وصف و معنى و تعريف كلمة أنها:


أنها: كلمة تتكون من أربع أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ ألف (ا) و تحتوي على ألف همزة (أ) و نون (ن) و هاء (ه) و ألف (ا) .




معنى و شرح أنها في معاجم اللغة العربية:



أنها

جذر [نها]

  1. الأنن: (اسم)
    • صوت الأنن وهو طائر كالحمام أسود له طوق كطوق الدبسي أحمر الرجلين و المنقار
  2. إِن: (حرف/اداة)
    • حَرْفُ شَرْطٍ تَجْزِمُ فِعْلَيْنِ مُضارِعَيْنِ : إِنْ تَعْمَلْ تَنْجَحْالأنفال آية 19 وَإِنْ تَعودُوا نَعُدْ ( قرآن ) وَقَدْ تُقْرَنُ إِنْ الشَّرْطِيَّةُ هاتِهِ بـ لاَ النَّافِيةِ فَتُقْلَبُ لاَماًالتوبة آية 40 إِلاَّ تَنْصُروهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ( قرآن )
    • حَرْفُ نَفْيٍ بِمَعْنى ما النَّافِيَةِ تَدْخُلُ على الجُمْلَةِ الاسْمِيَّةِ وَتَعْمَلُ عَمَلَ أَخَواتِ لَيْسَ ، أَيْ تَرْفَعُ الْمُبْتَدَأَ وَتَنْصِبُ الخَبَرَ : إِنِ القَلَمُ أَحْمَرَ
    • حَرْفُ نَفْيٍ لا عَمَلَ لَها عِنْدَما تَقْتَرِنُ بِإِلاَّ : الملك آية 20 إِنِ الكافِرُونَ إِلاَّ في غُرورٍ ( قرآن )
    • زَائِدَةٌ ، وَتُزادُ بَعْدَ ما النَّافِيَةِ إِذا دَخَلَتْ على الجُمْلَةِ الفِعْلِيَّةِ : ما إِنْ رَأَيْتُمْ في الْمَلْعَبِ لاَعِباً ما إِنْ أَتَيْتُ بِشَيْءٍ أَنْتَ تَكْرَهُهُ ( النابغة الذبياني ) وَبَعْدَ ما النَّافِيَةِ إِذا دَخَلَتْ على الجُمْلَةِ الاسْمِيَّةِ : ما إِنْ زَيْدٌ قائِمٌ
    • وَتَأْتي بَعْدَ إِلاَّ الاسْتِفْتاحِيَّةِ : إِلاَّ إِنْ فَعَلْتَ حَسَناً
    • إنْ : تكون شَرْطية مثل : الأنفال آية 38 إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ) )
    • وقد تُقْرَنُ بلاَ النافية ، مثل : التوبة آية 40 إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ ) )
  3. إِنَّ: (حرف/اداة)
    • إِنَّ : حرف للتأْكيد ، ونفي الإنكار والشك ، تنصب الاسم وترفع الخبر ، وتقع في ابتداء الكلام وما في حكمه ، مثل : هود آية 41 إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) ) ، يونس آية 62 أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) )
    • حرف غير عامل بمعنى نَعَمْ ويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فقلت : إنّه :
  4. أَنْهٍ: (اسم)

    • أَنْهٍ : جمع نِّهْيُ
  5. أَنَّنَ: (فعل)
    • أنَّنَ يؤنِّن ، تأنينًا ، فهو مُؤَنِّن
    • أنَّنَ المريضُ أنَّ ، تأوّه ألمًا بصوتٍ عميق وشكوى متواصلة أنَّن مصاب
    • أَنَّنَهُ : تَرَضَّاه
  6. أَني: (اسم)
    • مصدر أنَى
  7. أُنَن: (اسم)
    • الأُنَنُ : طائر كالحمام ، إِلاَّ أَنه أسود ، له طَوْق كطوق الدُّبْسيّ ، أَحمرُ الرِّجلين والمِنقار صَوْتُهُ يشبه الأنينَ
  8. أنْي: (اسم)
    • أنْي : مصدر أَنَى


,
  1. إنَّ
    • ـ إنَّ و أنَّ : حَرْفانِ يَنْصِبان الاسْمَ ، ويَرْفَعانِ الخَبَرَ ، وقد تَنْصِبُهُما المَكْسورَةُ ، كقوله : إذا اسْوَدَّ جُنْحُ الليل فَلْتأْتِ ولتَكُنْ **** خُطاكَ خِفاقاً إنَّ حُرَّاسَنا أُسْدَا , وفي الحديثِ : '' إنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ سَبْعينَ خَريفاً ''، وقد يَرْتَفِعُ بَعْدَها المُبْتَدأ ، فيكونُ اسْمُها ضميرَ شأنٍ مَحْذوفاً ، نَحْو : '' إنَّ من أشَدِّ الناسِ عَذَاباً يَوْمَ القيامَةِ المُصَوِّرونَ '' والأصْلُ : إنه ، والمكسورةُ يُؤَكَّدُ بها الخَبَرُ ، وقد تُخَفَّفُ فَتَعْمَلُ قَليلاً ، وتُهْمَلُ كثيراً . وعن الكوفيينَ : لا تُخَفَّفُ ، وتكونُ حَرْفَ جواب بمَعْنَى نَعَمْ ، كقوله : ويَقُلْنَ شَيْبٌ قد عَلا **** كَ وقد كَبِرْتَ فقُلْتُ إنَّهْ , وتُكْسَرُ إنَّ إذا كانَ مَبْدوءاً بها ، لَفْظاً أو مَعْنًى ، نَحْو : إنَّ زَيداً قائِمٌ ، وبَعْدَ أَلاَ التَّنْبِيهِيَّةِ : أَلاَ إنَّ زَيداً قائِمٌ ، وصِلَةً للاسْمِ المَوْصولِ : { وآتَيْنَاهُ من الكُنُوزِ ما إنَّ مفاتِحَهُ } وجَوابَ قَسَمٍ ، سواءٌ كانَ في اسمها أو خَبَرِها اللاَّمُ أو لَمْ يَكُنْ ، ومَحْكِيَّةً بالقَوْلِ في لُغَةِ من لا يَفْتَحُها : { قال الله : إنِّي مُنْزِلُها عَلَيْكُمْ }، وبعدَ واوِ الحال : جاءَ زَيدٌ وإنَّ يَدَهُ على رأسِه ، وموضِعَ خَبَرِ اسْمِ عَيْنٍ : زَيدٌ إنه ذاهِبٌ ، خِلافاً للفَرَّاءِ ، وقَبْلَ لامٍ مُعَلِّقَةٍ : { والله يَعْلَمُ إنَّكَ لرَسولُهُ }، وبَعْدَ حَيثُ : اجْلِسْ حيثُ إنَّ زَيداً جالِسٌ . وإذا لَزِمَ التَّأْويلُ بمَصْدَرٍ ، فُتِحَتْ ، وذلك بَعْدَ لَوْ : لَوْ أنَّكَ قائِمٌ ، لَقُمْتُ . والمَفْتُوحَةُ فَرْعٌ عن المَكْسُورَةِ ، فَصَحَّ أنَّ أَنَّما تُفيدُ الحَصْرَ , كَإِنَّما ، واجْتَمَعا في قَوْلِهِ تعالى : { قُلْ إنَّما يوحَى إليَّ أنَّما إِلهُكُمْ إلَهٌ واحِدٌ }، فالأُولَى لِقَصْرِ الصِفَةِ على المَوْصوفِ ، والثانِيَةُ لعَكْسه . ( وقولُ من قالَ : إنَّ الحَصْرَ خاصٌّ بالمَكْسورَة مَرْدودٌ . والمَفْتوحَةُ تكونُ لُغَةً في لَعَلَّ )، كقَوْلِكَ : ائْتِ السوقَ أَنَّكَ تَشْتَرِي لَحْماً ، قيلَ : ومِنْهُ قِراءَةُ من قَرَأ : { وما يُشْعِرُكُمْ أنها إذا جاءَت لا يُؤْمِنونَ }.
      إنْ المَكْسورَةُ الخَفِيفَةُ : تكونُ شَرْطيَّةً : { إن يَنْتَهوا ، يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ }، { وإنْ تَعودُوا ، نَعُدْ }، وقد تَقْتَرِنُ بِلا ، فَيَظُنَّ الغِرُّ أَنها إلاَّ الاسْتِثْنائِيَّةُ ، نحوُ : { إلاَّ تَنْصُروه ، فقد نَصَرَه الله }، { إِلاَّ تَنْفِروا يُعَذِّبْكُم }. وتكونُ نافِيَةً ، وتَدْخُلُ على الجُمْلةِ الاسْمِيَّة : { إنِ الكافرونَ إلاَّ في غُرورٍ }، والفِعْليَّةِ : { إن أرَدْنا إلاَّ الحُسْنَى }. وقولُ من قال : لا تأتي نافِيةً إلا وبعدَها إلا أو لَمَّا ، كـ { إن كلُّ نَفْسٍ لَمَّا عليها حافِظٌ } مَرْدودٌ بقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ { إن عِنْدَكُم من سُلْطانٍ بهذا }، { قُلْ إن أدْري أقَريبٌ ما توعَدونَ }. وتَكُونُ مُخَفَّفَةً عن الثَّقيلَةِ ، فتَدْخُلُ على الجُمْلَتَيْنِ ، ففي الاسْمِيَّةِ تَعْمَلُ وتُهْمَلُ ، وفي الفِعْليَّةِ يَجِبُ إهْمالُها . وحَيْثُ وَجَدْتَ إنْ وبَعْدَها لامٌ مَفْتُوحَةٌ ، فاحْكُم بِأَنَّ أصْلَها التَّشْديدُ . وتكونُ زائدَةً ، كقَوْله : '' ما إنْ أَتَيْتُ بِشَيْءٍ أنْتَ تَكْرَهُهُ '' , وتَكونُ بمَعْنَى : قد ، قيلَ : ومنه : { إن نَفَعَتِ الذِّكْرَى }، { واتَقوا الله إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنين }، { لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ إنْ شاءَ الله آمِنينَ }، وقوله : '' اتَغْضَبُ إنْ أُذْنا قُتَيْبَةَ حُزَّتا '', وغيرُ ذلِكَ مِمَّا الفِعْلُ فيه مُحَقّقٌ ، أو كُلُّ ذلك مُؤَوَّلٌ .
      أنْ المَفْتُوحَةُ تكونُ اسْماً وحَرْفاً ، والاسمُ نَوْعانِ : ضَميرُ مُتَكَلِّم في قَوْلِ بَعْضِهِم : أنْ فَعَلْتُ ، بسكونِ النونِ ، والأكْثَرونَ على فَتْحِها وَصْلاً ، والإِتْيانِ بالألِفِ وقْفاً . وضَميرُ مُخَاطَبٍ في قَوْلِكَ : أنْتَ أنْتِ أنْتُمَا أنْتُمْ أنْتُنَّ . الجُمْهورُ أنَّ الضَّميرَ هو أن ، والتاءُ حَرْفُ خِطابٍ , والحَرْفُ أرْبَعَةُ أنْواعٍ : يكونُ حَرْفاً مَصْدَرِيًّا ناصِباً للمُضارِعِ ، وَيَقَعُ في مَوْضِعَيْنِ : في الابْتِداءِ ، فيكونُ في مَوْضِعِ رَفْعٍ ، نَحْو : { وأنْ تَصوموا خَيْرٌ لَكُمْ }، ويَقَعُ بعدَ لَفْظٍ دالٍّ على مَعْنًى غيرِ اليَقينِ ، فيكونُ في مَوْضِعِ رَفْعٍ : { ألَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمنوا أن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ }، ونَصْبٍ { وما كان هذا القُرْآُن أنْ يُفْتَرَى }، وخَفْضٍ : { من قَبْلِ أنْ يَأْتِيَ أحَدَكُمُ المَوْتُ }، وقد يُجْزَمُ ، بها كقولِهِ : إذا ما غَدَوْنا ، قال وِلْدانُ أهْلِنا : **** تعالَوْا إلى أن يأتِنا الصَّيْدُ نَحْطِب , وقد يُرْفَعُ الفِعلُ بعدَها ، كقراءَةِ ابنِ مُحَيْصِنٍ : { لِمَنْ أرادَ أن يُتِمُّ الرَّضاعَةَ }، وتكونُ مُخَفَّفَةً من الثَّقيلةِ : { عَلِمَ أنْ سَيكونُ }، ومُفَسِّرةً بمنزِلة أي : { فأَوْحَيْنا إليه أنِ اصْنَعِ الفُلْكَ }، وتكونُ زائدةً للتوكيدِ ، وتكونُ شَرْطيَّةً كالمكسورةِ ، وتكونُ للنَّفْي كالمكسورةِ ، وبمعنى إذ ، قيلَ : ومنه { بَلْ عَجِبُوا أنْ جاءَهُم مُنْذِرٌ منهم }، وبمعنى لِئَلاَّ ، قيلَ : ومنه : { يُبَيِّنُ الله لَكُمْ أن تَضِلُّوا }، والصَّوابُ أنها هنا مَصْدرِيَّةٌ ، والأصلُ كَراهةَ أن تَضِلُّوا .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. أنها
    • أنها - إنهاء
      1 - أنها اللحم : لم ينضجه . 2 - أنها الأمر : لم يبرمه ، لم يتمه . `

    المعجم: الرائد

  3. أنن
    • " أَنَّ الرجلُ من الوجع يَئِنُّ أَنيناً ، قال ذو الرمة : يَشْكو الخِشاشَ ومَجْرى النَّسْعَتَين ، كما أَنَّ المرِيضُ ، إلى عُوَّادِه ، الوَصِبُ والأُنانُ ، بالضم : مثل الأَنينِ ؛ وقال المغيرة بن حَبْناء يخاطب أَخاه صخراً : أَراكَ جَمَعْتَ مسْأَلةً وحِرْصاً ، وعند الفَقْرِ زَحّاراً أُنانا وذكر السيرافي أَن أُُناناً هنا مثل خُفافٍ وليس بمصدر فيكون مثل زَحّار في كونه صفة ، قال : والصِّفتان هنا واقِعتان موقع المصدر ، قال : وكذلك التأْنانُ ؛

      وقال : إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ خيراً من التَّأْنانِ والمَسائِلِ (* قوله « إنا وجدنا إلخ » صوّب الصاغاني زيادة مشطور بين المشطورين وهو : بين الرسيسين وبين عاقل ).
      وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابِلِ مَلْقوحةً في بَطْنِ نابٍ حائلِ .
      ملقوحة : منصوبةٌ بالعِدَة ، وهي بمعنى مُلْقَحَةً ، والمعنى أَنها عِدةٌ لا تصح لأَن بطنَ الحائل لا يكون فيه سَقْبٌ مُلْقَحة .
      ابن سيده : أَنَّ الرجلُ يَئِنُّ أَنّاً وأَنيناً وأُناناً وأَنَّةً تأَوَّه .
      التهذيب : أَنَّ الرجلُ يَئِنُّ أَنيناً وأَنَتَ يأْنِتُ أَنيتاً ونأَتَ يَنْئِتُ نَئِيتاً بمعنى واحد .
      ورجل أَنّانٌ وأُنانٌ وأُنَنةٌ : كثيرُ الأَنين ، وقيل : الأُنَنةُ الكثيرُ الكلام والبَثِّ والشَّكْوَى ، ولا يشتقّ منه فعل ، وإذا أَمرت قلت : إينِنْ لأَن الهمزتين إذا التَقَتا فسكنت الأَخيرة اجتمعوا على تَلْيينِها ، فأَما في الأَمر الثاني فإنه إذا سكنت الهمزة بقي النونُ مع الهمزة وذهبت الهمزة الأُولى .
      ويقال للمرأَة : إنِّي ، كما يقال للرجل اقْررْ ، وللمرأَة قِرِّي ، وامرأَة أنّانةٌ كذلك .
      وفي بعض وصايا العرب : لا تَتّخِذْها حَنَّانةً ولا مَنّانةً ولا أَنّانةً .
      وما له حانَّةٌ ولا آنّةٌ أَي ما لَه ناقةٌ ولا شاةٌ ، وقيل : الحانّةُ الناقةُ والآنّةُ الأَمَةُ تَئِنّ من التعب .
      وأَنَّتِ القوسُ تَئِنُّ أَنيناً : أَلانت صوتَها ومَدّته ؛ حكاه أَبو حنيفة ؛ وأَنشد قول رؤبة : تِئِنُّ حينَ تجْذِبُ المَخْطوما ، أَنين عَبْرَى أَسْلَمت حَميما .
      والأُنَنُ : طائرٌ يَضْرِبُ إلى السَّواد ، له طَوْقٌ كهيئة طَوْق الدُّبْسِيّ ، أَحْمَرُ الرِّجْلين والمِنْقار ، وقيل : هو الوَرَشان ، وقيل : هو مثل الحمام إلا أَنه أَسود ، وصوتُه أَنِينٌ : أُوهْ أُوهْ .
      وإنِّه لَمِئنّةٌ أَن يفعل ذلك أَي خَليقٌ ، وقيل : مَخْلَقة من ذلك ، وكذلك الإثنان والجمع والمؤنث ، وقد يجوز أَن يكون مَئِنّةٌ فَعِلَّةً ، فعلى هذا ثلاثيٌّ .
      وأَتاه على مَئِنّةِ ذلك أَي حينهِ ورُبّانِه .
      وفي حديث ابن مسعود : إنّ طُولَ الصلاةِ وقِصَرَ الخُطْبةِ مَئِنّةٌ من فِقْهِ الرجل أَي بيانٌ منه .
      أَبو زيد : إنِّه لَمَئِنّةٌ أَن يفعل ذلك ، وأَنتما وإنّهنّ لَمَئِنّةٌ أَن تفعلوا ذلك بمعنى إنّه لخَليق أَن يفعل ذلك ؛ قال الشاعر : ومَنْزِل منْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ به ، مَئِنّة مِنْ مَراصيدِ المَئِنّاتِ به تجاوزت عن أُولى وكائِده ، إنّي كذلك رَكّابُ الحَشِيّات .
      أَول حكاية (* قوله « أول حكاية » هكذا في الأصل ).
      أَبو عمرو : الأَنّةُ والمَئِنّة والعَدْقةُ والشَّوْزَب واحد ؛ وقال دُكَيْن : يَسْقِي على درّاجةٍ خَرُوسِ ، مَعْصُوبةٍ بينَ رَكايا شُوسِ ، مَئِنّةٍ مِنْ قَلَتِ النُّفوسِ ‏

      يقال : ‏ مكان من هلاكِ النفوس ، وقولُه مكان من هلاك النفوس تفسيرٌ لِمَئِنّةٍ ، قال : وكلُّ ذلك على أَنه بمنزلة مَظِنَّة ، والخَروسُ : البَكْرةُ التي ليست بصافية الصوتِ ، والجَروسُ ، بالجيم : التي لها صوت .
      قال أَبو عبيد :، قال الأَصمعي سأَلني شعبة عن مَئِنَّة فقلت : هو كقولك عَلامة وخَليق ، قال أََبو زيد : هو كقولك مَخْلَقة ومَجْدَرة ؛ قال أبو عبيد : يعني أَن هذا مما يُعْرَف به فِقْهُ الرجل ويُسْتَدَلُّ به عليه ، قال : وكلُّ شيءٍ دلَّكَ على شيءٍ فهو مَئِنّةٌ له ؛

      وأَنشد للمرّار : فَتَهامَسوا سِرّاً فقالوا : عَرِّسوا من غَيْر تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرِّس ؟

      ‏ قال أَبو منصور : والذي رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي وأَبي زيد في تفسير المَئِنّة صحيحٌ ، وأمّا احْتِجاجُه برأْيه ببَيْت المرار في التَّمْئِنَة للمَئِنَّة فهو غلط وسهوٌ ، لأَن الميمَ في التَّمْئِنة أَصليةٌ ، وهي في مَئِنّةٍ مَفْعِلةٌ ليست بأَصلية ، وسيأْتي تفسير ذلك في ترجمة مأَن .
      اللحياني : هو مَئِنَّةٌ أَن يفعل ذلك ومَظِنَّة أَن يفعل ذلك ؛

      وأَنشد : إنَّ اكتِحالاً بالنَّقِيّ الأمْلَجِ ، ونَظَراً في الحاجِبِ المُزَجَّجِ مَئِنَّةٌ منَ الفعال الأعْوجِ فكأَن مَئِنّةً ، عند اللحياني ، مبدلٌ الهمزةُ فيها من الظاء في المَظِنَّة ، لأَنه ذكر حروفاً تُعاقِب فيها الظاءُ الهمزةَ ، منها قولُهم : بيتٌ حسَنُ الأَهَرَةِ والظَّهَرةِ .
      وقد أَفَرَ وظَفَر أَي وثَب .
      وأَنَّ الماءَ يؤُنُّه أنّاً إذا صبَّه .
      وفي كلام الأَوائل : أُنَّ ماءً ثم أَغْلِه أَي صُبَّه وأَغْلِه ؛ حكاه ابن دريد ، قال : وكان ابن الكلبي يرويه أُزّ ماءً ويزعُمُ أَنَّ أُنَّ تصحيفٌ .
      قال الخليل فيما روى عنه الليث : إنَّ الثقيلةُ تكون منصوبةَ الأَلفِ ، وتكونُ مكسورةَ الأَلف ، وهي التي تَنْصِبُ الأَسماء ، قال : وإذا كانت مُبتَدأَةً ليس قبلها شيءٌ يُعْتمد عليه ، أَو كانت مستأْنَفَةً بعد كلام قديم ومَضَى ، أَو جاءت بعدها لامٌ مؤكِّدَةٌ يُعْتمد عليها كُسِرَتْ الأَلفُ ، وفيما سوى ذلك تُنْصَب الأَلف .
      وقال الفراء في إنَّ : إذا جاءت بعد القول وما تصرَّف من القول وكانت حكايةً لم يَقَعْ عليها القولُ وما تصرَّف منه فهي مكسورة ، وإن كانت تفسيراً للقول نَصَبَتْها وذلك مثل قول الله عز وجل : ولا يَحْزُنْك قولُهم إن العِزَّة لله جميعاً ؛ وكذلك المعنى استئنافٌ كأَنه ، قال : يا محمد إن العزَّة لله جميعاً ، وكذلك : وقوْلِهم إنَّا قَتَلْنا المسيحَ عيسى بن مَريَمَ ، كسَرْتَها لأَنها بعد القول على الحكاية ، قال : وأَما قوله تعالى : ما قلتُ لهم إلا ما أَمَرْتَني به أَنِ اعْبُدوا الله فإنك فتحْتَ الأَلفَ لأَنها مفسِّرة لِمَا وما قد وقع عليها القولُ فنصبَها وموضعُها نصبٌ ، ومثله في الكلام : قد قلت لك كلاماً حسَناً أَنَّ أَباكَ شريفٌ وأَنك عاقلٌ ، فتحتَ أَنَّ لأَنها فسَّرت الكلام والكلامُ منصوبٌ ، ولو أَردْتَ تكريرَ القول عليها كسَرْتَها ، قال : وقد تكون إنَّ بعد القول مفتوحةً إذا كان القول يُرافِعُها ، منْ ذلك أَن تقول : قولُ عبد الله مُذُ اليومِ أَن الناس خارجون ، كما تقول : قولُكَ مُذ اليومِ كلامٌ لا يُفْهم .
      وقال الليث : إذا وقعت إنَّ على الأَسماء والصفات فهي مشدّدة ، وإذا وقعت على فعلٍ أَو حرفٍ لا يتمكن في صِفةٍ أَو تصريفٍ فخفِّفْها ، تقول : بلغني أَن قد كان كذا وكذا ، تخفِّف من أَجل كان لأَنها فعل ، ولولا قَدْ لم تحسن على حال من الفعل حتى تعتمد على ما أَو على الهاء كقولك إنما كان زيد غائباً ، وبلَغني أَنه كان أَخو بكر غَنِيّاً ، قال : وكذلك بلغني أَنه كان كذا وكذا ، تُشَدِّدُها إذا اعتمدَتْ ، ومن ذلك قولك : إنْ رُبَّ رجل ، فتخفف ، فإذا اعتمدَتْ قلت : إنه رُبَّ رجل ، شدَّدْت وهي مع الصفات مشدّدة إنَّ لك وإنَّ فيها وإنَّ بك وأَشباهها ، قال : وللعرب لغتان في إنَّ المشدَّدة : إحداهما التثقيل ، والأُخرى التخفيف ، فأَما مَن خفَّف فإنه يرفع بها إلا أَنَّ ناساً من أَهل الحجاز يخفِّفون وينصبون على توهُّم الثقيلة ، وقرئَ : وإنْ كلاً لما ليُوفّينّهم ؛ خففوا ونصبوا ؛

      وأَنشد الفراء في تخفيفها مع المضمر : فلوْ أَنْكِ في يَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتِني فِراقَك ، لم أَبْخَلْ ، وأَنتِ صديقُ وأَنشد القول الآخر : لقد عَلِمَ الضَّيفُ والمُرْمِلون ، إذا اغْبَرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شمالا ، بأَنَّكَ ربيعٌ وغَيْثٌ مريع ، وقِدْماً هناكَ تكونُ الثِّمال ؟

      ‏ قال أَبو عبيد :، قال الكسائي في قوله عز وجل : وإنَّ الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ؛ كسرت إنّ لِمكان اللام التي استقبلتها في قوله لَفي ، وكذلك كلُّ ما جاءَك من أَنَّ فكان قبله شيءٌ يقع عليه فإنه منصوب ، إلا ما استقبَله لامٌ فإن اللام تُكْسِره ، فإن كان قبل أَنَّ إلا فهي مكسورة على كل حال ، اسْتَقبَلَتْها اللام أَو لم تستقبلها كقوله عز وجل : وما أَرسلْنا قبْلَك من المُرْسَلين إلا إنهم ليَأْكلون الطعامَ ؛ فهذه تُكْسر وإن لم تستقبلها لامٌ ، وكذلك إذا كانت جواباً ليَمين كقولك : والله إنه لقائمٌ ، فإذا لم تأْتِ باللام فهي نصبٌ : واللهِ أَنَّكَ قائم ، قال : هكذا سمعته من العرب ، قال : والنحويون يكسرون وإن لم تستقبلها اللامُ .
      وقال أَبو طالب النحوي فيما روى عنه المنذري : أَهل البصرة غير سيبويه وذَوِيه يقولون العرب تُخَفِّف أَنَّ الشديدة وتُعْمِلها ؛

      وأَنشدوا : ووَجْهٍ مُشْرِقِ النَّحْر ، كأَنْ ثَدْيَيْه حُقَّانِ أَراد كأَنَّ فخفَّف وأََعْمَلَ ، قال : وقال الفراء لم نسمع العربَ تخفِّف أَنَّ وتُعْمِلها إلا مع المَكْنيّ لأَنه لا يتبيَّن فيه إعراب ، فأَما في الظاهر فلا ، ولكن إذا خَفَّفوها رفَعُوا ، وأَما من خفَّف وإنْ كلاً لمَا ليُوَفِّيَنَّهم ، فإنهم نصبوا كُلاًّ بِلَيُوَفِّيَنَّهم كأَنه ، قال : وإنْ ليُوفِّينَّهم كُلاًّ ، قال : ولو رُفِعت كلٌّ لصلَح ذلك ، تقول : إنْ زيدٌ لقائمٌ .
      ابن سيده : إنَّ حرف تأْكيد .
      وقوله عز وجل : إنَّ هذانِ لساحِران ، أَخبر أَبو علي أَن أَبا إسحق ذهب فيه إلى أَنَّ إنَّ هنا بمعنى نَعَمْ ، وهذان مرفوعٌ بالابتداء ، وأَنَّ اللامَ في لَساحران داخلةٌ على غير ضرورة ، وأَن تقديره نَعَمْ هذان هما ساحِران ، وحكي عن أَبي إسحق أَنه ، قال : هذا هو الذي عندي فيه ، والله أَعلم .
      قال ابن سيده : وقد بيَّن أَبو عليٍّ فسادَ ذلك فغَنِينا نحن عن إيضاحه هنا .
      وفي التهذيب : وأَما قول الله عز وجل : إنَّ هذان لَساحِران ، فإنَّ أبا إسحق النحوي اسْتَقْصى ما ، قال فيه النحويون فحَكَيْت كلامه .
      قال : قرأَ المدنيُّون والكوفيون إلا عاصماً : إنَّ هذان لَساحِران ، وروي عن عاصم أَنه قرأَ : إنْ هذان ، بتخفيف إنْ ، وروي عن الخليل : إنْ هذان لساحِران ، قال : وقرأَ أَبو عمرو إنّ هذين لساحران ، بتشديد إنّ ونصْبِ هذين ، قال أَبو إسحق : والحجةُ في إنّ هذان لساحِران ، بالتشديد والرفع ، أَن أَبا عبيدة روى عن أَبي الخطاب أَنه لغةٌ لكنانةَ ، يجعلون أَلفَ الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد ، يقولون : رأَيت الزيدان ، وروى أَهلُ الكوفة والكسائي والفراء : أَنها لغة لبني الحرث بن كعب ، قال : وقال النحويون القُدَماء : ههنا هاءٌ مضمرة ، المعنى : إنه هذانِ لساحِران ، قال : وقال بعضهم إنّ في معنى نعَمْ كما تقدم ؛

      وأَنشدوا لابن قيس الرُّقَيَّات : بَكَرَتْ عليَّ عواذِلي يَلْحَيْنَنِي وأَلومُهُنَّهْ ويَقُلْنَ : شَيْبٌ قدْ علاّ كَ ، وقد كَبِرْتَ ، فقلتُ : إنَّهْ .
      أَي إنه قد كان كما تَقُلْن ؛ قال أَبو عبيد : وهذا اختصارٌ من كلام العرب يُكتفى منه بالضمير لأَنه قد عُلِم معناه ؛ وقال الفراء في هذا : إنهم زادوا فيها النونَ في التثنية وتركوها على حالها في الرفع والنصب والجر ، كما فعَلوا في الذين فقالوا الَّذِي ، في الرفع والنصب والجر ، قال : فهذا جميع ما ، قال النحويون في الآية ؛ قال أَبو إسحق : وأَجودُها عندي أَن إنّ وقعت موقع نَعَمْ ، وأَن اللام وَقَعتْ موقِعَها ، وأَنّ المعنى نعَمْ هذان لهما ساحران ، قال : والذي يلي هذا في الجَوْدَة مذهبُ بني كنانة وبَلْحَرِث بن كعب ، فأَما قراءةُ أَبي عمرو فلا أُجيزُها لأَنها خلافُ المصحف ، قال : وأَستحسن قراءةَ عاصم والخليل إنْ هذان لَساحِران .
      وقال غيرُه : العرب تجعل الكلام مختصراً ما بعْدَه على إنَّه ، والمراد إنه لكذلك ، وإنه على ما تقول ، قال : وأَما قول الأَخفش إنَّه بمعنى نَعَمْ فإنما يُراد تأْويله ليس أَنه موضوع في اللغة لذلك ، قال : وهذه الهاء أُدْخِلت للسكوت .
      وفي حديث فَضالة بن شَريك : أَنه لقِيَ ابنَ الزبير فقال : إنّ ناقتي قد نَقِبَ خفُّها فاحْمِلْني ، فقال : ارْقَعْها بجِلدٍ واخْصِفْها بهُلْبٍ وسِرْ بها البَرْدَين ، فقال فَضالةُ : إنما أَتَيْتُك مُسْتَحْمِلاً لا مُسْتَوْصِفاً ، لا حَمَلَ الله ناقةً حمَلتْني إليك فقال ابن الزبير : إنّ وراكِبَها أَي نعَمْ مع راكبها .
      وفي حديث لَقيط ابن عامر : ويقول رَبُّكَ عز وجل وإنه أَي وإنه كذلك ، أَو إنه على ما تقول ، وقيل : إنَّ بمعنى نعم والهاء للوقف ، فأَما قوله عز وجل : إنا كلَّ شيء خلْقناه بقَدَر ، وإنَّا نحنُ نحْيي ونميت ، ونحو ذلك فأَصله إنَّنا ولكن حُذِفَت إحدى النُّونَين من إنَّ تخفيفاً ، وينبغي أَن تكونَ الثانيةَ منهما لأَنها طرَفٌ ، وهي أَضعف ، ومن العرب من يُبْدِلُ هَمْزَتَها هاء مع اللام كما أَبدلوها في هَرَقْت ، فتقول : لَهِنَّك لَرَجُلُ صِدْقٍ ، قال سيبويه : وليس كلُّ العرب تتكلم بها ؛ قال الشاعر : أَلا يا سَنا بَرْقٍ على قُنَنِ الحِمَى ، لَهِنّكَ من بَرْقٍ عليَّ كريم وحِكى ابن الأَعرابي : هِنّك وواهِنّك ، وذلك على البدل أَيضاً .
      التهذيب في إنّما :، قال النحويون أَصلها ما مَنَعت إنَّ من العمل ، ومعنى إنما إثباتٌ لما يذكر بعدها ونفيٌ لما سواه كقوله : وإنما يُدافعُ عن أَحسابهم أَنا ومِثْلي المعنى : ما يُدافع عن أَحسابِهم إلا أَنا أَو مَنْ هو مِثْلي ، وأَنَّ : كإن في التأْكيد ، إلا أَنها تقع مَوْقِعَ الأَسماء ولا تُبْدَل همزتُها هاءً ، ولذلك ، قال سيبويه : وليس أَنَّ كإنَّ ، إنَّ كالفِعْلِ ، وأَنَّ كالاسْمِ ، ولا تدخل اللامُ مع المفتوحة ؛ فأَما قراءة سعيد بن جُبيَر : إلاَّ أَنهم ليأْكلون الطعام ، بالفتح ، فإن اللام زائدة كزيادتها في قوله : لَهِنَّك في الدنيا لبَاقيةُ العُمْرِ الجوهري : إنَّ وأَنَّ حرفان ينصبان الأَسماءَ ويرفعان الأَخبارَ ، فالمكسورةُ منهما يُؤكَّدُ بها الخبرُ ، والمفتوحة وما بعدها في تأْويل المصدر ، وقد يُخَفِّفان ، فإذا خُفِّفتا فإن شئتَ أَعْمَلْتَ وإن شئت لم تُعْمِلْ ، وقد تُزادُ على أَنَّ كافُ التشبيه ، تقول : كأَنه شمسٌ ، وقد تخفف أَيضاً فلا تعْمَل شيئاً ؛ قال : كأَنْ ورِيداهُ رِشاءَا خُلُب ويروى : كأَنْ ورِيدَيْهِ ؛ وقال آخر : ووَجْهٍ مُشْرِقِ النحرِ ، كأَنْ ثَدْياه حُقَّانِ ويروى ثَدْيَيْه ، على الإعمال ، وكذلك إذا حذفْتَها ، فإن شئت نصبت ، وإن شئت رفعت ، قال طرفة : أَلا أَيُّهَذا الزاجِرِي أَحْضُرَ الوغَى ، وأَن أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ ، هل أَنتَ مُخْلدي ؟ يروى بالنصب على الإعمال ، والرفْعُ أَجود .
      قال الله تعالى : قل أَفغَيْرَ الله تأْمرونِّي أَعبُدُ أَيُّها الجاهلون ، قال النحويون : كأَنَّ أَصلُها أَنَّ أُدخِلَ عليها كافُ التشبيه ، وهي حرفُ تشبيه ، والعربُ تنصب به الاسمَ وترفع خبرَه ، وقال الكسائي : قد تكون كأَنَّ بمعنى الجحد كقولك كأَنك أميرُنا فتأْمُرُنا ، معناه لستَ أََميرَنا ، قال : وكأَنَّ أُخرى بمعنى التَّمَنِّي كقولك كأَنك بي قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجِيدَه ، معناه لَيْتَني قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجيدَه ، ولذلك نُصِب فأُجيدَه ، وقيل : تجيء كأَنَّ بمعنى العلم والظنِّ كقولك كأَنَّ الله يفعل ما يشاء ، وكأَنك خارجٌ ؛ وقال أَبو سعيد : سمعت العرب تُنشِد هذا البيت : ويومٍ تُوافينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ ، كأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إلى ناضِرِ السَّلَمْ وكأَنْ ظَبْيَةٍ وكأَنْ ظَبْيَةٌ ، فمن نَصَبَ أَرادَ كأَنَّ ظَبْيَةً فخفف وأَعْمَل ، ومَنْ خفَض أَراد كظَبْيَةٍ ، ومَن رفع أَراد كأَنها ظبْيَةٌ فخفَّفَ وأَعْمَل مع إضمارِ الكِناية ؛ الجرار عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشد : كأمَّا يحْتَطِبْنَ على قَتادٍ ، ويَسْتَضْكِكْنَ عن حَبِّ الغَمامِ .
      قال : يريد كأَنما فقال كأَمَّا ، والله أَعلم .
      وإنِّي وإنَّني بمعنى ، وكذلك كأَنِّي وكأَنَّني ولكنِّي ولكنَّني لأَنه كثُر استعمالهم لهذه الحروف ، وهم قد يَسْتَثْقِلون التضعيف فحذفوا النون التي تَلي الياء ، وكذلك لَعَلِّي ولَعَلَّني لأَن اللام قريبة من النون ، وإن زِدْتَ على إنَّ ما صارَ للتَّعيين كقوله تعالى : إنما الصَّدَقاتُ للفُقراء ، لأَنه يُوجِبُ إثْباتَ الحكم للمذكور ونَفْيَه عما عداه .
      وأَنْ قد تكون مع الفعل المستقبل في معنى مصدرٍ فتَنْصِبُه ، تقول : أُريد أن تقومَ ، والمعنى أُريد قيامَك ، فإن دخلت على فعل ماضٍ كانت معه بمعنى مصدرٍ قد وقَع ، إلا أَنها لا تَعْمَل ، تقول : أَعْجَبَني أَن قُمْتَ والمعنى أَعجبني قيامُك الذي مضى ، وأَن قد تكون مخفَّفة عن المشدَّدة فلا تعمل ، تقول : بَلَغَني أَنْ زيدٌ خارجٌ ؛ وفي التنزيل العزيز : ونُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجنَّةُ أُورِثْتُموها ؛ قال ابن بري : قوله فلا تعمل يريدُ في اللفظ ، وأَما في التقدير فهي عاملةٌ ، واسمها مقدَّرٌ في النيَّة تقديره : أَنه تِلْكُمْ الجنة .
      ابن سيده : ولا أَفعل كذا ما أَنَّ في السماء نجْماً ؛ حكاه يعقوب ولا أَعرف ما وجهُ فتْح أَنَّ ، إلا أَن يكون على توهُّم الفعل كأَنه ، قال : ما ثبت أَنَّ في السماء نجْماً ، أَو ما وُجد أَنَّ في السماء نجْماً .
      وحكى اللحياني : ما أَنَّ ذلك الجَبَل مكانَه ، وما أَن حِراءً مكانَه ، ولم يفسّره وقال في موضع آخر : وقالوا لا أَفْعَله ما أَنَّ في السماء نجْمٌ ، وما عَنَّ في السماء نجْمٌ أَي ما عَرَضَ ، وما أَنَّ في الفُرات قَطْرةٌ أَي ما كان في الفُراتِ قطرةٌ ، قال : وقد يُنْصَب ، ولا أَفْعَله ما أَنَّ في السماء سماءً ، قال اللحياني : ما كانَ وإنما فسره على المعنى .
      وكأَنَّ : حرفُ تشْبيهٍ إنما هو أَنَّ دخلت عليها الكاف ؛ قال ابن جني : إن سأَل سائلٌ فقال : ما وَجْهُ دخول الكاف ههنا وكيف أَصلُ وضْعِها وترتيبها ؟ فالجوابُ أَن أَصلَ قولنا كأَنَّ زيداً عمرٌو إنما هو إنَّ زيداً كعمْرو ، فالكاف هنا تشبيهٌ صريحٌ ، وهي متعلقة بمحذوف فكأَنك قلت : إنَّ زيداً كائنٌ كعمْرو ، وإنهم أَرادُوا الاهتمامَ بالتشبيه الذي عليه عقَدُوا الجملةَ ، فأَزالُوا الكاف من وسَط الجملة وقدّموها إلى أَوَّلها لإفراطِ عنايَتهم بالتشبيه ، فلما أَدخلوها على إنَّ من قَبْلِها وجب فتحُ إنَّ ، لأَنَّ المكسورة لا يتقدَّمُها حرفُ الجر ولا تقع إلاَّ أَولاً أَبداً ، وبقِي معنى التشبيه الذي كانَ فيها ، وهي مُتوسِّطة بحالِه فيها ، وهي متقدّمة ، وذلك قولهم : كأَنَّ زيداً عمروٌ ، إلا أَنَّ الكافَ الآنَ لمَّا تقدَّمت بطَل أَن تكون معلَّقةً بفعلٍ ولا بشيءٍ في معنى الفعل ، لأَنها فارَقَت الموضعَ الذي يمكن أَن تتعلَّق فيه بمحذوف ، وتقدمت إلى أَوَّل الجملة ، وزالت عن الموضع الذي كانت فيه متعلّقة بخبرِ إنَّ المحذوف ، فزال ما كان لها من التعلُّق بمعاني الأَفعال ، وليست هنا زائدةً لأَن معنى التشبيه موجودٌ فيها ، وإن كانت قد تقدَّمت وأُزِيلت عن مكانها ، وإذا كانت غير زائدة فقد بَقي النظرُ في أنَّ التي دخلت عليها هل هي مجرورة بها أَو غير مجرورة ؛ قال ابن سيده : فأَقوى الأَمرين عليها عندي أََن تكون أنَّ في قولك كأَنك زيدٌ مجرورة بالكاف ، وإن قلت إنَّ الكافَ في كأَنَّ الآن ليست متعلقة بفعل فليس ذلك بمانعٍ من الجرِّ فيها ، أَلا ترى أَن الكاف في قوله تعالى : ليس كمِثْله شيءٌ ، ليست متعلقة بفعل وهي مع ذلك جارّة ؟ ويُؤَكِّد عندك أَيضاً هنا أَنها جارّة فتْحُهم الهمزة بعدها كما يفْتحونها بعد العَوامِل الجارّة وغيرها ، وذلك قولهم : عجِبتُ مِن أَنك قائم ، وأَظنُّ أَنك منطلق ، وبلغَني أَنك كريمٌ ، فكما فتحت أَنَّ لوقوعِها بعد العوامل قبلها موقعَ الأَسماء كذلك فتحت أَيضاً في كأَنك قائم ، لأَن قبلها عاملاً قد جرَّها ؛ وأَما قول الراجز : فبادَ حتى لَكأَنْ لمْ يَسْكُنِ ، فاليومَ أَبْكي ومَتى لمْ يُبْكنِي (* قوله « لكأن لم يسكن » هكذا في الأصل بسين قبل الكاف ).
      فإنه أَكَّد الحرف باللام ؛ وقوله : كأَنَّ دَريئةً ، لمّا التَقَيْنا لنَصْل السيفِ ، مُجْتَمَعُ الصُّداعِ أَعْمَلَ معنى التشبيه في كأَنَّ في الظرف الزَّمانيّ الذي هو لما التَقَيْنا ، وجاز ذلك في كأَنَّ لما فيها من معنى التشبيه ، وقد تُخَفَّف أَنْ ويُرْفع ما بعدها ؛ قال الشاعر : أَنْ تقْرآنِ على أَسْماءَ ، وَيحَكُما منِّي السلامَ ، وأَنْ لا تُعْلِما أَحَد ؟

      ‏ قال ابن جني : سأَلت أَبا عليّ ، رحمه الله تعالى ، لِمَ رَفَع تَقْرآنِ ؟ فقال : أَراد النون الثقيلة أَي أَنكما تقْرآن ؛ قال أَبو علي : وأَوْلى أَنْ المخففة من الثقيلة الفعل بلا عِوَض ضرورة ، قال : وهذا على كل حال وإن كان فيه بعضُ الصَّنعة فهو أَسهلُ مما ارتكبه الكوفيون ، قال : وقرأْت على محمد بن الحسن عن أَحمد بن يحيى في تفسير أَنْ تقْرآنِ ، قال : شبَّه أَنْ بما فلم يُعْمِلها في صِلَتها ، وهذا مذهب البَغْداديّين ، قال : وفي هذا بُعْدٌ ، وذلك أَنَّ أَنْ لا تقع إذا وُصلت حالاً أَبداً ، إنما هي للمُضيّ أَو الاستقبال نحو سَرَّني أَن قام ، ويُسرُّني أَن تقوم ، ولا تقول سَرَّني أَن يقوم ، وهو في حال قيام ، وما إذا وُصِلت بالفعل وكانت مصدراً فهي للحال أَبداً نحو قولك : ما تقومُ حسَنٌ أَي قيامُك الذي أَنت عليه حسن ، فيَبْعُد تشبيهُ واحدةٍ منهما بالأُخرى ، ووُقوعُ كلّ واحدة منهما مَوْقِعَ صاحبتها ، ومن العرب من يَنصب بها مخففة ، وتكون أَنْ في موضع أَجْل .
      غيره : وأَنَّ المفتوحةُ قد تكون بمعنى لعلّ ، وحكى سيبويه : إئتِ السوقَ أَنك تشتري لنا سَويقاً أَي لعلك ، وعليه وُجِّه قوله تعالى : وما يُشْعِركم أَنها إذا جاءت لا يؤْمنون ؛ إذ لو كانت مفتوحةً عنها لكان ذلك عذراً لهم ، قال الفارسي : فسأَلتُ عنها أَبا بكر أَوانَ القراءة فقال : هو كقول الإنسان إنَّ فلاناً يَقْرأُ فلا يَفْهم ، فتقول أَنتَ : وما يُدْريك أَنه لا يَفْهَمُ (* قوله « إن فلاناً يقرأ فلا يفهم فتقول أنت وما يدريك إنه لا يفهم » هكذا في الأصل المعوَّل عليه بيدنا بثبوت لا في الكلمتين ).
      وفي قراءة أُبَيٍّ : لعلها إذا جاءَت لا يؤْمنون ؛ قال ابن بري : وقال حُطائِط بن يعْفُر ، ويقال هو لدُريد : أَريني جَواداً مات هَزْلاً ، لأَنَّني أَرى ما تَرَيْنَ ، أَو بَخيلاً مُخَلَّدا وقال الجوهري : أَنشده أَبو زيد لحاتم ، قال : وهو الصحيح ، قال : وقد وجدته في شعر مَعْن بن أَوس المُزَني ؛ وقال عدي بن زيد : أَعاذِلَ ، ما يُدريكِ أَنَّ مَنِيَّتي إلى ساعةٍ في اليوم ، أَو في ضُحى الغَدِ ؟ أَي لعل منيتي ؛ ويروى بيت جرير : هَلَ انْتُمْ عائجون بِنا لأَنَّا نرى العَرَصاتِ ، أَو أَثَرَ الخِيام ؟

      ‏ قال : ويدُلك على صحة ما ذكرت في أَنَّ في بيت عديّ قوله سبحانه : وما يُدْريك لعله يَزَّكَّى ، وما يُدْريك لعل الساعةَ تكون قريباً .
      وقال ابن سيده : وتُبْدِل من همزة أَنَّ مفتوحةً عيناً فتقول : علمتُ عَنَّكَ منطلق .
      وقوله في الحديث :، قال المهاجرون يا رسول الله ، إنَّ الأَنصارَ قد فَضَلونا ، إنهم آوَوْنا وفَعَلوا بنا وفَعَلوا ، فقال : تَعْرفون ذلك لهم ؟، قالوا : نعم ، قال : فإنَّ ذلك ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء مقطوع الخبر ومعناه إنَّ اعترافكم بصنيعهم مُكافأَةٌ منكم لهم ؛ ومنه حديثه الآخر : من أُزِلَّتْ إليه نِعمةٌ فليُكافِئْ بها ، فإن لم يجِدْ فَليُظهِر ثناءً حسَناً ، فإنَّ ذلك ؛ ومنه الحديث : أَنه ، قال لابن عمر في سياق كلامٍ وَصَفه به : إنَّ عبدَ الله ، إنَّ عبدالله ، قال : وهذا وأَمثاله من اختصاراتهم البليغة وكلامهم الفصيح .
      وأَنَّى : كلمة معناها كيف وأَين .
      التهذيب : وأَما إنْ الخفيفةُ فإنّ المنذري روى عن ابن الزَّيْدي عن أَبي زيد أَنه ، قال : إنْ تقع في موضع من القرآن مَوْضعَ ما ، ضَرْبُ قوله : وإنْ من أَهل الكتاب إلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ به قبْل موتِه ؛ معناه : ما مِن أَهل الكتاب ، ومثله : لاتَّخَذْناه من لَدُنَّا إنْ كنَّا فاعلين ؛ أَي ما كنا فاعلين ، قال : وتجيء إنْ في موضع لَقَدْ ، ضَرْبُ قوله تعالى : إنْ كانَ وعْدُ رَبِّنا لَمَفْعولاً ؛ المعنى : لقَدْ كان من غير شكٍّ من القوم ، ومثله : وإنْ كادوا لَيَفْتِنونك ، وإنْ كادوا ليَسْتَفِزُّونك ؛ وتجيء إنْ بمعنى إذْ ، ضَرْبُ قوله : اتَّقُوا اللهَ وذَروا ما بَقِيَ من الرِّبا إن كنتم مُؤْمنين ؛ المعنى إذْ كنتم مْمنين ، وكذلك قوله تعالى : فرُدُّوه إلى الله والرسول إن كُنتمْ تُؤْمنون بالله ؛ معناه إذْ كنتم ، قال : وأَنْ بفتح الأَلف وتخفيف النون قد تكون في موضع إذْ أَيضاً ، وإنْ بخَفْض الأَلف تكون موضعَ إذا ، من ذلك قوله عز وجل : لا تَتَّخِذوا آباءَكُم وإخْوانَكم أَوْلياءَ إن اسْتَحَبُّوا ؛ مَنْ خَفضَها جعلَها في موضع إذا ، ومَنْ فتحها جعلها في موضع إذْ على الواجب ؛ ومنه قوله تعالى : وامْرأَةً مُؤمِنةً إن وَهَبَتْ نَفْسَها للنبيّ ؛ من خفضها جعلها في موضع إذا ، ومن نصبها ففي إذ .
      ابن الأَعرابي في قوله تعالى : فذَكِّرْ إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى ؛ قال : إنْ في معنى قَدْ ، وقال أَبو العباس : العرب تقول إنْ قام زيد بمعنى قد قام زيد ، قال : وقال الكسائي سمعتهم يقولونه فظَنَنْتُه شَرْطاً ، فسأَلتهم فقالوا : نُرِيدُ قد قام زيد ولا نُرِيدُ ما قام زيد .
      وقال الفراء : إن الخفيفةُ أُمُّ الجزاء ، والعرب تُجازِي بحروف الاستفهام كلها وتَجْزمُ بها الفعلين الشرطَ والجزاءَ إلاَّ الأَلِفَ وهَلْ فإنهما يَرْفعَانِ ما يليهما .
      وسئل ثعلبٌ : إذا ، قال الرجل لامرأَته إن دَخلتِ الدارَ إن كَلَّمْتِ أَخاكِ فأَنتِ طالقٌ ، متى تَطْلُق ؟ فقال : إذا فَعَلَتْهما جميعاً ، قيل له : لِمَ ؟، قال : لأَنه قد جاء بشرطين ، قيل له : فإن ، قال لها أَنتِ طالقٌ إن احْمَرّ البُسْرُ ؟ فقال : هذه مسأَلةُ محال لأَن البُسْرَ لا بُدّ من أَن يَحْمَرّ ، قيل له : فإن ، قال أَنت طالِقٌ إذا احْمَرَّ البُسْرُ ؟، قال : هذا شرط صحيح تطلُقُ إذا احْمرَّ البُسْرُ ، قال الأَزهري : وقال الشافعي فيما أُثْبِت لنا عنه : إن ، قال الرجل لامرأَته أَنتِ طالقٌ إن لم أُطَلِّقْكِ لم يَحْنَِثْ حتى يُعْلَم أَنه لا يُطَلِّقُها بموته أَو بموتِها ، قال : وهو قول الكوفيين ، ولو ، قال إذا لم أُطَلِّقْك ومتى ما لم أُطَلِّقْك فأَنت طالق ، فسكتَ مدَّةً يمكنه فيها الطّلاق ، طَلُقَت ؛ قال ابن سيده : إنْ بمعنى ما في النفي ويُوصل بها ما زائدة ؛ قال زهير : ما إنْ يَكادُ يُخلِّيهمْ لِوِجْهَتِهمْ تَخالُجُ الأَمْرِ ، إنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَك ؟

      ‏ قال ابن بري : وقد تزاد إنْ بعد ما الظرفية كقول المَعْلوط بن بَذْلٍ القُرَيْعيّ أَنشده سيبويه : ورجَّ الفتى للْخَيْر ، ما إنْ رأَيْتَه على السِّنِّ خيراً لا يَزالُ يَزِيدُ وقال ابن سيده : إنما دخَلت إنْ على ما ، وإن كانت ما ههنا مصدريةً ، لِشَبَهَها لفظاً بما النافية التي تُؤكِّد بأَنْ ، وشَبَهُ اللفظ بينهما يُصَيِّر ما المصدريةَ إلى أَنها كأَنها ما التي معناها النفيُ ، أَلا ترى أَنك لو لم تَجْذِب إحداهما إلى أَنها كأَنها بمعنى الأُخرى لم يجز لك إلحاقُ إنْ بها ؟

      ‏ قال سيبويه : وقولُهم افْعَل كذا وكذا إمّا لا ، أَلْزَموها ما عوضاً ، وهذا أَحْرى إذ كانوا يقولون آثِراً ما ، فيُلْزمون ما ، شبَّهوها بما يَلْزَم من النوتات في لأَفعلنّ ، واللامِ في إِنْ كان لَيَفْعل ، وإن كان ليْس مِثْلَه ، وإنَّما هو شاذ ، ويكونُ الشرطَ نحو إنْ فعلتَ فعلتُ .
      وفي حديث بيع الثمر : إمّا لا فلا تبَايَعُوا حتى يَبْدُوَ صلاَحُه ؛ قال ابن الأَثير : هذه كلمة تَرِدُ في المُحاورَات كثيراً ، وقد جاءَت في غير موضع من الحديث ، وأَصلها إنْ وما ولا ، فأُدْغِمت النونُ في الميم ، وما زائدةٌ في اللفظ لا حُكمَ لها ، وقد أَمالت العربُ لا إمالةً خفيفةً ، والعوامُّ يُشْبِعون إمالَتها فتَصيرُ أَلفُها ياءً ، وهي خطأٌ ، ومعناها إنْ لم تَفعلْ هذا فلْيَكن هذا ، وأَما إنْ المكسورة فهو حرفُ الجزاء ، يُوقِع الثانيَ من أَجْل وُقوع الأَوَّل كقولك : إنْ تأْتني آتِك ، وإن جِئْتني أَكْرَمْتُك ، وتكون بمعنى ما في النفي كقوله تعالى : إنِ الكافرون إلاّ في غُرور ؛ ورُبَّما جُمِع بينهما للتأْكيد كما ، قال الأَغْلَبُ العِجْليُّ : ما إنْ رَأَينا مَلِكاً أَغارا أَكْثَرَ منه قِرَةً وقَار ؟

      ‏ قال ابن بري : إنْ هنا زائدةٌ وليست نفياً كما ذكر ، قال : وقد تكون في جواب القسم ، تقول : والله إنْ فعلتُ أَي ما فعلت ، قال : وأَنْ قد تكون بمعنى أَي كقوله تعالى : وانطَلَق الملأُ منهم أَنِ امْشُوا ؛ قال : وأَن قد تكون صِلةً لِلَمَّا كقوله تعالى : فلما أَنْ جاء البشيرُ ؛ وقد تكون زائدةً كقوله تعالى : وما لهم أَن لا يُعَذِّبَهم الله ؛ يريد وما لهُم لا يعذِّبُهُم الله ؛ قال ابن بري : قول الجوهري إنَّها تكونُ صلةً لِلَمّا وقد تكون زائدةً ، قال : هذا كلامٌ مكرَّر لأَنَّ الصلةَ هي الزائدةُ ، ولو كانت زائدةً في الآية لم تَنْصِب الفعلَ ، قال : وقد تكونُ زائدةً مع ما كقولك : ما إنْ يقُومُ زيد ، وقد تكون مخففةً من المشددة فهذه لا بد من أَنْ يدخُلَ اللامُ في خبرها عوضاً مما حُذِفَ من التشديد كقوله تعالى : إنْ كُلُّ نفسٍ لمَّا عليها حافظٌ ؛ وإنْ زيدٌ لأَخوك ، لئلا يلتبس بإنْ التي بمعنى ما للنفي .
      قال ابن بري : اللامُ هنا دخلت فرقاً بين النفي والإيجاب ، وإنْ هذه لا يكون لها اسمٌ ولا خبر ، فقولُه دخلت اللامُ في خبرها لا معنى له ، وقد تدخُلُ هذه اللامُ مع المَفعول في نحو إنْ ضربت لزَيداً ، ومع الفاعل في قولك إن قام لزيدٌ ، وحكى ابن جني عن قطرب أَن طَيِّئاً تقول : هِنْ فَعَلْتَ فعلتُ ، يريدون إنْ ، فيُبْدِلون ، وتكون زائدةً مع النافية .
      وحكى ثعلب : أَعْطِه إنْ شاء أَي إذا شاء ، ولا تُعْطِه إنْ شاءَ ، معناه إذا شاء فلا تُعْطِه .
      وأَنْ تَنْصب الأَفعال المضارِعة ما لم تكن في معنى أَنَّ ، قال سيبويه : وقولُهم أَمَّا أَنت مُنْطلِقاً انْطلقْتُ مَعَك إنما هي أَنْ ضُمّت إليها ما ، وهي ما للتوكيد ، ولَرِمَت كراهية أَن يُجْحِفوا بها لتكون عوضاً من ذَهاب الفعل ، كما كانت الهاءُ والأَلفُ عوضاً في الزّنادقةِ واليَماني من الياء ؛ فأَما قول الشاعر : تعَرَّضَتْ لي بمكانٍ حِلِّ ، تَعَرُّضَ المُهْرَةِ في الطِّوَلِّ ، تَعَرُّضاً لم تأْلُ عن قَتْلاً لي فإنه أَراد لم تأْلُ أَن قَتْلاً أَي أَنْ قَتَلَتْني ، فأَبدل العينَ مكان الهمزة ، وهذه عَنْعنةُ تميمٍ ، وهي مذكورة في موضعها ، ويجوز أَنْ يكون أَراد الحكاية كأَنه حكى النصبَ الذي كان معتاداً في قولها في بابه أَي كانت قول قَتْلاً قَتْلاً أَي أَنا أَقْتُلُه قَتْلاً ، ثم حكى ما كانت تَلَفَّظُ به ؛ وقوله : إني زَعيمٌ يا نُوَيْقَةُ ، إنْ نجَوْتِ من الرَّزاح ، أَنْ تَهْبِطينَ بلادَ قَوْ مٍ يَرْتَعُون من الطِّلاح .
      قال ثعلب :، قال الفراء هذه أَن الدائرةُ يليها الماضي والدائم فتَبْطُل عنهما ، فلما وَلِيها المستقبل بطلت عنه كما بطلت عن الماضي والدائم ، وتكون زائدة مع لما التي بمعنى حين ، وتكون بمعنى أَي نحو قوله : وانْطَلَق الملأُ منهم أَنِ امْشُوا ؛ قال بعضهم : لا يجوز الوقوف عليها لأَنها تأْتي ليُعبَّر بها وبما بعدها عن معنى الفعل الذي قبل ، فالكلامُ شديدُ الحاجةِ إلى ما بعدها ليُفَسَّر به ما قبلها ، فبحسب ذلك امتنع الوقوفُ عليها ، ورأَيت في بعض نسخ المحكم وأَنْ نِصْفُ اسمٍ تمامُه تَفْعَل ، وحكى ثعلب أيضاً : أَعْطِه إلا أَن يشاءَ أَي لا تُعْطِه إذا شاء ، ولا تُعْطِه إلا أَن يشاءَ ، معناه إذا شاء فأَعْطِه .
      وفي حديث رُكوبِ الهَدْيِ :، قال له ارْكَبْها ، قال : إنها بَدنةٌ ، فكرر عليه القولَ فقال : ارْكَبْها وإنْ أَي وإن كانت بَدنةً .
      التهذيب : للعرب في أَنا لغاتٌ ، وأَجودها أَنَّك إذا وقفْتَ عليها قلت أَنا بوزن عَنَا ، وإذا مضَيْتَ عليها قلت أَنَ فعلتُ ذلك ، بوزن عَنَ فَعَلْتُ ، تحرّك النون في الوصل ، وهي ساكنة منْ مثلِه في الأَسماء غير المتمكنة مثل مَنْ وكَمْ إذا تحرَّك ما قبلها ، ومن العرب من يقول أَنا فعلت ذلك فيُثْبِتُ الأَلفَ في الوصل ولا يُنوِّن ، ومنهم مَن يُسَكِّنُ النونَ ، وهي قليلة ، فيقول : أَنْ قلتُ ذلك ، وقُضاعةُ تمُدُّ الأَلفَ الأُولى آنَ قلتُه ؛ قال عديّ : يا لَيْتَ شِعْري آنَ ذُو عَجَّةٍ ، مَتى أَرَى شَرْباً حَوالَيْ أَصيصْ ؟ وقال العُدَيْل فيمن يُثْبِت الأَلفَ : أَنا عَدْلُ الطِّعانِ لِمَنْ بَغاني ، أَنا العَدْلُ المُبَيّنُ ، فاعْرِفوني وأَنا لا تَثنيهَ له من لفظه إلا بنَحْن ، ويصلح نحنُ في التثنية والجمع ، فإن قيل : لم ثَنَّوا أَنْ فقالوا أَنْتُما ولم يُثَنُّوا أَنا ؟ فقيل : لمَّا لم تُجِزْ أَنا وأَنا لرجلٍ آخرَ لم يُثَنُّوا ، وأَما أَنْتَ فَثَنَّوْه بأَنْتُما لأَنَّك تجيز أَن تقول لرجل أَنتَ وأَنتَ لآخرَ معه ، فلذلك ثُنِّيَ ، وأَما إنِّي فتَثْنيتُه إنَّا ، وكان في الأَصل إنَّنا فكثُرت النوناتُ فحُذِفت إحداها ، وقيل إنَّا ، وقوله عز وجل : إنَّآ أَو إِيَّاكم ( الآية ) المعنى إنَّنا أَو إنَّكم ، فعطف إياكم على الاسم في قوله إنَّا على النون والأَلف كما تقول إني وإيَّاك ، معناه إني وإنك ، فافْهمه ؛

      وقال : إنّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَعْدَكم ، فحَمَلْت بَرَّةَ واحْتَمَلت فَجارِ إنَّا تثنيةُ إني في البيت .
      قال الجوهري : وأَما قولهم أَنا فهو اسمٌ مكنيٌّ ، وهو للمتكَلِّم وحْدَه ، وإنما يُبْنى على الفتح فرقاً بينه وبين أَن التي هي حرفٌ ناصب للفعل ، والأَلفُ الأَخيرةُ إنما هي لبيان الحركة في الوقف ، فإن وُسِّطت سَقَطت إلا في لغة رديئةٍ كما ، قال : أَنا سَيْفُ العَشيرةِ ، فاعْرفوني جميعاً ، قد تَذَرَّيْتُ السَّنامَا واعلم أَنه قد يُوصل بها تاءُ الخطاب فيَصيرانِ كالشيء الواحد من غير أَن تكون مضافة إليه ، تقول : أَنت ، وتكسر للمؤَنث ، وأَنْتُم وأَنْتُنَّ ، وقد تدخلُ عليه كافُ التشبيه فتقول : أَنتَ كأَنا وأَنا كأَنتَ ؛ حكي ذلك عن العرب ، وكافُ التشبيه لا تتَّصِلُ بالمضمر ، وإنما تتصل بالمُظهر ، تقول : أَنتَ كزيدٍ ، ولا تقول : أَنت كِي ، إلا أَن الضمير المُنْفَصل عندهم كان بمنزلة المُظْهَر ، فلذلك حَسُنَ وفارقَ المُتَّصِل .
      قال ابن سيده : وأَنَ اسم المتكلم ، فإذا وَقفْت أَلْحَقْتَ أَلَفاً للسكوت ، مَرْويّ عن قطرب أَن ؟

      ‏ قال : في أَنَ خمسُ لغات : أَنَ فعلتُ ، وأَنا فعلْتُ ، وآنَ فَعلتُ ، وأَنْ فعلت ، وأَنَهْ فعلت ؛ حكى ذلك عنه ابن جني ، قال : وفيه ضعف كما ترى ، قال ابن جني : يجوز الهاء في أَنَهْ بدلاً من الأَلف في أَنا لأَن أَكثر الاستعمال إنما هو أَنا بالأَلف والهاء قِبَلَه ، فهي بدل من الأَلف ، ويجوز أَن تكون الهاءُ أُلْحِقَتْ لبيان الحركة كما أُلحقت الأَلف ، ولا تكون بدلاً منها بل قائمة بنفسها كالتي في كتابِيَة وحسابِيَة ، ورأَيت في نسخة من المحكم عن الأَلف التي تلحق في أَنا للسكوت : وقد تحذفُ وإثباتُها أَحْسَنُ .
      وأَنْتَ : ضميرُ المخاطَب ، الاسمُ أَنْ والتاء علامةُ المخاطَب ، والأُنثى أَنْتِ ، وتقول في التثنية أَنْتُما ، قال ابن سيده : وليس بتثنيةِ أَنْتَ إذ لو كان تثنيتَه لوجب أَن تقول في أَنْتَ أَنْتانِ ، إنما هو اسمٌ مصوغٌ يَدُلُّ على التثنية كما صيغَ هذان وهاتان وكُما مِنْ ضرَبْتُكما وهُما ، يدلُّ على التثنية وهو غيرُ مُثَنّىً ، على حدّ زيد وزيدان .
      ويقال : رجل أُنَنَةٌ قُنَنَةٌ أَي بليغ .
      "

    المعجم: لسان العرب



  4. أني
    • " أَنى الشيءُ يأْني أَنْياً وإِنىً وأَنىً (* قوله « وأنى » هذه الثالثة بالفتح والقصر في الأصل ، والذي في القاموس ضبطه بالمد واعترضه شارحه وصوب القصر )، وهو أَنيٌّ .
      حان وأَدْرك ، وخَصَّ بعضهم به النبات .
      الفراء : يقال أَلمْ يَأْنِ وأَلَم يَئِنْ لك وأَلم يَنَلْ لكَ وأَلم يُنِلْ لك ، وأَجْوَدُهُنَّ ما نزل به القرآن العزيز ، يعني قوله : أَلم يَأْنِ للذين آمنوا ؛ هو من أَنى يأْني وآنَ لك يَئين .
      ويقال : أَنى لك أَن تفعل كذا ونالَ لك وأَنالَ لك وآن لك ، كل بمعنى واحد ؛ قال الزجاج : ومعناها كلها حانَ لك يَحين .
      وفي حديث الهجرة : هل أَنى الرحيلُ أَي حانَ وقتُه ، وفي رواية : هل آنَ الرحيلُ أَي قرب .
      ابن الأَنباري : الأَنى من بلوغ الشيء منتهاه ، مقصور يكتب بالياء ، وقد أَنى يَأْني ؛

      وقال :.. ‏ .
      ‏ . ‏ .
      ‏ . ‏ .
      ‏ . ‏ .
      ‏ .
      بيَوْمٍ أَنى ولِكُلِّ حاملةٍ تَمامُ أَي أَدرك وبلغ .
      وإِنَى الشيء : بلوغُه وإِدراكه .
      وقد أَنى الشيءُ يأْني إِنىً ، وقد آنَ أَوانُك وأَيْنُك وإِينُكَ .
      ويقال من الأَين : آنَ يَئِين أَيْناً .
      والإِناءُ ، ممدود : واحد الآنِية معروف مثل رداء وأَردية ، وجمعه آنيةٌ ، وجمع الآنية الأَواني ، على فواعل جمع فاعلة ، مثل سِقاء وأَسْقِية وأَساقٍ .
      والإِناءُ : الذي يرتفق به ، وهو مشتق من ذلك لأَنه قد بلغ أَن يُعْتَمل بما يعانَى به من طبخ أَو خَرْز أَو نجارة ، والجمع آنِيَةٌ وأَوانٍ ؛ الأَخيرة جمع الجمع مثل أَسقية وأَساق ، والأَلف في آنِيَة مبدلة من الهمزة وليست بمخففة عنها لانقلابها في التكسير واواً ، ولولا ذلك لحكم عليه دون البدل لأن القلب قياسيّ والبدل موقوف .
      وأَنَى الماءُ : سَخُنَ وبلغ في الحرارة .
      وفي التنزيل العزيز : يطوفون بينها وبين حَميم آنٍ ؛ قيل : هو الذي قد انتهى في الحرارة .
      ويقال : أَنَى الحميمُ أَي انتهى حره ؛ ومنه قوله عز وجل : حميم آنٍ .
      وفي التنزيل العزيز : تُسْقَى من عين آنِيَة ؛ أَي متناهية في شدّة الحر ، وكذلك سائر الجواهر .
      وبَلَغ الشيءُ إِناه وأَناه أَي غايته .
      وفي التنزيل : غير ناظرين إِناهُ ؛ أَي غير منتظرين نُضْجَه وإِدراكَه وبلوغه .
      تقول : أَنَى يَأْني إِذا نَضِجَ .
      وفي حديث الحجاب : غير ناظرين إِناه ؛ الإِنَى ، بكسر الهمزة والقصر : النُّضْج .
      والأَناةُ والأَنَى : الحِلم والوقار .
      وأَنِيَ وتَأَنَّى واسْتأْنَى : تَثبَّت .
      ورجل آنٍ على فاعل أَي كثير الأَناة والحلم .
      وأَنَى أُنِيّاً فهو أَنِيٌّ : تأَخر وأَبطأَ .
      وآنَى : كأَنَى .
      وفي الحديث في صلاة الجمعة :، قال لرجل جاء يوم الجمعة يتخطى رقاب الناس رأَيتك آنَيْتَ وآذَيْتَ ؛ قال الأَصمعي : آنَيْتَ أَي أَخرت المجيء وأَبطأْت ، وآذَيْتَ أَي آذَيت الناس بتخطيك ؛ ومنه قيل للمتمكث في الأُمور مُتَأَنٍّ .
      ابن الأَعرابي : تَأَنَّى إِذا رَفَق .
      وآنَيْت وأَنَّيت بمعنى واحد ، وفي حديث غزوة حنين : اختاروا إِحدى الطائفتين إِمَّا المال وإِمّا السبي وقد كنت استَأْنَيْتُ بكم أَي انتظرت وتربَّصت ؛ يقال : آنَيْت وأَنَّيْت وتأَنَّيْت واسْتَأْنَيْتُ .
      الليث : يقال اسْتَأْنَيتُ بفلان أَي لم أُعْجِله .
      ويقال : اسْتأْنِ في أَمرك أَي لا تَعْجَل ؛

      وأَنشد : اسْتأْن تَظْفَرْ في أُمورِك كلها ، وإِذا عَزَمْتَ على الهَوى فتوَكلِ والأَناة : التُّؤَدة .
      ويقال : لا تُؤنِ فُرْصَتَك أَي لا تؤخرها إِذا أَمْكَنَتْك .
      وكل شيء أَخَّرته فقد آنَيْتَه .
      الجوهري : آناه يُؤنِيه إِيناء أَي أَخَّره وحَبَسه وأَبطأَه ؛ قال الكميت : ومَرْضوفةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها ، حين غَرْغَرا وتَأَنَّى في الأَمر أَي تَرَفَّق وتَنَظَّرَ .
      واسْتأْنَى به أَي انتظر به ؛ يقال : اسْتُؤْنيَ به حَوْلاً .
      ويقال : تَأَنَّيْتُكَ حتى لا أَناة بي ، والاسم الأَناة مثل قناة ؛ قال ابن بري شاهده : الرِّفْقُ يُمْنٌ والأَناةُ سَعادةٌ وآنَيْتُ الشيءَ : أَخَّرته ، والاسم منه الأَناء على فَعَال ، بالفتح ؛ قال الحطيئة : وآنَيْتُ العَشاءَ إِلى سُهَيْلٍ ، أَو الشَّعْرى ، فطال بِيَ الأَناء التهذيب :، قال أَبو بكر في قولهم تَأَنَّيْتُ الرجل أَي انتظرته وتأَخرت في أَمره ولم أَعْجَل .
      ويقال : إِنَّ خَبَر فلان لَبَطيءٌ أَنِيٌّ ؛ قال ابن مقبل : ثم احْتَمَلْنَ أَنِيّاً بعد تَضْحِيَةٍ ، مِثْل المَخارِيف من جَيْلانَ أَو هَجَر (* قوله « قال ابن مقبل ثم احتملن ‏ .
      ‏ » أورده ياقوت في جيلان بالجيم ، ونسبه لتميم بن أبي ، وقال أنيّ تصغير إنى واحد آناء الليل ).
      الليث : أَنَى الشيءُ يَأْني أُنِيّاً إِذا تأَخر عن وقته ؛ ومنه قوله : والزادُ لا آنٍ ولا قَفارُ أَي لا بطيء ولا جَشِبٌ غير مأْدوم ؛ ومن هذا يقال : تَأَنَّى فلان يَتَأَنَّى ، وهو مُتَأَنّ إِذا تَمَكَّث وتثبت وانتظر .
      والأَنَى : من الأَناة والتُّؤَدة ؛ قال العجاج فجعله الأَناء : طال الأَناءُ وَزايَل الحَقّ الأَشر وهي الأَناة .
      قال ابن السكيت : الإِنَى من الساعات ومن بلوغ الشيء منتهاه ، مقصور يكتب بالياء ويفتح فيمدّ ؛

      وأَنشد بيت الحطيئة : وآنَيْتُ العَشاءَ إِلى سُهَيْل ورواه أَبو سعيد : وأَنَّيْت ، بتشديد النون .
      ويقال : أَنَّيْتُ الطعامَ في النار إِذا أَطلت مكثه ، وأَنَّيْت في الشيء إِذا قَصَّرت فيه .
      قال ابن بري : أَنِيَ عن القوم وأَنَى الطعامُ عَنَّا إِنىً شديداً والصَّلاةُ أُنِيّاً ، كل ذلك : أَبطأَ .
      وأَنَى يَأْنِي ويَأْنى أَنْياً فهو أَنِيٌّ إِذا رَفَقَ .
      والأَنْيُ والإِنْيُ : الوَهْنُ أَو الساعة من الليل ، وقيل : الساعة منه أَيَّ ساعة كانت .
      وحكى الفارسي عن ثعلب : إِنْوٌ ، في هذا المعنى ، قال : وهو من باب أَشاوِي ، وقيل : الإِنَى النهار كله ، والجمع آناء وأُنِيّ ؛

      قال : يا لَيْتَ لي مِثْلَ شَرِيبي مِنْ نُمِيّْ ، وهْوَ شَرِيبُ الصِّدْقِ ضَحَّاكُ الأُنِيّْ يقول : في أَيّ ساعة جئته وجدته يضحك .
      والإِنْيّْ : واحد آناه الليل وهي ساعاته .
      وفي التنزيل العزيز : ومن آناء الليل ؛ قال أَهل اللغة منهم الزجاج : آناء الليل ساعاته ، واحدها إِنْيٌ وإِنىً ، فمن ، قال إِنْيٌ فهو مثل نِحْيٍ وأَنحاء ، ومن ، قال إِنىً فهو مثل مِعىً وأَمْعاء ؛ قال الهذلي المتنخِّل : السالك الثَّغْرِ مَخْشِيّاً مَوارِدُه ، بكُلِّ إِنْيٍ قَضاه الليلُ يَنْتَعِل ؟

      ‏ قال الأَزهري : كذا رواه ابن الأَنباري ؛

      وأَنشده الجوهري : حُلْو ومرّ ، كعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُه ، في كل إِنْيٍ قَضاه الليلُ يَنْتَعِلُ ونسبه أَيضاً للمنتخّل ، فإِما أَن يكون هو البيت بعينه أَو آخر من قصيده أُخرى .
      وقال ابن الأَنباري : واحد آناء الليل على ثلاثة أَوجه : إِنْي بسكون النون ، وإِنىً بكسر الأَلف ، وأَنىً بفتح الأَلف ؛ وقوله : فَوَرَدَتْ قبلَ إِنَى صِحابها يروى : إِنَى وأَنَى ، وقاله الأَصمعي .
      وقال الأَخفش : واحد الآناء إِنْوٌ ؛ ‏

      يقال : ‏ مضى إِنْيانِ من الليل وإِنْوانِ ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي في الإِنَى : أَتَمَّتْ حملَها في نصف شهر ، وحَمْلُ الحاملاتِ إِنىً طويلُ ومَضَى إِنْوٌ من الليل أَي وقت ، لغة في إنْي .
      قال أَبو عليّ : وهذا كقولهم جَبَوْت الخراج جِباوة ، أُبدلت الواو من الياء .
      وحكى الفارسي : أَتيته آيِنَةً بعد آينةٍ أَي تارة بعد تارة ؛ كذا حكاه ، قال ابن سيده : وأُراه بني من الإِنَى فاعلة وروى : وآيِنَةً يَخْرُجْنَ من غامر ضَحْل والمعروف آوِنَة .
      وقال عروة في وصية لبنيه : يا بَنيّ إِذا رأَيتم خَلَّةً رائعة من رجل فلا تقطعوا إِناتَكم (* قوله « إناتكم » كذا ضبط بالكسر في الأصل ، وبه صرح شارح القاموس ).
      وإِن كان الناس رَجُلَ سَوءٍ ؛ أَي رجاءكم ؛ وقول السلمية أَنشده يعقوب : عَن الأَمر الذي يُؤْنِيكَ عنه ، وعَن أَهْلِ النَّصِيحة والودا ؟

      ‏ قال : أَرادت يُنْئِيك من النَّأْي ، وهو البعد ، فقدمت الهمزة قبل النون .
      الأَصمعي : الأَناةُ من النساء التي فيها فتور عن القيام وتأَنٍّ ؛ قال أَبو حيَّة النميري : رَمَتْه أَناةٌ ، من رَبيعةِ عامرٍ ، نَؤُومُ الضُّحَى في مَأْتَمٍ أَيِّ مَأْتَم والوَهْنانةُ نحوها .
      الليث : يقال للمرأَة المباركة الحليمة المُواتِية أَناة ، والجمع أَنواتٌ .
      قال : وقال أَهل الكوفة إِنما هي الوَناة ، من الضعف ، فهمزوا الواو ؛ وقال أَبو الدُّقَيْش : هي المباركة ، وقيل : امرأَة أَناة أَي رَزِينة لا تَصْخَبُ ولا تُفْحِش ؛ قال الشاعر : أَناةٌ كأَنَّ المِسْكَ تَحْتَ ثيابِها ، ورِيحَ خُزامَى الطَّلِّ في دَمِثِ الرَّمْ ؟

      ‏ قال سيبويه : أَصله وَناةٌ مثل أَحَد وَوَحَد ، من الوَنَى .
      وفي الحديث : أَن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَمَر رجلاً أَن يزوج ابنته من جُلَيْبِيبٍ ، فقال حتى أُشاورَ أُمَّها ، فلما ذكره لها ، قالت : حَلْقَى ، أَلِجُلَيْبيبٍ ؟ إِنِيْه ، لا لَعَمْرُ اللهِ ذكره ابن الأَثير في هذه الترجمة وقال : قد اختلف في ضبط هذه اللفظة اختلافاً كثيراً فرويت بكسر الهمزة والنون وسكون الياء وبعدها هاء ، ومعناها أَنها لفظة تستعملها العرب في الإِنكار ، يقول القائل : جاء زيد ، فتقول أَنت : أَزَيْدُنِيه وأَزَيْدٌ إِنِيه ، كأَنك استبعدت مجيئه .
      وحكى سيبويه : أَنه قيل لأَعرابي سكن البَلَدَ : أَتخرج إِذا أَخصبت البادية ؟ فقال : أَنا إِنيه ؟ يعني أَتقولون لي هذا القول وأَنا معروف بهذا الفعل ؟ كأَنه أَنكر استفهامهم إِياه ، ورويت أَيضاً بكسر الهمزة وبعدها باء ساكنة ، ثم نون مفتوحة ، وتقديرها أَلِجُلَيْبيبٍ ابْنَتي ؟ فأَسقطت الياء ووقفت عليها بالهاء ؛ قال أَبو موسى ، وهو في مسند أَحمد بن حنبل بخط أَبي الحسن بن الفُراتِ ، وخطه حجة : وهو هكذا مُعْجَمٌ مُقَيَّد في مواضع ، قال : ويجوز أَن لا يكون قد حذف الياء وإِنما هي ابْنَةٌ نكرة أَي أَتُزَوِّجُ جُلَيْبِيباً ببنتٍ ، يعني أَنه لا يصلح أَن يزوج ببنت ، إِنما يُزَوَّجُ مثلُه بأَمة استنقاصاً له ؛ قال : وقد رويت مثل هذه الرواية الثانية بزيادة أَلف ولام للتعريف أَي أَلجليبيبٍ الابْنةُ ، ورويت أَلجليبيبٍ الأَمَةُ ؟ تريد الجارية كناية عن بنتها ، ورواه بعضهم أُمَيَّةُ أَو آمِنَةُ على أَنه اسم البنت .
      "

    المعجم: لسان العرب

,
  1. نَهُئَ
    • ـ نَهُئَ اللَّحْمُ ونَهُؤَ ، نَهْئَاً ونَهَاءَةً ونُهُوأَةً ونُهُوءاً ، ونَهاوَةً وهذه شاذَّةٌ ، فهو نَهِيءٌ : لم يَنْضَج .
      ـ أَنْهَأَهُ : لم يُنْضِجْهُ ،
      ـ أَنْهَأَ الأمْرَ : لم يُبْرِمْهُ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. نَهْجُ
    • ـ نَهْجُ : الطَّريقُ الواضِحُ ، كالمَنْهَجِ والمِنْهاجِ ،
      ـ نَهْجُ : البُهْرُ ، وتَتابُعُ النَّفَسِ ، والفِعْلُ : نَهِجَ ونَهَجَ .
      ـ أنْهَجَ : وضَحَ وأوضح ،
      ـ أنْهَجَ الدَّابَّةَ : سارَ عليها حتى انْبَهَرَتْ ،
      ـ أنْهَجَ الثَّوْبَ : أخلَقَهُ ، كنَهَجَهُ .
      ـ نَهَجَ ونَهُجَ ونَهِجَ الثَّوْبُ : بَلِي ، كأَنْهَجَ .
      ـ نَهَجَ : وضَحَ وأوْضَحَ ،
      ـ نَهَجَ الطَّريقَ : سَلَكَهُ .
      ـ اسْتَنْهَجَ الطَّريقُ : صارَ نَهْجاً ، كأَنْهَجَ ،
      ـ اسْتَنْهَجَ فُلانٌ سَبيلَ فلانٍ : سَلَكَ مَسْلَكَهُ .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. النَّهْرُ


    • ـ النَّهْرُ والنَّهَرُ : مَجْرَى الماءِ ، ج : أنهارٌ ونُهُرٌ ونُهُورٌ وأنْهُرٌ .
      ـ نَهرِيُّونَ : عبدُ اللهِ بنُ عليٍّ ، وأحمدُ بن عُبَيْدِ اللهِ المحدِّثانِ ، وعليُّ بنُ حَسَنِ مَيمونٍ الشاعرُ .
      ـ نَهَرَ النَّهْرَ : أجْراهُ ،
      ـ نَهَرَ الرجلَ : زَجَرَهُ ، كانْتَهَرَهُ .
      ـ اسْتَنْهَرَ النَّهْرُ : أخَذَ لِمَجْرَاهُ موضِعَاً مَكِيناً .
      ـ مَنْهَرُ : موضِعٌ في النَّهْرِ يَحْتَفِرُهُ الماءُ ، وشَقٌّ في الحِصْنِ نافِذٌ ، يجري منه ماءٌ ،
      ـ مَنْهَرَةُ : فَضاءٌ بين أفْنِيَةِ القومِ للكُناساتِ .
      ـ حفَرَ حتى نَهَرَ ونَهِرَ : بَلَغَ الماءَ ، كأَنْهَرَ .
      ـ نَهَرُ : السَّعَةُ .
      ـ نَهَرٌ نَهِرٌ : واسعٌ .
      ـ أنْهَرَهُ : وسَّعَهُ ،
      ـ أنْهَرَ الدَّمَ : أظْهَرَهُ ، وأسالهُ ،
      ـ أنْهَرَ العِرْقُ : لم يَرْقَأْ دَمُهُ ، كانْتَهَرَ ،
      ـ أنْهَرَ فلانٌ : لم يُصِبْ خَيْراً ،
      ـ أنْهَرَتِ المرأةُ : سَمِنَتْ ،
      ـ أنْهَرَ في العَدْوِ : أبطَأ ،
      ـ أنْهَرَ الدَّمُ : سالَ .
      ـ نَهِيرُ : الكثيرُ .
      ـ نَهِيرَةُ : الناقةُ الغَزيرَةُ .
      ـ نَهارُ : ضِياءُ ما بينَ طُلوعِ الفَجْرِ إلى غُروبِ الشمسِ ، أو من طُلوعِ الشمسِ إلى غُروبِها ، أو انْتِشارُ ضَوْءِ البصرِ وافْتِراقُهُ ، ج : أنْهُرٌ ونُهُرٌ ، أو لا يُجْمَعُ كالعَذابِ والشَّرابِ .
      ـ رجلٌ نَهِرٌ : صاحبُ نَهارٍ ، وقد أنْهَرَ .
      ـ نَهَارٌ أنْهَرُ ونَهِرٌ : مُبالَغَةٌ .
      ـ نَهارُ : فَرْخُ القَطا ، أو ذَكَرُ البُومِ ، أو ولَدُ الكَرَوانِ ، أو ذَكَرُ الحُبارَى ، ج : أنْهِرَةٌ ونُهُرٌ ، وأُنْثاهُ : الليلُ .
      ـ نَهْرَوانُ ونُهْرَوانُ ونِهْرَوانُ ونُهْرُوانُ : ثلاثُ قُرًى ، أعْلى وأوسَطُ وأسفلُ هُنَّ بينَ واسِطَ وبَغدادَ .
      ـ ناهورُ : السَّحابُ .
      ـ أَنْهَرانِ : العَوَّاءُ والسِّماكُ ، لكَثْرَةِ مائِهما .
      ـ نَهارُ بنُ تَوْسِعَةَ : شاعرٌ من بَكْرِ بنِ وائِلٍ .
      ـ انْتَهَرَ بَطْنُهُ : اسْتَطْلَقَ .
      ـ ناهِرُ ونَهِرُ : العِنَبُ الأَبيَضُ .
      ـ نَهْرَةُ : الدعوةُ ، والخَلْسَةُ .

    المعجم: القاموس المحيط

  4. أَنْهَأ
    • أَنْهَأ اللَّحمَ : لم يُنْضِجْه .
      و أَنْهَأ الأمرَ : لم يُبْرمه .

    المعجم: المعجم الوسيط

  5. أنْهَبَ
    • أنْهَبَ الشيءَ : جعله نَهبًا يغار عليه .
      و أنْهَبَ الشيءَ فلانًا : عرَّضَه له .

    المعجم: المعجم الوسيط

  6. أنْهَبَ
    • [ ن هـ ب ]. ( فعل : رباعي متعد ). أنْهَبَ ، يُنْهِبُ ، مصدر إنْهَابٌ .
      1 . :- أنْهَبَ الكَتيبَةَ :- : عَرَّضَهَا للإصَابَةِ وَالإِغَارَةِ .
      3 . :- أنْهَبَهُ الدَّاءَ :- : جَعَلَهُ يَنْهَبُهُ وَيَنَالُ مِنْهُ .



    المعجم: الغني

  7. أَنهَب
    • أنهب - إنهابا
      1 - أنهب الشيء : عرضه للنهب والغارة . 2 - أنهبه الشيء : جعله ينهبه ويأخذه ..

    المعجم: الرائد

  8. أنْهَجَ
    • أنْهَجَ الطَّريقُ : وَضَحَ واستبان .
      و أنْهَجَ الدَّابةَ : سار عليها أو عَمِلَ حتَّى أعيت .
      و أنْهَجَ العملُ ونحوُه فلانًا : أَتعَبَه حَتَّى نَهَجَ .
      و أنْهَجَ الثَّوْبَ : أَخْلَقَهُ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  9. أنْهَجَ
    • [ ن هـ ج ]. ( فعل : رباعي لازم متعد ). أَنْهَجْتُ ، أُنْهِجُ ، مصدر إِنْهَاجٌ .
      1 . :- أنْهَجَ الطَّرِيقُ :- : وَضَحَ ، اِسْتَبَانَ ، ظَهَرَ .
      2 . :- أنْهَجَ الطَّرِيقَ :- : أوْضَحَهُ ، أظْهَرَهُ .
      3 . :- أنْهَجَ الدَّابَّةَ :- : سَارَ عَلَيْهَا حَتَّى تَعِبَتْ أَشَدَّ التَّعَبِ .
      4 . :- أنْهَجَ صَاحِبَهُ :-: أتْعَبَهُ حتَّى نَهَجَ ، لَهَثَ .
      5 . :- أنْهَجَ الثَّوْبُ :- : بَلِيَ .
      6 . :- أنْهَجَ الثَّوْبَ :- : صَيَّرَهُ بَالِياً .

    المعجم: الغني



  10. أَنهَج
    • أنهج - إنهاجا
      1 - أنهج الطريق : ظهر ووضح . 2 - أنهج الطريق أو الأمر : أظهره وأوضحه . 3 - أنهج الدابة : سار عليها أو عمل حتى تعبت أشد التعب . 4 - أنهجه : أتعبه حتى لهث . 5 - أنهج الثوب : بلي . 6 - أنهج الثوب : صيره باليا .

    المعجم: الرائد

  11. أنهجَ
    • أنهجَ يُنهج ، إنهاجًا ، فهو مُنْهِج ، والمفعول مُنْهَج :-
      • أنهجَه الجَرْيُ أتعبه حتى نَهِج وتتابَعَ نَفَسُه .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  12. نهأ
    • " النَّهِيءُ على مثال فَعيلٍ : اللَّحْمُ الذي لم يَنْضَجْ .
      نَهِئَ اللحمُ ونَهُؤَ نَهَأً ، مقصور ، يَنْهَأُ نَهْأً ونَهَأً ونَهَاءة ، مـمدود ، على فَعَالةٍ ، ونُهُوءة .
      (* قوله « ونهوءة إلخ » كذا ضبط في نسخة من التهذيب بالضم وكذا به أيضاً في قوله بين النهوء وفي شرح القاموس كقبول .) على فُعُولةٍ ، ونُهُوءاً ونَهاوةً ، الأَخيرة شاذة ، فهو نَهِيءٌ ، على فَعِيل : لم يَنْضَجْ .
      وهو بَيِّنُ النُّهُوءِ ، مـمدود مهموز ، وبَيِّن النُّيُوءِ : مثل النُّيُوع .
      وأَنْهَأَه هو إِنْهاءً ، فهو مُنْهَأٌ إِذا لم يُنْضِجْه .
      وأَنْهَأَ الأَمرَ : لم يُبْرِمْه .
      وشَرِبَ فلان حتى نَهَأَ أَي امتلأَ .
      وفي المثل : ما أُبالي ما نَهِئَ مِنْ ضَبِّكَ .
      ابن الأَعرابي : الناهِئُ : الشَّبْعانُ والرَّيّانُ ، واللّه أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  13. نهب
    • " النَّهْبُ : الغَنيمة .
      وفي الحديث : فأُتِـيَ بنَهْبٍ أَي بغَنيمة ، والجمع نِهابٌ ونُهُوبٌ ؛ وفي شعر العباس بنِ مرداس : كانتْ نِهاباً ، تَلافَيْتُها * بِكَرِّي على الـمُهرِ ، بالأَجرَعِ والانْتِهابُ : أَن يأْخُذَه مَنْ شاءَ .
      والإِنْهاب : إِباحَتُه لمن شاءَ .
      ونَهَبَ النَّهْبَ يَنْهَبُه نَهْباً وانْتَهَبَه : أَخذه .
      وأَنْهَبَه غَيرَه : عَرَّضَه له ؛ يقالُ أَنْهَبَ الرجلُ مالَه ، فانْتَهبوه ونَهَبُوه ، وناهَبُوه : كلُّه بمعنًى .
      ونَهَبَ الناسُ .
      (* قوله « ونهب الناس إلخ » مثله ناهب الناس فلاناً كما في التكملة .) فلاناً إِذا تَناولوه بكلامهم ؛ وكذلك الكلبُ إِذا أَخَذَ بعُرْقُوبِ الإِنسان ، يقال : لا تَدَعْ كلْبَك يَنْهَبِ الناسَ .
      والنُّهْبَة ، والنُّهْبَـى ، والنُّهَيْبَـى ، والنُّهَّيْبَـى : كلُّه اسمُ الانْتِهاب ، والنَّهْبِ .
      وقال اللحياني : النَّهْبُ ما انْتَهَبْتَ ؛ والنُّهْبةُ والنُّهْبى : اسمُ الانْتِهابِ .
      وفي الحديث : لا يَنتَهِبُ نُهْبةً ذاتَ شَرَفٍ ، يَرْفَعُ الناسُ إِليها أَبصارَهم ، وهو مؤْمِنٌ .
      النَّهْبُ : الغارةُ والسَّلْبُ ؛ أَي لا يَخْتَلِسُ شيئاً له قيمةٌ عاليةٌ .
      وكان للفِزْرِ بَنُونَ يَرْعَوْنَ مِعْزاه ، فتَواكلُوا يوماً أَي أَبَوْا أَنْ يَسْرَحُوها ، قال : فساقَها ، فأَخْرَجَها ، ثم ، قال للناس : هي النُّهَّيْبَـى ، وروي بالتخفيف أَي لا يَحِلُّ لأَحدٍ أَن يأْخُذَ منها أَكثر من واحدٍ ؛ ومنه الـمَثَلُ : لا يَجْتَمِـعُ ذلك حتى تجْتَمِـعَ مِعْزَى الفِزْر .
      وفي الحديث : أَنه نُثِرَ شيءٌ في إِمْلاكٍ ، فلم يأْخُذُوه ، فقال : ما لكم لا تَنْتَهِـبُون ؟، قالوا : أَوَليس قد نَهَيْتَ عن النُّهْبـى ؟، قال : إِنما نَهَيْتُ عن نُهْبـى العساكِر ، فانْتَهِـبُوا .
      قال ابن الأَثير : النُّهْبَـى بمعنى النَّهْبِ ، كالنُّحْلى والنُّحْلِ ، للعَطِـيَّةِ .
      قال : وقد يكون اسمَ ما يُنْهَبُ ، كالعُمْرَى والرُّقْبـى .
      وفي حديث أَبي بكر ، رضي اللّه عنه : أَحْرَزْتُ نَهْبي وأَبْتَغِـي النوافلَ أَي قَضَيْتُ ما عَليَّ من الوِتْر ، قبل أَنْ أَنامَ لئلا يَفُوتَني ، فإِن انْتَبَهْتُ ، تَنَفَّلْتُ بالصلاة ؛ قال : والنَّهْبُ ههنا بمعنى الـمَنْهوبِ ، تَسميةً بالمصدر ؛ وفي شعر العباس بن مِرْداسٍ : أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيْـ * ـدِ ، بينَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ ؟ عُبَيْدٌ ، مصغَّر : اسم فرسه .
      وتَناهَبَتِ الإِبلُ الأَرضَ : أَخَذَتْ بقَوائمها منها أَخْذاً كثيراً .
      والمُناهَبَةُ : الـمُباراةُ في الـحُضْرِ والجَرْيِ ؛ فرسٌ يُناهِبُ فرساً .
      وتَناهَبَ الفَرسانِ : ناهَبَ كلُّ واحدٍ منهما صاحِـبَه ؛ وقال الشاعر : ناهَبْتُهم بنَيْطَلٍ جَرُوفِ وفرسٌ مِنْهَبٌ .
      (* قوله « وفرس منهب » أي كمنبر فائق في العدو .)، على طَرْحِ الزائد ، أَو على أَنه نُوهِبَ ، فَنَهَبَ ؛ قال العجاج يصف عَيراً وأُتُنَه : وإِن تُناهِـبْه ، تَجِدْهُ مِنْهَبا ومِنْهَبٌ : فرسُ عُوَيَّة بنِ سَلْمى .
      وانْتَهَبَ الفرسُ الشَّوْطَ : اسْتَوْلَى عليه .
      ويقال للفَرَسِ الجَوادِ : إِنه لَيَنْهَبُ الغايةَ والشَّوطَ ؛ قال ذو الرمة : والخَرْقُ ، دُونَ بَناتِ السَّهْبِ ، مُنْتَهَبُ يعني في التَّباري بين الظَّلِـيم والنَّعامة .
      وفي النوادر : النَّهْبُ ضَرْبٌ من الرَّكْضِ .
      والنَّهْبُ : الغارة .
      (* قوله « والنهب الغارة » واسم موضع أيضاً .
      والنهبان ، مثناه : جبلان بتهامة .
      والنهيب ، كأمير : موضع ، كما في التكملة .).
      ومِنْهَبٌ : أَبو قبيلة .
      "

    المعجم: لسان العرب

  14. نهر
    • " النَّهْرُ والنَّهَرُ : واحد الأَنْهارِ ، وفي المحكم : النَّهْرُ والنَّهَر من مجاري المياه ، والجمع أَنْهارٌ ونُهُرٌ ونُهُورٌ ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي : سُقِيتُنَّ ، ما زالَتْ بكِرْمانَ نَخْلَةٌ ، عَوامِرَ تَجْري بينَكُنَّ نُهُورُ هكذا أَنشده ما زالت ، قال : وأُراهُ ما دامت ، وقد يتوجه ما زالت على معنى ما ظهرت وارتفعت ؛ قال النابغة : كأَنَّ رَحْلي ، وقد زالَ النَّهارُ بنا يوم الجَلِيلِ ، على مُسْتأْنِسٍ وَحِدِ وفي لحديث : نَهْرانِ مؤمنان ونَهْرانِ كافران ، فالمؤمنان النيل والفرات ، والكافران دجلة ونهر بَلْخٍ .
      ونَهَرَ الماءُ إِذا جرى في الأَرض وجعل لنفسه نَهَراً .
      ونَهَرْتُ النَّهْرَ : حَفَرْتُه .
      ونَهَرَ النَّهْرَ يَنْهَرُهُ نَهْراً : أَجراه .
      واسْتَنْهَرَ النَّهْرَ إِذا أَخذ لِمَجْراهُ موضعاً مكيناً .
      والمَنْهَرُ : موضع في النَّهْزِ يَحْتَفِرُه الماءُ ، وفي التهذيب : موضع النَّهْرِ .
      والمَنْهَرُ : خَرْق في الحِصْنِ نافذٌ يجري منه الماء ، وهو في حديث عبد الله بن أَنس : فأَتَوْا مَنْهَراً فاختَبَؤوا .
      وحفر البئر حتى نَهِرَ يَنْهَرُ أَي بلغ الماء ، مشتق من النَّهْرِ .
      التهذيب : حفرت البئر حتى نَهِرْتُ فأَنا أَنْهَرُ أَي بلغتُ الماء .
      ونَهَر الماءُ إِذا جَرى في الأَرض وجعل لنفسه نَهْراً .
      وكل كثير جرى ، فقد نَهَرَ واسْتَنْهَر .
      الأَزهري : والعرب تُسَمِّي العَوَّاءَ والسِّماكَ أَنْهَرَيْنِ لكثرة مائهما .
      والنَّاهُور : السحاب ؛

      وأَنشد : أَو شُقَّة خَرَجَتْ من جَوْفِ ناهُورِ ونَهْرُ واسع : نَهِرٌ ؛ قال أَبو ذؤيب : أَقامت به ، فابْتَنَتْ خَيْمَةً على قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ والقصب : مجاري الماء من العيون ، ورواه الأَصمعي : وفُراتٍ نَهَرْ ، على البدل ، ومَثَّلَه لأَصحابه فقال : هو كقولك مررت بظَرِيفٍ رجلٍ ، وكذلك ما حكاه ابن الأَعرابي من أَن سايَةَ وادٍ عظِيمٌ فيه أَكثر من سبعين عيناً نَهْراً تجري ، إِنما النهر بدل من العين .
      وأَنْهَرَ الطَّعْنَةَ : وسَّعها ؛ قال قيس بن الخطيم يصف طعنة : مَلَكْتُ بها كَفِّي فأَنْهَرْتُ فَتْقَها ، يَرى قائمٌ من دونها ما وراءَها ملكت أَي شددت وقوّيت .
      ويقال : طعنه طعنة أَنْهَرَ فَتْقَها أَي وسَّعه ؛ وأَنشد أَبو عبيد قول أَبي ذؤيب .
      وأَنْهَرْتُ الدمَ أَي أَسلته .
      وفي الحديث : أَنْهِرُوا الدمَ بما شئتم إِلا الظُّفُرَ والسِّنَّ .
      وفي حديث آخر : ما أَنْهَرَ الدمَ فَكُلْ ؛ الإِنهار الإِسالة والصب بكثرة ، شبه خروج الدم من موضع الذبح يجري الماء في النهر ، وإِنما نهى عن السن والظفر لأَن من تعرّض للذبح بهما خَنَقَ المذبوحَ ولم يَقْطَعْ حَلْقَه .
      والمَنْهَرُ : خرق في الحِصْنِ نافذٌ يدخل فيه الماء ، وهو مَفْعَلٌ من النَّهر ، والميم زائدة .
      وفي حديث عبد الله بن سهل : أَنه قتل وطرح في مَنْهَرٍ من مناهير خيبر .
      وأَما قوله عز وجل : إِن المتقين في جنات ونَهَرٍ ، فقد يجوز أَن يعني به السَّعَةَ والضِّياءَ وأَن يعني به النهر الذي هو مجرى الماء على وضع الواحد موضع الجميع ؛

      قال : لا تُنْكِرُوا القَتْلَ ، وقد سُبِينا ، في حَلْقِكُمْ عَظْمٌ وقد شُجِينا وقيل في قوله : جنات ونهر ؛ أَي في ضياء وسعة لأَن الجنة ليس فيها ليل إِنما هو نور يتلألأُ ، وقيل : نهر أَي أَنهار .
      وقال أَحمد بن يحيى : نَهَرٌ جمع نُهُرٍ ، وهو جمع الجمع للنَّهار .
      ويقال : هو واحد نَهْرٍ كما يقال شَعَرٌ وشَعْرٌ ، ونصب الهاء أَفصح .
      وقال الفرّاء : في جنات ونَهَرٍ ، معناه أَنهار .
      كقوله عز وجل : ويولُّون الدُّبُرَ ، أَي الأَدْبارَ ، وقال أَبو إِسحق نحوه وقال : الاسم الواحد يدل على الجميع فيجتزأُ به عن الجميع ويعبر بالواحد عن الجمع ، كما ، قال تعالى : ويولُّون الدبر .
      وماء نَهِرٌ : كثير .
      وناقة نَهِرَة : كثيرة النَّهر ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : حَنْدَلِسٌ غَلْباءُ مِصْباح البُكَرْ ، نَهِيرَةُ الأَخْلافِ في غيرِ فَخَرْ حَنْدَلِسٌ : ضخمة عظيمة .
      والفخر : أَن يعظم الضرع فيقل اللبن .
      وأَنْهَرَ العِرْقُ : لم يَرْقَأْ دَمُه .
      وأَنْهَرَ الدمَ : أَظهره وأَساله .
      وأَنْهَرَ دَمَه أَي أَسال دمه .
      ويقال : أَنْهَرَ بطنُه إِذا جاء بطنُه مثلَ مجيء النَّهَرِ .
      وقال أَبو الجَرَّاحِ : أَنْهَرَ بطنُه واسْتَطْلَقَتْ عُقَدُه .
      ويقال : أَنْهَرْتُ دَمَه وأَمَرْتُ دَمَه وهَرَقْتُ دَمَه .
      والمَنْهَرَةُ : فضاء يكون بين بيوت القوم وأَفْنيتهم يطرحون فيه كُناساتِهم .
      وحَفَرُوا بئراً فأَنْهَرُوا : لم يصيبوا خيراً ؛ عن اللحياني .
      والنَّهار : ضِياءُ ما بين طلوع الفجر إِلى غروب الشمس ، وقيل : من طلوع الشمس إِلى غروبها ، وقال بعضهم : النهار انتشار ضوء البصر واجتماعه ، والجمع أَنْهُرٌ ؛ عن ابن الأَعرابي ، ونُهُرٌ عن غيره .
      الجوهري : النهار ضد الليل ، ولا يجمع كما لا يجمع العذاب والسَّرابُ ، فإِن جمعت قلت في قليلة : أَنْهُر ، وفي الكثير : نُهُرٌ ، مثل سحاب وسُحُب .
      وأَنْهَرْنا : من النهار ؛ وأَنشد ابن سيده : لولا الثَّرِيدَانِ لَمُتْنا بالضُّمُرْ : ثَرِيدُ لَيْلٍ وثَرِيدُ بالنُّهُر ؟

      ‏ قال ابن بري : ولا يجمع ، وقال في أَثناء الترجمة : النُّهُر جمع نَهار ههنا .
      وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم ، قال : النهار اسم وهو ضد الليل ، والنهار اسم لكل يوم ، والليل اسم لكل ليلة ، لا يقال نهار ونهاران ولا ليل وليلان ، إِنما واحد النهار يوم ، وتثنيته يومان ، وضد اليوم ليلة ، ثم جمعوه نُهُراً ؛

      وأَنشد : ثريد ليل وثريد بالنُّهُر ورجل نَهِرٌ : صاحب نهار على النسب ، كما ، قالوا عَمِلٌ وطَعِمٌ وسَتِهٌ ؛

      قال : لَسْتُ بلَيْلِيٍّ ولكني نَهِر ؟

      ‏ قال سيبويه : قوله بليليٍّ يدل أَن نَهِراً على النسب حتى كأَنه ، قال نَهاريٌّ .
      ورجل نَهِرٌ أَي صاحب نَهارٍ يُغِيرُ فيه ؛ قال الأَزهري وسمعت العرب تنشد : إِن تَكُ لَيْلِيّاً فإِني نَهِرُ ، متى أَتى الصُّبْحُ فلا أَنْتَظِرُ (* قوله « متى أتى » في نسخ من الصحاح متى أرى .؟

      ‏ قال : ومعنى نَهِر أَي صاحب نهار لست بصاحب ليل ؛ وهذا الرجز أَورده الجوهري : إِن كنتَ لَيْلِيّاً فإِني نَهِر ؟

      ‏ قال ابن بري : البيت مغير ، قال : وصوابه على ما أَنشده سيبويه : لستُ بلَيْلِيٍّ ولكني نَهِرْ ، لا أُدْلِجُ الليلَ ، ولكن أَبْتَكِرْ وجعل نَهِر في نقابلة لَيْلِيٍّ كأَنه ، قال : لست بليليّ ولكني نهاريّ .
      وقالوا : نهارٌ أَنْهَرُ كَلَيْلٍ أَلْيَل ونَهارٌ نَهِرٌ كذلك ؛ كلاهما على المبالغة .
      واسْتَنْهَرَ الشيءُ أَي اتسع .
      والنَّهار : فَرْخُ القَطا والغَطاط ، والجمع أَنْهِرَةٌ ، وقيل : النَّهار ذكر البُوم ، وقيل : هو ولد الكَرَوانِ ، وقيل : هو ذكر الحُبَارَى ، والأُنثى لَيْلٌ .
      الجوهري : والنهار فرخ الحبارى ؛ ذكره الأَصمعي في كتاب الفرق .
      والليل : فرخ الكروان ؛ حكاه ابن بري عن يونس بن حبيب ؛ قال : وحكى التَّوْزِيُّ عن أَبي عبيدة أَن جعفر بن سليمان قدم من عند المهدي فبعث إِلى يونس بن حبيب فقال إِني وأَمير المؤْمنين اختلفنا في بيت الفرزدق وهو : والشَّيْبُ يَنْهَضُ في السَّوادِ كأَنه ليلٌ ، يَصِيح بجانِبيهِ نَهارُ ما الليل والنهار ؟ فقال له : الليل هو الليل المعروف ، وكذلك النهار ، فقال : ‏ جعفر : زعم المهدي أَنَّ الليل فرخ الكَرَوان والنهار فرخُ الحُبارَى ، قال أَبو عبيدة : القول عندي ما ، قال يونس ، وأَما الذي ذكره المهدي فهو معروف في الغريب ولكن ليس هذا موضعه .
      قال ابن بري : قد ذكر أَهل المعاني أَن المعنى على ما ، قاله يونس ، وإِن كان لم يفسره تفسيراً شافياً ، وإِنه لم ؟

      ‏ قال : ليل يصيح بجانبيه نهار ، فاستعار للنهار الصياح لأَن النهار لما كان آخذاً في الإِقبال والإِقدام والليل آخذ في الإِدبار ، صار النهار كأَنه هازم ، والليل مهزوم ، ومن عادة الهازم أَنه يصيح على المهزوم ؛ أَلا ترى إِلى قول الشَّمَّاخ : ولاقَتْ بأَرْجاءِ البَسِيطَةِ ساطعاً من الصُّبح ، لمَّا صاح بالليل نَفَّرَا فقال : صاح بالليل حتى نَفَر وانهزم ؛ قال : وقد استعمل هذا المعنى ابن هانئ في قوله : خَلِيلَيَّ ، هُبَّا فانْصُراها على الدُّجَى كتائبَ ، حتى يَهْزِمَ الليلَ هازِمُ وحتى تَرَى الجَوْزاءَ نَنثُر عِقْدَها ، وتَسْقُطَ من كَفِّ الثُّريَّا الخَواتمُ والنَّهْر : من الانتهار .
      ونَهَرَ الرجلَ يَنْهَرُه نَهْراً وانْتَهَرَه : زَجَرَه .
      وفي التهذيب : نَهَرْتَه وانْتَهرْتُه إِذا استقبلته بكلام تزجره عن خبر .
      قال : والنَّهْرُ الدَّغْر وهي الخُلْسَةُ .
      ونَهار : اسم رجل .
      ونهار بن تَوْسِعَةَ : اسم شاعر من تميم .
      والنَّهْرَوانُ : موضع ، وفي الصحاح : نَهْرَوانُ ، بفتح النون والراء ، بلدة ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  15. نهي
    • " النَّهْيُ : خلاف الأَمر .
      نَهاه يَنْهاه نَهْياً فانْتَهى وتناهى : كَفَّ ؛

      أَنشد سيبويه لزياد بن زيد العذري : إذا ما انْتَهى عِلْمي تناهَيْتُ عندَه ، أَطالَ فأَمْلى ، أَو تَناهى فأَقْصَرا وقال في المعتل بالأَلف : نَهَوْته عن الأَمر بمعنى نَهيْته .
      ونَفْسٌ نَهاةٌ : منتهية عن الشيء .
      وتَناهَوْا عن الأَمر وعن المنكر : نَهى بعضهم بعضاً .
      وفي التنزيل العزيز : كانوا لا يَتَناهَوْنَ عن مَنْكَرٍ فعلوه ؛ وقد يجوز أَن يكون معناه يَنْتَهُونَ .
      ونَهَيْته عن كذا فانْتَهى عنه ؛ وقول الفرزدق : فَنَهَّاكَ عنها مَنْكَرٌ ونَكِيرُ إنما شدَّده للمبالغة .
      وفي حديث قيام الليل : هو قُرْبةٌ إلى الله ومَنْهاةٌ عن الآثام أَي حالة من شأْنها أَن تَنْهى عن الإِثم ، أَو هي مكان مختص بذلك ، وهي مَفْعَلة من النَّهْيِ ، والميم زائدة ؛ وقوله : سَمَيَّةَ وَدِّعْ ، إنْ تجَهزْتَ غادِيا ، كفى الشَّيْبُ والإِسْلامُ للمَرْءِ ناهِيا فالقول أَن يكون ناهياً اسمَ الفاعل من نَهَيْتُ كساعٍ من سَعَيْتُ وشارٍ من شَرَيْت ، وقد يجوز مع هذا أَن يكون ناهياً مصدراً هنا كالفالجِ ونحوه مما جاء فيه المصدر على فاعِل حتى كأَنه ، قال : كفى الشيب والإسلام للمرء نَهْياً ورَدْعاً أَي ذا نَهْيٍ ، فحذف المضاف وعُلِّقت اللام بما يدل عليه الكلام ، ولا تكون على هذا مَعَلَّقة بنفس الناهي لأَن المصدر لا يتقدم شيء من صلته عليه ، والاسم النُّهْيَةُ .
      وفلان نَهيُّ فلان أَي يَنْهاه .
      ويقال : إنه لأَمُورٌ بالمعروف ونَهُوٌّ عن المنكر ، على فعول .
      قال ابن بري : كان قياسه أَن يقال نَهيٌّ لأَن الواو والياء إذا اجتمعتا وسبق الأَوّل بالسكون قلبت الواو ياء ، قال : ومثل هذا في الشذوذ قولهم في جمع فَتًى فُتُوٌّ .
      وفلان ما له ناهِيةٌ أَي نَهْيٌ .
      ابن شميل : استَنْهَيْتُ فلاناً عن نفسه فأَبى أَن يَنْتَهِيَ عن مَساءَتي .
      واستَنْهَيْتُ فلاناً من فلان إذا قلتَ له انْهَهْ عنِّي .
      ويقال : ما يَنْهاه عَنَّا ناهِيةٌ أَي ما يَكُفُّه عنا كافَّةٌ .
      الكلابي : يقول الرجل للرجل إذا وَلِيتَ وِلاية فانْهِ أَي كُفَّ عن القَبيحِ ، قال : وانه بمعنى انْتَهِ ، قاله بكسر الهاء ، وإذا وقف ، قال فانْهِهْ أَي كُفَّ .
      قال أَبو بكر : مَرَرْت برجل (* قوله « أبو بكر مررت برجل إلخ » كذا في الأصل ولا مناسبة له هنا .) كَفاكَ به ، ومررت برجلين كفاك بهما ، ومررت برجال كفاك بهم ، ومررت بامرأَة كفاك بها ، وبامرأَتين كفاك بهما ، وبنسوة كفاك بهنَّ ، ولا تُثَنِّ كفاك ولا تجمعه ولا تؤنثه لأَنه فعل للباء .
      وفلان يَرْكَبُ المَناهِيَ أَي يأْتي ما نُهِيَ عنه .
      والنُّهْيَةُ والنِّهاية : غاية كل شيء وآخره ، وذلك لأَن آخره يَنْهاه عن التمادي فيرتدع ؛ قال أَبو ذؤيب : رَمَيْناهُمُ ، حتى إذا ارْبَثَّ جَمْعُهُمْ ، وعادَ الرَّصيعُ نُهْيَةً للحَمائِل يقول : انْهَزَموا حتى انقلبت سيوفُهن فعاد الرَّصِيعُ على حيث كانت الحمائل ، والرصيعُ : جمع رصيعة ، وهي سَيْرٌ مضفور ، ويروى الرُّصُوع ، وهذا مَثَلٌ عند الهزيمة .
      والنُّهْيَةُ : حيث انتهت إليه الرُّصُوع ، وهي سيور تُضْفَرُ بين حِمالة السيف وجَفْنِه .
      والنِّهايةُ : كالغاية حيث يَنْتَهِي إليه الشيء ، وهو النِّهاء ، ممدود .
      يقال : بلَغَ نِهايَتَه .
      وانْتَهَى الشيءُ وتَناهَى ونَهَّى : بلغ نِهايَتَه ؛ وقول أَبي ذؤيب : ثم انْتَهَى بَصَري عنهم ، وقد بلغوا ، بَطْنَ المَخِيمِ ، فقالوا الجَوّ أَوْ راحوا أَراد انقطع عنهم ، ولذلك عدَّاه بعن .
      وحكى اللحياني عن الكسائي : إِليك نَهَّى المَثَلُ وأَنْهَى وانْتَهَى ونُهِّي وأُنْهِي ونَهَى ، خفيفة ، قال : ونَهَى خفيفة قليلة ، قال : وقال أَبو جعفر لم أَسمع أَحداً يقول بالتخفيف .
      وقوله في الحديث : قلت يا رسول الله هل من ساعةٍ أَقْرَب إِلى الله ؟

      ‏ قال : نَعَمْ جوفُ الليل الآخِرُ فَصَلِّ حتى تُصبِح ثم أَنْهِهْ حتى تطلع الشمس ؛ قال ابن الأَثير : قوله أَنْهِهْ بمعنى انْتَه .
      وقد أَنْهَى الرجلُ إِذا انْتَهَى ، فإِذا أَمرت قلت أَنْهِهْ ، فتزيد الهاء للسكت كقوله تعالى : فَبِهُداهُمُ اقْتَدِه ؛ فأَجرى الوصل مُجرَى الوقف .
      وفي الحديث ذكر سِدْرة المُنْتَهى أَي يُنْتَهى ويُبْلَغ بالوصول إِليها ولا تُتجاوز ، وهو مُفْتَعَلٌ من النِّهاية الغاية .
      والنهاية : طَرَفُ العِران الذي في أَنف البعير وذلك لانتهائه .
      أَبو سعيد : النِّهاية الخشبة التي تُحْمل عليها الأَحمال ، قال : وسأَلت الأَعراب عن الخشبة التي تدعى بالفارسية باهوا ، فقالوا : النِّهايتَانِ والعاضِدَتانِ والحامِلَتان .
      والنَّهْي والنِّهْي : الموضع الذي له حاجز يَنْهَى الماء أَن يَفِيض منه ، وقيل : هو الغديِر في لغة أَهل نجد ؛

      قال : ظَلَّتْ بِنِهْي البَرَدانِ تَغْتَسِلْ ، تَشْرَبُ منه نَهِلاتٍ وتَعِلُّ وأَنشد ابن بري لمَعْن بن أَوس : تَشُجُّ بِيَ العَوْجاءُ كلَّ تَنُوفَةٍ ، كأَنَّ لها بَوًّا بِنَهْيٍ تُغاوِلُهْ والجمع أَنْهٍ وأَنْهاءٌ ونُهِيٌّ ونِهاء ؛ قال عديّ بن الرِّقاع : ويَأْكُلْنَ ما أَغْنَى الوَليُّ فَلْم يُلِتْ ، كأَنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعا وفي الحديث : أَنه أَتَى على نِهْيٍ من ماء ؛ النِّهْيُ ، بالكسر والفتح : الغدير وكل موضع يجتمع فيه الماء .
      ومنه حديث ابن مسعود : لو مَرَرْتُ على نِهْيٍ نصفُه ماءٌ ونصفُه دَمٌ لشربتُ منه وتوضأْت .
      وتناهَى الماءُ إِذا وقف في الغدير وسكن ؛ قال العجاج : حتى تناهَى في صَهارِيج الصَّفا ، خالَطَ من سَلْمَى خَياشِمَ وَفا الأَزهري : النِّهيُ الغدير حيث يَتَحيَّر السيلُ في الغدير فيُوسِعُ ، والجمع النِّهاء ، وبعض العرب يقول نِهْيٌ ، وبعضٌ يقول تَنْهِيَةٌ .
      والنِّهاء أَيضاً : أَصغر مَحابِس المطر وأَصله من ذلك .
      والتَّنْهاةُ والتَّنْهِيَةُ : حيث يَنْتَهِي الماءُ من الوادي ، وهي أَحد الأَسماء التي جاءت على تَفْعِلة ، وإِنما باب التَّفْعِلة أَن يكون مصدراً ، والجمع التَّناهِي .
      وتَنْهِيةُ الوادي : حيث يَنْتَهِي إِليه الماءُ من حروفه .
      والإِنهاء : الإِبلاغ .
      وأَنْهَيْتُ إِليه الخَبَر فانْتَهى وتَناهَى أَي بلَغ .
      وتقول : أَنْهَيْتُ إِليه السهم أَي أَوصلته إِليه .
      وأَنْهَيْتُ إِليه الكتابَ والرِّسالة .
      اللحياني : بَلَغْتُ مَنْهَى فلان ومَنْهاتَه ومُنْهاه ومُنْهاتَه .
      وأَنْهَى الشيءَ : أَبلغه .
      وناقة نَهِيَّةٌ : بلغت غاية السِّمَن ، هذا هو الأَصل ثم يستعمل لكل سمين من الذكور والإِناث ، إِلا أَن ذلك إِنما هو في الأَنْعام ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي : سَوْلاءُ مَسْكُ فارِضٍ نَهِيِّ مِن الكِباشِ زَمِرٍ خَصِيِّ وحكي عن أَعرابي أَنه ، قال : والله لَلْخُبْزُ أَحبُّ إِليَّ من جَزُورٍ نَهِيَّة في غداة عَرِيَّة .
      ونُهْيَةُ الوَتِد : الفُرْضَةُ التي في رأْسه تَنْهَى الحبلَ أَن يَنْسلخ .
      ونُهْية كل شيء : غايَته .
      والنُّهَى : العَقْل ، يكون واحداً وجمعاً .
      وفي التنزيل العزيز : إِنَّ في ذلك لآياتٍ لأُولي النُّهَى .
      والنُّهْيَةُ : العقل ، بالضم ، سميت بذلك لأَنها تَنْهَى عن القبيح ؛

      وأَنشد ابن بري للخَنساء : فَتًى كان ذا حِلْمٍ أَصِيلٍ ونُهْيَةٍ ، إِذا ما الحُبَا مِن طائِفِ الجَهْل حُلَّتِ ومن هنا اختار بعضهم أَن يكون النُّهَى جمع نُهْيةٍ ، وقد صرح اللحياني بأَن النُّهَى جمع نُهْيَة فأَغْنَى عن التأْويل .
      وفي الحديث : لِيَلِيَنِّي منك أُولو الأَحلام والنُّهَى ؛ هي العقول والأَلباب .
      وفي حديث أَبي وائل : قد عَلِمْتُ أَن التَّقِيَّ ذو نُهْيَةٍ أَي ذو عقل .
      والنِّهاية والمَنْهاة : العقل كالنُّهْية .
      ورجل مَنْهاةٌ : عاقلٌ حَسَنُ الرأْي ؛ عن أَبي العميثل .
      وقد نَهُو ما شاء فهو نَهِيٌّ ، من قوم أَنْهِياء : كل ذلك من العقل .
      وفلان ذو نُهْيةٍ أَي ذو عقل يَنْتَهِي به عن القبائح ويدخل في المحاسن .
      وقال بعض أَهل اللغة : ذو النّهُيةِ الذي يُنْتَهَى إِلى رأْيه وعقله .
      ابن سيده : هو نَهِيٌّ من قوم أَنْهِياء ، ونَهٍ من قوم نَهِينَ ، ونِهٍ على الإِتباع ، كل ذلك مُتَناهي العقل ؛ قال ابن جني : هو قياس النحويين في حروف الحلق ، كقولك فِخِذ في فَخِذ وصِعِق في صَعِق ، قال : وسمي العقل نُهْيةً لأَنه يُنْتَهى إِلى ما أَمَر به ولا يُعْدى أَمْرُه .
      وفي قولهم : ناهِيكَ بفلان معناه كافِيكَ به ، من قولهم قد نَهيَ الرجلُ من اللحم وأَنْهَى إِذا اكْتَفى منه وشَبِع ؛

      قال : يَمْشُونَ دُسْماً حَوْلَ قُبَّتِهِ ، يَنْهَوْنَ عن أَكْلٍ وعَنْ شُرْب فمعنى يَنْهَوْن يشبعون ويكتفون ؛ وقال آخر : لَوْ كانَ ما واحِداً هَواكِ لقدْ أَنْهَى ، ولكنْ هَواكِ مُشْتَرَكُ ورجل نَهْيُكَ مِن رجل ، وناهِيك من رجل ، ونَهاكَ من رجلٍ أَي كافيك من رجل ، كلُّه بمعنى : حَسْب ، وتأْويله أَنه بجِدِّه وغَنائه يَنْهاكَ عن تَطَلُّب غيره ؛

      وقال : هو الشَّيخُ الذي حُدِّثْتَ عنهُ ، نَهاكَ الشَّيْخُ مَكْرُمةً وفَخْرا وهذه امرأَةٌ ناهِيَتُك من امرأَة ، تذكر وتؤنث وتثنى وتجمع لأَنه اسم فاعل ، وإِذا قلت نَهْيُك من رجل كما تقول حَسْبُك من رجل لم تثن ولم تجمع لأَنه مصدر .
      وتقول في المعرفة : هذا عبدُ الله ناهِيَك من رجل فتنصبه على الحال .
      وجَزُورٌ نَهِيَّةٌ ، على فَعِيلة ، أَي ضخمة سمينة .
      ونِهاءُ النها : ارتفاعُه قرابَ نصف النهار .
      وهم نُهاءُ مائة ونِهاء مائة أَي قدر مائة كقولك زُهاء مائة .
      والنُّهاء : القوارير (* قوله « والنهاء القوارير وقوله والنهاء حجر إلخ » هكذا ضبطا في الأصل ونسخة من المحكم ، وفي القاموس : انهما ككساء .)، قيل : لا واحد لها من لفظها ، وقيل : واحدته نَهاءَةٌ ؛ عن كراع ، وقيل : هو الزُّجاج عامة ؛ حكاه ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : تَرُضُّ الحَصى أَخْفافُهُنَّ كأَنما يُكَسَّرُ قَيْضٌ ، بَيْنها ، ونُهاء ؟

      ‏ قال : ولم يسمع إِلا في هذا البيت .
      وقال بعضهم : النُّها الزجاج ، يمدّ ويقصر ، وهذا البيت أَنشده الجوهري : تَرُدُّ الحصى أَخفافُهن ؛ قال ابن بري : والذي رواه ابن الأَعرابي تَرُضُّ الحصى ، ورواه النِّهاء ، بكسر النون ، قال : ولم أَسمع النِّهاء مكسور الأَول إِلا في هذا البيت ؛ قال ابن بري : وروايته نِهاء ، بكسر النون ، جمع نَهاة الوَدْعة ، قال : ويروى بفتح النون أَيضاً جمع نَهاة ، جمع الجنس ، ومدّه لضرورة الشعر .
      قال : وقال القالي النُّهاء ، بضم أَوله ، الزجاج ، وأَنشد البيت المتقدّم ، قال : وهو لعُتَيّ بن ملك ؛ وقبله : ذَرَعْنَ بنا عُرْضَ الفَلاةِ ، وما لَنا عَلَيْهِنَّ إِلاَّ وَخْدَهُن سِقاء والنُّهاء : حجر أَبيض أَرخى من الرُّخام يكون بالبادية ويُجاء به من البحر ، واحدته نُهاءةٌ .
      والنُّهاء : دواء (* قوله « والنهاء دواء » كذا ضبط في الأصل والمحكم ، وصرح الصاغاني فيه بالضم وانفرد القاموس بضبطه بالكسر .) يكون بالبادية يتعالجون به ويشربونه .
      والنَّهى : ضرب من الخَرَز ، واحدته نَهاةٌ .
      والنَّهاة أَيضاً : الودْعَة ، وجمعها نَهًى ، قال : وبعضهم يقول النِّهاء ممدود .
      ونُهاء الماء ، بالضم : ارتفاعه .
      ونَهاةُ : فرس لاحق بن جرير .
      وطلب حاجةً حتى أَنْهى عنها ونَهِيَ عنها ، بالكسر ، أَي تركها ظَفِرَ بها أَو لم يَظْفَر .
      وحَوْلَه من الأَصوات نُهْيَةٌ أَي شُغْلٌ .
      وذهبَتْ تميم فما تُسْهى ولا تُنْهى أَي لا تُذكر .
      قال ابن سيده : ونِهْيا اسم ماء ؛ عن ابن جني ، قال : وقال لي أَبو الوفاء الأَعرابي نَهَيا ، وإِنما حرَّكها لمكان حرف الحلق ، قال لأَنه أَنشدني بيتاً من الطويل لا يَتَّزِنُ إِلاّ بنَهْيا ساكنة الهاء ، أَذكر منه : إِلى أَهْلِ نَهْيا ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  16. نهج
    • " طريقٌ نَهْجٌ : بَيِّنٌ واضِحٌ ، وهو النَّهْجُ ؛ قال أَبو كبير : فأَجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَهُ نَهْجاً ، أَبانَ بذي فَريغٍ مَخْرَفِ والجمعُ نَهجاتٌ ونُهُجٌ ونُهوجٌ ؛ قال أَبو ذؤَيب : به رُجُماتٌ بينهنَّ مَخارِمٌ نُهوجٌ ، كلَبَّاتِ الهَجائِنِ ، فِيحُ وطُرُقٌ نَهْجَةٌ ، وسبيلٌ مَنْهَجٌ : كَنَهْجٍ .
      ومَنْهَجُ الطريقِ : وضَحُه .
      والمِنهاجُ : كالمَنْهَجِ .
      وفي التنزيل : لكلٍّ جعلنا منكم شِرْعةً ومِنْهاجاً .
      وأَنهَجَ الطريقُ : وضَحَ واسْتَبانَ وصار نَهْجاً واضِحاً بَيِّناً ؛ قال يزيدُ بنُ الخَذَّاقِ العبدي : ولقد أَضاءَ لك الطريقُ ، وأَنْهَجَتْ سُبُلُ المَكارِمِ ، والهُدَى تُعْدِي أَي تُعِينُ وتُقَوِّي .
      والمِنهاجُ : الطريقُ الواضِحُ .
      واسْتَنْهَجَ الطريقُ : صار نَهْجاً .
      وفي حديث العباس : لم يَمُتْ رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، حتى تَرَكَكُم على طريقٍ ناهِجةٍ أَي واضحةٍ بَيِّنَةٍ .
      ونَهَجْتُ الطريقَ : أَبَنْتُه وأَوضَحتُه ؛ يقال : اعْمَلْ على ما نَهَجْتُه لك .
      ونَهَجتُ الطريقَ : سَلَكتُه .
      وفلانٌ يَستَنهِجُ سبيلَ فلانٍ أَي يَسلُكُ مَسلَكَه .
      والنَّهْجُ : الطريقُ المستقيمُ .
      ونَهَجَ الأَمْرُ وأَنهَجَ ، لُغتانِ ، إِذا وضَحَ .
      والنَّهَجةُ : الرَّبْوُ يَعْلو الإِنسانَ والدابَّةَ ، قال الليث : ولم أَسمَعْ منه فِعلاً .
      وقال غيره : أَنهَجَ يُنْهِجُ إِنهاجاً ، ونَهَجْتُ أَنهِجُ نَهْجاً ، ونهِجَ الرجلُ نَهَجاً ، وأَنْهَجَ إِذا انْبَهَرَ حتى يقع عليه النَّفَسُ من البُهْرِ ، وأَنهَجَه غيرُه .
      يقال : فلانٌ يَنْهَجُ في النفَسِ ، فما أَدري ما أَنهَجَه .
      وأَنهَجتُ الدابَّةَ : سِرْت عليها حتى انْبَهَرَتْ .
      وفي حديث قُدومِ المُسْتَضعَفِينَ بمكة : فنَهِجَ بين يَدَيْ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حتى قَضى .
      النَّهَجُ ، بالتحريك ، والنَّهِيجُ : الرَّبْوُ ، وتواتُرُ النَّفَسِ من شدَّةِ الحركةِ ، وأَفعَلَ مُتَعَدٍّ .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : فضَرَبَه حتى أُنْهِجَ أَي وقع عليه الرَّبْوُ ؛ يعني عمر .
      وفي حديث عائشة : فقادني وإِني لأَنْهَجُ .
      وفي الحديث : أَنه رأَى رجلاً يَنْهَجُ أَي يَرْبو من السِّمَن ويَلْهَثُ .
      وأَنْهَجَتِ الدابةُ : صارتْ كذلك .
      وضَرَبَه حتى أَنْهَجَ أَي انْبَسَط ، وقيل : بَكى .
      ونَهَجَ الثوبُ ونَهُجَ ، فهو نَهِجٌ ، وأَنهَجَ : بَلِيَ ولم يَتَشَقَّقْ ؛ وأَنْهَجَه البِلى ، فهو مُنْهَجٌ ؛ وقال ابن الأَعرابي : أَنْهَجَ فيه البِلى : اسْتَطار ؛

      وأَنشد : ‏ كالثوبِ أَنْهَجَ فيه البِلى ، أَعْيا على ذي الحِيلَةِ الصانِع (* قوله « كالثوب إلخ » كذا بالأصل .
      والشطر الأول منه غير موزون ولعل الأصل اذ أَنهج .) ولا يقال : نَهَجَ الثوبُ ، ولكن نَهِجَ .
      وأَنْهَجْتُ الثوبَ ، فهو مُنْهَجٌ أَي أَخْلَقْتُه .
      أَبو عبيد : المُنْهَج الثوبُ الذي أَسرعَ فيه البِلَى .
      الجوهري : أَنْهَجَ الثوبُ إِذا أَخذ في البِلى ؛ قال عبدُ بني الحَسْحاسِ : فما زال بُرْدي طَيِّباً من ثِيابِها إِلى الحَوْلِ ، حتى أَنْهَجَ البُرْدُ باليا وفي شعر مازِنٍ : حتى آذَنَ الجِسْمُ بالنَّهْجِ وقد نَهِجَ الثوبُ والجسمُ إِذا بَليَ .
      وأَنْهَجَه البِلى إِذا أَخْلَقَهُ .
      الأَزهري : نَهِجَ الإِنسانُ والكلبُ إِذا رَبَا وانْبَهَرَ يَنْهَجُ نَهَجاً .
      قال ابن بزرج : طَرَدْتُ الدابةَ حتى نَهَجَتْ ، فهي ناهِجٌ ، في شِدَّةِ نَفَسِها ، وأَنْهَجْتُها أَنا ، فهي مُنْهَجَةٌ .
      ابن شميل : إِن الكلبَ لَيَنْهَجُ من الحَرِّ ، وقد نَهِجَ نَهْجَةً .
      وقال غيرُه : نَهِجَ الفرَسُ حين أَنْهَجْتُه أَي رَبا حين صَيَّرتُه إِلى ذلك .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى أنها في قاموس معاجم اللغة

قاموس معاجم
اسم مؤنث
الزجاج والقوارير.
اصل اسم نها: عربي
الرائد
* نها ينهو: نهوا. (نهو) *ر.*©نهى©.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: