السَّوْطُ : الخَلْطُ أَي خَلْطُ الشَّيْء بَعْضِه ببَعْضٍ كما في الصّحاح أو هو أنْ تَخْلِطَ شَيْئَيْنِ في إنائكَ ثمَّ تَضْرِبَهما بيَدِكَ حتَّى يَخْتَلِطا كما في الجمهرة وفي حَديثِ عليٍّ مع فاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْهما : " مَسُوطٌ لَحْمُها بدَمي ولَحْمي " أَي مَمْزوجٌ ومَخْلوطٌ ومِنْهُ قَولُ كَعْبِ بن زُهَيْرٍ :
لكنَّها خُلَّةٌ قَدْ سيطَ من دَمِها ... فَجْعٌ ووَلْعٌ وإخْلافٌ وتَبْديلُ أَي كأَنَّ هذه الأخْلاقَ قَدْ خُلِطَت بدَمِها كالتَّسْويطِ يُقال : ساطَ الشَّيْء سَوْطاً وسَوَّطَه : خاضَه وخَلَطَه وأَكْثَرَ ذلِكَ . يُقَالُ : سَوَّطَ فُلانٌ أُمورَه تَسْويطاً أَي خَلَطها وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ :
فسُطْهَا ذَميمَ الرَّأْيِ غَيْرَ مُوَفَّقٍ ... فلَسْتَ عَلَى تَسْويطِها بمُعَانِ والسَّوْطُ : المِقْرَعَةُ قالَ ابن دُرَيْدٍ : لأنَّها تَسُوطُ أَي تَخْلِطُ اللَّحْمَ بالدَّمَ إِذا سيطَ بها إنْسانٌ أو دابَّة . وقالَ الجَوْهَرِيّ : السَّوْطُ : مَا يُضْرَبُ به ج : سِياطٌ بالكَسْرِ وأَصْلُه : سِواطٌ بالواو قُلِبَت ياءً لكَسْرِ مَا قَبْلَها . ومِنْهُ الحديث " معهم سِياطٌ كأَذْنابِ البَقَرِ " قالَ المُتَنَخِّل يَصِفُ مَوْرِداً :
كأَنَّ مَزاحِفَ الحَيَّاتِ فيهِ ... قُبَيْلَ الصُّبْحِ آثارُ السِّياطِ يُجْمَعْ أَيْضاً عَلَى أَسْواط عَلَى الأَصْل . قالَ ابن الأثير : أَسْياطٌ شاذٌّ كما يُقَالُ في جمع ريحٍ : أَرْياحٌ شاذًّا والقِياسُ : أَسْواطٌ وأَرْواحٌ وهو المُطَّرِدُ المُسْتَعْمَلُ . ومن المَجَازِ : السَّوْطُ : النَّصيبُ وبه فُسِّرَ قوله تعالى " فَصَبَّ عَلَيْهِم رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ " أَي نَصيبَ عَذابٍ كما في الصّحاح . وقِيل : المُرادُ بالسَّوْطِ هُنا : الشِّدَّةُ وهو مجازٌ أَيْضاً والمَعْنى أَي شِدَّةَ عَذابٍ ؛ لأنَّ العَذابَ قَدْ يَكُونُ بالسَّوْطِ كما في الصّحاح أَيْضاً . وقالَ الفَرَّاءُ : هذه كَلِمَةٌ تَقولُها العَرَبُ لكُلِّ نَوْعٍ من العَذابِ يَدْخُلُ فيه السَّوْطُ جَرَى به المَثَل والكَلامُ ويُرْوَى أنَّ السَّوْطَ من عَذابِهم الَّذي يُعَذَّبون به فجَرى لكُلِّ عَذابٍ ؛ إذْ كانَ فيه عِنْدَهُم غايَةُ العَذابِ . فالسَّوْطُ : اسمٌ للعَذابِ وإنْ لم يكن هُناكَ ضَرْبٌ بسَوْطٍ . والسَّوْطُ : الضَّرْبُ بالسَّوْطِ قالَ الشَّمّاخُ يَصِفُ فَرَساً :
فصَوَّبْتُه كَأَنَّهُ صَوْبُ غَيْبَةٍ ... عَلَى الأَمْعَزِ الضَّاحي إِذا سيطَ أَحْضَرَا
صَوَّبْتُه أَي : حَمَلْتُه عَلَى الحُضْرِ في صَبَبٍ من الأرْضِ . والصَّوْبُ : المَطَرُ . والغَبْيَة : الدَّفْعَةُ مِنْهُ . وساطَ دابَّتَه يَسوطُه سَوْطاً إِذا ضَرَبَه بالسَّوْطِ . وقولهم : ضَربتُ زَيْداً سَوْطاً . إنَّما مَعْنَاهُ : ضَرَبْتُه ضَرْبَةً بِسَوْطٍ ولكنّ طَريقَ إعْرابه أَنَّهُ عَلَى حَذْفِ المُضاف أَي ضَرَبْتُه ضَرْبَةَ سَوْطٍ ثمَّ حُذِفَتِ الضَّرْبَةُ عَلَى حَذْفِ المُضافِ . والسَّوْطُ من القَديدِ هَكَذا في أُصولِ القاموسِ والصَّواب : من الغَديرِ فَضْلُهُ وفي بعض النُّسَخ فَضْلَتُه . وسَوْطٌ من ماءٍ : قَدْ خُبِط وطُرِقَ والجمعُ سِياطٌ وهو مَجازٌ . وفي الأَسَاسِ : يُقَالُ ورَدْنا عَلَى سَوْطٍ واحِدٍ من الماءِ وهي فَضْلَةُ غَديرٍ مُمْتَدَّة كالسَّوْط . والسَّوْطُ أَيْضاً : مَنْقَعُ الماءِ والجمعُ أَسْواطٌ . ومن المَجَازِ : مَا يَتَعاطَيان سَوْطاً واحِداً أَي أَمْراً واحِداً وفي الأَسَاسِ إِذا اتَّفَقا عَلَى نَجْرٍ واحدٍ وخُلُقٍ واحِدٍ . والمِسْوَطُ كمِنْبَرٍ : مَا يُخْلَطُ به من عَصاً ونَحْوِها وَقَدْ ساطَ قِدْرَهُ بالمِسْوَطِ كالمِسْواطِ كمِحْرابٍ . ومِسْوَطٌ بلا لامٍ : وَلَدٌ لإبْليسَ قالَ مُجاهِدٌ : وهمْ خَمْسَةٌ : داسِمٌ والأَعْوَرُ ومِسْوَطٌ وبِتْرٌ وزَلَنْبورُ قالَ سُفيان : داسِمٌ والأعْوَرُ لا أَدْري مَا عَمَلُهما وأمّا مِسْوَطٌ فإِنَّه يُغْري عَلَى الغَضَبِ والصَّخب وبِتْرٌ : صَاحِب المَصائبِ وزَلَنْبورُ : يُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وأَهْلِه . وَقَدْ تَقَدَّم ذلِكَ في حرف الرّاء أَيْضاً وفي حَديثِ سَوْدَةَ : " أَنَّهُ نَظَرَ إليها وهي تَنْظُر في رَكْوَةٍ فيها ماءٌ فنَهاها وقالَ : إنِّي أَخافُ عليكُمْ مِنْهُ المِسْوَطَ " يعني الشَّيْطان . هَكَذا جاءَ في هذا الحديثِ بالألفِ واللاّمِ . وقالَ ابن عبّادٍ : المِسْوَاطُ : فَرَسٌ لا يُعْطي حُضْرَهُ إلاَّ بالسَّوْطِ فكأنَّه يَدَّخِر حُضْرَه . ومن المَجَازِ : اسْتَوَطَ أَمْرُه أَي اخْتَلَطَ نادرٌ . وقالَ أَبُو زَيْدٍ : يُقَالُ أَمْوالُهُمْ سُوَيْطَةٌ بَيْنَهُم أَي مُخْتَلِطَةٌ حكاهُ عنه يَعْقوبُ قالَهُ الجَوْهَرِيّ . وقالَ اللَّيْثُ : السُّوَيْطاءُ : مَرَقَةٌ كَثُرَ ماؤُها وثَمَرُها أَي بَصَلُها وحِمَّصُها وسائرُ الحُبوبِ سُمِّيَتْ لأنَّها تُساطُ أَي تُخْلَط وتُضْرَب . وقالَ ابن دُرَيْدٍ : هي السُّرَيْطاءُ بالراء وَقَدْ مَرَّ ذِكْرُه . ومن المَجَازِ : سَوْطُ باطِلٍ : ضَوْءٌ يَدْخُلُ من الكُوَّةِ في الشَّمْسِ وهو بعَيْنِه خَيْطُ باطِلٍ الَّذي تَقَدَّم ويُرْوَى بالشّينِ المُعْجَمَة أَيْضاً . ومن المَجَازِ : السِّياطُ : قُضْبانُ الكُرّاثِ الَّتِي عليها زَماليقُه تَشْبيهاً بالسِّياطِ الَّتِي يُضْرَبُ بها . وَقَدْ سَوَّطَ الكُرّاثُ تَسْويطاً إِذا أَخْرَجَ ذلِكَ . ومن المَجَازِ : سَوَّطَ أَمْرَهُ تَسْويطاً إِذا خَلَّطَ فيه . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وتقدم شاهِدُه آنِفا . ودارَةُ الأسْواطِ : بظَهْرِ الأبْرَقِ بالمَضْجَعِ تُناوِحُها حَمَّةٌ وهي بُرْقَةٌ بَيْضاءُ لبَني قَيْس ابن جَزْءِ بن كَعْبِ بن أَبي بَكْر بن كِلابٍ وَقَدْ مَرَّ ذِكْرُها في حَرْفِ الرّاءِ أَيْضاً . وأَصْلُ الأسْواطِ : مَناقِعُ المياهِ والدّارَةُ : كلُّ أَرضٍ اتَّسَعَت فأَحاطَتْ بها الجِبالُ . وقالَ ابن عَبَّادٍ : ساطَتْ نَفْسي سَوَطَاناً مُحَرَّكَةً : تَقَلَّصَتْ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : أَمْوالُهُم بَيْنَهُمْ مُسْتَوِطَةٌ كسَويطَة . والسَّوَّاطُ : الشُّرَطِيُّ الَّذي مَعَهُ السَّوْطُ . وساوَطَني فسُطْتُه أَسوطُه سَوْطاً عن اللِّحْيانِيّ وفَسَّره ابن سِيدَه فقال : أَي عارَضَني بسَوْطِه فَغَلَبْتُه وهذا في الجَواهِرِ قَليلٌ إنَّما هو في الأعْراضِ . والمِسْياطُ : الماءُ يَبْقَى في أَسْفَلِ الحَوْضِ قالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ :
" حتَّى انْتَهَتْ رَجارِجُ المِسْياطِوساطَ الهَريسَةَ وسَوَّطَها : حَرَّكَها بخَشَبَةٍ لِتَخْتَلِطَ . ويُقَالُ : ساقَ الأُمورَ بسَوْطٍ واحِدٍ . وخُذوا في هذا السَّوْطِ وهو طَريقٌ دَقيقٌ بَيْنَ شَرَفَيْنِ وفي هذه السِّياطِ والأَسْواطِ كما في الأَسَاسِ . ويُرْوَى بالشِّين أَيْضاً وهو مَجازٌ . وكَذلِكَ قولُهُم : سيطَ حُبُّك بِدَمي ومن دَمي . وهو يَسوطُ الأمْرَ سَوْطاً : يُقَلِّبهُ ظَهْراً لِبَطْنٍ . وفلانٌ يَسوطُ الحَرْبَ ويُسَوِّطُها أَي يُباشِرُها كما في الأَسَاسِ . وأحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بن مِهْرانَ السَّوْطِيُّ عن أَبي نُعَيْمٍ وعفَّان وعنه الطَّبَرانِيُّ وحُسَيْنُ بن محمَّد بن إسحاقَ السَّوْطِيُّ شَيْخٌ للعتيقيِّ وأَحْمَدُ بن مُحَمَّد بن إسماعيل السَّوْطِيُّ شيخٌ للدّارِ قُطْنِيِّ وإبراهيم بن إسماعيل السَّوْطِيُّ عن أَبي أُمَيَّة الطَّرَسوسِيِّ . وسُوَيْط كزُبَيْرٍ : قريةٌ بالبَلْقاءِ من أرضِ الشّام نُسِبَ إليها الإمام المُحَدِّثُ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن محمَّد بن الحَسَن الكِنانيّ الجَعْفَرِيّ السُوَيْطِيُّ ارتحلَ أحدُ جُدودِه منها فنَزَل إِلَى ريفِ مِصْرَ وتَدَيَّرَ بها وإليهم نُسِبت الجَعْفَرِيّةُ القريَةُ المَشْهورةُ بالغَرْبِيّة وَقَدْ تَقَدَّم ذِكْرُها