وصف و معنى و تعريف كلمة أقوتهما:


أقوتهما: كلمة تتكون من سبع أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ ألف (ا) و تحتوي على ألف همزة (أ) و قاف (ق) و واو (و) و تاء (ت) و هاء (ه) و ميم (م) و ألف (ا) .




معنى و شرح أقوتهما في معاجم اللغة العربية:



أقوتهما

جذر [اقت]

  1. وَلَقَ : (فعل)
    • وَلَقَ (يَلِقُ) وَلْقًا
    • وَلَقَ فِي سَيْرِهِ : أَسْرَعَ
    • وَلَقَهُ بِالرُّمْحِ أَوِ السِّكِّينِ : طَعَنَهُ بِهِ طَعْناً خَفِيفاً
    • وَلَقَ فِي الكَذِبِ : اِسْتَمَرَّ فِيهِ
    • وَلَقَ الْحَدِيثَ : اِخْتَرَعَهُ، أَنْشَأَهُ
    • وَلَقَ الكَلاَمَ : تَابَعَهُ
    • وَلَقَ عَيْنَهُ : فَقَأَهَا
    • وَلَقَ الكلامَ: دَبَّرَه
  2. وَلْق : (اسم)
    • وَلْق : مصدر وَلَقَ
  3. وَلق : (اسم)
    • الوَلْقُ : إِسراعك بالشيء في إِثر الشيء، كعَدْوٍ في إِثرعَدْوٍ، وكلام في إثر كلام
,
  1. القَوْمُ
    • ـ القَوْمُ : الجَماعَةُ من الرِّجالِ والنِّساءِ مَعاً ، أو الرِّجالُ خاصَّةً ، أو تَدْخُلُهُ النِّساءُ على تَبَعِيَّةٍ ، ويُؤَنَّثُ , ج : أقوامٌ , جج : أقاوِمُ وأقاويمُ وأقائِمُ .
      ـ قام قَوْماً وقَوْمَةً وقِياماً وقامَةً : انْتَصَبَ ، فهو قائِمٌ ، من قُوَّمٍ وقُيَّمٍ وقُوَّامٍ وقُيَّامٍ .
      ـ قاوَمْتُهُ قِواماً : قُمْتُ معه .
      ـ القَوْمَةُ : المَرَّةُ الواحِدَةُ ، وما بينَ الرَّكْعَتَيْنِ قَوْمَةٌ .
      ـ المَقامُ : مَوْضِعُ القَدَمَيْنِ ،
      ـ قامَتِ المرأةُ تَنُوحُ : طَفِقَتْ ،
      ـ قامَ الأمْرُ : اعْتَدَلَ ، كاسْتَقَام ،
      ـ قامَ في ظَهْرِي : أوْجَعَنِي ،
      ـ قامَ الرجلُ المَرْأةَ ، وقامَ عليها : مانَها ، وقام بشَأْنها ،
      ـ قامَ الماءُ : جَمَدَ ،
      ـ قامَتْ الدابَّةُ : وقَفَتْ ،
      ـ قامَتْ السوقُ : نَفَقَتْ ،
      ـ قامَ ظَهْرَهُ به : أوجَعَهُ ،
      ـ قامَتْ الأمَةُ مِئَةَ دِينارٍ : بَلَغَتْ قيمَتُها ،
      ـ قامَ أهلَهُ : قامَ بشأنِهِم ، يُعَدَّى بنفسِه .
      ـ أقامَ بالمكاننِ إقامةً وقامةً : دامَ ،
      ـ أقامَ الشيءَ : أدامَهُ ،
      ـ أقامَ فلاناً : ضِدُّ أجْلَسَهُ ،
      ـ أقامَ دَرْأهُ : أزالَ عِوَجَهُ ، كقَوَّمَهُ .
      ـ المَقامَةُ : المَجْلِسُ ، والقومُ ،
      ـ المُقامَةُ : الإِقامَةُ ، كالمَقامِ والمُقامِ ، ويَكونانِ للمَوْضِعِ ،
      ـ قامةُ الإِنْسانِ وقَيْمَتُهُ وقَومَتُهُ وقُومِيَّتُهُ وقَوامُه : شَطَاطُه , ج : قاماتٌ وقِيَمٌ .
      ـ هو قَوِيمٌ وقَوَّامٌ : حَسَنُ القامةِ , ج : قِوامٌ .
      ـ القِيمةُ : واحدةُ القِيَمِ .
      ـ ما لَه قِيمةٌ : إذا لم يَدُمْ على شيءٍ .
      ـ قَوَّمْتُ السِّلْعَةَ واسْتَقَمْتُه : ثَمَّنْتُه .
      ـ اسْتَقَامَ : اعْتَدَلَ .
      ـ قَوَّمْتُه : عَدَّلْتُه ، فهو قَويمٌ ومُسْتَقِيمٌ ،
      ـ ما أقْوَمَهُ : شاذٌّ .
      ـ القَوامُ : العَدْلُ ، وما يُعاش به ،
      ـ القُوامُ : داءٌ في قوائِمِ الشاءِ ،
      ـ القِوامُ : نِظامُ الأمْرِ ، وعِمادُه ، ومِلاكُه ، كقِيامِهِ وقُومِيَّته .
      ـ القامةُ : البَكَرَةُ بأداتِها , ج : قِيَمٌ ، وجبلٌ بنَجْدٍ .
      ـ القائمةُ : واحدَةُ قَوائِمِ الدابَّةِ ، والوَرَقَةُ من الكِتابِ ،
      ـ القائمةُ من السَّيْفِ : مَقْبِضُه ، كقائِمِه .
      ـ القَيُّومُ والقَيَّامُ : الذي لا نِدَّ لَهُ ، من أسْمائِهِ عزَّ وجلَّ .
      ـ قُوَيْمَةٌ من نَهارٍ : ساعةٌ .
      ـ القوائِمُ : جِبالٌ لِهُذَيْلٍ .
      ـ القائِمُ : بِناءٌ كان بِسُرَّ مَن رَأى ، ولَقَبُ أبي جعفرٍ عبدِ الله بنِ أحمدَ من الخُلَفَاءِ .
      ـ مُقامَى : قرية باليَمامةِ .
      ـ المِقْوَمُ : خَشَبَةٌ يُمْسِكُها الحَرَّاثُ .
      ـ مُقَوَّمٌ : سَيْفُ قَيْسِ بنِ المَكْشوحِ المُرادِيِّ .
      ـ اقْتامَ أنْفَه : جَدَعَهُ .
      ـ العينُ القائِمَةُ : التي ذَهَبَ بَصَرُها ، والحَدَقَةُ صحيحةٌ .
      ـ قولُ حكيمِ بنِ حِزامٍ : بايَعْتُ رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، أن لا أخِرَّ إلاَّ قائِماً ، أي : لا أموتَ إلاَّ ثابِتاً على الإِسْلامِ .


    المعجم: القاموس المحيط

  2. أقوت الدّار
    • خَلَت .

    المعجم: عربي عامة

  3. الأَقْوَدُ
    • الأَقْوَدُ من الناس : مَن إِذا أَقبل بوجهه على شيءٍ لم يكد ينصرف عنه .
      و الأَقْوَدُ الذَّلولُ المنقادُ من الخيل .
      و الأَقْوَدُ الطَّويلُ العنق والظَّهْرِ من الناس والدوابّ .
      و الأَقْوَدُ من الرجال : الشديدُ العُنق .
      و الأَقْوَدُ الجَبَلُ الذاهبُ في السماءِ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  4. أَقْوَد
    • أقود - ج ، قود ، - مؤ ، قوداء
      1 - أقود : جبل طويل . 2 - أقود : طويل الظهر والعنق من الخيل وغيرها . 3 - أقود : ذلول منقاد من الخيل أو الجمال . 4 - أقود : شديد العنق لقلة التفاته . 5 - أقود بخيل . 6 - أقود : أكثر مهارة وحذقا .


    المعجم: الرائد

  5. قَوم
    • قوم - ج ، أقوام وأقاوم وأقائم وأقاويم
      1 - مصدر قام . 2 - جماعة من الناس . 3 - أعداء ، جمع : قيمان . 4 - إقامة بالمكان . 5 - « قوم الرجل » أقرباؤه الذين : يجتمعون معه في جد واحد .

    المعجم: الرائد

  6. قوب
    • " القَوْبُ : أَن تُقَوِّبَ أَرْضاً أَو حُفْرةً شِـبْهَ التَّقْوير .
      قُبْتُ الأَرضَ أَقُوبُها إِذا حَفَرْتَ فيها حُفْرة مُقَوَّرة ، فانْقَابَتْ هي .
      ابن سيده : قابَ الأَرضَ قَوْباً ، وقَوَّبَها تَقْويباً : حَفَر فيها شِـبْهَ التَّقْويرِ .
      وقد انْقَابَتْ ، وتَقَوَّبَتْ ، وتَقَوَّبَ من رأْسه مواضعُ أَي تَقَشَّرَ .
      والأَسْوَدُ الـمُتَقَوِّبُ : هو الذي سَلخَ جِلْدَه من الـحَيَّات .
      الليث : الجَرَبُ يُقَوِّبُ جِلْدَ البعير ، فتَرى فيه قُوباً قد انْجَرَدَتْ من الوَبَر ، ولذلك سميت القُوَباءُ التي تَخْرُجُ في جلد الإِنسان ، فتُداوَى بالرِّيق ؛

      قال : وهل تُدَاوَى القُوَبا بالرِّيقَهْ وقال الفراء : القُوباء تؤَنث ، وتذكر ، وتُحرَّك ، وتسكَّن ، فيقال : هذه قُوَباءُ ، فلا تصرف في معرفة ولا نكرة ، وتلحق بباب فُقَهاءَ ، وهو نادر .
      وتقول في التخفيف : هذه قُوباءُ ، فلا تصرف في المعرفة ، وتصرف في النكرة .
      وتقول : هذه قُوباءٌ ، تَنْصَرِفُ في المعرفة والنكرة ، وتُلْحقُ بباب طُومارٍ ؛

      وأَنشد : به عَرَصاتُ الـحَيِّ قَوَّبْنَ مَتْنَه ، * وجَرَّدَ ، أَثْباجَ الجَراثِـيم ، حاطِـبُه قَوَّبْنَ مَتْنَه أَي أَثـَّرْنَ فيه بمَوْطئِهم ومَحَلِّهم ؛ قال العجاج : من عَرَصاتِ الـحَيِّ أَمْسَتْ قُوبا أَي أَمْسَتْ مُقَوَّبة .
      وتَقَوَّبَ جِلْدُه : تَقَلَّعَ عنه الجَرَبُ ، وانْحَلَق عنه الشَّعَرُ ، وهي القُوبةُ والقُوَبةُ والقُوباءُ والقُوَباءُ .
      وقال ابن الأَعرابي : القُوباء واحدةُ القُوبةِ والقُوَبةِ ؛ قال ابن سيده : ولا أَدْري كيف هذا ؟ لأَن فُعْلَة وفُعَلَةً لا يكونان جمعاً لفُعْلاء ، ولا هما من أَبنية الجمع ، قال : والقُوَبُ جمع قُوبةٍ وقُوَبة ؛ قال : وهذا بَيِّن ، لأَن فُعَلاً جمع لفُعْلة وفُعَلَةٍ .
      والقُوباءُ والقُوَباءُ : الذي يَظْهَر في الجسد ويخرُج عليه ، وهو داءٌ معروف ، يَتَقَشَّر ويتسعُ ، يعالج ويُدَاوى بالريق ؛ وهي مؤَنثة لا تنصرف ، وجمعها قُوَبٌ ؛ وقال ابن قَنَانٍ الراجز : يا عَجَبَا لهذه الفَلِـيقَهْ ! هَلْ تَغْلِـبَنَّ القُوَباءُ الريقَهْ ؟ الفليقةُ : الداهية .
      ويروى : يا عَجَباً ، بالتنوين ، على تأْويل يا قوم اعْجَبُوا عَجَباً ؛ وإِن شئتَ جعلته مُنادى منكوراً ، ويروى : يا عَجَبَا ، بغير تنوين ، يريد يا عَجَبـي ، فأَبدَل من الياءِ أَلِفاً ؛ عل حدّ قول الآخر : يا ابْنَةَ عَمَّا لا تَلُومي واهْجَعِـي ومعنى رجز ابن قَنانٍ : أَنه تَعَجَّبَ من هذا الـحُزاز الخَبيث ، كيف يُزيلُه الريقُ ، ويقال : إِنه مختص بريق الصائِم ، أَو الجائِع ؛ وقد تُسَكَّنُ الواو منها استثقالاً للحركة على الواو ، فإِن سكنتها ، ذَكَّرْتَ وصَرَفْتَ ، والياء فيه للإِلحاق بقِرْطاس ، والهمزة مُنْقلبة منها .
      قال ابن السكيت : وليس في الكلام فُعْلاء ، مضمومة الفاء ساكنة العين ، ممدودةَ الآخر ، إِلاَّ الخُشَّاءَ وهو العظمُ الناتئ وراء الأُذن وقُوباءَ ؛ قال : والأَصل فيهما تحريك العين ، خُشَشَاءُ وقَوَباءُ .
      قال الجوهري : والـمُزَّاءُ عندي مثلُهما .
      (* قوله « والمزاء عندي مثلهما إلخ » تصرف في المزاء في بابه تصرفاً آخر فارجع اليه .)؛ فمن ، قال : قُوَباء ، بالتحريك ، قال في تصغيره : قُوَيْباء ، ومن سَكَّنَ ، قال : قُوَيْبـيٌّ ؛ وأَما قول رؤبة : من ساحرٍ يُلْقي الـحَصى في الأَكْوابْ ، * بنُشْرَةٍ أَثـَّارةٍ كالأَقْوابْ فإِنه جمع قُوباءَ ، على اعتِقادِ حذف الزيادة ، على أَقوابٍ .
      الأَزهري : قابَ الرجلُ : تَقَوَّب جِلْدُه ، وقابَ يَقُوبُ قَوْباً إِذا هَرَبَ .
      وقابَ الرجل إِذا قَرُبَ .
      وتقول : بينهما قابُ قَوْسٍ ، وقِـيبُ قَوْسٍ ، وقادُ قَوْسٍ ، وقِـيدُ قَوس أَي قَدْرُ قَوْسٍ .
      والقابُ : ما بين الـمَقْبِضِ والسِّـيَة .
      ولكل قَوْس قابانِ ، وهما ما بين الـمَقْبِضِ والسِّـيَةِ .
      وقال بعضهم في قوله عز وجل : فكان قابَ قَوْسَيْن ؛ أَراد قابَيْ قوْس ، فَقَلَبَه .
      وقيل : قابَ قَوْسَيْن ، طُولَ قَوْسَين .
      الفراء : قابَ قَوْسَين أَي قَدْرَ قَوْسين ، عربيتين .
      وفي الحديث : لَقابُ قَوسِ أَحدكم ، أَو موضعُ قِدِّه من الجنة ، خيرٌ من الدنيا وما فيها .
      قال ابن الأَثير : القابُ والقِـيبُ بمعنى القَدْرِ ، وعينُها واو مِن قولهم : قَوَّبوا في الأَرض أَي أَثـَّروا فيها بوَطْئِهم ، وجعَلوا في مَساقيها علامات .
      وقَوَّبَ الشيءَ : قَلَعَه من أَصله .
      وتَقَوَّبَ الشيءُ إِذا انْقَلَعَ من أَصله .
      وقابَ الطائرُ بيضَتَه أَي فَلَقَها ، فانْقابت البيضةُ ؛ وتَقَوَّبَتْ بمعنًى . والقائبةُ والقابَةُ : البَيْضة .
      والقُوبُ ، بالضم : الفَرْخُ .
      والقُوبِـيُّ : الـمُولَعُ بأَكل الأَقْوابِ ، وهي الفِراخُ ؛

      وأَنشد : لـهُنَّ وللـمَشِـيبِ ومَنْ عَلاهُ ، * من الأَمْثالِ ، قائِـبَةٌ وقُوبُ مَثَّلَ هَرَبَ النساءِ من الشيوخ بهَرَبِ القُوبِ ، وهو الفَرْخُ ، من القائبةِ ، وهي البَيْضة ، فيقول : لا تَرْجِـعُ الـحَسْناءُ إِلى الشيخ ، كما لا يَرْجِـعُ الفرخُ إِلى البيضة .
      وفي المثل : تَخَلَّصَتْ قائبةٌ من قُوبٍ ، يُضْرَبُ مثلاً للرجل إِذا انْفَصَلَ من صاحبه .
      قال أَعرابي من بني أَسَدٍ لتاجرٍ اسْتَخْفَره : إِذا بَلَغْتُ بك مكان كذا ، فَبَرِئَتْ قائِـبةٌ من قُوبٍ أَي أَنا بريءٌ من خِـُفارَتِكَ .
      وتَقَوَّبَتِ البيضةُ إِذا تَفَلَّقَتْ عن فَرْخها .
      يقال : انْقَضَتْ قائبةٌ من قُوبِها ، وانْقَضَى قُوبِـيٌّ من قاوِبَةٍ ؛ معناه : أَن الفَرْخ إِذا فارقَ بيضَتَه ، لم يَعُدْ إِليها ؛

      وقال : فقائِـبةٌ ما نَحْنُ يوماً ، وأَنْتُمُ ، * بَني مالكٍ ، إِن لم تَفيئوا وقُوبُها يُعاتِـبُهم على تَحَوُّلِهم بنسَبهم إِلى اليمن ؛ يقول : إِن لم ترجعوا إِلى نسبكم ، لم تعودوا إِليه أَبداً .
      فكانت ثلْبةَ ما بيننا وبينكم .
      وسُمِّيَ الفَرْخُ قُوباً لانقِـيابِ البيضةِ عنه .
      شمر : قِـيبَتِ البيضةُ ، فهي مَقُوبة إِذا خَرَجَ فرْخُها .
      ويقال : قَابَةٌ وقُوبٌ ، بمعنى قائبةٍ وقُوبٍ .
      وقال ابن هانئ : القُوَبُ قُشْوُرُ البيض ؛ قال الكميت يصِف بيضَ النَّعامِ : على تَوائِم أَصْغَى من أَجِنَّتِها ، * إِلى وَساوِس ، عنها قابتِ القُوَب ؟

      ‏ قال : القُوَبُ : قشور البيض .
      أَصْغَى من أَجنتها ، يقول : لما تحرَّك الولد في البيض ، تَسَمَّع إِلى وسْواس ؛ جَعَلَ تلك الحركة وسوسةً .
      قال : وقابَتْ تَفَلَّقَت .
      والقُوبُ : البَيْضُ .
      وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه ، أَنه نهى عن التَّمَتُّع بالعمرة إِلى الحج ، وقال : إِنكم إِن اعتمرتم في أَشهر الحج ، رأَيتموها مُجْزئةً من حجكم ، فَفَرَغَ حَجكم ، وكانت قائِـبةً من قُوبٍ ؛ ضرب هذا مثلاً لخَلاء مكة من المعتمرين سائر السنة .
      والمعنى : أَن الفرخ إِذا فارق بيضته لم يعد إِليها ، وكذا إِذا اعْتَمروا في أَشهر الحج ، لم يعودوا إِلى مكة .
      ويقال : قُبْتُ البَيْضة أَقُوبُها قَوْباً ، فانْقابَتِ انقِـياباً .
      قال الأَزهري : وقيل للبيضة قائِـبةٌ ، وهي مَقُوبة ، أَراد أَنها ذاتُ فَرْخٍ ؛ ويقال لها قاوِبةٌ إِذا خَرَجَ منها الفَرْخُ ، والفرخُ الخارج يقال له : قُوبٌ وقُوبيّ ؛ قال الكميت : وأَفْرَخَ منْ بيضِ الأَنوقِ مَقُوبُها

      ويقال : انْقابَ المكانُ ، وتَقَوَّبَ إِذا جُرِّدَ فيه مواضعُ من الشجر والكلإِ .
      ورجل مَليءٌ قُوَبَةٌ ، مثل هُمَزة : ثابتُ الدارِ مُقِـيمٌ ؛ يقال ذلك للذي لا يبرح من المنزل .
      وقَوِبَ من الغُبار أَي اغْبرَّ ؛ عن ثعلب .
      والمُقَوَّبةُ من الأَرضين : التي يُصِـيبُها المطرُ فيبقَى في أَماكِنَ منها شجرٌ كان بها قديماً ؛ حكاه أَبو حنيفة .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. قود
    • " القَوْدُ : نقيض السَّوْق ، يَقُودُ الدابَّة من أَمامِها ويَسُوقُها من خَلْفِها ، فالقَوْدُ من أَمام والسَّوْقُ من خَلْف .
      قُدْتُ الفرس وغيره أَقُودهُ قَوْداً ومَقادَة وقَيْدُودة ، وقاد البعيرَ واقْتادَه : معناه جَرَّه خلفه .
      وفي حديث الصلاة : اقْتادوا رَواحِلَهم ؛ قاد الدابةَ قَوْداً ، فهي مَقُودة ومَقْوُودَة ؛ الأَخيرة نادرة وهي تميمية ، واقْتادَها والاقْتِيادُ والقَوْدُ واحد ، واقْتادَهُ وقادَهُ بمعنى .
      وقَوَّدَهُ : شدِّدَ للكثرة .
      والقَوْدُ : الخيل ، يقال : مَرَّ بنا قَوْد .
      الكسائي : فرس قَوُودٌ ، بلا همز ، الذي ينقاد ، والبعير مثله ، والقَوْد من الخيل التي تُقادُ بِمَقاوِدِها ولا تركب ، وتكون مُودَعَة مُعَدّة لوقت الحاجة إِليها .
      يقال : هذه الخيلُ قَوْدُ فلان القائِد ، وجمع قائد الخيل قادَة وقُوَّاد ، وهو قائد بَيِّن القِيادة ، والقائِدُ واحد القُوَّاد والقادةِ ؛ ورجل قائد من قوم قُوَّد وقُوَّاد وقادة .
      وأَقاده خيلاً : أَعطاه إِياها يَقُودها ، وأَقَدْتُك خيلاً تَقُودُها .
      والمِقْوَدُ والقِيادُ : الحبل الذي تقود به .
      الجوهري : المقود الحبل يشدّ في الزِّمام أَو اللِّجامِ تُقاد به الدابَّة .
      والمِقْوَدُ : خَيْط أَو سير يجعل في عنق الكلب أَو الدابة يقاد به .
      وفلان سَلِسُ القِياد وصَعْبُه ، وهو على المثل .
      وفي حديث علي ، رضوان الله عليه : فمن اللَّهِج باللذةِ السَّلِس القِيادِ للشَّهْوَةِ ، واستعمل أَبو حنيفة القِيادَ في اليعاسِيب فقال في صِفاتها : وهي مُلوك النحل وقادَتُها .
      وفي حديث السَّقِيفَةِ : فانطلق أَبو بكر وعمر يَتَقاودان حتى أَتَوْهُم أَي يَذْهبان مُسْرِعَين كأَن كل واحد منهما يَقُودُ الآخرَ لسُرْعَتِه .
      وأَعطاه مَقادَتَه : انقادَ له .
      والانقيادُ : الخُضوعُ .
      تقول : قُدْتُهُ فانقادَ واستقادَ لي إِذا أَعطاك مَقادتَه ، وفي حديث عليّ : قُرَيْشٌ قادَة ذادَة أَي يَقُودونَ الجُيُوشَ ، وهو جمع قائِدٍ .
      وروي أَنَّ قُصَيّاً قَسَمَ مَكارِمَه فأَعْطى قَوْدَ الجُيُوشِ عبدَ منافٍ ، ثم وَلِيَها عبدُ شَمْسٍ ، ثم أُمية بن حرب ، ثم أَبو سفيان .
      وفرس قَؤُود : سَلِسٌ مُنْقادٌ .
      وبعير قَؤُود وقيِّدٌ وقَيْدٌ ، مثل مَيْت ، وأَقْوَدُ : ذليل مُنْقاد ، والاسم من ذلك كله القِيادةُ .
      وجعلته مَقادَ المُهْرِ أَي على اليمين لأَن المهر أَكثر ما يُقادُ على اليمين ؛ قال ذو الرمة : وقد جَعَلُوا السَّبِيَّةَ عن يمينٍ مَقادَ المُهْرِ ، واعْتَسَفُوا الرِّمالا وقادت الريحُ السحابَ على المَثَل ؛ قالت أُم خالد الخثعمية : لَيْتَ سِماكِيّاً يَحارُ رَبابُه ، يُقادُ إِلى أَهلِ الغَضا بِزِمامِ وأَقادَ الغَيثُ ؛ فهو مُقِيدٌ إِذا اتسع ؛ وقول تميم بن مقبل يصف الغيث : سَقاها ، وإِن كانتْ عَلَيْنا بَخِيلَةً ، أَغَرُّ سِماكِيٌّ أَقادَ وأَمْطَرَا قيل في تفسيره : أَقاد اتَّسَع ، وقيل : أَقاد أَي صار له قائد من السحاب بين يديه ؛ كما ، قال ابن مقبل أَيضاً : له قائدٌ دُهْمُ الرَّبابِ ، وخَلْفَه رَوايا يُبَجِّسْنَ الغَمَامَ الكَنَهْوَرا أَراد : له قائدٌ دُهْمٌ رَبابُه فلذلك جَمَع .
      وأَقادَ : تقدَّم وهو مما ذكر كأَنه أَعطَى مَقادَتَه الأَرضَ فأَخَذَتْ منها حاجتها ؛ وقول رؤبة : أَتْلَع يَسْمُو بِتَلِيلٍ قَوَّاد قيل في تفسيره : مُتَقَدّم .
      ويقال : انقادَ لي الطريق إِلى موضع كذا انقِياداً إِذا وَضَح صَوْبُه ؛ قال ذو الرمة في ماءٍ وَرَدَه : تَنَزَّلَ عن زَيْزَاءَةِ القُفِّ ، وارْتَقَى عن الرَّمْلِ ، فانقادَتْ إِليه الموارِد ؟

      ‏ قال أَبو منصور : سأَلتُ الأَصمعي عن معنى وانقادتْ إِليه المَواردُ ، قال : تتابَعَتْ إِليه الطُّرُقُ .
      والقائدةُ من الإِبلِ : التي تَقَدَّمُ الإِبِلَ وتَأْلَفُها الأُفْتاءُ .
      والقَيِّدَةُ من الإِبل : التي تُقادُ للصَّيْدِ يُخْتَلُ بها ، وهي الدَّرِيئة .
      والقائدُ من الجَبَل : أَنْفُه .
      وقائد الجبل : أَنْفُه .
      وكلُّ مستطيلٍ من الأَرضِ : قائدٌ .
      التهذيب : والقِيادَةُ مصدر القائدِ .
      وكلُّ شيءٍ من جَبَلٍ أَو مُسَنَّاةٍ كان مستطيلاً على وجه الأَرض ، فهو قائدٌ وظهر من الأَرض يَقُودُ ويَنْقادُ ويَتَقاوَدُ كذا وكذا ميلاً .
      والقائدَةُ : الأَكمَةُ تمتدُّ على وجه الأَرض .
      والقَوْداءُ : الثَّنِيَّةُ الطويلةُ في السماءِ ؛ والجبل أَقْوَدُ .
      وهذا مكان يَقُودُ من الأَرض كذا وكذا ويقتادُه أَي يُحاذِيه .
      والقائدُ : أَعظم فُلْجانِ الحَرْثِ ؛ قال ابن سيده : وإِنما حملناه على الواو لأَنها أَكثر من الياء فيه .
      والأَقْوَدُ : الطويلُ العُنُق والظهر من الإِبلِ والناس والدوابِّ .
      وفرس أَقْوَدُ : بَيِّن القَوَد ؛ وناقة قَوْداءُ ؛ وفي قصيد كعب : وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْلِيلُ القَوْداءُ : الطويلة ؛ ومنه رمل مُنْقادٌ أَي مُسْتطِيلٌ ؛ وخيل قُبٌّ قُودٌ ، وقد قَوِد قَوَداً .
      والأَقْوَدُ : الجبَلُ الطويل .
      والقَيْدُود : الطويل ، والأُنثى قَيْدُودة .
      وفرس قَيْدُودٌ : طويلة العُنُق في انحناء ؛ قال ابن سيده : ولا يوصَفُ به المذكر .
      والقَيادِيدُ : الطِّوالُ من الأُتُن ، الواحد قَيْدُود ؛

      وأَنشد لذي الرمة : راحَتْ يُقَحِّمُها ذُو أَزْمَلٍ وُسِقَتْ له الفَرائِشُ ، والقُبُّ القَيادِيدُ والأَقْوَدُ من الرجال : الشديدُ العنُق ، سمي بذلك لقلة التفاته ؛ ومنه قيل للبخيل على الزاد : أَقود لأَنه لا يتَلَفَّتُ عند الأَكل لئلا يرى إِنساناً فيحتاج أَن يَدْعُوَه .
      ورجل أَقْوَدُ : لا يتلفت ؛ التهذيب : والأَقود من الناس الذي إِذا أَقبَل على الشيء بوجهه لم يَكَدْ يصرف وجهه عنه ؛

      وأَنشد : ‏ إِنَّ الكَريمَ مَنْ تَلَفَّتَ حَوْلَه ، وإِنَّ اللئِيمَ دَائِمُ الطَّرْفِ أَقْوَدُ بن شميل : الأَقْوَدُ من الخيل الطويلُ العُنُق العظيمُه .
      والقَوَدُ : قَتْلُ النفْسِ بالنفسِ ، شاذٌّ كالحَوَكَة والخَوَنَة ؛ وقد استَقَدْتُه فأَقادني .
      الجوهري : القَوَدُ القِصاصُ .
      وأَقَدْتُ القاتِلَ بالقتيل أَي قَتَلْتُه به .
      يقال : أَقاده السلطان من أَخيه .
      واستقدت الحاكم أَي سأَلته أَن يُقِيدَ القاتلَ بالقتيل .
      وفي الحديث : من قَتَلَ عَمْداً ، فهو قَوَدٌ ؛ القَوَدُ : القِصاصُ وقَتْلُ القاتِلِ بدل القتيل ؛ وقد أَقَدْتُه به أُقِيدُه إِقادة .
      الليث : القَوَدُ قتْلُ القاتِلِ بالقتيل ، تقول : أَقَدْتُه ، وإِذا أَتى إِنسانٌ إِلى آخر أَمْراً فانتَقَم منه بِمثْلِها قيل : استقادَها منه ؛ الأَحمر : فإِن قتله السلطانُ بِقَود قيل : أَقاد السلطانُ فلاناً وأَقَصَّه .
      ابن بُزُرج : تُقَيِّدُ أَرضٌ حَمِيضَة ، سمِّيت تُقَيِّد لأَنها تُقَيِّدُ ما كان بها من الإِبل تَرْتعِيها لكثرة حَمْضِها وخُلَّتِها .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. قوت
    • " القُوتُ : ما يُمْسِكُ الرَّمَقَ من الرًِّزْق .
      ابن سيده : القُوتُ ، والقِيتُ ، والقِيتَةُ ، والقائِتُ : المُسْكة من الرزق .
      وفي الصحاح : هو ما يَقُوم به بَدَنُ الإِنسان من الطعام ؛ يقال : ما عنده قُوتُ ليلةٍ ، وقِيتُ ليلةٍ ، وقِيتَةُ ليلةٍ ؛ فلما كُسِرتِ القافُ صارت الواو ياء ، وهي البُلْغة ؛ وما عليه قُوتٌ ولا قُواتٌ ، هذانِ عن اللحياني .
      قال ابن سيده : ولم يفسره ، وعندي أَنه من القُوت .
      والقَوْتُ : مصدرُ قاتَ يَقُوتُ قَوْتاً وقِياتَةً .
      وقال ابن سيده : قاتَه ذلك قَوْتاً وقُوتاً ، الأَخيرة عن سيبويه .
      وتَقَوَّتَ بالشيء ، واقْتاتَ به واقْتاتَهُ : جَعَلَه قُوتَهُ .
      وحكى ابنُ الأَعرابي : أَن الاقْتِياتَ هو القُوتُ ، جعله اسماً له .
      قال ابن سيده : ولا أَدري كيفَ ذلك ؛ قال وقول طُفَيلٍ : يَقْتاتُ فَضْلَ سَنامِها الرَّحْل ؟

      ‏ قال : عندي أَنَّ يَقْتاته هنا يأْكله ، فيجعله قُوتاً لنفسه ؛ وأَما ابن الأَعرابي فقال : معناه يَذْهَبُ به شيئاً بعد شيء ، قال : ولم أَسمع هذا الذي حكاه ابن الأَعرابي ، إِلاّ في هذا البيت وحده ، فلا أَدْري أَتَأَوُّلٌ منه ، أَم سماعٌ سمعه ؛ قال ابن الأَعرابي : وحَلَفَ العُقَيْليُّ يوماً ، فقال : لا ، وَقائتِ نَفَسِي القَصير ؛ قال : هو من قوله : يَقْتاتُ فَضْلَ سَنامِها الرَّحْل ؟

      ‏ قال : والاقْتِياتُ والقَوتُ واحدٌ .
      قال أَبو منصور : لا ، وقائِتِ نَفَسِي ؛ أَراد بنَفَسِه روحَه ؛ والمعنى : أَنه يَقْبِضُ رُوحَه ، نَفَساً بعد نَفَسٍ ، حتى يَتَوفَّاه كلَّه ؛ وقوله : يَقْتاتُ فَضْلَ سَنامِها الرَّحْلُ أَي يأْخذ الرحلُ ، وأَنا راكبُه ، شَحْمَ سَنام الناقةِ قليلاً قليلاً ، حتى لا يَبْقَى منه شيءٌ ، لأَنه يُنْضِيها .
      وأَنا أَقُوتُه أَي أَعُولُه برزقٍ قليلٍ .
      وقُتُّه فاقتاتَ ، كما تقول رَزَقْتُه فارْتَزَقَ ، وهو في قائِتٍ من العَيْش أَي في كِفايةٍ .
      واسْتَقاتَه : سأَله القُوتَ ؛ وفلانٌ يَتَقَوَّتُ بكذا .
      وفي الحديث : اللهم اجْعَلْ رِزْقَ آلِ محمدٍ قُوتاً أَي بقَدْرِ ما يُمْسِكُ الرَّمَقَ من المَطْعَم .
      وفي حديث الدُّعاء : وجَعَلَ لكل منهم قِيتَةً مَقْسومةً من رِزْقِه ، هي فِعْلَة من القَوْتِ ، كمِيتَة من المَوتِ .
      ونَفَخَ في النار نَفْخاً قُوتاً ، واقْتاتَ لها : كلاهما رَفَقَ بها .
      واقْتَتْ لنارِك قِيتةً أَي أَطْعِمْها ؛ قال ذو الرمة : فقلتُ له : خُذْها إِليكَ ، وأَحْيِها بروحِكَ ، واقْتَتْه لها قِيتةً قَدْرا وإِذا نَفَخَّ نافخٌ في النار ، قيل له : انْفُخْ نَفْخاً قُوتاً ، واقْتْ لها نَفْخَك قِيتةً ؛ يأْمُرُه بالرِّفْقِ والنَّفْخِ القليل .
      وأَقاتَ الشيءَ وأَقاتَ عليه : أَطاقَه ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي : وبِما أَسْتَفِيدُ ، ثم أُقِيتُ المالَ ، إِني امْرُؤٌ مُقِيتٌ مُفِيدُ وفي أَسماء الله تعالى : المُقِيتُ ، هو الحَفِيظ ، وقيل : المُقْتَدِرٌ ، وقيل : هو الذي يُعْطِي أَقْواتَ الخلائق ؛ وهو مِن أَقاتَه يُقِيتُه إِذا أَعطاه قُوتَه .
      وأَقاته أَيضاً : إِذا حَفِظَه .
      وفي التنزيل العزيز : وكان اللهُ على كلِّ شيء مُقِيتاً .
      الفراء : المُقِيتُ المُقْتَدِرُ والمُقَدِّرُ ، كالذي يُعْطِي كلَّ شيءٍ قوتَه .
      وقال الزجاجُ : المُقِيتُ القَديرُ ، وقيل : الحفيظ ؛ قال : وهو بالحفيظ أَشبه ، لأَنه مُشْتَقُّ من القُوتِ .
      يقال : قُتُّ الرجلَ أَقُوتُه قَوْتاً إِذا حَفِظْتَ نَفْسَه بما يَقُوته .
      والقُوتُ : اسمُ الشيء الذي يَحْفَظُ نَفْسَه ، ولا فَضْلَ فيه على قَدْرِ الحِفْظِ ، فمعنى المُقِيتِ : الحفيظُ الذي يُعْطِي الشيءَ قَدْرَ الحاجة ، من الحِفْظِ ؛ وقال الفراس : المُقِيتُ المُقْتَدِرُ ، كالذي يُعْطِي كلَّ رَجُلٍ قُوتَه .
      ويقال : المُقِيتُ الحافِظُ للشيء والشاهِدُ له ؛

      وأَنشد ثعلب للسَّمَوْأَل بن عادِياء : رُبَّ شَتْمٍ سَمِعْتُه وتَصامَمْتُ ، وعِيٍّ تَرَكْتُه .
      فكُفِيتُ لَيتَ شِعْري وأَشْعُرَنَّ إِذا ما قَرَّبُوها مَنْشُورةً ، ودُعِيتُ أَلِيَ الفَضْلُ أَمْ عَليَّ ، إِذا حُو سِبْتُ ؟ إِني عَلى الحِسابِ مُقِيتُ أَي أَعْرِفُ ما عَمِلْتُ من السُّوء ، لأَن الإِنسان على نفسه بصيرة .
      حكى ابن بري عن أَبي سعيد السيرافي ، قال : الصحيح رواية من رَوَى : رَبِّي على الحِسابِ مُقِيت ؟

      ‏ قال : لأَن الخاضعَ لربِّه لا يَصِفُ نفسَه بهذه الصفة .
      قال ابن بري : الذي حَمَلَ السيرافيَّ على تصحيح هذه الرواية ، أَنه بَنَى على أَن مُقِيتاً بمعنى مُقْتَدِرٍ ، ولو ذَهَبَ مَذْهَبَ من يقول إِنه الحافظ للشيء والشاهد له ، كما ذكر الجوهري ، لم يُنْكِر الروايةَ الأَوَّلَة .
      وقال أَبو إِسحق الزجاج : إِن المُقِيتَ بمعنى الحافظ والحفيظ ، لأَنه مشتق من القَوتِ أَي مأْخوذ من قولهم : قُتُّ الرجلَ أَقُوتُه إِذا حَفِظْتَ نفسه بما يَقُوتُه .
      والقُوتُ : اسمُ الشيء الذي يَحْفَظُ نَفْسَه ، قال : فمعنى المُقِيت على هذا : الحفيظُ الذي يُعْطِي الشيءَ على قدر الحاجة ، مِن الحِفْظ ؛

      قال : وعلى هذا فُسِّرَ قولُه عز وجل : وكان اللهُ على كل شيء مُقِيتاً أَي حفيظاً .
      وقيل في تفسير بيت السَّمَوأَل : إِني على الحِسابِ مُقِيتُ ؛ أَي مَوقوفٌ على الحساب ؛ وقال آخر : ثم بَعْدَ المَماتِ يَنشُرني مَن هُو على النَّشْرِ ، يا بُنَيَّ ، مُقِيتُ أَي مُقْتَدِرٌ .
      وقال أَبو عبيدة : المُقِيتُ ، عند العرب ، المَوقُوفُ على الشيء .
      وأَقاتَ على الشيء : اقْتَدَرَ عليه .
      قال أَبو قَيْسِ بن رِفاعة ، وقد رُوِيَ أَنه للزبَير بن عبد المطلب ، عَمَّ سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ؛

      وأَنشده الفراء : وذي ضِغْنٍ كَفَفْتُ النَّفْسَ عنه ، وكنتُ على مَساءَتِه مُقِيتا (* قوله « على مساءته مقيتا » تبع الجوهري ، وقال في التكملة : الرواية أُقيت أَي بضم الهمزة ، قال والقافية مضمومة وبعده : يبيت الليل مرتفقاً ثقيلاً * على فرش القناة وما أَبيت تعن إلي منه مؤذيات * كما تبري الجذامير البروت والبروت جمع برت ، فاعل تبري كترمي .
      والجذامير مفعوله على حسب ضبطه .) وقوله في الحديث : كفَى بالمرء إِثماً أَن يُضَيِّعَ من يَقُوتُ ؛ أَراد من يَلْزَمُهُ نَفَقَتُه من أَهله وعياله وعبيده ؛ ويروى : من يَقِيتُ ، على اللغة الأُخْرى .
      وقوله في الحديث : قُوتوا طعامَكم يُبارَك لكم فيه ؛ سئِلَ الأَوزاعِيُّ عنه ، فقال : هو صِغَرُ الأَرغِفَةِ ؛ وقال غيره : هو مثل قوله : كِيلُوا طعامَكم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. قوا
    • " الليث : القوّة من تأْليف ق و ي ، ولكنها حملت على فُعْلة فأُدغمت الياء في الواو كراهية تغير الضمة ، والفِعالةُ منها قِوايةٌ ، يقال ذلك في الحَزْم ولا يقال في البَدَن ؛

      وأَنشد : ومالَ بأَعْتاقِ الكَرَى غالِباتُها ، وإِنِّي على أَمْرِ القِوايةِ حازِم ؟

      ‏ قال : جعل مصدر القوِيّ على فِعالة ، وقد يتكلف الشعراء ذلك في الفعل اللازم .
      ابن سيده : القُوَّةُ نقيض الضعف ، والجمع قُوًى وقِوًى .
      وقوله عز وجل : يا يحيى خُذِ الكتاب بقُوَّةٍ ؛ أَي بِجِدّ وعَوْن من الله تعالى ، وهي القِوايةُ ، نادر ، إنما حكمه القِواوةُ أَو القِواءة ، يكون ذلك في البَدن والعقل ، وقد قَوِيَ فهو قَوِيّ وتَقَوَّى واقْتَوى كذلك ، قال رؤبة : وقُوَّةَ اللهِ بها اقْتَوَيْنا وقَوّاه هو .
      التهذيب : وقد قَوِيَ الرجل والضَّعيف يَقْوَى قُوَّة فهو قَوِيٌّ وقَوَّيْتُه أَنا تَقْوِيةً وقاوَيْتُه فَقَوَيْتُه أَي غَلَبْته .
      ورجل شديد القُوَى أَي شدِيدُ أَسْرِ الخَلْقِ مَمَرُّه .
      وقال سبحانه وتعالى : شدِيدُ القُوَى ؛ قيل : هو جبريل ، عليه السلام .
      والقُوَى : جمع القُوَّة ، قال عز وجل لموسى حين كتب له الأَلواح : فخذها بقوَّة ؛ قال الزجاج : أَي خذها بقُوَّة في دينك وحُجَّتك .
      ابن سيده : قَوَّى الله ضعفَك أَي أُبدَلك مكان الضعف قُوَّة ، وحكى سيبويه : هو يُقَوَّى أَي يُرْمَى بذلك .
      وفرس مُقْوٍ : قويٌّ ، ورجل مُقْوٍ : ذو دابة قَوِيّة .
      وأَقْوَى الرجلُ فهو مُقْوٍ إِذا كانت دابته قَوِيَّة .
      يقال : فلان قَوِيٌّ مُقْوٍ ، فالقَوِي في نفسه ، والمُقْوِي في دابته .
      وفي الحديث أَنه ، قال في غزوة تبوك : لا يَخْرُجَنَّ معنا الاَّ رجل مُقْوٍ أَي ذو دابة قَوِيَّة .
      ومنه حديث الأَسود بن زيد في قوله عز وجل : وإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرون ، قال : مُقْوون مُؤْدونَ أَي أَصحاب دَوابّ قَوِيّة كامِلُو أَداةِ الحرب .
      والقَوِيُّ من الحروف : ما لم يكن حرف لين .
      والقُوَى : العقل ؛

      وأَنشد ثعلب : وصاحِبَيْنِ حازِمٍ قُواهُما نَبَّهْتُ ، والرُّقادُ قد عَلاهُما ، إِلى أَمْونَيْنِ فَعَدَّياهما القُوَّة : الخَصْلة الواحدة من قُوَى الحَبل ، وقيل : القُوَّة الطاقة الواحدة من طاقاتِ الحَبْل أَو الوَتَر ، والجمع كالجمع قُوًى وقِوًى .
      وحبل قَوٍ ووتَرٌ قَوٍ ، كلاهما : مختلف القُوَى .
      وأَقْوَى الحبلَ والوَتر : جعل بعض قُواه أَغلظ من بعض .
      وفي حديث ابن الديلمي : يُنْقَضُ الإِسلامُ عُرْوَةً عُروة كما يُنْقَضُ الحبلُ قُوَّة قُوَّة .
      والمُقْوِي : الذي يُقَوِّي وتره ، وذلك إِذا لم يُجد غارَته فتراكبت قُواه .
      ويقال : وتَر مُقْوًى .
      أَبو عبيدة : يقال أَقْوَيْتَ حبلَك ، وهو حبلٌ مُقْوًى ، وهو أَن تُرْخِي قُوَّة وتُغير قوَّة فلا يلبث الحبل أَن يَتَقَطَّع ، ويقال : قُوَّةٌ وقُوَّىً مثل صُوَّة وصُوًى وهُوَّة وهُوًى ، ومنه الإِقواء في الشعر .
      وفي الحديث : يذهَب الدِّين سُنَّةً سُنة كما يذهب الحبل قُوَّة قُوَّة .
      أَبو عمرو بن العلاء : الإِقْواء أَن تختلف حركات الروي ، فبعضه مرفوع وبعضه منصوب أَو مجرور .
      أَبو عبيدة : الإِقواء في عيوب الشعر نقصان الحرف من الفاصلة يعني من عَرُوض البيت ، وهو مشتق من قوَّة الحبل ، كأَنه نقص قُوَّة من قُواه وهو مثل القطع في عروض الكامل ؛ وهو كقول الربيع بن زياد : أَفَبَعْدَ مَقْتَلِ مالِك بن زُهَيْرٍ تَرْجُو النِّساءُ عَواقِبَ الأَطْهار ؟ فنقَص من عَروضه قُوَّة .
      والعَروض : وسط البيت : وقال أَبو عمرو الشيباني : الإِقْواء اختلاف إِعراب القَوافي ؛ وكان يروي بيت الأَعشى : ما بالُها بالليل زالَ زَوالُها بالرفع ، ويقول : هذا إِقْواء ، قال : وهو عند الناس الإِكفاء ، وهو اختلاف إِعراب القَوافي ، وقد أَقْوى الشاعر إِقْواء ، ابن سيده : أَقْوَى في الشعر خالفَ بين قَوافِيه ، قال : هذا قول أَهل اللغة .
      وقال الأَخفش : الإِقْواء رفع بيت وجرّ آخر نحو قول الشاعر : لا بَأْسَ بالقَوْمِ من طُولٍ ومن عِظَمٍ ، جِسْمُ البِغال وأَحْلامُ العَصافيرِ ثم ، قال : كأَنهم قَصَبٌ ، جُوفٌ أَسافِلُه ، مُثَقَّبٌ نَفَخَتْ فيه الأَعاصير ؟

      ‏ قال : وقد سمعت هذا من العرب كثيراً لا أُحصي ، وقَلَّت قصيدة ينشدونها إِلا وفيها إِقْواء ثم لا يستنكِرونه لأَنه لا يكسر الشعر ، وأَيضاً فإِن كل بيت منها كأَنه شعر على حِياله .
      قال ابن جني : أَما سَمْعُه الإِقواء عن العرب فبحيث لا يُرتاب به لكن ذلك في اجتماع الرفع مع الجرّ ، فأَما مخالطة النصب لواحد منهما فقليل ، وذلك لمفارقة الأَلف الياء والواو ومشابهة كل واحدة منهما جميعاً أُختها ؛ فمن ذلك قول الحرث بن حلزة : فَمَلَكْنا بذلك الناسَ ، حتى مَلَكَ المُنْذِرُ بنُ ماءِ السَّماء مع قوله : آذَنَتْنا بِبَيْنِها أَسْماءُ ، رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْه الثَّواءُ وقال آخر أَنشده أَبو عليّ : رَأَيْتُكِ لا تُغْنِينَ عَنِّى نَقْرََةً ، إِذا اخْتَلَفَت فيَّ الهَراوَى الدَّمامِكْ ‏

      ويروى : ‏ الدَّمالِكُ .
      فأَشْهَدُ لا آتِيكِ ما دامَ تَنْضُبٌ بأَرْضِكِ ، أَو صُلْبُ العَصا مِن رِجالِكِ ومعنى هذا أَن رجلاً واعدته امرأَة فعَثر عليها أَهلُها فضربوه بالعِصِيّ فقال هذين البيتين ، ومثل هذا كثير ، فأَما دخول النصب مع أَحدهما فقليل ؛ من ذلك ما أَنشده أَبو عليّ : فَيَحْيَى كان أَحْسَنَ مِنْكَ وَجْهاً ، وأَحْسَنَ في المُعَصْفَرَةِ ارْتِداآ ثم ، قال : وفي قَلْبي على يَحْيَى البَلا ؟

      ‏ قال ابن جني : وقال أَعرابي لأَمدحنّ فلاناً ولأهجونه وليُعْطِيَنِّي ، فقال : يا أَمْرَسَ الناسِ إِذا مَرَّسْتَه ، وأَضْرَسَ الناسِ إِذا ضَرَّسْتَه (* قوله « يا أمرس الناس إلخ » كذا بالأصل .) وأَفْقَسَ الناسِ إِذا فَقَّسْتَه ، كالهِنْدُوَانِيِّ إِذا شَمَّسْتَه وقال رجل من بني ربيعة لرجل وهبه شاة جَماداً : أَلم تَرَني رَدَدْت على ابن بَكْرٍ مَنِيحَتَه فَعَجَّلت الأَداآ فقلتُ لِشاتِه لمَّا أَتَتْني : رَماكِ اللهُ من شاةٍ بداءِ وقال العلاء بن المِنهال الغَنَوِيّ في شريك بن عبد الله النخعي : لَيتَ أَبا شَرِيكٍ كان حَيّاً ، فَيُقْصِرَ حِينَ يُبْصِرُه شَرِيكُ ويَتْرُكَ مِنْ تَدَرُّئِه علينا ، إِذا قُلنا له : هذا أَبْوكا وقال آخر : لا تَنْكِحَنَّ عَجُوزاً أَو مُطَلَّقةً ، ولا يسُوقَنَّها في حَبْلِك القَدَرُ أَراد ولا يسُوقَنَّها صَيْداً في حَبْلِك أَو جَنيبة لحبلك .
      وإِنْ أَتَوْكَ وقالوا : إنها نَصَفٌ ، فإِنَّ أَطْيَبَ نِصْفَيها الذي غَبَرا وقال القُحَيف العُقَيْلي : أَتاني بالعَقِيقِ دُعاءُ كَعْبٍ ، فَحَنَّ النَّبعُ والأَسَلُ النِّهالُ وجاءَتْ مِن أَباطِحها قُرَيْشٌ ، كَسَيْلِ أَتِيِّ بيشةَ حين سالاَ وقال آخر : وإِني بحَمْدِ اللهِ لا واهِنُ القُوَى ، ولم يَكُ قَوْمِي قَوْمَ سُوءٍ فأَخْشعا وإِني بحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ عاجِزٍ لَبِسْتُ ، ولا من غَدْرةٍ أَتَقَنَّعُ ومن ذلك ما أَنشده ابن الأَعرابي : قد أَرْسَلُوني في الكَواعِبِ راعِياً ، فَقَدْ ، وأَبي راعِي الكواعِبِ ، أَفْرِسُ أَتَتْه ذِئابٌ لا يُبالِينَ راعِياً ، وكُنَّ سَواماً تَشْتَهِي أَن تُفَرَّسا وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً : عَشَّيْتُ جابانَ حتى اسْتَدَّ مَغْرِضُه ، وكادَ يَهْلِكُ لولا أَنه اطَّافا قُولا لجابانَ : فَلْيَلْحَقْ بِطِيَّته ، نَوْمُ الضُّحَى بعدَ نَوْمِ الليلِ إِسْرافُ وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً : أَلا يا خيْزَ يا ابْنَةَ يَثْرُدانٍ ، أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدكِ لا يَنام ‏

      ويروى : ‏ أُثْردانٍ .
      وبَرْقٌ للعَصِيدةِ لاحَ وَهْناً ، كما شَقَّقْتَ في القِدْر السَّناما وقال : وكل هذه الأَبيات قد أَنشدنا كل بيت منها في موضعه .
      قال ابن جني : وفي الجملة إِنَّ الإِقواء وإِن كان عَيباً لاختلاف الصوت به فإِنه قد كثر ، قال : واحتج الأَخفش لذلك بأَن كل بيت شعر برأْسه وأَنَّ الإِقواء لا يكسر الوزن ؛ قال : وزادني أَبو علي في ذلك فقال إِن حرف الوصل يزول في كثير من الإِنشاد نحو قوله : قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِل وقوله : سُقِيتِ الغَيْثَ أَيَّتُها الخِيام وقوله : كانت مُبارَكَةً مِن الأَيَّام فلما كان حرف الوصل غير لازم لأَن الوقف يُزيله لم يُحْفَل باختلافه ، ولأَجل ذلك ما قلَّ الإِقواء عنهم مع هاء الوصل ، أَلا ترى أَنه لا يمكن الوقوف دون هاء الوصل كما يمكن الوقوف على لام منزل ونحوه ؟ فلهذا قل جدّاً نحو قول الأعشى : ما بالُها بالليلِ زال زوالُها فيمن رفع .
      قال الأَخفش : قد سمعت بعض العرب يجعل الإِقواء سِناداً ؛ وقال الشاعر : فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتَحْرِيد ؟

      ‏ قال : فجعل الإِقواء غير السناد كأَنه ذهب بذلك إِلى تضعيف قول من جعل الإِقواء سناداً من العرب وجعله عيباً .
      قال : وللنابغة في هذا خبر مشهور ، وقد عيب قوله في الداليَّة المجرورة : وبذاك خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسودُ فعِيب عليه ذلك فلم يفهمه ، فلما لم يفهمه أُتي بمغنية فغنته : مِن آلِ مَيّةَ رائحٌ أَو مُغْتَدِي ومدّت الوصل وأَشبعته ثم ، قالت : وبذاك خَبَّرنا الغُدافُ الأَسودُ ومَطَلَت واو الوصل ، فلما أَحسَّه عرفه واعتذر منه وغيَّره فيما يقال إِلى قوله : وبذاكَ تَنْعابُ الغُرابِ الأَسْودِ وقال : دَخَلْتُ يَثْرِبَ وفي شعري صَنْعة ، ثم خرجت منها وأَنا أَشْعر العرب .
      واقْتَوى الشيءَ : اخْتَصَّه لنفسه .
      والتَّقاوِي : تزايُد الشركاء .
      والقِيُّ : القَفْر من الأَرض ، أبدلوا الواو ياء طلباً للخفة ، وكسروا القاف لمجاورتها الياء .
      والقَواءُ : كالقِيّ ، همزته منقلبة عن واو .
      وأَرض قَواء وقَوايةٌ ؛ الأَخيرة نادرة : قَفْرة لا أَحد فيها .
      وقال الفراء في قوله عز وجل : نحن جَعَلْناها تَذْكِرة ومتاعاً للمُقْوِين ، يقول : نحن جعلنا النار تذكرة لجهنم ومتاعاً للمُقْوِين ، يقول : منفعةً للمُسافرين إِذا نزلوا بالأَرض القِيّ وهي القفر .
      وقال أَبو عبيد : المُقْوِي الذي لا زاد معه ، ‏

      يقال : ‏ أَقْوَى الرجل إِذا نَفِد زاده .
      وروى أَبو إسحق : المُقْوِي الذي ينزل بالقَواء وهي الأَرض الخالية .
      أَبو عمرو : القَواية الأَرض التي لم تُمْطَر .
      وقد قَوِيَ المطر يَقْوَى إِذا احْتبس ، وإنما لم يدغم قَوِيَ وأُدغمت قِيٌّ لاختلاف الحرفين ، وهما متحركان ، وأُدغمت في قولك لوَيْتُ لَيّاً وأَصله لَوْياً ، مع اختلافهما ، لأَن الأُولى منهما ساكنة ، قَلَبْتَها ياء وأَدغمت .
      والقَواء ، بالفتح : الأَرض التي لم تمطر بين أَرضين مَمطورتَين .
      شمر :، قال بعضهم بلد مُقْوٍ إِذا لم يكن فيه مطر ، وبلد قاوٍ ليس به أَحد .
      ابن شميل : المُقْوِيةُ الأَرض التي لم يصبها مطر وليس بها كلأٌ ، ولا يقال لها مُقْوِية وبها يَبْسٌ من يَبْسِ عام أَوَّل .
      والمُقْوِية : المَلْساء التي ليس بها شيء مثل إِقْواء القوم إِذا نَفِد طعامهم ؛

      وأَنشد شمر لأَبي الصوف الطائي : لا تَكْسَعَنّ بَعْدَها بالأَغبار رِسْلاً ، وإن خِفْتَ تَقاوِي الأَمْطا ؟

      ‏ قال : والتَّقاوِي قِلَّته .
      وسنة قاويةٌ : قليلة الأَمطار .
      ابن الأَعرابي : أَقْوَى إِذا اسْتَغْنَى ، وأَقْوى إِذا افتقَرَ ، وأَقْوَى القومُ إِذا وقعوا في قِيٍّ من الأَرض .
      والقِيُّ : المُسْتَوِية المَلْساء ، وهي الخَوِيَّةُ أَيضاً .
      وأَقْوَى الرجلُ إِذا نزل بالقفر .
      والقِيُّ : القفر ؛ قال العجاج : وبَلْدَةٍ نِياطُها نَطِيُّ ، قِيٌّ تُناصِيها بلادٌ قِيُّ وكذلك القَوا والقَواء ، بالمد والقصر .
      ومنزل قَواء : لا أَنِيسَ به ؛ قال جرير : أَلا حَيِّيا الرَّبْعَ القَواء وسَلِّما ، ورَبْعاً كجُثْمانِ الحَمامةِ أَدْهَما وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : وبي رُخِّصَ لكم في صَعِيدِ الأَقْواءِ ؛ الأَقْواءُ : جمع قَواء وهو القفر الخالي من الأَرض ، تريد أَنها كانت سبب رُخصة التيمم لما ضاع عِقْدُها في السفر وطلبوه فأَصبحوا وليس معهم ماء فنزلت آية التيمم ، والصَّعِيدُ : التراب .
      ودارٌ قَواء : خَلاء ، وقد قَوِيَتْ وأَقْوَتْ .
      أَبو عبيدة : قَوِيَت الدار قَواً ، مقصور ، وأَقْوَتْ إِقواءً إِذا أَقْفَرت وخَلَتْ .
      الفراء : أَرض قِيٌّ وقد قَوِيَتْ وأَقْوَتْ قَوايةً وقَواً وقَواء .
      وفي حديث سَلْمان : مَن صَلَّى بأَرْض قِيٍّ فأَذَّنَ وأَقامَ الصلاةَ صلَّى خَلْفَه من الملائكة ما لا يُرَى قُطْرُه ، وفي رواية : ما من مسلم يصلي بِقِيٍّ من الأَرض ؛ القيّ ، بالكسر والتشديد : فِعْل من القَواء ، وهي الأَرض القَفْر الخالية .
      وأَرض قَواء : لا أَهل فيها ، والفِعْل أَقْوَت الأَرض وأَقْوَتِ الدار إِذا خلت من أَهلها ، واشتقاقه من القَواء .
      وأَقْوَى القومُ : نزلوا في القَواء .
      الجوهري : وبات فلان القَواء ، وبات القَفْر إِذا بات جائعاً على غير طُعْم ؛ وقال حاتم طيِّء : وإِني لأَختارُ القَوا طاوِيَ الحَشَى ، مُحافَظَةً مِنْ أَنْ يُقالَ لَئِيمُ ابن بري : وحكى ابن ولاد عن الفراء قَواً مأْخوذ من القِيِّ ، وأَنشد بيت حاتم ؛ قال المهلبي : لا معنى للأَرض ههنا ، وإِنما القَوَا ههنا بمعنى الطَّوَى .
      وأَقْوى الرجل : نَفِدَ طعامه وفَنِي زاده ؛ ومنه قوله تعالى : ومتاعاً للمُقْوِين .
      وفي حديث سرية عبد الله بن جَحش :، قال له المسلمون إِنَّا قد أَقْوَيْنا فأَعْطِنا من الغنيمة أَي نَفِدَت أَزْوادنا ، وهو أَن يبقى مِزْوَدُه قَواء أَي خالياً ؛ ومنه حديث الخُدْرِي في سَرِيَّةِ بني فَزارةَ : إِني قد أَقْوَيْت مُنْذُ ثلاث فخِفْت أَن يَحْطِمَني الجُوع ؛ ومنه حديث الدعاء : وإِنَّ مَعادِن إِحسانك لا تَقْوَى أَي لا تَخْلُو من الجوهر ، يريد به العطاء والإِفْضال .
      وأَقْوَى الرجل وأَقْفَرَ وأَرْمَلَ إِذا كان بأَرض قَفْرٍ ليس معه زاد .
      وأَقْوَى إِذا جاعَ فلم يكن معه شيء ، وإِن كان في بيته وسْطَ قومه .
      الأَصمعي : القَواء القَفْر ، والقِيُّ من القَواء فعل منه مأْخوذ ؛ قال أَبو عبيد : كان ينبغي أَن يكون قُوْيٌ ، فلما جاءت الياء كسرت القاف .
      وتقول : اشترى الشركاء شيئاً ثم اقْتَوَوْه أَي تزايدوه حتى بلغ غاية ثمنه .
      وفي حديث ابن سيرين : لم يكن يرى بأْساً بالشُّركاء يتَقاوَوْنَ المتاع بينهم فيمن يزيد ؛ التَّقاوِي بين الشركاء : أَن يشتروا سلعة رخيصة ثم يتزايدوا بينهم حتى يَبْلُغوا غاية ثمنها .
      يقال : بيني وبين فلان ثوب فتَقاوَيْناه أَي أَعطيته به ثمناً فأَخذته أَو أَعطاني به ثمناً فأَخذه .
      وفي حديث عطاء : سأَل عُبَيْدَ اللهِ بنَ عبد الله بنِ عُتْبةَ عن امرأَة كان زوجها مملوكاً فاشترته ، فقال : إِنِ اقْتَوَتْه فُرّق بينهما وإن أَعتقته فهما على نكاحهما أَي إِن اسْتخْدمَتْه ، من القَتْوِ الخِدمةِ ، وقد ذكر في موضعه من قَتا ؛ قال الزمخشري : هو افْعَلَّ من القَتْوِ الخِدمةِ كارْعَوَى من الرَّعْوَى ، قال : إِلا أَن فيه نظراً لأَن افْعَلَّ لم يَجئْ متعَدِّياً ، قال : والذي سمعته اقْتَوَى إِذا صار خادماً ،
      ، قال : ويجوز أَن يكون معناه افْتَعَل من القْتواء بمعنى الاستخلاص ، فكَنى به عن الاستخدام لأَن من اقتوى عبداً لا بُدَّ أَن يستخدمه ، قال : والمشهور عن أَئمة الفقه أَن المرأَة إِذا اشترت زوجها حرمت عليه من غير اشتراط خدمة ، قال : ولعل هذا شيء اختص به عبيد الله .
      وروي عن مسروق أَنه أَوصى في جارية له : أَن قُولوا لِبَنِيَّ لا تَقْتَوُوها بينكم ولكن بيعوها ، إِني لم أَغْشَها ولكني جلست منها مجلِساً ما أُحِبُّ أَن يَجلِس ولد لي ذلك المَجْلِس ، قال أَبو زيد : يقال إِذا كان الغلام أَو الجارية أَو الدابة أَو الدار أَو السلعة بين الرجلين فقد يَتَقاوَيانِها ، وذلك إِذا قوّماها فقامت على ثمن ، فهما في التَّقاوِي سواء ، فإِذا اشتراها أَحدُهما فهو المُقْتَوِي دون صاحبه فلا يكون اقْتِواؤهما وهي بينهما إِلا أَن تكون بين ثلاثة فأَقول للاثنين من الثلاثة إِذا اشتريا نصيب الثالث اقْتَوَياها وأَقْواهما البائع إِقْواء .
      والمُقْوِي : البائع الذي باع ، ولا يكون الإِقْواء إِلا من البائع ، ولا التَّقاوِي إِلا من الشركاء ، ولا الاقتواء إِلا ممن يشتري من الشركاء ، والذي يباع من العبد أَو الجارية أَو الدابة من اللَّذَيْنِ تَقاويا ، فأَما في غير الشركاء فليس اقْتِواء ولا تَقاوٍ ولا إِقْواء .
      قال ابن بري : لا يكون الاقْتِواء في السلعة إِلا بين الشركاء ، قيل أَصله من القُوَّة لأَنه بلوغ بالسلعة أَقْوَى ثمنها ؛ قال شمر : ويروى بيت ابن كلثوم : مَتى كُنَّا لأُمِّكَ مُقْتَوِينا أَي متى اقْتَوَتْنا أُمُّك فاشترتنا .
      وقال ابن شميل : كان بيني وبين فلان ثوب فَتَقاوَيْناه بيننا أَي أَعطيته ثمناً وأَعطاني به هو فأَخذه أَحدنا .
      وقد اقْتَوَيْت منه الغلام الذي كان بيننا أَي اشتريت منه نصيبه .
      وقال الأَسدي : القاوِي الآخذ ، يقال : قاوِه أَي أَعْطِه نصيبه ؛ قال النَّظَّارُ الأَسدي : ويومَ النِّسارِ ويَوْمَ الجِفا رِ كانُوا لَنا مُقْتَوِي المُقْتَوِينا التهذيب : والعرب تقول للسُّقاة إِذا كَرَعوا في دَلْوٍ مَلآنَ ماء فشربوا ماءه قد تَقاوَوْه ، وقد تقاوَينا الدَّلْو تَقاوِياً .
      الأَصمعي : من أَمثالهم انقَطَع قُوَيٌّ من قاوِيةٍ إِذا انقطع ما بين الرجلين أَو وجَبت بَيْعَةٌ لا تُسْتقال ؛ قال أَبو منصور : والقاويةُ هي البيضة ، سميت قاوِيةً لأَنها قَوِيَتْ عن فَرْخها .
      والقُوَيُّ : الفَرْخ الصغير ، تصغير قاوٍ ، سمي قُوَيّاً لأَنه زايل البيضة فَقَوِيَتْ عنه وقَوِيَ عنها أَي خَلا وخَلَتْ ، ومثله : انْقَضَتْ قائبةٌ من قُوبٍ ؛ أَبو عمرو : القائبةُ والقاوِيةُ البيضة ، فإِذا ثقبها الفرخ فخرج فهو القُوبُ والقُوَيُّ ، قال : والعرب تقول للدَّنيءِ قُوَيٌّ من قاوِية .
      وقُوَّةُ : اسم رجل .
      وقَوٌّ : موضع ، وقيل : موضع بين فَيْدٍ والنِّباج ؛ وقال امْرُؤ القَيْس : سَما لَكَ شَوْقٌ بعدَ ما كان أَقْصَرا ، وحَلَّتْ سُلَيْمَى بطنَ قَوٍّ فعَرْعَرا والقَوقاةُ : صوت الدجاجة .
      وقَوْقَيْتُ : مثل ضَوْضَيْتُ .
      ابن سيده : قَوْقَتِ الدجاجة تُقَوْقي قيقاءً وقَوْقاةً صوّتت عند البيض ، فهي مُقَوْقِيةٌ أَي صاحت ، مثل دَهْدَيْتُ الحجر دِهْداء ودَهْداةً ، على فَعْلَلَ فَعَللة وفِعْلالاً ، والياء مبدلة من واو لأَنها بمنزلة ضَعْضَعْت كرّر فيه الفاء والعين ؛ قال ابن سيده : وربما استعمل في الديك ؛ وحكاه السيرافي في الإِنسان ، وبعضهم يهمز فيبدل الهمزة من الواو المُتوهَّمة فيقول قَوْقَأَت الدجاجة .
      ابن الأَعرابي : القِيقاءة والقِيقايةُ ، لغتان : مشْرَبَة كالتَّلْتلةِ ؛

      وأَنشد : وشُرْبٌ بِقِيقاةٍ وأَنتَ بَغِيرُ (* قوله « وشرب » هذا هو الصواب كما في التهذيب هنا وفي مادة بغر ، وتصحف في ب غ ر من اللسان بسرت خطأ .) قصره الشاعر .
      والقِيقاءة : القاعُ المستديرة في صلابة من الأَرض إِلى جانب سهل ، ومنهم من يقول قِيقاةٌ ؛ قال رؤبة : إِذا جَرَى ، من آلِها الرَّقْراقِ ، رَيْقٌ وضَحْضاحٌ على القَياقي والقِيقاءة : الأَرض الغَليظة ؛ وقوله : وخَبَّ أَعْرافُ السَّفى على القِيَقْ كأَنه جمع قِيقةٍ ، وإِنما هي قِيقاة فحذفت ألفها ، قال : ومن ، قال هي قِيقة وجمعها قَياقٍ ، كما في بيت رؤبة ، كان له مخرج .
      "

    المعجم: لسان العرب

  10. قوم
    • " القيامُ : نقيض الجلوس ، قام يَقُومُ قَوْماً وقِياماً وقَوْمة وقامةً ، والقَوْمةُ المرة الواحدة .
      قال ابن الأَعرابي :، قال عبد لرجل أَراد أن يشتريه : لا تشترني فإني إذا جعت أَبغضت قَوْماً ، وإذا شبِعت أَحببت نَوْماً ، أي أَبغضت قياماً من موضعي ؛

      قال : قد صُمْتُ رَبِّي ، فَتَقَبَّلْ صامتي ، وقُمْتُ لَيْلي ، فتقَبَّل قامَتي أَدْعُوك يا ربِّ من النارِ التي أَعْدَدْتَ للكُفَّارِ في القِيامةِ وقال بعضهم : إنما أَراد قَوْمَتي وصَوْمَتي فأَبدل من الواو أَلفاً ، وجاء بهذه الأبيات مؤسَّسة وغير مؤسسة ، وأَراد من خوف النار التي أَعددت ؛ وأَورد ابن بري هذا الرجز شاهداً على القَوْمة فقال : قد قمت ليلي ، فتقبَّل قَوْمَتي ، وصمت يومي ، فتقبَّل صَوْمَتي ورجل قائم من رجال قُوَّمٍ وقُيَّمٍ وقِيَّمٍ وقُيَّامٍ وقِيَّامٍ .
      وقَوْمٌ : قيل هو اسم للجمع ، وقيل : جمع .
      التهذيب : ونساء قُيَّمٌ وقائمات أَعرف .
      والقامةُ : جمع قائم ؛ عن كراع .
      قال ابن بري رحمه الله : قد ترتجل العرب لفظة قام بين يدي الجمل فيصير كاللغو ؛ ومعنى القِيام العَزْمُ كقول العماني الراجز للرشيد عندما همَّ بأَن يعهد إلى ابنه قاسم : قُل للإمامِ المُقْتَدَى بأَمِّه : ما قاسِمٌ دُونَ مَدَى ابنِ أُمِّه ، فَقَدْ رَضِيناهُ فَقُمْ فسَمِّه أي فاعْزِمْ ونُصَّ عليه ؛ وكقول النابغة الذبياني : نُبِّئتُ حِصْناً وحَيّاً مِن بَني أَسَدٍ قامُوا فقالُوا ؛ حِمانا غيرُ مَقْروبِ أَي عَزَموا فقالوا ؛ وكقول حسان بن ثابت : علاما قامَ يَشْتُمُني لَئِيمٌ ، كخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ في رَمادِ (* قوله « علاما » ثبتت ألف ما في الإستفهام مجرورة بعلى في الأصل ، وعليها فالجزء موفور وإن كان الأكثر حذفها حينئذ ).
      معناه علام يعزم على شتمي ؛ وكقول الآخر : لَدَى بابِ هِنْدٍ إذْ تَجَرَّدَ قائما ومنه قوله تعالى : وإنه لما قامَ عبد الله يدعوه ؛ أي لما عزم .
      وقوله تعالى : إذ قاموا فقالوا ربُّنا ربُّ السموات والأرض ؛ أي عزَموا فقالوا ، قال : وقد يجيء القيام بمعنى المحافظة والإصلاح ؛ ومنه قوله تعالى : الرجال قوّامون على النساء ، وقوله تعالى : إلا ما دمت عليه قائماً ؛ أي ملازماً محافظاً .
      ويجيء القيام بمعنى الوقوف والثبات .
      يقال للماشي : قف لي أي تحبَّس مكانَك حتى آتيك ، وكذلك قُم لي بمعنى قف لي ، وعليه فسروا قوله سبحانه : وإذا أَظلم عليهم قاموا ؛ قال أهل اللغة والتفسير : قاموا هنا بمعنى وقَفُوا وثبتوا في مكانهم غير متقدّمين ولا متأَخرين ، ومنه التَّوَقُّف في الأَمر وهو الوقُوف عنده من غير مُجاوَزة له ؛ ومنه الحديث : المؤمن وَقَّافٌ متَأَنٍّ ، وعلى ذلك قول الأَعشى : كانت وَصاةٌ وحاجاتٌ لها كَفَفُ ، لَوْ أَنَّ صْحْبَكَ ، إذْ نادَيْتَهم ، وقَفُوا أي ثبتوا ولم يتقدَّموا ؛ ومنه قول هُدبة يصف فلاة لا يُهتدى فيها : يَظَلُّ بها الهادي يُقلِّبُ طَرْفَه ، يَعَضُّ على إبْهامِه ، وهو واقِفُ أَي ثابت بمكانه لا يتقدَّم ولا يتأَخر ؛ قال : ومنه قول مزاحم : أَتَعْرِفُ بالغَرَّيْنِ داراً تَأبَّدَتْ ، منَ الحَيِّ ، واستَنَّتْ عَليها العَواصِفُ وقَفْتُ بها لا قاضِياً لي لُبانةً ، ولا أَنا عنْها مُسْتَمِرٌّ فَصارِف ؟

      ‏ قال : فثبت بهذا ما تقدم في تفسير الآية .
      قال : ومنه قامت الدابة إذا وقفت عن السير .
      وقام عندهم الحق أي ثبت ولم يبرح ؛ ومنه قولهم : أقام بالمكان هو بمعنى الثبات .
      ويقال : قام الماء إذا ثبت متحيراً لا يجد مَنْفَذاً ، وإذا جَمد أيضاً ؛ قال : وعليه فسر بيت أبي الطيب : وكذا الكَريمُ إذا أَقام بِبَلدةٍ ، سالَ النُّضارُ بها وقام الماء أي ثبت متحيراً جامداً .
      وقامَت السُّوق إذا نفَقت ، ونامت إذا كسدت .
      وسُوق قائِمة : نافِقة .
      وسُوق نائِمة : كاسِدة .
      وقاوَمْتُه قِواماً : قُمْت معه ، صحَّت الواو في قِوام لصحتها في قاوَم .
      والقَوْمةُ : ما بين الركعتين من القِيام .
      قال أَبو الدُّقَيْش : أُصلي الغَداة قَوْمَتَيْنِ ، والمغرب ثلاث قَوْمات ، وكذلك ، قال في الصلاة .
      والمقام : موضع القدمين ؛

      قال : هذا مَقامُ قَدَمَي رَباحِ ، غُدْوَةَ حتَّى دَلَكَتْ بَراحِ ‏

      ويروى : ‏ بِراحِ .
      والمُقامُ والمُقامةُ : الموضع الذي تُقيم فيه .
      والمُقامة ، بالضم : الإقامة .
      والمَقامة ، بالفتح : المجلس والجماعة من الناس ، قال : وأما المَقامُ والمُقامُ فقد يكون كل واحد منهما بمعنى الإقامة ، وقد يكون بمعنى موضع القِيام ، لأَنك إذا جعلته من قام يَقُوم فمفتوح ، وإن جعلته من قام يُقِيمُ فَمضْموم ، فإن الفعل إذا جاوز الثلاثة فالموضع مضموم الميم ، لأَنه مُشَبَّه ببنات الأَربعة نحو دَحْرَجَ وهذا مُدَحْرَجُنا .
      وقوله تعالى : لا مقَامَ لكم ، أي لا موضع لكم ، وقُرئ لا مُقام لكم ، بالضم ، أي لا إقامة لكم .
      وحَسُنت مُستقَرّاً ومُقاماً ؛ أَي موضعاً ؛ وقول لبيد : عَفَتِ الدِّيارُ : مَحلُّها فَمُقامُها بِمنىً ، تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها يعني الإقامة .
      وقوله عزَّ وجل : كم تركوا من جنات وعيون وزُروع ومَقام كَريم ؛ قيل : المَقامُ الكريم هو المِنْبَر ، وقيل : المنزلة الحسَنة .
      وقامت المرأَة تَنُوح أَي جعَلت تنوح ، وقد يُعْنى به ضدّ القُعود لأَن أكثر نوائح العرب قِيامٌ ؛ قال لبيد : قُوما تَجُوبانِ مَعَ الأَنْواح وقوله : يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ أَفضَلُ من يومِ احْلِقِي وقُومي إنما أَراد الشدّة فكنى عنه باحْلِقي وقومي ، لأَن المرأَة إذا مات حَمِيمها أو زوجها أو قُتل حلَقَت رأْسها وقامَت تَنُوح عليه .
      وقولهم : ضَرَبه ضَرْبَ ابنةِ اقْعُدي وقُومي أي ضَرْبَ أمة ، سميت بذلك لقُعودها وقِيامه في خدمة مواليها ، وكأنَّ هذا جعل اسماً ، وإن كان فِعْلاً ، لكونه من عادتها كما ، قال : إن الله ينهاكم عن قِيلٍ وقالٍ .
      وأَقامَ بالمكان إقاماً وإقامةً ومُقاماً وقامةً ؛ الأخيرة عن كراع : لَبِثَ .
      قال ابن سيده : وعندي أن قامة اسم كالطّاعةِ والطّاقَةِ .
      التهذيب : أَقَمْتُ إقامةً ، فإذا أَضَفْت حَذَفْت الهاء كقوله تعالى : وإقام الصلاةِ وإيتاء الزكاةِ .
      الجوهري : وأَقامَ بالمكان إقامةً ، والهاء عوض عن عين الفعل لأَن أصلَه إقْواماً ، وأَقامَه من موضعه .
      وأقامَ الشيء : أَدامَه ، من قوله تعالى : ويُقِيمون الصلاةَ ، وقوله تعالى : وإنَّها لبِسَبيل مُقِيم ؛ أراد إن مدينة قوم لوط لبطريق بيِّن واضح ؛ هذا قول الزجاج .
      والاسْتِقامةُ : الاعْتدالُ ، يقال : اسْتَقامَ له الأمر .
      وقوله تعالى : فاسْتَقِيمُوا إليه أي في التَّوَجُّه إليه دون الآلهةِ .
      وقامَ الشيءُ واسْتقامَ : اعْتدَل واستوى .
      وقوله تعالى : إن الذين ، قالوا ربُّنا الله ثم اسْتَقاموا ؛ معنى قوله اسْتَقامُوا عملوا بطاعته ولَزِموا سُنة نبيه ، صلى الله عليه وسلم .
      وقال الأَسود بن مالك : ثم استقاموا لم يشركوا به شيئاً ، وقال قتادة : استقاموا على طاعة الله ؛ قال كعب بن زهير : فَهُمْ صَرفُوكم ، حينَ جُزْتُمْ عنِ الهُدَى ، بأَسْيافِهِِمْ حَتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَم ؟

      ‏ قال : القِيَمُ الاسْتِقامةُ .
      وفي الحديث : قل آمَنتُ بالله ثم اسْتَقِمْ ؛ فسر على وجهين : قيل هو الاسْتقامة على الطاعة ، وقيل هو ترك الشِّرك .
      أَبو زيد : أَقمْتُ الشيء وقَوَّمْته فَقامَ بمعنى اسْتقام ، قال : والاسْتِقامة اعتدال الشيء واسْتِواؤه .
      واسْتَقامَ فلان بفلان أي مدَحه وأَثنى عليه .
      وقامَ مِيزانُ النهار إذا انْتَصفَ ، وقام قائمٌ الظَّهِيرة ؛ قال الراجز : وقامَ مِيزانُ النَّهارِ فاعْتَدَلْ والقَوامُ : العَدْل ؛ قال تعالى : وكان بين ذلك قَواماً ؛ وقوله تعالى : إنّ هذا القرآن يَهْدِي للتي هي أَقْومُ ؛ قال الزجاج : معناه للحالة التي هي أَقْوَمُ الحالاتِ وهي تَوْحِيدُ الله ، وشهادةُ أن لا إله إلا الله ، والإيمانُ برُسُله ، والعمل بطاعته .
      وقَوَّمَه هو ؛ واستعمل أبو إسحق ذلك في الشِّعر فقال : استقامَ الشِّعر اتَّزَنَ .
      وقَوّمَََ دَرْأَه : أَزال عِوَجَه ؛ عن اللحياني ، وكذلك أَقامَه ؛

      قال : أَقِيمُوا ، بَني النُّعْمانِ ، عَنَّا صُدُورَكُم ، والا تُقِيموا ، صاغِرِينَ ، الرُّؤوسا عدَّى أَقِيمُوا بعن لأَن فيه معنى نَحُّوا أَو أَزيلُوا ، وأَما قوله : والاَّ تُقِيموا صاغرين الرُّؤوسا فقد يجوز أَن يُعْنى به عُني بأَقِيموا أي وإلا تُقيموا رؤوسكم عنا صاغرين ، فالرُّؤوسُ على هذا مفعول بتُقيموا ، وإن شئت جعلت أَقيموا هنا غير متعدّ بعن فلم يكن هنالك حرف ولاحذف ، والرُّؤوسا حينئذ منصوب على التشبيه بالمفعول .
      أَبو الهيثم : القامةُ جماعة الناس .
      والقامةُ أيضاً : قامةُ الرجل .
      وقامةُ الإنسان وقَيْمَتُه وقَوْمَتُه وقُومِيَّتُه وقَوامُه : شَطاطُه ؛ قال العجاج : أَما تَرَيني اليَوْمَ ذا رَثِيَّهْ ، فَقَدْ أَرُوحُ غيرَ ذي رَذِيَّهْ صُلْبَ القَناةِ سَلْهَبَ القُومِيَّهْ وصَرَعَه من قَيْمَتِه وقَوْمَتِه وقامَته بمعنى واحد ؛ حكان اللحياني عن الكسائي .
      ورجل قَوِيمٌ وقَوَّامٌ : حَسَنُ القامة ، وجمعهما قِوامٌ .
      وقَوام الرجل : قامته وحُسْنُ طُوله ، والقُومِيَّةُ مثله ؛ وأنشد ابن بري رجز العجاج : أَيامَ كنتَ حسَنَ القُومِيَّهْ ، صلبَ القناة سَلهبَ القَوْسِيَّهْ والقَوامُ : حُسْنُ الطُّول .
      يقال : هو حسن القامةِ والقُومِيَّة والقِمّةِ .
      الجوهري : وقامةُ الإنسان قد تُجمَع على قاماتٍ وقِيَمٍ مِثْل تاراتٍ وتِيَر ، قال : وهو مقصور قيام ولحقه التغيير لأَجل حرف العلة وفارق رَحَبة ورِحاباً حيث لم يقولوا رِحَبٌ كما ، قالوا قِيَمٌ وتِيَرٌ .
      والقُومِيَّةُ : القَوام أَو القامةُ .
      الأَصمعي : فلان حسن القامةِ والقِمّة والقُوميَّة بمعنى واحد ؛

      وأَنشد : فَتَمَّ مِنْ قَوامِها قُومِيّ

      ويقال : فلان ذُو قُومِيَّةٍ على ماله وأَمْره .
      وتقول : هذا الأَمر لا قُومِيَّة له أي لا قِوامَ له .
      والقُومُ : القصدُ ؛ قال رؤبة : واتَّخَذَ الشَّد لهنَّ قُوما وقاوَمَه في المُصارَعة وغيرها .
      وتقاوموا في الحرب أي قام بعضهم لبعض .
      وقِوامُ الأمر ، بالكسر : نِظامُه وعِماده .
      أَبو عبيدة : هو قِوامُ أهل بيته وقِيامُ أهل بيته ، وهو الذي يُقيم شأْنهم من قوله تعالى : ولا تُؤتوا السُّفهاء أَموالكم التي جَعل الله لكم قِياماً .
      وقال الزجاج : قرئت جعل الله لكم قِياماً وقِيَماً .
      ويقال : هذا قِوامُ الأَمر ومِلاكُه الذي يَقوم به ؛ قال لبيد : أَفَتِلْكَ أمْ وَحْشِيّةٌ مَسْبُوعَةٌ خُذِلَتْ ، وهادِيةُ الصِّوارِ قوامُها ؟

      ‏ قال : وقد يفتح ، ومعنى الآية أي التي جعلَها الله لكم قِياماً تُقِيمكم فتَقُومون بها قِياماً ، ومن قرأَ قِيَماً فهو راجع إلى هذا ، والمعنى جعلها الله قِيمةَ الأَشياء فبها تَقُوم أُمورُكم ؛ وقال الفراء : التي جعل الله لكم قِياماً يعني التي بها تَقُومون قياماً وقِواماً ، وقرأَ نافع المدني قيَماً ، قال : والمعنى واحد .
      ودِينارٌ قائم إذا كان مثقالاً سَواء لا يَرْجح ، وهو عند الصيارفة ناقص حتى يَرْجَح بشيء فيسمى مَيّالاً ، والجمع قُوَّمٌ وقِيَّمٌ .
      وقَوَّمَ السِّلْعة واسْتَقامها : قَدَّرها .
      وفي حديث عبد الله بن عباس : إذا اسْتَقَمْت بنَقْد فبِعْتَ بنقد فلا بأْس به ، وإذا اسْتَقَمْت بنقد فبعته بِنَسيئة فلا خير فيه فهو مكروه ؛ قال أَبو عبيد : قوله إذا استقمت يعني قوَّمت ، وهذا كلام أهل مكة ، يقولون : اسَتَقَمْتُ المَتاع أي قَوَّمْته ، وهما بمعنى ، قال : ومعنى الحديث أن يدفَعَ الرجلُ إلى الرجل الثوب فيقوّمه مثلاً بثلاثين درهماً ، ثم يقول : بعه فما زاد عليها فلك ، فإن باعه بأكثر من ثلاثين بالنقد فهو جائز ، ويأْخذ ما زاد على الثلاثين ، وإن باعه بالنسيئة بأَكثر مما يبيعه بالنقد فالبيع مردود ولا يجوز ؛ قال أَبو عبيد : وهذا عند من يقول بالرأْي لا يجوز لأَنها إجارة مجهولة ، وهي عندنا معلومة جائزة ، لأَنه إذا وَقَّت له وَقْتاً فما كان وراء ذلك من قليل أو كثير فالوقت يأْتي عليه ، قال : وقال سفيان بن عيينة بعدما روى هذا الحديث يَسْتَقِيمه بعشرة نقداً فيبيعه بخمسة عشر نسيئة ، فيقول : أُعْطِي صاحب الثوب من عندي عشرة فتكون الخمسة عشر لي ، فهذا الذي كره .
      قال إسحق : قلت لأَحمد قول ابن عباس إذا استقمت بنقد فبعت بنقد ، الحديث ، قال : لأنه يتعجل شيئاً ويذهب عَناؤه باطلاً ، قال إسحق : كما ، قال قلت فما المستقيم ؟، قال : الرجل يدفع إلى الرجل الثوب فيقول بعه بكذا ، فما ازْدَدْتَ فهو لك ، قلت : فمن يدفع الثوب إلى الرجل فيقول بعه بكذا فما زاد فهو لك ؟، قال : لا بأْس ، قال إسحق كما ، قال .
      والقِيمةُ : واحدة القِيَم ، وأَصله الواو لأَنه يقوم مقام الشيء .
      والقيمة : ثمن الشيء بالتَّقْوِيم .
      تقول : تَقاوَمُوه فيما بينهم ، وإذا انْقادَ الشيء واستمرّت طريقته فقد استقام لوجه .
      ويقال : كم قامت ناقتُك أي كم بلغت .
      وقد قامَتِ الأمةُ مائة دينار أي بلغ قيمتها مائة دينار ، وكم قامَتْ أَمَتُك أي بلغت .
      والاستقامة : التقويم ، لقول أهل مكة استقَمْتُ المتاع أي قوَّمته .
      وفي الحديث :، قالوا يا رسول الله لو قوَّمْتَ لنا ، فقال : الله هو المُقَوِّم ، أي لو سَعَّرْت لنا ، وهو من قيمة الشيء ، أي حَدَّدْت لنا قيمتها .
      ويقال : قامت بفلان دابته إذا كلَّتْ وأَعْيَتْ فلم تَسِر .
      وقامت الدابة : وَقَفَت .
      وفي الحديث : حين قام قائمُ الظهيرة أي قيام الشمس وقت الزوال من قولهم قامت به دابته أي وقفت ، والمعنى أن الشمس إذا بلغت وسَط السماء أَبْطأَت حركةُ الظل إلى أن تزول ، فيحسب الناظر المتأَمل أنها قد وقفت وهي سائرة لكن سيراً لا يظهر له أثر سريع كما يظهر قبل الزوال وبعده ،

      ويقال لذلك الوقوف المشاهد : قام قائم الظهيرة ، والقائمُ قائمُ الظهيرة .
      ويقال : قام ميزان النهار فهو قائم أي اعْتَدَل .
      ابن سيده : وقام قائم الظهيرة إذا قامت الشمس وعقَلَ الظلُّ ، وهو من القيام .
      وعَيْنٌ قائمة : ذهب بصرها وحدَقَتها صحيحة سالمة .
      والقائم بالدِّين : المُسْتَمْسِك به الثابت عليه .
      وفي الحديث : إنَّ حكيم بن حِزام ، قال : بايعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أن لا أخِرَّ إلا قائماً ؛ قال له النبي ، صلى الله عليه وسلم : أمّا من قِبَلِنا فلا تَخِرُّ إلا قائماً أي لسنا ندعوك ولا نبايعك إلا قائماً أي على الحق ؛ قال أبو عبيد : معناه بايعت أن لا أموت إلا ثابتاً على الإسلام والتمسُّك به .
      وكلُّ من ثبت على شيء وتمسك به فهو قائم عليه .
      وقال تعالى : ليْسُوا سَواء من أهل الكتاب أُمَّةٌ قائمةٌ ؛ إنما هو من المُواظبة على الدين والقيام به ؛ الفراء : القائم المتمسك بدينه ، ثم ذكر هذا الحديث .
      وقال الفراء : أُمَّة قائمة أي متمسكة بدينها .
      وقوله عز وجل : لا يُؤَدِّه إليك إلا ما دُمت عليه قائماً ؛ أي مُواظِباً مُلازِماً ، ومنه قيل في الكلام للخليفة : هو القائِمُ بالأمر ، وكذلك فلان قائِمٌ بكذا إذا كان حافظاً له متمسكاً به .
      قال ابن بري : والقائِمُ على الشيء الثابت عليه ، وعليه قوله تعالى : من أهل الكتاب أُمةٌ قائمةٌ ؛ أي مواظِبة على الدين ثابتة .
      يقال : قام فلان على الشيء إذا ثبت عليه وتمسك به ؛ ومنه الحديث : اسْتَقِيموا لقُريش ما اسْتَقامُوا لكم ، فإنْ لم يَفْعَلوا فضَعُوا سيُوفَكم على عَواتِقكم فأَبِيدُوا خضْراءهم ، أي دُوموا لهم في الطاعة واثْبُتوا عليها ما داموا على الدين وثبتوا على الإسلام .
      يقال : قامَ واسْتَقامَ كما يقال أَجابَ واسْتجابَ ؛ قال الخطابي : الخَوارِج ومن يَرى رأْيهم يتأَوَّلونه على الخُروج على الأَئمة ويحملون قوله ما اسْتقاموا لكم على العدل في السِّيرة ، وإنما الاستقامة ههنا الإقامة على الإسلام ، ودليله في حديث آخر : سيَلِيكم أُمَراءُ تَقْشَعِرُّ منهم الجلود وتَشْمَئِزُّ منهم القلوب ، قالوا : يا رسول الله ، أَفلا تُقاتلهم ؟، قال : لا ما أَقاموا الصلاة ، وحديثه الآخر : الأَئمة من قريش أَبرارُها أُمَراءُ أَبرارِها وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجَّارِها ؛ ومنه الحديث : لو لم تَكِلْه لقامَ لكم أي دام وثبت ، والحديث الآخر : لو تَرَكَتْه ما زال قائماً ، والحديث الآخر : ما زال يُقِيمُ لها أُدْمَها .
      وقائِمُ السيف : مَقْبِضُه ، وما سوى ذلك فهو قائمة نحو قائمةِ الخِوان والسرير والدابة .
      وقَوائِم الخِوان ونحوها : ما قامت عليه .
      الجوهري : قائمُ السيف وقائمتُه مَقْبِضه .
      والقائمةُ : واحدة قوائم الدَّوابّ .
      وقوائم الدابة : أربَعُها ، وقد يستعار ذلك في الإنسان ؛ وقول الفرزدق يصف السيوف : إذا هِيَ شِيمتْ فالقوائِمُ تَحْتها ، وإنْ لمْ تُشَمْ يَوْماً علَتْها القَوائِمُ أَراد سُلَّت .
      والقوائم : مقَابِض السيوف .
      والقُوام : داءٌ يأْخذ الغنم في قوائمها تقوم منه .
      ابن السكيت : ما فَعل قُوام كان يَعتري هذه الدابة ، بالضم ، إذا كان يقوم فلا يَنْبَعث .
      الكسائي : القُوام داءٌ يأْخذ الشاة في قوائمها تقوم منه ؛ وقَوَّمت الغنم : أَصابها ذلك فقامت .
      وقامُوا بهم : جاؤوهم بأَعْدادهم وأَقرانِهم وأَطاقوهم .
      وفلان لا يقوم بهذا الأمر أي لا يُطِيق عليه ، وإذا لم يُطِق الإنسان شيئاً قيل : ما قام به .
      الليث : القامةُ مِقدار كهيئة رجل يبني على شَفِير البئر يوضع عليه عود البَكْرة ، والجمع القِيم ، وكذلك كل شيء فوق سطح ونحوه فهو قامة ؛ قال الأَزهري : الذي ، قاله الليث في تفسير القامة غير صحيح ، والقامة عند العرب البكرة التي يستقى بها الماء من البئر ، وروي عن أبي زيد أنه ، قال : النَّعامة الخشبة المعترضة على زُرْنُوقي البئر ثم تعلق القامة ، وهي البَكْرة من النعامة .
      ابن سيده : والقامةُ البكرة يُستقَى عليها ، وقيل : البكرة وما عليها بأَداتِها ، وقيل : هي جُملة أَعْوادها ؛ قال الشاعر : لَمّا رأَيْتُ أَنَّها لا قامهْ ، وأَنَّني مُوفٍ على السَّآمَهْ ، نزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامهْ والجمع قِيَمٌ مثل تارةٍ وتِيَرٍ ، وقامٌ ؛ قال الطِّرِمّاح : ومشَى تُشْبِهُ أَقْرابُه ثَوْبَ سْحْلٍ فوقَ أَعوادِ قامِ وقال الراجز : يا سَعْدُ غَمَّ الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُه ، يَوْمَ تَلاقى شاؤُه ونَعَمُهْ ، واخْتَلَفَتْ أَمْراسُه وقِيَمُهْ وقال ابن بري في قول الشاعر : لَمّا رأَيت أَنها لا قام ؟

      ‏ قال :، قال أَبو عليّ ذهب ثعلب إلى أَن قامة في البيت جمع قائِم مثل بائِع وباعةٍ ، كأَنه أَراد لا قائمين على هذا الحوض يَسْقُون منه ، قال : ومثله فيما ذهب إليه الأَصمعي : وقامَتي رَبِيعةُ بنُ كَعْبِ ، حَسبُكَ أَخلاقُهمُ وحَسْبي أي رَبِيعة قائمون بأَمري ؛ قال : وقال عديّ بن زيد : وإنِّي لابنُ ساداتٍ كِرامٍ عنهمُ سُدْتُ وإنِّي لابنُ قاماتٍ كِرامٍ عنهمُ قُمْتُ أَراد بالقاماتِ الذين يقومون بالأُمور والأَحداث ؛ ومما يشهد بصحة قول ثعلب أن القامة جمع قائم لا البكرة قوله : نزعت نزعاً زعزع الدِّعامه والدِّعامة إنما تكون للبكرة ، فإن لم تكن بكْرَةٌ فلا دعامة ولا زعزعةَ لها ؛ قال ابن بري : وشاهد القامة للبكرة قول الراجز : إنْ تَسْلَمِ القامةُ والمَنِينُ ، تُمْسِ وكلُّ حائِمٍ عَطُونُ وقال قيس بن ثُمامة الأرْحبي في قامٍ جمع قامةِ البئر : قَوْداءَ تَرْمَدُّ مِنْ غَمْزي لها مَرَطَى ، كأَن هادَيها قامٌ على بِيرِ والمِقْوَم : الخَشَبة التي يُمْسكها الحرّاث .
      وقوله في الحديث : إنه أَذِنَ في قَطْع المسَدِ والقائمَتينِ من شجر الحَرَم ، يريد قائمتي الرَّحْل اللتين تكون في مُقَدَّمِه ومُؤَخَّره .
      وقَيِّمُ الأمر : مُقِيمهُ .
      وأمرٌ قَيِّمٌ : مُسْتقِيم .
      وفي الحديث : أتاني مَلَك فقال : أَنت قُثَمٌ وخُلُقُكَ قَيِّم أي مُسْتَقِيم حسَن .
      وفي الحديث : ذلك الدين القَيِّمُ أي المستقيم الذي لا زَيْغ فيه ولا مَيْل عن الحق .
      وقوله تعالى : فيها كُتب قيِّمة ؛ أَي مستقيمة تُبيّن الحقّ من الباطل على اسْتِواء وبُرْهان ؛ عن الزجاج .
      وقوله تعالى : وذلك دِين القَيِّمة ؛ أَي دين الأُمةِ القيّمة بالحق ، ويجوز أَن يكن دين المِلة المستقيمة ؛ قال الجوهري : إنما أَنثه لأَنه أَراد المِلة الحنيفية .
      والقَيِّمُ : السيّد وسائسُ الأَمر .
      وقَيِّمُ القَوْم : الذي يُقَوِّمُهم ويَسُوس أَمرهم .
      وفي الحديث : ما أَفْلَحَ قَوْمٌ قَيِّمَتُهُم امرأة .
      وقَيِّمُ المرأَةِ : زوجها في بعض اللغات .
      وقال أَبو الفتح ابن جني في كتابه الموسوم بالمُغْرِب .
      يروى أَن جاريتين من بني جعفر بن كلاب تزوجتا أَخوين من بني أَبي بكر ابن كلاب فلم تَرْضَياهما فقالت إحداهما : أَلا يا ابْنَةَ الأَخْيار مِن آلِ جَعْفَرٍ لقد ساقَنا منْ حَيِّنا هَجْمَتاهُما أُسَيْوِدُ مِثْلُ الهِرِّ لا دَرَّ دَرُّه وآخَرُ مِثْلُ القِرْدِ لا حَبَّذا هُما يَشِينانِ وجْهَ الأَرْضِ إنْ يَمْشِيا بِها ، ونَخْزَى إذَا ما قِيلَ : مَنْ قَيِّماهُما ؟ قَيِّماهما : بَعْلاهُما ، ثنت الهَجّمتين لأَنها أَرادت القِطْعَتَين أَو القَطيعَيْنِ .
      وفي الحديث : حتى يكون لخمسين امرأَة قَيِّمٌ واحد ؛ قَيِّمُ المرأَةِ : زوجها لأَنه يَقُوم بأَمرها وما تحتاج إليه .
      وقام بأَمر كذا .
      وقام الرجلُ على المرأَة : مانَها .
      وإنه لَقَوّام علهيا : مائنٌ لها .
      وفي التنزيل العزيز : الرجالُ قَوَّامون على النساء ؛ وليس يراد ههنا ، والله أَعلم ، القِيام الذي هو المُثُولُ والتَّنَصُّب وضدّ القُعود ، إنما هو من قولهم قمت بأَمرك ، فكأنه ، والله أَعلم ، الرجال مُتكفِّلون بأُمور النساء مَعْنِيُّون بشؤونهن ، وكذلك قوله تعالى : يا أَيها الذين آمنوا إذا قُمتم إلى الصلاة ؛ أَي إذا هَمَمْتم بالصلاة وتَوَجّهْتم إليها بالعِناية وكنتم غير متطهرين فافعلوا كذا ، لا بدّ من هذا الشرط لأَن كل من كان على طُهر وأَراد الصلاة لم يلزمه غَسْل شيء من أعضائه ، لا مرتَّباً ولا مُخيراً فيه ، فيصير هذا كقوله : وإن كنتم جُنُباً فاطَّهروا ؛ وقال هذا ، أَعني قوله إذا قمتم إلى الصلاة فافعلوا كذا ، وهو يريد إذا قمتم ولستم على طهارة ، فحذف ذلك للدلالة عليه ، وهو أَحد الاختصارات التي في القرآن وهو كثير جدّاً ؛ ومنه قول طرفة : إذا مُتُّ فانْعِينِي بما أَنا أَهْلُه ، وشُقِّي عَلَيَّ الجَيْبَ ، يا ابنةَ مَعْبَدِ تأْويله : فإن مت قبلك ، لا بدّ أَن يكون الكلام مَعْقوداً على هذا لأَنه معلوم أَنه لا يكلفها نَعْيَه والبُكاء عليه بعد موتها ، إذ التكليفُ لا يصح إلا مع القدرة ، والميت لا قدرة فيه بل لا حَياة عنده ، وهذا واضح .
      وأَقامَ الصلاة إقامةً وإقاماً ؛ فإقامةً على العوض ، وإقاماً بغير عوض .
      وفي التنزيل : وإقامَ الصلاة .
      ومن كلام العرب : ما أَدري أَأَذَّنَ أَو أَقامَ ؛ يعنون أَنهم لم يَعْتَدّوا أَذانَه أَذانَاً ولا إقامَته إقامةً ، لأَنه لم يُوفِّ ذلك حقَّه ، فلما وَنَى فيه لم يُثبت له شيئاً منه إذ ، قالوها بأَو ، ولو ، قالوها بأَم لأَثبتوا أَحدهما لا محالة .
      وقالوا : قَيِّم المسجد وقَيِّمُ الحَمَّام .
      قال ثعلب :، قال ابن ماسَوَيْهِ ينبغي للرجل أَن يكون في الشتاء كقَيِّم الحَمَّام ، وأَما الصيف فهو حَمَّام كله وجمع قَيِّم عند كراع قامة .
      قال ابن سيده : وعندي أَن قامة إنما هو جمع قائم على ما يكثر في هذا الضرب .
      والمِلَّة القَيِّمة : المُعتدلة ، والأُمّة القَيِّمة كذلك .
      وفي التنزيل : وذلك دين القَيّمة ؛ أي الأُمَّة القيمة .
      وقال أَبو العباس والمبرد : ههنا مضمرٍ ، أَراد ذلك دِينُ الملَّةِ القيمة ، فهو نعت مضمرٍ محذوفٌ محذوقٌ ؛ وقال الفراء : هذا مما أُضيف إلى نفسه لاختلاف لفظيه ؛ قال الأَزهري : والقول ما ، قالا ، وقيل : أباء في القَيِّمة للمبالغة ، ودين قَيِّمٌ كذلك .
      وفي التنزيل العزيز : ديناً قِيَماً مِلَّةَ إبراهيم .
      وقال اللحياني وقد قُرئ ديناً قَيِّماً أي مستقيماً .
      قال أَبو إسحق : القَيِّمُ هو المُسْتَقيم ، والقِيَمُ : مصدر كالصِّغَر والكِبَر إلا أَنه لم يُقل قِوَمٌ مثل قوله : لا يبغون عنها حِوَلاً ؛ لأَن قِيَماً من قولك قام قِيَماً ، وقامَ كان في الأصل قَوَمَ أَو قَوُمَ ، فصار قام فاعتل قِيَم ، وأَما حِوَلٌ فهو على أَنه جار على غير فِعْل ؛ وقال الزجاج : قِيَماً مصدر كالصغر والكبر ، وكذلك دين قَوِيم وقِوامٌ .
      ويقال : رمح قَوِيمٌ وقَوامٌ قَوِيمٌ أَى مستقيم ؛

      وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير : فَهُمْ ضَرَبُوكُم حِينَ جُرْتم عن الهُدَى بأَسْيافهم ، حتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ (* قوله « ضربوكم حين جرتم » تقدم في هذه المادة تبعاً للأصل : صرفوكم حين جزتم ، ولعله مروي بهما ).
      وقال حسان : وأَشْهَدُ أَنَّكَ ، عِنْد المَلِيكِ ، أُرْسلْتَ حَقّاً بِدِينٍ قِيَم ؟

      ‏ قال : إلا أنّ القِيَمَ مصدر بمعنى الإستقامة .
      والله تعالى القَيُّوم والقَيَّامُ .
      ابن الأَعرابي : القَيُّوم والقيّام والمُدبِّر واحد .
      وقال الزجاج : القيُّوم والقيَّام في صفة الله تعالى وأَسمائه الحسنى القائم بتدبير أَمر خَلقه في إنشائهم ورَزْقهم وعلمه بأَمْكِنتهم .
      قال الله تعالى : وما من دابّة في الأَرض إلا على الله رِزْقُها ويَعلَم مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعها .
      وقال الفراء : صورة القَيُّوم من الفِعل الفَيْعُول ، وصورة القَيَّام الفَيْعال ، وهما جميعاً مدح ، قال : وأَهل الحجاز أَكثر شيء قولاً للفَيْعال من ذوات الثلاثة مثل الصَّوَّاغ ، يقولون الصَّيَّاغ .
      وقال الفراء في القَيِّم : هو من الفعل فَعِيل ، أَصله قَوِيم ، وكذلك سَيّد سَوِيد وجَيِّد جَوِيد بوزن ظَرِيف وكَرِيم ، وكان يلزمهم أَن يجعلوا الواو أَلفاً لانفتاح ما قبلها ثم يسقطوها لسكونها وسكون التي بعدها ، فلما فعلوا ذلك صارت سَيْد على فَعْل ، فزادوا ياء على الياء ليكمل بناء الحرف ؛ وقال سيبويه : قَيِّم وزنه فَيْعِل وأَصله قَيْوِم ، فلما اجتمعت الياء والواو والسابق ساكن أَبدلوا من الواو ياء وأَدغموا فيها الياء التي قبلها ، فصارتا ياء مشدّدة ، وكذلك ، قال في سيّد وجيّد وميّت وهيّن وليّن .
      قال الفراء : ليس في أَبنية العرب فَيْعِل ، والحَيّ كان في الأَصل حَيْواً ، فلما إجتمعت الياء والواو والسابق ساكن جعلتا ياء مشدّدة .
      وقال مجاهد : القَيُّوم القائم على كل شيء ، وقال قتادة : القيوم القائم على خلقه بآجالهم وأَعمالهم وأَرزاقهم .
      وقال الكلبي : القَيُّومُ الذي لا بَدِيء له .
      وقال أَبو عبيدة : القيوم القائم على الأشياء .
      الجوهري : وقرأَ عمر الحيُّ القَيّام ، وهو لغة ، والحيّ القيوم أَي القائم بأَمر خلقه في إنشائهم ورزقهم وعلمه بمُسْتَقرِّهم ومستودعهم .
      وفي حديث الدعاء : ولكَ الحمد أَنت قَيّام السمواتِ والأَرض ، وفي رواية : قَيِّم ، وفي أُخرى : قَيُّوم ، وهي من أبنية المبالغة ، ومعناها القَيّام بأُمور الخلق وتدبير العالم في جميع أَحواله ، وأَصلها من الواو قَيْوامٌ وقَيْوَمٌ وقَيْوُومٌ ، بوزن فَيْعالٍ وفَيْعَلٍ وفَيْعُول .
      والقَيُّومُ : من أَسماء الله المعدودة ، وهو القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره ، وهو مع ذلك يقوم به كل موجود حتى لا يُتَصوَّر وجود شيء ولا دوام وجوده إلا به .
      والقِوامُ من العيش (* قوله « والقوام من العيش » ضبط القوام في الأصل بالكسر واقتصر عليه في المصباح ، ونصه : والقوام ، بالكسر ، ما يقيم الإنسان من القوت ، وقال أيضاً في عماد الأمر وملاكه أنه بالفتح والكسر ، وقال صاحب القاموس : القوام كسحاب ما يعايش به ، وبالكسر ، نظام الأمر وعماده ): ما يُقيمك .
      وفي حديث المسألة : أَو لذي فَقْرٍ مُدْقِع حتى يُصِيب قِواماً من عيش أَي ما يقوم بحاجته الضرورية .
      وقِوامُ العيش : عماده الذي يقوم به .
      وقِوامُ الجِسم : تمامه .
      وقِوام كل شيء : ما استقام به ؛ قال العجاج : رأْسُ قِوامِ الدِّينِ وابنُ رَأْس وإِذا أَصاب البردُ شجراً أَو نبتاً فأَهلك بعضاً وبقي بعض قيل : منها هامِد ومنها قائم .
      الجوهري : وقَوَّمت الشيء ، فهو قَويم أي مستقيم ، وقولهم ما أَقوَمه شاذ ، قال ابن بري : يعني كان قياسه أَن يقال فيه ما أَشدَّ تَقْويمه لأَن تقويمه زائد على الثلاثة ، وإنما جاز ذلك لقولهم قَويم ، كم ؟

      ‏ قالوا ما أَشدَّه وما أَفقَره وهو من اشتدّ وافتقر لقولهم شديد وفقير .
      قال : ويقال ما زِلت أُقاوِمُ فلاناً في هذا الأَمر أي أُنازِله .
      وفي الحديث : مَن جالَسه أَو قاوَمه في حاجة صابَره .
      قال ابن الأَثير : قاوَمَه فاعَله من القِيام أَي إذا قامَ معه ليقضي حاجتَه صبَر عليه إلى أن يقضِيها .
      وفي الحديث : تَسْويةُ الصفّ من إقامة الصلاة أي من تمامها وكمالها ، قال : فأَمّا قوله قد قامت الصلاة فمعناه قامَ أَهلُها أَو حان قِيامهم .
      وفي حديث عمر : في العين القائمة ثُلُث الدية ؛ هي الباقية في موضعها صحيحة وإنما ذهب نظرُها وإبصارُها .
      وفي حديث أَبي الدرداء : رُبَّ قائمٍ مَشكورٌ له ونائمٍ مَغْفورٌ له أَي رُبَّ مُتَجَهِّد يَستغفر لأَخيه النائم فيُشكر له فِعله ويُغفر للنائم بدعائه .
      وفلان أَقوَمُ كلاماً من فلان أَي أَعدَلُ كلاماً .
      والقَوْمُ : الجماعة من الرجال والنساء جميعاً ، وقيل : هو للرجال خاصة دون النساء ، ويُقوِّي ذلك قوله تعالى : لا يَسْخَر قَوم من قوم عسى أَن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أَن يَكُنَّ خيراً منهن ؛ أَي رجال من رجال ولا نساء من نِساء ، فلو كانت النساء من القوم لم يقل ولا نساء من نساء ؛ وكذلك قول زهير : وما أَدرِي ، وسوفَ إخالُ أَدري ، أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِساء ؟ وقَوْمُ كل رجل : شِيعته وعشيرته .
      وروي عن أَبي العباس : النَّفَرُ والقَوْم والرَّهط هؤُلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون النساء .
      وفي الحديث : إن نَسَّاني الشيطان شيئاً من هلاتي فليُسبِّح القومُ وليُصَفِّقِ النساء ؛ قال ابن الأَثير : القوم في الأصل مصدر قام ثم غلب على الرجال دون النساء ، ولذلك قابلن به ، وسموا بذلك لأَنهم قوّامون على النساء بالأُمور التي ليس للنساء أَن يقمن بها .
      الجوهري : القوم الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه ، قال : وربما دخل النساء فيه على سبيل التبع لأَن قوم كل نبي رجال ونساء ، والقوم يذكر ويؤَنث ، لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت للآدميين تذكر وتؤنث مثل رهط ونفر وقوم ، قال تعالى : وكذَّبَ به قومك ، فذكَّر ، وقال تعالى : كذَّبتْ قومُ نوح ، فأَنَّث ؛
      ، قال : فإن صَغَّرْتَ لم تدخل فيها الهاء وقلت قُوَيْم ورُهَيْط ونُفَير ، وإنما يلحَقُ التأْنيثُ فعله ، ويدخل الهاء فيما يكون لغير الآدميين مثل الإبل والغنم لأَن التأنيث لازم له ، وأَما جمع التكسير مثل جمال ومساجد ، وإن ذكر وأُنث ، فإنما تريد الجمع إذا ذكرت ، وتريد الجماعة إذا أَنثت .
      ابن سيده : وقوله تعالى : كذَّبت قوم نوح المرسلين ، إِنما أَنت على معنى كذبت جماعة قوم نوح ، وقال المرسلين ، وإن كانوا كذبوا نوحاً وحده ، لأَن من كذب رسولاً واحداً من رسل الله فقد كذب الجماعة وخالفها ، لأَن كل رسول يأْمر بتصديق جميع الرسل ، وجائز أَن يكون كذبت جماعة الرسل ، وحكى ثعلب : أَن العرب تقول يا أَيها القوم كفُّوا عنا وكُفّ عنا ، على اللفظ وعلى المعنى .
      وقال مرة : المخاطب واحد ، والمعنى الجمع ، والجمع أَقْوام وأََقاوِم وأقايِم ؛ كلاهما على الحذف ؛ قال أَبو صخر الهذلي أَنشده يعقوب : فإنْ يَعْذِرِ القَلبُ العَشِيَّةَ في الصِّبا فُؤادَكَ ، لا يَعْذِرْكَ فيه الأَقاوِمُ ‏

      ويروى : ‏ الأقايِمُ ، وعنى بالقلب العقل ؛

      وأَنشد ابن بري لخُزَز بن لَوْذان : مَنْ مُبْلغٌ عَمْرَو بنَ لأ يٍ ، حَيْثُ كانَ مِن الأَقاوِمْ وقوله تعالى : فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين ؛ قال الزجاج : قيل عنى بالقوم هنا الأَنبياء ، عليهم السلام ، الذين جرى ذكرهم ، آمنوا بما أَتى به النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في وقت مَبْعثهم ؛ وقيل : عنى به من آمن من أَصحاب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وأَتباعه ، وقيل : يُعنى به الملائكة فجعل القوم من الملائكة كما جعل النفر من الجن حين ، قال عز وجل : قل أُوحي إليّ أَنه استمع نفر من الجن ، وقوله تعالى : يَسْتَبْدِلْ قوماً غيركم ؛ قال الزجاج : جاء في التفسير : إن تولى العِبادُ استبدل الله بهم الملائكة ، وجاء : إن تَوَلَّى أهلُ مكة استبدل الله بهم أهل المدينة ، وجاء أيضاً : يَسْتَبْدِل قوماً غيركم من أهل فارس ، وقيل : المعنى إن تتولوا يستبدل قوماً أَطْوَعَ له منكم .
      قال ابن بري : ويقال قوم من الجنّ وناسٌ من الجنّ وقَوْمٌمن الملائكة ؛ قال أُمية : وفيها مِنْ عبادِ اللهِ قَوْمٌ ، مَلائِكُ ذُلُِّلوا ، وهُمُ صِعابُ والمَقامُ والمَقامة : المجلس .
      ومَقامات الناس : مَجالِسُهم ؛ قال العباس بن مرداس أَنشده ابن بري : فأَيِّي ما وأَيُّكَ كان شَرّاً فَقِيدَ إلى المَقامةِ لا يَراها

      ويقال للجماعة يجتمعون في مَجْلِسٍ : مَقامة ؛ ومنه قول لبيد : ومَقامةٍ غُلْبِ الرِّقابِ كأَنَّهم جِنٌّ ، لدَى بابِ الحَصِيرِ ، قِيامُ الحَصِير : المَلِك ههنا ، والجمع مَقامات ؛ أَنشد ابن بري لزهير : وفيهِمْ مَقاماتٌ حِسانٌ وجُوهُهُمْ ، وأَنْدِيةٌ يَنْتابُها القَوْلُ والفِعْلُ ومَقاماتُ الناسِ : مَجالِسهم أيضاً .
      والمَقامة والمَقام : الموضع الذي تَقُوم فيه .
      والمَقامةُ : السّادةُ .
      وكل ما أَوْجَعَك من جسَدِك فقد قامَ بك .
      أَبو زيد في نوادره : قامَ بي ظَهْري أَي أَوْجَعَني ، وقامَت بي عيناي .
      ويومُ القِيامة : يومُ البَعْث ؛ وفي التهذيب : القِيامة يوم البعث يَقُوم فيه الخَلْق بين يدي الحيّ القيوم .
      وفي الحديث ذكر يوم القِيامة في غير موضع ، قيل : أَصله مصدر قام الخَلق من قُبورهم قِيامة ، وقيل : هو تعريب قِيَمْثَا (* قوله « تعريب قيمثا » كذا ضبط في نسخة صحيحة من النهاية ، وفي أخرى بفتح القاف والميم وسكون المثناة بينهما .
      ووقع في التهذيب بدل المثلثة ياء مثناة ولم يضبط )، وهو بالسريانية بهذا المعنى .
      ابن سيده : ويوم القِيامة يوم الجمعة ؛ ومنه قول كعب : أَتَظْلِم رجُلاً يوم القيامة ؟ ومَضَتْ قُِوَيْمةٌ من الليلِ أَي ساعةٌ أَو قِطْعة ، ولم يَجِدْه أَبو عبيد ، وكذلك مضَى قُوَيْمٌ من الليلِ ، بغير هاء ، أَي وَقْت غيرُ محدود .
      "

    المعجم: لسان العرب





معنى أقوتهما في قاموس معاجم اللغة

معجم اللغة العربية المعاصرة
أقاتَ يُقِيت، أَقِتْ، إقاتةً، فهو مُقِيت، والمفعول مُقات • أقات عائلةً: أعالَها، أعطاها القوتَ "{وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا}".


المعجم الوسيط
وَقَتَهُ.
تاج العروس

الأَقْتُ بالقاف لغةٌ في الوقْت كذا صَحَّحه جماعة أو إبدالٌ أو لحن والتَّأْقيت كالتَّوقيتِ : تَحْديد الأوْقاتِ . وهو مُؤَقَّت من ذلك





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: