وصف و معنى و تعريف كلمة أفتاني:


أفتاني: كلمة تتكون من ستة أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ ياء (ي) و تحتوي على ألف همزة (أ) و فاء (ف) و تاء (ت) و ألف (ا) و نون (ن) و ياء (ي) .




معنى و شرح أفتاني في معاجم اللغة العربية:



أفتاني

جذر [فتا]

  1. فتا
    • " الفتاء : الشَّباب .
      والفَتى والفَتِيَّةُ : السابُّ والشابَّةُ ، والفعل فَتُوَ يَفْتُو فَتاء .
      ويقال : افْعَلْ ذلك في فَتائِه .
      وقد فَتِيَ ، بالكسر ، يَفْتى فَتًى فهو فَتِيٌّ السنِّ بَيِّن الفَتاء ، وقد وُلد له في فَتاء سنه أَولاد ؛ قال أَبو عبيد : الفَتاء ، ممدود ، مصدر الفَتِيِّ ؛ وأَنشد للربيع بن ضبع الفزاري ، قال : إذا عاشَ الفَتى مائتَينِ عاماً ، فقد ذهَبَ اللَّذاذةُ والفَتاء فقصر الفتى في أَول البيت ومدَّ في آخره ، واستعاره في الناس وهو من مصادر الفَتيِّ من الحيوان ، ويجمع الفَتى فِتْياناً وفُتُوًّا ، قال : ويجمع الفَتِيُّ في السن أَفْتاء .
      الجوهري : والأَفْتاء من الدوابّ خلاف المَسانِّ ، واحدها فَتِيٌّ مثل يتِيم وأَيتام ؛ وقوله أَنشده ثعلب : وَيْلٌ بزَيْدٍ فَتىً شَيْخٍ أَلُوذُ به ، فلا أُعَشَّى لَدَى زَيْدٍ ولا أَرِدُ فسر فتى شيخ فقال أَي هو في حَزْم المشايخ ، والجمع فتْيان وفِتْية وفِتْوة ؛ الواو عن اللحياني ، وفُتُوٌّ وفُتِيٌّ .
      قال سيبويه : ولم يقولوا أَفْتاء استغنوا عنه بفِتْيَة .
      قال الأزهري : وقد يجمع على الأَفْتاء .
      قال القتيبي : ليس الفَتى بمعنى الشابّ والحَدَث إنما هو بمعنى الكامل الجَزْل من الرجال ، يَدُلُّك على ذلك قول الشاعر : إنَّ الفَتى حَمّالُ كلِّ مُلِمَّةٍ ، ليسَ الفَتى بمُنَعَّمِ الشُّبَا ؟

      ‏ قال ابن هرمة : قَد يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتى ، ورِداؤُه خَلَقٌ ، وجَيْبُ قَمِيصِه مَرْقُوعُ وقال الأَسود بن يعفر : ما بَعدَ زَيْد في فَتاةٍ فُرِّقُوا * قَتَلاً وسَبْياً ، بَعدَ طُولِ تَآدي في آلِ عَرْف لَوْ بَغَيْتَ الأسى ، * لَوَجَدْتَ فيهم أُسوةَ العُوّادِ فتَخَيَّرُوا الأَرضَ الفَضاءَ لِعِزِّهِمْ ، * ويَزيدُ رافِدُهُمْ على الرُّفَّاد ؟

      ‏ قال ابن الكلبي : هؤلاء قوم من بني حنظلة خطب إليهم بعض الملوك جارية يقال لها أُم كَهْف فلم يُزوّجوه ، فغَزاهم وأَجْلاهم من بلادهم وقَتَلهم ؛ وقال أَبوها : أَبَيْتُ أَبَيْتُ نِكاحَ المُلُوك ، كأَني امْرُؤٌ منْ تَمِيم بن مُرّْ أَبَيْتُ اللِّئامَ وأَقْلِيهمُ ، وهل يُنْكِحُ العَبْدَ حُرٌُّ بن حرّْ ؟ وقد سماه الجوهري فقال : خطب بعض الملوك إلى زيد بن مالك الأصغر ابن حنظلة بن مالك الأَكبر أَو إلى بعض ولده ابنته يقال لها أُم كهف ، قال : وزيد ههنا قبيلة ، والأُنثى فَتاة ، والجمع فَتَياتٌ .
      ويقال للجارية الحدثة فَتاة وللغلام فَتًى ، وتصغير الفَتاة فُتَيَّةٌ ، والفتى فُتَيٌّ ، وزعم يعقوب أَن الفِتْوان لغة في الفِتْيان ، فالفُتُوَّة على هذا من الواو لا من الياء ، وواوه أَصل لا منقلبة ، وأما في قول من ، قال الفِتْيان فواوه منقلبة ، والفَتِيُّ كالفَتى ، والأُنثى فَتِيَّة ، وقد يقال ذلك للجمل والناقة ، يقال للبَكْرة من الإبل فتِيّة ، وبكر فَتِيٌ ، كما يقال للجارية فتاة وللغلام فَتًى ، وقيل : هو الشابُّ من كل شيء ، والجمع فِتاء ؛ قال عدي بن الرِّقاع : يَحْسَبُ الناظِرُونَ ، ما لم يُفَرُّوا ، أَنها جِلَّةٌ وهُنَّ فِتاء والاسم من جميع ذلك الفُتُوّة ، انقلبت الياء فيه واواً على حد انقلابها في مُوقِن وكقَضُوَ ؛ قال السيرافي : إنما قلبت الياء فيه واواً لأَن أَكثر هذا الضرب من المصادر على فُعولة ، إنما هو من الواو كالأُخُوّة ، فحملوا ما كان من الياء عليه فلزمت القلب ، وأما الفُتُوُّ فشاذ من وجهين : أَحدهما أَنه من الياء ، والآخر أَنه جمع ، وهذا الضرب من الجمع تقلب فيه الواو ياء كعِصِيّ ولكنه حمل على مصدره ؛

      قال : وفُتُوٌّ هَجَّرُوا ثم أَسْرَوا لَيْلَهمْ ، حتى إذا انْجابَ حَلُّوا وقال جذيمة الأَبرش : في فُتُوٍّ ، أَنا رابِئهُمْ ، مِنْ كَلالِ غَزْوةٍ ماتُوا ولفلانة بنت قد تَفَتَّتْ أَي تشبهت بالفَتَيات وهي أَصغرهنَّ .
      وفُتّيَت الجارية تَفْتِيةً : مُنِعت من اللعب مع الصِّبيان والعَدْو معهم وخُدِّرت وسُتِرت في البيت .
      التهذيب : يقال تَفَتَّتِ الجارية إذاراهَقت فخُدِّرت ومُنعت من اللعب مع الصبيان .
      وقولهم في حديث البخاري : الحَرْب أَوْل ما تكون فُتَيَّةٌ ، قال ابن الأثير : هكذا جاء على التصغير أَي شابّة ، ورواه بعضهم فَتِيَّةٌ ، بالفتح .
      والفَتى والفَتاةُ : العبد والأَمة .
      وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : لا يَقولَنَّ أَحدُكم عبدي وأَمتي ولكن ليَقل فَتايَ وفَتاتي أَي غلامي وجاريتي ، كأَنه كره ذكر العُبودية لغير الله ، وسمى الله تعالى صاحبَ موسى ، عليه السلام ، الذي صحبه في البحر فَتاه فقال تعالى : وإذ ، قالَ موسى لِفَتاه ، قال : لأنه كان يخدمه في سفره ، ودليله قوله : آتِنا غَداءنا .
      ويقال في حديث عمران بن حُصين : جَذَعَةٌ أَحبُّ إ َّ مَن هَرِمةٍ ، الله أَحقُّ بالفَتاء والكَرَم ؛ الفَتاء ، بالفتح والمد : المصدر من الفَتى السِّنّ .
      (* قوله « الفتى السن » كذا في الأصل وغير نسخة يوثق بها من النهاية .) ‏

      يقال : ‏ فَتِيٌّ بيِّن الفَتاء أَي طَرِيّ السن ، والكَرمُ الحُسن .
      وقوله عز وجل : ومَن لم يستطع منكم طَوْلاً أَن يَنكح المُحصنات المؤمناتِ فمِمَّا ملَكت أَيمانكم من فَتياتكم المؤمنات ؛ المُحصناتُ : الحرائر ، والفَتَياتُ : الإِماء .
      وقوله عز وجل : ودخل معه السِّجْنَ فَتَيانِ ؛ جائز أَن يكونا حَدَثين أَو شيخين لأَنهم كانوا يسمون المملوك فَتًى .
      الجوهري : الفَتى السخيّ الكريم :.
      يقال : هو فَتًى بَيِّن الفُتُوَّة ، وقد تفَتَّى وتَفاتَى ، والجمع فِتْيانٌ وفِتْية وفُتُوّ ، على فُعُولٍ ، وفَتِيٌّ مثل عُصِيّ ؛ قال سيبويه : أَبدلوا الواو في الجمع والمصدر بدلاً شاذّاً .
      قال ابن بري : البدل في الجمع قياس مثل عُصِيّ وقُفِيٍّ ، وأَما المصدر فليس قلب الواوين فيه ياءين قياساً مطرداً نحو عَتَا يَعْتُو عُتُوًّا وعُتِيّاً ، وأَما إبدال الياءين واوين في مثل الفُتُوّ ، وقياسه الفُتِيّ ، فهو شاذ .
      قال : وهو الذي عناه الجوهري .
      قال ابن بري : الفَتَى الكريم ، هو في الأصل مصدر فَتِيَ فَتًى وُصف به ، فقبل رجل فَتًى ؛ قال : ويدلك على صحة ذلك قول ليلى الأَخيلية : فإنْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً فإِنَّكُمْ فَتًى ما قَتَلْتُم ، آلَ عَوْفِ بنِ عامر والفَتَيانِ : الليل والنهار .
      يقال : لا أَفْعلُه ما اختلفَ الفَتَيانِ ، يعني الليل والنهار ، كما يقال ما اختلفَ الأَجَدَّانِ والجَدِيدانِ ؛ ومنه قول الشاعر : ما لبَثَ الفَتَيانِ أَن عَصفَا بِهِمْ ، ولكُلِّ قُفْلٍ يَسَّرا مِفْتاحا وأَفْتاه في الأَمر : أَبانَه له .
      وأَفْتَى الرجلُ في المسأَلة واسْتفتيته فيها فأَفتاني إفتاء .
      وفُتًى (* قوله « وفتى » كذا بالأصل ولعله محرف عن فتيا أو فتوى مضموم الاول .) وفَتْوى : اسمان يوضعان موضع الإِفْتاء .
      ويقال : أَفْتَيْت فلاناً رؤيا رآها إِذا عبرتها له ، وأَفْتَيته في مسأَلته إِذا أَجبته عنها .
      وفي الحديث : أَن قوماً تَفاتَوا إِليه ؛ معناه تحاكموا إِليه وارتفعوا إِليه في الفُتْيا .
      يقال : أَفْتاه في المسأَلة يُفْتِيه إِذا أَجابه ، والاسم الفَتْوى ؛ قال الطرماح : أَنِخْ بِفِناءِ أَشْدَقَ من عَدِيٍّ ومن جَرْمٍ ، وهُمْ أَهلُ التَّفاتي (* قوله « وهم أهل » في نسخة : ومن أهل .) أَي التَّحاكُم وأَهل الإِفتاء .
      قال : والفُتيا تبيين المشكل من الأَحكام ، أَصله من الفَتَى وهو الشاب الحدث الذي شَبَّ وقَوِي ، فكأَنه يُقَوّي ما أَشكل ببيانه فيَشِبُّ ويصير فَتِيّاً قوّياً ، وأَصله من الفتى وهو الحديث السنّ .
      وأَفْتَى المفتي إِذا أَحدث حكماً .
      وفي الحديث : الإِثْمُ ما حَكَّ في صدرك وإِن أَفْتاك الناسُ عنه وأَفْتَوكَ أَي وإِن جعلوا لك فيه رُخْصة وجَوازاً .
      وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى : فاسْتَفْتِهِم أَهم أَشدُّ خَلقاً ؛ أَي فاسْأَلهم سؤال تقرير أَهم أَشد خلقاً أَمْ مَن خلقنا من الأُمم السالفة .
      وقوله عز وجل : يَسْتَفْتُونك قل اللهُ يُفْتِيكم أَي يسأَلونك سؤالَ تَعَلُّم .
      الهروي : والتَّفاتي التخاصم ، وأَنشد بيت الطرماح : وهم أَهل التفاتي .
      والفُتْيا والفُتْوَى والفَتْوَى : ما أَفتى به الفقيه ، الفتح في الفَتوى لأَهل المدينة .
      والمُفْتِي : مِكيال هشام بن هبيرة ؛ حكاه الهروي في الغريبين .
      قال ابن سيده : وإِنما قضينا على أَلف أَفتى بالياء لكثرة ف ت ي وقلة ف ت و ، ومع هذا إِنه لازم ، قال : وقد قدمنا أَن انقلاب الأَلف عن الياء لاماً أَكثر .
      والفُتَيُّ : قَدَحُ الشُّطَّارِ .
      وقد أَفْتَى إِذا شرب به .
      والعُمَرِيّ : مِكيال اللبن ، قال : والمد الهشامي ، وهو الذي كان يتوضأُ به سعيد بن المسيب .
      وروى حضر بن يزيد الرَّقاشِي عن امرأَة من قومه أَنها حجَّت فمرَّت على أُمّ سلمة فسأَلتها أَن تُرِيَها الإِناء الذي كان يتوضَّأُ منه سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فأَخْرجته فقالت : هذا مَكُّوك المُفتِي ، قالت : أَرِيني الإِناء الذي كان يغتسل منه ، فأَخرجته فقالت : هذا قفيز المُفْتِي ؛ قال الأَصمعي : المُفْتِي مِكيال هشام بن هبيرة ، أَرادت تشبيه الإِناء بمكوك هشام ، أَو أَرادت مكوك صاحب المفتي فحذفت المضاف أَو مكوك الشارب وهو ما يكال به الخمر .
      والفِتْيانُ : قَبيلة من بَجِيلة إِليهم ينسب رِفاعةُ الفتياني المحدّث ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

,
  1. فَتَاءُ
    • ـ فَتَاءُ : الشَّبَابُ .
      ـ فَتَى : الشابُّ ، والسَّخِيُّ الكريمُ ، وهُما فَتَيانِ وفَتَوانِ ، ج : فِتْيانٌ وفِتْوَةٌ وفُتُوٌّ وفُتِيٌّ ، وهْيَ فَتَاةٌ ، ج : فَتَيَاتٌ .
      ـ فَتِيُّ : الشابُّ من كلِّ شيءٍ ، وهْيَ فَتِيَّةٌ ، ج : فِتَاءٌ .
      ـ فُتِّيَتِ البنْتُ تَفْتِيَةً : مُنِعَتْ من اللَّعِبِ مع الصِبْيَانِ ، فَتَفَتَّتْ .
      ـ فَتَيَانِ : الليلُ والنهارُ .
      ـ أفْتاهُ في الأمْرِ : أبانَهُ له .
      ـ فُتْيَا وفُتْوَى وفَتْوَى : ما أفْتَى به الفَقِيهُ .
      ـ فِتْيانُ : قَبيلَةٌ من بَجِيلَةَ ، منهم ربيعةُ الفِتْيانِيُّ .
      ـ فُتُوَّةُ : الكَرَمُ ، وقد تَفَتَّى وتَفَاتَى .
      ـ فَتَوْتُهُمْ : غَلَبْتُهُمْ فيها .
      ـ فُتَيُّ : قَدَحُ الشُّطَّارِ .
      ـ مُفْتِي : مِكْيالُ هِشامِ بنِ هُبَيْرَةَ .
      ـ فِتَةُ : الجَرَّةُ ، ج : فِتُونَ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. إِفتُئت
    • أفتئت
      1 - مات فجأة


    المعجم: الرائد

  3. أُفتُتِن
    • أفتتن
      1 - أفتتن في دينه : مال عنه

    المعجم: الرائد

  4. أفتاه في المسألة
    • أظهر له الحكم فيها وأبانه :- أفتى العلماءُ في مسألة نقل الأعضاء - أفتى في الرؤيا

    المعجم: عربي عامة

  5. فتا
    • " الفتاء : الشَّباب .
      والفَتى والفَتِيَّةُ : السابُّ والشابَّةُ ، والفعل فَتُوَ يَفْتُو فَتاء .
      ويقال : افْعَلْ ذلك في فَتائِه .
      وقد فَتِيَ ، بالكسر ، يَفْتى فَتًى فهو فَتِيٌّ السنِّ بَيِّن الفَتاء ، وقد وُلد له في فَتاء سنه أَولاد ؛ قال أَبو عبيد : الفَتاء ، ممدود ، مصدر الفَتِيِّ ؛ وأَنشد للربيع بن ضبع الفزاري ، قال : إذا عاشَ الفَتى مائتَينِ عاماً ، فقد ذهَبَ اللَّذاذةُ والفَتاء فقصر الفتى في أَول البيت ومدَّ في آخره ، واستعاره في الناس وهو من مصادر الفَتيِّ من الحيوان ، ويجمع الفَتى فِتْياناً وفُتُوًّا ، قال : ويجمع الفَتِيُّ في السن أَفْتاء .
      الجوهري : والأَفْتاء من الدوابّ خلاف المَسانِّ ، واحدها فَتِيٌّ مثل يتِيم وأَيتام ؛ وقوله أَنشده ثعلب : وَيْلٌ بزَيْدٍ فَتىً شَيْخٍ أَلُوذُ به ، فلا أُعَشَّى لَدَى زَيْدٍ ولا أَرِدُ فسر فتى شيخ فقال أَي هو في حَزْم المشايخ ، والجمع فتْيان وفِتْية وفِتْوة ؛ الواو عن اللحياني ، وفُتُوٌّ وفُتِيٌّ .
      قال سيبويه : ولم يقولوا أَفْتاء استغنوا عنه بفِتْيَة .
      قال الأزهري : وقد يجمع على الأَفْتاء .
      قال القتيبي : ليس الفَتى بمعنى الشابّ والحَدَث إنما هو بمعنى الكامل الجَزْل من الرجال ، يَدُلُّك على ذلك قول الشاعر : إنَّ الفَتى حَمّالُ كلِّ مُلِمَّةٍ ، ليسَ الفَتى بمُنَعَّمِ الشُّبَا ؟

      ‏ قال ابن هرمة : قَد يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتى ، ورِداؤُه خَلَقٌ ، وجَيْبُ قَمِيصِه مَرْقُوعُ وقال الأَسود بن يعفر : ما بَعدَ زَيْد في فَتاةٍ فُرِّقُوا * قَتَلاً وسَبْياً ، بَعدَ طُولِ تَآدي في آلِ عَرْف لَوْ بَغَيْتَ الأسى ، * لَوَجَدْتَ فيهم أُسوةَ العُوّادِ فتَخَيَّرُوا الأَرضَ الفَضاءَ لِعِزِّهِمْ ، * ويَزيدُ رافِدُهُمْ على الرُّفَّاد ؟

      ‏ قال ابن الكلبي : هؤلاء قوم من بني حنظلة خطب إليهم بعض الملوك جارية يقال لها أُم كَهْف فلم يُزوّجوه ، فغَزاهم وأَجْلاهم من بلادهم وقَتَلهم ؛ وقال أَبوها : أَبَيْتُ أَبَيْتُ نِكاحَ المُلُوك ، كأَني امْرُؤٌ منْ تَمِيم بن مُرّْ أَبَيْتُ اللِّئامَ وأَقْلِيهمُ ، وهل يُنْكِحُ العَبْدَ حُرٌُّ بن حرّْ ؟ وقد سماه الجوهري فقال : خطب بعض الملوك إلى زيد بن مالك الأصغر ابن حنظلة بن مالك الأَكبر أَو إلى بعض ولده ابنته يقال لها أُم كهف ، قال : وزيد ههنا قبيلة ، والأُنثى فَتاة ، والجمع فَتَياتٌ .
      ويقال للجارية الحدثة فَتاة وللغلام فَتًى ، وتصغير الفَتاة فُتَيَّةٌ ، والفتى فُتَيٌّ ، وزعم يعقوب أَن الفِتْوان لغة في الفِتْيان ، فالفُتُوَّة على هذا من الواو لا من الياء ، وواوه أَصل لا منقلبة ، وأما في قول من ، قال الفِتْيان فواوه منقلبة ، والفَتِيُّ كالفَتى ، والأُنثى فَتِيَّة ، وقد يقال ذلك للجمل والناقة ، يقال للبَكْرة من الإبل فتِيّة ، وبكر فَتِيٌ ، كما يقال للجارية فتاة وللغلام فَتًى ، وقيل : هو الشابُّ من كل شيء ، والجمع فِتاء ؛ قال عدي بن الرِّقاع : يَحْسَبُ الناظِرُونَ ، ما لم يُفَرُّوا ، أَنها جِلَّةٌ وهُنَّ فِتاء والاسم من جميع ذلك الفُتُوّة ، انقلبت الياء فيه واواً على حد انقلابها في مُوقِن وكقَضُوَ ؛ قال السيرافي : إنما قلبت الياء فيه واواً لأَن أَكثر هذا الضرب من المصادر على فُعولة ، إنما هو من الواو كالأُخُوّة ، فحملوا ما كان من الياء عليه فلزمت القلب ، وأما الفُتُوُّ فشاذ من وجهين : أَحدهما أَنه من الياء ، والآخر أَنه جمع ، وهذا الضرب من الجمع تقلب فيه الواو ياء كعِصِيّ ولكنه حمل على مصدره ؛

      قال : وفُتُوٌّ هَجَّرُوا ثم أَسْرَوا لَيْلَهمْ ، حتى إذا انْجابَ حَلُّوا وقال جذيمة الأَبرش : في فُتُوٍّ ، أَنا رابِئهُمْ ، مِنْ كَلالِ غَزْوةٍ ماتُوا ولفلانة بنت قد تَفَتَّتْ أَي تشبهت بالفَتَيات وهي أَصغرهنَّ .
      وفُتّيَت الجارية تَفْتِيةً : مُنِعت من اللعب مع الصِّبيان والعَدْو معهم وخُدِّرت وسُتِرت في البيت .
      التهذيب : يقال تَفَتَّتِ الجارية إذاراهَقت فخُدِّرت ومُنعت من اللعب مع الصبيان .
      وقولهم في حديث البخاري : الحَرْب أَوْل ما تكون فُتَيَّةٌ ، قال ابن الأثير : هكذا جاء على التصغير أَي شابّة ، ورواه بعضهم فَتِيَّةٌ ، بالفتح .
      والفَتى والفَتاةُ : العبد والأَمة .
      وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : لا يَقولَنَّ أَحدُكم عبدي وأَمتي ولكن ليَقل فَتايَ وفَتاتي أَي غلامي وجاريتي ، كأَنه كره ذكر العُبودية لغير الله ، وسمى الله تعالى صاحبَ موسى ، عليه السلام ، الذي صحبه في البحر فَتاه فقال تعالى : وإذ ، قالَ موسى لِفَتاه ، قال : لأنه كان يخدمه في سفره ، ودليله قوله : آتِنا غَداءنا .
      ويقال في حديث عمران بن حُصين : جَذَعَةٌ أَحبُّ إ َّ مَن هَرِمةٍ ، الله أَحقُّ بالفَتاء والكَرَم ؛ الفَتاء ، بالفتح والمد : المصدر من الفَتى السِّنّ .
      (* قوله « الفتى السن » كذا في الأصل وغير نسخة يوثق بها من النهاية .) ‏

      يقال : ‏ فَتِيٌّ بيِّن الفَتاء أَي طَرِيّ السن ، والكَرمُ الحُسن .
      وقوله عز وجل : ومَن لم يستطع منكم طَوْلاً أَن يَنكح المُحصنات المؤمناتِ فمِمَّا ملَكت أَيمانكم من فَتياتكم المؤمنات ؛ المُحصناتُ : الحرائر ، والفَتَياتُ : الإِماء .
      وقوله عز وجل : ودخل معه السِّجْنَ فَتَيانِ ؛ جائز أَن يكونا حَدَثين أَو شيخين لأَنهم كانوا يسمون المملوك فَتًى .
      الجوهري : الفَتى السخيّ الكريم :.
      يقال : هو فَتًى بَيِّن الفُتُوَّة ، وقد تفَتَّى وتَفاتَى ، والجمع فِتْيانٌ وفِتْية وفُتُوّ ، على فُعُولٍ ، وفَتِيٌّ مثل عُصِيّ ؛ قال سيبويه : أَبدلوا الواو في الجمع والمصدر بدلاً شاذّاً .
      قال ابن بري : البدل في الجمع قياس مثل عُصِيّ وقُفِيٍّ ، وأَما المصدر فليس قلب الواوين فيه ياءين قياساً مطرداً نحو عَتَا يَعْتُو عُتُوًّا وعُتِيّاً ، وأَما إبدال الياءين واوين في مثل الفُتُوّ ، وقياسه الفُتِيّ ، فهو شاذ .
      قال : وهو الذي عناه الجوهري .
      قال ابن بري : الفَتَى الكريم ، هو في الأصل مصدر فَتِيَ فَتًى وُصف به ، فقبل رجل فَتًى ؛ قال : ويدلك على صحة ذلك قول ليلى الأَخيلية : فإنْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً فإِنَّكُمْ فَتًى ما قَتَلْتُم ، آلَ عَوْفِ بنِ عامر والفَتَيانِ : الليل والنهار .
      يقال : لا أَفْعلُه ما اختلفَ الفَتَيانِ ، يعني الليل والنهار ، كما يقال ما اختلفَ الأَجَدَّانِ والجَدِيدانِ ؛ ومنه قول الشاعر : ما لبَثَ الفَتَيانِ أَن عَصفَا بِهِمْ ، ولكُلِّ قُفْلٍ يَسَّرا مِفْتاحا وأَفْتاه في الأَمر : أَبانَه له .
      وأَفْتَى الرجلُ في المسأَلة واسْتفتيته فيها فأَفتاني إفتاء .
      وفُتًى (* قوله « وفتى » كذا بالأصل ولعله محرف عن فتيا أو فتوى مضموم الاول .) وفَتْوى : اسمان يوضعان موضع الإِفْتاء .
      ويقال : أَفْتَيْت فلاناً رؤيا رآها إِذا عبرتها له ، وأَفْتَيته في مسأَلته إِذا أَجبته عنها .
      وفي الحديث : أَن قوماً تَفاتَوا إِليه ؛ معناه تحاكموا إِليه وارتفعوا إِليه في الفُتْيا .
      يقال : أَفْتاه في المسأَلة يُفْتِيه إِذا أَجابه ، والاسم الفَتْوى ؛ قال الطرماح : أَنِخْ بِفِناءِ أَشْدَقَ من عَدِيٍّ ومن جَرْمٍ ، وهُمْ أَهلُ التَّفاتي (* قوله « وهم أهل » في نسخة : ومن أهل .) أَي التَّحاكُم وأَهل الإِفتاء .
      قال : والفُتيا تبيين المشكل من الأَحكام ، أَصله من الفَتَى وهو الشاب الحدث الذي شَبَّ وقَوِي ، فكأَنه يُقَوّي ما أَشكل ببيانه فيَشِبُّ ويصير فَتِيّاً قوّياً ، وأَصله من الفتى وهو الحديث السنّ .
      وأَفْتَى المفتي إِذا أَحدث حكماً .
      وفي الحديث : الإِثْمُ ما حَكَّ في صدرك وإِن أَفْتاك الناسُ عنه وأَفْتَوكَ أَي وإِن جعلوا لك فيه رُخْصة وجَوازاً .
      وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى : فاسْتَفْتِهِم أَهم أَشدُّ خَلقاً ؛ أَي فاسْأَلهم سؤال تقرير أَهم أَشد خلقاً أَمْ مَن خلقنا من الأُمم السالفة .
      وقوله عز وجل : يَسْتَفْتُونك قل اللهُ يُفْتِيكم أَي يسأَلونك سؤالَ تَعَلُّم .
      الهروي : والتَّفاتي التخاصم ، وأَنشد بيت الطرماح : وهم أَهل التفاتي .
      والفُتْيا والفُتْوَى والفَتْوَى : ما أَفتى به الفقيه ، الفتح في الفَتوى لأَهل المدينة .
      والمُفْتِي : مِكيال هشام بن هبيرة ؛ حكاه الهروي في الغريبين .
      قال ابن سيده : وإِنما قضينا على أَلف أَفتى بالياء لكثرة ف ت ي وقلة ف ت و ، ومع هذا إِنه لازم ، قال : وقد قدمنا أَن انقلاب الأَلف عن الياء لاماً أَكثر .
      والفُتَيُّ : قَدَحُ الشُّطَّارِ .
      وقد أَفْتَى إِذا شرب به .
      والعُمَرِيّ : مِكيال اللبن ، قال : والمد الهشامي ، وهو الذي كان يتوضأُ به سعيد بن المسيب .
      وروى حضر بن يزيد الرَّقاشِي عن امرأَة من قومه أَنها حجَّت فمرَّت على أُمّ سلمة فسأَلتها أَن تُرِيَها الإِناء الذي كان يتوضَّأُ منه سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فأَخْرجته فقالت : هذا مَكُّوك المُفتِي ، قالت : أَرِيني الإِناء الذي كان يغتسل منه ، فأَخرجته فقالت : هذا قفيز المُفْتِي ؛ قال الأَصمعي : المُفْتِي مِكيال هشام بن هبيرة ، أَرادت تشبيه الإِناء بمكوك هشام ، أَو أَرادت مكوك صاحب المفتي فحذفت المضاف أَو مكوك الشارب وهو ما يكال به الخمر .
      والفِتْيانُ : قَبيلة من بَجِيلة إِليهم ينسب رِفاعةُ الفتياني المحدّث ، والله أَعلم .
      "


    المعجم: لسان العرب

  6. فتن
    • " الأَزهري وغيره : جِماعُ معنى الفِتْنة الابتلاء والامْتِحانُ والاختبار ، وأَصلها مأْخوذ من قولك فتَنْتُ الفضة والذهب إِذا أَذبتهما بالنار لتميز الرديء من الجيِّدِ ، وفي الصحاح : إِذا أَدخلته النار لتنظر ما جَوْدَتُه ، ودينار مَفْتُون ‏ .
      ‏ والفَتْنُ : الإِحْراقُ ، ومن هذا قوله عز وجل : يومَ هم على النارِ يُفْتَنُونَ ؛ أَي يُحْرَقون بالنار ‏ .
      ‏ ويسمى الصائغ الفَتَّان ، وكذلك الشيطان ، ومن هذا قيل للحجارة السُّود التي كأَنها أُحْرِقَتْ بالنار : الفَتِينُ ، وقيل في قوله : يومَ همْ على النار يُفْتَنُونَ ، قال : يُقَرَّرونَ والله بذنوبهم ‏ .
      ‏ ووَرِقٌ فَتِينٌ أَي فِضَّة مُحْرَقَة ‏ .
      ‏ ابن الأَعرابي : الفِتْنة الاختبار ، والفِتْنة المِحْنة ، والفِتْنة المال ، والفِتْنة الأَوْلادُ ، والفِتْنة الكُفْرُ ، والفِتْنةُ اختلافُ الناس بالآراء ، والفِتْنةُ الإِحراق بالنار ؛ وقيل : الفِتْنة في التأْويل الظُّلْم ‏ .
      ‏ يقال : فلان مَفْتُونٌ بطلب الدنيا قد غَلا في طلبها ‏ .
      ‏ ابن سيده : الفِتْنة الخِبْرَةُ ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : إِنا جعلناها فِتْنةً للظالمين ؛ أي خِبْرَةً ، ومعناه أَنهم أُفْتِنوا بشجرة الزَّقُّوم وكذَّبوا بكونها ، وذلك أَنهم لما سمعوا أَنها تخرج في أَصل الجحيم ، قالوا : الشجر يَحْتَرِقُ في النار فكيف يَنْبُت الشجرُ في النار ؟ فصارت فتنة لهم ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : ربَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنةً للقوم الظالمين ، يقول : لا تُظْهِرْهُم علينا فيُعْجبُوا ويظنوا أَنهم خير منا ، فالفِتْنة ههنا إِعجاب الكفار بكفرهم ‏ .
      ‏ ويقال : فَتَنَ الرجلُ بالمرأَة وافْتَتَنَ ، وأَهل الحجاز يقولون : فتَنَتْه المرأَةُ إِذا وَلَّهَتْه وأَحبها ، وأَهل نجد يقولون : أَفْتَنَتْه ؛ قال أَعْشى هَمْدانَ فجاء باللغتين : لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْسِ أَفْتَنَتْ سَعِيداً ، فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِ ؟

      ‏ قال ابن بري :، قال ابن جني ويقال هذا البيت لابن قيسٍ ، وقال الأَصمعي : هذا سمعناه من مُخَنَّثٍ وليس بثَبَتٍ ، لأَنه كان ينكر أَفْتَنَ ، وأَجازه أَبو زيد ؛ وقال هو في رجز رؤبة يعني قوله : يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ وقوله أَيضاً : إِني وبعضَ المُفْتِنِينَ داوُدْ ، ويوسُفٌ كادَتْ به المَكايِيد ؟

      ‏ قال : وحكى أَبو القاسم الزجاج في أَماليه بسنده عن الأَصمعي ، قال : حدَّثنا عُمر بن أَبي زائدة ، قال حدثتني أُم عمرو بنت الأَهْتم ، قالت : مَرَرْنا ونحن جَوَارٍ بمجلس فيه سعيد بن جُبير ، ومعنا جارية تغني بِدُفٍّ معها وتقول : لئن فتنتني لهي بالأَمس أَفتنت سعيداً ، فأَمسى قد قلا كل مسلم وأَلْقى مَصابيحَ القِراءةِ ، واشْترى وِصالَ الغَواني بالكتابِ المُتَمَّمِ فقال سعيد : كَذَبْتُنَّ كذَبْتنَّ ‏ .
      ‏ والفِتْنةُ : إِعجابُك بالشيء ، فتَنَه يَفْتِنُه فَتْناً وفُتُوناً ، فهو فاتِنٌ ، وأَفْتَنَه ؛ وأَباها الأَصمعي بالأَلف فأَنشد بيت رؤبة : يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ فلم يعرف البيت في الأُرجوزة ؛

      وأَنشد الأَصمعي أَيضاً : لئن فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمسِ أَفتنتْ فلم يَعْبأْ به ، ولكن أَهل اللغة أَجازوا اللغتين ‏ .
      ‏ وقال سيبويه : فتَنَه جعل فيه فِتْنةً ، وأَفْتَنه أَوْصَلَ الفِتْنة إليه ‏ .
      ‏ قال سيبويه : إِذا ، قال أَفْتَنْتُه فقد تعرض لفُتِنَ ، وإِذا ، قال فتَنْتُه فلم يتعرَّض لفُتِنَ ‏ .
      ‏ وحكى أَبو زيد : أُفْتِنَ الرجلُ ، بصيغة ما لم يسم فاعله ، أَي فُتِنَ ‏ .
      ‏ وحكى الأَزهري عن ابن شميل : افْتَتَنَ الرجلُ وافْتُتِنَ لغتان ، قال : وهذا صحيح ، قال : وأَما فتَنْتُه ففَتَنَ فهي لغة ضعيفة ‏ .
      ‏ قال أَبو زيد : فُتِنَ الرجلُ يُفْتَنُ فُتُوناً إِذا أَراد الفجور ، وقد فتَنْته فِتْنةً وفُتُوناً ، وقال أَبو السَّفَر : أَفْتَنْتُه إِفْتاناً ، فهو مُفْتَنٌ ، وأُفْتِنَ الرجل وفُتِنَ ، فهو مَفْتُون إِذا أَصابته فِتْنة فذهب ماله أَو عقله ، وكذلك إِذا اخْتُبِرَ ‏ .
      ‏ قال تعالى : وفتَنَّاك فُتُوناً ‏ .
      ‏ وقد فتَنَ وافْتَتَنَ ، جعله لازماً ومتعدياً ، وفتَّنْتُه تَفْتِيناً فهو مُفَتَّنٌ أَي مَفْتُون جدّاً ‏ .
      ‏ والفُتُون أَيضاً : الافْتِتانُ ، يتعدَّى ولا يتعدَّى ؛ ومنه قولهم : قلب فاتِنٌ أَي مُفْتَتِنٌ ؛ قال الشاعر : رَخِيمُ الكلامِ قَطِيعُ القِيا مِ ، أَمْسى فُؤادي بها فاتِنا والمَفْتُونُ : الفِتْنة ، صيغ المصدر على لفظ المفعول كالمَعْقُول والمَجْلُودِ ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : فسَتُبْصِرُ ويُبْصِرُونَ بأَيَّكُمُ المَفْتُونُ ؛ قال أَبو إِسحق : معنى المَفْتُونِ الذي فُتِنَ بالجنون ؛ قال أَبو عبيدة : معنى الباء الطرح كأَنه ، قال أَيُّكم المَفْتُونُ ؛ قال أَبو إِسحق : ولا يجوز أَن تكون الباء لَغْواً ، ولا ذلك جائز في العربِية ، وفيه قولان للنحويين : أَحدهما أَن المفْتُونَ ههنا بمعنى الفُتُونِ ، مصدر على المفعول ، كما ، قالوا ما له مَعْقُولٌ ولا مَعْقُودٌ رَأْيٌ ، وليس لفلان مَجْلُودٌ أَي ليس له جَلَدٌ ومثله المَيْسُورُ والمَعْسُورُ كأَنه ، قال بأَيِّكم الفُتون ، وهو الجُنون ، والقول الثاني فسَتُبْصِر ويُبْصِرُونَ في أَيِّ الفَريقينِ المَجْنونُ أَي في فرقة الإِسلام أَو في فرقة الكفر ، أَقامَ الباء مقام في ؛ وفي الصحاح : إِن الباء في قوله بأَيِّكم المفتون زائدة كما زيدت في قوله تعالى : قل كفى بالله شهيداً ؛ قال : والمَفْتُون الفِتْنةُ ، وهو مصدر كالمَحْلُوفِ والمَعْقول ، ويكون أَيُّكم الابتداء والمفتون خبره ؛ قال : وقل وقال المازني المَفتون هو رفع بالابتداء وما قبله خبره كقولهم بمن مُروُرُك وعلى أَيِّهم نُزُولُك ، لأَن الأَول في معنى الظرف ، قال ابن بري : إِذا كانت الباء زائدة فالمفتون الإِنسان ، وليس بمصدر ، فإِن جعلت الباء غير زائدة فالمفتون مصدر بمعنى الفُتُونِ ‏ .
      ‏ وافْتَتَنَ في الشيء : فُتِن فيه ‏ .
      ‏ وفتَنَ إِلى النساءِ فُتُوناً وفُتِنَ إِليهن : أَراد الفُجُور بهنَّ ‏ .
      ‏ والفِتْنة : الضلال والإِثم ‏ .
      ‏ والفاتِنُ : المُضِلُّ عن الحق ‏ .
      ‏ والفاتِنُ : الشيطان لأَنه يُضِلُّ العِبادَ ، صفة غالبة ‏ .
      ‏ وفي حديث قَيْلَة : المُسْلم أَخو المُسْلم يَسَعُهُما الماءُ والشجرُ ويتعاونان على الفَتَّانِ ؛ الفَتَّانُ : الشيطانُ الذي يَفْتِنُ الناس بِخداعِه وغروره وتَزْيينه المعاصي ، فإِذا نهى الرجلُ أَخاه عن ذلك فقد أَعانه على الشيطان ‏ .
      ‏ قال : والفَتَّانُ أَيضاً اللص الذي يَعْرِضُ للرُّفْقَةِ في طريقهم فينبغي لهم أَن يتعاونوا على اللِّصِّ ، وجمع الفَتَّان فُتَّان ، والحديث يروى بفتح الفاء وضمها ، فمن رواه بالفتح فهو واحد وهو الشيطان لأَنه يَفْتِنُ الناسَ عن الدين ، ومن رواه بالضم فهو جمع فاتِنٍ أَي يُعاوِنُ أَحدُهما الآخرَ على الذين يُضِلُّون الناسَ عن الحق ويَفْتِنونهم ، وفَتَّانٌ من أَبنية المبالغة في الفِتْنة ، ومن الأَول قوله في الحديث : أَفَتَّانٌ أَنت يا معاذ ؟ وروى الزجاج عن المفسرين في قوله عز وجل : فتَنْتُمْ أَنفُسَكُمْ وتَرَبَّصْتُم ؛ استعملتموها في الفِتْنة ، وقيل : أَنَمْتُموها ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : وفتَنَّاكَ فُتُوناً ؛ أَي أَخلَصناكَ إِخلاصاً ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : ومنهم من يقول ائْذَنْ لي ولا تَفْتِنِّي ؛ أَي لا تُؤْثِمْني بأَمرك إِيايَ بالخروج ، وذلك غير مُتَيَسِّرٍ لي فآثَمُ ؛ قال الزجاج : وقيل إِن المنافقين هَزَؤُوا بالمسلمين في غزوة تَبُوكَ فقالوا يريدون بنات الأَصفر فقال : لا تَفْتِنِّي أَي لا تَفْتِنِّي ببنات الأَصفر ، فأَعلم الله سبحانه وتعالى أَنهم قد سقَطوا في الفِتْنةِ أَي في الإِثم ‏ .
      ‏ وفتَنَ الرجلَ أَي أَزاله عما كان عليه ، ومنه قوله عز وجل : وإِن كادوا ليَفتِنونك عن الذي أَوْحَيْنا إِليك ؛ أَي يُمِيلُونك ويُزِيلُونك ‏ .
      ‏ ابن الأَنباري : وقولهم فتَنَتْ فلانة فُلاناً ، قال بعضهم : معناه أَمالته عن القصد ، والفِتْنة في كلامهم معناه المُمِيلَةُ عن الحق ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : ما أَنتم عليه بفاتِنينَ إِلا من هو صالِ الجحِيمِ : فسره ثعلب فقال : لا تَقْدِرون أَن تَفْتِنُوا إِلا من قُضِيَ عليه أَن يدخل النار ، وعَدَّى بفاتِنين بِعَلَى لأَن فيه معنى قادرين فعدَّاه بما كان يُعَدَّى به قادرين لو لفِظَ به ، وقيل : الفِتْنةُ الإِضلال في قوله : ما أَنتم عليه بفاتنين ؛ يقول ما أَنتم بِمُضِلِّين إِلا من أَضَلَّه الله أَي لستم تُضِلُّونَ إِلا أَهلَ النار الذين سبق علم الله في ضلالهم ؛ قال الفراء : أَهل الحجاز يقولون ما أَنتم عليه بفاتِنينَ ، وأَهل نجد يقولون بمُفْتِنينَ من أَفْتَنْتُ والفِتْنةُ : الجُنون ، وكذلك الفُتُون ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : والفِتْنةُ أَشدُّ من القَتْلِ ؛ معنى الفِتْنة ههنا الكفر ، كذلك ، قال أَهل التفسير ‏ .
      ‏ قال ابن سيده : والفِتْنةُ الكُفْر ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وقاتِلُوهم حتى لا تكونَ فِتْنة ‏ .
      ‏ والفِتْنةُ : الفَضِيحة ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : ومن يرد الله فِتْنَتَه ؛ قيل : معناه فضيحته ، وقيل : كفره ، قال أَبو إِسحق : ويجوز أَن يكون اختِبارَه بما يَظْهَرُ به أَمرُه ‏ .
      ‏ والفِتْنة : العذاب نحو تعذيب الكفار ضَعْفَى المؤمنين في أَول الإِسلام ليَصُدُّوهم عن الإِيمان ، كما مُطِّيَ بلالٌ على الرَّمْضاء يعذب حتى افْتَكَّه أَبو بكر الصديق ، رضي الله تعالى عنه ، فأَعتقه ‏ .
      ‏ والفِتْنةُ : ما يقع بين الناس من القتال ‏ .
      ‏ والفِتْنةُ : القتل ؛ ومنه قوله تعالى : إِن خِفْتم أَن يَفْتِنَكُمُ الذين كفروا ؛ قال : وكذلك قوله في سورة يونس : على خَوْفٍ من فرعونَ ومَلَئِهِم أَن يَفْتِنَهُم ؛ أَي يقتلهم ؛ وأَما قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : إِني أَرى الفِتَنَ خِلالَ بُيوتِكم ، فإِنه يكون القتل والحروب والاختلاف الذي يكون بين فِرَقِ المسلمين إِذا تَحَزَّبوا ، ويكون ما يُبْلَوْنَ به من زينة الدنيا وشهواتها فيُفْتَنُونَ بذلك عن الآخرة والعمل لها ‏ .
      ‏ وقوله ، عليه السلام : ما تَرَكْتُ فِتْنةً أَضَرَّ على الرجال من النساء ؛ يقول : أَخاف أَن يُعْجُبوا بهنَّ فيشتغلوا عن الآخرة والعمل لها ‏ .
      ‏ والفِتْنةً : الاختِبارُ ‏ .
      ‏ وفتَنَه يَفْتِنُه : اختَبَره ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : أَوَلا يَرَوْنَ أَنهم يُفْتَنُونَ في كل عام مرة أَو مرتين : قيل : معناه يُخْتَبَرُونَ بالدعاء إِلى الجهاد ، وقيل : يُفْتَنُونَ بإِنزال العذاب والمكروه ‏ .
      ‏ والفَتْنُ : الإِحرَاق بالنار ‏ .
      ‏ الشيءَ في الناريَفْتِنُه : أَحرقه ‏ .
      ‏ والفَتِينُ من الأَرض : الحَرَّةُ التي قد أَلْبَسَتْها كُلَّها حجارةٌ سُودٌ كأَنها مُحْرَقة ، والجمع فُتُنٌ ‏ .
      ‏ وقال شمر : كل ما غيرته النارُ عن حاله فهو مَفْتُون ، ويقال للأَمة السوداء مَفْتونة لأَنها كالحَرَّةِ في السواد كأَنها مُحْترقَة ؛ وقال أَبو قَيْسِ ابنُ الأَسْلَتِ : غِراسٌ كالفَتائِنِ مُعْرَضاتٌ ، على آبارِها ، أَبداً عُطُونُ وكأَنَّ واحدة الفَتائن فَتينة ، وقال بعضهم : الواحدة فَتِينة ، وجمعها فَتِين ؛ قال الكميتُ : ظَعَائِنُ من بني الحُلاَّفِ ، تَأْوي إِلى خُرْسٍ نَواطِقَ ، كالفَتِينا (* قوله « من الحلاف » كذا بالأصل بهذا الضبط ، وضبط في نسخة من التهذيب بفتح الحاء المهملة ) ‏ .
      ‏ فحذف الهاء وترك النون منصوبة ، ورواه بعضهم : كالفِتِىنَا ‏ .
      ‏ ويقال : واحدة الفِتِينَ فِتْنَةٌ مثل عِزَةٍ وعِزِينَ ‏ .
      ‏ وحكى ابن بري : يقال فِتُونَ في الرفع ، وفِتِين في النصب والجر ، وأَنشد بيت الكميت ‏ .
      ‏ والفِتْنَةُ : الإِحْراقُ ‏ .
      ‏ وفَتَنْتُ الرغيفَ في النار إِذا أَحْرَقْته ‏ .
      ‏ وفِتْنَةُ الصَّدْرِ : الوَسْواسُ ‏ .
      ‏ وفِتْنة المَحْيا : أَن يَعَْدِلَ عن الطريق ‏ .
      ‏ وفِتْنَةُ المَمات : أَنْ يُسْأَلَ في القبر ‏ .
      ‏ وقوله عزَّ وجل : إِنَّ الذين فَتَنُوا المؤْمنين والمؤْمناتِ ثم لم يتوبوا ؛ أَي أَحرقوهم بالنار المُوقَدَةِ في الأُخْدُود يُلْقُون المؤْمنين فيها ليَصُدُّوهم عن الإِيمان ‏ .
      ‏ وفي حديث الحسن : إِنَّ الذين فتنوا المؤْمنين والمؤْمِنات ؛ قال : فَتَنُوهم بالنار أَي امْتَحَنُوهم وعذبوهم ، وقد جعل الله تعالى امْتِحانَ عبيده المؤمنين بالَّلأْواءِ ليَبْلُوَ صَبْرَهم فيُثيبهم ، أَو جَزَعَهم على ما ابْتلاهم به فَيَجْزِيهم ، جَزاؤُهم فِتْنةٌ ‏ .
      ‏ قال الله تعالى : أَلم ، أَحَسِبَ الناسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يقولوا آمنَّا وهم لا يُفْتَنُونَ ؛ جاءَ في التفسير : وهم لا يُبْتَلَوْنَ في أَنفسهم وأَموالهم فيُعْلَمُ بالصبر على البلاء الصادقُ الإِيمان من غيره ، وقيل : وهم لا يُفْتَنون وهم لا يُمْتَحَنُون بما يَبِينُ به حقيقة إِيمانهم ؛ وكذلك قوله تعالى : ولقد فَتَنَّا الذين من قبلهم ؛ أَي اخْتَبَرْنا وابْتَلَيْنا ‏ .
      ‏ وقوله تعالى مُخْبِراً عن المَلَكَيْنِ هارُوتَ ومارُوتَ : إِنما نحن فِتْنَةٌ فلا تَكْفُر ؛ معناه إِنما نحن ابتلاءٌ واختبارٌ لكم ‏ .
      ‏ وفي الحديث : المؤمن خُلِقَ مُفَتَّناً أَي مُمْتَحَناً يمتَحِنُه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب ، من فَتَنْتُه إِذا امْتَحنْتَه ‏ .
      ‏ ويقال فيهما أَفْتَنْتُه أَيضاً ، وهو قليل :، قال ابن الأَثير : وقد كثر استعمالها فيما أَخرجه الاخْتِبَار للمكروه ، ثمَّ كَثُر حتى استعمل بمعنى الإِثم والكفر والقتال والإِحراق والإِزالة والصَّرْفِ عن الشيء ‏ .
      ‏ وفَتَّانَا القَبْرِ : مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ ‏ .
      ‏ وفي حديث الكسوف : وإِنكم تُفْتَنُونَ في القبور ؛ يريد مُساءَلة منكر ونكير ، من الفتنةِ الامتحان ، وقد كثرت استعاذته من فتنة القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات وغير ذلك ‏ .
      ‏ وفي الحديث : فَبِي تُفْتَنونَ وعنِّي تُسْأَلونَ أَي تُمْتَحَنُون بي في قبوركم ويُتَعَرَّف إِيمانُكم بنبوَّتي ‏ .
      ‏ وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَنه سمع رجلاً يتعوَّذ من الفِتَنِ فقال : أَتَسْأَلُ رَبَّك أَن لا يَرْزُقَك أَهْلاً ولا مالاً ؟ تَأَوَّلَ قوله عزَّ وجل : إِنما أَموالكم وأَولادُكم فِتْنَة ، ولم يُرِدْ فِتَنَ القِتالِ والاختلافِ ‏ .
      ‏ وهما فَتْنَانِ أَي ضَرْبانِ ولَوْنانِ ؛ قال نابغة بني جَعْدة : هما فَتْنَانِ مَقْضِيٌّ عليه لِسَاعَتِه ، فآذَنَ بالوَداعِ الواحد : فَتْنٌ ؛ وروى أَبو عمرو الشَّيْبانيّ قول عمر بن أَحمر الباهليّ : إِمّا على نَفْسِي وإِما لها ، والعَيْشُ فِتْنَان : فَحُلْوٌ ومُر ؟

      ‏ قال أَبو عمرو : الفِتْنُ الناحية ، ورواه غيره : فَتْنانِ ، بفتح الفاء ، أَي حالان وفَنَّانِ ، قال ذلك أَبو سعيد ، قال : ورواه بعضهم فَنَّانِ أَي ضَرْبانِ ‏ .
      ‏ والفِتانُ ، بكسر الفاء : غِشاء يكون للرَّحْل من أَدَمٍ ؛ قال لبيد : فثَنَيْت كَفِّي والفِتانَ ونُمْرُقي ، ومَكانُهنَّ الكُورُ والنِّسْعانِ والجمع فُتُنٌ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. فتأ
    • " ما فَتِئْتُ وما فَتَأْتُ أَذكره : لُغَتان ، بالكسر والنصب .
      فَتَأَهُ فَتْأً وفُتُوءاً وما أَفْتَأْتُ ، الأَخيرة تَمِيميَّة ، أَي ما بَرِحْتُ وما زِلْتُ ، لا يُسْتَعْمَل إِلاَّ في النَّفْي ، ولا يُتَكَلَّم به إلاَّ مع الجَحْد ، فإِن استُعْمل بغير ما ونحوها فهي مَنْوِيَّة على حسب ما تَجيءُ عليه أَخَواتُها .
      قال : وربما حذفتِ العَرَبُ حَرْفَ الجَحْدِ من هذه الأَلفاظ ، وهو مَنْوِيٌّ ، وهو كقوله تعالى :، قالُوا تَاللّه تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ ، أَي ما تَفْتَأُ .
      وقولُ ساعِدةَ بن جُؤَيَّةَ : أَنَدّ مِنْ قارِبٍ ، رُوحٍ قَوائمهُ ، * صُمٍّ حَوافِرُه ، ما يُفْتَأُ الدَّلَجَا أَراد ما يَفْتَأُ مِنَ الدَّلَجِ ، فَحَذف وأَوْصَلَ .
      وروي عن أَبي زيد ، قال : تميم تقول أَفْتَأْتُ ، وقيس وغيرهم يقولون فَتِئْتُ .
      تقول : ما أَفْتَأْتُ أَذكره إِفْتاءً ، وذلك إِذا كنت لا تزالُ تَذْكره .
      وما فَتِئْت أَذكره أَفْتَأُ فَتْأً .
      وفي نوادر الأعراب فَتِئْتُ عن الأمر أَفْتَأُ إِذا نَسِيتَه وانْقَدَعْتَ .
      (* قوله « وانقدعت » كذا هو في المحكم أيضاً بالقاف والعين لا بالفاء والغين .).
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. فتت
    • " فَتَّ الشيءَ يَفُتُّه فَتّاً ، وفَتَّتَه : دَقَّه .
      وقيل : فَتَّه كَسَره ؛ وقيل : كسره بأَصابعه .
      قال الليث : الفَتُّ أَن تأْخذ الشيء بإِصبعك ، فَتُصَيِّرَه فُتاتاً أَي دُقاقاً ، فهو مَفْتُوتٌ وفَتِيتٌ .
      وفي المثل : كَفّاً مُطْلَقةً تَفُتُّ اليَرْمَعَ ؛ اليَرْمَع : حجارة بيض تُفَتُّ باليد ؛ وقد انْفَتَّ وتَفَتَّتَ .
      والفُتاتُ : ما تَفَتَّت ؛ وفُتاتُ الشيء : ما تكسر منه ؛ قال زهير : كأَنَّ فُتاتَ العِهْنِ ، في كُلِّ مَنْزِلٍ نَزَلْنَ به ، حَبُّ الفَنَا لم يُحَطَّم ؟

      ‏ قال أَبو منصور : وفُتاتُ العِهْنِ والصوف ما تساقط منه .
      والفَتُّ والتَّتُّ : الشَّقُّ في الصَّخْرة ، وهي الفُتُوتُ والثُّتُوتُ .
      والتَفَتُّتُ : التَّكَسُّر .
      والانْفِتاتُ : الانكسار .
      والفَتِيتُ والفَتُوتُ : الشيءُ المَفْتُوتُ ، وقد غَلَبَ على ما فُتَّ من الخُبْز ؛ وفي التهذيب : إِلا أَنهم خَصُّوا الخُبْز المَفْتُوتَ بالفَتِيتِ .
      والفَتِيتُ : الشيءُ يَسْقُطُ فيَتَقَطَّعُ ويَتَفَتَّتُ .
      وكلَّمه بشيءٍ ففَتَّ في ساعده أَي أَضْعَفَه وأَوْهَنَه .
      ويقال : فَتَّ فلانٌ في عَضُدِي ، وهَدَّ رُكْني .
      وفَتَّ فلانٌ في عَضُدِ فلانٍ ، وعَضُدُه أَهلُ بيتِه ، إِذا رام إِضْرارَه بتَخَوُّنِه إِياهم .
      والفُتَّة : الكُتْلةُ من التمر .
      الفراء : أُولئك أَهلُ بيتٍ فَتٍّ وفُتٍّ وفِتٍّ إِذا كانوا مُنْتَشرين ، غير مجتمعين .
      ابن الأَعرابي : فَتْفَتَ الراعي إِبلَه إِذا رَدَّها عن الماء ، ولم يَقْصَعْ صَوَّارها .
      والفُتَّة : بَعْرة ، أَو رَوْثة مَفْتوتة ، تُوضَع تحتَ الزَّنْدِ عند القَدْح .
      الجوهري : الفُتَّةُ ما يُفَتُّ ويوضَع تحت الزَّنْدِ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. فتر
    • " الفَتْرَةُ : الانكسار والضعف .
      وفَتَر الشيءُ والحرّ وفلان يَفْتُر ويَفْتِر فُتُوراً وفُتاراً : سكن بعد حدّة ولانَ بعد شدة ؛ وفَتَّره الله تَفْتِيراً وفَتَّر هو ؛ قال ساعدة بن جؤية الهذلي : أُخِيلُ بَرْقاً متى حابٍ ه زَجَلٌ ، إِذا يُفَتِّرُ من تَوْماضِه حَلَجَا يريد من سحاب (* قوله « يريد من سحاب » أي فمتى بمعنى من ، ويحتمل أن تكون بمعنى وسط ، أو بمعنى في كما ذكره في مادة ح ل ج وقال هناك ويروى خلجا حاب .
      والزجل : صوت الرعد ؛ وقول ابن مقبل يصف غيثاً ): تَأَمَّلْ خَليلي ، هَلْ تَرَى ضَوْءَ بارِقٍ يَمانٍ ، مَرَتْه ريحُ نَجْدٍ فَفَتَّرا ؟

      ‏ قال حماد الرواية : فتَّر أَي أَقام وسكن .
      وقال الأَصمعي : فَتَّر مَطَر وفَرغ ماؤُه وكَفَّ وتحيّر .
      والفَتَر : الضعف .
      وفَتَر جسمُه يَفْتِرُ فُتوراً : لانَتْ مفاصله وضعف .
      ويقال : أَجد في نفسي فَتْرةً ، وهي كالضَّعفة .
      ويقال للشيخ : قد عَلَتْه كَبْرة وعَرَتْه فَتْرَة .
      وأفْتَرَه الداء : أَضعفه ، وكذلك أَفْتَره السكر .
      والفُتار : ابتداء النَّشْوة ؛ عن أَبي حنيفة ، وأَنشد للأَخطل : وتَجَرَّدَتْ بعد الهَدير ، وصَرَّحَتْ صَهْباء ، ترمي شَرْبَها بفُتارِ وفي الحديث : أَنه ، صلى الله عليه وسلم ، نهى عن كل مُسْكر ومُفَتِّرٍ ؛ فالمسكر الذي يزيل العقل إِذا شُرب ، والمُفَتِّر الذي يُفَتِّر الجسد إِذا شُرب أَي يحمي الجسد ويصيِّر فيه فُتُوراً ؛ فإِما أَن يكون أَفْتَره بمعنى فَتَّره أَي جعله فاتراً ، وإِما أَن يكون أَفْتَرَ الشرابُ إِذا فَتَرَ شاربُه كأَقْطَفَ إِذا قَطَفَتْ دابتُه .
      وماءٌ فاترٌ : بين الحار والبارد .
      وفَتَرَ الماءُ : سكن حرّه .
      وماء فاتورٌ : فاتر .
      وطَرْف فاتِرٌ : فيه فُتور وسُجُوّ ليس بحادّ النظر .
      ابن الأَعرابي : أَفْتَر الرجلُ ، فهو مُفْتِرٌ إِذا ضعفت جفونه فانكسر طَرْفه .
      الجوهري : طَرْف فاتر إِذا لم يكن حديداً .
      والفِتْر : ما بين طرف الإِبهام وطرف المُشيرة .
      وقيل : ما بين الإِبهام والسبابة .
      الجوهري : الفِتْرُ ما بين طرف السَّبَّابة والإِبهام إِذا فتحتهما .
      وفَتَر الشيءَ : قدّره وكاله بِفتْرِه ، كشَبَره : كاله بِشبْره .
      والفَتْرَةُ : ما بين كل نَبِيَّيْنِ ، وفي الصحاح : ما بين كل رسولين من رسل الله ، عز وجل ، من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة .
      وفي الحديث : فَتْرَةَ ما بين عيسى ومحمد ، عليهما الصلاة والسلام .
      وفي حديث ابن مسعود ، رضي الله عنه : أَنه مرض فبكى فقال : إِنما أَبكي لأَنه أَصابني على حال فَتْرة ولم يصبني على حال اجتهاد أَي في حال سكون وتقليل من العبادات والمجاهدات .
      وفَتْرٌ وفِتْرٌ : اسم امرأَة ؛ قال المسيب بن علس ويروى للأَعشى : أَصَرَمْتَ حبل الوَصْلِ من فَتْرِ ، وهَجَرْتَها ولَجَحْتَ في الهجرِ وسَمِعْتَ حَلْفتها التي حَلَفَتْ ، إِن كان سَمْعُك غير ذي وَقْ ؟

      ‏ قال ابن بري : المشهور عند الرواة من فتر ، بفتح الفاء ، وذكر بعضهم أَنها قد تكسر ولكن الأَشهر فيها الفتح .
      وصرمتَ : قطعتَ .
      والحبل : الوصل .
      والوَقْر : الثقل في الأُذن .
      يقال منه : وَقِرَتْ أُذنُه تَوْقَرُ وَقْراً ووَقَرَتْ تَوْقِرُ أَيضاً ، وجواب إِن الشرطية أَغنى عنه ما تقدم تقديره : إِن لم يكن بك صمم فقد سمعت حلفتها .
      أَبو زيد : الفُتْر النَّبِيَّة ، وهو الذي يُعْمل من خُوص يُنخل عليه الدقيق كالسُّفْرة .
      "

    المعجم: لسان العرب

  10. أخذ
    • " الأَخْذ : خلاف العطاء ، وهو أَيضاً التناول ‏ .
      ‏ أَخذت الشيء آخُذُه أَخذاً : تناولته ؛ وأَخَذَه يأْخُذه أَخْذاً ، والإِخذُ ، بالكسر : الاسم ‏ .
      ‏ وإِذا أَمرت قلت : خذْ ، وأَصله أُؤْخُذ إِلا أَنهم استثقلوا الهمزتين فحذفوهما تخفيفاً ؛ قال ابن سيده : فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة ، وقد جاء على الأَصل فقيل : أُوخذ ؛ وكذلك القول في الأَمر من أَكل وأَمر وأَشباه ذلك ؛ ويقال : خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخِطام بمعنى ‏ .
      ‏ والتأْخاذُ : تَفْعال من الأَخذ ؛ قال الأَعشى : لَيَعُودَنْ لِمَعَدّ عَكْرَةً دَلَجُ الليلِ وتأْخاذُ المِنَح ؟

      ‏ قال ابن بري : والذي في شعر الأَعشى : ليُعيدَنْ لمعدٍّ عَكْرَها دَلَجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح أَي عَطْفَها ‏ .
      ‏ يقال : رجع فلان إِلى عَكْرِه أَي إِلى ما كان عليه ، وفسر العكْرَ بقوله : دلجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح ‏ .
      ‏ والمنَحُ : جمع مِنْحَة ، وهي الناقة يعيرها صاحبها لمن يحلبها وينتفع بها ثم يعيدها ‏ .
      ‏ وفي النوادر : إِخاذةُ الحَجَفَةِ مَقْبِضُها وهي ثقافها ‏ .
      ‏ وفي الحديث : جاءت امرأَة إِلى عائشة ، رضي الله عنها ، أُقَيّدُ جملي (* قوله « جاءت امرأة إلخ » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس فقالت أقيد ) ‏ .
      ‏ وفي حديث آخر : أُؤْخِّذ جملي ‏ .
      ‏ فلم تَفْطُنْ لها حتى فُطِّنَتْ فأَمرتْ بإِخراجها ؛ وفي حديث آخر :، قالت لها : أُؤْخِّذُ جملي ؟، قالت : نعم ‏ .
      ‏ التأْخيذُ : حَبْسُ السواحر أَزواجَهنَّ عن غيرهنّ من النساء ، وكَنَتْ بالجمل عن زوجها ولم تعلم عائشة ، رضي الله عنها ، فلذلك أَذِنت لها فيه ‏ .
      ‏ والتأْخِيذُ : أَن تحتالَ المرأَةُ بحيَل في منعِ زوجِها من جِماع غيرها ، وذلك نوع من السحر ‏ .
      ‏ يقال : لفلانة أُخْذَةٌ تُؤْخِّذُ بها الرجال عن النساء ، وقد أَخَّذَتْه الساحرة تأَخيذاً ؛ ومنه قيل للأَسير : أَخِيذٌ ‏ .
      ‏ وقد أُخِذَ فلان إِذا أُسر ؛ ومنه قوله تعالى : اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم ‏ .
      ‏ معناه ، والله أَعلم : ائْسِروهم ‏ .
      ‏ الفراء : أَكذَبُ من أَخِيذ الجيش ، وهو الذي يأْخذُه أَعداؤه فَيَسْتَدِلُّونه على قومه ، فهو يَكْذِبُهم بِجُهْدِه ‏ .
      ‏ والأَخيذُ : المأْخُوذُ ‏ .
      ‏ والأَخيذ : الأَسير ‏ .
      ‏ والأَخِيذَةُ : المرأَة لِسَبْي ‏ .
      ‏ وفي الحديث : أَنه أَخذ السيفَ وقال مَن يمنعُك مني ؟ فقال : كن خير آخِذٍ أَي خيرَ آسر ‏ .
      ‏ والأَخيذَةُ : ما اغْتُصِبَ من شيء فأُخِذَ ‏ .
      ‏ وآخَذَه بذنبه مُؤاخذة : عاقبه ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : فكلاًّ أَخذْنا بذَنْبه ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : وكأَيِّنْ من قرية أَمليتُ لها وهي ظالمة ثم أَخذتُها ؛ أَي أَخذتها بالعذاب فاستغنى عنه لتقدّم ذكره في قوله : ويستعجلونك بالعذاب ‏ .
      ‏ وفي الحديث : من أَصاب من ذلك شيئاً أُخِذَ به ‏ .
      ‏ يقال : أُخِذَ فلانٌ بذنبه أَي حُبِسَ وجُوزِيَ عليه وعُوقِب به ‏ .
      ‏ وإِن أَخذوا على أَيديهم نَجَوْا ‏ .
      ‏ يقال : أَخذتُ على يد فلان إِذا منعته عما يريد أَن يفعله كأَنك أَمْسكت على يده ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : وهمَّت كلُّ أُمّة برسولهم ليأْخذوه ، قال الزجاج : ليتمكنوا منه فيقتلوه ‏ .
      ‏ وآخَذَه : كأَخَذَه ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ؛ والعامة تقول واخَذَه ‏ .
      ‏ وأَتى العِراقَ وما أَخذَ إِخْذَه ، وذهب الحجازَ وما أَخذ إِخذه ، ووَلي فلان مكةَ وما أَخذَ إِخذَها أَي ما يليها وما هو في ناحِيتها ، واسْتُعْمِلَ فلانٌ على الشام وما أَخَذَ إِخْذَه ، بالكسر ، أَي لم يأْخذ ما وجب عليه من حسن السيرة ولا تقل أَخْذَه ، وقال الفراء : ما والاه وكان في ناحيته ‏ .
      ‏ وذهب بنو فلان ومن أَخَذَ إِخْذُهم وأَخْذُهم ، يكسرون (* قوله « إخذهم وأخذهم يكسرون إلخ » كذا بالأصل وفي القاموس وذهبوا ومن أخذ اخذهم ، بكسر الهمزة وفتحها ورفع الذال ونصبها ) ‏ .
      ‏ الأَلف ويضمون الذال ، وإِن شئت فتحت الأَلف وضممت الذال ، أَي ومن سار سيرهم ؛ ومن ، قال : ومن أَخَذَ إِخْذُهم أَي ومن أَخَذَه إِخْذُهم وسيرتُهم ‏ .
      ‏ والعرب تقول : لو كنت منا لأَخَذْتَ بإِخذنا ، بكسر الأَلف ، أَي بخلائقنا وزِيِّنا وشكلنا وهدينا ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : فلو كنتمُ منا أَخَذْنا بأَخْذكم ، ولكنها الأَوجاد أَسفل سافل (* قوله « ولكنها الأوجاد إلخ » كذا بالأصل وفي شرح القاموس الأجساد ) ‏ .
      ‏ فسره فقال : أَخذنا بأَخْذِكم أَي أَدركنا إِبلَكم فردَدناها عليكم ، لم يقل ذلك غيره ‏ .
      ‏ وفي الحديث : قد أَخَذُوا أَخَذاتِهم ؛ أَي نزلوا منازِلَهم ؛ قال ابن الأَثير : هو بفتح الهمزة والخاء ‏ .
      ‏ والأُخْذَة ، بالضم : رقية تأْخُذُ العينَ ونحوها كالسحر أَو خرزة يُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجال ، من التأْخِيذِ ‏ .
      ‏ وآخَذَه : رَقاه ‏ .
      ‏ وقالت أُخْتُ صُبْحٍ العاديِّ تبكي أَخاها صبحاً ، وقد قتله رجل سِيقَ إِليه على سرير ، لأَنها قد كانت أَخَذَتْ عنه القائمَ والقاعدَ والساعِيَ والماشِيَ والراكِبَ : أَخَذْتُ عنك الراكِبَ والساعِيَ والماشِيَ والقاعِدَ والقائِمَ ، ولم آخُذْ عنك النائمَ ؛ وفي صبح هذا يقول لبيد : ولقد رأَى صُبْحٌ سوادَ خليلِه ، ما بين قائمِ سَيْفِهِ والمِحْمَلِ عن بخليله كَبِدَه لأَنه يروى أَن الأَسد بَقَر بطنه ، وهو حيٌّ ، فنظر إِلى سوادِ كَبِده ‏ .
      ‏ ورجل مُؤَخَّذٌ عن النساء : محبوس ‏ .
      ‏ وائْتَخَذْنا في القتال ، بهمزتين : أَخَذَ بعضُنا بعضاً ‏ .
      ‏ والاتِّخاذ : افتعال أَيضاً من الأَخذ إِلا أَنه أُدغم بعد تليين الهمزة وإِبدال التاء ، ثم لما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا أَن التاء أَصلية فبنوا منه فَعِلَ يَفْعَلُ ‏ .
      ‏ قالوا : تَخِذَ يَتْخَذ ، وقرئ : لتَخِذْت عليه أَجراً ‏ .
      ‏ وحكى المبرد أَن بعض العرب يقول : اسْتَخَذَ فلان أَرضاً يريد اتَّخَذَ أَرضاً فتُبْدِلُ من إِحدى التاءين سيناً كما أَبدلوا التاءَ مكان السين في قولهم ستُّ ؛ ويجوز أَن يكون أَراد استفعل من تَخِذَ يَتْخَذ فحذف إِحدى التاءَين تخفيفاً ، كما ، قالوا : ظَلْتُ من ظَلِلْتُ ‏ .
      ‏ قال ابن شميل : اسْتَخَذْتُ عليهم يداً وعندهم سواءٌ أَي اتَّخَذْتُ ‏ .
      ‏ والإِخاذةُ : الضَّيْعَة يتخذها الإِنسان لنفسه ؛ وكذلك الإِخاذُ وهي أَيضاً أَرض يحوزها الإِنسان لنفسه أَو السلطان ‏ .
      ‏ والأَخْذُ : ما حَفَرْتَ كهيئةِ الحوض لنفسك ، والجمع الأُخْذانُ ، تُمْسِكُ الماءَ أَياماً ‏ .
      ‏ والإِخْذُ والإِخْذَةُ : ما حفرته كهيئةِ الحوض ، والجمع أُخْذٌ وإِخاذ ‏ .
      ‏ والإِخاذُ : الغُدُرُ ، وقيل : الإِخاذُ واحد والجمع آخاذ ، نادر ، وقيل : الإِخاذُ والإِخاذةُ بمعنى ، والإِخاذةُ : شيء كالغدير ، والجمع إِخاذ ، وجمع الإِخاذِ أُخُذٌ مثل كتاب وكُتُبٍ ، وقد يخفف ؛ قال الشاعر : وغادَرَ الأُخْذَ والأَوجاذَ مُتْرَعَة تَطْفُو ، وأَسْجَل أَنْهاءً وغُدْرانا وفي حديث مَسْروقِ بنِ الأَجْدَع ، قال : ما شَبَّهْتُ بأَصحاب محمد ، صلى الله عليه وسلم ، إِلا الإِخاذ تكفي الإِخاذةُ الراكب وتكفي الإِخاذَةُ الراكبَين وتكفي الإِخاذَةُ الفِئامَ من الناسِ ؛ وقال أَبو عبيد : هو الإِخاذُ بغير هاء ؛ وهو مجتَمَع الماءِ شبيهٌ بالغدير ؛ قال عدِيّ بنُ زيد يصف مطراً : فاضَ فيه مِثلُ العُهونِ من الرَّوْ ضِ ، وما ضنَّ بالإِخاذِ غُدُرْ وجمع الإِخاذِ أُخُذٌ ؛ وقال الأَخطل : فظَلَّ مُرْتَثِئاً ، والأُخْذُ قد حُمِيَتْ ، وظَنَّ أَنَّ سَبِيلَ الأُخْذِ مَيْمُونُ وقاله أَيضاً أَبو عمرو وزاد فيه : وأَما الإِخاذةُ ، بالهاء ، فإِنها الأَرض يأْخذها الرجل فيحوزها لنفسه ويتخذها ويحييها ، وقيل : الإِخاذُ جمع الإِخاذةِ وهو مَصنعٌ للماءِ يجتمع فيه ، والأَولى أَن يكون جنساً للإِخاذة لا جمعاً ، ووجه التشبيه مذكور في سياق الحديث في قوله تكفي الإِخاذةُ الراكِبَ ، وباقي الحديث يعني أَنَّ فيهم الصغيرَ والكبيرَ والعالم والأَعلم ؛ ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث : وامتلأَت الإِخاذُ ؛ أَبو عدنان : إِخاذٌ جَمْع إِخاذة وأُخذٌ جمع إِخاذ ؛ وقال أَبو عبيدة : الإِخاذةُ والإِخاذ ، بالهاء وغير الهاء ، جمع إِخْذٍ ، والإِخْذُ صَنَعُ الماء يجتمع فيه ‏ .
      ‏ وفي حديث أَبي موسى عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : إِنَّ مَثَلَ ما بعَثني الله به من الههُدَى والعِلْمِ كمثلِ غيثٍ أَصاب أَرضاً ، فكانت منها طائفةٌ طيبةٌ قَبِلتِ الماء فأَنبتت الكلأَ والعشب الكثير ، وكانت فيها إِخاذاتٌ أَمسكتِ الماء فنفع الله بها الناسَ ، فشرِبوا منها وسَقَوْا ورَعَوْا ، وأَصابَ طائفةً منها أُخرى إِنما هي قيعان لا تُمسِكُ ماءً ولا تُنبِتُ كلأً ، وكذلك مَثلُ من فقُه في دين الله ونَفَعه ما بعَثني الله به فعلم وعلَّم ، ومَثَلُ من لم يَرْفَعْ بذلك رأْساً ولم يَقْبلْ هُدى الله الذي أُرْسِلْتُ به ؛ الإِخاذاتُ : الغُدرانُ التي تأْخذُ ماءَ السماءِ فَتَحْبِسهُ على الشاربة ، الواحدةُ إِخاذة ‏ .
      ‏ والقيعانُ : جمع قاع ، وهي أَرض حَرَّة لا رملَ فيها ولا يَثبتُ عليها الماء لاستوائها ، ولا غُدُر فيها تُمسِكُ الماءَ ، فهي لا تنبت الكلأَ ولا تمسك الماء ‏ .
      ‏ وأَخَذَ يَفْعَلُ كذا أَي جعل ، وهي عند سيبويه من الأَفعال التي لا يوضع اسمُ الفاعل في موضع الفعلِ الذي هو خبرها ‏ .
      ‏ وأَخذ في كذا أَي بدأَ ‏ .
      ‏ ونجوم الأَخْذِ : منازلُ القمر لأَن القمر يأْخذ كل ليلة في منزل منها ؛

      قال : وأَخْوَتْ نجومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضَّةً ، أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليسَ قاطِرُها يُثْري قوله : يُثْرِي يَبُلُّ الأَرضَ ، وهي نجومُ الأَنواءِ ، وقيل : إِنما قيل لها نجومُ الأَخذِ لأَنها تأْخُذُ كل يوم في نَوْءِ ولأَخْذِ القمر في منازلها كل ليلة في منزل منها ، وقيل : نجومُ الأَخْذِ التي يُرمى بها مُسْتَرِقُ السمع ، والأَول أَصح ‏ .
      ‏ وائْتَخذَ القومُ يأْتخذون ائْتِخاذاً ، وذلك إِذا تصارعوا فأَخذ كلٌّ منهم على مُصَارِعِه أُخذَةً يعتقله بها ، وجمعها أُخَذٌ ؛ ومنه قول الراجز : وأُخَذٌ وشَغرِبيَّاتٌ أُخَر الليث : يقال اتخَذَ فلان مالاً يَتَّخِذه اتِّخاذاً ، وتَخِذَ يَتْخَذُ تخَذاً ، وتَخِذْتُ مالاً أَي كسَبْتُه ، أُلزمَتِ التاءُ الحرفَ كأَنها أَصلية ‏ .
      ‏ قال الله عز وجل : لو شئتَ لَتَخِذْتَ عليه أَجراً ؛ قال الفراء : قرأَ مجاهد لَتَخِذْتَ ؛ قال : وأَنشدني العتابي : تَخِذَها سَرِيَّةً تُقَعِّدُ ؟

      ‏ قال : وأَصلها افتعلت ؛ قال أَبو منصور : وصحت هذه القراءة عن ابن عباس وبها قرأَ أَبو عمرو بن العلاء ، وقرأَ أَبو زيد : لَتَخَذْتَ عليه أَجراً ‏ .
      ‏ قال : وكذلك مكتوب هو في الإِمام وبه يقرأُ القراء ؛ ومن قرأَ لاتَّخَذْت ، بفتح الخاء وبالأَلف ، فإِنه يخالف الكتاب ‏ .
      ‏ وقال الليث : من قرأَ لاتَّخَذْت فقد أَدغم التاءَ في الياءَ فاجتمعت همزتان فصيرت إِحداهما باء ، وأُدْغِمَت كراهةَ التقائهما ‏ .
      ‏ والأَخِذُ من الإِبل : الذي أَخَذَ فيه السِّمنُ ، والجمع أَواخِذُ ‏ .
      ‏ وأَخِذَ الفصيل ، بالكسر ، يأْخَذُ أَخَذاً ، فهو أَخِذ : أَكثر من اللبن حتى فسَدَ بطنُه وبَشِم واتَّخَم ‏ .
      ‏ أَبو زيد : إِنه لأَكْذَب من الأَخِيذِ الصَّيْحانِ ، وروي عن الفراء أَن ؟

      ‏ قال : من الأَخِذِ الصَّيْحانِ بلا ياء ؛ قال أَبو زيد : هو الفصيل الذي اتُّخِذَ من اللبن ‏ .
      ‏ والأَخَذُ : شبه الجنون ، فصيل أَخِذٌ على فَعِل ، وأَخِذَ البعيرُ أَخَذاً ، وهو أَخِذٌ : أَخَذَه مثلُ الجنون يعتريه وكذلك الشاة ، وقياسه أَخِذٌ ‏ .
      ‏ والأُخُذُ : الرَّمَد ، وقدأَخِذَت عينه أَخَذاً ‏ .
      ‏ ورجل أَخِذٌ : بعينه أُخُذ مثل جُنُب أَي رمد ، والقياس أَخِذٌ كالأَوّل ‏ .
      ‏ ورجل مُسْتأْخِذٌ : كأَخِذ ؛ قال أَبو ذؤيب : يرمي الغُيوبَ بِعيْنَيْهِ ومَطْرِفُهُ مُغْضٍ كما كَسَفَ المستأْخِذُ الرمِدُ والمستأْخذُ : الذي به أُخُذٌ من الرمد ‏ .
      ‏ والمستأْخِذُ : المُطَأْطِئُ الرأْسِ من رَمَدٍ أَو وجع أَو غيره ‏ .
      ‏ أَبو عمرو : يقال أَصبح فلان مؤتخذاً لمرضه ومستأْخذاً إِذا أَصبحَ مُسْتَكِيناً ‏ .
      ‏ وقولهم : خُذْ عنك أَي خُذْ ما أَقول ودع عنك الشك والمِراء ؛ فقال : خذ الخطام (* قوله « فقال خذ الخطام » كذا بالأصل وفيه كشطب كتب موضعه فقال ولا معنى له .) وقولهم : أَخَذْتُ كذا يُبدلون الذال تاء فيُدْغمونها في التاء ، وبعضهم يُظهرُ الذال ، وهو قليل .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى أفتاني في قاموس معاجم اللغة



معجم الغني
**فَتَا** - [ف ت و]. (ف: ثلا. متعد).** فَتَوْتُ**،** أَفْتُو**،** اُفْتُ**، مص. فَتْوٌ. "فَتَا رَفِيقَهُ" : غَلَبَهُ فِي الفُتُوَّةِ.
لسان العرب
الفتاء الشَّباب والفَتى والفَتِيَّةُ السابُّ والشابَّةُ والفعل فَتُوَ يَفْتُو فَتاء ويقال افْعَلْ ذلك في فَتائِه وقد فَتِيَ بالكسر يَفْتى فَتًى فهو فَتِيٌّ السنِّ بَيِّن الفَتاء وقد وُلد له في فَتاء سنه أَولاد قال أَبو عبيد الفَتاء ممدود مصدر الفَتِيِّ وأَنشد للربيع بن ضبع الفزاري قال إذا عاشَ الفَتى مائتَينِ عاماً فقد ذهَبَ اللَّذاذةُ والفَتاء فقصر الفتى في أَول البيت ومدَّ في آخره واستعاره في الناس وهو من مصادر الفَتيِّ من الحيوان ويجمع الفَتى فِتْياناً وفُتُوًّا قال

ويجمع الفَتِيُّ في السن أَفْتاء الجوهري والأَفْتاء من الدوابّ خلاف المَسانِّ واحدها فَتِيٌّ مثل يتِيم وأَيتام وقوله أَنشده ثعلب وَيْلٌ بزَيْدٍ فَتىً شَيْخٍ أَلُوذُ به فلا أُعَشَّى لَدَى زَيْدٍ ولا أَرِدُ فسر فتى شيخ فقال أَي هو في حَزْم المشايخ والجمع فتْيان وفِتْية وفِتْوة الواو عن اللحياني وفُتُوٌّ وفُتِيٌّ قال سيبويه ولم يقولوا أَفْتاء استغنوا عنه بفِتْيَة قال الأزهري وقد يجمع على الأَفْتاء قال القتيبي ليس الفَتى بمعنى الشابّ والحَدَث إنما هو بمعنى الكامل الجَزْل من الرجال يَدُلُّك على ذلك قول الشاعر إنَّ الفَتى حَمّالُ كلِّ مُلِمَّةٍ ليسَ الفَتى بمُنَعَّمِ الشُّبَان قال ابن هرمة قَد يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتى ورِداؤُه خَلَقٌ وجَيْبُ قَمِيصِه مَرْقُوعُ وقال الأَسود بن يعفر ما بَعدَ زَيْد في فَتاةٍ فُرِّقُوا ... قَتَلاً وسَبْياً بَعدَ طُولِ تَآدي في آلِ عَرْف لَوْ بَغَيْتَ الأسى ... لَوَجَدْتَ فيهم أُسوةَ العُوّادِ فتَخَيَّرُوا الأَرضَ الفَضاءَ لِعِزِّهِمْ ... ويَزيدُ رافِدُهُمْ على الرُّفَّادِ قال ابن الكلبي هؤلاء قوم من بني حنظلة خطب إليهم بعض الملوك جارية يقال لها أُم كَهْف فلم يُزوّجوه فغَزاهم وأَجْلاهم من بلادهم وقَتَلهم وقال أَبوها أَبَيْتُ أَبَيْتُ نِكاحَ المُلُوك كأَني امْرُؤٌ منْ تَمِيم بن مُرّْ أَبَيْتُ اللِّئامَ وأَقْلِيهمُ وهل يُنْكِحُ العَبْدَ حُرٌُّ بن حرّْ ؟ وقد سماه الجوهري فقال خطب بعض الملوك إلى زيد بن مالك الأصغر ابن حنظلة بن مالك الأَكبر أَو إلى بعض ولده ابنته يقال لها أُم كهف قال وزيد ههنا قبيلة والأُنثى فَتاة والجمع فَتَياتٌ ويقال للجارية الحدثة فَتاة وللغلام فَتًى وتصغير الفَتاة فُتَيَّةٌ والفتى فُتَيٌّ وزعم يعقوب أَن الفِتْوان لغة في الفِتْيان فالفُتُوَّة على هذا من الواو لا من الياء وواوه أَصل لا منقلبة وأما في قول من قال الفِتْيان فواوه منقلبة والفَتِيُّ كالفَتى والأُنثى فَتِيَّة وقد يقال ذلك للجمل والناقة يقال للبَكْرة من الإبل فتِيّة وبكر فَتِيٌ كما يقال للجارية فتاة وللغلام فَتًى وقيل هو الشابُّ من كل شيء والجمع فِتاء قال عدي بن الرِّقاع يَحْسَبُ الناظِرُونَ ما لم يُفَرُّوا أَنها جِلَّةٌ وهُنَّ فِتاء والاسم من جميع ذلك الفُتُوّة انقلبت الياء فيه واواً على حد انقلابها في مُوقِن وكقَضُوَ قال السيرافي إنما قلبت الياء فيه واواً لأَن أَكثر هذا الضرب من المصادر على فُعولة إنما هو من الواو كالأُخُوّة فحملوا ما كان من

الياء عليه فلزمت القلب وأما الفُتُوُّ فشاذ من وجهين أَحدهما أَنه من الياء والآخر أَنه جمع وهذا الضرب من الجمع تقلب فيه الواو ياء كعِصِيّ ولكنه حمل على مصدره قال وفُتُوٌّ هَجَّرُوا ثم أَسْرَوا لَيْلَهمْ حتى إذا انْجابَ حَلُّوا وقال جذيمة الأَبرش في فُتُوٍّ أَنا رابِئهُمْ مِنْ كَلالِ غَزْوةٍ ماتُوا ولفلانة بنت قد تَفَتَّتْ أَي تشبهت بالفَتَيات وهي أَصغرهنَّ وفُتّيَت الجارية تَفْتِيةً مُنِعت من اللعب مع الصِّبيان والعَدْو معهم وخُدِّرت وسُتِرت في البيت التهذيب يقال تَفَتَّتِ الجارية إذاراهَقت فخُدِّرت ومُنعت من اللعب مع الصبيان وقولهم في حديث البخاري الحَرْب أَوْل ما تكون فُتَيَّةٌ قال ابن الأثير هكذا جاء على التصغير أَي شابّة ورواه بعضهم فَتِيَّةٌ بالفتح والفَتى والفَتاةُ العبد والأَمة وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لا يَقولَنَّ أَحدُكم عبدي وأَمتي ولكن ليَقل فَتايَ وفَتاتي أَي غلامي وجاريتي كأَنه كره ذكر العُبودية لغير الله وسمى الله تعالى صاحبَ موسى عليه السلام الذي صحبه في البحر فَتاه فقال تعالى وإذ قالَ موسى لِفَتاه قال لأنه كان يخدمه في سفره ودليله قوله آتِنا غَداءنا ويقال في حديث عمران بن حُصين جَذَعَةٌ أَحبُّ إ َّ مَن هَرِمةٍ الله أَحقُّ بالفَتاء والكَرَم الفَتاء بالفتح والمد المصدر من الفَتى السِّنّ ( * قوله « الفتى السن » كذا في الأصل وغير نسخة يوثق بها من النهاية ) يقال فَتِيٌّ بيِّن الفَتاء أَي طَرِيّ السن والكَرمُ الحُسن وقوله عز وجل ومَن لم يستطع منكم طَوْلاً أَن يَنكح المُحصنات المؤمناتِ فمِمَّا ملَكت أَيمانكم من فَتياتكم المؤمنات المُحصناتُ الحرائر والفَتَياتُ الإِماء وقوله عز وجل ودخل معه السِّجْنَ فَتَيانِ جائز أَن يكونا حَدَثين أَو شيخين لأَنهم كانوا يسمون المملوك فَتًى الجوهري الفَتى السخيّ الكريم يقال هو فَتًى بَيِّن الفُتُوَّة وقد تفَتَّى وتَفاتَى والجمع فِتْيانٌ وفِتْية وفُتُوّ على فُعُولٍ وفَتِيٌّ مثل عُصِيّ قال سيبويه أَبدلوا الواو في الجمع والمصدر بدلاً شاذّاً قال ابن بري البدل في الجمع قياس مثل عُصِيّ وقُفِيٍّ وأَما المصدر فليس قلب الواوين فيه ياءين قياساً مطرداً نحو عَتَا يَعْتُو عُتُوًّا وعُتِيّاً وأَما إبدال الياءين واوين في مثل الفُتُوّ وقياسه الفُتِيّ فهو شاذ قال وهو الذي عناه الجوهري قال ابن بري الفَتَى الكريم هو في الأصل مصدر فَتِيَ فَتًى وُصف به فقبل رجل فَتًى قال ويدلك على صحة ذلك قول ليلى الأَخيلية فإنْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً فإِنَّكُمْ فَتًى ما قَتَلْتُم آلَ عَوْفِ بنِ عامر والفَتَيانِ الليل والنهار يقال لا أَفْعلُه ما اختلفَ الفَتَيانِ يعني الليل والنهار كما يقال ما اختلفَ الأَجَدَّانِ والجَدِيدانِ ومنه قول الشاعر ما لبَثَ الفَتَيانِ أَن عَصفَا بِهِمْ ولكُلِّ قُفْلٍ يَسَّرا مِفْتاحا وأَفْتاه في الأَمر أَبانَه له وأَفْتَى الرجلُ في المسأَلة واسْتفتيته فيها فأَفتاني إفتاء وفُتًى ( * قوله « وفتى » كذا بالأصل ولعله محرف عن فتيا أو فتوى مضموم الاول ) وفَتْوى اسمان يوضعان موضع الإِفْتاء ويقال أَفْتَيْت فلاناً رؤيا رآها إِذا عبرتها له وأَفْتَيته في مسأَلته إِذا أَجبته عنها وفي الحديث أَن قوماً تَفاتَوا إِليه معناه تحاكموا إِليه وارتفعوا إِليه في الفُتْيا يقال أَفْتاه في المسأَلة يُفْتِيه إِذا أَجابه والاسم الفَتْوى قال الطرماح أَنِخْ بِفِناءِ أَشْدَقَ من عَدِيٍّ ومن جَرْمٍ وهُمْ أَهلُ التَّفاتي ( * قوله « وهم أهل » في نسخة ومن أهل ) أَي التَّحاكُم وأَهل الإِفتاء قال والفُتيا تبيين المشكل من الأَحكام أَصله من الفَتَى وهو الشاب الحدث الذي شَبَّ وقَوِي فكأَنه يُقَوّي ما أَشكل ببيانه فيَشِبُّ ويصير فَتِيّاً قوّياً وأَصله من الفتى وهو الحديث السنّ وأَفْتَى المفتي إِذا أَحدث حكماً وفي الحديث الإِثْمُ ما حَكَّ في صدرك وإِن أَفْتاك الناسُ عنه وأَفْتَوكَ أَي وإِن جعلوا لك فيه رُخْصة وجَوازاً وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى فاسْتَفْتِهِم أَهم أَشدُّ خَلقاً أَي فاسْأَلهم سؤال تقرير أَهم أَشد خلقاً أَمْ مَن خلقنا من الأُمم السالفة وقوله عز وجل يَسْتَفْتُونك قل اللهُ يُفْتِيكم أَي يسأَلونك سؤالَ تَعَلُّم الهروي والتَّفاتي التخاصم وأَنشد بيت الطرماح وهم أَهل التفاتي والفُتْيا والفُتْوَى والفَتْوَى ما أَفتى به الفقيه الفتح في الفَتوى لأَهل المدينة والمُفْتِي مِكيال هشام بن هبيرة حكاه الهروي في الغريبين قال ابن سيده وإِنما قضينا على أَلف أَفتى بالياء لكثرة ف ت ي وقلة ف ت و ومع هذا إِنه لازم قال وقد قدمنا أَن انقلاب الأَلف عن الياء لاماً أَكثر والفُتَيُّ قَدَحُ الشُّطَّارِ وقد أَفْتَى إِذا شرب به والعُمَرِيّ مِكيال اللبن قال والمد الهشامي وهو الذي كان يتوضأُ به سعيد بن المسيب وروى حضر بن يزيد الرَّقاشِي عن امرأَة من قومه أَنها حجَّت فمرَّت على أُمّ سلمة فسأَلتها أَن تُرِيَها الإِناء الذي كان يتوضَّأُ منه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَخْرجته فقالت هذا مَكُّوك المُفتِي قالت أَرِيني الإِناء الذي كان يغتسل منه فأَخرجته فقالت هذا قفيز المُفْتِي قال الأَصمعي المُفْتِي مِكيال هشام بن هبيرة أَرادت تشبيه الإِناء بمكوك هشام أَو أَرادت مكوك صاحب المفتي فحذفت المضاف أَو مكوك الشارب وهو ما يكال به الخمر والفِتْيانُ قَبيلة من بَجِيلة إِليهم ينسب رِفاعةُ الفتياني المحدّث والله أَعلم
الرائد
* فتا يفتو: فتوا. (فتو) ه: غلبه في «الفتوة»، أي في الشجاعة والكرم.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: