قَطَفَ العِنَبَ يَقْطِفُه قَطْفاً : جنَاه قال شيخُنا : ظاهرُه أَو صَرِيحُه أَنّه خاصٌّ بالعِنَبِ ومثلُه في المُغْرِبِ والمِصْباحِ والصِّحاحِ وغيرها وفي كَلامِ صَدْرِ الشَّرِيعةِ أَنّه جَنْيُ الثَّمَرِ من الأَشْجارِ . قلتُ : وفي التَّهذِيب : الفَطْفُ : قَطْفُكَ العِنَبَ وكلُّ شيءٍ نَقْطِفُه عن شيءٍ فقد قَطَفْتَه حتى الجَراد تَقْطِفُ رُؤُوسَها . ثمّ الذِي يَظْهرُ من سِياقِ عِبارَةِ هَؤُلاءِ أَنَّ مصدرَ قَطَفَ العِنَبَ القَطْفُ لا غيرُ والذي في المُحْكَم أَنَّ قَطَفَ الشَّيْءَ بمعنَى قَطَعَه مصْدَرُه القَطْفُ والقَطَفانُ والقَطافُ والقِطافُ عن اللِّحْيانِيّ ثم نَقَل شيخُنا عن البيْضاوي في تفسيرِ قوله تعالى : " قُطُوفُها دانِيَةٌ " ما نَصُّه : القَطْفُ : هو الاجْتِناءُ بسُرْعةٍ وقالَ الشِّهابُ : إِنَّه لا بُدَّ فيهِ من السُّرْعَةِ ؛ لأَنّها شَأْنُه ومثلُه في كُتُبِ الأَفْعالِ وغيرِها قالَ : ثمَّ ظاهِرُ كلام المُصَنِّفِ أَيضاً بل صَرِيحُه أَنًّ الفعلَ منه كضَرَب وهو الأَكْثرُ وفي المِصْباحِ أَنّه يُقالً من بابَيْ ضرَبَ وقَتَلَ فتَأَمَّلْ . قلتُ : وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ قريباً أَنَّ الَّذِي من البابَيْنِ هو قُطُوفُ الدَّابَّةِ فتأَمَّلْ ذلِكَ . كَقَطَّفَه تَقْطِيفاً وهو مُبالَغَةٌ في القَطْفِ نَقَلَه الصاغانيُّ وأَنشدَ للعَجَّاجِ :
" كَأَنَّ ذا فَدّامَةٍ مُنَطَّفَا
" قَطَّفَ من أَعْنابِهِ ما قَطَّفَا وقَطَفَت الدَّابَّةُ : ضاقَ مَشْيُها وقِيلَ : أَساءَت السَّيْرَ وأَبْطَأَت وفسَّره بعضُهم بتَقارُبِ خَطْوِها . وأَسْرَعَت تَقْطُفُ بالضَّمِّ وتَقْطِفُ بالكسرِ قِطافاً بالكسرِ وقُطُوفاً بالضَّمِّ . أَو القِطافُ بالكسر : الاسْمُ كما في الصِّحاح وجمع القِطاف القُطُفُ وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ لزُهَيْرِ :
بارِزَةِ الفَقارَةِ لَمْ يَخُنْها ... قِطافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاءُ
وَدابَّةٌ قَطُوفٌ : بَطِيءٌ وقالَ أَبو زَيْدٍ : هو الضَّيِّقُ المَشْيِ وفي التَّهْذِيبِ : القِطافُ : مَصْدَرُ القَطُوفِ من الدّوابِّ وهو المُتَقارِبُ الخَطْوِ البَطِيءُ وفَرَسٌ قَطُوفٌ : يَقْطِفُ في عَذْوِه وفي حَدِيثِ جابِرٍ : فبيْنا أَنا على جَمَلِي أَسِيرُ وكَانَ جَمَلِي فيه قِطافٌ وفي رِوايَةٍ على جَمَلٍ لِي قَطُوفٍ وفي حَديثٍ آخر : رَكِبَ على فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ تَقْطِفُ وفي رِواية : قَطُوف . وقَطَفَ فُلاناً : خَدَشَه يَقْطِفُه قَطْفاً . كقَطَّفَة تَقْطِيفاً قالَ حاتِمٌ :
سلاحُكَ مَرْقِيٌّ فما أَنْتَ ضائِرٌ ... عَدُوّاً ولكن وَجْهَ مَوْلاكَ تَقْطِفُ وأَنشَدَ الأزْهَريُّ :
وهُنَّ إِذا أَبْصَرْنَه مُتَبَذِّلاً ... خَمَشْنَ وُجُوهاً حُرَّةً لم تُقَطَّفِ أَي : لم تُخْدَشْ وبه قُطُوفٌ : خُدُوشٌ حكاه أَبو يُوسُفَ عن أَبِي عَمْرٍو والواحِدُ قَطْفٌ كما في الصحاح . والقِطْفُ بالكسرِ : العُنْقُودُ ساعةَ يُقْطَفُ قال الجَوْهَرِيُّ : وبجَمْعِه جاءَ القُرآن : قُطُوفها دانِيَةٌ "
وقال اللَّيْثُ : القِطْفُ اسمٌ للثِّمارِ المَقْطُوفَةِ ومَعْنَى الآية : أَيْ ثِمارُها دانِيَةٌ من مُتناوِلِها لا يَمْنَعُها بُعْدٌ ولا شَوْكٌ وفي الحديثِ : يَجْتَمِعُ النَّفَرُ على القِطْفِ فيُشْبِعُهم وفي النِّهاية : القِطْفُ بالكسرِ : اسمٌ لكلِّ ما يُقْطَفُ كالذِّبْحِ والطِّحْنِ ويُجْمَع على قِطافٍ وقُطُوفٍ وأَكثرُ المُحدِّثِين يَرْوُونه بفتحِ القاف وإِنّما هو بالكسرِ . والقِطْفَةُ بهاءٍ : بقْلَةٌ رِبْعِيَّةٌ من السَّطّاحِ تَسْلَنْطِحُ وتَطُولُ شائِكةٌ كالحَسَكِ جَوْفُها أَحْمَرُ وَوَرقُها أَغْبَرُ قالَ أَبو حَنِيفَة : وهذا عن الأَعرابِ القُدماءِ وقالَ غيرُهُم من الرُّواةِ : القِطْفُ : يُشْبِه الحَسَكَ والقَوْلانِ مُتَّفِقان . والقَطَفُ مُحَرَّكَةً وكذا القَطَفَةُ بهاءٍ : الأَثَرُ نَقَلَه الصاغانِيُّ . والقَطَفُ : بَقْلَةٌ من أَحْرارِ البُقُولِ وهو الذي يقال لها بالفَارسيّة : السَّرْمَقُ وعِبارَةُ الصِّحاح : القَطْفُ : نباتٌ رَخْصٌ عَرِيضُ الوَرَقِ يُطْبَخُ الواحِدَةُ قَطْفةٌ يُقال له بالفارسية : سَرْنَكْ قالَ ابنُ بَرِّيّ كذا ذَكَر الجَوْهَريُّ القَطْفَ بالتسكين وصوابُه القَطَفُ بفَتْح الطاءِ الواحِدَةُ قَطَفَةٌ وبه سُمِّيَ الرِّجُلُ قَطفَةَ . وقال أَبو حَنِيفَةَ : القَطَفُ : شَجرٌ جَبَلِيٌّ بقَدْرِ الإِجاصِ وورَقتُه خَضْراءُ مُعْرَضَّةٌ حَمْراءُ الأَطراف خَشْناءُ وخَشَبُه صُلْبٌ مَتِينٌ يُتَّخَذُ منه الأَصْناقُ أَي الحَلقُ التي تُجْعَلُ في أَطْرافِ الأرْوِيَةِ قالَ : أَخْبَرنِي بذلِك كُلِّه أعرابيٌّ وأَنْشَدَ :
" أَمِرَّة اللِّيفِ وأَصْناق القَطَفْ وقولُه : به قُطُوفٌ : خُدُوشٌ الواحِدُ قَطْفٌ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ وهو مُكَرَّرٌ يَنْبَغِي التَّنَبُّهُ لذلِك . والقِطَافُ كسَحابِ وكِتابٍ : وَقْتُ القَطْفِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ وفي التَّهْذِيب : القِطافُ : اسمُ وقتِ القَطْفِ وقالَ الحَجّاجُ على المِنْبَرِ : أَرَى رُؤُوساً قد أَيْنَعَتْ وحانَ قِطافُها قال : والقَطافُ بالفتحِ : جائزٌ عندَ الكِسائِيِّ أَيضاً قال : ويَجوزُ أَيضاً أَن يكونَ القِطافُ مَصْدَراً . والقَطُوفُ كصَبُورٍ : فَرَسُ جابِر هكذا في النُّسَخ وصوابُه جَبّار بن مالِكِ بن حِمارٍ الشَّمْخِيِّ قال نَجَبَةُ بنُ رَبِيعةَ الفَزارِيُّ :
لم أَنْسَ جَبّاراً ومَوْقِفَه الَّذِي ... وَقَفَ القَطُوفُ وكانَ نِعْمَ المَوْقِفُ وفي المثَلِ : " أَقْطَفُ مِنْ ذَرَّةٍ " وأَقْطَفُ من أَرْنَبٍ فالأَوَّلُ والثّانِي من القَطْفِ وهو الأَخْذُ بسُرْعَة والثالِثُ من قِطافِ الدّابَّةِ . والقَطِيفَةُ : دِثارٌ مُخَمَّلُ كما في الصِّحاح وهي القَرْطَفَة وقالَ بَعْضُهم : هي كِساءٌ مُرَبَّعٌ غَلِيظٌ له خَمْلٌ ووَبَرٌ وفي الحَدِيث : تَعِسَ عَبْدُ القَطِيفَةِ قالَ ابنُ الأَثير : أَي الَّذِي يَعْمَلُ لها ويَهْتَمُّ لتَحْصِيلِها ج : قَطائِفُ وقَطُفٌ بضمتين مثل : صحِيفَةٍ وصُحَفٍ كأَنَّها جمعُ قَطِيفٍ وصَحِيفٍ قالَ ذو الرُّمَةِ يَصِفُ ظَلِيماً :هَجَنَّعٌ راحَ في سَوْداءَ مُخْمَلَةٍ ... من القَطائِفِ أَعْلَى ثَوْبِه الهُدَبُ والقَطِيفَةُ : ة دُونَ ثَنِيَّةِ العُقابِ لمَنْ طَلبَ دِمَشْقَ في طَرَفِ البَرِّيَّةِ من ناحِيَةِ حِمْصَ نَقَلَه الصاغانيُّ . وأَبُو قَطِيفَةَ : شاعِرٌ من بَنِي أُمَيَّةَ وهو عَمْرُو بنُ الوَلِيدِ بن عُقْبَةَ ابنِ أَبِي مُعَيْطٍ وله قِصَّةٌ غَرٍيبَةٌ ذَكَرَها ياقُوت في مُعْجَمِه في برام . وأَما القَطائِفُ المَأْكُولَةُ فإِنَّها لا تَعْرِفُها العَرَبُ أَو قِيلَ لها ذلِكَ لِما عَلَيْها من نَحْوِ خَمْلِ القَطائِف المَلْبُوسَةِ وفي التَّهذِيب : القَطائِفُ : طَعامٌ يُسَوَّى من الدَّقِيق المُرَقِّ بالماءِ شُبِّهَت بخَمْلِ القطائِفِ التي تُفْتَرَشُ . والقَطائِفُ : تَمْرٌ صُهِبُ مُتَضَمِّرةٌ نَقَل الصاغاني . والقَطِيفُ كشَرِيفٍ : د بالبحْرَيْن يُذْكَر مع الحساءِ . وقطافِ كقَطامِ : الأَمَةُ نَقَلَه الصاغانِيُّ . والقُطافَةُ ككُنَاسَةٍ : ما يَسْقُطُ من العِنَب إِذا قُطِفَ كالجُرامَةِ من التَّمْرِ نَقَلَه الجَوْهَريُّ . وأَقْطَفَ الرَّجُلُ : صارَ لَه دابَّةٌ قَطُوفٌ قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ جُنْدباً :
كأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلاَ مُقْطِفٍ عَجِلٍ ... ذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ وَأَقْطَفَ الكَرْمُ : دَنا قِطافُه . وأَقْطَفَ القومُ : حانَ قِطافُ كُرُومِهم كما في الصِّحاح . والمُقَطَّفَةُ كمُعَظَّمَةٍ : الرَّجُلُ القَصِيرُ نَقَلَه الصّاغانيُّ
ومما يُستدرك عليه : المِقْطَفُ كمِنْبَرٍ : المِنْجَلُ الذي يُقْطَفُ به . وأَيْضاً : أَصْلُ العُنْقُودِ . والقَطِيفُ كأَمِيرٍ : المَقْطُوفُ من التَّمْرِ فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُولٍ . والقَطْفُ في الوافِرِ : حَذْفُ حَرْفَيْن من آخِر الجُزْءِ وتسكينُ ما قَبْلَهُما كحَذْفِكَ تن من مُفاعَلَتُنْ وتَسْكِين اللام فيبقى مُفاعَلْ فيُنْقَلُ في التَّقْطِيع إلى فعَوُلُنْ ولا يكونُ إِلاّ في عَرُوضٍ أَو ضَرْبٍ وليس هذا بحادِثٍ للزّحافِ إِنّما هو المُسْتَعْمَلُ في عَرُوضِ الوافرِ وضَرْبهِ وإِنَّما سُمِّيَ مَقْطُوفاً لأَنَّك قَطَفْتَ الحَرْفَيْنِ ومعهُما حَركة قبلَهُما فصارَ نحوَ الثَّمَرَةِ التي تَقْطِفُها فيَعْلَقُ بها شَيءٌ من الشَّجَرةِ . وقَطُفَت الدّابَّةُ ككَرُمَ فهي قَطُوفٌ مثل قَطفَتْ وقد يُسْتَعْمَلُ القَطُوف في الإِنسانِ أَنشد ابنُ الأعرابي : أَمْسَى غُلامِي كَسِلاً قَطُوفَا
" مُوَصَّباً تَحْسَبُه مَجْوفَا والقطْفُ : ضَرْبٌ من مَشْي الخَيْلِ وفي الحَديثِ : " أَقْطَفُ القَوْمِ دابَّةً أَميرُهُمْ " أَي أَنَّهُم يَسِيرُون بسيرِ دابَّتِه فيَتِّبِعُونَه كما يُتَّبَعُ الأَميرُ . وقَطَّفَ الماءَ في الخَمْرِ : قَطَّرَه قالَ جِرانُ العَوْدِ :
ونِلْنا سُقاطاً من حَدِيثٍ كأَنَّه ... جنَى النَّحْلِ في أَبْكارِ عُوذٍ تُقَطَّفُ قال شَيْخُنا : وكانُوا يُسَمُّونَ الشَّمْسَ قَطِيفَةَ المَساكِين ومنه قولهم :
" يا شَمْسُ يا قَطِيفَةَ المَساكِينُ
" قَرَّبَكِ اللهُ مَتَى تَعُودِينْ كذا في مُنْتَخَبِ رَبيعِ الأَبْرارِ وقد سمَّوْا قَطَفَة مُحَرَّكَةً نَقَلَه ابنُ برِّيّ . والمَقْطَفُ كمَقْعَد : ما يُجْنَى فيه الثَّمَرُ والجَمْعُ مَقاطِفُ . والقَطْفُ : العَسَلُ ساعةَ يُجْنى عامَّيّةً . وأَبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الحَلاَوِي القَطائِفِيّ حَدَّثَ عن الجَوْهَرِيّ مات سنة 519