظهور السوءة مكروه ، وذلك مذ لَدُنْ آدم . والحَريمُ : ثوب المُحْرم ، وكانت العرب تطوف عُراةً وثيابُهم مطروحةٌ بين أَيديهم في الطواف . وفي الحديث : أَن عِياضَ بن حِمار المُجاشِعيّ كان حِرْميَّ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فكان إذا حج طاف في ثيابه ؛ كان أشراف العرب الذي يتَحَمَّسونَ على دينهم أَي يتشدَّدون إذا حَج أحدهم لم يأكل إلاّ طعامَ رجلٍ من الحَرَم ، ولم يَطُفْ إلاَّ في ثيابه فكان لكل رجل من أَشرافهم رجلٌ من قريش ، فيكون كل واحدٍ منهما حِرْمِيَّ صاحبه ، كما يقال كَرِيٌّ للمُكْري والمُكْتَري ، قال : والنَّسَبُ في الناس إلى الحَرَمِ حِرْمِيّ ، بكسر الحاء وسكون الراء . يقال : رجل حِرْمِيّ ، فإذا كان في غير الناس ، قالوا ثوب حَرَمِيّ . وحَرَمُ مكة : معروف وهو حَرَمُ الله وحَرَمُ رسوله . والحَرَمانِ : مكة والمدينةُ ، والجمع أَحْرامٌ . وأَحْرَمَ القومُ : دخلوا في الحَرَمِ . ورجل حَرامٌ : داخل في الحَرَمِ ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث ، وقد جمعه بعضهم على حُرُمٍ . والبيت الحَرامُ والمسجد الحَرامُ والبلد الحَرام . وقوم حُرُمٌ ومُحْرِمون . والمُحْرِمُ : الداخل في الشهر الحَرام ، والنَّسَبُ إلى الحَرَم حِرْمِيٌّ ، والأُنثى حِرْمِيَّة ، وهو من المعدول الذي يأتي على غير قياس ، قال المبرد : يقال امرأة حِرْمِيَّة وحُرْمِيَّة وأَصله من قولهم : وحُرْمَةُ البيت وحِرْمَةُ البيت ؛ قال الأَعشى : لا تأوِيَنَّ لحِرْمِيٍّ مَرَرْتَ به ، بوماً ، وإنْ أُلْقِيَ الحِرْميُّ في النار وهذا البيت أَورده ابن سيده في المحكم ، واستشهد به ابن بري في أَماليه على هذه الصورة ، وقال : هذا البيت مُصَحَّف ، وإنما هو : لا تَأوِيَنَّ لِجَرْمِيٍّ ظَفِرْتَ به ، يوماً ، وإن أُلْقِيَ الجَرْميُّ في النّار الباخِسينَ لِمَرْوانٍ بذي خُشُبٍ ، والدَّاخِلين على عُثْمان في الدَّار وشاهد الحِرْمِيَّةِ قول النابغة الذبياني : كادَتْ تُساقِطُني رَحْلي ومِيثَرَتي ، بذي المَجازِ ، ولم تَحْسُسْ به نَغَما من قول حِرْمِيَّةٍ ، قالت ، وقد ظَعنوا : هل في مُخْفِّيكُمُ مَنْ يَشْتَري أَدَما ؟ وقال أَبو ذؤيب : لَهُنَّ نَشيجٌ بالنَّشيلِ ، كأَنها ضَرائرُ حِرْميٍّ تفاحشَ غارُه ؟
قال الأَصمعي : أَظنه عَنى به قُرَيْشاً ، وذلك لأَن أَهل الحَرَمِ أَول من اتخذ الضرائر ، وقالوا في الثوب المنسوب إليه حَرَمِيّ ، وذلك للفرق الذي يحافظون عليه كثيراً ويعتادونه في مثل هذا . وبلد حَرامٌ ومسجد حَرامٌ وشهر حرام . والأَشهُر الحُرُمُ أَربعة : ثلاثة سَرْدٌ أَي متتابِعة وواحد فَرْدٌ ، فالسَّرْدُ ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمُحَرَّمُ ، والفَرْدُ رَجَبٌ . وفي التنزيل العزيز : منها أَربعة حُرُمٌ ؛ قوله منها ، يريد الكثير ، ثم ، قال : فلا تَظْلِموا فيهنَّ أَنفسكم لما كانت قليلة . والمُحَرَّمُ : شهر الله ، سَمَّتْه العرب بهذا الإسم لأَنهم كانوا لا يستَحلُّون فيه القتال ، وأُضيف إلى الله تعالى إعظاماً له كما قيل للكعبة بيت الله ، وقيل : سمي بذلك لأَنه من الأشهر الحُرُمِ ؛ قال ابن سيده : وهذا ليس بقوي . الجوهري : من الشهور أَربعة حُرُمٌ كانت العرب لا تستحل فيها القتال إلا حَيّان خَثْعَم وطَيِّءٌ ، فإنهما كانا يستَحِلاَّن الشهور ، وكان الذين يَنْسؤُون الشهور أَيام المواسم يقولون : حَرّمْنا عليكم القتالَ في هذه الشهور إلاَّ دماء المُحِلِّينَ ، فكانت العرب تستحل دماءهم خاصة في هذه الشهور ، وجمع المُحَرَّم مَحارِمُ ومَحاريمُ ومُحَرَّماتٌ . الأَزهري : كانت العرب تُسَمِّي شهر رجب الأَصَمَّ والمُحَرَّمَ في الجاهلية ؛
وأَنشد شمر قول حميد بن ثَوْر : رَعَيْنَ المُرارَ الجَوْنَ من كل مِذْنَبٍ ، شهورَ جُمادَى كُلَّها والمُحَرَّم ؟
قال : وأَراد بالمُحَرَّمِ رَجَبَ ، وقال :، قاله ابن الأَعرابي ؛ وقال الآخر : أَقَمْنا بها شَهْرَيْ ربيعٍ كِليهما ، وشَهْرَيْ جُمادَى ، واسْتَحَلُّوا المُحَرَّما وروى الأَزهري بإسناده عن أُم بَكْرَةَ : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، خَطَبَ في صِحَّته فقال : أَلا إنَّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض ، السَّنَة اثنا عشر شهراً ، منها أَربعة حُرُمٌ ، ثلاثةٌ مُتَوالِياتٌ : ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمحَرَّمُ ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادَى وشعبان . والمُحَرَّم : أَول الشهور . وحَرَمَ وأَحْرَمَ : دخل في الشهر الحرام ؛
قال : وإذْ فَتَكَ النُّعْمانُ بالناس مُحْرِماً ، فَمُلِّئَ من عَوْفِ بن كعبٍ سَلاسِلُهْ فقوله مُحْرِماً ليس من إحْرام الحج ، ولكنه الداخل في الشهر الحَرامِ . والحُرْمُ ، بالضم : الإحْرامُ بالحج . وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : كنت أُطَيِّبُه ، صلى الله عليه وسلم ، لحِلِّهِ ولِحُرْمِه أَي عند إِحْرامه ؛ الأَزهري : المعنى أَنها كانت تُطَيِّبُه إذا اغْتسل وأَراد الإِحْرام والإهْلالَ بما يكون به مُحْرِماً من حج أَو عمرة ، وكانت تُطَيِّبُه إذا حَلّ من إحْرامه ؛ الحُرْمُ ، بضم الحاء وسكون الراء : الإحْرامُ بالحج ، وبالكسر : الرجل المُحْرِمُ ؛ يقال : أَنتَ حِلّ وأَنت حِرْمٌ . والإِحْرامُ : مصدر أَحْرَمَ الرجلُ يُحْرِمُ إحْراماً إذا أَهَلَّ بالحج أَو العمرة وباشَرَ أَسبابهما وشروطهما من خَلْع المَخِيط ، وأَن يجتنب الأشياء التي منعه الشرع منها كالطيب والنكاح والصيد وغير ذلك ، والأَصل فيه المَنْع ، فكأنَّ المُحْرِم ممتنع من هذه الأَشياء . ومنه حديث الصلاة : تَحْرِيمُها التكبير ، كأن المصلي بالتكبير والدخول في الصلاة صار ممنوعاً من الكلام والأَفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأَفعالِها ، فقيل للتكبير تَحْرِيمٌ لمنعه المصلي من ذلك ، وإنما سميت تكبيرَة الإحْرام أَي الإِحرام بالصلاة . والحُرْمَةُ : ما لا يَحِلُّ لك انتهاكه ، وكذلك المَحْرَمَةُ والمَحْرُمَةُ ، بفتح الراء وضمها ؛ يقال : إن لي مَحْرُماتٍ فلا تَهْتِكْها ، واحدتها مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ ، يريد أن له حُرُماتٍ . والمَحارِمُ : ما لا يحل إستحلاله . وفي حديث الحُدَيْبية : لا يسألوني خُطَّةً يعَظِّمون فيها حُرُماتِ الله إلا أَعْطيتُهم إياها ؛ الحُرُماتُ جمع حُرْمَةٍ كظُلْمَةٍ وظُلُماتٍ ؛ يريد حُرْمَةَ الحَرَمِ ، وحُرْمَةَ الإحْرامِ ، وحُرْمَةَ الشهر الحرام . وقوله تعالى : ذلك ومن يُعَظِّمْ حُرُماتِ الله ؛ قال الزجاج : هي ما وجب القيامُ به وحَرُمَ التفريطُ فيه ، وقال مجاهد : الحُرُماتُ مكة والحج والعُمْرَةُ وما نَهَى الله من معاصيه كلها ، وقال عطاء : حُرُماتُ الله معاصي الله . وقال الليث : الحَرَمُ حَرَمُ مكة وما أَحاط إلى قريبٍ من الحَرَمِ ، قال الأَزهري : الحَرَمُ قد ضُرِبَ على حُدوده بالمَنار القديمة التي بَيَّنَ خليلُ الله ، عليه السلام ، مشَاعِرَها وكانت قُرَيْش تعرفها في الجاهلية والإسلام لأَنهم كانوا سُكان الحَرَمِ ، ويعملون أَن ما دون المَنارِ إلى مكة من الحَرَمِ وما وراءها ليس من الحَرَمِ ، ولما بعث الله عز وجل محمداً ، صلى الله عليه وسلم ، أَقرَّ قُرَيْشاً على ما عرفوه من ذلك ، وكتب مع ابن مِرْبَعٍ الأَنصاري إلى قريش : أَن قِرُّوا على مشاعركم فإنكم على إرْثٍ من إرْثِ إبراهيم ، فما كان دون المنار ، فهو حَرَم لا يحل صيده ولا يُقْطَع شجره ، وما كان وراء المَنار ، فهو من الحِلّ يحِلُّ صيده إذا لم يكن صائده مُحْرِماً . قال : فإن ، قال قائل من المُلْحِدين في قوله تعالى : أَوَلم يَرَوْا أَنَّا جعلنا حَرَماً آمناً ويُتَخَطَّف الناس من حولهم ؛ كيف يكون حَرَماً آمناً وقد أُخِيفوا وقُتلوا في الحَرَمِ ؟ فالجواب فيه أَنه عز وجل جعله حَرَماً آمناً أَمراً وتَعَبُّداً لهم بذلك لا إخباراً ، فمن آمن بذلك كَفَّ عما نُهِي عنه اتباعاً وانتهاءً إلى ما أُمِرَ به ، ومن أَلْحَدَ وأَنكر أَمرَ الحَرَمِ وحُرْمَتَهُ فهو كافر مباحُ الدمِ ، ومن أَقَرَّ وركب النهيَ فصاد صيد الحرم وقتل فيه فهو فاسق وعليه الكفَّارة فيما قَتَلَ من الصيد ، فإن عاد فإن الله ينتقم منه . وأَما المواقيت التي يُهَلُّ منها للحج فهي بعيدة من حدود الحَرَمِ ، وهي من الحلّ ، ومن أَحْرَمَ منها بالحج في الأَشهر الحُرُمِ فهو مُحْرِمٌ مأْمور بالانتهاء ما دام مُحْرِماً عن الرَّفَثِ وما وراءَه من أَمر النساء ، وعن التَّطَيُّبِ بالطيبِ ، وعن لُبْس الثوب المَخيط ، وعن صيد الصيد ؛ وقال الليث في قول الأَعشى : بأَجْيادِ غَرْبيِّ الصَّفا والمُحَرَّم ؟
قال : المُحَرَّمُ هو الحَرَمُ . وتقول : أَحْرَمَ الرجلُ ، فهو مُحْرِمٌ وحَرامٌ ، ورجل حَرامٌ أَي مُحْرِم ، والجمع حُرُم مثل قَذالٍ وقُذُلٍ ، وأَحْرَم بالحج والعمرة لأَنه يَحْرُم عليه ما كان له حَلالاً من قبلُ كالصيد والنساء . وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في الإحْرام بالإِهلال ، وأَحْرَمَ إذا صار في حُرَمِه من عهد أَو ميثاق هو له حُرْمَةٌ من أَن يُغار عليه ؛ وأََما قول أُحَيْحَة أَنشده ابن الأَعرابي : قَسَماً ، ما غيرَ ذي كَذِبٍ ، أَن نُبيحَ الخِدْن والحُرَمَه (* قوله « أن نبيح الخدن » كذا بالأصل ، والذي في نسختين من المحكم : أن نبيح الحصن ). قال ابن سيده : فإني أَحسب الحُرَمَةَ لغة في الحُرْمَةِ ، وأَحسن من ذلك أَن يقول والحُرُمَة ، بضم الراء ، فتكون من باب طُلْمة وظُلُمَةٍ ، أَو يكون أَتبع الضم الضم للضرورة كما أتبع الأَعشى الكسر الكسر أَيضاً فقال : أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنْفاسَها ، وقد تُكْرَهُ الحربُ بعد السِّلِمْ إلاَّ أن قول الأَعشى قد يجوز أَن يَتَوَجَّه على الوقف كما حكاه سيبويه من قولهم : مررت بالعِدِلْ . وحُرَمُ الرجلِ : عياله ونساؤه وما يَحْمِي ، وهي المَحارِمُ ، واحدتها مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمة مَحْرُمة . ورَحِمٌ مَحْرَمٌ : مُحَرَّمٌ تَزْويجُها ؛
قال : وجارةُ البَيْتِ أَراها مَحْرَمَا كما بَراها الله ، إلا إنما مكارِهُ السَّعْيِ لمن تَكَرَّمَا كما بَراها الله أَي كما جعلها . وقد تَحَرَّمَ بصُحْبته ؛ والمَحْرَمُ : ذات الرَّحِم في القرابة أَي لا يَحِلُّ تزويجها ، تقول : هو ذو رَحِمٍ مَحْرَمٍ ، وهي ذاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ ؛ الجوهري : يقال هو ذو رَحِمٍ منها إذا لم يحل له نكاحُها . وفي الحديث : لا تسافر امرأة إلا مع ذي مَحْرَمٍ منها ، وفي رواية : مع ذي حُرْمَةٍ منها ؛ ذو المَحْرَمِ : من لا يحل له نكاحها من الأَقارب كالأب والإبن والعم ومن يجري مجراهم . والحُرْمَة : الذِّمَّةُ . وأَحْرَمَ الرجلُ ، فهو مُحْرِمٌ إذا كانت له ذمة ؛ قال الراعي : قَتَلوا ابنَ عَفّان الخليفةَ مُحْرِماً ، ودَعا فلم أَرَ مثلَهُ مَقْتولا ويروى : مَخْذولا ، وقيل : أَراد بقوله مُحْرِماً أَنهم قتلوه في آخر ذي الحِجَّةِ ؛ وقال أَبو عمرو : أَي صائماً . ويقال : أَراد لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يوقِعُ به فهو مُحْرِمٌ . الأزهري : روى شمر لعُمَرَ أَنه ، قال الصيام إحْرامٌ ، قال : وإنما ، قال الصيامُ إحْرام لامتناع الصائم مما يَثْلِمُ صيامَه ، ويقال للصائم أَيضاً مُحْرِمٌ ؛ قال ابن بري : ليس مُحْرِماً في بيت الراعي من الإحْرام ولا من الدخول في الشهر الحَرام ، قال : وإنما هو مثل البيت الذي قبله ، وإنما يريد أَن عثمان في حُرْمةِ الإسلام وذِمَّته لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يُوقِعُ به ، ويقال للحالف مُحْرِمٌ لتَحَرُّمِه به ، ومنه قول الحسن في الرجل يُحْرِمُ في الغضب أَي يحلف ؛ وقال الآخر : قتلوا كِسْرى بليلٍ مُحْرِماً ، غادَرُوه لم يُمَتَّعْ بكَفَنْ يريد : قَتَلَ شِيرَوَيْهِ أَباه أَبْرَوَيْز بنَ هُرْمُزَ . الأَزهري : الحُرْمة المَهابة ، قال : وإذا كان بالإنسان رَحِمٌ وكنا نستحي مه قلنا : له حُرْمَةٌ ، قال : وللمسلم على المسلم حُرْمةٌ ومَهابةٌ . قال أَبو زيد : يقال هو حُرْمَتُك وهم ذَوو رَحِمِه وجارُه ومَنْ يَنْصره غائباً وشاهداً ومن وجب عليه حَقُّه . ويقال : أَحْرَمْت عن الشيء إذا أَمسكتَ عنه ، وذكر أَبو القاسم الزجاجي عن اليزيدي أَنه ، قال : سألت عمي عن قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : كلُّ مُسْلم عن مسلم مُحْرِمٌ ، قال : المُحْرِمُ الممسك ، معناه أَن المسلم ممسك عن مال المسلم وعِرْضِهِ ودَمِهِ ؛
وأَنشد لمِسْكين الدارميّ : أَتتْني هَناتٌ عن رجالٍ ، كأَنها خَنافِسُ لَيْلٍ ليس فيها عَقارِبُ أَحَلُّوا على عِرضي ، وأَحْرَمْتُ عنهُمُ ، وفي اللهِ جارٌ لا ينامُ وطالِب ؟
قال : وأَنشد المفضل لأَخْضَرَ بن عَبَّاد المازِنيّ جاهليّ : لقد طال إعْراضي وصَفْحي عن التي أُبَلَّغُ عنكْم ، والقُلوبُ قُلوبُ وطال انْتِظاري عَطْفَةَ الحِلْمِ عنكمُ ليَرْجِعَ وُدٌّ ، والمَعادُ قريبُ ولستُ أَراكُمْ تُحْرِمونَ عن التي كرِهْتُ ، ومنها في القُلوب نُدُوبُ فلا تأمَنُوا مِنّي كَفاءةَ فِعْلِكُمْ ، فيَشْمَتَ قِتْل أَو يُساءَ حبيبُ ويَظْهَرَ مِنّاً في المَقالِ ومنكُُمُ ، إذا ما ارْتَمَيْنا في المَقال ، عُيوبُ ويقال : أَحْرَمْتُ الشيء بمعنى حَرَّمْتُه ؛ قال حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ : إلى شَجَرٍ أَلْمَى الظِّلالِ ، كأنها رواهِبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوب ؟
قال : والضمير في كأنها يعود على رِكابٍ تقدم ذكرها . وتَحَرَّم منه بحُرْمَةٍ : تَحَمّى وتَمَنَّعَ . وأََحْرَمَ القومُ إذا دخلوا في الشهر الحَرامِ ؛ قال زهير : جَعَلْنَ القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَهُ ، وكم بالقَنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمة لا تُهْتَكُ ؛
وأَنشد بيت زهير : وكم بالقنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ أي ممن يَحِلُّ قتالُه وممن لا يَحِلُّ ذلك منه . والمُحْرِمُ : المُسالمُ ؛ عن ابن الأَعرابي ، في قول خِداش بن زهير : إذا ما أصابَ الغَيْثُ لم يَرْعَ غَيْثَهمْ ، من الناس ، إلا مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ هكذا أَنشده : أَصاب الغَيْثُ ، برفع الغيث ، قال ابن سيده : وأَراها لغة في صابَ أَو على حذف المفعول كأنه إذا أَصابَهُم الغَيثُ أَو أَصاب الغيث بلادَهُم فأَعْشَبَتْ ؛
وأَنشده مرة أُخرى : إذا شَرِبوا بالغَيْثِ والمُكافِلُ : المُجاوِرُ المُحالِفُ ، والكَفيلُ من هذا أُخِذَ . وحُرْمَةُ الرجل : حُرَمُهُ وأَهله . وحَرَمُ الرجل وحَريمُه : ما يقاتِلُ عنه ويَحْميه ، فجمع الحَرَم أَحْرامٌ ، وجمع الحَريم حُرُمٌ . وفلان مُحْرِمٌ بنا أَي في حَريمنا . تقول : فلان له حُرْمَةٌ أَي تَحَرَّمَ بنا بصحبةٍ أَو بحق وذِمَّةِ . الأَزهري : والحَريمُ قَصَبَةُ الدارِ ، والحَريمُ فِناءُ المسجد . وحكي عن ابن واصل الكلابي : حَريم الدار ما دخل فيها مما يُغْلَقُ عليه بابُها وما خرج منها فهو الفِناءُ ، قال : وفِناءُ البَدَوِيِّ ما يُدْرِكُهُ حُجْرَتُه وأَطنابُهُ ، وهو من الحَضَرِيّ إذا كانت تحاذيها دار أُخرى ، ففِناؤُهما حَدُّ ما بينهما . وحَريمُ الدار : ما أُضيف إليها وكان من حقوقها ومَرافِقها . وحَريمُ البئر : مُلْقى النَّبِيثَة والمَمْشى على جانبيها ونحو ذلك ؛ الصحاح : حَريم البئر وغيرها ما حولها من مَرافقها وحُقوقها . وحَريمُ النهر : مُلْقى طينه والمَمْشى على حافتيه ونحو ذلك . وفي الحديث : حَريمُ البئر أَربعون ذراعاً ، هو الموضع المحيط بها الذي يُلْقى فيه ترابُها أَي أَن البئر التي يحفرها الرجل في مَواتٍ فَحريمُها ليس لأَحد أَن ينزل فيه ولا ينازعه عليها ، وسمي به لأَنه يَحْرُمُ منع صاحبه منه أَو لأَنه مُحَرَّمٌ على غيره التصرفُ فيه . الأَزهري : الحِرْمُ المنع ، والحِرْمَةُ الحِرْمان ، والحِرْمانُ نَقيضه الإعطاء والرَّزْقُ . يقال : مَحْرُومٌ ومَرْزوق . وحَرَمهُ الشيءَ يَحْرِمُهُ وحجَرِمَهُ حِرْماناً وحِرْماً (* قوله « وحرماً » أي بكسر فسكون ، زاد في المحكم : وحرماً ككتف ) وحَريماً وحِرْمَةً وحَرِمَةً وحَريمةً ، وأَحْرَمَهُ لغةٌ ليست بالعالية ، كله : منعه العطيّة ؛ قال يصف امرأة : وأُنْبِئْتُها أَحْرَمَتْ قومَها لتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ آخَرِينا أَي حَرَّمَتْهُم على نفسها . الأَصمعي : أَحْرَمَتْ قومها أَي حَرَمَتْهُم أَن ينكحوها . وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : كل مُسلمٍ عن مسلم مُحْرِمٌ أَخَوانِ نَصيرانِ ؛ قال أَبو العباس :، قال ابن الأَعرابي يقال إنه لمُحْرِمٌ عنك أَي يُحَرِّمُ أَذاكَ عليه ؛ قال الأَزهري : وهذا بمعنى الخبر ، أَراد أَنه يَحْرُمُ على كل واحد منهما أَن يُؤْذي صاحبَهُ لحُرْمة الإسلام المانِعَتِه عن ظُلْمِه . ويقال : مُسلم مُحْرِمٌ وهو الذي لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يُوقِعُ به ، يريد أَن المسلم مُعْتَصِمٌ بالإسلام ممتنع بحُرْمتِهِ ممن أَراده وأَراد ماله . والتَّحْرِيمُ : خلاف التَّحْليل . ورجل مَحْروم : ممنوع من الخير . وفي التهذيب : المَحْروم الذي حُرِمَ الخيرَ حِرْماناً . وقوله تعالى : في أَموالهم حقٌّ معلوم للسائل والمَحْروم ؛ قيل : المَحْروم الذي لا يَنْمِي له مال ، وقيل أَيضاً : إِنه المُحارِفُ الذي لا يكاد يَكْتَسِبُ . وحَرِيمةُ الربِّ : التي يمنعها من شاء من خلقه . وأَحْرَمَ الرجلَ : قَمَرَه ، وحَرِمَ في اللُّعبة يحْرَمُ حَرَماً : قَمِرَ ولم يَقْمُرْ هو ؛
وأَنشد : ورَمَى بسَهْمِ حَريمةٍ لم يَصْطَدِ ويُخَطُّ خَطٌّ فيدخل فيه غِلمان وتكون عِدَّتُهُمْ في خارج من الخَطّ فيَدْنو هؤلاء من الخط ويصافحُ أَحدُهم صاحبَهُ ، فإن مسَّ الداخلُ الخارجَ فلم يضبطه الداخلُ قيل للداخل : حَرِمَ وأَحْرَمَ الخارِجُ الداخلَ ، وإن ضبطه الداخلُ فقد حَرِمَ الخارِجُ وأَحْرَمَه الداخِلُ . وحَرِمَ الرجلُ حَرماً : لَجَّ ومَحَكَ . وحَرِمَت المِعْزَى وغيرُها من ذوات الظِّلْف حِراماً واسْتحْرَمَتْ : أَرادت الفحل ، وما أَبْيَنَ حِرْمَتَها ، وهي حَرْمَى ، وجمعها حِرامٌ وحَرامَى ، كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه فَعْلَى التي لها فَعْلانُ نحو عَجْلان وعَجْلَى وغَرْثان وغَرْثى ، والاسم الحَرَمةُ والحِرمةُ ؛ الأَول عن اللحياني ، وكذلك الذِّئْبَةُ والكلبة وأكثرها في الغنم ، وقد حكي ذلك في الإبل . وجاء في بعض الحديث : الذين تقوم عليهم الساعةُ تُسَلَّطُ عليهم الحِرْمَةُ أَي الغُلْمَةُ ويُسْلَبُون الحياءَ ، فاسْتُعْمِل في ذكور الأَناسِيِّ ، وقيل : الإسْتِحْرامُ لكل ذات ظِلْفٍ خاصةً . والحِرْمَةُ ، بالكسر : الغُلْمةُ . قال ابن الأثير : وكأنها بغير الآدمي من الحيوان أَخَصُّ . وقوله في حديث آدم ، عليه السلام : إنه اسْتَحْرَمَ بعد موت ابنه مائةَ سنةٍ لم يَضْحَكْ ؛ هو من قولهم : أَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمَةٍ لا تهْتَكُ ، قال : وليس من اسْتِحْرام الشاة . الجوهري : والحِرْمةُ في الشاء كالضَّبْعَةِ في النُّوقِ ، والحِنَاء في النِّعاج ، وهو شهوة البِضاع ؛ يقال : اسْتَحْرَمَت الشاةُ وكل أُنثى من ذوات الظلف خاصةً إذا اشتهت الفحل . وقال الأُمَوِيُّ : اسْتَحْرَمتِ الذِّئبةُ والكلبةُ إذا أَرادت الفحل . وشاة حَرْمَى وشياه حِرامٌ وحَرامَى مثل عِجالٍ وعَجالى ، كأَنه لو قيل لمذكَّرِهِ لَقِيل حَرْمانُ ، قال ابن بري : فَعْلَى مؤنثة فَعْلان قد تجمع على فَعالَى وفِعالٍ نحو عَجالَى وعِجالٍ ، وأَما شاة حَرْمَى فإنها ، وإن لم يستعمل لها مذكَّر ، فإنها بمنزلة ما قد استعمل لأَن قياس المذكر منه حَرْمانُ ، فلذلك ، قالوا في جمعه حَرامَى وحِرامٌ ، كم ؟
قالوا عَجالَى وعِجالٌ . والمُحَرَّمُ من الإبل مثل العُرْضِيِّ : وهو الذَّلُول الوَسَط (* قوله « وهو الذلول الوسط » ضبطت الطاء في القاموس بضمة ، وفي نسختين من المحكم بكسرها ولعله أقرب للصواب ) الصعبُ التَّصَرُّفِ حين تصَرُّفِه . وناقة مُحَرَّمةٌ : لم تُرَضْ ؛ قال الأَزهري : سمعت العرب تقول ناقة مُحَرَّمَةُ الظهرِ إذا كانت صعبةً لم تُرَضْ ولم تُذَلَّْلْ ، وفي الصحاح : ناقة مُحَرَّمةٌ أَي لم تَتِمَّ رياضتُها بَعْدُ . وفي حديث عائشة : إنه أَراد البَداوَة فأَرسل إليَّ ناقة مُحَرَّمةً ؛ هي التي لم تركب ولم تُذَلَّل . والمُحَرَّمُ من الجلود : ما لم يدبغ أَو دُبغ فلم يَتَمَرَّن ولم يبالغ ، وجِلد مُحَرَّم : لم تتم دِباغته . وسوط مُحَرَّم : جديد لم يُلَيَّنْ بعدُ ؛ قال الأَعشى : تَرَى عينَها صَغْواءَ في جنبِ غَرْزِها ، تُراقِبُ كَفِّي والقَطيعَ المُحَرَّما وفي التهذيب : في جنب موقها تُحاذر كفِّي ؛ أَراد بالقَطيع سوطه . قال الأَزهري : وقد رأَيت العرب يُسَوُّون سياطَهم من جلود الإبل التي لم تدبغ ، يأخذون الشَّريحة العريضة فيقطعون منها سُيوراً عِراضاً ويدفنونها في الثَّرَى ، فإذا نَدِيَتْ ولانت جعلوا منها أَربع قُوىً ، ثم فتلوها ثم علَّقوها من شِعْبَي خشبةٍ يَرْكُزونها في الأَرض فتُقِلُّها من الأَرض ممدودةً وقد أَثقلوها حتى تيبس . وقوله تعالى : وحِرْم على قرية أهلكناها أَنهم لا يرجعون ؛ روى قَتادةُ عن ابن عباس : معناه واجبٌ عليها إذا هَلَكَتْ أن لا ترجع إلى دُنْياها ؛ وقال أَبو مُعاذٍ النحويّ : بلغني عن ابن عباس أَنه قرأَها وحَرمَ على قرية أَي وَجَب عليها ، قال : وحُدِّثْت عن سعيد بن جبير أَنه قرأَها : وحِرْمٌ على قرية أَهلكناها ؛ فسئل عنها فقال : عَزْمٌ عليها . وقال أَبو إسحق في قوله تعالى : وحرامٌ على قرية أَهلكناها ؛ يحتاج هذا إلى تَبْيين فإنه لم يُبَيَّنْ ، قال : وهو ، والله أَعلم ، أَن الله عز وجل لما ، قال : فلا كُفْرانَ لسعيه إنا له كاتبون ، أَعْلَمنا أَنه قد حَرَّمَ أعمال الكفار ، فالمعنى حَرامٌ على قرية أَهلكناها أَن يُتَقَبَّل منهم عَمَلٌ ، لأَنهم لا يرجعون أَي لا يتوبون ؛ وروي أَيضاً عن ابن عباس أَنه ، قال في قوله : وحِرْمٌ على قرية أَهلكناها ، قال : واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنه لا يرجع منهم راجع أَي لا يتوب منهم تائب ؛ قال الأَزهري : وهذا يؤيد ما ، قاله الزجاج ، وروى الفراء بإسناده عن ابن عباس : وحِرْمٌ ؛ قال الكسائي : أَي واجب ، قال ابن بري : إنما تَأَوَّلَ الكسائي وحَرامٌ في الآية بمعنى واجب ، لتسلم له لا من الزيادة فيصير المعنى عند واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنهم لا يرجعون ، ومن جعل حَراماً بمعنى المنع جعل لا زائدة تقديره وحَرامٌ على قرية أَهلكناها أَنهم يرجعون ، وتأويل الكسائي هو تأْويل ابن عباس ؛ ويقوّي قول الكسائي إن حَرام في الآية بمعنى واجب قولُ عبد الرحمن بن جُمانَةَ المُحاربيّ جاهليّ : فإنَّ حَراماً لا أَرى الدِّهْرَ باكِياً على شَجْوِهِ ، إلاَّ بَكَيْتُ على عَمْرو وقرأ أَهل المدينة وحَرامٌ ، قال الفراء : وحَرامٌ أَفشى في القراءة . وحَرِيمٌ : أَبو حَيّ . وحَرامٌ : اسم . وفي العرب بُطون ينسبون إلى آل حَرامٍ (* قوله « إلى آل حرام » هذه عبارة المحكم وليس فيها لفظ آل ) بَطْنٌ من بني تميم وبَطْنٌ في جُذام وبطن في بكر بن وائل . وحَرامٌ : مولى كُلَيْبٍ . وحَريمةُ : رجل من أَنجادهم ؛ قال الكَلْحَبَةُ اليَرْبوعيّ : فأَدْرَكَ أَنْقاءَ العَرَادةِ ظَلْعُها ، وقد جَعَلَتْني من حَريمةَ إصْبَعا وحَرِيمٌ : اسم موضع ؛ قال ابن مقبل : حَيِّ دارَ الحَيِّ لا حَيَّ بها ، بِسِخالٍ فأُثالٍ فَحَرِمْ والحَيْرَمُ : البقر ، واحدتها حَيْرَمة ؛ قال ابن أَحمر : تَبَدَّلَ أُدْماً من ظِباءٍ وحَيْرَم ؟
قال الأَصمعي : لم نسمع الحَيْرَمَ إلا في شعر ابن أَحمر ، وله نظائر مذكورة في مواضعها . قال ابن جني : والقولُ في هذه الكلمة ونحوها وجوبُ قبولها ، وذلك لما ثبتتْ به الشَّهادةُ من فَصاحة ابن أَحمر ، فإما أَن يكون شيئاً أَخذه عمن نَطَقَ بلغة قديمة لم يُشارَكْ في سماع ذلك منه ، على حدّ ما قلناه فيمن خالف الجماعة ، وهو فصيح كقوله في الذُّرَحْرَح الذُّرَّحْرَحِ ونحو ذلك ، وإما أَن يكون شيئاً ارتجله ابن أَحمر ، فإن الأَعرابي إذا قَوِيَتْ فصاحتُه وسَمَتْ طبيعتُه تصرَّف وارتجل ما لم يسبقه أَحد قبله ، فقد حكي عن رُؤبَة وأَبيه : أَنهما كانا يَرْتَجِلان أَلفاظاً لم يسمعاها ولا سُبِقا إليها ، وعلى هذا ، قال أَبو عثمان : ما قِيس على كلام العَرَب فهو من كلام العرب . ابن الأَعرابي : الحَيْرَمُ البقر ، والحَوْرَمُ المال الكثير من الصامِتِ والناطق . والحِرْمِيَّةُ : سِهام تنسب إلى الحَرَمِ ، والحَرَمُ قد يكون الحَرامَ ، ونظيره زَمَنٌ وزَمانٌ . وحَريمٌ الذي في شعر امرئ القيس : اسم رجل ، وهو حَريمُ بن جُعْفِيٍّ جَدُّ الشُّوَيْعِر ؛ قال ابن بري يعني قوله : بَلِّغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَني ، عَمْدَ عَيْنٍ ، قَلَّدْتُهُنَّ حَريما وقد ذكر ذلك في ترجمة شعر . والحرَيمةُ : ما فات من كل مَطْموع فيه . وحَرَمَهُ الشيء يَحْرِمُه حَرِماً مثل سَرَقَه سَرِقاً ، بكسر الراء ، وحِرْمَةً وحَريمةً وحِرْماناً وأَحْرَمَهُ أَيضاً إذا منعه إياه ؛ وقال يصف إمرأة : ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قَوْمَها لتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ آخَرِينا (* قوله « ونبئتها » في التهذيب : وأنبئتها ؟
قال ابن بري : وأَنشد أَبو عبيد شاهداً على أَحْرَمَتْ بيتين متباعد أَحدهما من صاحبه ، وهما في قصيدة تروى لشَقِيق بن السُّلَيْكِ ، وتروى لابن أَخي زِرّ ابن حُبَيْشٍ الفقيه القارئ ، وخطب امرأَة فردته فقال : ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قومها لتَنكِح في معشرٍ آخَرينا فإن كنتِ أَحْرَمْتِنا فاذْهَبي ، فإن النِّساءَ يَخُنَّ الأَمينا وطُوفي لتَلْتَقِطي مِثْلَنا ، وأُقْسِمُ باللهِ لا تَفْعَلِينا فإمّا نَكَحْتِ فلا بالرِّفاء ، إذا ما نَكَحْتِ ولا بالبَنِينا وزُوِّجْتِ أَشْمَطَ في غُرْبة ، تُجََنُّ الحَلِيلَة منه جُنونا خَليلَ إماءٍ يُراوِحْنَهُ ، وللمُحْصَناتِ ضَرُوباً مُهِينا إذا ما نُقِلْتِ إلى دارِهِ أَعَدَّ لظهرِكِ سوطاً مَتِينا وقَلَّبْتِ طَرْفَكِ في مارِدٍ ، تَظَلُّ الحَمامُ عليه وُكُونا يُشِمُّكِ أَخْبَثَ أَضْراسِه ، إذا ما دَنَوْتِ فتسْتَنْشِقِينا كأَن المَساويكَ في شِدْقِه ، إذا هُنَّ أُكرِهن ، يَقلَعنَ طينا كأَنَّ تَواليَ أَنْيابِهِ وبين ثَناياهُ غِسْلاً لَجِينا أَراد بالمارِدِ حِصْناً أَو قَصراً مما تُُعْلى حيطانُه وتُصَهْرَجُ حتى يَمْلاسَّ فلا يقدر أَحد على ارتقائه ، والوُكُونُ : جمع واكِنٍ مثل جالس وجُلوسٍ ، وهي الجاثِمة ، يريد أَن الحمام يقف عليه فلا يُذْعَرُ لارتفاعه ، والغِسْل : الخطْمِيُّ ، واللَّجِينُ : المضروب بالماء ، شبَّه ما رَكِبَ أَسنانَه وأنيابَِ من الخضرة بالخِطميّ المضروب بالماء . والحَرِمُ ، بكسر الراء : الحِرْمانُ ؛ قال زهير : وإنْ أَتاه خليلٌ يوم مَسْأَلةٍ يقولُ : لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ وإنما رَفَعَ يقولُ ، وهو جواب الجزاء ، على معنى التقديم عند سيبويه كأَنه ، قال : يقول إن أَتاه خليل لا غائب ، وعند الكوفيين على إضمار الفاء ؛ قال ابن بري : الحَرِمُ الممنوع ، وقيل : الحَرِمُ الحَرامُ . يقال : حِرْمٌ وحَرِمٌ وحَرامٌ بمعنى . والحَريمُ : الـصديق ؛ يقال : فلان حَريمٌ صَريح أَي صَديق خالص . قال : وقال العُقَيْلِيُّونَ حَرامُ الله لا أَفعلُ ذلك ، ويمينُ الله لا أَفعلُ ذلك ، معناهما واحد . قال : وقال أَبو زيد يقال للرجل : ما هو بحارِم عَقْلٍ ، وما هو بعادِمِ عقل ، معناهما أَن له عقلاً . الأزهري : وفي حديث بعضهم إذا اجتمعت حُرْمتانِ طُرِحت الصُّغْرى للكُبْرى ؛ قال القتيبي : يقول إذا كان أَمر فيه منفعة لعامَّة الناس ومَضَرَّةٌ على خاصّ منهم قُدِّمت منفعة العامة ، مثال ذلك : نَهْرٌ يجري لشِرْب العامة ، وفي مَجْراه حائطٌ لرجل وحَمَّامٌ يَضُرُّ به هذا النهر ، فلا يُتْرَكُ إجراؤه من قِبَلِ هذه المَضَرَّة ، هذا وما أَشبهه ، قال : وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : في الحَرامِ كَفَّارةُ يمينٍ ؛ هو أَن يقول حَرامُ الله لا أَفعلُ كما يقول يمينُ اللهِ ، وهي لغة العقيلِييّن ، قال : ويحتمل أَن يريد تَحْريمَ الزوجة والجارية من غير نية الطلاق ؛ ومنه قوله تعالى : يا أَيها النبي لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ الله لك ، ثم ، قال عز وجل : قد فرض الله لكم تَحِلَّةَ أَيْمانِكم ؛ ومنه حديث عائشة ، رضي الله عنها : آلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، من نسائه وحَرَّمَ فجعل الحَرامَ حلالاً ، تعني ما كان حَرّمهُ على نفسه من نسائه بالإيلاء عاد فأَحَلَّهُ وجعل في اليمين الكفارةَ . وفي حديث عليّ (* قوله « وفي حديث عليّ إلخ » عبارة النهاية : ومنه حديث عليّ إلخ ) في الرجل يقول لامرأته : أَنتِ عليَّ حَرامٌ ، وحديث ابن عباس : من حَرّمَ امرأَته فليس بشيءٍ ، وحديثه الآخر : إذا حَرَّمَ الرجل امرأَته فهي يمينٌ يُكَفِّرُها . والإحْرامُ والتَّحْريمُ بمعنى ؛ قال يصف بعيراً : له رِئَةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهرِهِ ، فما فيه للفُقْرَى ولا الحَجِّ مَزْعَم ؟
قال ابن بري : الذي رواه ابن وَلاَّد وغيره : له رَبَّة ، وقوله مَزْعَم أَي مَطْمع . وقوله تعالى : للسائل والمَحْرُوم ؛ قال ابن عباس : هو المُحارِف . أَبو عمرو : الحَرُومُ الناقة المُعْتاطةُ الرَّحِمِ ، والزَّجُومُ التي لا تَرْغُو ، والخَزُوم المنقطعة في السير ، والزَّحُوم التي تزاحِمُ على الحوض . والحَرامُ : المُحْرِمُ . والحَرامُ : الشهر الحَرامُ . وحَرام : قبيلة من بني سُلَيْمٍ ؛ قال الفرزدق : فَمَنْ يَكُ خائفاً لأذاةِ شِعْرِي ، فقد أَمِنَ الهجاءَ بَنُو حَرامِ وحَرَام أَيضاً : قبيلة من بني سعد بن بكر . والتَّحْرِيمُ : الصُّعوبة ؛ قال رؤبة : دَيَّثْتُ من قَسْوتِهِ التَّحرِيما يقال : هو بعير مُحَرَّمٌ أَي صعب . وأَعرابيّ مُحَرَّمٌ أَي فصيح لم يخالط الحَضَرَ . وقوله في الحديث : أَما عَلِمْتَ أَن الصورة مُحَرَّمةٌ ؟ أَي مُحَرَّمَةُ الضربِ أَو ذات حُرْمةٍ ، والحديث الآخر : حَرَّمْتُ الظلمَ على نفسي أَي تَقَدَّسْتُ عنه وتعالَيْتُ ، فهو في حقه كالشيء المُحَرَّم على الناس . وفي الحديث الآخر : فهو حَرامٌ بحُرمة الله أَي بتحريمه ، وقيل : الحُرْمةُ الحق أَي بالحق المانع من تحليله . وحديث الرضاع : فَتَحَرَّمَ بلبنها أَي صار عليها حَراماً . وفي حديث ابن عباس : وذُكِرَ عنده قولُ عليٍّ أَو عثمان في الجمع بين الأَمَتَيْن الأُختين : حَرَّمَتْهُنَّ آيةٌ وأَحَلَّتْهُنَّ آيةٌ ، فقال : يُحَرِّمُهُنَّ عليَّ قرابتي منهن ولا يُحرِّمُهُنَّ قرابةُ بعضهن من بعض ؛ قال ابن الأَثير : أَراد ابن عباس أَن يخبر بالعِلَّة التي وقع من أجلها تَحْريمُ الجمع بين الأُختين الحُرَّتَين فقال : لم يقع ذلك بقرابة إحداهما من الأخرى إذ لو كان ذلك لم يَحِلَّ وطءُ الثانية بعد وطء الأولى كما يجري في الأُمِّ مع البنت ، ولكنه وقع من أجل قرابة الرجل منهما فَحُرمَ عليه أَن يجمع الأُختَ إلى الأُخت لأَنها من أَصْهاره ، فكأَن ابن عباس قد أَخْرَجَ الإماءَ من حكم الحَرائر لأَنه لا قرابة بين الرجل وبين إمائِه ، قال : والفقهاء على خلاف ذلك فإنهم لا يجيزون الجمع بين الأُختين في الحَرائر والإماء ، فالآية المُحَرِّمةُ قوله تعالى : وأَن تجمعوا بين الأُختين إلاَّ ما قد سلف ، والآية المُحِلَّةُ قوله تعالى : وما مَلكتْ أَيْمانُكُمْ . "