المعجم: لسان العرب
المعجم: القاموس المحيط
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: مختار الصحاح
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: الغني
المعجم: الرائد
المعجم: الغني
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: الرائد
المعجم: الرائد
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: الغني
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: الرائد
المعجم: الرائد
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: الرائد
" سَبَحَ بالنَّهْرِ وفيه كمَنَع " يَسْبَح " سَبحاً " بفتح فسكون " وسِباحَةً بالكسر : عَامَ " وفي الاقْتطاف : ويقال : العَوْمُ عِلْمٌ لا يُنْسَى . قال شيخُنا : وفرَّقَ الزَّمَخْشَرِيّ بين العَوْمِ والسِّبَاحَةِ فقال : العَوْمُ : الجَرْيُ في الماءِ مع الانغماسِ والسِّباحَةُ : الجرْيُ فَوْقَه من غير انغماسٍ . قلت : وظاهرُ كلامِهم التَّرادُف . وجاءَ في المَثَل : " خِفَّ تَعُمْ " . قال شيخنا : وذِكْرُ النَّهْر ليس بقَيْدٍ بل وكذلك البَحْر والغَدير وكل مُسْتَبْحر من الماءِ . ولو قال : سبَحَ بالماءِ لأَصابَ . وقوله : بالنّهْر وفيه إِنّما هو تكرارٌ فإِن الباءَ فيه بمعنَى " في " لأَن المُرَاد الظَّرْفيّة . قُلتُ : العِبارة الّتي ذكرَهَا المُصنِّف بعينِها نصُّ عبارة المُحكم والمخصّص والتّهذيب وغيرِهَا ولم يأْتِ هو من عندِه بشيْءٍ بل هو ناقِلٌ . " وهو سابِحٌ وسَبُوحٌ من سُبحاءَ وسبَّاحٌ من " قَومٍ " سَبّاحِينَ " ظاهِرُه أَنّ السُّبَحَاءَ جمعٌ لسابِحٍ وسَبُوحٍ وأَمّا ابنُ الأَعرابيّ فجعل السُّبحاءَ جَمْعَ سَابِحٍ وبه فسَّر قول الشاعر :
وماءٍ يَغْرَقُ السُّبَحَاءُ فيه ... سَفِينتُه المُوَاشِكَةُ الخَبُوبُ قال : السُّبَحاءُ جمعُ سابِحٍ وعَنَى بالماءِ السَّرَابَ جَعَلَ النّاقَةَ مِثْلَ السّفينةِ حين جعَلَ السَّرابَ كالماءِ . قال شيخنا : والسَّبُوح كصَبورٍ جمْعُهُ سُبُحٌ بضمتين أَو سِبَاحٌ بالكسر الأَوّل مَقِيسٌ والثاني شَاذٌّ . من المجاز " قولُه تعالى " في كتابه العزيز : " " وَالسَّابِحَاتِ " سَبْحاً فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً " قال الأَزهريّ : " هنّ " وفي نسخة : هي " السُّفُن " والسّابقات : الخَيْلُ " أَو " أَنّها " أَرْوَاحُ المؤمنينَ " تَخرج بسُهولة . وقيل : الملائكة تَسْبَح بين السّماءِ والأَرْضِ . " أَو " السّابحات : " النُّجوم " تَسْبَح في الفَلَك أَي تَذهَب فيه بَسْطاً كما يَسْبَح السابحُ في الماءِ سبحاً . " وأَسْبَحه " في الماءِ : " عوَّمه " . قال أُمَيَّةُ
والمُسْبِحِ الخُشْبَ فوق الماءِ وسخَّرَها ... في اليَمِّ جَرْيَتُهَا كأَنَّها عُوَمُمن المجاز : فرسٌ عُوَمُ وسَبُوحٌ . و " السَّوابِحُ : الخَيْلُ لسبْحِهَا بيَدَيْهَا في سَيْرِهَا " وهي صِفَة غالبةٌ وسَبْحُ الفَرسِ : جَرْيُه . وقال ابن الأَثير : فَرسٌ سابِحٌ إِذا كان حَسنَ مَدِّ اليَدينِ في الجَرْي . التَّسْبِيحُ : التَّنْزِيهُ . وقولهم : " سُبْحانَ اللهِ " بالضَّمّ : هكذا أَوردوه فإِنكار شيخِنا هذا القيدَ على المصنِّف في غير مَحَلِّه . وقيل : تَنْزِيهُ اللهِ تَعَالَى عن كلِّ ما لا يَنْبَغِي له أَن يُوصَفَ به . وقال الزَّجّاج : سُبْحَان في اللُّغَةِ تنزيهُ الله عزّ وجلّ عن السُّوءِ " مَعْرِفةٌ " . قال شيخنا : يريد أَنه عَلَمٌ على البِرِّ ونَحْوِه من أَعْلاَم الأَجْنَاس المَوضوعةِ للمَعانِي . وما ذَكَره من أَنه عَلَمٌ هو الّذي اختارَه الجماهيرُ وأَقرَّه البَيْضَاوِيّ والزّمخشريّ والدَّمامِينيّ وغيرُ واحد . قال الزّجّاج في قوله تعالى : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى " " نُصِب على المصْدَر " أَي على المَفْعوليَّة المُطْلَقة ونَصْبُه بفِعْلٍ مُضْمَر متروكٍ إِظهارُه تقديرُه : أُسَبِّحُ اللهَ سُبْحانَه تَسْبِيحاً . قال سيبويهِ : زعم أَبو الخَطّابِ أَنّ سُبْحان اللهِ كقَوْلِك : بَرَاءَةَ اللهِ " أَي أُبَرِّئُ اللهَ " تعالى " من السُّوءِ بَرَاءَةً " . وقيل : قولُه : سُبحانَك أَي أُنَزِّهُك يا ربّ من كلّ سُوءٍ وأُبرِّئُك . انتهَى . قال شيخنا : ثم نُزِّلَ سُبْحَانَ مَنْزلةَ الفِعْل وسَدَّ مَسدَّه ودَلَّ على التَّنزيه البليغِ من جميع القبائِحِ الّتي يُضِيفُها إِليه المُشْرِكُون تعالى اللهُ عمّا يقوله الظَّالمون عُلوّاً كبيراً . انتهَى . وروَى الأَزهريّ بإِسناده أَن ابنَ الكَوّاءِ سأَل عَليّاً رضي الله عنه عن سبحانَ فقال : كلمةٌ رَضِيَها اللهُ تعالى لنفسِه فأَوْصَى بها " أَو معناه " على ما قال ابن شُمَيل : رأَيتُ في المَنَام كأَنّ إِنساناً فَسَّر لي سُبحانَ اللهِ فقال : أَمَا تَرَى الفَرَسَ يَسْبَح في سُرعته ؟ وقال : سُبْحَان الله : " السُّرْعةُ إِليه والخِفَّةُ في طاعته " . وقال الرّاغِب في المفردات : أَصلُه في المَرِّ السَّرِيع فاستُعير للسُّرْعَة في العَمَل ثم جُعِل للِعبَادات قولاً وفِعْلاً . وقال شيخُنَا نَقلاً عن بعضهم : سُبحَان اللهِ : إِمّا إِخْبارٌ قُصِدَ به إِظهارُ العُبُوديّة واعتقادُ التقدُّسِ والتّقديسِ أَو إِنشاءُ نِسبِة القُدْس إِليه تعالى . فالفعل للنِّسبة أَو لسَلْبِ النَّقائصِ أَو أُقيم المَصْدَرُ مُقامَ الفِعْلِ للدّلالة على أَنّه المطلوب أَو للتَّحَاشِي عن التَّجدُّد وإِظهار الدَّوَام . ولذا قيل : إِنّه للتَّنزيه البليغِ مع قَطْعِ النَّظَر عن التّأْكيد . وفي العجائب للكَرْمانيّ : من الغريب ما ذَكَره المُفضَّل : أَنّ سُبحَانَ : مَصْدرُ سَبَحَ إِذا رفعَ صَوْتَه بالدُّعاءِ والذِّكْر وأَنشد :
قَبَحَ الإِلهُ وُجُوهَ تَغْلبَ كُلَّمَا ... سَبَحَ الحَجيجُ وكَبَّرُوا إِهْلاَلاَ قال شيخُنا : قلت : قد أَوْرَده الجَلالُ في الإِتقان عَقبَ قوله : وهو أَي سُبْحانَ ممّا أُميت فِعْلُه . وذكَر كلاَمَ الكَرْمانيّ متعجِّباً من إِثبات المفضّلِ لبناءِ الفِعْلِ منه . وهو مشهورٌ أَوْرَده أَربابُ الأَفعال وغيرُهم وقالوا : هو من سَبَحَ مُخفّفاً كشَكَرَ شُكْرَاناً . وجَوَّز جَماعَةٌ أَن يكون فِعْلُه سَبَّحَ مشدَّداً إِلاّ أَنّهُم صَرَّحوا بأَنّه بَعيدٌ عن القياسِ لأَنه لا نَظِيرَ له بخلافِ الأَوّلِ فإِنّه كثير وإِن كان غيرَ مَقِيس . وأَشارُوا إِلى اشتقاقه من السَّبْح : العَوْمِ أَو السُّرْعةِ أَو البُعْد أَو غيرِ ذلك . من المجاز : العَرَب تقول : " سُبْحَانَ مِنْ كذا تَعجُّبٌ منه " . وفي الصّحَاح بخطّ الجوهَرِيّ : إِذا تُعُجِّب منه . وفي نُسخَة : إِذا تَعجَّبْت منه . قال الأَعشى :
أَقولُ لمّا جاءَني فَخْرُه ... سُبْحَانَ منْ عَلْقَمَة الفاخر يقول : العَجَب منه إِذ يَفْخَر . وإِنّمَا التّأْنيث . وقال ابن بَرِّيّ : إِنّمَا امتنع صَرْفُه للتّعريف وزيادة الأَلف والنُّون وتَعْرِيفُه كونُه اسماً عَلَماً للبَرَاءَة كما أَنّ نَزالِ اسمٌ عَلَمٌ للنُّزُولِ وشَتَّانَ اسمٌ عَلَمٌ للتَّفرُّق . قال : وقد جاءَ في الشِّعر سُبْحان مُنوّنةً نَكِرَةً قال أُميَّة :سُبْحَانَه ثم سُبحاناً يَعودُ له ... وقَبْلَنَا سَبَّحَ الجُودِيُّ والجُمُدُوقال ابن جِنّي : سُبْحَان : اسمٌُ عَلَمٌ لمعنَى البراءَةِ والتَّنْزِيهِ بمنزلةِ عُثْمَانَ وحُمْرَانَ اجتمع في سُبحَانَ التَّعْرِيفُ والأَلفُ والنونُ وكلاهما عِلَّةٌ تَمْنَعُ من الصَّرْف . قلْتُ : ومِثْلُه في شَرْح شَواهِد الكِتَاب للأَعْلَم . ومال جَماعَةٌ إِلى أَنه معرَّفٌ بالإِضافَة المقدَّرةِ كأَنّه قيل : سُبْحَانَ من علقمةَ الفاخِرِ نُصِبَ سُبْحَانَ على المَصْدَر ولُزومُها النَّصْبَ من أَجلِ قِلَّةِ التَّمَكُّن وحُذِفَ التنوينُ منها لأَنها وُضِعت عَلَماً للكلمة فجَرَت في المَنع من الصَّرف مَجْرَى عُثْمَانَ ونَحْوِه . وقال الرّضيّ : سبحانَ هنا للتّعجُّب والأَصلُ فيه أَنْ يُسبَّحَ اللهُ عند رُؤْيَةِ العَجيب مَن صَنائِعه ثم كَثُرَ حتّى استُعْمَلَ في كلّ متعجَّب منه . يقول : العَجَبُ منه إِذ يَفْخَر . يقال : " أَنتَ أَعلَمُ بما في سُبْحانِك " بالضّمّ " أَي في نَفْسِك " " وسُبْحَانُ بنُ أَحمَدَ : من وَلَدِ " هارُونَ " الرَّشيدِ " العَبّاسيّ . " وَسَبَحَ كمَنَع سُبْحاناً " كشَكَر شُكْرَاناً وهو لُغةٌ ذَكَرها ابنُ سيده وغيرُه . قال شيخُنا فلا اعتدادَ بقول ابن يُعيشَ وغيرِه من شُرَّاحِ المُفصَّل وقول الكَرْمانيّ في العَجائب : إِنه أُمِيتَ الفِعْلُ منه . حكَى ثعلب : " سَبَّحَ تَسْبِييحاً " وسُبْحَاناً . وسَبَّحَ الرَّجُلُ : " قال : سُبْحانَ الله " وفي التَّهذيب : سبَّحْت اللهَ تسبيحاً وسُبْحَاناً : بمعنىً واحدٍ فالمصدرُ تَسبيحٌ والاسْمُ سُبْحَان يقوم مَقَام المَصدر . ونقلَ شيخُنَا عن بعضهم وُرُود التَّسْبيح بمعنَى التَّنْزيه أَيضاً : سَبَّحَه تَسْبيحاً إِذا نَزَّهَه . ولم يَذْكُره المصنّف . " وسُبُّوح قُدُّوسٌ " بالضَّمّ فيهما " ويُفْتَحان " عن كُراع : " من صِفاتِه تعالى لأَنه يُسَبَّحُ ويُقَدَّسُ " كذا في المحكم . وقال أَبو إِسحاق : السُّبُّوحُ : الّذِي يُنَزَّهُ عن كُلّ سُوءٍ والقُدّوسُ : المُبَارَكُ الطاهِرُ . قال اللِّحْيَانيّ : المُجْمَع عليه فيها الضمّ . قال : فإِنْ فَتحتَه فجائزٌ . وقال ثَعْلَب . كلُّ اسمٍ على فعُّول فهو مَفْتُوحُ الأَوّلِ إِلاّ السُّبُّوحَ والقُدُّوسَ فإِنّ الضّمّ فيهما أَكثرُ وكذلك الذُّرُّوحُ ؛ كذا في الصّحاح . وقال الشيخ أَبو حَيّان في ارْتِشَاف الضَّرَب نقلاً عن سيبويه : ليس في الكلام فُعُّول صِفَةً غير سُبُّوح وقُدُّوس . وأَثبتَ فيه بعضُهُم ذُرُّوحاً فيكون اسماً . ومثله قال القَزّازُ في جامِعه . قال شيخنا : ولكنْ حكَى الفِهْريّ عن اللِّحيانيّ في نوادره أَنه يقال : دِرْهَم سَتُّوقٌ وسُتُّوقٌ . وشَبُّوطٌ وشُبُّوطٌ لضَرْب من الحُوتِ وفَرُّوجٌ وفُرُّوجٌ لواحدِ الفَرَارِيج . وحَكَوْا أَيضاً اللُّغَتَيْن في سَفُّود وكَلُّوب . انتهَى . وقال الأَزهريّ : وسائر الأَسماءِ تَجيءُ على فعّول مثل سُفُّود وقفّور وقيّور وما أَشْبَهها والفَتْحُ فيها أَقْيَس والضَّمّ أَكْثَرُ استعمالاً . يقال : " السُّبُحَات بضمّتينِ مَواضِعُ السُّجودِ . وسُبُحاتُ وَجْه الله " تعالى : " أَنْوَارُه " وجُلالُه وعَظَمَتُه . وقال جبيريلُ عليه السلامُ " إِنّ لِلهِ دُونَ العَرْشِ سَبْعِينَ حِجَاباً لو دَنَوْنَا من أَحدهَا لأَحْرَقَتْنَا سُبُحَاتُ وَجْهِ ربِّنَا " رواه صاحبُ العَيْن . قال ابن شُميل : سُبُحاتُ وَجْهِه : نُورُ وَجْهِه . وقيل : سُبُحاتُ الوَجْهِ : مُحاسنُه لأَنّك إِذا رأَيتَ الحَسَنَ الوَجْهِ قلتَ : سبحانَ اللهِ . وقيل : معناه : تَنْزيهاً له أَي سُبحانَ وَجْهِهِ . " والسُّبْحَة " بالضّمّ : " خَرَزَاتٌ " تُنْظَمْنَ في خَيْط " للتَّسْبيح تُعَدّ " وقال الفارابيّ وتَبِعَه الجوهريّ : السُّبْحَةُ : الّتي يُسَبَّحُ بها . وقال شيخنا : إِنها ليستْ من اللُّغَة في شَيْءٍ ولا تَعرِفها العرب وإِنما أُحدِثَتْ في الصَّدْرِ الأَوّل إِعانةً على الذِّكْر وتَذكيراً وتَنشيطاً . السُّبْحَة : " الدُّعَاءُ وصَلاةُ التَّطوُّعِ " والنّافِلة : يقال : فَرَغَ فلانٌ من سُبْحَتِه أَي من صَلاَةِ النَّافلة سُمِّيَت الصلاةُ تَسْبيحاً لأَنّ التّسبيح تَعظيمُ اللهِ وتَنْزيهُه من كُلّ سُوءٍ . وفي الحديث : " اجْعلُوا صَلاتَكم معهم سُبْحَةً " : أَي نافِلةً . وفي آخَرَ : " كنّا إِذا نَزَلْنَا مَنْزِلاً لا نُسبِّح حتَّى نَحُلَّ الرِّحَالَ " أَرادصلاةَ الضُّحَى يعني أَنّهم كانوا مع اهتمامهم بالصّلاة لا يُباشِرُونها حتى يَحُطُّوا الرِّحالَ ويُرِيحوا الجِمَال رِفْقاً وإِحْسَاناً . السَّبْحَة " بالفتح : الثِّيَابُ من جُلودٍ " ومثله في الصّحاح وجَمْعُها سِبَاحٌ . قال مالكُ بنُ خالدٍ الهُذَليّ : ةَ الضُّحَى يعني أَنّهم كانوا مع اهتمامهم بالصّلاة لا يُباشِرُونها حتى يَحُطُّوا الرِّحالَ ويُرِيحوا الجِمَال رِفْقاً وإِحْسَاناً . السَّبْحَة " بالفتح : الثِّيَابُ من جُلودٍ " ومثله في الصّحاح وجَمْعُها سِبَاحٌ . قال مالكُ بنُ خالدٍ الهُذَليّ :
وسَبّاحٌ ومَنَاحٌ ومُعْطٍ ... إِذا عادَ المَسَارِحُ كالسِّباحِ وصَحَّفَ أَبو عُبيدةَ هذه الكلمةَ فرَواهَا بالجيم وضمّ السين وغلطَ في ذلك . وإِنما السُّبْجَةُ كِسَاءٌ أَسْوَدُ . واستشهد أَبو عُبيدةَ على صِحّة قولهِ بقول مالِكٍ الهُذليّ المتقدّم ذِكْرُه فصحَّف البيتَ أَيضاً . قال : وهذا البيتُ مِن قصيدةٍ حائِيَّة مَدحَ بها زُهيرَ بنَ الأَغَرِّ اللِّحْيانيّ وأَولُها :
فتىً ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنَا ... وحُبَّ الزَّادُ في شَهْرَيْ قُمَاحِ والمَسارِح : المَواضِعُ الّتي تَسرحُ إِليها الإِبلُ . فشبَّهها لمّا أَجدبَتْ بالجُلودِالمُلْسِ في عَدمِ النَّبَاتِ . وقد ذكر ابنُ سِيده في ترجمة " سبج " بالجيم ما صورته : والسِّباجُ : ثيابٌ من جُلود واحدُها سُبْجَة وهي بالحاءِ أَعْلَى على أَنه أَيضاً قد قال في هذه الترجمة : إِن أَبا عبيدةَ صَحَّف هذه الكلمة ورواها بالجيم كما ذكَرناه آنقاً . ومن العَجَب وُقُوعُه في ذلك مع حِكايته عن أَبي عبيدةَ أَنه وقع فيه اللّهمّ إِلاّ أَن يكون وَجَدَ نَقْلاً فيه . وكان يَتعيَّنُ عليه أَنه لو وجد نَقْلاً فيه أَنْ يَذكُرَه أَيضاً في هذه التَّرجمةِ عند تخْطِئته لأَبي عُبَيْدَة ونِسْبَتِه من التُّهمَةِ والانتقادِ . وقال شَمرٌ : السِّباحُ بالحاءِ : قُمُصٌ للصِّبيانِ من جُلودٍ وأَنشد :
كأَنّ زَوَائِدَ المُهُراتِ عنها ... جَوَارِي الهِنْدِ مُرْخِيَةَ السِّبَاحِ قال : وأَمّا السُّبْجَة بضمّ السِّين والجيم : فكساءٌ أَسْوَدُ السَّبْجَة : " فَرَسٌ للنّبيّ صلَّى الله " تعالى " عليه وسلّم " معدودٌ من جُمْلةِ خَيْلهِ ذَكَره أَرْبابُ السِّيَرِ فَرَسٌ " آخَرُ لجَعفرٍ بنِ أَبي طالبِ " المُلقَّبِ بالطَّيَّارِ ذي الجَنَاحَيْن فَرَسٌ " آخَرُ لآخَرَ " . وفي حديثِ المِقْدادِ " أَنه كان يومَ بَدْرٍ على فَرَسِ يقال له سَبْحَةُ " . قال ابن الأَثير . هو من قولهم : فَرَسٌ سابِحٌ : إِذا كَان حَسَنَ مَدِّ اليَديْنِ في الجَرْيِ . قال ابن الأَثير : " سُبْحَةُ اللهِ " بالضّمّ : " جَلاَلُه " . " والتَّسْبيحُ " قد يُطْلَق ويُرَاد به " الصَّلاةُ " والذِّكْرُ والتَّحْمِيدُ والتَّمْجِيدُ . وسُمِّيَت الصَّلاةُ تَسبيحاً لأنّ التّسبيحَ تَعْظيمُ اللهِ وتَنزيهُه من كلّ سُوءٍ . وتقول : قَضَيْتُ سُبْحَتي . ورُوِيَ أَن عُمَر رضي الله عنه جَلَدَ رَجُلَيْنِ سَبَّحَا بعد العَصْرِ أَي صَلَّيَا . قال الأَعشى :
وسَبِّحْ على حينِ العَشيَّاتِ والضُّحَى ... ولا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ واللهَ فاعْبُدَايعنِي الصلاة بالصباح والمساءِ . وعليه فُسِّرَ قوله تعالى " فَسُبْحَانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وحِين تُصْبِحُون " يأْمرُهم بالصّلاة في هذينِ الوَقْتَيْنِ . وقال الفَرّاءُ : حين تُمْسون : المَغْرِب والعشاءُ وحين تُصْبِحون صلاة الفجْر وعَشيّاً : صلاة العَصْر وحين تُظْهِرُون : الأُولَى . وقوله : " وَسَبِّحْ بِالْعشِيِّ والإِبْكارِ " أَي وصَلِّ . " ومنه " أَيضاً قوله عزّ وجلّ " فَلَوْلاَ أَنّه " كَان مِنَ المُسَبِّحِينَ " " أَراد من المُصَلِّين قبلَ ذلك . وقيل : إِنّما ذلك لأَنه قال في بطن الحوت : " لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ " " والسَّبْحُ الفَراغُ " . وقوله تعالى : " إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً " إِنما يعني به فَراغاً طويلاً وتَصرُّفاً . وقال اللّيث : معناه فراغاً للنَّوْم . وقال أَبو عُبَيْدةَ : مُنْقَلَباً طويلاً . وقال المُؤرِّجُ : هو الفَرَاغُ والجِيئةُ والذَّهابُ . قال أَبو الدُّقَيْش : ويكون السَّبْح أَيضاً فَرَاغاً باللَّيْل . وقال الفَرَّاءُ : يقول : لك في النّهَار ما تَقْضِي حوائجَك . وقال أَبو إِسحاقَ مَنْ قَرَأَ سَبْخاً فمعناه قَريبٌ من السَّبْح . قال ابنُ الأَعْرَابيّ : السَّبْح : الاضطراب و " التَّصرُّف في المَعاش " . فمنْ قرَأَه أَرادَ به ذلك ومن قرأَ سَبْحاً أَرادَ رَاحةً وتَخْفيفاً لِلأَبْدان . السَّبْحُ " الحَفْرُ " . يقال : سَبَحَ اليرْبوعُ " في الأَرْضِ " إِذا حَفَرَ فيها . قيل في قوله تعالى : " إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً " أَي فراغاً للنَّوْم . وقد يكون السَّبْح باللَّيْل . والسَّبْح أَيضاً : " النَّوْمُ " نفْسُه . السَّبْح أَيضاً : " السُّكُون . و " السَّبْحُ : " التَّقلُّبُ والانْتشارُ في الأَرض " والتَّصرُّفُ في المَعَاشِ فكأَنّه " ضِدٌّ . و " السَّبْح : " الإِبْعادُ في السَّيْرِ " . قال ابن الفَرَج : سمعتُ أَبا الجَهْمِ الجَعْفَريَّ يقول : سَبَحْتُ في الأَرْضِ وسَبَخْتُ فيها إِذا تَبَاعَدْت فيها . السَّبْح : " الإِكْثَارُ من الكَلامِ " . وقد سَبَحَ فيه إِذا أَكْثَر . عن أَبي عَمْر : " كِسَاءٌ مُسبَّحٌ كمُعَظَّمٍ : قَوِيٌّ شَديدٌ " . وعنه أَيضاً : كساءٌ مُسَبَّحٌ : أَي مُعرَّضٌ وقد تقدّم في الجيم . السَّبّاحُ " ككَتّانٍ : بَعيرٌ " على التَّشْبِيه . والسَّبّاح : جَوادٌ مَشْهُورٌ . سَبَاحٌ " كسَحَابٍ : أَرْضٌ عند مَعْدِن بني سُلَيمٍ " مَلْسَاءُ ؛ ذكَرَه أَبو عُبَيدٍ البَكريّ في مُعْجَمه . من المجاز : " السَّبُوح " كصَبورٍ " فَرَسُ رَبيعةَ بنِ جُشَمَ " على التَّشبيهِ . وفي شَواهد التَّلْخِيص :
وتُسْعِدني في غَمْرةٍ بعدَ غَمْرةٍ ... سَبُوحٌ لها مِنْها عليها شَواهِدُ " وسَبُوحَةُ " بفتح السِّين مخفَّفة : " مَكّةُ " المشرَّفةُ زِيدت شَرَفاً " أَو وَادٍ بعَرَفات " وقال يَصف نُوقَ الحَجِيجِ :
خَوارِجُ من نَعْمانَ أَو مِن سَبُوحَةٍ ... إِلى البيْتِ أَو يخْرُجْنَ مِن نَجْدِ كَبَكَبِ المُسَبِّح " كمُحَدِّث اسمٌ " وهو المُسَبِّحُ بنُ كعبِ بنِ طَرِيفِ ابن عُصُرٍ الطائي وولده عمرٌو أَدرك النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم وكان مِن أَرْمَى العربِ وذَكَرَه امرؤُ القَيْس في شِعْرِه " :
" رُبَّ رامٍ من بنِي ثُعَلٍوبنو مُسَبِّح : قبيلةٌ بواسِطِ زَبِيدَ يُواصِلُون بَنِي النّاشرِيّ ؛ كذا في أَنساب البشر . " والأَمير المُخْتَار " عِزّ المُلْك " محمّد بن عُبيدِ الله " بن أَحمد " المُسبِّحيّ " الحرّانيّ : أَحد الأُمراءِ المِصريّين وكُتّابِهم وفَضلائهم كان على زِيِّ الأَجْنَادِ واتَّصل بخِدْمة الحاكمِ ونال منه سعادةً . و " لهُ تَصَانيفُ " عَديدةٌ في الأَخبارِ والمُحاضرةِ والشُّعراءِ . من ذلك كتابُ التَّلويح والتَّصْريح في الشِّعر مائةُ كُرَّاس ؛ ودَرْك البُغْيةِ في وَصْفِ الأَديانِ والعِبَادَاتِ في ثلاثةِ آلافٍ وخَمْسِمائةِ وَرقَة ؛ وأَصْنافُ الجِمَاع أَلفٌ ومائتا ورقة والقضايا الصّائبة في معاني أَحْكامِ النُّجُوم ثلاثةُ آلافِ وَرَقَة ؛ وكتاب الرّاح والارتياح أَلْفُ وخمسمائةِ وَرَقَةٍ ؛ وكتاب الغَرَقِ والشَّرق فيمن مات غرقاً أَو شرقاً مائتا وَرَقَةٍ ؛ وكتاب الطعام والإِدام أَلْف ورقةٍ ؛ وقِصَص الأَنبياءِ عليهم السلامُ أَلفُ وخمسمائةِ وَرَقَةٍ ؛ وجُونَة المَاشِطة يَتضمَّن غرائبَ الأَخبارِ والأَشعارِ والنَّوادر أَلْفٌ وخَمسمائةِ وَرَقَةٍ ؛ ومُخْتار الأَغاني ومعانيها وغير ذلك . وتولّي المِقْيَاسَ والبَهْنَسا من الصّعيد . ثم تَولَّى دِيوَانَ التَّرْتيب . وله مع الحاكم مَجالسُ ومُحاضرات . وُلد سنة 366 وتوفي سنة 420 . أَبو محمد " بركَةُ بن عَليّ بن السّابِح الشُّرُوطِيّ " الوكيل له مُصَنَّف في الشُّرُوط تُوُفِّي سنة 650 ؛ " وأَحمد بن خلفٍ السَّابِحُ " شيخٌ لابن رِزْقوَيْهِ ؛ " وأَحمد بن خلَفِ بنِ محمّد " أَبو العبّاس روَى عن أَبيه وعن زكَريّا بن يحيى بن يعقوب وغيرهما كَتب عنه عبدُ الغنيّ الأَزديّ ؛ " ومحمد بن سعيد " ويقال : سعد عن الفُضَيل بنِ عِياضٍ ؛ " وعبدُ الرحمن بن مُسْلِمٍ " عن مُؤَمّل ابن إِسماعيل ؛ " ومحمدُ بنُ عُثمانَ البُخَارِيّ " قال الذّهبيّ : هو أَبو طاهر ابن أَبي بَكْرٍ الصّوفيّ الصّابونيّ روَى عنه السّمعانيّ وابنه عبد الرحمن تُوفِّي سنة 555 ، وأَخوه أَبو حَفْص عُمَرُ بنُ عُثْمَانَ حَدَّثَ " السُّبَحِيّون بالضّمّ وفتح الباءِ مُحدِّثون " وضَبط السّمعانيّ في الأَخير بالخَاءِ المعجمة وقال : كأَنّه نُسِبَ إِلى الدّباغ بالسَّبخَةِ . ومما يستدرك عليه : التَّسْبيحُ : بمعنى الاسْتِثْنَاءِ . وبه فُسِّرَ قوله تعالى : " أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ " أَي تَسْتَثْنُون وفي الاستثناء تَعظيمُ اللهِ تعالى والإِقرارُ بأَنّه لا يَشَاءُ أَحدٌ إِلا أَنْ يَشاءَ الله فوضَع تنزيهَ اللهِ مَوْضِعَ الاستثناءِ . وهو في المصباح واللسان . ومن النّهَايَة : " فأَدخَلَ إِصْبَعيْه السبّاحَتَيْنِ في أُذُنيْه " . السَّبّاحة والمُسَبِّحَة : الإِصبعُ الّتي تَلِي الإِبهامَ سُمِّيَت بذلك لأَنها يُشارُ بها عند التَّسْبِيح . وفي الأَساس : ومن المَجَاز : أَشار إِليه بالمُسَبِّحة والسَّبّاحة . وسَبَح ذكْرُك مَسابِحُ الشَّمْسِ والقَمر . وفلانٌ يَسْبَحُ النَّهَارَ كلَّه في طَلَبِ المَعَاشِ . انتهى . والسُّبْحَة بالضّمّ : القِطْعَة من القُطْن