أخامَتِ الدابةُ : قامت على ثلاثٍ وثَنَتْ الرابعة وأبقت طرفها على الأرض . يقال : أخام الرجلُ والدابةُ إحدى رِجْلَيْه أو في إحدى رجليه . و أخامَتِ الخيمةَ نصبها .
أخمص(المعجم الرائد)
أخمص - ج ، أخامص 1 - أخمص من القدم : باطنها : الذي لا يصيب الأرض . 2 - أخمص من البدن : وسطه .
أرجه و أخاه (المعجم كلمات القران)
أخّر أمر عقوبتهما و لا تعجل سورة : الاعراف ، آية رقم : 111
أرجه و أخاه (المعجم كلمات القران)
- انظر التحليل و التفسير المفصل
أخِرْ أمرهما و لا تعجل بعقوبتهما سورة : الشعراء ، آية رقم : 36
آوى إليه أخاه (المعجم كلمات القران)
- انظر التحليل و التفسير المفصل
ضمّ إليه أخاه الشّقيق بنيامين سورة : يوسف ، آية رقم : 69
أَخامَ (المعجم المعجم الوسيط)
أَخامَ الفَرَسُ ، ونحوُه : رفع إحدى يَدَيْه أو رجليه على طَرَف حافِره . و أَخامَ إحدى يَدَيْه أو رجْليه : رَفَعَهَا على طرف حافِره .
أَخام (المعجم الرائد)
أخام - إخامة 1 - أخام الخيمة : نصبها . 2 - أخام الفرس : قام على ثلاث قوائم .
أخا(المعجم لسان العرب)
" الأَخُ من النسَب : معروف ، وقد يكون الصديقَ والصاحِبَ ، والأَخا ، مقصور ، والأَخْوُ لغتان فيهِ حكاهما ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد لخُليجٍ الأَعْيَويّ : قد قلتُ يوماً ، والرِّكابُ كأَنها قَوارِبُ طَيْرٍ حان منها وُرُودُها لأَخْوَيْنِ كانا خيرَ أَخْوَيْن شِيمةً ، وأَسرَعه في حاجة لي أُريدُها حمَل أَسْرَعه على معنى خَيْرَ أَخْوَين وأَسرَعه كقوله : شَرّ يَوْمَيْها وأَغْواهُ لها وهذا نادرٌ . وأَما كراع فقال : أَخْو ، بسكون الخاء ، وتثنيته أَخَوان ، بفتح الخاء ؛ قال ابن سيده : ولا أَدري كيف هذا . قال ابن بري عند قوله تقول في التثنية أَخَوان . قال : ويَجيء في الشعر أَخْوان ، وأَنشد بيت خُلَيْج أَيضاً : لأَخْوَيْن كانا خيرَ أَخْوَين . التهذيب : الأَخُ الواحد ، والاثنان أَخَوان ، والجمع إِخْوان وإِخْوة . الجوهري : الأَخُ أَصله أَخَوٌ ، بالتحريك ، لأَنه جُمِع على آخاءٍ مثل آباء ، والذاهب منه واوٌ لأَنك تقول في التثنية أَخَوان ، وبعض العرب يقول أَخانِ ، على النقْص ، ويجمع أَيضاً على إِخْوان مثل خَرَب وخِرْبان ، وعلى إِخْوةٍ وأُخْوةٍ ؛ عن الفراء . وقد يُتَّسَع فيه فيُراد به الاثنان كقوله تعالى : فإِن كان له إِخْوةٌ ؛ وهذا كقولك إِنَّا فعلنا ونحن فعلنا وأَنتُما اثنان . قال ابن سيده : وحكى سيبويه لا أَخا ، فاعْلَمْ ، لكَ ، فقوله فاعْلم اعتراض بين المضاف والمضاف إِليه ، كذا الظاهر ، وأَجاز أَبو علي أَن يكون لك خبراً ويكون أَخا مقصوراً تامّاً غير مضاف كقولك لا عَصا لك ، والجمع من كل ذلك أَخُونَ وآخاءٌ وإِخْوانٌ وأُخْوان وإِخْوة وأُخوة ، بالضم ؛ هذا قول أَهل اللغة ، فأَما سيبويه فالأُخْوة ، بالضم ، عنده اسم للجمع وليس بِجَمْع ، لأَن فَعْلاً ليس مما يكسَّر على فُعْلة ، ويدل على أَن أَخاً فَعَلَ مفتوحة العين جمعهم إِيَّاها على أَفْعال نحو آخاء ؛ حكاه سيبويه عن يونس ؛
وأَنشد أَبو علي : وَجَدْتُم بَنيكُم دُونَنا ، إِذْ نُسِبْتُمُ ، وأَيٌّ بَني الآخاء تَنْبُو مَناسِبُهْ ؟ وحكى اللحياني في جمعه أُخُوَّة ، قال : وعندي أَنه أُخُوّ على مثال فُعُول ، ثم لحقت الهاء لتأْنيث الجمع كالبُعُولةِ والفُحُولةِ . ولا يقال أَخو وأَبو إِلاّ مُضافاً ، تقول : هذا أَخُوك وأَبُوك ومررت بأَخِيك وأَبيك ورأَيت أَخاكَ وأَباكَ ، وكذلك حَموك وهَنُوك وفُوك وذو مال ، فهذه الستة الأَسماء لا تكون موحَّدة إِلاَّ مضافة ، وإِعرابُها في الواو والياء والأَلِف لأَن الواو فيها وإِن كانت من نفْس الكلمة ففيها دليل على الرفع ، وفي الياء دليل على الخفض ، وفي الأَلف دليل على النصْب ؛ قال ابن بري عند قوله لا تكون موحَّدة إِلاّ مضافة وإِعرابُها في الواو والياء والأَلِف ، قال : ويجوز أَن لا تضاف وتُعْرب بالحرَكات نحو هذا أَبٌ وأَخٌ وحَمٌ وفَمٌ ما خلا قولهم ذو مالٍ فإِنه لا يكون إِلاَّ مضافاً ، وأَما قوله عز وجل : فإِن كان له إِخْوةٌ فَلأُمِّه السُّدُسُ ، فإِنَّ الجمع ههنا موضوع موضِع الاثنين لأَن الاثنين يُوجِبان لها السدُس . والنسبةُ إِلى الأَخِ أَخَوِيّ ، وكذلك إِلى الأُخت لأَنك تقول أَخوات ، وكان يونس يقول أُخْتِيّ ، وليس بقياس . وقوله عز وجلّ : وإِخْوانُهُم يَمُدُّونَهم في الغَيِّ ؛ يعني بإِخوانهم الشياطين لأَن الكفار إِخوانُ الشياطين . وقوله : فإِخْوانكم في الدين أَي قد دَرَأَ عنهم إِيمانُهم وتوبتُِم إِثْمَ كُفْرهم ونَكْثِهم العُهودَ . وقوله عز وجل : وإِلى عادٍ أَخاهم هُوداً ؛ ونحوه ، قال الزجاج ، قيل في الأَنبياء أَخوهم وإِن كانوا كَفَرة ، لأَنه إِنما يعني أَنه قد أَتاهم بشَر مثلهم من وَلَد أَبيهم آدم ، عليه السلام ، وهو أَحَجُّ ، وجائز أَن يكون أَخاهم لأَنه من قومهم فيكون أَفْهَم لهم بأَنْ يأْخذوه عن رجُل منهم . وقولهم : فلان أَخُو كُرْبةٍ وأَخُو لَزْبةٍ وما أَشبه ذلك أَي صاحبها . وقولهم : إِخْوان العَزاء وإِخْوان العَمل وما أَشبه ذلك إِنما يريدون أَصحابه ومُلازِمِيه ، وقد يجوز أَن يَعْنوا به أَنهم إِخْوانه أَي إِخْوَتُه الذين وُلِدُوا معه ، وإِن لم يُولَد العَزاء ولا العمَل ولا غير ذلك من الأَغْراض ، غير أَنَّا لم نسمعهم يقولون إِخْوة العَزاء ولا إِخْوة العمَل ولا غيرهما ، إِنما هو إِخْوان ، ولو ، قالوه لجَاز ، وكل ذلك على المثَل ؛ قال لبيد : إِنَّما يَنْجَحُ إِخْوان العَمَلْ يعني من دَأَبَ وتحرَّك ولم يُقِمْ ؛ قال الراعي : على الشَّوْقِ إِخْوان العَزاء هَيُوجُ أَي الذين يَصْبِرُون فلا يَجْزَعون ولا يَخْشعون والذين هم أَشِقَّاء العمَل والعَزاء . وقالوا : الرُّمْح أَخوك وربما خانَك . وأَكثرُ ما يستعمل الإِخْوانُ في الأَصْدِقاء والإِخْوةُ في الوِلادة ، وقد جمع بالواو والنون ، قال عَقِيلُ بن عُلَّفَة المُرِّيّ : وكان بَنُو فَزارةَ شَرَّ قوم ، وكُنْتُ لهم كَشَرِّ بَني الأَخِين ؟
قال ابن بري : وصوابه : وكانَ بَنُو فَزارة شرَّ عَم ؟
قال : ومثله قول العبَّاس بن مِرْداس السلميّ : فقُلْنا : أَسْلموا ، إِنَّا أَخُوكُمْ ، فقد سَلِمَتْ من الإِحَنِ الصُّدورُ التهذيب : هُمُ الإِخْوةُ إِذا كانوا لأَبٍ ، وهم الإِخوان إِذا لم يكونوا لأَب . قال أَبو حاتم :، قال أَهلُ البَصْرة أَجمعون الإِخْوة في النسَب ، والإخْوان في الصداقة . تقول :، قال رجل من إِخواني وأَصْدِقائي ، فإِذا كان أَخاه في النسَب ، قالوا إِخْوَتي ، قال : وهذا غلَط ، يقال للأَصْدِقاء وغير الأَصْدِقاء إِخْوة وإِخْوان . قال الله عز وجل : إِنَّما المُؤْمنون إِخْوةٌ ، ولم يعنِ النسب ، وقال : أَو بُيُوتِ إِخْوانِكم ، وهذا في النسَب ، وقال : فإِخْوانُكم في الدين ومواليكمْ . والأُخْتُ : أُنثى الأَخِ ، صِيغةٌ على غير بناء المذكر ، والتاء بدل من الواو ، وزنها فَعَلَة فنقلوها إِلى فُعْل وأَلحَقَتْها التاءُ المُبْدَلة من لامِها بوزن فُعْل ، فقالوا أُخْت ، وليست التاء فيها بعلامة تأْنيث كما ظنَّ مَنْ لاخِبْرَة له بهذا الشأْن ، وذلك لسكون ما قبلها ؛ هذا مذهب سيبويه ، وهو الصحيح ، وقد نصَّ عليه في باب ما لا ينصرف فقال : لو سمَّيت بها رجلاً لصَرَفْتها مَعْرِفة ، ولو كانت للتأْنيث لما انصرف الاسم ، على أَن سيبويه قد تسمَّح في بعض أَلفاظه في الكتاب فقال هي علامة تأْنيث ، وإِنما ذلك تجوُّز منه في اللفظ لأَنه أَرْسَله غُفْلاً ، وقد قيَّده في باب ما لا ينصرف ، والأخْذُ بقوله المعلّل أَقْوى من الأَخْذ بقوله الغُفْل المُرْسَل ، ووجه تجوُّزه أَنه لمَّا كانت التاء لا تبدَل من الواو فيها إِلا مع المؤنث صارت كأَنها علامة تأْنيث ، وأَعني بالصيغة فيها بناءها على فُعْل وأَصلها فَعَل ، وإِبدال الواو فيها لازم لأَنَّ هذا عمل اختص به المؤنث ، والجمع أَخَوات . الليث : تاء الأُخْت أَصلُها هاء التأْنيث . قال الخليل : تأْنيث الأَخِ أُخْت ، وتاؤها هاء ، وأُخْتان وأَخَوات ، قال : والأَخُ كان تأْسِيس أَصل بنائه على فَعَل بثلاث متحرِّكات ، وكذلك الأَب ، فاستثقلوا ذلك وأَلْقَوُا الواو ، وفيها ثلاثة أَشياء : حَرْف وصَرْف وصَوْت ، فربَّما أَلْقَوُا الواو والياء بصرفها فأَبْقَوْا منها الصوْت فاعتَمد الصوْت على حركة ما قبله ، فإِن كانت الحركة فتحة صار الصوت منها أَلفاً لَيِّنة ، وإِن كانت ضمَّة صار معها واواً ليِّنَة ، وإِن كانت كسرة صار معها ياء لَيِّنة ، فاعتَمد صوْتُ واوِ الأَخِ على فتحة الخاء فصار معها أَلِفاً لَيِّنة أَخا وكذلك أَبا ، فأَما الأَلف الليِّنة في موضع الفتح كقولك أَخا وكذلك أَبا كأَلف رَبا وغَزا ونحو ذلك ، وكذلك أَبا ، ثم أَلْقَوا الأَلف استخفافاً لكثرة استعمالهم وبقيت الخاء على حركتها فجَرَتْ على وُجوه النحو لقِصَر الاسم ، فإِذا لم يُضِيفُوه قَوَّوْهُ بالتنوين ، وإِذا أَضافوا لم يَحْسُن التنوين في الإِضافة فَقَوَّوْهُ بالمدِّ فقالوا أَخو وأَخي وأَخا ، تقول أَخُوك أَخُو صِدْقٍ وأَخُوك أَخٌ صالحٌ ، فإِذا ثَنَّوْا ، قالوا أَخَوان وأَبَوان لأَن الاسم متحرِّك الحَشْو ، فلم تَصِرْ حركتُه خَلَفاً من الواو الساقِط كما صارت حركةُ الدالِ من اليَدِ وحركة الميم من الدَّمِ فقالوا دَمان ويَدان ؛ وقد جاء في الشعر دَمَيان كقول الشاعر : فلَوْ أَنَّا على حَجَرٍ ذُبِحْنا ، جَرى الدَّمَيان بالخَبَر اليَقِينِ وإِنما ، قال الدَّمَيان على الدَّمَا كقولك دَمِيَ وَجْهُ فلان أَشَدَّ الدَّما فحرَّك الحَشْو ، وكذلك ، قالوا أَخَوان . وقال الليث : الأُخْت كان حدُّها أَخَةً ، فصار الإِعراب على الهاء والخاء في موضع رفْع ، ولكنها انفتحت بِحال هاء التأْنيث فاعتَمدتْ عليه لأَنها لا تعتمد إِلا على حَرْف متحرِّك بالفتحة وأُسكنت الخاء فحوِّل صَرْفُها على الأَلف ، وصارتِ الهاء تاء كأَنها من أَصل الكلمة ووقعَ الإِعرابُ على التاء وأُلزمت الضمةُ التي كانت في الخاء الأَلفَ ، وكذلك نحوُ ذلك ، فافْهَمْ . وقال بعضهم : الأَخُ كان في الأَصل أَخْوٌ ، فحذفت الواوُ لأَنَّها وقعَتْ طَرَفاً وحرِّكت الخاءُ ، وكذلك الأَبُ كان في الأَصل أَبْوٌ ، وأمَّا الأُخْتُ فهي في الأَصل أَخْوة ، فحذِفت الواو كما حُذِفَتْ من الأَخِ ، وجُعِلتِ الهاءُ تاءً فنُقلَتْ ضمَّة الواو المحذوفة إِلى الأَلف فقيل أُخْت ، والواوُ أُختُ الضمَّة . وقال بعضُ النحويِّين : سُمِّي الأَخُ أَخاً لأَنَّ قَصْده قَصْد أَخيه ، وأَصله من وَخَى أَي قَصَد فقلبت الواو همزة . قال المبرّد : الأَبُ والأَخُ ذَهَبَ منهما الواوُ ، تقول في التثنية أَبَوانِ وأَخوانِ ، ولم يسَكِّنوا أَوائلهما لئلاَّ تدخُل أَلفُ الوَصْل وهي همزة على الهمزة التي في أَوائلهما كما فعلوا في الابْنِ والاسْمِ اللَّذَيْنِ بُنِيا على سكون أَوائلهما فَدَخَلَتْهما أَلفُ الوَصْل . الجوهري : وأُخْت بَيِّنة الأُخُوَّة ، وإِنما ، قالوا أُخْت ، بالضم ، ليدلّ على أَن الذاهِبَ منه واوٌ ، وصحَّ ذلك فيها دون الأَخِ لأَجل التاء التي ثَبَتَتْ في الوَصْل والوَقف كالاسْم الثلاثيّ . وقالوا : رَماه الله بلَيْلةٍ لا أُختَ لها ، وهي ليلة يَموت . وآخَى الرجلَ مُؤَاخاةً وإِخاءً ووخاءً . والعامَّة تقول وَاخاهُ ، قال ابن بري : حكى أَبو عبيد في الغَرِيب المصنَّف ورواه عن الزَّيْدِيِّين آخَيْتَ وواخَيتَ وآسَيْتَ ووَاسَيْتَ وآكَلْتَ وواكَلْتَ ، ووجه ذلك من جِهة القِياس هو حَمْل الماضي على المُسْتقبل إِذ كانوا يقولون يُواخِي ، بقلب الهمزة واواً على التخفيف ، وقيل : إِنَّ وَاخاهُ لغة ضعيفة ، وقيل : هي بدل . قال ابن سيده : وأَرَى الوِخاءَ عليها والاسم الأُخُوَّة ، تقول : بيني وبينه أُخوَّة وإِخاءٌ ، وتقول : آخَيْتُه على مثال فاعَلْته ، قال : ولغة طيِّء واخَيْته . وتقول : هذا رجل من آخائي بوزن أَفْعالي أَي من إِخواني . وما كنتَ أَخاً ولقد تأَخَّيْت وآخَيْت وأَخَوْت تَأْخُو أُخُوَّة وتآخَيا ، على تفاعَلا ، وتأَخَّيْت أَخاً أَي اتَّخَذْت أَخاً . وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، آخَى بين المُهاجرين والأَنصار أَي أَلَّف بينهم بأُخُوَّةِ الإِسلامِ والإِيمانِ . الليث : الإِخاءُ المُؤَاخاةُ والتأَخِّي ، والأُخُوَّة قَرابة الأَخِ ، والتأَخِّي اتّخاذُ الإِخْوان . وفي صفة أَبي بكر : لو كنتُ مُتَّخِذاً خليلاً لاتَّخَذت أَبا بكر خليلاً ، ولكن خُوَّة الإِسلام ؛ قال ابن الأَثير : كذا جاءَ في رواية ، وهِي لغة في الأُخُوَّة . وأَخَوْت عشرةً أَي كنت لهم أَخاً . وتأَخَّى الرجلَ : اتَّخذه أَخاً أَو دعاه أَخاً . ولا أَخا لَك بفلان أَي ليس لك بأَخٍ ؛ قال النَّابغة : وأَبْلغْ بني ذُبيان أَنْ لا أَخا لَهُمْ بعبْسٍ ، إِذا حَلُّوا الدِّماخَ فأَظْلَما وقوله : أَلا بَكَّرَ النَّاعِي بأَوْسِ بن خالدٍ ، أَخِي الشَّتْوَةِ الغَرَّاء والزَّمَن المَحْلِ وقول الآخر : أَلا هَلَك ابنُ قُرَّان الحَمِيدُ ، أَبو عمرو أَخُو الجُلَّى يَزِيد ؟
قال ابن سيده : قد يجوز أَن يعنيا بالأَخ هنا الذي يَكْفِيهما ويُعِينُ عليهما فيَعودُ إِلى معنى الصُّحْبة ، وقد يكون أَنهما يَفْعَلان فيهما الفِعْل الحسَن فَيُكْسِبانه الثناء والحَمْد فكأَنه لذلك أَخٌ لهما ؛ وقوله : والخَمْرُ ليستْ من أَخيك ولكنْ قد تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ فَسَّره ابن الأَعرابي فقال : معناه أنَّها ليستْ بمحابيَتِك فتكفَّ عنك بَأْسَها ، ولكنَّها تَنْمِي في رأْسِك ، قال : وعندي أَن أَخيك ههنا جمع أَخ لأَنَّ التَّبعِيض يقتضي ذلك ، قال : وقد يجوز أن يكون الأَخُ ههنا واحداً يُعْنى به الجمعُ كما يَقَعُ الصديقُ على الواحد والجمع . قال تعالى : ولا يسأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً يُبَصَّرونَهم ؛ وقال : دَعْها فما النَّحْوِيّ من صَدِيقِها ويقال : تركتهُ بأَخِي الخيَر أي تركتهُ بِشَرٍّ . وحكى اللحياني عن أَبي الدِّينار وأَبي زِىاد : القومُ بأَخِي الشَّرِّ أي بِشَرٍّ . وتأَخَّيْت الشيء : مثل تحَرَّيْتُه . الأَصمعي في قوله : لا أُكَلِّمُه إلا أَخا السِّرار أي مثل السِّرار . ويقال : لَقِي فلان أَخا الموت أَي مثل الموت ؛ وأَنشد : لقَدْ عَلِقَتْ كَفِّي عَسِيباً بِكَزَّةٍ صَلا آرِزٍ لاقَى أَخا الموتِ جاذِبُهْ وقال امرؤ القيس : عَشِيَّة جاوَزْنا حَماةَ ، وسَيْرُنا أَخُو الجَهْدِ لا يُلْوِي على مَن تَعذَّرا أي سَيرنُا جاهِدٌ . والأَرْزُ : الضِّيقُ والاكْتِناز . يقال : دخَلْت المسجد فكان مأْرَزاً أَي غاصّاً بأَهْلِه ؛ هذا كله من ذوات الألف ، ومن ذوات الياء الأَخِيَة والأَخِيَّةُ ، والآخِيَّة ، بالمدّ والتشديد ، واحدة الأَواخي : عُودٌ يُعَرَّض في الحائط ويُدْفَن طَرَفاه فيه ويصير وسَطه كالعُروة تُشدُّ إليه الدابَّة ؛ وقال ابن السكيت : هو أن يُدْفَن طَرَفا قِطْعَة من الحَبْل في الأَرض وفيه عُصَيَّة أو حُجَيْر ويظهر منه مثل عُرْوَةٍ تُشدُّ إليه الدابة ، وقيل : هو حَبْل يُدْفن في الأَرض ويَبْرُزُ طَرَفه فيشَدُّ به . قال أَبو منصور : سمعت بعضَ العرب يقول للحبْل الذي يُدْفَن في الأَرض مَثْنِيّاً ويَبْرُز طَرفاه الآخران شبه حلقة وتشدّ به الدابة آخِيَةٌ . وقال أَعرابي لآخر : أَخِّ لي آخِيَّة أَربُط إليها مُهْرِي ؛ وإنما تُؤَخَّى الآخِيَّةُ في سُهولةِ الأَرَضِين لأنها أَرْفق بالخَيل من الأَوتاد الناشزة عن الأَرض ، وهي أَثبت في الأرض السَّهْلة من الوَتِد . ويقال للأَخِيَّة : الإدْرَوْنُ ، والجمع الأَدارِين . وفي الحديث عن أَبي سعيد الخُدْرِي : مَثَلُ المؤمن والإيمان كمثَل الفَرس في آخِيَّتِه يحول ثم يرجع إلى آخِيَّته ، وإن المؤمن يَسْهو ثم يرجع إلى الإيمان ؛ ومعنى الحديث أَنه يبعُد عن رَبِّه بالذُّنوب ، وأَصلُ إيمانه ثابت ، والجمع أَخايَا وأَواخِيُّ مشدّداً ؛ والأَخايَا على غير قياس مثل خَطِيّة وخَطايا وعِلَّتُها كعلَّتِها . قال أبو عبيد : الأَخِيَّة العُرْوة تُشَدُّ بها الدابة مَثْنِيَّةً في الأرض . وفي الحديث : لا تَجْعَلوا ظهورَكم كأخايا الدوابِّ ، يعني في الصلاة ، أي لا تُقَوِّسُوها في الصلاة حتى تصير كهذه العُرى . ولفُلان عند الأمير آخِيَّةٌ ثابتة ، والفعل أخَّيْت آخِيَّة تأْخِيةً . قال : وتأَخَّيْتُ أنا اشتقاقُه من آخِيَّة العُود ، وهي في تقدير الفعل فاعُولة ، قال : ويقال آخِيَةٌ ، بالتخفيف ، ويقال : آخى فلان في فُلان آخِيَة فكَفَرَها إذا اصْطَنَعه وأَسدى إليه ؛ وقال الكُمَيْت : سَتَلْقَوْن ما آخِيّكُمْ في عَدُوِّكُم عليكم ، إذا ما الحَرْبُ ثارَ عَكُوبُها ما : صِلَةٌ ، ويجوز أن تكون ما بمعنى أيّ كأَنه ، قال سَتَلْقَوْن أيُّ شيء آخِيُّكم في عَدوِّكم . وقد أَخَّيْتُ للدابَّة تَأْخِيَة وتَأَخَّيْتُ الآخِيَّةَ . والأَخِيَّة لا غير : الطُّنُب . والأَخِيَّة أَيضاً : الحُرْمة والذِّمَّة ، تقول : لفلان أَواخِيُّ وأَسْبابٌ تُرْعى . وفي حديث عُمر : أَنه ، قال للعباس أَنت أَخِيَّةُ آباءِ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ؛ أَراد بالأَخِيَّةِ البَقِيَّةَ ؛ يقال : له عندي أَخِيَّة أيب ماتَّةٌ قَوِيَّةٌ ووَسِيلةٌ قَريبة ، كأنه أراد : أَنت الذي يُسْتَنَدُ إليه من أَصْل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ويُتَمَسَّك به . وقوله في حديث ابن عُمر : يتأَخَّى مُناخَ رسول الله أي يَتَحَرَّى ويَقْصِد ، ويقال فيه بالواو أيضاً ، وهو الأَكثر . وفي حديث السجود : الرجل يُؤخِّي والمرأَة تَحْتَفِزُ ؛ أَخَّى الرجلُ إذا جلس على قَدَمه اليُسرى ونَصَبَ اليُمْنى ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء في بعض كتب الغريب في حرف الهمزة ، قال : والرواية المعروفة إنما هو الرجل يُخَوِّي والمرأَة تَحْتَفِزُ . والتَّخْويةُ : أَن يُجافي بطنَه عن الأَرض ويَرْفَعَها . "
خمص(المعجم لسان العرب)
" الخَمْصانُ والخُمْصانُ : الجائعُ الضامرُ البطنِ ، والأُنثى خَمْصانةٌ وخُمْصانةٌ ، وجَمْعُها خِمَاصٌ ، ولم يجمعوه بالواو والنون ، وإِن دخلَت الهاءُ في مؤنثه ، حملاً له على فَعْلان الذي أُثناه فَعْلى لأَنه مثله في العِدّة والحركة والسكون ؛ وحكى ابن الأَعرابي : امرأَة خَمْصى وأَنشد للأَصم عبد اللّه بن رِبْعِيٍّ الدُّبَيْري : ما لِلّذي تُصْبي عجوزٌ لا صَبا ، سَريعةُ السُّخْطِ بَطِيئةُ الرِّضا مُبِينةُ الخُسْرانِ حينَ تُجْتَلى ، كأَن فاها مِيلغٌ فيه خُصى ، لكنْ فَتاةٌ طفْلة خَمْصى الحَشا ، عَزِيزةٌ تَنام نَوْماتِ الضُّحى مثلُ المَهاةِ خَذَلَت عن المَها والخَمَصُ : خَماصةُ البطن ، وهو دِقّةُ خِلْقتِه . ورجل خُمْصان وخَمِيصُ الحَشا أَي ضامر البطن . وقد خَمِصَ بطنُه يَخْمَصُ وخَمُصَ وخَمِصَ خَمْصاً وخَمَصاً وخَماصة . والخَميص : كالخُمْصانِ ، والأُنثى خَميصة . وامرأَة خَمِيصةُ البطن : خُمْصانةٌ ، وهُنّ خُمْصاناتٌ . وفي حديث جابر : رأَيت بالنبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ؛ خَمْصاً شديداً . ومنه الحديث : كالطير تَغْدُو خِمَاصاً وتَرُوحُ بِطاناً أَي تَغْدو بُكْرةً وهي جِيَاعٌ وتروح عِشاءً وهي مُمْتَلِئةُ الأَجوافِ ؛ ومنه الحديث الآخر : خِمَاصُ البُطونِ خِفاف الظهور أَي أَنهم أَعِفَّةٌ عن أَموال الناس ، فهم ضامرو البطون من أَكلها خِفافُ الظهورِ من ثِقلِ وِزْرِها . والمِخْماصُ : كالخَمِيص ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ : أَو مُغْزِل بالخَلِّ أَو بجُلَيَّةٍ ، تَقْرُو السِّلام بِشادِنٍ مِخْماصِ والخَمْصُ والخَمَصُ والمَخْمَصَة : الجوع ، وهو خَلاء البطن من الطعام جوعاً . والمَخْمَصة : المَجاعةُ ، وهي مصدرٌ مثل المَغْضَبَةِ والمَعْتَبةِ ، وقد خَمَصه الجوعُ خَمْصاً ومَخْمَصةً . والخَمْصةُ : الجَوْعة . يُقال : ليس البِطْنةُ خيراً من خَمْصةٍ تتبعها . وفلان خَمِيصُ البطنِ عن أَموال الناس أَي عَفِيفٌ عنها . ابن بري : والمَخامِيصُ خُمُصُ البطونِ لأَن كثرةَ الأَكل وعِظَمَ البطنِ مَعِيبٌ . والأَخْمَصُ : باطنُ القَدَم وما رَقَّ من أَسْفلها وتجافى عن الأَرض ، وقيل : الأَخْمَصُ خَصْرُ القدم . قال ثعلب : سأَلت ابن الأَعرابي عن قول عليّ ، كرم اللّه وجهه ، في الحديث كان رسولُ اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، خُمْصانَ الأَخْمَصَين ، فقال : إِذا كان خَمَصُ الأَخْمَصِ بِقَدْرٍ لم يرتفِع جدّاً ولم يستوِ أَسْفلُ القدمِ جِدّاً فهو أَحسنُ ما يكون ، فإِذا استوى أَو ارتفع جدّاً فهو ذمّ ، فيكون المعنى أَن أَخْمَصَه مُعْتدل الخَمَصِ . الأَزهري : الأَخْمَصُ من القدم الموضع الذي لا يَلْصَقُ بالأَرض منها عند الوطءِ . والخُمْصانُ : المبالِغُ منه ، أَي أَن ذلك الموضع من أَسْفلِ قدَمِه شديدُ التجافي عن الأَرض . الصحاح : الأَخْمَصُ ما دخل من باطن القدم فلم يُصِب الأَرض . والتَّخامُصُ : التجافي عن الشيء ؛ قال الشماخ : تَخامَصُ عن بَرْدِ الوِشاحِ ، إِذا مَشَتْ ، تَخامُصَ جافي الخيلِ في الأَمْعَزِ الوَجِي وتقول للرجل : تَخامَصْ للرجُلِ عن حَقِّه وتَجافَ له عن حَقِّه أَي أَعْطِه . وتَخامَصَ الليلُ تَخامُصاً إِذا رَقَّتْ ظُلْمتُه عند وقت السحَر ؛ قال الفرزدق : فما زِلْتُ حتى صعَّدَتْني حِبالُها إِليها ، ولَيْلي قد تَخامَصَ آخرُهْ والخَمْصةُ : بَطْنٌ من الأَرض صغيرٌ لَيّنُ المَوْطِئِ . أَبو زيد : والخَمَصُ الجُرْحُ . وخَمَصَ الجُرْحُ يَخْمُصُ خُموصاً وانْخَمَصَ ، بالخاء والحاء : ذهب ورَمُه كحَمَصَ وانْحَمَصَ ؛ حكاه يعقوب وعدّه في البدل ؛ قال ابن جني : لا تكون الخاء فيه بدلاً من الحاء ولا الحاء بدلاً من الخاء ، أَلا ترى أَن كل واحد من المثالين يتصرف في الكلام تصرُّفَ صاحبِه فليست لأَحدهما مَزِيَّةٌ من التصرُّف ؟ والعموم في الاستعمال يكون بها أَصلاً ليست لصاحبه . والخَمِيصةُ : بَرْنَكانٌ أَسْوَدُ مُعْلَم من المِرْعِزَّى والصُّوفِ ونحوه . والخَمِيصةُ : كساء أَسْودُ مُرَبَّع له عَلَمانِ فإِن لم يكن مُعْلماً فليس بخميصة ؛ قال الأَعشى : إِذا جُرِّدَتْ يوماً حَسِبْتَ خَمِيصةً عليها ، وجِرْيالَ النَّضِيرِ الدُّلامِصَا أَراد شعرها الأَسود ، شَبَّهه بالخَمِيصة والخَمِيصةُ سَوْداء ، وشبّه لونَ بَشَرَتِها بالذهب . والنَّضِيرُ : الذهب . والدُّلامِصُ : البَرّاق . وفي الحديث : جئتُ إِليه وعليه خَمِيصة ، تكرر ذكرها في الحديث ، وهي ثوبُ خَزٍّ أَو صُوفٍ مُعلَم ، وقيل : لا تسمى خَمِيصة إِلا أَن تكون سَوْداءَ مُعْلَمة ، وكانت من لباس الناس قديماً ، وجمعها الخَمائِصُ ، وقيل : الخمائص ثيابٌ من خَزٍّ ثخانٌ سُودٌ وحُمْر ولها أَعْلامٌ ثِخانٌ أَيضاً . وخُماصة : اسم موضع بهامش الأصل هنا ما نصه : حاشية لي من غير الاصول ، وفي الحديث : صلّى بنا رسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، العصر بالمخمص ، هو بميم مضمومة وخاء معجمة ثم ميم مفتوحتين ، وهو موضع معروف . . "
خيم(المعجم لسان العرب)
" الخَيْمَةُ : بيت من بيوت الأَعراب مستدير يبنيه الأعراب من عيدانِ الشجر ؛ قال الشاعر : أَو مَرْخَة خَيَّمَتْ (* قوله « أو مرخة خيمت » كذا بالأصل ، والشطرة موجودة بتمامها في التهذيب وهي : أو مرخة خيمت في أصلها البقر ). وقيل : وهي ثلاثة أَعواد أَو أَربعة يُلْقَى عليها الثُّمامُ ويُسْتَظَلُّ بها في الحر ، والجمع خَيْماتٌ وخِيامٌ وخِيَمٌ وخَيْمٌ ، وقيل : الخَيْمُ أَعواد تنصب في القَيْظِ ، وتجعل لها عَوَارِضُ ، وتُظَلَّلُ بالشجر فتكون أَبرَدَ من الأَخْبِيَةِ ، وقيل : هي عيدانٌِ يبنى عليها الخِيامُ ؛ قال النابغة : فلم يَبْقَ إلاَّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ ، وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلِبُ الآسُ : الرماد . ومُعَثْلِبٌ : مهدوم . والذي رواه ابن السيرافي على أَسٍ ؟
قال : وهو الأَساسُ ؛ ويروى عَجُزُهُ أَيضاً : وثُمٌّ على عَرْشِ الخِيامِ غَسِيلُ ورواه أَبو عبيد للنابغة ، ورواه ثعلب لزُهَيرٍ ، وقيل : الخَيْمُ ما يبنى من الشجر والسِّعَفِ ، يَسْتَظِل به الرجلُ إذا أَورد إبله الماء . وخَيَّمَه أَي جعله كالخَيْمَة . والخَيْمَةُ عند العرب : البيت والمنزل ، وسميت خَيْمَةً لأن صاحبها يتخذها كالمنزل الأَصلي . ابن الأَعرابي : الخيمة لا تكون إلا من أَربعة أَعواد ثم تُسَقَّفُ بالثُّمامِ ولا تكون من ثياب ، قال : وأَما المَظَلَّةُ فمن الثياب وغيرها ، ويقال : مِظَلَّةٌ . قال ابن بري : الذي حكاه الجوهري من أَن الخَيْمَةَ بيت تبنيه الأَعراب من عِيدان الشَّجَر هو قول الأَصمعي ، وهو أَنه كان يذهب إلى أَن الخَيْمَةَ إنما تكون من شجر ، فإن كانت من غير شجر فهي بيت ، وغيره يذهب إلى أَن الخَيْمَة تكون من الخِرَقِ المَعْمولة بالأَطْنابِ ، واستدل بأن أصل التَّخْييم الإقامة ، فسُمِّيَتْ بذلك لأَنها تكون عند النزول فسميت خَيْمةً ؛ قال : ومثلُ بيت النابغة قولُ مُزاحِمٍ : مَنَازِلُ ، أَمَّا أَهْلُها فَتَحَمَّلُوا فَبانُوا ، وأَمَّا خَيْمُها فَمُقِيم ؟
قال : ومثله قول زهير : أرَبَّتْ به الأرْواحُ كلَّ عَشِيَّةٍ ، فمل يَبْقَ إلاَّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّد ؟
قال : وشاهد الخِيَمِ قول مُرَقِّشٍ : هل تعرف الدَّار عَفَا رَسْمُها إلا الأَثافيَّ ومَبْنَى الخِيَمْ ؟ وشاهدُ الخِيامِ قول حَسّان : ومَظْعَن الحَيِّ ومَبْنَى الخِيام وفي الحديث : الشَّهِيدُ في خَيْمَةِ اللِه تحتَ العَرْشِ ؛ الخَيْمَةُ : معروفة ؛ ومنه : خَيَّمَ بالمكان أَي أَقام به وسكنه ، واستعارها لِظلِّ رحمة الله ورِضْوانه ، ويُصَدِّقُهُ الحديث الآخر : الشهيد في ظِلِّ الله وظِلِّ عَرْشِه . وفي الحديث : من أَحب أَن يَسْتَخِيمَ له الرجالُ قِياماً كما يُقامُ بين يدي المُلوك والأُمراء ، وهو من قولهم : خام يَخِيمُ وخَيِّمُ وَخَيَّمَ يُخَيِّمُ إذا أقام بالمكان ، ويروى : اسْتَخَمَّ واسْتَجَمَّ ، وقد تقدما . والخِيامُ أَيضاً : الهَوادِجُ على التشبيه ؛ قال الأَعشى : أَمِن جَبَل الأَمْرارِ ضرْبُ خيامِكم على نَبإٍ ، إنّ الأَشافيّ سَائل وأَخامَ الخَيْمَةَ وأخْيَمَها : بَناها ؛ عن ابن الأَعرابي . وتَخَيَّم مكانَ كذا : ضَرَب خَيْمَتَهُ . وخَيَّمَ القومُ : دخلوا في الخَيْمة . وخَيَّمُوا بالمكان : أَقاموا ؛ وقال الأَعشى : فَلَمَّا أَضاءَ الصُّبْحُ قامَ مُبادراً ، وكانَ انْطِلاقُ الشاة مِن حَيْثُ خَيَّمَا والعرب تقول : خَيَّمَ فلان خَيْمَةً إذا بناها ، وتَخَيَّمَ إذا أقامَ فيها ؛ وقال زهير : وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ وخَيَّمَت الرائحة الطيِّبةُ بالمكان والثوب : أَقامت وعَبِقَت به . وخَيِّمَ الوَحْشِيُّ في كِناسه : أَقامَ فيه فلم يَبْرَحْهُ . وخَيَّمَه : غَطَّاه بشيء كي يَعْبق به ؛
وأَنشد : مَعَ الطِّيبِ المُخَيَّم في الثياب أَبو عبيد : الخِيمُ الشيمَة والطبيعة والخُلُق والسجية . ويقال : خِيم السيف فِرِنْدُه ، والخِيمُ : الأَصل ؛
وأَنشد : ومَنْ يَبْتَدِعْ ما لَيْس مِن خِيم نَفْسِه ، يَدَعْه ويَغْلِبْه على النفسِ خِيمُها ابن سيده : الخِيمُ ، بالكسر ، الخُلُق ، وقيل : سَعة الخُلُق ، وقيل : الأَصل فارسي معرَّب لا واحد له من لفظه . وخامَ عنه يَخِيم خَيْماً وخَيَماناً وخُيُوماً وخِياماً وخَيْمومة : نَكَصَ وجَبُنَ ، وكذلك إذا كاد يكيد كيداً فرجع عليه ولم ير فيه ما يحب ، ونَكَلَ ونَكَصَ ، وكذلك خامُوا في الحرْب فلم يَظْفَرُوا بخير وضعُفوا ؛
وأَنشد : رَمَوْني عن قِسِيِّ الزُّور ، حتى أَخامَهُمُ الإلَهُ بها فَخامُوا والخَائِمُ : الجَبان . وخامَ عن القِتال يَخِيمُ خَيماً وخام فيه : جَبُن عنه ؛ وقول الهذلي جُنادة بن عامر : لعَمْرُك مَا وَنَى ابْنُ أَبي أُنَيْسٍ ، ولاخامَ القِتالَ ولا أَضاع ؟
قال ابن جني : أَراد حرف الجر وحذَفَه أَي خامَ في القتال ، وقال : خامَ جَبُنَ وتَراجع ؛ قال ابن سيده : وهو عندي من معنى الخَيْمَةِ ، وذلك أن الخَيْمَة تُعطف وتُثْنى على ما تحتها لتَقيه وتحفظه ، فهي من معنى القَصْر والثَّنْي ، وهذا هو معنى خامَ لأَنه انكَسَر وتراجع وانثنى ، أَلا تَراه ؟
قالوا لجانب الخِباء كِسْرٌ ؟ ابن سيده : والخامَةُ من الزَّرع أَولُ ما يَنْبتُ على ساقٍ واحدة ، وقيل : هي الطَّاقَةُ الغَضَّة منه ، وقيل : هي الشجرة الغَضَّة الرَّطْبة . ابن الأَعرابي : الخامة السُّنْبُلة ، وجمعها خامٌ . والخامة : الفُجْلة ، وجمعها خام ؛ قال أَبو سعيد الضرير : إن كانت محفوظة فليست من كلام العرب ؛ قال أَبو منصور : وابن الأَعرابي أَعْرَفُ بكلام العرب من أَبي سعيد ، وقد جعل الخامة من كلام العرب بمعنيين مختلفين ، والخامُ من الجلود : ما لم يُدْبغ أَو لم يُبالَغْ في دبغه . والخامُ : الدِّبْسُ الذي لم تَمسه النار ؛ عن أَبي حنيفة ، قال : وهو أَفضله . والخِيمُ : الحَمْضُ . ابن بري : وخِيماءُ اسم ماءةٍ ؛ عن الفراء : وخِيَمٌ : جبل معروف ؛ قال جرير : أَقْبَلْت مِن نَجْران أَو جَنْبَيْ خِيَمْ وخِيمٌ : موضع معروف . والمَخِيمُ : موضعان ؛ قال أَبوذؤيب : ثم انْتَهى بَصَري عنهُمْ ، وقَدْ بَلَغُوا بطنَ المَخِيم ، فقالوا الجَرّ أَو راحُو ؟
قال ابن جني : المَخِيمُ مَفْعِلٌ لعدم م خ م ، وعِزَّة باب قَلِقَ . وحكى أَبو حنيفة : خامت الأَرض تَخِيمُ خَيَماناً ، وزعم أَنه مقلوب من وَخُمَتْ ؛ قال ابن سيده : وليس كذلك ، إنما هو في معناه لا مقلوب عنه . وخِمْتُ رِجْلي خَيْماً إذا رفعتها ؛
وأَنشد ثعلب : رَأَوْا وَقْرَةً في السّاقِ مِنّي فحاولوا جُبُورِيَ ، لما أَن رأَوْني أُخِيمُها الفراء وابن الأَعرابي : الإخامَةُ أَن يصيِب الإنسانَ أَو الدابةَ عَنَتٌ في رِجْله ، فلا يستطيع أَن يُمَكّنَ قَدَمَهُ من الأرض فيُبْقِي عليها ؛
يقال : إنه ليُخِيم إحدى رجْليه . أَبو عبيد : الإخامَةُ للفرس أَن يرفع إحدى يديه أَو إحدى رجليه على طَرَفِ حافره ؛
وأَنشد الفراء ما أَنشده ثعلب أَيضاً : رَأَوْا وَقْرَةً في السَّاقِ مِنِّي فحاولوا جُبُوريَ ، لما أَن رأَوْني أُخِيمُها "
خمس(المعجم لسان العرب)
" الخمسةُ : من عدد المذكر ، والخَمْسُ : من عدد المؤَنث معروفان ؛ يقال : خمسة رجال وخمس نسوة ، التذكير بالهاء . ابن السكيت : يقال صُمْنا خَمْساً من الشهر فَيُغَلِّبُون الليالي على الأَيام إِذا لم يذكروا الأَيام ، وإِنما يقع الصيام على الأَيام لأَن ليلة كل يوم قبله ، فإِذا أَظهروا الأَيام ، قالوا صمنا خمسة أَيام ، وكذلك أَقمنا عنده عشراً بين يوم وليلة ؛ غلبوا التأْنيث ، كما ، قال الجعدي : أَقامتْ ثلاثاً بينَ يومٍ وليلةٍ ، وكان النَّكِيرُ أَن تُضِيفَ وتَجْأَرا
ويقال : له خَمْسٌ من الإِبل ، وإن عَنَيْتَ جِمالاَ ، لأَن الإِبل مؤنثة ؛ وكذلك له خَمْس من الغنم ، وإِن عنيت أَكْبُشاً ، لأَن الغنم مؤنثة . وتقول : عندي خمسةٌ دراهم ، الهاءُ مرفوعة ، وإِن شئت أَدغمت لأَن الهاء من خمسة تصير تاء في الوصل فتدغم في الدال ، وإِن أَدخلت الأَلف واللام في الدراهم قلت : عندي خمسة الدراهم ، بضم الهاء ، ولا يجوز الإِدغام لأَنك قد أَدغمت اللام في الدال ، ولا يجوز أَن تدغم الهاء من خمسة وقد أَدغمت ما بعدها ؛ قال الشاعر : ما زالَ مُذْ عَقدَتْ يداه إِزارَهُ ، فسَمَا وأَدْرَكَ خمسَةَ الأَشْبارِ وتقول في المؤنث : عندي خَمْسُ القُدُور ، كما ، قال ذو الرمة : وهل يَرْجِعُ التسليمَ أَو يَكْشِفُ العَمَى ثلاثُ الأَثافي ، والرُّسُومُ البَلاقِعُ ؟ وتقول : هذه الخمسة دراهم ، وإِن شئت رفعت الدراهم وتجريها مجرى النعت ، وكذلك إِلى العشرة . والمُخَمَّسُ من الشِّعْرِ : ما كان على خمسة أَجزاء ، وليس ذلك في وضع العَرُوض . وقال أَبو إِسحق : إِذا اختلطت القوافي ، فهو المُخَمَّسُ . وشيء مُخَمَّسٌ أَي له خمسة أَركان . وخَمَسَهم يَخْمِسُهم خَمْساً : كان له خامساً . ويقال : جاء فلان خامساً وخامياً ؛
وأَنشد ابن السكيت للحادِرَة واسمه قُطْبةُ بن أَوس : كم للمَنازِلِ من شَهْرٍ وأَعْوامِ بالمُنْحَنَى بين أَنْهارٍ وآجامِ مَضَى ثلاثُ سِنينَ مُنْذُ حُلَّ بها ، وعامُ حُلَّتْ وهذا التابع الحامِي والذي في شعره : هذي ثلاث سنين قد خَلَوْنَ لها . وأَخْمَسَ القومُ : صاروا خمسة . ورُمْح مَخْمُوسٌ : طوله خمس أَذرع . والخمسون من العدد : معروف . وكل ما قيل في الخمسة وما صُرِّفَ منها مَقُولٌ في الخمسين وما صُرِّفَ منها ؛ وقول الشاعر : عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَمُّدا ؟ مذ سَنَةٌ وخَمِسونَ عَدَدا بكسر الميم في خمسون ، احتاج إِلى حركة الميم لإقامة الوزن ، ولم يفتحها لئلا يوهم أَن الفتح أَصلها لأَن الفتح لا يسكن ، ولا يجوز أَن يكون حركها عن سكون لأَن مثل هذا الساكن لا يحرك بالفتح إِلا في ضرورة لا بد منه فيها ، ولكنه قدّر أَنها في الأَصل خَمَسُون كعشرة ثم أَسكن ، فلما احتاج رَدَّه إِلى الأَصل وآنَسَ به ما ذكرناه من عَشَرة ؛ وفي التهذيب : كسر الميم من خَمِسُون والكلام خَمْسُون كما ، قالوا خَمْسَ عَشِرَةَ ، بكسر الشين ؛ وقال الفراء : رواه غيره خَمَسون عدداً ، بفتح الميم ، بناه على خَمَسَة وخَمَساتٍ . وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي مَرْجَحٍ : شَرِبْتُ هذا الكوزَ أَي خَمَسَة بمثله . والخِمْسُ ، بالكسر : من أَظْماء الإِبل ، وهو أَن تَرِدَ الإِبلُ الماءَ اليومَ الخامسَ ، والجمع أَخْماس . سيبويه : لم يجاوز به هذا البناءَ . وقالوا ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسِ إِذا أَظهر أَمراً يُكْنى عنه بغيره . قال ابن الأَعرابي : العرب تقول لمن خاتَلَ : ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسٍ ؛ وأَصل ذلك أَن شيخاً كان في إِبله ومعه أَولاده ، رجالاً يَرْعَوْنها قد طالت غربتهم عن أَهلهم ، فقال لهم ذات يوم : ارْعَوْا إِبلكم رِبْعاً ، فَرَعَوْا رِبْعاً نحوَ طريق أَهلهم ، فقالوا له : لو رعيناها خِمْساً ، فزادوا يوماً قِبَلَ أَهلهم ، فقالوا : لو رعيناها سِدْساً ، ففَطَنَ الشيخُ لما يريدون ، فقال : ما أَنتم إِلاَّ ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ ، ما هِمَّتُكم رَعْيُها إِنما هِمَّتُكم أَهلُكم ؛ وأَنشأَ يقول : وذلك ضَرْبُ أَخْماسٍ ، أَراهُ ، لأَسْداسِ ، عَسى أَن لا تكونا وأَخذ الكمَيْتُ هذا البيتَ لأَنه مَثَل فقال : وذلك ضرب أَخماس ، أُريدَتْ ، لأَسْداسٍ ، عسى أَن لا تكون ؟
قال ابن السكيت في هذا البيت :، قال أَبو عمرو هذا كقولك ششْ بَنْجْ ، وهو أَن تُظْهر خمسة تريد ستة . أَبو عبيدة :، قالوا ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ ، يقال للذي يُقَدِّمُ الأَمرَ يريد به غيره فيأْتيه من أَوّله فيعمل رُوَيْداً رُوَيْداً . الجوهري : قولهم فلان يَضْرِبُ أَخماساً لأَسداس أَي يسعى في المكر والخديعة ، وأَصله من أَظماء الإِبل ، ثم ضُرِبَ مثلاً للذي يُراوِغُ صاحبه ويريه أَنه يطيعه ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي لرجل من طيء : اللَّهُ يَعْلَمُ لولا أَنني فَرِقٌ من الأَميرِ ، لعاتَبْتُ ابنَ نِبْراسِ في مَوْعِدٍ ، قاله لي ثم أَخْلَفَه ، غَداً ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسِ حتى إِذا نحن أَلْجَأْنا مَواعِدَه إِلى الطَّبِيعَةِ ، في رِفْقٍ وإِيناسِ أَجْلَتْ مَخِيلَتُه عن لا ، فقلتُ له : لو ما بَدَأْتَ بها ما كان من باسِ وليس يَرْجِعُ في لا ، بَعْدَما سَلَفَتْ منه نَعَمْ طائعاً ، حُرٌّ من الناسِ وقال خُرَيْمُ بن فاتِكٍ الأَسَدِيُّ : لو كان للقوم رأْيٌ يُرْشَدُونَ به ، أَهلَ العِراق رَمَوْكُم بابن عَبَّاسِ للَّه دَرُّ أَبيهِ أَيُّما رجلٍ ، ما مثلهُ في فِصالِ القولِ في الناسِ لكن رَمَوْكم بشيخٍ من ذَوي يَمَنٍ ، لم يَدْرِ ما ضَرْبُ أَخْماسٍ لأَسْداسِ يعني أَنهم أَخطأُوا الرأْي في تحكيم أَبي موسى دون ابن عباس . وما أَحسن ما ، قاله ابن عباس ، وقد سأَله عتبة بن أَبي سفيان بن حرب فقال : ما منع عليّاً أَن يبعث مكان أَبي موسى ؟ فقال : منعه واللَّه من ذلك حاجزُ القَدَرِ ومِحْنَةُ الابتلاء وقِصَرُ المدّة ، واللَّه لو بعثني مكانه لاعْتَرَضْتُ في مَدارِج أَنفاس معاوية ناقِضاً لما أَبْرَمَ ، ومُبْرِماً لما نقض ، ولكن مضى قَدَرٌ وبقي أَسَفٌ والآخرةُ خير لأَمير المؤمنين ؛ فاستحسن عتبة بن أَبي سفيان كلامه ، وكان عتبة هذا من أَفصح الناس ، وله خطبة بليغة في ندب الناس إِلى الطاعة خطبها بمصر فقال : يا أَهل مصر ، قد كنتم تُعْذَرُون ببعض المنع منكم لبعضِ الجَوْرِ عليكم ، وقد وَلِيَكم من يقول بفِعْلٍ ويفعل بقَوْلٍ ، فإِن دَرَرْتُم له مَراكم بيده ، وإِن استعصيتم عليه مراكم بسيفه ، ورَجا في الآخر من الأَجْر ما أَمَّلَ في الأَوَّل من الزَّجْر ؛ إِن البَيْعَة متابَعَةٌ ، فلنا عليكم الطاعة فيما أَحببنا ، ولكم علينا العَدلُ فيما ولينا ، فأَينا غَدَرَ فلا ذمة له عند صاحبه ، واللَّه ما نطقتْ به أَلسنتُنا حتى عَقَدَتْ عليه قلوبنا ، ولا طلبناها منكم حتى بذلناها لكم ناجزاً بناجز فقالوا : سَمْعاً سَمْعاً فأَجابهم : عَدْلاً عدلاً . وقد خَمَسَت الإِبلُ وأَخْمَسَ صاحبها : وردت إِبله خِمْساً ، ويقال لصاحب الإِبل التي تَرِدُ خِمْساً : مُخْمِسٌ ؛
وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء لامرئ القيس : يُثِيرُ ويُبْدِي تُرْبَها ويُهِيلُه ، إِثارَةَ نَبَّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ . غيره : الخِمْسُ ، بالكسر ، من أَظماء الإِبل أَن ترعى ثلاثى أَيام وتَرِدَ اليوم الرابع ، والإِبل خامسَة وخَوامِسُ . قال الليث : والخِمْسُ شُرْبُ الإِبل يوم الرابع من يوم صَدَرَتْ لأَنهم يَحْسُبون يوم الصَّدَر فيه ؛ قال الأَزهري : هذا غلط لا يُحْسَبُ يومُ الصَّدَرِ في وِرْدِ النِّعم ، والخِمْسُ : أَن تشرب يوم وِرْدِها وتَصْدُرَ يومها ذلك وتَظَلّ بعد ذلك اليوم في المَرْعى ثلاثة أَيام سوى يوم الصَّدَرِ ، وتَرد اليوم الرابع ، وذلك الخِمْس . قال : ويقال فلاة خِمْسٌ إِذا انتاط وِرْدُها حتى يكون وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرابع سوى اليوم الذي شربت وصدرت فيه . ويقال : خِمْسٌ بَصْباصٌ وقَعْقاع وحَثْحاتٌ إِذا لم يكن في سيرها إِلى الماء وَتِيرَة ولا فُتُور لبُعده . غيره : الخِمْسُ اليوم الخامس من صَدَرها يعني صَدَر الواردة . والسِّدْسُ : الوِرْدُ يوم السادس . وقال راويةُ الكميت : إِذا أَراد الرجلُ سفراً بعيداً عَوّد إِبله أَن تشرب خِمْساً ثم سِدْساً حتى إِذا دَفَعَتْ في السير صَبَرَتْ ؛ وقول العجاج : وإِن كُوي من قَلِقاتِ الخُرْتِ خِمْسٌ كحَبلِ الشَّعَر المُنْحَتِّ ، ما في انْطِلاقِ رَكْبه من أَمْتِ أَراد : وإِن طُوي من إِبل قَلِقاتِ الخُرْتِ خِمْسٌ . قال : والخمس ثلاثة أَيام في المرعى ويوم في الماء ، ويحسب يوم الصَّدَر . فإِذا صَدَرَت الإِبل حسب ذلك اليوم فيُحْسَب يومُ تَرِدُ ويومُ تَصْدُرُ . وقوله كحبل الشعر المنحت ، يقال : هذا خِمْسٌ أَجْرَدُ كالحبل المُنْجَرِدِ . من أَمت : من اعوجاج . والتَخْمِيسُ في سقي الأَرض : السَّقْيَةُ التي بعد التربيع . وخَمَسَ الحَبْلَ يَخْمِسُه خَمْساً : فتله على خَمْسِ قُوًى . وحَبْلٌ مَخْموسٌ أَي من خَمْس قُوًى . ابن شميل : غلام خُماسِيٌّ ورُباعِيٌّ : طال خمسَة أَشبار وأَربعة أَشبار ، وإِنما يقال خُماسِيٌّ ورباعي فيمن يزداد طولاً ، ويقال في الثوب سُباعيٌّ . قال الليث : الخُماسيُّ والخُماسِيَّةُ من الوصائف ما كان طوله خمسة أَشبار ؛ قال : ولا يقال سُداسِيٌّ ولا سُباعي إِذا بلغ ستة أَشبار وسبعة ، قال : وفي غير ذلك الخُماسيُّ ما بلغ خمسة ، وكذلك السُّداسِيُّ والعُشارِيُّ . قال ابن سيده : وغلام خُماسيٌّ طوله خمسة أَشبار ؛
قال : فوقَ الخُماسِيِّ قليلاً يَفْضُلُهُ ، أَدْرَكَ عَقْلاً ، والرِّهانُ عَمَلُهْ والأُنثى خُماسِيَّةٌ . وفي حديث خالد : أَنه سأَل عمن يشتري غلاماً تامّاً سَلَفاً فإِذا حَلَّ الأَجلُ ، قال خذ مني غلامين خُماسِيَّين أَو عِلْجاً أَمْرَدَ ، قال : لا بأْس ؛ الخُماسِيَّان طولُ كل واحد منهما خمسة أَشبار ولا يقال سداسي ولا سباعي ولا في غير الخمسة لأَنه إِذا بلغ سبعة أَشبار صار رجلاً . وثَوب خُماسِيٌّ وخَمِيسٌ ومَخْموسٌ : طوله خمسة ؛ قال عبيد يذكر ناقته : هاتِيكَ تَحْمِلُني وأَبْيَضَ صارِماً ، ومُذَرِّباً في مارِنٍ مَخْموسِ يعني رُمْحاً طولُ مارِنه خَمْسُ أَذرع . ومنه حديث معاذ : ائتوني بخَمِيسٍ أَو لَبِيسٍ آخذه منكم في الصدقة ؛ الخَمِيسُ : الثوب الذي طوله خمس أَذرع ، كأَنه يعني الصغير من الثياب مثل جريح ومجروح وقتيل ومقتول ، وقيل : الخَمِيسُ ثوب منسوب إِلى مَلِكٍ كان باليمن أَمر أَن تعمل هذه الأَردية فنسبت إِليه . والخِمْسُ : ضرب من برود اليمن ؛ قال الأَعشى يصف الأَرض : يوماً تَراها كشِبْهِ أَرْدِيَةِ الْخِمْسِ ، ويوماً أَدِيمَها نَغِلا وكان أَبو عمرو يقول : إِنما قيل للثوب خَمِيسٌ لأَن أَول من عمله ملك باليمن يقال له الخِمْسُ ، بالكسر ، أَمر بعمل هذه الثياب فنسبت إِليه . قال ابن الأَثير : وجاء في البخاري خَمِيصٌ ، بالصاد ، قال : فإِن صحت الرواية فيكون مُذَكَّرَ الخَمِيصَةٍ ، وهي كساء صغير فاستعارها للثوب . ويقال : هما في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ إِذا تقارنا واجتمعا واصطلحا ؛ وقوله أَنشده ثعلب : صَيَّرَني جُودُ يديه ، ومَنْ أَهْواه ، في بُرْدَةِ أَخْماسِ فسره فقال : قَرَّبَ بيننا حتى كأَني وهو في خمس أَذرع . وقال في التهذيب : كأَنه اشترى له جارية أَو ساق مهر امرأَته عنه . قال ابن السكيت : يقال في مَثَلٍ : لَيْتَنا في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ أَي ليتنا تَقارَبْنا ، ويراد بأَخماس أَي طولُها خمسة أَشبار ، والبُرْدَة : شَمْلَة من صوف مُخَطَّطَة ، وجمعها البُرَدُ . ابن الأَعرابي : هما في بُرْدَةٍ أَخماس ، يفعلان فعلاً واحداً يشتبهان فيه كأَنهما في ثوب واحد لاشتباههما . والخَمِيسُ : من أَيام الأُسبوع معروف ، وإِنما أَرادوا الخامِسَ ولكنهم خَصوه بهذا البناء كما خصوا النجم بالدَّبَرانِ . قال اللحياني : كان أَبو زيد يقول مَضى الخميسُ بما فيه فيفرد ويذكر ، وكان أَبو الجرَّاح يقول : مضى الخميس بما فيهن فيجمع ويؤَنث يخرجه مخرج العدد ، والجمع أَخْمِسة وأَخْمِساء وأَخامِسُ ؛ حكيت الأَخيرة عن الفراء ، وفي التهذيب : وخُماسَ ومَخْمَس كما يقال تُناءَ ومَثْنى ورُباعَ ومَرْبَع . وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي : لا تك خَمِيساً أَي ممن يصوم الخميس وحده . والخُمْسُ والخُمُسُ والخِمْسُ : جزء من خمسة يَطَّرِِدُ ذلك في جميع هذه الكسور عند بعضهم ، والجمع أَخْماس . والخَمْسُ : أَخذك واحداً من خمسة ، تقول : خَمَسْتُ مال فلان . وخَمَسَهم يَخْمُسُهم بالضم خَمْساً : أَخذ خُمْسَ أَموالهم ، وخَمَسْتُهم أَخْمِسُهم ، بالكسر ، إِذا كنتَ خامِسَهم أَو كملتهم خمسة بنفسك . وفي حديث عَدِيّ بن حاتم : رَبَعْتُ في الجاهلية وخَمَسْتُ في الإِسلام ، يعني قُدْتُ الجيشَ في الحالين لأَن الأَمير في الجاهلية كان يأْخذ الرُّبُع من الغنيمة ، وجاءَ الإِسلامُ فجعله الخَمْسَ وجعل له مصارف ، فيكون حينئد من قولهم رَبَعْتُ القوم وخَمَسْتُهم مخففاً إِذا أَخذت رُبْع أَموالهم وخُمْسَها ، وكذلك إِلى العشرة . والخَمِيسُ : الجَيْشُ ، وقيل : الجيش الجَرَّارُ ، وقيل : الجَيْشُ الخَشِنُ ، وفي المحكم : الجَيْشُ يَخْمِسُ ما وَجَدَه ، وسمي بذلك لأَنه خَمْسُ فِرَقٍ : المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساقةُ ؛ أَلا ترى إِلى قول الشاعر : قد يَضْرِبُ الجيشَ الخَمِيسُ الأَزْوَرا فجعله صفة . وفي حديث خيبر : محمدٌ والخَمِيس أَي والجيش ، وقيل : سمي خَمِيساً لأَنه تُخَمَّس فيه الغنائم ، ومحمد خبر مبتدإٍ أَي هذا محمد . ومنه حديث عمرو بن معد يكرب : هم أَعْظَمُنا خَمِيساً أَي جيشاً . وأَخْماسُ البَصْرة خمسة : فالخُمْس الأَول العالية ، والخُمْسُ الثاني بَكْر بن وائل ، والخُمْسُ الثالث تميم ، والخُمْسُ الرابع عبد القيس ، والخُمْسُ الخامس الأَزْدُ . والخِمْسُ : قبيلة ؛ أَنشد ثعلب : عادَتْ تميمُ بأَحْفى الخِمْسِ ، إِذ لَقِيَتْ إِحْدى القَناطِرِ لا يُمْشى لها الخَمَرُ والقناطر : الدواهي . وقوله : لا يمشي لها الخمر يعني أَنهم أَظهروا لهم القتال . وابنُ الخِمْسِ : رجل ؛ وأَما قول شَبِيبِ بن عَوانَة : عَقِيلَةُ دَلاَّهُ لِلَحْدِ ضَريحِه ، وأَثوابُه يَبْرُقْنَ والخِمْسُ مائجُ فعقيلةُ والخِمسُ : رجلان ، وفي حديث الحجاج : أَنه سأَل الشَعْبيَّ عن المُخَّمَسَة ، قال : هي مسأَلة من الفرائض اختلف فيها خمسة من الصحابة : علي وعثمان وابن مسعود وزيد وابن عباس ، رضي اللَّه عنهم ، وهي أُم وأُخت وجد . "
خون(المعجم لسان العرب)
" المَخانَةُ : خَوْنُ النُّصْحِ وخَوْنُ الوُدِّ ، والخَوْنُ على محن شَتَّى (* قوله « على محن شتى » كذا بالأصل بالتهذيب ). وفي الحديث : المُؤْمِنُ يُطْبَع على كلِّ خُلُقٍ إلا الخِيانَةَ والكَذِب . ابن سيده : الخَوْنُ أَن يُؤْتَمن الإنسانُ فلا يَنْصَحَ ، خانه يَخُونُه خَوْناً وخِيانةً وخانَةً ومَخانَةً ؛ وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها ، وقد تمثلت ببيت لبيد بن ربيعة : يتَحَدَّثونَ مَخانَةً ومَلاذَةً ، ويُعابُ قائلُهم ، وإن لم يَشْغَبِ . المَخانة : مصدر من الخيانة ، والميم زائدة ، وقد ذكره أَبو موسى في الجيم من المُجُونِ ، فتكون الميم أَصلية ، وخانَهُ واخْتانه . وفي التنزيل العزيز : علم الله أَنكم كنتم تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُم ؛ أَي بعضُكم بعضاً . ورجل خائنٌ وخائنة أَيضاً ، والهاء للمبالغة ، مثل عَلاَّمة ونَسّابة ؛
وأَنشد أَبو عبيد للكلابي يخاطب قُرَيْناً أَخا عُمَيْرٍ الحَنَفِيِّ ، وكان له عنده دم : أَقُرَيْنُ ، إنك لو رأَيْتَ فَوارِسِي نَعَماً يَبِتْنَ إلى جَوانِبِ صَلْقَعِ (* قوله « صلقع » هكذا في الأصل . حَدَّثْتَ نَفْسَكَ بالوَفاءِ ، ولم تَكُنْ للغَدْرِ خائِنةً مُغِلَّ الإصْبَعِ . وخَؤُونٌ وخَوَّانٌ ، والجمع خانةٌ وخَوَنةٌ ؛ الأَخيرة شاذة ؛ قال ابن سيده : ولم يأْت شيء من هذا في الياء ، أَعني لم يجئ مثل سائر وسَيَرة ، قال : وإنما شذ من هذا ما عينه واو لا ياء . وقومٌ خَوَنةٌ كما ، قالوا حَوَكَة ، وقد تقدم ذكر وجه ثبوت الواو ، وخُوَّانٌ ، وقد خانه العَهْدَ والأَمانةَ ؛ قال : فقالَ مُجِيباً : والذي حَجَّ حاتِمٌ أَخُونُكَ عهداً ، إنني غَيرُ خَوَّانِ وخَوَّنَ الرجلَ : نَسَبه إلى الخَوْنِ . وفي الحديث : نهى أَن يَطْرُق الرجلُ أَهلَه ليلاً لئلا يَتَخَوَّنهم أَي يَطْلُبَ خِيانتَهم وعَثَراتِهم ويَتَّهِمَهُمْ . وخانه سيفُه : نَبا ، كقوله : السيفُ أَخوك وربما خانَكَ . وخانه الدَّهْرُ : غَيَّرَ حالَه من اللِّين إلى الشدة ؛ قال الأَعشى : وخانَ الزمانُ أَبا مالِكٍ ، وأَيُّ امرئٍ لم يخُنْه الزّمَنْ ؟ وكذلك تَخَوَّنه . التهذيب : خانه الدهرُ والنعيمُ خَوْناً ، وهو تغير حاله إلى شرٍّ منها ، وإذا نَبا سيفُك عن الضَّريبة فقد خانك . وسئل بعضهم عن السيف فقال : أَخوك وربما خانك . وكلُّ ما غيَّرك عن حالك فقد تَخَوَّنَك ؛ وأَنشد لذي الرمة : لا يَرْفَعُ الطَّرْفَ ، إلا ما تَخَوَّنَهُ دَاعٍ ، يُنادِيهِ باسمِ الماء ، مَبْغُوم ؟
قال أَبو منصور : ليس معنى قوله إلا ما تَخَوَّنه حجةً لما احتج له ، إنما معناه إلا ما تَعَهَّده ، قال : كذا روى أَبو عبيد عن الأَصمعي أَنه ، قال : التَّخَوُّنُ التعهد ، وإنما وصفَ وَلَدَ ظَبْيةٍ أَوْدَعْته خَمراً ، وهي تَرْتَع بالقُرْب منه ، وتتعهده بالنظر إليه ، وتُؤنسه ببُغامِها ، وقوله باسم الماء ، الماءُ حكاية دعائها إياه ، وقال داع يناديه فذكَّره لأَنه ذهب به إلى الصوت والنداء . وتَخَوَّنه وخَوَّنه وخَوَّن منه : نقَصه . يقال : تَخَوَّنني فلانٌ حقي إذا تنَقَّصَك ؛ قال ذو الرمة : لا بَلْ هو الشَّوْقُ من دارٍ تخَوَّنَها مَرّاً سَحابٌ ، ومَرّاً بارِحٌ تَرِبُ وقال لبيد يصف ناقة : عُذَافِرَةٌ تُقَمِّصُ بالرُّدَافَى ، تَخَوَّنَها نُزولي وارْتِحالي . أَي تنَقَّص لحمَها وشَحْمَها . والرُّدَافَى : جمعُ رَدِيفٍ ، قال ومثله لعبْدَةَ بن الطَّبيب : عن قانِئٍ لم تُخَوِّنْه الأَحاليلُ وفي قصيد كعب بن زهير : لم تُخَوِّنْه الأَحاليلُ وخَوَّنه وتخَوَّنه : تعَهَّدَه . يقال : الحُمَّى تخَوَّنهُ أَي تعَهَّدُه ؛
وأَنشد بيت ذي الرمة : لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَه . يقول : الغزال ناعِسٌ لا يرفع طرفه إلا أَن تجيءَ أُمه وهي المتعهدة له . ويقال : إلا ما تنَقَّصَ نومَه دُعاءُ أُمِّه له . والخَوَّانُ : من أَسماء الأَسد . ويقال : تخَوَّنته الدُّهورُ وتخَوَّفَتْه أَي تنَقَّصَتْه . والتَّخوُّن له معنيان : أَحدهما التَّنقُّصُ ، والآخر التَّعُهُّدُ ، ومن جعله تَعَهُّداً جعل النون مبدلة من اللام ، يقال : تخَوَّنه وتخَوَّله بمعنى واحد . والخَوْنُ : فَتْرة في النظر ، يقال للأسد خائنُ العين ، من ذلك ، وبه سمي الأَسد خَوَّاناً . وخائِنةُ الأَعْيُنِ : ما تُسارِقُ من النظر إلى ما لا يَحِلُّ . وفي التنزيل العزيز : يَعْلَمُ خائنةَ الأَعْيُنِ وما تُخْفي الصُّدُور ؛ وقال ثعلب : معناه أَن ينظر نظرةً بريبة وهو نحو ذلك ، وقيل : أَراد يعلم خيانةَ الأَعين ، فأَخرج المصدر على فاعلة كقوله تعالى : لا تسمع فيها لاغِيَةً ؛ أَي لَغْواً ، ومثله : سمعتُ راغِيَةَ الإِبل وثاغِيَةَ الشاءِ أَي رُغاءها وثُغاءها ، وكل ذلك من كلام العرب ، ومعنى الآية أَن الناظر إذا نظر إلى ما لا يحل له النظر إليه نظر خيانةٍ يُسِرُّها مسارقة علمها الله ، لأَنه إذا نظر أَول نظرة غير متعمد خيانة غيرُ آثم ولا خائن ، فإِن أَعاد النظر ونيتُه الخيانة فهو خائن النظر . وفي الحديث : ما كان لنبيٍّ أَن تكونَ له خائنةُ الأَعْيُن أَي يضمر في نفسه غيرَ ما يظهره ، فإِذا كف لسانه وأَومأَ بعينه فقد خان ، وإذا كان ظهور تلك الحالة من قِبَل العين سميت خائِنَةَ العين ، وهو من قوله عز وجل : يعلم خائنة الأَعين ؛ أَي ما يَخُونون فيه من مُسارقة النظر إلى ما لا يحل . والخائِنةُ : بمعنى الخيانة ، وهي من المصادر التي جاءت على لفظ الفاعلة كالعاقبة . وفي الحديث : أَنه رَدَّ شهادَةَ الخائن والخائنة ؛ قال أَبو عبيد : لا نراه خَصَّ به الخِيانةَ في أَمانات الناس دون ما افترض الله على عباده وأْتمنهم عليه ، فإِنه قد سمى ذلك أَمانة فقال : يا أيها الذين آمنوا لا تَخُونوا الله والرسولَ وتَخُونوا أَماناتكم ؛ فمن ضَيَّع شيئاً مما أَمر الله به أَو رَكِبَ شيئاً مما نَهى عنه فليس ينبغي أَن يكون عدلاً . والخُوانُ والخِوَانُ : الذي يُؤْكل عليه ، مََُعَرَّبٌ ، والجمع أَخْوِنة في القليل ، وفي الكثير خِونٌ . قال عدِيٌّ : لِخُونٍ مَأْدُوبةٍ وزَمير ؛ قال سيبويه : لم يحركوا الواو كراهة الضمة قبلها والضمة فيها . والإخْوَانُ : كالخِوانِ . قال ابن بري : ونظيرُ خُوَانٍ وخُونٍ بِوانٌ وبُونٌ ، ولا ثالث لهما ، قال : وأَما عَوَانٌ وعُونٌ فإِنه مفتوح الأَول ، وقد قيل بُوانٌ ، بضم الباء . وقد ذكر ابن بري في ترجمة بون أَن مثلهما إِوَانٌ وأُوانٌ ، ولم يذكر هذا القول ههنا . الليث : الخِوَان المائدة ، مُعرَّبة . وفي حديث الدابة : حتى إن أَهلَ الخِوَانِ ليجتمعون فيقول هذا يا مؤْمن وهذا يا كافر ، وجاءَ في رواية : الإخوان ، بهمزة ، وهي لغة فيه . وقوله في حديث أَبي سعيد : فإِذا أَنا بأَخاوِينَ عليها لُحومٌ منتنة ، هي جمع خِوَانٍ وهو ما يوضع عليه الطعامُ عند الأَكل ؛ وبالإخوَانِ فسِّر قول الشاعر : ومَنْحَرِ مِئْناثٍ تَجُرُّ حُوارُها ، ومَوْضِع إِخوانٍ إلى جَنْبِ إخوانِ . عن أَبي عبيد . والخَوَّانةُ : الاسْتُ . والعرب تسمي ربيعاً الأَوَّلَ : خَوَّاناً وخُوَّاناً ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : وفي النِّصْفِ من خَوَّانَ وَدَّ عَدُوُّنا بأَنَّه في أَمْعاءِ حُوتٍ لَدَى البَحْرِ (* قوله « أي قريباً » عبارة القاموس : أي اقترب مني ). قال جرير : أَعَيّاشُ ، قد ذاقَ القُيونُ مَراسَتي وأَوقدتُ ناري ، فادْنُ دونك فاصطلي . قال : ودون بمعنى خلف وقدّام . ودُونك الشيءَ ودونك به أَي خذه . ويقال في الإغراء بالشيء : دُونَكه . قالت تميم للحجاج : أَقْبِرْنا صالحاً ، وقد كان صَلَبه ، فقال : دُونَكُموه . التهذيب : ابن الأَعرابي يقال ادْنُ دُونك أَي اقترِبْ ؛ قال لبيد : مِثْل الذي بالغَيْلِ يَغْزُو مُخْمَداً ، يَزْدادُ قُرْباً دُونه أَن يُوعَدا . مُخْمد : ساكن قد وَطَّن نفسه على الأَمر ؛ يقول : لا يَرُدُّه الوعيدُ فهو يتقدَّم أَمامه يَغشى الزَّجْرَ ؛ وقال زهير بن خَبَّاب : وإن عِفْتَ هذا ، فادْنُ دونك ، إنني قليلُ الغِرار ، والشَّرِيجُ شِعاري . الغِرار : النوم ، والشريج : القوس ؛ وقول الشاعر : تُريكَ القَذى من دُونها ، وهي دُونه ، إذا ذاقَها من ذاقَها يَتَمَطَّقُ . فسره فقال : تُريك هذه الخمرُ من دونها أَي من ورائها ، والخمر دون القذى إليك ، وليس ثم قذًى ولكن هذا تشبيه ؛ يقول : لو كان أَسفلها قذى لرأَيته . وقال بعض النحويين : لدُونَ تسعة معانٍ : تكون بمعنى قَبْل وبمعنى أَمامَ وبمعنى وراء وبمعنى تحت وبمعنى فوق وبمعنى الساقط من الناس وغيرهم وبمعنى الشريف وبمعنى الأَمر وبمعنى الوعيد وبمعنى الإغراء ، فأَما دون بمعنى قبل فكقولك : دُون النهر قِتال ودُون قتل الأَسد أَهوال أَي قبل أَن تصل إلى ذلك . ودُونَ بمعنى وراء كقولك : هذا أَمير على ما دُون جَيحونَ أَي على ما وراءَه . والوعيد كقولك : دُونك صراعي ودونك فتَمرَّسْ بي . وفي الأَمر : دونك الدرهمَ أَي خذه . وفي الإِغراء : دونك زيداً أَي الزمْ زيداً في حفظه . وبمعنى تحت كقولك : دونَ قَدَمِك خَدُّ عدوّك أَي تحت قدمك . وبمعنى فوق كقولك : إن فلاناً لشريف ، فيجيب آخر فيقول : ودُون ذلك أَي فوق ذلك . وقال الفراء : دُونَ تكون بمعنى على ، وتكون بمعنى عَلَّ ، وتكون بمعنى بَعْد ، وتكون بمعنى عند ، وتكون إغراء ، وتكون بمعنى أَقلّ من ذا وأَنقص من ذا ، ودُونُ تكون خسيساً . وقال في قوله تعالى : ويعملون عمَلاً دُون ذلك ؛ دون الغَوْص ، يريد سوى الغَوْص من البناء ؛ وقال أَبو الهيثم في قوله : يَزيدُ يَغُضُّ الطَّرفَ دُوني . أَي يُنَكِّسُه فيما بيني وبينه من المكان . يقال : ادْنُ دونك أَي اقترِبْ مني فيما بيني وبينك . والطَّرفُ : تحريك جفون العينين بالنظر ، يقال لسرعة من الطَّرف واللمْح . أَبو حاتم عن الأَصمعي : يقال يكفيني دُونُ هذا ، لأَنه اسم . والدِّيوانُ : مُجْتَمع الصحف ؛ أَبو عبيدة : هو فارسي معرب ؛ ابن السكيت : هو بالكسر لا غير ، الكسائي : بالفتح لغة مولَّدة وقد حكاها سيبويه وقال : إنما صحَّت الواو في دِيوان ، وإن كانت بعد الياء ولم تعتل كما اعتلت في سيد ، لأَن الياء في ديوان غير لازمة ، وإنما هو فِعّال من دَوَّنْتُ ، والدليل على ذلك قولهم : دُوَيْوِينٌ ، فدل ذلك أَنه فِعَّال وأَنك إنما أَبدلت الواو بعد ذلك ، قال : ومن ، قال دَيْوان فهو عنده بمنزلة بَيْطار ، وإنما لم تقلب الواو في ديوان ياء ، وإن كانت قبلها ياء ساكنة ، من قِبَل أَن الياء غير ملازمة ، وإنما أُبدلت من الواو تخفيفاً ، أَلا تراهم ، قالوا دواوين لما زالت الكسرة من قِبَل الواو ؟ على أَن بعضهم قد ، قال دَياوِينُ ، فأَقرّ الياء بحالها ، وإن كانت الكسرة قد زالت من قِبَلها ، وأَجرى غير اللازم مجرى اللازم ، وقد كان سبيله إذا أَجراها مجرى الياء اللازمة أَن يقول دِيّانٌ ، إلا أَنه كره تضعيف الياء كما كره الواو في دَياوِين ؛ قال : عَداني أَن أَزورَكِ ، أُمَّ عَمروٍ ، دَياوِينٌ تُنَفَّقُ بالمِدادِ . الجوهري : الدِّيوانُ أَصله دِوَّانٌ ، فعُوِّض من إحدى الواوين ياء لأَنه يجمع على دَواوينَ ، ولو كانت الياء أَصلية لقالوا دَياوين ، وقد دُوِّنت الدَّواوينُ . قال ابن بري : وحكى ابن دريد وابن جني أَنه يقال دَياوين . وفي الحديث : لا يَجْمَعهم ديوانُ حافظٍ ؛ قال ابن الأَثير : هو الدفتر الذي يكتب فيه أَسماء الجيش وأَهلُ العطاء . وأَول من دَوَّنَ الدِّيوان عمر ، رضي الله عنه ، وهو فارسي معرب . ابن بري : وديوان اسم كلب ؛ قال الراجز : أَعْدَدْتُ ديواناً لدِرْباسِ الحَمِتْ ، متى يُعايِنْ شَخْصَه لا يَنْفَلِتْ . ودِرْباس أَيضاً : كلب أَي أَعددت كلبي لكلب جيراني الذي يؤذيني في الحَمْتِ . "
خلج(المعجم لسان العرب)
" الخَلْجُ : الجَذْبُ . خَلَجَهُ يَخْلِجُه خَلْجاً ، وتَخَلَّجَهُ ، واخْتَلَجَهُ إِذا جَبَذَهُ وانْتَزَعَهُ ؛ أَنشَد أَبو حنيفة : إِذا اخْتَلَجَتْها مُنْجِياتٌ ، كأَنها صُدورُ َْراقٍ ، ما بِهِنَّ قُطُوعُ شبه أَصابعه في طولها وقلة لحمها بصدور عَرَاقي الدَّلْو ؛ قال العجاج : فإَنْ يَكُنْ هذا الزمانُ خَلَجا ، فقَدْ لَبِسْنا عَيْشَه المُخَرْفَجا يعني قد خلج حالاً ، وانتزعها وبَدَّلَها بغيرها ؛ وقال في التهذيب : فإِن يكن هذا الزمان خلجا أَي نحى شيئاً عن شيء . وفي الحديث : يَخْتَلِجُونَهُ على باب الجنة أَي يجتذبونه ؛ ومنه حديث عمار وأُم سلمة : فاخْتَلَجَها مِنْ جُحْرِها . وفي حديث عَليٍّ في ذكر الحياة : إِن الله جعل الموت خالِجاً لأَشْطانِها أَي مُسْرِعاً في أَخذِ حِبالِها . وفي الحديث : تَنْكَبُ المَخالِجُ عن وضَحِ السبيل أَي الطُّرُقُ المُتَشَعِّبَةُ عن الطريق الأَعظم الواضح . وفي حديث المغيرة : حتى تَرَوْهُ يَخْلِجُ في قومه أَو يَحْلِجُ أَي يسرع في حُبِّهمْ . وأَخْلَجَ هو : انجذب . وناقة خَلُوجٌ : جُذِبَ عنها ولدها بذبح أَو موت فَحَنَّتْ إِليه وقَلَّ لذلك لبنها ، وقد يكون في غير الناقة ؛ أَنشد ثعلب : يَوْماً تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجا أَراد كلَّ مرضعة ؛ أَلا تراه ، قال بعد هذا : وكلَّ أُنْثى حَمَلَتْ خَدُوجا ، وكلَّ صاحٍ ثَمِلاً مَرُوجا ؟ وإِنما يذهب في ذلك إِلى قوله تعالى : يَومَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ وتَضَعُ كلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وتَرَى النَّاسَ سُكارَى وما هُمْ بِسُكارى . وقيل : هي التي تَخلِجُ السَّيْرَ من سُرْعَتِها أَي تجذبه ، والجمع خُلُجٌ وخِلاجٌ ؛ قال أَبو ذؤيب : أَمِنْك البَرْقُ أَرْقُبُهُ ، فَهَاجا ، فَبِتُّ إِخالُه دُهْماً خِلاجا ؟ أَمِنك أَي من شِقِّك وناحيتك . دُهْماً : إِبِلاَّ سُوداً . شبه صوت الرعد بأَصوات هذه الخلاج لأَنها تَحَانُّ لفقد أَولادها . ويقال للمفقود من بين القوم والميت : قد اخْتُلِجَ من بينهم فذهب به . وفي الحديث : لَيَرِدَنَّ عليَّ الحَوضَ أَقوامٌ ثم لَيُخْتَلَجُنَّ دوني أَي يُجْتَذَبونَ ويُقْتَطَعُون . وفي الحديث : فَحَنَّتِ الخَشَبَةُ حَنِينَ النَّاقَةِ الخَلُوجِ ؛ هي التي اخْتُلِجَ وَلَدُها أَي انْتُزِعَ منها . والإِخْلِيجَةُ : الناقة المُخْتَلَجَةُ عن أُمها ؛ قال ابن سيده : هذه عبارة سيبويه ، وحكى السيرافي أَنها الناقة المُخْتَلَجُ عنها وَلَدُها ، وحكي عن ثعلب أَنها المرأَة المُخْتَلَجَةُ عن زوجها بموت أَو طلاق ، وحكي عن أَبي مالك أَنه نَبْتٌ ؛ قال : وهذا لا يطابق مذهب سيبويه لأَنه على هذا اسم وإِنما وضعه سيبويه صفة ؛ ومنه سمي خَلِيجُ النهر خَلِيجاً . والخَلِيجُ من البحر : شَرْمٌ منه . ابن سيده : والخَلِيجُ ما انقطع من معظم الماء لأَنه يُجْبَذُ منه ، وقد اختُلِجَ ؛ وقيل : الخليج شعبة تنشعب من الوادي تُعَبِّرُ بَعْضَ مائه إِلى مكان آخر ، والجمع خُلْجٌ وخُلْجانٌ . وخَلِيجَا النهر : جَناحاه . وخَلِيجُ البحر : رِجْلٌ يَخْتَلِجُ منه ، قال : هذا قول كراع . التهذيب : والخليج نهر في شق من النهر الأَعظم . وجناحا النهر : خليجاه ؛
وأَنشد : إِلى فَتًى قاضَ أَكُفّ الفِتْيانْ ، فَيْضَ الخَلِيجِ مَدَّهُ خَلِيجانْ وفي الحديث : أَن فلاناً ساق خَلِيجاً ؛ الخلِيجُ : نهر يُقتطع من النهر الأَعظم إِلى موضع ينتفع به فيه . ابن الأَعرابي : الخُلُجُ التَّعِبُونَ . والخُلُجُ : المُرْتَعِدُو الأَبدانِ . والخُلُجُ : الحِبالُ . ابن سيده : والخليج الحبل لأَنه يَحْبِذُ ما شُدَّ به . والخليج : الرَّسَنُ لذلك ؛ التهذيب :، قال الباهلي في قول تميم بن مقبل : فَبَاتَ يُسامي ، بَعْدَما شُجَّ رَأْسُه ، فُحُولاً جَمَعْنَاها تَشِبُّ وتَضْرَحُ وباتَ يُغَنَّى في الخَليج ، كأَنه كُمَيْتٌ مُدَمًّى ، ناصِعُ اللَّوْنِ أَقْرَح ؟
قال : يعني وتِداً رُبِطَ به فَرَسٌ . يقول : يقاسي هذه الفحول أَي قد شدَّت به ، وهي تنزو وترمح . وقوله : يُغَنَّى أَي تَصْهَلُ عنده الخيل . والخَلِيجُ : حَبْلٌ خُلِجَ أَي فتل شزراً أَي فتل على العَسْراءِ ؛ يعني مِقْوَدَ الفَرَسِ . كُمَيْتٌ : من نعت الوتد أَي أَحْمَرُ من طَرْفاءَ . قال : وقرحته موضع القطع ؛ يعني بياضه ؛ وقيل : قرحته ما تمج عليه من الدم والزَّبَدِ . ويقال للوتد خليج لأَنه يجذب الدابة إِذا ربطت إِليه . وقال ابن بري في البيتين : يصف فرساً رُبط بحبل وشدَّ بوتِد في الأَرض فجعل صهيل الفرس غناء له ، وجعله كميتاً أَقرَح لما علاه من الزَّبَد والدم عند جذبه الحبل . ورواه الأَصمعي : وبات يُغَنَّى أَي وبات الوتد المربوط به الخيلُ يُغَنَّى بصهيلها أَي بات الوتد والخيل تصهل حوله ، ثم ، قال : أَي كأَن الوتد فرس كميت أَقرَح أَي صار عليه زبد ودم ؛ فبالزبد صار أَقرَح ، وبالدم صار كميتاً . وقوله : يُسامي أَي يجذب الأَرسان . والشباب في الفرس : أَن يقوم على رجليه . وقوله : تضرح أَي ترمح بأَرجلها . ابن سيده : وخَلَجَتِ الأُمُّ ولدها تَخْلِجُه ، وجذبته تجذبه : فطمته ؛ عن اللحياني ، ولم يخصَّ من أَيّ نوع ذلك . وخَلَجْتُها : فَطَمْتُ ولَدَها ؛ قال أَعرابي : لا تَخْلِجِ الفصيلَ عن أُمه ، فإن الذئب عالم بمكان الفصيل اليتيم ؛ أَي لا تفرق بينه وبين أُمه . وتَخَلَّجَ المجنونُ في مشيته : تجاذب يميناً وشمالاً . والمجنون يتخلج في مشيته أَي يتمايل كأَنما يجتذب مرَّة يمنةً ومرة يسرة . وتخَلَّج المفلوج في مشيته أَي تفكك وتمايل ؛ ومنه قول الشاعر : أَقْبَلَتْ تَنْفُضُ الحُلاءَ بِعَيْنَيْها ، وتَمْشِي تَخَلُّجَ المَجْنُونِ والتَّخَلُّجُ في المشي : مثل التخلع ؛ قال جرير : وأَشْفِي مِنْ تَخَلُّجِ كلِّ جِنٍّ ، وأَكْوِي النَّاظِرَيْنِ منَ الخُنانِ وفي حديث الحسن : رأَى رجلاً يمشي مِشْيَةً أَنكرها ، فقال : يَخْلِجُ في مِشْيَتِهِ خَلَجَانَ المجنون أَي يجتذب مَرَّةً يَمْنَةً ومَرَّةً يَسْرَةً . والخَلَجان ، بالتحريك : مصدر كالنزوان . والخالِجُ : المَوْتُ ، لأَنه يَخْلج الخليقة أَي يجذبها . واخْتَلَجَتِ المَنِيَّةُ القومَ أَي اجتذبتهم . وخُلِجَ الفَحْلُ : أُخْرِجَ عن الشَّوْل قبل أَن يقدر . الليث : الفحلُ إِذا أُخْرِجَ من الشَّوْلِ قبل قُدُوره فقد خُلِجَ أَي نُزِعَ وأُخرج ، وإِن أُخْرِجَ بعد قُدُورِه فقد عُدِلَ فانْعَدَلَ ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : وأَبِيتُ تَخْلِجُني الهُمُومُ ، كأَنَّني دَلْوُ السُّقاةِ ، تُمَدُّ بالأَشْطانِ واخْتَلَجَ في صدري هَمٌّ . الليث : يقال : خَلَجَتْه الخَوالِجُ أَي شغلته الشواغل ؛
وأَنشد : وتَخْلِجُ الأَشكالُ دونَ الأَشكال وخَلَجَني كذا أَي شغلني . يقال : خَلَجَتْه أُمورُ الدنيا وتَخَالَجَتْه الهموم : نازعته . وخالَجَ الرجلَ : نازعه . ويقال : تَخَالَجَتْه الهموم إِذا كان له هَمٌّ في ناحيةٍ وهمٌّ في ناحية كأَنه يجذبه إِليه . وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، صلى بأَصحابه صلاةً جهر فيها بالقراءة ، وقرأَ قارئٌ خلفه فجهر ، فلما سلَّم ، قال : لقد ظَنَنْتُ أَن بعضكم خالَجَنِيها ؛ قال : معنة قوله خالجنيها أَي نازعني القراءة فجهر فيما جهرت فيه ، فنزع ذلك من لساني ما كنت أَقرؤُه ولم أَستمرّ عليه . وأَصل الخَلْجِ : الجَذْبُ والنزع . واخْتَلَجَ الشيءُ في صدري وتَخَالَجَ : احْتَكَأَ مع شَكٍّ . وفي حديث عديّ ، قال له عليه السلام : لا يَخْتَلِجَنَّ في صدرك أَي لا يتحرَّك فيه شيءٌ من الريبة والشك ، ويروى بالحاء ، وهو مذكور في موضعه . وأَصل الاختلاج : الحركة والاضطرب ؛ ومنه حديث عائشة ، رضي الله عنها ، وقد سئلت عن لحم الصيد للمحرم ، فقالت : إِن يَخْلِجْ في نفسك شيءٌ فَدَعْهُ . وفي الحديث : ما اخْتَلَجَ عِرْقٌ إِلاَّ ويكفر الله به . وفي حديث عبد الرحمن بن أَبي بكر ، رضي الله عنهما : أَن الحكم بن أَبي العاصي أَبا مروان كان يجلس خلف النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فإِذا تكلم اخْتَلَجَ بوجهه فرآه ، فقال : كن كذلك ، فلم يزل يختلج حتى مات ؛ أَي كان يحرِّك شفتيه وذقنه استهزاء وحكايةً لفعل سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فبقي يرتعد إِلى أَن مات ؛ وفي رواية : فَضُرِبَ بِهَمٍ شهرين ثم أَفاقَ خَلِيجاً أَي صُرِعَ ؛ قال ابن الأَثير : ثم أَفاق مُخْتَلَجاً قد أُخذ لحمه وقوَّته ، وقيل مرتعشاً . ونَوًى خَلُوجٌ بَيِّنَةُ الخِلاج ، مشكوك فيها ؛ قال جرير : هذا هَوًى شَغَفَ القُؤَادَ مُبَرِّحٌ ، ونَوًى تَقَاذَفُ غَيرُ ذاتِ خِلاجِ وقال شمر : إِني لَبَيْنَ خالِجَيْنِ في ذلك الأَمر أَي نفسين . وما يُخَالِجُني في ذلك الأَمر شكٌّ أَي ما أَشك فيه . وخَلَجَهُ بعينه وحاجبه يَخْلِجُه ويَخْلُجُه خَلْجاً : غمزه ؛ قال حبينة بن طريف العكلي ينسب بليلى الأَخيلية : جارِيَةٌ من شِعْبِ ذِي رُعَيْنِ ، حَيَّاكَةٌ تَمْشِي بِعُلْطَتَيْنِ قد خَلَجَتْ بِحاجِبٍ وعَيْنِ ، يا قَوْمُ ، خَلُّوا بَيْنَها وبَيْني أَشَدَّ ما خُلِّيَ بيْنَ اثْنَينِ والعُلْطَة : القلادة . والعين تختلج أَي تضطرب ، وكذلك سائر الأَعضاء . الليث : يقال أَخْلَجَ الرجلُ حاجبيه عن عينيه واخْتَلَجَ حاجباه إِذا تحركا ؛
وأَنشد : يُكَلِّمُني ويَخْلِجُ حاجِبَيْه ، لأَحْسِبَ عِنْدَه عِلْماً قديما وفي حديث شريح : أَن نسوة شهدنَ عنده على صبي وقع حيّاً يَتَخَلَّجُ أَي يتحرَّك ، فقال : إِن الحيَّ يرث الميت ، أَتشهدن بالاستهلال ؟ فأَبطل شهادتهن . شمر : التَّخَلُّجُ التحرُّك ؛ يقال : تَخَلَّجَ الشيءُ تَخَلُّجاً واخْتَلَجَ اخْتِلاجاً إِذا اضطرب وتحرَّك ؛ ومنه يقال : اخْتَلَجَتْ عينه وخَلَجَتْ تَخْلِجُ خُلوجاً وخَلَجاناً ، وخَلَجْتُ الشيءَ : حركته ؛ وقال الجعدي : وفي ابن خُرَيْقٍ ، يَوْمَ يَدْعُو نِساءَكمْ حَوَاسِرَ ، يَخْلُجْنَ الجِمالَ المَذَاكِي ؟
قال أَبو عمرو : يَخْلُجْنَ يحرِّكن ؛ وقال أَبو عدنان : أَنشدني حماد بن عماد بن سعد : يا رُبَّ مُهْرٍ حَسَنٍ وَقَاحِ ، مُخَلَّجٍ مِنْ لَبَنِ اللِّقَاح ؟
قال : المُخَلَّجُ الذي قد سمن ، فلحمه يَتَخَلَّجُ تَخَلُّجَ العين أَي يضطرب . وخَلَجَتْ عينه تَخْلِجُ وتَخْلُجُ خُلُوجاً واخْتَلَجَتْ إِذا طارت . والخَلْجُ والخَلَجُ : داءٌ يصيب البهائم تَخْتَلِجُ منه أَعضاؤُها . وخَلَجَ الرجلُ رُمْحَهُ يَخْلِجُهُ ويَخْلُجُهُ ، واخْتَلَجَهُ : مَدَّهُ من جانب . قال الليث : إِذا مَدَّ الطاعنُ رُمحه عن جانب ، قيل : خَلَجَهُ . قال : والخَلْجُ كالانتزاع . والمَخْلُوجَةُ : الطعنة ذات اليمين وذات الشمال . وقد خَلَجَه إِذا طعنه . ابن سيده : المخلوجة الطعنة التي تذهب يَمْنَةً ويَسْرَةً . وأَمْرُهم مَخْلوجٌ : غير مستقيم . ووقعوا في مَخْلُوجَةٍ من أَمرهم أَي اختلاط ؛ عن ابن الأَعرابي . ابن السكيت : يقال في الأَمثال : الرَّأْيُ مَخْلُوجَةٌ وليستْ بِسُلْكَى ؛ قال : قوله مخلوجة أَي تصرف مرَّة كذا ومرَّة كذا حتى يصح صوابه ، قال : والسُّلكى المستقيمة ؛ وقال في معنى قول امرئ القيس : نَطْعُنُهُم سُلْكَى ومَخْلُوجَةً ، كَرَكِّ لأْمَيْنِ على نابِلِ يقول : يذهب الطعن فيهم ويرجع كما تَرُدُّ سهمين على رامٍ رمى بهما . قال : والسُّلْكَى الطعنة المستقيمة ، والمَخْلُوجَةُ على اليمين وعلى اليسار . والمَخْلُوجَةُ : الرأي المصيب ؛ قال الحطيئة : وكنتُ ، إِذا دَارَتْ رَحَى الحَرْبِ ، رُعْتُهُ بِمَخْلُوجَةٍ ، فيها عن العَجْزِ مَصْرِفُ والخَلْجُ : ضَرْبٌ من النكاح ، وهو إِخْرَاجُهُ ، والدَّعْسُ إِدْخالُه . وخَلَجَ المرأَة يَخْلِجُها خَلْجاً : نَكَحها ؛ قال : خَلَجْتُ لها جارَ اسْتِها خَلَجاتٍ واخْتَلَجَها : كَخَلَجَها . والخَلَجُ ، بالتحريك : أَن يشتكي الرجل لحمه وعظامه من عمل يعمله أَو طول مشي وتعبٍ ؛ تقول منه : خَلِجَ ، بالكسر ؛ قال الليث : إِنما يكون الخَلَجُ من تَقَبُّضِ العَصب في العضد حتى يعالج بعد ذلك فيستطلق ، وإِنما قيل له : خَلَجٌ لأَن جذبه يَخْلُجُ عضده . ابن سيده : وخَلِجَ البعير خَلَجاً ، وهو أَخْلَجُ ، وذلك أَن يتقبض العصب في العضد حتى يعالج بعد ذلك فيستطلق . وبيننا وبينهم خُلْجَةٌ : وهو قدر ما يمشي حتى يُعْيي مرَّة واحدة . التهذيب : والخَلَجُ ما اعْوَجَّ من البيت . والخَلَجُ : الفساد في ناحية البيت . وبيت خَلِيجٌ : مُعْوَجٌّ . والخَلُوجُ من السحاب : المتفرِّق كأَنه خُلِجَ من معظم السحاب ، هذلية . وسحابة خَلُوجٌ : كثيرة الماءِ شديدة البرق . وناقة خَلُوجٌ : غزيرة اللبن ، من هذا ، والجمع خُلُجٌ . التهذيب : وناقة خَلُوجٌ كثير اللبن ، تحنُّ إِلى ولدها ؛ ويقال : هي التي تَخْلِجُ السَّيْرَ من سُرْعتِها . والخَلُوجُ من النُّوق : التي اخْتُلِجَ عنها ولدها فَقَلَّ لذلك لبنها . وقد خَلَجْتُها أَي فطمت ولدها . والخَلِيجُ : الجَفْنَةُ ، والجمع خُلُجٌ ؛ قال لبيد : ويُكَلِّلُونَ ، إِذا الرِّياحُ تَنَاوَحَتْ ، خُلُجاً تُمَدُّ شَوارِعاً أَيْتَامُها وجَفْنَةٌ خَلُوجٌ : قعيرة كثيرة الأَخذ من الماء . والخُلُجُ : سُفُنٌ صغار دون العَدَوْليِّ . أَبو عمرو : الخِلاجُ العِشْق الذي ليس بمحكم . الليث : المُخْتَلِجُ من الوجوه القليل اللحم الضامر . ابن سيده : المُخْتَلِجُ الضامر ؛ قال المخبل : وتُرِيكَ وَجْهاً كالصَّحِيفَةِ ، لا ظَمْآنُ مُخْتَلِجٌ ، ولا جَهْمُ وفرسٌ إِخْلِيجٌ : جوادٌ سريع ؛ التهذيب : وقول ابن مقبل : وأَخْلَجَ نَهَّاماً ، إِذا الخَيْلُ أَوْعَنَتْ ، جَرى بسِلاحِ الكَهْلِ ، والكهلُ أَجْرَ ؟
قال : الأَخْلَجُ الطويل من الخيل الذي يَخْلِجُ الشَّدَّ خَلْجاً أَي يجذبه ، كما ، قال طرفة : خُلُجُ الشَّدِّ مُشِيحاتُ الحُزُمْ والخِلاجُ والخِلاسُ : ضُرُوبٌ من البرود مخطَّطة ؛ قال ابن أَحمر : إِذا انْفَرَجَتْ عنه سَمَادِيرُ خَلْفِهِ ، بِبُرْدَيْنِ مِنْ ذاك الخِلاجِ المُسَهَّمِ ويروى من ذاك الخِلاسِ . والخَلِيجُ : قبيلة ينسبون في قريش ، وهم قوم من العرب كانوا من عَدْوَانَ ، فأَلحقهم عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، بالحرث بن مالك بن النضر بن كنانة ، وسمُّوا بذلك لأَنهم اختلجوا من عدوان . التهذيب : وقوم خُلْجٌ إِذا شُك في أَنسابهم فتنازع النسب قوم ، وتنازعه آخرون ؛ ومنه قول الكميت : أَمْ أَنْتُمُ خُلُجٌ أَبْنَاءُ عُهَّارِ ورجل مُخْتَلَجٌ : وهو الذي نقل عن قومه ونسبه فيهم إلى قوم آخرين ، فاختلف في نسبه وتنوزع فيه . قال أَبو مجلز : إِذا كان الرجل مُخْتَلَجاً فَسَرَّكَ أَن لا تَكْذِبَ فانْسُبْهُ إِلى أُمِّهِ ؛ وقال غيره : هم الخُلُجُ الذين انتقلوا بنسبهم إِلى غيرهم . ويقال : رجل مُخْتَلَجٌ إِذا نوزع في نسبه كأَنه جذب منهم وانتزع . وقوله : فانسبه إِلى أُمه أَي إِلى رهطها لا إِليها نفسها . وخَلِيجٌ الأَعْيَوِيُّ : شاعر ينسب إِلى بني أُعَيٍّ حَيٍّ من جَرْمٍ . وخَلِيجُ بنُ مُنازِلِ بن فُرْعانَ : أَحد العَقَقَة ، يقول فيه أَبوه مُنازِل (* قوله « منازل » كذا بالأصل بضم الميم وفي القاموس بفتحها .): تَظَلَّمَني حَقِّي خَلِيجٌ ، وعَقَّني على حِينِ كانتْ ، كالحَنِيِّ ، عِظامي وقول الطرماح يصف كلاباً : مُوعَباتٌ لأَخْلَجِ الشِّدقِ سَلْعا مٍ ، مُمَرٍّ مَفْتُولَةٍ عَضُدُهْ كَلْبٌ أَخلج الشِّدْقِ : واسِعُهُ . "