" النَّسُّ : المَضاءُ في كل شيء ، وخص بعضهم به السرعة في الوِرْدِ ؛ قال سَوْقي حُدائي وصَفيري النَّسُّ الليث : النس لزوم المَضاء في كل أَمر وهو سرعة الذهاب لوِرْدِ الماء خاصة : وبَلَد تُمْسي قَطاهُ نُسَّ ؟
قال الأَزهري : وهم الليث فيما فَسَّر وفيما احتج به ، أَما النَّسُّ (* قوله « أَما النس إلخ » لم يأت بمقابل أَما ، وهو بيان الوهم فيما احتج به وسيأتي بيانه عقب إِعادة الشطر المتقدم .) فإِن شمراً ، قال : سمعت ابن الأَعرابي يقول : النَّس السوق الشديد ، والتَّنْساس السير الشديد ؛ قال الحطيئة : وقَدْ نَظَرْتُكمُ إِيناءَ صادِرَةٍ لِلْخِمْسِ ، طال بها حَوْزي وتَنْساسي لَمّا بَدا ليَ مِنْكُم عَيْبُ أَنْفُسِكُمْ ، ولم يَكُنْ لِجِراحي عِنْدَكُمْ آسِي ، أَزْمَعْتُ أَمْراً مُرْيِحاً من نَوالِكُمُ ولَنْ تَرى طارِداً لِلْمَرْءِ كالْياسِ (* قوله « فان همزت إلخ ، وقوله فأَما المنسأة إلخ » كذا بالأَصل .) التي هي العصا فمن نَسَأْتُ أُ سُقْتُ . وقال أَبو زيد : نَسَّ الإِبلَ أَطلقها وحَلَّها . الكسائي : نَسَسْتُ الناقةَ والشاة أَنُسُّها نَسّاً إِذا زجرتها فقلت لها : إِسْ إِسْ ؛ وقال غيره : أَسَسْتُ ؛ وقال ابن شميل : نَسَّسْتُ الصبي تَنْسِيساً ، وهو أَن تقول له : إِسْ إِسْ ليبولَ أَو يَخْرَأَ . الليث : النَّسِيسَةُ في سرعة الطَيران . يقال : نَسْنَسَ ونَصْنَصَ . والنَّسُّ : اليُبْس ، ونَسَّ اللحمُ والخبزُ يَنُسُّ ويَنِسُّ نُسُوساً ونَسِيساً : يبس ؛
قال : وبَلَد تُمْسِي قَطاهُ نُسَّا أَي يابسة من العطش . والنَّسُّ ههنا ليس من النَّسِّ الذي هو بمعنى السوق ولكنها القطا التي عطشت فكأَنها يَبِست من شدة العطش . ويقال : جاءنا بخبز ناسٍّ وناسَّةٍ (* قوله « ناس وناسة » كذا بالأصل .) وقد نَسَّ الشيءُ يَنُسُّ ويَنِسُّ نَسّاً . وأَنْسَسْتُ الدابة : أَعطشتها . وناسَّةٌ والنَّاسَّة ؛ الأَخيرة عن ثعلب : من أَسماء مكة لقلة مائها ، وكانت العرب تسمي مكة النَّاسَّة لأَن من بغى فيها أَو أَحدث فيها حدثاً أَخرج عنها فكأَنها ساقته ودفعته عنها ؛ وقال ابن الأَعرابي في قول العجاج : حَصْبَ الغُواةِ العَوْمَجَ المَنْسُوس ؟
قال : المَنْسُوسُ المطرود والعَوْمَجُ الحية . والنَّسِيسُ : المَسوق ؛ ومنه حديث عمر ، رضي اللَّه عنه : أَنه كان يَنُسُّ أَصحابه أَي يمشي خلفهم . وفي النهاية : وفي ضفته ، صلى اللَّه عليه وسلم ، كان يَنُسُّ أَصحابه أَي يسوقهم يقدِّمهم ويمشي خلفهم . والنَّسُّ : السوق الرقيق . وقال شمر : نَسْنَسَ ونَسَّ مثل نَشَّ ونَشْنَشَ ، وذلك إِذا ساق وطرد ، وحديث عمر : كان يَنُسُّ الناس بعد العشاء بالدِّرَّة ويقول : انصرفوا إِلى بيوتكم ؛ ويروى بالشين ، وسيأْتي ذكره . ونَسَّ الحطبُ يَنِسُّ نُسُوساً : أَخرجت النار زَبَدَه على رأْسه ، ونَسِيسه : زَبَدُه وما نَسَّ منه . والنَّسِيسُ والنَّسِيسَة : بقية النَّفْسِ ثم استعمل في سِواه ؛
وأَنشد أَبو عبيد لأَبي زبيد الطائي يصف أَسداً : إِذا عَلِقَتْ مَخالِبُه بِقِرْنٍ ، فَقَدْ أَوْدى ، إِذا بَلَغَ النَّسِيس كأَنَّ ، بنحره وبمنكبيه ، غَبِيراً باتَ تَعْبَؤُهُ عَرُوس وقال : أَراد بقية النفس بقية الروح الذي به الحياة ، سمي نَسيساً لأَنه يساق سوقاً ، وفلان في السِّياق وقد ساق يَسُوق إِذا حَضَرَ رُوحَه الموتُ . ويقال : بلغ من الرجل نَسِيسُه إِذا كان يموت ، وقد أَشرف على ذهاب نَكِيثَتِه وقد طُعِنَ في حَوْصِه مثله . وفي حديث عمر :، قال له رجل شَنَقْتُها بِجَبُوبَة حتى سكن نَسِيسُها أَي ماتت . والنَّسِيسُ : بقية النفس . ونَسِيس الإِنسانِ وغيره ونَسْناسه ، جميعاً : مجهوده ، وقيل : جهده وصبره ؛
قال : ولَيْلَةٍ ذاتِ جَهامٍ أَطْباقْ ، قَطَعْتُها بِذاتِ نَسناسٍ باقْ النَّسْناسُ : صبرها وجهدها ؛ قال أَبو تراب : سمعت الغنوي يقول : ناقة ذات نَسْناسٍ أَي ذات سير باقٍ ، وقيل : النَّسِيسُ الجهد وأَقصى كل شيء . الليث : النَّسِيسُ غاية جهد الإِنسان ؛
وأَنشد : باقي النَّسِيسِ مُشْرِفٌ كاللَّدْنِ ونَسَّت الجُمَّةُ : شَعِثَتْ . والنَّسْنَسَةُ : الضعف . والنِّسْناس والنَّسْناس : خَلْقٌ في صورة الناس مشتق منه لضعف خلقهم . قال كراع : النِّسْناسُ والنَّسناس فيما يقال دابة في عِدادِ الوحش تصاد وتؤكل وهي على شكل الإِنسان بعين واحدة ورجل ويد تتكلم مثل الإِنسان . الصحاح : النِّسْناس والنَّسْناس جنس من الخلق يَثبُ أَحَدُهم على رِجْلٍ واحدةٍ . التهذيب : النِّسْناسُ والنَّسْناس خَلْق على صورة بني آدم أَشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء وليسوا من بني آدم ، وقيل : هم من بني آدم . وجاء في حديثٍ : أَنَّ حَيّاً من قوم عاد عَصَوْا رسولهم فمسخهم اللَّه نَسْناساً ، لكل إِنسان منهم يد ورجل من شِقٍّ واحد ، يَنْقُزُون كما يَنْقُزُ الطائر ويَرْعَوْن كما ترعى البهائم ، ونونها مكسورة وقد تفتح . وفي الحديث عن أَبي هريرة ، قال : ذهب الناس وبقي النِّسْناسُ ، قيل : مَنِ النِّسْناسُ ؟، قال : الذين يتشبهون بالناس وليسوا من الناس ، وقيل : هم يأْجوج ومأْجوج . ابن الأَعرابي : النُّسُسُ الأُصول الرديّئَة . وفي النوادر : ريح نَسْناسَةٌ وسَنْسَانَةٌ بارِدَةٌ ، وقد نَسْنَسَتْ وسَنْسَنَتْ إِذا هبت هبوباً بارداً . ويقال : نَسْناسٌ مِن دُخان وسَنْسانٌ يريد دخان نار . والنَّسِيسُ : الجوع الشديد . والنِّسْناسُ ، بكسر النون : الجوع الشديد ؛ عن ابن السكيت ، وأَما ابن الأَعرابي فجعله وصفاً وقال : جُوعٌ نِسْناسٌ ، قال : ونعني به الشديد ؛
وأَنشد : أَخْرَجَها النِّسْناسُ من بَيْت أَهْلِها وأَنشد كراع : أَضَرَّ بها النِّسْناسُ حتى أَحَلَّها بِدارِ عَقِيلٍ ، وابْنُها طاعِمٌ جَلْدُ أَبو عمرو : جوع مُلَعْلِعٌ ومُضَوِّرٌ ونِسْناسٌ ومُقَحِّزٌ ومُمَشْمِش بمعنى واحد . والنَّسِيسَةُ : السعي بين الناس . الكلابي : النَّسِيسة الإيِكالُ بين الناس . والنَّسائسُ : النَّمائم . يقال : آكَلَ بين الناس إِذا سعى بينهم بالنَّمائم ، وهي النَّسائِسُ جمع نَسِيسة . وفي حديث الحجاج : من أَهل الرَّسِّ والنَّسِّ ، يقال : نَسَّ فلان لفلان إِذا تَخَبَّر . والنَّسِيسَة : السِّعاية . "
المعجم: لسان العرب
نسح
" الليث : النّسْحُ والنُّساحُ ما تَحاتَّ عن التمر من قشره وفُتاتِ أَقماعه ونحو ذلك مما يبقى في أَسفل الوعاءِ . والمِنساحُ : شيء يُدْفَعُ به الترابُ ويُذْرى به . ونَِساحٌ : واد (* قوله « وناح واد إلخ » كسحاب وكتاب ، كما في القاموس وياقوت .) باليمامة ؛ قال الأَزهري : ما ذكره الليث في النَّسْح لم أَسمعه لغيره ، قال : وأَرجو أَن يكون محفوظاً . الجوهري : نَسَحَ الترابَ نَسْحاً أَذراه ، ونَسِحَ نَسَحاً : طَمِعَ . ونَساحٌ : جبل ؛ عن ثعلب ؛
وأَنشد : يُوعِدُ خَيْراً ، وهو بالزَّحْزاحِ أَبْعَدُ من زُهْرَةَ من نَساحِ "
المعجم: لسان العرب
سحب
" السَّحْبُ : جَرُّكَ الشيءَ على وجه الأَرض ، كالثوب وغيره . سَحَبَه يَسْحَبُه سَحْباً ، فانْسَحَبَ : جَرَّه فانْجَرَّ . والمرأَةُ تَسْحَبُ ذَيْلَها . والريحُ تَسْحَبُ التُّراب . والسَّحابةُ : الغَيْمُ . والسحابةُ : التي يكون عنها المطر ، سُمِّيَتْ بذلك لانْسِحابِها في الهواءِ ، والجمع سَحائبُ وسَحابٌ وسُحُبٌ ؛ وخَلِـيقٌ أَن يكونَ سُحُبٌ جمعَ سَحابٍ الذي هو جمعُ سَحابةٍ ، فيكونَ جمعَ جمعٍ . وفي الحديث : كانَ اسمُ عِمامَتِه السَّحابَ ، سُمِّيَتْ به تشبيهاً بسَحابِ المطر ، لانْسِحابِه في الهواءِ . وما زِلْتُ أَفْعَلُ ذلك سَحابةَ يَومِـي أَي طُولَه ؛
قال : عَشِـيَّةَ سَالَ الـمِرْبَدانِ كِلاهُما ، * سَحابةَ يَومٍ ، بالسُّيوفِ الصَّوارِمِ وتسَحَّب عليه أَي أَدَلَّ . الأَزهري : فلانٌ يَتَسَحَّبُ علينا أَي يَتَدَلَّلُ ؛ وكذلك يَتَدَكَّلُ ويَتَدَعَّبُ . وفي حديث سعيدٍ وأَرْوَى : فقامت فتسَحَّبَتْ في حَقِّه ، أَي اغْتَصَبَتْه وأَضافَتْه إِلى حَقِّها وأَرْضِها . والسَّحْبةُ : فَضْلَةُ ماءٍ تَبْقَى في الغَدِير ؛ يقال : ما بَقِـيَ في الغَديرِ إِلاّ سُحَيْبةٌ من ماءٍ أَي مُوَيْهَةٌ قليلةٌ . والسَّحْبُ : شدَّة الأَكْلِ والشُّرْبِ . ورجلٌ أُسْحُوبٌ أَي أَكُولٌ شَرُوبٌ ؛ قال الأَزهري : الذي عَرَفْناه وحَصَّلْناه : رَجُلٌ أُسْحُوتٌ ، بالتَّاء ، إِذا كان أَكُولاً شَرُوباً ، ولَعَلَّ الأُسْحُوبَ ، بالبَاءِ ، بهذا المعنى ، جائزٌ . ورجلٌ سَحْبانُ أَي جُرَافٌ ، يَجْرُف كُلَّ ما مَرَّ به ؛ وبه سُمِّيَ سَحْبانُ . وسَحْبانُ : اسْمُ رَجُلٍ من وائِلٍ ، كان لَسِناً بَلِـيغاً ، يُضْرَبُ به الـمَثَلُ في البَيانِ والفَصَاحةِ ، فيقال : أَفْصَحُ من سَحْبانِ وائِلٍ . قال ابن بري ، ومن شِعْرِ سَحْبانَ قوله : لَقَدْ عَلِمَ الـحَيُّ اليَمَانونَ أَنـَّنِـي * إِذا قُلْتُ : أَمـَّا بعدُ ، أَنـِّي خَطِـيبُها وسَحابَةُ : اسمُ امْرَأَةٍ ؛
قال : أَيا سَحابُ ! بَشِّري بِخَيْرِ "
المعجم: لسان العرب
نسغ
" نَسَغَت الواشِمةُ بالإِبرة نَسْغاً : غَرَزَتْ بها . والنسْغُ : تَغْرِيزُ الإِبرة ، وذلك أَنّ الواشِمةَ إذا وشَمَتْ يدها ضَبَّرَتْ عِدَّة إبر فَنَسَغَتْ بها يدها ثم أَسَفَّتْه النَّؤُورَ ، فإِذا بَرَأَ قُلِعَ قِرْفُه عن سَواد قد رَصُنَ . ونَسَغَ الخبزة نَسْغاً غَرَزَها . ابن الأَعرابي : المِنْسغةُ والمِبْزغةُ البَرْكُ الذي يُغْرَزُ به الخُبْزُ . والمِنْسغةُ : إِضْبارةٌ من ريشِ الطائر أَو ذنَبه يَنْسَغُ بها الخَبَّازُ الخُبْزَ ، وكذلك إذا كان من حديد . والنَّسْغُ مثل النخس . ونَسَغَه بيد أَو رُمْحٍ أَو سوط نَسْغاً ونَسَّغَه : طعنه ، وكذلك أَنْسَغَه . ونَسَغَه بكلمة : مثل نَزَغه . ورجل ناسِغٌ من قوم نُسَّغٍ : حاذقٌ بالطعن ؛
قال : إِنِّي على نَسْغِ الرِّجالِ النُّسَّغِ ونَسَغَ البعيرُ : ضَرَبَ مَوْضِعَ لَسْعةِ الذُّبابِ بخُفّه . وأَنْسَغَتِ الفَسيلةُ ونَسَّغَتْ : أَخْرَجَتْ قُلْبَها ، وقيل : أَخرجت سعفاً فوق سعَف ، وأَنْسَغتِ الشجرة : نبتت بعد القطع ، وكذلك الكرمُ . وانْتَسَغَ الرجلُ : تَحَرّى . ونَسَغ في الأَرض نَسْغاً : ذهب . ونَسَغَتْ ثَنِيَّتُه : تَحَرَّكَتْ ورَجَعَتْ . والنَّسِيغُ : العَرَقُ . وانْتَسَعَتِ الإِبلُ وانْتَسَغَتِ انْتِساغاً ، بالعين والغين ، إِذا تَفَرَّقَتْ في مَراعِيها وتَباعَدَتْ ؛ وقال الأَخطل : رجَِنَّ بِحَيْثُ تَنْتَسِغُ المَطَايا ، فلا بَقًّا تَخافُ ، ولا ذُبابَا (* في ديوان الأخطل : دجنّ بدل رجنّ ، والمعنى واحد )"
المعجم: لسان العرب
نسع
" النِّسْعُ : سَيْرٌ يُضْفَرُ على هيئة أَعِنَّةِ النِّعالِ تُشَدُّ به الرِّحالُ ، والجمع أَنْساعٌ ونُسُوعٌ ونُسْعٌ ، والقِطْعةُ منه نِسْعةٌ ، وقيل : النِّسْعةُ التي تُنْسَجُ عريضاً للتصدير . وفي الحديث : يَجُرُّ نِسْعةً في عُنُقِه ؛ قال ابن الأَثير : هو سير مضفور يجعل زماماً للبعير وغيره وقد تنسج عريضةً تجعل على صدر البعير ؛ قال عبد يغوث : أَقولُ وقد شَدُّوا لِساني بِنِسْعةٍ والأَنْساعُ : الحِبالُ ، واحدها نُسْعٌ ؛
قال : عاليْتُ أَنْساعي وجِلْبَ الكُور ؟
قال ابن بري : وقد جاء في شعر حُمَيْدِ بن ثَوْرٍ النِّسْعُ للواحد ؛
قال : رأَتْني بنِسْعَيْها ، فَرَدَّتْ مَخافَتي إِلى الصَّدْرِ رُوعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ (* قوله « رأتني إلخ » في الاساس في مادة روع : رأتني بحبليها فصدت مخافة * وفي الحمل روعاء الفؤاد فروق ) والجمع نُسْعٌ ونِسَعٌ وأَنْساعٌ ؛ قال الأَعشى : تَخالُ حَتْماً عليها ، كلَّما ضَمَرَتْ من الكَلالِ ، بأَنْ تَسْتَوْفيَ النِّسَعا ابن السكيت : يقال للبِطانِ والحَقَبِ هما النِّسْعان ، وقال بذي النِّسْعَين (* قوله : بذي النسعين : هكذا في الأصل .) والنِّسْعُ والسِّنْعُ : المَفْصِلُ بين الكفّ والساعِدِ . وامرأَةٌ ناسعةٌ : طويلةُ الظَّهْرِ ، وقيل : هي الطويلةُ السِّنِّ ، وقيل : هي الطويلةُ البَظْرِ ، ونُسُوعُه طُولُه ، وقد نَسَعَتْ نُسُوعاً . والمِنْسَعةُ : الأَرض التي يَطُولُ نَبْتُها . ونَسَعَت أَسنانُه تَنْسَعُ نُسُوعاً ونَسَّعَتْ تَنْسِيعاً إِذا طالَتْ واسْتَرْخَتْ حتى تَبْدُو أُصولُها التي كانت تُوارِيها اللِّثةُ وانْحَسَرَت اللِّثةُ عنها ، يقال : نَسَعَ فُوه ؛ قال الراجز : ونَسَعَتْ أَسْنانُ عَوْدٍ ، فانْجَلَعْ عُمورُها عن ناصِلاتٍ لم يَدَعْ ونِسْعٌ ومِسْعٌ ، كلاهما : من أَسماءِ الشَّمال ، وزعم يعقوب أَنَّ الميم بدل من النون ؛ قال قيس بن خويلد : ويْلُمِّها لَقْحةً ، إِمّا تُؤَوِّبُهم نِسْعٌ شَآمِيةٌ فيها الأَعاصِير ؟
قال الأَزهري : سميت الشَّمالُ نِسْعاً لدقَّة مَهَبِّها ، شبهت بالنِّسْعِ المَضْفُورِ من الأَدمِ . قال شمر : هذيل تسمي الجَنُوبَ مِسْعاً ، قال : وسمعت بعض الحجازيين يقول هو يُسْعٌ ، وغيرهم يقول : هو نِسْعٌ ؛ قال ابن هرمة : مُتَتَبِّعٌ خَطَئِي يَوَدُّ لَو نَّني هابٍ ، بمَدْرَجةِ الصَّبا ، مَنْسُوعُ ويروى مَيْسُوعُ ؛ وقول المنتخل الهذلي : قد حالَ دُونَ دَرِيسَيْه مُؤَوِّبةٌ نِسْعٌ ، لها بعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ أَبْدَلَ فيه نِسْعاً من مُؤَوِّبةٍ ، وإِنما قلت هذا لأَنَّ قوماً من المتأَخرين جعلوا نِسْعاً من صفات الشَّمالِ واحتجوا بهذا البيت ، ويروى مُؤَوِّيةٌ أَي تحمله على أن يأْوِيَ كأَنها تُؤْويه . ابن الأَعرابي : انْتَسَعَتِ الإِبل وانْتَسَغَت ، بالعين والغين ، إِذا تفَرَّقَتْ في مَراعِيها ؛ قال الأَخطل : رَجَنَّ بحيثُ تَنْتَسِعُ المَطايا ، فلا بَقًّا تَخافُ ولا ذُبابا (* في ديوان الأخطل : دجنّ بدل رجنّ ، والمعنى واحد .) وأَنْسَعَ الرجلُ إِذا كَثُرَ أَذاهُ لِجيرانِه . ابن الأَعرابي : هذا سِنْعُه وسَنْعُه وشِنْعُه وشَنْعُه وسِلْعُه وسَلْعُه ووَفْقُه ووِفاقُه بمعنى واحد . وأنْساعُ الطريق : شَرَكُه . ونِسْعٌ : بلد ، وقيل : هو جبل أَسود بين الصَّفْراء ويَنْبُعَ ؛ قال كثيِّر عَزّةَ : فقلتُ ، وأَسْرَرْتُ النَّدامةَ : ليْتَني ، وكنت امْرَأً ، أَغْتَشُّ كُلَّ عَذُولِ سَلَكْتُ سَبيلَ الرائحاتِ عَشِيّةً مَخارِِمَ نِسْعٍ ، أَو سَلَكْنَ سَبيل ؟
قال الأَزهري : ويَنْسُوعةُ القُفِّ مَنْهَلةٌ من مَناهِلِ طريق مكة على جادَّة البصْرةِ ، بها رَكايا عَذْبةُ الماء عند مُنْقَطَعِ رِمالِ الدَّهْناءِ بين ماوِيّةَ والنِّباجِ ، قال : وقد شربت من مائِها . قال ابن الأَثير : ونِسْعٌ موضع بالمدينة ، وهو الذي حماه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، والخُلَفاءُ ، وهو صَدْرُ وادي العَقِيقِ . "
المعجم: لسان العرب
نسر
" نَسَرَ الشيءَ : كشَطَه . والنَِّسْر : طائر (* قوله « والنسر طائر » هو مثلث الاول كما في شرح القاموس نقلاً عن شيخ الاسلام ) معروف ، وجمعه أَنْسُر في العدد القليل ، ونُسُور في الكثير ، زعم أَبو حنيفة أَنه من العتاق ؛ قال ابن سيده : ولا أَدري كيف ذلك . ابن الأَعرابي : من أَسماء العُقاب النُّسارِيَّة شبهت بالنَّسْر ؛ الجوهري : يقال النَّسْر لا مِخْلَب له ، وإِنما له الظُّفُر كظُفُر الدَّجاجة والغُراب والرَّخَمَة . وفي النجوم : النَّسْر الطائر ، والنَّسْر الواقع . ابن سيده : والنَّسْران كوكبان في السماء معروفان على التشبيه بالنَّسْر الطائر ، يقال لكل واحد منهما نَسْر أَو النَّسْر ، ويَصِفونهما فيقولون : النَّسْر الواقع والنَّسْر الطائر . واستنسر البُغاث : صار نَسْراً ، وفي الصحاح : صار كالنَّسْر . وفي المثل : إِنّ البُِغاث بأَرضنا يسْتنسِر أَي أَن الضعيف يصير قوِيّاً . والنَّسْر : نتف اللحم بالمِنْقار . والنَّسْر : نَتْف البازي اللحمَ بِمَنْسِره . ونسَر الطائر اللحم يَنْسِرُه نَسْراً : نتفه . والمَنْسِر والمِنْسَر : مِنْقاره الذي يَسنتسِر به . ومِنقار البازي ونحوِه : مَنْسِره . أَبو زيد : مِنْسَر الطائر مِنْقاره ، بكسر الميم لا غير . يقال : نَسَره بِمِنْسَره نَسْراً . الجوهري : والمِنْسَر ، بكسر الميم ، لسِباع الطير بمنزلة المِنقار لغيرها . والمِنْسَر أَيضاً : قطعة من الجيش تمرّ قدام الجيش الكبير ، والميم زائدة ؛ قال لبيد يَرْثي قتلى هوازن : سَمَا لهمُ ابنُ الجَعْد حتى أَصابهمْ بذي لَجَبٍ ، كالطَّودِ ، ليس بِمِنْسَرِ والمَنْسِر ، مثال المجلس : لغة فيه . وفي حدث عليّ ، كرم الله وجهه : كلما أَظلَّ عليكم مَنْسِر من مَناسِر أَهل الشأْم أَغلق كلُّ رجل منكم بابه . ابن سيده : والمَنْسِر والمِنْسَر من الخيل ما بين الثلاثة إِلى العشرة ، وقيل : ما بين الثلاثين إِلى الأَربعين ، وقيل : ما بين الأَربعين إِلى الخمسين ، وقيل : ما بين الأَربعين إِلى الستين ، وقيل : ما بين المائة إِلى المائتين . والنَّسْر : لَحْمَة صُلْبة في باطن الحافِرِ كأَنها حَصاة أَو نَواة ، وقيل : هو ما ارتفع في باطن حافر الفرَس من أَعلاه ، وقيل : هو باطن الحافر ، والجمع نُسُور ؛ قال الأَعشى : سَوَاهِمُ جُذْعانُها كالجِلا مِ ، قد أَقرَحَ القَوْدُ منها النُّسُورا ويروى : قد أَقْرَحَ منها القِيادُ النُّسُورا التهذيب : ونَسْرُ الحافر لحمُه تشبّه الشعراء بالنوى قد أَقْتَمَها الحافِر ، وجمعه النُّسُور ؛ قال سلمة بن الخُرشُب : عَدَوْتُ بها تُدافِعُنِي سَبُوحٌ ، فَرَاشُ نُسُورِها عَجَمٌ جَرِيم ؟
قال أَبو سعيد : أَراد بفَراش نُسُورِها حَدّها ، وفَراشة كل شيء : حدّه ؛ فأَراد أَن ما تَقَشَّر من نُسُورها مثل العَجَم وهو النَّوى . قال : والنُّسُور الشَّواخِص اللَّواتي في بطن الحافر ، شُبهت بالنوى لصلابتها وأَنها لا تَمَسُّ الأَرض . وتَنَسَّر الحبلُ وانتَسَر طرَفُه ونَسَره هو نَسْراً ونَسَّره : نَشَره . وتَنَسَّر الجُرْحُ : تَنَقَّض وانتشرت مِدّتُه ؛ قال الأَخطل : يَخْتَلُّهُنَّ بِحدِّ أَسمَرَ ناهِل ، مثلِ السِّنانِ جِراحُهُ تَتَنَسَّرُ والنَّاسُور : الغاذُّ . التهذيب : النَّاسُور ، بالسين والصاد ، عِرْق غَبِرٌ ، وهو عرق في باطنه فَساد فكلما بدا أَعلاه رجَع غَبِراً فاسداً . ويقال : أَصابه غَبَرٌ في عِرْقه ؛
وأَنشد : فهو لا يَبْرَأُ ما في صَدرِه ، مِثْل ما لا يَبرأُ العِرْق الغَبِرْ وقيل : النَّاسُور العِرْق الغَبِر الذي لا يَنقطع . الصحاح : الناسُور ، بالسين والصاد ، جميعاً عِلة تحدث في مآقي العين يَسقِي فلا يَنقطع ؛
قال : وقد يحدث أَيضاً في حَوَالَيِ المَقعدة وفي اللِّثة ، وهو مُعَرَّب . والنِّسْرِين : ضرْب من الرَّياحين ، قال الأَزهري : لا أَدري أَعربيّ أَم لا . والنِّسار : موضع ، وهو بكسر النون ، قيل : هو ماء لبني عامر ، ومنه يوم النِّسار لِبَني أَسد وذُبْيان على جُشَم بن معاوية ؛ قال بشر بن أَبي خازم : فلمَّا رأَوْنا بالنِّسار ، كأَنَّنا نَشاصُ الثُّرَيَّا هَيّجَتْه جَنُوبُها ونَسْرٌ وناسِر : اسمان . ونَسْر والنَّسْر ، كلاهما : اسم لِصَنم . وفي التنزيل العزيز : ولا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْراً ؛ وقال عبد الحق : أَما ودِماءٍ لا تزالُ كأَنها على قُنَّة العُزَّى ، وبالنَّسْر عَنْدَمَا الصحاح : نَسْر صنم كان لذي الكَلاع بأَرض حِمْير وكان يَغُوثُ لِمذْحِج ويَعُوقُ لهَمْدان من أَصنام قوم نوح ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ؛ وفي شعر العباس يمدح سيدَنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : بل نُطْفة تَرْكبُ السَّفِين ، وقدْ أَلْجَمَ نَسْراً وأَهلَه الغرَق ؟
قال ابن الأَثير : يريد الصنم الذي كان يعبده قوم نوح ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام . "
المعجم: لسان العرب
سجم
" سَجَمَتِ العين الدمع والسحابةُ الماء تَسْجِمُه وتَسْجُمُه سَجْماً وسُجُوماً وسَجَماناً : وهو قَطَران الدمع وسَيَلانه ، قليلاً كان أَو كثيراً ، وكذلك الساجِمُ من المطر ، والعرب تقول دَمْعٌ ساجِمٌ . ودمع مَسْجوم : سَجَمَتْه العين سَجْماً ، وقد أَسْجَمَه وسَجَّمَه . والسَّجَمُ : الدمع . وأَعْيُنٌ سُجُومٌ : سَواجِمُ ؛ قال القطامي يصف الإِبل بكثرة أَلبانها : ذَوارِفُ عَيْنَيْها من الحَفْلِ بالضُّحى ، سُجُومٌ كتَنْضاح الشِّنان المُشَرَّبِ وكذلك عين سَجُوم وسحاب سَجُوم . وانْسَجَمَ الماءُ والدمع ، فهو مُنْسَجِمٌ إِذا انْسَجَمَ أَي انصب . وسَجَّمَتِ السحابة مطرها تَسْجِيماً وتَسْجاماً إِذا صَبَّتْه ؛
قال : دائماً تَسجامها (* قوله « دائماً تسجامها » قطعة من بيت للبيد وأورده الصاغاني بتمامه وهو : باتت وأسبل واكف من ديمة * يروي الخمائل دائماً تسجامها ) وفي شعر أَبي بكر : فدَمْعُ العين أَهْوَنُه سِجامُ سَجَمَ العينُ والدمعُ الماءَ يَسْجُمُ سُجُوماً وسِجاماً إِذا سال وانْسَجَمَ . وأَسْجَمَتِ السحابة : دام مطرها كأَثجَمَتْ ؛ عن ابن الأَعرابي . وأَرض مَسْجومة أَي ممطورة . وأسْجَمَتِ السماءُ : صَبَّت مثل أَثْجَمَتْ . والأَسْجَمُ : الجمل الذي لا يَرْغُو . وبعير أَسْجَم : لا يرغو ، وقد تقدم في زيم . والسَّجَمُ : شجر له ورق طويل مُؤَلَّلُ الأَطرافِ ذو عرض تشبَّه به المَعابِلُ ؛ قال الهذلي يصف وَعِلاً : حتى أُتِيحَ له رامٍ بِمُحْدَلَةٍ جَشْءٍ ، وبِيضٍ نَواحِيهِنَّ كالسَّجَم وقيل : السَّجَمُ هنا ماء السماء ، شَبّه الرماح في بياضها به . والسَّاجُوم : صِبْغٌ . وساجوم والسَّاجوم : موضع ؛ قال امرؤ القيس : كَسَا مُزْبِدَ السَّاجومِ وَشْياً مُصَوَّرا "
المعجم: لسان العرب
نسخ
" نسخ الشيءَ ينسَخُه نَسْخاً وانتسَخَه واستنسَخَه : اكتتبه عن معارضه . التهذيب : النَّسْخ اكتتابك كتاباً عن كتاب حرفاً بحرف ، والأَصل نُسخةٌ ، والمكتوب عنه نُسخة لأَنه قام مقامه ، والكاتب ناسخ ومنتسخ . والاستنساخ : كتب كتاب من كتاب ؛ وفي التنزيل : إِنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ؛ أَي نستنسخ ما تكتب الحفظة فيثبت عند الله ؛ وفي التهذيب : أَي نأْمر بنسخه وإِثباته . والنَّسْخ : إِبطال الشيء وإِقامة آخر مقامه ؛ وفي التنزيل : ما نَنسخْ من آية أَو نُنسها نأْت بخير منها أَو مثلها ؛ والآية الثانية ناسخة والأُولى منسوخة . وقرأَ عبدالله بن عامر : ما نُنسخ ، بضم النون ، يعني ما ننسخك من آية ، والقراءَة هي الأُولى . ابن الأَعرابي : النسخ تبديل الشيء من الشيء وهو غيره ، ونَسْخ الآية بالآية : إِزالة مثل حكمها . والنسخ : نقل الشيء من مكان إِلى مكان وهو هو ؛ قال أَبو عمرو : حضرت أَبا العباس يوماً فجاء رجل معه كتاب الصلاة في سطر حرّ والسطر الآخر بياض ، فقال لثعلب : إِذا حولت هذا الكتاب إِلى الجانب الآخر أَيهما كتاب الصلاة ؟ فقال ثعلب : كلاهما جميعاً كتاب الصلاة ، لا هذا أَولى به من هذا ولا هذا أَولى به من هذا . الفرّاء وأَبو سعيد : مَسَخه الله قرداً ونسخه قرداً بمعنى واحد . ونسخ الشيء بالشيء ينسَخه وانتسخه : أَزاله به وأَداله ؛ والشيء ينسخ الشيء نَسْخاً أَي يزيله ويكون مكانه . الليث : النسْخ أَن تزايل أَمراً كان من قبلُ يُعْمَل به ثم تنسخه بحادث غيره . الفرّاء : النسخ أَن تعمل بالآية ثم تنزل آية أُخرى فتعمل بها وتترك الأُولى . والأَشياء تَناسَخ : تَداوَل فيكون بعضها مكان بعض كالدوَل والمُلْك ؛ وفي الحديث : لم تكن نبوّةٌ إِلاَّ تَناسَخَت أَي تحولت من حال إِلى حال ؛ يعني أَمر الأُمة وتغاير أحوالها . والعرب تقول : نسَخَت الشمسُ الظلّ وانتسخته أَزالته ، والمعنى أَذهبت الظلّ وحلّت محله ؛ قال العجاج : إِذا الأَعادي حَسَبونا ، نَخْنَخوا بالحَدْرِ والقَبْضِ الذي لا يُنْسَخ أَي لا يَحُول . ونسَخَت الريح آثار الديار : غيرتها . والنُّسخة ، بالضم : أَصل المنتسخ منه . والتناسخ في الفرائض والميراث : أَن تموت ورثة بعد ورثة وأَصل الميراث قائم لم يقسم ، وكذلك تناسخ الأَزمنة والقرن بعد القرن . "
المعجم: لسان العرب
سجد
" الساجد : المنتصب في لغة طيّء ، قال الأَزهري : ولا يحفظ لغير الليث . ابن سيده : سَجَدَ يَسْجُدُ سجوداً وضع جبهته بالأَرض ، وقوم سُجَّدٌ وسجود . وقوله عز وجل : وخروا له سجداً ؛ هذا سجود إِعظام لا سجود عبادة لأَن بني يعقوب لم يكونوا يسجدون لغير الله عز وجل . قال الزجاج : إِنه كان من سنة التعظيم في ذلك الوقت أَن يُسْجَد للمعظم ، قال وقيل : خروا له سجداً أَي خروا لله سجداً ؛ قال الأَزهري : هذا قول الحسن والأَشبه بظاهر الكتاب أَنهم سجدوا ليوسف ، دل عليه رؤْياه الأُولى التي رآها حين ، قال : إِني رأَيت أَحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأَيتهم لي ساجدين ؛ فظاهر التلاوة أَنهم سجدوا ليوسف تعظيماً له من غير أَن أَشركوا بالله شيئاً ، وكأَنهم لم يكونوا نهوا عن السجود لغير الله عز وجل ، فلا يجوز لأَحد أَن يسجد لغير الله ؛ وفيه وجه آخر لأَهل العربية : وهو أَن يجعل اللام في قوله : وخروا له سجداً ، وفي قوله : رأَيتهم لي ساجدين ، لام من أَجل ؛ المعنى : وخروا من أَجله سجداً لله شكراً لما أَنعم الله عليهم حيث جمع شملهم وتاب عليهم وغفر ذنبهم وأَعز جانبهم ووسع بيوسف ، عليه السلام ؛ وهذا كقولك فعلت ذلك لعيون الناس أَي من أَجل عيونهم ؛ وقال العجاج : تَسْمَعُ لِلجَرْعِ ، إِذا استُحِيرا ، للماء في أَجوافها ، خَريرَا أَراد تسمع للماء في أَجوافها خريراً من أَجل الجرع . وقوله تعالى : وإِذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ؛ قال أَبو إِسحق : السجود عبادة لله لا عبادة لآدم لأَن الله ، عز وجل ، إِنما خلق ما يعقل لعبادته . والمسجَد والمسجِد : الذي يسجد فيه ، وفي الصحاح : واحد المساجد . وقال الزجاج : كل موضع يتعبد فيه فهو مسجَِد ، أَلا ترى أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : جعلت لي الأَرض مسجداً وطهوراً . وقوله عز وجل : ومن أَظلم ممن منع مساجد الله ؛ المعنى على هذا المذهب أَنه من أَظلم ممن خالف ملة الإِسلام ؟، قال : وقد كان حكمه أَن لا يجيء على مَفْعِل ولكنه أَحد الحروف التي شذت فجاءَت على مَفْعِل . قال سيبويه : وأَما المسجد فإِنهم جعلوه اسماً للبيت ولم يأْت على فَعَلَ يَفْعُلُ كما ، قال في المُدُقِّ إِنه اسم للجلمود ، يعني أَنه ليس على الفعل ، ولو كان على الفعل لقيل مِدَقٌّ لأَنه آلة ، والآلات تجيء على مِفْعَلٍ كمِخْرَزٍ ومِكنَسٍ ومِكسَحٍ . ابن الأَعرابي : مسجَد ، بفتح الجيم ، محراب البيوت ؛ ومصلى الجماعات مسجِد ، بكسر الجيم ، والمساجد جمعها ، والمساجد أَيضاً : الآراب التي يسجد عليها والآراب السبعة مساجد . ويقال : سَجَدَ سَجْدَةً وما أَحسن سِجْدَتَه أَي هيئة سجوده . الجوهري :، قال الفراء كل ما كان على فَعَلَ يَفْعُل مثل دخل يدخل فالمفعل منه بالفتح ، اسماً كان أَو مصدراً ، ولا يقع فيه الفرق مثل دخل مَدْخَلاً وهذا مَدْخَلُه ، إِلا أَحرفاً من الأَسماء أَلزموها كسر العين ، من ذلك المسجِد والمطلِع والمغرب والمشرق والمَسْقِط والمَفْرِق والمَجْزِر والمَسْكِن والمَرْفِق مِن رَفَقَ يَرْفُقُ والمَنْبِت والمَنْسِك من نَسَك ينَّسُك ، فجعلوا الكسر علامة الاسم ، وربما فتحه بعض العرب في الاسم ، فقد روي مسكَن ومسكِن وسمع المسجِد والمسجَد والمطلِع والمطلَع ، قال : والفتح في كله جائز وإِن لم نسمعه . قال : وما كان من باب فَعَل يفعِل مثل جلس يجلِسُ فالموضع بالكسر والمصدر بالفتح للفرق بينهما ، تقول : نزل منزَلاً بفتح الزاي ، تريد نزل نزولاً ، وهذا منزِله ، فتكسر ، لأَنك تعني الدار ؛ قال : وهو مذهب تفرد به هذا الباب من بين أَخواته ، وذلك أَن المواضع والمصادر في غير هذا الباب ترد كلها إِلى فتح العين ولا يقع فيها الفرق ، ولم يكسر شيء فيما سوى المذكور إِلا الأَحرف التي ذكرناها . والمسجدان : مسجد مكة ومسجد المدينة ، شرفهما الله عز وجل ؛ وقال الكميت يمدح بني أُمية : لكم مَسْجِدَا الله المَزُورانِ ، والحَصَى لكم قِبْصُه من بين أَثرَى وأَقتَرا القِبْصُ : العدد . وقوله : من بين أَثرى وأَقترا يريد من بين رجل أَثرى ورجل أَقتر أَي لكم العدد الكثير من جميع الناس ، المُثْري منهم والمُقْتِر . والمِسْجَدَةُ والسَّجَّادَةُ : الخُمْرَةُ المسجود عليها . والسَّجَّادةُ : أَثر السجود في الوجه أَيضاً . والمَسْجَدُ ، بالفتح : جبهة الرجل حيث يصيبه نَدَبُ السجود . وقوله تعالى : وإِن المساجد لله ؛ قيل : هي مواضع السجود من الإِنسان : الجبهة والأَنف واليدان والركبتان والرجلان . وقال الليث في قوله : وإِن المساجد لله ، قال : السجود مواضعه من الجسد والأَرض مساجد ، واحدها مسجَد ، قال : والمسجِد اسم جامع حيث سجد عليه ، وفيه حديث لا يسجد بعد أَن يكون اتخذ لذلك ، فأَما المسجد من الأَرض فموضع السجود نفسه ؛ وقيل في قوله : وإِن المساجد لله ، أَراد أَن السجود لله ، وهو جمع مسجد كقولك ضربت في الأَرض . أَبو بكر : سجد إِذا انحنى وتطامن إِلى الأَرض . وأَسجَدَ الرجلُ : طأْطأَ رأْسه وانحنى ، وكذلك البعير ؛ قال الأَسدي أَنشده أَبو عبيد : وقلنَ له أَسجِدْ لِلَيْلى فأَسجَدَا يعني بعيرها أَنه طأْطأَ رأْسه لتركبه ؛ وقال حميد بن ثور يصف نساء : فُضولَ أَزِمَّتِها أَسجَدَتْ سجودَ النصارى لأَرْبابِها يقول : لما ارتحلن ولوين فضول أَزمَّة جمالهن على معاصمهن أَسْجدت لهن ؛ قال ابن بري صواب إِنشاده : فلما لَوَيْنَ على مِعْصَمٍ ، وكَفٍّ خضيبٍ وأَسوارِها ، فُضولَ أَزِمَّتِها ، أَسْجدت سجودَ النصارى لأَحْبارِها وسجدَت وأَسجدَتْ إِذا خفضت رأْسها لتُرْكَبَ . وفي الحديث : كان كسرى يسجد للطالع أَي يتطامن وينحني ؛ والطالِعُ : هو السهم الذي يجاوز الهَدَفَ من أَعلاه ، وكانوا يعدونه كالمُقَرْطِسِ ، والذي يقع عن يمينه وشماله يقال له عاصِدٌ ؛ والمعنى : أَنه كان يسلم لراميه ويستسلم ؛ وقال الأَزهري : معناه أَنه كان يخفض رأْسه إِذا شخص سهمه ، وارتفع عن الرَّمِيَّة ليتَقَوَّم السهم فيصيب الدارَةَ . والإِسجادُ : فُتورُ الطرفِ . وعين ساجدة إِذا كانت فاترة . والإِسجادُ : إِدامة النظر مع سكون ؛ وفي الصحاح : إِدامة النظر وإِمراضُ الأَجفان ؛ قال كثير : أَغَرَّكِ مِنِّي أَنَّ دَلَّكِ ، عندنا ، وإِسجادَ عيْنَيكِ الصَّيودَيْنِ ، رابحُ ابن الأَعرابي : الإِسجاد ، بكسر الهمزة ، اليهودُ ؛
وأَنشد الأَسود : وافى بها كدراهم الإِسجاد (* قوله « وافى بها إلخ » صدره كما في القاموس : من خمر ذي نطق أغن منطق ). أَبو عبيدة : يقال اعطونا الإِسجاد أَي الجزية ، وروي بيت الأَسود بالفتح كدراهم الأَسجاد . قال ابن الأَنباري : دراهم الأَسجاد هي دراهم ضربها الأَكاسرة وكان عليها صُوَرٌ ، وقيل : كان عليها صورة كسرى فمن أَبصرها سجد لها أَي طأْطأَ رأْسه لها وأَظهر الخضوع . قاله في تفسير شعر الأَسود بن يعفر رواية المفضل مرقوم فيه علامة أَي (* قوله « علامة أي » في نسخة الأصل التي بأيدينا بعد أي حروف لا يمكن أَن يهتدي اليها أحد ).. . . ونخلة ساجدة إِذا أَمالها حملها . وسجدت النخلة إِذا مالت . ونخل سواجد : مائلة ؛ عن أَبي حنيفة ؛
وأَنشد للبيد : بين الصَّفا وخَلِيج العينِ ساكنةٌ غُلْبٌ سواجدُ ، لم يدخل بها الخَصَر ؟
قال : وزعم ابن الأَعرابي أَن السواجد هنا المتأَصلة الثابتة ؛ قال وأَنشد في وصف بعير سانية : لولا الزِّمامُ اقتَحَم الأَجارِدا بالغَرْبِ ، أَوْ دَقَّ النَّعامَ الساجد ؟
قال ابن سيده : كذا حكاه أَبو حنيفة لم أُغير من حكايته شيئاً . وسجد : خضع ؛ قال الشاعر : ترى الأُكْمَ فيها سُجَّداً للحوافِرِ ومنه سجود الصلاة ، وهو وضع الجبهة على الأَرض ولا خضوع أَعظم منه . والاسم السجدة ، بالكسر ، وسورة السجدة ، بالفتح . وكل من ذل وخضع لما أُمر به ، فقد سجد ؛ ومنه قوله تعالى : تتفيأُ ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله وهم داخرون أَي خضعاً متسخرة لما سخرت له . وقال الفراء في قوله تعالى : والنجم والشجر يسجدان ؛ معناه يستقبلان الشمس ويميلان معها حتى ينكسر الفيء . ويكون السجود على جهة الخضوع والتواضع كقوله عز وجل : أَلم ترَ أَن الله يسجد له من في السموات ( الآية ) ويكون السجود بمعنى التحية ؛
وأَنشد : مَلِكٌ تَدِينُ له الملوكُ وتَسْجُد ؟
قال ومن ، قال في قوله عز وجل : وخروا له سجداً ، سجود تحية لا عبادة ؛ وقال الأَخفش : معنى الخرور في هذه الآية المرور لا السقوط والوقوع . ابن عباس وقوله ، عز وجل : وادخلوا الباب سجداً ، قال : باب ضيق ، وقال : سجداً ركعاً ، وسجود الموات محمله في القرآن طاعته لما سخر له ؛ ومنه قوله تعالى : أَلم تر أَن الله يسجد له من في السموات ومن في الأَرض ، إِلى قوله : وكثير حق عليه العذاب ؛ وليس سجود الموات لله بأَعجب من هبوط الحجارة من خشية الله ، وعلينا التسليم لله والإِيمان بما أَنزل من غير تطلب كيفية ذلك السجود وفقهه ، لأَن الله ، عز وجل ، لم يفقهناه ، ونحو ذلك تسبيح الموات من الجبال وغيرها من الطيور والدواب يلزمنا الإِيمان به والاعتراف بقصور أَفهامنا عن فهمه ، كما ، قال الله عز وجل : وإِن من شيء إِلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم . "