نحي - ج ، أنحاء ونحاء ونحي 1 - نحي : وعاء السمن . 2 - نحي : جرة فخار يجعل فيها اللبن « فيمخض »، أي يستخرج زبده . 3 - نحي : سهم عريض النصل .
المعجم: الرائد
نحا
" الأَزهري : ثبت عن أَهل يُونانَ ، فيما يَذْكُر المُتَرْجِمُون العارِفُون بلسانهم ولغتهم ، أَنهم يسمون عِلْمَ الأَلفاظ والعِنايةَ بالبحثْ عنه نَحْواً ، ويقولون كان فلان من النَّحْوِيينَ ، ولذلك سُمي يُوحنَّا الإِسكَنْدَرانيُّ يَحْيَى النَّحْوِيَّ للذي كان حصل له من المعرفة بلغة اليُونانِيِّين . والنَّحْوُ : إِعراب الكلام العربي . والنَّحْوُ : القَصدُ والطَّرِيقُ ، يكون ظرفاً ويكون اسماً ، نَحاه يَنْحُوه ويَنْحاه نَحْواً وانْتَحاه ، ونَحْوُ العربية منه ، إِنما هو انتِحاء سَمْتِ كلام العرب في تَصَرُّفه من إِعراب وغيره كالتثنية والجمع والتحقير والتكبير والإِضافة والنسب وغير ذلك ، ليَلْحَق مَن ليس من أَهل اللغة العربية بأَهلها في الفصاحة فيَنطِق بها وإِن لم يكن منهم ، أَو إِن شَذَّ بعضهم عنها رُدَّ به إِليها ، وهو في الأَصل مصدر شائع أَي نَحَوْتُ نَحْواً كقولك قَصَدْت قَصْداً ، ثم خُص به انْتِحاء هذا القَبيل من العلم ، كما أَن الفِقه في الأَصل مصدر فَقِهْت الشيء أَي عَرَفته ، ثم خُص به علم الشريعة من التحليل والتحريم ، وكما أَن بيت الله عز وجل خُص به الكعبة ، وإن كانت البيوت كلها لله عز وجل ؛ قال ابن سيده : وله نظائر في قصر ما كان شائعاً في جنسه على أَحد أَنواعه ، وقد استعملته العرب ظَرْفاً ، وأَصله المصدر ؛
وأَنشد أَبو الحسن : تَرْمِي الأَماعِيزَ بمُجْمَراتِ ، بأَرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ يَحْدُو بها كلُّ فَتًى هَيّاتٍ ، وهُنَّ نَحْوَ البيتِ عامِداتِ والجمع أَنْحاء ونُحُوٌّ ؛ قال سيبويه : شبهوها بعُتُوٍّ وهذا قليل . وفي بعض كلام العرب : إِنَّكم لَتَنْظُرون في نُحُوٍّ كثيرة أَي في ضُروب من النَّحو ، شبهها بعُتُوٍّ ، والوجه في مثل هذه الواوات إِذا جاءت في جمعٍ الياءُ كقولهم في جمع ثَدْي ثُدِيٌّ وعُصِيٌّ وحُقِيٌّ . الجوهري : يقال نَحَوْتُ نَحْوَك أَي قَصَدْتُ قَصْدَك . التهذيب : وبَلَغنا أَنّ أَبا الأَسود الدُّؤليَّ وضع وجُوه العربية وقال للناس انْحُوا نحْوه فسمي نَحْواً . ابن السكيت : نَحا نَحْوَه إِذا قصده ، ونَحا الشيءَ يَنْهاه ويَنْحُوه إِذا حَرَّفه ، ومنه سمي النَّحْوِيُّ لأَنه يُحرّف الكلام إِلى وجوه الإِعراب . ابن بزرج : نَحَوْت الشيء أَمَمْتُه أَنْحُوه وأَنْحاه . ونَحَّيْتُ الشيء (* قوله « ونحيت الشيء » كذا في الأصل مضبوطاً ، وفي التهذيب : نحيت عن الشيء ، بشد الحاء وزيادة عن .) ونَحَوْته ؛
وأَنشد : فلم يَبْقَ إِلاَّ أَن تَرَى ، في مَحَلِّه ، رَماداً نَحَتْ عنه السُّيولَ جَنادِلُهْ ورجل ناحٍ من قوم نُحاةٍ : نَحْوِيٌّ ، وكأَنَّ هذا إِنما هو على النسب كقولك تامرٌ ولابِنٌ . الليث : النَّحْوُ القَصْدُ نَحْوَ الشيء . وأَنْحَىْ عليه وانْتَحَى عليه إِذا اعتمد عليه . ابن الأَعرابي : أَنْحَى ونَحَى وانْتَحَى أَي اعْتَمَدَ على الشيء . وانْتَحَى له وتَنَحَّى له : اعتمد . وتَنَحَّى له بمعنى نَحا له وانْتَحَى ؛
وأَنشد : تَنحَّى له عَمْرٌو فَشَكَّ ضُلُوعَه بِمُدْرَنْفِقِ الخَلْجاء ، والنَّقْعُ ساطِعُ وفي حديث ابن عمر ، رضي الله عنهما : أَنه رأْى رجلاً تَنحَّى في سُجُوده فقال لا تَشِينَنَّ صُورَتَكَ ؛ قال شمر : الانْتحاء في السجود الاعْتِمادُ على الجبهة والأَنف حتى يُؤثِّر فيهما ذلك . الأَزهري في ترجمة ترح : ابن مُناذر التَّرَحُ الهَبوط ،(* قوله « الترح الهبوط إلخ » هذا الضبط هو الصواب كما ضبط في مادة ترح من التكملة ، وتقدم ضبط الهبوط بالضم وانتحى بضم التاء في ترح من اللسان خطأ .)؛
قال : الانْتِحاء أَن يَسْقُط هكذا ، وقال بيده ، بعضُها فوق بعض ، وهو في السجود أَن يسقط جبينه إِلى الأَرض ويشدَّه ولا يعتمد على راحتيه ولكن يعتمد على جبينه ، قال الأَزهري : حكى شمر هذا عن عبد الصمد بن حسان عن بعض العرب ، قال شمر : وكنت سأَلت ابن مناذر عن الانتحاء في السجود فلم يعرفه ، قال : فذكرت له ما سمعت فدَعا بدواته فكتبه بيده . وانْتَحَيْت لفلان أَي عَرَضْت له . وفي حديث حرام بن مِلْحان : فانْتَحَى له عامر بن الطُّفَيل فقَتَله أَي عَرَضَ له وقَصَد . وفي الحديث : فانْتَحاه رَبيعَةُ أَي اعْتَمَدَه بالكلام وقَصَده . وفي حديث الخضر . عليه السلام : وتَنَحِّى له أَي اعْتَمَد خَرْقَ السًّفينةِ . وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : فلم أَنْشَبْ حتى أَنْحَيْتُ عليها . وقال ابن الأثير : هكذا جاء في رواية ، والمشهور بالثاء المثلثة والخاء المعجمة والنون . وفي حديث الحسن : قد تَنحَّى في بُرْنُسِه وقامَ الليلَ في حِنْدِسِه أَي تَعَمَّدَ العِبادة وتوجَّه لها وصار في ناحِيتها وتَجَنَّب الناس وصار في ناحية منهم . وأَنْحَيْتُ على حَلقه السِّكين أَي عَرَضْتُ ؛
وأَنشد ابن بري : أَنْحَى على وَدَجَيْ أُنْثَى مُرَهَّفةً مَشْحُوذةً ، وكذاكَ الإثْمُ يُقْتَرَفْ وأََنْحَى عليه ضرباً : أَقبَلَ . وأَنْحَى له السِّلاح : ضَرَبه بها أَو طَعَنَه أَو رَماه ، وأَنْحَى له بِسَهْم أَو غيره من السلاح . وتَنَحَّى وانْتَحى : اعْتَمَدَ . يقال : انْتَحَى له بسهم ونَحا عليه بشُفْرته ، ونحا له بسهم . ونحا الرَّجل وانْتَحَى : مالَ على أَحد شِقَّيْهِ أَو انْحَنى في قَوْسِه . وأَنْحَى في سَيره أَي اعْتَمَد على الجانب الأَيسر . قال الأَصمعي : الانتحاء في السير الاعْتماد على الجانب الأَيسر ، ثم صار الاعتماد في كل وجه ؛ قال رؤبة : مُنْتَحِياً مِنْ نَحْوِه على وُفَقْ ابن سيده : والانْتِحاءُ اعْتِمادُ الإِبل في سيرها على الجانب الأَيسر ، ثم صار الانْتِحار المَيلُ والاعْتماد في كل وجه ؛
وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير : إذا ما انْتحاهُنَّ شُؤْبُوبُه أَي اعْتَمَدهن . ونَحَوْتُ بَصَرِي إليه أَي صرَفْت . ونَحا إليه بصَره يَنْحُوه ويَنْحاه : صرَفه . وأَنْحَيْتُ إليه بصَري : عَدَلْتُه ؛ وقول طريف العبسي : نَحاهُ لِلَحْدٍ زبْرِقانُ وحرِثٌ ، وفي الأَرض لِلأَقْوامِ بَعْدَكَ غُولُ أَي صَيَّرا هذا الميت في ناحية القبر . ونَحَيْتُ بَصَري إليه : صَرَفْته . التهذيب : شمر انْتَحى لي ذلك الشيءُ إذا اعتَرَض له واعتمدَه ؛ وأَنشد للأَخطل : وأَهْجُرْكَ هِجْراناً جَمِيلاً ويَنْتَحي لنا ، من لَيالِينا العَوارِمِ أَوَّل ؟
قال ابن الأَعرابي : يَنْتَحي لنا يَعودُ لنا ، والعَوارِمُ : القِباحُ . ونَحَى الرجلَ : صَرَفَه ؛ قال العجاج : لقد نَحَاهُم جَدُّنا والناحي ابن سيده : والنُّحَواء الرِّعْدة ، وهي أَيضاً التَّمَطِّي ؛ قال شَبِيب بن البَرْصاء : وهَمٌّ تأْخُذُ النُّحَواءُ منه ، يُعَلُّ بصالِبٍ أَو بالمُلالِ وانْتَحى في الشيء : جَدَّ . وانتحى الفرَس في جَرْيه أَي جَدَّ . والنَّحْيُ والنَّحْيُ والنَّحَى : الزِّقُّ ، وقيل : هو ما كان للسمْن خاصة . الأَزهري : النِّحْيُ عند العرب الزِّقُ الذي فيه السمن خاصة ، وكذل ؟
قال الأصمعي وغيره : النحي الزق الذي يجعل فيه السمن خاصة ؛ ومنه قِصَّةُ ذاتِ النِّحْيَيْنِ المَثَلِ المشهور : أَشْغَلُ مِن ذاتِ النِّحَيَيْن ؛ وهي امرأَة من تَيْمِ الله بن ثعْلَبةَ وكانت تَبِيع السمن في الجاهلية ، فأَتى خَوَّاتُ بن جُبَيْر الأَنصاري يَبتاع منها سَمناً فساوَمَها ، فحلَّت نِحْياً مَمْلُوءاً ، فقال : أَمْسِكِيه حتى أَنظر غيره ، ثم حلَّ آخر وقال لها : أَمسكيه ، فلما شَغل يديها ساوَرَها حتى قَضى ما أَراد وهرَب فقال في ذلك : وذاتِ عِيالٍ ، واثقِينَ بِعَقْلِها ، * خَلَجْتُ لها جارَ اسْتِها خَلَجاتِ وشَدَّتْ يَدَيْها ، إذ أَرَدْتُ خِلاطَها ، * بنِحْيَيْنِ مِن سَمْنٍ ذَوَي عُجَراتِ فكانتْ لها الوَيْلاتُ مِنْ تَرْكِ سَمْنِها ، * ورَجْعَتِها صِفْراً بغير بتاتِ فشَدَّتْ على النِّحْيَيْنِ كَفّاً شَحِيحةً * على سَمْنِها ، والفَتْكُ مِن فَعَلات ؟
قال ابن بري :، قال علي بن حمزة الصحيح في رواية خَوَّات بن جُبَيْر : فشدَّت على النحيين كَفَّيْ شَحيحةٍ تثنية كفّ ، ثم أَسْلم خَوَّاتٌ وشهد بدراً ، فقال له رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : كيف شِرادُك ؟ وتَبَسَّمَ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله قد رَزَقَ الله خيراً وأَعوذ بالله من الحَوْ رِ بَعدَ الكَوْرِ وهَجا العُدَيلُ بن الفَرْخِ بني تَيمِ اللهِ فقال : تَزَحْزَحَ ، يا ابنَ تَيْمِ اللهِ ، عَنَّا * فَما بَكْرٌ أَبُوكَ ، ولا تَمِيمُ لكُلِّ قَبِيلةٍ بَدرٌ ونجْمٌ ، * وتَيْمُ الله ليس لها نُجُومُ أُناسٌ رَبَّةُ النِّحْيَيْنِ مِنْهُمْ ، * فُعُدُّوها إذا عُدَّ الصَّمِيم ؟
قال ابن بري :، قال ابن حمزة الصحيح أَنها امرأَة من هذيل ، وهي خَوْلة أُم بشر بن عائذ ، ويحكى أَن أَسَدِيًّا وهُذَليًّا افتخرا ورضيا بإِنسان يحكم بينهما فقال : يا أَخا هذيل كيف تُفاخِرُون العرب وفيكم خِلال ثلاث : منكم دليل الحَبَشة على الكعبة ، ومنكم خَولةُ ذاتُ النَّحيين ، وسأَلتم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَن يُحلِّلَ لكم الزنا ؟، قال : ويُقَوِّي قول الجوهري إنها من تيم الله ما أَنشده في هجائهم : أُناس ربة النحيين منهم وجمع النِّحْي أَنحاء ونُحِيٌّ ونِحاء ؛ عن سيبويه . والنِّحْي أَيضاً : جَرْةُ فَخّار يجعل فيها اللبن ليُمخض . وفي التهذيب : يجعل فيها اللبن المَمْخُوض . الأَزهري : العرب لا تعرف النِّحْيَ غير الزق ، والذي ، قاله الليث إنه الجَرَّةُ يُمْخَض فيها اللبن غير صحيح . ونَحى اللبنَ يَنْحِيهِ ويَنْحاه : مَخَضه ؛
وأَنشد : في قَعْرِ نِحْيٍ أَستَثيرُ حُمَّهْ والنِّحْيُ : ضَرْب من الرُّطَب ؛ عن كراع . ونَحى الشيء يَنْحاه نَحْياً ونَحَّاه فتَنَحَّى : أَزاله . التهذيب : يقال نَحَّيْت فلاناً فتَنَحَّى ، وفي لغة : نَحَيْتُه وأَنا أَنْحاه نَحْياً بمعناه ؛
وأَنشد : أَلا أَيُّهذا الباخِعُ الوَجْدُ نفْسَه لِشيءٍ نَحَتْهُ ، عن يَدَيْهِ ، المَقادِرُ أَي باعَدَتْه . ونَحَّيْته عن موضعه تَنْحِيةً فتنحَّى ، وقال الجعدي : أُمِرَّ ونُحِّيَ عن زَوْرِه ، كتَنْحِيةِ القَتَبِ المُجْلَبِ ويقال : فلان نَحِيَّةُ القَوارِعِ إذا كانت الشَّدائد تَنْتَحِيه ؛ وأَنْشد : نَحِيَّةُ أَحْزانٍ جَرَتْ مِنْ جُفُونِه نُضاضةُ دَمْعٍ ، مِثْلُ ما دَمَعَ الوَشَلْ ويقال : استَخَذَ فلانٌ فلاناً أُنْحِيَّةً أَي انْتَحى عليه حتى أَهلَك ما لَه أو ضَرّه أَو جَعلَ به شَرًّا ؛
وأَنشد : إني إذا ما القوْمُ كانوا أُنْحِيَهْ أَي انْتَحَوْا عن عمل يَعملونه . الليث : كل مَن جدَّ في أَمرٍ فقد انْتحى فيه ، كالفرس يَنْتَحي في عَدْوه . والنَّاحِيةُ من كل شيء : جانِبه . والناحية : واحدة النَّواحي ؛ وقول عُتيِّ بن مالك : لقد صَبَرَتْ حَنيفة صَبْرَ قَوْمٍ كِرامٍ ، تَحتَ أَظْلال النَّواحِي فإنما يريد نَواحي السُّيوف ، وقيل : أَراد النَّوائح فقلب ، يعني الرَّايات المُتقابلات . ويقال : الجبلان يَتناوَحانِ إذا كانا متقابلين . والناحِيةُ والنَّاحاة : كل جانب تَنَحَّى عن القَرار كناصِيةٍ وناصاةٍ ؛ وقوله : أَلِكْني إلَيْها ، وخَيْرُ الرَّسُو لِ أَعْلَمُهمْ بنَواحِي الخَبَرْ إنما يَعْني أَعلَمهم بنَواحي الكلام . وإبِل نَحِيٌّ : مُتَنَحِّيةٌ ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد : ظَلَّ وظَلَّتْ عُصَباً نَحِيًّا ، مثْلَ النَّجيِّ اسْتَبْرَزَ النَّجِيَّا والنَّحي من السِّهام : العريضُ النَّصْل الذي إذا أَردت أَن تَرمي به اضْطَجَعْته حتى تُرْسله . والمَنْحاة : ما بين البئر إلى منتهى السَّانيِة ؛ قال جرير : لقد ولدَتْ أُمُ الفَرَزدَقِ فَخَّةً ، تَرَى بَيْنَ فَخْذَيْها مَناحِيَ أَرْبَعا الأَزهري : المَنْحاةُ مُنتهى مذهب السَّانِية ، وربما وُضِع عنده حجر ليَعلم قائدُ السانية أَنه المُنتَهَى فيَتَيَسَّر مُنْعَطِفاً لأَنه إذا جاوَزه تقطَّع الغَرْبُ وأَداتُه . الجوهري : والمَنحاةُ طريق السانيِة ؛ ، قال ابن بري : ومنه قول الراجز : كأَنَّ عَينَيَّ ، وقد بانُوني ، غَرْبانِ في مَنْحاةِ مَنْجَنُونِ وقال ابن الأَعرابي : المَنْحاة مَسِيلُ الماء إذا كان مُلْتَوِياً ؛
وأَنشد : وفي أَيْمانِهِمْ بِيضٌ رِقاقٌ ، كباقِي السَّيلِ أَصْبَحَ في المَناحِي وأَهْلُ المَنحاةِ : القوم البُعداء الذين ليسوا بأَقارِب . وقوله في الحديث : يأْتيني أَنْحاء مِن الملائكة أَي ضُرُوبٌ منهم ، واحدهم نَحْوٌ ، يعني أَن الملائكةَ كانوا يَزُورُونه سِوَى جبريلَ ، عليه السلام . وبنو نَحْوٍ : بَطْنٌ من الأَزْد ، وفي الصحاح : قوم من العرب . "
المعجم: لسان العرب
أني
" أَنى الشيءُ يأْني أَنْياً وإِنىً وأَنىً (* قوله « وأنى » هذه الثالثة بالفتح والقصر في الأصل ، والذي في القاموس ضبطه بالمد واعترضه شارحه وصوب القصر )، وهو أَنيٌّ . حان وأَدْرك ، وخَصَّ بعضهم به النبات . الفراء : يقال أَلمْ يَأْنِ وأَلَم يَئِنْ لك وأَلم يَنَلْ لكَ وأَلم يُنِلْ لك ، وأَجْوَدُهُنَّ ما نزل به القرآن العزيز ، يعني قوله : أَلم يَأْنِ للذين آمنوا ؛ هو من أَنى يأْني وآنَ لك يَئين . ويقال : أَنى لك أَن تفعل كذا ونالَ لك وأَنالَ لك وآن لك ، كل بمعنى واحد ؛ قال الزجاج : ومعناها كلها حانَ لك يَحين . وفي حديث الهجرة : هل أَنى الرحيلُ أَي حانَ وقتُه ، وفي رواية : هل آنَ الرحيلُ أَي قرب . ابن الأَنباري : الأَنى من بلوغ الشيء منتهاه ، مقصور يكتب بالياء ، وقد أَنى يَأْني ؛
وقال :.. . . . . . . . . بيَوْمٍ أَنى ولِكُلِّ حاملةٍ تَمامُ أَي أَدرك وبلغ . وإِنَى الشيء : بلوغُه وإِدراكه . وقد أَنى الشيءُ يأْني إِنىً ، وقد آنَ أَوانُك وأَيْنُك وإِينُكَ . ويقال من الأَين : آنَ يَئِين أَيْناً . والإِناءُ ، ممدود : واحد الآنِية معروف مثل رداء وأَردية ، وجمعه آنيةٌ ، وجمع الآنية الأَواني ، على فواعل جمع فاعلة ، مثل سِقاء وأَسْقِية وأَساقٍ . والإِناءُ : الذي يرتفق به ، وهو مشتق من ذلك لأَنه قد بلغ أَن يُعْتَمل بما يعانَى به من طبخ أَو خَرْز أَو نجارة ، والجمع آنِيَةٌ وأَوانٍ ؛ الأَخيرة جمع الجمع مثل أَسقية وأَساق ، والأَلف في آنِيَة مبدلة من الهمزة وليست بمخففة عنها لانقلابها في التكسير واواً ، ولولا ذلك لحكم عليه دون البدل لأن القلب قياسيّ والبدل موقوف . وأَنَى الماءُ : سَخُنَ وبلغ في الحرارة . وفي التنزيل العزيز : يطوفون بينها وبين حَميم آنٍ ؛ قيل : هو الذي قد انتهى في الحرارة . ويقال : أَنَى الحميمُ أَي انتهى حره ؛ ومنه قوله عز وجل : حميم آنٍ . وفي التنزيل العزيز : تُسْقَى من عين آنِيَة ؛ أَي متناهية في شدّة الحر ، وكذلك سائر الجواهر . وبَلَغ الشيءُ إِناه وأَناه أَي غايته . وفي التنزيل : غير ناظرين إِناهُ ؛ أَي غير منتظرين نُضْجَه وإِدراكَه وبلوغه . تقول : أَنَى يَأْني إِذا نَضِجَ . وفي حديث الحجاب : غير ناظرين إِناه ؛ الإِنَى ، بكسر الهمزة والقصر : النُّضْج . والأَناةُ والأَنَى : الحِلم والوقار . وأَنِيَ وتَأَنَّى واسْتأْنَى : تَثبَّت . ورجل آنٍ على فاعل أَي كثير الأَناة والحلم . وأَنَى أُنِيّاً فهو أَنِيٌّ : تأَخر وأَبطأَ . وآنَى : كأَنَى . وفي الحديث في صلاة الجمعة :، قال لرجل جاء يوم الجمعة يتخطى رقاب الناس رأَيتك آنَيْتَ وآذَيْتَ ؛ قال الأَصمعي : آنَيْتَ أَي أَخرت المجيء وأَبطأْت ، وآذَيْتَ أَي آذَيت الناس بتخطيك ؛ ومنه قيل للمتمكث في الأُمور مُتَأَنٍّ . ابن الأَعرابي : تَأَنَّى إِذا رَفَق . وآنَيْت وأَنَّيت بمعنى واحد ، وفي حديث غزوة حنين : اختاروا إِحدى الطائفتين إِمَّا المال وإِمّا السبي وقد كنت استَأْنَيْتُ بكم أَي انتظرت وتربَّصت ؛ يقال : آنَيْت وأَنَّيْت وتأَنَّيْت واسْتَأْنَيْتُ . الليث : يقال اسْتَأْنَيتُ بفلان أَي لم أُعْجِله . ويقال : اسْتأْنِ في أَمرك أَي لا تَعْجَل ؛
وأَنشد : اسْتأْن تَظْفَرْ في أُمورِك كلها ، وإِذا عَزَمْتَ على الهَوى فتوَكلِ والأَناة : التُّؤَدة . ويقال : لا تُؤنِ فُرْصَتَك أَي لا تؤخرها إِذا أَمْكَنَتْك . وكل شيء أَخَّرته فقد آنَيْتَه . الجوهري : آناه يُؤنِيه إِيناء أَي أَخَّره وحَبَسه وأَبطأَه ؛ قال الكميت : ومَرْضوفةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها ، حين غَرْغَرا وتَأَنَّى في الأَمر أَي تَرَفَّق وتَنَظَّرَ . واسْتأْنَى به أَي انتظر به ؛ يقال : اسْتُؤْنيَ به حَوْلاً . ويقال : تَأَنَّيْتُكَ حتى لا أَناة بي ، والاسم الأَناة مثل قناة ؛ قال ابن بري شاهده : الرِّفْقُ يُمْنٌ والأَناةُ سَعادةٌ وآنَيْتُ الشيءَ : أَخَّرته ، والاسم منه الأَناء على فَعَال ، بالفتح ؛ قال الحطيئة : وآنَيْتُ العَشاءَ إِلى سُهَيْلٍ ، أَو الشَّعْرى ، فطال بِيَ الأَناء التهذيب :، قال أَبو بكر في قولهم تَأَنَّيْتُ الرجل أَي انتظرته وتأَخرت في أَمره ولم أَعْجَل . ويقال : إِنَّ خَبَر فلان لَبَطيءٌ أَنِيٌّ ؛ قال ابن مقبل : ثم احْتَمَلْنَ أَنِيّاً بعد تَضْحِيَةٍ ، مِثْل المَخارِيف من جَيْلانَ أَو هَجَر (* قوله « قال ابن مقبل ثم احتملن . » أورده ياقوت في جيلان بالجيم ، ونسبه لتميم بن أبي ، وقال أنيّ تصغير إنى واحد آناء الليل ). الليث : أَنَى الشيءُ يَأْني أُنِيّاً إِذا تأَخر عن وقته ؛ ومنه قوله : والزادُ لا آنٍ ولا قَفارُ أَي لا بطيء ولا جَشِبٌ غير مأْدوم ؛ ومن هذا يقال : تَأَنَّى فلان يَتَأَنَّى ، وهو مُتَأَنّ إِذا تَمَكَّث وتثبت وانتظر . والأَنَى : من الأَناة والتُّؤَدة ؛ قال العجاج فجعله الأَناء : طال الأَناءُ وَزايَل الحَقّ الأَشر وهي الأَناة . قال ابن السكيت : الإِنَى من الساعات ومن بلوغ الشيء منتهاه ، مقصور يكتب بالياء ويفتح فيمدّ ؛
وأَنشد بيت الحطيئة : وآنَيْتُ العَشاءَ إِلى سُهَيْل ورواه أَبو سعيد : وأَنَّيْت ، بتشديد النون . ويقال : أَنَّيْتُ الطعامَ في النار إِذا أَطلت مكثه ، وأَنَّيْت في الشيء إِذا قَصَّرت فيه . قال ابن بري : أَنِيَ عن القوم وأَنَى الطعامُ عَنَّا إِنىً شديداً والصَّلاةُ أُنِيّاً ، كل ذلك : أَبطأَ . وأَنَى يَأْنِي ويَأْنى أَنْياً فهو أَنِيٌّ إِذا رَفَقَ . والأَنْيُ والإِنْيُ : الوَهْنُ أَو الساعة من الليل ، وقيل : الساعة منه أَيَّ ساعة كانت . وحكى الفارسي عن ثعلب : إِنْوٌ ، في هذا المعنى ، قال : وهو من باب أَشاوِي ، وقيل : الإِنَى النهار كله ، والجمع آناء وأُنِيّ ؛
قال : يا لَيْتَ لي مِثْلَ شَرِيبي مِنْ نُمِيّْ ، وهْوَ شَرِيبُ الصِّدْقِ ضَحَّاكُ الأُنِيّْ يقول : في أَيّ ساعة جئته وجدته يضحك . والإِنْيّْ : واحد آناه الليل وهي ساعاته . وفي التنزيل العزيز : ومن آناء الليل ؛ قال أَهل اللغة منهم الزجاج : آناء الليل ساعاته ، واحدها إِنْيٌ وإِنىً ، فمن ، قال إِنْيٌ فهو مثل نِحْيٍ وأَنحاء ، ومن ، قال إِنىً فهو مثل مِعىً وأَمْعاء ؛ قال الهذلي المتنخِّل : السالك الثَّغْرِ مَخْشِيّاً مَوارِدُه ، بكُلِّ إِنْيٍ قَضاه الليلُ يَنْتَعِل ؟
قال الأَزهري : كذا رواه ابن الأَنباري ؛
وأَنشده الجوهري : حُلْو ومرّ ، كعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُه ، في كل إِنْيٍ قَضاه الليلُ يَنْتَعِلُ ونسبه أَيضاً للمنتخّل ، فإِما أَن يكون هو البيت بعينه أَو آخر من قصيده أُخرى . وقال ابن الأَنباري : واحد آناء الليل على ثلاثة أَوجه : إِنْي بسكون النون ، وإِنىً بكسر الأَلف ، وأَنىً بفتح الأَلف ؛ وقوله : فَوَرَدَتْ قبلَ إِنَى صِحابها يروى : إِنَى وأَنَى ، وقاله الأَصمعي . وقال الأَخفش : واحد الآناء إِنْوٌ ؛
يقال : مضى إِنْيانِ من الليل وإِنْوانِ ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي في الإِنَى : أَتَمَّتْ حملَها في نصف شهر ، وحَمْلُ الحاملاتِ إِنىً طويلُ ومَضَى إِنْوٌ من الليل أَي وقت ، لغة في إنْي . قال أَبو عليّ : وهذا كقولهم جَبَوْت الخراج جِباوة ، أُبدلت الواو من الياء . وحكى الفارسي : أَتيته آيِنَةً بعد آينةٍ أَي تارة بعد تارة ؛ كذا حكاه ، قال ابن سيده : وأُراه بني من الإِنَى فاعلة وروى : وآيِنَةً يَخْرُجْنَ من غامر ضَحْل والمعروف آوِنَة . وقال عروة في وصية لبنيه : يا بَنيّ إِذا رأَيتم خَلَّةً رائعة من رجل فلا تقطعوا إِناتَكم (* قوله « إناتكم » كذا ضبط بالكسر في الأصل ، وبه صرح شارح القاموس ). وإِن كان الناس رَجُلَ سَوءٍ ؛ أَي رجاءكم ؛ وقول السلمية أَنشده يعقوب : عَن الأَمر الذي يُؤْنِيكَ عنه ، وعَن أَهْلِ النَّصِيحة والودا ؟
قال : أَرادت يُنْئِيك من النَّأْي ، وهو البعد ، فقدمت الهمزة قبل النون . الأَصمعي : الأَناةُ من النساء التي فيها فتور عن القيام وتأَنٍّ ؛ قال أَبو حيَّة النميري : رَمَتْه أَناةٌ ، من رَبيعةِ عامرٍ ، نَؤُومُ الضُّحَى في مَأْتَمٍ أَيِّ مَأْتَم والوَهْنانةُ نحوها . الليث : يقال للمرأَة المباركة الحليمة المُواتِية أَناة ، والجمع أَنواتٌ . قال : وقال أَهل الكوفة إِنما هي الوَناة ، من الضعف ، فهمزوا الواو ؛ وقال أَبو الدُّقَيْش : هي المباركة ، وقيل : امرأَة أَناة أَي رَزِينة لا تَصْخَبُ ولا تُفْحِش ؛ قال الشاعر : أَناةٌ كأَنَّ المِسْكَ تَحْتَ ثيابِها ، ورِيحَ خُزامَى الطَّلِّ في دَمِثِ الرَّمْ ؟
قال سيبويه : أَصله وَناةٌ مثل أَحَد وَوَحَد ، من الوَنَى . وفي الحديث : أَن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَمَر رجلاً أَن يزوج ابنته من جُلَيْبِيبٍ ، فقال حتى أُشاورَ أُمَّها ، فلما ذكره لها ، قالت : حَلْقَى ، أَلِجُلَيْبيبٍ ؟ إِنِيْه ، لا لَعَمْرُ اللهِ ذكره ابن الأَثير في هذه الترجمة وقال : قد اختلف في ضبط هذه اللفظة اختلافاً كثيراً فرويت بكسر الهمزة والنون وسكون الياء وبعدها هاء ، ومعناها أَنها لفظة تستعملها العرب في الإِنكار ، يقول القائل : جاء زيد ، فتقول أَنت : أَزَيْدُنِيه وأَزَيْدٌ إِنِيه ، كأَنك استبعدت مجيئه . وحكى سيبويه : أَنه قيل لأَعرابي سكن البَلَدَ : أَتخرج إِذا أَخصبت البادية ؟ فقال : أَنا إِنيه ؟ يعني أَتقولون لي هذا القول وأَنا معروف بهذا الفعل ؟ كأَنه أَنكر استفهامهم إِياه ، ورويت أَيضاً بكسر الهمزة وبعدها باء ساكنة ، ثم نون مفتوحة ، وتقديرها أَلِجُلَيْبيبٍ ابْنَتي ؟ فأَسقطت الياء ووقفت عليها بالهاء ؛ قال أَبو موسى ، وهو في مسند أَحمد بن حنبل بخط أَبي الحسن بن الفُراتِ ، وخطه حجة : وهو هكذا مُعْجَمٌ مُقَيَّد في مواضع ، قال : ويجوز أَن لا يكون قد حذف الياء وإِنما هي ابْنَةٌ نكرة أَي أَتُزَوِّجُ جُلَيْبِيباً ببنتٍ ، يعني أَنه لا يصلح أَن يزوج ببنت ، إِنما يُزَوَّجُ مثلُه بأَمة استنقاصاً له ؛ قال : وقد رويت مثل هذه الرواية الثانية بزيادة أَلف ولام للتعريف أَي أَلجليبيبٍ الابْنةُ ، ورويت أَلجليبيبٍ الأَمَةُ ؟ تريد الجارية كناية عن بنتها ، ورواه بعضهم أُمَيَّةُ أَو آمِنَةُ على أَنه اسم البنت . "
المعجم: لسان العرب
معنى أنحاء في قاموس معاجم اللغة
معجم اللغة العربية المعاصرة
التحاء [مفرد]: مصدر التحى.
معجم اللغة العربية المعاصرة
إنحاء [مفرد]: مصدر أنحى/ أنحى على/ أنحى في/ أنحى لـ.
المعجم الوسيط
الحرف السَّادس من حُروف الهجاء، وهو مهمُوس رخْو، ومخرجه من وسط الحلْق.