أَشَبَه يَأْشِبُهُ أَشْباً : خَلَطَه كذا في المُحْكَمِ وأَشَبَ فلاناً أَشْباً : عَابَه ولاَمَه يَأْشِبُهُ بالكَسْرِ وَيأْشُبُهُ بالضَّمّ وهذه عن الأَخْفَشِ وقيل : قَذَفَهُ وَخَلَطَ عليه الكَذِبَ وأَشَبْتُه آشِبُه : لُمْتُه قال أَبو ذُؤيب الهذليّ :
ويَأْشِبُني فيها الذين يَلُونَهَا ... ولَوْ عَلِمُوا لمْ يَأْشِبُونِي بطَائِلِ وفي الصحاح : بباطِلِ والأَوَّلُ أَصَحّ وقيل : أَشَبْتُه : عِبْتُه وَوَقَعْتُ فيه وأَشَبَه بِشَرٍّ إذا رَمَاهُ بعَلاَمَةِ مِنَ الشَّرّ يُعْرَفُ بها وهذه عن اللِّحْيَانِيّ وقيل : رَمَاه وخَلَطَه وقولهم بالفارسية : زُورُ وآشُوبْ تَرْجَمَهُ سِيبويهِ فقال : زُورٌ وَأُشُوبٌ قَالَهُ ابنُ المُكَرَّمِ . قُلْتُ أَمَّا زُورُ بالضَّمَّةِ المُمَالَةِ بمَعْنَى القُوَّة وآشُوبُ بالمدِّ بمَعْنَى رَفْع الصَّوْتِ والخصَامِ والاخْتلاَطِ
وأَشبَ الشَّجرُ كفَرِحَ أَشَباً فهُو أَشِبٌ : الْتَفَّ كَتَأَشَّبَ وقال أَبُو حنِيفَةَ الأَشَبُ : شدَّةُ الْتفَافِ الشَّجَرِ وكثْرَتُه حتَّى لاَ يُجَازَ فيه يقال فيه : مَوْضِعٌ أَشِبٌ أَيْ كَثيرُ الشَّجَرِ : وغَيْضَةٌ أَشِبَةٌ وعِيصٌ أَشِبٌ أَي مُلْتَفٌّ وأَشبَتِ الغَيْضَةُ : بالكَسْرِ أَي الْتَفَّتْ وعَدَدٌ أَشبٌ ومن المجازِ قَوْلُهُمْ : " عِيصُكَ مِنْكَ وإنْ كَانَ أَشِباً " أَي وإنْ كَانَ ذا شَوْك مُشْتَبِك غَيْرِ سَهْلٍ كذا في الأَساس وقولهم بِعِرْق ذي أَشَبٍ أَي ذي الْتِبَاس
وأَشَّبْتُه أَي الشَّرَّ بينهم تَأْشِيباً قاله الليثُ وأَشِبَ الكَلاَمُ بينهم أَشَباً : الْتَفَّ كما تقدم في الشَّجَر وأَشَبَهُ هُوَ
والأُشَابَةُ مِنَ النَّاسِ بالضَّمِّ : الأَخْلاَطُ وهو مَجَاز والأُشَابَةُ من وفي نُسْخَة : في الكَسْبِ : مَا خَالَطَهُ الحَرَامُ الذي لا خَيْرَ فيه والسُّحْتُ وهو مَجَازٌ ويقال : هؤُلاَءِ أُشَابَةٌ أَي لَيْسُوا مِن مَكَانٍ وَاحِدٍ ج الأَشَائِبُ قال النابغة الذبيانيّ :
وَثِقْتُ له بالنَّصْرِ إذْ قِيلَ قَدْ غَزَتْ ... قَبَائِلُ مِنْ غَسَّانَ غَيْرُ أَشَائِبِ
بَنُو عَمِّهِ دُنْيَا وعَمْرُو بنُ عَامِرٍ ... أُولئكَ قَوْمٌ بَأْسُهُمْ غَيْرُ كَاذِب ويُقَالُ : بِهَا أَوبَاشٌ مِنَ النَّاسِ وأَوْشَابٌ وهم الضُّرُوبُ المُتَفَرِّقُونَ وقال ابنُ المُكَرَّمِ : الأُشَابَةُ : أَخْلاَطُ النَّاسِ تَجْتَمِعُ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ
وقَرَأْتُ في كتاب مُعْجَم البُلْدَان : أُشَابَةُ مَوْضِع بنجْد قَرِيبٌ منَ الرَّمْلِ
( والأَشَبَانِيُّ مُحَرَّكَةً : الأحْمَرُ جِدًّا ) وقيل : هو بالبَاءِ المُوَحَّدَةِ بَدل النُّونِ وقد أَغْفَلَه كثيرٌ من الأَئمة واستبعدوه كما قاله شيخُنا قُلْتُ وهذا قد نقله الصاغانيُّ
وقرأْتُ في كتاب الأَنْسَابِ للبَلاَذُرِيّ عِنْدَ ذكْرِ ابنِ مَيَّادَةَ الشَّاعِرِ ما نَصُّه : وقال سَمَاعَةُ بنُ أَشْوَلَ النَّعَاميُّ مِنْ بَني أَسَدِ
لَعَلَّ ابْنَ أَشْبَانِيَّةِ عَارَضَتْ بِهِ ... رِعَاءَ الشَّوِيِّ مِنْ مُرِيحٍ وعَازِبِ والأَشْبَانُ مِنَ الصَّقَالِبَةِ ويروى : ابنَ فَرَّانيَّة انتهى
والتَّأْشِيبُ : التَّحْرِيشُ بينَ القَوْم مِن أَشَّبْتُ الشَّرَّ بينهم وأَشَبَهُ هُوَ وقيل : أَشَّبْتُ القَوْمَ تَأْشيباً إذا خَلطْتَ بَعْضَهُمْ بَعْضاً وتَأْشَّبُوا : اخْتَلَطُوا أَوِ اجْتَمَعُوا كائْتَشَبُوا فِيهمَا وتَأَشَّبُوا إِليه : انْضَمُّوا والتَأَشُّبُ هو التَّجمُّعُ منْ هُنَا ومن هنا . يقال : جَاءَ فلانٌ فيمَنْ تَأَشَّبَ إِليه أَي انْضَمَّ إِليه والْتَفَّ عليه . وفي الحديث : " أَنَّه قَرَأَ " يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلزَلةَ السَّاعَةِ شَيءٌ عَظِيمٌ " فَتَأَشَّبَ أَصْحَابُه إِليهِ " أَي اجْتَمَعُوا إِليه وأَطَافُوا بِهِ . وفي حديث العَبَّاس يَوْمَ حُنَيْنٍ " حَتَّى تَأَشَّبُوا حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم " أَي أَطَافُوا بِه
وهُوَ أَي الرَّجُلُ مَأْشُوبُ الحَسَبِ : غَيْرُ مَحْضٍ قاله ابن سِيدَه وأَنْشَدَ البَلاَذُرِيّ للحَارثِ بنِ ظَالِم المُرِّيِّ :" أَنَا أَبُو لَيْلَى وسَيْفِي المَعْلُوبْ
" ونَسَبِي فِي الحّيِّ غَيْرُ مَأْشُوبْ ومُؤْتَشَبٌ أَي مَخْلوطٌ وفي نُسْخَةٍ مُؤْشَب كَمُكْرَم : غَيْرُ صَرِيحٍ فِي نَسَبِهِ وفي حديثِ الأَعْشَى الحِرْمَازِيّ يُخَاطِبُ سيِّدنَا رَسُولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم في شَأْن امْرَأَتِهِ :
" وقَذَفَتْنِي بيْنَ عِيص مُؤْتَشَبْ
" وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ المُؤْتَشَبُ : المُلْتَفُّ والعِيصُ : أَصْلُ الشَّجَر
وأُشْبَةُ بالضَّمِّ : اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الذِّئْبِ . وفي حديثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ رضِي اللهُ عنه " إنّي رَجُلٌ ضَرِيرٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَشَبٌ فَرَخِّصْ لِي في كَذَا وَكَذَا " الأَشَبُ مُحَرَّكَةً : كَثْرَةُ الشَّجَرِ يقالُ بَلْدَةٌ أَشِبَةٌ إذا كانت ذَاتَ شَجرٍ ويُرِيدُ هُنَا النَّخِيلَ المُلْتَفَّةَ
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه : آشَبُ كأَحْمَدَ : صُقْعٌ مِنْ نَاحِيَةِ طَالَقَانَ كَانَ الفَضْلُ بنُ يَحْيَى نَزَلَهُ شَدِيدُ البَرْدِ عَظِيمُ الثُّلُوج عَنْ نَصْرٍ
وآشِبُ بكَسْرِ الشِّينِ المُعْجَمَةِ كانَتْ مِنْ أَجَلّ قِلاَع الهَكّارِيّة ببلَد المَوْصِل أَخْرَبَها زَنْكِي بن آقْسُنْقُر وبَنَى عِوضها العِماديّة بالقرب منها فنُسبت إِليه كذا في المعجم