وصف و معنى و تعريف كلمة أهدرجا:


أهدرجا: كلمة تتكون من ستة أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ ألف (ا) و تحتوي على ألف همزة (أ) و هاء (ه) و دال (د) و راء (ر) و جيم (ج) و ألف (ا) .




معنى و شرح أهدرجا في معاجم اللغة العربية:



أهدرجا

جذر [هدرج]

  1. هدرجَ: (فعل)
    • هدرجَ يهدرج ، هَدْرَجةً ، فهو مُهدرِج ، والمفعول مُهدرَج
    • هدرج الشَّيءَ: وحَّده أو مزجه، أو عالجه بالهيدْروجين يمكن هدرجة فول الصُّويا لفترة طويلة
  2. مُهدرَج: (اسم)
    • مُهدرَج : اسم المفعول من هدرجَ
  3. مُهدرِج: (اسم)
    • مُهدرِج : فاعل من هدرجَ
  4. هَدْرَجة: (اسم)
    • هَدْرَجة : مصدر هدرجَ


  5. هدرجة: (اسم)
    • عمليَّة تحويل الزُّيوت (الهيدروكربونات) غير المشبَّعة إلى زيوت مشبَّعة، وذلك باتّحادها بالهيدروجين في وجود النَّيكل حافزًا
,
  1. هدرجَ
    • هدرجَ يهدرج ، هَدْرَجةً ، فهو مُهدرِج ، والمفعول مُهدرَج :-
      هدرج الشَّيءَ (الكيمياء والصيدلة) وحَّده أو مزجه، أو عالجه بالهيدْروجين :-يمكن هدرجة فول الصُّويا لفترة طويلة.

    المعجم: اللغة العربية المعاصرة

  2. هدرج الشّيء
    • (كم) وحَّده أو مزجه، أو عالجه بالهيدْروجين :-يمكن هدرجة فول الصُّويا لفترة طويلة.

    المعجم: عربي عامة

  3. هدرجة
    • هدرجة :-
      (الكيمياء والصيدلة) عمليَّة تحويل الزُّيوت (الهيدروكربونات) غير المشبَّعة إلى زيوت مشبَّعة، وذلك باتّحادها بالهيدروجين في وجود النَّيكل حافزًا.



    المعجم: اللغة العربية المعاصرة

,
  1. هَدَرُ
    • ـ هَدَرُ : ما يَبْطُلُ من دَمٍ وغيرِهِ ، هَدَرَ يَهْدِرُ ويَهْدُرُ هَدْراً وهَدَراً وهَدرتُهُ ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ ، وأهْدَرْتُه . فَعَلَ وأفْعَلَ بِمعنًى .
      ـ دِماؤُهُم هَدَرٌ : مُهْدَرَةٌ .
      ـ تَهادَرُوا : أهْدَرُوا دِماءَهُم .
      ـ هادِرُ : اللَّبَنُ خَثُرَ أعلاه ، وأسفلُه رقيقٌ . وذلك بعدَ الحُزُورِ .
      ـ هَدْرُ وهادِرُ : الساقِطُ .
      ـ هُم هَدَرَةٌ وهِدَرَةٌ وهُدَرَةٌ : ساقِطونَ لَيْسوا بشيءٍ ، وكذا الواحِدُ والأُنْثَى .
      ـ هَدَرَ البعيرُ يَهْدِرُ هَدْراً وهَدِيراً وهَدَّرَ : صَوَّتَ في غيرِ شِقْشِقَةٍ .
      ـ في المَثَلِ ‘‘ كالمُهَدِّرِ في العُنَّةِ ’‘: مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمَنْ يَصيحُ ويُجَلِّبُ ، ولا يُنَفِّذ قولَهُ ولا فِعْلَهُ ، كالبَعيرِ يُحْبَسُ في العُنَّةِ ، أي الحَظيرة ، مَمْنوعاُ من الضِرابِ ، وهو يُهَدِّرُ .
      ـ هَدَرَ الحَمامُ يَهْدِرُ هَدْراً وتَهْدَاراً : صَوّتَ ،
      ـ هَدَرَ الشَّرابُ : غَلاَ ،
      ـ هَدَرَ النَّخْلُ : انْشَقَّ كافُورُهُ ،
      ـ هَدَرَ العُشْبُ هُدُوراً وهَديراً : طالَ جِدًّا ، وكثُرَ ، وتَمَّ .
      ـ أرضٌ هادِرَةٌ : كثيرةُ العُشْبِ ، مُتناهِيَةٌ .
      ـ هَدَارُ : موضع ، أو وادٍ باليمامةِ ، وُلِدَ به مُسَيْلِمَةُ الكذَّابُ .
      ـ أبو الهَدَّارِ : شاعِرٌ .
      ـ نُعَيمُ بنُ هَدَّارٍ أو هَبَّارٍ أو هَمَّارٍ ، والمُنْكَدِرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الهُدَيرِ : صَحابيانِ .
      ـ هَدراءُ : ماءَةٌ بِنَجْدٍ لبني عُقَيْلٍ وبَني الوَحيد .
      ـ رجلٌ هِدْرٌ : ثقيلٌ .
      ـ أهْدَرُ : مُنْتَفِخٌ .
      ـ ضَرَبَهُ فَهَدَرَتْ رِئَتُه ، تَهْدِرُ هُدُوراً : سَقَطَتْ .
      ـ مَهْدَرَةُ : ما صَغُرَ من الثَّنايا .
      ـ اهْدَوْدَرَ المَطَرُ : انصَبَّ وانْهَمَرَ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. هَدَفُ
    • ـ هَدَفُ : كلُّ مُرْتَفِعٍ من بِناءٍ أَو كَثيبِ رَمْلٍ أَو جَبَلٍ ، والغَرَضُ ، والرَّجُلُ العَظيمُ ، والثَّقيلُ النَّؤُومُ ، الوَخِمُ الذي لا خَيْرَ فيه .
      ـ هَدَفْ هَدَفْ : دُعاءٌ لِلنَّعْجَةِ إلى الحَلْبِ .
      ـ هل هَدَفَ إليكم هادِفٌ : هل حَدَثَ بِبَلَدِكُمْ أَحَدٌ سِوَى من كان به .
      ـ هادِفةُ : الجَماعَةُ .
      ـ هِدْفةُ : القِطْعَةُ من الناسِ والبُيُوتِ ، يقيمونَ في مَواضِعِهِم .
      ـ هَدَفَ إليه : دَخَلَ ،
      ـ هَدَفَ لِلخَمْسينَ : قارَبَها ، كأَهْدَفَ .
      ـ هَدَفَ : كَسِلَ ، وضَعُفَ .
      ـ هِدْفُ : الجَسيمُ .
      ـ أهْدَفَ عليه : أشْرَفَ ،
      ـ أهْدَفَ إليه : لَجَأ ،
      ـ أهْدَفَ له الشيءُ : عَرَضَ ،
      ـ أهْدَفَ منه : دَنَا أو انْتَصَبَ واسْتَقْبَل ،
      ـ أهْدَفَ الكَفَلُ : عَظُمَ حتى صارَ كالهَدَفِ .
      ـ اسْتَهْدَفَ : انْتَصَبَ وارْتَفَعَ .
      ـ رُكْنٌ مُسْتَهْدِفٌ : عَريضٌ .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. سَلْطُ
    • ـ سَلْطُ وسَليطُ : الشديدُ ، واللسانُ الطويلُ ، والطويلُ اللِّسانِ ، وهي سَلِيطةٌ وسَلَطانةٌ وسِلِطانةٌ ، وقد سَلُـطَ وسَلِطَ ، سَلاطةً وسُلوطةً .
      ـ سَليطُ : الزَّيْتُ ، وكلُّ دُهْنٍ عُصِرَ من حَبٍّ ، والفَصيحُ ، مَدْحٌ للذَّكَرِ ، ذَمٌّ للأُنْثَى ، والحديدُ من كلِّ شيءٍ ، واسْمٌ ، وأبو قبيلَةٍ ،
      ـ سُلْطانُ : الحُجَّةُ ، وقُدْرَةُ المَلِكِ ، وتضمُّ لامُه ، والوالِي ، مُؤَنَّثٌ ، لأَنَّهُ جَمْعُ سَلِيْطٍ للدُّهْنِ ، كأَنَّ به يُضيءُ المُلْكُ ، أو لأنه بمعنَى الحُجَّةِ ، وقد يُذَكَّرُ ذَهاباً إلى معنَى الرجُلِ .
      ـ سُلطانُ الدَّمِ : تَبَيُّغُه ،
      ـ السُّلطانُ من كلِّ شيءٍ : شِدَّتُه .
      ـ سلطانُ بنُ إبراهيم : فَقيهُ القُدْسِ .
      ـ سِلْطَةُ : السَّهْمُ الدقيقُ الطويلُ ، ج : سِلَطٌ وسِلاطٌ ، وثوبٌ يُجْعَلُ فيه الحَشيشُ والتبنُ .
      ـ سَلائِطُ : الفَرانِي ، والجَرادِقُ الكِبارُ .
      ـ رجُلٌ مَسْلُوطُ اللِّحْيَةِ : خفيفُ العارِضَينِ .
      ـ مَسالِيطُ : أسْنانُ المَفاتيحِ .
      ـ سِلْطيط : المُسَلَّطُ ، أو العظيمُ البَطْنِ .
      ـ سَلْطُ : موضع بالشامِ .
      ـ سَلِطُ : النَّصْلُ لا نُتُوَّ في وَسَطِه . ج : سِلاطٌ .
      ـ تَسْليطُ : التَّغْليبُ ، وإطْلاقُ القَهْرِ والقُدْرةِ .


    المعجم: القاموس المحيط

  4. الزِّندِيقُ
    • الزِّندِيقُ : من يؤْمن بالزندقة .
      ( معرب : زنده كَرْد ) . والجمع : زَناديق .
      وزَنادِقَةٌ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  5. السُّلْطَانُ
    • السُّلْطَانُ : الملِكُ أَو الوالي . والجمع : سَلاطينُ .
      وهي سُلطَانة .
      و السُّلْطَانُ القُوَّةُ والقهر .
      و السُّلْطَانُ الحجةُ والبرهان .

    المعجم: المعجم الوسيط

  6. الشيءُ
    • الشيءُ : الموجودُ .
      و الشيءُ ما يتصوَّر ويخبر عنه

    المعجم: المعجم الوسيط



  7. أَهْدَفَ
    • أَهْدَفَ : قَرُبَ ودنا .
      ويقال : أَهدَفَ منه .
      و أَهْدَفَ فلانٌ على التَّلِّ : أَشرف .
      و أَهْدَفَ إِليه : لجأَ .
      و أَهْدَفَ له : نَهَضَ واستقبل .
      و أَهْدَفَ فلانٌ للخمسين : قارَبَها .

    المعجم: المعجم الوسيط

  8. أَهدَف
    • أهدف - إهدافا
      1 - أهدف منه : قرب . 2 - أهدف : لكذا من السن : قاربها . 3 - أهدف على التل : أشرف . 4 - أهدف اليه : لجأ إليه . 5 - أهدف له الشيء : عرض له ، وصل إليه . 6 - أهدف له : نهض له .

    المعجم: الرائد

  9. أهدر حقّه
    • هدَرَه ، أبطله ، أضاعه :- أهدر فرصةً / أموالاً / وقته .

    المعجم: عربي عامة

  10. أهدر دمه

    • أباح قتلَه وأسقط فيه القِصاصَ والدِّية :- أهدر القاضي دمَ القاتل .

    المعجم: عربي عامة

  11. أهدر كرامة فلان
    • أسقطها ، أذلَّه :- أبى المجاهدون أن تُهدرَ كرامة الأمَّة .

    المعجم: عربي عامة

  12. أَهْدَرَ
    • أَهْدَرَ الشيءَ : أَبْطَلهُ .
      ويقال : أَهدَر دَمَهُ : أَباحَهُ وأَسقط القِصاصَ فيه والدّيَة .
      و أَهْدَرَ كرامةَ فلان : أَسقطها .

    المعجم: المعجم الوسيط

  13. أهْدَرَ
    • [ هـ د ر ]. ( فعل : رباعي متعد ). أَهْدَرَ ، يُهْدِرُ ، مصدر إهْدارٌ .
      1 . :- أهْدَرَ السُّلْطَانُ دَمَ الزِّنْدِيقِ :- : جَعَلَ دَمَهُ مُسْتَباحاً ، أبَاحَهُ . ¨ :- أَهْدَرَ الخُمَيْنِيُّ دَمَ سَلْمانَ رُشْدِي .
      2 . :- أهْدَرَ حَقَّهُ :- : أبْطَلَهُ ، ألْغَاهُ .
      3 . :- أهْدَرَ كَرَامَتَهُ :- : اِسْتَخَفَّ بِهِ وَأهَانَهُ .


    المعجم: الغني

  14. أَهدَر
    • أهدر - إهدارا
      1 - أهدر : دمه : أباحه ، أبطله « أهدر الحاكم دم المجرم ». 2 - أهدر : كرامته : أذلها .

    المعجم: الرائد

  15. أهدرَ
    • أهدرَ يُهدر ، إهدارًا ، فهو مُهدِر ، والمفعول مُهدَر :-
      أهدرَ حقَّه هدَرَه ، أبطله ، أضاعه :- أهدر فرصةً / أموالاً / وقته .
      أهدرَ كرامةَ فلانٍ : أسقطها ، أذلَّه :- أبى المجاهدون أن تُهدرَ كرامة الأمَّة .
      أهدر دمَه : أباح قتلَه وأسقط فيه القِصاصَ والدِّية :- أهدر القاضي دمَ القاتل .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  16. هَلَم
    • هلم - كلمة دعاء إلى الشيء ، نحو ، « هلم إلى العمل »
      1 - هلم : قد تستعمل متعدية ، نحو : « هلم رفقاءك »، أي أحضرهم . 2 - هلم : وهي اسم فعل يستوي فيها المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث . وتجعل أحيانا فعلا وتلحق بها الضمائر فتعرف ، نحو : « هلما ، هلمي ، إلخ ...». 3 - هلم : قد توصل باللام ، نحو : « هلم لك ». 4 - هلم : قد تلحقها نون التوكيد ، نحو : « هلمن ».

    المعجم: الرائد

  17. هدر
    • " الهَدَرُ : ما يَبْطُلُ من دَمٍ وغيره .
      هَدَرَ يَهْدِرُ ، بالكسر ، ويَهْدُر ، بالضم ، هَدْراً وهَدَراً ، بفتح الدال ، أَي بطل .
      وهَدَرْتُه وأَهْدَرْتُه أَنا إِهْداراً وأَهْدَرَه السُّلْطانُ : أَبطله وأَباحه .
      ودماؤهم هَدَرٌ بينهم أَي مُهْتَدَرَةٌ * قوله « أي مهتدرة » عبارة القاموس مهدرة مبنياً للمفعول محذوف المثناة الفوقية .
      وتَهادَرَ القوم : أَهْدَرُوا دماءهم .
      وذَهَبَ دَمُ فلان هَدْراً وهَدَراً ، بالتحريك ، أَي باطلاً ليس فيه قَوَدٌ ولا عَقْلٌ ولم يُدْرَكْ بثأْره .
      وفي الحديث : أَن رجلاً عَضَّ يَدَ آخرَ فنَدَرَ سِنُّه فأَهْدَرَه أَي أَبطله .
      وفي الحديث : من اطَّلَع في دار بغير إِذن فقد هَدَرَتْ عينُه أَي إِنْ فَقَؤُوها ذهبت باطلةً لا قصاص فيها ولا دية .
      وضَرَبَهُ فهَدَر سَحْرَه أَي أَسْقَطَه ، وفي الصحاح : ضَرَبَهُ فهَدَرَتْ رِئَتُه تَهْدِر هُدُوراً أَي سقطت .
      والهَدْرُ والهادِرُ : الساقط ؛ الأُولى عن كراع .
      وبنو فلان هَدَرَةٌ وهِدَرَةٌ وهُدَرَةٌ : ساقطون ليسوا بشيء ؛ قال ابن سيده : والفتح أَقيس لأَنه جمع هادِرٍ فهو مثل كافر وكَفَرَةٍ ، وأَما هِدَرَةٌ فلا يُكَسَّرُ عليه فاعل من الصحيح ولا المعتل ، إِلا أَنه قد يكون من أَبنية الجموع ، وأَما هُدَرَةٌ فلا يوافق ما ، قاله النحويون لأَن هذا بناء من الجمع لا يكون إِلا للمعتل دون الصحيح نحو غُزاة وقُضاة ، اللهمّ إِلا أَن يكون اسماً للجمع ، والذي روى هُدَرَةً ، بالضم ، إِنما هو ابن الأَعرابي وقد أُنْكِرَ ذلك عليه .
      ورجل هُدَرَةٌ ، مثال هُمَزة ، أَي ساقط ؛ قال الحُصَين بن بكير الرَّبَعِيُّ : إِني إِذا حارَ الجَبانُ الهُدَرَه ، رَكِبْتُ من قَصْدِ السَّبِيلِ مَنْجَرَه والمَنْجَر : الطريق المستقيم .
      قال : وهو بالدال هنا أَجود منه بالذال المعجمة ، وهي رواية أَبي سعيد .
      قال ابن سيده : وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث ؛ قال الأَزهري : هذا الحرف رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي بفتح الهاء وهُدَرَة بضم الهاء وبُدَرَة ، قال : وقال بعضهم واحد الهِدَرَةِ هِدْرٌ مثل قِرْدٍ وقِرَدَةٍ ، وأَنشد بيت الحصين بن بكير ؛ وقال أَبو صخر الهذلي : إِذا اسْتَوْسَنَتْ واسْتُثْقِلَ الهَدَفُ الهِدْرُ وقال الباهلي في وقول العجاج : وهَدَرَ الجَدُّ من الناسِ الهَدَرْ فَهَدَرَ ههنا معناه أَهْدَر ، أَي الجَدُّ أَسقط من لا خير فيه من الناس .
      والهَدَرُ : الذين لا خير فيهم .
      وهَدَرَ البعيرُ يَهْدِرُ هَدْراً وهَدِيراً وهُدُوراً : صَوَّتَ في غير شِقْشِقَةٍ ، وكذلك الحمام يَهْدِرُ ، والجَرَّةُ تَهْدِرُ هَدِيراً وتَهْداراً ؛ قال الأَخطل يصف خمراً : كُمَّتْ ثلاثَةَ أَحوال بِطِينَتِها ، حتى إِذا صَرَّحَتْ من بعدِ تَهْدارِ وجَرَّةٌ هَدُورٌ ، بغير هاء ؛

      قال : دَلَفْتُ لهم بباطِيَةٍ هَدُور الجوهري : هَدَرَ البعيرُ هدِيراً أَي رَدَّدَ صوته في حَنْجَرَتِه .
      وفي الحديث : هَدَرْتَ فأَطْنَبْتَ ؛ الهَدِيرُ : تَرَدُّدُ صوت البعير في حنجرته ، وإِبل هَوادِرُ ، وكذلك هَدَّرَ تَهْدِيراً .
      وفي المثل : كالمُهَدِّرِ في العُنَّةِ ؛ يُضْرَبُ مَثَلاً للرجل يصيح ويُجَلِّبُ وليس وراء ذلك شيء كالبعير الذي يحبس في الحظيرة ويمنع من الضِّرابِ ، وهو يُهَدِّرُ ؛ قال الوليد بن عقبة يخاطب معاوية : قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِمِ المُعَنَّى ، تُهَدِّرُ في دِمَشْقَ فما تَرِيمُ وجَرَّة النبيذ تَهْدِرُ ، وهَدَرَ الطائر وهَدَلَ يَهْدِرُ ويَهْدِلُ هَدِيراً وهَدِيلاً .
      الأَصمعي : هَدَرَ الغلام وهدَلَ إِذا صوّت .
      قال أَبو السَّمَيْدَعِ : هَدَرَ الغلام إِذا أَراغَ الكلامَ وهو صغير .
      وجَوْفٌ أَهْدَرُ أَي منتفخ .
      وهَدَرَ العَرْفَجُ أَي عَظُمَ نباتُه .
      والهادِرُ : اللبنُ الذي خَثُرَ أَعلاه ورَقَّ أَسفله ، وذلك بعد الحُزُور .
      وهَدَرَ العُشْبُ هَدِيراً : كَثُرَ وتَمَّ .
      وقال أَبو حنيفة : الهادِرُ من العشب الكثيرُ ، وقيل : هو الذي لا شيء أَطول منه ، وقد هَدَرَ يَهْدِرُ هُدُوراً .
      وأَرض هادِرَة : كثيرة العشب متناهية .
      ابن شميل : يقال للبَقْلِ قد هَدَر إِذا بلغ إِناه في الطُّول والعِظَمِ ، وكذلك قد هَدَرَت الأَرضُ هَدِيراً إِذا انتهى بقلها طولاً .
      والهَدَّارُ : موضع أَو واد ، وفي حديث مُسَيْلِمة ذكر الهَدَّار ، هو بفتح الهاء وتشديد الدال ، ناحية باليمامة كان بها مولد مسيلمة .
      وقوله في الحديث : لا تتزوّجنَّ هَيْدَرَةً أَي عجوزاً أَدبرت شهوتها وحَرارَتُها ، وقيل : هو بالذال المعجمة من الهَذْر ، وهو الكلام الكثير ، والياء زائدة .
      وأَبو الهَدَّار : اسم شاعر ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : يَمْتَحِقُ الشيخُ أَبو الهَدَّارِ ، مثلَ امْتِحاقِ قَمَرِ السِّرارِ الجوهري : هَدَرَ الشرابُ يَهْدِرُ هَدْراً وتَهْداراً أَي غلى .
      "

    المعجم: لسان العرب

  18. زندق
    • " الزِّنْدِيقُ : القائل ببقاء الدهر ، فارسي معرب ، وهو بالفارسية : زَنْدِ كِرَايْ ، يقول بدوام بقاء الدهر .
      والزَّنْدَقةُ : الضِّيقُ ، وقيل : الزِّنْدِيقُ منه لأنه ضيّق على نفسه .
      التهذيب : الزِّنْدِيقُ معروف ، وزَنْدَقَتُه أنه لا يؤمن بالآخرة ووَحْدانيّة الخالق .
      وقال أحمد بن يحيى : ‏ ليس ‏ زِنْدِيق ولا فَرْزِين من كلام العرب ، ثم ، قال ؛ ولكن البَياذِقةُ هم الرّجّالة ، قال : وليس في كلام العرب زِنْدِيق ، وإنما تقول العرب رجل زَنْدَق وزَنْدَقِيّ إذا كان شديد البخل ، فإذا أرادت العرب معنى ما تقوله العام ؟

      ‏ قالوا : مُلْحِد ودَهْرِيّ ، فإذا أرادوا معنى السِّنِّ ، قالوا : دُهْرِيّ ، قال : وقال سيبويه الهاء في زَنادِقة وفَرازِنة عوض من الياء في زِنْدِيق وفَرْزِين ، وأصله الزَّنادِيق .
      الجوهري : الزِّنْدِيقُ من الثَّنَوِيَّة وهو معرب ، والجمع الزَّنادِقة ، وقد تَزَنْدَقَ ، والاسم الزَّنْدَقة .
      "

    المعجم: لسان العرب

  19. هدف
    • " الأَزهري : روى شمر بإسناد له أَن الزبير وعمرو ابن العاص اجتمعا في الحِجْر فقال الزبير : أَمّا واللّه لقد كنتَ أَهْدَفْت لي يوم بَدْر ولكني استَبْقَيْتك لمثل هذا اليوم ، فقال عمرو : وأَنت واللّه لقد كنت أَهدفت لي وما يسُرُّني أَنَّ لي مِثْلَك بفَرَّتي منك ؛ قال شمر : قوله أَهْدَفْت لي ، الإهدافُ الدُّنو منك والاستقبال لك والانتصاب ‏ .
      ‏ يقال : أَهْدف لي الشيءُ ، فهو مُهْدِفٌ ، وأَهدَفَ لك السحابُ والشيء إذا انتصب ؛

      وأَنشد : ومِنْ بني ضَبّةَ كَهْفٌ مِكْهَفُ ، إنْ سال يوماً جَمْعُهم وأَهدَفُوا وقال : الإهْدافُ الدنو ‏ .
      أَهدف القوم أَي قَرُبوا ‏ .
      ‏ وقال ابن شميل والفرّاء : يقال لمّا أَهْدَفَتْ لي الكُوفة نزلْت ، ولما أَهْدَفَتْ لهم تقَرَّبوا ‏ .
      ‏ وكل شيء رأَيته قد استقْبلك استقبالاً ، فهو مُهْدِف ومُسْتَهدِف ‏ .
      ‏ وقد استهدف أَي انتصب ، ومن ذلك أُخذ الهَدَفُ لانتصابه لمن يَرْمِيه ؛ وقال الزَّفَيان السَّعدي يذكر ناقته : تَرْجُو اجْتِبارَ عَظْمِها ، إذْ أَزْحَفَتْ فأَمْرَعَتْ ، لمّا إليك أَهْدَفَتْ أَي قَرُبَتْ ودَنَت ‏ .
      ‏ وفي حديث أَبي بكر :، قال له ابنه عبد الرحمن : لقد أَهدفْت لي يوم بدر فضِفْت عنك ، فقال أَبو بكر : لكنك لو أَهدفْت لي لم أَضِف عنك أَي لو لجَأْت إليَّ لم أَعْدِل عنك ، وكان عبد الرحمن وعمرو يوم بدر مع المشركين ؛ وضِفْتُ عنك أَي عَدَلْت ومِلْت ؛ قال ابن بري : ومنه قول كعب : عَظِيمُ رَمادِ البيْتِ يَحْتَلُّ بيتَه ، إلى هَدَفٍ لم يَحْتَجِبْه غُيوب وغُيوب : جمع غَيْب ، وهو المطمئنّ من الأَرض ‏ .
      ‏ والهَدَفُ : المُشْرِفُ من الأَرض وإليه يُلْجأُ ؛ ويروى : عطيمُ رماد القِدْرِ رَحْبٌ فِناؤه يقال لكل شيء دنا منك وانتصب لك واستقبلك : قد أَهدَف لك الشيء واستهدف ‏ .
      ‏ وفي النوادر : يقال جاءت هادِفةٌ من ناس وداهِفة وجاهِشةٌ وهاجِشةٌ بمعنى واحد ‏ .
      ‏ ويقال : هل هدَف إليكم هادِفٌ أَو هبَش هابِشٌ ؟ يستخبره هل حدَث ببلَده أَحد سوى مَن كان به ‏ .
      ‏ والهدَفُ : الغَرض المُنْتَضَلُ فيه بالسهام ‏ .
      ‏ والهَدَفُ : كل شيء عظيم مرتفع ‏ .
      ‏ وفي الحديث : أَن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، كان إذا مرَّ بهَدَفٍ مائلٍ أَو صَدَفٍ مائل أَسرع المشْيَ ؛ الهدَفُ كل بِناء مرتفع مُشْرِف ، والصدَفُ نحْو من الهَدف ؛ قال النضر : الهدَفُ ما رُفِع وبُنِي من الأَرض للنِّضال ، والقِرْطاسُ ما وُضع في الهدَف ليُرمى ، والغرَض ما يُنصب شِبْه غِرْبال أَو حَلْقة ؛ وقال في موضع آخر : الغرض الهدف ‏ .
      ‏ ويسمى القرطاس هدَفاً وغرَضاً ، على الاستعارة ‏ .
      ‏ يقال : أَهدَف لك الصيدُ فارْمِه ، وأَكْثب وأغْرَض مثله ‏ .
      ‏ والهدَف : حَيْد مرتفع من الرمل ، وقيل هو كلُّ شيء مرتفع كحُيود الرمل المشرفة ‏ .
      ‏ والجمع أَهداف ، لا يُكَسَّر على غير ذلك ‏ .
      ‏ الجوهري : الهدَف كل شيء مرتفع من بناء أَو كَثِيب رَمْل أَو جبل ؛ ومنه سمي الغرَضُ هدَفاً وبه شبه الرجل العظيم ‏ .
      ‏ ابن سيده : والهَدَفُ من الرجال الجسيم الطويل العنق العريض الأَلواح ، على التشبيه بذلك ، وقيل : هو الثَّقِيلُ النَّؤُومُ ؛ قال أَبو ذؤيب : إذا الهَدَفُ المِعْزابُ صَوَّب رأَْسَه ، وأَعْجَبه ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْل ؟

      ‏ قال أَبو سعيد في قوله الهدَف المعْزابُ ، قال : هذا راعي ضأْن فهو لضَأْنِه هدَف تأْوي إليه ، وهذا ذمّ للرجل إذا كان راعِيَ الضأْن ‏ .
      ‏ ويقال : أَحمقُ من راعي الضأْن ، قال : ولم يُرد بالخَطَل اسْتِرْخاء آذانها ، أراد بالخُطْل الكثيرة تَخْطَل عليه وتَتْبعه ‏ .
      ‏ قال : وقوله الهدَف الرجل العظيم خطأٌ ، قال ابن بري : الهَدَفُ الثقِيلُ الوَخِمُ ، ويروى المِعْزال ، والمِعْزال : الذي يرعى ماشيته بمَعْزِل عن الناس ، والمِعْزابُ : الذي عَزَب بإبلِه ‏ .
      ‏ وضَفْو : اتّساع من المال ‏ .
      ‏ والخُطْل : الطويلة الآذان ‏ .
      ‏ وأَهدَف على التلّ أَي أَشرَف ‏ .
      ‏ وامرأََة مُهدِفة أَي لَحِيمة ‏ .
      ‏ ورَكَبٌ مُستهدِفٌ أَي عَريض مرتفع ؛ قال : ‏ (* النابغة الذبياني ‏ .
      ‏ وإِذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مُسْتهدِفٍ ، رابي المَجَسَّةِ بالعَبِير مُقَرْمَدِ أَي مُرتفع منتصِب ‏ .
      ‏ وامرأَة مُهْدِفة : مرتفعة الجَهاز ‏ .
      ‏ وأَهدَف لك الشيءُ واسْتَهْدَف : انتصب ؛ وقول الشاعر : وحتى سَمِعْنا خَشْف بَيْضاء جَعْدةٍ ، على قَدمَيْ مُسْتَهْدِفٍ متقاصِر يعني بالمستهدف الحالب يَتقاصَر للحَلب ؛ يقول : سمعنا صوتَ الرَّغْوة تتساقط على قدَم الحالب ‏ .
      ‏ والهِدْفةُ : الجماعة من الناس والبُيوت ؛ قال عُقْبة : رأَيت هِدْفةً من الناس أَي فِرْقة ‏ .
      ‏ الأَصمعي : غِدْفةٌ وغِدَفٌ وهِدْفة وهِدَفٌ بمعنى قِطْعة ‏ .
      ‏ ابن الأَعرابي : الدَّافِه الغريب ، قال الأَزهري : كأَنه بمعنى الدَّاهِف والهادِف ، وقيل : الهِدفة الجماعة الكثيرة من الناس يُقيمون ويَظْعَنون ‏ .
      ‏ وهدَف إلى الشيء : أَسْرَعَ ، وأَهدَف إليه لَجَأَ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  20. سلط
    • " السَّلاطةُ : القَهْرُ ، وقد سَلَّطَه اللّهُ فتَسَلَّطَ عليهم ، والاسم سُلْطة ، بالضم .
      والسَّلْطُ والسَّلِيطُ : الطويلُ اللسانِ ، والأُنثى سَلِيطةٌ وسَلَطانةٌ وِسِلِطانةٌ ، وقد سَلُطَ سَلاطةً وسُلوطةً ، ولسان سَلْطٌ وسَلِيطٌ كذلك .
      ورجل سَلِيطٌ أَي فصيح حَدِيدُ اللسان بَيّنُ السَّلاطةِ والسُّلوطةِ .
      يقال : هو أَسْلَطُهم لِساناً ، وامرأَة سَليطة أَي صَخّابة .
      التهذيب : وإِذ ؟

      ‏ قالوا امرأَة سَلِيطةُ اللسانِ فله معنيان : أَحدهما أَنها حديدة اللسان ، والثاني أَنها طويلة اللسان .
      الليث : السَّلاطةُ مصدر السَّلِيط من الرجال والسلِيطةِ من النساء ، والفعل سَلُطَتْ ، وذلك إِذا طال لسانُها واشتدَّ صَخَبُها .
      ابن الأَعرابي : السُّلُطُ القَوائمُ الطِّوالُ ، والسَّلِيطُ عند عامّة العرب الزيْتُ ، وعند أَهل اليمن دُهْنُ السِّمْسِم ؛ قال امرؤ القيس : أَمالَ السَّلِيطَ بالذُّبال المُفَتَّلِ وقيل : هو كلُّ دُهْنٍ عُصِر من حَبٍّ ؛ قال ابن بري : دُهن السمسم هو الشَّيْرَجُ والحَلُّ ؛ ويُقَوّي أَنَّ السَّلِيط الزيتُ قولُ الجعدِيّ : يُضِيءُ كَمِثْلِ سِراجِ السَّلِيطِ ، لم يَجْعَلِ اللّهُ فيه نُحاسا قوله لم يجعل اللّه فيه نُحاساً أَي دُخاناً دليل على أَنه الزيت لأَن ال سليط له دُخان صالِحٌ ، ولهذا لا يُوقد في المساجد والكنائِس إِلا الزيتُ ؛ وقال الفرزدق : ولكِنْ دِيافِيُّ أَبُوه وأُمُّه ، بِحَوْرانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارِبُهْ وحَوْرانُ : من الشام والشأْم لا يُعْصَرُ فيها إِلا الزيتُ .
      وفي حديث ابن عباس : رأَيت عليّاً وكأَنَّ عَيَنَيْه سِراجا سَلِيطٍ ؛ هو دُهْن الزيتِ .
      والسُّلْطانُ : الحُجَّةُ والبُرْهان ، ولا يجمع لأَن مجراه مَجْرى المصدرِ ، قال محمد بن يزيد : هو من السلِيط .
      وقال الزجّاج في قوله تعالى : ولقد أَرْسَلْنا موسى بآياتِنا وسُلطانٍ مُبين ، أَي وحُجَّةٍ بَيِّنةٍ .
      والسُّلطان إِنما سمي سُلْطاناً لأَنه حجةُ اللّهِ في أَرضه ، قال : واشتاق السلطان من السَّليط ، قال : والسليطُ ما يُضاء به ، ومن هذا قيل للزيت : سليط ، قال : وقوله جلّ وعزّ : فانْفُذوا إِلا بسلطان ، أَي حيثما كنتم شاهَدْتم حُجَّةً للّه تعالى وسُلطاناً يدل على أَنه واحد .
      وقال ابن عباس في قوله تعالى : قَوارِيرَ قواريرَ من فضّة ، قال : في بياض الفضة وصَفاء القوارير ، قال : وكل سلطان في القرآن حجة .
      وقوله تعالى : هلَك عنِّي سُلْطانِيَهْ ، معناه ذهب عني حجتُه .
      والسلطانُ : الحجة ولذلك قيل للأُمراء سَلاطين لأَنهم الذين تقام بهم الحجة والحُقوق .
      وقوله تعالى : وما كان له عليهم من سُلْطان ، أَي ما كان له عليهم من حجة كما ، قال : إِنَّ عبادي ليس لك عليهم سُلْطانٌ ؛ قال الفراء : وما كان له عليهم من سلطان أَي ما كان له عليهم من حجة يُضِلُّهم بها إِلاَّ أَنَّا سَلَّطْناه عليهم لنعلم مَن يُؤمن بالآخرة .
      والسُّلْطانُ : الوالي ، وهو فُعْلان ، يذكر ويؤنث ، والجمع السَّلاطِينُ .
      والسُّلْطان والسُّلُطانُ : قُدْرةُ الملِك ، يذكر ويؤنث .
      وقال ابن السكيت : السلطان مؤنثة ، يقال : قَضَتْ به عليه السُّلْطانُ ، وقد آمَنَتْه السُّلْطان .
      قال الأَزهري : وربما ذُكِّر السلطان لأَن لفظه مذكر ، قال اللّه تعالى : بسُلْطان مُبين .
      وقال الليث : السُّلْطانُ قُدْرةُ المَلِك وقُدرةُ مَن جُعل ذلك له وإِن لم يكن مَلِكاً ، كقولك قد جعلت له سُلطاناً على أَخذ حقِّي من فلان ، والنون في السلطان زائدة لأَن أَصل بنائه السلِيطُ .
      وقال أَبو بكر : في السلطان قولان : أَحدهما أَن يكون سمي سلطاناً لتَسْلِيطِه ، والآخر أَن يكون سمي سلطاناً لأَنه حجة من حُجَج اللّه .
      قال الفراء : السلطان عند العرب الحجة ، ويذكر ويؤنث ، فمن ذكر السلطان ذهب به إِلى معنى الرجل ، ومن أَنثه ذهب به إِلى معنى الحجة .
      وقال محمد بن يزيد : من ذكر السلطان ذهب به إِلى معنى الواحد ، ومن أَنثه ذهب به إِلى معنى الجمع ، قال : وهو جمع واحده سَلِيطٌ ، فسَلِيطٌ وسُلْطان مثل قَفِيزٍ وقُفْزانٍ وبَعير وبُعران ، قال : ولم يقل هذا غيره .
      والتسْلِيطُ : إِطلاق السُّلْطانِ وقد سلَّطه اللّه وعليه .
      وفي التنزيل العزيز : ولو شاء اللّهُ لسلَّطَهم عليكم .
      وسُلْطانُ الدَّم : تبيُّغُه .
      وسُلْطانُ كل شيء : شِدَّتُه وحِدَّتُه وسَطْوَتُه ، قيل من اللسانِ السَّليطِ الحدِيدِ .
      قال الأَزهري : السَّلاطة بمعنى الحِدَّةِ ، قد جاء ؛ قال الشاعر يصف نُصُلاً محدَّدة : سِلاطٌ حِدادٌ أَرْهَفَتْها المَواقِعُ وحافر سَلْطٌ وسَلِيطٌ : شديد .
      وإِذا كان الدابةُ وَقاحَ الحافر ، والبعيرُ وَقاحَ الخُفِّ ، قيل : إنه لَسلْط الحافر ، وقد سَلِطَ يَسْلَطُ سَلاطةً كما يقال لسان سَلِيطٌ وسَلْطٌ ، وبعير سَلْطُ الخفّ كما يقال دابة سَلْطةُ الحافر ، والفعلُ من كل ذلك سَلُطَ سَلاطةً ؛ قال أُميَّة بن أَبي الصلْت : إِنَّ الأَنامَ رَعايا اللّهِ كلُّهُمُ ، هو السَّلِيطَطُ فوقَ الأَرضِ مُسْتَطِر ؟

      ‏ قال ابن جني : هو القاهر من السَّلاطة ، قال : ويروى السَّلِيطَطُ وكلاهما شاذٌّ .
      التهذيب : سَلِيطَطٌ جاء في شعر أُمية بمعنى المُسَلَّطِ ، قال : ولا أَدري ما حقيقته .
      والسِّلْطةُ : السهْمُ الطويلُ ، والجمع سِلاطٌ ؛ قال المتنخل الهذلي : كأَوْبِ الدَّبْرِ غامِضةً ، وليْسَتْ بمُرْهَفةِ النِّصالِ ، ولا سِلاطِ قوله كأَوْب الدبر يعني النصالَ ، ومعنى غامضة أَي أُلْطِفَ حَدُّها حتى غمَضَ أَي ليست بمرْهَفات الخِلقة بل هي مُرهفات الحدِّ .
      والمَسالِيطُ : أَسنان المفاتيح ، الواحدة مِسْلاطٌ .
      وسَنابِكُ سَلِطاتٌ أَي حِدادٌ ؛ قال الأَعشى : هو الواهِبُ المائةِ المُصْطَفا ةِ ، كالنَّخل طافَ بها المُجْتَزِمْ وكلِّ كُمَيْتٍ ، كجِذْعِ الطَّرِيقِ ، يَجْرِي على سَلِطاتٍ لُثُمْ المُجْتَزِمُ : الخارِصُ ، ورواه أَبو عمرو المُجْترِم ، بالراء ، أَي الصارِمُ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  21. شيأ
    • " الـمَشِيئةُ : الإِرادة .
      شِئْتُ الشيءَ أَشاؤُه شَيئاً ومَشِيئةً ومَشاءة ومَشايةً .
      (* قوله « ومشاية » كذا في النسخ والمحكم وقال شارح القاموس مشائية كعلانية .
      أَرَدْتُه ، والاسم الشِّيئةُ ، عن اللحياني .
      التهذيب : الـمَشِيئةُ : مصدر شاءَ يَشاءُ مَشِيئةً .
      وقالوا : كلُّ شيءٍ بِشِيئةِ اللّه ، بكسر الشين ، مثل شِيعةٍ أَي بمَشِيئتِه .
      وفي الحديث : أَن يَهُوديّاً أَتى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال : إِنَّكم تَنْذِرُون وتُشْرِكُون ؛ تقولون : ما شاءَ اللّهُ وشِئتُ .
      فأَمَرَهم النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم أَن يقولوا : ما شاءَ اللّه ثم شِئْتُ .
      الـمَشِيئةُ ، مهموزة : الإِرادةُ .
      وقد شِئتُ الشيءَ أَشاؤُه ، وإِنما فَرَق بين قوله ما شاءَ اللّهُ وشِئتُ ، وما شاءَ اللّهُ ثم شِئتُ ، لأَن الواو تفيد الجمع دون الترتيب ، وثم تَجْمَعُ وتُرَتِّبُ ، فمع الواو يكون قد جمع بَيْنَ اللّهِ وبينه في الـمَشِيئةِ ، ومَع ثُمَّ يكون قد قَدَّمَ مشِيئَة اللّهِ على مَشِيئتِه .
      والشَّيءُ : معلوم .
      قال سيبويه حين أَراد أَن يجعل الـمُذَكَّر أَصلاً للمؤَنث : أَلا ترى أَن الشيءَ مذكَّر ، وهو يَقَعُ على كل ما أُخْبِرُ عنه .
      فأَما ما حكاه سيبويه أَيضاً من قول العَرَب : ما أَغْفَلَه عنك شَيْئاً ، فإِنه فسره بقوله أَي دَعِ الشَّكَّ عنْكَ ، وهذا غير مُقْنِعٍ .
      قال ابن جني : ولا يجوز أَن يكون شَيئاً ههنا منصوباً على المصدر حتى كأَنه ، قال : ما أَغْفَلَه عنك غُفُولاً ، ونحو ذلك ، لأَن فعل التعجب قد استغنى بما بما حصل فيه من معنى المبالغة عن أَن يؤَكَّد بالمَصْدر .
      قال : وأَما قولهم هو أَحْسَنُ منك شَيْئاً ، فإِنَّ شيئاً هنا منصوب على تقدير بشَيءٍ ، فلما حَذَف حرفَ الجرِّ أَوْصَلَ إِليه ما قبله ، وذلك أَن معنى هو أَفْعَلُ منه في الـمُبالغَةِ كمعنى ما أَفْعَله ، فكما لم يَجُزْ ما أَقْوَمَه قِياماً ، كذلك لم يَجُز هو أَقْوَمُ منه قِياماً .
      والجمع : أَشياءُ ، غير مصروف ، وأَشْياواتٌ وأَشاواتٌ وأَشايا وأَشاوَى ، من باب جَبَيْتُ الخَراجَ جِباوةً .
      وقال اللحياني : وبعضهم يقول في جمعها : أَشْيايا وأَشاوِهَ ؛ وحكَى أَن شيخاً أَنشده في مَجْلِس الكسائي عن بعض الأَعراب : وَذلِك ما أُوصِيكِ ، يا أُّمَّ مَعْمَرٍ ، * وبَعْضُ الوَصايا ، في أَشاوِهَ ، تَنْفَع ؟

      ‏ قال : وزعم الشيخ أَن الأَعرابي ، قال : أُريد أَشايا ، وهذا من أَشَذّ الجَمْع ، لأَنه لا هاءَ في أَشْياءَ فتكون في أَشاوِهَ .
      وأَشْياءُ : لَفْعاءُ عند الخليل وسيبويه ، وعند أَبي الحسن الأَخفش أَفْعِلاءُ .
      وفي التنزيل العزيز : يا أَيها الذين آمَنُوا لا تَسأَلوا عن أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكم .
      قال أَبو منصور : لم يختلف النحويون في أَن أَشْياء جمع شيء ، وأَنها غير مُجراة .
      قال : واختلفوا في العِلة فكَرِهْتُ أَن أَحكِيَ مَقالة كل واحد منهم ، واقتصرتُ على ما ، قاله أَبو إِسحق الزجاج في كتابه لأَنه جَمَعَ أَقاوِيلَهم على اخْتِلافها ، واحتج لأَصْوَبِها عنده ، وعزاه إِلى الخليل ، فقال قوله : لا تَسْأَلُوا عن أَشياءَ ، أَشْياءُ في موضع الخفض ، إِلاَّ أَنها فُتحت لأَنها لا تنصرف .
      قال وقال الكسائي : أَشْبَهَ آخِرُها آخِرَ حَمْراءَ ، وكَثُر استعمالها ، فلم تُصرَفْ .
      قال الزجاج : وقد أَجمع البصريون وأَكثر الكوفيين على أَنَّ قول الكسائي خطأٌ في هذا ، وأَلزموه أَن لا يَصْرِف أَبناء وأَسماء .
      وقال الفرّاءُ والأَخفش : أَصل أَشياء أَفْعِلاء كما تقول هَيْنٌ وأَهْوِناء ، إِلا أَنه كان الأَصل أَشْيِئاء ، على وزن أَشْيِعاع ، فاجتمعت همزتان بينهما أَلف فحُذِفت الهمزة الأُولى .
      قال أَبو إِسحق : وهذا القول أَيضاً غلط لأَن شَيْئاً فَعْلٌ ، وفَعْلٌ لا يجمع أَفْعِلاء ، فأَما هَيْنٌ فأَصله هَيِّنٌ ، فجُمِعَ على أَفْعِلاء كما يجمع فَعِيلٌ على أَفْعِلاءَ ، مثل نَصِيب وأَنْصِباء .
      قال وقال الخليل : أَشياء اسم للجمع كان أَصلُه فَعْلاءَ شَيْئاءَ ، فاسْتُثْقل الهمزتان ، فقلبوا الهمزة الاولى إِلى أَول الكلمة ، فجُعِلَت لَفْعاءَ ، كما قَلَبُوا أَنْوُقاً فقالوا أَيْنُقاً .
      وكما قلبوا قُوُوساً قِسِيّاً .
      قال : وتصديق قول الخليل جمعُهم أَشْياءَ أَشاوَى وأَشايا ، قال : وقول الخليل هو مذهب سيبويه والمازني وجميع البصريين ، إلاَّ الزَّيَّادِي منهم ، فإِنه كان يَمِيل إِلى قول الأَخفش .
      وذُكِر أَن المازني ناظَر الأَخفش في هذا ، فقطَع المازِنيُّ الأَخفشَ ، وذلك أَنه سأَله كيف تُصغِّر أَشياء ، فقال له أَقول : أُشَيَّاء ؛ فاعلم ، ولو كانت أَفعلاء لردَّت في التصغير إِلى واحدها فقيل : شُيَيْئات .
      وأَجمع البصريون أَنَّ تصغير أَصْدِقاء ، إِن كانت للمؤَنث : صُدَيْقات ، وإِن كان للمذكرِ : صُدَيْقُون .
      قال أَبو منصور : وأَما الليث ، فإِنه حكى عن الخليل غير ما حكى عنه الثقات ، وخَلَّط فيما حكى وطوَّلَ تطويلاً دل عل حَيْرته ، قال : فلذلك تركته ، فلم أَحكه بعينه .
      وتصغير الشيءِ : شُيَيْءٌ وشِيَيْءٌ بكسر الشين وضمها .
      قال : ولا تقل شُوَيْءٌ .
      قال الجوهري ، قال الخليل : إِنما ترك صرف أَشياءَ لأَن أَصله فَعْلاء جُمِعَ على غير واحده ، كما أَنَّ الشُّعراءَ جُمعَ على غير واحده ، لأَن الفاعل لا يجمع على فُعَلاء ، ثم استثقلوا الهمزتين في آخره ، فقلبوا الاولى أَوَّل الكلمة ، فقالوا : أَشياء ، كما ، قالوا : عُقابٌ بعَنْقاة ، وأَيْنُقٌ وقِسِيٌّ ، فصار تقديره لَفْعاء ؛ يدل على صحة ذلك أَنه لا يصرف ، وأَنه يصغر على أُشَيَّاء ، وأَنه يجمع على أَشاوَى ، وأَصله أَشائِيُّ قلبت الهمزة ياءً ، فاجتمعت ثلاث ياءات ، فحُذفت الوُسْطى وقُلِبت الأَخيرة أَلِفاً ، وأُبْدِلت من الأُولى واواً ، كما ، قالوا : أَتَيْتُه أَتْوَةً .
      وحكى الأَصمعي : أَنه سمع رجلاً من أَفصح العرب يقول لخلف الأَحمر : إِنَّ عندك لأَشاوى ، مثل الصَّحارى ، ويجمع أَيضاً على أَشايا وأَشْياوات .
      وقال الأَخفش : هو أَفْعلاء ، فلهذا لم يُصرف ، لأَن أَصله أَشْيِئاءُ ، حذفت الهمزة التي بين الياءِ والأَلِف للتخفيف .
      قال له المازني : كيف تُصغِّر العربُ أَشياءَ ؟ فقال : أُشَيَّاء .
      فقال له : تركت قولك لأَنَّ كل جمع كُسِّرَ على غير واحده ، وهو من أَبنية الجمع ، فإِنه يُردُّ في التصغير إِلى واحده ، كما ، قالوا : شُوَيْعِرون في تصغير الشُّعَراءِ ، وفيما لا يَعْقِلُ بالأَلِف والتاءِ ، فكان يجب أَن يقولوا شُيَيْئَات .
      قال : وهذا القول لا يلزم الخليل ، لأَنَّ فَعْلاء ليس من ابنية الجمع .
      وقال الكسائي : أَشياء أَفعالٌ مثل فَرْخٍ وأَفْراخٍ ، وإِنما تركوا صرفها لكثرة استعمالهم لها لأَنها شُبِّهت بفَعْلاء .
      وقال الفرّاء : أَصل شيءٍ شَيِّئٌ ، على مثال شَيِّعٍ ، فجمع على أَفْعِلاء مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء ولَيِّنٍ وأَلْيِناء ، ثم خفف ، فقيل شيءٌ ، كما ، قالوا هَيْنٌ ولَيْنٌ ، وقالوا أَشياء فَحَذَفُوا الهمزة الأُولى وهذا القول يدخل عليه أَن لا يُجْمَع على أَشاوَى ، هذا نص كلام الجوهري .
      قال ابن بري عند حكاية الجوهري عن الخليل : ان أَشْياءَ فَعْلاء جُمِع على غير واحده ، كما أَنَّ الشعراء جُمِعَ على غيره واحده ؛ قال ابن بري : حِكايَتُه عن الخليل أَنه ، قال : إِنها جَمْع على غير واحده كشاعِر وشُعراءٍ ، وَهَمٌ منه ، بل واحدها شيء .
      قال : وليست أَشياء عنده بجمع مكسَّر ، وإِنما هي اسم واحد بمنزلة الطَّرْفاءِ والقَصْباءِ والحَلْفاءِ ، ولكنه يجعلها بدلاً من جَمع مكسر بدلالة إِضافة العدد القليل إِليها كقولهم : ثلاثة أَشْياء ، فأَما جمعها على غير واحدها ، فذلك مذهب الأَخفش لأَنه يَرى أَنَّ أَشْياء وزنها أَفْعِلاء ، وأَصلها أَشْيِئاء ، فحُذِفت الهمزة تخفيفاً .
      قال : وكان أَبو علي يجيز قول أَبي الحسن على أَن يكون واحدها شيئاً ويكون أَفْعِلاء جمعاً لفَعْل في هذا كما جُمِعَ فَعْلٌ على فُعَلاء في نحو سَمْحٍ وسُمَحاء .
      قال : وهو وهَم من أَبي علي لأَن شَيْئاً اسم وسَمْحاً صفة بمعنى سَمِيحٍ لأَن اسم الفاعل من سَمُحَ قياسه سَمِيحٌ ، وسَمِيح يجمع على سُمَحاء كظَرِيف وظُرَفاء ، ومثله خَصْم وخُصَماء لأَنه في معنى خَصِيم .
      والخليل وسيبويه يقولان : أَصلها شَيْئاءُ ، فقدمت الهمزة التي هي لام الكلمة إِلى أَوَّلها فصارت أَشْياء ، فوزنها لَفْعاء .
      قال : ويدل على صحة قولهما أَن العرب ، قالت في تصغيرها : أُشَيَّاء .
      قال : ولو كانت جمعاً مكسراً ، كما ذهب إِليه الأخفش : لقيل في تصغيرها : شُيَيْئات ، كما يُفعل ذلك في الجُموع الـمُكَسَّرة كجِمالٍ وكِعابٍ وكِلابٍ ، تقول في تصغيرها : جُمَيْلاتٌ وكُعَيْباتٌ وكُلَيْباتٌ ، فتردها إِلى الواحد ، ثم تجمعها بالالف والتاء .
      وقال ابن بري عند قول الجوهري : إِن أَشْياء يجمع على أَشاوِي ، وأَصله أَشائِيُّ فقلبت الهمزة أَلفاً ، وأُبدلت من الاولى واواً ، قال : قوله أَصله أَشائِيُّ سهو ، وانما أَصله أَشايِيُّ بثلاث ياءات .
      قال : ولا يصح همز الياء الاولى لكونها أَصلاً غير زائدة ، كما تقول في جَمْع أَبْياتٍ أَبايِيت ، فلا تهمز الياء التي بعد الأَلف ، ثم خففت الياء المشدّدة ، كما ، قالوا في صَحارِيّ صَحارٍ ، فصار أَشايٍ ، ثم أُبْدِلَ من الكسرة فتحةٌ ومن الياءِ أَلف ، فصار أَشايا ، كما ، قالوا في صَحارٍ صَحارَى ، ثم أَبدلوا من الياء واواً ، كما أَبدلوها في جَبَيْت الخَراج جِبايةً وجِباوةً .
      وعند سيبويه : أَنَّ أَشاوَى جمع لإِشاوةٍ ، وإِن لم يُنْطَقْ بها .
      وقال ابن بري عند قول الجوهري إِن المازني ، قال للأَخفش : كيف تصغِّر العرب أَشياء ، فقال أُشَيَّاء ، فقال له : تركت قولك لأَن كل جمع كسر على غير واحده ، وهو من أَبنية الجمع ، فإِنه يُردُّ بالتصغير إِلى واحده .
      قال ابن بري : هذه الحكاية مغيرة لأَنَّ المازني إِنما أَنكر على الأَخفش تصغير أَشياء ، وهي جمع مكسر للكثرة ، من غير أَن يُردَّ إِلى الواحد ، ولم يقل له إِن كل جمع كسر على غير واحده ، لأَنه ليس السببُ الـمُوجِبُ لردِّ الجمع إِلى واحده عند التصغير هو كونه كسر على غير واحده ، وإِنما ذلك لكونه جَمْعَ كَثرة لا قلة .
      قال ابن بري عند قول الجوهري عن الفرّاء : إِن أَصل شيءٍ شَيِّئٌ ، فجمع على أَفْعِلاء ، مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء ، قال : هذا سهو ، وصوابه أَهْوناء ، لأَنه من الهَوْنِ ، وهو اللِّين .
      الليث : الشَّيء : الماء ، وأَنشد : تَرَى رَكْبَه بالشيءِ في وَسْطِ قَفْرة ؟

      ‏ قال أَبو منصور : لا أَعرف الشيء بمعنى الماء ولا أَدري ما هو ولا أَعرف البيت .
      وقال أَبو حاتم :، قال الأَصمعي : إِذا ، قال لك الرجل : ما أَردت ؟ قلتَ : لا شيئاً ؛ وإِذا ، قال لك : لِمَ فَعَلْتَ ذلك ؟ قلت : للاشَيْءٍ ؛ وإِن ، قال : ما أَمْرُكَ ؟ قلت : لا شَيْءٌ ، تُنَوِّن فيهن كُلِّهن .
      والمُشَيَّأُ : الـمُخْتَلِفُ الخَلْقِ الـمُخَبَّله .
      (* قوله « المخبله » هو هكذا في نسخ المحكم بالباء الموحدة .) القَبِيحُ .
      قال : فَطَيِّئٌ ما طَيِّئٌ ما طَيِّئُ ؟ * شَيَّأَهُم ، إِذْ خَلَقَ ، الـمُشَيِّئُ وقد شَيَّأَ اللّه خَلْقَه أَي قَبَّحه .
      وقالت امرأَة من العرب : إِنّي لأَهْوَى الأَطْوَلِينَ الغُلْبا ، * وأُبْغِضُ الـمُشَيَّئِينَ الزُّغْبا وقال أَبو سعيد : الـمُشَيَّأُ مِثل الـمُؤَبَّن .
      وقال الجَعْدِيُّ : زَفِير الـمُتِمِّ بالـمُشَيَّإِ طَرَّقَتْ * بِكاهِلِه ، فَما يَرِيمُ الـمَلاقِيَا وشَيَّأْتُ الرَّجلَ على الأَمْرِ : حَمَلْتُه عليه .
      ويا شَيْء : كلمة يُتَعَجَّب بها .
      قال : يا شَيْءَ ما لي ! مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ * مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ ، والتَّقْلِيب ؟

      ‏ قال : ومعناها التأَسُّف على الشيء يُفُوت .
      وقال اللحياني : معناه يا عَجَبي ، وما : في موضع رفع .
      الأَحمر : يا فَيْءَ ما لِي ، ويا شَيْءَ ما لِي ، ويا هَيْءَ ما لِي معناه كُلِّه الأَسَفُ والتَّلَهُّفُ والحزن .
      الكسائي : يا فَيَّ ما لي ويا هَيَّ ما لي ، لا يُهْمَزان ، ويا شيء ما لي ، يهمز ولا يهمز ؛ وما ، في كلها في موضع رفع تأْويِلُه يا عَجَبا ما لي ، ومعناه التَّلَهُّف والأَسَى .
      قال الكسائي : مِن العرب من يتعجب بشيَّ وهَيَّ وَفيَّ ، ومنهم من يزيد ما ، فيقول : يا شيَّ ما ، ويا هيّ ما ، ويا فيَّ ما أَي ما أَحْسَنَ هذا .
      وأَشاءَه لغة في أَجاءه أَي أَلْجَأَه .
      وتميم تقول : شَرٌّ ما يُشِيئُكَ إِلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ أَي يُجِيئُك .
      قال زهير ابن ذؤيب العدوي : فَيَالَ تَمِيمٍ ! صابِرُوا ، قد أُشِئْتُمُ * إِليه ، وكُونُوا كالـمُحَرِّبة البُسْل "

    المعجم: لسان العرب

  22. حقق
    • " الحَقُّ : نقيض الباطل ، وجمعه حُقوقٌ وحِقاقٌ ، وليس له بِناء أدنى عدَد .
      وفي حديث التلبية : لبَّيْك حَقّاً حقّاً أي غير باطل ، وهو مصدر مؤكد لغيره أي أنه أكََّد به معنى ألزَم طاعتَك الذي دلّ عليه لبيك ، كما تقول : هذا عبد الله حقّاً فتؤَكِّد به وتُكرِّرُه لزيادة التأْكيد ، وتَعَبُّداً مفعول له (* قوله « وتعبداً مفعول له » كذا هو في النهاية أيضاً .) وحكى سيبويه : لَحَقُّ أنه ذاهب بإضافة حقّ إلى أنه كأنه ، قال : لَيقِينُ ذاك أمرُك ، وليست في كلام كل العرب ، فأمرك هو خبر يقينُ لأنه قد أضافه إلى ذاك وإذا أضافه إليه لم يجز أن يكون خبراً عنه ، قال سيبويه : سمعنا فصحاء العرب يقولونه ، وقال الأَخفش : لم أسمع هذا من العرب إنما وجدناه في الكتاب ووجه جوازِه ، على قِلَّته ، طول الكلام بما أضيف هذا المبتدأ إليه ، وإذا طال الكلام جاز فيه من الحذف ما لا يجوز فيه إذا قصُر ، ألا ترى إلى ما حكاه الخليل عنهم : ما أنا بالذي قائل لك شيئاً ؟ ولو قلت : ما أنا بالذي قائم لقَبُح .
      وقوله تعالى : ولا تَلْبِسُوا الحقَّ بالباطل ؛ قال أبو إسحق : الحق أمر النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وما أتى به من القرآن ؛ وكذلك ، قال في قوله تعالى : بل نَقْذِفُ بالحقِّ على الباطل .
      وحَقَّ الأَمرُ يَحِقُّ ويَحُقُّ حَقّاً وحُقوقاً : صار حَقّاً وثَبت ؛ قال الأَزهري : معناه وجَب يَجِب وجُوباً ، وحَقَّ عليه القولُ وأحْقَقْتُه أنا .
      وفي التنزيل :، قال الذي حَقَّ عليهم القولُ ؛ أي ثبت ، قال الزجاج : هم الجنُّ والشياطين .
      وقوله تعالى : ولكن حقَّت كلمة العذاب على الكافرين ؛ أي وجبت وثبتت ، وكذلك : لقد حقَّ القول على أكثرهم ؛ وحَقَّه يَحُقُّه حقّاً وأحَقَّه ، كلاهما : أثبته وصار عنده حقّاً لا يشكُّ فيه .
      وأحقَّه : صيره حقّاً .
      وحقَّه وحَقَّقه : صدَّقه ؛ وقال ابن دريد : صدَّق قائلَه .
      وحقَّق الرجلُ إذا ، قال هذا الشيء هو الحقُّ كقولك صدَّق .
      ويقال : أحقَقْت الأَمر إحقاقاً إذا أحكمته وصَحَّحته ؛ وأنشد : قد كنتُ أوْعَزْتُ إلى العَلاء بأنْ يُحِقَّ وذَمَ الدِّلاء وحَقَّ الأَمرَ يحُقُّه حقّاً وأحقَّه : كان منه على يقين ؛ تقول : حَقَقْتَ الأَمر وأحْقَقْته إذا كنت على يقين منه .
      ويقال : ما لي فيك حقٌّ ولا حِقاقٌ أي خُصومة .
      وحَقَّ حَذَرَ الرجل يَحُقُّه حَقّاً وحَقَقْتُ حذَره وأحقَقْته أي فعلت ما كان يَحذَره .
      وحقَقْت الرجل وأحقَقْته إذا أتيتَه ؛ حكاه أبو عبيد .
      قال الأَزهري : ولا تقل حَقَّ حذَرَك ، وقال : حقَقْت الرجل وأحقَقْته إذا غلَبته على الحقّ وأثبَتَّه عليه .
      قال ابن سيده : وحقَّه على الحقّ وأحقَّه غلبَه عليه ، واستَحقَّه طلَب منه حقَّه .
      واحْتَقّ القومُ :، قال كل واحد منهم : الحقُّ في يدي .
      وفي حديث ابن عباس في قُرَّراء القرآن : متى ما تَغْلوا في القرآن تَحْتَقُّوا ، يعني المِراء في القرآن ، ومعنى تحتقُّوا تختصموا فيقول كل واحد منهم : الحقُّ بيدي ومعي ؛ ومنه حديث الحَضانةِ : فجاءَ رجلان يَحْتَقّانِ في ولَد أي يختصِمان ويطلُب كل واحد منهما حقّه ؛ ومنه الحديث : من يحاقُّني في ولدي ؟ وحديث وهْب : كان فيما كلَّم الله أيُّوبَ ، عليه السلام : أتحاقُّني بِخِطْئِك ؛ ومنه كتابه لحُصَين : إنَّ له كذا وكذا لا يُحاقُّه فيها أحد .
      وفي حديث أبي بكر ، رضي الله عنه : أنه خرج في الهاجرة إلى المسجد فقيل له : ما أخرجك ؟، قال : ما أخرجني إلا ما أجِدُ من حاقِّ الجُوع أي صادِقه وشدَّته ، ويروى بالتخفيف من حاقَ به يَحِيقُ حَيْقاً وحاقاً إذا أحدق به ، يريد من اشتمال الجوع عليه ، فهو مصدر أقامه مقام الاسم ، وهو مع التشديد اسم فاعل من حقَّ يَحِقُّ .
      وفي حديث تأخير الصلاة : وتَحْتَقُّونها إلى شَرَقِ الموتَى أي تضيِّقُون وقتَها إلى ذلك الوقت .
      يقال : هو في حاقٍّ من كذا أي في ضيق ؛ قال ابن الأَثير : هكذا رواه بعض المتأخرين وشرَحه ، قال : والرواية المعروفة بالخاء المعجمة والنون ، وسيأتي ذكره .
      والحق : من أسماء الله عز وجل ، وقيل من صفاته ؛ قال ابن الأَثير : هو الموجود حقيقةً المُتحققُ وجوده وإلَهِيَّتُه .
      والحَق : ضدّ الباطل .
      وفي التنزيل : ثم رُدُّوا إلى الله مولاهم الحَقِّ .
      وقوله تعالى : ولو اتبع الحقُّ أهواءَهم ؛ قال ثعلب : الحق هنا الله عز وجل ، وقال الزجاج : ويجوز أن يكون الحق هنا التنزيل أي لو كن القرآن بما يحِبُّونه لفَسَدت السمواتُ والأَرضُ .
      وقوله تعالى : وجاءت سَكْرة الموتِ بالحق ؛ معناه جاءَت السكرةُ التي تدل الإنسان أنه ميت بالحقِّ بالموت الذي خُلق له .
      قال ابن سيده : وروي عن أبي بكر ، رضي الله عنه : وجاءت سكرة الحقِّ أي بالموت ، والمعنى واحد ، وقيل : الحق هنا الله تعالى .
      وقولٌ حقٌّ : وُصِف به ، كما تقول قولٌ باطل .
      وقال الليحاني : وقوله تعالى : ذلك عيسى بنُ مريم قول الحقِّ ، إنما هو على إضافة الشيء إلى نفسه ؛ قال الأَزهري : رفع الكسائي القول وجعل الحق هو الله ، وقد نصَب قولَ قومٌ من القراء يريدون ذلك عيسى ابن مريم قولاً حقّاً ، وقرأ من قرأ : فالحقُّ والحقَّ أقول برفع الحق الأَول فمعناه أنا الحقُّ .
      وقال الفراءُ في قوله تعالى :، قال فالحق والحقَّ أقول ، قرأ القراء الأَول بالرفع والنصب ، روي الرفع عن عبد الله بن عباس ، المعنى فالحقُّ مني وأقول الحقَّ ، وقد نصبهما معاً كثير من القُرَّاء ، منهم من يجعل الأَول على معنى الحقَّ لأَمْلأَنَّ ، ونَصب الثاني بوقوع الفعل عليه ليس فيه اختلاف ؛ قال ابن سيده : ومن قرأ فالحقَّ والحقّ أقول بنصب الحق الأَول ، فتقديره فأحُقُّ الحقّ حقّاً ؛ وقال ثعلب : تقديره فأقول الحقَّ حقّاً ؛ ومن قرأ فالحقِّ ، أراد فبالحق وهي قليلة لأن حروف الجر لا تضمر .
      وأما قول الله عز وجل : هنالك الوَلايةُ لله الحقَّ ، فالنصب في الحق جائز يريد حقّاً أي أُحِقُّ الحقَّ وأحُقُّه حَقّاً ، قال : وإن شئت خفضت الحق فجعلته صفة لله ، وإن شئت رفعته فجعلته من صفة الولاية هنالك الولايةُ الحقُّ لله .
      وفي الحديث : من رآني فقد رأى الحقَّ أي رؤيا صادقةً ليست من أضْغاث الأَحْلام ، وقيل : فقد رآني حقيقة غير مُشَبَّهٍ .
      ومنه الحديث : أمِيناً حقَّ أمِينٍ أي صِدْقاً ، وقيل : واجباً ثابتاً له الأَمانةُ ؛ ومنه الحديث : أتدْرِي ما حَقُّ العباد على الله أي ثوابُهم الذي وعدَهم به فهو واجبُ الإنْجازِ ثابت بوعدِه الحقِّ ؛ ومنه الحديث : الحقُّ بعدي مع عمر .
      ويَحُقُّ عليك أن تفعل كذا : يجب ، والكسر لغة ، ويَحُقُّ لك أن تفعل ويَحُقُّ لك تَفْعل ؛

      قال : يَحُقُّ لمن أَبُو موسَى أَبُوه يُوَفِّقُه الذي نصَب الجِبالا وأنت حَقيِقٌ عليك ذلك وحَقيِقٌ عليَّ أَن أَفعله ؛ قال شمر : تقول العرب حَقَّ عليَّ أَن أَفعلَ ذلك وحُقَّ ، وإِني لمَحْقُوق أَن أَفعل خيراً ، وهو حَقِيق به ومَحقُوق به أَي خَلِيق له ، والجمع أَحِقاء ومَحقوقون .
      وقال الفراء : حُقَّ لك أَن تفعل ذلك وحَقَّ ، وإِني لمحقوق أَن أَفعل كذا ، فإِذا قلت حُقَّ قلت لك ، وإذا قلت حَقَّ قلت عليك ، قال : وتقول يَحِقُّ عليك أَن تفعل كذا وحُقَّ لك ، ولم يقولوا حَقَقْتَ أَن تفعل .
      وقوله تعالى : وأَذِنَت لربِها وحُقَّت ؛ أَي وحُقَّ لها أنَ تفعل .
      ومعنى قول من ، قال حَقَّ عليك أَن تفعل وجَب عليك .
      وقالوا : حَقٌّ أَن تفعل وحَقِيقٌ أَن تفعل .
      وفي التنزيل : حَقيق عليَّ أَن لا أَقولَ على الله إِلا الحقَّ .
      وحَقِيقٌ في حَقَّ وحُقَّ ، فَعِيل بمعنى مَفْعول ، كقولك أَنت حَقِيق أَن تفعله أَي محقوق أَن تفعله ، وتقول : أَنت مَحْقوق أَن تفعل ذلك ؛ قال الشاعر : قَصِّرْ فإِنَّكَ بالتَّقْصِير مَحْقوق وفي التنزيل : فحَقَّ علينا قولُ رَبِّنا .
      ويقال للمرأَة : أَنت حقِيقة لذلك ، يجعلونه كالاسم ، وَأَنت مَحْقوقة لذلك ، وأَنت مَحْقوقة أَن تفعلي ذلك ؛ وأَما قول الأَعشى : وإِنَّ امْرَأً أَسْرى إِليكِ ، ودونَه من الأَرضِ مَوْماةٌ ويَهْماء سَمْلَقُ لَمَحْقُوقةٌ أَن تَسْتَجِيبي لِصَوْتِه ، وأَن تَعْلَمي أَنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ فإِنه أَراد لَخُلّة محْقوقة ، يعني بالخُلّة الخَلِيلَ ، ولا تكون الهاء في محقوقة للمبالغة لأَن المبالغة إنما هي في أسماء الفاعلين دون المَفْعُولين ، ولا يجوز أن يكون التقدير لمحقوقة أنت ، لأن الصفة إذا جرت على غير موصوفها لم يكن عند أبي الحسن الأخفش بُدًّ من إبراز الضمير ، وهذا كله تعليل الفارسي ؛ وقول الفرزدق : إذا ، قال عاوٍ من مَعَدٍّ قَصِيدةً ، بها جَرَبٌ ، عُدَّتْ عليَّ بِزَوْبَرا فيَنْطِقُها غَيْري وأُرْمى بذَنبها ، فهذا قَضاءٌ حَقُّه أَن يُغَيَّرا أي حُقَّ له .
      والحَقُّ واحد الحُقوق ، والحَقَّةُ والحِقَّةُ أخصُّ منه ، وهو في معنى الحَق ؛ قال الأزهري : كأنها أوجَبُ وأخصّ ، تقول هذه حَقَّتي أي حَقِّي .
      وفي الحديث : أنه أعطى كلَّ ذي حَقّ حقّه ولا وصيّة لوارث أي حظَّه ونَصِيبَه الذي فُرِضَ له .
      ومنه حديث عمر ، رضي الله عنه : لما طُعِنَ أُوقِظَ للصلاة فقال : الصلاةُ والله إِذَنْ ولا حقَّ أي ولا حَظَّ في الإسلام لِمَن تركَها ، وقيل : أراد الصلاةُ مقْضِيّة إذن ولا حَقَّ مَقْضِيٌّ غيرها ، يعني أن في عُنقه حُقوقاً جَمَّةً يجب عليه الخروج عن عُهْدتها وهو غير قادر عليه ، فهَبْ أنه قضى حَقَّ الصلاة فما بالُ الحُقوق الأُخر ؟ وفي الحديث : ليلةُ الضَّيْفِ حَقٌّ فمن أصبح بفِنائه ضَيْف فهو عليه دَيْن ؛ جعلها حَقّاً من طريق المعروف والمُروءة ولم يزل قِرى الضَّيفِ من شِيَم الكِرام ومَنْع القِرى مذموم ؛ ومنه الحديث : أَيُّما رجُل ضافَ قوماً فأصبح مَحْرُوماً فإِن نَصْرَه حَقٌّ على كل مسلم حتى يأْخذ قِرى ليلته من زَرعه وماله ؛ وقال الخطابي : يشبه أن يكون هذا في الذي يخاف التّلف على نفسه ولا يجد ما يأْكل فله أن يَتناول من مال أخيه ما يُقيم نفسه ، وقد اختلف الفقهاء في حكم ما يأْكله هل يلزمه في مقابلته شيء أم لا .
      قال ابن سيده :، قال سيبويه وقالوا هذا العالم حَقُّ العالم ؛ يريدون بذلك التَّناهي وأنه قد بلغ الغاية فيما يصفه من الخِصال ، قال : وقالوا هذا عبد الله الحَقَّ لا الباطل ، دخلت فيه اللام كدخولها في قولهم أَرْسَلَها العِراكَ ، إلا أنه قد تسقط منه فتقول حقّاً لا باطلاً .
      وحُقَّ لك أن تفعل وحُقِقْتَ أن (* قوله « وحققت أن إلخ » كذا ضبط في الأصل وبعض نسخ الصحاح بضم فكسر والذي في القاموس فكسر .) تفعل وما كان يَحُقُّك أن تفعله في معنى ما حُقَّ لك .
      وأُحِقَّ عليك القَضاء فحَقَّ أي أُثْبِتَ فثبت ، والعرب تقول : حَقَقْت عليه القضاء أحُقُّه حَقّاً وأحقَقْتُه أُحِقُّه إحْقاقاً أي أوجبته .
      قال الأزهري :، قال أبو عبيد ولا أعرف ما ، قال الكسائي في حَقَقْت الرجلَ وأحْقَقْته أي غلبته على الحق .
      وقوله تعالى : حَقّاً على المُحسنين ، منصوب على معنى حَقَّ ذلك عليهم حقّاً ؛ هذا قول أبي إسحق النحوي ؛ وقال الفراء في نصب قوله حقّاً على المحسنين وما أشبهه في الكتاب : إنه نَصْب من جهة الخبر لا أنه من نعت قوله مَتاعاً بالمعروف حقّاً ، قال : وهو كقولك عبدُ اللهِ في الدار حقْاً ، إنما نَصْبُ حقّاً من نية كلام المُخبِر كأنه ، قال : أُخْبِركم بذلك حقّاً ؛ قال الأزهري : هذا القول يقرب مما ، قاله أبو إسحق لأنه جعله مصدراً مؤكِّداً كأنه
      ، قال أُخبركم بذلك أحُقُّه حَقّاً ؛ قال أبو زكريا الفراء : وكلُّ ما كان في القرآن من نَكِرات الحق أو معرفته أو ما كان في معناه مصدراً ، فوجه الكلام فيه النصب كقول الله تعالى : وَعْدَ الحقِّ ووعدَ الصِّدْقِ ؛ والحَقِيقَةُ ما يصير إليه حَقُّ الأمر ووجُوبُه .
      وبلغ حقيقةَ الأمر أي يَقِينَ شأْنه .
      وفي الحديث : لا يبلُغ المؤمن حقيقةَ الإيمان حتى لا يَعِيب مسلماً بِعَيْب هو فيه ؛ يعني خالِصَ الإيمان ومَحْضَه وكُنْهَه .
      وحقيقةُ الرجل : ما يلزمه حِفظه ومَنْعُه ويَحِقُّ عليه الدِّفاعُ عنه من أهل بيته ؛ والعرب تقول : فلان يَسُوق الوَسِيقة ويَنْسِلُ الوَدِيقةَ ويَحْمي الحقيقة ، فالوَسيقةُ الطريدةُ من الإبل ، سميت وسيقة لأن طاردها يَسِقُها إذا ساقَها أي يَقْبِضها ، والوَديقةُ شدّة الحر ، والحقيقةُ ما يَحِقّ عليه أن يَحْمِيه ، وجمعها الحَقائقُ .
      والحقيقةُ في اللغة : ما أُقِرّ في الاستعمال على أصل وضْعِه ، والمَجازُ ما كان بضد ذلك ، وإنما يقع المجاز ويُعدَل إليه عن الحقيقة لمعانٍ ثلاثة : وهي الإتِّساع والتوكيد والتشبيه ، فإن عُدِم هذه الأوصافُ كانت الحقيقة البتَّةَ ، وقيل : الحقيقة الرّاية ؛ قال عامر بن الطفيل : لقد عَلِمَتْ عَليْنا هَوازِنَ أَنَّني أَنا الفارِسُ الحامي حَقِيقةَ جَعْفَرِ وقيل : الحقيقة الحُرْمة ، والحَقيقة الفِناء .
      وحَقَّ الشئُ يَحِقُّ ، بالكسر ، حقّاً أي وجب .
      وفي حديث حذيفة : ما حَقَّ القولُ على بني إسرائيل حتى استغْنى الرِّجالُ بالرجالِ والنساءُ بالنساءِ أي وجَب ولَزِم .
      وفي التنزيل : ولكن حَقَّ القولُ مني .
      وأحقَقْت الشئ أي أوجبته .
      وتحقق عنده الخَبَرُ أي صحَّ .
      وحقَّقَ قوله وظنَّه تحقيقاً أي صدَّقَ .
      وكلامٌ مُحَقَّقٌ أي رَصِين ؛ قال الراجز : دَعْ ذا وحَبِّرْ مَنْطِقاً مُحَقَّقا والحَقُّ : صِدْق الحديثِ .
      والحَقُّ : اليَقين بعد الشكِّ .
      وأحقِّ الرجالُ :، قال شيئاً أو ادَّعَى شيئاً فوجب له .
      واستحقَّ الشيءَ : استوجبه .
      وفي التنزيل : فإن عُثِرَ على أنَّهُمَا اسْتَحقّا إثْماً ، أي استوجباه بالخِيانةِ ، وقيل : معناه فإن اطُّلِعَ على أنهما استوجبا إثماً أي خيانةً باليمين الكاذبة التي أقْدما عليها ، فآخرانِ يَقُومانِ مَقامها من ورثة المُتوفَّى الذين استُحِقَّ عليهم أي مُلِك عليهم حقٌ من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة ، وقيل : معنى عليهم منهم ، وإذا اشتَرَى رجل داراً من رجل فادّعاها رجل آخر وأقامَ بيِّنةً عادلةً على دعواه وحكم له الحاكمُ ببينة فقد استحقها على المشتري الذي اشتراها أي مَلَكَها عليه ، وأخرجها الحاكم من يد المشتري إلى يد مَن استحقَّها ، ورجع المشتري على البائع بالثمن الذي أدَّاه إليه ، والاستِحْقاقُ والاسْتِيجابُ قريبان من السواء .
      وأما قوله تعالى : لَشَهادَتُنا أحَقُّ من شهادتهما ، فيجوز أن يكون معناه أشدُّ اسْتِحْقاقاً للقَبول ، ويكون إذ ذاك على طرح الزائد من اسْتَحقَّ أعني السين والتاء ، ويجوز أن يكون أراد أثْبَتُ من شهادتهما مشتق من قولهم حَقَّ الشيءُ إذا ثبت .
      وفي حديث ابن عمر أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : ما حقُّ امرئٍ أن يَبِيتَ ليلتين إلا ووَصِيَّتُه عنده ؛ قال الشافعي : معناه ما الحَزْمُ لامرئٍ وما المعروف في الأخلاق الحسَنة لامرئٍ ولا الأحْوطُ إلا هذا ، لا أنه واجب ولا هو من جهة الفرض ، وقيل : معناه أن الله حكم على عباده بوجوب الوصية مطلقاً ثم نَسخ الوصيّة للوارث فبقي حَقُّ الرجل في ماله أن يُوصي لغير الوارث ، وهو ما قدَّره الشارع بثلث ماله .
      وحاقَّهُ في الأمر مُحَاقَّةً وحِقاقاً : ادَّعَى أنه أولى بالحق منه ، وأكثر ما استعملوا هذا في قولهم حاقَّني أي أكثر ما يستعملونه في فعل الغائب .
      وحاقَّهُ فحَقَّه يَحُقُّه : غَلبه ، وذلك في الخصومة واستيجاب الحق .
      وحاقَّهُ أي خاصَمه وادَّعَى كل واحد منهما الحق ، فإذا غلبه قيل حَقَّه .
      والتَّحَاقُّ : التخاصمُ .
      والاحْتِقاقُ : الاختصام .
      ويقال : احْتَقَّ فلان وفلان ، ولا يقال للواحد كما لا يقال اختصم للواحد دون الآخر .
      وفي حديث علي ، كرم الله وجهه : إذا بلغ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ ، ورواه بعضهم : نَصُّ الحَقائِقِ ، فالعَصَبة أوْلى ؛ قال أبو عبيدة : نَصَّ كل شيء مُنتهاه ومَبْلَغ أقصاه .
      والحِقاقُ : المُحاقَّةُ وهو أن تُحاقَّ الأُمُّ العَصبَة في الجارية فتقول أنا أحَقُّ بها ، ويقولون بل نحن أحَقُّ ، وأراد بِنَصِّ الحِقاق الإدْراكَ لأن وقت الصغر ينتهي فتخرج الجارية من حد الصغر إلى الكبر ؛ يقول : ما دامت الجاريةُ صغيرةً فأُمُّها أوْلى بها ، فإذا بَلَغَت فالعصبة أوْلى بأمرها من أُمها وبتزويجها وحَضانتها إذا كانو مَحْرَماً لها مثل الآباء والإخْوة والأعمام ؛ وقال ابن المبارك : نَصُّ الحِقاق بلوغ العقل ، وهو مثل الإدراك لأنه إنما أراد منتهى الأمر الذي تجب به الحقوق والأحكام فهو العقل والإدراك .
      وقيل : المراد بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها وتصَرُّفها في أمرها ، تشبيهاً بالحِقاقِ من الإبل جمع حِقٍّ وحِقَّةٍ ، وهو الذي دخل في السنة الرابعة ، وعند ذلك يُتمكَّن من ركوبه وتحميله ، ومن رواه نَصَّ الحَقائِقِ فإنه أراد جمع الحَقيقة ، وهو ما يصير إليه حَقُّ الأمر ووجوبُه ، أو جمع الحِقَّة من الإبل ؛ ومنه قولهم : فلان حَامي الحَقِيقة إذا حَمَى ما يجب عليه حمايتُه .
      ورجل نَزِقُ الحِقاقِ إذا خاصم في صغار الأشياء .
      والحاقَّةُ : النازلة وهي الداهية أيضاً .
      وفي التهذيب : الحَقَّةُ الداهية والحاقَّةُ القيامة ، وقد حَقَّتْ تَحُقُّ .
      وفي التنزيل : الحاقَّةُ ما الحاقَّة وما أدراك ما الحاقَّةُ ؛ الحاقة : الساعة والقيامة ، سميت حاقَّةً لأنها تَحُقُّ كلَّ إنسان من خير أو شر ؛ قال ذلك الزجاج ، وقال الفراء : سميت حاقَّةً لأن فيها حَواقَّ الأُمور والثوابَ .
      والحَقَّةُ : حقيقة الأمر ،
      ، قال : والعرب تقول لمّاعرفتَ الحَقَّةَ مِني هربْتَ ، والحَقَّةُ والحاقَّةُ بمعنى واحد ؛ وقيل : سميت القيامة حاقَّةً لأنها تَحُقُّ كلَّ مُحاقٍّ في دِين الله بالباطل أي كل مُجادِلٍ ومُخاصم فتحُقُّه أي تَغُلِبه وتَخُصِمه ، من قولك حاقَقْتُه أُحاقُّه حِقاقاً ومُحاقَّةً فحَقَقْتُه أحُقُّه أي غلبته وفَلَجْتُ عليه .
      وقال أبو إسحق في قوله الحاقَّةُ : رفعت بالابتداء ، وما رَفْعٌ بالابتداء أيضاً ، والحاقَّةُ الثانية خبر ما ، والمعنى تفخيم شأنها كأنه ، قال الحاقَّةُ أي شيءٍ الحاقَّةُ .
      وقوله عز وجل : وما أدراكَ ما الحاقَّةُ ، معناه أيُّ شيءٍ أعْلَمَكَ ما الحاقَّةُ ، وما موضعُها رَفْعٌ وإن كانت بعد أدْراكَ ؛ المعنى ما أعْلَمَكَ أيُّ شيءٍ الحاقَّةُ .
      ومن أيمانهم : لَحَقُّ لأَفْعَلَنّ ، مبنية على الضم ؛ قال الجوهري : وقولهم لَحَقُّ لا آتِيكَ هو يمين للعرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت بعد اللام ، وإذا أزالوا عنها اللام ، قالوا حَقّاً لا آتِيك ؛ قال ابن بري : يريد لَحَقُّ الله فنَزَّلَه منزلة لَعَمْرُ اللهِ ، ولقد أُوجِبَ رفعُه لدخول اللام كما وَجب في قولك لَعَمْرُ الله إذا كان باللام .
      والحَقُّ : المِلْك .
      والحُقُقُ : القريبو العهد بالأُمور خيرها وشرها ، قال : والحُقُقُ المُحِقُّون لما ادّعَوْا أيضاً .
      والحِقُّ من أولاد الإبل : الذي بلغ أن يُرْكب ويُحمَل عليه ويَضْرِب ، يعني أن يضرب الناقةَ ، بيِّنُ الإحقاقِ والاسْتحقاق ، وقيل : إذا بلغت أمُّه أوَانَ الحَمْل من العام المُقْبِل فهو حِقُّ بيِّنُ الحِقَّةِ .
      قال الأَزهري : ويقال بعير حِقٌّ بيِّنُ الحِقِّ بغير هاء ، وقيل : إذا بلغ هو وأُخته أن يُحْمَل عليهما ويُركبا فهو حِقٌّ ؛ الجوهري : سمي حِقّاً لاستحقاقه أن يُحْمل عليه وأن يُنتفع به ؛ تقول : هو حِقٌّ بيِّنُ الحِقَّةِ ، وهو مصدر ، وقيل : الحِقُّ الذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة ؛

      قال : إذا سُهَيْلٌ مَغْرِبَ الشمس طَلَعْ ، فابْنُ اللَّبونِ الحِقُّ جَذَعْ والجمع أحُقٌّ وحِقاقٌ ، والأُنثى حِقَّة وحِقٌّ أيضاً ؛ قال ابن سيده : والأُنثى من كل ذلك حِقَّةٌ بَيِّنَةُ الحِقَّةِ ، وإنما حكمه بَيِّنة الحَقاقةِ والحُقُوقةِ أو غير ذلك من الأَبنية المخالفة للصفة لأَن المصدر في مثل هذا يخالف الصفة ، ونظيره في موافقة هذا الضرب من المصادر للاسم في البناء قولهم أسَدٌ بَيِّنُ الأَسد .
      قال أبو مالك : أحَقَّت البَكْرَة إذا استوفت ثلاث سنين ، وإذا لَقِحَت حين تُحِقّ قيل لَقِحت عليَّ كرهاً .
      والحِقَّةُ أيضاً : الناقة التي تؤخذ في الصدقة إذا جازت عِدَّتُها خمساً وأربعين .
      وفي حديث الزكاة ذكر الحِقِّ والحِقَّة ، والجمع من كل ذلك حُقُقٌ وحَقائق ؛ ومنه قول المُسَيَّب بن عَلَس : قد نالَني منه على عَدَمٍ مثلُ الفَسِيل ، صِغارُها الحُقُقُ
      ، قال ابن بري : الضمير في منه يعود على الممدوح وهو حسان بن المنذر أخو النعمان ؛ قال الجوهري : وربما تجمع على حَقائقَ مثل إفَالٍ وأفائل ، قال ابن سيده : وهو نادر ؛ وأنشد لعُمارةَ بن طارق : ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيانِقِ ، لَسْنَ بأَنْيابٍ ولا حَقائِقِ وهذا مثل جَمْعهم امرأَة غِرَّة على غَرائر ، وكجمعهم ضَرَّة على ضَرائر ، وليس ذلك بِقياس مُطَّرِد .
      والحِقُّ والحِقَّة في حديث صدقات الإبل والديات ، قال أَبو عبيد : البعير إِذا اسْتَكْمَلَ السنة الثالثة ودخل في الرابعة فهو حينئذ حِقُّ ، والأُنثى حِقَّة .
      والحِقَّة : نَبْرُ أُم جَرِير بن الخَطَفَى ، وذلك لأَن سُوَيْدَ بن كراع خطبها إلى أَبيها فقال له : إِنها لصغيرة صُرْعةٌ ، قال سويد : لقد رأَيتُها وهي حِقَّةٌ أَي كالحِقَّة من الإِبل في عِظَمها ؛ ومنه حديث عمر ، رضي الله عنه : ومن وَراء حِقاقِ العُرْفُطِ أَي صغارها وشَوابِّها ، تشبيهاً بِحقاق الإبل .
      وحَقَّتِ الحِقَّةُ تَحِقُّ وأَحَقَّت ، كلاهما : صارت حِقَّةً ؛ قال الأَعشى : بِحِقَّتِها حبِسَتْ في اللَّجيـ نِ ، حتى السَّديِسُ لها قد أَسَنّْ
      ، قال ابن بري : يقال أَسَنَّ سدِيسُ الناقة إِذا نبَت وذلك في الثامنة ، يقول : قِيمَ عليها من لدن كانت حِقَّة إِلى أَن أَسْدَسَت ، والجمع حِقاقٌ وحُقُقٌ ؛ قال الجوهري : ولم يُرد بحقَّتها صفة لها لأَنه لا يقال ذلك كما لا يقال بجَذَعَتها فُعِلَ بها كذا ولا بثنيَّتها ولا ببازلها ، ولا أَراد بقوله أَسَنَّ كَبِرَ لأَنه لا يقال أَسَنَّ السِّنُّ ، وإِنما يقال أََسنَّ الرجل وأَسَّت المرأَة ، وإِنما أَراد أَنها رُبِطَت في اللَّجين وقتاً كانت حقة إِلى أَن نَجَمَ سَدِيسُها أَي نبَت ، وجمع الحِقاق حُقُق مثل كِتاب وكتُب ؛ قال ابن سيده : وبعضهم يجعل الحِقَّة هنا الوقت ، وأَتت الناقةُ على حِقَّتها أَي على وقتها الذي ضَربها الفحل فيه من قابل ، وهو إِذا تَمَّ حَملها وزادت على السنة أَياماً من اليوم الذي ضُربت فيه عاماً أَوّل حتى يستوفي الجَنين السنةَ ، وقيل : حِقُّ الناقة واسْتِحقاقُها تَمام حَمِلها ؛ قال ذو الرمة : أَفانين مَكْتوب لها دُون حِقِّها ، إِذا حَمْلُِها راشَ الحِجَاجَينِ بالثُّكْلِ أَي إِذا نبَت الشعر على ولدها ألقته ميِّتاً ، وقيل : معنى البيت أَنه كتب لهذه النجائب إِسقاطُ أَولادها قبل أَناء نِتاجها ، وذلك أَنها رُكبت في سفَر أَتعبها فيه شدة السير حتى أَجْهَضَتْ أَولادها ؛ وقال بعضهم : سميت الحِقَّة لأَنها استحقَّت أَن يَطْرُقها الفحلُ ، وقولهم : كان ذلك عند حَقِّ لَقاحها وحِقِّ لَقاحها أَيضاً ، بالكسر ، أَي حين ثبت ذلك فيها .
      الأَصمعي : إِذا جازت الناقة السنة ولم تلد قيل قد جازت الحِقَّ ؛ وقولُ عَدِيّ : أَي قومي إِذا عزّت الخمر وقامت رفاقهم بالحقاق ويروى : وقامت حقاقهم بالرفاق ، قال : وحِقاقُ الشجر صغارها شبهت بحقاق الإِبل .
      ويقال : عَذر الرَّجلُ وأَعْذَر واسْتَحقَّ واستوْجَب إِذا أَذنب ذنباً استوْجب به عُقوبة ؛ ومنه حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : لا يَهْلِكُ الناسُ حتى يُعْذِرُوا من أَنفسهم .
      وصبَغْتُ الثوبَ صَبْغاً تَحْقِيقاً أَي مُشْبَعاً .
      وثوب مُحقَّق : عليه وَشْيٌ على صورة الحُقَق ، كما يقال بُرْدٌ مُرَجَّلٌ .
      وثوب مُحَقَّقٌ إِذا كان مُحْكَمَ النَّسْجِ ؛ قال الشاعر : تَسَرْبَلْ جِلْدَ وجْهِ أَبِيك ، إِنّا كَفَيْناكَ المُحَقَّقَةَ الرَّقاقا وأَنا حَقِيقٌ على كذا أَي حَريصٌ عليه ؛ عن أَبي عليّ ، وبه فسر قوله تعالى : حَقِيقٌ على أَن لا أَقول على الله إلاَّ الحَقَّ ، في قراءة من قرأَ به ، وقرئ حقيق عليّ أَن لا أَقول ، ومعناه واجب عليّ ترك القول على الله إِلاَّ بالحق .
      والحُقُّ والحُقَّةُ ، بالضم : معروفة ، هذا المَنْحوت من الخشب والعاج وغير ذلك مما يصلح أَن يُنحت منه ، عربيٌّ معروف قد جاء في الشعر الفصيح ؛ قال الأَزهري : وقد تُسوّى الحُقة من العاج وغيره ؛ ومنه قول عَمرو بن كُلْثُوم : وثَدْياً مثلَ حُقِّ العاجِ رَخْصاً ، حَصاناً من أَكُفِّ اللاَّمِسِينا
      ، قال الجوهري : والجمع حُقُّ وحُقَقٌ وحِقاقٌ ؛ قال ابن سيده : وجمع الحُقّ أَحْقاقٌ وحِقاقٌ ، وجمع الحُقَّة حُقَقٌ ؛ قال رؤبة : سَوَّى مَساحِيهنَّ تَقْطِيطَ الحُقَقْ وصَفَ حَوافِرَ حُمُر الوَحْشِ أَي أَنَّ الحِجارة سوَّت حَوافِرها كأَنما قُطِّطَتْ تَقْطِيطَ الحُقَقِ ، وقد ، قالوا في جمع حُقَّةٍ حُقّ ، فجعلوه من باب سِدْرة وسِدْر ، وهذا أَكثره إِنما هو في المخلوق دون المصنوع ، ونظيره من المصنوع دَواةٌ ودَوًى وسَفِينة وسَفِين .
      والحُقُّ من الورك : مَغْرِزُ رأْس الفخذ فيها عصَبة إِلى رأْس الفخذ إِذا انقطعت حَرِقَ الرجل ، وقيل : الحُق أَصل الورك الذي فيه عظم رأْس الفخذ .
      والحُق أَيضاً : النُّقْرة التي في رأْس الكتف .
      والحُقُّ : رأْس العَضُد الذي فيه الوابِلةُ وما أَشْبهها .
      ويقال : أَصبت حاقّ عينه وسقط فلان على حاقِّ رأْسه أَي وسَط رأْسه ، وجئته في حاقِّ الشتاء أَي في وسطه .
      قال الأَزهري : وسمعت أَعرابيّآً يقول لنُقْبة من الجرَب ظهَرت ببعير فشكُّوا فيها فقال : هذا حاقُّ صُمادِحِ الجَرَبِ .
      وفي الحديث : ليس للنساء أَن يَحقُقْنَ الطَّريقَ ؛ هو أَن يَركبن حُقَّها وهو وسَطها من قولكم سقَط على حاقِّ القَفا وحُقَّه .
      وفي حديث يوسف بن عمر : إِنَّ عامِلاً من عُمالي يذكُر أَنه زَرَعَ كلَّ حُقٍّ ولُقٍّ ؛ الحُق : الأَرض المطمئنة ، واللُّق : المرتفعة .
      وحُقُّ الكَهْوَل : بيت العنكبوت ؛ ومنه حديث عَمرو بن العاص أَنه ، قال لمعاوية في مُحاوَراتٍ كانت بينهما : لقد رأَيْتك بالعراق وإِنَّ أَمْرَك كحُقِّ الكَهول وكالحَجاةِ في الضَّعْف فما زِلت أَرُمُّه حتى اسْتَحكم ، في حديث فيه طول ، قال : أَي واهٍ .
      وحُقُّ الكَهول : بيت العنكبوت .
      قال الأَزهري : وقد روى ابن قتيبة هذا الحرف بعينه فصحَّفه وقال : مثل حُق الكَهْدَلِ ، بالدال بدل الواو ، قال : وخبَطَ في تفسيره خَبْط العَشْواء ، والصواب مثل حُق الكَهول ، والكَهول العنكبوت ، وحُقَّه بيته .
      وحاقُّ وسَطِ الرأْس : حَلاوةُ القفا .
      ويقال : استحقَّت إِبلُنا ربيعاً وأَحَقَّت ربيعاً إِذا كان الربيع تاماً فرعَتْه .
      وأَحقَّ القومُ إِحْقاقاً إِذا سَمِنَ مالُهم .
      واحتقَّ القوم احْتقاقاً إِذا سَمِنَ وانتهى سِمَنُه .
      قال ابن سيده : وأَحقَّ القومُ من الربيع إِحْقاقاً إِذا أَسْمَنُوا ؛ عن أَبي حنيفة ، يريد سَمِنت مَواشِيهم .
      وحقَّت الناقة وأَحقَّت واستحقَّت : سمنت .
      وحكى ابن السكيت عن ابن عطاء أَنه ، قال : أَتيت أَبا صَفْوانَ أَيام قَسمَ المَهْدِيُّ الأَعراب فقال أَبو صفوان ؛: ممن أَنت ؟ وكان أَعرابيّاً فأَراد أَن يمتحنه ، قلت : من بني تميم ، قال : من أَيّ تميم ؟ قلت : رباني ، قال : وما صنعتُك ؟ قلت : الإِبل ،
      ، قال : فأَخبرني عن حِقَّة حَقَّت على ثلاث حِقاق ، فقلت : سأَلت خبيراً : هذه بَكْرة كان معها بَكْرتان في ربيع واحد فارْتَبَعْنَ فسَمِنَت قبل أَن تسمنا فقد حقَّت واحدةً ، ثم ضَبَعَت ولم تَضْبَعا فقد حقَّت عليهما حِقَّة أُخرى ، ثم لَقِحَت ولم تَلْقَحا فهذه ثلاث حِقَّات ، فقال لي : لعَمْري أَنت منهم واسْتَحَقَّت الناقة لَقاحاً إِذا لَقِحت واستحقّ لَقاحُها ، يُجْعَل الفعل مرة للناقة ومرة للِّقاح .
      قال أَبو حاتم : مَحاقُّ المالِ يكون الحَلْبة الأُولى ، والثانية منها لِبَأٌ .
      والمَحاقُّ : اللاتي لم يُنْتَجْن في العام الماضي ولم يُحلَبن فيه .
      واحْتقَّ الفرسُ أَي ضَمُر .
      ويقال : لا يحقُّ ما في هذا الوِعاء رطلاً ، معناه أَنه لا يَزِنُ رطلاً .
      وطعْنة مُحْتَقَّة أَي لا زَيْغَ فيها وقد نَفَذَت .
      ويقال : رمَى فلان الصيدَ فاحتقَّ بعضاً وشَرَم بعضاً أَي قتَل بعضاً وأُفْلِتَ بعض جَِريحاً ؛ والمُحْتقُّ من الطعْن : النافِذُ إِلى الجوف ؛ ومنه قول أَبي كبير الهذلي : هَلاَّ وقد شَرَعَ الأَسنَّة نَحْوها ، ما بينَ مُحْتَقٍّ ومُشَرِّمِ أَراد من بين طَعْن نافذٍ في جوفها وآخَرَ قد شرَّمَ جلدَها ولم ينفُذ إِلى الجوف .
      والأَحقُّ من الخيل : الذي لا يَعْرَق ، وهو أَيضاً الذي يضع حافر رجله موضع حافر يده ، وهما عيب ؛ قال عديّ بن خَرَشةَ الخَطْمِيّ : بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيلِ نَهْدٍ جَوادِ ، لا أَحقُّ ولا شئيتُ
      ، قال ابن سيده : هذه رواية ابن دريد ، ورواية أَبي عبيد : وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهواتِ ساطٍ ، كُمَيْتٌ ، لا أَحقُّ ولا شئيت الأَقدرُ : الذي يجوز حافرا رجليه حافِريْ يديه ، والأَحقُّ : الذي يُطَبِّقُ حافرا رجليه حافريْ يديه ، والشَّئيتُ : الذي يقْصُر موقِعُ حافر رجله عن موقع حافر يده ، وذلك أَيضاً عيب ، والاسم الحَقَق .
      وبنات الحُقَيْقِ : ضرْب من رَدِيء التمر ، وقيل : هو الشِّيص ، قال الأَزهري :، قال الليث بنات الحقيق ضرب من التمر ، والصواب لَوْن الحُبَيق ضرب من التمر رديء .
      وبنات الحقيق في صفة التمر تغيير ، ولَوْنُ الحُبيق معروف .
      قال : وقد روينا عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه نَهى عن لوْْنين من التمر في الصدقة : أَحدهما الجُعْرُور ، والآخر لون الحبيق ، ويقال لنخلته عَذْقُ ابن حبيق (* قوله « عذق ابن حبيق » ضبط عذق بالفتح هو الصواب ففي الزرقاني على الموطأ ، قال أبو عمر بفتح العين النخلة وبالكسر الكباسة أي القنو كأن التمر سمي باسم النخلة لأنه منها اهـ .
      فضبطه في مادة حبق بالكسر خطأ .) وليس بشِيص ولكنه رديء من الدَّقَلِ ؛ وروى الأَزهري حديثاً آخر عن جعفر بن محمد عن أَبيه ، قال : لا يُخرَج في الصدقة الجُعرور ولا لون حُبيْق ؛ قال الشافعي : وهذا تمر رديء والسس (* قوله « والسس » كذا بالأصل ولعله وأيبس .) تمر وتؤخذ الصدقة من وسط التمر .
      والحَقْحقةُ : شدَّة السير .
      حَقْحقَ القومُ إِذا اشتدّوا في السير .
      وقَرَبٌ مُحَقْحَقٌ : جادٌّ منه .
      وتعَبَّدَ عبد الله بن مُطَرِّف بن الشِّخيِّر فلم يَقتصِد فقال له أَبوه : يا عبد الله ، العلمُ أَفضلُ من العمل ، والحسَنةُ بين السَّيِّئتين ، وخيرُ الأُمور أَوساطُها ، وشرُّ السير الحَقْحقةُ ؛ هو إِشارة إلى الرِّفق في العبادة ، يعني عليك بالقَصْد في العبادة ولا تَحْمِل على نفسك فتَسأَم ؛ وخيرُ العمل ما دِيمَ وإِن قلَّ ، وإِذا حملت على نفسك من العبادة ما لا تُطيِقُه انْقَطَعْتَ به عن الدَّوام على العبادة وبَقِيت حَسيراً ، فتكلَّفْ من العبادة ما تُطيقُه ولا يَحْسِرُك .
      والحَقحقةُ : أَرفع السير وأَتْعَبُه للظَّهر .
      وقال الليث : الحقحقة سير الليل في أَوّله ، وقد نهي عنه ، قال : وقال بعضهم الحقحقة في السير إِتعابُ ساعة وكفُّ ساعة ؛ قال الأَزهري : فسر الليث الحقحقة تفسيرين مختلفين لم يصب الصواب في واحد منهما ، والحقحقة عند العرب أَن يُسار البعيرُ ويُحمل على ما يتعبه وما لا يطيقه حتى يُبْدِعَ براكبه ، وقيل : هو المُتعِب من السير ، قال : وأَما قول الليث إِنّ الحقحقة سير أَول الليل فهو باطل ما ، قاله أَحد ، ولكن يقال فَحِّمُوا عن الليل أَي لا تسيروا فيه .
      وقال ابن الأَعرابي : الحَقحقةُ أَن يُجْهِد الضعيفَ شدَّةُ السير .
      قال ابن سيده : وسَيرٌ حَقْحَاقٌ شديد ، وقد حَقْحَقَ وهَقْهَقَ على البدل ، وقَهْقَهَ على القلب بعد البدل .
      وقَرَبٌ حَقْحاق وهَقْهاق وقَهْقاه ومُقَهْقَه ومُهَقْهَقٌ إِذا كان السير فيه شديداً مُتعِباً .
      وأُمّ حِقّة : اسم امرأَة ؛ قال مَعْنُ بن أَوْس : فقد أَنْكَرَتْه أُمُّ حِقّه حادِثاً ، وأَنْكَرها ما شئت ، والودُّ خادِعُ "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: