وصف و معنى و تعريف كلمة أكانت:


أكانت: كلمة تتكون من خمس أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ تاء (ت) و تحتوي على ألف همزة (أ) و كاف (ك) و ألف (ا) و نون (ن) و تاء (ت) .




معنى و شرح أكانت في معاجم اللغة العربية:



أكانت

جذر [كنت]

  1. كانتو: (اسم)
    • سوق تباع فيها الملابس المستعملة أو القديمة
,
  1. كانَ
    • ـ كانَ يَكِينُ : خَضَعَ .
      ـ اكْتانَ : حَزِنَ .
      ـ كَيْنُ : لَحْمُ باطِنِ الفَرْجِ ، أو غُدَدٌ فيه كأَطْرافِ النَّوى ، والبَظْرُ , ج : كُيُونٌ .
      ـ كَيْنَةُ : النَّبِقَةُ ، والكَفالَةُ ،
      ـ كِيْنَةُ : الشِّدَّةُ المُذِلَّةُ ، والحالَةُ .
      ـ كأَيِّنْ وكائِنْ : بِمَعْنَى كَمْ في الاسْتِفْهامِ والخَبَرِ ، مُرَكَّبٌ من كافِ التَّشْبِيهِ ، وأيٍّ المُنَوَّنَةِ ، ولِهذا جازَ الوَقْفُ عليها بالنونِ ، ورُسِمَ في المصْحَفِ نُوناً . وتُوافِقُ '' كَمْ '' في خَمْسَةِ أُمُورٍ : الإِبْهامِ ، والافْتقارِ إلى التَّمْييزِ ، والبِناءِ ، ولُزومِ التَّصْدِيرِ ، وإفادَةِ التَّنْكِيرِ تارَةً ، والاِسْتِفْهامِ أُخْرَى ، وهو نادِرٌ . قال أُبَيٌّ لابنِ مسعودِ : كأَيِّنْ تَقْرَأُ سورةَ الأحْزابِ آيةً ؟ قال : ثلاثاً وسبعينَ . وتُخالِفُها في خَمْسَةٍ أُمُورٍ : ـ 1 أنها مُرَكَّبَةٌ وكم بَسِيطةٌ على الصَّحيحِ . 2 أنَّ مُمَيِّزَها مَجْرُورٌ بِمِنْ غالباً ، حتى زَعَمَ ابنُ عُصْفورٍ لزُومَه . 3 أنها لا تَقَعُ اسْتِفْهامِيَّةً عند الجُمْهورِ . 4 أنها لا تَقَعُ مجرورَةً ، خِلافاً لِمَنْ جَوَّزَ : بِكَأَيِّنْ تَبِيعُ هذا . 5 أنَّ خَبَرَها لا يَقَعُ مُفْرَداً .
      ـ مُكْتانُ : الكَفيلُ .
      ـ أكانَهُ الله إكانَةً : خَضَّعَهُ ، وأدخَلَ عليه الذُّلَّ .
      ـ واكْتانَ : حَزِنَ وهو يُسِرُّهُ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. الأكَمَةُ
    • ـ الأكَمَةُ : التَّلُّ من القُفِّ من حجارَةٍ واحدةٍ ، أَو هي دونَ الجبالِ ، أَو المَوْضِعُ يكونُ أَشَدَّ ارْتِفاعاً مما حَوْلَه ، وهو غليظٌ لا يَبْلُغُ أَن يكونَ حَجَراً
      ـ ج : أكَمٌ ، وأُكُم وكأَجْبُل وإكِام وآكَام وأَكْمةٌ ، وموضع قُرْبَ الحاجِرِ ، يقالُ له : أَكَمَةُ العِشْرِقِ .
      ـ اسْتَأْكَمَ المَوْضِعُ : صار أَكَماً .
      ـ المَأْكَمُ والمَأْكَمَةُ ، والمأْكِمُ والمأْكِمَةُ : وَصَلَتا بين العَجُزِ والمَتْنَيْنِ ، جَمْعُه : مآكِمُ .
      ـ المُؤاكَمَةُ والمُؤَكِّمَةُ : العظيمةُ المَأْكَمَتَيْنِ .
      ـ أُكِمَتِ الأرضُ : أُكِلَ جميعُ ما فيها .
      ـ أُكَام : جَبلٌ .
      ـ التأكيمُ : غِلَظُ الكَفَلِ .
      ـ اسْتَأْكَمَ مَجْلِسَه : اسْتَوْطَأهُ .
      ـ المَأْكومُ : الكَمِدُ غَمّاً .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. كَبَّه
    • ـ كَبَّه : قَلَبَه ، وصَرَعَه ، كأَكَبَّه ، وكَبْكَبَه فأَكَبَّ ، وهو لازِمٌ مُتَعَدٍّ .
      ـ أَكَبَ عليه : أَقْبَلَ ، ولَزِمَ ، كانْكَبَّ ،
      ـ أَكَبَ له : تَجانأ .
      ـ كَبَّ : ثَقُلَ ،
      ـ أوْقَدَ الكُبَّ : للحَمْضِ ،
      ـ كَبَّ الغَزْلَ : جَعَلَه كُبباً .
      ـ كَبَّةُ وكُبَّة : الدَّفْعَةُ في القِتالِ والجَرْيِ ، والحَمْلَةُ في الحَرْبِ ، والزِّحامُ ، وإفْلاتُ الخَيْلِ ، والصَدْمَةُ بينَ الجَبَلْيْنِ ،
      ـ كَبَّةُ من الشِّتاءِ : شِدَّتُه ودَفْعَتُهُ ، والرَّمْيُ في الهُوَّةِ ، كالكَبْكَبَة ،
      ـ كِبْكِبَةِ وكِبْكِبِ وكُبْكُبَةِ وكُبْكُبِ : الجماعةُ ، كالكَبْكَبَة ، وفَرَسُ قَيْسِ بنِ الغَوْثِ ، والجَرَوْهَقُ من الغَزْلِ ، والإِبِلُ العظيمةُ ، والثَّقيلُ ،
      ـ كُباب : الكثيرُ من الإِبِلِ والغَنَمِ ، والتُّرابُ ، والطِّينُ اللاَّزِبُ ، والثَّرى ، وجَبَلٌ ، وماءٌ ، وما تَجَعَّدَ من الرَّمْلِ ،
      ـ كَباب : اللَّحْمُ المُشَرَّحُ .
      ـ تَكْبيبُ : عَمَلُه .
      ـ مِكَبُّ : الكثيرُ النَّظَرِ إلى الأرضِ ، كالمِكْبَابِ .
      ـ مُكَبَّبَةُ : حِنْطَةٌ غَبراءُ ، غَليظةُ السَّنابِلِ ،
      ـ كُبْكُبُ : المُجْتَمِعُ الخَلْقِ ، كالكُباكِبِ ، الجمع : كَباكِبُ .
      ـ تَكَبَّبَتِ الإِبِلُ : صُرِعَتْ من داءٍ .
      ـ الكَبْكابُ : تَمْرٌ غليظٌ هاجِرٌ ،
      ـ الكَبْكابَةُ : المرأةُ السَّمينةُ .
      ـ كِبْكِبُ ( وكَبْكَبُ ): لُعْبَةٌ ، وموضع بالصَّفْراءِ .
      ـ كَبْكَبُ : جَبَلٌ بعَرَفاتٍ خَلْفَ ظَهْرِ الإمامِ إذا وقَفَ .
      ـ كَبَابَةُ : دواءٌ صينِيُّ .
      ـ كُبْكوبُ وكُبْكوبَةُ وكُبْكُبَةُ : الجماعةُ المُتَضامَّةُ .
      ـ كُباكِبُ : جَبَلٌ .
      ـ قَيْسُ كُبَّةَ : قَبيلَةٌ من بَجيلَةَ .

    المعجم: القاموس المحيط

  4. أَكانَهُ
    • أَكانَهُ الله : أَخضعه وأَدخل عليه من الذُّلِّ ما أكانَهُ .
      79 .

    المعجم: المعجم الوسيط

  5. إِكليل
    • إكليل - ج ، أكاليل وأكلة
      1 - إكليل : تاج . 2 - إكليل : حلية نسائية للشعر تزين بالجوهر . 3 - إكليل : ما أحاط بالظفر من اللحم . 4 - إكليل : طاقة من الورد أو الزهر على هيئة التاج . 5 - إكليل : عند النصارى الزواج .

    المعجم: الرائد

  6. أكان
    • أكان - إكانة
      1 - أكانه الله : أخضعه وأذله

    المعجم: الرائد

  7. أكبّ على العلم
    • أقبل عليه وشُغل به ولازَمه واجتهد فيه ، عكسه غفَل عنه :- أكبَّ على القضيَّة

    المعجم: عربي عامة

  8. أكبّ على وجهه
    • سقَط ، انقلب ، انحنى :- { أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }

    المعجم: عربي عامة



  9. أكبّ للشّيء
    • انحنى عليه .

    المعجم: عربي عامة

  10. أَكَبَّ
    • أَكَبَّ على الشيءِ : أَقبلَ عليه وشُغِل به .
      و أَكَبَّ للشيء : انحنى عليه .
      و أَكَبَّ فلانٌ : صُرِعَ .
      و أَكَبَّ على وجهه : انقلب .
      وفي التنزيل العزيز : الملك آية 22 أفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِه أَهْدَى أَمَ مَنْ يَمْشِي سَوِيًا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتقِيمٍ ) ) .
      و أَكَبَّ الرجلُ : أَكثر النظر إِلى الأَرض .

    المعجم: المعجم الوسيط

  11. أكَبَّ
    • [ ك ب ب ]. ( فعل : رباعي لازم متعد بحرف ). أكْبَبْتُ ، أُكِبُّ ، أكِبَّ ، مصدر إِكْبَابٌ .
      1 . :- أكَبَّ عَلَى العِلْمِ وَالدِّرَاسَةِ :- : اِنْصَرَفَ مُسْتَغْرِقاً ، أقْبَلَ عَلَيْهِ . :- يُكِبُّ عَلَى العِلْمِ صَبَاحَ مَسَاءَ .
      2 . :- أكَبَّ عَدُوَّهُ :- : صَرَعَهُ .
      3 . :- أكَبَّ الرَّجُلُ :- : اِنْصَرعَ ، صُرِعَ .
      4 . :- أكَبَّ عَلَيْهِ :- : أقْبَلَ عَلَيْهِ يَقِيهِ .
      5 . :- أكَبَّ للشَّيْءِ :- : اِنْحَنَى عَلَيْهِ .

    المعجم: الغني



  12. أَكب
    • أكب - إكبابا
      1 - أكب على العلم أو العمل : أقبل عليه ولزمه . 2 - أكب عليه : أقبل عليه ولزمه . 3 - أكبه : رماه ، طرحهارضا . 4 - أكب : طرح أرضا .

    المعجم: الرائد

  13. أكبَّ
    • أكبَّ على / أكبَّ لـ يُكبّ ، أكْبِبْ / أكِبَّ ، إكبابًا ، فهو مُكِبّ ، والمفعول مُكَبّ عليه :-
      أكبَّ على العلم أقبل عليه وشُغل به ولازَمه واجتهد فيه ، عكسه غفَل عنه :- أكبَّ على القضيَّة : أبدى اهتمامًا زائدًا بها :-
      أكبّ عليه الدَّهرُ .
      أكبَّ على وجهه : سقَط ، انقلب ، انحنى :- { أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }: منقلبًا على وجهه مُتغيِّرًا في مِشْيَته ، أو منكّس الرأس ، لا يرى ما حوله .
      أكبَّ للشَّيء : انحنى عليه .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  14. كيل
    • " الكَيْلُ : المِكْيال . غيره : الكَيْل كَيْل البُرِّ ونحوه ، وهو مصدر كالَ الطعامَ ونحوه يَكِيلُ كَيْلاً ومَكالاً ومَكِيلاً أَيضاً ، وهو شاذ لأَن المصدر من فَعَل يَفْعِل مَفْعِل ، بكسر العين ؛ يقال : ما في برك مَكالٌ ، وقد قيل مَكِيل عن الأَخفش ؛ قال ابن بري : هكذا ، قال الجوهري ، وصوابه مَفْعَل بفتح العين .
      وكِيلُ الطعامُ ، على ما لم يسم فاعله ، وإِن شئت ضممت الكاف ، والطعامُ مَكِيلٌ ومَكْيُول مثل مَخِيط ومَخْيوط ، ومنهم من يقول : كُولَ الطعامُ وبُوعَ واصْطُودَ الصَّيْدُ واسْتُوقَ مالُه ، بقلب الياء واواً حين ضم ما قبلها لأَن الياء الساكنة لا تكون بعد حرف مضموم .
      واكْتالَه وكالَه طعاماً وكالَه له ؛ قال سيبويه : اكْتَل يكون على الاتحاد وعلى المُطاوَعة .
      وقوله تعالى : الذين إِذا اكْتالوا على الناس يَسْتَوْفُون ؛ أَي اكْتالوا منهم لأَنفسهم ؛ قال ثعلب : معناه من الناس ، والاسم الكِيلَةُ ، بالكسر ، مثل الجِلْسة والرِّكْبة .
      واكْتَلْت من فلان واكْتَلْت عليه وكِلْت فُلاناً طعاماً أَي كِلْتُ له ؛ قال الله تعالى : وإِذا كالُوهمْ أَو وَزَنُوهم ؛ أَي كالُوا لهم .
      وفي المثل : أَحَشَفاً وسُوء كِيلة ؟ أَي أَتَجْمَعُ عليَّ أَن يكون المَكِيل حَشَفاً وأَن يكون الكَيل مُطَفَّفاً ؛ وقال اللحياني : حَشَف وسوء كِيلةٍ وكَيْلٍ ومَكِيلةٍ .
      وبُرٌّ مَكِيلٌ ، ويجوز في القياس مَكْيول ، ولغة بني أَسد مَكُول ، ولغة رديئة مُكالٌ ؛ قال الأَزهري : أَما مُكالٌ فمن لغات الحَضَرِيِّين ، قال : وما أَراها عربية محضة ، وأَما مَكُول فهي لغة رديئة ، واللغة الفصيحة مَكِيل ثم يليها في الجودة مَكْيول .
      الليث : المِكْيال ما يُكالُ به ، حديداً كان أَو خشباً .
      واكْتَلْتُ عليه : أَخذت منه .
      يقال : كال المعطي واكْتال الآخِذ .
      والكَيْلُ والمِكْيَلُ والمِكْيال والمِكْيَلةُ : ما كِيلَ به ؛ الأَخيرة نادرة .
      ورجل كَيَّال : من الكَيْل ؛ حكاه سيبويه في الإِمالة ، فإِما أَن يكون على التكثير لأَن فِعْله معروف ، وإِما يُفَرّ إِلى النسَب إِذا عُدِم الفعل ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : حين تكالُ النِّيبُ في القَفِيزِ فسره فقال : أَراد حين تَغْزُر فيُكال لَبَنُها كَيْلاً فهذه الناقة أَغزرهنَّ .
      وكال الدراهمَ والدنانير : وزنها ؛ عن ابن الأَعرابي خاصة ؛

      وأَنشد لشاعر جعل الكَيْل وَزْناً : قارُروة ذات مِسْك عند ذي لَطَفٍ ، من الدَّنانيرِ ، كالُوها بمِثْقال فإِما أَن يكون هذا وَضْعاً ، وإِما أَن يكون على النسب لأَن الكَيْل والوزن سواء في معرِفة المَقادير .
      ويقال : كِلْ هذه الدراهمَ ، يريدون زِنْ .
      وقال مُرَّة : كُلُّ ما وزن فقد كِيلَ .
      وهما يتَكايَلان أَي يتَعارَضان بالشَّتْم أَو الوَتْرِ ؛ قالت امرأَة من طيِّءٍ : فيَقْتل خيراً بامرِئٍ لم يكن له نِواءٌ ، ولكن لا تَكَايُلَ بالدَّم ؟

      ‏ قال أَبو رِياش : معناه لا يجوز لك أَن تقتل إِلاَّ ثأْرَك ولا تعتبر فيه المُساواة في الفضل إِذا لم يكن غيره .
      وكايَل الرجلُ صاحبَه :، قال له مثل ما يقول أَو فَعَل كفعله .
      وكايَلْته وتكايَلْنا إِذا كالَ لَكَ وكِلْتَ له فهو مُكائِل ، بالهمز .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَنه نَهَى عن المُكايَلة وهي المُقايَسة بالقَوْل والفعل ، والمراد المُكافأَة بالسُّوءِ وتركُ الإِغْضاء والاحتمالِ أَي تقول له وتفعَل معه مثل ما يقول لك ويفعل معك ، وهي مُفاعلة من الكَيْل ، وقيل : أَراد بها المُقايَسة في الدِّين وترك العمل بالأَثر .
      وكالَ الزَّنْدُ يَكِيلُ كَيْلاً : مثل كَبا ولم يخرِج ناراً فشبه مؤخَّر الصفوف (* قوله « فشبه مؤخر الصفوف إلى قوله من كان فيه » هكذا في الأصل هنا ، وقد ذكره ابن الاثير عقب حديث دجانة ، ونقله المؤلف عنه فيما يأتي عقب ذلك الحديث ولا مناسبة له هنا فالاقتصار على ما يأتي احق ) في الحرب به لأَنه لا يُقاتِل مَن كان فيه .
      وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : المِكْيال مِكْيال أَهل المدينة والمِيزانُ مِيزانُ أَهلِ مكة ؛ قال أَبو عبيدة : يُقال إِن هذا الحديث أَصل لكل شيء من الكَيْل والوَزْن ، وإِنما يأْتَمُّ الناس فيهما بأَهل مكة وأَهل المدينة ، وإِن تغيَّر ذلك في سائر الأَمصار ، أَلا ترى أَن أَصل التمر بالمدينة كَيْلٌ وهو يُوزَن في كثير من الأَمصار ، وأَنَّ السَّمْن عندهم وَزْن وهو كَيْل في كثير من الأَمصار ؟ والذي يعرف به أَصل الكَيْل والوَزْن أَن كل ما لَزِمه اسم المَخْتوم والقَفِيزِ والمَكُّوكِ والمُدِّ والصاعِ فهو كَيْل ، وكلُّ ما لزمه اسم الأَرْطالِ والأَواقيِّ والأَمْناءِ فهو وزن ؛ قال أَبو منصور : والتمر أَصله الكَيْل فلا يجوز أَن يباع منه رِطْل برطل ولا وزن بوزن ، لأَنه إِذا رُدَّ بعد الوزن إِلى الكيل تَفاضَل ، إِنما يُباع كَيْلاً بكَيْل سواء بسواء ، وكذلك ما كان أَصله مَوْزُوناً فإِنه لا يجوز أَن يُباع منه كَيْل بكَيْل ، لأَنه إِذا رُدَّ إِلى الوزن لم يؤْمن فيه التَّفاضُل ، قال : وإِنما احتيج إِلى هذا الحديث لهذا المعنى ، ولا يتَهافت الناس في الرِّبَا الذي نَهَى الله عز وجل عنه ، وكل ما كان في عَهْد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بمكة والمدينة مَكِيلاً فلا يُباعُ إِلا بالكَيْل ، وكل ما كان بها مَوْزُوناً فلا يُباع إِلا بالوزن لئلا يدخله الرِّبا بالتَّفاضُل ، وهذا في كل نوع تتعلق به أَحكام الشرع من حقوق الله تعالى دون ما يَتعامل به الناسُ في بِياعاتِهم ، فأَما المِكْيال فهو الصاع الذي يتعلَّق به وُجوب الزكاة والكفارات والنفقات وغير ذلك ، وهو مقدر بكيل أَهل المدينة دون غيرها من البُلْدان لهذا الحديث ، وهو مِفْعال من الكَيْل ، والميم فيه للآلة ؛ وأَما الوَزْن فيريد به الذهب والفضة خاصة لأَن حق الزكاة يتعلَّق بهما ، ودِرْهمُ أَهلِ مكة ستة دَوانيق ، ودراهم الإِسلام المعدَّلة كل عشرة دراهم سبعة مَثاقيل ، وكان أَهلُ المدينة يتَعاملون بالدراهم عند مَقْدَمِ سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بالعَدَدِ فأَرْشَدَهم إِلى وزن مكة ، وأَما الدنانير فكانت تحمل إِلى العرب من الرُّوم إِلى أَن ضَرَبَ عبدُ الملك بن مَرْوان الدينار في أَيامه ، وأَما الأَرطالُ والأَمْناءُ فللناس فيها عادات مختلفة في البُلْدان وهم مُعاملون بها ومُجْرَوْن عليها .
      والكَيُّولُ : آخِرُ الصُّفوفِ في الحرب ، وقيل : الكَيُّول مؤخر الصفوف ؛ وفي الحديث : أَن رجلاً أَتى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وهو يقاتِلُ العدوَّ فسأَله سيفاً يقاتِل به فقال له : فلَعَلَّك إِن أَعطيتك أَن تقوم في الكَيُّول ، فقال : لا ، فأَعطاه سيفاً فجعل يُقاتِل وهو يقول : إِنِّي امْرُؤٌ عهَدَني خَلِيلي أَن لا أَقومَ الدَّهْرَ في الكَيُّولِ أَضْرِبْ بسيفِ الله والرسولِ ، ضَرْبَ غُلامٍ ماجدٍ بُهْلولِ فلم يزل يقاتِل به حتى قُتِل .
      الأَزهري : أَبو عبيد الكَيُّولُ هو مؤخر الصفوف ، قال : ولم أَسمع هذا الحرف إِلا في هذا الحديث ، وسكن الباءَ في أَضْرِبْ لكثرة الحركات .
      وتَكَلَّى الرجلُ أَي قام في الكَيُّول ، والأَصل تَكَيَّل وهو مقلوب منه ؛ قال ابن بري : الرجَز لأَبي دُجَانَةَ سِمَاك بن خَرَشَةَ ؛ قال ابن الأَثير : الكَيُّول ، فَيْعُول ، من كالَ الزندُ إِذا كَبَا ولم يخرج ناراً ، فشبَّه مؤخَّر الصفوف به لأَن مَنْ كان فيه لا يُقاتِل ، وقيل : الكَيُّول الجَبَان ؛ والكَيُّول : ما أَشرف من الأَرض ، يُريد تقومُ فوقَه فتنظر ما يصنع غيرك .
      أَبو منصور : الكَيُّول في كلام العرب ما خرج من حَرِّ الزَّنْد مُسْوَدّاً لا نار فيه .
      الليث : الفرس يُكايِل الفرس في الجَرْي إِذا عارَضه وباراه كأَنه يَكِيل له من جَرْيهِ مثل ما يَكِيل له الآخر .
      ابن الأَعرابي : المُكَايلة أَن يتَشاتَم الرجلان فيُرْبِي أَحدهما على الآخر ، والمُواكلة أَن يُهْدِيَ المُدانُ للمَدِينِ ليُؤخِّر قضاءه .
      ويقال : كِلْتُ فلاناً بفلانٍ أَي قِسْتُه به ، وإِذا أَردْت عِلْمَ رجل فكِلْهُ بغيره ، وكِلِ الفرسَ بغيره أَي قِسْه به في الجَرْي ؛ قال الأَخطل : قد كِلْتُموني بالسَّوابِقِ كُلِّها ، فَبَرَّزْتُ منها ثانياً من عِنَانِيَا أَي سبقتها وبعض عِناني مَكْفوف .
      والكِيَالُ : المُجاراة ؛

      قال : أُقْدُرْ لنَفْسِكَ أَمْرَها ، إِن كان من أَمْرٍ كِيَالَهْ وذكر أَبو الحسن بن سيده في أَثناء خُطْبة كتابه المحكم مما قَصَدَ به الوَضْعَ من ابن السكيت فقال : وأَيُّ مَوْقِفةٍ أَخْزَى لِواقِفِها من مقامة أَبي يوسف يعق بن إِسحق السكيت مع أَبي عثمان المازني بين يدي المتوكِّل جعفر ؟ وذلك أَن المتوكل ، قال : يا مازني سل يعقوب عن مسأَلة من النحو ، فَتَلَكَّأَ المازني عِلْماً بتأَخر يعقوب في صناعة الإِعراب ، فعَزَم المتوكل عليه وقال : لا بدَّ لك من سؤاله ، فأَقبل المازني يُجْهِد نفسه في التلخيص وتَنكُّب السؤال الحُوشِيِّ العَوِيص ، ثم ، قال : يا أَبا يوسف ما وَزْن نَكْتَلْ من قوله عز وجل : فأَرْسِلْ معنا أَخانا نَكْتَلْ ، فقال له : نَفْعَل ؛ قال : وكان هناك قوم قد علموا هذا المِقْدار ، ولم يُؤْتَؤْا من حَظِّ يعقوب في اللغة المِعْشار ، ففاضوا ضَحِكاً ، وأَداروا من اللَّهْو فَلَكاً ، وارتفع المتوكِّل وخرج السِّكِّيتي والمازني ، فقال ابن السكيت : يا أَبا عثمان أَسأْت عِشْرَتي وأَذْويْتَ بَشَرتي ، فقال له المازني : والله ما سأَلتُك عن هذا حتى بحثت فلم أَجد أَدْنى منه مُحاوَلاً ، ولا أَقْرَب منه مُتَناوَلاً .
      "

    المعجم: لسان العرب

  15. كين
    • " الكَيْنُ : لحمةُ داخلِ فرجِ المرأَة .
      ابن سيده : الكَيْنُ لخم باطنِ الفرج ، والرَّكَب ظاهره ؛ قال جرير : غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ ، يا فَرَزْدَقُ ، كَيْنَها غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغانِغَ المَعْذُورِ يعني عمرانَ بن مرة المِنْقَريّ ، وكان أَسَرَ جِعْثِنَ أُخت الفرزدق يوم السيِّدان ؛ وفي ذلك يقول جرير أَيضاً : هُمُ ترَكوها بعدما طالت السُّرى عَواناً ، ورَدُّوا حُمْرةَ الكَيْنِ أَسودا وفي ذلك يقول جرير أَيضاً : يُفَرِّجُ عِمْرانُ مُرَّةَ كَيْنَها ، ويَنْزُو نُزاءَ العَيْر أَعْلَقَ حائلُهْ وقيل : الكَيْنُ الغُدَدُ التي هي داخل قُبُل المرأَة مثلُ أَطراف النَّوى ، والجمع كُيون .
      والكَيْنُ : البَظْرُ ؛ عن اللحياني .
      وكَيْنُ المرأَة : بُظارتها ؛

      وأَنشد اللحياني : يَكْوينَ أَطرافَ الأُيورِ بالكَيْن ، إذا وَجَدْنَ حَرَّةً تَنَزَّيْ ؟

      ‏ قال ابن سيده : فهذا يجوز أَن يفسر بجميع ما ذكرناه .
      واسْتَكانَ الرجل : خَضَعَ وذَلّ ، جعله أَبو علي استفعل من هذا الباب ، وغيره يجعله افتعل من المَسْكَنة ، ولكل من ذلك تعليل مذكور في بابه .
      وباتَ فلانٌ بكِينةِ سَوْءٍ ، بالكسر ، أَي بحالة سَوْءِ .
      أَبو سعيد : يقال أَكانَه الله يُكِينُه إكانةً أَي أَخضعه حتى اسْتَكان وأَدخل عليه من الذل ما أَكانه ؛

      وأَنشد : لعَمْرُك ما يَشْفي جِراحٌ تُكينُه ، ولكِنْ شِفائي أَن تَئِيمَ حَلائِلُه ؟

      ‏ قال الأَزهري : وفي التنزيل العزيز : فما اسْتَكانوا لربهم ؛ من هذا ، أَي ما خَضَعُوا لربهم .
      وقال ابن الأَنباري في قولهم اسْتَكانَ أَي خضع : فيه قولان : أَحدهما أَنه من السَّكِينة وكان في الأَصل اسْتَكَنوا ، افتعل من سَكَن ، فمُدَّتْ فتحة الكاف بالأَلف كما يمدُّون الضمة بالواو والكسرة بالياء ، واحتج بقوله : فأَنْظُورُ أَي فأَنظُرُ ، وشِيمال في موضع الشِّمال ، والقول الثاني أَنه استفعال من كان يكون .
      ثعلب عن ابن الأَعرابي : الكَيْنةُ النَّبِقةُ ، والكَيْنة الكَفالة ، والمُكْتانُ الكَفِيلُ .
      وكائِنْ معناها معنى كم في الخبر والاستفهام ، وفيها لغتان : كَأيٍّ مثْلُ كَعَيِّنْ ، وكائِنْ مثل كاعِنْ .
      قال أُبَيُّ بن كَعْبٍ لزِرِّ بن حُبَيْش : كَأَيِّنْ تَعُدُّون سورة الأَحزاب أَي كم تَعُدُّونها آيةً ؛ وتستعمل في الخبر والاستفهام مثل كم ؛ قال ابن الأَثير : وأَشهر لغاتها كأَيٍّ ، بالتشديد ، وتقول في الخبر كأَيٍّ من رجل قد رأَيت ، تريد به التكثيرَ فتخفض النكرة بعدها بمن ، وإدخالُ من بعد كأَيٍّ أَكثرُ من النصب بها وأَجود ؛ قال ذو الرمة : وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحٍ بلادُ العِدَى ليست له ببلاد ؟

      ‏ قال ابن بري بعد انقضاء كلام الجوهري : ظاهر كلامه أَن كائن عنده بمنزلة بائع وسائر ونحو ذلك مما وَزْنُه فاعل ، وذلك غلط ، وإنما الأَصل فيها كأَيٍّ ، الكاف للتشبيه دخلت على أَيٍّ ، ثم قُدِّمت الياء المشددة ثم خففت فصارت كَيِيءٍ ، ثم أُبدلت الياء أَلفاً فقالوا كاءٍ كما ، قالوا في طَيِّءٍ طاءٍ .
      وفي التنزيل العزيز : وكأَيِّنْ من نَبيٍّ ؛ قال الأَزهري : أَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه ، قال كأَيّ بمعنى كم ، وكم بمعنى الكثرة ، وتعمل عمل رب في معنى القِلَّة ، قال : وفي كَأَيٍّ ثلاث لغات : كأَيٍّ بوزن كَعَيِّنْ الأَصل أَيٌّ أُدخلت عليها كاف التشبيه ، وكائِنْ بوزن كاعِنْ ، واللغة الثالثة كايِنْ بوزن ماينْ ، لا همز فيه ؛

      وأَنشد : كايِنْ رَأَبْتُ وهايا صَدْع أَعْظُمِه ، ورُبَّهُ عَطِباً أَنَْقَذْتُ مِ العَطَبِ يريد من العطب .
      وقوله : وكايِنْ بوزن فاعل من كِئْتُ أَكِيُّ أَي جبُنْتُ .
      قال : ومن ، قال كَأْي لم يَمُدَّها ولم يحرِّك همزتها التي هي أَول أَيٍّ ، فكأَنها لغة ، وكلها بمعنى كم .
      وقال الزجاج : في كائن لغتان جَيِّدتان يُقْرَأُ كَأَيّ ، بتشديد الياء ، ويقرأُ كائِنْ على وزن فاعل ، قال : وأَكثر ما جاء في الشعر على هذه اللغة ، وقرأَ ابن كثير وكائِن بوزن كاعن ، وقرأَ سائر القراء وكأَيِّنْ ، الهمزة بين الكاف والياء ، قال : وأَصل كائن كأَيٍّ مثل كََعَيٍّ ، فقدّمت الياء على الهمزة ثم خففت فصارت بوزن كَيْعٍ ، ثم قلبت الياء أَلفاً ، وفيها لغات أَشهرها كأَيٍّ ، بالتشديد ، والله أَعلم .
      "


    المعجم: لسان العرب

  16. كهل
    • " الكَهْلُ : الرجل إِذا وَخَطه الشيب ورأَيت له بَجالةً ، وفي الصحاح : الكَهْلُ من الرجال الذي جاوَز الثلاثين ووَخَطَه الشيبُ .
      وفي فضل أَبي بكر وعمر ، رضي الله عنهما : هذان سيِّدا كُهول الجنة ، وفي رواية : كُهولِ الأَوَّلين والآخِرين ؛ قال ابن الأَثير : الكَهْلُ من الرجال من زاد على ثلاثين سنة إِلى الأَربعين ، وقيل : هو من ثلاث وثلاثين إِلى تمام الخمسين ؛ وقد اكْتَهَلَ الرجلُ وكاهَلَ إِذا بلغ الكُهولة فصار كَهْلاً ، وقيل : أَراد بالكَهْلِ ههنا الحليمَ العاقلَ أَي أَن الله يدخِل أَهلَ الجنةِ الجنةَ حُلماءَ عُقَلاءَ ، وفي المحكم : وقيل هو من أَربع وثلاثين إِلى إِحدى وخمسين .
      قال الله تعالى في قصة عيسى ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام : ويُكَلِّم الناسَ في المهدِ وكَهْلاً ؛ قال الفراء : أَراد ومُكَلِّماً الناس في المهد وكَهُْلاً ؛ والعرب تَضَع يفعل في موضع الفاعل إِذا كانا في معطوفين مجتمعين في الكلام كقول الشاعر : بِتُّ أُعَشِّيها بِعَضْبٍ باتِرِ ، يَقْصِدُ في أَسْوُقِها ، وجائِرِ أَراد قاصِدٍ في أَسوُقها وجائرٍ ، وقد قيل : إِنه عطف الكَهْل على الصفة ، أَراد بقوله في المَهْد صبيّاً وكَهْلاً ، فردَّ الكَهْلَ على الصفة كم ؟

      ‏ قال دَعانا لِجَنْبِه أَو قاعِداً ؛ روى المنذري عن أَحمد بن يحيى أَنه ، قال : ذكر الله عز وجل لعيسى آيتين : تكليمه الناس في المَهْد فهذه معجزة ، والأُخْرى نزوله إِلى الأَرض عند اقتراب الساعة كَهْلاً ابن ثلاثين سنة يكلِّم أُمة محمد فهذه الآية الثانية .
      قال أَبو منصور : وإِذا بلغ الخمسين فإِنه يقال له كَهْل ؛ ومنه قوله : هل كَهْل خَمْسين ، إِنْ شاقَتْه مَنْزِلةٌ مُسَفَّه رأَيُه فيها ، ومَسْبوبُ ؟ فجعله كَهْلاً وقد بلغ الخمسين .
      ابن الأَعرابي : يقال للغُلام مُراهِق ثم مُحْتَلم ، ثم يقال تخرَّج وجهُه (* قوله « ثم يقال تخرج وجهه الى قوله ثم مجتمع » هكذا في الأصل ، وعبارته في مادة جمع : ويقال للرجل إذا اتصلت لحيته مجتمع ثم كهل بعد ذلك ) ثم اتَّصلت لحيته ، ثم مُجْتَمِعٌ ثم كَهْلٌ ، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ؛ قال الأَزهري : وقيل له كَهْل حينئد لانتهاء شَبابه وكمال قوَّته ، والجمع كَهْلُونَ وكُهُولٌ وكِهال وكُهْلانٌ ؛ قال ابن مَيَّادة : وكيف تُرَجِّيها ، وقد حال دُونها بَنُو أَسَدٍ ، كُهْلانُها وشَبابُها ؟ وكُهَّل ؛ قال : وأَراها على توهُّم كاهِل ، والأُنثى كَهْلة من نسوة كَهْلاتٍ ، وهو القياس لأَنه صفة ، وقد حكي فيه عن أَبي حاتم تحريك الهاء ولم يذكره النحويون فيما شذَّ من هذا الضرب .
      قال بعضهم : قلما يقال للمرأَة كهلة مفردة حتى يُزَوِّجُوها بشَهْلة ، يقولون شَهْلةٌ كَهْلةٌ . غيره : رجل كَهْل وامرأَة كَهْلة إِذا انتهى شبابُهما ، وذلك عند استكمالهما ثلاثاً وثلاثين سنة ، قال : وقد يقال امرأَة كَهْلة ولم يذكر معها شَهْلة ؛ قال ذلك الأَصمعي وأَبو عبيدة وابن الأَعرابي ؛ قال الشاعر : ولا أَعُودُ بعدها كَرِيًّا ، أُمارِسُ الكَهْلَة والصَّبِيَّا ، والعَزَب المُنَفَّهَ الأُمِّيَّا واكْتَهَل أَي صار كَهْلاً ، ولم يقولوا كَهَلَ إِلاَّ أَنه قد جاء في الحديث : هل في أَهْلِكَ من كاهِلٍ ؟ ويروى : مَنْ كاهَلَ أَي مَنْ دخل حدَّ الكُهُولة وقد تزوَّج ، وقد حكى أَبو زيد : كاهَلَ الرجلُ تزوَّج .
      وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه سأَل رجلاً أَراد الجهادَ معه فقال : هل في أَهلِك من كاهِلٍ ؟ يروى بكسر الهاء على أَنه اسم ، ويروى مَنْ كاهَلَ بفتح الهاء على أَنه فِعْل ، بوزن ضارِبٍ وضارَبَ ، وهما من الكُهُولة ؛ يقول : هل فيهم مَنْ أَسَنَّ وصار كَهْلاً ؟ وذكر عن أَبي سعيد الضرير أَنه ردَّ على أَبي عبيد هذا التفسير وزعم أَنه خطأٌ ، قد يخلُف الرجلُ الرجلَ في أَهله كَهْلاً وغير كَهْلٍ ، قال : والذي سمعناه من العرب من غير مسأَلة أَن الرجل الذي يخلُف الرجلَ في أَهله يقال له الكاهِن ، وقد كَهَنَ يَكْهَن كُهُوناً ، قال : ولا يخلو هذا الحرف من شيئين ، أَحدهما أَن يكون المحدَّث ساءَ سمعُه فظَنَّ أَنه كاهِلٌ وإِنما هو كاهِنٌ ، أَو يكون الحرف تعاقب فيه بين اللام والنون كما يقال هَتَنَتِ السماءُ وهَتَلَتْ ، والغِرْيَنُ والغِرْيَلُ وهو ما يَرْسُب أَسفل قارورة الدُّهْن من ثُفْلِه ، ويرسُب من الطين أَسفل الغَدير وفي أَسفل القِدْر من مَرَقه ؛ عن الأَصمعي ، قال الأَزهري : وهذا الذي ، قاله أَبو سعيد له وجه غير أَنه بعيد ، ومعنى قوله ، صلى الله عليه وسلم : هل في أَهلِك من كاهِلٍ أَي في أَهلك مَنْ تعْتَمِده للقيام بشأْن عيالك الصغار ومن تُخلِّفه مِمَّن يلزمك عَوْلُه ، فلما ، قال له : ما هُمْ إِلاَّ أُصَيْبِيَةٌ صِغار ، أَجابه فقال : تَخَلَّف وجاهِد فيهم ولا تضيِّعهم .
      والعرب تقول : مُضَر كاهِلُ العرب وسَعْد كاهِل تميم ، وفي النهاية : وتَمِيم كاهِلُ مُضَر ، وهو مأْخوذ من كاهل البعير وهو مقدَّم ظهره وهو الذي يكون عليه المَحْمِل ، قال : وإِنما أَراد بقوله هل في أَهلك من تعتمد عليه في القيام بأَمر مَنْ تُخَلِّف من صِغار ولدك لئلا يضيعوا ، أَلا تراه ، قال له : ما هم إِلاَّ أُصَيْبِية صغار ، فأَجابه وقال : ففيهم فجاهِد ، قال : وأَنكر أَبو سعيد الكاهِل وقال : هو كاهِن كما تقدم ؛ وقول أَبي خِراش الهذلي : فلو كان سَلْمى جارَهُ أَو أَجارَهُ رِماحُ ابنِ سعد ، رَدَّه طائر كَهْلُ (* قوله « رماح ابن سعد » هكذا الأصل ، وفي الاساس : رباح ابن سعد ؟

      ‏ قال ابن سيده : لم يفسره أَحد ، قال : وقد يمكن أَن يكون جعله كَهْلاً مبالغة به في الشدة .
      الأَزهري : يقال طار لفلان طائر كَهْلٌ إِذا كان له جَدّ وحَظّ في الدنيا .
      ونَبْت كَهْل : مُتناهٍ .
      واكْتَهَلَ النبتُ : طال وانتهى منتهاه ، وفي الصحاح : تَمَّ طولُه وظهر نَوْرُه ؛ قال الأَعشى : يُضاحِكُ الشمسَ منها كَوْكَبٌ شَرِقٌ ، مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْت مُكْتَهِل وليس بعد اكْتِهال النَّبْت إِلاَّ التَّوَلِّي ؛ وقول الأَعشى يُضاحِك الشمسَ معناه يدُور معها ، ومُضاحَكَتُه إِياها حُسْن له ونُضْرة ، والكَوْكب : مُعْظَم النبات ، والشَّرِقُ : الرَّيَّان المُمْتلئ ماءً ، والمُؤَزَّر : الذي صار النبت كالإِزار له ، والعَمِيمُ : النبتُ الكثيف الحسَن ، وهو أَكثر من الجَمِيم ؛ يقال نَبْت عَمِيم ومُعْتَمٌّ وعَمَمٌ .
      واكْتَهَلَت الروضة إِذا عَمَّها نبتُها ، وفي التهذيب : نَوْرُها .
      ونعجة مُكْتَهِلةٌ إِذا انتهى سِنُّها .
      المحكم : ونعجة مُكْتَهِلةٌ مُخْتَمِرةُ الرأْس بالبياض ، وأَنكر بعضهم ذلك .
      والكاهِلُ : مقَدَّم أَعلى الظهر مما يَلي العنُق وهو الثُلث الأَعلى فيه سِتُّ فِقَر ؛ قال امرؤ القيس يصف فرساً : له حارِكٌ كالدِّعْصِ لَبَّدهُ الثرى إِلى كاهِل ، مثل الرِّتاجِ المُضَبَّبِ وقال النضر : الكاهِلُ ما ظهر من الزَّوْر ، والزَّوْرُ ما بَطَن من الكاهِل ؛ وقال غيره : الكاهِل من الفرس ما ارتفع من فُروعِ كَتِفَيْه ؛ وأَنشد : وكاهِل أَفْرعَ فيه ، مع الإِفْراعِ ، إِشْرافٌ وتَقْبِيبُ وقال أَبو عبيدة : الحارِك فُروعُ الكَتِفَيْن ، وهو أَيضاً الكاهِلُ ؛ قال : والمِنْسَجُ أَسفل من ذلك ، والكائبة مقدَّم المِنْسَج ؛ وقيل : الكاهِلُ من الإِنسان ما بين كتفيه ، وقيل : هو مَوْصِل العنُق في الصُّلْب ، وقيل : هو في الفرس خلْف المِنْسَج ، وقيل : هو ما شَخَص من فُروعِ كتفيه إِلى مُسْتَوى ظهره .
      ويقال للشديد الغَضَب والهائِجِ من الفحول : إِنه لذو كاهِل ، حكاه ابن السكيت في كتابه المَوْسُوم بالأَلفاظ ، وفي بعض النسخ : إِنه لذو صاهِل ، بالصاد ؛ وقوله : طَوِيل مِتَلِّ العُنْقِ أَشْرَف كاهِلاً ، أَشَقّ رَحِيب الجَوْف مُعْتَدِل الجِرْم وضع الاسم فيه موضع الظرف كأَنه ، قال : ذهب صُعُداً .
      وإِنه لشديد الكاهل أَي منيع الجانب ؛ قال الأَزهري : سمعت غير واحد من العرب يقول فلان كاهل بني فلان أَي مُعْتمَدهم في المُلِمَّات وسَنَدُهم في المهمات ، وهو مأْخوذ من كاهل الظهر لأَن عُنُق الفرس يَتَسانَدُ إِليه إِذا أَحْضَر ، وهو مَحْمِل مُقَدَّم قَرَبُوس السَّرْج ومُعْتَمَد الفارس عليه ؛ ومن هذا قول رؤبة يمدح مَعَدّاً : إِذا مَعَدٌّ عَدَتِ الأَوائِلا ، فابْنَا نِزَارٍ فَرَّجا الزَّلازِلا حِصْنَيْنِ كانا لِمَعَدٍّ كاهِلا ، ومَنْكِبَينِ اعْتَلَيا التَّلاتِلا أَي كانا ، يعني ربيعة ومُضَر ، عُمْدة أَولادِ مَعَدّ كُلِّهم .
      وفي كتابه إِلى أَهل اليمن في أَوقات الصلاة والعِشاء : إِذا غاب الشَّفَقُ إِلى أَن تَذْهب كَواهِلُ الليلِ أَي أَوائله إِلى أَوساطه تشبيهاً لليْل بالإِبل السائرة التي تتقدَّم أَعناقُها وهَوادِيها وتتبعُها أَعجازُها وتَوالِيها .
      والكَواهِل : جمع كاهِل وهو مقدَّم أَعلى الظهْر ؛ ومنه حديث عائشة : وقَرَّر الرُّؤُوسَ على كَواهِلها أَي أَثْبَتها في أَماكنها كأَنها كانت مشْفِية على الذهاب والهلاك .
      الجوهري : الكاهِلُ الحارِكُ وهو ما بين الكَتِفين .
      قال النبي ، صلى الله عليه وسلم : تميمٌ كاهِلٌ مُضَر وعليها المَحْمل .
      قال ابن بري : الحارِكُ فرع الكاهل ؛ هكذا ، قال أَبو عبيدة ، قال : وهو عظم مُشْرِف اكْتَنَفَه فَرْعا الكَتِفَين ، قال : وقال بعضهم هو منبت أَدنى العُرْف إِلى الظهر ، وهو الذي يأْخذ به الفارس إِذا رَكِب .
      أَبو عمرو : يقال للرجل إِنه لذو شاهِقٍ وكاهِلٍ وكاهِنٍ ، بالنون واللام ، إِذا اشتدَّ غضبُه ، ويقال ذلك للفحل عند صِيالِه حين تسمَع له صَوْتاً يخرج من جَوْفه .
      والكُهْلُولُ : الضحَّاكُ ، وقيل : الكَريم ، عاقبت اللامُ الراءَ في كهرور .
      ابن السكيت : الكُهْلُولُ والرُّهْشُوشُ والبُهْلُول كله السخيُّ الكريم .
      والكَهْوَلُ : العَنْكَبُوت ، وحُقُّ الكَهُول بَيْتُه .
      وقال عمرو بن العاص لمعاوية حين أَراد عَزْلَه عن مِصْر : إِني أَتيتُك من العِراق وإِنَّ أَمْرَك كَحُق الكَهُولِ أَو كالجُعْدُبةَ أَو كالكُعْدُبةِ ، فما زلت أُسْدِي وأُلْحِمُ حتى صار أَمْرُك كفَلْكَةِ الدَّرَّارةِ وكالطِّرَافِ المُمَدَّدِ ؛ قال ابن الأَثير : هذه اللفظة قد اختُلِف فيها ، فَرَواها الأَزهري بفتح الكاف وضم الهاء وقال : هي العَنْكَبُوت ، ورواها الخطابيُّ والزمخشري بسكون الهاء وفتح الكاف والواو وقالا : هي العنكبوت ، ولم يقيِّدها القتيبي ، ويروى : كَحُقِّ الكَهْدَل ، بالدال بدل الواو ، وقال القتيبي : أَما حُقُّ الكَهْدَل فلم أَسمع شيئاً ممن يوثق بعلمه بمعنى أَنه بيت العنكبوت ؛ ويقال : إِنه ثَدْيُ العَجوز ، وقيل : العجوز نفسها ، وحُقُّها ثديُها ، وقيل غير ذلك ؛ والجُعْدُبةُ : النُّفَّاخاتُ التي تكون من ماء المطر ، والكُعْدُبةُ : بيت العنكبوت ، وكل ذلك مذكور في موضعه .
      وكاهِلٌ وكَهْل وكُهَيْلٌ : أَسماء يجوز أَن يكون تصغير كَهْل وأَن يكون تصغير كاهلٍ تصغيرَ الترخيم ، قال ابن سيده : وأَن يكون تصغير كَهْلٍ أَولى لأَن تصغير الترخيم ليس بكثير في كلامهم .
      وكُهَيْلة : موضع رمل ؛ قال : عُمَيْرِيَّة حَلَّتْ بِرَمْلِ كُهَيْلةٍ فبَيْْنُونَةٍ ، تَلْقى لها الدهرَ مَرْتَعا الجوهري : كاهِل أَبو قبيلة من الأَسد ، وهو كاهِل بن أَسد بن خُزيمة ، وهم قَتَلَةُ أَبي امرئ القيس .
      وكِنْهِل ، بالكسر : اسم موضع أَو ماء .
      "

    المعجم: لسان العرب

  17. كنف
    • " الكَنَفُ والكَنَفةُ : ناحية الشيء ، وناحِيتا كلِّشيء كنَفاه ، والجمع أَكناف .
      وبنو فلان يَكْنُفون بني فلان أَي هم نُزول في ناحيتهم .
      وكنَفُ الرَّجل : حِضْنه يعني العَضُدين والصدْرَ .
      وأَكناف الجبل والوادي : نواحِيه حيث تنضم إليه ، الواحد كنَفٌ .
      والكَنَفُ : الجانب والناحية ، بالتحريك .
      وفي حديث جرير ، رضي اللّه عنه :، قال له أَين منزلك ؟، قال : بأَكْنافِ بِيشةَ أَي نواحيها .
      وفي حديث الإفك : ما كشَفْتُ من كَنَفِ أُنثى ؛ يجوز أَن يكون بالكسر من الكِنْفِ ، وبالفتح من الكَنَف .
      وكنَفا الإنسان : جانِباه ، وكنَفاه ناحِيتاه عن يمينه وشماله ، وهما حِضْناه .
      وكنَفُ اللّه : رحمته .
      واذْهَبْ في كنَف اللّه وحِفظه أَي في كَلاءته وحِرْزه وحِفظه ، يَكْنُفه بالكَلاءة وحُسن الوِلاية .
      وفي حديث ابن عمر ، رضي اللّه عنهما ، في النْجوى : يُدْنى المؤمنُ من ربّه يوم القيامة حتى يضَع عليه كنَفه ؛ قال ابن المبارك : يعني يستره ، وقيل : يرحمه ويَلْطُف به ، وقال ابن شميل : يضَعُ اللّه عليه كنَفه أَي رحمته وبِرّه وهو تمثيل لجعله تحت ظلّ رحمته يوم القيامة .
      وفي حديث أَبي وائل ، رضي اللّه عنه : نشَر اللّه كنَفه على المسلم يوم القيامة هكذا ، وتعطَّفَ بيده وكُمه .
      وكنَفَه عن الشيء : حَجَزه عنه .
      وكنَف الرجلَ يكْنُفه وتَكَنَّفَه واكْتَنَفه : جعله في كنَفِه .
      وتكَنَّفوه واكْتَنَفُوه : أَحاطوا به ، والتكْنِيفُ مثله .
      يقال : صِلاء مكَنَّف أَي أُحيط به من جَوانِبه .
      وفي حديث الدعاء : مَضَوْا على شاكلتهم مُكانِفين أَي يكنُف بعضُهم بعضاً .
      وفي حديث يحيى بن يَعْمَرَ : فاكتنَفْته أنا وصاحبي أي أَحطْنا به من جانِبَيْه .
      وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : فتكنَّفَه الناس .
      وكنَفَه يَكنُفه كنْفاً وأَكنَفه : حَفِظه وأَعانه ؛ الأَخيرة عن اللحياني .
      وقال ابن الأَعرابي : كنَفه ضمّه إليه وجعله في عِياله .
      وفلان يَعِيش في كنف فلان أي في ظِلِّه .
      وأَكنَفْت الرجل إذا أَعَنْتَه ، فهو مُكْنَف .
      الجوهري : كنَفْت الرَّجل أَكنُفه أَي حُطْتُه وصُنْتُه ، وكنفت بالرجل إذا قمت به وجعلته في كنَفك .
      والمُكانفة : المعاونة .
      وفي حديث أَبي ذر ، رضي اللّه عنه :، قال له رجل أَلا أَكون لك صاحباً أَكنُف راعِيَكَ وأَقْتَبِس منك ؟ أَي أُعِينُه وأَكون إلى جانبه وأجعله في كنَف .
      وأَكنَفَه : أَتاه في حاجة فقام له بها وأَعانه عليها .
      وكَنَفا الطائر : جناحاه .
      وأَكنَفَه الصيدَ والطير : أَعانه على تصيّدها ، وهو من ذلك .
      ويُدْعى على الإنسان فيقال : لاتكنُفُه من اللّه كانفة أي لا تحفظه .
      الليث : يقال للإنسان المخذول لا تكنفه من اللّه كانفة أَي لا تحْجُزه .
      وانهزموا فما كانت لهم كانفة دون المنزل أَو العسكر أَي موضع يلجَؤُون إليه ، ولم يفسره ابن الأَعرابي ، وفي التهذيب : فما كان لهم كانفة دون العسكر أَي حاجز يحجُز عنهم العدوَّ .
      وتكنَّف الشيء واكْتَنَفه : صار حواليه .
      وتكنَّفُوه من كل جاني أي احْتَوَشُوه .
      وناقة كنوف : وهي التي إذا أَصابها البرد اكتنفت في أَكناف الإبل تستتر بها من البرد .
      قال ابن سيده : والكَنوف من النوق التي تبرُك في كنَفة الإبل لتقي نفسها من الريح والبرد ، وقد اكتنفت ، وقيل : الكَنوف التي تبرك ناحية من الإبل تستقبل الريح لصحتها : واطْلُب ناقتك في كنَف الإبل أَي في ناحيتها .
      وكنَفةُ الإبل : ناحيتها .
      قال أَبو عبيدة : يقال ناقة كَنوف تبرك في كنَفة الإبل مثل القَذُور إلا أَنها لا تَسْتبعد كما تستبعد القَذور .
      وحكى أَبو زيد : شاة كَنْفاء أَي حَدْباء .
      وحكى ابن بري : ناقة كنوف تبيت في كنف الإبل أَي ناحيتها ؛

      وأَنشد : إذا اسْتَثارَ كنُوفاً خِلْت ما بَرَكَت عليه يُنْدَفُ ، في حافاتِه ، العُطُبُ والمُكانِفُ : التي تبرُك من وراء الإبل ؛ كلاهما عن ابن الأعرابي .
      والكَنَفانِ : الجَناحانِ ؛

      قال : سِقْطانِ من كَنَفَيْ نَعامٍ جافِلِ وكلُّ ما سُتر ، فقد كُنف .
      والكَنِيفُ : التُّرْس لسَتْره ، ويوصف به فيقال : تُرْس كَنِيف ، ومنه قيل للمَذْهب كَنِيف ، وكل ساتر كَنيف ؛ قال لبيد : حَريماً حين لم يَمْنَعْ حَريماً سُيوفُهمُ ، ولا الحَجَفُ الكَنِيفُ والكنيفُ : الساتر .
      وفي حديث علي ، كرم اللّه وجهه : ولا يكن للمسلمين كانفةٌ أَي ساترة ، والهاء للمبالغة .
      وفي حديث عائشة ، رضي اللّه عنها : شَقَقْن أَكنَفَ مُروطِهنّ فاخْتَمَرْن به أَي أَسْتَرَها وأَصْفَقَها ، ويروى بالثاء المثلثة ، وقد تقدم .
      والكنيفُ : حَظيرة من خشَب أو شجر تتخذ للإبل ، زاد الأَزهري : وللغنم ؛ تقول منه : كنَفْت الإبل أَكنُف وأَكنِفُ .
      واكْتَنَفَ القومُ إذا اتخذوا كَنيفاً لإبلهم .
      وفي حديث النخعي : لا تؤخذ في الصدقة كَنوف ، قال : هي الشاة القاصية التي لا تمشي مع الغنم ، ولعله أَراد لإتْعابها المصدِّق باعتزالها عن الغنم ، فهي كالمُشَيِّعةِ المنهي عنها في الأَضاحي ، وقيل : ناقة كَنوف إذا أَصابها البرد فهي تستتر بالإبل .
      ابن سيده : والكَنيف حَظيرة من خشب أَو شجر تتخذ للإبل لتقِيَها الريح والبرد ، سمي بذلك لأَنه يكنِفُها أي يسترها ويقيها ؛ قال الراجز : تَبِيتُ بين الزَّرْبِ والكَنِيفِ والجمع كُنُفٌ ؛

      قال : لَمّا تَآزَيْنا إلى دِفْء الكُنُفْ وكنَف الكَنِيفَ يكنُفه كَنْفاً وكُنوفاً : عمله .
      وكنَفْت الدار أَكنُفها : اتخذت لها كنيفاً .
      وكَنف الإبل والغنم يكْنُفها كَنْفاً : عمل لها كَنيفاً .
      وكنَف لإبله كَنِيفاً : اتخذه لها ؛ عن اللحياني .
      وكَنف الكَيّالُ يكنُفُ كَنْفاً حَسناً : وهو أَن يجعل يديه على رأْس القَفِيز يُمْسِك بهما الطعام ، يقال : كِلْه كَيْلاً غير مَكْنُوف .
      وتكنَّف القومُ بالغِثاث : وذلك أَن تموت غنمهم هُزالاً فيَحْظُروا بالتي ماتت حول الأَحْياء التي بَقِين فتسْتُرها من الرِّياح .
      واكتَنف كَنِيفاً : اتخذه .
      وكنَف القومُ : حبَسوا أَموالهم من أَزْلِ وتَضْييق عليهم .
      والكَنيف : الكُنّة تُشْرَع فوق باب الدار .
      وكنَف الدارَ يكْنُفها كَنْفاً : اتخذ لها كَنِيفاً .
      والكَنِيف : الخَلاء وكله راجع إلى السَّتر ، وأَهل العراق يسمون ما أَشرعوا من أَعالي دُورهم كَنِيفاً ، واشتقاق اسم الكَنِيف كأَنه كُنِفَ في أَستر النواحي ، والحظيرةُ تسمى كَنِيفاً لأَنها تكنف الإبل أَي تسترها من البرد ، فعيل بمعنى فاعل .
      وفي حديث أَبي بكر حين استخلف عمر ، رضي اللّه عنهما : أَنه أَشرف من كَنِيف فكلَّمهم أَي من سُتْرة ؛ وكلُّ ما سَتر من بناء أَو حظيرة ، فهو كنيف ؛ وفي حديث ابن مالك والأَكوع : تبيت بين الزرب والكنيف أَي الموضع الذي يكنفها ويسترها .
      والكِنْفُ : الزَّنْفَلِيجة يكون فيها أَداة الراعي ومَتاعه ، وهو أَيضاً وِعاء طويل يكون فيه مَتاع التِّجار وأَسْقاطهم ؛ ومنه قول عمر في عبد اللّه بن مسعود ، رضي اللّه عنهما : كُنَيْفٌ مُلِئ عِلْماً أَي أَنه وعاء للعلم بمنزلة الوعاء الذي يضع الرجل فيه أَداته ، وتصغيره على جهة المدح له ، وهو تصغير تعظيم لكِنْف كقول حُباب بن المُنْذِر : أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجّب ؛ شبّه عمر قلب ابن مسعود بِكِنْف الرّاعي لأَن فيه مِبْراتَه ومِقَصَّه وشَفْرته ففيه كلُّ ما يريد ؛ هكذا قلبُ ابن مسعود قد جُمع فيه كلُّ ما يحتاج إليه الناس من العلوم ، وقيل : الكِنْف وعاء يجعل فيه الصائغ أَدواته ، وقيل : الكِنْف الوعاء الذي يكْنُف ما جُعل فيه أَي يحفظه .
      والكِنْفُ أَيضاً : مثل العَيْبة ؛ عن اللحياني .
      يقال : جاء فلان بكنِف فيه متاع ، وهو مثل العيبة .
      وفي الحديث : أَنه توضَّأَ فأدخل يده في الإناء فكَنَفَها وضرب بالماء وجهه أَي جَمَعها وجعلها كالكِنْف وهو الوعاء .
      وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : أَنه أَعطى عياضاً كنف الرَّاعي أَي وعاءه الذي يجعل فيه آلته .
      وفي حديث ابن عمرو وزوجته ، رضي اللّه عنهم : لم يُفَتِّش لنا كِنْفاً ؛ قال ابن الأَثير : لم يدخل يده معها كما يدخل الرجل يده مع زوجته في دواخل أَمرها ؛ قال : وأَكثر ما يروى بفتح الكاف والنون من الكَنَف ، وهو الجانب ، يعني أَنه لم يَقْرَبها .
      وكَنَف الرجلُ عن الشيء : عدل ؛ قال القطامي : فَصالوا وصُلْنا ، واتَّقَونا بماكِرٍ ، ليُعْلَمَ ما فِينا عن البيْع كانِف ؟

      ‏ قال الأَصمعي : ويروى كاتف ؛ قال : أَظن ذلك ظنّاً ؛ قال ابن بري : والذي في شعره : ليُعلَمَ هل مِنّا عن البيع كان ؟

      ‏ قال : ويعني بالماكر الحمار أَي له مَكر وخَديعة .
      وكَنيف وكانِف ومُكنِف ، بضم الميم وكسر النون : أَسماء .
      ومُكنِف بن زَيد الخيل كان له غَناء في الرِّدّة مع خالد بن الوليد ، وهو الذي فتَح الرَّيَّ ، وأَبو حمّاد الراوية من سَبْيه .
      "

    المعجم: لسان العرب

  18. كمم
    • " الكُمُّ : كمُّ القَمِيص .
      ابن سيده : الكُمُّ من الثوب مَدْخَل اليد ومَخْرَجُها ، والجمع أَكْمام ، لا يكسَّر على غير ذلك ، وزاد الجوهري في جمعه كِمَمة مثل حُبٍّ وحِبَبةٍ .
      وأَكَمَّ القَميص : جعل له كُمَّين .
      وكُمُّ السبُع : غِشاء مَخالِبه .
      وقال أَبو حنيفة : كَمَّ الكَبائس يَكُمُّها كَمّاً وكَمَّمها جعلها في أَغْطِية ثتُكِنُّها كما تُجعل العَناقيد في الأَغْطِية إلى حين صِرامها ، واسم ذلك الغِطاء الكِمام ، والكُمُّ للطَّلْعِ (* قوله « والكم للطلع » ضبط في الأصل والمحكم والتهذيب بالضم ككم القميص ، وقال في المصباح والقاموس والنهاية : كم الطلع وكل نور بالكسر ).
      وقد كُمِّتِ النَّخلة ، على صيغة ما لم يسم فاعله ، كَمّاً وكُمُوماً .
      وكُمُّ كل نَوْر : وِعاؤه ، والجمع أَكْمام وأَكامِيم ، وهو الكِمام ، وجمعه أَكِمَّةٌ .
      التهذيب : الكُمُّ كُمُّ الطلع ، ولكل شجرة مُثمرة كُمٌّ ، وهو بُرْعُومته .
      وكِمامُ العُذوق : التي تجعل عليها ، واحدها كُمٌّ .
      وأَما قول الله تعالى : والنخلُ ذاتُ الأَكْمام ، فإن الحسن ، قال : أَراد سَبائبَ من لِيف تزينت بها .
      والكُمَّةُ : كلُّ ظَرْف غطيَّت به شيئاً وأَلْبسته إياه فصار له كالغِلاف ، ومن ذلك أَكمام الزرع غُلُفها التي يَخرج منها .
      وقال الزجاج في قوله : ذاتُ الأَكمام ، قال : عنى بالأَكمام ما غَطَّى .
      وكل شجرة تخرج ما هو مُكَمَّم فهي ذات أَكمام .
      وأَكمامُ النخلة : ما غَطى جُمّارَها من السَّعَف والليف والجِذْع .
      وكلُّ ما أَخرجته النخلة فهو ذو أَكمام ، فالطَّلْعة كُمُّها قشرها ، ومن هذا قيل للقَلَنْسُوة كُمَّة لأنها تُغَطِّي الرأْس ، ومن هذا كُمّا القميص لأنهما يغطيان اليدين ؛ وقال شمر في قول الفرزدق : يُعَلِّقُ لَمّا أَعْجَبَتْه أَتانُه ، بأَرْآدِ ، لَحْيَيْها جِيادَ الكَمائِمِ يريد جمع الكِمامة التي يجعلها على مَنْخِرها لئلا يُؤْذيها الذُّباب .
      الجوهري : والكِمّ ، بالكسر ، والكِمامة وِعاءُ الطلع وغِطاءُ النَّور ، والجمع كِمام وأَكِمَّة وأَكمام ؛ قال الشماخ : قَضَيْتَ أُموراً ثم غادرتَ بَعدها بَوائِجَ في أَكمامِها ، لم تُفَتَّقِ وقال الطرماح : تَظَلُّ بالأَكمامِ مَحْفُوفةً ، تَرْمُقُها أَعْيُنُ حُرّاسِها والأكامِيمُ أَيضاً ؛ قال ذو الرمة : لما تَعالَتْ من البُهْمَى ذوائِبُها ، بالصَّيْفِ ، وانضَرَجَتْ عنه الأَكامِيمُ (* قوله « لما تعالت » تقدم في مادة ضرج : مما ).
      وكُمَّتِ النخلة ، فهي مَكْمومة ؛ قال لبيد يصف نخيلاً : عُصَبٌ كَوارِعُ في خليجِ مُحَلِّمٍ ، حَمَلَت ، فمنها مُوقَرٌ مَكْمُومُ وفي الحديث : حتى يَيْبَس في أَكمامه ، جمع كِمٍّ ، وهو غِلافُ الثمر والحب قبل أَن يظهر .
      وكُمَّ الفَصِىل (* قوله « وكم الفصيل » كذا بالصاد في الأصل ، وفي بيت ابن مقبل الآتي والذي في الصحاح والقاموس : بالسين ، وبها في المحكم أيضاً في بيت طفيل الآتي وياقوت في بيت ابن مقبل : كالفسيل المكمم ) إذا أُشْفِقَ عليه فسُتِر حتى يَقْوَى ؛ قال العجاج : بَل لو شَهِدْتَ الناسَ إذْ تُكُمُّوا بِغُمَّةٍ ، لو لم تُفَرَّج غُمُّوا وتُكُمُّوا أَي أُغمِيَ عليهم وغُطُّوا .
      وأَكَمَّتْ وكَمَّمَت أَي أَخرجت كِمامها .
      قال ابن بري : ويقال كُمِّمَ الفَصِيل أَيضاً ؛ قال ابن مقبل : أَمِنْ ظُعُنٍ هَبَّتْ بِلَيْل فأَصْبَحَتْ بِصَوْعةَ تُحْدَى ، كالفَصِيل المُكَمَّمِ والمِكَمُّ : الشَّوْفُ الذي تُسَوَّى به الأَرض من بعد الحرث .
      والكُمُّ : القِشرة أَسفل السَّفاة يكون فيها الحَبة .
      والكُمَّة : القُلْفة .
      والكُمَّة : القَلَنسوة ، وفي الصحاح : الكمة القلنسوة المدوَّرة لأَنها تغطي الرأْس .
      ويروى عن عمر ، رضي الله عنه : أَنه رأَى جارية مُتَكَمْكِمة فسأَل عنها فقالوا : أَمةُ آل فلان ، فضرَبها بالدِّرّة وقال : يا لَكْعاء أَتَشَبَّهِين بالحَرائر ؟ أَرادوا مُتَكَمِّمة فضاعَفوا ، وأَصله من الكُمَّة وهي القَلَنْسُوة فشبه قِناعها بها .
      قال ابن الأَثير : كَمْكَمْت الشيء إِذا أَخفيته .
      وتكَمْكَم في ثوبه تلَفَّف فيه ، وقيل : أَراد مُتَكَمِّمة من الكُمَّة القلنسوة .
      وفي الحديث : كانت كِمامُ أَصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بُطْحاً ، وفي رواية : أَكِمَّةُ ، قال : هما جمع كثرة وقِلة للكُمَّة القلنسوة ، يعني أَنها كانت مُنْبطحة غير منتصبة .
      وإِنه لحَسن الكِمَّةِ أَي التكمُّم ، كما تقول : إِنه لحسن الجِِلسة ، وكَمَّ الشيءَ يَكُمُّه كمّاً : طيَّنه وسَدَّه ؛ قال الأَخطل يصف خمراً : كُمَّتْ ثَلاثةَ أَحْوالٍ بِطِينَتِها ، حتى اشْتَراها عِبادِيٌّ بدِينارِ وهذا البيت أَورده الجوهري وأَورد عجزَه : حتى إِذا صَرَّحتْ مِن بَعْدِ تَهْدارِ وكذلك كَمَّمَه ؛ قال طُفيل : أَشاقَتْكَ أَظْعانٌ بِحَفْرِ أبَنْبَمِ أَجَلْ بَكَراً مثْلَ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ وتَكَمَّمَه وتَكَمّاه : ككَمَّه ؛ الأَخيرة على تحويل التضعيف ؛ قال الراجز : بل لو رأَيتَ الناسَ إِذ تُكُمُّوا بِغُمَّةٍ ، لو لم تُفَرَّجْ غُمُّوا (* قوله « بل لو رأيت الناس إلخ » عبارة المحكم بعد البيت : تكموا من الثلاثي المعتل وزنه تفعلوا من تكميته إذا قصدته وعمدته وليس من هذا الباب ، وقيل أراد تكمموا إلخ ).
      قيل : أَراد تُكُمِّمُوا من كَمَّمْت الشيء إِذا سَترْته ، فأَبدل الميم الأَخيرة ياء ، فصار في التقدير تُكُمِّيُوا .
      ابن شميل عن اليمامي : كَممْتُ الأَرض كَمّاً ، وذلك إِذا أَثارُوها ثم عَفَّوا آثارَ السِّنِّ في الأَرض بالخشبة العريضة التي تُزَلِّقها ، فيقال : أَرض مَكْمُومة .
      الأَصمعي : كمَمْتُ رأْسَ الدَّنِّ أَي سَدَدْته .
      والمِغَمَّة والمِكَمَّة : شيءٌ يُوضع على أَنفِ الحِمار كالكِيس ، وكذلك الغِمامةُ والكِمامةُ .
      والكِمامُ : ما سُدَّ به .
      والكِمام ، بالكسر ، والكِمامة : شيءٌ يُسدُّ به فم البعير والفرس لئلا يَعَض .
      وكَمَّه : جعل على فيه الكِمام ، تقول منه : بعير مَكْموم أَي مَحْجُوم .
      وفي حديث النُّعمان بن مُقَرِّن أَنه ، قال يوم نهاوَنْدَ : أَلا إِني هازٌّ لكم الرَّاية فإِذا هزَزْتُها فلْيَثِب الرِّجالُ إِلى أَكِمَّةِ خُيولها ويُقَرِّطُوها أَعِنَّتها ؛ أَراد بأَكِمَّة الخيول مَخالِيَها المعلقة على رؤوسها وفيها عَلَفُها يأْمرهم بأَن يَنزِعوها من رؤوسها ويُلْجِموها بلُجُمِها ، وذلك تَقْرِيطها ، واحدها كِمام ، وهو من كمام البعير الذي يُكَمُّ به فمُه لئلا يعض .
      وكمَمْت الشيء : غَطَّيته .
      يقال : كمَمْت الحُبَّ إِذا سدَدْت رأْسه .
      وكَمَّمَ النخلة : غطَّاها لتُرْطِب ؛ قال : تَُعَلَّلُ بالنَّهِيدة حينَ تُمْسي ، وبالمَعْوِ المُكَمَّمِ والقَمِيمِ القَمِيمُ : السويق .
      والمَكْمُوم من العُذُوق : ما غُطِّي بالزُّبْلانِ عند الإِرطاب ليبقى ثمرها عضّاً ولا يفسدها الطير والحُرور ؛ ومنه قول لبيد : حَمَلتْ فمِنْها مُوقَرٌ مَكْمُومُ ابن الأَعرابي : كُمَّ إِذا غُطِّي ، وكُمَّ إِذا قَتَل (* قوله « وكم إذا قتل » كذا ضبط في نسخة التهذيب ).
      الشُّجْعان ؛

      أَنشد الفراء : بل لو شهدتَ الناسَ إِذ تُكُمُّوا قوله تُكموا أَي أُلبِسوا غُمَّةً كُمُّوا بها .
      والكَمُّ : قَمْعُ الشيء وستره ، ومنه كَمَمت الشهادة إِذا قمَعْتَها وسَترْتها ، والغُمَّة ما غَطَّاك من شيء ؛ المعنى بل لو (* قوله « المعنى بل لو إلخ » كذا بالأصل وفيه سقط ظاهر ، ولعل الأصل : المعنى بل لو شهدت الناس إذ تكميوا أي غطوا وستروا الأصل تكممت إلخ كما يؤخذ من سابق الكلام ).
      شهدت الأَصل تكَمَّمْت مثل تَقَمَّيْتُ ، الأَصل تَقَمَّمْتُ .
      والكَمْكَمةُ : التَّغَطي بالثياب .
      وتَكَمْكَم في ثيابه : تغَطَّى بها .
      ورجل كَمْكام : غليظ كثير اللحم .
      وامرأَة كَمْكامةٌ ومُتَكمكِمة : غليظة كثيرة اللحم .
      والكَمكامُ : فِرْفُ شجر الضِّرْو ، وقيل : لِحاؤُها وهو من أَفواه الطيب .
      والكَمكام : المجتمع الخَلق .
      وكَمْ : اسم ، وهو سؤَال عن عدد ، وهي تَعمل في الخبر عَملَ رُبَّ ، إِلاَّ أَن معنى كم التكثير ومعنى ربّ التقليل والتكثير ، وهي مغنية عن الكلام الكثير المتناهي في البُعد والطول ، وذلك أَنك إِذا قلت : كمْ مالُك ؟ أَغناك ذلك عن قولك : أَعَشَرة مالُك أَم عِشرون أَم ثلاثون أَم مائة أَم أَلف ؟ فلو ذهبت تَسْتَوعب الأَعداد لم تبلغ ذلك أَبداً لأَنه غير مُتَناهٍ ، فلما قلت كَمْ ، أَغنتك هذه اللفظة الواحدة عن الإِطالة غير المُحاط بآخرها ولا المُسْتَدْركة .
      التهذيب : كَمْ حرف مسأَلة عن عدد وخبر ، وتكون خبراً بمعنى رُب ، فإِن عُِني بها رُب جَرَّت ما بعدها ، وإِن عُني بها ربّما رفَعَت ، وإِن تبعها فعل رْافع ما بعدها انتصبت ، قال : ويقال إِنها في الأَصل من تأْليف كاف التشبيه ضُمت إِلى ما ، ثم قُصِرت ما فأُسكنت الميم ، فإِذا عنيت بكم غير المسأَلة عن العدد ، قلت : كمْ هذا الشيءُ الذي معك ؟ فهو مجيبك : كذا وكذا .
      وقال الفراء : كَمْ وكأَيِّن لغتان وتصحبها مِن ، فإِذا أَلقيت من ، كان في الاسم النكرة النصب والخفض ، من ذلك قول العرب : كما رجلٍ كريمٍ قد رأَيتَ ، وكم جَيْشاً جَرَّاراً قد هَزَمْتَ ، فهذان وجهان يُنصبان ويُخفضان ، والفعل في المعنى واقع ، فإِن كان الفعل ليس بواقع وكان للاسم جاز النصب أَيضاً والخفض ، وجاز أَن تُعمل الفعل فترفع في النكرة فتقول كم رجلٌ كريم قد أَتاني ، ترفعه بفعله ، وتُعمل فيه الفعل إِن كان واقعاً عليه فتقول : كم جيشاً جراراً قد هَزَمْت ، فتنصبه بهَزمْت ؛

      وأَنشدونا : كَمْ عَمَّة لكَ يا جَريرُ وخالة فَدْعاء ، قد حَلَبَتْ عَليَّ عِشاري رفعاً ونصباً وخفضاً ، فمن نصب ، قال : كان أَصل كم الاستفهام وما بعدها من النكرة مُفَسِّر كتفسير العدد فتركناها في الخبر على ما كانت عليه في الاستفهام فنصبنا ما بعد كَمْ من النكرات كما تقول عندي كذا وكذا درهماً ، ومن خفض ، قال : طالت صحبة من النكرة في كم فلما حذفناها أَعملنا إِرادَتَها ؛ وأَما من رفع فأَعمَل الفعل الآخر ونوى تقديم الفعل كأَنه ، قال : كم قد أَتاني رجل كريم .
      الجوهري : كم اسم ناقص مبهم مبنيّ على السكون ، وله موضعان : الاستفهام والخبر ، تقول إِذا استفهمت : كم رجلاً عندك ؟ نصبت ما بعده على التمييز ، وتقول إِذا أَخبرت : كم درهمٍ أنفقت ، تريد التكثير ، وخفضت ما بعده كما تخفض برب لأَنه في التكثير نقيض رب في التقليل ، وإِن شئت نصبت ، وإِن جعلته اسماً تامّاً شددت آخره وصرفته ، فقلت : أَكثرت من الكَمِّ ، وهو الكَمِّيَّةُ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  19. كبل
    • " الكَبْل : قَيْد ضخم .
      ابن سيده : الكَبْل والكِبْل القَيْد من أَيّ شيء كان ، وقيل : هو أَعظم ما يكون من الأَقْياد ، وجمعهما كُبُول .
      يقال : كَبَلْت الأَسير وكَبَّلْته إِذا قيَّدته ، فهو مَكْبُول ومُكَبَّل .
      وقال أَبو عمرو : هو القَيْد والكَبْل والنِّكْل والوَلْمُ والقُرْزُل والمَكْبُول : المحبوس .
      وفي الحديث : ضَحِكْت من قوم يؤْتى بهم إِلى الجنة في كَبْل الحديد .
      وفي حديث أَبي مرثَد : ففُكَّت عنه أَكْبُله ؛ هي جمع قِلَّة للكَبْل القَيْدِ ؛ وفي قصيد كعب بن زهير : مُتَيَّم إِثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ أَي مقيَّد .
      وكَبَله يَكْبِله كَبْلاً وكَبَّلَه وكَبَله كبْلاً : (* قوله « وكَبَله كَبْلاً » تكرار لما سبق الكلام عليه ) حَبسه في سجن أَو غيره ، وأَصله من الكَبْل ؛

      قال : (* قوله « من الكبل ، قال » هكذا في الأصل ولعله من الكبل القيد ، قال إلخ نظير ما يأتي بعده ).
      إِذا كنتَ في دارٍ يُهِينُكَ أَهلُها ، ولم تَكُ مَكْبُولاً بها ، فتحوَّل وفي حديث عثمان : إِذا وقعت السُّهْمان فلا مُكابَلة ؛ قال أَبو عبيد : تكون المُكابَلة بمعنيين : تكون من الحَبْس ، يقول إِذا حُدَّتِ الحُدودُ فلا يُحْبَس أَحد عن حقِّه ، وأَصله من الكَبْل القَيْد ، قال الأَصمعي : والوجهُ الآخر أَن تكون المُكابَلة مقلوبة من المُباكَلة أَو المُلابكة وهي الاختلاط ؛ وقال أَبو عبيدة : هو من المكَبْل ومعناه الحبس عن حقه ، ولم يذكر الوجه الآخر ؛ قال أَبو عبيد : وهذا عندي هو الصواب ، والتفسير الآخر غلط لأَنه لو كان من بَكَلْت أَو لَبَكْت لقال مُباكَلة أَو مُلابَكةً ، وإِنما الحديث مُكابلَة ؛ وقال اللحياني في المُكابَلة ؛ قال بعضهم هي التأْخير .
      يقال : كَبَلْتُك دَيْنَك أَخَّرته عنك ، وفي الصحاح : يقول إِذا حُدَّت الدار ، وفي النهاية : إِذا حُدَّت الحُدود فلا يحبَس أَحد عن حقه كأَنه كان لا يرى الشُّفْعة للجار ؛ قال ابن الأَثير : هو من الكَبْل القيد ، قال : وهذا على مذهب من لا يرى الشفعة إِلاَّ للخَلِيط ؛ المحكم :، قال أَبو عبيد قيل هي مقلوبة من لَبَك الشيء وبَكَله إِذا خلَطه ، وهذا لا يسوغ لأَن ال مُكابَلة مصدر ، والمقلوب لا مصدر له عند سيبويه .
      والمُكابلَة أَيضاً : تأْخير الدَّيْن .
      وكَبَله الدينَ كَبْلاً : أَخَّره عنه .
      والمُكابلَة : التأْخير والحبس ، يقال : كَبَلْتُك دَيْنَك .
      وقال اللحياني : المُكابلَة أَن تُباع الدار إِلى جنب دارك وأَنت تريدها ومحتاج إِلى شرائها ، فتؤخر ذلك حتى يستوجبها المشتري ثم تأْخذها بالشُّفْعة وهي مكروهة ، وهذا عند من يَرى شُفعة الجِوار .
      وفي الحديث : لا مُكابلة إِذا حُدَّت الحُدود ولا شُفْعة ؛ قال الطِّرِمَّاح : متى يَعِدْ يُنْجِزْ ، ولا يَكْتَبِلْ منه العطايا طولُ إِعْتامِها إِعْتامُها : الإِبطاء بها ، لا يَكْتَبِل : لا يحتبس .
      وفَرْوٌ كَبْلٌ : كثير الصوف ثقيل .
      الجوهري : فَرْوٌ كَبَل ، بالتحريك ، أَي قصير .
      وفي حديث ابن عبد العزيز : أَنه كان يلبَس الفَرْوَ وَالكَبْل ؛ قال ابن الأَثير : الكَبْل فَرْوٌ كبير .
      والكَبْل : ما ثُنيَ من الجلد عند شَفةِ الدلو فخُرِز ، وقيل : شَفَتُها ، وزعم يعقوب أَن اللام بدل من النون في كَبْن .
      والكابُول : حِبالة الصائد ، يمانية .
      وكابُلُ : موضع ، وهو عجمي ؛ قال النابغة : قُعوداً له غَسَّانُ يَرْجُون أَوْبَهُ ، وتُرْكٌ ورَهْطُ الأَعْجَمِين وكابُلُ وأَنشد ابن بري لأَبي طالب : تُطاعُ بِنا الأَعداءُ ، ودُّوا لَوَ آنَّنا تُسَدُّ بِنا أَبوابُ تُرْكٍ وكابُل فكابُل أَعجمي ووزنه فاعُل ، وقد استعمله الفرزدق كثيراً في شعره ؛ وقال غوبة بن سلمى : (* قوله « وقال غوبة بن سلمى » كذا بالأصل ، والذي في ياقوت : وقال فرعون بن عبد الرحمن يعرف بابن سلكة من بني تميم بن مرّ : وددت إلخ ).
      وَدِدْتُ مَخافَةَ الحجَّاجِ أَني بِكابُلَ في اسْتِ شيطانٍ رَجيمِ مُقِيماً في مَضارِطِهِ أُغَنِّي : أَلا حَيِّ المَنازِلَ بالغَمِيمِ وقال حنظلة الخير بن أَبي رُهْم ، ويقال حسَّان بن حنظلة : نَزَلْت له عن الضُّبَيْبِ ، وقد بَدَتْ مُسَوَّمَةٌ من خَيْلِ تُرْكٍ وكابُلِ وذو الكَبْلَينِ : فحل كان في الجاهلية كان ضَبَّاراً في قَيْده .
      "

    المعجم: لسان العرب

  20. كبب
    • " كَبَّ الشيءَ يَكُبُّه ، وكَبْكَبَه : قَلَبه .
      وكَبَّ الرجلُ إِناءَه يَكُبُّه كَبّاً ، وحكى ابن الأَعرابي أَكَبَّهُ ؛

      وأَنشد : يا صاحبَ القَعْوِ الـمُكَبِّ الـمُدْبِرِ ، * إِنْ تَمْنَعي قَعْوَكِ أَمْنَعْ مِحْوَرِي وكَبَّه لوجهه فانْكَبَّ أَي صَرَعَه .
      وأَكَبَّ هو على وجْهه .
      وهذا من النوادر أَن يقال : أَفْعَلْتُ أَنا ، وفَعَلْتُ غيري .
      يقال : كَبَّ اللّهُ عَدُوَّ المسلمين ، ولا يقال أَكَبَّ .
      وفي حديث ابن زِمْلٍ : فأَكَبُّوا رواحِلَهم على الطريق ، هكذا الروايةُ ؛ قيل والصوابُ : كَبُّوا أَي أَلْزَموها الطريقَ .
      يقال : كَبَبْتُه فأَكَبَّ ، وأَكَبَّ الرجلُ يُكِبُّ على عَمَلٍ عَمِلَه إِذا لَزِمَه ؛ وقيل : هو من باب حذف الجارِّ ، وإِيصال الفعل ، فالمعنى : جَعَلُوها مُكِـبَّةً على قَطْع الطريق أَي لازمةً له غيرَ عادلةٍ عنه .
      وكَبَبْتُ القَصْعَةَ : قَلَبْتُها على وجْهِها ، وطَعَنه فَكَبَّه لوَجْهه كذلك ؛ قال أَبو النجم : فكَبَّه بالرُّمْح في دِمائِه وفي حديث معاوية : إِنكم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً إِنْ وُقِـيَ كَبَّةَ النار ؛ الكَبَّة ، بالفتح : شِدَّة الشيء ومُعْظَمُه .
      وكَبَّةُ النار : صَدْمَتُها .
      وأَكَبَّ على الشيءِ : أَقبلَ عليه يفعله ؛ ولَزِمَه ؛ وانْكَبَّ بمعنًى ؛ قال لبيد : جُنُوحَ الهالِكيِّ على يَدَيهِ * مُكِـبّاً ، يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ وأَكَبَّ فلانٌ على فلانٍ يُطالِـبُه .
      والفرسُ يَكُبُّ الـحِمارَ إِذا أَلقاه على وجهه ؛

      وأَنشد : فهو يَكُبُّ العِـيطَ منها للذَّقَنْ والفارسُ يَكُبُّ الوَحْشَ إِذا طعنها فأَلقاها على وجوهها .
      وكَبَّ فلانٌ البعير إِذا عَقَرَه ؛

      قال : يَكُبُّونَ العِشارَ لمن أَتاهم ، * إِذا لم تُسْكِتِ المائةُ الوَليدا أَي يَعْقِرُونَها .
      وأَكَبَّ الرَّجلُ يُكِبُّ إِكْباباً إِذا ما نَكَّسَ .
      وأَكَبَّ على الشيءِ : أَقبل عليه ولزمه .
      وأَكَبَّ للشَّيء : تَجانَـأَ .
      ورجل مُكِبٌّ ومِكْبابٌ : كثير النَّظَر إِلى الأَرض .
      وفي التنزيل العزيز : أَفَمَنْ يَمْشي مُكِبّاً على وَجْهه .
      وكَبْكَبه أَي كَبَّه ، وفي التنزيل العزيز : فكُبْكِـبُوا فيها .
      والكُبَّةُ ، بالضم : جماعةُ الخيل ، وكذلك الكَبْكَبةُ .
      وكُبَّةُ الخيلِ : مُعْظَمُها ، عن ثعلب .
      وقال أَبو رِياشٍ : الكُبَّة إِفْلاتُ الخيل .
      (* قوله « والكبة إفلات إلخ » وقوله فيما بعد ، والكبكبة كالكبة : بضم الكاف وفتحها فيهما كما في القاموس .)، وهي على الـمُقَوَّسِ للجَرْي ، أَو للحملة .
      والكَبَّةُ ، بالفتح : الـحَمْلةُ في الحرب ، والدَّفْعة في القتال والجَرْي ، وشدَّتُه ؛ و أَنشد : ثارَ غبار الكَبَّة الماثرُ ومن كلام بعضهم لبعضِ الملوك : طَعَنْتُه في الكَبَّة ، طَعْنةً في السَّبَّة ، فأَخرجْتُها من اللَّبَّة .
      والكَبْكَبة : كالكَبَّةِ .
      ورماهم بكَبَّتِه أَي بجماعته ونَفْسِه وثِقْلِه .
      وكَبَّةُ الشِّتاءِ : شدَّته ودَفْعَتُه .
      والكَبَّةُ : الزِّحام .
      وفي حديث أَبي قتادة : فلما رأَى الناسُ الـمِـيضأَة تَكابُّوا عليها أَي ازْدَحَموا ، وهي تَفَاعَلُوا من الكُبَّةِ ، بالضم ، وهي الجماعة من الناس وغيرهم .
      وفي حديث ابن مسعود : أَنه رأَى جماعة ً ذَهَبَتْ فرَجَعَتْ ، فقال : إِياكم وكُبَّةَ السُّوقِ فإِنها كُبَّةُ الشيطان أَي جماعةَ السُّوق .
      والكُبُّ : الشيءُ الـمُجْتَمِعُ من ترابٍ وغيره .
      وكُبَّةُ الغزل : ما جُمِعَ منه ، مشتق من ذلك .
      الصِّحاح : الكُبَّةُ الجَرَوْهَقُ من الغزلِ ، تقول منه : كَبَبْتُ الغَزل أَي جَعَلْته كُبَباً .
      ابن سيده : كَبَّ الغَزْلَ : جَعَله كُبَّةً .
      والكُبَّةُ : الإِبلُ العظيمة .
      وفي المثل : إِنَّكَ لكالبائع الكُبَّةَ بالـهُبَّة ؛ الـهُبَّةُ : الريحُ .
      ومنهم مَن رواه : لكالبائع الكُبَةَ بالـهُبَة ، بتخفيف الباءَين من الكلمتين ؛ جعل الكُبَة من الكابي ، والـهُبَة من الهابي .
      قال الأَزهري : وهكذا ، قال أَبو زيد في هذا المثل ، شدّد الباءَين من الكُبَّة والـهُبَّةِ ؛ قال : ويقال عليه كُبَّةٌ وبَقَرة أَي عليه عِـيالٌ .
      ونَعَمٌ كُبابٌ إِذا رَكِبَ بعضُه بعضاً من كثرته ؛ قال الفرزدق : كُبابٌ من الأَخطارِ كانَ مُراحُهُ * عليها ، فأَوْدَى الظِّلْفُ منه وجامِلُهْ والكُبابُ : الكثيرُ من الإِبل ، والغنم ونحوهما ؛ وقد يُوصَفُ به فيقال : نَعَمٌ كُبابٌ .
      وتَكَبَّـبَتِ الإِبلُ إِذا صُرِعَتْ من داءٍ أَو هُزال .
      والكُبابُ : التُّراب ؛ والكُبابُ : الطين اللازِبُ ؛ والكُبابُ : الثَّرَى ؛ والكُبابُ ، بالضم : ما تَكَبَّبَ من الرَّمل أَي تَجَعَّدَ لرُطوبته ؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً حَفَرَ أَصلَ أَرْطاةٍ ليَكْنِسَ فيه من الـحَرِّ : تَوَخَّاه بالأَظْلافِ ، حتى كأَنما * يُثِرْنَ الكُبابَ الجَعْدَ عن مَتنِ مِحْمَلِ هكذا أَورده الجوهري يُثِرْنَ ؛ قال ابن بري : وصواب إِنشاده : يُثِـيرُ أَي توخَّى الكِناسَ يَحْفِرُه بأَظْلافِه .
      والـمِحْمَل : محمل السيفِ ، شَبَّه عِرْقَ الأَرْطَى به .
      ويقال : تَكَبَّبَ الرملُ إِذا نَدِيَ فتَعَقَّد ، ومنه سُمِّيت كُبَّةُ الغَزْل . والكُبابُ : الثَّرى النَّدِيُّ ، والجَعْدُ الكثير الذي قد لَزمَ بعضُه بعضاً ؛ وقال أُمَيَّة يذكر حمامةَ نوحٍ : فجاءَت بعدما ركَضَتْ بقطْفٍ ، * عليه الثَّـأْطُ والطينُ الكُبابُ والكَبَابُ : الطَّباهِجَةُ ، والفعل التَّكْبِـيبُ ، وتَفْسيرُ الطَّباهجة مذكور في موضعه .
      وكَبَّ الكَبَابَ : عَمِلَهُ .
      والكُبُّ : ضَرْبٌ من الـحَمْضِ ، يَصْلُح وَرَقُه لأَذْنابِ الخَيْلِ ، يُحَسِّنُها ويُطَوِّلُها ، وله كُعُوبٌ وشَوْكٌ مثلُ السُّلَّجِ ، يَنْبُتُ فيما رَقَّ من الأَرض وسَهُلَ ، واحدَتُه : كُبَّة ؛ وقيل : هو من نَجِـيلِ العَلاةِ .
      (* قوله « من نجيل العلاة » كذا بالأصل والذي في التهذيب من نجيل العداة أي بالدال المهملة .)؛ وقيل : هو شجر .
      ابن الأَعرابي : من الـحَمْضِ النَّجيلُ والكُبُّ ؛

      وأَنشد : يا إِبلَ السَّعْدِيِّ ! لا تَـأْتَبِّي * لِنُجُلِ القَاحَةِ ، بعدَ الكُبِّ أَبو عمرو : كَبَّ الرجلُ إِذا أَوْقَدَ الكُبَّ ، وهو شجر جَيِّدُ الوَقُود ، والواحدة كُبَّة .
      وكُبَّ إِذا قُلِبَ .
      وكَبَّ إِذا ثَقُلَ .
      وأَلْقَى عليه كُبَّتَه أَي ثِقْلَه .
      قال : والـمُكَبَّـبة حِنْطة غَبْراء ، وسُنْبُلُها غليظٌ ، أَمثالُ العصافير ، وتِـبْنُها غَليظٌ لا تَنشَطُ له الأَكَلة .
      والكُبَّة : الجماعةُ من الناس ؛ قال أَبو زُبَيْدٍ : وصَاحَ مَنْ صاحَ في الإِحْلابِ وانْبَعَثَتْ ، * وعاثَ في كُبَّةِ الوَعْواعِ والعِـيرِ وقال آخر : تَعَلَّمْ أَنَّ مَحْمِلَنا ثَقيلٌ ، * وأَنَّ ذِيادَ كُبَّتِنا شَديدُ والكَبْكَبُ والكَبْكَبةُ : كالكُبَّةِ .
      وفي الحديث : كَبْكَبَةٌ مِن بني إِسرائيل أَي جماعةٌ .
      والكَبابةُ : دواء .
      والكَبْكَبَةُ : الرَّمْيُ في الـهُوَّةِ ، وقد كَبْكَبَه .
      وفي التنزيل العزيز : فَكُبْكِـبُوا فيها هُمْ والغاوونَ ؛ قال الليثُ : أَي دُهْوِرُوا ، وجُمِعُوا ، ثم رُمِـيَ بهم في هُوَّةِ النار ؛ وقال الزجاج : كُبْكِـبُوا طُرحَ بعضُهم على بعض ؛ قال أَهلُ اللغة : معناه دُهْوِرُوا ، وحقيقةُ ذلك في اللغة تكرير الانْكِـبابِ ، كأَنه إِذا أُلْقِـيَ يَنْكَبُّ مَرَّةً بعد مرَّة ، حتى يَسْتَقِرَّ فيها ، نَسْتَجيرُ باللّه منها ؛ وقيل قوله : فكُبْكِـبُوا فيها أَي جُمِعُوا ، مأْخوذ من الكَبْكَبة .
      وكَبْكَبَ الشيءَ : قَلَبَ بعضَه على بعض .
      ورجل كُباكِبٌ : مجتمع الخَلْق .
      ورجل كُبَكِبٌ .
      (* قوله « ورجل كبكب » ضبط في المحكم كعلبط وفي القاموس والتكملة والتهذيب كقنفذ لكن بشكل القلم لا بهذا الميزان .
      مجتمع الخَلْق شديد ؛ ونَعَمٌ كُبَاكِبٌ : كثير .
      وجاءَ مُتَكَبْكِـباً في ثيابه أَي مُتَزَمِّلاً .
      وكَبْكَبٌ : اسم جبل بمكة ، ولم يُقَيِّده في الصحاح بمكان ؛ قال الشاعر : يَكُنْ ما أَساءَ النارَ في رَأْسِ كَبْكَبَا وقيل : هو ثَنِـيَّة ؛ وقد صَرَفَه امْرؤ القيس في قوله : غَداةَ غَدَوْا فسَالكٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ ، * وآخَرُ منْهم جازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ وتَرَكَ الأَعْشَى صَرْفَه في قوله : ومَنْ يَغْتَرِبْ عن قَوْمِهِ ، لا يَزَلْ يَرَى * مَصارِعَ مَظْلُومٍ مَجَرّاً ومَسْحَبا وتُدْفَنُ منه الصالحاتُ ، وإِن يُسِئْ * يكنْ ما أَساءَ النارَ في رأْسِ كَبْكَبا

      ويقال للجارية السمينة .
      (* قوله « ويقال للجارية السمينة إلخ » مثله في التهذيب .
      زاد في التكملة وكواكة وكوكاءة ومرمارة ورجراجة ، وضبطها كلها بفتح أولها وسكون ثانيها .
      كَبْكابة وبَكْباكَةٌ .
      وكَبابٌ وكُبابٌ وكِـبابٌ : اسم ماء بعينه ؛ قال الراعي : قامَ السُّقاةُ ، فناطُوها إِلى خَشَبٍ * على كُبابٍ ، وحَوْمٌ حامسٌ بَرِدُ وقيل : كُبابٌ اسم بئرٍ بعَيْنها .
      وقَيْسُ كُبَّةَ : قبيلةٌ من بني بَجيلةَ ؛ قال الراعي يَهْجُوهم : قُبَيِّلَةٌ من قَيْسِ كُبَّةَ ساقَها ، * إِلى أَهْلِ نَجْدٍ ، لُؤْمُها وافْتِقارُها وفي النوادر : كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلةً ، وحَبْكَرْتُه حَبْكَرةً ، ودَبْكَلْتُه دَبْكَلَةً ، وحَبْحَبْتُه حَبْحَبةً ، وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً ، وصَرْصَرْتُه صَرْصَرةً ، وكَرْكَرْتُه إِذا جمعته ، ورَدَدْتَ أَطْرافَ ما انْتَشرَ منه ؛ وكذلك كَبْكَبْتُه .
      "

    المعجم: لسان العرب

  21. كلل
    • " الكُلُّ : اسم يجمع الأَجزاء ، يقال : كلُّهم منطلِق وكلهن منطلقة ومنطلق ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء ، وحكى سيبويه : كُلَّتهُنَّ منطلِقةٌ ، وقال : العالِمُ كلُّ العالِم ، يريد بذلك التَّناهي وأَنه قد بلغ الغاية فيما يصفه به من الخصال .
      وقولهم : أَخذت كُلَّ المال وضربت كلَّ القوم ، فليس الكلُّ هو ما أُضيف إِليه .
      قال أَبو بكر بن السيرافي : إِنما الكلُّ عبارة عن أَجزاء الشيء ، فكما جاز أَن يضاف الجزء إِلى الجملة جاز أَن تضاف الأَجزاء كلها إِليها ، فأَما قوله تعالى : وكُلٌّ أَتَوْه داخِرين وكلٌّ له قانِتون ، فمحمول على المعنى دون اللفظ ، وكأَنه إِنما حمل عليه هنا لأَن كُلاًّ فيه غير مضافة ، فلما لم تُضَفْ إِلى جماعة عُوِّض من ذلك ذكر الجماعة في الخبر ، أَلا ترى أَنه لو ، قال : له قانِتٌ ، لم يكن فيه لفظ الجمع البتَّة ؟ ولما ، قال سبحانه : وكُلُّهم آتيه يوم القيامة فَرْداً ، فجاء بلفظ الجماعة مضافاً إِليها ، استغنى عن ذكر الجماعة في الخبر ؟ الجوهري : كُلٌّ لفظه واحد ومعناه جمع ، قال : فعلى هذا تقول كُلٌّ حضَر وكلٌّ حضروا ، على اللفظ مرة وعلى المعنى أُخرى ، وكلٌّ وبعض معرفتان ، ولم يجئْ عن العرب بالأَلف واللام ، وهو جائز لأَن فيهما معنى الإِضافة ، أَضفت أَو لم تُضِف .
      التهذيب : الليث ويقال في قولهم كِلا الرجلين إِن اشتقاقه من كل القوم ، ولكنهم فرقوا بين التثنية والجمع ، بالتخفيف والتثقيل ؛ قال أَبو منصور وغيره من أَهل اللغة : لا تجعل كُلاًّ من باب كِلا وكِلْتا واجعل كل واحد منهما على حدة ، قال : وأَنا مفسر كلا وكلتا في الثلاثيّ المعتلِّ ، إِن شاء الله ؛ قال : وقال أَبو الهيثم فيما أَفادني عنه المنذري : تقع كُلٌّ على اسم منكور موحَّد فتؤدي معنى الجماعة كقولهم : ما كُلُّ بيضاء شَحْمةً ولا كلُّ سَوْداء تمرةً ، وتمرةٌ جائز أَيضاً ، إِذا كررت ما في الإِضمار .
      وسئل أَحمد بن يحيى عن قوله عز وجل : فسجد الملائكة كُلُّهم أَجمعون ، وعن توكيده بكلهم ثم بأَجمعون فقال : لما كانت كلهم تحتمل شيئين تكون مرة اسماً ومرة توكيداً جاء بالتوكيد الذي لا يكون إِلا توكيداً حَسْب ؛ وسئل المبرد عنها فقال : لو جاءت فسجد الملائكة احتمل أَن يكون سجد بعضهم ، فجاء بقوله كلهم لإِحاطة الأَجزاء ، فقيل له : فأَجمعون ؟ فقال : لو جاءت كلهم لاحتمل أَن يكون سجدوا كلهم في أَوقات مختلفات ، فجاءت أَجمعون لتدل أَن السجود كان منهم كلِّهم في وقت واحد ، فدخلت كلهم للإِحاطة ودخلت أَجمعون لسرعة الطاعة .
      وكَلَّ يَكِلُّ كَلاًّ وكَلالاً وكَلالة ؛ الأَخيرة عن اللحياني : أَعْيا .
      وكَلَلْت من المشي أَكِلُّ كَلالاً وكَلالة أَي أَعْيَيْت ، وكذلك البعير إِذا أَعيا .
      وأَكَلَّ الرجلُ بعيرَه أَي أَعياه .
      وأَكَلَّ الرجلُ أَيضاً أَي كَلَّ بعيرُه .
      ابن سيده : أَكَلَّه السيرُ وأَكَلَّ القومُ كَلَّت إِبلُهم .
      والكَلُّ : قَفَا السيف والسِّكِّين الذي ليس بحادٍّ .
      وكَلَّ السيفُ والبصرُ وغيره من الشيء الحديد يَكِلُّ كَلاًّ وكِلَّة وكَلالة وكُلولة وكُلولاً وكَلَّل ، فهو كَلِيل وكَلٌّ : لم يقطع ؛

      وأَنشد ابن بري في الكُلول قول ساعدة : لِشَانِيك الضَّراعةُ والكُلُول ؟

      ‏ قال : وشاهد الكِلَّة قول الطرماح : وذُو البَثِّ فيه كِلَّةٌ وخُشوع وفي حديث حنين : فما زِلْت أَرى حَدَّهم كَلِيلاً ؛ كَلَّ السيفُ : لم يقطع .
      وطرْف كَلِيل إِذا لم يحقِّق المنظور .
      اللحياني : انْكَلَّ السيف ذهب حدُّه .
      وقال بعضهم : كَلَّ بصرُه كُلولاً نَبَا ، وأَكلَّه البكاء وكذلك اللسان ، وقال اللحياني : كلها سواء في الفعل والمصدر ؛ وقول الأَسود بن يَعْفُر : بأَظفارٍ له حُجْنٍ طِوالٍ ، وأَنيابٍ له كانت كِلال ؟

      ‏ قال ابن سيده : يجوز أَن يكون جمع كالٍّ كجائع وجِياع ونائم ونِيام ، وأَن يكون جمع كَلِيل كشديد وشِداد وحَديد وحِداد .
      الليث : الكَلِيل السيف الذي لا حدَّ له .
      ولسان كَلِيل : ذو كَلالة وكِلَّة ، وسيف كَلِيل الحدِّ ، ورجل كَلِيل اللسان ، وكَلِيل الطرْف .
      قال : وناس يجعلون كَلاَّءَ للبَصْرة اسماً من كَلَّ ، على فَعْلاء ، ولا يصرفونه ، والمعنى أَنه موضع تَكِلُّ فيه الريحُ عن عمَلها في غير هذا الموضع ؛ قال رؤبة : مُشْتَبِهِ الأَعْلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ ، يكِلُّ وَفْد الريح من حيث انْخَرَقْ والكَلُّ : المصيبة تحدث ، والأَصل من كَلَّ عنه أَي نبا وضعُف .
      والكَلالة : الرجل الذي لا ولد له ولا والد .
      وقال الليث : الكَلُّ الرجل الذي لا ولد له ولا والد ، كَلَّ الرجل يَكِلُّ كَلالة ، وقيل : ما لم يكن من النسب لَحًّا فهو كَلالةٌ .
      وقالوا : هو ابن عمِّ الكَلالِة ، وابنُ عمِّ كَلالةٍ وكَلالةٌ ، وابن عمي كَلالةً ، وقيل : الكَلالةُ من تَكَلَّل نسبُه بنسبك كابن العم ومن أَشبهه ، وقيل : هم الإِخْوة للأُمّ وهو المستعمل .
      وقال اللحياني : الكَلالة من العصَبة من ورِث معه الإِخوة من الأُم ، والعرب تقول : لم يَرِِثه كَلالةً أَي لم يرثه عن عُرُض بل عن قرْب واستحقاق ؛ قال الفرزدق : ورِثْتم قَناةَ المُلْك ، غيرَ كَلالةٍ ، عن ابْنَيْ مَنافٍ : عبدِ شمسٍ وهاشم ابن الأَعرابي : الكَلالةُ بنو العم الأَباعد .
      وحكي عن أَعرابي أَنه ، قال : مالي كثيرٌ ويَرِثُني كَلالة متراخ نسبُهم ؛ ويقال : هو مصدر من تكَلَّله النسبُ أَي تطرَّفه كأَنه أَخذ طَرَفيه من جهة الولد والوالد وليس له منهما أَحد ، فسمي بالمصدر .
      وفي التنزيل العزيز : وإِن كان رجل يُورَث كَلالةً ( الآية )؛ واختلف أَهل العربية في تفسير الكَلالة فروى المنذري بسنده عن أَبي عبيدة أَنه ، قال : الكَلالة كل مَنْ لم يرِثه ولد أَو أَب أَو أَخ ونحو ذلك ؛ قال الأَخفش : وقال الفراء الكَلالة من القرابة ما خلا الوالد والولد ، سموا كَلالة لاستدارتهم بنسب الميت الأَقرب ، فالأَقرب من تكَلله النسب إِذا استدار به ، قال : وسمعته مرة يقول الكَلالة من سقط عنه طَرَفاه ، وهما أَبوه وولده ، فصار كَلاًّ وكَلالة أَي عِيالاً على الأَصل ، يقول : سقط من الطَّرَفين فصار عِيالاً عليهم ؛ قال : كتبته حفظا عنه ؛ قال الأَزهري : وحديث جابر يفسر لك الكَلالة وأَنه الوارِث لأَنه يقول مَرِضْت مرضاً أَشفيت منه على الموت فأَتيت النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فقلت : إِني رجل ‏ ليس ‏ يرثني إِلا كَلالةٌ ؛ أَراد أَنه لا والد له ولا ولد ، فذكر الله عز وجل الكَلالة في سورة النساء في موضعين ، أَحدهما قوله : وإِن كان رجل يُورَث كَلالةً أَو امرأَةٌ وله أَخٌ أَو أُختٌ فلكل واحد منهما السدس ؛ فقوله يُورَث من وُرِث يُورَث لا من أُورِث يُورَث ، ونصب كَلالة على الحال ، المعنى أَن من مات رجلاً أَو امرأَة في حال تكَلُّلِه نسب ورثِته أَي لا والد له ولا ولد وله أَخ أَو أُخت من أُم فلكل واحد منهما السدس ، فجعل الميت ههنا كَلالة وهو المورِّث ، وهو في حديث جابر الوارث : فكل مَن مات ولا والد له ولا ولد فهو كلالةُ ورثِته ، وكلُّ وارث ليس بوالد للميت ولا ولدٍ له فهو كلالةُ مَوْرُوثِه ، وهذا مشتق من جهة العربية موافق للتنزيل والسُّنة ، ويجب على أَهل العلم معرفته لئلا يلتبس عليهم ما يحتاجون إِليه منه ؛ والموضع الثاني من كتاب الله تعالى في الكَلالة قوله : يَسْتفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إِن امْرُؤٌ هلَك ليس له ولد وله أُخت فلها نصف ما ترك ( الآية )؛ فجعل الكَلالة ههنا الأُخت للأَب والأُم والإِخوة للأَب والأُم ، فجعل للأُخت الواحدة نصفَ ما ترك الميت ، وللأُختين الثلثين ، وللإِخوة والأَخوات جميع المال بينهم ، للذكر مثل حَظِّ الأُنثيين ، وجعل للأَخ والأُخت من الأُم ، في الآية الأُولى ، الثلث ، لكل واحد منهما السدس ، فبيّن بسِياق الآيتين أَن الكَلالة تشتمل على الإِخوة للأُم مرَّة ، ومرة على الإِخوة والأَخوات للأَب والأُم ؛ ودل قول الشاعر أَنَّ الأَب ليس بكَلالة ، وأَنَّ سائر الأَولياء من العَصَبة بعد الولد كَلالة ؛ وهو قوله : فإِنَّ أَب المَرْء أَحْمَى له ، ومَوْلَى الكَلالة لا يغضَب أَراد : أَن أَبا المرء أَغضب له إِذا ظُلِم ، وموالي الكلالة ، وهم الإِخوة والأَعمام وبنو الأَعمام وسائر القرابات ، لا يغضَبون للمرء غَضَب الأَب .
      ابن الجراح : إِذا لم يكن ابن العم لَحًّا وكان رجلاً من العشيرة ، قالوا : هو ابن عَمِّي الكَلالةُ وابنُ عَمِّ كَلالةٍ ؛ قال الأَزهري : وهذا يدل على أَن العَصَبة وإِن بَعُدوا كَلالة ، فافهمه ؛ قال : وقد فسَّرت لك من آيَتَيِ الكَلالة وإِعرابهما ما تشتفي به ويُزيل اللبس عنك ، فتدبره تجده كذلك ؛ قال : قد ثَبَّجَ الليث ما فسره من الكَلالة في كتابه ولم يبين المراد منه ، وقال ابن بري : اعلم أَن الكَلالة في الأَصل هي مصدر كَلَّ الميت يَكِلُّ كَلاًّ وكَلالة ، فهو كَلٌّ إِذا لم يخلف ولداً ولا والداً يرِثانه ، هذا أَصلها ، قال : ثم قد تقع الكَلالة على العين دون الحدَث ، فتكون اسماً للميت المَوْروث ، وإِن كانت في الأَصل اسماً للحَدَث على حدِّ قولهم : هذا خَلْقُ الله أَي مخلوق الله ؛ قال : وجاز أَن تكون اسماً للوارث على حدِّ قولهم : رجل عَدْل أَي عادل ، وماءٌ غَوْر أَي غائر ؛ قال : والأَول هو اختيار البصريين من أَن الكَلالة اسم للموروث ، قال : وعليه جاء التفسير في الآية : إِن الكَلالة الذي لم يخلِّف ولداً ولا والداً ، فإِذا جعلتها للميت كان انتصابها في الآية على وجهين : أَحدهما أَن تكون خبر كان تقديره : وإِن كان الموروث كَلالةً أَي كَلاًّ ليس له ولد ولا والد ، والوجه الثاني أَن يكون انتصابها على الحال من الضمير في يُورَث أَي يورَث وهو كَلالة ، وتكون كان هي التامة التي ليست مفتقرة إِلى خبر ، قال : ولا يصح أَن تكون الناقصة كما ذكره الحوفي لأَن خبرها لا يكون إِلا الكَلالة ، ولا فائدة في قوله يورَث ، والتقدير إِن وقَع أَو حضَر رجل يموت كَلالة أَي يورَث وهو كَلالة أَي كَلّ ، وإِن جعلتها للحدَث دون العين جاز انتصابها على ثلاثة أَوجه : أَحدها أَن يكون انتصابها على المصدر على تقدير حذف مضاف تقديره يورَث وِراثة كَلالةٍ كما ، قال الفرزدق : ورِثْتُم قَناة المُلْك لا عن كَلالةٍ أَي ورثتموها وِراثة قُرْب لا وِراثة بُعْد ؛ وقال عامر بن الطُّفَيْل : وما سَوَّدَتْني عامِرٌ عن كَلالةٍ ، أَبى اللهُ أَنْ أَسْمُو بأُمٍّ ولا أَب ومنه قولهم : هو ابن عَمٍّ كَلالةً أَي بعيد النسب ، فإِذا أَرادو القُرْ ؟

      ‏ قالوا : هو ابن عَمٍّ دنْيَةً ، والوجه الثاني أَن تكون الكَلالة مصدراً واقعاً موقع الحال على حد قولهم : جاء زيد رَكْضاً أَي راكِضاً ، وهو ابن عمي دِنيةً أَي دانياً ، وابن عمي كَلالةً أَي بعيداً في النسَب ، والوجه الثالث أَن تكون خبر كان على تقدير حذف مضاف ، تقديره وإِن كان المَوْروث ذا كَلالة ؛ قال : فهذه خمسة أَوجه في نصب الكلالة : أَحدها أَن تكون خبر كان ، الثاني أَن تكون حالاً ، الثالث أَن تكون مصدراً على تقدير حذف مضاف ، الرابع أَن تكون مصدراً في موضع الحال ، الخامس أَن تكون خبر كان على تقدير حذف مضاف ، فهذا هو الوجه الذي عليه أَهل البصرة والعلماء باللغة ، أَعني أَن الكَلالة اسم للموروث دون الوارث ، قال : وقد أَجاز قوم من أَهل اللغة ، وهم أَهل الكوفة ، أَن تكون الكَلالة اسماً للوارِث ، واحتجُّوا في ذلك بأَشياء منها قراءة الحسن : وإِن كان رجل يُورِث كَلالةً ، بكسر الراء ، فالكَلالة على ظاهر هذه القِراءة هي ورثةُ الميت ، وهم الإِخوة للأُم ، واحتجُّوا أَيضاً بقول جابر إِنه ، قال : يا رسول الله إِنما يرِثني كَلالة ، وإِذا ثبت حجة هذا الوجه كان انتصاب كَلالة أَيضاً على مثل ما انتصبت في الوجه الخامس من الوجه الأَول ، وهو أَن تكون خبر كان ويقدر حذف مضاف ليكون الثاني هو الأَول ، تقديره : وإِن كان رجل يورِث ذا كَلالة ، كما تقول ذا قَرابةٍ ليس فيهم ولد ولا والد ، قال : وكذلك إِذا جعلتَه حالاً من الضمير في يورث تقديره ذا كَلالةٍ ، قال : وذهب ابن جني في قراءة مَنْ قرأَ يُورِث كَلالة ويورِّث كَلالة أَن مفعولي يُورِث ويُوَرِّث محذوفان أَي يُورِث وارثَه مالَه ، قال : فعلى هذا يبقى كَلالة على حاله الأُولى التي ذكرتها ، فيكون نصبه على خبر كان أَو على المصدر ، ويكون الكَلالة للمَوْروث لا للوارث ؛ قال : والظاهر أَن الكَلالة مصدر يقع على الوارث وعلى الموروث ، والمصدر قد يقع للفاعل تارة وللمفعول أُخرى ، والله أَعلم ؛ قال ابن الأَثير : الأَب والابن طرَفان للرجل فإِذا مات ولم يخلِّفهما فقد مات عن ذهاب طَرَفَيْه ، فسمي ذهاب الطرَفين كَلالة ، وقيل : كل ما اخْتَفَّ بالشيء من جوانبه فهو إِكْلِيل ، وبه سميت ، لأَن الوُرَّاث يُحيطون به من جوانبه .
      والكَلُّ : اليتيم ؛ قال : أَكُولٌ لمال الكَلِّ قَبْلَ شَبابِه ، إِذا كان عَظْمُ الكَلِّ غيرَ شَديد والكَلُّ : الذي هو عِيال وثِقْل على صاحبه ؛ قال الله تعالى : وهو كَلٌّ على مَوْلاه ، أَي عِيال .
      وأَصبح فلان مُكِلاًّ إِذا صار ذوو قَرابته كَلاًّ عليه أَي عِيالاً .
      وأَصبحت مُكِلاًّ أَي ذا قراباتٍ وهم عليَّ عيال .
      والكالُّ : المُعْيي ، وقد كَلَّ يَكِلُّ كَلالاً وكَلالةً .
      والكَلُّ : العَيِّل والثِّقْل ، الذكَر والأُنثى في ذلك سواء ، وربما جمع على الكُلول في الرجال والنساء ، كَلَّ يَكِلُّ كُلولاً .
      ورجل كَلٌّ : ثقيل لا خير فيه .
      ابن الأَعرابي : الكَلُّ الصنم ، والكَلُّ الثقيلُ الروح من الناس ، والكَلُّ اليتيم ، والكَلُّ الوَكِيل .
      وكَلَّ الرجل إِذا تعِب .
      وكَلَّ إِذا توكَّل ؛ قال الأَزهري : الذي أَراد ابنُ الأَعرابي بقوله الكلُّ الصنَم قوله تعالى : ضَرَب الله مثلاً عبداً مملوكاً ؛ ضربه مثلاً للصَّنَم الذي عبدُوه وهو لا يقدِر على شيء فهو كَلٌّ على مولاه لأَنه يحمِله إِذا ظَعَن ويحوِّله من مكان إِلى مكان ، فقال الله تعالى : هل يستوي هذا الصَّنَم الكَلُّ ومن يأْمر بالعدل ، استفهام معناه التوبيخ كأَنه ، قال : لا تسوُّوا بين الصنم الكَلِّ وبين الخالق جل جلاله .
      قال ابن بري : وقال نفطويه في قوله وهو كَلٌّ على مولاه : هو أُسيد بن أَبي العيص وهو الأَبْكم ، قال : وقال ابن خالويه ورأْس الكَلّ رئيس اليهود .
      الجوهري : الكَلُّ العِيال والثِّقْل .
      وفي حديث خديجة : كَلاَّ إِنَّك لَتَحْمِل الكَلَّ ؛ هو ، بالفتح : الثِّقْل من كل ما يُتكلَّف .
      والكَلُّ : العِيال ؛ ومنه الحديث : مَنْ تَرك كَلاًّ فَإِلَيَّ وعليَّ .
      وفي حديث طَهْفة : ولا يُوكَل كَلُّكم أَي لا يوكَل إِليكم عِيالكم وما لم تطيقوه ، ويُروى : أُكْلُكم أَي لا يُفْتات عليكم مالكم .
      وكَلَّلَ الرجلُ : ذهب وترك أَهلَه وعيالَه بمضْيَعَةٍ .
      وكَلَّل عن الأَمر : أَحْجَم .
      وكَلَّلَ عليه بالسيف وكَلَّل السبعُ : حمل .
      ابن الأَعرابي : والكِلَّة أَيضاً حالُ الإِنسان ، وهي البِكْلَة ؛ يقال : بات فلان بكِلَّة سواء أَي بحال سوء ، قال : والكِلَّة مصدر قولك سيف كَلِيل بيّن الكِلَّة .
      ويقال : ثقُل سمعه وكَلَّ بصره وذَرَأَ سِنُّه .
      والمُكَلِّل : الجادُّ ، يقال : حَمَل وكَلَّل أَي مضى قُدُماً ولم يَخِم ؛

      وأَنشد الأَصمعي : حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عنه فقَضَبْ ، تَكْلِيلَةَ اللَّيْثِ إِذا الليثُ وَثَب ؟

      ‏ قال : وقد يكون كَلَّل بمعنى جَبُن ، يقال : حمل فما كَلَّل أَي فما كذَب وما جبُن كأَنه من الأَضداد ؛

      وأَنشد أَبو زيد لجَهْم بن سَبَل : ولا أُكَلِّلُ عن حَرْبٍ مُجَلَّحةٍ ، ولا أُخَدِّرُ للمُلْقِين بالسَّلَمِ وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه يقال : إِن الأَسد يُهَلِّل ويُكَلِّل ، وإِن النمر يُكَلِّل ولا يُهَلِّل ، قال : والمُكَلِّل الذي يحمِل فلا يرجع حتى يقَع بقِرْنه ، والمُهَلِّل يحمل على قِرْنه ثم يُحْجِم فيرجع ؛ وقال النابغة الجعدي : بَكَرَتْ تلوم ، وأَمْسِ ما كَلَّلْتها ، ولقد ضَلَلْت بذاك أَيَّ ضلال ما : صِلة ، كَلَّلْتها : أَدْعَصْتها .
      يقال : كَلَّلَ فلان فلاناً أَي لم يُطِعه .
      وكَلَلْتُه بالحجارة أَي علوته بها ؛ وقال : وفرحه بِحَصَى المَعْزاءِ مَكْلولُ (* قوله « وفرحه إلخ » هكذا في الأصل ).
      والكُلَّة : الصَّوْقَعة ، وهي صُوفة حمراء في رأْس الهَوْدَج .
      وجاء في الحديث : نَهَى عن تَقْصِيص القُبور وتَكْلِيلها ؛ قيل : التّكْلِيل رفعُها تبنى مثل الكِلَل ، وهي الصَّوامع والقِباب التي تبنى على القبور ، وقيل : هو ضَرْب الكِلَّة عليها وهي سِتْر مربَّع يضرَب على القبور ، وقال أَبو عبيد : الكِلَّة من السُّتور ما خِيطَ فصار كالبيت ؛

      وأَنشد (* لبيد في معلقته ): من كُلِّ مَحْفوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ * زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرامُها والكِلَّة : السِّتر الرقيق يُخاط كالبيت يُتَوَقّى فيه من البَقِّ ، وفي المحكم : الكِلَّة السِّتر الرقيق ، قال : والكِلَّة غشاءٌ من ثوب رقيق يُتوقَّى به من البَعُوض .
      والإِكْلِيل : شبه عِصابة مزيَّنة بالجواهر ، والجمع أَكالِيل على القياس ، ويسمى التاج إِكْلِيلاً .
      وكَلَّله أَي أَلبسه الإِكْلِيل ؛ فأَما قوله (* البيت لحسَّان بن ثابت من قصيدة في مدح الغساسنة ) أَنشده ابن جني : قد دَنا الفِصْحُ ، فالْوَلائدُ يَنْظِمْنَ سِراعاً أَكِلَّةَ المَرْجانِ فهذا جمع إِكْلِيل ، فلما حذفت الهمزة وبقيت الكاف ساكنة فتحت ، فصارت إِلى كَلِيلٍ كَدَلِيلٍ فجمع على أَكِلَّة كأَدِلَّة .
      وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : دخل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، تَبْرُقُ أَكالِيل وَجْهه ؛ هي جمع إِكْلِيل ، قال : وهو شبه عِصابة مزيَّنة بالجَوْهَر ، فجعلتْ لوجهه الكريم ، صلى الله عليه وسلم ، أَكالِيلَ على جهة الاستعارة ؛ قال : وقيل أَرادتْ نواحي وجهه وما أَحاط به إِلى الجَبِين من التَّكَلُّل ، وهو الإِحاطة ولأَنَّ الإِكْلِيل يجعل كالحَلْقة ويوضع هنالك على أَعلى الرأْس .
      وفي حديث الاستسقاء : فنظرت إِلى المدينة وإِنها لفي مثْل الإِكْليل ؛ يريد أَن الغَيْم تَقَشَّع عنها واستدار بآفاقها .
      والإِكْلِيل : منزِل من منازل القمر وهو أَربعة أَنجُم مصطفَّة .
      قال الأَزهري : الإِكْلِيل رأْس بُرْج العقرب ، ورقيبُ الثُّرَيَّا من الأَنْواء هو الإِكْلِيل ، لأَنه يطلُع بِغُيُوبها .
      والإِكْلِيل : ما أَحاط بالظُّفُر من اللحم .
      وتَكَلَّله الشيءُ : أَحاط به .
      وروضة مُكَلَّلة : محفوفة بالنَّوْر .
      وغمام مُكَلَّل : محفوف بقِطَع من السحاب كأَنه مُكَلَّل بهنَّ .
      وانْكَلَّ الرجلُ : ضحك .
      وانكلَّت المرأَة فهي تَنْكَلُّ انْكِلالاً إِذا ما تبسَّمت ؛

      وأَنشد ابن بري لعمر بن أَبي ربيعة : وتَنْكَلُّ عن عذْبٍ شَتِيتٍ نَباتُه ، له أُشُرٌ كالأُقْحُوان المُنَوِّر وانْكَلَّ الرجل انْكِلالاً : تبسَّم ؛ قال الأَعشى : ويَنْكَلُّ عن غُرٍّ عِذابٍ كأَنها جَنى أُقْحُوان ، نَبْتُه مُتَناعِم يقال : كَشَرَ وافْتَرَّ وانْكَلَّ ، كل ذلك تبدو منه الأَسنان .
      وانْكِلال الغَيْم بالبَرْق : هو قدر ما يُرِيك سواد الغيم من بياضه .
      وانْكَلَّ السحاب بالبرق إِذا ما تبسَّم بالبرق .
      والإِكْلِيل : السحابُ الذي تراه كأَنَّ غِشاءً أُلْبِسَه .
      وسحاب مُكَلَّل أَي ملمَّع بالبرق ، ويقال : هو الذي حوله قِطع من السحاب .
      واكْتَلَّ الغمامُ بالبرق أَي لمع .
      وانكَلَّ السحاب عن البرق واكْتَلَّ : تبسم ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد : عَرَضْنا فقُلْنا : إِيهِ سِلْم فسَلَّمتْ كما اكْتَلَّ بالبرقَ الغَمامُ اللوائحُ وقول أَبي ذؤيب : تَكَلَّل في الغِماد فأَرْضِ ليلى ثلاثاً ، ما أَبين له انْفِراجَا قيل : تَكَلَّل تبسم بالبرق ، وقيل : تنطَّق واستدار .
      وانكلَّ البرقُ نفسه : لمع لمعاً خفيفاً .
      أَبو عبيد عن أَبي عمرو : الغمام المُكَلَّل هو السحابة يكون حولها قِطَع من السحاب فهي مكَلَّلة بهنَّ ؛

      وأَنشد غيره لامرئ القيس : أَصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيك وَمِيضَه ، كَلَمْع اليَدَيْن في حَبيٍّ مُكَلَّلِ وإِكْلِيل المَلِك : نبت يُتداوَى به .
      والكَلْكَل والكَلْكال : الصدر من كل شيء ، وقيل : هو ما بين التَّرْقُوَتَيْن ، وقيل : هو باطن الزَّوْرِ ؛ قال : أَقول ، إِذْ خَرَّتْ على الكَلْكَال ؟

      ‏ قال الجوهري : وربما جاء في ضرورة الشعر مشدداً ؛ وقال منظور بن مرثد الأَسدي : كأَنَّ مَهْواها ، على الكَلْكَلِّ ، موضعُ كَفَّيْ راهِبٍ يُصَلِّ ؟

      ‏ قال ابن بري : وصوابه موقِعُ كفَّيْ راهب ، لأَن بعد قوله على الكَلْكَلِّ : ومَوْقِفاً من ثَفِناتٍ زُلّ ؟

      ‏ قال : والمعروف الكَلْكَل ، وإِنما جاء الكَلْكَال في الشعر ضرورة في قول الراجز : قلتُ ، وقد خرَّت على الكَلْكَالِ : يا ناقَتي ، ما جُلْتِ من مَجَالِ (* في الصفحة السابقة : اقول إذ خَرَّت إلخ ).
      والكَلْكَل من الفرس : ما بين مَحْزِمه إِلى ما مسَّ الأَرض منه إِذا رَبَضَ ؛ وقد يستعار الكَلْكَل لما ليس بجسم كقول امرئ القيس في صفة لَيْل : فقلتُ له لمَّا تَمَطَّى بِجَوْزِه ، وأَرْدَفَ أَعْجازاً وَنَاءَ بِكَلْكَل (* في المعلقة : بصُلبِه بدل بجوزه ).
      وقالت أَعرابية تَرْثي ابنها : أَلْقَى عليه الدهرُ كَلْكَلَهُ ، مَنْ ذا يقومُ بِكَلْكَلِ الدَّهْرِ ؟ فجعلت للدهر كَلْكَلاً ؛ وقوله : مَشَقَ الهواجِرُ لَحْمَهُنَّ مع السُّرَى ، حتى ذَهَبْنَ كَلاكلاً وصُدوراً وضع الأَسماء موضع الظروف كقوله ذهبن قُدُماً وأُخُراً .
      ورجل كُلْكُلٌ : ضَرْبٌ ، وقيل : الكُلْكُل والكُلاكِل ، بالضم ، القصير الغليظ الشديد ، والأُنثى كُلْكُلة وكُلاكلة ، والكَلاكِل الجماعات كالكَراكِر ؛ وأَنشد قول العجاج : حتى يَحُلُّون الرُّبى الكَلاكِلا الفراء : الكُلَّة التأْخير ، والكَلَّة الشَّفْرة الكالَّة ، والكِلَّة الحالُ حالُ الرجُل .
      ويقال : ذئب مُكِلّ قد وضع كَلَّهُ على الناس .
      وذِئب كَلِيل : لا يَعْدُو على أَحد .
      وفي حديث عثمان : أَنه دُخِل عليه فقيل له أَبِأَمْرك هذا ؟ فقال : كُلُّ ذلك أَي بعضه عن أَمري وبعضه بغير أَمري ؛ قال ابن الأَثير : موضع كل الإِحاطة بالجميع ، وقد تستعمل في معنى البعض ، قال : وعليه حُمِل قولُ عثمان ؛ ومنه قول الراجز :، قالتْ له ، وقولُها مَرْعِيُّ : إِنَّ الشِّواءَ خَيْرُه الطَّرِيُّ ، وكُلُّ ذاك يَفْعَل الوَصِيُّ أَي قد يفعَل وقد لا يفعَل .
      وقال ابن بري : وكَلاّ حرف رَدْع وزَجْر ؛ وقد تأْتي بمعنى لا كقول الجعديّ : فقلْنا لهم : خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها فقالوا لنا : كَلاَّ فقلْنا لهم : بَلى فكَلاَّ هنا بمعنى لا بدليل قوله فقلنا لهم بلى ، وبَلى لا تأْتي إِلا بعد نفي ؛ ومثله قوله أَيضاً : قُرَيْش جِهازُ الناس حَيّاً ومَيِّتاً ، فمن ، قال كَلاَّ ، فالمُكذِّب أَكْذَبُ وعلى هذا يحمل قوله تعالى : فيقول رَبِّي أَهانَنِي كَلاَّ .
      وفي الحديث : تَقَع فَتِنٌ كأَنها الظُّلَل ، فقال أَعرابي : كَلاَّ يا رسول الله ؛ قال ابن الأَثير : كَلاَّ رَدْع في الكلام وتنبيه ومعناها انْتَهِ لا تفعل ، إِلا أَنها آكد في النفي والرَّدْع من لا ، لزيادة الكاف ؛ وقد ترد بمعنى حَقّاً كقوله تعالى : كَلاَّ لَئِن لم تَنْته لَنَسْفَعنْ بالناصية ؛ والظُّلَل : السَّحاب .
      "

    المعجم: لسان العرب

  22. كون
    • " الكَوْنُ : الحَدَثُ ، وقد كان كَوْناً وكَيْنُونة ؛ عن اللحياني وكراع ، والكَيْنونة في مصدر كانَ يكونُ أَحسنُ .
      قال الفراء : العرب تقول في ذوات الياء مما يشبه زِغْتُ وسِرْتُ : طِرْتُ طَيْرُورَة وحِدْتُ حَيْدُودَة فيما لا يحصى من هذا الضرب ، فأَما ذوات الواو مثل قُلْتُ ورُضْتُ ، فإِنهم لا يقولون ذلك ، وقد أَتى عنهم في أَربعة أَحرف : منها الكَيْنُونة من كُنْتُ ، والدَّيْمُومة من دُمْتُ ، والهَيْعُوعةُ من الهُواع ، والسَّيْدُودَة من سُدْتُ ، وكان ينبغي أَن يكون كَوْنُونة ، ولكنها لما قَلَّتْ في مصادر الواو وكثرت في مصادر الياءِ أَلحقوها بالذي هو أَكثر مجيئاً منها ، إِذ كانت الواو والياء متقاربتي المخرج .
      قال : وكان الخليل يقول كَيْنونة فَيْعولة هي في الأَصل كَيْوَنونة ، التقت منها ياء وواوٌ والأُولى منهما ساكنة فصيرتا ياء مشددة مثل ما ، قالوا الهَيِّنُ من هُنْتُ ، ثم خففوها فقالوا كَيْنونة كما ، قالوا هَيْنٌ لَيْنٌ ؛ قال الفراء : وقد ذهب مَذْهباً إِلا أَن القول عِندي هو الأَول ؛ وقول الحسن بن عُرْفُطة ، جاهليّ : لم يَكُ الحَقُّ سوَى أَنْ هاجَهُ رَسْمُ دارٍ قد تَعَفَّى بالسَّرَرْ إِنما أَراد : لم يكن الحق ، فحذف النون لالتقاء الساكنين ، وكان حكمه إِذا وقعت النون موقعاً تُحَرَّكُ فيه فتَقْوَى بالحركة أَن لا يَحْذِفَها لأَنها بحركتها قد فارقت شِبْهَ حروف اللِّينِ ، إِذ كُنَّ لا يَكُنَّ إِلا سَوَاكِنَ ، وحذفُ النون من يكن أَقبح من حذف التنوين ونون التثنية والجمع ، لأَن نون يكن أَصل وهي لام الفعل ، والتنوين والنون زائدان ، فالحذف منهما أَسهل منه في لام الفعل ، وحذف النون أَيضاً من يكن أَقبح من حذف النون من قوله : غير الذي قد يقال مِلْكذب ، لأَن أَصله يكون قد حذفت منه الواو لالتقاء الساكنين ، فإِذا حذفت منه النون أَيضاً لالتقاء الساكنين أَجحفت به لتوالي الحذفين ، لا سيما من وجه واحد ، قال : ولك أَيضاً أَن تقول إِن من حرفٌ ، والحذف في الحرف ضعيف إِلا مع التضعيف ، نحو إِنّ وربَّ ، قال : هذا قول ابن جني ، قال : وأَرى أَنا شيئاً غير ذلك ، وهو أَن يكون جاء بالحق بعدما حذف النون من يكن ، فصار يكُ مثل قوله عز وجل : ولم يكُ شيئاً ؛ فلما قَدَّرَهُ يَك ، جاء بالحق بعدما جاز الحذف في النون ، وهي ساكنة تخفيفاً ، فبقي محذوفاً بحاله فقال : لم يَكُ الحَقُّ ، ولو قَدَّره يكن فبقي محذوفاً ، ثم جاء بالحق لوجب أَن يكسر لالتقاء الساكنين فيَقْوَى بالحركة ، فلا يجد سبيلاً إِلى حذفها إِلا مستكرهاً ، فكان يجب أَن يقول لم يكن الحق ، ومثله قول الخَنْجَر بن صخر الأَسدي : فإِنْ لا تَكُ المِرآةُ أَبْدَتْ وَسامةً ، فقد أَبْدَتِ المِرآةُ جَبْهةَ ضَيْغَمِ يريد : فإِن لا تكن المرآة .
      وقال الجوهري : لم يك أَصله يكون ، فلما دخلت عليها لم جزمتها فالتقى ساكنان فحذفت الواو فبقي لم يكن ، فلما كثر استعماله حذفوا النون تخفيفاً ، فإِذا تحركت أَثبتوها ، قالوا لم يَكُنِ الرجلُ ، وأَجاز يونس حذفها مع الحركة ؛

      وأَنشد : إِذا لم تَكُ الحاجاتُ من همَّة الفَتى ، فليس بمُغْنٍ عنكَ عَقْدُ الرَّتائِمِ ومثله ما حكاه قُطْرُب : أَن يونس أَجاز لم يكُ الرجل منطلقاً ؛

      وأَنشد بيت الحسن بن عُرْفُطة : لم يَكُ الحَقُّ سوى أَن هاجَه والكائنة : الحادثة .
      وحكى سيبوية : أَنا أَعْرِفُكَ مُذْ كنت أَي مذ خُلِقْتَ ، والمعنيان متقاربان .
      ابن الأَعرابي : التَّكَوُّنُ التَّحَرُّك ، تقول العرب لمن تَشْنَؤُه : لا كانَ ولا تَكَوَّنَ ؛ لا كان : لا خُلِقَ ، ولا تَكَوَّن : لا تَحَرَّك أَي مات .
      والكائنة : الأَمر الحادث .
      وكَوَّنَه فتَكَوَّن : أَحدَثَه فحدث .
      وفي الحديث : من رآني في المنام فقد رآني فإِن الشيطان لا يتَكَوَّنُني ، وفي رواية : لا يتَكَوَّنُ على صورتي (* قوله « على صورتي » كذا بالأصل ، والذي في نسخ النهاية : في صورتي ، أَي يتشبه بي ويتصور بصورتي ، وحقيقته يصير كائناً في صورتي ).
      وكَوَّنَ الشيءَ : أَحدثه .
      والله مُكَوِّنُ الأَشياء يخرجها من العدم إلى الوجود .
      وبات فلان بكِينةِ سَوْءٍ وبجِيبةِ سَوْءٍ أَي بحالة سَوءٍ .
      والمكان : الموضع ، والجمع أَمْكِنة وأَماكِنُ ، توهَّموا الميم أَصلاً حتى ، قالوا تَمَكَّن في المكان ، وهذا كم ؟

      ‏ قالوا في تكسير المَسِيل أَمْسِلة ، وقيل : الميم في المكان أَصل كأَنه من التَّمَكُّن دون الكَوْنِ ، وهذا يقويه ما ذكرناه من تكسيره على أَفْعِلة ؛ وقد حكى سيبويه في جمعه أَمْكُنٌ ، وهذا زائد في الدلالة على أَن وزن الكلمة فَعَال دون مَفْعَل ، فإن قلت فان فَعَالاً لا يكسر على أَفْعُل إلا أَن يكون مؤنثاً كأَتانٍ وآتُنٍ .
      الليث : المكان اشتقاقُه من كان يكون ، ولكنه لما كثر في الكلام صارت الميم كأَنها أَصلية ، والمكانُ مذكر ، قيل : توهموا (* قوله « قيل توهموا إلخ » جواب قوله فان قيل فهو من كلام ابن سيده ، وما بينهما اعتراض من عبارة الازهري وحقها التأخر عن الجواب كما لا يخفى ).
      فيه طرح الزائد كأَنهم كَسَّروا مَكَناً وأَمْكُنٌ ، عند سيبويه ، مما كُسِّرَ على غير ما يُكَسَّرُ عليه مثلُه ، ومَضَيْتُ مَكانتي ومَكِينَتي أي على طِيَّتي .
      والاستِكانة : الخضوع .
      الجوهري : والمَكانة المنزلة .
      وفلانٌ مَكِينٌ عند فلان بَيِّنُ المكانة .
      والمكانة : الموضع .
      قال تعالى : ولو نشاءُ لمَسَخْناهم على مَكانتهم ؛ قال : ولما كثرلزوم الميم تُوُهِّمت أَصلية فقيل تَمَكَّن كما ، قالوا من المسكين تَمَسْكَنَ ؛ ذكر الجوهري ذلك في هذه الترجمة ، قال ابن بري : مَكِينٌ فَعِيل ومَكان فَعال ومَكانةٌ فَعالة ليس شيء منها من الكَوْن فهذا سهوٌ ، وأَمْكِنة أَفْعِلة ، وأَما تمسكن فهو تَمَفْعل كتَمَدْرَع مشتقّاً من المِدْرَعة بزيادته ، فعلى قياسه يجب في تمكَّنَ تمَكْونَ لأَنه تمفْعل على اشتقاقه لا تمكَّنَ ، وتمكَّنَ وزنه تفَعَّلَ ، وهذا كله سهو وموضعه فصل الميم من باب النون ، وسنذكره هناك .
      وكان ويكون : من الأَفعال التي ترفع الأَسماء وتنصب الأَخبار ، كقولك كان زيد قائماً ويكون عمرو ذاهباً ، والمصدر كَوْناً وكياناً .
      قال الأَخفش في كتابه الموسوم بالقوافي : ويقولون أَزَيْداً كُنْتَ له ؛ قال ابن جني : ظاهره أَنه محكيّ عن العرب لأَن الأَخفش إنما يحتج بمسموع العرب لا بمقيس النحويين ، وإذا كان قد سمع عنهم أَزيداً كنت له ، ففيه دلالة على جواز تقديم خبر كان عليها ، قال : وذلك انه لا يفسر الفعل الناصب المضمر إلا بما لو حذف مفعوله لتسلط على الاسم الأَول فنصبه ، أَلا تَراكَ تقول أَزيداً ضربته ، ولو شئت لحذفت المفعول فتسلطتْ ضربت هذه الظاهرة على زيد نفسه فقلت أَزيداً ضربت ، فعلى هذا قولهم أَزيداً كنت له يجوز في قياسه أَن تقول أَزيداً كُنْتَ ، ومثَّل سيبويه كان بالفعل المتعدِّي فقال : وتقول كُنّاهْم كما تقول ضربناهم ، وقال إذا لم تَكُنْهم فمن ذا يَكُونُهم كما تقول إذا لم تضربهم فمن ذا يضربهم ، قال : وتقول هو كائِنٌ ومَكُونٌ كما تقول ضارب ومضروب . غيره : وكان تدل على خبر ماضٍ في وسط الكلام وآخره ، ولا تكون صلَةً في أَوَّله لأَن الصلة تابعة لا متبوعة ؛ وكان في معنى جاء كقول الشاعر : إذا كانَ الشِّتاءُ فأَدْفئُوني ، فإنَّ الشَّيْخَ يُهْرِمُه الشِّتاء ؟

      ‏ قال : وكان تأْتي باسم وخبر ، وتأْتي باسم واحد وهو خبرها كقولك كان الأَمْرُ وكانت القصة أي وقع الأَمر ووقعت القصة ، وهذه تسمى التامة المكتفية ؛ وكان تكون جزاءً ، قال أَبو العباس : اختلف الناس في قوله تعالى : كيف نُكَلِّمُ من كان في المَهْدِ صبيّاً ؛ فقال بعضهم : كان ههنا صلة ، ومعناه كيف نكلم من هو في المهد صبيّاً ، قال : وقال الفراء كان ههنا شَرْطٌ وفي الكلام تعَجبٌ ، ومعناه من يكن في المهد صبيّاً فكيف يُكَلَّمُ ، وأَما قوله عز وجل : وكان الله عَفُوّاً غَفُوراً ، وما أَشبهه فإن أَبا إسحق الزجاج ، قال : قد اختلف الناس في كان فقال الحسن البصري : كان الله عَفُوّاً غَفُوراً لعباده .
      وعن عباده قبل أَن يخلقهم ، وقال النحويون البصريون : كأَنَّ القوم شاهَدُوا من الله رحمة فأُعْلِمُوا أَن ذلك ليس بحادث وأَن الله لم يزل كذلك ، وقال قوم من النحويين : كانَ وفَعَل من الله تعالى بمنزلة ما في الحال ، فالمعنى ، والله أَعلم ،.
      والله عَفُوٌّ غَفُور ؛ قال أَبو إسحق : الذي ، قاله الحسن وغيره أَدْخَلُ في العربية وأَشْبَهُ بكلام العرب ، وأَما القول الثالث فمعناه يؤُول إلى ما ، قاله الحسن وسيبويه ، إلاَّ أن كون الماضي بمعنى الحال يَقِلُّ ، وصاحبُ هذا القول له من الحجة قولنا غَفَر الله لفلان بمعنى لِيَغْفِر الله ، فلما كان في الحال دليل على الاستقبال وقع الماضي مؤدِّياً عنها استخفافاً لأَن اختلاف أَلفاظ الأَفعال إنما وقع لاختلاف الأَوقات .
      وروي عن ابن الأَعرابي في قوله عز وجل : كُنتُم خَيْرَ أُمَّة أُخرجت للناس ؛ أَي أَنتم خير أُمة ، قال : ويقال معناه كنتم خير أُمة في علم الله .
      وفي الحديث : أَعوذ بك من الحَوْر بعد الكَوْنِ ، قال ابن الأَثير : الكَوْنُ مصدر كان التامَّة ؛ يقال : كان يَكُونُ كَوْناً أَي وُجِدَ واسْتَقَرَّ ، يعني أَعوذ بك من النقص بعد الوجود والثبات ، ويروى : بعد الكَوْرِ ، بالراء ، وقد تقدم في موضعه .
      الجوهري : كان إذا جعلته عبارة عما مضى من الزمان احتاج إلى خبر لأَنه دل على الزمان فقط ، تقول : كان زيد عالماً ، وإذا جعلته عبارة عن حدوث الشيء ووقوعه استغنى عن الخبر لأَنه دل على معنى وزمان ، تقول : كانَ الأَمْرُ وأَنا أَعْرفُه مُذْ كان أَي مُذْ خُلِقََ ؛ قال مَقَّاسٌ العائذيّ : فِداً لبَني ذُهْلِ بن شَيْبانَ ناقَتي ، إذا كان يومٌ ذو كواكبَ أَشْهَبُ قوله : ذو كواكب أَي قد أَظلم فبَدَتْ كواكبُه لأَن شمسه كسفت بارتفاع الغبار في الحرب ، وإذا كسفت الشمس ظهرت الكواكب ؛ قال : وقد تقع زائدة للتوكيد كقولك كان زيد منطلقاً ، ومعناه زيد منطلق ؛ قال تعالى : وكان الله غفوراً رحيماً ؛ وقال أَبو جُندب الهُذَلي : وكنتُ ، إذ جاري دعا لمَضُوفةٍ ، أُشَمِّرُ حتى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري وإنما يخبر عن حاله وليس يخبر بكنت عمَّا مضى من فعله ، قال ابن بري عند انقضاء كلام الجوهري ، رحمهما الله : كان تكون بمعنى مَضَى وتَقَضَّى ، وهي التامة ، وتأْتي بمعنى اتصال الزمان من غير انقطاع ، وهي الناقصة ، ويعبر عنها بالزائدة أَيضاً ، وتأْتي زائدة ، وتأَتي بمعنى يكون في المستقبل من الزمان ، وتكون بمعنى الحدوث والوقوع ؛ فمن شواهدها بمعنى مضى وانقضى قول أَبي الغول : عَسَى الأَيامُ أَن يَرْجِعـ نَ قوماً كالذي كانوا وقال ابن الطَّثَرِيَّة : فلو كنتُ أَدري أَنَّ ما كانَ كائنٌ ، وأَنَّ جَدِيدَ الوَصْلِ قد جُدَّ غابِرُهْ وقال أَبو الأَحوصِ : كم مِن ذَوِي خُلَّةٍ قبْلي وقبْلَكُمُ كانوا ، فأَمْسَوْا إلى الهِجرانِ قد صاروا وقال أَبو زُبَيْدٍ : ثم أَضْحَوْا كأَنهُم لم يَكُونوا ، ومُلُوكاً كانوا وأَهْلَ عَلاءِ وقال نصر بن حجاج وأَدخل اللام على ما النافية : ظَنَنتَ بيَ الأَمْرَ الذي لو أَتَيْتُه ، لَمَا كان لي ، في الصالحين ، مَقامُ وقال أَوْسُ بن حجَر : هِجاؤُكَ إلاَّ أَنَّ ما كان قد مَضَى عَليَّ كأَثْوابِ الحرام المُهَيْنِم وقال عبد الله بن عبد الأَعلى : يا لَيْتَ ذا خَبَرٍ عنهم يُخَبِّرُنا ، بل لَيْتَ شِعْرِيَ ، ماذا بَعْدَنا فَعَلُوا ؟ كنا وكانوا فما نَدْرِي على وَهَمٍ ، أَنَحْنُ فيما لَبِثْنا أَم هُمُ عَجِلُوا ؟ أَي نحن أَبطأْنا ؛ ومنه قول الآخر : فكيف إذا مَرَرْتَ بدارِ قَوْمٍ ، وجيرانٍ لنا كانُوا كرامِ وتقديره : وجيرانٍ لنا كرامٍ انْقَضَوْا وذهب جُودُهم ؛ ومنه ما أَنشده ثعلب : فلو كنتُ أَدري أَنَّ ما كان كائنٌ ، حَذِرْتُكِ أَيامَ الفُؤادُ سَلِيمُ (* قوله « أيام الفؤاد سليم » كذا بالأصل برفع سليم وعليه ففيه مع قوله غريم اقواء ).
      ولكنْ حَسِبْتُ الصَّرْمَ شيئاً أُطِيقُه ، إذا رُمْتُ أَو حاوَلْتُ أَمْرَ غَرِيمِ ومنه ما أَنشده الخليل لنفسه : بَلِّغا عنِّيَ المُنَجِّمَ أَني كافِرٌ بالذي قَضَتْه الكَواكِبْ ، عالِمٌ أَنَّ ما يكُونُ وما كا نَ قَضاءٌ من المُهَيْمِنِ واجِبْ ومن شواهدها بمعنى اتصالِ الزمانِ من غير انقطاع قولُه سبحانه وتعالى : وكان الله غفوراً رحيماً ؛ أي لم يَزَلْ على ذلك ؛ وقال المتلمس : وكُنَّا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه ، أَقَمْنا له من مَيْلِهِ فتَقَوَّما وقول الفرزدق : وكنا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه ، ضَرَبْْناه تحتَ الأَنْثَيَينِ على الكَرْدِ وقول قَيْسِ بن الخَطِيم : وكنتُ امْرَأً لا أَسْمَعُ الدَّهْرَ سُبَّةً أُسَبُّ بها ، إلاَّ كَشَفْتُ غِطاءَها وفي القرآن العظيم أَيضاً : إن هذا كان لكم جَزاءً وكان سَعْيُكُم مَشْكُوراً ؛ فيه : إنه كان لآياتِنا عَنِيداً ؛ وفيه : كان مِزاجُها زَنْجبيلاً .
      ومن أَقسام كان الناقصة أَيضاً أَن تأْتي بمعنى صار كقوله سبحانه : كنتم خَيْرَ أُمَّةٍ ؛ وقوله تعالى : فإذا انْشَقَّتِ السماءُ فكانت وَرْدَةً كالدِّهانِ ؛ وفيه : فكانت هَبَاءً مُنْبَثّاً ؛ وفيه : وكانت الجبالُ كَثِيباً مَهِيلاً ؛ وفيه : كيف نُكَلِّمُ من كانَ في المَهْدِ صَبِيّاً ؛ وفيه : وما جَعَلْنا القِبْلَةَ التي كُنْتَ عليها ؛ أَي صِرْتَ إليها ؛ وقال ابن أَحمر : بتَيْهاءَ قَفْرٍ ، والمَطِيُّ كأَنَّها قَطا الحَزْنِ ، قد كانَتْ فِراخاً بُيوضُها وقال شَمْعَلَةُ بن الأَخْضَر يصف قَتْلَ بِسْطامِ ابن قَيْسٍ : فَخَرَّ على الأَلاءَة لم يُوَسَّدْ ، وقد كانَ الدِّماءُ له خِمارَا ومن أَقسام كان الناقصة أَيضاً أن يكون فيها ضميرُ الشأْن والقِصَّة ، وتفارقها من اثني عشر وجهاً لأَن اسمها لا يكون إلا مضمراً غير ظاهر ، ولا يرجع إلى مذكور ، ولا يقصد به شيء بعينه ، ولا يؤَكد به ، ولا يعطف عليه ، ولا يبدل منه ، ولا يستعمل إلا في التفخيم ، ولا يخبر عنه إلا بجملة ، ولا يكون في الجملة ضمير ، ولا يتقدَّم على كان ؛ ومن شواهد كان الزائدة قول الشاعر : باللهِ قُولُوا بأَجْمَعِكُمْ : يا لَيْتَ ما كانَ لم يَكُنِ وكان الزائدةُ لا تُزادُ أَوَّلاً ، وإنما تُزادُ حَشْواً ، ولا يكون لها اسم ولا خبر ، ولا عمل لها ؛ ومن شواهدها بمعنى يكون للمستقبل من الزمان قول الطِّرمَّاح بن حَكِيمٍ : وإني لآتِيكُمْ تَشَكُّرَ ما مَضَى من الأَمْرِ ، واسْتِنْجازَ ما كانَ في غَدِ وقال سَلَمَةُ الجُعْفِيُّ : وكُنْتُ أَرَى كالمَوْتِ من بَيْنِ سَاعَةٍ ، فكيفَ بِبَيْنٍ كانَ مِيعادُه الحَشْرَا ؟ وقد تأْتي تكون بمعنى كان كقولِ زيادٍ الأَعْجَمِ : وانْضَخْ جَوانِبَ قَبْرِهِ بدِمائها ، ولَقَدْ يَكُونُ أَخا دَمٍ وذَبائِح ومنه قول جَرِير : ولقد يَكُونُ على الشَّبابِ بَصِيرَ ؟

      ‏ قال : وقد يجيء خبر كان فعلاً ماضياً كقول حُمَيْدٍ الأَرْقَطِ : وكُنْتُ خِلْتُ الشَّيْبَ والتَّبْدِينَا والهَمَّ مما يُذْهِلُ القَرِينَا وكقول الفرزدق : وكُنَّا وَرِثْناه على عَهْدِ تُبَّعٍ ، طَوِيلاً سَوارِيه ، شَديداً دَعائِمُهْ وقال عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ : وكانَ طَوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ ، فَلا هُوَ أَبْداها ولم يَتَجَمْجَمِ وهذا البيت أَنشده في ترجمة كنن ونسبه لزهير ، قال : ونقول كانَ كَوْناً وكَيْنُونة أَيضاً ، شبهوه بالحَيْدُودَة والطَّيْرُورة من ذوات الياء ،
      ، قال : ولم يجيء من الواو على هذا إلا أَحرف : كَيْنُونة وهَيْعُوعة ودَيْمُومة وقَيْدُودَة ، وأَصله كَيْنُونة ، بتشديد الياء ، فحذفوا كما حذفوا من هَيِّنٍ ومَيُِّتٍ ، ولولا ذلك لقالوا كَوْنُونة لأَنه ليس في الكلام فَعْلُول ، وأَما الحيدودة فأَصله فَعَلُولة بفتح العين فسكنت .
      قال ابن بري : أَصل كَيّنُونة كَيْوَنُونة ، ووزنها فَيْعَلُولة ، ثم قلبت الواو ياء فصار كَيّنُونة ، ثم حذفت الياء تخفيفاً فصار كَيْنُونة ، وقد جاءت بالتشديد على الأَصل ؛ قال أَبو العباس أَنشدني النَّهْشَلِيُّ : قد فارَقَتْ قَرِينَها القَرِينَه ، وشَحَطَتْ عن دارِها الظَّعِينه يا ليتَ أَنَّا ضَمَّنَا سَفِينه ، حَتَّى يَعُودَ الوَصْل كَيّنُون ؟

      ‏ قال : والحَيْدُودَة أَصل وزنها فَيْعَلُولة ، وهو حَيْوَدُودَة ، ثم فعل بها ما فعل بكَيْنونة .
      قال ابن بري : واعلم أَنه يلحق بباب كان وأَخواتها كل فِعْلٍ سُلِبَ الدِّلالةَ على الحَدَث ، وجُرِّدَ للزمان وجاز في الخبر عنه أَن يكون معرفة ونكرة ، ولا يتم الكلام دونه ، وذلك مثل عادَ ورَجَعَ وآضَ وأَتى وجاء وأَشباهها كقول الله عز وجل : يَأْتِ بَصيراً ؛ وكقول الخوارج لابن عباس : ما جاءت حاجَتُك أَي ما صارت ؛ يقال لكل طالب أَمر يجوز أَن يَبْلُغَه وأَن لا يبلغه .
      وتقول : جاء زيدٌ الشريفَ أَي صار زيدٌ الشريفَ ؛ ومنها : طَفِق يفعل ، وأَخَذ يَكْتُب ، وأَنشأَ يقول ، وجَعَلَ يقول .
      وفي حديث تَوْبةِ كَعْبٍ : رأَى رجلاً لا يَزُول به السَّرابُ فقال كُنْ أَبا خَيْثَمة أَي صِرْهُ .
      يقال للرجل يُرَى من بُعْدٍ : كُن فلاناً أَي أَنت فلان أَو هو فلان .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَنه دخل المسجد فرأَى رجلاً بَذَّ الهيئة ، فقال : كُنْ أَبا مسلم ، يعني الخَوْلانِيَّ .
      ورجل كُنْتِيٌّ : كبير ، نسب إلى كُنْتُ .
      وقد ، قالوا كُنْتُنِيٌّ ، نسب إلى كُنْتُ أَيضاً ، والنون الأَخيرة زائدة ؛ قال : وما أَنا كُنْتِيٌّ ، ولا أَنا عاجِنُ ، وشَرُّ الرِّجال الكُنْتُنِيُّ وعاجِنُ وزعم سيبويه أَن إخراجه على الأَصل أَقيس فتقول كُونِيٌّ ، على حَدِّ ما يُوجِبُ النَّسَبَ إلى الحكاية .
      الجوهري : يقال للرجل إذا شاخ هو كُنْتِيٌّ ، كأَنه نسب إلى قوله كُنْتُ في شبابي كذا ؛

      وأَنشد : فأَصْبَحْتُ كُنْتِيّاً ، وأَصْبَحْتُ عاجِناً ، وشَرُّ خِصَالِ المَرْءِ كُنْتُ وعاجِن ؟

      ‏ قال ابن بري : ومنه قول الشاعر : إذا ما كُنْتَ مُلْتَمِساً لِغَوْثٍ ، فلا تَصْرُخْ بكُنْتِيٍّ كبِيرِ فَلَيْسَ بِمُدْرِكٍ شيئاً بَسَعْيِ ، ولا سَمْعٍ ، ولا نَظَرٍ بَصِيرِ وفي الحديث : أَنه دخل المسجدَ وعامَّةُ أَهله الكُنْتِيُّونَ ؛ هم الشُّيوخُ الذين يقولون كُنَّا كذا ، وكانَ كذا ، وكنت كذا ، فكأَنه منسوب إلى كُنْتُ .
      يقال : كأَنك والله قد كُنْتَ وصِرْتَ إلى كانَ أَي صرتَ إلى أَن يقال عنك : كانَ فلان ، أَو يقال لك في حال الهَرَم : كُنْتَ مَرَّةً كذا ، وكنت مرة كذا .
      الأَزهري في ترجمة كَنَتَ : ابن الأَعرابي كَنَتَ فلانٌ في خَلْقِه وكان في خَلْقِه ، فهو كُنْتِيٌّ وكانِيُّ .
      ابن بُزُرْج : الكُنْتِيُّ القوي الشديد ؛

      وأَنشد : قد كُنْتُ كُنْتِيّاً ، فأَصْبَحْتُ عاجِناً ، وشَرُّ رِجال الناسِ كُنْتُ وعاجِنُ يقول : إذا قام اعْتَجَن أَي عَمَدَ على كُرْسُوعه ، وقال أَبو زيد : الكُنْتِيُّ الكبير ؛

      وأَنشد : فلا تَصْرُخْ بكُنْتِيٍّ كبير وقال عَدِيُّ بن زيد : فاكتَنِتْ ، لا تَكُ عَبْداً طائِراً ، واحْذَرِ الأَقْتالَ مِنَّا والثُّؤَر ؟

      ‏ قال أَبو نصر : اكْتَنِتْ ارْضَ بما أَنت فيه ، وقال غيره : الاكْتناتُ الخضوع ؛ قال أَبو زُبَيْدٍ : مُسْتَضْرِعٌ ما دنا منهنَّ مُكْتَنِتٌ للعَظْمِ مُجْتَلِمٌ ما فوقه فَنَع ؟

      ‏ قال الأَزهري : وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه ، قال لا يقال فَعَلْتُني إلا من الفعل الذي يتعدَّى إلى مفعولين ، مثل ظَنَنْتُني ورأَيْتُني ، ومُحالٌ أَن تقول ضَرَبْتُني وصَبَرْتُني لأَنه يشبه إضافة الفعل إلى ني ، ولكن تقول صَبَرْتُ نفسي وضَرَبْتُ نَفْسِي ، وليس يضاف من الفعل إلى ني إلاّ حرف واحد وهو قولهم كُنْتي وكُنْتُني ؛

      وأَنشد : وما كُنْتُ كُنْتِيّاً ، وما كُنْت عاجِناً ، وشَرُّ الرجالِ الكُنْتُنِيُّ وعاجِنُ فجمع كُنْتِيّاً وكُنْتُنيّاً في البيت .
      ثعلب عن ابن الأَعرابي : قيل لصَبِيَّةٍ من العرب ما بَلَغَ الكِبَرُ من أَبيك ؟، قالت : قد عَجَنَ وخَبَزَ وثَنَّى وثَلَّثَ وأَلْصَقَ وأَوْرَصَ وكانَ وكَنَتَ .
      قال أَبو العباس : وأَخبرني سلمة عن الفراء ، قال : الكُنْتُنِيُّ في الجسم ، والكَانِيُّ في الخُلُقِ .
      قال : وقال ابن الأَعرابي إذا ، قال كُنْتُ شابّاً وشجاعاً فهو كُنْتِيٌّ ، وإذا ، قال كانَ لي مال فكُنْتُ أُعطي منه فهو كانِيٌّ .
      وقال ابن هانئ في باب المجموع مُثَلَّثاً : رجل كِنْتَأْوٌ ورجلان كِنْتَأْوان ورجال كِنْتَأْوُونَ ، وهو الكثير شعر اللحية الكَثُّها ؛ ومنه : جَمَلٌ سِنْدَأْوٌ وسِنْدَأْوان وسِندَأْوُونَ ، وهو الفسيح من الإبل في مِشْيَتِه ، ورجل قَنْدَأْوٌ ورجلان قِنْدَأْوان ورجال قَنْدَأْوُون ، مهموزات .
      وفي الحديث : دخل عبد الله بن مسعود المسجدَ وعامة أَهله الكُنْتِيُّون ، فقلتُ : ما الكُنْتِيُّون ؟ فقال : الشُّيُوخُ الذين يقولون كانَ كذا وكذا وكُنْتُ ، فقال عبد الله : دارَتْ رَحَى الإسلام عليَّْ خمسةً وثَلاثين ، ولأَنْ تَمُوتَ أَهلُ دارِي أَحَبُّ إليَّ من عِدَّتِهم من الذِّبَّان والجِعْلانِ .
      قال شمر :، قال الفراء تقول كأَنَّك والله قد مُتَّ وصِرْتَ إلى كانَ ، وكأَنكما مُتُّمَا وصرتما إلى كانا ، والثلاثة كانوا ؛ المعنى صِرْتَ إلى أَن يقال كانَ وأَنت ميت لا وأَنت حَيٌّ ، قال : والمعنى له الحكاية على كُنْت مَرَّةً للمُواجهة ومرة للغائب ، كما ، قال عز من قائلٍ : قل للذين كفروا ستُغْلَبُون وسَيُغْلَبُون ؛ هذا على معنى كُنْتَ وكُنْتَ ؛ ومنه قوله : وكُلُّ أَمْرٍ يوماً يَصِيرُ كان .
      وتقول للرجل : كأَنِّي بك وقد صِرْتَ كانِيّاً أَي يقال كان وللمرأَة كانِيَّة ، وإن أَردت أَنك صرت من الهَرَم إلى أَن يقال كُنْت مرة وكُنْت مرة ، قيل : أَصبحتَ كُنْتِيّاً وكُنْتُنِيّاً ، وإنما ، قال كُنْتُنِيّاً لأَنه أَحْدَثَ نوناً مع الياء في النسبة ليتبين الرفع ، كما أَرادوا تَبين النَّصبِ في ضَرَبني ، ولا يكون من حروف الاستثناء ، تقول : جاء القوم لا يكون زيداً ، ولا تستعمل إلى مضمراً فيها ، وكأَنه ، قال لا يكون الآتي زيداً ؛ وتجيء كان زائدة كقوله : سَراةُ بَني أَبي بَكْرٍ تَسامَوْا على كانَ المُسَوَّمةَِ العِرابِ أَي على المُسوَّمة العِراب .
      وروى الكسائي عن العرب : نزل فلان على كان خَتَنِه أَي نزَل على خَتَنِه ؛

      وأَنشد الفراء : جادَتْ بكَفَّيْ كانَ من أَرمى البَشَرْ أَي جادت بكفَّي من هو من أَرمى البشر ؛ قال : والعرب تدخل كان في الكلام لغواً فتقول مُرَّ على كان زيدٍ ؛ يريدون مُرَّ فأَدخل كان لغواً ؛ وأَما قول الفرزدق : فكيفَ ولو مَرَرْت بدارِِ قومٍ ، وجِيرانٍ لنا كانوا كِرامِ ؟ ابن سيده : فزعم سيبويه أَن كان هنا زائدة ، وقال أَبو العباس : إن تقديره وجِيرانٍ كِرامٍ كانوا لنا ، قال ابن سيده : وهذا أَسوغ لأَن كان قد عملت ههنا في موضع الضمير وفي موضع لنا ، فلا معنى لما ذهب إليه سيبويه من أَنها زائدة هنا ، وكان عليه كَوْناً وكِياناً واكْتانَ : وهو من الكَفالة .
      قال أَبو عبيد :، قال أَبو زيد اكْتَنْتُ به اكْتِياناً والاسم منه الكِيانةُ ، وكنتُ عليهم أَكُون كَوْناً مثله من الكفالة أَيضاً ابن الأَعرابي : كان إذا كَفَل .
      والكِيانةُ : الكَفالة ، كُنْتُ على فلانٍ أكُونُ كَوْناً أَي تَكَفَّلْتُ به .
      وتقول : كُنْتُكَ وكُنْتُ إياك كما تقول ظننتك زيداً وظَنْنتُ زيداً إِياك ، تَضَعُ المنفصل موضع المتصل في الكناية عن الاسم والخبر ، لأَنهما منفصلان في الأَصل ، لأَنهما مبتدأ وخبر ؛ قال أَبو الأَسود الدؤلي : دَعِ الخمرَ تَشربْها الغُواةُ ، فإنني رأيتُ أَخاها مُجْزِياً لمَكانِها فإن لا يَكُنها أَو تَكُنْه ، فإنه أَخوها ، غَذَتْهُ أُمُّهُ بلِبانِها يعني الزبيب .
      والكَوْنُ : واحد الأَكْوان .
      وسَمْعُ الكيان : كتابٌ للعجم ؛ قال ابن بري : سَمْعُ الكيان بمعنى سَماعِ الكِيان ، وسَمْعُ بمعنى ذِكْرُِ الكيان ، وهو كتاب أَلفه أَرَسْطو .
      وكِيوانُ زُحَلُ : القولُ فيه كالقول في خَيْوان ، وهو مذكور في موضعه ، والمانع له من الصرف العجمة ، كما أَن المانع لخَيْوان من الصرف إنما هو التأْنيث وإرادة البُقْعة أَو الأَرض أَو القَرْية .
      والكانونُ : إن جعلته من الكِنِّ فهو فاعُول ، وإن جعلته فَعَلُولاً على تقدير قَرَبُوس فالأَلف فيه أَصلية ، وهي من الواو ، سمي به مَوْقِِدُ النار .
      "

    المعجم: لسان العرب

  23. أكل
    • " أَكَلْت الطعام أَكْلاً ومَأْكَلا .
      ابن سيده : أَكَل الطعام يأْكُلُه أَكْلاً فهو آكل والجمع أَكَلة ، وقالوا في الأمر كُلْ ، وأَصله أُؤْكُلْ ، فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلية فزال الساكن فاستغنى عن الهمزة الزائدة ، قال : ولا يُعْتَدّ بهذا الحذد لقِلَّته ولأَنه إِنما حذف تخفيفاً ، لأَن الأَفعال لا تحذف إِنما تحذف الأَسماء نحو يَدٍ ودَمٍ وأَخٍ وما جرى مجراه ، وليس الفعل كذلك ، وقد أُخْرِجَ على الأَصل فقيل أُوكُل ، وكذلك القول في خُذْ ومُر .
      والإِكْلة : هيئة الأَكْل .
      والإِكْلة : الحال التي يأْكُل عليها متكئاً أَو قاعداً مثل الجِلْسة والرَّكْبة .
      يقال : إِنه لحَسَن الإِكْلة .
      والأَكْلة : المرة الواحدة حتى يَشْبَع .
      والأُكْلة : اسم للُّقْمة .
      وقال اللحياني : الأَكْلة والأُكْلة كاللَّقْمة واللُّقْمة يُعْنَى بها جميعاً المأْكولُ ؛

      قال : من الآكِلِين الماءَ ظُلْماً ، فما أَرَى يَنالون خَيْراً ، بعدَ أَكْلِهِمِ المَاءَ فإِنما يريد قوماً كانوا يبيعون الماءَ فيشترون بثمنه ما يأْكلونه ، فاكتفى بذكر الماء الذي هو سبب المأْكول عن ذكر المأْكول .
      وتقول : أَكَلْت أُكْلة واحدة أَي لُقْمة ، وهي القُرْصة أَيضاً .
      وأَكَلْت أَكلة إِذا أَكَل حتى يَشْبَع .
      وهذا الشيء أُكلة لك أَي طُعْمة لك .
      وفي حديث الشاة المسمومة : ما زَالَتْ أُكْلة خَيْبَرَ تُعَادُّني ؛ الأُكْلة ، بالضم : اللُّقمة التي أَكَل من الشاة ، وبعض الرُّواة بفتح الأَلف وهو خطأ لأَنه ما أَكَل إِلاّ لُقْمة واحدة .
      ومنه الحديث الآخر : فليجعل في يده أُكْلة أَو أُكْلتين أَي لُقْمة أَو لُقْمتين .
      وفي الحديث : أَخْرَجَ لنا ثلاثَ أُكَل ؛ هي جمع أُكْلة مثل غُرْفة وغُرَف ، وهي القُرَص من الخُبْز .
      ورجل أُكَلة وأَكُول وأَكِيل : كثير الأَكْلِ .
      وآكَلَه الشيءَ : أَطعمه إِياه ، كلاهما على المثل (* قوله « وآكله الشيء أطعمه إياه كلاهما إلخ » هكذا في الأصل ، ولعل فيه سقطاً نظير ما بعده بدليل قوله كلاهما ) وآكَلَني ما لم آكُل وأَكَّلَنِيه ، كلاهما : ادعاه عليَّ .
      ويقال : أَكَّلْتني ما لم آكُلْ ، بالتشديد ، وآكَلْتَني ما لم آكُل أَيضاً إِذا ادَّعيتَه عليَّ .
      ويقال : أَليس قبيحاً أَن تُؤَكِّلَني ما لم آكُلْ ؟ ويقال : قد أَكَّل فلان غنمي وشَرَّبَها .
      ويقال : ظَلَّ مالي يُؤَكَّل ويُشَرَّب .
      والرجل يَسْتأْكِل قوماً أَي يأْكل أَموالَهم من الإِسْنات .
      وفلان يسْتَأْكِل الضُّعفاء أَي يأْخذ أَموالهم ؛ قال ابن بري وقول أَبي طالب : وما تَرْكُ قَوْمٍ ، لا أَبا لَك ، سَيِّداً مَحُوطَ الذِّمَارِ غَيْرَ ذِرْبٍ مؤَاكِل أَي يَسْتأْكل أَموالَ الناس .
      واسْتَأْكَلَه الشيءَ : طَلَب إِليه أَن يجعله له أُكْلة .
      وأَكَلَت النار الحَطَبَ ، وآكَلْتُها أَي أَطْعَمْتُها ، وكذلك كل شيءٍ أَطْعَمْتَه شيئاً .
      والأُكْل : الطُّعْمة ؛ يقال : جَعَلْتُه له أُكْلاً أَي طُعْمة .
      ويقال : ما هم إِلاَّ أَكَلة رَأْسٍ أَي قليلٌ ، قَدْرُ ما يُشْبِعهم رأْسٌ واحد ؛ وفي الصحاح : وقولهم هم أَكَلة رأْس أَي هم قليل يشبعهم رأْس واحد ، وهو جمع آكل .
      وآكَلَ الرجلَ وواكله : أَكل معه ، الأَخيرة على البدل وهي قليلة ، وهو أَكِيل من المُؤَاكلة ، والهمز في آكَلَه أَكثر وأَجود .
      وفلان أَكِيلي : وهو الذي يأْكل معك .
      الجوهري : الأَكِيل الذي يُؤَاكِلُكَ .
      والإِيكال بين الناس : السعي بينهم بالنَّمائم .
      وفي الحديث : من أَكَل بأَخيه أُكْلَة ؛ معناه الرجل يكون صَدِيقاً لرجل ثم يذهب إِلى عدوه فيتكلم فيه بغير الجميل ليُجيزه عليه بجائزة فلا يبارك الله له فيها ؛ هي بالضم اللقمة ، وبالفتح المرَّة من الأَكل .
      وآكَلْته إِيكالاً : أَطْعَمْته .
      وآكَلْته مُؤَاكلة : أَكَلْت معه فصار أَفْعَلْت وفَاعَلْت على صورة واحدة ، ولا تقل واكلته ، بالواو .
      والأَكِيل أَيضاً : الآكل ؛ قال الشاعر : لَعَمْرُك إِنَّ قُرْصَ أَبي خُبَيْبٍ بَطِيءُ النَّضْج ، مَحْشُومُ الأَكِيل وأَكِيلُكَ : الذي يُؤَاكِلك ، والأُنثى أَكِيلة .
      التهذيب : يقال فلانة أَكِيلي للمرأة التي تُؤَاكلك .
      وفي حديث النهي عن المنكر : فلا يمنعه ذلك أَن يكون أَكِيلَه وشَرِيبَه ؛ الأَكيل والشَّرِيب : الذي يصاحبك في الأَكل والشرب ، فعِيل بمعنى مُفاعل .
      والأُكْل : ما أُكِل .
      وفي حديث عائشة تصف عمر ، رضي الله عنها : وبَعَج الأَرضَ فَقاءَت أُكْلَها ؛ الأَكْل ، بالضم وسكون الكاف : اسم المأْكول ، وبالفتح المصدر ؛ تريد أَن الأَرض حَفِظَت البَذْر وشَرِبت ماءَ المطر ثم قَاءَتْ حين أَنْبتت فكَنَت عن النبات بالقَيء ، والمراد ما فتح الله عليه من البلاد بما أَغْرَى إِليها من الجيوش .
      ويقال : ما ذُقْت أَكَالاً ، بالفتح ، أَي طعاماً .
      والأَكَال : ما يُؤْكَل .
      وما ذاق أَكَالاً أَي ما يُؤْكَل .
      والمُؤْكِل : المُطْعِم .
      وفي الحديث : لعن الله آكل الرِّبا ومُؤْكِلَه ، يريد به البائع والمشتري ؛ ومنه الحديث : نهى عن المُؤَاكَلة ؛ قال ابن الأَثير : هو أَن يكون للرجل على الرجل دين فيُهْدِي إِليه شيئاً ليؤَخِّره ويُمْسك عن اقتضائه ، سمي مُؤَاكَلة لأَن كل واحد منهما يُؤْكِل صاحبَه أَي يُطْعِمه .
      والمَأْكَلة والمَأْكُلة : ما أُكِل ، ويوصف به فيقال : شاة مَأْكَلة ومَأْكُلة .
      والمَأْكُلة : ما جُعل للإِنسان لا يحاسَب عليه .
      الجوهري : المَأْكَلة والمَأْكُلة الموضع الذي منه تَأْكُل ، يقال : اتَّخَذت فلاناً مَأْكَلة ومَأْكُلة .
      والأَكُولة : الشاة التي تُعْزَل للأَكل وتُسَمَّن ويكره للمصدِّق أَخْذُها .
      التهذيب : أَكُولة الراعي التي يكره للمُصَدِّق أَن يأْخذها هي التي يُسَمِّنها الراعي ، والأَكِيلة هي المأْكولة .
      التهذيب : ويقال أَكَلته العقرب ، وأَكَل فلان عُمْرَه إِذا أَفناه ، والنار تأْكل الحطب .
      وأَما حديث عمر ، رضي الله عنه : دَعِ الرُّبَى والماخِض والأَكُولة ، فإِنه أَمر المُصَدِّق بأَن يَعُدَّ على رب الغنم هذه الثلاث ولا يأْخذها في الصدقة لأَنها خِيار المال .
      قال أَبو عبيد : والأَكولة التي تُسَمَّن للأَكل ، وقال شمر :، قال غيره أَكولة غنم الرجل الخَصِيُّ والهَرِمة والعاقِر ، وقال ابن شميل : أَكولة الحَيِّ التي يَجْلُبون يأْكلون ثمنها (* قوله « على مثل مسحاة إلخ » هو عجز بيت صدره كما في شرح القاموس : إذا سل من غمد تأكل اثره ) وقال اللحياني : ائتَكَل السيف اضطرب .
      وتأَكَّل السيف تَأَكُّلاً إِذا ما تَوَهَّج من الحدَّة ؛ وقال أَوس بن حجر : وأَبْيَضَ صُولِيًّا ، كأَنَّ غِرَارَه تَلأْلُؤُ بَرْقٍ في حَبِيٍٍّّ تَأَكَّلا وأَنشده الجوهري أَيضاً ؛ قال ابن بري صواب إِنشاده : وأَبيض هنديّاً ، لأَن السيوف تنسب إِلى الهند وتنسب الدُّروع إِلى صُول ؛ وقبل البيت : وأَمْلَسَ صُولِيًّا ، كَنِهْيِ قَرَارةٍ ، أَحَسَّ بِقاعٍ نَفْخَ رِيحٍ فأَحْفَلا وتَأَكَّل السَّيْفُ تَأَكُّلاً وتأَكَّل البرقُ تَأَكُّلاً إِذا تلأْلأَ .
      وفي أَسنانه أَكَلٌ أَي أَنها مُتأَكِّلة .
      وقال أَبو زيد : في الأَسنان القادحُ ، وهو أَن تَتَأَكَّلَ الأَسنانُ .
      يقال : قُدِحَ في سِنِّه .
      الجوهري : يقال أَكِلَتْ أَسنانه من الكِبَر إِذا احْتَكَّت فذهبت .
      وفي أَسنانه أَكَلٌ ، بالتحريك ، أَي أَنها مؤْتكِلة ، وقد ائْتَكَلَتْ أَسنانُه وتأَكَّلت .
      والإِكْلَةُ والأُكال : الحِكَّة والجرب أَيّاً كانت .
      وقد أَكَلني رأْسي .
      وإِنه ليَجِدُ في جسمه أَكِلَةً ، من الأُكال ، على فَعِلة ، وإِكْلَةً وأُكالاً أَي حكة .
      الأَصمعي والكسائي : وجدت في جسدي أُكَالاً أَي حكة .
      قال الأَزهري : وسمعت بعض العرب يقول : جِلْدي يأْكُلُني إِذا وجد حكة ، ولا يقال جِلْدي يَحُكُّني .
      والآكَال : سادَةُ الأَحياء الذين يأْخذون المِرْباعَ وغيره .
      والمَأْكَل : الكَسْب .
      وفي الحديث : أُمِرْت بقربة تَأْكُل القُرَى ؛ هي المدينة ، أَي يَغْلِب أَهلُها وهم الأَنصار بالإِسلام على غيرها من القُرَى ، وينصر اللهُ دينَه بأَهلها ويفتح القرى عليهم ويُغَنِّمهم إِياها فيأْكلونها .
      وأَكِلَتِ الناقةُ تَأْكَل أَكَلاً إِذا نبت وَبَرُ جَنينها في بطنها فوجدت لذلك أَذى وحِكَّة في بطنها ؛ وناقة أَكِلة ، على فَعِلة ، إِذا وجدت أَلماً في بطنها من ذلك .
      الجوهري : أَكِلَت الناقةُ أَكالاً مثل سَمِع سَمَاعاً ، وبها أُكَال ، بالضم ، إِذا أَشْعَرَ وَلَدُها في بطنها فحكَّها ذلك وتَأَذَّتْ .
      والأُكْلة والإِكْلة ، بالضم والكسر : الغيبة .
      وإِنه لذو أُكْلة للناس وإِكْلة وأَكْلة أَي غيبة لهم يغتابهم ؛ الفتح عن كراع .
      وآكَلَ بينهم وأَكَّل : حمل بعضهم على بعض كأَنه من قوله تعالى : أَيحب أَحدكم أَن يأْكل لحم أَخيه ميتاً ؛ وقال أَبو نصر في قوله : أَبا ثُبَيْتٍ ، أَما تَنْفَكُّ تأْتَكِل معناه تأْكل لحومنا وتغتابنا ، وهو تَفْتَعِل من الأَكل .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى أكانت في قاموس معاجم اللغة

المعجم الوسيط
فلانٌ في خلقه ـُ كَنْتاً: قوي.( كَنِتَ ) السِّقاءُ ـَ كَنَتاً: حَشِن: أي لزق به وسَخ اللبن فأنتن. فهو كنيت وقنيت أيضاً.( اكْتَنَتَ ) الرّجلُ: خضع. وـ رضي.( الكُنْتِيّ ): القويّ الشديد. وـ الشيخ الكبير؛ لأنه يحكى عن زمانه بِكُنْت، فكأنَّه منسوب إليه.
المعجم الوسيط
محلّ يباع فيه الشّراب أو الطعام لفئة معينة، كما في المدارس والمعسكرات. ( د ).
تاج العروس

" كَنَتَ " أَهمله الجَوْهَرِيُّ وابنُ مَنْظُورٍ واستدركَهُ الصَّاغانيّ في التكملة فقال : قال ابن الأَعْرَابيّ : يقال : كَنَتَ فلانٌ " في خَلْقِهِ " وكَانَ في خَلْقِهِ أَي " قَوِىَ " فهو كُنْتِىٌّ وكانِيٌّ . قال ابنُ بُزُرْجَ " الكُنْتِىُّ ككُرْسِيٍّ " : القوىُّ " الشَّدِيدُ " وأَنشد :

وقد كُنْتُ كُنْتِيّاً فأَصْبَحْتُ عَاجِناً ... وشَرُّ رِجَالِ النّاس كُنْتُ وعَاجِنُ وروى غيرُه :

فأَصْبَحْتُ كُنْتِيّاً وأَصْبَحْتُ عاجِناً ... وشَرُّ خِصالِ المَرْءِ كُنْتُ وعاجِنُ يقول : إِذا قام اعْتَجَنَ أَي عَمَدَ على كُرْسُوعِهِ قال شيخُنَا : هو من المَنْحُوتِ ؛ لأَنَّهُ بُنِىَ مِنَ كانَ الماضي مُسْنَداً لِضمِيرِ المُتَكَلِّمِ ؛ لأَنّ الكبيرَ يحْكِى عن زَمانِه بكنت كذا وكُنْتُ كذا . قال أَبو زيد : الكُنْتِىُّ " : الكَبيرُ " بالمُوحَّدة وفي بعض النسخ بالمُثَلَّثَةِ والأَوّل الصوابُ وأَنشد :

إِذا ما كُنْتَ مُلْتَمِساً لرِزْقٍ ... فلا تَصْرُخْ بكُنْتِى كبيرِ " كالكُنْتُنِيِّ " بضمّ الكاف والمثنّاة ويُنشَد :

وما كُنْتُ كُنْتِيّاً وما كُنْتُ عاجِناً ... وشَرُّ الرِّجَالِ الكُنْتُنِىُّ وعاجِنُ فجمع اللُّغتينِ في البيت . " والاكْتِناتُ : الخُضُوعُ " . الاكْتِنَاتُ : " الرِّضا " قال أَبو زُبَيد الطائيّ :

مُسْتَضْرِعٌ ما دَنا مِنْهُنَّ مُكْتَنِتٌ ... بالعَرْقِ مُجْتَلِماً ما فَوْقَه فَنَعُ مسْتَضْرِعٌ : خاضعٌ . مجتلماً : قطعَ لحمه بالجَلَمِ . وقال عديُّ بنُ زيدٍ :

فاكْتَنِتْ لا تَكُ عَبْداً طائراً ... واحْذَرِ الإِقْبالَ مِنَّا والثُّؤَرْ ويروى : الأَقْتَالَ " وسِقاءٌ كَنِيتٌ " أَي " مِسِّيكٌ " وقد تقدّم في ق ن ت . " وقد كَنِتَ " السِّقَاءُ " كَفَرِحَ : حَشُنَ " هكذا بالحاء المهملة ثم الشين المنقوطة في نسختنا وفي التكملة وضبطه شيخُنا بالخاءِ والشين واسْتَظْهَره وفي أُخرى بالحاءِ والسّين من الحُسْن فليُنظر

الرائد
* كنت يكنت: كنتا. في خلقه: قوي.
الرائد
* كنت يكنت: كنتا. الإناء: لزق به وسخ اللبن ففسدت رائحته.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: