" الجوهري : أَيِسْتُ منه آيَسُ يَأْساً لغة في يَئِسْتُ منه أَيْأَسُ يَأْساً ، ومصدرهما واحد . وآيَسَني منه فلانٌ مثل أَيْأَسَني ، وكذلك التأْيِيسُ . ابن سيده : أَيِسْتُ من الشيء مقلوب عن يئِسْتُ ، وليس بلغة فيه ، ولولا ذلك لأَعَلُّوه فقالوا إِسْتُ أَآسُ كهِبْتُ أَهابُ . فظهوره صحيحاً يدل على أَنه إِنما صح لأَنه مقلوب عما تصح عينه ، وهو يَئِسْتُ لتكون الصحة دليلاً على ذلك المعنى كما كانت صحة عَوِرَ دليلاً على ما لا بد من صحته ، وهو اعْوَرَّ ، وكان له مصدر ؛ فأَما إِياسٌ اسم رجل فليس من ذلك إِنما هو من الأَوْسِ الذي هو العِوَضُ ، على نحو تسميتهم للرجل عطية ، تَفَؤُّلاً بالعطية ، ومثله تسميتهم عياضاً ، وهو مذكور في موضعه . الكسائي : سمعت غير قبيلة يقولون أَيِسَ يايسُ بغير همز . والإِياسُ : السِّلُّ . وآس أَيْساً : لان وذَلَّ . وأَيََّسَه : لَيَّنَه . وأَيَّسَ الرجلَ وأَيْسَ به : قَصَّرَ به واحتقره . وتَأَيَّسَ الشيءُ : تَصاغَرَ :، قال المُتَلَمِّسُ : أَلم تَرَ أَنْ الجَوْنَ أَصْبَحَ راكِداً ، تَطِيفُ به الأَيامُ ما يَتَأَيَّسُ ؟ أَي يتصاغَر . وما أَيَّسَ منه شيئاً أَي ما استخرج . قال : والتَّأْيِيسُ الاستقلال . يقال : ما أَيَّسْنا فلاناً خيراً أَي ما استقللنا منه خيراً أَي أَردته لأَستخرج منه شيئاً فما قدرت عليه ، وقد أَيَّسَ يُؤَيِّسُ تَأْيِيساً ، وقيل : التَّأْيِيسُ التأْثير في الشيء ؛ قال الشمَّاخ : وجِلْدُها من أَطْومٍ ما يُؤَيِّسُه طِلْحٌ ، بِضاحِيَةِ الصَّيْداءِ ، مَهْزولُ وفي قصيد كعب بن زهير : وجِلْدُها من أَطُومٍ لا يُؤَِيِّسُه التأْييس : التذليل والتأْثير في الشيء ، أَي لا يؤثر في جلدها شيء ، وجيء به من أَيْسَ وليْسَ أَي من حيث هو وليس هو . قال الليث : أَيْسَ كلمةٌ قد أُميتت إِلا أَن الخليل ذكر أَن العرب تقول جيءِ به من حيث أَيْسَ وليسَ ، لم تستعمل أَيس إِلا في هذه الكلمة ، وإِنَّما معناها كمعنى حيث هو في حال الكينونة والوُجْدِ ، وقال : إِن معنى لا أَيْسَ أَي لا وُجْدَ . "
المعجم: لسان العرب
أيص
جئ به من أَيصِك أَي من حيث كان .
المعجم: لسان العرب
يسق
" الأَياسِقُ : القلائد ؛ قال ابن سيده والأَزهري : لم نسمع لها بواحد ، قال ابن سيده : إِلا أَن يكون واحدها الأيْسق ؛
" النُّجحُ والنَّجاحُ : الظَّفَرُ بالشيءِ . وقد أَنْجَحَ وقد نَجَحْتْ حاجتي (* قوله « وقد نجحت حاجتي إلخ » بابه منع كما في القاموس والمصباح .) وأَنْجَحَتْ وأَنْجَحْتُها لك ، وأَنْجَحَها الله تعالى : أَسْعَفَني بإِدراكها . وأَنْجَحَ الرجلُ : صار ذا نُجْح ، فهو مُنْجِحٌ من قوم مَناجِح ومَناجِيح . وقد أَنْجَحْتُ حاجَته إِذا قضيتها له ؛ وفي خطبة عائشة ، رضي الله عنها : وأَنْجَحَ إِذا أَكْدَيْتُم . يقال : نَجَحَ إِذا أَصاب طَلِبَتَه ونَجَحَتْ طَلِْبَتُه وأَنْجَحَتْ ، وما أَفْلَحَ فلان ولا أَنْجَحَ . وتَنَجَّحْتُ الحاجةَ واسْتَنْجَحْتُها إِذا تَنَجَّزْتَها . ونَجَحَتْ هي ونَجَحَ أَمْرُ فلان : تَيَسَّرَ وسَهُل ، فهو ناجح ؛ وقول أَبي ذؤيب : فيهنَّ أُمُّ الصَّبِيَّيْنِ التي تَبَلَتْ قَلبي ، فليس لها ، ما عِشْتُ ، إِنْجاحُ أَراد : فليس لحُبِّي لها وسَعْيي فيها إِنجاح ما عشت . وسار فلان سيراً نَجِيحاً أَي وَشِيكاً . وسَيرٌ ناجِحٌ ونَجِيحٌ : وَشِيكٌ ، وكذلك المكان ؛
قال : يَغْبُقُهُنَّ قَرَباً نَجِيحا وقال لبيد : فَمَضَيْنا ، فَقَرَينا ناجِحاً مَوْطِناً ، نَسْأَلُ عنه ما فَعَلْ ونَهْضٌ نَجِيحٌ : مُجِدٌّ ؛ قال أَبو خراشٍ الهُذَليّ : يُقَرِّبُه النَّهْضُ النَّجِيحُ لما به ، ومنه بُدُوٌّ تارَةً ومَثِيلُ (* قوله « ومنه بدو تارة ومثيل » كذا بالأصل ولم يظهر لنا معناه ولعله محرف عن : ومنه نزو تارة ونئيل ، فالنزو : بوزن الوثوب ومعناه . والنئيل ، كرجيم : مصدر نأَل نئيلاً إذا مشى ونهض برأسة يحركه إلى فوق ، كما في القاموس .) ورجل نَجِيحٌ : مُنْجحُ الحاجات ؛ قال أَوس : نَجِيحٌ جَوادٌ أَخُو ماقِطٍ ، نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائبِ ورأْيٌ نَجِيحٌ : صوابٌ . وفي حديث عمر مع المُتَكَهِّن : يا جَلِيحُ أَمرٌ نَجِيح ، رجل فَصِيح ، يقول لا إِله إِلا الله . ويقال للنائم إِذا تتابعت عليه رُؤْيا صِدْقٍ : تناجَحَتْ أَحلامُه . قال ابن سيده : وتَناجَحَتْ عليه أَحلامُه تتابع صدقُها . ويقال : أَنْجَحَ بك الباطلُ أَي غَلَبك الباطِلُ . وكلُّ شيءٍ غلبك ، فقد أَنْجَحَ بك . وإِذا غَلَبْتَه ، فقد أَنْجَحْتَ به . والنَّجاحةُ : الصبر . ويقال : ما نَفْسِي عنه بنَجِيحة أَي بصابرة ؛ وقال ابن مَيَّادة : وما هَجْرُ لَيْلى أَن تكونَ تَباعدَتْ عليكَ ، ولا أَن أَحْصَرَتْك شُغُولي ولا أَن تَكون النفسُ عنها نَجِيحةً بشيءٍ ، ولا .. . . . ببديلِ (* كذا بياض بالأصل .) وقد سَمَّوْا نَجِيحاً ونُجَيْحاً ومُنْجِحاً ونَجاحاً . "
المعجم: لسان العرب
أصر
" أَصَرَ الشيءَ يَأْصِرُه أَصْراً : كسره وعَطَفه . والأَصْرُ والإِصْرُ : ما عَطَفك على شيء . والآصِرَةُ : ما عَطَفك على رجل من رَحِم أَو قرابة أَو صِهْر أَو معروف ، والجمع الأَواصِرُ . والآصِرَةُ : الرحم لأَنها تَعْطِفُك . ويقال : ما تَأْصِرُني على فلان آصِرَة أَي ما يَعْطِفُني عليه مِنَّةٌ ولا قَرَابة ؛ قال الحطيئة : عَطَفُوا عليّ بِغَير آ صِرَةٍ فقد عَظُمَ الأَواصِرْ أَي عطفوا عليّ بغير عَهْد أَو قَرَابَةٍ . والمآصِرُ : هو مأْخوذ من آصِرَةِ العهد إِنما هو عَقْدٌ ليُحْبَس به ؛ ويقال للشيء الذي تعقد به الأَشياء : الإِصارُ ، من هذا . والإِصْرُ : العَهْد الثقيل . وفي التنزيل : وأَخذتم على ذلكم إصْري ؛ وفيه : ويضع عنهم إصْرَهم ؛ وجمعه آصْارً لا يجاوز به أَدني العدد . أَبو زيد : أَخَذْت عليه إِصْراً وأَخَذْتُ منه إِصْراً أَي مَوْثِقاً من الله تعالى . قال الله عز وجل : ربَّنا ولا تَحْمِلْ علينا إِصْراً كما حملته على الذين من قبلنا ؛ الفرّاء : الإِصْرُ العهد ؛ وكذلك ، قال في قوله عز وجل : وأَخذتم على ذلكم إِصري ؛ قال : الإِصر ههنا إِثْمُ العَقْد والعَهْدِ إِذا ضَيَّعوه كما شدّد على بني إِسرائيل . وقال الزجاج : ولا تحمل علينا إِصْراً ؛ أَي أَمْراً يَثْقُل علينا كما حملته على الذين من قبلنا نحو ما أُمِرَ به بنو إِسرائيل من قتل أَنفسهم أَي لا تمنحنّاَ بما يَثْقُل علينا أَيضاً . وروي عن ابن عباس : ولا تحمل علينا إِصراً ، قال : عهداً لا نفي به وتُعَذِّبُنا بتركه ونَقْضِه . وقوله : وأَخذتم على ذلكم إِصري ، قال : مِيثاقي وعَهْدي . قال أَبو إِسحق : كلُّ عَقْد من قَرابة أَو عَهْد ، فهو إِصْر . قال أَبو منصور : ولا تحمل علينا إِصراً ؛ أَي عُقُوبةَ ذَنْبٍ تَشُقُّ علينا . وقوله : ويَضَعُ عنهم إِصْرَهم ؛ أَي ما عُقِدَ من عَقْد ثقيل عليهم مثل قَتْلِهم أَنفسهم وما أَشْبه ذلك من قَرض الجلد إِذا أَصابته النجاسة . وفي حديث ابن عمر : من حَلَف على يمين فيها إِصْر فلا كفارة لها ؛ يقال : إِن الإِصْرَ أَنْ يَحْلف بطلاق أَو عَتاق أَو نَذْر . وأَصل الإِصْر : الثِّقْل والشَّدُّ لأَنها أَثْقَل الأَيمان وأَضْيَقُها مَخْرَجاً ؛ يعني أَنه يجب الوفاء بها ولا يُتَعَوَّضُ عنها بالكفارة . والعَهْدُ يقال له : إِصْر . وفي الحديث عن أَسلم بن أَبي أَمامَة ، قال :، قال رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم : من غَسَّلَ يوم الجمعة واغْتَسلَ وغدا وابْتَكر ودَنا فاستْمَع وأَنْصَت كان له كِفْلانِ من الأَجْر ، ومن غَسّل واغْتسل وغدا وابْتَكر ودنا ولَغَا كان له كِفْلانِ مِنَ الإِصْر ؛ قال شمر : في الإِصْر إثْمُ العَقْد إذا ضَيَّعَه . وقال ابن شميل : الإصْرُ العهد الثقيلُ ؛ وما كان عن يمين وعَهْد ، فهو إِصْر ؛ وقيل : الإِصْرُ الإِثْمُ والعقوبةُ لِلَغْوِه وتَضْييِعهِ عَمَلَه ، وأَصله من الضيق والحبس . يقال : أَصَرَه يَأْصِرُه إِذا حَبَسه وضَيَّقَ عليه . والكِفْلُ : النصيب ؛ ومنه الحديث : من كَسَب مالاً من حَرام فَأَعْتَقَ منه كان ذلك عليه إِصْراً ؛ ومنه الحديث الآخر : أَنه سئل عن السلطان ، قال : هو ظلُّ الله في الأَرض فإِذا أَحسَنَ فله الأَجرُ وعليكم الشُّكْر ، وإِذا أَساءَ فعليه الإِصْرُ وعليكم الصَّبْر . وفي حديث ابن عمر : من حلف على يمين فيها إِصْر ؛ والإِصر : الذَّنْب والثَّقْلُ ، وجمعه آصارٌ . والإِصارُ : الطُّنُبُ ، وجمعه أُصُر ، على فُعُل . والإِصارُ : وَتِدٌ قَصِيرُ الأَطْنَابِ ، والجمع أُصُرٌ وآصِرَةٌ ، وكذلك الإِصارَةُ والآصِرَةُ . والأَيْصَرُ : جُبَيْلٌ صغير قَصِير يُشَدُّ به أَسفَلُ الخباء إِلى وَتِدٍ ، وفيه لغةٌ أَصارٌ ، وجمع الأَيْصَر أَياصِرُ . والآصِرَةُ والإِصارُ : القِدُّ يَضُمُّ عَضُدَيِ الرجل ، والسين فيه لغة ؛ وقوله أَنشده ثعلب عن ابن الأَعرابي : لَعَمْرُكَ لا أَدْنُو لِوَصْلِ دَنِيَّةِ ، ولا أَتَصَبَّى آصِراتِ خَلِيلِ فسره فقال : لا أَرْضَى من الوُدّ بالضعيف ، ولم يفسر الآصِرَةَ . قال ابن سيده : وعندي أَنه إِنما عنى بالآصرة الحَبْلَ الصغير الذي يُشدّ به أَسفلُ الخِباء ، فيقول : لا أَتعرّض لتلك المواضع أَبْتَغي زوجةَ خليل ونحو ذلك ، وقد يجوز أَن يُعَرِّضَ به : لا أَتَعَرَّضُ لمن كان من قَرابة خليلي كعمته وخالته وما أَشبه ذلك . الأَحمر : هو جاري مُكاسِري ومُؤَاصِري أَي كِسْرُ بيته إِلى جَنْب كِسْر بيتي ، وإِصارُ بيتي إِلى جنب إِصار بَيْته ، وهو الطُّنُبُ . وحَيٌّ مُتآصِرُون أَي متجاورون . ابن الأَعرابي : الإِصْرانِ ثَقْبَا الأُذنين ؛
وأَنشد : إِنَّ الأُحَيْمِرَ ، حِينَ أَرْجُو رِفْدَه غَمْراً ، لأَقْطَعُ سَيِّءُ الإِصْرانِ جمع على فِعْلان . قال : الأَقْطَعُ الأَصَمُّ ، والإِصرانُ جمع إِصْرٍ . والإِصار : ما حواه المِحَشُّ من الحَشِيش ؛ قال الأَعشى : فَهذا يُعِدُّ لَهُنَّ الخَلا ، ويَجْمَعُ ذا بَيْنَهُنَّ الإِصارا والأَيْصَر : كالإِصار ؛
قال : تَذَكَّرَتِ الخَيْلُ الشِّعِيرَ فَأَجْفَلَتْ ، وكُنَّا أُناساً يَعْلِفُون الأَياصِرا ورواه بعضهم : الشعير عشية . والإِصارُ : كِساء يُحَشُّ فيه . وأَصَر الشيءَ يأْصِرُه أَصْراً : حبسه ؛ قال ابن الرقاع : عَيْرانَةٌ ما تَشَكَّى الاَّصْرَ والعَمَلا وكَلأٌ آصِرٌ : حابِس لمن فيه أَو يُنْتَهَى إِليه من كثرته . الكسائي : أَصَرني الشيءُ يأْصِرُني أَي حبسني . وأَصَرْتُ الرجلَ على ذلك الأَمر أَي حبسته . ابن الأَعرابي : أَصَرْتُه عن حاجته وعما أَرَدْتُه أَي حبسته ، والموضعُ مَأْصِرٌ ومأْصَر ، والجمع مآصر ، والعامة تقول معاصر . وشَعَرٌ أَصِير : مُلْتَفٌّ مجتمع كثير الأَصل ؛ قال الراعي : ولأَتْرُكَنَّ بحاجِبَيْكَ عَلامةً ، ثَبَتَتْ على شَعْرٍ أَلَفَّ أَصِيرِ وكذلك الهُدْب ، وقيل : هو الطَّويلُ الكثيف ؛
قال : لِكُلِّ مَنامَةٍ هُدْبٌ أَصِيرُ المنامة هنا : القَطِيفةُ يُنام فيها . والإِصارُ والأَيْصَر : الحشيش المجتمع ، وجمعه أَياصِر . والأَصِيرُ : المتقارب . وأْتَصَر النَّبْتُ ائْتِصاراً إِذا الْتَفَّ . وإِنَّهم لَمُؤْتَصِرُو العَدَدِ أَي عددهم كثير ؛ قال سلمة بن الخُرْشُب يصف الخيل : يَسُدُّونَ أَبوابَ القِبابِ بِضُمَّر إلى عُنُنٍ ، مُسْتَوثِقاتِ الأَواصِرِ يريد : خيلاً رُبِطَتْ بأَفنيتهم . والعُنُنُ : كُنُفٌ سُتِرَتْ بها الخيلُ من الريح والبرد . والأَواصِرُ : الأَواخي والأَواري ، واحِدَتُها آصِرَة ؛ وقال آخر : لَها بالصَّيْفِ آصِرَةٌ وَجُلٌّ ، وسِتٌّ مِنْ كَرائِمِها غِرارُ وفي كتاب أَبي زيد : الأَباصِرُ الأَكْسِيَة التي مَلَؤُوها من الكَلإِ وشَدُّوها ، واحِدُها أَيْصَر . وقال : مَحَشٌّ لا يُجَزُّ أَيْصَرُه أَي من كثرته . قال الأَصمعي : الأَيْصَرُ كساء فيه حشيش يقال له الأَيْصَر ، ولا يسمى الكساءُ أَيْصَراً حين لا يكونُ فيه الحَشِيش ، ولا يسمى ذلك الحَشِيشُ أَيْصَراً حتى يكون في ذلك الكساء . ويقال : لفلان مَحَشٌّ لا يُجَزُّ أَيصره أَي لا يُقْطَع . والمَأْصِر : محبس يُمَدُّ على طريق أَو نهر يُؤْصَرُ به السُّفُنُ والسَّابِلَةُ أَي يُحْبَس لتؤخذ منهم العُشور . "
المعجم: لسان العرب
شرك
" الشِّرْكَةُ والشَّرِكة سواء : مخالطة الشريكين . يقال : اشترَكنا بمعنى تَشارَكنا ، وقد اشترك الرجلان وتَشارَكا وشارَك أَحدُهما الآخر ؛ فأَما قوله : عَلى كُلِّ نَهْدِ العَصْرَيَيْنِ مُقَلِّصٌ وجَرْداءَ يَأْبى رَبُّها أَن يُشارَكا فمعناه أَنه يغزو على فرسه ولا يدفعه إلى غيره ، ويُشارَك يعني يشاركه في الغنيمة . والشَّريكُ : المُشارِك . والشِّرْكُ : كالشَّريك ؛ قال المُسَيِّب أَو غيره : شِرْكاً بماء الذَّوْبِ يَجْمَعهُ في طَوْد أَيْمَنَ ، في قُرى قَسْرِ والجمع أَشْراك وشُرَكاء ؛ قال لبيد : تَطيرُ عَدائدُ الأشراكِ شَفْعاً ووِتْراً ، والزَّعامَةُ للغُلام ؟
قال الأَزهري : يقال شَريك وأَشْراك كما يقال يتيم وأَيتام ونصير وأَنصار ، وهو مثل شريف وأَشراف وشُرفاء . والمرأة شَريكة والنساء شَرائك . وشاركت فلاناً : صرت شريكه . واشْتركنا وتَشاركنا في كذا وشَرِكْتُه في البيع والميراث أَشْرَكُه شَرِكةً ، والإسم الشِّرْك ؛ قال الجعدي : وشارَكْنا قُرَيْشاً في تُقاها ، وفي أَحْسابها شِرْكَ العِنان والجمع أَشْراك مثل شِبْر وأَشبار ، وأَنشد بيت لبيد . وفي الحديث : من أَعتق شِرْكاً له في عبد أَي حصة ونصيباً . وفي حديث معاذ : أَنه أَجاز بين أَهل اليمن الشِّرْكَ أَي الإشتراكَ في الأرض ، وهو أن يدفعها صاحبها إلى آخر بالنصف أو الثلث أو نحو ذلك . وفي حديث عمر بن عبد العزيز : إن الشِّركَ جائز ، هو من ذلك ؛ قال : والأشْراكُ أَيضاً جمع الشِّرْك وهو النصيب كما يقال قِسْمٌ وأقسام ، فإن شئت جعلت الأَشْراك في بيت لبيد جمع شريك ، وإن شئت جعلته جمع شِرْك ، وهو النصيب . ويقال : هذه شَرِيكَتي ، وماء ليس فيه أَشْراك أَي ليس فيه شُركاء ، واحدهما شِرْك ، قال : ورأَيت فلاناً مُشتركاً إذا كان يُحَدِّث نفسه أن رأيه مُشْتَرَك ليس بواحد . وفي الصحاح : رأيت فلاناً مُشْتَرَكاً إذا كان يحدِّث نفسه كالمهموم . وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : الناسُ شُرَكاء في ثلاث : الكَلإ والماء والنار ؛ قال أَبو منصور : ومعنى النار الحَطَبُ الذي يُستوقد به فيقلع من عَفْوِ البلاد ، وكذلك الماء الذي يَنْبُع والكلأُ الذي مَنْبته غير مملوك والناس فيه مُسْتَوُون ؛ قال ابن الأثير : أَراد بالماء ماء السماء والعيون والأَنهار الذي لا مالك له ، وأراد بالكلإِ المباحَ الذي لا يُخَصُّ به أَحد ، وأَراد بالنار الشجَر الذي يحتطبه الناس من المباح فيوقدونه ؛ وذهب قوم إلى أن الماء لا يملك ولا يصح بيعه مطلقاً ، وذهب آخرون إلى العمل بظاهر الحديث في الثلاثة ، والصحيح الأول ؛ وفي حديث أم معبد : تَشارَكْنَ هَزْلى مُخُّهنَّ قَليلُ أَي عَمَّهنَّ الهُزال فاشتركن فيه . وفَريضة مُشتَرَكة : يستوي فيها المقتسمون ، وهي زوج وأُم وأَخوان لأم ، وأخوان لأَب وأُم ، للزوج النصف ، وللأم السدس ، وللأخوين للأم الثلث ، ويَشْرَكُهم بنو الأب والأُم لأن الأَب لما سقط سقط حكمه ، وكان كمن لم يكن وصاروا بني أم معاً ؛ وهذا قول زيد . وكان عمر ، رضي الله عنه ، حكم فيها بأن جعل الثلث للإخوة للأُم ، ولم يجعل للإخوة للأَب والأُم شيئاً ، فراجعه الإخوة للأَب والأُم وقالوا له : هب أَن أَبانا كان حماراً فأَشْرِكْنا بقرابة أُمنا ، فأَشَرَكَ بينهم ، فسميت الفريضةُ مُشَرَّكةً ومُشَرَّكةً ، وقال الليث : هي المُشْتَرَكة . وطريق مُشْتَرَك : يستوي فيه الناس . واسم مُشْتَرَك : تشترك فيه معان كثيرة كالعين ونحوها فإنه يجمع معاني كثيرة ؛ وقوله أنشده ابن الأَعرابي : ولا يَسْتَوِي المَرْآنِ : هذا ابنُ حُرَّةٍ ، وهذا ابنُ أُخُرى ، ظَهْرُها مُتَشَرَّكُ فسره فقال : معناه مُشْتَرَك . وأَشْرَك بالله : جعل له شَريكاً في ملكه ، تعالى الله عن ذلك ، والإسم الشِّرْكُ . قال الله تعالى حكاية عن عبده لقمان أنه ، قال لإبنه : يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بالله إن الشِّرْكَ لَظُلم عظيم . والشِّرْكُ : أَن يجعل لله شريكاً في رُبوبيته ، تعالى الله عن الشُّرَكاء والأنداد ، وإِنما دخلت التاء في قوله لا تشرك بالله لأن معناه لا تَعْدِلْ به غيره فتجعله شريكاً له ، وكذلك قوله تعالى : وأَن تُشْرِكوا بالله ما لم يُنَزِّل به سُلْطاناً ؛ لأن معناه عَدَلُوا به ، ومن عَدَلَ به شيئاً من خَلقه فهو كافرّ مُشرِك ، لأن الله وحده لا شريكَ له ولا نِدَّ له ولا نَديدَ . وقال أَبو العباس في قوله تعالى : والذين هم مُشْرِكون ؛ معناه الذين هم صاروا مشركين بطاعتهم للشيطان ، وليس المعنى أنهم آمنوا بالله وأَشركوا بالشيطان ، ولكن عبدوا الله وعبدوا معه الشيطان فصاروا بذلك مُشْركين ، ليس أَنهم أَشركوا بالشيطان وآمنوا بالله وحده ؛ رواه عنه أَبو عُمر الزاهد ، قال : وعَرَضَه على المُبرِّد فقال مُتْلَئِبٌّ صحيح . الجوهري : الشِّرْك الكفر . وقد أَشرك فلان بالله ، فهو مُشْرِك ومُشْرِكيٌّ مثل دَوٍّ ودَوِّيٍّ وسَكٍّ وسَكِّيّ وقَعْسَرٍ قَعْسَريّ بمعنى واحد ؛ قال الراجز : ومُشْرِكِيٍّ كافرٍ بالفُرْقِ أَي بالفُرقان . وفي الحديث : الشّرْك أَخْفَى في أُمتي من دبيب النمل ؛ قال ابن الأثير : يريد به الرياء في العمل فكأنه أشرك في عمله غير الله ؛ ومنه قوله تعالى : ولا يُشْرِكْ بعبادة ربه أَحداً . وفي الحديث : من حلف بغير الله فقد أَشْرَك حيث جعل ما لا يُحْلَفُ به محلوفاً به كاسم الله الذي به يكون القَسَم . وفي الحديث : الطِّيَرةُ شِرْكٌ ولكنّ الله يذهبه بالتوكل ؛ جعل التَطَيُّرَ شِرْكاً به في اعتقاد جلب النفع ودفع الضرر ، وليس الكفرَ بالله لأنه لو كان كفراً لما ذهب بالتوكل . وفي حديث تَلْبية الجاهلية : لبيك لا شريك لك إلاَّ شريك هُوَ لك تملكه وما مَلكَ ، يَعْنون بالشريك الصنم ، يريدون أَن الصنم وما يملكه ويختص به من الآلات التي تكون عنده وحوله والنذور التي كانوا يتقرّبون بها إليه كلها ملك لله عز وجل ، فذلك معنى قوله تملكه وما ملك . قال محمد بن المكرم : اللهم إنا نسألك صحة التوحيد والإخلاص في الإيمان ، أنظر إلى هؤلاء لم ينفعهم طوافهم ولا تلبيتهم ولا قولهم عن الصنم هُوَلَكَ ، ولا قولهم تملك وما مع تسميتهم الصنم شريكاً ، بل حَبِطَ عَمَلهُم بهذه التسمية ، ولم يصح لهم التوحيد مع الإستثناء ، ولا نفعتهم معذرتهم بقولهم : إلا ليقرّبونا إلى الله زُلْفى ، وقوله تعالى : وأَشْرِكْهُ في أَمْري ؛ أَي اجعله شريكي فيه . ويقال في المُصاهرة : رَغِبْنا في شِرككم وصِهْرِكم أَي مُشاركتكم في النسب . قال الأَزهري : وسمعت بعض العرب يقول : فلان شريك فلان إذا كان متزوجاً بابنته أَو بأُخته ، وهو الذي تسميه الناس الخَتَنَ ، قال : وامرأة الرجل شَرِيكَتُه وهي جارته ، وزوجها جارُها ، وهذا يدل على أَن الشريك جار ، وأَنه أَقرب الجيران . وقد شَرِكه في الأَمر بالتحريك ، يَشْرَكُه إذا دخل معه فيه وأَشْرَكه معه فيه . وأَشْرَك فلانٌ فلاناً في البيع إذا أَدخله مع نفسه فيه . واشْتَرَكَ الأَمرُ : التبس . والشَّرَكُ : حبائل الصائد وكذلك ما ينصب للطير ، واحدته شَرَكَة وجمعها شُرُكٌ ، وهي قليلة نادرة . وشَرَكُ الصائد : حبالَتَه يَرْتَبِك فيها الصيد . وفي الحديث : أَعوذ بك من شر الشيطان وشِرْكِه أي ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى ، ويروى بفتح الشين والراء ، أَي حَبائله ومَصايده ، واحدتها شَرَكَة . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : كالطير الحَذِر يَرى أَن له في كل طريق شَرَكاً . وشَرَكُ الطريق : جَوادُّه ، وقيل : هي الطُّرُقُ التي لا تخفى عليك ولا تَسْتَجْمِعُ لك فأنت تراها وربما انقطعت غير أَنها لا تخفى عليك ، وقيل : هي الطُّرق التي تخْتَلجُ ، والمعنيان متقاربان ، واحدته شَرَكَة . الأصمعي : الْزَمْ شَرَك الطريق وهي أَنْساع الطريق ، الواحدة شَرَكَة ، وقال غيره : هي أَخاديد الطريق ومعناهما واحد ، وهي ما حَفَرَت الدوابُّ بقوائمها في متن الطريق شَرَكَة ههنا وأُخرى بجانبها . شمر : أُمُّ الطريق مَعْظَمُه ، وبُنَيَّاتُه أَشْراكُه صِغارٌ تتشعب عنه ثم تنقطع . الجوهري : الشَّرَكة معظم الطريق ووسطه ، والجمع شَرَك ؛ قال ابن بري : شاهده قول الشَّمَّاخ : إذا شَرَكُ الطريقِ تَوَسَّمَتْهُ ، بخَوْصاوَيْنِ في لُحُجٍ كَنِينِ وقال رؤبة : بالعِيسِ فَوْقَ الشَّرَكِ الرِّفاضِ والكلأُ في بني فلان شُرُكٌ أَي طرائق ، واحدها شِراك . وقال أَبو حنيفة : إذا لم يكن المرعى متصلاً وكان طرائق فهو شُرُكٌ . والشِّراكُ : سير النعل ، والجمعُ شُرُك . وأَشْركَ النعلَ وشَرَّكها : جعل لها شِراكاً ، والتَّشْرِيك مثله . ابن بُزُرْج : شَرِكَت النعلُ وشَسِعَتْ وزَمَّتْ إذا انقطع كل ذلك منها . وفي الحديث : أَنه صلى الظهر حين زالت الشمس وكان الفَيْءُ بقدر الشِّراكِ ؛ هو أَحد سُيور النعل التي تكون على وجهها ؛ قال ابن الأَثير : وقدره ههنا ليس على معنى التحديد ، ولكن زوال الشمس لا يبين إلا بأقل ما يُرى من الظل ، وكان حينئد بمكة ، هذا القَدْر والظل يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة وإنما يبين ذلك في مثل مكة من البلاد التي يَقِلّ فيها الظل ، فإذا كان أَطول النهار واستوت الشمس فوق الكعبة لم يُرَ لشيء من جوانبها ظلّ ، فكل بلد يكون أقرب إلى خط الاستواء ومُعْتَدل النهار يكون الظل فيه أَقصر ، وكلما بَعُدَ عنهما إلى جهة الشَّمال يكون الظل فيه أَطول . ولطْمٌ شُرَكِيّ : متتابع . يقال : لطمه لطْماً شُرَكِيّاً ، بضم الشين وفتح الراء ، أَي سريعاً متتابعاً كلَطْمِ المُنْتَقِشِ من البعير ؛ قال أَوس بن حَجَر : وما أنا إلا مُسْتَعِدٌّ كما تَرى ، أَخُو شُرَكيّ الوِرْدِ غَيْرُ مُعَتِّمِ أَي وِرْد بعد وِرْدٍ متتابع ؛ يقول : أَغْشاك بما تكره غير مُبْطِئ بذلك . ولطمه لطمَ المُنْتَفِش وهو البعير تدخل في يده الشوكة فيضرب بها الأرض ضرباً شديداً ، فهو مُنْتَقِش . والشُّرَكِيّ والشُّرَّكِيُّ ، بتخفيف الراء وتشديدها : السريع من السير . وشِرْكٌ : اسم موضع ؛ قال حسان بن ثابت : إذا عَضَلٌ سِيقَت إلينا كأنَّهم جِدايَةُ شِرْكٍ ، مُعْلَماتُ الحَواجِب ابن بري : وشَرْكٌ اسم موضع ؛ قال عُمارة : هل تَذكُرون غَداةَ شَرْك ، وأَنتُمُ مثل الرَّعيل من النَّعامِ النَّافِرِ ؟ وبنو شُرَيْك : بطنٌ . وشَريك : اسم رجل . "