وصف و معنى و تعريف كلمة أه:


أه: كلمة تتكون من حرفين تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ هاء (ه) و تحتوي على ألف همزة (أ) و هاء (ه) .




معنى و شرح أه في معاجم اللغة العربية:



أه

جذر [اه]

  1. أَهّ: (اسم)
    • أَهّ : مصدر أَهَّ
  2. أَهَّ: (فعل)
    • أَهَّ أَهًّا ، وأَهَّةً
    • أَهَّ : توجَّع وتأَؤّه ، فقال : آهٍ
  3. الأهي: (اسم)
    • صوتِ الضَّحِك - أها -
  4. أَهَى: (فعل)

    • أَهَى أَهْيًا
    • أَهَى : قَهقَهَ في ضحكه
  5. أَهَّة: (اسم)
    • أَهَّة : مصدر أَهَّ
  6. آهْ: (فعل)
    • اسم فعل مضارع بمعنى أتألَّم أو أتوجَّع ، يُستعمل مبنيًّا على السكون أو على الكسر أو بالتنوين آهْ من الزمان ،
  7. آهة: (اسم)
    • الجمع : آهات
    • آه ، كلمة توجّع أو شكاية أطلق آهةً عميقة
    • الآهة : ( طب ) مرض الحصبة أصيب بالآهة
  8. وهَى: (فعل)
    • وهَى يَهِي ، هِ / هِهْ ، وَهْيًا ووُهِيًّا ، فهو واهٍ
    • وَهَى الرَّجُلُ : حَمُقَ ، ضَعُفَتْ ذَاكِرَتُهُ
    • وهَى الشَّخصُ : ضعُف
    • وَهَتْ عَزِيمَتُهُ : خَارَتْ ، تَضَعْضَعَتْ
    • وهَى الثَّوبُ : تخرَّقَ وانشقّ : ضعفت جدًّا فصارت كالثَّوب البالي
    • وهَى الحائطُ : تشقَّق وهَمَّ بالسُّقوط
    • وهَى السَّحابُ : انفجر شديدًا بالمطر
    • وهَى رِباطُ الشَّيء : استرخى


,
  1. أَهَّ
    • أَهَّ أَهَّ ُ أَهًّا ، وأَهَّةً : توجَّع وتأَؤّه ، فقال : آهٍ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  2. آهْ
    • آه - و أه و أه و آه و آه و آها
      1 - آه اسم فعل يستعمل للتوجع أو الشكوى ، نحو : « آه من المرض ».

    المعجم: الرائد

  3. أَهّ
    • أه - يؤه أه وأهة وأهة وإهة
      1 - قال « آه » شاكيا أو متوجعا

    المعجم: الرائد



  4. أهه
    • " الأَهَّةُ : التَّحَزُّنُ ‏ .
      ‏ وقد أَهَّ أَهّاً وأَهَّةً ‏ .
      ‏ وفي حديث معاوية : أَهّاً أَبا حَفْص ؛ قال : هي كلمة تأَسُّفٍ ، وانتصابها على إِجرائها مُجْرَى المصادر كأَنه ، قال أَتَأَسَّفُ تأَسُّفاً ، قال : وأَصل الهمزة واو ، وترجم ابن الأَثير واه ‏ .
      ‏ وقال في الحديث : من ابْتُليَ فَصَبر فَواهاً واهاً قيل : معنى هذه الكلمة التلهف ، وقد توضع موضع الإِعجاب بالشيء ، يقال : واهاً له ‏ .
      ‏ وقد تَرِدُ بمعنى التَّوَجُّع ، وقيل : التوجعُ يقال فيه آهاً ، قال : ومنه حديث أَبي الدرداء ما أَنكرتم من زمانكم فيما غَيَّرتُمْ من أَعمالكم ، إِن يَكُنْ خيراً فواهاً واهاً ، وإِن يكن شَرّاً فآهاً آهاً ؛ قال : والأَلف فيها غير مهموزة ، قال : وإِنما ذكرتها في هذه الترجمة للفظها .
      "

    المعجم: لسان العرب

,
  1. أُهْبَةُ
    • ـ أُهْبَةُ : العُدَّةُ وقَدْ أَهَّبَ للأَمْر تَأْهيباً ، وتَأَهَّبَ .
      ـ إِهابُ : الجِلْدُ ، أو ما لم يُدْبَغْ ، الجمع : آهِبَةٌ وأُهُبٌ وأَهَبٌ ، وابنُ عُمَيْرٍ : راجزٌ معروف ،
      ـ أبو إهابِ بنُ عُزَيزٍ : صَحابيُّ .
      ـ أَهَابٍ : موضع قُرْبَ المدينةِ .
      ـ أُهْبَانٌ : صَحابيُّ

    المعجم: القاموس المحيط

  2. أنَّ
    • ـ أنَّ يَئِنُّ أنَّاً وأنيناً وأُناناً وتَأْناناً : تَأَوَّهَ .
      ورَجُلٌ أُنانٌ ، وأَنَّانٌ وأُنَنَةٌ : كثيرُ الأنين ، وهي أنَّانَةٌ .
      لا أفْعَلُه ما أنَّ في السماءِ نَجْمٌ : ما كانَ .
      أنَّ الماءَ : صَبَّه .
      مالَه حانَّةٌ ولا آنَّةٌ : ناقةٌ ولا شاةٌ ، أو ناقةٌ ولا أمَةٌ .
      أُنَنٌ : طائرٌ كالحَمامِ ، صَوْتُهُ أنينٌ ، أُوهْ أُوهْ .
      إنَّهُ لَمَئِنَّةٌ أن يكونَ كذا ، أي : خَليقٌ ، أو مَخْلَقَةٌ مَفْعَلَةٌ ، من أنَّ ، أي : جَديرٌ بأَنْ يقالَ فيه إنَّهُ كذا .
      تأنَّنْتُه وأَنَّنْتُهُ : تَرَضَّيْتُهُ .
      بِئْرُ أنَّى ، أو أُنَى ، أو أنِي : من آبارِ بني قُرَيْظَةَ بالمدينة .
      أنَّى : تكونُ بمعنَى حيثُ ، وكيفَ ، وأيْنَ ، وتكونُ حَرْفَ شَرْطٍ .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. هَيْبَةُ


    • ـ هَيْبَةُ : المَخافَةُ ، والتَّقِيَّةُ ، كالمَهابَةِ .
      ـ هابَهُ يَهابُهُ هَيْباً ومَهابَةً : خافَهُ ، كاهْتابَهُ ، وهو هائِبٌ وهَيوبٌ وهَيَّابٌ وهَيِّبٌ وهَيْبانٌ وهَيِّبانٌ وهَيَّبانٌ ،
      ـ هَيَّابَةٌ : يَخافُ الناسَ ،
      ـ مَهُوبٌ ومَهِيبٌ وهَيوبٌ وهَيبانٌ : يَخافُهُ الناسُ .
      ـ تَهَيَّبَنِي وتَهَيَّبْتُهُ : خِفْتُه .
      ـ هَيَّبانُ : الكثيرُ ، والجَبانُ ، والتَّيْسُ ، والخَفيفُ ، والرَّاعي ، والتُّرابُ ، وزَبَدُ أفواهِ الإِبِلِ ، وصَحابِيُّ أسْلَمِيُّ ، كالهَيَبانُ ، وقد يقالُ : هَيَّفانُ بالفاءِ .
      ـ مَهِيبُ ومَهوبُ ومُتَهَيَّبُ : الأَسَدُ .
      ـ هابُ : الحَيَّةُ ، وزَجْرُ الإِبِلِ عندَ السَّوْقِ بِهابْ هابْ .
      ـ قد أهابَ بها : زَجَرَهَا ،
      ـ أهابَ بالخَيْلِ : دَعَاها ، أو زَجَرَهَا بِهابْ أو بِهَبْ وهَبِي ، أي : أقْبِلِي وأقْدِمِي .
      ـ مكانٌ مَهابٌ ومَهُوبٌ : يُهابُ فيه ، بُني على قَوْلِهِمْ : هُوبَ الرجُلُ ، حيث نَقَلُوا من الياءِ إلى الواو فيهما .
      ـ هَيَّبْتُهُ إليه : جَعَلْتُهُ مَهِيباً عندَهُ .

    المعجم: القاموس المحيط

  4. أهابه
    • أَخَافَهُ :- أهاب الموتُ العُصاةَ - أهاب المدرِّسُ الطّلبةَ .

    المعجم: عربي عامة

  5. أهاج الشّعب ضدّ الحكومة
    • أثاره وهيَّجه :- أهاجت غربتهُ شوقَه إلى وطنه - أهاجهم مشهدُ القتل .

    المعجم: عربي عامة

  6. أَهَاجَ
    • أَهَاجَ أَهَاجَ يقال : أهاجت الرِّيحُ النبتَ .
      أَيبسته .



    المعجم: المعجم الوسيط

  7. أهَاجَ
    • [ هـ ي ج ]. ( فعل : رباعي متعد ). أهَجْتُ ، أُهِيجُ ، أَهِجْ ، مصدر إهَاجَةٌ .
      1 . :- أهَاجَهُ مَا سَمِعَ مِنْ أقْوَالٍ :- : أثَارَهُ ، أغْضَبَهُ . :- يُهِيجُ أقْرَبَ النَّاسِ إلَيْهِ .
      2 . :- أهَاجَتِ الرِّيحُ النَّبَاتَ :-: أيْبَسَتْهُ .

    المعجم: الغني

  8. أَهاج
    • أهاج - إهاجة
      1 - أهاجت الريح النبات : أيبسته

    المعجم: الرائد

  9. أهاب الرّاعي بغنمه
    • زجرها ، حثَّها وصاح بها لتقف أو لترجع .

    المعجم: عربي عامة



  10. أهاب بصاحبه إلى فعل الخير
    • ناشده ، دعاه إليه .

    المعجم: عربي عامة

  11. أَهَابَ
    • أَهَابَ به : دعاه للعمل أَو لتركه .
      يقال : أَهبت بصاحبي إِلى الخير ، وأَهاب بالخَيل ونحوها .
      وأَهاب الراعي بغنمه : صَاح بها لتقفَ أَو لترجِعَ فقال : هابِ هابِ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  12. أنِينٌ
    • [ أ ن ن ]. ( مصدر أنَّ ).
      1 . :- كانَ أنِينُهُ يُوجِعُ القَلْبَ :- : صَوْتٌ صَادِرٌ عَنْ ألَمٍ أوْ مَرَضٍ أوْ وَجَعٍ .
      2 . :- كَانَ صَدَى الأَنِينِ يَهُزُّ النُّفُوسَ :- : رَجْعُ التَّوَجُّعِ .

    المعجم: الغني

  13. أهَابَ
    • [ هـ ي ب ]. ( فعل : رباعي لازم ، متعد بحرف ). أهَبْتُ ، أُهِيبُ ، أَهِبْ ، مصدر إهَابَةٌ .
      1 . :- أهَابَ الرَّاعِي بِغَنَمِهِ :- : صَاحَ بِهَا لِتَرْجِعَ أوْ لِتَقِفَ .
      2 . :- أهَابَ بِهِ ألاَّ يتَأخَّرَ عَنِ الْمَوْعِدِ :-: دَعَاهُ ، طَلَبَ مِنْهُ . :- يُهِيبُ بِهِ فِي كُلِّ آنٍ أنْ يَعُودَ إلَى رُشْدِهِ .

    المعجم: الغني

  14. أنين
    • أنين :-
      1 - مصدر أنَّ .
      2 - صوت التوجّع أو التأوّه ألمًا :- للساقية صوت يشبّهونه بأنين المتوجِّعين .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  15. أهاجَ
    • أهاجَ يُهيج ، أَهِجْ ، إهاجةً ، فهو مُهيج ، والمفعول مُهاج :-
      أهاج الشَّعبَ ضدّ الحكومة أثاره وهيَّجه :- أهاجت غربتهُ شوقَه إلى وطنه ، - أهاجهم مشهدُ القتل .
      • أهاجتِ الرِّيحُ النَّباتَ : أيبسته .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  16. الأنين
    • صوت الأنن وهو طائر كالحمام أسود له طوق كطوق الدبسي أحمر الرجلين و المنقار

    المعجم: معجم الاصوات

  17. الأنين
    • صوت القوس عند الإنباض يتلاشى تدريجيا

    المعجم: معجم الاصوات

  18. الأنين
    • صوت المتألم

    المعجم: معجم الاصوات

  19. الأَنين
    • صوت المريض

    المعجم: معجم الاصوات

  20. إِهاب
    • أهاب - إهابة
      1 - أهاب به : دعاه إلى الأمر « أهاب به إلى الفضيلة ». 2 - أهاب الراعي بغنمه : صاح بها لتقف أو لترجع .

    المعجم: الرائد

  21. أهابَ
    • أهابَ / أهابَ بـ يُهيب ، أَهِبْ ، إهابةً ، فهو مُهيب ، والمفعول مُهاب :-
      أهابَه أَخَافَهُ :- أهاب الموتُ العُصاةَ ، - أهاب المدرِّسُ الطّلبةَ .
      أهاب الرَّاعي بغنمه : زجرها ، حثَّها وصاح بها لتقف أو لترجع .
      أهاب بصاحبه إلى فعل الخير : ناشده ، دعاه إليه .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  22. إن
    • أن - يئن ، أنا وأنينا وأنانا وأنة وتأنانا
      1 - تأوه وصوت لألم أو حزن

    المعجم: الرائد

  23. أنَّ
    • أنَّ أنَنْتُ ، يَئِنّ ، ائْنِنْ / إنَّ ، أنًّا وأنينًا ، فهو آنّ :-
      أنَّ المريضُ تأوّه ألمًا بصوتٍ عميق وشكوى متواصلة :- أنَّ جريح / متوجِّع .
      أنَّ بابٌ : أحدث صوتًا عميقًا متردّدًا يشبه الأنين :- أنَّتِ الرِّيحُ .
      • أنَّت القوسُ ونحوُها : رنَّ وترُها في امتداد .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  24. أنه
    • " الأَنِيهُ : مثل الزَّفِير ، والآنِهُ كالآنِحِ ‏ .
      ‏ وأَنَهَ يَأْنِهُ أَنْهاً وأُنُوهاً : مثل أَنَح يَأْنِحُ إِذا تَزَحَّرَ من ثِقَلٍ يَجِدُه ، والجمع أُنَّةٌ مثل أُنَّحٍ ؛

      وأَنشد لرؤبة يصف فحلاً ‏ .
      ‏ رَعّابَةٌ يُخْشِي نُفوسَ الأُنَّهِ ، بِرَجْسِ بَهْباهِ الهَدِيرِ البَهْبَهِ أَي يَرْعَبُ النُّفوسَ الذينَ يَأْنِهُونَ ‏ .
      ‏ ابن سيده : الأَنِيهُ الزَّحْرُ عند المسأَلة ‏ .
      ‏ ورجل آنةٌ : حاسِدٌ ‏ .
      ‏ ويقال : رجل نافِسٌ ونَفِيسٌ وآنِهٌ وحاسد بمعنى واحد ، وهو من أَنَهَ يَأْنِهُ وأَنَحَ يَأْنِحُ أَنِيهاً وأَنِيحاً .
      "

    المعجم: لسان العرب

  25. أنن
    • " أَنَّ الرجلُ من الوجع يَئِنُّ أَنيناً ، قال ذو الرمة : يَشْكو الخِشاشَ ومَجْرى النَّسْعَتَين ، كما أَنَّ المرِيضُ ، إلى عُوَّادِه ، الوَصِبُ والأُنانُ ، بالضم : مثل الأَنينِ ؛ وقال المغيرة بن حَبْناء يخاطب أَخاه صخراً : أَراكَ جَمَعْتَ مسْأَلةً وحِرْصاً ، وعند الفَقْرِ زَحّاراً أُنانا وذكر السيرافي أَن أُُناناً هنا مثل خُفافٍ وليس بمصدر فيكون مثل زَحّار في كونه صفة ، قال : والصِّفتان هنا واقِعتان موقع المصدر ، قال : وكذلك التأْنانُ ؛

      وقال : إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ خيراً من التَّأْنانِ والمَسائِلِ (* قوله « إنا وجدنا إلخ » صوّب الصاغاني زيادة مشطور بين المشطورين وهو : بين الرسيسين وبين عاقل ).
      وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابِلِ مَلْقوحةً في بَطْنِ نابٍ حائلِ .
      ملقوحة : منصوبةٌ بالعِدَة ، وهي بمعنى مُلْقَحَةً ، والمعنى أَنها عِدةٌ لا تصح لأَن بطنَ الحائل لا يكون فيه سَقْبٌ مُلْقَحة .
      ابن سيده : أَنَّ الرجلُ يَئِنُّ أَنّاً وأَنيناً وأُناناً وأَنَّةً تأَوَّه .
      التهذيب : أَنَّ الرجلُ يَئِنُّ أَنيناً وأَنَتَ يأْنِتُ أَنيتاً ونأَتَ يَنْئِتُ نَئِيتاً بمعنى واحد .
      ورجل أَنّانٌ وأُنانٌ وأُنَنةٌ : كثيرُ الأَنين ، وقيل : الأُنَنةُ الكثيرُ الكلام والبَثِّ والشَّكْوَى ، ولا يشتقّ منه فعل ، وإذا أَمرت قلت : إينِنْ لأَن الهمزتين إذا التَقَتا فسكنت الأَخيرة اجتمعوا على تَلْيينِها ، فأَما في الأَمر الثاني فإنه إذا سكنت الهمزة بقي النونُ مع الهمزة وذهبت الهمزة الأُولى .
      ويقال للمرأَة : إنِّي ، كما يقال للرجل اقْررْ ، وللمرأَة قِرِّي ، وامرأَة أنّانةٌ كذلك .
      وفي بعض وصايا العرب : لا تَتّخِذْها حَنَّانةً ولا مَنّانةً ولا أَنّانةً .
      وما له حانَّةٌ ولا آنّةٌ أَي ما لَه ناقةٌ ولا شاةٌ ، وقيل : الحانّةُ الناقةُ والآنّةُ الأَمَةُ تَئِنّ من التعب .
      وأَنَّتِ القوسُ تَئِنُّ أَنيناً : أَلانت صوتَها ومَدّته ؛ حكاه أَبو حنيفة ؛ وأَنشد قول رؤبة : تِئِنُّ حينَ تجْذِبُ المَخْطوما ، أَنين عَبْرَى أَسْلَمت حَميما .
      والأُنَنُ : طائرٌ يَضْرِبُ إلى السَّواد ، له طَوْقٌ كهيئة طَوْق الدُّبْسِيّ ، أَحْمَرُ الرِّجْلين والمِنْقار ، وقيل : هو الوَرَشان ، وقيل : هو مثل الحمام إلا أَنه أَسود ، وصوتُه أَنِينٌ : أُوهْ أُوهْ .
      وإنِّه لَمِئنّةٌ أَن يفعل ذلك أَي خَليقٌ ، وقيل : مَخْلَقة من ذلك ، وكذلك الإثنان والجمع والمؤنث ، وقد يجوز أَن يكون مَئِنّةٌ فَعِلَّةً ، فعلى هذا ثلاثيٌّ .
      وأَتاه على مَئِنّةِ ذلك أَي حينهِ ورُبّانِه .
      وفي حديث ابن مسعود : إنّ طُولَ الصلاةِ وقِصَرَ الخُطْبةِ مَئِنّةٌ من فِقْهِ الرجل أَي بيانٌ منه .
      أَبو زيد : إنِّه لَمَئِنّةٌ أَن يفعل ذلك ، وأَنتما وإنّهنّ لَمَئِنّةٌ أَن تفعلوا ذلك بمعنى إنّه لخَليق أَن يفعل ذلك ؛ قال الشاعر : ومَنْزِل منْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ به ، مَئِنّة مِنْ مَراصيدِ المَئِنّاتِ به تجاوزت عن أُولى وكائِده ، إنّي كذلك رَكّابُ الحَشِيّات .
      أَول حكاية (* قوله « أول حكاية » هكذا في الأصل ).
      أَبو عمرو : الأَنّةُ والمَئِنّة والعَدْقةُ والشَّوْزَب واحد ؛ وقال دُكَيْن : يَسْقِي على درّاجةٍ خَرُوسِ ، مَعْصُوبةٍ بينَ رَكايا شُوسِ ، مَئِنّةٍ مِنْ قَلَتِ النُّفوسِ ‏

      يقال : ‏ مكان من هلاكِ النفوس ، وقولُه مكان من هلاك النفوس تفسيرٌ لِمَئِنّةٍ ، قال : وكلُّ ذلك على أَنه بمنزلة مَظِنَّة ، والخَروسُ : البَكْرةُ التي ليست بصافية الصوتِ ، والجَروسُ ، بالجيم : التي لها صوت .
      قال أَبو عبيد :، قال الأَصمعي سأَلني شعبة عن مَئِنَّة فقلت : هو كقولك عَلامة وخَليق ، قال أََبو زيد : هو كقولك مَخْلَقة ومَجْدَرة ؛ قال أبو عبيد : يعني أَن هذا مما يُعْرَف به فِقْهُ الرجل ويُسْتَدَلُّ به عليه ، قال : وكلُّ شيءٍ دلَّكَ على شيءٍ فهو مَئِنّةٌ له ؛

      وأَنشد للمرّار : فَتَهامَسوا سِرّاً فقالوا : عَرِّسوا من غَيْر تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرِّس ؟

      ‏ قال أَبو منصور : والذي رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي وأَبي زيد في تفسير المَئِنّة صحيحٌ ، وأمّا احْتِجاجُه برأْيه ببَيْت المرار في التَّمْئِنَة للمَئِنَّة فهو غلط وسهوٌ ، لأَن الميمَ في التَّمْئِنة أَصليةٌ ، وهي في مَئِنّةٍ مَفْعِلةٌ ليست بأَصلية ، وسيأْتي تفسير ذلك في ترجمة مأَن .
      اللحياني : هو مَئِنَّةٌ أَن يفعل ذلك ومَظِنَّة أَن يفعل ذلك ؛

      وأَنشد : إنَّ اكتِحالاً بالنَّقِيّ الأمْلَجِ ، ونَظَراً في الحاجِبِ المُزَجَّجِ مَئِنَّةٌ منَ الفعال الأعْوجِ فكأَن مَئِنّةً ، عند اللحياني ، مبدلٌ الهمزةُ فيها من الظاء في المَظِنَّة ، لأَنه ذكر حروفاً تُعاقِب فيها الظاءُ الهمزةَ ، منها قولُهم : بيتٌ حسَنُ الأَهَرَةِ والظَّهَرةِ .
      وقد أَفَرَ وظَفَر أَي وثَب .
      وأَنَّ الماءَ يؤُنُّه أنّاً إذا صبَّه .
      وفي كلام الأَوائل : أُنَّ ماءً ثم أَغْلِه أَي صُبَّه وأَغْلِه ؛ حكاه ابن دريد ، قال : وكان ابن الكلبي يرويه أُزّ ماءً ويزعُمُ أَنَّ أُنَّ تصحيفٌ .
      قال الخليل فيما روى عنه الليث : إنَّ الثقيلةُ تكون منصوبةَ الأَلفِ ، وتكونُ مكسورةَ الأَلف ، وهي التي تَنْصِبُ الأَسماء ، قال : وإذا كانت مُبتَدأَةً ليس قبلها شيءٌ يُعْتمد عليه ، أَو كانت مستأْنَفَةً بعد كلام قديم ومَضَى ، أَو جاءت بعدها لامٌ مؤكِّدَةٌ يُعْتمد عليها كُسِرَتْ الأَلفُ ، وفيما سوى ذلك تُنْصَب الأَلف .
      وقال الفراء في إنَّ : إذا جاءت بعد القول وما تصرَّف من القول وكانت حكايةً لم يَقَعْ عليها القولُ وما تصرَّف منه فهي مكسورة ، وإن كانت تفسيراً للقول نَصَبَتْها وذلك مثل قول الله عز وجل : ولا يَحْزُنْك قولُهم إن العِزَّة لله جميعاً ؛ وكذلك المعنى استئنافٌ كأَنه ، قال : يا محمد إن العزَّة لله جميعاً ، وكذلك : وقوْلِهم إنَّا قَتَلْنا المسيحَ عيسى بن مَريَمَ ، كسَرْتَها لأَنها بعد القول على الحكاية ، قال : وأَما قوله تعالى : ما قلتُ لهم إلا ما أَمَرْتَني به أَنِ اعْبُدوا الله فإنك فتحْتَ الأَلفَ لأَنها مفسِّرة لِمَا وما قد وقع عليها القولُ فنصبَها وموضعُها نصبٌ ، ومثله في الكلام : قد قلت لك كلاماً حسَناً أَنَّ أَباكَ شريفٌ وأَنك عاقلٌ ، فتحتَ أَنَّ لأَنها فسَّرت الكلام والكلامُ منصوبٌ ، ولو أَردْتَ تكريرَ القول عليها كسَرْتَها ، قال : وقد تكون إنَّ بعد القول مفتوحةً إذا كان القول يُرافِعُها ، منْ ذلك أَن تقول : قولُ عبد الله مُذُ اليومِ أَن الناس خارجون ، كما تقول : قولُكَ مُذ اليومِ كلامٌ لا يُفْهم .
      وقال الليث : إذا وقعت إنَّ على الأَسماء والصفات فهي مشدّدة ، وإذا وقعت على فعلٍ أَو حرفٍ لا يتمكن في صِفةٍ أَو تصريفٍ فخفِّفْها ، تقول : بلغني أَن قد كان كذا وكذا ، تخفِّف من أَجل كان لأَنها فعل ، ولولا قَدْ لم تحسن على حال من الفعل حتى تعتمد على ما أَو على الهاء كقولك إنما كان زيد غائباً ، وبلَغني أَنه كان أَخو بكر غَنِيّاً ، قال : وكذلك بلغني أَنه كان كذا وكذا ، تُشَدِّدُها إذا اعتمدَتْ ، ومن ذلك قولك : إنْ رُبَّ رجل ، فتخفف ، فإذا اعتمدَتْ قلت : إنه رُبَّ رجل ، شدَّدْت وهي مع الصفات مشدّدة إنَّ لك وإنَّ فيها وإنَّ بك وأَشباهها ، قال : وللعرب لغتان في إنَّ المشدَّدة : إحداهما التثقيل ، والأُخرى التخفيف ، فأَما مَن خفَّف فإنه يرفع بها إلا أَنَّ ناساً من أَهل الحجاز يخفِّفون وينصبون على توهُّم الثقيلة ، وقرئَ : وإنْ كلاً لما ليُوفّينّهم ؛ خففوا ونصبوا ؛

      وأَنشد الفراء في تخفيفها مع المضمر : فلوْ أَنْكِ في يَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتِني فِراقَك ، لم أَبْخَلْ ، وأَنتِ صديقُ وأَنشد القول الآخر : لقد عَلِمَ الضَّيفُ والمُرْمِلون ، إذا اغْبَرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شمالا ، بأَنَّكَ ربيعٌ وغَيْثٌ مريع ، وقِدْماً هناكَ تكونُ الثِّمال ؟

      ‏ قال أَبو عبيد :، قال الكسائي في قوله عز وجل : وإنَّ الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ؛ كسرت إنّ لِمكان اللام التي استقبلتها في قوله لَفي ، وكذلك كلُّ ما جاءَك من أَنَّ فكان قبله شيءٌ يقع عليه فإنه منصوب ، إلا ما استقبَله لامٌ فإن اللام تُكْسِره ، فإن كان قبل أَنَّ إلا فهي مكسورة على كل حال ، اسْتَقبَلَتْها اللام أَو لم تستقبلها كقوله عز وجل : وما أَرسلْنا قبْلَك من المُرْسَلين إلا إنهم ليَأْكلون الطعامَ ؛ فهذه تُكْسر وإن لم تستقبلها لامٌ ، وكذلك إذا كانت جواباً ليَمين كقولك : والله إنه لقائمٌ ، فإذا لم تأْتِ باللام فهي نصبٌ : واللهِ أَنَّكَ قائم ، قال : هكذا سمعته من العرب ، قال : والنحويون يكسرون وإن لم تستقبلها اللامُ .
      وقال أَبو طالب النحوي فيما روى عنه المنذري : أَهل البصرة غير سيبويه وذَوِيه يقولون العرب تُخَفِّف أَنَّ الشديدة وتُعْمِلها ؛

      وأَنشدوا : ووَجْهٍ مُشْرِقِ النَّحْر ، كأَنْ ثَدْيَيْه حُقَّانِ أَراد كأَنَّ فخفَّف وأََعْمَلَ ، قال : وقال الفراء لم نسمع العربَ تخفِّف أَنَّ وتُعْمِلها إلا مع المَكْنيّ لأَنه لا يتبيَّن فيه إعراب ، فأَما في الظاهر فلا ، ولكن إذا خَفَّفوها رفَعُوا ، وأَما من خفَّف وإنْ كلاً لمَا ليُوَفِّيَنَّهم ، فإنهم نصبوا كُلاًّ بِلَيُوَفِّيَنَّهم كأَنه ، قال : وإنْ ليُوفِّينَّهم كُلاًّ ، قال : ولو رُفِعت كلٌّ لصلَح ذلك ، تقول : إنْ زيدٌ لقائمٌ .
      ابن سيده : إنَّ حرف تأْكيد .
      وقوله عز وجل : إنَّ هذانِ لساحِران ، أَخبر أَبو علي أَن أَبا إسحق ذهب فيه إلى أَنَّ إنَّ هنا بمعنى نَعَمْ ، وهذان مرفوعٌ بالابتداء ، وأَنَّ اللامَ في لَساحران داخلةٌ على غير ضرورة ، وأَن تقديره نَعَمْ هذان هما ساحِران ، وحكي عن أَبي إسحق أَنه ، قال : هذا هو الذي عندي فيه ، والله أَعلم .
      قال ابن سيده : وقد بيَّن أَبو عليٍّ فسادَ ذلك فغَنِينا نحن عن إيضاحه هنا .
      وفي التهذيب : وأَما قول الله عز وجل : إنَّ هذان لَساحِران ، فإنَّ أبا إسحق النحوي اسْتَقْصى ما ، قال فيه النحويون فحَكَيْت كلامه .
      قال : قرأَ المدنيُّون والكوفيون إلا عاصماً : إنَّ هذان لَساحِران ، وروي عن عاصم أَنه قرأَ : إنْ هذان ، بتخفيف إنْ ، وروي عن الخليل : إنْ هذان لساحِران ، قال : وقرأَ أَبو عمرو إنّ هذين لساحران ، بتشديد إنّ ونصْبِ هذين ، قال أَبو إسحق : والحجةُ في إنّ هذان لساحِران ، بالتشديد والرفع ، أَن أَبا عبيدة روى عن أَبي الخطاب أَنه لغةٌ لكنانةَ ، يجعلون أَلفَ الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد ، يقولون : رأَيت الزيدان ، وروى أَهلُ الكوفة والكسائي والفراء : أَنها لغة لبني الحرث بن كعب ، قال : وقال النحويون القُدَماء : ههنا هاءٌ مضمرة ، المعنى : إنه هذانِ لساحِران ، قال : وقال بعضهم إنّ في معنى نعَمْ كما تقدم ؛

      وأَنشدوا لابن قيس الرُّقَيَّات : بَكَرَتْ عليَّ عواذِلي يَلْحَيْنَنِي وأَلومُهُنَّهْ ويَقُلْنَ : شَيْبٌ قدْ علاّ كَ ، وقد كَبِرْتَ ، فقلتُ : إنَّهْ .
      أَي إنه قد كان كما تَقُلْن ؛ قال أَبو عبيد : وهذا اختصارٌ من كلام العرب يُكتفى منه بالضمير لأَنه قد عُلِم معناه ؛ وقال الفراء في هذا : إنهم زادوا فيها النونَ في التثنية وتركوها على حالها في الرفع والنصب والجر ، كما فعَلوا في الذين فقالوا الَّذِي ، في الرفع والنصب والجر ، قال : فهذا جميع ما ، قال النحويون في الآية ؛ قال أَبو إسحق : وأَجودُها عندي أَن إنّ وقعت موقع نَعَمْ ، وأَن اللام وَقَعتْ موقِعَها ، وأَنّ المعنى نعَمْ هذان لهما ساحران ، قال : والذي يلي هذا في الجَوْدَة مذهبُ بني كنانة وبَلْحَرِث بن كعب ، فأَما قراءةُ أَبي عمرو فلا أُجيزُها لأَنها خلافُ المصحف ، قال : وأَستحسن قراءةَ عاصم والخليل إنْ هذان لَساحِران .
      وقال غيرُه : العرب تجعل الكلام مختصراً ما بعْدَه على إنَّه ، والمراد إنه لكذلك ، وإنه على ما تقول ، قال : وأَما قول الأَخفش إنَّه بمعنى نَعَمْ فإنما يُراد تأْويله ليس أَنه موضوع في اللغة لذلك ، قال : وهذه الهاء أُدْخِلت للسكوت .
      وفي حديث فَضالة بن شَريك : أَنه لقِيَ ابنَ الزبير فقال : إنّ ناقتي قد نَقِبَ خفُّها فاحْمِلْني ، فقال : ارْقَعْها بجِلدٍ واخْصِفْها بهُلْبٍ وسِرْ بها البَرْدَين ، فقال فَضالةُ : إنما أَتَيْتُك مُسْتَحْمِلاً لا مُسْتَوْصِفاً ، لا حَمَلَ الله ناقةً حمَلتْني إليك فقال ابن الزبير : إنّ وراكِبَها أَي نعَمْ مع راكبها .
      وفي حديث لَقيط ابن عامر : ويقول رَبُّكَ عز وجل وإنه أَي وإنه كذلك ، أَو إنه على ما تقول ، وقيل : إنَّ بمعنى نعم والهاء للوقف ، فأَما قوله عز وجل : إنا كلَّ شيء خلْقناه بقَدَر ، وإنَّا نحنُ نحْيي ونميت ، ونحو ذلك فأَصله إنَّنا ولكن حُذِفَت إحدى النُّونَين من إنَّ تخفيفاً ، وينبغي أَن تكونَ الثانيةَ منهما لأَنها طرَفٌ ، وهي أَضعف ، ومن العرب من يُبْدِلُ هَمْزَتَها هاء مع اللام كما أَبدلوها في هَرَقْت ، فتقول : لَهِنَّك لَرَجُلُ صِدْقٍ ، قال سيبويه : وليس كلُّ العرب تتكلم بها ؛ قال الشاعر : أَلا يا سَنا بَرْقٍ على قُنَنِ الحِمَى ، لَهِنّكَ من بَرْقٍ عليَّ كريم وحِكى ابن الأَعرابي : هِنّك وواهِنّك ، وذلك على البدل أَيضاً .
      التهذيب في إنّما :، قال النحويون أَصلها ما مَنَعت إنَّ من العمل ، ومعنى إنما إثباتٌ لما يذكر بعدها ونفيٌ لما سواه كقوله : وإنما يُدافعُ عن أَحسابهم أَنا ومِثْلي المعنى : ما يُدافع عن أَحسابِهم إلا أَنا أَو مَنْ هو مِثْلي ، وأَنَّ : كإن في التأْكيد ، إلا أَنها تقع مَوْقِعَ الأَسماء ولا تُبْدَل همزتُها هاءً ، ولذلك ، قال سيبويه : وليس أَنَّ كإنَّ ، إنَّ كالفِعْلِ ، وأَنَّ كالاسْمِ ، ولا تدخل اللامُ مع المفتوحة ؛ فأَما قراءة سعيد بن جُبيَر : إلاَّ أَنهم ليأْكلون الطعام ، بالفتح ، فإن اللام زائدة كزيادتها في قوله : لَهِنَّك في الدنيا لبَاقيةُ العُمْرِ الجوهري : إنَّ وأَنَّ حرفان ينصبان الأَسماءَ ويرفعان الأَخبارَ ، فالمكسورةُ منهما يُؤكَّدُ بها الخبرُ ، والمفتوحة وما بعدها في تأْويل المصدر ، وقد يُخَفِّفان ، فإذا خُفِّفتا فإن شئتَ أَعْمَلْتَ وإن شئت لم تُعْمِلْ ، وقد تُزادُ على أَنَّ كافُ التشبيه ، تقول : كأَنه شمسٌ ، وقد تخفف أَيضاً فلا تعْمَل شيئاً ؛ قال : كأَنْ ورِيداهُ رِشاءَا خُلُب ويروى : كأَنْ ورِيدَيْهِ ؛ وقال آخر : ووَجْهٍ مُشْرِقِ النحرِ ، كأَنْ ثَدْياه حُقَّانِ ويروى ثَدْيَيْه ، على الإعمال ، وكذلك إذا حذفْتَها ، فإن شئت نصبت ، وإن شئت رفعت ، قال طرفة : أَلا أَيُّهَذا الزاجِرِي أَحْضُرَ الوغَى ، وأَن أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ ، هل أَنتَ مُخْلدي ؟ يروى بالنصب على الإعمال ، والرفْعُ أَجود .
      قال الله تعالى : قل أَفغَيْرَ الله تأْمرونِّي أَعبُدُ أَيُّها الجاهلون ، قال النحويون : كأَنَّ أَصلُها أَنَّ أُدخِلَ عليها كافُ التشبيه ، وهي حرفُ تشبيه ، والعربُ تنصب به الاسمَ وترفع خبرَه ، وقال الكسائي : قد تكون كأَنَّ بمعنى الجحد كقولك كأَنك أميرُنا فتأْمُرُنا ، معناه لستَ أََميرَنا ، قال : وكأَنَّ أُخرى بمعنى التَّمَنِّي كقولك كأَنك بي قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجِيدَه ، معناه لَيْتَني قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجيدَه ، ولذلك نُصِب فأُجيدَه ، وقيل : تجيء كأَنَّ بمعنى العلم والظنِّ كقولك كأَنَّ الله يفعل ما يشاء ، وكأَنك خارجٌ ؛ وقال أَبو سعيد : سمعت العرب تُنشِد هذا البيت : ويومٍ تُوافينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ ، كأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إلى ناضِرِ السَّلَمْ وكأَنْ ظَبْيَةٍ وكأَنْ ظَبْيَةٌ ، فمن نَصَبَ أَرادَ كأَنَّ ظَبْيَةً فخفف وأَعْمَل ، ومَنْ خفَض أَراد كظَبْيَةٍ ، ومَن رفع أَراد كأَنها ظبْيَةٌ فخفَّفَ وأَعْمَل مع إضمارِ الكِناية ؛ الجرار عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشد : كأمَّا يحْتَطِبْنَ على قَتادٍ ، ويَسْتَضْكِكْنَ عن حَبِّ الغَمامِ .
      قال : يريد كأَنما فقال كأَمَّا ، والله أَعلم .
      وإنِّي وإنَّني بمعنى ، وكذلك كأَنِّي وكأَنَّني ولكنِّي ولكنَّني لأَنه كثُر استعمالهم لهذه الحروف ، وهم قد يَسْتَثْقِلون التضعيف فحذفوا النون التي تَلي الياء ، وكذلك لَعَلِّي ولَعَلَّني لأَن اللام قريبة من النون ، وإن زِدْتَ على إنَّ ما صارَ للتَّعيين كقوله تعالى : إنما الصَّدَقاتُ للفُقراء ، لأَنه يُوجِبُ إثْباتَ الحكم للمذكور ونَفْيَه عما عداه .
      وأَنْ قد تكون مع الفعل المستقبل في معنى مصدرٍ فتَنْصِبُه ، تقول : أُريد أن تقومَ ، والمعنى أُريد قيامَك ، فإن دخلت على فعل ماضٍ كانت معه بمعنى مصدرٍ قد وقَع ، إلا أَنها لا تَعْمَل ، تقول : أَعْجَبَني أَن قُمْتَ والمعنى أَعجبني قيامُك الذي مضى ، وأَن قد تكون مخفَّفة عن المشدَّدة فلا تعمل ، تقول : بَلَغَني أَنْ زيدٌ خارجٌ ؛ وفي التنزيل العزيز : ونُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجنَّةُ أُورِثْتُموها ؛ قال ابن بري : قوله فلا تعمل يريدُ في اللفظ ، وأَما في التقدير فهي عاملةٌ ، واسمها مقدَّرٌ في النيَّة تقديره : أَنه تِلْكُمْ الجنة .
      ابن سيده : ولا أَفعل كذا ما أَنَّ في السماء نجْماً ؛ حكاه يعقوب ولا أَعرف ما وجهُ فتْح أَنَّ ، إلا أَن يكون على توهُّم الفعل كأَنه ، قال : ما ثبت أَنَّ في السماء نجْماً ، أَو ما وُجد أَنَّ في السماء نجْماً .
      وحكى اللحياني : ما أَنَّ ذلك الجَبَل مكانَه ، وما أَن حِراءً مكانَه ، ولم يفسّره وقال في موضع آخر : وقالوا لا أَفْعَله ما أَنَّ في السماء نجْمٌ ، وما عَنَّ في السماء نجْمٌ أَي ما عَرَضَ ، وما أَنَّ في الفُرات قَطْرةٌ أَي ما كان في الفُراتِ قطرةٌ ، قال : وقد يُنْصَب ، ولا أَفْعَله ما أَنَّ في السماء سماءً ، قال اللحياني : ما كانَ وإنما فسره على المعنى .
      وكأَنَّ : حرفُ تشْبيهٍ إنما هو أَنَّ دخلت عليها الكاف ؛ قال ابن جني : إن سأَل سائلٌ فقال : ما وَجْهُ دخول الكاف ههنا وكيف أَصلُ وضْعِها وترتيبها ؟ فالجوابُ أَن أَصلَ قولنا كأَنَّ زيداً عمرٌو إنما هو إنَّ زيداً كعمْرو ، فالكاف هنا تشبيهٌ صريحٌ ، وهي متعلقة بمحذوف فكأَنك قلت : إنَّ زيداً كائنٌ كعمْرو ، وإنهم أَرادُوا الاهتمامَ بالتشبيه الذي عليه عقَدُوا الجملةَ ، فأَزالُوا الكاف من وسَط الجملة وقدّموها إلى أَوَّلها لإفراطِ عنايَتهم بالتشبيه ، فلما أَدخلوها على إنَّ من قَبْلِها وجب فتحُ إنَّ ، لأَنَّ المكسورة لا يتقدَّمُها حرفُ الجر ولا تقع إلاَّ أَولاً أَبداً ، وبقِي معنى التشبيه الذي كانَ فيها ، وهي مُتوسِّطة بحالِه فيها ، وهي متقدّمة ، وذلك قولهم : كأَنَّ زيداً عمروٌ ، إلا أَنَّ الكافَ الآنَ لمَّا تقدَّمت بطَل أَن تكون معلَّقةً بفعلٍ ولا بشيءٍ في معنى الفعل ، لأَنها فارَقَت الموضعَ الذي يمكن أَن تتعلَّق فيه بمحذوف ، وتقدمت إلى أَوَّل الجملة ، وزالت عن الموضع الذي كانت فيه متعلّقة بخبرِ إنَّ المحذوف ، فزال ما كان لها من التعلُّق بمعاني الأَفعال ، وليست هنا زائدةً لأَن معنى التشبيه موجودٌ فيها ، وإن كانت قد تقدَّمت وأُزِيلت عن مكانها ، وإذا كانت غير زائدة فقد بَقي النظرُ في أنَّ التي دخلت عليها هل هي مجرورة بها أَو غير مجرورة ؛ قال ابن سيده : فأَقوى الأَمرين عليها عندي أََن تكون أنَّ في قولك كأَنك زيدٌ مجرورة بالكاف ، وإن قلت إنَّ الكافَ في كأَنَّ الآن ليست متعلقة بفعل فليس ذلك بمانعٍ من الجرِّ فيها ، أَلا ترى أَن الكاف في قوله تعالى : ليس كمِثْله شيءٌ ، ليست متعلقة بفعل وهي مع ذلك جارّة ؟ ويُؤَكِّد عندك أَيضاً هنا أَنها جارّة فتْحُهم الهمزة بعدها كما يفْتحونها بعد العَوامِل الجارّة وغيرها ، وذلك قولهم : عجِبتُ مِن أَنك قائم ، وأَظنُّ أَنك منطلق ، وبلغَني أَنك كريمٌ ، فكما فتحت أَنَّ لوقوعِها بعد العوامل قبلها موقعَ الأَسماء كذلك فتحت أَيضاً في كأَنك قائم ، لأَن قبلها عاملاً قد جرَّها ؛ وأَما قول الراجز : فبادَ حتى لَكأَنْ لمْ يَسْكُنِ ، فاليومَ أَبْكي ومَتى لمْ يُبْكنِي (* قوله « لكأن لم يسكن » هكذا في الأصل بسين قبل الكاف ).
      فإنه أَكَّد الحرف باللام ؛ وقوله : كأَنَّ دَريئةً ، لمّا التَقَيْنا لنَصْل السيفِ ، مُجْتَمَعُ الصُّداعِ أَعْمَلَ معنى التشبيه في كأَنَّ في الظرف الزَّمانيّ الذي هو لما التَقَيْنا ، وجاز ذلك في كأَنَّ لما فيها من معنى التشبيه ، وقد تُخَفَّف أَنْ ويُرْفع ما بعدها ؛ قال الشاعر : أَنْ تقْرآنِ على أَسْماءَ ، وَيحَكُما منِّي السلامَ ، وأَنْ لا تُعْلِما أَحَد ؟

      ‏ قال ابن جني : سأَلت أَبا عليّ ، رحمه الله تعالى ، لِمَ رَفَع تَقْرآنِ ؟ فقال : أَراد النون الثقيلة أَي أَنكما تقْرآن ؛ قال أَبو علي : وأَوْلى أَنْ المخففة من الثقيلة الفعل بلا عِوَض ضرورة ، قال : وهذا على كل حال وإن كان فيه بعضُ الصَّنعة فهو أَسهلُ مما ارتكبه الكوفيون ، قال : وقرأْت على محمد بن الحسن عن أَحمد بن يحيى في تفسير أَنْ تقْرآنِ ، قال : شبَّه أَنْ بما فلم يُعْمِلها في صِلَتها ، وهذا مذهب البَغْداديّين ، قال : وفي هذا بُعْدٌ ، وذلك أَنَّ أَنْ لا تقع إذا وُصلت حالاً أَبداً ، إنما هي للمُضيّ أَو الاستقبال نحو سَرَّني أَن قام ، ويُسرُّني أَن تقوم ، ولا تقول سَرَّني أَن يقوم ، وهو في حال قيام ، وما إذا وُصِلت بالفعل وكانت مصدراً فهي للحال أَبداً نحو قولك : ما تقومُ حسَنٌ أَي قيامُك الذي أَنت عليه حسن ، فيَبْعُد تشبيهُ واحدةٍ منهما بالأُخرى ، ووُقوعُ كلّ واحدة منهما مَوْقِعَ صاحبتها ، ومن العرب من يَنصب بها مخففة ، وتكون أَنْ في موضع أَجْل .
      غيره : وأَنَّ المفتوحةُ قد تكون بمعنى لعلّ ، وحكى سيبويه : إئتِ السوقَ أَنك تشتري لنا سَويقاً أَي لعلك ، وعليه وُجِّه قوله تعالى : وما يُشْعِركم أَنها إذا جاءت لا يؤْمنون ؛ إذ لو كانت مفتوحةً عنها لكان ذلك عذراً لهم ، قال الفارسي : فسأَلتُ عنها أَبا بكر أَوانَ القراءة فقال : هو كقول الإنسان إنَّ فلاناً يَقْرأُ فلا يَفْهم ، فتقول أَنتَ : وما يُدْريك أَنه لا يَفْهَمُ (* قوله « إن فلاناً يقرأ فلا يفهم فتقول أنت وما يدريك إنه لا يفهم » هكذا في الأصل المعوَّل عليه بيدنا بثبوت لا في الكلمتين ).
      وفي قراءة أُبَيٍّ : لعلها إذا جاءَت لا يؤْمنون ؛ قال ابن بري : وقال حُطائِط بن يعْفُر ، ويقال هو لدُريد : أَريني جَواداً مات هَزْلاً ، لأَنَّني أَرى ما تَرَيْنَ ، أَو بَخيلاً مُخَلَّدا وقال الجوهري : أَنشده أَبو زيد لحاتم ، قال : وهو الصحيح ، قال : وقد وجدته في شعر مَعْن بن أَوس المُزَني ؛ وقال عدي بن زيد : أَعاذِلَ ، ما يُدريكِ أَنَّ مَنِيَّتي إلى ساعةٍ في اليوم ، أَو في ضُحى الغَدِ ؟ أَي لعل منيتي ؛ ويروى بيت جرير : هَلَ انْتُمْ عائجون بِنا لأَنَّا نرى العَرَصاتِ ، أَو أَثَرَ الخِيام ؟

      ‏ قال : ويدُلك على صحة ما ذكرت في أَنَّ في بيت عديّ قوله سبحانه : وما يُدْريك لعله يَزَّكَّى ، وما يُدْريك لعل الساعةَ تكون قريباً .
      وقال ابن سيده : وتُبْدِل من همزة أَنَّ مفتوحةً عيناً فتقول : علمتُ عَنَّكَ منطلق .
      وقوله في الحديث :، قال المهاجرون يا رسول الله ، إنَّ الأَنصارَ قد فَضَلونا ، إنهم آوَوْنا وفَعَلوا بنا وفَعَلوا ، فقال : تَعْرفون ذلك لهم ؟، قالوا : نعم ، قال : فإنَّ ذلك ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء مقطوع الخبر ومعناه إنَّ اعترافكم بصنيعهم مُكافأَةٌ منكم لهم ؛ ومنه حديثه الآخر : من أُزِلَّتْ إليه نِعمةٌ فليُكافِئْ بها ، فإن لم يجِدْ فَليُظهِر ثناءً حسَناً ، فإنَّ ذلك ؛ ومنه الحديث : أَنه ، قال لابن عمر في سياق كلامٍ وَصَفه به : إنَّ عبدَ الله ، إنَّ عبدالله ، قال : وهذا وأَمثاله من اختصاراتهم البليغة وكلامهم الفصيح .
      وأَنَّى : كلمة معناها كيف وأَين .
      التهذيب : وأَما إنْ الخفيفةُ فإنّ المنذري روى عن ابن الزَّيْدي عن أَبي زيد أَنه ، قال : إنْ تقع في موضع من القرآن مَوْضعَ ما ، ضَرْبُ قوله : وإنْ من أَهل الكتاب إلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ به قبْل موتِه ؛ معناه : ما مِن أَهل الكتاب ، ومثله : لاتَّخَذْناه من لَدُنَّا إنْ كنَّا فاعلين ؛ أَي ما كنا فاعلين ، قال : وتجيء إنْ في موضع لَقَدْ ، ضَرْبُ قوله تعالى : إنْ كانَ وعْدُ رَبِّنا لَمَفْعولاً ؛ المعنى : لقَدْ كان من غير شكٍّ من القوم ، ومثله : وإنْ كادوا لَيَفْتِنونك ، وإنْ كادوا ليَسْتَفِزُّونك ؛ وتجيء إنْ بمعنى إذْ ، ضَرْبُ قوله : اتَّقُوا اللهَ وذَروا ما بَقِيَ من الرِّبا إن كنتم مُؤْمنين ؛ المعنى إذْ كنتم مْمنين ، وكذلك قوله تعالى : فرُدُّوه إلى الله والرسول إن كُنتمْ تُؤْمنون بالله ؛ معناه إذْ كنتم ، قال : وأَنْ بفتح الأَلف وتخفيف النون قد تكون في موضع إذْ أَيضاً ، وإنْ بخَفْض الأَلف تكون موضعَ إذا ، من ذلك قوله عز وجل : لا تَتَّخِذوا آباءَكُم وإخْوانَكم أَوْلياءَ إن اسْتَحَبُّوا ؛ مَنْ خَفضَها جعلَها في موضع إذا ، ومَنْ فتحها جعلها في موضع إذْ على الواجب ؛ ومنه قوله تعالى : وامْرأَةً مُؤمِنةً إن وَهَبَتْ نَفْسَها للنبيّ ؛ من خفضها جعلها في موضع إذا ، ومن نصبها ففي إذ .
      ابن الأَعرابي في قوله تعالى : فذَكِّرْ إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى ؛ قال : إنْ في معنى قَدْ ، وقال أَبو العباس : العرب تقول إنْ قام زيد بمعنى قد قام زيد ، قال : وقال الكسائي سمعتهم يقولونه فظَنَنْتُه شَرْطاً ، فسأَلتهم فقالوا : نُرِيدُ قد قام زيد ولا نُرِيدُ ما قام زيد .
      وقال الفراء : إن الخفيفةُ أُمُّ الجزاء ، والعرب تُجازِي بحروف الاستفهام كلها وتَجْزمُ بها الفعلين الشرطَ والجزاءَ إلاَّ الأَلِفَ وهَلْ فإنهما يَرْفعَانِ ما يليهما .
      وسئل ثعلبٌ : إذا ، قال الرجل لامرأَته إن دَخلتِ الدارَ إن كَلَّمْتِ أَخاكِ فأَنتِ طالقٌ ، متى تَطْلُق ؟ فقال : إذا فَعَلَتْهما جميعاً ، قيل له : لِمَ ؟، قال : لأَنه قد جاء بشرطين ، قيل له : فإن ، قال لها أَنتِ طالقٌ إن احْمَرّ البُسْرُ ؟ فقال : هذه مسأَلةُ محال لأَن البُسْرَ لا بُدّ من أَن يَحْمَرّ ، قيل له : فإن ، قال أَنت طالِقٌ إذا احْمَرَّ البُسْرُ ؟، قال : هذا شرط صحيح تطلُقُ إذا احْمرَّ البُسْرُ ، قال الأَزهري : وقال الشافعي فيما أُثْبِت لنا عنه : إن ، قال الرجل لامرأَته أَنتِ طالقٌ إن لم أُطَلِّقْكِ لم يَحْنَِثْ حتى يُعْلَم أَنه لا يُطَلِّقُها بموته أَو بموتِها ، قال : وهو قول الكوفيين ، ولو ، قال إذا لم أُطَلِّقْك ومتى ما لم أُطَلِّقْك فأَنت طالق ، فسكتَ مدَّةً يمكنه فيها الطّلاق ، طَلُقَت ؛ قال ابن سيده : إنْ بمعنى ما في النفي ويُوصل بها ما زائدة ؛ قال زهير : ما إنْ يَكادُ يُخلِّيهمْ لِوِجْهَتِهمْ تَخالُجُ الأَمْرِ ، إنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَك ؟

      ‏ قال ابن بري : وقد تزاد إنْ بعد ما الظرفية كقول المَعْلوط بن بَذْلٍ القُرَيْعيّ أَنشده سيبويه : ورجَّ الفتى للْخَيْر ، ما إنْ رأَيْتَه على السِّنِّ خيراً لا يَزالُ يَزِيدُ وقال ابن سيده : إنما دخَلت إنْ على ما ، وإن كانت ما ههنا مصدريةً ، لِشَبَهَها لفظاً بما النافية التي تُؤكِّد بأَنْ ، وشَبَهُ اللفظ بينهما يُصَيِّر ما المصدريةَ إلى أَنها كأَنها ما التي معناها النفيُ ، أَلا ترى أَنك لو لم تَجْذِب إحداهما إلى أَنها كأَنها بمعنى الأُخرى لم يجز لك إلحاقُ إنْ بها ؟

      ‏ قال سيبويه : وقولُهم افْعَل كذا وكذا إمّا لا ، أَلْزَموها ما عوضاً ، وهذا أَحْرى إذ كانوا يقولون آثِراً ما ، فيُلْزمون ما ، شبَّهوها بما يَلْزَم من النوتات في لأَفعلنّ ، واللامِ في إِنْ كان لَيَفْعل ، وإن كان ليْس مِثْلَه ، وإنَّما هو شاذ ، ويكونُ الشرطَ نحو إنْ فعلتَ فعلتُ .
      وفي حديث بيع الثمر : إمّا لا فلا تبَايَعُوا حتى يَبْدُوَ صلاَحُه ؛ قال ابن الأَثير : هذه كلمة تَرِدُ في المُحاورَات كثيراً ، وقد جاءَت في غير موضع من الحديث ، وأَصلها إنْ وما ولا ، فأُدْغِمت النونُ في الميم ، وما زائدةٌ في اللفظ لا حُكمَ لها ، وقد أَمالت العربُ لا إمالةً خفيفةً ، والعوامُّ يُشْبِعون إمالَتها فتَصيرُ أَلفُها ياءً ، وهي خطأٌ ، ومعناها إنْ لم تَفعلْ هذا فلْيَكن هذا ، وأَما إنْ المكسورة فهو حرفُ الجزاء ، يُوقِع الثانيَ من أَجْل وُقوع الأَوَّل كقولك : إنْ تأْتني آتِك ، وإن جِئْتني أَكْرَمْتُك ، وتكون بمعنى ما في النفي كقوله تعالى : إنِ الكافرون إلاّ في غُرور ؛ ورُبَّما جُمِع بينهما للتأْكيد كما ، قال الأَغْلَبُ العِجْليُّ : ما إنْ رَأَينا مَلِكاً أَغارا أَكْثَرَ منه قِرَةً وقَار ؟

      ‏ قال ابن بري : إنْ هنا زائدةٌ وليست نفياً كما ذكر ، قال : وقد تكون في جواب القسم ، تقول : والله إنْ فعلتُ أَي ما فعلت ، قال : وأَنْ قد تكون بمعنى أَي كقوله تعالى : وانطَلَق الملأُ منهم أَنِ امْشُوا ؛ قال : وأَن قد تكون صِلةً لِلَمَّا كقوله تعالى : فلما أَنْ جاء البشيرُ ؛ وقد تكون زائدةً كقوله تعالى : وما لهم أَن لا يُعَذِّبَهم الله ؛ يريد وما لهُم لا يعذِّبُهُم الله ؛ قال ابن بري : قول الجوهري إنَّها تكونُ صلةً لِلَمّا وقد تكون زائدةً ، قال : هذا كلامٌ مكرَّر لأَنَّ الصلةَ هي الزائدةُ ، ولو كانت زائدةً في الآية لم تَنْصِب الفعلَ ، قال : وقد تكونُ زائدةً مع ما كقولك : ما إنْ يقُومُ زيد ، وقد تكون مخففةً من المشددة فهذه لا بد من أَنْ يدخُلَ اللامُ في خبرها عوضاً مما حُذِفَ من التشديد كقوله تعالى : إنْ كُلُّ نفسٍ لمَّا عليها حافظٌ ؛ وإنْ زيدٌ لأَخوك ، لئلا يلتبس بإنْ التي بمعنى ما للنفي .
      قال ابن بري : اللامُ هنا دخلت فرقاً بين النفي والإيجاب ، وإنْ هذه لا يكون لها اسمٌ ولا خبر ، فقولُه دخلت اللامُ في خبرها لا معنى له ، وقد تدخُلُ هذه اللامُ مع المَفعول في نحو إنْ ضربت لزَيداً ، ومع الفاعل في قولك إن قام لزيدٌ ، وحكى ابن جني عن قطرب أَن طَيِّئاً تقول : هِنْ فَعَلْتَ فعلتُ ، يريدون إنْ ، فيُبْدِلون ، وتكون زائدةً مع النافية .
      وحكى ثعلب : أَعْطِه إنْ شاء أَي إذا شاء ، ولا تُعْطِه إنْ شاءَ ، معناه إذا شاء فلا تُعْطِه .
      وأَنْ تَنْصب الأَفعال المضارِعة ما لم تكن في معنى أَنَّ ، قال سيبويه : وقولُهم أَمَّا أَنت مُنْطلِقاً انْطلقْتُ مَعَك إنما هي أَنْ ضُمّت إليها ما ، وهي ما للتوكيد ، ولَرِمَت كراهية أَن يُجْحِفوا بها لتكون عوضاً من ذَهاب الفعل ، كما كانت الهاءُ والأَلفُ عوضاً في الزّنادقةِ واليَماني من الياء ؛ فأَما قول الشاعر : تعَرَّضَتْ لي بمكانٍ حِلِّ ، تَعَرُّضَ المُهْرَةِ في الطِّوَلِّ ، تَعَرُّضاً لم تأْلُ عن قَتْلاً لي فإنه أَراد لم تأْلُ أَن قَتْلاً أَي أَنْ قَتَلَتْني ، فأَبدل العينَ مكان الهمزة ، وهذه عَنْعنةُ تميمٍ ، وهي مذكورة في موضعها ، ويجوز أَنْ يكون أَراد الحكاية كأَنه حكى النصبَ الذي كان معتاداً في قولها في بابه أَي كانت قول قَتْلاً قَتْلاً أَي أَنا أَقْتُلُه قَتْلاً ، ثم حكى ما كانت تَلَفَّظُ به ؛ وقوله : إني زَعيمٌ يا نُوَيْقَةُ ، إنْ نجَوْتِ من الرَّزاح ، أَنْ تَهْبِطينَ بلادَ قَوْ مٍ يَرْتَعُون من الطِّلاح .
      قال ثعلب :، قال الفراء هذه أَن الدائرةُ يليها الماضي والدائم فتَبْطُل عنهما ، فلما وَلِيها المستقبل بطلت عنه كما بطلت عن الماضي والدائم ، وتكون زائدة مع لما التي بمعنى حين ، وتكون بمعنى أَي نحو قوله : وانْطَلَق الملأُ منهم أَنِ امْشُوا ؛ قال بعضهم : لا يجوز الوقوف عليها لأَنها تأْتي ليُعبَّر بها وبما بعدها عن معنى الفعل الذي قبل ، فالكلامُ شديدُ الحاجةِ إلى ما بعدها ليُفَسَّر به ما قبلها ، فبحسب ذلك امتنع الوقوفُ عليها ، ورأَيت في بعض نسخ المحكم وأَنْ نِصْفُ اسمٍ تمامُه تَفْعَل ، وحكى ثعلب أيضاً : أَعْطِه إلا أَن يشاءَ أَي لا تُعْطِه إذا شاء ، ولا تُعْطِه إلا أَن يشاءَ ، معناه إذا شاء فأَعْطِه .
      وفي حديث رُكوبِ الهَدْيِ :، قال له ارْكَبْها ، قال : إنها بَدنةٌ ، فكرر عليه القولَ فقال : ارْكَبْها وإنْ أَي وإن كانت بَدنةً .
      التهذيب : للعرب في أَنا لغاتٌ ، وأَجودها أَنَّك إذا وقفْتَ عليها قلت أَنا بوزن عَنَا ، وإذا مضَيْتَ عليها قلت أَنَ فعلتُ ذلك ، بوزن عَنَ فَعَلْتُ ، تحرّك النون في الوصل ، وهي ساكنة منْ مثلِه في الأَسماء غير المتمكنة مثل مَنْ وكَمْ إذا تحرَّك ما قبلها ، ومن العرب من يقول أَنا فعلت ذلك فيُثْبِتُ الأَلفَ في الوصل ولا يُنوِّن ، ومنهم مَن يُسَكِّنُ النونَ ، وهي قليلة ، فيقول : أَنْ قلتُ ذلك ، وقُضاعةُ تمُدُّ الأَلفَ الأُولى آنَ قلتُه ؛ قال عديّ : يا لَيْتَ شِعْري آنَ ذُو عَجَّةٍ ، مَتى أَرَى شَرْباً حَوالَيْ أَصيصْ ؟ وقال العُدَيْل فيمن يُثْبِت الأَلفَ : أَنا عَدْلُ الطِّعانِ لِمَنْ بَغاني ، أَنا العَدْلُ المُبَيّنُ ، فاعْرِفوني وأَنا لا تَثنيهَ له من لفظه إلا بنَحْن ، ويصلح نحنُ في التثنية والجمع ، فإن قيل : لم ثَنَّوا أَنْ فقالوا أَنْتُما ولم يُثَنُّوا أَنا ؟ فقيل : لمَّا لم تُجِزْ أَنا وأَنا لرجلٍ آخرَ لم يُثَنُّوا ، وأَما أَنْتَ فَثَنَّوْه بأَنْتُما لأَنَّك تجيز أَن تقول لرجل أَنتَ وأَنتَ لآخرَ معه ، فلذلك ثُنِّيَ ، وأَما إنِّي فتَثْنيتُه إنَّا ، وكان في الأَصل إنَّنا فكثُرت النوناتُ فحُذِفت إحداها ، وقيل إنَّا ، وقوله عز وجل : إنَّآ أَو إِيَّاكم ( الآية ) المعنى إنَّنا أَو إنَّكم ، فعطف إياكم على الاسم في قوله إنَّا على النون والأَلف كما تقول إني وإيَّاك ، معناه إني وإنك ، فافْهمه ؛

      وقال : إنّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَعْدَكم ، فحَمَلْت بَرَّةَ واحْتَمَلت فَجارِ إنَّا تثنيةُ إني في البيت .
      قال الجوهري : وأَما قولهم أَنا فهو اسمٌ مكنيٌّ ، وهو للمتكَلِّم وحْدَه ، وإنما يُبْنى على الفتح فرقاً بينه وبين أَن التي هي حرفٌ ناصب للفعل ، والأَلفُ الأَخيرةُ إنما هي لبيان الحركة في الوقف ، فإن وُسِّطت سَقَطت إلا في لغة رديئةٍ كما ، قال : أَنا سَيْفُ العَشيرةِ ، فاعْرفوني جميعاً ، قد تَذَرَّيْتُ السَّنامَا واعلم أَنه قد يُوصل بها تاءُ الخطاب فيَصيرانِ كالشيء الواحد من غير أَن تكون مضافة إليه ، تقول : أَنت ، وتكسر للمؤَنث ، وأَنْتُم وأَنْتُنَّ ، وقد تدخلُ عليه كافُ التشبيه فتقول : أَنتَ كأَنا وأَنا كأَنتَ ؛ حكي ذلك عن العرب ، وكافُ التشبيه لا تتَّصِلُ بالمضمر ، وإنما تتصل بالمُظهر ، تقول : أَنتَ كزيدٍ ، ولا تقول : أَنت كِي ، إلا أَن الضمير المُنْفَصل عندهم كان بمنزلة المُظْهَر ، فلذلك حَسُنَ وفارقَ المُتَّصِل .
      قال ابن سيده : وأَنَ اسم المتكلم ، فإذا وَقفْت أَلْحَقْتَ أَلَفاً للسكوت ، مَرْويّ عن قطرب أَن ؟

      ‏ قال : في أَنَ خمسُ لغات : أَنَ فعلتُ ، وأَنا فعلْتُ ، وآنَ فَعلتُ ، وأَنْ فعلت ، وأَنَهْ فعلت ؛ حكى ذلك عنه ابن جني ، قال : وفيه ضعف كما ترى ، قال ابن جني : يجوز الهاء في أَنَهْ بدلاً من الأَلف في أَنا لأَن أَكثر الاستعمال إنما هو أَنا بالأَلف والهاء قِبَلَه ، فهي بدل من الأَلف ، ويجوز أَن تكون الهاءُ أُلْحِقَتْ لبيان الحركة كما أُلحقت الأَلف ، ولا تكون بدلاً منها بل قائمة بنفسها كالتي في كتابِيَة وحسابِيَة ، ورأَيت في نسخة من المحكم عن الأَلف التي تلحق في أَنا للسكوت : وقد تحذفُ وإثباتُها أَحْسَنُ .
      وأَنْتَ : ضميرُ المخاطَب ، الاسمُ أَنْ والتاء علامةُ المخاطَب ، والأُنثى أَنْتِ ، وتقول في التثنية أَنْتُما ، قال ابن سيده : وليس بتثنيةِ أَنْتَ إذ لو كان تثنيتَه لوجب أَن تقول في أَنْتَ أَنْتانِ ، إنما هو اسمٌ مصوغٌ يَدُلُّ على التثنية كما صيغَ هذان وهاتان وكُما مِنْ ضرَبْتُكما وهُما ، يدلُّ على التثنية وهو غيرُ مُثَنّىً ، على حدّ زيد وزيدان .
      ويقال : رجل أُنَنَةٌ قُنَنَةٌ أَي بليغ .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى أه في قاموس معاجم اللغة

معجم اللغة العربية المعاصرة
I آهْ/ آهِ/ آهٍ [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: أ و هـ - آهْ/ آهِ/ آهٍ). II آهْ/ آهِ/ آهٍ [كلمة وظيفيَّة]: اسم فعل مضارع بمعنى أتألَّم أو أتوجَّع، يُستعمل مبنيًّا على السكون أو على الكسر أو بالتنوين "آهْ من الزمان- آهٍ من دعاة الفرقة- آهِ من العذاب".
المعجم الوسيط
ـُ أَهّاً، وأَهَّةً: توجَّع وتأَوّه، فقال: آهٍ.
المعجم الوسيط
ـُ أَوْهاً، وآهاً، وآهة: قال آهِ. أو أوْهِ.أَوَّهَ: آهَ. تَأَوَّهَ: آهَ. يقال: تأَوَّه من خشية الله، ويقال: فلان مُتَأَلِّهٌ مُتَأَوِّهٌ.آهْ ـ آهِ: كلمة توجُّع أو تحزُّن. أو شِكَاية، يقال: آهِ منه.الآهَةُ: مرض الحَصْبَة.أَوْهِ: آهِ.الأَوَّاهُ: الكثير التأَوُّه. وـ الكثير الدعاء، ومنه الآية: {إِنَّ إبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}. وـ الرحيم الرقيق القلب.
الرائد
* أه يؤه) أها وأهة وأهة وإهة. قال «آه» شاكيا أو متوجعا.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: