أغبى - إغباء 1 - أغبىت السماء : أمطرت « الغبية »، وهي الدفعة الشديدة من المطر
المعجم: الرائد
,
غَبِنَ
ـ غَبِنَ الشيءَ ، غَبِنَ فيه ، غَبْناً وغَبَناً : نَسِيَهُ ، أو أغْفَلَهُ ، أو غَلطَ فيه ، ـ غَبِنَ رَأيَهُ ، بالنَّصْبِ ، غَبانَةً وغَبَناً : ضَعُفَ ، فهو غَبينٌ ومَغْبُونٌ . ـ غَبَنَهُ في البَيْعِ يَغْبِنُهُ غُبْناً ، غَبَنَاً ، أو غَبْنَاً في البَيْعِ ، وغَبَنَاً في الرَّأيِ : خَدَعَهُ ، وقد غُبِنَ ، فهو مَغْبُونٌ ، والاسمُ : الغَبينَةُ . ـ تَّغابُنُ : أن يَغْبِنَ بَعْضُهم بعضاً ، ويَوْمُهُ : يَوْمُ التَّغابُنِ ، لأنَّ أهْلَ الجنَّةِ تَغْبِنُ أهْلَ النارِ . ـ غَبَنُ : الضَّعْفُ ، والنِّسْيانُ . ـ مَغْبِنٌ : الإِبْطُ ، والرُّفْغُ , ج : مَغابِنُ . ـ اغْتَبَنَهُ : اخْتَبَأَهُ فيه . ـ غَبَنُوا خَبَرها ، وغَبِنَ : لم يَعْلَموا عِلْمَها . ـ مالِكُ بنُ أغْبَنَ : جُهَنِيٌّ . ـ غَبْنُ في الثَّوْبِ : كالعَطْفِ فيه . ـ غابِنَ : الفاتِرُ عن العَمَلِ .
ويقال : إِن لهذا العِطرِ مَغَبَّةً طَيِّبَةً أَي عاقبةً . وغَبَّ : بمعنى بَعُدَ . وغِبُّ كلِّ شيءٍ : عاقبتُه . وجئتُه غِبَّ الأَمر أَي بَعْدَه . والغِبُّ : وِرْدُ يوم ، وظِمءُ آخرَ ؛ وقيل : هو ليوم وليلتين ؛ وقيل : هو أَن تَرعى يوماً ، وتَرِدَ من الغَدِ . ومن كلامهم : لأَضرِبَنَّكَ غِبَّ الـحِمارِ وظاهرةَ الفَرس ؛ فغِبُّ الحمار : أَن يَرعى يوماً ويَشرَبَ يوماً ، وظاهرةُ الفرَس : أَن تَشرَبَ كلَّ يوم نصفَ النهار . وغَبَّتِ الماشيةُ تَغبُّ غَبّاً وغُبوباً : شَرِبَت غِـبّاً ؛ وأَغَبَّها صاحبُها ؛ وإيلُ بني فلان غابَّةٌ وغَوابُّ . الأَصمعي : الغِبُّ إِذا شَرِبَت الإِبلُ يوماً ، وغَبَّتْ يوماً ؛ يقال : شَرِبَتْ غِـبّاً ؛ وكذلك الغِبُّ من الـحُمَّى . ويقال : بنو فلان مُغِبُّون إِذا كانت إِبلُهم تَرِدُ الغِبَّ ؛ وبعيرٌ غابٌّ ، وإِبلٌ غوابُّ إِذا كانت تَرِدُ الغِبَّ . وغَبَّتِ الإِبلُ ، بغير أَلف ، تَغِبُّ غِـبّاً إِذا شَرِبَتْ غِبّاً ؛ ويقال للإِبل بعد العِشر : هي تَرْعى عِشْراً وغِـبّاً وعِشْراً ورِبْعاً ، ثم كذلك إِلى العِشرين . والغِبُّ ، من وِرْدِ الماءِ : فهو أَن تَشرَبَ يوماً ، ويوماً لا . وأَغَبَّتِ الإِبلُ : مِنْ غِبِّ الوِرْدِ . والغِبُّ من الـحُمَّى : أَن تأْخذ يوماً وتَدَعَ آخرَ ؛ وهو مشتق من غِبِّ الوِرْدِ ، لأَنها تأْخذ يوماً ، وتُرَفِّه يوماً ؛ وهي حُمَّى غِبٌّ : على الصفة للـحُمَّى . وأَغَبَّته الـحُمَّى ، وأَغَبَّتْ عليه ، وغَـِبَّتْ غِبّاً وغَبّاً . ورجل مُغِبٌّ : أَغَبَّتْهُ الـحُمَّى ؛ كذلك رُوي عن أَبي زيد ، على لفظ الفاعل . ويقال : زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً . ويقال : ما يُغِـبُّهُم بِرِّي . وأَغبَّتِ الـحُمَّى وغَبَّتْ : بمعنًى . وغَبَّ الطعامُ والتمرُ يَغِبُّ غَبّاً وغِـبّاً وغُبُوباً وغُبُوبَةً ، فهو غابٌّ : باتَ ليلةً فَسَدَ أَو لم يَفْسُدْ ؛ وخَصَّ بعضُهم به اللحمَ . وقيل : غَبَّ الطعامُ تغيرتْ رائحته ؛ وقال جرير يهجو الأَخطل : والتَّغْلَبِـيَّةُ ، حين غَبَّ غَبِـيبُها ، * تَهْوي مَشافِرُها بشَرِّ مَشافِر أَراد بقوله : غَبَّ غَبِـيبُها ، ما أَنْتَنَ من لُحوم مَيْتتها وخَنازيرها . ويسمى اللحم البائتُ غابّاً وغَبِـيباً . وغَبَّ فلانٌ عندنا غَبّاً وغِـبّاً ، وأَغَبَّ : باتَ ، ومنه سمي اللحمُ البائتُ : الغابَّ . ومنه قولهم : رُوَيْدَ الشِّعرِ يُغِبَّ ولا يكونُ يُغِبُّ ؛ معناه : دَعْه يمكثْ يوماً أَو يومين ؛ وقال نَهْشَل بنُ جُرَيٍّ : فلما رَأَى أَنْ غَبَّ أَمْرِي وأَمْرُه ، * ووَلَّتْ ، بأَعجازِ الأُمورِ ، صُدُورُ التهذيب : أَغَبَّ اللحمُ ، وغَبَّ إِذا أَنْتَن . وفي حديثِ الغِـيبةِ : فقاءَتْ لحماً غابّاً أَي مُنْتِناً . وغَبَّتِ الـحُمَّى : من الغِبِّ ، بغير أَلف . وما يُغِـبُّهم لُطْفِـي أَي ما يتأَخر عنهم يوماً بل يأْتيهم كلَّ يوم ؛ قال : على مُعْتَفِـيه ما تُغِبُّ فَواضلُه وفلانٌ ما يُغِـبُّنا عَطاؤُه أَي لا يأْتينا يوماً دون يوم ، بل يأْتينا كلَّ يوم ؛ ومنه قول الراجز : وحُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ أَي كلَّ ساعةٍ . والغِبُّ : الإِتيانُ في اليومين ، ويكون أَكثر . وأَغَبَّ القومَ ، وَغَبَّ عنهم : جاءَ يوماً وترك يوماً . وأَغَبَّ عَطاؤُه إِذا لم يأْتنا كلَّ يوم . وأَغَبَّتِ الإِبلُ إِذا لم تأْتِ كلَّ يوم بلَبن . وأَغَبَّنا فلانٌ : أَتانا غِـبّاً . وفي الحديث : أَغِـبُّوا في عِـيادَة المريض وأَرْبِعُوا ؛ يقول : عُدْ يوماً ، ودَعْ يوماً ، أَو دَعْ يومين ، وعُدِ اليومَ الثالثَ أَي لا تَعُدْهُ في كل يوم ، لِـما يجده من ثِقَل العُوَّاد . الكسائي : أَغْبَبْتُ القومَ وغَبَبْتُ عنهم ، من الغِبِّ : جئْتُهم يوماً ، وتركتهم يوماً ، فإِذا أَردت الدَّفْعَ ، قلت : غَبَّبْتُ عنهم ، بالتشديد . أَبو عمرو : غَبَّ الرجلُ إِذا جاءَ زائراً يوماً بعد أَيام ؛ ومنه قوله : زُرْ غِـبّاً تَزْدَدْ حُبّاً . وقال ثعلب : غَبَّ الشيءُ في نفسه يَغِبُّ غَبّاً ، وأَغَبَّني : وَقَعَ بي . وغَبَّبَ عن القوم : دَفَع عنهم . والغِبُّ في الزيارة ، قال الحسن : في كل أُسبوع . يقال : زُرْ غِـبّاً تَزْدَدْ حُبّاً . قال ابن الأَثير : نُقِل الغِبُّ من أَوراد الإِبل إِلى الزيارة . قال : وإِن جاءَ بعد أَيام يقال : غَبَّ الرجلُ إِذا جاءَ زائراً بعد أَيام . وفي حديث هشام : كَتَبَ إِليه يُغَبِّب عن هَلاك المسلمين أَي لم يُخْبِرْه بكثرة من هَلَك منهم ؛ مأْخوذ من الغِبِّ الوِرْدِ ، فاستعاره لموضع التقصير في الإِعلام بكُنْه الأَمر . وقيل : هو من الغُبَّةِ ، وهي البُلْغَةُ من العَيْش . قال : وسأَلتُ فلاناً حاجةً ، فَغَبَّبَ فيها أَي لم يبالغ . والمُغَبَّبةُ : الشاةُ تُحْلَبُ يوماً ، وتُتْرَك يوماً . والغُبَبُ : أَطْعمة النُّفَساءِ ؛ عن ابن الأَعرابي . والغَبِـيبَةُ ، من أَلبان الغنم : مثلُ الـمُرَوَّبِ ؛ وقيل : هو صَبُوحُ الغنم غُدْوةً ، يُتْركُ حتى يَحْلُبوا عليه من الليل ، ثم يَمْخَضُوه من الغَدِ . ويقال للرائب من اللبن : الغَبِـيبةُ . الجوهري : الغَبِـيبةُ من أَلبان الإِبل ، يُحْلَبُ غُدْوة ، ثم يُحْلَبُ عليه من الليل ، ثم يُمْخَضُ من الغد . ويقال : مياهٌ أَغْبابٌ إِذا كانت بعيدة ؛
قال : يقول : لا تُسْرِفُوا في أَمْرِ رِيِّكُمُ ! * إِنَّ الـمِياهَ ، بجَهْدِ الرَّكْبِ ، أَغْبابُ هؤُلاءِ قومٌ سَفْر ، ومعهم من الماءِ ما يَعْجِزُ عن رِيِّهِم ، فهم يَتَواصَوْن بترك السَّرَفِ في الماءِ . والغَبِـيبُ : المسيلُ الصغير الضَّيِّقُ من مَتْنِ الجبل ، ومَتْنِ الأَرض ؛ وقيل : في مُسْتَواها . والغُبُّ : الغامِضُ من الأَرض ؛
قال : كأَنـَّها ، في الغُبِّ ذِي الغِـيطانِ ، * ذِئابُ دَجْنٍ دائم التَّهْتانِ والجمع : أَغبابٌ وغُبوبٌ وغُبَّانٌ ؛ ومن كلامهم : أَصابنا مطرٌ سال منه الـهُجَّانُ والغُبَّانُ . والـهُجَّانُ مذكور في موضعه . والغُبُّ : الضاربُ من البحر . (* قوله « والغب الضارب من البحر »، قال الصاغاني هو من الأسماء التي لا تصريف لها .) حتى يُمْعِنَ في البَرِّ . وغَبَّبَ فلانٌ في الحاجة : لمْ يبالغ فيها . وغَبَّبَ الذئبُ على الغنم إِذا شَدَّ عليها ففَرَسَ . وغَبَّبَ الفَرَسُ : دَقَّ العُنُقَ ؛ والتَّغْبِـيبُ أَن يَدَعَها وبها شيءٌ من الحياة . وفي حديث الزهري : لا تُقْبل شهادةُ ذي تَغِـبَّة ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاءَ في رواية ، وهي تَفْعِلَة ، مِن غَبَّب الذِّئبُ في الغَنم إِذا عاثَ فيها ، أَو مِنْ غَبَّبَ ، مبالغة في غَبَّ الشيءُ إِذا فَسَد . والغُبَّةُ : البُلْغة من العَيْش ، كالغُفَّة . أَبو عمرو : غَبْغَبَ إِذا خان في شِرائه وبَيعِه . الأَصمعي : الغَبَبُ والغَبْغَبُ الجِلْدُ الذي تحت الـحَنَك . وقال الليث : الغَبَبُ للبقر والشاءِ ما تَدَلَّى عند النَّصيل تحت حَنَكها ، والغَبْغَبُ للدِّيكِ والثور . والغَبَبُ والغَبْغَبُ : ما تَغَضَّنَ من جلد مَنْبِتِ العُثْنُونِ الأَسْفَلِ ؛ وخَصَّ بعضُهم به الدِّيَكة والشاءَ والبقر ؛ واستعاره العجاج في الفَحل ، فقال : بذاتِ أَثناءٍ تَمَسُّ الغَبْغَبا يعني شِقْشِقة البعير . واستعاره آخر للـحِرْباءِ ؛ فقال : إِذا جَعلَ الـحِرْباءُ يَبْيَضُّ رأْسُه ، * وتَخْضَرُّ من شمسِ النهار غَباغِـبُهْ الفراءُ : يقال غَبَبٌ وغَبْغَبٌ . الكسائي : عجوز غَبْغَبُها شِـبْر ، وهو الغَبَبُ . والنَّصِـيلُ : مَفْصِلُ ما بين العُنُقِ والرأْس من تحت اللِّحْيَـيْن . والغَبْغَبُ : الـمَنْحَر بمنًى . وقيل : الغَبْغَبُ نُصُبٌ كانَ يُذْبَحُ عليه في الجاهلية . وقيل : كلُّ مَذْبَحٍ بمنًى غَبْغَبٌ . وقيل : الغَبغَبُ الـمَنْحَر بمنًى ، وهو جَبَل فَخَصَّصَ ؛ قال الشاعر : والراقِصات إِلى مِنًى فالغَبْغَبِ وفي الحديث ذكر غَبْغَبٍ ، بفتح الغينين ، وسكون الباءِ الأُولى : موضع المنحر بمنى ؛ وقيل : الموضع الذي كان فيه اللاتُ بالطائف . التهذيب ، أَبو طالب في قولهم : رُبَّ رَمْيةٍ من غير رامٍ ؛ أَوَّلُ من ، قاله الـحَكَمُ بنُ عَبْدِيَغُوثَ ، وكان أَرْمَى أَهلِ زمانه ، فآلى لَيَذْبَحَنَّ على الغَبْغَب مَهاةً ، فَحَمَل قوسَه وكنانتَه ، فلم يَصْنَعْ شيئاً ، فقال : لأَذْبَحَنَّ نَفْسِـي ! فقال له أَخوه : اذْبَحْ مكانها عَشْراً من الإِبل ، ولا تَقْتُلْ نَفْسَك ! فقال : لا أَظلم عاترةً ، وأَتْرُكُ النافرةَ . ثم خرجَ ابنُه معه ، فرمَى بقرةً فأَصابها ؛ فقال أَبوه : رُبَّ رَمْيةٍ من غَير رامٍ . وغُبَّةُ ، بالضم : فَرْخُ عُقابٍ كان لبني يَشْكُر ، وله حديث ، واللّه تعالى أَعلم . "
المعجم: لسان العرب
غتت
" غَتَّ الضَّحِكَ يَغُتُّه غَتًّا : وَضَع يدَه أَو ثوبه على فيه ، ليُخْفِيَهُ . وغَتَّ في الماء يَغُتُّ غَتّاً : وهو ما بين النَّفَسين من الشُّرْب ، والإِناءُ على فيه . أَبو زيد : غَتَّ الشاربُ يَغُتُّ غَتّاً ، وهو أَن يَتَنَفَّسَ من الشَّراب ، والإِناءُ على فيه ؛
وأَنشد بيت الهذلي : شَدَّ الضُّحَى ، فغَتَتْنَ غَيْرَ بَواضِعٍ ، غَتَّ الغَطَاطِ مَعاً على إِعْجالِ أَي شَرِبْنَ أَنْفاساً غير بَواضِعٍ أَي غَيْرَ رِواءٍ . وفي حديث المَبْعَثِ : فأَخَذَني جبريلُ فغَتَّني ؛ الغَتُّ والغَطُّ سواء ، كأَنه أَراد عَصَرني عَصْراً شديداً حتى وَجَدْتُ منه المَشَقَّةَ ، كما يَجِدُ من يُغْمَسُ في الماء قَهْراً . وغَتَّهُ خَنِقاً يَغُتُّه غَتّاً : عَصَر حَلْقَه نفَساً ، أَو نَفَسين ، أَو أَكثر من ذلك . وغَتَّه في الماءِ يَغُتُّه غَتّاً : غَطَّه ، وكذلك إِذا أَكرهه على الشيء حتى يَكْرُبَه . ويقال : غَتَّه الكلامَ غَتّاً إِذا بَكَّتَه تَبْكيتاً . وفي حديث الدُّعاء : يا مَنْ لا يَغُتُّه دعاءُ الداعِينَ أَي يَغْلِبُه ويَقْهَرُه . وفي حديث ثَوْبان ؟
قال :، قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : أَنا عِنْدَ عُقْرِ حَوْضِي ، أَذُودُ الناس عنه لأَهل اليَمن أَي لأَذُودَهم بعَصايَ حتى يَرْفَضُّوا عنه ، وإِنه ليَغُتُّ فيه ميزابانِ من الجنة : أَحدُهما من وَرِقٍ ، والآخرُ من ذهبٍ ، طولُه ما بين مُقامِي إِلى عُمانَ ؛ قال الليث : الغَتُّ كالغَطِّ . وروي في حديث ثوبان أَيضاً عن النبي ، صلى الله عليه وسلم : في الحَوْض يَغُتُّ فيه ميزابانِ ، مِدادُهما من الجنة ؛ قال الأَزهري : هكذا سمعته من محمد بن إِسحق يَغُتُّ ، بضم الغين ، قال : ومعنى يَغُتُّ ، يَجْري جَرْياً له صَوْتٌ وخَريرٌ ؛ وقيل : يَغُطُّ ؛ قال : ولا أَدري ممن حَفِظَ هذا التفسير . قال الأَزهري : ولو كان كما ، قال ، لقيل يَغُتُّ ويَغِطُّ ، بكسر الغين ، ومعنى يَغُتُّ يُتابعُ الدَّفْقَ في الحوض لا يَنْقَطِعُ ، مأْخوذ من غَتَّ الشاربُ الماءَ جَرْعاً بعد جَرْع ، ونَفَساً بعد نَفَس ، من غير إِبانةِ الإِناء عن فيه ؛ قال : فقوله يَغُتُّ فيه مِيزابانِ أَي يَدْفُقانِ فيه الماءَ دَفْقاً مُتتابعاً دائماً ، مِن غير أَن يَنْقَطِعَ ، كما يَغُتُّ الشاربُ الماءَ ، ويَغُتُّ مُتَعَدٍّ ههنا ، لأَن المُضاعف إِذا جاء على فَعَلَ يَفْعُل ، فهو متعدّ ، وإِذا جاء على فَعَلَ يَفْعِلُ ، فهو لازم ، إِلا ما شَذَّ عنه ؛ قال ذلك الفراء وغيره . وقال شمر : غُتَّ ، فهو مَغْتُوتٌ ؛ وغُمَّ ، فهو مَغْمومٌ ، قال رؤْبة يذكر يونس والحُوتَ : وجَوْشَنُ الحُوتِ له مَبيتُ ، يُدْفَع عنه جوفُه المَسْحُوتُ كِلاهُما مُغْتَمِسٌ مَغْتُوتُ ، والليلُ فَوْقَ الماء مُسْتَمِيتُ (* قوله « المسحوت » أَي الذي لا يشبع ، وقوله مستميت أَي خاشع خاضع .؟
قال : والمَغْتُوت المَغْموم . وغَتَّ الدابةَ طَلَقاً أَو طَلَقَيْن يَغُتُّها : رَكَضَها ، وجَهَدَها ، وأَتْعَبها . وغَتَّهم اللهُ بالعذاب غَتّاً كذلك . وغَتَّ القَوْلَ بالقَوْل ، والشُّربَ بالشُّرْب ، يَغُّتُّه غَتّاً : أَتْبَعَ بَعْضَه بعضاً . وغَتَّه بالأَمْر : كَدَّه . وفي الحديث : يَغُتُّهم اللهُ في العذاب أَي يَغْمِسُهم فيه غَمْساً مُتَتابعاً . قال : والغَتُّ أَن تُتْبِعَ القولَ القَوْلَ ، أَو الشُّرْبَ الشُّرْبَ ؛
وأَنشد : فغَتَتْنَ غير بَواضِعٍ أَنفاسَها ، غَتَّ الغَطاطِ مَعاً على إِعْجالِ وفي حديث أُم زَرْعٍ في بعض الروايات : ولا تُغَتِّتْ طَعامَنا تَغْتيتاً ؛ قال أَبو بكر أَي لا تُفْسده . يقال : غَتَّ الطعامُ يَغُّتُّ ، وأَغْتَتُّه أَنا ، وغَتَّ الكلامُ : فَسَدَ ؛ قال قَبْسُ بن الخَطيم : ولا يَغُتُّ الحديثُ إِذْ نَطَقَتْ ، وهو ، بفِيها ، ذو لَذَّةٍ طَرَبُ "
المعجم: لسان العرب
غبا
" غَبِيَ الشيءَ وغَبِيَ عنه غَباً وعباوَةً : لم يَفْطُنْ له ؛ قال الشاعر : في بَلْدَة يَغَبى بها الخِرَّيتُ أَي يَخْفَى ؛ وقال ابن الرقاع : أَلا رُبَّ لَهْوٍ آنِسٍ ولَذاذَةٍ ، من العَيْشِ ، يُغبِيِه الخِباءُ المُسَتَّرُ وغَبِيَ الأَمرُ عني : خَفِيَ فلمْ أَعرفه . وفي حديث الصوم : فإن غَبِيَ عليكم أَي خَفِيَ ، ورواه بعضهم غُبِّيَ ، بضم الغين وتشديد الباء المكسورة لما لم يسم فاعله ، وهما من الغَباء شِبه الغَبَرة في السماء . التهذيب : ابن الأَنباري الغَبا يكتب بالألف لأنه من الواو . يقال : غَبِيت عن الأمْر غَباوة . الليث : يقال غَبِيَ عن الأَمرِ غَباوَةً ، فهو غَبِيٌّ إذا لم يَفْطُنْ للخِبِّ ونحوه . يقال : غَبِيَ عليَّ ذلك الأمرُ إذا كان لا يَفطُن له ولا يعرفُه ، والغَباوة المصدر . ويقال : فلان ذو غَباوَةٍ أي تَخْفى عليه الأُمور . ويقال : غَبِيتُ عن ذلك الأَمرِ إذا كان لا يَفْطُن له . ويقال : ادْخُلْ في الناس فهو أَغْبى لك أَي أَخفى لك . ويقال : دَفَن فلان مُغَبَّاةً ثم حَمَلني عليها ، وذلك إذا أَلْقاك في مَكْرٍ أَخْفاّه . ويقال : غَبِّ شَعْرَك أَي استَأْصِلْهُ ، وقد غَبَّى شَعَرَه تَغْبِيةً ، وغَبيتُ الشيءَ أَغْباهُ ، وقد غَبِيَ عليَّ مثلُه إذا لم تَعْرفه ؛ وقولُ قيسِ بن ذَريح : وكَيفَ يَصَلِّي مَنْ إذا غَبِيتْ لهُ دِماءُ ذوي الذمَّاتِ والعَهْدِ طُلَّتْ لم يفسر ثعلب غبيَتْ له . وتَغابى عنه : تَغَافَلَ . وفيه غَبْوَة وغَباوَةَ أَي غَفْلَةٌ . والغَبيُّ ، على فَعيل : الغافِلُ القليلُ الفِطْنة ، وهو من الواو ، وأَما أَبو علي فاشْتَقَّ الغَبيَّ من قولهم شَجَرَة غَبْياءُ كأَنَّ جهْلَه غَطَّى عنه ما وَضَح لغيره . وغَبِيَ الرجُلُ غَباوةً وغَباً ، وحكى غيره غَباءً ، بالمدّ . وفي الحديث : إلا الشَّياطِينَ وأَغْبِياءَ بني آدم ؛ الأَغبياء : جمع غَبِيٍّ كغني وأَغْنِياء ، ويجوز أَن يكون أَغْباءً كأَيْتامٍ ، ومثلُه كمِيٌّ وأَكْماءٌ . وفي الحديث قَلِيلُ الفِقْهِ خيرٌ كثيرِ العباوةِ . وفي حديث عَليٍّ : تغابَ عن كلِّ ما لا يَصِحُّ لك أَي تغافَلْ وتَبالَهْ . وحكى ابن خالويه : أَنَّ الغَباء الغُبارُ ، وقد يضم ويقصر فيقال الغُبَى . والغُباءُ : شبيهٌ بالغَبَرَة تكونُ في السماء . والغَبْيَة : الدفْعَة من المطر ؛ وقال امرؤ القيس : وغَبْيَة شُؤْبُوبٍ من الشِّدِّ مُلْهِب وهي الدفْعَة من الخُضْر شَبَّهها بدفْعَة المطر . قال ابن سيده : الغَبْية الدفْعة الشديدةُ من المطر ، وقيل : هي المَطْرَة ليست بالكثيرة ، وهي فوقَ البَغْشَةِ ؛
قال : فصَوَّبْتُه ، كأَنَّه صَوْبُ غَبْيةٍ على الأمْعَزِ الضَّاحي ، إذا سِيطَ أَحْضَرا
ويقال : أَغْبَتِ السماءُ إغْباءً ، فهي مُغْبِيَة ؛ قال الراجز : وغَبَياتٌ بينَهُنَّ وَبْل ؟
قال : وربما شُبِّه بها الجَرْيُ الذي يَجِيءُ بعدَ الجَرْي الأَوَّل . وقال أَبو عبيد : الغَبْية كالوَثْبَة في السَّيْر ، والغَبْية صَبٌ كثيرٌ من ماءٍ ومن سياطٍ ؛ عن ابن الأعرابي ؛ أنشد : إنَّ دَواءَ الطامِحاتِ السَّجْلُ السَّوْطُ والرِّشاءُ ثم الحَبْلُ ، وغَبَياتٌ بَيْنَهُنَّ هَطْل ؟
قال ابن سيده : وأَنا أُرى على التشبيه بغَبَيات المَطر . وجاء على غَبْيةِ الشمسِ أي غَيْبتها ؛ قال : أُراه على القلبِ . وشجرةٌ غَبْياءُ : مُلْتَفَّة ، وغُصن أَغْبَى كذلك . وغَبْية التُّرابِ : ما سَطَعَ منه ؛ قال الأعشى : إذا حالَ من دُونها غَبْيةٌ من التُّرْبِ ، فانْجال سِربالُها وحكى الأصمعي عن بعض الأعراب أَنه ، قال : الحُمَّى في أُصول النَّخْل ، وشَرُّ الغَبَياتِ غَبْية التَّبْل ، وشرُّ النساء السُّوَيْداء المِمْراضُ ، وشَرٌّ منها الحُمَيْراءُ المِحْياضُ . وغَبَّى شَعْره : قَصَّر منه ، لغة لعبد القيس ، وقد تكلم بها غيرهم ؛ قال ابن سيده : وإنما قضينا بأَنَّ أَلِفَها ياءٌ لأنها ياءٌ واللامُ ياءً أَكثرُ منها واواً . وغَبَّى الشيءَ : سَتَره ؛ قال ابن أَحمر : فما كَلَّفْتُكِ القَدَرَ المُغَبَّى ، ولا الطَيرَ الذي لا تُعبِرِينَا الكسائي : غَبَّيت البئرَ إذا غَطَّيت رَأْسها ثم جَلعت فوقَها تُرابًا ؛ قال أَبو سعيد : وذلك التُّرابُ هو الغِباءُ . والغابياءُ : بعضُ جِحَرة اليَرْبوع . "
المعجم: لسان العرب
غتم
" الغُتْمةُ : عُجْمة في المنطق . ورَجلٌ أَغْتَمُ وغَتْمِيٌّ : لا يُفْصِح شيئاً . وامرأَة غَتْماء وقومٌ غُتْمٌ وأََغْتام . ولبنٌ غُتْمِيُّ : ثخين لا يسمع له صوت إذا صُبَّ ؛ عن ابن الأَعرابي . الغُتْمُ : قِطَعُ اللَّبَنِ الثِّخانُ ؛ ومنه قيل للثقيل الروح : غُتْمِيٌّ . والغَتْمُ : شدة الحَرِّ والأَخذِ بالنَّفس ؛ قال الراجز : حَرَّقَها حَمْضُ بِلادٍ فِلِّ ، وغَتْمُ نَجْمٍِ غَيْرِ مُسْتَقَلِّ أَي غير مرتفع لِثَبات الحَرِّ المنسوب إليه ، وإنما يشتد الحر عند طلوع الشِّعْرَى التي في الجَوْزاء ، ويقال للذي يجد الحَرَّ وهو جائع : مَغْتُومٌ . وأَغْتَمَ فلان الزيارة : أَكْثَرَها حتى يُمَلَّ . وقالوا : كان العَجَّاجُ يُغْتِمُ الشِّعْر أَي يُكْثر إغْبابَه . وغَتَمَ الطعامُ : تَجَمَّع ؛ عن الهَجَري . ووقع فلان في أَحواض غُتَيْم أَي وقع في الموت ، لغة في غُثَيْمٍ ؛ عن ابن الأَعرابي . وحكى اللحياني : وَرَدَ حَوْضَ غُتَيمٍ أَي مات ، قال : والغُتَيْمُ الموت فأَدخل عليه الأَلف واللام ؛ قال ابن سيده : ولا أَعرفها عن غيره ، والله أَعلم . "
المعجم: لسان العرب
غبط
" الغِبْطةُ : حُسْنُ الحالِ . وفي الحديث : اللهم غَبْطاً لا هَبْطاً ، يعني نسأَلُك الغِبْطةَ ونَعوذُ بك أَن نَهْبِطَ عن حالِنا . التهذيب : معنى قولهم غَبْطاً لا هَبْطاً أَنَّا نسأَلُك نِعْمة نُغْبَطُ بها ، وأَن لا تُهْبِطَنا من الحالةِ الحسنَةِ إِلى السيئةِ ، وقيل : معناه اللهم ارْتِفاعاً لا اتِّضاعاً ، وزيادةً من فضلك لا حَوْراً ونقْصاً ، وقيل : معناه : أَنزلنا مَنْزِلة نُغْبَطُ عليها وجَنِّبْنا مَنازِلَ الهُبوطِ والضَّعةِ ، وقيل : معناه نسأَلك الغِبْطةَ ، وهي النِّعْمةُ والسُّرُورُ ، ونعوذُ بك من الذُّلِّ والخُضوعِ . وفلان مُغْتَبِطٌ أَي في غِبْطةٍ ، وجائز أَن تقول مُغْتَبَطٌ ، بفتح الباء . وقد اغْتَبَطَ ، فهو مُغْتَبِطٌ ، واغْتُبِطَ فهو مُغْتَبَطٌ ، كل ذلك جائز . والاغْتِباطُ : شُكرُ اللّهِ على ما أَنعم وأَفضل وأَعْطى ، ورجل مَغْبوطٌ . والغِبْطةُ : المَسَرَّةُ ، وقد أَغْبَطَ . وغَبَطَ الرجلَ يَغْبِطُه غَبْطاً وغِبْطةً : حسَدَه ، وقيل : الحسَدُ أَن تَتَمنَّى نِعْمته على أَن تتحوّل عنه ، والغِبْطةُ أَن تَتَمنَّى مثل حال المَغْبوطِ من غير أَن تُريد زوالها ولا أَن تتحوّل عنه وليس بحسد ، وذكر الأَزهري في ترجمة حسد ، قال : الغَبْطُ ضرْب من الحسَد وهو أَخفّ منه ، أَلا ترى أَن النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، لما سئل : هل يَضُرُّ الغَبْطُ ؟
قال : نعم كما يضرُّ الخَبْطُ ، فأَخبر أَنه ضارٌّ وليس كضَرَرِ الحسَدِ الذي يتمنى صاحبُه زَيَّ النعمةِ عن أَخيه ؛ والخَبْطُ : ضرْبُ ورق الشجر حتى يَتَحاتَّ عنه ثم يَسْتَخْلِفَ من غير أَن يضرّ ذلك بأَصل الشجرة وأَغْصانها ، وهذا ذكره الأَزهري عن أَبي عبيدة في ترجمة غبط ، فقال : سُئل النبيُّ ، صلّى اللّه عليه وسلّم : هل يضرُّ الغَبْطُ ؟ فقال : لا إِلاَّ كما يضرّ العِضاهَ الخَبْطُ ، وفسّر الغبطَ الحسَدَ الخاصّ . وروي عن ابن السكي ؟
قال : غَبَطْتُ الرجل أَغْبِطُه غَبْطاً إِذا اشتهيْتَ أَن يكون لك مثلُ ما لَه وأَن لا يَزول عنه ما هو فيه ، والذي أَراد النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، أَن الغَبْط لا يضرُّ ضرَر الحسَدِ وأَنَّ ما يلحق الغابِطَ من الضَّررِ الراجعِ إِلى نُقصان الثواب دون الإِحْباط ، بقدر ما يلحق العِضاه من خبط ورقها الذي هو دون قطعها واستئصالها ، ولأَنه يعود بعد الخبط ورقُها ، فهو وإِن كان فيه طرَف من الحسد فهو دونه في الإِثْم ، وأَصلُ الحسدِ القَشْر ، وأَصل الغَبْطِ الجَسُّ ، والشجر إِذا قُشِر عنها لِحاؤها يَبِسَت وإِذا خُبِط ورقُها استخلَف دون يُبْس الأَصل . وقال أَبو عَدْنان : سأَلت أَبا زيد الحنظلي عن تفسير قول سيدنا رسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم : أَيضر الغبطُ ؟، قال : نعم كما يَضُرُّ العِضاهَ الخبطُ ، فقال : الغبْط أَن يُغْبَطَ الإِنسانُ وضَرَرُه إِيّاه أَن تُصِيبَه نفس ، فقال الأَبانيُّ : ما أَحسنَ ما استَخْرجها تُصِيبه العينُ فتُغيَّر حالُه كما تُغَيَّرُ العِضاهُ إِذا تحاتّ ورقُها . قال : والاغْتِباطُ الفَرَحُ بالنِّعمة . قال الأَزهري : الغَبْطُ ربما جلَبَ إِصابةَ عين بالمَغْبُوطِ فقام مَقام النَّجْأَةِ المَحْذُورةِ ، وهي الإِصابةُ بالعين ، قال : والعرب تُكنّي عن الحسد بالغَبْط . وقال ابن الأَعرابي في قوله : أَيضر الغبط ؟، قال : نعم كما يضر الخبط ، قال : الغبْط الحسَدُ . قال الأَزهري : وفرَق اللّهُ بين الغَبط والحَسد بما أَنزله في كتابه لمن تدبّره واعْتَبره ، فقال عزَّ من قائل : ولا تَتَمنَّوْا ما فَضَّلَ اللّهُ به بعضَكم على بعضٍ ، للرِّجالِ نَصِيب مما اكْتَسَبُوا وللنساءِ نَصِيبٌ مما اكْتَسَبْنَ ، واسأَلوا اللّه من فضله ؛ وفي هذه الآية بيان أَنه لا يجوز للرجل أَن يَتَمَنَّى إِذا رأَى على أَخيه المسلم نِعمة أَنعم اللّه بها عليه أَن تُزْوَى عنه ويُؤْتاها ، وجائز له أَن يتمنى مثلها بلا تَمَنّ لزَيِّها عنه ، فالغَبْط أَن يَرى المَغْبُوطَ في حال حسَنة فيتمنى لنفسه مثلَ تلك الحالِ الحسنة من غير أَن يتمنى زوالها عنه ، وإِذا سأَل اللّهَ مثلها فقد انتهى إِلى ما أَمَرَه به ورَضِيَه له ، وأَما الحسَدُ فهو أَن يشتهِيَ أَن يكون له مالُ المحسود وأَن يزول عنه ما هو فيه ، فهو يَبْغِيه الغَوائلَ على ما أُوتِيَ من حُسْنِ الحال ويجتهد في إزالتها عنه بَغْياً وظُلماً ، وكذلك قوله تعالى : أَم يَحْسُدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله ؛ وقد قدّمنا تفسير الحسد مُشعبَاً . وفي الحديث : على مَنابِرَ من نور يَغْبِطُهم أَهلُ الجمْع ؛ ومنه الحديث أَيضاً : يأْتي على الناسِ زمان يُغْبَطُ الرجلُ بالوَحْدةِ كما يُغْبَطُ اليوم أَبو العَشرة ، يعني كان الأَئمة في صدْر الإِسلام يَرْزُقون عِيال المسلمين وذَرارِيَّهم من بيتِ المال ، فكان أَبو العَشرة مَغْبُوطاً بكثرة ما يصل إِليهم من أَرزاقهم ، ثم يَجيء بعدَهم أَئمة يَقْطَعون ذلك عنهم فَيُغْبَطُ الرجلُ بالوحْدةِ لِخِفّة المَؤُونةِ ، ويُرْثَى لصاحبِ العِيال . وفي حديث الصلاة : أَنه جاء وهم يُصلُّون في جماعة فجعل يُغَبِّطُهم ؛ قال ابن الأَثير : هكذا روي بالتشديد ، أَي يَحْمِلُهم على الغَبْطِ ويجعل هذا الفعل عندهم مما يُغْبَطُ عليه ، وإِن روي بالتخفيف فيكون قد غَبَطَهم لتقدُّمِهم وسَبْقِهم إِلى الصلاة ؛ ابن سيده : تقول منه غَبَطْتُه بما نالَ أَغْبِطُه غَبْطاً وغِبْطةً فاغْتَبَطَ ، هو كقولك مَنَعْتُه فامْتنَع وحبستُه فاحتبس ؛ قال حُرَيْثُ بن جَبلةَ العُذْريّ ، وقيل هو لعُشِّ بن لَبِيدٍ العذري : وبَيْنَما المَرءُ في الأَحْياءِ مُغْتَبِطٌ ، إِذا هُو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِيرُ أَي هو مُغْتَبِطٌ ؛ قال الجوهري : هكذا أَنْشَدَنِيه أَبو سعِيد ، بكسر الباء ، أَي مَغْبُوطٌ . ورجل غَابطٌ من قومٍ غُبَّطٍ ؛ قال : والنَّاس بين شامِتٍ وغُبَّطِ وغَبَطَ الشاةَ والناقةَ يَغْبِطُهما غَبْطاً : جَسَّهُما لينظر سِمَنَهما من هُزالِهِما ؛ قال رجل من بني عمرو ابن عامر يهْجُو قوماً من سُلَيْم : إِذا تَحَلَّيْتَ غَلاَّقاً لِتَعْرِفَها ، لاحَتْ من اللُّؤْمِ في أَعْناقِه الكُتب (* قوله « في أعناقه » أَنشده شارح القاموس في مادة غلق أَعناقها .) إِني وأَتْيِي ابنَ غَلاَّقٍ ليَقْرِيَني كالغابطِ الكَلْبِ يَبْغِي الطِّرْقَ في الذَّنَبِ وناقة غَبُوطٌ : لا يُعْرَف طِرْقُها حتى تُغْبطَ أَي تُجَسّ باليد . وغَبَطْتُ الكَبْش أَغْبطُه غَبْطاً إِذا جَسَسْتَ أَليته لتَنْظرَ أَبه طِرْقٌ أَم لا . وفي حديث أَبي وائلٍ : فغَبَطَ منها شاةً فإِذا هي لا تُنْقِي أَي جَسّها بيده . يقال : غَبَطَ الشاةَ إِذا لَمَسَ منها المَوضع الذي يُعْرَف به سِمَنُها من هُزالها . قال ابن الأَثير : وبعضهم يرويه بالعين المهملة ، فإِن كان محفوظاً فإِنه أَراد به الذبح ، يقال : اعْتَبَطَ الإِبلَ والغنم إِذا ذبحها لغير داء . وأَغْبَطَ النباتُ : غَطّى الأَرض وكثفَ وتَدانَى حتى كأَنه من حَبَّة واحدة ؛ وأَرض مُغْبَطةٌ إِذا كانت كذلك . رواه أَبو حنيفة : والغَبْطُ والغِبْطُ القَبضاتُ المَصْرُومةُ من الزَّرْع ، والجمع غُبُطٌ . الطائِفيّ : الغُبُوطُ القَبضاتُ التي إِذا حُصِدُ البُرّ وُضِعَ قَبْضَة قَبْضة ، الواحد غَبْط وغِبْط . قال أَبو حنيفة : الغُبوطُ القَبَضاتُ المَحْصودةُ المتَفرّقةُ من الزَّرْع ، واحدها غبط على الغالب . والغَبِيطُ : الرَّحْلُ ، وهو للنساء يُشَدُّ عليه الهوْدَج ؛ والجمع غُبُطٌ ؛
وأَنشد ابن برّيّ لوَعْلةَ الجَرْمِيّ : وهَلْ تَرَكْت نِساء الحَيّ ضاحِيةً ، في ساحةِ الدَّارِ يَسْتَوْقِدْنَ بالغُبُطِ ؟ وأَغْبَطَ الرَّحْلَ على ظهر البعير إِغْباطاً ، وفي التهذيب : على ظهر الدابةِ : أَدامه ولم يحُطَّه عنه ؛ قال حميد الأَرقط ونسبه ابن بري لأَبي النجمِ : وانْتَسَفَ الجالِبَ منْ أَنْدابهِ إَغْباطُنا المَيْسَ على أَصْلابِه جَعَل كل جُزْء منه صُلْباً . وأَغْبَطَتْ عليه الحُمّى . دامتْ . وفي حديث مرضِه الذي قُبِضَ فيه ، صلّى اللّه عليه وسلّم : أَنه أَغْبَطَتْ عليه الحُمّى أَي لَزِمَتْه ، وهو من وضْع الغَبِيط على الجمل . قال الأَصْمعيّ : إِذا لم تفارق الحُمّى المَحْمومَ أَياماً قيل : أَغْبَطَتْ عليه وأَرْدَمَتْ وأَغْمَطَتْ ، بالميم أَيضاً . قال الأَزهري : والإِغْباطُ يكون لازماً وواقعاً كما ترى . ويقال : أَغْبَطَ فلانٌ الرُّكوب إِذا لَزِمه ؛
قال ابن شميل : سير مُغْبِطٌ ومُغْمِطٌ أَي دائم لا يَسْتَريحُ ، وقد أَغْبَطُوا على رُكْبانِهم في السيْرِ ، وهو أَن لا يَضَعُوا الرّحالَ عنها ليلاً ولا نهاراً . أَبو خَيْرةَ : أَغْبَطَ علينا المطَرُ وهو ثبوته لا يُقْلعُ بعضُه على أَثر بعض . وأَغْبَطَتْ علينا السماء : دام مَطَرُها واتَّصَلَ . وسَماء غَبَطَى : دائمةُ المطر . والغَبيطُ : المَرْكَبُ الذي هو مثل أُكُفِ البَخاتِيّ ، قال الأَزهري : ويُقَبَّبُ بِشِجارٍ ويكون للحَرائِر ، وقيل : هو قَتَبةٌ تُصْنَعُ على غير صَنْعةِ هذه الأقْتاب ، وقيل : هو رَحْل قَتَبُه وأَحْناؤه واحدة ، والجمع غُبُطٌ ؛ وقولُ أَبي الصَّلْتِ الثَّقَفِيّ : يَرْمُونَ عن عَتَلٍ كَأَنَّها غُبُطٌ بِزَمْخَرٍ ، يُعْجِلُ المَرْمِيَّ إِعْجالا يعني به خشَب الرِّحالِ ، وشبّه القِسِيّ الفارِسيّةَ بها . الليث : فرس مُغْبَطُ الكاثِبة إِذا كان مرتفع المِنْسَجِ ، شبّه بصنعة الغبيط وهو رحْل قَتَبُه وأَحْناؤه واحدة ؛ قال الشاعر : مُغْبَط الحارِكِ مَحْبُوك الكَفَلْ وفي حديث ابن ذِي يَزَنَ : كأَنّها غُبُطٌ في زَمْخَرٍ ؛ الغُبُطُ : جمع غَبيطٍ وهو الموضع الذي يُوطَأُ للمرأَة على البعير كالهَوْدَج يعمل من خشب وغيره ، وأَراد به ههنا أَحَدَ أَخشابه (* قوله « أحد أَخشابه » كذا بالأصل وشرح القاموس ، والذي في النهاية : آخر أخشابه .)، شبه به القوس في انْحِنائها . والغَبِيطُ : أَرْض مُطْمَئنة ، وقيل : الغَبِيطُ أَرض واسعةٌ مستوية يرتفع طَرفاها . والغَبِيطُ : مَسِيلٌ من الماء يَشُقُّ في القُفّ كالوادي في السَّعةِ ، وما بين الغَبيطَيْنِ يكون الرَّوْضُ والعُشْبُ ، والجمع كالجمع ؛ وقوله : خَوَّى قَليلاً غَير ما اغْتِباط ؟
قال ابن سيده : عندي أَنَّ معناه لم يَرْكَن إِلى غَبيطٍ من الأَرض واسعٍ إِنما خوَّى على مكانٍ ذي عُدَواء غيرِ مطمئن ، ولم يفسره ثعلب ولا غيره . والمُغْبَطة : الأَرض التي خرجت أُصولُ بقْلِها مُتدانِيةً . والغَبِيطُ : موضع ؛ قال أَوس بن حجر : فمالَ بِنا الغَبِيطُ بِجانِبَيْه علَى أَرَكٍ ، ومالَ بِنا أُفاقُ والغَبِيطُ : اسم وادٍ ، ومنه صحراء الغَبِيطِ . وغَبِيطُ المَدَرةِ : موضع . ويَوْمُ غَبِيطِ المدرة : يومٌ كانت فيه وقْعة لشَيْبانَ وتَميمٍ غُلِبَتْ فيه شَيْبانُ ؛ قال : فإِنْ تَكُ في يَوْمِ العُظالَى مَلامةٌ ، فَيَوْمُ الغَبِيطِ كان أَخْزَى وأَلْوَما "
المعجم: لسان العرب
غيب
" الغَيْبُ : الشَّكُّ ، وجمعه غِـيابٌ وغُيُوبٌ ؛
قال : أَنْتَ نَبـيٌّ تَعْلَمُ الغِـيابا ، * لا قائلاً إِفْكاً ولا مُرْتابا والغَيْبُ : كلُّ ما غاب عنك . أَبو إِسحق في قوله تعالى : يؤمنون بالغَيْبِ ؛ أَي يؤمنون بما غابَ عنهم ، مما أَخبرهم به النبـيُّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، من أَمرِ البَعْثِ والجنةِ والنار . وكلُّ ما غابَ عنهم مما أَنبأَهم به ، فهو غَيْبٌ ؛ وقال ابن الأَعرابي : يؤمنون باللّه . قال : والغَيْبُ أَيضاً ما غابَ عن العُيونِ ، وإِن كان مُحَصَّلاً في القلوب . ويُقال : سمعت صوتاً من وراء الغَيْب أَي من موضع لا أَراه . وقد تكرر في الحديث ذكر الغيب ، وهو كل ما غاب عن العيون ، سواء كان مُحَصَّلاً في القلوب ، أَو غير محصل . وغابَ عَنِّي الأَمْرُ غَيْباً ، وغِـياباً ، وغَيْبَةً ، وغَيْبُوبةً ، وغُيُوباً ، ومَغاباً ، ومَغِـيباً ، وتَغَيَّب : بَطَنَ . وغَيَّبه هو ، وغَيَّبه عنه . وفي الحديث : لما هَجا حَسَّانُ قريشاً ، قالت : إِن هذا لَشَتْمٌ ما غابَ عنه ابنُ أَبي قُحافة ؛ أَرادوا : أَن أَبا بكر كان عالماً بالأَنْساب والأَخبار ، فهو الذي عَلَّم حَسَّانَ ؛ ويدل عليه قول النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، لحسَّانَ : سَلْ أَبا بكر عن مَعايِب القوم ؛ وكان نَسَّابةً عَلاَّمة . وقولهم : غَيَّبه غَيَابُه أَي دُفِنَ في قَبْرِه . قال شمر : كلُّ مكان لا يُدْرَى ما فيه ، فهو غَيْبٌ ؛ وكذلك الموضع الذي لا يُدْرَى ما وراءه ، وجمعه : غُيُوبٌ ؛ قال أَبو ذؤيب : يَرْمِي الغُيُوبَ بعَيْنَيْهِ ، ومَطْرِفُه مُغْضٍ ، كما كَشَفَ الـمُسْـتَأْخِذُ الرَّمِدُ وغابَ الرجلُ غَيْباً ومَغِيباً وتَغَيَّبَ : سافرَ ، أَو بانَ ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : ولا أَجْعَلُ الـمَعْرُوفَ حِلَّ أَلِـيَّةٍ ، ولا عِدَةً ، في الناظِرِ الـمُتَغَيَّبِ إِنما وَضعَ فيه الشاعرُ الـمُتَغَيَّبَ موضعَ الـمُتَغَيِّبِ ؛ قال ابن سيده : وهكذا وجدته بخط الحامض ، والصحيح الـمُتَغَيِّب ، بالكسر . والمُغَايَبةُ : خلافُ الـمُخاطَبة . وتَغَيَّبَ عني فلانٌ . وجاءَ في ضرورة الشعر تَغَيَّبَنِي ؛ قال امرؤُ القيس : فظَلَّ لنا يومٌ لَذيذٌ بنَعْمةٍ ، * فَقِلْ في مَقِـيلٍ نَحْسُه مُتَغَيِّبُ وقال الفراءُ : الـمُتَغَيِّبُ مرفوع ، والشعر مُكْـفَـأٌ . ولا يجوز أَن يَرِدَ على الـمَقيلِ ، كما لا يجوز : مررت برجل أَبوه قائم . وفي حديث عُهْدَةِ الرَّقيقِ : لا داءَ ، ولا خُبْنَة ، ولا تَغْييبَ . التَّغْيِـيب : أَن لا يَبيعه ضالَّـةً ، ولا لُقَطَة . وقومٌ غُيَّبٌ ، وغُيَّابٌ ، وغَيَبٌ : غائِـبُون ؛ الأَخيرةُ اسم للجمع ، وصحت الياءُ فيها تنبيهاً على أَصل غابَ . وإِنما ثبتت فيه الياء مع التحريك لأَنه شُبِّهَ بصَيَدٍ ، وإِن كان جمعاً ، وصَيَدٌ : مصدرُ قولِك بعيرٌ أَصْيَدُ ، لأَنه يجوز أَن تَنْوِيَ به المصدر . وفي حديث أَبي سعيد : إِن سَيِّدَ الحيِّ سَلِـيمٌ ، وإِن نَفَرنا غَيَبٌ أَي رجالُنا غائبون . والغَيَبُ ، بالتحريك : جمع غائبٍ كخادمٍ وخَدَمٍ . وامرأَةٌ مُغِـيبٌ ، ومُغْيِـبٌ ، ومُغِـيبةٌ : غابَ بَعْلُها أَو أَحدٌ مِن أَهلها ؛ ويقال : هي مُغِـيبةٌ ، بالهاء ، ومُشْهِدٌ ، بلا هاء . وأَغابَتِ المرأَةُ ، فهي مُغِـيبٌ : غابُوا عنها . وفي الحديث : أَمْهِلُوا حتى تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وتَسْتَحِدَّ الـمُغِـيبةُ ، هي التي غاب عنها زوجُها . وفي حديثِ ابنِ عَبَّاس : أَنَّ امرأَةً مُغِـيبةً أَتَتْ رَجُلاً تَشْتَري منه شيئاً ، فَتَعَرَّضَ لها ، فقالتْ له : وَيْحَكَ ! إِني مُغِـيبٌ ! فتَرَكها . وهم يَشْهَدُون أَحْياناً ، ويَتَغايَبُونَ أَحْياناً أَي يَغِـيبُون أَحْياناً . ولا يقال : يَتَغَيَّبُونَ . وغابَتِ الشمسُ وغيرُها من النُّجوم ، مَغِـيباً ، وغِـياباً ، وغُيوباً ، وغَيْبُوبة ، وغُيُوبةً ، عن الـهَجَري : غَرَبَتْ . وأَغابَ القومُ : دخلوا في الـمَغِـيبِ . وبَدَا غَيَّبانُ العُود إِذا بَدَتْ عُروقُه التي تَغَيَّبَتْ منه ؛ وذلك إِذا أَصابه البُعَاقُ من الـمَطر ، فاشْتَدَّ السيلُ فحَفَر أُصولَ الشَّجر حتى ظَهَرَتْ عُروقُه ، وما تَغَيَّبَ منه . وقال أَبو حنيفة : العرب تسمي ما لم تُصِـبْه الشمسُ من النَّبات كُلِّه الغَيْبانَ ، بتخفيف الياء ؛ والغَيَابة : كالغَيْبانِ . أَبو زياد الكِلابيُّ : الغَيَّبانُ ، بالتشديد والتخفيف ، من النبات ما غاب عن الشمس فلم تُصِـبْه ؛ وكذلك غَيَّبانُ العُروق . وقال بعضهم : بَدَا غَيْبانُ الشَّجرة ، وهي عُرُوقها التي تَغَيَّبَتْ في الأَرض ، فحَفَرْتَ عنها حتى ظَهَرَتْ . والغَيْبُ من الأَرض : ما غَيَّبك ، وجمعه غُيُوب ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : إِذَا كَرِهُوا الجَمِـيعَ ، وحَلَّ منهم * أَراهطُ بالغُيُوبِ وبالتِّلاعِ والغَيْبُ : ما اطْمَـأَنَّ من الأَرض ، وجمعه غُيوب . قال لبيد يصف بقرة ، أَكل السبعُ ولدها فأَقبلت تَطُوف خلفه : وتَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنيسِ ، فَراعَها * عن ظهرِ غَيْبٍ ، والأَنِـيسُ سَقامُها تَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنيسِ أَي صوتَ الصيادين ، فراعها أَي أَفزعها . وقوله : والأَنيسُ سَقامُها أَي انّ الصيادين يَصِـيدُونها ، فهم سَقامُها . ووقَعْنا في غَيْبة من الأَرض أَي في هَبْطةٍ ، عن اللحياني . ووَقَعُوا في غَيابةٍ من الأَرض أَي في مُنْهَبِط منها . وغَيابةُ كلِّ شيء : قَعْرُه ، منه ، كالجُبِّ والوادي وغيرهما ؛ تقول : وَقَعْنا في غَيْبةٍ وغَيَابةٍ أَي هَبْطة من الأَرض ؛ وفي التنزيل العزيز : في غَياباتِ الـجُبِّ . وغابَ الشيءُ في الشيءِ غِـيابةً ، وغُيُوباً ، وغَياباً ، وغِـياباً ، وغَيْبةً ، وفي حرفِ أُبَيٍّ ، في غَيْبةِ الجُبِّ . والغَيْبَةُ : من الغَيْبُوبةِ . والغِـيبةُ : من الاغْتِـيابِ . واغْتابَ الرجلُ صاحبَه اغْتِـياباً إِذا وَقَع فيه ، وهو أَن يتكلم خَلْفَ إنسان مستور بسوء ، أَو بما يَغُمُّه لو سمعه وإِن كان فيه ، فإِن كان صدقاً ، فهو غِـيبةٌ ؛ وإِن كان كذباً ، فهو البَهْتُ والبُهْتانُ ؛ كذلك جاء عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، ولا يكون ذلك إِلا من ورائه ، والاسم : الغِـيبةُ . وفي التنزيل العزيز : ولا يَغْتَبْ بعضُكم بعضاً ؛ أَي لا يَتَناوَلْ رَجُلاً بظَهْرِ الغَيْبِ بما يَسُوءُه مما هو فيه . وإِذا تناوله بما ليس فيه ، فهو بَهْتٌ وبُهْتانٌ . وجاء الـمَغْيَبانُ ، عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم . ورُوِيَ عن بعضهم أَنه سمع : غابه يَغِـيبُهُ إِذا عابه ، وذكَر منه ما يَسُوءُه . ابن الأَعرابي : غابَ إِذا اغْتَابَ . وغابَ إِذا ذكر إِنساناً بخيرٍ أَو شَرٍّ ؛ والغِـيبَةُ : فِعْلَةٌ منه ، تكون حَسَنةً وقَبِـيحةً . وغائِبُ الرجلِ : ما غابَ منه ، اسْمٌ ، كالكاهِل والجامل ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : ويُخْبِرُني ، عن غَائبِ الـمَرْءِ ، هَدْيُه ، * كفَى الـهَدْيُ ، عَـمَّا غَيَّبَ الـمَرْءُ ، مُخبرا والغَيْبُ : شحمُ ثَرْبِ الشَّاةِ . وشاة ذاتُ غَيْبٍ أَي ذاتُ شَحْمٍ لتَغَيُّبه عن العين ؛ وقول ابن الرِّقَاعِ يَصِفُ فرساً : وتَرَى لغَرِّ نَساهُ غَيْباً غامِضاً ، * قَلِقَ الخَصِـيلَةِ ، مِن فُوَيْقِ المفصل قوله : غَيْباً ، يعني انْفَلَقَتْ فَخِذَاه بلحمتين عند سِمَنِه ، فجرى النَّسا بينهما واسْتَبان . والخَصِـيلَةُ : كُلُّ لَـحْمة فيها عَصَبة . والغَرُّ : تَكَسُّر الجِلْد وتَغَضُّنُه . وسئل رجل عن ضُمْرِ الفَرس ، قال : إِذا بُلَّ فَريرهُ ، وتَفَلَّقَتْ غُرورُه ، وبدا حَصِـيرُه ، واسْتَرْخَتْ شاكِلَتُه . والشاكلة : الطِّفْطِفَةُ . والفرير : موضعُ الـمَجَسَّة من مَعْرَفَتِه . والـحَصِـيرُ : العَقَبة التي تَبْدُو في الجَنْبِ ، بين الصِّفَاقِ ومَقَطِّ الأَضْلاع . الـهَوَازنيُّ : الغابة الوَطَاءة من الأَرض التي دونها شُرْفَةٌ ، وهي الوَهْدَة . وقال أَبو جابر الأَسَدِيُّ : الغابَةُ الجمعُ من الناسِ ؛ قال وأَنشدني الـهَوَازِنيُّ : إِذا نَصَبُوا رِماحَهُمُ بِغَابٍ ، * حَسِـبْتَ رِماحَهُمْ سَبَلَ الغَوادي والغابة : الأَجَمَةُ التي طالتْ ، ولها أَطْراف مرتفعة باسِقَة ؛ يقال : ليثُ غابةٍ . والغابُ : الآجام ، وهو من الياء . والغابةُ : الأَجَمة ؛ وقال أَبو حنيفة : الغابةُ أَجَمة القَصَب ، قال : وقد جُعِلَتْ جماعةَ الشجر ، لأَنه مأْخوذ من الغَيابةِ . وفي الحديث : ان مِنْبَر سيدنا رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، كان من أَثْلِ الغابةِ ؛ وفي رواية : من طَرْفاءِ الغابة . قال ابن الأَثير : الأَثْلُ شجر شبيهٌ بالطَّرْفاءِ ، إِلاَّ أَنه أَعظم منه ؛ والغابةُ : غَيْضَةٌ ذات شجر كثير ، وهي على تسعةِ أَميال من المدينة ؛ وقال في موضع آخر : هي موضعٌ قريبٌ مِن المدينة ، مِن عَواليها ، وبها أَموال لأَهلها . قال : وهو المذكور في حديث في حديث السِّباق ، وفي حديث تركة ابن الزبير وغير ذلك . والغابة : الأَجمة ذاتُ الشجر الـمُتَكاثف ، لأَنها تُغَيِّبُ ما فيها . والغابةُ من الرِّماحِ : ما طال منها ، وكان لها أَطراف تُرى كأَطراف الأَجَمة ؛ وقيل : هي الـمُضْطَرِبةُ من الرماحِ في الريح ؛ وقيل : هي الرماحُ إِذا اجْتَمَعَتْ ؛ قال ابن سيده : وأُراه على التشبيه بالغابة التي هي الأَجمة ؛ والجمعُ من كل ذلك : غاباتٌ وغابٌ . وفي حديث عليّ ، كرّم اللّه وجهَه : كلَيْثِ غاباتٍ شديدِ القَسْوَرَهْ . أَضافه إِلى الغابات لشدّتِه وقوّته ، وأَنه يَحْمِي غاباتٍ شَتَّى . وغابةُ : اسم موضع بالحجاز . "
المعجم: لسان العرب
معنى أغبى في قاموس معاجم اللغة
معجم اللغة العربية المعاصرة
استغبى يستغبِي، استغْبِ، استغباءً، فهو مُستغبٍ، والمفعول مُستغبًى
• استغبى تلميذًا: وجده غبيًّا، أي جاهلاً قليل الفِطْنة، عامله معاملةَ الأغبياء "استغبيته أثناء ردِّه على السؤال- لا تكن مستغبيًا لمبتدئ؛ فقد يأتي اليوم الذي يفوقك فيه- عامله باستغباء".
معجم اللغة العربية المعاصرة
تغابى/ تغابى عن يتغابى، تغابَ، تغابيًا، فهو مُتغابٍ، والمفعول مُتغابًى (للمتعدِّي)
• تغابى الشَّخصُ: تغافل، تظاهر بالغباء أو الجهل وقلة الفطنة "ليس غبيًّا ولكن يتغابى حتى لا يعاقب على فعلته".
• تغابى مسئوليَّتَه/ تغابى عن مسئوليَّته: تغافل عنها "تغابى عن موعدِه- تغابَى الكسولُ عن واجبه- ليس الغبيُّ بسيِّدٍ في قومه ... لكنَّ سيّد قومه المتغابي".
الرائد
* أغبى إغباء. (غبي) ت السماء: أمطرت «الغبية»، وهي الدفعة الشديدة من المطر.