وصف و معنى و تعريف كلمة أختنك:


أختنك: كلمة تتكون من خمس أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ كاف (ك) و تحتوي على ألف همزة (أ) و خاء (خ) و تاء (ت) و نون (ن) و كاف (ك) .




معنى و شرح أختنك في معاجم اللغة العربية:



أختنك

جذر [خنك]

  1. بُخْنُكُ
    • ـ بُخْنُكُ: البُخْنُقُ.

    المعجم: القاموس المحيط

,
  1. خَتَا
    • ـ خَتَا يَخْتُو : انْكَسَرَ من حُزْنٍ أو فَزَعٍ أو مَرَضٍ فَتَخَشَّعَ ، كاخْتَتَى ،
      ـ خَتَا الثَّوْبَ : فَتَلَ هُدْبَهُ ، فهو مَخْتُوٌّ ،
      ـ خَتَا فُلاناً : كَفَّهُ عن الأَمْرِ .
      ـ أَخْتَى : باع مَتَاعَهُ كَسْراً ثَوْباً ثَوْباً .
      ـ مُخْتَتَى : النَّاقِصُ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. أختلج
    • أختلج
      1 - من بين القوم : مات .


    المعجم: الرائد

  3. أَخْتَى
    • أَخْتَى : باع مَتاعَه شيئًا فشيئًا .

    المعجم: المعجم الوسيط

  4. أختم الشّيء
    • رسم ، وضع عليه علامة ليميِّزه عن غيره .

    المعجم: عربي عامة

  5. أَختم
    • أختم - إختاما
      1 - أختم الكتاب : بلغ أن يختم . 2 - أختم الكتاب : قارب خاتمته


    المعجم: الرائد

  6. أختمَ
    • أختمَ يختم ، إختامًا ، فهو مُختِم ، والمفعول مُختَم :-
      أختم الشَّيءَ رسم ، وضع عليه علامة ليميِّزه عن غيره .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  7. أخا
    • " الأَخُ من النسَب : معروف ، وقد يكون الصديقَ والصاحِبَ ، والأَخا ، مقصور ، والأَخْوُ لغتان فيهِ حكاهما ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد لخُليجٍ الأَعْيَويّ : قد قلتُ يوماً ، والرِّكابُ كأَنها قَوارِبُ طَيْرٍ حان منها وُرُودُها لأَخْوَيْنِ كانا خيرَ أَخْوَيْن شِيمةً ، وأَسرَعه في حاجة لي أُريدُها حمَل أَسْرَعه على معنى خَيْرَ أَخْوَين وأَسرَعه كقوله : شَرّ يَوْمَيْها وأَغْواهُ لها وهذا نادرٌ ‏ .
      ‏ وأَما كراع فقال : أَخْو ، بسكون الخاء ، وتثنيته أَخَوان ، بفتح الخاء ؛ قال ابن سيده : ولا أَدري كيف هذا ‏ .
      ‏ قال ابن بري عند قوله تقول في التثنية أَخَوان ‏ .
      ‏ قال : ويَجيء في الشعر أَخْوان ، وأَنشد بيت خُلَيْج أَيضاً : لأَخْوَيْن كانا خيرَ أَخْوَين ‏ .
      ‏ التهذيب : الأَخُ الواحد ، والاثنان أَخَوان ، والجمع إِخْوان وإِخْوة ‏ .
      ‏ الجوهري : الأَخُ أَصله أَخَوٌ ، بالتحريك ، لأَنه جُمِع على آخاءٍ مثل آباء ، والذاهب منه واوٌ لأَنك تقول في التثنية أَخَوان ، وبعض العرب يقول أَخانِ ، على النقْص ، ويجمع أَيضاً على إِخْوان مثل خَرَب وخِرْبان ، وعلى إِخْوةٍ وأُخْوةٍ ؛ عن الفراء ‏ .
      ‏ وقد يُتَّسَع فيه فيُراد به الاثنان كقوله تعالى : فإِن كان له إِخْوةٌ ؛ وهذا كقولك إِنَّا فعلنا ونحن فعلنا وأَنتُما اثنان ‏ .
      ‏ قال ابن سيده : وحكى سيبويه لا أَخا ، فاعْلَمْ ، لكَ ، فقوله فاعْلم اعتراض بين المضاف والمضاف إِليه ، كذا الظاهر ، وأَجاز أَبو علي أَن يكون لك خبراً ويكون أَخا مقصوراً تامّاً غير مضاف كقولك لا عَصا لك ، والجمع من كل ذلك أَخُونَ وآخاءٌ وإِخْوانٌ وأُخْوان وإِخْوة وأُخوة ، بالضم ؛ هذا قول أَهل اللغة ، فأَما سيبويه فالأُخْوة ، بالضم ، عنده اسم للجمع وليس بِجَمْع ، لأَن فَعْلاً ليس مما يكسَّر على فُعْلة ، ويدل على أَن أَخاً فَعَلَ مفتوحة العين جمعهم إِيَّاها على أَفْعال نحو آخاء ؛ حكاه سيبويه عن يونس ؛

      وأَنشد أَبو علي : وَجَدْتُم بَنيكُم دُونَنا ، إِذْ نُسِبْتُمُ ، وأَيٌّ بَني الآخاء تَنْبُو مَناسِبُهْ ؟ وحكى اللحياني في جمعه أُخُوَّة ، قال : وعندي أَنه أُخُوّ على مثال فُعُول ، ثم لحقت الهاء لتأْنيث الجمع كالبُعُولةِ والفُحُولةِ ‏ .
      ‏ ولا يقال أَخو وأَبو إِلاّ مُضافاً ، تقول : هذا أَخُوك وأَبُوك ومررت بأَخِيك وأَبيك ورأَيت أَخاكَ وأَباكَ ، وكذلك حَموك وهَنُوك وفُوك وذو مال ، فهذه الستة الأَسماء لا تكون موحَّدة إِلاَّ مضافة ، وإِعرابُها في الواو والياء والأَلِف لأَن الواو فيها وإِن كانت من نفْس الكلمة ففيها دليل على الرفع ، وفي الياء دليل على الخفض ، وفي الأَلف دليل على النصْب ؛ قال ابن بري عند قوله لا تكون موحَّدة إِلاّ مضافة وإِعرابُها في الواو والياء والأَلِف ، قال : ويجوز أَن لا تضاف وتُعْرب بالحرَكات نحو هذا أَبٌ وأَخٌ وحَمٌ وفَمٌ ما خلا قولهم ذو مالٍ فإِنه لا يكون إِلاَّ مضافاً ، وأَما قوله عز وجل : فإِن كان له إِخْوةٌ فَلأُمِّه السُّدُسُ ، فإِنَّ الجمع ههنا موضوع موضِع الاثنين لأَن الاثنين يُوجِبان لها السدُس ‏ .
      ‏ والنسبةُ إِلى الأَخِ أَخَوِيّ ، وكذلك إِلى الأُخت لأَنك تقول أَخوات ، وكان يونس يقول أُخْتِيّ ، وليس بقياس ‏ .
      ‏ وقوله عز وجلّ : وإِخْوانُهُم يَمُدُّونَهم في الغَيِّ ؛ يعني بإِخوانهم الشياطين لأَن الكفار إِخوانُ الشياطين ‏ .
      ‏ وقوله : فإِخْوانكم في الدين أَي قد دَرَأَ عنهم إِيمانُهم وتوبتُِم إِثْمَ كُفْرهم ونَكْثِهم العُهودَ ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : وإِلى عادٍ أَخاهم هُوداً ؛ ونحوه ، قال الزجاج ، قيل في الأَنبياء أَخوهم وإِن كانوا كَفَرة ، لأَنه إِنما يعني أَنه قد أَتاهم بشَر مثلهم من وَلَد أَبيهم آدم ، عليه السلام ، وهو أَحَجُّ ، وجائز أَن يكون أَخاهم لأَنه من قومهم فيكون أَفْهَم لهم بأَنْ يأْخذوه عن رجُل منهم ‏ .
      ‏ وقولهم : فلان أَخُو كُرْبةٍ وأَخُو لَزْبةٍ وما أَشبه ذلك أَي صاحبها ‏ .
      ‏ وقولهم : إِخْوان العَزاء وإِخْوان العَمل وما أَشبه ذلك إِنما يريدون أَصحابه ومُلازِمِيه ، وقد يجوز أَن يَعْنوا به أَنهم إِخْوانه أَي إِخْوَتُه الذين وُلِدُوا معه ، وإِن لم يُولَد العَزاء ولا العمَل ولا غير ذلك من الأَغْراض ، غير أَنَّا لم نسمعهم يقولون إِخْوة العَزاء ولا إِخْوة العمَل ولا غيرهما ، إِنما هو إِخْوان ، ولو ، قالوه لجَاز ، وكل ذلك على المثَل ؛ قال لبيد : إِنَّما يَنْجَحُ إِخْوان العَمَلْ يعني من دَأَبَ وتحرَّك ولم يُقِمْ ؛ قال الراعي : على الشَّوْقِ إِخْوان العَزاء هَيُوجُ أَي الذين يَصْبِرُون فلا يَجْزَعون ولا يَخْشعون والذين هم أَشِقَّاء العمَل والعَزاء ‏ .
      ‏ وقالوا : الرُّمْح أَخوك وربما خانَك ‏ .
      ‏ وأَكثرُ ما يستعمل الإِخْوانُ في الأَصْدِقاء والإِخْوةُ في الوِلادة ، وقد جمع بالواو والنون ، قال عَقِيلُ بن عُلَّفَة المُرِّيّ : وكان بَنُو فَزارةَ شَرَّ قوم ، وكُنْتُ لهم كَشَرِّ بَني الأَخِين ؟

      ‏ قال ابن بري : وصوابه : وكانَ بَنُو فَزارة شرَّ عَم ؟

      ‏ قال : ومثله قول العبَّاس بن مِرْداس السلميّ : فقُلْنا : أَسْلموا ، إِنَّا أَخُوكُمْ ، فقد سَلِمَتْ من الإِحَنِ الصُّدورُ التهذيب : هُمُ الإِخْوةُ إِذا كانوا لأَبٍ ، وهم الإِخوان إِذا لم يكونوا لأَب ‏ .
      ‏ قال أَبو حاتم :، قال أَهلُ البَصْرة أَجمعون الإِخْوة في النسَب ، والإخْوان في الصداقة ‏ .
      ‏ تقول :، قال رجل من إِخواني وأَصْدِقائي ، فإِذا كان أَخاه في النسَب ، قالوا إِخْوَتي ، قال : وهذا غلَط ، يقال للأَصْدِقاء وغير الأَصْدِقاء إِخْوة وإِخْوان ‏ .
      ‏ قال الله عز وجل : إِنَّما المُؤْمنون إِخْوةٌ ، ولم يعنِ النسب ، وقال : أَو بُيُوتِ إِخْوانِكم ، وهذا في النسَب ، وقال : فإِخْوانُكم في الدين ومواليكمْ ‏ .
      ‏ والأُخْتُ : أُنثى الأَخِ ، صِيغةٌ على غير بناء المذكر ، والتاء بدل من الواو ، وزنها فَعَلَة فنقلوها إِلى فُعْل وأَلحَقَتْها التاءُ المُبْدَلة من لامِها بوزن فُعْل ، فقالوا أُخْت ، وليست التاء فيها بعلامة تأْنيث كما ظنَّ مَنْ لاخِبْرَة له بهذا الشأْن ، وذلك لسكون ما قبلها ؛ هذا مذهب سيبويه ، وهو الصحيح ، وقد نصَّ عليه في باب ما لا ينصرف فقال : لو سمَّيت بها رجلاً لصَرَفْتها مَعْرِفة ، ولو كانت للتأْنيث لما انصرف الاسم ، على أَن سيبويه قد تسمَّح في بعض أَلفاظه في الكتاب فقال هي علامة تأْنيث ، وإِنما ذلك تجوُّز منه في اللفظ لأَنه أَرْسَله غُفْلاً ، وقد قيَّده في باب ما لا ينصرف ، والأخْذُ بقوله المعلّل أَقْوى من الأَخْذ بقوله الغُفْل المُرْسَل ، ووجه تجوُّزه أَنه لمَّا كانت التاء لا تبدَل من الواو فيها إِلا مع المؤنث صارت كأَنها علامة تأْنيث ، وأَعني بالصيغة فيها بناءها على فُعْل وأَصلها فَعَل ، وإِبدال الواو فيها لازم لأَنَّ هذا عمل اختص به المؤنث ، والجمع أَخَوات ‏ .
      ‏ الليث : تاء الأُخْت أَصلُها هاء التأْنيث ‏ .
      ‏ قال الخليل : تأْنيث الأَخِ أُخْت ، وتاؤها هاء ، وأُخْتان وأَخَوات ، قال : والأَخُ كان تأْسِيس أَصل بنائه على فَعَل بثلاث متحرِّكات ، وكذلك الأَب ، فاستثقلوا ذلك وأَلْقَوُا الواو ، وفيها ثلاثة أَشياء : حَرْف وصَرْف وصَوْت ، فربَّما أَلْقَوُا الواو والياء بصرفها فأَبْقَوْا منها الصوْت فاعتَمد الصوْت على حركة ما قبله ، فإِن كانت الحركة فتحة صار الصوت منها أَلفاً لَيِّنة ، وإِن كانت ضمَّة صار معها واواً ليِّنَة ، وإِن كانت كسرة صار معها ياء لَيِّنة ، فاعتَمد صوْتُ واوِ الأَخِ على فتحة الخاء فصار معها أَلِفاً لَيِّنة أَخا وكذلك أَبا ، فأَما الأَلف الليِّنة في موضع الفتح كقولك أَخا وكذلك أَبا كأَلف رَبا وغَزا ونحو ذلك ، وكذلك أَبا ، ثم أَلْقَوا الأَلف استخفافاً لكثرة استعمالهم وبقيت الخاء على حركتها فجَرَتْ على وُجوه النحو لقِصَر الاسم ، فإِذا لم يُضِيفُوه قَوَّوْهُ بالتنوين ، وإِذا أَضافوا لم يَحْسُن التنوين في الإِضافة فَقَوَّوْهُ بالمدِّ فقالوا أَخو وأَخي وأَخا ، تقول أَخُوك أَخُو صِدْقٍ وأَخُوك أَخٌ صالحٌ ، فإِذا ثَنَّوْا ، قالوا أَخَوان وأَبَوان لأَن الاسم متحرِّك الحَشْو ، فلم تَصِرْ حركتُه خَلَفاً من الواو الساقِط كما صارت حركةُ الدالِ من اليَدِ وحركة الميم من الدَّمِ فقالوا دَمان ويَدان ؛ وقد جاء في الشعر دَمَيان كقول الشاعر : فلَوْ أَنَّا على حَجَرٍ ذُبِحْنا ، جَرى الدَّمَيان بالخَبَر اليَقِينِ وإِنما ، قال الدَّمَيان على الدَّمَا كقولك دَمِيَ وَجْهُ فلان أَشَدَّ الدَّما فحرَّك الحَشْو ، وكذلك ، قالوا أَخَوان ‏ .
      ‏ وقال الليث : الأُخْت كان حدُّها أَخَةً ، فصار الإِعراب على الهاء والخاء في موضع رفْع ، ولكنها انفتحت بِحال هاء التأْنيث فاعتَمدتْ عليه لأَنها لا تعتمد إِلا على حَرْف متحرِّك بالفتحة وأُسكنت الخاء فحوِّل صَرْفُها على الأَلف ، وصارتِ الهاء تاء كأَنها من أَصل الكلمة ووقعَ الإِعرابُ على التاء وأُلزمت الضمةُ التي كانت في الخاء الأَلفَ ، وكذلك نحوُ ذلك ، فافْهَمْ ‏ .
      ‏ وقال بعضهم : الأَخُ كان في الأَصل أَخْوٌ ، فحذفت الواوُ لأَنَّها وقعَتْ طَرَفاً وحرِّكت الخاءُ ، وكذلك الأَبُ كان في الأَصل أَبْوٌ ، وأمَّا الأُخْتُ فهي في الأَصل أَخْوة ، فحذِفت الواو كما حُذِفَتْ من الأَخِ ، وجُعِلتِ الهاءُ تاءً فنُقلَتْ ضمَّة الواو المحذوفة إِلى الأَلف فقيل أُخْت ، والواوُ أُختُ الضمَّة ‏ .
      ‏ وقال بعضُ النحويِّين : سُمِّي الأَخُ أَخاً لأَنَّ قَصْده قَصْد أَخيه ، وأَصله من وَخَى أَي قَصَد فقلبت الواو همزة ‏ .
      ‏ قال المبرّد : الأَبُ والأَخُ ذَهَبَ منهما الواوُ ، تقول في التثنية أَبَوانِ وأَخوانِ ، ولم يسَكِّنوا أَوائلهما لئلاَّ تدخُل أَلفُ الوَصْل وهي همزة على الهمزة التي في أَوائلهما كما فعلوا في الابْنِ والاسْمِ اللَّذَيْنِ بُنِيا على سكون أَوائلهما فَدَخَلَتْهما أَلفُ الوَصْل ‏ .
      ‏ الجوهري : وأُخْت بَيِّنة الأُخُوَّة ، وإِنما ، قالوا أُخْت ، بالضم ، ليدلّ على أَن الذاهِبَ منه واوٌ ، وصحَّ ذلك فيها دون الأَخِ لأَجل التاء التي ثَبَتَتْ في الوَصْل والوَقف كالاسْم الثلاثيّ ‏ .
      ‏ وقالوا : رَماه الله بلَيْلةٍ لا أُختَ لها ، وهي ليلة يَموت ‏ .
      ‏ وآخَى الرجلَ مُؤَاخاةً وإِخاءً ووخاءً ‏ .
      ‏ والعامَّة تقول وَاخاهُ ، قال ابن بري : حكى أَبو عبيد في الغَرِيب المصنَّف ورواه عن الزَّيْدِيِّين آخَيْتَ وواخَيتَ وآسَيْتَ ووَاسَيْتَ وآكَلْتَ وواكَلْتَ ، ووجه ذلك من جِهة القِياس هو حَمْل الماضي على المُسْتقبل إِذ كانوا يقولون يُواخِي ، بقلب الهمزة واواً على التخفيف ، وقيل : إِنَّ وَاخاهُ لغة ضعيفة ، وقيل : هي بدل ‏ .
      ‏ قال ابن سيده : وأَرَى الوِخاءَ عليها والاسم الأُخُوَّة ، تقول : بيني وبينه أُخوَّة وإِخاءٌ ، وتقول : آخَيْتُه على مثال فاعَلْته ، قال : ولغة طيِّء واخَيْته ‏ .
      ‏ وتقول : هذا رجل من آخائي بوزن أَفْعالي أَي من إِخواني ‏ .
      ‏ وما كنتَ أَخاً ولقد تأَخَّيْت وآخَيْت وأَخَوْت تَأْخُو أُخُوَّة وتآخَيا ، على تفاعَلا ، وتأَخَّيْت أَخاً أَي اتَّخَذْت أَخاً ‏ .
      ‏ وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، آخَى بين المُهاجرين والأَنصار أَي أَلَّف بينهم بأُخُوَّةِ الإِسلامِ والإِيمانِ ‏ .
      ‏ الليث : الإِخاءُ المُؤَاخاةُ والتأَخِّي ، والأُخُوَّة قَرابة الأَخِ ، والتأَخِّي اتّخاذُ الإِخْوان ‏ .
      ‏ وفي صفة أَبي بكر : لو كنتُ مُتَّخِذاً خليلاً لاتَّخَذت أَبا بكر خليلاً ، ولكن خُوَّة الإِسلام ؛ قال ابن الأَثير : كذا جاءَ في رواية ، وهِي لغة في الأُخُوَّة ‏ .
      ‏ وأَخَوْت عشرةً أَي كنت لهم أَخاً ‏ .
      ‏ وتأَخَّى الرجلَ : اتَّخذه أَخاً أَو دعاه أَخاً ‏ .
      ‏ ولا أَخا لَك بفلان أَي ليس لك بأَخٍ ؛ قال النَّابغة : وأَبْلغْ بني ذُبيان أَنْ لا أَخا لَهُمْ بعبْسٍ ، إِذا حَلُّوا الدِّماخَ فأَظْلَما وقوله : أَلا بَكَّرَ النَّاعِي بأَوْسِ بن خالدٍ ، أَخِي الشَّتْوَةِ الغَرَّاء والزَّمَن المَحْلِ وقول الآخر : أَلا هَلَك ابنُ قُرَّان الحَمِيدُ ، أَبو عمرو أَخُو الجُلَّى يَزِيد ؟

      ‏ قال ابن سيده : قد يجوز أَن يعنيا بالأَخ هنا الذي يَكْفِيهما ويُعِينُ عليهما فيَعودُ إِلى معنى الصُّحْبة ، وقد يكون أَنهما يَفْعَلان فيهما الفِعْل الحسَن فَيُكْسِبانه الثناء والحَمْد فكأَنه لذلك أَخٌ لهما ؛ وقوله : والخَمْرُ ليستْ من أَخيك ولكنْ قد تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ فَسَّره ابن الأَعرابي فقال : معناه أنَّها ليستْ بمحابيَتِك فتكفَّ عنك بَأْسَها ، ولكنَّها تَنْمِي في رأْسِك ، قال : وعندي أَن أَخيك ههنا جمع أَخ لأَنَّ التَّبعِيض يقتضي ذلك ، قال : وقد يجوز أن يكون الأَخُ ههنا واحداً يُعْنى به الجمعُ كما يَقَعُ الصديقُ على الواحد والجمع ‏ .
      ‏ قال تعالى : ولا يسأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً يُبَصَّرونَهم ؛ وقال : دَعْها فما النَّحْوِيّ من صَدِيقِها ويقال : تركتهُ بأَخِي الخيَر أي تركتهُ بِشَرٍّ ‏ .
      ‏ وحكى اللحياني عن أَبي الدِّينار وأَبي زِىاد : القومُ بأَخِي الشَّرِّ أي بِشَرٍّ ‏ .
      ‏ وتأَخَّيْت الشيء : مثل تحَرَّيْتُه ‏ .
      ‏ الأَصمعي في قوله : لا أُكَلِّمُه إلا أَخا السِّرار أي مثل السِّرار ‏ .
      ‏ ويقال : لَقِي فلان أَخا الموت أَي مثل الموت ؛ وأَنشد : لقَدْ عَلِقَتْ كَفِّي عَسِيباً بِكَزَّةٍ صَلا آرِزٍ لاقَى أَخا الموتِ جاذِبُهْ وقال امرؤ القيس : عَشِيَّة جاوَزْنا حَماةَ ، وسَيْرُنا أَخُو الجَهْدِ لا يُلْوِي على مَن تَعذَّرا أي سَيرنُا جاهِدٌ ‏ .
      ‏ والأَرْزُ : الضِّيقُ والاكْتِناز ‏ .
      ‏ يقال : دخَلْت المسجد فكان مأْرَزاً أَي غاصّاً بأَهْلِه ؛ هذا كله من ذوات الألف ، ومن ذوات الياء الأَخِيَة والأَخِيَّةُ ، والآخِيَّة ، بالمدّ والتشديد ، واحدة الأَواخي : عُودٌ يُعَرَّض في الحائط ويُدْفَن طَرَفاه فيه ويصير وسَطه كالعُروة تُشدُّ إليه الدابَّة ؛ وقال ابن السكيت : هو أن يُدْفَن طَرَفا قِطْعَة من الحَبْل في الأَرض وفيه عُصَيَّة أو حُجَيْر ويظهر منه مثل عُرْوَةٍ تُشدُّ إليه الدابة ، وقيل : هو حَبْل يُدْفن في الأَرض ويَبْرُزُ طَرَفه فيشَدُّ به ‏ .
      ‏ قال أَبو منصور : سمعت بعضَ العرب يقول للحبْل الذي يُدْفَن في الأَرض مَثْنِيّاً ويَبْرُز طَرفاه الآخران شبه حلقة وتشدّ به الدابة آخِيَةٌ ‏ .
      ‏ وقال أَعرابي لآخر : أَخِّ لي آخِيَّة أَربُط إليها مُهْرِي ؛ وإنما تُؤَخَّى الآخِيَّةُ في سُهولةِ الأَرَضِين لأنها أَرْفق بالخَيل من الأَوتاد الناشزة عن الأَرض ، وهي أَثبت في الأرض السَّهْلة من الوَتِد ‏ .
      ‏ ويقال للأَخِيَّة : الإدْرَوْنُ ، والجمع الأَدارِين ‏ .
      ‏ وفي الحديث عن أَبي سعيد الخُدْرِي : مَثَلُ المؤمن والإيمان كمثَل الفَرس في آخِيَّتِه يحول ثم يرجع إلى آخِيَّته ، وإن المؤمن يَسْهو ثم يرجع إلى الإيمان ؛ ومعنى الحديث أَنه يبعُد عن رَبِّه بالذُّنوب ، وأَصلُ إيمانه ثابت ، والجمع أَخايَا وأَواخِيُّ مشدّداً ؛ والأَخايَا على غير قياس مثل خَطِيّة وخَطايا وعِلَّتُها كعلَّتِها ‏ .
      ‏ قال أبو عبيد : الأَخِيَّة العُرْوة تُشَدُّ بها الدابة مَثْنِيَّةً في الأرض ‏ .
      ‏ وفي الحديث : لا تَجْعَلوا ظهورَكم كأخايا الدوابِّ ، يعني في الصلاة ، أي لا تُقَوِّسُوها في الصلاة حتى تصير كهذه العُرى ‏ .
      ‏ ولفُلان عند الأمير آخِيَّةٌ ثابتة ، والفعل أخَّيْت آخِيَّة تأْخِيةً ‏ .
      ‏ قال : وتأَخَّيْتُ أنا اشتقاقُه من آخِيَّة العُود ، وهي في تقدير الفعل فاعُولة ، قال : ويقال آخِيَةٌ ، بالتخفيف ، ويقال : آخى فلان في فُلان آخِيَة فكَفَرَها إذا اصْطَنَعه وأَسدى إليه ؛ وقال الكُمَيْت : سَتَلْقَوْن ما آخِيّكُمْ في عَدُوِّكُم عليكم ، إذا ما الحَرْبُ ثارَ عَكُوبُها ما : صِلَةٌ ، ويجوز أن تكون ما بمعنى أيّ كأَنه ، قال سَتَلْقَوْن أيُّ شيء آخِيُّكم في عَدوِّكم ‏ .
      ‏ وقد أَخَّيْتُ للدابَّة تَأْخِيَة وتَأَخَّيْتُ الآخِيَّةَ ‏ .
      ‏ والأَخِيَّة لا غير : الطُّنُب ‏ .
      ‏ والأَخِيَّة أَيضاً : الحُرْمة والذِّمَّة ، تقول : لفلان أَواخِيُّ وأَسْبابٌ تُرْعى ‏ .
      ‏ وفي حديث عُمر : أَنه ، قال للعباس أَنت أَخِيَّةُ آباءِ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ؛ أَراد بالأَخِيَّةِ البَقِيَّةَ ؛ يقال : له عندي أَخِيَّة أيب ماتَّةٌ قَوِيَّةٌ ووَسِيلةٌ قَريبة ، كأنه أراد : أَنت الذي يُسْتَنَدُ إليه من أَصْل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ويُتَمَسَّك به ‏ .
      ‏ وقوله في حديث ابن عُمر : يتأَخَّى مُناخَ رسول الله أي يَتَحَرَّى ويَقْصِد ، ويقال فيه بالواو أيضاً ، وهو الأَكثر ‏ .
      ‏ وفي حديث السجود : الرجل يُؤخِّي والمرأَة تَحْتَفِزُ ؛ أَخَّى الرجلُ إذا جلس على قَدَمه اليُسرى ونَصَبَ اليُمْنى ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء في بعض كتب الغريب في حرف الهمزة ، قال : والرواية المعروفة إنما هو الرجل يُخَوِّي والمرأَة تَحْتَفِزُ ‏ .
      ‏ والتَّخْويةُ : أَن يُجافي بطنَه عن الأَرض ويَرْفَعَها .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. ختل
    • " الخَتْل : تَخادُعٌ عن غَفْلَةٍ .
      خَتَله يَخْتُله ويَخْتِله خَتْلاً وخَتَلاناً وخاتَله : خَدَعه عن غَفْلة ؛ قال رويس : دَهَاني بِسِتٍّ ، كُلُّهنَّ حَبِيبةٌ إِليَّ ، وكان الموتُ ذا خَتَلانِ والتَّخاتُلُ : التَّخادُع .
      أَبو منصور : يقال للصائد إِذا استتر بشيء ليَرْمِيَ الصيد دَرَى وخَتَل الصيد .
      والمُخاتَلة : مَشْيُ الصيّاد قليلاً قليلاً في خُفْية لئلا يسمع الصيدُ حِسَّه ، ثم جُعل مثلاً لكل شيء وُرِّي بغيره وسُتِر على صاحبه ؛

      وأَنشد الفراء : حَنَتْني حانياتُ الدَّهْرِ ، حتى كأَني خاتِل يَدْنو لصَيْد قريب الخَطوِ يَحسَبُ مَن رآني ، ولَسْتُ مُقَيَّداً ، أَني بقَيْد أَي كَبِرت وضَعُفَتْ مِشْيتي .
      وفي الحديث : من أَشراط الساعة أَن تُعَطَّل السيوف من الجهاد وأَن تُخْتَلَ الدنيا بالدين أَي تطلب الدنيا بعمل الآخرة ، من خَتَله إِذا خَدَعه .
      وفي حديث الحسن في طُلاَّب العلم : وصِنْف تَعَلَّموه للاستطالة والخَتْل أَي الخِدَاع .
      وفي الحديث : كأَني أَنظر إِليه يَخْتِل الرجل ليَطْعنه أَي يُدَاوِرُه ويَطْلُبه من حيث لا يَشْعُر .
      وخَتَل الذِّئبُ الصَّيدَ : تَخَفَّى له ؛ وكلُّ خادع خاتلٌ وخَتُول ؛ وقول تأَبَّط شرّاً : ولا حَوْقَل خَطَّارة حَوْلَ بيته ، إِذا العِرْسُ آوى بَيْتُها كلَّ خَوْتَل قيل في تفسيره : الخَوْتَل الظَّرِيف ، ويجوز عندي أَن يكون من الخَتْل الذي هو الخَدِيعة بَنى منه فَوْعَلاً .
      ويقال للرجل إِذا تَسَمَّع لِسِرِّ قوم : قد اخْتَتَل ؛ ومنه قول الأَعشى : ولا تَرَاها لسِرِّ الجار تَخْتَتِل وفي نوادر الأَعراب : هو يَمْشي الخَوْتَلَى إِذا مَشَى في شِقَّة ؛ يقال : هو يَخْلِجُني بعينه ويَمْشي بي الخَوْتَلَى .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. ختن
    • " خَتَنَ الغلامَ والجارية يَخْتِنُهما ويَخْتُنهما خَتْناً ، والاسم الخِتانُ والخِتانةُ ، وهو مَخْتون ، وقيل : الخَتْن للرجال ، والخَفْضُ للنساء .
      والخَتِين : المَخْتُونُ ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء .
      والخِتانة : صناعة الخاتن .
      والخَتْنُ : فِعْل الخاتن الغُلامَ ، والخِتان ذلك الأَمْرُ كُلُّه وعِلاجُه .
      والخِتانُ : موضع الخَتْنِ من الذكر ، وموضع القطع من نَواة الجارية .
      قال أَبو منصور : هو موضع القطع من الذكر والأُنثى ؛ ومنه الحديث المرويُّ : إذا الْتَقَى الخِتانان فقد وجب الغسلُ ، وهما موضع القطع من ذكر الغلام وفرج الجارية .
      ويقال لقَطْعهما الإعْذارُ والخَفْضُ ، ومعنى التقائهما غُيُوبُ الحشفة في فرج المرأَة حتى يصير خِتانه بحذاء خِتَانِها ، وذلك أَن مدخل الذكر من المرأَة سافل عن خِتانُها لأَن ختانها مستعلٍ ، وليس معناه أَن يَمَاسَّ خِتانُه ختانها ؛ هكذا ، قال الشافعي في كتابه .
      وأَصل الخَتْن : القطعُ .
      ويقال : أُطْحِرَتْ خِتانَتُه إذا اسْتُقْصِيَتْ في القَطْعِ ، وتسمى الدَّعْوةُ لذلك خِتاناً ، وخَتَنُ الرجلِ المُتزوِّجُ بابنته أَو بأُخته ؛ قال الأَصمعي : ابن الأَعرابي : الخَتَنُ أَبو امرأَة الرجل وأَخو امرأَته وكل من كان من قِبَلِ امرأَته ، والجمع أَخْتانٌ ، والأُنثى خَتَنَة .
      وخاتَنَ الرجلُ الرجلَ إذا تَزَوَّجَ إليه .
      وفي الحديث : عليٌّ خَتَنُ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَي زوجُ ابنته ، والاسم الخُتُونة .
      التهذيب : الأَحْماءُ من قبل الزوج ، والأَخْتانُ من قبل المرأَة ، والصِّهْرُ يجمعهما .
      والخَتَنة : أُمُّ المرأَة وعلى هذا الترتيب . غيره : الخَتَنُ كل من كان من قبل المرأَة مثل الأَب والأَخ ، وهم الأَخْتانُ ، هكذا عند العرب ، وأَما العامَّةُ فخَتَنُ الرجل زوجُ ابنته ؛

      وأَنشد ابن بري للراجز : وما عَلَيَّ أَن تكونَ جارِيهْ ، حتى إذا ما بَلَغَتْ ثَمانِيَهْ زَوَّجْتُها عُتْبَةَ أَو مُعاوِيهْ ، أَخْتانُ صدقٍ ومُهورٌ عالِيَهْ .
      وأَبو بكر وعمر ، رضي الله عنهما ، خَتَنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .
      وسئل سعيد بن جبير : أَيَنْظُر الرجل إلى شعر خَتَنَتِه ؟ فقرأَ هذه الآية : ولا يُبْدِينَ زينتهن إلا لبعولتهن ، حتى قرأَ الآية فقال : لا أَراه فيهم ولا أَراها فيهنَّ ، أَراد بخَتَنَتِه أُمَّ امرأَته .
      وروى الأَزهري أَيضاً ، قال : سئل سعيد بن جبير عن الرجل يرى رأْس أُم امرأَته فتلا : لا جُناح عليهن ، إلى آخر الآية ، قال : لا أَراها فيهن .
      ابن المظفَّر : الخَتَن الصِّهْر .
      يقال : خاتَنْتُ فلاناً مُخاتَنةً ، وهو الرجل المتزوّج في القوم ، قال : والأَبوانِ أَيضاً خَتَنا ذلك الزوج .
      والخَتَنُ : زوجُ فتاة القوم ، ومن كان من قِبَلِه من رجل أَو امرأَة فهم كلهم أَخْتانٌ لأَهل المرأَة .
      وأُمّ المرأَة وأَبوها : خَتَنانِ للزوج ، الرجلُ خَتَنٌ والمرأَة خَتَنة .
      قال أَبو منصور : الخُتُونة المُصاهرة وكذلك الخُتون ، بغير هاء ؛ ومنه قول الشاعر : رأَيتُ خُتونَ العامِ ، والعامِ قَبْلَهُ ، كحائضةٍ يُزْنى بها غيرَ طاهِر .
      أَراد رأَيت مصاهرة العام والعام الذي كان قبله كامرأَة حائض زني بها ، وذلك أَنهما كانا عامَيْ جَدْبٍ ، فكان الرجل الهَجِينُ إذا كثر ماله يَخْطُبُ إلى الرجل الشريف الحسيب الصريح النسب إذا قلّ مالُه حَريمتَه فيزوّجه إياها ليكفيه مؤونتها في جدوبة السنة ، فيتشرف الهَجِينُ بها لشرف نسبها على نسبه ، وتعيش هي بماله ، غير أَنها تورث أَهلها عاراً كحائضة فُجِرَ بها فجاءها العار من جهتين : إحداهما أَنها أُتيت حائضاً ، والثانية أَن الوطءَ كان حراماً وإن لم تكُن حائضاً .
      والخُتونة أَيضاً : تَزَوُّجُ الرجل المرأَةَ ؛ ومنه قول جرير : وما اسْتَعْهَدَ الأَقوامُ من ذي خُتُونةٍ من الناسِ ، إِلا مِنكَ أَو من مُحاربِ .
      قال أَبو منصور : والخُتُونة تَجْمَعُ المُصاهرةَ بين الرجل والمرأَة ، فأَهلُ بيتها أَخْتانُ أَهل بيت الزوج وأَهلُ بيتِ الزوج أَخْتانُ المرأَةِ وأَهلِها .
      ابن شميل : سميت المُخاتَنَة مُخاتنةً ، وهي المصاهرة ، لالتقاء الخِتانَيْنِ منهما .
      وروي عن عُيَيْنة بن حِصْنٍ : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : إن موسى أَجَرَ نَفْسَه بعِفَّةِ فَرْجِهِ وشِبَعِ بَطْنِه ، فقال له خَتَنُه : إن لك في غنمي ما جاءت به ، قالِبَ لَوْنٍ ؛ قالِبَ لَوْنٍ : على غير أَلوان أُمهاتها ، أَراد بالخَتَنِ أَبا المرأَة ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  10. خلط
    • " خَلَطَ الشيء بالشيء يَخْلِطُه خَلْطاً وخَلَّطَه فاخْتَلَطَ : مَزَجَه واخْتَلَطا .
      وخالطَ الشيءَ مُخالَطة وخِلاطاً : مازَجَه .
      والخِلْطُ : ما خالَطَ الشيءَ ، وجمعه أَخْلاطٌ .
      والخِلْطُ : واحد أَخْلاطِ الطِّيب .
      والخِلْطُ : اسم كلّ نوع من الأَخْلاطِ كأَخْلاطِ الدّواء ونحوه .
      وفي حديث سعد : وإِن كان أَحدُنا ليَضَعُ كما تضعُ الشاةُ ما له خِلْطٌ أَي لا يَخْتَلِطُ نَجْوُهُم بعضُه ببعض لجَفافِه ويُبْسِه ، فإِنهم كانوا يأْكلون خبز الشعير وورقَ الشجر لفقرهم وحاجتهم .
      وأَخْلاطُ الإِنسان : أَمْزِجَتُه الأَربعة .
      وسَمْنٌ خَلِيطٌ : فيه شَحْم ولَحْم .
      والخَلِيطُ من العَلَفِ : تِبن وقَتٌّ ، وهو أَيضاً طين وتِبن يُخْلَطانِ .
      ولبَن خَلِيطٌ : مختلط من حُلو وحازِر .
      والخَلِيطُ : أَن تُحْلَب الضأْنُ على لبن المِعْزى والمِعزى على لبَن الضأْنِ ، أَو تحلب الناقةُ على لبن الغنم .
      وفي حديث النبيذِ : نهى عن الخَلِيطَيْنِ في الأَنْبِذة ، وهو أَن يجمع بين صِنْفين تمر وزبيب ، أَو عنب ورُطَب .
      الأَزهري : وأَما تفسير الخليطين الذي جاء في الأَشربة وما جاء من النهي عن شُرْبه فهو شَراب يتخذ من التمر والبُسْر أَو من العنب والزبيب ، يريد ما يُنْبَذُ من البسر والتمر معاً أَو من الزبيب والعنب معاً ، وإِنما نهى عن ذلك لأَن الأَنواع إِذا اختلفت في الانتباذ كانت أَسرَعَ للشدَّة والتخمير ، والنبيذُ المعمول من خَلِيطَيْن ذهب قوم إِلى تحريمه وإِن لم يُسكر ، أَخذاً بظاهر الحديث ، وبه ، قال مالك وأَحمد وعامّة المحدّثين ، قالوا : من شربه قبل حدوث الشدّة فيه فهو آثمٌ من جهة واحدة ، ومن شربه بعد حدوثها فيه فهو آثمٌ من جهتين : شربِ الخَلِيطيْن وشُربِ المُسْكِر ؛ وغيرُهم رَخَّص فيه وعللوا التحريم بالإِسْكار .
      وفي الحديث : ما خالَطَتِ الصدَقةُ مالاً إِلا أَهْلَكَتْه ، قال الشافعي : يعني أَنّ خِيانةَ الصدَقةِ تُتْلِفُ المالَ المَخْلُوطَ بها ، وقيل : هو تَحْذِير للعمَّال عن الخيانة في شيء منها ، وقيل : هو حَثٌّ على تعجيل أَداء الزكاة قبل أَن تُخْلَطَ بماله .
      وفي حديث الشُّفْعَةِ : الشَّرِيكُ أَوْلى من الخَلِيطِ ، والخَلِيطُ أَولى من الجارِ ؛ الشرِيكُ : المُشارِكُ في الشُّيوعِ ، والخَلِيطُ : المُشاركُ في حُقوقِ المِلك كالشِّرْبِ والطريق ونحو ذلك .
      وفي الحديث : أَن رجلين تقدّما إِلى مُعاوِيةَ فادَّعَى أَحدهما على صاحبه مالاً وكان المُدَّعي حُوَّلاً قُلَّباً مِخْلَطاً ؛ المِخْلَطُ ، بالكسر : الذي يَخْلِطُ الأَشْياء فيُلَبِّسُها على السامعين والناظرين .
      والخِلاط : اخْتِلاطُ الإِبِل والناسِ والمَواشي ؛

      أَنشد ثعلب : يَخْرُجْنَ من بُعْكُوكةِ الخِلاطِ وبها أَخْلاطٌ من الناس وخَلِيطٌ وخُلَيْطى وخُلَّيْطى أَي أَوْباشٌ مُجْتَمِعُون مُخْتَلِطُون ، ولا واحد لشيء من ذلك .
      وفي حديث أَبي سعيد : كنا نُرْزَقُ تَمْرَ الجَمْعِ على عَهْدِ رسولِ اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، وهو الخِلْطُ من التمر أَي المُخْتَلِطُ من أَنْواعِ شَتَّى .
      وفي حديث شريح : جاءه رجل فقال : إِنِّي طلقت امرأَتي ثلاثاً وهي حائض ، فقال : أَما أَنا فلا أَخْلِطُ حَلالاً بحَرامٍ أَي لا أَحْتَسِبُ بالحَيْضةِ التي وقع فيها الطلاقُ من العِدّةِ ، لأَنها كانت له حلالاً في بعض أَيام الحيضة وحراماً في بعضها .
      ووقع القومُ في خُلَيْطى وخُلَّيْطى مثال السُّمَّيْهى أَي اخْتِلاطٍ فاختلط عليهم أَمرُهم .
      والتخْلِيطُ في الأَمْرِ : الإِفْسادُ فيه .
      ويقال للقوم إِذا خَلَطُوا مالَهم بعضَه ببعض : خُلَّيْطى ؛

      وأَنشد اللحياني : وكُنَّا خُلَيطى في الجِمالِ ، فراعني جِمالي تُوالى وُلَّهاً من جِمالِك ومالُهم بينهم خِلِّيطى أَي مُخْتَلِط .
      أَبو زيد : اخْتَلَطَ الليلُ بالتُّرابِ إِذا اختلطَ على القوم أَمرهم واختلط المَرْعِيُّ بالهَمَلِ .
      والخِلِّيطى : تَخْلِيطُ الأَمْرِ ، وإِنه لَفي خُلَّيْطى من أَمرِه ؛ قال أَبو منصور : وتخفف اللام فيقال خُلَيْطى .
      وفي حديث النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، أَنه ، قال : لا خِلاطَ ولا شِناقَ في الصدقة .
      وفي حديث آخر : ما كان من خَلِيطَيْنِ فإِنهما يتراجَعانِ بينهما بالسَّوِيّةِ ؛ قال الأَزهري : كان أَبو عبيد فسّر هذا الحديث في كتاب غريب الحديث فَثَبَّجَه ولم يُفَسِّرُه على وجهه ، ثم جَوَّدَ تفسيره في كتاب الأَمْوالِ ، قال : وفسره على نحو ما فسّره الشافعي ، قال الشافعيّ : الذي لا أَشُكّ فيه أَن الخَلِيطَيْنِ الشريكان لن يقتسما الماشية ، وتراجُعُهما بالسويّة أَن يكونا خليطين في الإِبل تجب فيها الغنم فتوجد الإِبل في يد أَحدهما ، فتؤخذ منه صدقتُها فيرجع على شريكه بالسوية ، قال الشافعيّ : وقد يكون الخليطان الرجلين يتخالطان بماشيتهما ، وإِن عرف كل واحد منهما ماشيته ، قال : ولا يكونان خليطين حتى يُرِيحا ويُسَرِّحا ويَسْقِيا معاً وتكونَ فُحولُهما مُخْتَلِطةً ، فإِذا كانا هكذا صَدّقا صدقةَ الواحد بكل حال ، قال : وإِن تفرَّقا في مُراحٍ أَو سَقْيٍ أَو فُحولٍ فليسا خَليطين ويُصَدِّقانِ صدقةَ الاثنين ، قال : ولا يكونان خليطين حتى يحول عليهما حَوْلٌ من يومَ اخْتَلطا ، فإِذا حال عليهما حول من يومَ اختلطا زَكَّيا زكاةَ الواحد ؛ قال الأَزهري : وتفسير ذلك أَن النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، أَوجب على مَن مَلك أَربعين شاة فحال عليها الحولُ ، شاةً ، وكذلك إِذا ملك أَكثر منها إِلى تمام مائة وعشرين ففيها شاة واحدة ، فإِذا زادت شاةٌ واحدة على مائة وعشرين ففيها شاتان ، ولو أَن ثلاثة نفر ملكوا مائة وعشرين لكل واحد منهم أَربعون شاة ، ولم يكونوا خُلَطاء سنةً كاملة ، فعلى كل واحد منهم شاة ، فإِذا صاروا خلطاء وجمعوها على راع واحد سنة فعليهم شاة واحدة لأَنهم يصدّقون إِذا اخْتَلَطُوا ، وكذلك ثلاثة نفر بينهم أَربعون شاة وهم خلطاء ، فإن عليهم شاة كأَنّه ملكها رجل واحد ، فهذا تفسير الخلطاء في المواشي من الإِبل والبقر والغنم .
      وقوله عزّ وجلّ : وإِن كثيراً من الخلطاء ليَبْغي بعضُهم على بعض إِلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؛ فالخُلَطاء ههنا الشُّرَكاء الذين لا يَتَمَيَّزُ مِلْكُ كل واحد من مِلْكِ صاحبه إِلا بالقِسْمة ، قال : ويكون الخلطاء أَيضاً أَن يخلطوا العين المتميز بالعين المتميز كما فسر الشافعي ، ويكونون مجتمعين كالحِلَّةِ يكون فيها عشرة أَبيات ، لصاحب كل بيت ماشيةٌ على حدة ، فيجمعون مواشِيَهم على راعٍ واحد يرعاها معاً ويَسْقِيها معاً ، وكلّ واحد منهم يعرف ماله بسِمَته ونِجارِه .
      ابن الأَثير : وفي حديث الزكاة أَيضاً : لا خِلاطَ ولا وِراطَ ؛ الخِلاطُ : مصدر خالَطه يُخالِطُه مُخالَطةً وخِلاطاً ، والمراد أَن يَخْلِطَ رجل إِبله بإِبل غيره أَو بقره أَو غنمه ليمنع حق اللّه تعالى منها ويَبْخَسَ المُصَدِّقَ فيما يجب له ، وهو معنى قوله في الحديث الآخر : لا يُجْمَعُ بين متفرِّقٍ ولا يُفَرَّقُ بين مُجتمع خشيةَ الصدقة ، أَما الجمع بين المتفرِّق فهو الخِلاط ، وذلك أَن يكون ثلاثة نفر مثلاً لكل واحد أَربعون شاة ، فقد وجب على كل واحد منهم شاةٌ ، فإِذا أَظَلَّهم المُصَدِّقُ جمعوها لئلا يكون عليهم فيها إِلا شاةٌ واحدة ، وأَما تفريقُ المجتمع فأَن يكون اثنان شريكان ولكل واحد منهما مائة شاةٍ وشاةٌ فيكون عليهما في مالهما ثلاث شياه ، فإِذا أَظَلَّهما المصدِّق فرَّقا غنمهما فلم يكن على كل واحد إِلا شاة واحدة ، قال الشافعي : الخطابُ في هذا للمُصدّقِ ولربِّ المال ، قال : فالخَشْيَةُ خَشْيَتانِ : خَشْيةُ السّاعي أَن تقلّ الصدقةُ ، وخشْيةُ ربِّ المال أَن يقلَّ مالُه ، فأُمر كلّ واحد منهما أَن لا يُحْدِثَ في المال شيئاً من الجمع والتفريق ؛ قال : هذا على مذهب الشافعي إِذ الخُلْطةُ مؤثِّرة عنده ، وأَما أَبو حنيفة فلا أَثر لها عنده ، ويكون معنى الحديث نفي الخِلاطِ لنفي الأَثر كأَنه يقول لا أَثر للخُلْطةِ في تقليل الزكاة وتكثيرها .
      وفي حديث الزكاة أَيضاً : وما كان من خَليطَيْنِ فإِنهما يَتراجَعانِ بينهما .
      بالسويَّةِ ؛ الخَلِيطُ : المُخالِط ويريد به الشريك الذي يَخْلِط ماله بمال شريكه ، والتراجع بينهما هو أَن يكون لأَحدهما مثلاً أَربعون بقرة وللآخر ثلاثون بقرة ومالهما مختلط ، فيأْخذ الساعي عن الأَربعين مُسِنّةً وعن الثلاثين تَبِيعاً ، فيرجع باذِلُ المسنَّةِ بثلاثة أَسْباعها على شريكه ، وباذل التَّبيعِ بأَربعة أَسْباعه على شريكه لأَن كل واحد من السنَّين واجب على الشيوع ، كأَنَّ المال ملك واحد ، وفي قوله بالسوية دليل على أَن الساعيَ إِذا ظلم أَحدهما فأَخذ منه زيادة على فرضه فإِنه لا يرجع بها على شريكه ، وإِنما يَضْمَنُ له قِيمةَ ما يَخُصُّه من الواجب دون الزيادة ، وفي التراجع دليل على أَن الخُلطة تصح مع تمييز أَعْيان الأَموال عند من يقول به ، والذي فسره ابن سيده في الخلاط أَن يكون بين الخليطين مائة وعشرون شاة ، لأَحدهما ثمانون وللآخر أَربعون ، فإِذا أَخذ المُصَدِّقُ منها شاتين ردّ صاحبُ الثمانين على ربّ الأَربعين ثلثَ شاة ، فيكون عليه شاةٌ وثلث ، وعلى الآخر ثلثا شاة ، وإِن أَخذ المُصَدّق من العشرين والمائة شاةً ، واحدة ردّ صاحبُ الثمانين على ربّ الأَربعين ثلث شاة ، فيكون عليه ثلثا شاة وعلى الآخر ثلثُ شاة ، قال : والوِراطُ الخديعةُ والغِشُّ .
      ابن سيده : رجل مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ ، بكسر الميم فيهما ، يُخالِطُ الأُمور ويُزايِلُها كما يقال فاتِقٌ راتِقٌ ، ومِخْلاطٌ كمِخْلطٍ ؛

      أَنشد ثعلب : يُلِحْنَ مِن ذِي دَأَبٍ شِرواطِ ، صاتِ الحُداء شَظِفٍ مِخْلاطِ وخلَط القومَ خَلْطاً وخالَطَهم : داخَلهم .
      وخَليطُ الرجل : مُخالطُه .
      وخَلِيطُ القوم : مُخالطهم كالنَّديم المنادِمِ ، والجَلِيسِ المُجالِسِ ؛ وقيل : لا يكون إِلا في الشركة .
      وقوله في التنزيل : وإِنّ كثيراً من الخُلَطاء ؛ هو واحد وجمع .
      قال ابن سيده : وقد يكون الخَليطُ جمعاً .
      والخُلْطةُ ، بالضم : الشِّرْكة .
      والخِلْطةُ ، بالكسر : العِشْرةُ .
      والخَلِيطُ : القوم الذين أَمْرُهم واحد ، والجمعُ خُلَطاء وخُلُطٌ ؛ قال الشاعر : بانَ الخَلِيطُ بسُحْرةٍ فتَبَدَّدُوا وقال الشاعر : إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْصَرَمُوا ، قال ابن بري صوابه : إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْجَرَدُوا ، وأَخْلَفُوك عِدَى الأَمْرِ الذي وَعَدُوا ويروى : فانْفَرَدُوا ؛

      وأَنشد ابن بري هذا المعنى لجماعة من شعراء العرب ؛، قال بسَّامَةُ بن الغَدِير : إِنّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البين فابْتَكَرُوا لِنِيَّة ، ثم ما عادُوا ولا انْتَظَرُوا وقال ابن مَيّادةَ : إِن الخليط أَجدُّوا البين فانْدَفَعُوا ، وما رَبُوا قَدَرَ الأَمْرِ الذي صَنَعُوا وقال نَهْشَلُ بن حَرِّيّ : إِن الخليط أَجدوا البين فابتكروا ، واهْتاجَ شَوْقَكَ أَحْداجٌ لها زُمَر وقال الحسين بن مُطَيْرٍ : إِن الخليط أَجدوا البين فادّلَجُوا ، بانُوا ولم ينْظرُوني ، إِنهم لَحِجُوا وقال ابن الرَّقاعِ : إِن الخليط أَجدوا البين فانْقَذَفُوا ، وأَمْتَعُوكَ بشَوْقٍ أَيّةَ انْصَرَفُوا وقال عمر بن أَبي ربيعة : إِنَّ الخليط أَجدّ البين فاحْتَمَلا وقال جرير : إِنّ الخَلِيطَ أَجدُّوا البين يومَ غَدَوْا مِنْ دارةِ الجأْبِ ، إِذ أَحْداجُهم زُمَرُ وقال نُصَيْبُ : إِن الخليط أَجدّوا البين فاحْتَمَلُوا وقال وَعْلةُ الجَرْمِيُّ في جمعه على خُلُطٍ : سائلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ : هَلْ جَنَيْتَ لهُمْ حَرْباً ، تُفَرِّقُ بين الجِيرةِ الخُلُطِ ؟ وإِنما كثر ذلك في أَشعارهم لأَنهم كانوا يَنْتَجِعُونَ أَيام الكَلإِ فتجتمع منهم قبائل شتى في مكان واجد ، فتقع بينهم أُلْفَةٌ ، فإِذا افْتَرَقوا ورجعوا إِلى أَوطانهم ساءَهم ذلك .
      قال أَبو حنيفة : يلقى الرجلُ الرجلَ الذي قد أَورد إِبله فأَعْجَلَ الرُّطْبَ ولو شاءَ لأَخَّرَه ، فيقول : لقد فارَقْتَ خَليطاً لا تَلْقى مثلَه أَبداً يعني الجَزَّ .
      والخَلِيطُ : الزوجُ وابن العم .
      والخَلِطُ : المُخْتَلِطُ (* قوله « والخلط المختلط » في القاموس : والخلط بالفتح وككتف وعنق المختلط بالناس المتملق اليهم .) بالناس المُتَحَبِّبُ ، يكون للذي يَتَمَلَّقُهم ويتحَبَّبُ إِليهم ، ويكون للذي يُلْقي نساءَه ومتاعَه بين الناس ، والأُنثى خَلِطةٌ ، وحكى سيبويه خُلُط ، بضم اللام ، وفسره السيرافي مثل ذلك .
      وحكى ابن الأَعرابي : رجل خِلْطٌ في معنى خَلِطٍ ؛ وأَنشد : وأَنتَ امرُؤٌ خِلْطٌ ، إِذا هي أَرْسَلتْ يَمينُكَ شيئاً ، أَمْسَكَتْهُ شِمالُكا يقول : أَنت امرؤ مُتَمَلِّقٌ بالمَقال ضنينٌ بالنَّوال ، ويمينُك بدل من قوله هي ، وإِن شئت جعلت هي كنايةً عن القِصّة ورفَعْت يمينك بأَرسلت ، والعرب تقول : أَخْلَطُ من الحمَّى ؛ يريدون أَنها متحببة إِليه مُتَمَلِّقة بورُودها إِياه واعْتيادِها له كما يفعل المُحِبُّ المَلِقُ .
      قال أَبو عبيدة : تنازعَ العجاجُ وحُمَيْدٌ الأَرْقَطُ أُرْجُوزَتين على الطاء ، فقال حميد : الخِلاطَ يا أَبا الشعْثاء ، فقال العجاج : الفجاجُ أَوْسَعُ من ذلك يا ابن أَخي أَي لا تَخْلِطْ أُرْجُوزَتي بأُرْجُوزَتِكَ .
      واخْتَلَطَ فلان أَي فسد عقله .
      ورجل خِلْطٌ بَيِّنُ الخَلاطةِ : أَحْمَقُ مُخالَطُ العقْل ، عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي .
      وقد خُولِطَ في عَقْلِه خِلاطاً واخْتَلَطَ ، ويقال : خُولِط الرجلُ فهو مُخالَطٌ ، واخْتَلَطَ عقلُه فهو مُخْتَلِط إِذا تغير عقلُه .
      والخِلاطُ : مخالطةُ الداءِ الجوفَ .
      وفي حديث الوَسْوَسةِ : ورجَعَ الشيطانُ يَلْتمس الخِلاطَ أَي يخالِط قَلْبَ المصلي بالوَسْوَسةِ ، وفي الحديث يَصِف الأَبرار : فظنَّ الناس أَن قد خُولِطُوا وما خُولِطُوا ولكن خالط قلْبَهم هَمٌّ عَظيمٌ ، من قولهم خُولط فلان في عقله مُخالَطة إِذا اختلَّ عقله .
      وخالَطه الداءُ خِلاطاً : خامره .
      وخالط الذئبُ الغَنَمَ خِلاطاً : وقَع فيها .
      الليث : الخِلاطُ مخالطةُ الذئبِ الغَنَم ؛

      وأَنشد : يَضْمَنُ أَهل الشاءِ في الخِلاطِ والخِلاط : مخالَطة الرجلُ أَهلَه .
      وفي حديث عَبِيدةَ : وسُئل ما يُوجِبُ الغُسْلَ ؟، قال : الخَفْقُ والخِلاطُ أَي الجِماعُ من المخالطة .
      وفي خطبة الحجاج : ليس أَوانَ يَكْثُر الخِلاط ، يعني السِّفادَ ، وخالَط الرجلُ امرأَتَه خِلاطاً : جامَعها ، وكذلك مخالَطةُ الجملِ الناقةَ إِذا خالَط ثِيلُه حَياءَها .
      واسْتخلط البعير أَي قَعا .
      وأَخلط الفحْلُ : خالط الأُنثى .
      وأَخلطه صاحبه وأَخلط له ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي ، إِذا أَخطأَ فسدَّده وجعل قضيبه في الحَياء .
      واسْتَخْلَطَ هو : فعل ذلك من تلقاء نفسه .
      ابن الأَعرابي : الخِلاطُ أَن يأْتي الرجلُ إِلى مُراحِ آخر فيأْخذَ منه جمَلاً فيُنزِيَه على ناقته سِرّاً من صاحِبه ، قال : والخِلاط أَيضاً أَن لا يُحْسن الجملُ القَعْو على طَرُوقَتِه فيأْخذَ الرجلُ قَضِيبَه فيُولجه .
      قال أَبو زيد : إِذا قَعا الفحلُ على الناقةِ فلم يَسْتَرْشِدْ لحَيائها حتى يُدخله الراعي أَو غيرُه قيل : قد أَخْلطه إِخْلاطاً وأَلْطَفَه إِلْطافاً ، فهو يُخْلِطُه ويُلْطِفُه ، فإِن فعل الجمل ذلك من تلقاء نفسه قيل : قد اسْتَخْلَطَ هو واسْتَلْطَفَ .
      ابن شميل : جمل مُختلِط وناقة مختلطة إِذا سَمِنا حتى اختلَط الشحم باللحم .
      ابن الأَعرابي : الخُلُط المَوالي ، والخُلَطاء الشركاء ، والخُلُطُ جِيران الصَّفا ، والخَلِيط الصاحِبُ ، والخَلِيطُ الجار يكون واحداً وجمعاً ؛ ومنه قول جرير : بانَ الخَلِيطُ ولو طُووِعتُ ما بانا فهذا واحد والجمع قد تقدم الاستشهاد عليه .
      والأَخْلاطُ : الجماعة من الناس .
      والخِلْطُ والخِلِطُ من السِّهام : السهم الذي ينبُت عُودُه على عَوَج فلا يزال يتعوَّج وإِن قُوِّم ، وكذلك القوسُ ، قال المتنخل الهذلي : وصفراءُ البُرايةِ غَيْر خِلْطٍ ، كوَقْفِ العاجِ عاتِكة اللياطِ وقد فُسِّر به البيتُ الذي أَنشده ابن الأَعرابي : وأَنتَ امرؤٌ خِلْطٌ إِذا هي أَرسلت ، قال : وأَنت امرؤ خِلْط أَي أَنك لا تستقيم أَبداً وإِنما أَنت كالقِدْح الذي لا يزال يَتعوَّج وإِن قُوِّم ، والأَوّل أَجود .
      والخِلْط : الأَحمق ، والجمع أَخْلاط ؛ وقوله أَنشده ثعلب : فلمّا دخَلْنا أَمْكَنَتْ من عِنانِها ، وأَمْسَكْتُ من بعض الخِلاطِ عِناني فسره فقال : تكلَمت بالرفَثِ وأَمسكْتُ نفسي عنها فكأَنه ذهب بالخلاط إِلى الرفَثِ .
      الأَصمعي : المِلْطُ الذي لا يُعْرَفُ له نسب ولا أَب ، والخِلْطُ يقال فلان خِلْطٌ فيه قولان ، أَحدُهما المُخَتَلِطُ النسَبِ ؛ ويقال هو والد الزِّنا في قول الأَعْشَى : أَتاني ما يقولُ ليَ ابنُ بَظْرا ، أَقَيْسٌ ، يا ابنَ ثَعْلبة الصَّباحِ ، لِعَبْدانَ ابنُ عاهِرَةٍ ، وخِلْطٌ رَجوفُ الأَصلِ مَدْخولُ النَّواحي ؟ أَراد أَقَيْسٌ لِعَبْدانَ ابنُ عاهِرَةٍ ، هَجا بهذا جِهنّاماً أَحد بني عَبْدانَ .
      واهْتَلَبَ السيفَ من غِمْده وامْتَرَقه واعْتَقَّه واخْتَلَطَه إِذا اسْتَلَّه ؛ قال الجرجاني : الأَصل اخْتَرَطَه وكأَنَّ اللامَ مبدلة منه ، قال : وفيه نظر .
      "

    المعجم: لسان العرب

  11. ختم
    • " خَتَمَه يَخْتِمُه خَتْماً وخِتاماً ؛ الأَخيرة عن اللحياني : طَبَعَه ، فهو مَختوم ومُخَتَّمٌ ، شُدِّد للمبالغة ، والخاتِمُ الفاعِلُ ، والخَتْم على القَلْب : أَن لا يَفهَم شيئاً ولا يَخرُج منه شيء كأَنه طبع .
      وفي التنزيل العزيز : خَتَم اللهُ على قلوبهم ؛ هو كقوله : طَبَعَ الله على قلوبهم ، فلا تَعْقِلُ ولا تَعِي شيئاً ؛ قال أَبو إِسحق : معنى خَتَمَ وطَبَعَ في اللغة واحدٌ ، وهو التغطية على الشيء والاستِيثاقُ من أَن لا يَدخله شيء كما ، قال جلّ وعلا : أَم على قلوب أَقفالُها ؛ وفيه : كلا بلْ رَانَ على قلوبهم ؛ معناه غَلَبَ وغَطَّى على قلوبهم ما كانوا يكسبون ، وقوله عز وجلّ : فإِن يشإِ الله يَخْتِمْ على قلبك ؛ قال قتادة : المعنى إِن يشإِ الله يُنْسِكَ ما آتاكَ ، وقال الزجاج : معناه إِن يشإِ الله يَرْبِطْ على قلبك بالصبر على أَذاهم وعلى قولهم أَفْتَرَى على الله كَذِباً .
      والخاتَمُ : ما يُوضَع على الطيِّنة ، وهو اسم مثل العالَمِ .
      والخِتامُ : الطِّينُ الذي يُخْتَم به على الكتاب ؛ وقول الأَعشى : وصَهْباء طاف يَهُودِيُّها ، وأَبْرَزَها وعليها خَتَمْ أَي عليها طينة مختومة ، مِثلُ نَفَضٍ بمعنى مَنْفُوضٍ وقَبَضٍ بمعنى مَقبوضٍ .
      والخَتْمُ : المنع .
      والخَتْم أَيضاً : حفْظُ ما في الكتاب بتَعْلِيم الطِّينَة .
      وفي الحديث : آمين خاتَمُ رب العالمين على عباده المؤمنين ؛ قيل : معناه طَابَعُه ، وعلامتُه التي تدفَعُ عنهم الأَعراضَ والعاهات ، لأَن خاتَمَ الكتاب يَصُونهُ ويمنَعُ الناظرين عما في باطنه ، وتفتح تاؤه وتُكْسَرُ ، لُغَتان .
      والخَتَمُ والخاتِمُ والخاتَمُ والخاتامُ والخَيْتامُ : من الحَلْي كأَنه أَوّل وَهْلة خُتِمَ به ، فدخل بذلك في باب الطابَع ثم كثر استعماله لذلك وإِن أُعِدَّ الخاتَمُ لغير الطَّبْع ؛ وأَنشد ابن بري في الخَيْتام : يا هِنْدُ ذاتَ الجَوْرَبِ المُنْشَقّ ، أَخَذْتِ خَيْتامي بغير حقّ ‏

      ويروى : ‏ خاتامِي ؛ قال : وقال آخر : أَتُوعِدُنا بِخَيْتام الأَمِي ؟

      ‏ قال : وشاهد الخاتام ما أَنشده الفراء لبعض بني عقيل : لئِن كان ما حُدِّثْته اليومَ صادقاً ، أَصُمْ في نهارِ القَيْظ للشمس باديا وأَرْكبْ حِماراً بين سَرْجٍ وفَرْوة ، وأُعْرِ من الخاتامِ صُغْرَى شِمالِيَا والجمع خَواتِم وخَواتِيم .
      وقال سيبويه : الذين ، قالوا خَواتِيم إِنما جعلوه تكسير فاعالٍ ، وإِن لم يكن في كلامهم ، وهذا دليل على أَن سيبويه لم يعرف خاتاماً ، وقد تَخَتَّم به : لَبِسَهُ ؛ ونَهى النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، عن التختُّم بالذهب .
      وفي الحديث : التَّخَتُّم بالياقوت يَنْفي الفقر ؛ يُريد أَنه إِذا ذهَبَ مالُه باع خاتَمَه فوجدَ فيه غِنىً ؛ قال ابن الأَثير : والأَشبه ، إِن صح الحديث ، أَن يكون لخاصَّة فيه .
      وفي الحديث : أَنه نهى عن لُبْس الخاتَم إِلاَّ لذي سلطان أَي إِذا لَبسه لغير حاجة وكان للزِّينة المَحْضَةِ ، فكره له ذلك ورخَّصها للسلطان لحاجته إِليها في خَتْم الكُتُب .
      وفي الحديث : أَنه جاءه رجل عليه خاتَمُ شَبَهٍ فقال : ما لي أَجدُ مِنك رَيحَ الأَصنام ؟ لأَنها كانت تُتّخذُ من الشَّبَه ، وقال في خاتَم الحديد : ما لي أَرى عليكَ حِلْيَةَ أَهلِ النار ؟ لأَنه كان من زِيِّ الكفار الذين هم أَصحاب النار .
      ويقال : فلان خَتَمَ عليك بابَهُ أَعرَض عنك .
      وخَتَم فلان لكَ بابَه إِذا آثرك على غيرك .
      وخَتَم فلان القرآن إِذا قرأَه إِلى آخره .
      ابن سيده .
      خَتَم الشيء يَخْتِمُه خَتْماً بلغ آخرَه ، وخَتَمَ الله له بخَير .
      وخماتِمُ كل شيء وخاتِمَته : عاقبته وآخِرُه .
      واخْتَتَمْتُ الشيء : نَقيض افتَتَحْتُه .
      وخاتِمَةُ السورة : آخرُها ؛ وقوله أَنشده الزجاج : إِن الخليفَة ، إِن الله سَرْبَلَه سِرْبالَ مُلْك ، به تُرْجى الخَواتِيمُ إِنما جَمَع خاتِماً على خواتيم اضطراراً .
      وخِتامُ كل مَشروب : آخرُه .
      وفي التنزيل العزيز : خِتامُه مسك ، أَي آخرُه لأَن آخر ما يَجدونه رائحة المسك ، وقال عَلْقَمَةُ : أَي خِلْطُه مِسك ، أَلم ترَ إِلى المرأَة تقول للطِّيب خِلْطُه مِسكٌ خِلْطُه كذا ؟ وقال مجاهد : معناه مِزاجُه مسك ، قال : وهو قريب من قول عَلْقَمَة ؛ وقال ابن مسعود : عاقِبتُه طَعْم المِسك ، وقال الفراء : قرأَ عليّ ، عليه السلام ، خاتِمُه مِسك ؛ وقال : أَما رأَيتَ المرأَةَ تقول للعطَّار اجعل لي خاتِمَه مِسكاً ، تريد آخرَه ؟، قال الفراء : والخاتِمُ والخِتام متقاربان في المعنى ، إِلاَّ أَن الخاتِمَ الاسمُ ، والخِتام المصدر ؛ قال الفرزدق : فبِتْنَ جَنَابَتَيَّ مُصَرَّعاتٍ ، وبِتُّ أَفُضُّ أَغلاقَ الخِتامِ وقال : ومثلُ الخاتِم والخِتام قولك للرجل : هو كريم الطَّابِع والطِّباع ، قال : وتفسيره أَن أَحدهم إِذا شرب وَجَدَ آخر كأْسِه ريحَ المِسك .
      وخِتامُ الوادي : أَقصاه .
      وخِتامُ القَوْم وخاتِمُهُم وخاتَمُهُم : آخرُهم ؛ عن اللحياني ؛ ومحمد ، صلى الله عليه وسلم ، خاتِمُ الأَنبياء ، عليه وعليهم الصلاة والسلام .
      التهذيب : والخاتِم والخاتَم من أَسماء النبي ، صلى الله عليه وسلم .
      وفي التنزيل العزيز : ما كان محمد أَبا أَحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتِمَ النبيّين ؛ أَي آخرهم ، قال : وقد قرئ وخاتَمَ ؛ وقول العَجَّاج : مُبارَكٍ للأَنبياء خاتِمِ إِنما حمله على القراءة المشهورة فكسر ، ومن أَسمائه العاقب أَيضاً ومعناه آخر الأَنبياء .
      وأَعطاني خَتْمي أَي حَسْبي ، قال دُرَيْدُ بن الصِّمّة : وإِني دَعَوْتُ الله ، لما كَفَرْتَني ، دُعاءً فأَعطاني على ماقِطٍ خَتْمِي وهو من ذلك لأَن حَسْبَ الرجل آخرُ طلبه .
      وخَتَم زَرْعَهُ يَخْتِمُه خَتْماً وخَتَم عليه : سقاه أَولَ سَقْيَةٍ ، وهو الخَتْم ، والخِتام اسم له لأَنه إِذا سقي خُتِم بالرَّجاء ، وقد خَتَمُوا على زُروعِهم أَي سَقَوْها وهي كِرابٌ بَعْدٌ ؛ قال الطائفي : الخِتام أَن تُثار الأَرض بالبَذْر حتى يَصير البَذْر تحتَها ثم يَسقونها ، يقولون خَتَمُوا عليه ؛ قال أَبو منصور : وأَصل الخَتْم التغطية ، وخَتْم البذر تغطيتُه ، ولذلك قيل للزَّرَّاع كافر لأَنه يُغطّي البذر بالتراب .
      والخَتْم : أَفواه خَلايا النَّحْل .
      والخَتْم : أَن تَجمع النحلُ من الشَّمَع شيئاً رقيقاً أَرقّ من شَمَع القُرْص فَتَطْلَيَه به ، والخاتَمُ أَقلُّ وضَحِ القوائم .
      وفرس مُخَتَّم : بأَشاعِرِه بَياضٌ خفيٌّ كاللُّمَع دون التخديم .
      وخاتَمُ الفَرَسِ الأُنثى : الحلْقَة الدُّنْيا من ظَبْيَتها (* قوله « الحلقة الدنيا من ظبيتها » هكذا هو بالأصل ، وهو نص المحكم ، وفي نسخة القاموس تحريف له فليتنبه له ).
      ابن الأَعرابي : الخُتُمُ فُصُوص مَفاصِل الخَيل ، واحدها خِتام وخَتام .
      وتَختَّم عن الشيء : تَغافَل وسَكَتَ .
      والمِخْتَم : الجَوْزَةُ التي تُدْلَكُ لِتَمْلاسَّ فَيُنْقَدَ بها ، تُسمّى التِّير بالفرسية .
      وجاء مُتَخَتِّماً أَي مُتَعمِّماً وما أَحسن تَخَتُّمَهُ ؛ عن الزجاجي ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  12. خلق
    • " الله تعالى وتقدَّس الخالِقُ والخَلاَّقُ ، وفي التنزيل : هو الله الخالِق البارئ المصوِّر ؛ وفيه : بلى وهو الخَلاَّق العَليم ؛ وإِنما قُدّم أَوَّل وَهْلة لأَنه من أَسماء الله جل وعز .
      الأَزهري : ومن صفات الله تعالى الخالق والخلاَّق ولا تجوز هذه الصفة بالأَلف واللام لغير الله عز وجل ، وهو الذي أَوجد الأَشياء جميعها بعد أَن لم تكن موجودة ، وأَصل الخلق التقدير ، فهو باعْتبار تقدير ما منه وجُودُها وبالاعتبار للإِيجادِ على وَفْقِ التقدير خالقٌ .
      والخَلْقُ في كلام العرب : ابتِداع الشيء على مِثال لم يُسبق إِليه : وكل شيء خلَقه الله فهو مُبْتَدِئه على غير مثال سُبق إِليه : أَلا له الخَلق والأَمر تبارك الله أَحسن الخالقين .
      قال أَبو بكر بن الأَنباري : الخلق في كلام العرب على وجهين : أَحدهما الإِنْشاء على مثال أَبْدعَه ، والآخر التقدير ؛ وقال في قوله تعالى : فتبارك الله أَحسنُ الخالقين ، معناه أَحسن المُقدِّرين ؛ وكذلك قوله تعالى : وتَخْلقُون إِفْكاً ؛ أَي تُقدِّرون كذباً .
      وقوله تعالى : أَنِّي أَخْلُق لكم من الطين خَلْقه ؛ تقديره ، ولم يرد أَنه يُحدِث معدوماً .
      ابن سىده : خَلق الله الشيء يَخلُقه خلقاً أَحدثه بعد أَن لم يكن ، والخَلْقُ يكون المصدر ويكون المَخْلُوقَ ؛ وقوله عز وجل : يخلُقكم في بطون أُمهاتكم خَلْقاً من بعد خَلق في ظُلمات ثلاث ؛ أَي يخلُقكم نُطَفاً ثم عَلَقاً ثم مُضَغاً ثم عِظاماً ثم يَكسُو العِظام لحماً ثم يُصوّر ويَنفُخ فيه الرُّوح ، فذلك معنى خَلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث في البَطن والرَّحِم والمَشِيمةِ ، وقد قيل في الأَصلاب والرحم والبطن ؛ وقوله تعالى : الذي أَحسَنَ كلَّ شيء خَلْقَه ؛ في قراءة من قرأَ به ؛ قال ثعلب : فيه ثلاثة أَوجه : فقال خَلْقاً منه ، وقال خَلْقَ كلِّ شيء ، وقال عَلَّم كُلَّ شيء خَلْقَه ؛ وقوله عز وجل : فلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله ؛ قيل : معناه دِينَ الله لأَن الله فَطَر الخَلْقَ على الإِسلام وخلَقهم من ظهر آدم ، عليه السلام ، كالذّرِّ ، وأَشْهَدَهم أَنه ربهم وآمنوا ، فمن كفر فقد غيَّر خلق الله ، وقيل : هو الخِصاء لأَنَّ من يَخْصِي الفحل فقد غيَّر خَلْقَ الله ، وقال الحسن ومجاهد : فليغيرن خَلْقَ الله ، أَي دِينَ الله ؛ قال ابن عرفة : ذهب قوم إِلى أَن قولهما حجة لمن ، قال الإِيمان مخلوق ولا حجة له ، لأَن قولهما دِين الله أَرادا حكم الله ، والدِّينُ الحُكْم ، أَي فليغيرن حكم الله والخَلْق الدّين .
      وأَما قوله تعالى : لا تَبْدِيلَ لخَلْق الله ؛ قال قتادة : لدِين الله ، وقيل : معناه أَنَّ ما خلقه الله فهو الصحيح لا يَقدِر أَحد أَن يُبَدِّلَ معنى صحة الدين .
      وقوله تعالى : ولقد جئتمُونا فُرادَى كما خَلَقْناكم أَوَّل مرة ؛ أَي قُدرتُنا على حَشْركم كقدرتنا على خَلْقِكم .
      وفي الحديث : من تَخلَّق للناس بما يَعلم اللهُ أَنه ليس من نَفسه شانَه الله ؛ قال المبرد : قوله تخلَّق أَي أَظهر في خُلقِه خلاف نيّته .
      ومُضْغةٌ مُخلَّقة أَي تامّة الخلق .
      وسئل أَحمد بن يحيى عن قوله تعالى : مُخلَّقةٍ وغيرِ مخلَّقة ، فقال : الناس خُلِقوا على ضربين : منهم تامّ الخَلق ، ومنهم خَدِيجٌ ناقص غير تامّ ، يدُلُّك على ذلك قوله تعالى : ونُقِرُّ في الأَرحام ما نشاء ؛ وقال ابن الأَعرابي : مخلقة قد بدا خَلْقُها ، وغير مخلقة لم تُصوَّر .
      وحكى اللحياني عن بعضهم : لا والذي خَلَق الخُلُوق ما فعلت ذلك ؛ يريد جمع الخَلْقِ .
      ورجل خَلِيقٌ بيّن الخَلْق : تامُّ الخَلْق معتدل ، والأُنثى خَلِيق وخَلِيقة ومُخْتَلَقةٌ ، وقد خَلُقَت خَلاقة .
      والمُخْتلَق : كالخَليق ، والأُنثى مُخْتلَقة .
      ورجل خَلِيق إِذا تمّ خَلقُه ، والنعت خَلُقت المرأَة خَلاقة إِذا تمّ خَلْقها .
      ورجل خَلِيق ومُخْتلَق : حسَنُ الخَلْقِ .
      وقال الليث : امرأَة خَلِيقة ذات جسم وخَلْق ، ولا ينعت به الرجل .
      والمُخْتلَق : التامُّ الخَلْق والجَمالِ المُعتدِل ؛ قال ابن بري : شاهده قول البُرْج بن مُسْهِر : فلمّا أَن تَنَشَّى ، قامَ خِرْقٌ من الفِتْيانِ ، مُختَلَقٌ هَضِيمُ وفي حديث ابن مسعود وقَتلِه أَبا جهل : وهو كالجَمل المُخَلَّقِ أَي التامِّ الخَلْقِ .
      والخَلِيقةُ : الخَلْقُ والخَلائقُ ، يقال : هم خَلِيقةُ الله وهم خَلْق الله ، وهو مصدر ، وجمعها الخلائق .
      وفي حديث الخَوارِج : هم شَرُّ الخَلْقِ والخَلِيقةِ ؛ الخَلْقُ : الناس ، والخَليقةُ : البهائم ، وقيل : هما بمعنى واحد ويريد بهما جميع الخلائق .
      والخَلِيقةُ : الطَّبِيعية التي يُخلَق بها الإِنسان .
      وحكى اللحياني : هذه خَلِيقتُه التي خُلق عليها وخُلِقَها والتي خُلِق ؛ أَراد التي خُلِق صاحبها ، والجمع الخَلائق ؛ قال لبيد : فاقْنَعْ بما قَسَمَ المَلِيكُ ، فإِنَّما قَسَمَ الخلائقَ ، بيننا ، عَلاَّمُها والخِلْقةُ : الفِطْرة .
      أَبو زيد : إِنه لكريم الطَّبِيعة والخَلِيقةِ والسَّلِيقةِ بمعنى واحد .
      والخَلِيقُ : كالخَلِيقة ؛ عن اللحياني ؛ قال : وقال القَنانِي في الكسائي : وما لِي صَدِيقٌ ناصِحٌ أَغْتَدِي له ببَغْدادَ إِلاَّ أَنتَ ، بَرٌّ مُوافِقُ يَزِينُ الكِسائيَّ الأَغرَّ خَلِيقُه ، إِذا فَضَحَتْ بعَضَ الرِّجالِ الخَلائقُ وقد يجوز أَن يكون الخَلِيقُ جمع خَلِيقة كشعير وشعيرة ، قال : وهو السابِق إِليّ ، والخُلُق الخَلِيقة أَعني الطَّبِيعة .
      وفي التنزيل : وإِنك لَعلَى خُلُق عظيم ، والجمع أَخْلاق ، لا يُكسّر على غير ذلك .
      والخُلْق والخُلُق : السَّجِيّة .
      يقال : خالِصِ المُؤْمنَ وخالِقِ الفاجر .
      وفي الحديث : ليس شيء في الميزان أَثْقلَ من حُسن الخُلُق ؛ الخُلُقُ ، بضم اللام وسكونها : وهو الدِّين والطبْع والسجية ، وحقيقته أَنه لِصورة الإِنسان الباطنة وهي نفْسه وأَوصافها ومعانيها المختصةُ بِها بمنزلة الخَلْق لصورته الظاهرة وأَوصافها ومعانيها ، ولهما أَوصاف حسَنة وقبيحة ، والثوابُ والعقاب يتعلّقان بأَوصاف الصورة الباطنة أَكثر مما يتعلقان بأَوصاف الصورة الظاهرة ، ولهذا تكرّرت الأَحاديث في مَدح حُسن الخلق في غير موضع كقوله : مِن أَكثر ما يُدخل الناسَ الجنَّةَ تقوى الله وحُسْنُ الخلق ، وقولِه : أَكملُ المؤْمنين إِيماناً أَحْسنُهم خلُقاً ، وقوله : إِنَّ العبد ليُدرك بحُسن خُلقه درجةَ الصائم القائم ، وقوله : بُعِثت لأُتَمِّم مَكارِم الأَخلاق ؛ وكذلك جاءت في ذمّ سوء الخلق أَيضاً أَحاديث كثيرة .
      وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : كان خُلُقه القرآنَ أَي كان متمسكاً به وبآدابه وأَوامره ونواهيه وما يشتمل عليه من المكارم والمحاسن والأَلطاف .
      وفي حديث عمر : من تخلَّق للناس بما يعلم الله أَنه ليس من نَفْسه شانَه الله ، أَي تكلَّف أَ يُظهر من خُلُقه خِلاف ما يَنطوِي عليه ، مثل تصَنَّعَ وتجَمَّل إِذا أَظهر الصَّنِيع والجميل .
      وتَخلَّق بخلُق كذا : استعمله من غير أَن يكون مخلوقاً في فِطْرته ، وقوله تخلَّق مثل تَجمَّل أَي أَظهر جَمالاً وتصنّع وتَحسَّن ، إِنَّما تأْوِيلُه الإِظْهار .
      وفلان يَتخلَّق بغير خُلقه أَي يَتكلَّفه ؛ قال سالم بن وابِصةَ : يا أَيُّها المُتحلِّي غيرَ شِيمَتِه ، إِن التَّخَلُّق يأْتي دُونه الخُلُقُ أَراد بغير شِيمته فحذف وأَوصَل .
      وخالَقَ الناسَ : عاشَرهم على أَخلاقِهم ؛

      قال : خالِقِ الناسَ بخُلْقٍ حَسَنٍ ، لا تَكُنْ كلْباً على الناسِ يَهِرّ والخَلْق : التقدير ؛ وخلَق الأَدِيمَ يَخْلُقه خَلْقاً : قدَّره لما يريد قبل القطع وقاسه ليقطع منه مَزادةً أَو قِربة أَو خُفّاً ؛ قال زهير يمدح رجلاً : ولأَنتَ تَفْري ما خَلَقْتَ ، وبعضُ القومِ يَخْلُقُ ، ثم لا يَفْري يقول : أَنت إِذا قدَّرت أَمراً قطعته وأَمضيتَه وغيرُك يُقدِّر ما لا يَقطعه لأَنه ليس بماضي العَزْم ، وأَنتَ مَضّاء على ما عزمت عليه ؛ وقال الكميت : أَرادُوا أَن تُزايِلَ خالِقاتٌ أَدِيمَهُمُ ، يَقِسْنَ ويَفْتَرِينا يصف ابني نِزار من مَعدّ ، وهما رَبِيعةُ ومُضَر ، أَراد أَن نسَبهم وأَدِيمهم واحد ، فإِذا أَراد خالقاتُ الأَديم التفْرِيقَ بين نسَبهم تبيَّن لهن أَنه أَديم واحد لا يجوز خَلْقُه للقطع ، وضرَب النساء الخالِقاتِ مثلاً للنسّابين الذين أَرادوا التفريق بين ابني نِزار ، ويقال : زايَلْتُ بين الشيئين وزيَّلْتُ إِذا فَرَّقْت .
      وفي حديث أُخت أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلْت ، قالت : فدخَلَ عليَّ وأَنا أَخلُقُ أَدِيماً أَي أُقَدِّره لأَقْطَعه .
      وقال الحجاج : ما خَلَقْتُ إِلاَّ فَرَيْتُ ، ولا وَعَدْتُ إِلاَّ وَفَيْتُ .
      والخَلِيقةُ : الحَفِيرة المَخْلوقة في الأَرض ، وقيل : هي الأَرض ، وقيل : هي البئر التي لا ماءَ فيها ، وقيل : هي النُّقْرة في الجبل يَسْتَنقِع فيها الماء ، وقيل : الخليقة البئر ساعة تُحْفَر .
      ابن الأَعرابي : الخُلُق الآبارُ الحَدِيثاتُ الحَفْر .
      قال أَبو منصور : رأَيت بِذِرْوة الصَّمّان قِلاتاً تُمْسِك ماءَ السماء في صَفاةٍ خَلَقها الله فيها تسميها العرب خَلائقَ ، الواحدة خَلِيقةٌ ، ورأَيت بالخَلْصاء من جبال الدَّهْناء دُحْلاناً خلقها الله في بطون الأَرض أَفواهُها ضَيِّقَةٌ ، فإِذا دخلها الداخل وجدها تَضِيقُ مرة وتَتَّسِعُ أُخرى ، ثم يُفْضي المَمَرُّ فيها إِلى قَرار للماء واسع لا يوقف على أقْصاه ، والعرب إِذا تَرَبَّعوا الدهناء ولم يقع ربيع بالأَرضِ يَمْلأُ الغُدْرانَ استَقَوْا لخيلهم وشفاههم (* قوله « لخيلهم وشفاههم » كذا بالأصل ، وعبارة ياقوت في الدحائل عن الأزهري : إن دحلان الخلصاء لا تخلو من الماء ولا يستقى منها إلا للشفاء والخبل لتعذر الاستسقاء منها وبعد الماء فيها من فوهة الدحل ) من هذه الدُّحْلان .
      والخَلْقُ : الكذب .
      وخلَق الكذبَ والإِفْكَ يخلُقه وتخَلَّقَه واخْتَلَقَه وافْتراه : ابتدَعه ؛ ومنه قوله تعالى : وتخْلُقون إِفكاً .
      ويقال : هذه قصيدة مَخْلوقة أَي مَنْحولة إِلى غير قائلها ؛ ومنه قوله تعالى : إِنْ هذا إِلا خَلْقُ الأَوَّلين ، فمعناه كَذِبُ الأَولين ، وخُلُق الأَوَّلين قيل : شِيمةُ الأَولين ، وقيل : عادةُ الأَوَّلين ؛ ومَن قرأَ خَلْق الأَوَّلين فمعناه افْتِراءُ الأَوَّلين ؛ قال الفراء : من قرأَ خَلْقُ الأَوَّلين أَراد اختِلاقهم وكذبهم ، ومن قرأَ خُلُق الأَولين ، وهو أَحبُّ إِليَّ ، الفراء : أَراد عادة الأَولين ؛ قال : والعرب تقول حدَّثنا فلان بأَحاديث الخَلْق ، وهي الخُرافات من الأَحاديث المُفْتَعَلةِ ؛ وكذلك قوله : إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاق ؛ وقيل في قوله تعالى إِن هذا إِلاَّ اختِلاق أَي تَخَرُّص .
      وفي حديث أَبي طالب : إِنْ هذا إِلا اختلاق أَي كذب ، وهو افْتِعال من الخَلْق والإِبْداع كأَنَّ الكاذب تخلَّق قوله ، وأَصل الخَلق التقدير قبل القطع .
      الليث : رجل خالِقٌ أَي صانع ، وهُنَّ الخالقاتُ للنساء .
      وخلَق الشيءُ خُلوقاً وخُلوقةً وخَلُقَ خَلاقةً وخَلِق وأَخْلَق إِخْلاقاً واخْلَوْلَق : بَلِيَ ؛

      قال : هاجَ الهَوى رَسْمٌ ، بذاتِ الغَضَا ، مُخْلَوْلِقٌ مُسْتَعْجِمٌ مُحْوِلُ
      ، قال ابن بري : وشاهد خَلُقَ قول الأَعشى : أَلا يا قَتْل ، قد خَلُقَ الجَديدُ ، وحُبُّكِ ما يَمُِحُّ ولا يَبِيدُ ويقال أَيضاً : خَلُق الثوبُ خُلوقاً ؛ قال الشاعر : مَضَوْا ، وكأَنْ لم تَغْنَ بالأَمسِ أَهْلُهُم ، وكُلُّ جَدِيدٍ صائِرٌ لِخُلُوقِ ويقال : أَخْلَقَ الرجل إِذا صار ذا أَخْلاق ؛ قال ابن هَرْمَةَ : عَجِبَتْ أُثَيْلةُ أَنْ رأَتْني مُخْلِقاً ؛ ثَكِلَتْكِ أُمُّكِ أَيُّ ذاك يَرُوعُ ؟ قد يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتى ، ورِداؤه خَلَقٌ ، وجَيْبُ قَميصِه مَرْقُوعُ وأَخْلَقْته أَنا ، يتعدّى ولا يتعدى .
      وشيءٌ خَلَقٌ : بالٍ ، الذكر والأُنثى فيه سواء لأَنه في الأَصل مصدر الأَخْلَقِ وهو الأَمْلَس .
      يقال : ثوب خَلَق ومِلْحفة خَلَق ودار خَلَقٌ .
      قال اللحياني :، قال الكسائي لم نسمعهم
      ، قالوا خَلْقة في شيء من الكلام .
      وجِسْمٌ خَلَقٌ ورِمّة خَلَق ؛ قال لبيد : والثِّيبُ إِنْ تَعْرُ مِنِّي رِمَّةً خَلَقاً ، بعدَ المَماتِ ، فإِني كنتُ أَتَّئِرُ والجمع خُلْقانٌ وأَخْلاق .
      وقد يقال : ثوب أَخلاق يصفون به الواحد ، إِذا كانت الخلُوقة فيه كلِّهِ كما ، قالوا بُرْمةٌ أَعْشار وثوب أَكْياشٌ وحبْل أَرْمامٌ وأَرضٌ سَباسِبٌ ، وهذا النحو كثير ، وكذلك مُلاءَة أَخْلاق وبُرْمة أَخْلاق ؛ عن اللحياني ، أَي نواحيها أَخْلاق ، قال : وهو من الواحد الذي فُرِّقَ ثم جُمِع ، قال : وكذلك حَبْل أَخلاق وقِرْبة أَخلاق ؛ عن ابن الأَعرابي .
      التهذيب : يقال ثوب أَخلاق يُجمع بما حوله ؛ وقال الراجز : جاءَ الشِّتاءُ ، وقَمِيصي أَخْلاقْ شَراذِمٌ ، يَضْحَكُ منه التَّوَّاقْ والتَّوّاقُ : ابنه .
      ويقال جُبّة خَلَق ، بغير هاء ، وجديد ، بغير هاء أَيضاً ، ولا يجوز جُبَّة خلَقة ولا جَديدة .
      وقد خَلُق الثوب ، بالضم ، خُلوقة أَي بَلِيَ ، وأَخلَق الثوب مثله .
      وثوب خَلَقٌ : بالٍ ؛ وأَنشد ابن بري لشاعر : كأَنَّهما ، والآلُ يَجْرِي عليهما من البُعْدِ ، عَيْنا بُرْقُعٍ خَلَقانِ
      ، قال الفراء : وإِنما قيل له خَلقٌ بغير هاء لأَنه كان يستعمل في الأَصل مضافاً فيقال أَعطِني خَلَقَ جُبَّتك وخَلَقَ عِمامتِك ، ثم استعمل في الإِفراد كذلك بغير هاء ؛ قال الزجاجي في شرح رسالة أَدب الكاتب : ليس ما ، قاله الفراء بشيء لأَنه يقال له فلمَ وجب سُقوط الهاء في الإِضافة حتى حُمل الإِفراد عليها ؟ أَلا ترى أَن إِضافة المؤنث إِلى المؤنث لا توجب إسقاط العلاقة منه ، كقولهِ مخدّةُ هِند ومِسْوَرةُ زَينب وما أَشبه ذلك ؟ وحكى الكسائي : أَصبحت ثيابهم خُلْقاناً وخَلَقُهم جُدُداً ، فوضع الواحد موضع الجمع الذي هو الخُلقان .
      ومِلْحفة خُلَيْقٌ : صغَّروه بلا هاء لأَنه صفة والهاء لا تلحق تصغير الصفات ، كما ، قالوا نُصَيف في تصغير امرأَة نَصَف .
      وأَخْلق الدّهرُ الشيءَ : أَبلاه ؛ وكذلك أَخْلَق السائلُ وجهَه ، وهو على المثل .
      وأَخلقَه خَلَقاً : أَعطاه إِياها .
      وأَخلَق فلان فلاناً : أَعطاه ثوباً خَلقاً .
      وأَخلقْته ثوباً إِذا كسَوْته ثوباً خلقاً ؛ وأَنشد ابن بري شاهداً على أَخْلَق الثوبُ لأَبي الأَسود الدؤلي : نَظَرْتُ إِلى عُنْوانِه فنَبَذْتُه ، كنَبذِكَ نعْلاً أَخْلَقَتْ من نِعالِكا وفي حديث أُم خالد :، قال لها ، صلى الله عليه وسلم : أَبْلي وأَخْلِقِي ؛ يروى بالقاف والفاء ، فبالقاف من إِخلاق الثوب وتقطيعه من خَلُق الثوبُ وأَخلَقه ، والفاء بمعنى العِوَض والبَدَل ، قال : وهو الأَشبه .
      وحكى ابن الأَعرابي : باعَه بيْع الخلَق ، ولم يفسره ؛ وأَنشد : أَبْلِغْ فَزارةَ أَنِّي قد شَرَيْتُ لها مَجْدَ الحياةِ بسيفي ، بَيْعَ ذِي الخَلَقِ والأَخْلَقُ : اللِّين الأَملسُ المُصْمَتُ .
      والأَخلَق : الأَملس من كل شيء .
      وهَضْبة خَلْقاء : مُصمتة مَلْساء لا نبات بها .
      وقول عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه : ليس الفقير الذي لا مال له إِنما الفقير الأَخْلَقُ الكَسْبِ ؛ يعني الأَملس من الحَسنات الذي لم يُقدِّم لآخرته شيئاً يثاب عليه ؛ أَراد أَن الفقر الأَكبر إِنما هو فقر الآخرة وأَنّ فقر الدنيا أَهون الفقرين ، ومعنى وصف الكسب بذلك أَنه وافر مُنْتظِم لا يقع فيه وَكْسٌ ولا يَتحيَّفُه نَقْص ، كقول النبي ، صلى الله عليه وسلم : ليس الرَّقُوب الذي لا يَبْقَى له ولد وإِنما الرقوب الذي لم يُقدِّم من ولده شيئاً ؛ قال أَبو عبيد : قول عمر ، رضي الله عنه ، هذا مثَل للرجل الذي لا يُرْزَأُ في ماله ، ولا يُصاب بالمصائب ، ولا يُنكَب فيُثاب على صبره فيه ، فإِذا لم يُصَبْ ولم يُنكب كان فقيراً من الثواب ؛ وأَصل هذا أَن يقال للجبل المصمت الذي لا يؤثّر فيه شيء أَخلَقُ .
      وفي حديث فاطمةَ بنت قيس : وأَما معاوية فرجل أَخلَقُ من المال أَي خِلْوٌ عارٍ ، من قولهم حَجر أَخلَقُ أَي أَمْلَسُ مُصْمَت لا يؤثر فيه شيء .
      وصخرة خَلْقاء إِذا كانت مَلْساء ؛ وأَنشد للأَعشى : قد يَتْرُك الدهْرُ في خَلْقاءَ راسيةٍ وَهْياً ، ويُنْزِلُ منها الأَعْصَمَ الصَّدَعا فأَراد عمر ، رضي الله عنه ، أَن الفَقْر الأَكبر إِنما هو فقرُ الآخرة لمن لم يُقدِّم من ماله شيئاً يثاب عليه هنالك .
      والخَلْق : كل شيء مُمَلَّس .
      وسهم مُخَلَّق : أَملَسُ مُستوٍ .
      وجبل أَخلقُ : ليِّن أَملس .
      وصخرة خَلْقاء بيِّنة الخَلَق : ليس فيها وَصْم ولا كسر ؛ قال ابن أَحمر يصف فرساً : بمُقَلِّصٍ دَرْكِ الطَّرِيدةِ ، مَتْنُه كصَفا الخَلِيقةِ بالفَضاءِ المُلْبِدِ والخَلِقةُ : السحابةُ المستوية المُخِيلةُ للمطر .
      وامرأَة خُلَّقٌ وخَلْقاء : مثل الرَّتْقاء لأَنها مُصْمَتة كالصَّفاة الخَلْقاء ؛ قال ابن سيده : وهو مَثَل بالهَضْبة الخَلْقاء لأَنها مُصمتة مثلها ؛ ومنه حديث عمر بن عبد العزيز : كُتب إِليه في امرأَة خَلْقاء تزوّجها رجل فكتَب إِليه : إِن كانوا علموا بذلك ، يعني أولياءها ، فأَغْرمْهم صَداقَها لزوجها ؛ الخَلْقاء : الرَّتْقاء من الصخْرة الملْساء المُصمتة .
      والخَلائق : حَمائرُ الماء ، وهي صُخور أَربعِ عِظام مُلْس تكون على رأْس الرَّكِيّة يقوم عليها النازعُ والماتِحُ ؛ قال الراعي : فَغَادَرْنَ مَرْكُوّاً أَكَسَّ عَشِيّة ، لدَى نَزَحٍ رَيَّانَ بادٍ خَلائقُهْ وخَلِق الشيءُ خَلَقاً واخْلَوْلَق : امْلاسَّ ولانَ واستوى ، وخَلَقه هو .
      واخْلَوْلَق السحابُ : استوى وارْتَتقَتْ جوانبه وصارَ خَلِيقاً للمطر كأَنه مُلِّس تمليساً ؛ وأَنشد لمُرقِّش : ماذا وُقُوفي على رَبْعٍ عَفا ، مُخْلَوْلِقٍ دارسٍ مُسْتَعْجِمِ ؟ واخْلَولَق الرَّسْمُ أَي استوى بالأَرض .
      وسَحابة خَلْقاء وخَلِقة ؛ عنه أَيضاً ، ولم يُفسر .
      ونشأَتْ لهم سحابة خَلِقة وخَلِيقةٌ أَي فيها أَثر المطر ؛ قال الشاعر : لا رَعَدَتْ رَعْدةٌ ولا بَرَقَتْ ، لكنَّها أُنْشِئتْ لنا خَلِقَهْ وقِدْحٌ مُخلَّق : مُستوٍ أَملس مُلَيَّن ، وقيل : كلّ ما لُيِّن ومُلِّس ، فقد خُلِّق .
      ويقال : خَلَّقْته مَلَّسته ؛ وأَنشد لحميد بن ثور الهِلالي : كأَنَّ حَجاجَيْ عَيْنِها في مُثَلَّمٍ ، من الصَّخْرِ ، جَوْنٍ خَلَّقَتْه المَوارِدُ الجوهري : والمُخلَّق القِدْح إِذا لُيِّن ؛ وقال يصفه : فخَلَّقْتُه حتى إِذا تَمَّ واسْتوَى ، كَمُخّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ إِمامِ ، قَرَنْتُ بحَقْوَيْهِ ثَلاثاً ، فلم يَزِغْ عن القَصْدِ حتى بُصِّرتْ بدِمامِ والخَلْقاء : السماء لمَلاستها واستِوائها .
      وخَلْقاء الجَبْهة والمَتْن وخُلَيْقاؤُهما : مُستَواهما وما امْلاسَّ منهما ، وهما باطنا الغار الأَعلى أَيضاً ، وقيل : هما ما ظهر منه ، وقد غلب عليه لفظ التصغير .
      وخَلْقاء الغار الأَعلى : باطنه .
      ويقال : سُحِبُوا على خَلْقاواتِ جِباهِهم .
      والخُلَيْقاءُ من الفرس : حيث لَقِيت جَبهته قَصبة أَنفه من مُسْتدَقِّها ، وهي كالعِرْنين من الإِنسان .
      قال أَبو عبيدة : في وجه الفرس خُلَيْقاوانِ وهما حيث لقِيت جبهتُه قَصبة أَنفه ، قال : والخليقان عن يمين الخُلَيْقاء وشمالها يَنْحَدِر إِلى العين ، قال : والخُلَيْقاء بين العينين وبعضهم يقول الخَلْقاء .
      والخَلُوقُ والخِلاقُ : ضَرب من الطيِّب ، وقيل : الزَّعْفران ؛ أَنشد أَبو بكر : قد عَلِمَتْ ، إن لم أَجِدْ مُعِينا ، لتَخْلِطَنَّ بالخَلُوقِ طِينا يعني امرأته ، يقول : إن لم أَجد من يُعينني على سَقْيِ الإبل قامت فاستقت معي ، فوقع الطين على خَلُوق يديها ، فاكتفى بالمُسبَّب الذي هو اختلاط الطين بالخلوق عن السبب الذي هو الاستقاء معه ؛ وأَنشد اللحياني : ومُنْسَدِلاً كقُرونِ العَرُو سِ تُوسِعُه زَنْبَقاً أَو خِلاقا وقد تَخلَّق وخَلَّقْته : طَلَيْته بالخَلُوق .
      وخَلَّقَت المرأَة جسمها : طَلته بالخَلوق ؛ أنشد اللحياني : يا ليتَ شِعْري عنكِ يا غَلابِ ، تَحْمِلُ معْها أَحسنَ الأَرْكابِ ، أَصفر قَد خُلِّقَ بالمَلابِ وقد تخلَّقت المرأَة بالخلوق ، والخلوقُ : طيب معروف يتخذ من الزعفران وغيره من أَنواع الطيب ، وتَغلِب عليه الحمرة والصفرة ، وقد ورد تارة بإباحته وتارة بالنهي عنه ، والنهي أَكثر وأَثبت ، وإنما نهي عنه لأنه من طيب النساء ، وهن أَكثر استعمالاً له منهم ؛ قال ابن الأثير : والظاهر أن أحاديث النهي ناسخة .
      والخُلُق : المُرُوءَة .
      ويقال : فلان مَخْلَقةٌ للخير كقولك مَجْدَرةٌ ومَحْراةٌ ومَقْمَنةٌ .
      وفلان خَلِيق لكذا أي جدير به .
      وأَنت خَليق بذلك أَي جدير .
      وقد خَلُق لذلك ، بالضم : كأَنه ممن يُقدَّر فيه ذاك وتُرى فيه مَخايِلهُ .
      وهذا الأمر مخْلَقة لك أي مَجْدَرة ، وإنه مَخلقة من ذلك ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث .
      وإنه لخَلِيق أَن يَفعل ذلك ، وبأَن يفعل ذلك ، ولأن يفعل ذلك ، ومِن أَن يفعل ذلك ، وكذلك إنه لمَخلَقة ، يقال بهذه الحروف كلها ؛ كلُّ هذه عن اللحياني .
      وحكي عن الكسائي : إنَّ أَخْلَقَ بك أن تفعل ذلك ،
      ، قال : أَرادوا إنَّ أَخلق الأشياء بك أن تفعل ذلك .
      قال : والعرب تقول يا خليقُ بذلك فترفع ، ويا خليقَ بذلك فتنصب ؛ قال ابن سيده : ولا أَعرف وجه ذلك .
      وهو خَلِيقٌ له أَي شبيه .
      وما أَخْلَقَه أَي ما أشبهه .
      ويقال : إنه لخليق أي حَرِيٌّ ؛ يقال ذلك للشيء الذي قد قَرُب أن يقع وصح عند من سمع بوقوعه كونُه وتحقيقه .
      ويقال : أَخْلِقْ به ، وأَجْدِرْ به ، وأَعْسِ به ، وأَحْرِ به ، وأَقْمِنْ به ، وأَحْجِ به ؛ كلُّ ذلك معناه واحد .
      واشتقاق خَلِيق وما أَخْلَقه من الخَلاقة ، وهي التَّمْرينُ ؛ من ذلك أن تقول للذي قد أَلِفَ شيئاً صار ذلك له خُلُقاً أي مَرَنَ عليه ، ومن ذلك الخُلُق الحسَن .
      والخُلوقة : المَلاسةُ ، وأَمّا جَدِير فمأْخوذ من الإحاطة بالشيء ولذلك سمِّي الحائط جِداراً .
      وأَجدرَ ثَمَرُ الشجرة إذا بدت تَمرتُه وأَدَّى ما في طِباعه .
      والحِجا : العقل وهو أَصل الطبع .
      وأَخْلَق إخْلاقاً بمعنى واحد ؛ وأَما قول ذي الرمة : ومُخْتَلَقٌ للمُلْك أَبيضُ فَدْغَمٌ ، أَشَمُّ أَيَجُّ العينِ كالقَمر البَدْرِ فإنما عنى به أَنه خُلِق خِلْقةً تصلحُ للمُلك .
      واخلَوْ لَقَت السماءُ أَن تمطرُ أَي قارَبتْ وشابهَت ، واخْلَوْ لَق أَن تَمطُر على أَن الفِعل لان (* قوله : على أَن الفعل لان ، هكذا في الأصل ولعل في الكلام سقطاً ).
      حكاه سيبويه .
      واخْلَوْلَق السحاب أَي استوى ؛ ويقال : صار خَلِيقاً للمطر .
      وفي حديث صفة السحاب : واخْلَوْلَق بعد تَفرُّقٍ أَي اجتمع وتهيَّأ للمطر .
      وفي خُطبة ابن الزبير .
      إن الموتَ قد تَغَشَّاكم سحابُه ، وأَحْدَق بكم رَبابُه ، واخْلوْلَقَ بعد تَفرُّق ؛ وهذا البناء للمبالغة وهو افْعَوْعَل كاغْدَوْدَنَ واغْشَوْشَبَ .
      والخَلاقُ : الحَظُّ والنَّصِيب من الخير والصلاح .
      يقال : لا خَلاق له في الآخرة .
      ورجل لا خلاق له أَي لا رَغْبة له في الخير ولا في الآخرة ولا صَلاح في الدين .
      وقال المفسرون في قوله تعالى : وما لَه في الآخرة من خَلاق ؛ الخلاق : النصيب من الخير .
      وقال ابن الأَعرابي : لا خلاق لهم لا نصيب لهم في الخير ، قال : والخَلاق الدين ؛ قال ابن بري : الخلاق النصيب المُوفَّر ؛ وأَنشد لحسان بن ثابت : فَمَنْ يَكُ منهم ذا خَلاق ، فإنَّه سَيَمْنَعُه من ظُلْمِه ما تَوَكَّدا وفي الحديث : ليس لهم في الآخرة من خلال ؛ الخَلاق ، بالفتح : الحظ والنصيب .
      وفي حديث أُبَيّ : إنما تأْكل منه بخَلاقك أَي بحظّك ونصيبك من الدين ؛
      ، قال له ذلك في طعام من أَقرأَه القرآن .
      "

    المعجم: لسان العرب

  13. خلف
    • " الليث : الخَلْفُ ضدّ قُدّام .
      قال ابن سيده : خَلْفٌ نَقِيضُ قُدَّام مؤنثة وهي تكون اسماً وظَرفاً ، فإذا كانت اسماً جَرت بوجوه الإعراب ، وإذا كانت ظرفاً لم تزل نصباً على حالها .
      وقوله تعالى : يعلم ما بينَ أَيديهم وما خَلْفَهم ؛ قال الزجاج : خلفهم ما قد وقع من أَعمالهم وما بين أَيديهم من أَمرِ القيامة وجميع ما يكون .
      وقوله تعالى : وإذا قيل لهم اتَّقُوا ما بين أَيديكم وما خَلْفكم ؛ ما بين أَيديكم ما أَسْلَفْتُم من ذُنوبكم ، وما خلفكم ما تستعملونه فيما تستقبلون ، وقيل : ما بين أَيديكم ما نزل بالأُمم قبلكم من العذاب ، وما خَلْفكم عذابُ الآخرة .
      وخَلَفَه يَخْلُفه : صار خَلْفَه .
      واخْتَلَفَه : أَخذَه من خَلْفِه .
      واخْتَلَفَه وخَلَّفَه وأَخْلَفه : جعله خَلْفَه ؛ قال النابغة : حتى إذا عَزَلَ التَّوائمَ مُقْصِراً ، ذاتَ العِشاء ، وأَخْلَفَ الأَرْكاحا وجَلَسْتُ خَلْفَ فلان أَي بعدَه .
      والخَلْفُ : الظَهْر .
      وفي حديث عبد اللّه بن عتبة ، قال : جئتُ في الهاجرة فوجدْتُ عمرَ بن الخطاب ، رضي اللّه عنه ، يصلي فقمت عن يساره فأَخْلَفَني ، فجعلني عن يمينه فجاء يَرْفَأُ ، فتأَخَّرْتُ فصيلتُ خَلْفُه ؛ قال أَبو منصور : قوله فأَخلفني أَي رَدَّني إلى خَلْفِه فجعلني عن يمينه بعد ذلك أَو جعلني خَلْفَه بحِذاء يمينه .
      يقال : أَخْلَفَ الرجلُ يدَه أَي رَدَّها إلى خَلْفِه .
      ابن السكيت : أَلْحَحْتُ على فلان في الاتِّباع حتى اخْتَلَفْتُه أَي جعلته خَلْفي ؛ قال اللحياني : هو يَخْتَلِفُني النصيحةَ أَي يخْلُفني .
      وفي حديث سعد : أَتَخَلَّفُ عن هِجْرتي ؛ يريد خَوْفَ الموت بمكة لأَنها دار تركوها للّه تعالى ، وهاجَرُوا إلى المدينة فلم يُحِبُّوا أَن يكون موتهم بها ، وكان يومئذ مريضاً .
      والتخلُّفُ : التأَخُّرُ .
      وفي حديث سعد : فخَلَّفَنا فكُنّا آخِر الأَربع أَي أَخَّرَنا ولم يُقَدِّمْنا ، والحديث الآخر : حتى إنّ الطائر ليَمُرُّ بجَنَباتهم فما يُخَلِّفُهم أَي يتقدَّم عليهم ويتركهم وراءه ؛ ومنه الحديث : سَوُّوا صُفوفَكم ولا تَخْتَلِفوا فتَخْتَلِفَ قلوبُكم أَي إذا تقدَّم بعضُهم على بعض في الصُّفوف تأَثَّرَت قُلوبهم ونشأَ بينهم الخُلْفُ .
      وفي الحديث : لَتُسَوُّنَّ صُفوفَكم أَو لَيُخالِفَنَّ اللّهُ بين وُجُوهِكم ؛ يريد أَنَّ كلاًّ منهم يَصْرِفُ وجهَه عن الآخر ويُوقَعُ بينهم التباغُضُ ، فإنَّ إقْبالَ الوجْهِ على الوجهِ من أَثَرِ الـمَوَدَّةٍ والأُلْفةِ ، وقيل : أَراد بها تحويلَها إلى الأَدْبارِ ، وقيل : تغيير صُوَرِها إلى صُوَرٍ أُخرى .
      وفي حديث الصلاة : ثم أُخالِفَ إلى رجال فأُحَرِّقَ عليهم بيوتَهم أَي آتِيَهم من خلفهم ، أَو أُخالف ما أَظْهَرْتُ من إقامةِ الصلاةِ وأَرجع إليهم فآخُذهم على غَفْلةٍ ، ويكون بمعنى أَتَخَلَّفُ عن الصلاة بمُعاقبتهم .
      وفي حديث السَّقِيفةِ : وخالَف عَنّا عليٌّ والزُّبَيْرُ أَي تَخَلَّفا .
      والخَلْفُ : المِرْبَدُ يكون خَلْفَ البيت ؛ يقال : وراء بيتك خَلْفُ جيّد ، وهو المِرْبَدُ وهو مَحْبِسُ الإبل ؛ قال الشاعر : وجِيئا مِنَ البابِ الـمُجافِ تَواتُراً ، ولا تَقْعُدا بالخَلْفِ ، فالخَلْفُ واسِعُ (* قوله « وجيئا إلخ » تقدم انشاده للمؤلف وشارح القاموس في مادّة جوف : وجئنا من الباب المجاف تواتراً * وان تقعدا بالخلف فالخلف واسع .) وأَخْلَفَ يدَه إلى السيفِ إذا كان مُعَلَّقاً خَلْفَه فهوى إليه .
      وجاء خِلافَه أَي بعده .
      وقرئ : وإذاً لا يَلْبَثُون خَلفَكَ إلا قليلاً ، وخِلافك .
      والخِلْفةُ : ما عُلِّقَ خَلْفَ الرَّاكِبِ ؛

      وقال : كما عُلِّقَتْ خِلْفَةُ الـمَحْمِلِ وأَخْلَف الرجلُ : أهْوَى بيدِه إلى خَلْفِه ليأْخُذَ من رَحْلِه سيفاً أَو غيرَه ، وأَخْلَفَ بيدِه وأَخْلفَ يدَه كذلك .
      والإخْلافُ : أَن يَضْرِبَ الرجُل يده إلى قِرابِ سيفِه ليأْخُذَ سيفَه إذا رأَى عدوًّا .
      الجوهري : أَخْلَفَ الرجلُ إذا أَهْوَى بيده إلى سيفه ليَسُلَّه .
      وفي حديث عبد الرحمن بن عوف : أَن رجلاً أَخْلَفَ السيف يوم بدر (* قوله « اخلف السيف يوم إلخ » كذا بالأصل ، والذي في النهاية مع اصلاح فيها : وفي حديث عبدالرحمن بن عوف فأحاطوا بنا وأنا أذب عنه فأخلف رجل بالسيف يوم بدر .
      يقال إلخ .).
      يقال : أَخْلَفَ يده إذا أَراد سيفه وأخْلفَ يدَه إلى الكنانةِ .
      ويقال : خَلَفَ له بالسيفِ إذا جاء من وَرائه فضرَبه .
      وفي الحديث : فأَخْلَفَ بيده وأَخذ يدفع الفَضْلَ .
      واسْتَخْلَفَ فلاناً من فلان : جعله مكانه .
      وخَلَفَ فلان فلاناً إذا كان خَلِيفَتَه .
      يقال : خَلَفه في قومه خِلافةً .
      وفي التنزيل العزيز : وقال موسى لأَخِيه هرون اخْلُفْني في قَوْمي .
      وخَلَفْتُه أَيضاً إذا جئت بعده .
      ويقال : خَلَّفْتُ فلاناً أُخَلِّفُه تَخْلِيفاً واسْتَخْلفْتُه أَنا جَعَلتُه خَليفَتي .
      واسْتَخْلفه : جعله خليفة .
      والخَلِيفةُ : الذي يُسْتخْلَفُ مـمن قبله ، والجمع خلائف ، جاؤوا به على الأصل مثل كريمةٍ وكرائِمَ ، وهو الخَلِيفُ والجمع خُلَفاء ، وأَما سيبويه فقال خَلِيفةٌ وخُلَفاء ، كَسَّروه تكسير فَعِيلٍ لأَنه لا يكون إلا للمذكر ؛ هذا نقل ابن سيده .
      وقال غيره : فَعِيلة بالهاء لا تجمع على فُعَلاء ، قال ابن سيده : وأَما خَلائِفُ فعلى لفظ خَلِيفةٍ ولم يعرف خليفاً ، وقد حكاه أَبو حاتم ؛

      وأَنشد لأَوْس بن حَجَر : إنَّ مِنَ الحيّ موجوداً خَلِيفَتُهُ ، وما خَلِيفُ أبي وَهْبٍ بمَوْجُودِ والخِلافةٌ : الإمارةُ وهي الخِلِّيفَى .
      وإنه لخَلِيفةٌ بَيِّنُ الخِلافةِ والخِلِّيفى .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : لولا الخِلِّيفَى لأَذَّنْتُ ، وفي رواية : لو أَطَقْتُ الأَذَان مع الخِلّيفى ، بالكسر والتشديد والقَصْر ، الخِلافةِ ، وهو وأَمثاله من الأَبْنِيَةِ كالرِّمِّيَّا والدِّلِّيلَى مصدر يدل على معنى الكثرة ، يريد به كثرة اجتِهاده في ضَبْطِ أُمورِ الخِلافَةِ وتَصْرِيفِ أَعِنَّتِها .
      ابن سيده :، قال الزجاج جاز أن يقال للأَئمة خُلفاء الله في أَرْضِه بقوله عز وجل : يا داودُ إنَّا جَعَلْناك خَلِيفةً في الأرض .
      وقال غيره : الخَليفةُ السلطانُ الأَعظم .
      وقد يؤنَّثُ ؛ وأَنشد الفراء : أَبوكَ خَلِيفةٌ وَلَدَتْه أُخْرَى ، وأَنتَ خَليفةٌ ، ذاكَ الكَمال ؟

      ‏ قال : ولدته أُخْرَى لتأْنيث اسم الخليفة والوجه أَن يكون ولده آخَرُ ، وقال الفراء في قوله تعالى : هو الذي جعلكم خلائِفَ في الأرض ، قال : جعل أُمة محمد خَلائفَ كلِّ الأُمم ، قال : وقيل خَلائفَ في الأرض يَخْلُفُ بعضكم بعضاً ؛ ابن السكيت : فإنه وقَعَ للرجال خاصّة ، والأجْوَدُ أَن يُحْمَل على معناه فإنه ربما يقع للرجال ، وإن كانت فيه الهاء ، أَلا تَرَى أَنهم قد جمعوه خُلفاء ؟، قالوا ثلاثةُ خُلفاء لا غير ، وقد جُمعَ خَلائفَ ، فمن ، قال خلائفَ ، قال ثلاثَ خلائفَ وثلاثة خلائفَ ، فمرَّة يَذْهَب به إلى المعنى ومرَة يذهب به إلى اللفظ ، قال : وقالوا خُلفاء من أَجل أَنه لا يقع إلا على مذكر وفيه الهاء ، جمعوه على إسقاط الهاء فصار مثل ظَرِيفٍ وظُرَفاء لأَن فَعِيلة بالهاء لا تُجمَعُ على فُعلاء .
      ومِخْلافُ البلدِ : سُلطانُه .
      ابن سيده : والمِخْلافُ الكُورةُ يَقْدَمُ عليها الإنسان ، وهو عند أَهل اليمن واحِدُ المَخالِيفُ ، وهي كُوَرُها ، ولكلِّ مِخْلافٍ منها اسم يعرف به ، وهي كالرُسْتاقِ ؛ قال ابن بري : المَخالِيفُ لأَهل اليمن كالأَجْنادِ لأَهل الشامِ ، والكورِ لأَهل العِراقِ ، والرَّساتِيقِ لأَهل الجِبالِ ، والطّساسِيج لأَهْلِ الأهْوازِ .
      والخَلَفُ : ما اسْتَخْلَفْتَه من شيء .
      تقول : أَعطاك اللّه خَلَفاً مما ذهب لك ، ولا يقال خَلْفاً ؛ وأَنتَ خَلْفُ سُوءٍ من أَبيك .
      وخَلفَه يَخْلُفُه خَلَفاً : صار مكانه .
      والخَلَفُ : الولد الصالح يَبْقَى بعد الإنسان ، والخَلْفُ والخالِفةُ : الطَّالِحُ ؛ وقال الزجاج : وقد يسمى خلَفاً ، بفتح اللام ، في الطَّلاحِ ، وخَلْفاً ، بْسكانها ، في الصّلاحِ ، والأوّلُ أَعْرَفُ .
      يقال : إنه لخالِفٌ بَيِّنُ الخَلافةِ ؛ قال ابن سيده : وأَرى اللحياني حكى الكسْر .
      وفي هؤلاء القَوْمِ خَلَفٌ مـمن مَضى أَي يقومون مَقامهم .
      وفي فلان خلَفٌ من فلان إذا كان صالحاً أَو طالحاً فهو خَلَفٌ .
      ويقال : بئسَ الخَلَفُ هُمْ أَي بئس البَدَلُ .
      والخَلْفُ : القَرْن يأْتي بعد القَرْن ، وقد خلَفوا بعدهم يخلُفون .
      وفي التنزيل العزيز : فخَلَفَ من بعدهم خلْفٌ أَضاعوا الصلاةَ ، بدلاً من ذلك لأَنهم إذا أَضاعوا الصلاةَ فهم خَلْفُ سُوء لا مَحالةَ ، ولا يكونُ الخَلَفُ إلاَّ من الأَخْيارِ ، قَرْناً كان أَو ولَداً ، ولا يكونُ الخَلْفُ إلا من الأَشرارِ .
      وقال الفراء : فَخَلَفَ من بعدهم خَلْفٌ ورثُوا الكتاب ، قال : قَرْنٌ .
      ابن شميل : الخَلَفُ يكون في الخَير والشرّ ، وكذلك الخَلْفُ ، وقيل : الخَلْفُ الأَرْدِياء الأَخِسَّاء .
      يقال : هؤلاء خَلْفُ سوءٍ لناسٍ لاحِقِينَ بناس أَكثر منهم ، وهذا خَلْف سَوْء ؛ قال لبيد : ذَهَبَ الذينَ يُعاشُ في أَكنافِهمْ ، وبَقِيتُ في خَلْفٍ كجِلْدِ الأَجرب ؟

      ‏ قال ابن سيده : وهذا يحتمل أَن يكون منهما جميعاً ، والجمع فيهما أَخْلافٌ وخُلُوفٌ .
      وقال اللحياني : بقِينا في خَلْفِ سَوْءٍ أَي بقيّة سَوْء .
      وبذلك فُسِّرَ قوله تعالى : فَخَلَفَ من بعدهم خَلْفٌ ، أَي بَقِيّة .
      أَبو الدُّقَيْشِ : يقال مضى خَلْفٌ من الناس ، وجاء خَلْفٌ من الناس ، وجاء خَلْفٌ لا خيرَ فيه ، وخلفٌ صالح ، خفَّفهما جميعاً .
      ابن السكيت :، قال هذا خَلْف ، بإِسكان اللام ، للرَّديء ، والخَلْفُ الرَّديء من القول ؛ يقال : هذا خَلْفٌ من القولِ أَي رَديء .
      ويقال في مَثَلٍ : سَكَتَ أَلفاً ونَطَقَ خَلْفاً ، للرجل يُطيل الصَّمْتَ ، فإذا تكلم تكلم بالخَطإ ، أَي سكت عن أَلف كلمة ثم تكلم بخطإٍ .
      وحكي عن يعقوب ، قال : إن أَعرابيّاً ضَرطَ فتَشَوَّر فأَشار بإبهامه نحو اسْتِه فقال : إنها خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفاً ؛ عنى بالنُّطْق ههنا الضَّرْطَ .
      والخَلَف ، مَثَقَّل ، إذا كان خَلفاً من شيء .
      وفي حديث مرفوع : يَحْمِلُ هذا العِلْمَ من كلّ خَلَفٍ عُدُولُه يَنْفُون عنه تَحْريفَ الغالِينَ ، وانْتِحالَ المُبْطِلينَ ، وتأويلَ الجاهِلينَ ؛ قال القعنبي : سمعت رجلاً يحدّث مالكَ ابن أَنس بهذا الحديث فأَعجبه .
      قال ابن الأَثير : الخَلَفُ ، بالتحريك والسكون ، كل من يجيء بعد من مضى ، إلا أَنه بالتحريك في الخير ، وبالتسكين في الشر : يقال خَلَفُ صِدْقٍ وخَلْفُ سوء ، ومعناهما جميعاً القَرْن من الناس ، قال : والمراد في هذا الحديث المَفْتُوحُ ، ومن السكون الحديث : سيكُونُ بعد ستّين سنة خَلْفٌ أَضاعُوا الصلاةَ .
      وفي حديث ابن مسعود : ثم إنها تَخْلُفُ من بعدهم (* قوله « تخلف من بعدهم » في النهاية : تختلف من بعده .)؛ خُلوفٌ هي جمع خَلْفٍ .
      وفي الحديث : فَلْيَنْفُضْ فِراشَه فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه أَي لعل هامَّة دَبَّتْ فصارت فيه بعده ، وخِلافُ الشيء بعدَه .
      وفي الحديث : فدخَل ابنُ الزبير خِلافَه .
      وحديث الدَّجّال : قد خَلَفَهم في ذَرارِيِّهم (* قوله « ذراريهم » في النهاية : ذريتهم .).
      وحديث أَبي اليَسَرِ : أَخْلَفْتَ غازِياً في سبيل اللّه في أَهلِه بمثل هذا ؟ يقال : خَلَفْتُ الرجلَ في أَهله إذا أَقمتَ بعدَه فيهم وقمت عنه بما كان يفعله ، والهمزة فيه للاستفهام .
      وفي حديث ماعزٍ : كلَّما نَفَرْنا في سبيلِ اللّه خَلَفَ أَحدُهم له نَبيبٌ كنَبِيبِ التَّيْسِ ؛ وفي حديث الأَعشى الحِرْمازِي : فَخَلَفَتْني بنِزاعٍ وحَرَبْ أَي بَقِيَتْ بعدي ؛ قال ابن الأَثير : ولو روي بالتشديد لكان بمعنى تَرَكَتْني خَلْفها ، والحَرَبُ : الغضب .
      وأَخْلَفَ فلان خَلَفَ صِدْقٍ في قومه أَي ترَكَ فيهم عَقِباً .
      وأَعْطِه هذا خَلَفاً من هذا أَي بدلاً .
      والخالِفةُ : الأُمّةُ الباقيةُ بعد الأُمة السالِفةِ لأَنها بدل مـمن قبلها ؛

      وأَنشد : كذلك تَلْقاه القُرون الخَوالِفُ وخلَفَ فلان مكانَ أَبيه يَخْلُف خِلافةً إذا كان في مكانه ولم يَصِرْ فيه غيرُه .
      وخَلَفَه رَبُّه في أَهلِه وولدِه : أَحْسَنَ الخِلافةَ ، وخَلَفَه في أَهله وولدِه ومكانِه يَخْلُفُه خِلافةً حسَنةً : كان خَلِيفةً عليهم منه ، يكون في الخير والشر ، ولذلك قيل : أَوْصى له بالخِلافةِ .
      وقد خَلَّف فلان فلاناً يُخَلِّفُه تَخْلِيفاً ، وخَلَف بعده يَخْلُفُ خُلوفاً ، وقد خالَفَه إليهم واخْتَلَفه .
      وهي الخِلْفةُ ؛ وأَخْلَفَ النباتُ : أَخرج الخِلْفةَ .
      وأخْلَفَتِ الأَرضُ إذا أَصابَها بَرْد آخِر الصيف فيَخْضَرُّ بعضُ شَجرِها .
      والخِلْفة : زِراعةُ الحبوب لأَنها تُسْتَخْلَفُ من البر والشعير .
      والخِلْفةُ : نَبْتٌ يَنْبُتُ بعد النبات الذي يَتَهَشَّم .
      والخِلْفةُ : ما أَنبت الصَّيْفُ من العُشْبِ بعدما يَبِسَ العُشْبُ الرِّيفِيُّ ، وقد اسْتخلفت الأرض ، وكذلك ما زُرع من الحُبوب بعد إِدراك الأُولى خِلْفةٌ لأَنها تُسْتَخْلَفُ .
      وفي حديث جرير : خيرُ الـمَرْعى الأَراكُ والسَّلَمُ إِذا أَخْلَفَ كان لَجِيناً أَي إِذا أَخرج الخِلْفة ، وهو الورق الذي يخرج بعد الورَق الأَوَّل في الصيف .
      وفي حديث خُزيمةَ السُّلمي : حتى آلَ السُّلامى وأَخْلَفَ الخُزامى أَي طَلَعَتْ خِلْفَتُه من أُصولِه بالمطر .
      والخِلْفةُ : الرّيحةُ وهي ما يَنْفَطِرُ عنه الشجر في أَوَّل البرد ، وهو من الصَّفَرِيَّةِ .
      والخِلْفةُ : نباتُ ورَقٍ دون ورق .
      والخِلْفةُ : شيء يَحْمِلُه الكَرْمُ بعدما يَسْوَدُّ العِنَبُ فيُقْطَفُ العنب وهو غَضٌّ أَخْضَرُ ثم يُدْرِك ، وكذلك هو من سائر الثَّمر .
      والخِلفةُ أَيضاً : أَن يأْتيَ الكَرْمُ بحِصْرِمٍ جديدٍ ؛ حكاه أَبو حنيفة .
      وخِلْفةُ الثَّمر : الشيء بعد الشيء .
      والإخْلافُ : أَن يكون في الشجر ثَمَر فيذهب فالذي يعُود فيه خِلْفةٌ .
      ويقال : قد أَخْلَفَ الشجرُ فهو يُخْلِفُ إخْلافاً إذا أَخرج ورقاً بعد ورق قد تناثر .
      وخِلْفة الشجر : ثمر يخرج بعد الثمر الكثير .
      وأَخْلَفَ الشجرُ : خرجت له ثمرة بعد ثمرة .
      وأَخْلَفَ الطائر : خرج له ريشٌ بعد ريش .
      وخَلَفَتِ الفاكهةُ بعضُها بعضاً خَلَفاً وخِلْفةً إذا صارت خَلَفاً من الأُولى .
      ورجلان خِلْفةٌ : يَخْلُفُ أَحدُهما الآخر .
      والخِلْفةُ : اختلاف الليلِ والنهار .
      وفي التنزيل العزيز : وهو الذي جعَلَ الليلَ والنهارَ خلِفة ؛ أَي هذا خَلَفٌ من هذا ، يذهَب هذا ويجيء هذا ؛

      وأَنشد لزهير : بها العِينُ والآرامُ يَمْشِينَ خِلْفةً ، وأَطْلاؤُها يَنْهَضْنَ من كلِّ مَجْثَمِ وقيل : معنى قول زهير يمشين خِلْفةً مُخْتَلِفاتٌ في أَنها ضَرْبان في ألوانها وهيئتها ، وتكون خِلْفة في مِشْيَتِها ، تذهب كذا وتجيء كذا .
      وقال الفراء : يكون قوله تعالى خِلْفةً أَي مَن فاته عمل في الليل استدركه في النهار فجعل هذا خلَفاً من هذا .
      ويقال : علينا خِلْفةٌ من نهار أَي بَقِيَّةٌ ، وبَقِيَ في الحَوْضِ خِلْفةٌ من ماء ؛ وكل شيء يجيء بعد شيء ، فهو خِلْفة .
      ابن الأعرابي : الخِلْفة وَقْت بعد وقت .
      والخَوالِفُ : الذين لا يَغْزُون ، واحدهم خالفةٌ كأَنهم يَخْلُفُون من غزا .
      والخَوالِفُ أَيضاً : الصِّبْيانُ الـمُتَخَلِّفُون .
      وقَعَدَ خِلافَ أَصحابه : لم يخرج معهم ، وخَلَفَ عن أَصحابه كذلك .
      والخِلافُ : الـمُخالَفةُ ؛ وقال اللحياني : سُرِرْتُ بمَقْعَدي خِلافَ أَصحابي أَي مُخالِفَهم ، وخَلْفَ أَصحابي أَي بعدَهم ، وقيل : معناه سُرِرْتُ بمُقامي بعدَهم وبعدَ ذهابهم .
      ابن الأعرابي : الخالِفةُ القاعدِةُ من النساء في الدار .
      وقوله تعالى : وإذاً لا يَلْبَثُون خِلافَك إلا قليلاً ، ويقرأُ خَلْفَك ومعناهما بعدَك .
      وفي التنزيل العزيز : فَرِحَ الـمُخَلَّفون بمَقْعَدِهم خِلافَ رسولِ الله ، ويقرأُ خَلْفَ رسولِ الله أَي مُخالَفةَ رسولِ الله ؛ قال ابن بري : خِلافَ في الآية بمعنى بعد ؛

      وأَنشد للحرِثِ بن خالِدٍ المخزومي : عَقَبَ الرَّبيعُ خِلافَهم ، فكأَنـَّما نَشَطَ الشَّواطِبُ بَيْنَهُنَّ حَصِير ؟

      ‏ قال : ومثله لمُزاحِمٍ العُقَيْلِي : وقد يَفْرُطُ الجَهْل الفَتى ثم يَرْعَوِي ، خِلافَ الصِّبا ، للجاهلينَ حُلو ؟

      ‏ قال : ومثله للبريق الهذلي : وما كنتُ أَخْشى أَن أَعِيشَ خِلافَهم ، بسِتَّةِ أَبْياتٍ ، كما نَبَتَ العِتْرُ وأَنشد لأَبي ذؤيب : فأَصْبَحْتُ أَمْشِي في دِيارٍ كأَنـَّها ، خِلافَ دِيارِ الكاهِلِيّةِ ، عُورُ وأَنشد لآخر : فقُلْ للذي يَبْقَى خِلافَ الذي مضَى : تَهَيّأْ لأُخْرى مِثْلِها فكأَنْ قَدِ (* قوله « يبقى » في شرح القاموس : يبغي .) وأَنشد لأَوْس : لَقِحَتْ به لِحَياً خِلافَ حِيالِ أَي بَعدَ حِيالِ ؛

      وأَنشد لـمُتَمِّم : وفَقْدَ بَني آمٍ تَداعَوْا فلم أَكُنْ ، خِلافَهُمُ ، أَن أَسْتَكِينَ وأَضْرَعا وتقول : خَلَّفْتُ فلاناً ورائي فَتَخَلَّفَ عني أَي تأَخَّر ، والخُلُوفُ : الحُضَّرُ والغُيَّبُ ضِدٌّ .
      ويقال : الحيُّ خُلوفٌ أَي غُيَّبٌ ، والخُلوفُ الحُضُورُ الـمُتَخَلِّفُون ؛ قال أَبو زبيد لطائي : أَصْبَحَ البَيْتُ بَيْتُ آلِ بَيانٍ مُقْشَعِرًّا ، والحيُّ حَيٌّ خُلوفُ أَي لم يَبْقَ منهم أَحد ؛ قال ابن بري : صواب إنشاده : أَصْبَحَ البيْتُ بَيْتُ آلِ إياسٍ لأَن أَبا زبيد رَثَى في هذه القصيدة فَرْوَة بن إياسِ ابن قَبيصةَ وكان منزله بالحيرة .
      والخَلِيفُ : المتَخَلِّفُ عن المِيعاد ؛ قال أَبو ذؤيب : تَواعَدْنا الرُّبَيْقَ لنَنْزِلَنْهُ ، ولم تَشْعُرْ إذاً أَني خَلِيفُ والخَلْفُ والخِلْفةُ : الاسْتِقاء وهو اسم من الإخْلافِ .
      والإخْلافُ : الاسْتِقاء .
      والخالِفُ : الـمُسْتَقِي .
      والـمُسْتَخْلِفُ : الـمُسْتَسْقِي ؛ قال ذو الرمة : ومُسْتَخْلِفاتٍ من بلادِ تَنُوفةٍ ، لِمُصْفَرَّةِ الأشْداقِ ، حُمْرِ الحَواصِلِ وقال الحطيئة : لِزُغْبٍ كأَوْلادِ القَطا راثَ خَلْفُها على عاجِزاتِ النَّهْضِ ، حُمْرٍ حَواصلُهْ يعني راثَ مُخْلِفُها فوضَع الـمَصْدَرَ موضعه ، وقوله حواصِلُه ، قال الكسائي : أَراد حواصل ما ذكرنا ، وقال الفراء : الهاء ترجع إلى الزُّغْبِ دُون العاجِزاتِ التي فيه علامة الجمع ، لأَن كل جمع بُني على صورة الواحد ساغ فيه تَوَهُّم الواحد كقول الشاعر : مِثْل الفِراخِ نُتِفَتْ حَواصِلُهْ لأَن الفراخ ليس فيه علامة الجمع وهو على صورة الواحد كالكِتاب والحِجاب ، ويقال : الهاء ترجع إلى النَّهْضِ وهو موضع في كَتِف البعير فاستعاره للقطا ، وروى أَبو عبيد هذا الحرف بكسر الخاء وقال : الخِلْفُ الاسْتِقاءُ ؛ قال أَبو منصور : والصواب عندي ما ، قال أَبو عمرو إنه الخَلْف ، بفتح الخاء ،
      ، قال : ولم يَعْزُ أَبو عبيد ما ، قال في الخِلف إلى أَحد .
      واسْتَخْلَفَ الـمُسْتَسْقي ، والخَلْفُ الاسم منه .
      يقال : أَخْلَفَ واسْتَخْلَف .
      والخَلْفُ : الحَيُّ الذين ذهَبوا يَسْتَقُون وخَلَّفُوا أَثقالهم .
      وفي التهذيب : الخَلْفُ القوم الذين ذهبوا من الحيّ يستقون وخلَّفوا أَثقالهم .
      واستخلف الرجلُ : اسْتَعْذَب الماء .
      واستخلَف واخْتَلَفَ وأَخْلفَ : سقاه ؛ قال الحطيئة : سَقلها فَروّاها من الماء مُخْلِفُ

      ويقال : من أَين خِلْفَتُكم ؟ أَي من أَين تستقون .
      وأَخلف واستخلف : استقى .
      وقال ابن الأعرابي : أَخْلَفْتُ القَومَ حَمَلت إليهم الماء العَذْب ، وهم في ربيع ، ليس معهم ماء عذب أَو يكونون على ماء ملح ، ولا يكون الإخْلافُ إلا في الربيع ، وهو في غيره مستعار منه .
      قال أَبو عبيد : الخِلْفُ والخِلْفَةُ من ذلك الاسم ، والخَلْفُ المصدر ؛ لم يَحْكِ ذلك غير أَبي عبيد ؛ قال ابن سيده : وأَراه منه غلطاً .
      وقال اللحياني : ذهب الـمُسْتَخْلِفُونَ يسْتَقُون أَي المتقدمون .
      والخَلَفُ : العِوَضُ والبَدَلُ مـما أُخذ أَو ذهَب .
      وأََحْلَفَ فلان لنفسه إذا كان قد ذهب له شيء فجعل مكانه آخر ؛ قال ابن مقبل : فأَخْلِفْ وأَتْلِفْ ، إنما المالُ عارةٌ ، وكُلْه مع الدهْرِ الذي هو آكِلُه يقال : اسْتَفِدْ خَلَفَ ما أَتْلَفْتَ .
      ويقال لمن هلك له من لا يُعْتاضُ منه كالأَب والأَمّ والعمّ : خلَف الله عليك أَي كان الله عليك خليفةً ، وخَلف عليك خيراً وبخير وأَخْلَفَ الله عليك خيراً وأَخْلف لك خيراً ، ولمن هَلَك له ما يُعْتاض منه أَو ذهَب من ولد أَو مال : أَخْلَفَ الله لك وخَلَف لك .
      الجوهري : يقال لمن ذهب له مال أَو ولد أَو شيء يُسْتَعاضُ : أَخلف الله عليك أَي ردَّ عليك مثلَ ما ذهب ، فإن كان قد هلك له والد أَو عمّ أَو أَخ قلت : خلف الله عليك ، بغير أَلف ، أَي كان الله خليفةَ والدِك أَو مَنْ فَقَدتَه عليك .
      ويقال : خلفَ الله لك خَلَفاً بخَيْرٍ ، وأَخْلَفَ عليك خيراً أَي أَبْدَلَك بما ذهب منك وعَوّضك عنه ؛ وقيل : يقال خلَف الله عليك إذا مات لك ميّت أَي كان الله خَليفَتَه عليك ، وأَخلف الله عليك أَي أَبْدَلك .
      ومنه الحديث : تَكَفَّل الله للغازِي أَن يُخْلِفَ نَفَقَتَه .
      وفي حديث أَبي الدرداء في الدعاء للميت : اخْلُفْه في عَقِبِه أَي كُنْ لهم بعده .
      وحديث أُم سلمة : اللهم اخْلُفْ لي خيراً منه .
      اليزِيدِيُّ : خلَف الله عليك بخير خِلافة .
      الأَصمعي : خلف الله عليك بخير ، إذا أَدخلت الباء أَلْقَيْتَ الأَلف .
      وأَخلف الله عليك أَي أَبدل لك ما ذهب .
      وخَلَفَ الله عليك أَي كان الله خَلِيفَةَ والدِك عليك .
      والإخْلافُ : أَن يُهْلِكَ الرجلُ شيئاً لنفسه أَو لغيره ثم يُحْدِث مثلَه .
      والخَلْفُ : النَّسْلُ .
      والخَلَفُ والخَلْفُ : ما جاء من بعدُ .
      يقال : هو خَلْفُ سَوء من أَبيه وخَلَفُ صِدْقٍ من أَبيه ، بالتحريك ، إذا قام مَقامِه ؛ وقال الأخفش : هما سواء ، منهم مَن يُحرّك ، ومنهم من يسكن فيهما جميعاً إذا أَضاف ، ومن حرك في خَلَف صدْق وسكن في الآخر فإنما أَراد الفرق بينهما ؛ قال الراجز : إنَّا وجدْنا خَلَفاً ، بئسَ الخَلَفْ عَبْداً إذا ما ناءَ بالحِمْلِ خَضَف ؟

      ‏ قال ابن بري : أَنشدهما الرِّياشِيُّ لأَعرابي يذُمُّ رجلاً اتخذ وليمة ،
      ، قال : والصحيح في هذا وهو المختار أَن الخَلَف خَلَفُ الإنسان الذي يَخْلُفُه من بعده ، يأْتي بمعنى البدل فيكون خلَفاً منه أَي بدلاً ؛ ومنه قولهم : هذا خَلَفٌ مـما أُخذ لك أَي بَدَلٌ منه ، ولهذا جاء مفتوح الأَوسط ليكون على مِثال البدل وعلى مثال ضِدّه أَيضاً ، وهو العدم والتَّلَفُ ؛ ومنه الحديث : اللهم أَعْطِ لِمُنْفِقٍ خَلَفاً ولِمُمْسِكٍ تَلَفاً أَي عِوَضاً ، يقال في الفعل منه خَلَفَه في قومه وفي أَهله يَخْلُفُه خَلَفاُ وخِلافةً .
      وخَلَفَني فكان نعم الخَلَفُ أَو بئس الخلَفُ ؛ ومنه خَلَف الله عليك بخير خلَفاً وخِلافةً ، والفاعل منه خَلِيفٌ وخَلِيفَةٌ ، والجمع خُلفاء وخَلائفُ ، فالخَلَفُ في قولهم نعم الخَلَف وبئس الخلف ، وخلَفُ صِدْقٍ وخلَفُ سَوء ، وخلَفٌ صالحٌ وخلَفٌ طالحٌ ، هو في الأَصل مصدر سمي به من يكون خليفةً ، والجمع أَخْلافٌ كما تقول بدَلٌ وأَبْدالٌ لأَنه بمعناه .
      قال : وحكى أَبو زيد هم أَخْلافُ سَوْء جمع خلَفٍ ؛ قال : وشاهد الضم في مُسْتَقْبل فِعْلِه قولُ الشمَّاخ : تُصِيبُهُمُ وتُخْطِينا الـمَنايا ، وأَخْلُفُ في رُبُوعٍ عن رُبُوع ؟

      ‏ قال : وأَما الخَلْفُ ، ساكِنَ الأَوسَط ، فهو الذي يَجيء بعد .
      يقال : خَلَفَ قومٌ بعد قوم وسلطانٌ بعد سلطانٍ يَخْلُفُون خَلْفاً ، فهم خالِفون .
      تقول : أَنا خالِفُه وخالِفتُه أَي جئت بعده .
      وفي حديث ابن عباس : أَن أَعرابيّاً سأَل أَبا بكر ، رضي الله عنه ، فقال له : أَنتَ خَلِيفَةُ رسولِ الله ، صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : لا ، قال : فما أَنت ؟، قال : أَنا الخالِفةُ بعدَه .
      قال ابن الأَثير : الخَلِيفةُ مَن يقوم مَقام الذاهب ويَسُدُّ مَسَدَّه ، والهاء فيه للمبالغة ، وجمعه الخُلَفاء على معنى التذكير لا على اللفظ مثل ظَريفٍ وظُرَفاء ، ويجمع على اللفظ خَلائفَ كظرِيفةٍ وظرائِفَ ، فأَما الخالِفةُ ، فهو الذي لا غَناء عنده ولا خير فيه ، وكذلك الخالف ، وقيل : هو الكثير الخِلافِ وهو بَيِّنُ الخَلافةِ ، بالفتح ، وإنما ، قال ذلك تواضُعاً وهَضماً من نفسه حِين ، قال له : أَنتَ خليفةُ رسولِ الله .
      وسمع الأَزهري بعض العرب ، وهو صادِرٌ عن ماء وقد سأَله إنسان عن رَفيق له فقال : هو خالِفتي أَي وارِدٌ بعدي .
      قال : وقد يكون الخالِفُ الـمُتَخَلِّف عن القوم في الغَزْوِ وغيره كقوله تعالى : رَضُوا بأَن يكونوا مع الخَوالِفِ ، قال : فعلى هذا الخَلْفُ الذي يجيء بعد الأَوّل بمنزلة القَرْنِ بعد القَرْن ، والخَلْفُ المتخلف عن الأَول ، هالكاً كان أَو حيّاً .
      والخَلْفُ : الباقي بعد الهالك والتابع له ، هو في الأَصل أَيضاً من خَلَفَ يخْلُفُ خَلْفاً ، سمي به المتخلّف والخالِفُ لا على جهة البدل ، وجمعه خُلُوفٌ كقَرْنٍ وقرون ؛ قال : ويكون محْمُودا ومَذْموماً ؛ فشاهدُ المحمود قولُ حسانَ بن ثابت الأَنصاري : لَنا القَدَمُ الأُولى إليك ، وخَلْفُنا ، لأَوَّلِنا في طاعةِ الله ، تابِعُ فالخَلْف ههنا هو التابعُ لمَن مضَى وليس من معنى الخلَفِ الذي هو البدَلُ ، قال : وقيل الخَلْفُ هنا المتخلِّفُون عن الأَوّلين أَي الباقون ؛ وعليه قوله عز وجل : فَخَلَفَ من بعدِهم خَلْفٌ ، فسمي بالمصدر فهذا قول ثعلب ،
      ، قال : وهو الصحيح .
      وحكى أَبو الحسن الأَخفش في خلَفِ صِدْق وخلَفِ سَوء التحريكَ والإسكان ، قال : والصحيح قول ثعلب إِن الخلَف يجيء بمعنى البدَل والخِلافةِ ، والخَلْفُ يجيء بمعنى التخلّف عمن تقدم ؛ قال : وشاهد المذموم قول لبيد : وبَقِيتُ في خَلْفٍ كجِلْدٍ الأَجْرَب ؟

      ‏ قال : ويستعار الخَلْفُ لـما لا خير فيه ، وكلاهما سمي بالمصدر أَعني المحمود والمذموم ، فقد صار على هذا للفِعْل معنيان : خَلَفْتُه خَلَفاً كنت بعده خَلَفاً منه وبدلاً ، وخَلَفْتُه خَلْفاً جئت بعده ، واسم الفاعل من الأَول خَليفة وخَلِيفٌ ، ومن الثاني خالِفةٌ وخالِفٌ ؛ ومنه قوله تعالى : فاقعُدوا مع الخالفين .
      قال : وقد صح الفَرْقُ بينهما على ما بَيَّنّاه .
      وهو من أَبيه خَلَف أَي بدلٌ ، والبدلُ من كل شيء خلَفٌ منه .
      والخِلافُ : الـمُضادّةُ ، وقد خالَفه مُخالَفة وخِلافاً .
      وفي المثل : إنما أَنتَ خِلافَ الضَّبُعِ الراكبَ أَي تخالِفُ خِلافَ الضَّبُعِ لأَنَّ الضَّبُعَ إذا رأَت الراكِبَ هَرَبَتْ منه ؛ حكاه ابن الأَعرابي وفسّره بذلك .
      وقولهم : هو يخالِفُ إلى امرأَة فلان أَي يأَْتيها إذا غاب عنها .
      وخَلَفَ فلان بعَقِبِ فلان إذا خالفَه إلى أَهله .
      ويقال : خلَف فلان بعَقبِي إذا فارقه على أَمر فصنع شيئاً آخر ؛ قال أَبو منصور : وهذا أَصح من قولهم إنه يخالفه إلى أَهله .
      ويقال : إن امرأَة فلان تَخْلُفُ زوجَها بالنزاع إلى غيره إذا غاب عنها ؛ وقدمَ أَعْشَى مازِنٍ على النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، فأَنشده هذا الرجز : إليكَ أَشْكُو ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ ، خَرَجْتُ أَبْغِيها الطَّعامَ في رَجَبْ ، فَخَلَفَتْني بِنزاعٍ وحَرَبْ ، أَخْلَفَتِ العَهْدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ وأَخْلَفَ الغُلامُ ، فهو مُخْلِفٌ إذا راهَقَ الحُلُم ؛ ذكره الأَزهري ؛ وقول أَبي ذؤيب : إذا لَسَعَتْه النَّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَها ، وخالَفَها في بَيْتِ نُوبٍ عَواسِلِ (* قوله « في بيت نوب إلخ » تقدّم ضبطه في مادة دبر لا على هذا الوجه ولعل الصواب في الضبط ما هنا .) معناه دخَل عليها وأَخَذ عَسَلها وهي ترعى ، فكأَنه خالَفَ هَواها بذلك ، ومن رواه وحالَفَها فمعناه لزِمَها .
      والأَخْلَفُ : الأَعْسَرُ ؛ ومنه قول أَبي كبير الهُذلي : زَقَبٌ ، يَظَلُّ الذئبُ يَتْبَعُ ظِلَّه من ضِيقِ مَوْرِدِه ، اسْتِنانَ الأَخْلَف ؟

      ‏ قال السكري : الأَخْلَفُ الـمُخالِفُ العَسِرُ الذي كأَنه يَمشي على أَحد شِقَّيْه ، وقيل : الأَخْلَفُ الأَحْوَلُ .
      وخالفه إلى الشي : عَصاه إليه أَو قصَده بعدما نهاه عنه ، وهو من ذلك .
      وفي التنزيل العزيز : وما أُريد أَن أُخالِفَكم إلى ما أَنْهاكم عنه .
      الأَصمعي : خَلَفَ فلان بعَقِبي وذلك إذا ما فارَقَه على أَمْر ثم جاء من ورائه فجعَل شيئاً آخر بعد فِراقِه ، وخَلَفَ له بالسيف إذا جاءه من خَلْفِه فضَرب عُنقه .
      والخِلافُ : الخُلْفُ ؛ وسُمع غير واحد من العرب يقول إذا سُئل وهو مُقبل على ماء أَو بلد : أَحَسْتَ فلاناً ؟ فيُجِيبُه : خالِفَتي ؛ يريد أَنه ورَدَ الماء وأَنا صادِرٌ عنه .
      الليث : رجل خالِفٌ وخالِفةٌ أَيّ يُخالِفُ كثيرُ الخِلافِ .
      ويقال : بعير أَخْلَفُ بيًّنُ الخَلَفِ إذا كان مائلاً على شِقّ .
      الأَصمعي : الخَلَفُ في البعير أَن يكون مائلاً في شق .
      ابن سيده : وفي خُلُقِه خالِفٌ وخالِفةٌ وخُلْفةٌ وخِلْفةٌ وخِلَفْنة وخِلَفْناةٌ أَي خِلافٌ .
      ورجل خِلَفْناة : مُخالِفٌ .
      وقال اللحياني : هذا رجل خِلَفْناة وامرأَة خِلَفْناة ، قال : وكذلك الاثنان والجمع ؛ وقال بعضهم : الجمع خِلَفْنَياتٌ في الذكور والإناث .
      ويقال : في خُلُق فلان خلَفْنةٌ مثل دِرَفْسةٍ أَي الخِلافُ ، والنون زائدة ، وذلك إِذا كان مُخالِفاً .
      وتَخالَفَ الأَمْران واخْتَلَفا : لم يَتَّفِقا .
      وكلُّ ما لم يَتَساوَ ، فقد تَخالف واخْتَلَفَ .
      وقوله عز وجل : والنخلَ والزرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُه ؛ أَي في حال اخْتِلافِ أُكُلِه إِن ، قال قائل : كيف يكون أَنـْشأَه في حال اخْتِلافِ أُُكُلُه وهو قد نَشأَ من قبل وقُوع أُكُلِه ؟ فالجواب في ذلك أَنه قد ذكر انشاء بقوله خالِقُ كلِّ شيء ، فأَعلم جل ثناؤه أَن الـمُنْشئ له في حال اخْتِلافِ أُكُلِه هو ، ويجوز أَن يكون أَنشأَه ولا أُكُلَ فيه مختلفاً أُكُله لأَن المعنى مُقَدَّراً ذلك فيه كما تقول : لتَدْخُلَنَّ منزل زيد آكلاً شارباً أَي مُقَدِّراً ذلك ، كما حكى سسيبويه في قوله مررتُ برجل معه صَقْر صائداً به غداً أَي مُقَدِّراً به الصيدَ ، والاسم الخِلْفةُ .
      ويقال : القوم خِلْفةٌ أَي مُخْتَلِفون ، وهما خِلْفان أَي مختلفان ، وكذلك الأُنثى ؛ قال : دَلْوايَ خِلْفانِ وساقِياهُما أَي إحداهما مُصْعِدةٌ مَلأَى والأُخرى مُنْحَدِرةٌ فارِغةٌ ، أَو إِحداهما جديدة والأُخرى خَلَقٌ .
      قال الحياني : يقال لكل شيئين اختلفا هما خِلْفان ، قال : وقال الكسائي هما خِلْفَتانِ ، وحكي : لها ولَدانِ خِلْفانِ وخِلْفتانِ ، وله عَبدان خِلْفان إذا كان أَحدهما طويلاً والآخر قصيراً ، أَو كان أَحدهما أَبيضَ والآخر أَسود ، وله أَمتان خِلْفان ، والجمع من كل ذلك أَخْلافٌ وخِلْفةٌ .
      ونِتاجُ فلان خِلْفة أَي عاماً ذكراً وعاماً أُنثى .
      وولدت الناقة خِلْفَيْنِ أَي عاماً ذكراً وعاما أَنثى .
      ويقال : بنو فلان خِلْفةٌ أَي شِطْرةٌ نِصف ذكور ونصف إِناث .
      والتَّخاليف : الأَلوان المختلفةُ .
      والخِلْفةُ : الهَيْضةُ .
      يقال : أَخَذَتْه خِلْفةٌ إذا اخْتَلَفَ إلى الـمُتَوَضَّإِ .
      ويقال : به خِلفة أَي بَطنٌ وهو الاختلاف ، وقد اخْتَلَف الرجلُ وأَخْلَفَه الدَّواء .
      والـمَخْلُوفُ : الذي أَصابته خِلفة ورِقَّةُ بَطْنٍ .
      وأَصبح خالفاً أَي ضعيفاً لا يشتهي الطعام .
      وخَلَفَ عن الطعام يَخْلُف خُلوفاً ، ولا يكون إلا عن مرَض .
      الليث : يقال اخْتَلَفْتُ إليه اخْتِلافةً واحدة .
      والخَلْفُ والخالِف والخالِفةُ : الفاسِدُ من الناس ، الهاء للمبالغة .
      والخَوالِفُ : النساء المُتَخَلِّفاتُ في البيوت .
      ابن الأَعرابي : الخُلوفُ الحيّ إذا خرج الرجالُ وبقي النساء ، والخُلُوفُ إذا كان الرجال والنساء مجتمعين في الحيّ ، وهو من الأَضداد .
      وقوله عز وجل : رضوا بأن يكونوا مع الخَوالِف ؛ قيل : مع النساء ، وقيل : مع الفاسد من الناس ، وجُمِع على فَواعِلَ كفوارِسَ ؛ هذا عن الزجاج .
      وقال : عَبد خالِفٌ وصاحِب خالِفٌ إذا كان مُخالفاً .
      ورَجل خالِفٌ وامرأة خالِفةٌ إذا كانت فاسِدةً ومتخلِّفة في منزلها .
      وقال بعض النحويين : لم يجئْ فاعل مجموعاً على فَواعِلَ إلا قولهم إنه لخالِفٌ من الخَوالِف ، وهالِكٌ من الهَوالِكِ ، وفارِسٌ من الفَوارِس .
      ويقال : خَلَفَ فلان عن أَصحابه إذا لم يخرج معهم .
      وفي الحديث : أَن اليهو ؟

      ‏ قالت لقد علمنا أَن محمداً لم يترك أَهلَه خُلوفاً أَي لم يتركهن سُدًى لا راعِيَ لهنَّ ولا حامِيَ .
      يقال : حيٌّ خُلوفٌ إذا غاب الرجال وأَقام النساء ويطلق على المقيمين والظَّاعِنين ؛ ومنه حديث المرأَة والمَزادَتَيْنِ : ونَفَرُنا خُلُوفٌ أَي رجالنا غُيَّبٌ .
      وفي حديث الخُدْريِّ : فأَتينا القوم خُلوفاً .
      والخَلْفُ : حَدُّ الفَأْسِ .
      ابن سيده : الخَلْفُ الفَأْس العظيمة ، وقيل : هي الفأْس برأْس واحد ، وقيل : هو رأْس الفأْس والمُوسى ، والجمع خُلوفٌ .
      وفأْسٌ ذاتُ خِلْفَيْنِ (* قوله « ذات خلفين »، قال في القاموس : ويفتح .) أَي لها رأْسان ، وفأَسٌ ذاتُ خِلْفٍ .
      والخَلْفُ : المِنْقارُ الذي يُنْقَرُ به الخشب .
      والخَلِيفان : القُصْرَيانِ .
      والخِلْفُ : القُصَيْرى من الأَضْلاعِ ، بكسر الخاء (* قوله « بكسر الخاء » أَي وتفتح وعلى الفتح اقتصر المجد .).
      وضِلَعُ الخِلْفِ : أَقصى الأَضْلاعِ وأَرَقُّها .
      والخِلْفُ ، بالكسر : واحد أَخْلافِ الضَّرْع وهو طرَفُه .
      الجوهري : الخِلْفُ أَقصر أَضلاع الجنب ، والجمع خلوف ؛ ومنه قول طرفةَ بن العبد : وطَيُّ مَحالٍ كالحَنِيِّ خُلوفُه ، وأَجْرِنةٌ لُزَّتْ بدَأْيٍ مُنَضَّدِ والخلْفُ : الطُّبْيُ المؤَخَّرُ ، وقيل : هو الضَّرْعُ نفْسُه ، وخص بعضهم به ضرع الناقة وقال : الخِلف ، بالكسر ، حلَمةُ ضَرْعِ الناقة القادِمان والآخِران .
      وقال اللحياني : الخِلْفُ في الخُفِّ والظِّلْفِ ، والطُّبْيُ في الحافِر والظُّفُر ، وجمع الخِلْف أَخْلافٌ وخُلوفٌ ؛ قال : وأَحْتَمِلُ الأَوْقَ الثَّقِيلَ وأَمْتَري خُلوفَ المَنايا ، حِينَ فَرَّ المُغامِسُ وتقول : خَلَّفَ بناقته تَخْلِيفاً أَي صَرَّ خِلْفاً واحداً من أَخْلافِها ؛ عن يعقوب ؛

      وأَنشد لطرفة : وطَيُّ مَحالٍ كالحنيّ خُلُوفُ ؟

      ‏ قال الليث : الخُلوفُ جمع الخِلْفِ هو الضَّرْعُ نفْسُه ؛ وقال الراجز : كأَنَّ خِلْفَيها إذا ما دَرَّا يريد طُبْيَيْ ضَرْعِها .
      وفي الحديث : دَعْ داعِيَ اللَّبَنِ .
      قال : فتركت أَخْلافَها قائمة ؛ الأَخْلافُ جمع خِلف ، بالكسر ، وهو الضرع لكل ذات خُفّ وظِلْفٍ ، وقيل : هو مَقْبِضُ يد الحالب من الضرع .
      أَبو عبيد : الخَلِيفُ من الجسد ما تحت الإبط ، والخَلِيفانِ من الإبل كالإبْطين من الإنسان ، وخَليفا الناقةِ إبْطاها ، قال كثير : كأَنَّ خَلِيفَيْ زَوْرها ورَحاهُما بُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّما بعدَ صَيْدنِ المكا جُحْرُ الثَّعْلَبِ والأَرْنبِ ونحوه ، والرَّحى الكِرْكِرةُ ، وبُنَى جمع بُنْيةٍ ، والصَّيْدن هنا الثعلب ؛ وقيل : دُوَيْبَّةٌ تعمل لها بيتاً في الأَرض وتُخْفيه .
      وحلَبَ الناقة خَلِيفَ لِبَئِها ، يعني الحلْبة التي بعد ذَهاب اللِّبا .
      وخلَفَ اللبنُ وغيره وخلُفَ يَخْلُفُ خُلوفاً فيهما : تغَيَّر طَعْمُه وريحه .
      وخلَفَ اللبنُ يَخْلُفُ خُلوفاً إذا أُطيل إنْقاعُه حتى يَفْسُدَ .
      وخَلَفَ النبيذُ إذا فسَد ، وبعضهم يقول : أَخْلَفَ إذا حَمُضَ ، وإنه لطَيِّبُ الخُلْفةِ أَي طيِّبُ آخِر الطعْم .
      الليث : الخالِفُ اللحم الذي تَجِدُ منه رُوَيحةً ولا بأْسَ بمَضْغِه .
      وخَلَفَ فُوه يَخْلُفُ خُلوفاً وخُلوفة وأَخْلَفَ : تغَيَّر ، لغة في خَلَفَ ؛ ومنه : ونَوْم الضُّحى مَخْلَفةٌ للفم أَي يُغَيِّرُه .
      وقال اللحياني : خَلَف الطعامُ والفم وما أَشبههما يَخْلُفُ خُلوفاً إذا تغيَّر .
      وأَكل طعاماً فَبَقِيَتْ في فيه خِلْفةٌ فتغير فُوه ، وهو الذي يَبْقى بين الأسنان .
      وخلَفَ فَمُ الصائم خُلوفاً أَي تغيرت رائحتُه .
      وروي عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم : ولَخُلُوفُ فم الصائم ، وفي رواية : خِلْفةُ فمِ الصائم أَطيبُ عندَ اللّه مِن رِيحِ المِسْكِ ؛ الخِلْفةُ ، بالكسر : تغَيُّرُ ريحِ الفم ، قال : وأَصلها في النبات أَن ينبت الشيء بعد الشيء لأَنها رائحةٌ حديثةٌ بعد الرائحة الأُولى .
      وخلَف فمُه يخلُفُ خِلْفةً وخُلوفاً ؛ قال أَبو عبيد : الخُلوف تغير طعم الفم لتأَخُّرِ الطعام ومنه حديث عليّ ، عليه السلام ، حين سُئل عن القُبْلة للصائم فقال : وما أَرَبُك إلى خُلوف فيها .
      ويقال : خَلَفَتْ نفْسه عن الطعام فهي تَخْلُفُ خُلوفاً إذا أَضرَبَت عن الطعام من مرض .
      ويقال : خلَفَ الرجل عن خُلُق أَبيه يَخْلُف خُلوفاً إذا تغَيَّر عنه .
      ويقال : أَبيعُكَ هذا العَبْدَ وأَبْرَأُ إليك من خُلْفَتِه أَي فَسادِه ، ورجُل ذو خُلْفةٍ ، وقال ابن بُزرج : خُلْفَةُ العبدِ أَن يكون أَحْمَقَ مَعْتُوهاً .
      اللحياني : هذا رجل خَلَفٌ إذا اعتزل أَهلَه .
      وعبد خالِفٌ : قد اعتزل أَهلَ بيته .
      وفلان خالِفُ أَهلِ بيته وخالِفَتُهم أَي أَحمقهم أَو لا خَيْرَ فيه ، وقد خَلَفَ يَخْلُفُ خَلافة وخُلوفاً .
      والخالفةُ : الأَحْمَقُ القليلُ العقْلِ .
      ورجل أَخْلَفُ وخُلْفُفٌ مَخْرَجَ قُعْدُدٍ .
      وامرأة خالفةٌ وخَلْفاء وخُلْفُفة وخُلْفُفٌ ، بغير هاء : وهي الحَمْقاء .
      وخلَفَ فلان أَي فسَد .
      وخلَفَ فلان عن كلّ خير أَي لم يُفْلِح ، فهو خالِفٌ وهي خالِفة .
      وقال اللحياني : الخالِفةُ العَمودُ الذي يكون قُدَّامَ البيتِ .
      وخلَفَ بيتَه يَخْلُفُه خَلْفاً : جعل له خالِفةً ، وقيل : الخالِفةُ عَمُودٌ من أَعْمِدة الخِباء .
      والخَوالِفُ : العُمُد التي في مُؤَخَّر البيت ، واحدتها خالِفةٌ وخالِفٌ ، وهي الخَلِيفُ .
      اللحياني : تكون الخالِفةُ آخِرَ البيت .
      يقال : بيت ذو خالِفَتَيْن .
      والخَوالِفُ : زَوايا البيت ، وهو من ذلك ، واحدتها خالِفةٌ .
      أَبو زيد : خالِفةُ البيتِ تحتَ الأَطناب في الكِسْر ، وهي الخَصاصةُ أَيضاً وهي الفَرْجة ، وجمع الخالفة خَوالِفُ وهي الزَّوايا ؛

      وأَنشد : فأَخفت حتى هتكوا الخَوالِفا وفي حديث عائشة ، رضي اللّه عنها ، في بِناء الكعبة :، قال لها لَوْلا حِدْثان قَوْمِك بالكفر بَنَيْتُها على أَساس إبراهيمَ وجعلت لها خَلْفَيْن ، فإن قُريشاً اسْتَقْصَرَتْ من بِنائها ؛ الخَلْفُ : الظَّهرُ ، كأَنه أَراد أَن يجعل لها بابين ، والجِهةُ التي تُقابِل البابَ من البيت ظهرُه ، فإذا كان لها بابان فقد صار لها ظَهْرانِ ، ويروى بكسر الخاء ، أَي زِيادَتَيْن كالثَّدْيَيْنِ ، والأَول الوجه .
      أَبو مالك : الخالِفةُ الشُّقّةُ المؤخَّرةُ التي تكون تحت الكِفاء تحتَها طرَفُها مـما يلي الأَرض من كِلا الشِّقَّين .
      والإخْلافُ : أَن يُحَوَّلَ الحَقَبُ فيجعل مـما يَلي خُصْيَيِ البعير لئلا يُصيبَ ثِيله فيَحْتَبِسَ بولُه ، وقد أَخْلَفَه وأَخْلَفَ عنه .
      وقال اللحياني : إنما يقال أَخْلِفِ الحَقَبَ أَي نَحِّه عن الثِّيلِ وحاذِ به الحَقَبَ لأَنه يقال حَقِبَ بولُ الجملِ أَي احْتَبَسَ ، يعني أَن الحَقَب وقَع على مَبالِه ، ولا يقال ذلك في الناقة لأَن بولها من حَيائها ، ولا يبلغ الحقَبُ الحَياء .
      وبعير مَخْلوفٌ : قد شُقَّ عن ثِيله من خَلْفِه إذا حَقِبَ .
      والإخْلافُ : أَن يُصَيَّرَ الحَقَبُ وراء الثِّيلِ لئلا يَقْطَعَه .
      يقال : أَخْلِفْ عن بعيرك فيصير الحقب وراء الثيل .
      والأَخْلَفُ من الإبل : المشقوقُ الثيل الذي لا يستقرّ وجَعاً .
      الأَصمعي : أَخْلَفْتَ عن البعير إذا أَصابَ حَقَبُه ثِيلَه فيَحْقَبُ أَي يَحْتَبِسُ بولُه فتحَوِّلُ الحَقَبَ فتجعلُه مما يلي خُصْيَي البعير .
      والخُلْفُ والخُلُفُ : نقِيضُ الوَفاء بالوعْد ، وقيل : أَصله التَّثْقِيلُ ثم يُخَفَّفُ .
      والخُلْفُ ، بالضم : الاسم من الإخلاف ، وهو في المستقبل كالكذب في الماضي .
      ويقال : أَخْلَفه ما وَعَده وهو أَن يقول شيئاً ولا يفْعَله على الاستقبال .
      والخُلُوفُ كالخُلْفِ ؛ قال شُبْرمةُ بن الطُّفَيْل : أَقِيمُوا صُدُورَ الخَيْلِ ، إنَّ نُفُوسَكُمْ لَمِيقاتُ يَومٍ ، ما لَهُنَّ خُلُوفُ وقد أَخْلَفَه ووعَده فأَخْلفَه : وجَده قد أَخْلَفَه ، وأَخْلَفَه : وجدَ مَوْعِدَه خُلْفاً ؛ قال الأَعشى : أَثْوى وقَصَّرَ لَيْلَةً ليُزَوَّدا ، فمَضَتْ ، وأَخْلَفَ مِنْ قُتَيلة مَوْعِدا أَي مضت الليلة .
      قال ابن بري : ويروى فمضى ، قال : وقوله فمضى الضمير يعود على العاشق ، وقال اللحياني : الإخْلافُ أَن لا يَفي بالعهد وأَن يَعِدَ الرجلُ الرجلَ العِدةَ فلا يُنجزها .
      ورجل مُخْلِفٌ أَي كثير الإخْلافِ لوَع "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: