وصف و معنى و تعريف كلمة أيكذبان:


أيكذبان: كلمة تتكون من سبع أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ نون (ن) و تحتوي على ألف همزة (أ) و ياء (ي) و كاف (ك) و ذال (ذ) و باء (ب) و ألف (ا) و نون (ن) .




معنى و شرح أيكذبان في معاجم اللغة العربية:



أيكذبان

جذر [كذب]



معنى أيكذبان في قاموس معاجم اللغة

معجم الغني
**كَذِبٌ** - [ك ذ ب].(مص. كَذَبَ). "أَقْوَالُهُ كَذِبٌ فِي كَذِبٍ" : مُخَالِفَةٌ لِلْحَقِيقَةِ وَالأَمْرِ الوَاقِعِ. "حَبْلُ الكَذِبِ قَصِيرٌ".


معجم الغني
**كَذَّبَ** - [ك ذ ب]. (ف: ربا. لازمتع. م. بحرف).** كَذَّبَ**،** يُكَذِّبُ**، مص. تَكْذِيبٌ، كِذَّابٌ. 1. "كَذَّبَ أَقْوَالَهُ" : اِعْتَبَرَهَا كَذِباً، غَيْرَ صَحِيحَةٍ، خِلاَفَ الوَاقِعِ. 2. "كَذَّبَهُ" : نَسَبَهُ إِلَى الكَذِبِ. 3. "كَذَّبَ نَفْسَهُ" : اِعْتَرَفَ بِأَنَّهُ كَذِبَ. "لاَ أَثِقُ بِحُكْمِ نَفْسِي حَتَّى يُؤَيِّدَ النَّاسُ ظَنِّي أَوْ يُكَذِّبُوهُ". (أ. أمين). 4. "كَذَّبَ بِالأَمْرِ" : أَنْكَرَهُ وَجَحَدَهُ. ¨**![الأنعام آية 66]**** وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ**! (قرآن). 5. "كَذَّبَ عَنْ أَمْرٍ أَرَادَهُ" : أَحْجَمَ. 6. "مَا كَذَّبَ أَنْ فَعَلَ كَذَا" : أَيْ مَا لَبِثَ وَلاَ أَبْطَأَ.
معجم الغني


**كَذَبَ** - [ك ذ ب]. (ف: ربا. لازمتع).** كَذَبَ**،** يَكْذِبُ**، مص. كَذِبٌ،كِذْبٌ، كَذْبَةٌ، كِذَّابٌ. 1. "كَذَبَ الرَّجُلُ" : أَخْبَرَ بِعَكْسِ مَا حَدَثَ. 2. "كَذَبَتِ العَـيْنُ" : خَانَهَا حِسُّهَا. 3. "كَذَبَتْهُ عَيْنُهُ" : أَرَتْهُ مَا لاَحَقِيقَـةَ لَهُ. 4. "كَذَبَتْهُ نَفْسُهُ" : حَدّثَتْهُ بِالأَمَانِي البَعِيدَةِ. 5. "كَذَبَ الْحُلْمُ": لَمْ يَصْدُقْ. 6. "كَذَبَ البَرْقُ" : لَمْ يَصْحَبْ مَعَهُ مَطَراً. 7. "كَذَبَهُ الْحَدِيثَ" : نَقَلَ إِلَيْهِ الكَذِبَ.
معجم اللغة العربية المعاصرة
كذوب [ مفرد ] : ج كذب : صيغة مبالغة من كذب / كذب على : كثير الكذب إن كنت كذوبا فكن ذكورا [ مثل ] : يضرب لمن يكذب ثم ينسى ما قال فيحدث بخلاف ما ذكره آنفا - { إن الله لا يهدي من هو كذوب كفور } [ ق ] .


معجم اللغة العربية المعاصرة
كذاب [ مفرد ] : مصدر كذب / كذب على وكذب / كذب بـ .
معجم اللغة العربية المعاصرة
كذاب [ مفرد ] : 1 - صيغة مبالغة من كذب / كذب على : كثير الكذب { وقال الكافرون هذا ساحر كذاب } . 2 - زائف جوهر كذاب .


معجم اللغة العربية المعاصرة
كذبة [ مفرد ] : ج كذبات ( لغير المصدر ) : 1 - مصدر كذب / كذب على . 2 - فرية ، خبر كاذب ° كذبة إبريل : قول غير صادق أو مخالف للواقع يتعابث به الناس في أول شهر إبريل من كل سنة ، ويقال لها سمكة إبريل أيضا .


معجم اللغة العربية المعاصرة
كذب [ مفرد ] : مصدر كذب / كذب على ° كذب في كذب : ليس سوى كذب ، خداع .
معجم اللغة العربية المعاصرة
كذب [ مفرد ] : 1 - مصدر كذب / كذب على . 2 - قول يخالف الحقيقة مع العلم بها عمود الكذب البهتان - إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور [ حديث ] - { وإن يك كاذبا فعليه كذبه } ° أجنحة الكذب قصيرة - حبل الكذب قصير : لا يدوم وسرعان ما ينكشف - هذا كذب صراح .


معجم اللغة العربية المعاصرة
كذاب [ مفرد ] : مصدر كاذب وكذب / كذب على .
معجم اللغة العربية المعاصرة
تكذيب [ مفرد ] : 1 - مصدر كذب / كذب بـ . 2 - تصريح يثبت عدم صحة خبر أو ينفي حدوث أمر نشرت المجلة تكذيبا لما نسبته إلى أحد الأشخاص في عددها السابق - تكذيب نبأ / اتهام .
معجم اللغة العربية المعاصرة
أكذوبة [ مفرد ] : ج أكاذيب : خبر كاذب أو ملفق أو مختلق .
معجم اللغة العربية المعاصرة
كاذب [ مفرد ] : ج كاذبون وكذبة وكذاب وكذب ، مؤ كاذبة ، ج مؤ كاذبات وكواذب : 1 - اسم فاعل من كذب / كذب على . 2 - خاطئ وخادع بلاغ / أمل / قمر كاذب - قد يزهر المجد الكاذب لكنه لا يثمر [ مثل أجنبي ] : يماثله في المعنى المثل العربي : للباطل جولة ثم يضمحل ° الفجر الكاذب : سمي بذلك ؛ لظهور نوره ثم ذهابه - جنين كاذب : كتلة لحمية غير طبيعية في الرحم - حمل كاذب : حالة نفسية وجسدية حيث تظهر أعراض الحمل دون حصوله - يمين كاذبة .
معجم اللغة العربية المعاصرة
كاذب يكاذب ، مكاذبة وكذابا ، فهو مكاذب ، والمفعول مكاذب• كاذب الرجل خصمه : كذب كل منهما الآخر ولم يصدقه .
معجم اللغة العربية المعاصرة
تكاذب يتكاذب ، تكاذبا ، فهو متكاذب• تكاذب القوم : كذب بعضهم على بعض .
معجم اللغة العربية المعاصرة
أكذب يكذب ، إكذابا ، فهو مكذب ، والمفعول مكذب• أكذب فلانا : بين كذبه ، نسبه إلى الكذب أكذب نفسه : اعترف بأنه كذب في قوله السابق - { فإنهم لا يكذبونك } [ ق ] ° ما أكذبه! : ما أكثر كذبه .
معجم اللغة العربية المعاصرة
كذب / كذب على يكذب ، كذبا وكذبا وكذابا وكذبة وكذابا ، فهو كاذب ، والمفعول مكذوب ( للمتعدي ) • كذب الشخص : 1 - أخبر عن الشيء بخلاف ما هو عليه في الواقع ، عكسه صدق من كذب في حبه صدق في كرهه - لا يكذب المرء إلا من مهانته . . . أو عادة السوء أو من قلة الأدب - { وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين } - { إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار } - { وكذبوا بآياتنا كذابا } ° كذبت العين : أرت مالا حقيقة له وخانها حسها - كذب البرق : خدع وأضل ، ولم يتحقق ما ينبئ عنه وما يرجى منه . 2 - أخطأ كذب الأمل / الرأي / الظن / العين - { ما كذب الفؤاد ما رأى } . 3 - مكر وكفر . • كذب فلانا الحديث / كذب على فلان : أخبره بخلاف الواقع { ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون } - { وقعد الذين كذبوا الله ورسوله } ° كذبت فلانا نفسه : حدثته بالأماني البعيدة - كذبتك عينك : أرتك ما لا حقيقة له .
معجم اللغة العربية المعاصرة
تكذيب [مفرد]: 1- مصدر كذَّبَ/ كذَّبَ بـ. 2- تصريح يُثبت عدمَ صحَّة خبر أو ينفي حدوثَ أمر "نشرت المجلَّة تكذيبًا لما نسبته إلى أحد الأشخاص في عددها السّابق- تكذيب نبأ/ اتّهام".
معجم اللغة العربية المعاصرة
تكاذبَ يتكاذب، تَكاذُبًا، فهو مُتكاذِب • تكاذب القومُ: كذَب بعضُهم على بعض.
معجم اللغة العربية المعاصرة
أكذبَ يُكذب، إكذابًا، فهو مُكْذِب، والمفعول مُكْذَب • أكذَب فلانًا: بيَّن كِذْبه، نسبه إلى الكذب "أكذب نفسَه: اعترف بأنه كذَب في قوله السابق- {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكْذِبُونَكَ} [ق]"| ما أكْذَبه!: ما أكثر كذبه.
معجم اللغة العربية المعاصرة
كذب / كذب بـ يكذب ، تكذيبا وكذابا ، فهو مكذب ، والمفعول مكذب ( للمتعدي ) • كذب السلاح : تعطل ، لم تنطلق قذيفته . • كذب الشاهد : خطأه زاعما أنه لم يقل الحق ، أو نسبه إلى الكذب كذب الخبر : زعم أنه مخالف للحقيقة - كذب نفسه : اعترف بأنه كذب في قوله السابق - { إن كل إلا كذب الرسل } ° تكذيب رسمي : تصريح يثبت عدم صحة خبر أو ينفي حدوث أمر . • كذب بالأمر : أنكره وجحده { وكذبوا بآياتنا كذابا } .
المعجم الوسيط
ـِ كَذِباً، وكِذْباً، وكِذَاباً: أخبر عن الشيء بخلاف ما هو عليه في الواقع. وـ عليه: أخبر عنه بما لم يكن فيه. وـ أخطأ. يقال: كذب الظنّ، والسّمْع، والعين، والرأي. وـ الشيءُ: لم يتحقَّق ما يبنى عنه وما يرجى منه. يقال: كذب البرق والطمع. وـ فلاناً: أخبره بالكذب. ويقال: كذبه الحديث. ويقال: كذبت فلاناً نفسه: حدَّثته بالأماني البعيدة. ويقال: كذب نفسه، وكذبته عينه: أرته ما لا حقيقة له. فهو كاذب. ( ج ) كُذّب. وهي كاذبة. ( ج ) كواذب.( أكْذَبَه ): وجده كاذباً. وـ بيّن كَذِبَه. وـ حمله على الكذب.( كاذَبْت ) فلاناً، مُكاذَبَة، وكِذَاباً: كذَّبْته وكَذَّبَني.( كَذَّبَ ) بالأمر تكذيباً، وكِذَّاباً: أنكره. وفي التنزيل العزيز: {وكذَّب به قومك وهو الحق}، وفيه: {وكذَّبوا بآياتنا كِذَّاباً}. وـ عن أمر أراده: أحجم. ويقال: حمل عليه فما كَذَّبَ: ما انثنى وما جبُن. ويقال: كذَّب السِّلاح: لم تنطلق قذيفته. ويقال: ما كذَّب أن فعل كذا: ما لبث ولا أبطأ. وـ فلاناً: نسبه إلى الكذب، أوقال له كذبت.( تَكَاذَبوا ): كذب بعضهم على بعض.( تَكَذَّبَ ): تكلَّف الكذب. وـ فلاناً وعليه: زعم أنَّه كاذب.( الأُكْذُوبة ): الخبر الكاذب. ( ج ) أكاذيب.( التَّكاذِيب ): تكاذيب العرب: أساطيرها، وخرافاتها.( الكَاذِبَة ): اسم يوضع موضع المصدر. كالعاقبة، والعافية، والباقية. وـ النَّفْس. ( ج ) كواذب.( الكَذِب ): خلاف الصِّدق.( الكَذْبَة ): المَرَّة من الكَذِب. وكَذْبَة أبريل: أُكْذُوبة يتعابث بها بعض الناس في أوَّل هذا الشهر من كلِّ سنة. ( محدثة ). ويقال لها: سمكة أبريل أيضاً.( الكَذَّاب ): كثير الكذب. وجوهر كذَّاب: زائف.( الكَذُوب ): الكَذَّاب. وفي المثل: ( إن كنْت كَذُوباً فكُنْ ذَكُوراً ). ( ج ) كُذُب.
مختار الصحاح
ك ذ ب : كَذَبَ يكذب بالكسر كِذْبا وكَذِبا بوزن علم وكتف فهو كاذِبٌ و كَذّابٌ و كَذُوبٌ و كَيْذُبانٌ بضم الذالِ و مَكْذَبانٌ بفتح الذال و مَكْذَبانةٌ بفتحها أيضا و كُذَبةٌ كهمزة و كُذُبْذُبٌ بضم الكاف والذالين مخففا وقد تشدد ذاله الأولى فيقال ُكُّذَبْذُبٌ و الكُذَّبُ جمع كاذِبس كراكع وركع و التَّكاذُبُ ضد التصادق و الكُذُبُ بضمتين جمع كَذُوبٍ كصبور وصبر وقرأ بعضهم { لما تصف ألسنتكم الكذب } جعله نعتا للألسنة و الأُكْذُوبَةُ الكَذِبُ و أكْذَبَهُ جعله كاذبا و كَذَّبَهُ أي قال له كذبت وقال الكسائي أكْذَبَهُ أخبر أنه جاء بالكذب ورواه و كَذَّبَه أكبر أنه كاذب وقال ثعلب هما بمعنى واحد وقد يكون أكذبه بمعنى بين كذبه وقد يكون بمعنى حمله على الكذب وبمعنى وجده كاذبا وقوله تعالى { كِذَّاباً } أحد مصادر فعل بالتشديد ويجيء أيضا على التفعيل كالتكليم وعلى التفعلة كالتوصية وعلى المفعل كقوله تعالى { ومزقناهم كل ممزق } وقوله تعالى { ليس لوقت عتها كاذبة } هي اسم وضع موضع المصدر كالعاقبة والعافية والباقية قال الله تعالى { فهل ترى لهم من باقية } أي من بقاء و كَذَبَ قد يكون بمعنى وجب وفي الحديث { ثلاثة أسفار كذبن عليكم } وجاء عن عمر رضي الله عنه { كذب عليكم الحج } أي وجب وتمام بيانه في الأصل و تَكّذَّبَ فلان إذا تكلف الكذب و كَذَبَ لبن الناقة أي ذهب
الصحاح في اللغة
كَذَبَ كِذْباً وكَذِباً، فهو كاذب وكذّابٌ وكَذوب، وكيذُبانٌ ومَكْذَبان ومَكْذَبانَةٌ، وكُذَبَةٌ، وكُذُبْذُبٌ مخفف، وقد يشدد. والكُذَّبُ: جمع كاذب. قال الشاعر: متى يَقُلْ تنفع الأقوامَ قَـوْلَـتُـهُ   إذا اضمحلَّ حديث الكُذَّبِ الوَلَعَهْ والتكاذب: ضد التصادق. والكُذُبُ: جمع كَذوبٍ. والأكْذوبة: الكَذِبُ. وأكْذَبْتُ الرجلَ: ألفَيْتُه كاذباً؛ وكذَّبته، إذا قلتَ له كَذَبْتَ. قال الكسائي: أكْذَبْتُهُ، إذا أخْبَرْتَ أنه جاء بالكذب ورواه. وكَذَّبْتُهُ، إذا أخبرتَ أنه كاذب. وقال ثعلب: أكْذَبَهُ وكَذَّبَه بمعنى. وقد يكون أكْذَبَهُ بمعنى بَيَّنَ كَذِبَه، وقد يكون بمعنى حَمَله على الكذب، وبمعنى وجَدَه كاذباً. وقوله تعالى: "وكَذَّبوا بآياتنا كِذَّاباً"، وهو أحد مصادر المشدَّد. وقوله تبارك وتعالى: "ليس لِوَقْعَتها كاذِبَةٌ" هو اسمٌ يوضع موضع المصدر. وقولهم: إن بني فلانٍ ليس لحدِّهم مكذوبة أي كَذِبٌ. وكَذَبَ قد يكون بمعنى وَجَبَ. وفي الحديث: "ثلاثة أسفار كَذَبْنَ عليكم" قال ابن السكيت: كأن كَذَبَ ههنا إغراءٌ، أي عليكم به. كما يقال أمكنَك الصَيْدُ، يريد ارْمِهِ. قال الشاعر: كَذَبَ العتيقُ وماءُ شَنٍّ بـاردٍ   إن كنتِ سائِلتي غَبوقاً فاذهبي يقول: عليكِ العتيقَ. وتقول: ما كَذَّبَ فلانٌ أن فَعَل كذا، أي ما لبث. وتَكَذَّبَ فلانٌ، إذا تكلَّف الكذب. ويقال حمل فلانٌ فما كَذَّبَ، بالتشديد، أي ما جَبُنَ. وحمل ثم كَذَّبَ، أي لم يَصْدُق الحملة. قال الشاعر: ليثٌ بِعَثَّرَ يصطاد الـرجـالَ إذا   ما الليثُ كَذَّبَ عن أقرانه صَدَقا وكَذَبَ لبنُ الناقة، أي ذهب.
تاج العروس

كَذَبَ يَكْذِبُ من باب ضَرَبَ كَذِباً كَكَتِفٍ قال شيخُنا : وهو غريب في المصادر حتى قالوا : إنّه لم يَأْتِ مصدر على هذا الوزنِ إلاّ أَلفاظاً قليلة حَصَرَها القَزّازُ ي جامِعه في أَحَدَ عَشَرَ حرفاً لا تَزيدُ عليها فذَكَرَ : اللَّعِبَ والضَّحِكَ الحَبِقَ والكَذِبَ وغيرَها . وأَمّا الأَسْماءُ الَّتِي ليست بمصادِرَ فتأْتي على هذا الوزن كثيراً . وكذْباً بالكسرِ هكذا مضبوطٌ في الصَّحاح قال شيخُنا : وظاهر إطلاقه أَن يكون مقتوحاً وليس كذلك وصرَّح ابْنُ السّيد وغيرهُ أَنّه ليس لُغَةً مستقِلّةً بل هو بنقْلِ حَركةِ العين إلى الفاءِ تخفيفاً ولكنّه مسموعٌ في كلامهم على أَنَّهم أَجازُوا هذا التَّخفيف في مثله لو لم يُسْمَعْ . وَكِذْبَةً بالكسر أَيضاً على ما هو مضبوط عندَنا وضبطَه شيخُنا كَفَرِحٍة ومثْلُهُ في لسان العرب وَكِذْبَةً بفتح فسكون كذا ضُبِطَ وضبطه شيخُنا بالكسر ومِثْلُه في لسان العرب . قال : وهاتانِ عن اللِّحْيَانيّ . قلتُ : وهو الَّذي زعم أنّه زاده ابْن عُدَيْس أَي : الفتح : وكِذَاباً وكذَّاباً ككِتَاب وجِنَّان أَنشدَ : اللِّحْيَانيّ في الأَوّل :

نَادَتْ حَلِيمَةُ بالوَداعِ وآذَنَتْ ... أَهْلَ الصّفاءِ وودَّعَتْ بِكِذَابِ

قال شيخُنا : وهُما مَصدرانِ قُرئ بِهِمَا في المُتَوَاتِر . يقال : كاذَبْتُه مُكَاَذَبَةُ وكِذَاباَ ومنه قراءَةُ علىّ والعُطاردىِّ والأَعمش والسُّلَمىّ والكِسَائيّ وغيرِهم " ولا كذاباً " . وقيل : هو مصدرُ : كَذَبَ كِذَاباً مثلُ كَتَبَ كِتَاباً . وقالَ اللِّحْيَانيّ قال الكِسائُّي : أَهْلُ اليَمنِ : يجَعلُونَ المصدَرَ من فَعَّلَ : فِعَّالاً : وغيرُهُم من العرب : تَفْعِيلاً وفي الصَّحاح قولُه تَعالى " وَكَذَّبُوا بِآيَاتنَا كِذَّاباً " وهو أَحَدُ مصادرِ المُشَدَّدِ لأَن مصدرَهُ قد يجئُ على تَفعيل كالتَّكليم وعلى فِعّالٍ مثل كِذَّابٍ وعلى تَفْعِلَة مثل تَوْصِيَةٍ وعلى مُفَعَّل مقل : وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ . قلت ُ : وفاته : كُذَّاباً كرُمَّانٍ وبه قرأَ عُمَرُ بْنُ عبدِ العزيزِ ؛ ويكون صِفِةً على المُبَالَغَة كوُضّاءٍ وحُسَّانٍ يقال : كَذَبَ كُذَّاباً أَيْ : مُتَنَاهِياً . وهُوَ كاذِبٌ وكَذَّاب كَكَتَّانٍ والأُنثى بالهاءِ عن اللِّحْيَانيّ : رَجُلٌ تكِذَّاب وتِصِدَّاق بكسرتَيْنِ وشَدِّ الثّالث أَي : يَكْذِبُ ويَصْدُقُ رجلٌ كَذُوبٌ وكذلك رُؤيا كَذُوبٌ أَي : صاحبُهَا كاذبٌ ؛ أَنشد ثعلب :

فَحَيَّتْ فَحَيَّاهَا فَهَبَّ فَحَلَّقَت ... مَعَ النَّجْم رُؤيا في المنامِ كَذُوبُ ومن أَمْثَالِهم : إنّ الكَذُوبَ قد يَصْدُقُ . وهو كقولهم " مَعَ الخَوَاطئِ سهْمٌ صائبٌ وكَذُوبَةٌ بزِيَادَةِ الهَاءِ كفَرُوقَة وكَذْبانُ كسَكْرَانَ وكَيْذَبانُ بزيادة المُثَنَّاِة التَّحْتِيَّة وفَتْح الذّالِ كذا هو بخطّ الأَزْهَرِي في كتابه وكَيْذُبَانُ بضمّ الذّال كَذَا في نُسْخَةِ الصّحاح وكُذُبْذُبٌ بالضَّمّ مُخَفَّفٌ . قال الشيخُ أبو حَيّانَ في الارتشافِ لم يَجِئْ في الكلام العَرَب كلمةٌ على فُعُلْعُلٍ إِلاّ قَوْلُهم : كُذُبْذُبٌ . قال شيخُنا : وقد صرّح به ابنُ عُصْفُور وابْنُ القطّاعِ وغيرُهما . قلتُ : ولم يِذْكُرْه سِيبَوَيْه فيما ذَكَرَ من الأَمثلة كما نقله الصْاغانيّ . قد يُشَدَّدُ فيُقَالُ : كُذُّبْذُبٌ حكاه ابْنُ عُدَيْسٍ وغيُره ونَقَلَهُ شُرَّاحُ الفَصِيح . وأَنشد الجَوْهَرِيُّ لأَبِي زَيْدٍ :

وإذا اتاك بأَنَّني قد بعْتُها ... بِوِصالِ غانيَةٍ فُقْلُ كُذُّبْذُبُ وفي نُسْخَةٍ : " قد بِعْتُهُ " ويُقَالُ : إنَّه لجُرَيْبَةَ بْنٍ الأَشْيَمِ جاهليّ وفي الشَّواذِّ عن أَبي زَيْد :

" فإِذا سَمِعْتَ بِأَنَّنِي قَدْ بِعْتُهُيقول : إذا سَمِعْتَ بأَنَّنِي قد بِعْتُ جَمَلِي بوِصالِ امْرَأَة فقُلْ : كُذُّبْذُبٌ . كذا في هامش نُسْخَة الصَّحاح . وقال ابْنُ جنِّي : أَمَّا كُذُّبْذُبٌ خفيفٌ وكُذُّبْذُبٌ مُشَدَّدٌ منه فهاتان لم يَحْكِمها سِيْبَوَيْه . رَجلٌ كُذَبَةٌ مثالُ هُمَزَة نقله ابْنُ عُدَيْس وابنُ جِنِّي وغيرُهما وصرَّح به شُرَّاحُ الفصيح والجَوْهَرِيُّ . وهو من أَوْزَانِ المُبَالغة كما لا يخفَى . قاله شيخُنا . ومَكْذَبَانُ بفتح الأَوّل والثالِث كذا في الصَّحاح مضبوطٌ وضُبطَ في نسختنا بضمّ الثّالث ومَكذْبَاَنَة بزيادة الهاءِ . نقلهما ابْنُ جِنَّي في شرح ديوان المتّنبي وابْنُ عُدَيْسٍ وشُرّاحُ الفصيح عن أَبي زيد ؛ وكُذُبْذُبانُ بالضَّمِّ وزيادة الأَلِف والنُّون قال شيخُنَا : وهو غريبٌ في الدَّواوينِ . وقد فَرغَ المصنِّفُ من الصِّفات وأنتقل إلى ذكر إلى يَدُلُّ على المصدر من الأَلفاظ فقال : والأُكْذُوبَة والكُذْبَي بضمهما الأَخير عن ابْنُ الأَعْرابِيّ والمَكْذُوبُ كالمَيْسور من إطلاق المفعول الثّلاثّي على المصدر وهو قليل حَصَروُا أَلفاظَهُ في نحو أَربعةٍ ويُستدرَكُ عليهم هذا . قالَهُ شيخُنا . والمَكْذُوبَة مؤنَّثٌَ وهو أَقُّل من المُذَكَّر والمَكْذَبَةُ على مَفْعَلَةٍ مَصدرٌ مِيميٌّ مَقِيسٌ في الثُّلاثّي رواه ابْنُ الأَعْرابِيّ والكاذِبَةُ والكُذْبَانُ والكُذَابُ بضمِّهما : كلّ ذلك : بمعنى الكَذِبِ . قال الفَرَّاءُ يَحْكِي عن العرب : إِنّ بَنِي نُمَيْرٍ ليس لهم مَكذوبةٌ . وفي الصَّحاح وقولُهم إِنَّ بني فُلان ليس لجَدِّهم مَكذوبةٌ أَي : كَذبٌ قَلتُ : وحكاه عنهم أبو ثَرْوانَ وقالَ الفَرّاءُ أَيضاً في قوله تعالَى : " لَيْسَ لوقْعَتِهَا كاذِبَة " أَيْ : ليس لها مَرودةٌ ولا رَدٌّ فالكاذبة هُنا مصدر . وقال غيرُهُ : كَذَبَ كَاذِبَةً وعافاهُ الله عافِيَةً وعاقَبَه عاقِبَةً أَسماءٌ وُضِعتْ مَوَاضعَ المصادرِ ومثَلُهُ في الصَّحاح . ويقالُ : لا مَكْذَبة ولا كُذْبَى ولا كُذْبان أَيْ : لا أَكْذِبُكَ . وفي شرح الفصيح لأَبي جَعْفَرٍ اللَّبْليّ : ولا كُذْبَ لك ولا كُذْبَى بالضَّمّ أَي : لا تَكْذِيبَ . فزادَ على المُؤَلِّف بِناءً واحداً وهو الكُذْبُ كقُفْلٍ . وقوله تعالى : ناصيَة كاذِبَةٍ أَي : صاحُبها كاذبٌ فأَوْقَع الجُزءَ مَوِقْعَ الجَملةِ . وأَكْذَبَه : أَلْفاهُ أَي : وجَدَه كاذِباً أَو قال له : كذَبْتَ . وفي الصَّحِاح : أَكْذَبْتُ الرَّجُلَ : أَلْفَيتُه كاذِباً . وكَذَّبْتُه إِذا قُلْتَ له : كَذَبْتَ . وقال الكِسِائيُّ أَكْذَبْتُه إِذا أَخبرتَ أَنَّ جاءَ بالكَذِبِ ورَوَاهُ وكَذَّبْتُهُ : إِذا أَخبرتَ أَنَّه كاذبٌ . قال ثعلب : أَكْذَبَه وكَذَّبَه . بمعنىً . وقديكونُ أَكْذَبَهُ بمعنَى حَمَلَهُ على الكَذِبِ قد يكونُ بمعنَى بَيَّنَ كَذِبَهُ وبمنَى وَجَدَهُ كاذباً كما صرّح به المُؤَلِّفُ : من المَجَاز عن أَبِي زيد : الكَذُوبُ والكَذُوبَةُ : من أَسماءِ النَّفْسِ وعلى الأَوّل اقتصرَ جماعةٌ . قال :

إنِّي وإِنْ مَنَّتْنيَ الكَذُوبُ ... لَعالِمٌ أَنْ أَجَلِي قَرِيبُوكُذِبَ الرجُل بالضمّ والتخفيف أُخْبِرَ بالكَذِبِ . والكَذّابانِ : هما مُسَيْلمَةُ مُصَغَّراً ابْن حَبيبٍ الحَنَفِيُّ من بني حَنيفةَ بْنِ الدُّولِ والأَسْودُ ابْن كَعْبٍ العَنْسِيّ من بني عَنْس خَرَجَ باليَمَن . من المَجَاز عن النضْر يقال : النّاقَةُ الَّتِي يَضْرِبُها الفَحْل فتَشُوُل ثُمَّ تَرجِعُ حائلاً : مُكَذِّبُ وكاذِبٌ بلا هاءٍ . وقد كَذَبَتْ بالتّخفيف وكَذَّبَتْ بالتَّشديد . عن أَبي عَمْرو : يُقَالُ لمَنْ يُصاحُ به وهو ساكتٌ يُرِى أَنَّهُ نائمٌ : قد أَكْذَبَ الرَّجُلُ . وهو الإِكذابُ بهذا المعنى وهو مَجاز أَيضاً . وعن ابنِ الأَعْرابِيّ : المَكْذُوبَة : المَرْأَةُ الضّعِيفَةُ . والمذكوبةَ : المَرْأَةُ الصّالحَةُ وقد تقدَّم . وكَذَّابُ بَنِي كَلْبِ بْنِ وَبْرَةَ : هو خَبّابُ بالمُعْجَمة والمُوَحَّدةِ والتّشديد وفي نسخةٍ : جَنابٌ بالجيم والنّون والتّخفيف بْنُ مُنْقِذ بْنِ مالِكٍ . وكَذَّابُ بَنِي طابِخَةَ وهو من كَلْبٍ أَيضاً . كذلك كَذَّابُ بَنِي الحِرْماِز واسْمُهُ عبدُ الله بْنُ الأَعْوَرِ . والكَيُذْبَانُ المُحَارِبيّ بضم الذّال المُعْجَمة واسْمُهُ عَدَيُّ بْنُ نَصْرِ ابْنِ بذاوةَ : شُعَراءُ معروفونَ . من المَجَاز : كَذَبَ قد يَكُون بمعنى وَجَبَ ومنه حديث عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه كَذَبَ عَلَيْكُمُ الحَجُّ كَذَبَ عليكم العُمرَةُ كَذَبَ عَلَيْكمْ الجِهَاد ثلاثةُ أَسْفَارٍ كَذَبْنَ عَلَيْكُمْ " فقيل : إِنّ معناها وَجَبَ عليكم . أَن المُرَادَ بالكَذِب التَّرغيبُ والبَعُث من قولهم : كَذَبَتْه نَفْسُه : إِذا مَنَّتْهُ الأَمَانِي بغيرِ الحَقّ وخَيَّلَتْ إِلَيْهِ منَ الآمالِ البعيدةِ ما لا يَكادُ يَكُونُ ولذلك سُمِّيَتِ النَّفْسُ : الكَذُوبَ كما تقدّم . وذلك مما يُرَغِّبُ الرَّجُلَ في الأُمور ويبعَثُهُ على التَّعرّّض لها . قال أَبو الهَيْثَم في قول لَبيد :

" أَكذِبِ النَّفْسَ إذا حَدَّثْتهَا يقول : مَنِّ نَفْسَكَ بالعيش الطَّويل لتَأمُلَ الآمالَ البعيدةََ فَتجَّد في الطَّلَب لأن : إذا صَدَقْتَهَا فقلتَ : لعلّكِ : تَمُوتينَ اليومَ أو غَداً قَصُر أَمَلُهَا وضَعُفَ طَلَبُها . انتهى

ويقولون في عكس ذلك : صَدَقَتْهُ نفْسُه : إذا ثَبَّطَتْهُ وخَيَّلَتْ إليه المَعْجَزَةَ في الطَّلَبِ . قال أََبو عمرو بْنُ العَلاء : يقال للرجلِ يَتهَدَّدُ الرَّجُلَ ويتَوعَّدهُ ثم يَكْذبِ ويَكُعُّ : صَدَقَتْهُ الكَذُوبُ ؛ وأنشدَ :

فأَقْبَل نَحوِي على قُدْرَةٍ ... فَلَمّا دَنَا صَدَقَتْهُ الكَذُوبُ وأنشد الفّراءُ :

" حَتَّى إِذا ما صَدَّقَتْهُ كُذُبُهْأَيْ : نُفُوسُه جعل له نفوساً لتَفَرُّق الرَّأْيِ وانْتشارِه . فمعنى قوله كَذَبَكَ الحَجُّ : أَيْ : لِيُكَذِّبْكَ الحَجُّ أَيْ : لِيُنَشِّطْك ويَبْعَثْكَ على فِعْلِه . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : معنى كَذَبَ عليكمُ الحَجُّ : على كلامَيْنِ كأَنَّه قال كذَبَ الحَجُّ عليكَ الحَجُّ أَي : لِيُرَغِّبْكَ الحَجُّ وهو واجبٌ عليك فأَضْمَرَ الأَوّل لِدِلاَلة الثّاني عليه ؛ ومَن نَصَبَ الحَجَّ أَيْ جَعله منصوباً كما رُوِيَ عن بعضهم فقد جَعَلَ عَلَيْكَ اسم فِعْلٍ وفي كَذَبَ ضَمِيرُ الحَجِّ وعَلَيْكُم الحَجّ : جملةٌ أُخْرَى والظّرف نُقِلَ إِلى اسْمِ الفِعْلِ كعَلَيْكُم أَنْفُسَكُم وفِيه إِعادةُ الضَّمير على متأَخّرٍ إِلاَّ أَنْ يلْحَقَ بِالأَعْمَال فإِنّه معتَبَرٌ فيه مع ما في ذلك في التّنافُرِ بين الجُمَلِ وإِنْ كانَ يستقيم بحَسَب ما يَؤُول إِليه الأَمرُ . على أَنّ النّصْبَ أَثْبتَه الرَّضِيُّ وجعل " كَذَبَ " اسْمَ فِعْل بمعنى الْزَمْ وما بَعدَهُ منصوبٌ به ورُدَّ كلامُه بأَنَّهُ مخالِفٌ لإجماعهم . وقيل إن النَّصْبَ غيرُ معروفٍ بالكُلِّيّة فيه كما حقّقه شيخُنا على ما يأتي . وفي الصَّحاح : وهي كلمة نادِرَة جاءَت على غيرِ قياسٍ . وعن ابْنُ شُمَيْلٍ : كَذَبَك الحَجُّ : أَيْ أَمْكَنَك فَحُجَّ ؛ وكَذَبَك الصَّيْدُ أَي : أَمْكَنَكَ فَارْمِه . أو المعْنَى : كَذَبَ عَليْكَ الحَجُّ إن ذَكَر أنَّه غَيْرُ كافٍ هادمٍ لما قبلَهُ من الذُّنُوبِ . قال الشاعر وهو عَنْتَزَةُ العَبْيُّ يُخَاطب زوجَتَهُ عَبْلَةَ قيل : لخُزَزَ بْنَ لَوْذانَ السَّدُوِسيّ وهو موجود في ديوانهما :

كَذَبَ العَتِيقُ وماءُ شَنٍّ بارِدٍ ... إنْ كُنْتِ سائِلتَيِ غَبُوقاً فاذْهَبيِ ومُضَرُ تَنْصبُ العَتيقَ بعدَ " كَذَبَ " على الإغْرَاء واليَمَنُ تُرَفْعَهُ . والعَتيقُ التَّمْرُ اليابِسُ . والبيت من شواهِدِ سيبويه وأَنشده المُحَقِّقُ الرَّضىُّ في أَوائل مبحث أَسماءِ الأَفعال شاهداً على أنَّ " كَذَبَ " في الأصل فِعْلٌ وقد صار اسم فِعْلٍ بمعنى الزَمْ قال شيخُنا : وهذا أَي : كونُهُ اسْمَ فِعْلٍ شَيءٌ انفرد به الرَّضىُّ . وانظرْ بقيَّتَهُ في شرح شيخِنا . ثمّ إنّه تقدَّمَ على أنَّ النَّصْبَ قد أَنكَرَهُ جماعةٌ وعَيَّنَ الرَّفعَ منهم جماعةٌ منهم أَبو بَكْرِ بْنُ الأَنْبَاريِّ في رسالة مستقلَّةِ شَرَحَ فيها معانيَ الكَذبِ وجعلَها خمسةً قال : كَذَب معناه الإغراءُ . ومُطالَبَةُ المُخَاطَب بلُزُومِ الشَّيءِ المذكور كقول العرب : كذبَ عليك : العَسَلُ ويردُونَ : كُلِ العسلَ فغلب المُضافَ إليه على المُضَاف . قال : عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب : " كذَبَ عَلَيْكُم الحَجُّ كَذَبَ عَلَيْكُمُ العُمْرَةُ كَذَبَ عَلَيْكُمُ الجِهَادُ ثلاثةُ أَسْفارٍ كَذَبْنَ عَلَيْكُم " معناه : الْزَمُوا الحَجَّ والعُمْرَةَ والجِهَادَ ؛ والمُغْرَى به مرفوعٌ بكَذَبَ لا يجوز نصبهُ على الصِّحَة لأَنَّ كَذَبَ فِعْلٌ لا بُدَّ له من فاعل وخَبَرٌ لا بُدَّله من مُحَدَّث عنه . والفعل والفاعل كلاهُما تأْويلُهما الإِغْرَاءُ . ومن زَعَمَ أَنَّ الحَجَّ والعُمْرَةَ والجِهَادَ في حديثِ عُمَرَ حُكْمُهنَّ النَّصْبُ لمْ يُصِبْ إِذ قَضَى بالخُلُوِّ عن الفاعل . وقد حكى أَبو عُبَيْدٍ عن أَبي عُبَيْدَةَ عن أَعْرَابِيّ أَنَّه نَظَرَ إِلى ناقةٍ نِضْوٍ لِرَجُل فقال : كَذَبَ عَلَيْكَ الَبزْرَ والنَّوَى . قال أَبو عبيد : لم يُسْمَعِ النَّصْبُ مع " كَذَب " في الإِغراءِ إِلاّ في هذا الحرف قال أَبو بكر : وهذا شاذٌ من القَول خارج ٌفي النَّحْو عن مِنْهَاج القِياس مُلْحَقٌ بالشَّوَاذِّ الَّتِي لا يُعَوَّلُ عليها ولا يُؤْخَذُ بها ؛ قال الشّاعرُ : " كَذَبَ العَتِيقُ " إِلى آخره معناه : الْزَمى العتيقَ هذا الماءَ ولا تُطالِبِيتي بغيرهما . والعتيقُ : مرفوعٌ لا غَيْرُ . انتهى . وقد نقل أَبو حَيّان هذا الكلامَ في تَذْكِرته وفي شرح التَّسْهِيل وزاد فيه بأَنّ الّذي يَدُلُّ على رفع الأَسماءِ بعد " كَذَبَ " أَنَّه يتَّصل بها الضَّمير كما جاءض في كلامِ عُمَرَ : ثلاثةُ أَسفارٍ كَذَبْنَ عليكم . وقال الشّاعرُ :كَذَبْتُ عَلَيْكَ : لا تَزالُ تَقُوفُنِي ... كما قافَ آثَارَ الوَسِيقَةِ قائِفُ معناه : عليكَ بي وهي مُغْرًي بها واتَّصلت بالفعل لأِنَّه لو تأَخّر الفاعلُ لَكَانَ منفصلاً . وليس هذا من مواضع انفصاله . قلتُ : وهذا قولُ الأَصعميّ : كما نقله أَبو عُبَيْد قال : إِنّما أَغراه بنَفْسهِ أَيْ عليكَ بي فجعل نَفْسَهُ في موضع رَفْعٍ أَلا تراهُ قد جاءَ بالتَّاءِ فجعَلَها اسْمَهُ . وقال أََبو سَعِيدٍ الضَّرِيرٌ في هذا الشِّعر : أَي ظَنَنْتُ بك أَنّك لا تنامُ عن وِتْرِي فَكَذَبْتُ عَلَيْك . قال شيخُنا : قلت : والصَّحيحُ جوازُ النَّصْبِ لِنَقْلِ العُلَمَاءِ أَنَّهُ لُغَةُ مُضَرَ والرَّفْعُ لُغَةُ اليَمَن ووجهُه مع الرَّفْعِ أَنّه من قَبِيلِ ما جاءَ من أَلفاظِ الخَبَر الَّتي بمعنى الإِغْرَاءِ كما قال ابْنُ الشَّجَرِيّ في أَمالِيه : " تُؤْمِنُون بالله " أَي آمِنُوا باللهِ ورحِمَهُ الُله : أَي اللّهُمَّ ارْحَمْهُ وحَسْبُكَ : زَيْدٌ : أَي اكْتَفِ به ؛ ووجهُهُ مع النَّصْبِ من باب سِرايَةِالمعنى إِلى اللَّفْظ فإِنَّ المُغْرَى به لَمّا كان مفعولاً في المعنى اتصلتْ به علامةُ النَّصب ليُطَابِقَ اللّفظُ المعنى . انتهى

وفي لسان العرب بعدَ ما ذكَرَ قولَ عَنْتَرَةَ السّابقَ : أَي يقولُ لها : عليكِ : بأَكْلِ العَتِيقِ وهو التَّمْرُ اليابسُ وشُربِ الماءِ البارِدِ ولا تَتَعَرَّضيِ لغِبُوقِ اللَّبَنِ شُرْبُه عَشيّاً ؛ لأَنّ اللّبَنَ خَصَصْتُ به مُهْرِي الّذي أَنْتفع به ويُسَلِّمُني وإِيّاكِ . وفي حَدِيث عُمَرَ : أَنَّ عَمْرَو بنْ مَعْدِ يكربَ شَكَا إِليه النِّقْرِسَ فقال : " كَذَبتْكَ الظَّهَائِرُ أَي : عليكَ بالمشْي في الظَّهائر وهي جمعُ ظَهيرَة وهي شدة الحَرّ وفي رواية " كذبَ علي : الظواهرُ " جمع ظاهِرَةٍ وهي ما ظَهَرَ من الأَرض وارتفع . وفي حديث له آخرَ : " أَنّ عَمْرَو بْنَ مَعْدِ يكرِبَ اشْتكَى إِليه المَعَصَ فقال : " كَذَبَ عليكَ العَسَلُ " يريد : العَسَلانَ وهو مَشْيُ الذِّئبِ أَي : علي : بسُرْعة المَشْي . والمَعَصُ بالعين المهملة : الْتِواءٌ في عَصَب الرِّجْل . ومنه حديثُ علىٍّ : " كَذَبَتْكَ الحارِقَةُ " أَي : عليك بمثلها والحارِقَةُ : المرأَة التي تَغْلبُهَا شهوتُها وقيل : هي الضَّيِّقةُ الفَرْجِ قلتُ : وقرأْتُ في كتاب استدراك الغَلَط لأَبِي عُبَيْدٍ القاسمٍ بْنِ سَلاَّمٍ قولَ مُعَقِّرِ بْنِ حِمَارٍ البارِقيّ :

وذُبْيَانيَّة أًوْصَتْ بَيِنها ... بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُرُوفُ أَي : علَيكم بها . والقَراطِف أَكْسِيَةٌ حُمْرٌ والقُروفُ : أَوْعِيَةٌ من جِلْد مدبوغٍ بالقِرْفَة بالكسر وهي قُشُورُ الرُمَّانِ فهي أَمَرَتْهُم أَن يُكْثِرُوا من نَهْبِ هذَيْنِ الشَّيئَينِ والإِكثارِ من أَخْذِهما إِنْ ظَفِرُواببني نَمِرٍ وذلك لحاجتهم وقلِّةِ مالهم . قلتُ : وعلى هذا فَسَّرُوا حديث : " كَذَبَ النَّسّابُون " أَي : وجب الرُّجوعُ إِلى قولهم . وقد أَوْدَعْنَا بيانَه في " القَول النفيس في نَسبِ مولاي إِدريس " . وفي لسان العرب عن ابْنِ السِّكّيتِ . تقول للرَّجُل إذا أَمَرَتْهُ بشْيءٍ وأَغْرَيْتَهُ : كَذَبَ عليك كَذا وكَذا أي : عليك : به وهي كَلِمَةٌ نادِرة . قالَ : وأَنشد ابْنُ الأَعْرابِيّ لخِداشِ بْنَ زُهَيْرٍ :

" كَذَبْتُ عَلَيْكُم أَوْعدُونِي وعَلِّلُوابِيَ الأرْضَ والأَقْوَامَ قِرْدَانَ َمْوظَبَاًأي : عليكم بي وبهجائي إذا كنتم في سفر واقطعو بذكري الأرض وأنشدوا القوم هجائي يا قردان موظب . وقال ابن الأثير في النهاية والزمخشري في الفائق : في الحديث " الحجامة على الريق فيها شفاء وبركة فمن احتجم فيوم الأحد والخميس كذباك أو يوم الاثنين والثلاثاء " معنى كذباك : أي عليك : بهما . قال الزمخشري : هذه كلمة جرت مجرى المثل في كلامهم فلذلك لم تتصرف ولزمت طريقة واحدة في كونها فعلا ماضيا معلقا بالمخاطب وحده وهي في معنى الأمر . ثم قال : فمعنى قوله : كذباك أي ليكذباك ولينشطاك ويبعثاك على الفعل . قلت : وقد تقدمت الإشارة إليه . نقل شيخنا عن كتاب حلى العلاء في الأدب لعبد الدائم بن مرزوق القيرواني : أنه يروي " العتيق " بالرفع والنصب ومعناه : ليك العتيق وماء شن . وأصله : كذب ذاك عليك العتيق ؛ ثم حذف عليك وناب كذب منابه فصارت العرب تغري به . وقال الأعلم في شرح مختار الشعراء الستة عند كلامه على هذا البيت : قوله كذب التيق : أي عليك بالتمر ؛ والعرب تقول : كذبك التمر واللبن أي : عليك بهما . وأصل الكذب والإمكان . وقول الرجل : كذبت أي : أمكنت من نفسك وضعفت فلهذا اتسع فيه فأغري به ؛ لأنه متى أغري بشيء فقد جعل المغري به ممكنامستطاعا إن رامه المغري . وقال الشيخ أبو حيان في شرح التسهيل بعد نقل هذا الكلام : وإذا نصبت بقي كذب بلا فاعل على ظاهر اللفظ . والذي تقتضيه القواعد أن هذا يكون من باب الإعمال فكذب يطلب الاسم على أنه فاعل وعليك يطلبه على أنه مفعول فإذا رفعنا الاسم بكذب كان مفعول عليك محذوفا لفهم المعنى والتقدير : كذب عليكم الحج وإنما التزم حذف المفعول لأنه مكان اختصار ومحرف عن أصل وضعه فجري لذلك مجرى الأمثال في كونها تلتزم فيها حالة واحدة لا يتصرف فيها . وإذا نصبت الاسم كان الفاعل مضمرا في كذب يفسره ما بعده على رأي سيبويه ومحذوفا على رأي الكسائي انتهى . من المجاز : حمل عليه فما كذب تكذيبا أي : ما انثنى وما جبن وما رجع . وكذلك حمل فما هلل وحمل ثم كذب أي : لم يصدق الحملة قال زهير :

ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ... ما الليث كذب عن أقرانه صدقا وفي الأساس : معناه كذب الظن به أو جعل حملته كاذبة . من المجاز أيضا : قولهم : ما كذب أن فعل كذا تكذيبا أي ما كع ولا لبث ولا أبطأ وفي حديث الزبير : أنه حمل يوم اليرموك على الروم وقال للمسلمين : " إن شددت عليهم فلا تكذبوا أي لا تجنبوا وتولوا . قال شمر يقال للرجل إذا حمل ثم ولى ولم يمض : قد كذب عن قرنه تكذيبا ؛ وأنشد بيت زهير . والتكذيب في القتال ضد الصدق فيه يقال : صدق القتال إذا بذل فيه الجد وكذب : إذا جبن ؛ وحملة كاذبة : كما قالوا في ضدها : صادقة وهي المصدوقة والمكذوبة في الحملة . وفي الصحاح : تكذب فلان : تكلف الكذب . تكذب فلانا وتكذب عليه : زعم أنه كاذب قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه :

رسول أتاهم صادقا فتكذبوا ... عليه وقالوا لست فينا بماكثوكاذبته مكاذبة وكذابا : كذبته وكذبني . وكذب الرجل تكذيبا وكذابا : جعله كاذبا وقال له : كذبت . كذلك كذب بالأمر تكذيبا وكذابا بالتشيد وكذابا بالتخفيف : أنكره وفي التنزيل العزيز : " وكذبوا بآياتنا كذابا " وفيه : " لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا " أي : كذبا عن اللحياني . قال الفراء : خففهما علي بن أبي طالب جميعا وثقلهما عاصم وأهل المدينة وهي لغة يمانية فصيحة يقولون : كذبت به كذابا وخرقت القميص خراقا وكذلك كل فعلت فمصدرها فعال في لغتهم مشددة . قال : وقال لي أعرابي مرة على المروة يستفتيني : الحلق أحب إليك أم القصار ؟ وأنشد بعض بني كليب :

لقد طال ما ثبطتني عن صحابتي ... وعن حوج قضاؤها من شفائيا قال الفراء : كان الكسائي يخفف " لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا " لأنها مقيدة بفعل يصيرها مصدرا ويشدد " وكذبوا بآياتنا كذابا " لأن كذبوا يقيد الكذاب قال : والذي قال حسن ومعناه : لا يسمعون فيها لغوا أي : باطلا ولا كذابا أي : لا يكذب بعضهم بعضا . كذب فلانا تكذيبا : أخبره أنه كاذب أو جعله كاذبا بأن وصفه بالكذب . وقال الزجاج : معنى كذبته قلت له : كذبت ومعنى أكذبته : أريته إن ما أتى به كذب وبه فسر قوله تعالى " فإنهم لا يكذبونك " وقرىء بالتخفيف ونقل الكسائي عن العرب : يقال : كذبت الرجل تكذيبا : إذا نسبته إلى الكذب

من المجاز : كذب عن أمر قد أراده . وفي لسان العرب : وأراد أمرا ثم كذب عنه أي أحجم . كذب عن فلان : رد عنه . من المجاز : كذب الوحشي وكذب : جرى شوطا فوقف لينظر ما وراءه : هل هو مطلوب أم لا ؟ ومما يستدرك عليه : في الصحاح : الكذب جمع كاذب مثل راكع وركع . قال أبو دواد الرؤاسي :

" متى يقل تنفع الأقوام قولتهإذا اضمحل حديث الكذب الولعه والكذب : جمع كذوب مثل صبور وصبر ؛ ومنه قرأ بعضهم " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب " فجعلته نعتا للألسنة . كذا في لسان العرب وزاد شيخنا في شرحه وقيل : هو جمع كاذب على خلاف القياس أو جمع كذاب ككتاب : مصدر وصف به مبالغة قاله جماعة من أهل اللغة انتهى . ورؤيا كذوب مثل ناصية كاذبة أي : كذوب صاحبها وقد تقدم الإشارة إليه . أنشد ثعلب :

فحيت فحياها فهب فحلقت ... مع النجم رؤيا المنام كذوبوالتكاذب : ضد التصادق . وفي التنزيل العزيز : " وجاؤوا على قميصه بدم كذب " روى في التفسير : إن إخوة يوسف عليه السلام لما طرحوه في الجب أخذوا قميصه وذبحوا جديا فلطخوا القميص بدم الجدي . فلما رأى يعقوب عليه السلام القميص قال كذبتم لو أكله الذئب لخرق قميصه . قال الفراء في قوله تعالى " بدم كذب " : معناه : مكذوب . قال : والعرب تقول للكذب : مكذوب وللضعف : مضعوف وللجلد : مجلود وليس له معقود رأي : يريدون عقد رأي فيجعلون المصادر في كثير من الكلام مفعولا . وقال الأخفش : بدم كذب فجعل الدم كذبا لأنه كذب فيه كما قال تعالى : " فما ربحت تجارتهم " . وقال أبو العباس : هذا مصدر في معنى مفعول أراد : بدم مكذوب . وقال الزجاج : بدم كذب أي : ذي كذب والمعنى : دم مكذوب فيه . وقرىء " بدم كدب " بالمهملة وقد تقدمت الإشارة إليه . والكذب أيضا : هو البياض في الأظفار عن أبي عمر الزاهد لغة في المهملة . وقد يستعمل الكذب في غير الإنسان قالوا : كذب البرق والحلم والظن والرجاء والطمع . وكذبت العين : خانها حسها

وكذب الرأي : توهم الأمر بخلاف ما هو به . ومن المجاز : كذبتك عينك : أرتك ما لا حقيقة له . وفي التنزيل العزيز : " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا " بالتشديد وضم الكاف وهي قراءة عائشة وقرأ بها نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وقرأ عاصم وحمزة والكسائي : كذبوا بالتخفيف وضم الكاف وروى ذلك عن ابن عباس وقال : كانوا بشرا يعني : الرسل يذهب إلى إن الرسل ضعفوا فظنوا أنهم قد أخلفوا . قال أبو منصور : إن صح هذا عن ابن عباس فوجهه عندي والله أعلم إن الرسل قد خطر في أوهامهم ما يخطر في أوهام البشر من غير إن حققوا تلك الخواطر ولا ركنوا إليها ولا كان ظنهم ظنا اطمأنوا إليه ولكنه كان خاطرا يغلبه اليقين . كذا في لسان العرب . وهو من تكاذيب الشعر . ومن المجاز : كذب لبن الناقة وكذب . ذهب وهذه عن اللحياني . وكذب : البعير في سيره : إذا ساء سيره : قال الأعشى :

جمالية تغتلي بالرداف ... إذا كذب الآثمات الهجيراكذا في لسان العرب . ومن المجاز أيضا : كذب الحر : انكسر . وكذب السير : لم يجد . والقوم السري : لم يمكنهم . والكذابة : ثوب يصبغ بألوان ينقش كأنه موشي . وفي حديث المسعودي : " رأيت في بيت القاسم كذابتين في السقف : " الكذابة : ثوب يصور ويلزق بسقف البيت سميت به لأنها توهم أنها في السقف وإنما هي في ثوب دونه : كذا في الأساس ومثله في لسان العرب . ومما استدركه شيخنا : المكاذب قيل : هو مما لا مفرد له وقيل : وهو جمع لكذب على غير قياس . وقيل : هو جمع مكذب ؛ لأن القياس يقتضيه أو لأنه موهوم الوضع كما قالوا في محاسن ومذاكر ونحوهما . ومنها إن الجوهري صرح بأن الكذاب المشدد مصدر كذب مشددا لا محففا ؛ وأيده بآية " وكذبوا بآياتنا كذابا " وظاهر المصنف إن كلا من المخفف والمشدد يقال في المخفف . قلت . وهذا الذي أنكره هو الذي صرح به ابن منظور في لسان العرب . ثم قال : ومنها إن الجوهري زاد في المصادر : تكذبة كتوصية ومكذب كممزق بمعنى التكذيب . قلت : وزاد غير الجوهري فيها : كذبا كقفل وكذبا كضرب وهذا الأخير غير مسموع ولكن القياس يقتضيه . ثم قال : وهذا اللفظ خصه بالتصنيف فيه جماعة منهم : أبو بكر بن الأنباري والعلامة أحمد بن محمد بن قاسم ابن أحمد بن خذيو الأخسيكتي الحنفي الملقب بذي الفضائل ترجمته في البغية وفي طبقات الحنفية للشيخ قاسم

قال ابن الأنباري . إن الكذب ينقسم إلى خمسة أقسام : إحداهن تغيير الحاكي ما يسمع وقوله ما لا يعلم نقلا ورواية و هذا القسم هو الذي يؤثم ويهدم المروءة . الثاني : إن يقول قولا يشبه الكذب ولا يقصد به إلا الحق ومنه حديث : " كذب إبراهيم ثلاث كذبات " أي : قال قولا يشبه الكذب وهو صادق في الثلاث . الثالث بمعنى الخطإ وهو كثير في كلامهم . والرابع البطول كذب الرجل : بمعنى بطل عليه أمله وما رجاه . الخامس بمعنى الإغراء وقد تقدم بيانه . وعلى الثالث خرجوا حديث صلاة الوتر " كذب أبو محمد " أي : أخطأ سماه كاذبا لأنه شبيهه في كونه ضد الصواب كما إن الكذب ضد الصدق وإن افترقا من حيث النية والقصد ؛ لأن الكاذب يعلم إن ما يقوله كذب والمخطىء لايعلم . وهذا الرجل ليس بمخبر وإنما قاله باجتهاد أداه إلى إن الوتر واجب والاجتهاد لا يدخله الكذب وإنما يدخله الخطأ وأبو محمد الصحابي : اسمه مسعود بن زيد . وفي التوشيح : أهل الحجاز يقولون : كذبت بمعنى أخطأت وقد تبعهم فيه بقية الناس . وعلى الرابع خرجوا قول الله عز وجل : " انظر كيف كذبوا على أنفسهم " : انظر كيف بطل عليهم أملهم وكذا قول أبي طالب :

كذبتم وبيت الله نبزى محمدا ... ولما نطاعن حوله ونناضل وانظر بقية هذا الكلام في شرح شيخنا فإنه نفيس جدا . ومن الأمثال التي لم يذكرها المؤلف قولهم : أكذب النفس إذا حدثتها

أي : لا تحدث نفسك بأنك لا تظفر فإن ذلك يثبطك . سئل بشار : أي بيت قالته العرب أشعر ؟ فقال : إن تفضيل بيت واحد على الشعر كله لشديد . ولكن أحسن لبيد في قوله :

أكذب النفس حدثتها ... إن صدق النفس يزري بالأمل قاله الميداني وغيره ؛ ومنها " :

" كل امرئ بطوال العيش مكذوب ومنها عجز بيت من شعر أبي دواد :

" كذاب العير إن كان برح وأوله :

" قلت لما نصلا من قنةوبعده :

وترى خلفها إذ مصعا ... من غبار ساطع فوق قزح ك ب : أي فتر أمكن ويجوز إن يكون إغراء أي : عليك العير فصده وإن كان برح يضرب للشيء يرجى وإن تصعب . ثم نقل عن خط العلامة نور الدين العسيلي ما نصه : رأيت في نسخة شجرة النسب الشريف عند إيراد قوله صلى الله عليه وسلم : " كذب النسابون " . إن كذب يد يمعنى صدق ويمكن أخذه من هنا . هذا ما وجد

قال شيخنا : ووسع ابن الأنباري فقال : وعليه فيكون لفظ كذب من الأضداد كما إن لفظ الضد أيضا جعلوه الأضداد . قلت : والذي فسر غير واحد من أئمة اللغة والتصريف أي وجب الرجوع إلى قولهم . وقد تقدمت الإشارة إليه . ثم ذكر شيخنا في آخر المادة ما نصه : الكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو سواء فيه العمد والخطأ إذ لا واسطة بين الصدق والكذب على ما قرره أهل السنة وأختاره البيانيون . وهناك مذاهب أخر للنظام والجاحظ والراغب وهذا القدر فيه مقنع للطالب . والله أعلم

لسان العرب
الكَذِبُ نقيضُ الصِّدْقِ كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِباً ( 2 ) ( 2 قوله « كذباً » أي بفتح فكسر ونظيره اللعب والضحك والحق وقوله وكذباً بكسر فسكون كما هو مضبوط في المحكم والصحاح وضبط في القاموس بفتح فسكون وليس بلغة مستقلة بل بنقل حركة العين إلى الفاء تخفيفاً وقوله وكذبة وكذبة كفرية وفرحة كما هو بضبط المحكم ونبه عليه الشارح وشيخه ) وكِذْباً وكِذْبةً وكَذِبةً هاتان عن اللحياني وكِذاباً وكِذَّاباً وأَنشد اللحياني نادَتْ حَليمةُ بالوَداع وآذَنَتْ ... أَهْلَ الصَّفَاءِ ووَدَّعَتْ بكِذَابِ ورجل كاذِبٌ وكَذَّابٌ وتِكْذابٌ وكَذُوبٌ وكَذُوبةٌ وكُذَبَةٌ مثال هُمَزة وكَذْبانٌ وكَيْذَبانٌ وكَيْذُبانٌ ومَكْذَبانٌ ومَكْذَبانة وكُذُبْذُبانٌ ( 3 ) ( 3 قوله « وكذبذبان » قال الصاغاني وزنه فعلعلان بالضمات الثلاث ولم يذكره سيبويه في الأمثلة التي ذكرها وقوله واذا سمعت إلخ نسبه الجوهري لأبي زيد وهو لجريبة بن الأشيم كما نقله الصاغاني عن الأزهري لكنه في التهذيب قد بعتكم وفي الصحاح قد بعتها قال الصاغاني والرواية قد بعته يعني جمله وقبله قد طال ايضاعي المخدّم لا أرى ... في الناس مثلي في معّد يخطب حتى تأَوَّبت البيوت عشية ... فحططت عنه كوره يتثأب ) وكُذُبْذُبٌ وكُذُّبْذُبٌ قال [ ص 705 ] جُرَيْبَةُ بنُ الأَشْيَمِ فإِذا سَمِعْتَ بأَنَّنِي قد بِعْتُكم ... بوِصَالِ غَانيةٍ فقُلْ كُذُّبْذُبُ قال ابن جني أَما كُذُبْذُبٌ خفيف وكُذُّبْذُبٌ ثَقِيل فهاتانِ بناءَانِ لم يَحْكِهما سيبويه قال ونحوُه ما رَوَيْتُه عن بعض أَصحابنا مِن قول بعضهم ذُرَحْرَحٌ بفتح الراءَين والأُنثى كاذِبةٌ وكَذَّابة وكَذُوبٌ والكُذَّب جمع كاذبٍ مثل راكِعٍ ورُكَّعٍ قال أَبو دُواد الرُّؤَاسِي مَتَى يَقُلْ تَنْفَعِ الأَقوامَ قَوْلَتُه ... إِذا اضْمَحَلَّ حديثُ الكُذَّبِ الوَلَعَهْ أَلَيْسَ أَقْرَبَهُم خَيْراً وأَبعدَهُم ... شَرّاً وأَسْمَحَهُم كَفّاً لمَنْ مُنِعَه لا يَحْسُدُ الناسَ فَضْلَ اللّه عندهُمُ ... إِذا تَشُوهُ نُفُوسُ الحُسَّدِ الجَشِعَهْ الوَلَعَةُ جمع والِعٍ مثل كاتب وكَتَبة والوالع الكاذب والكُذُبُ جمع كَذُوب مثل صَبُور وصُبُر ومِنه قَرَأَ بعضُهم ولا تقولوا لما تَصِفُ أَلسِنتُكُم الكُذُبُ فجعله نعتاً للأَلسنة الفراء يحكى عن العرب أَن بني نُمير ليس لهم مَكْذُوبةٌ وكَذَبَ الرجلُ أَخْبَر بالكَذِبِ وفي المثل ليس لمَكْذُوبٍ رَأْيٌ ومِنْ أَمثالهم المَعاذِرُ مَكاذِبُ ومن أَمثالهم أَنَّ الكَذُوبَ قد يَصْدُقُ وهو كقولهم مع الخَواطِئِ سَهْمٌ صائِبٌ اللحياني رجل تِكِذَّابٌ وتِصِدَّاقٌ أَي يَكْذِبُ ويَصْدُق النضر يقال للناقة التي يَضْرِبُها الفَحْلُ فتَشُولُ ثم تَرْجِعُ حائلاً مُكَذِّبٌ وكاذِبٌ وقد كَذَّبَتْ وكَذَبَتْ أَبو عمرو يقال للرجل يُصاحُ به وهو ساكتٌ يُري أَنه نائم قد أَكْذَب وهو الإِكْذابُ وقوله تعالى حتى إِذا اسْتَيْأَسَ الرُّسلُ وظَنُّوا أَنهم قد كُذِّبُوا قراءة أَهلِ المدينةِ وهي قِراءة عائشة رضي اللّه عنها بالتشديد وضم الكاف روي عن عائشة رضي اللّه عنها أَنها قالت اسْتَيْأَسَ الرسلُ ممن كَذَّبَهم من قومهم أَن يُصَدِّقُوهم وظَنَّتِ الرُّسُلُ أَن من قد آمَنَ من قومهم قد كَذَّبُوهم جاءهم نَصْرُ اللّهِ وكانت تَقْرؤُه بالتشديد وهي قراءة نافع وابن كثير وأَبي عمرو وابن عامر وقرأَ عاصم وحمزة والكسائي كُذِبُوا بالتخفيف ورُوي عن ابن عباس أَنه قال كُذِبُوا بالتخفيف وضم الكاف وقال كانوا بَشَراً يعني الرسل يَذْهَبُ إِلى أَن الرسل ضَعُفُوا فَظَنُّوا أَنهم قد أُخْلِفُوا قال أَبو منصور إِن صح هذا عن ابن عباس فوَجْهُه عندي واللّه أَعلم أَن الرسل خَطَر في أَوهامهم ما يَخْطُر في أَوهامِ البشر مِن غير أَن حَقَّقُوا تلك الخَواطرَ ولا رَكَنُوا إِليها ولا كان ظَنُّهم ظَنّاً اطْمَأَنُّوا إِليه ولكنه كان خاطراً يَغْلِبُه اليقينُ وقد روينا عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال تَجاوَزَ اللّه عن أُمتي ما حدَّثَتْ به أَنفُسَها ما لم يَنْطِقْ به لسانٌ أَو تَعْمله يَدٌ فهذا وجه ما رُوي عن ابن عباس وقد رُوي عنه أَيضاً أَنه قرأَ حتى إِذا اسْتَيْأَسَ الرسلُ من قَوْمهم الإِجابةَ وظَنَّ قَوْمُهُم أَن الرُّسُل قد كذَبهم الوعيدُ قال أَبو منصور وهذه الرواية أَسلم وبالظاهر أَشْبَهُ ومما يُحَقّقها ما رُوي عن سعيد بن جُبَيْر أَنه قال اسْتيأَسَ الرسلُ من قومهم وظنَّ قومُهم أَن الرسل [ ص 706 ] قد كُذِّبُوا جاءَهم نَصْرُنا وسعيد أَخذ التفسير عن ابن عباس وقرأَ بعضهم وظَنُّوا أَنهم قد كَذَبوا أَي ظَنَّ قَوْمُهم أَن الرسلَ قد كَذَبُوهُمْ قال أَبو منصور وأَصَحُّ الأَقاويل ما روينا عن عائشة رضي اللّه عنها وبقراءَتها قرأَ أَهلُ الحرمين وأَهلُ البصرة وأَهلُ الشام وقوله تعالى ليس لوَقْعَتِها كاذِبةٌ قال الزجاج أَي ليس يَرُدُّها شيءٌ كما تقول حَمْلَةُ فلان لا تَكْذِبُ أَي لا يَرُدُّ حَمْلَتُه شيء قال وكاذِبةٌ مصدر كقولك عافاه اللّهُ عافِيةً وعاقَبَه عاقِبةً وكذلك كَذَبَ كاذبةً وهذه أَسماء وضعت مواضع المصادر كالعاقبة والعافية والباقية وفي التنزيل العزيز فهل تَرَى لهم من باقيةٍ ؟ أَي بقاءٍ وقال الفراءُ ليس لوَقْعَتِها كاذبةٌ أَي ليس لها مَرْدُودٌ ولا رَدٌّ فالكاذبة ههنا مصدر يقال حَمَلَ فما كَذَبَ وقوله تعالى ما كَذَبَ الفُؤَادُ ما رَأَى يقول ما كَذَبَ فؤَادُ محمدٍ ما رَأَى يقول قد صَدَقَه فُؤَادُه الذي رأَى وقرئَ ما كَذَّبَ الفُؤَادُ ما رَأَى وهذا كُلُّه قول الفراء وعن أَبي الهيثم أَي لم يَكْذِب الفُؤَادُ رُؤْيَتَه وما رَأَى بمعنى الرُّؤْية كقولك ما أَنْكَرْتُ ما قال زيدٌ أَي قول زيد ويقال كَذَبَني فلانٌ أَي لم يَصْدُقْني فقال لي الكَذِبَ وأَنشد للأَخطل كَذَبَتْكَ عَيْنُك أَم رأَيتَ بواسطٍ ... غَلَسَ الظَّلامِ مِن الرَّبابِ خَيَالا ؟ معناه أَوْهَمَتْكَ عَيْنُكَ أَنها رَأَتْ ولم تَرَ يقول ما أَوْهَمه الفؤَادُ أَنه رَأَى ولم يَرَ بل صَدَقَه الفُؤَادُ رُؤْيَتَه وقوله ناصِيَةٍ كاذبةٍ أَي صاحِبُها كاذِبٌ فأَوْقَعَ الجُزْءَ موقع الجُملة ورُؤْيَا كَذُوبٌ كذلك أَنشد ثعلب فَحَيَّتْ فَحَيَّاها فَهَبَّ فَحَلَّقَتْ ... معَ النَّجْمِ رُؤْيا في المَنامِ كَذُوبُ والأُكْذُوبةُ الكَذِبُ والكاذِبةُ اسم للمصدر كالعَافية ويقال لا مَكْذَبة ولا كُذْبى ولا كُذْبانَ أَي لا أَكْذُبك وكَذَّبَ الرجلَ تَكْذيباً وكِذَّاباً جعله كاذِباً وقال له كَذَبْتَ وكذلك كَذَّب بالأَمر تَكْذيباً وكِذَّاباً وفي التنزيل العزيز وكَذَّبُوا بآياتنا كِذَّاباً وفيه لا يَسْمَعُون فيها لغواً ولا كِذَّاباً أَي كَذِباً عن اللحياني قال الفراءُ خَفَّفَهما عليُّ بن أَبي طالب عليه السلام جميعاً وثَقَّلَهما عاصمٌ وأَهل المدينة وهي لغة يمانية فصيحة يقولون كَذَّبْتُ به كِذَّاباً وخَرَّقْتُ القميصَ خِرَّاقاً وكلُّ فَعَّلْتُ فمصدرُه فِعَّالٌ في لغتهم مُشدّدةً قال وقال لي أَعرابي مَرَّةً على المَرْوَة يَسْتَفْتيني أَلْحَلْقُ أَحَبُّ إِليك أَم القِصَّار ؟ وأَنشدني بعضُ بني كُلَيْب لقدْ طالَ ما ثَبَّطْتَني عن صَحابتي ... وعن حِوَجٍ قِضَّاؤُها منْ شِفائيا وقال الفرَّاءُ كان الكسائي يخفف لا يسمعون فيها لغواً ولا كِذاباً لأَنها مُقَيَّدَة بفِعْلٍ يُصَيِّرُها مصدراً ويُشَدِّدُ وكَذَّبُوا بآياتنا كِذَّاباً لأَن كَذَّبُوا يُقَيِّدُ الكِذَّابَ قال والذي قال حَسَنٌ ومعناه لا يَسْمَعُون فيها لَغْواً أَي باطلاً ولا كِذَّاباً أَي لا يُكَذِّبُ بَعْضُهم [ ص 707 ] بَعْضاً ( 1 ) ( 1 زاد في التكملة وعن عمر بن عبدالعزيز كذاباً بضم الكاف وبالتشديد ويكون صفة على المبالغة كوضاء وحسان يقال كذب أي بالتخفيف كذاباً بالضم مشدداً أي كذباً متناهياً ) غيره ويقال للكَذِبِ كِذابٌ ومِنه قوله تعالى لا يَسْمَعُونَ فيها لَغْواً ولا كِذاباً أَي كَذِباً وأَنشد أَبو العباس قولَ أَبي دُوادٍ قُلْتُ لمَّا نَصَلا منْ قُنَّةٍ ... كَذَبَ العَيْرُ وإِنْ كانَ بَرَحْ قال معناه كَذَبَ العَيْرُ أَنْ يَنْجُوَ مني أَيَّ طَريقٍ أَخَذَ سانِحاً أَو بارِحاً قال وقال الفراءُ هذا إِغراءٌ أَيضاً وقال اللحياني قال الكسائي أَهلُ اليمن يجعلون مصدرَ فَعَّلْتُ فِعَّالاً وغيرهم من العرب تفعيلاً قال الجوهري كِذَّاباً أَحد مصادر المشدَّد لأَن مصدره قد يجيءُ على التَّفْعِيلِ مثل التَّكْلِيم وعلى فِعَّالٍ مثل كِذَّابٍ وعلى تَفعِلَة مثل تَوْصِيَة وعلى مُفَعَّلٍ مثل ومَزَّقْناهم كلَّ مُمَزَّقٍ والتَّكاذُبُ مثل التَّصادُق وتَكَذَّبُوا عليه زَعَمُوا أَنه كاذِبٌ قال أَبو بكر الصدِّيق رضي اللّه عنه رسُولٌ أَتاهم صادِقٌ فَتَكَذَّبُوا ... عليه وقالُوا لَسْتَ فينا بماكِثِ وتَكَذَّبَ فلانٌ إِذا تَكَلَّفَ الكَذِبَ وأَكْذَبَهُ أَلْفاه كاذِباً أَو قال له كَذَبْتَ وفي التنزيل العزيز فإِنهم لا يُكَذِّبُونَكَ قُرِئَتْ بالتخفيف والتثقيل وقال الفراءُ وقُرِئَ لا يُكْذِبُونَكَ قال ومعنى التخفيف واللّه أَعلم لا يجعلونك كذَّاباً وأَن ما جئتَ به باطلٌ لأَنهم لم يُجَرِّبُوا عليه كَذِباً فَيُكَذِّبُوه إِنما أَكْذَبُوه أَي قالوا إِنَّ ما جئت به كَذِبٌ لا يَعْرِفونه من النُّبُوَّة قال والتَّكْذيبُ أَن يقال كَذَبْتَ وقال الزجاج معنى كَذَّبْتُه قلتُ له كَذَبْتَ ومعنى أَكْذَبْتُه أَرَيْتُه أَن ما أَتى به كَذِبٌ قال وتفسير قوله لا يُكَذِّبُونَك لا يَقْدِرُونَ أَن يقولوا لك فيما أَنْبَأْتَ به مما في كتبهم كَذَبْتَ قال ووَجْهٌ آخر لا يُكَذِّبُونَكَ بقلوبهم أَي يعلمون أَنك صادق قال وجائز أَن يكون فإِنهم لا يُكْذِبُونكَ أَي أَنت عندهم صَدُوق ولكنهم جحدوا بأَلسنتهم ما تشهد قُلُوبُهم بكذبهم فيه وقال الفراءُ في قوله تعالى فما يُكَذِّبُكَ بعدُ بالدِّينِ يقول فما الذي يُكَذِّبُكَ بأَن الناسَ يُدانُونَ بأَعمالهم كأَنه قال فمن يقدر على تكذيبنا بالثواب والعقاب بعدما تبين له خَلْقُنا للإِنسان على ما وصفنا لك ؟ وقيل قوله تعالى فما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بالدِّين أَي ما يَجْعَلُكَ مُكَذِّباً وأَيُّ شيءٍ يَجْعَلُك مُكَذِّباً بالدِّينِ أَي بالقيامة ؟ وفي التنزيل العزيز وجاؤُوا على قميصه بدَمٍ كَذِبٍ رُوِي في التفسير أَن إِخوةَ يوسف لما طَرَحُوه في الجُبِّ أَخَذُوا قميصَه وذَبَحُوا جَدْياً فلَطَخُوا القَمِيصَ بدَمِ الجَدْي فلما رأَى يعقوبُ عليه السلام القَميصَ قال كَذَبْتُمْ لو أَكَلَه الذِّئبُ لمَزَّقَ قميصه وقال الفراءُ في قوله تعالى بدَمٍ كَذبٍ معناه مَكْذُوبٍ قال والعرب تقول للكَذِبِ مَكْذُوبٌ وللضَّعْف مَضْعُوفٌ وللْجَلَد مَجْلُود وليس له مَعْقُودُ رَأْيٍ يريدون عَقْدَ رَأْيٍ فيجعلونَ المصادرَ في كثير من الكلام مفعولاً وحُكي عن أَبي ثَرْوانَ أَنه قال إِن بني نُمَيْرٍ ليس لحَدِّهم مَكْذُوبةٌ [ ص 708 ] أَي كَذِبٌ وقال الأَخفش بدَمٍ كَذِبٍ جَعَلَ الدمَ كَذِباً لأَنه كُذِبَ فيه كما قال سبحانه فما رَبِحَتْ تِجارَتُهم وقال أَبو العباس هذا مصدر في معنى مفعول أَراد بدَمٍ مَكْذُوب وقال الزجاج بدَمٍ كذِبٍ أَي ذي كَذِب والمعنى دَمٍ مَكْذُوبٍ فيه وقُرِئَ بدَمٍ كَدِبٍ بالدال المهملة وقد تقدم في ترجمة كدب ابن الأَنباري في قوله تعالى فإِنهم لا يُكَذِّبُونَك قال سأَل سائل كيف خَبَّر عنهم أَنهم لا يُكَذِّبُونَ النبي صلى اللّه عليه وسلم وقد كانوا يُظْهِرون تَكْذيبه ويُخْفُونه ؟ قال فيه ثلاثة أَقوال أَحدها فإِنهم لا يُكَذِّبُونَك بقلوبهم بل يكذبونك بأَلسنتهم والثاني قراءة نافع والكسائي ورُويَتْ عن عليّ عليه السلام فإِنهم لا يُكْذِبُونَك بضم الياءِ وتسكين الكاف على معنى لا يُكَذِّبُونَ الذي جِئْتَ به إِنما يَجْحدون بآيات اللّه ويَتَعَرَّضُون لعُقوبته وكان الكسائي يحتج لهذه القراءة بأَن العرب تقول كَذَّبْتُ الرجلَ إِذا نسبته إِلى الكَذِبِ وأَكْذَبْتُه إِذا أَخبرت أَن الذي يُحَدِّثُ به كَذِبٌ قال ابن الأَنباري ويمكن أَن يكون فإِنهم لا يُكْذِبُونَكَ بمعنى لا يَجدونَكَ كَذَّاباً عند البَحْث والتَّدَبُّر والتَّفْتيش والثالث أَنهم لا يُكَذِّبُونَك فيما يَجِدونه موافقاً في كتابهم لأَن ذلك من أَعظم الحجج عليهم الكسائي أَكْذَبْتُه إِذا أَخْبَرْتَ أَنه جاءَ بالكَذِبِ ورواه وكَذَّبْتُه إِذا أَخْبَرْتَ أَنه كاذِبٌ وقال ثعلب أَكْذَبه وكَذَّبَه بمعنًى وقد يكون أَكْذَبَه بمعنى بَيَّن كَذِبَه أَو حَمَلَه على الكَذِب وبمعنى وجَدَه كاذباً وكاذَبْتُه مُكاذَبةً وكِذاباً كَذَّبْتُه وكَذَّبني وقد يُستعمل الكَذِبُ في غير الإِنسان قالوا كَذَبَ البَرْقُ والحُلُمُ والظَّنُّ والرَّجاءُ والطَّمَعُ وكَذَبَتِ العَيْنُ خانها حِسُّها وكذَبَ الرأْيُ تَوهَّمَ الأَمْرَ بخلافِ ما هو به وكَذَبَتْهُ نَفْسُه مَنَّتْهُ بغير الحق والكَذوبُ النَّفْسُ لذلك قال إِني وإِنْ مَنَّتْنيَ الكَذُوبُ ... لَعالِمٌ أَنْ أَجَلي قَريبُ ( يتبع )( ( ) تابع 1 ) كذب الكَذِبُ نقيضُ الصِّدْقِ كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِباً ( 2 ) أَبو زيد الكَذُوبُ والكَذُوبةُ من أَسماءِ النَّفْس ابن الأَعرابي المَكْذُوبة من النساءِ الضَّعيفة والمَذْكُوبة المرأَة الصالحة ابن الأَعرابي تقول العرب للكَذَّابِ فلانٌ لا يُؤَالَفُ خَيْلاه ولا يُسايَرُ خَيْلاه كَذِباً أَبو الهيثم انه قال في قول لبيد أَكْذِبِ النَّفْسَ إِذَا حَدَّثْتَها يقول مَنِّ نَفْسَكَ العَيْشَ الطويلَ لتَأْمُلَ الآمالَ البعيدة فتَجِدَّ في الطَّلَب لأَنَّك إِذا صَدَقْتَها فقلتَ لعلك تموتينَ اليومَ أَو غداً قَصُرَ أَمَلُها وضَعُفَ طَلَبُها ثم قال غَيْرَ أَنْ لا تَكْذِبَنْها في التُّقَى أَي لا تُسَوِّفْ بالتوبة وتُصِرَّ على المَعْصية وكَذَبَتْهُ عَفَّاقَتُه وهي اسْتُه ونحوه كثير وكَذَّبَ عنه رَدَّ وأَراد أَمْراً ثم كَذَّبَ عنه أَي أَحْجَم وكَذَبَ الوَحْشِيُّ وكَذَّبَ جَرى شَوْطاً ثم وَقَفَ لينظر ما وراءه وما كَذَّبَ أَنْ فَعَلَ ذلك تَكْذيباً أَي ما كَعَّ ولا لَبِثَ وحَمَلَ عليه فما كَذَّبَ بالتشديد أَي [ ص 709 ] ما انْثَنى وما جَبُنَ وما رَجَعَ وكذلك حَمَلَ فما هَلَّلَ وحَمَلَ ثم كَذَّبَ أَي لم يَصْدُقِ الحَمْلَة قال زهير لَيْثٌ بِعَثَّرَ يَصْطَادُ الرجالَ إِذا ... ما الليثُ كَذَّبَ عن أَقْرانه صَدَقا وفي حديث الزبير أَنه حمَلَ يومَ اليَرْمُوكِ على الرُّوم وقال للمسلمين إِن شَدَدْتُ عليهم فلا تُكَذِّبُوا أَي لا تَجْبُنُوا وتُوَلُّوا قال شمر يقال للرجل إِذا حَملَ ثم وَلَّى ولم يَمْضِ قد كَذَّبَ عن قِرْنه تَكْذيباً وأَنشد بيت زهير والتَّكْذِيبُ في القتال ضِدُّ الصِّدْقِ فيه يقال صَدَقَ القِتالَ إِذا بَذَلَ فيه الجِدُّ وكَذَّبَ إِذا جَبُن وحَمْلةٌ كاذِبةٌ كما قالوا في ضِدِّها صادقةٌ وهي المَصْدوقةُ والمَكْذُوبةُ في الحَمْلةِ وفي الحديث صَدَقَ اللّهُ وكَذَبَ بَطْنُ أَخِيك اسْتُعْمِلَ الكَذِبُ ههنا مجازاً حيث هو ضِدُّ الصِّدْقِ والكَذِبُ يَخْتَصُّ بالأَقوال فجعَل بطنَ أَخيه حيث لم يَنْجَعْ فيه العَسَلُ كَذِباً لأَنَّ اللّه قال فيه شفاء للناس وفي حديث صلاةِ الوِتْرِ كَذَبَ أَبو محمد أَي أَخْطأَ سماه كَذِباً لأَنه يُشْبهه في كونه ضِدَّ الصواب كما أَن الكَذِبَ ضدُّ الصِّدْقِ وإِنِ افْتَرَقا من حيث النيةُ والقصدُ لأَن الكاذبَ يَعْلَمُ أَن ما يقوله كَذِبٌ والمُخْطِئُ لا يعلم وهذا الرجل ليس بمُخْبِرٍ وإِنما قاله باجتهاد أَدَّاه إِلى أَن الوتر واجب والاجتهاد لا يدخله الكذبُ وإِنما يدخله الخطَأُ وأَبو محمد صحابي واسمه مسعود بن زيد وقد استعملت العربُ الكذِبَ في موضع الخطإِ وأَنشد بيت الأَخطل كَذَبَتْكَ عينُكَ أَم رأَيتَ بواسِطٍ وقال ذو الرمة وما في سَمْعِهِ كَذِبُ وفي حديث عُرْوَةَ قيل له إِنَّ ابن عباس يقول إِن النبي صلى اللّه عليه وسلم لَبِثَ بمكة بِضْعَ عَشْرَةَ سنةً فقال كَذَبَ أَي أَخْطَأَ ومنه قول عِمْرانَ لسَمُرَة حين قال المُغْمَى عليه يُصَلِّي مع كل صلاةٍ صلاةً حتى يَقْضِيَها فقال كَذَبْتَ ولكنه يُصَلِّيهن معاً أَي أَخْطَأْتَ وفي الحديث لا يَصْلُحُ الكذِبُ إِلا في ثلاث قيل أَرادَ به مَعارِيضَ الكلام الذي هو كَذِبٌ من حيث يَظُنُّه السامعُ وصِدْقٌ من حيثُ يقوله القائلُ كقوله إِنَّ في المَعاريض لَمَنْدوحةً عن الكَذِب وكالحديث الآخر أَنه كان إِذا أَراد سفراً ورَّى بغيره وكَذَبَ عليكم الحجُّ والحجَّ مَنْ رَفَعَ جَعَلَ كَذَبَ بمعنى وَجَبَ ومَن نَصَبَ فعَلى الإِغراءِ ولا يُصَرَّفُ منه آتٍ ولا مصدرٌ ولا اسم فاعل ولا مفعولٌ وله تعليلٌ دقيقٌ ومعانٍ غامِضةٌ تجيءُ في الأَشعار وفي حديث عمر رضي اللّه عنه كَذَبَ عليكم الحجُّ كَذَبَ عليكم العُمْرةُ كَذَبَ عليكم الجِهادُ ثلاثةُ أَسفارٍ كَذَبْنَ عليكم قال ابن السكيت كأَن كَذَبْنَ ههنا إِغْراءٌ أَي عليكم بهذه الأَشياءِ الثلاثة قال وكان وجهُه النصبَ على الإِغراءِ ولكنه جاءَ شاذاً مرفوعاً وقيل معناه وَجَبَ عليكم الحجُّ وقيل معناه الحَثُّ والحَضُّ يقول إِنَّ الحجَّ ظنَّ بكم حِرصاً عليه ورَغبةً فيه فكذَبَ ظَنُّه لقلة رغبتكم فيه وقال الزمخشري معنى كَذَبَ عليكم الحجُّ على كلامَين كأَنه قال كَذَب الحجُّ عليكَ الحجُّ أَي ليُرَغِّبْك الحجُّ هو واجبٌ عليك فأَضمَر الأَوَّل لدلالة الثاني عليه ومَن نصب الحجَّ [ ص 710 ] فقد جَعَلَ عليك اسمَ فِعْلٍ وفي كذَبَ ضمير الحجِّ وهي كلمةٌ نادرةٌ جاءَت على غير القِياس وقيل كَذَب عليكم الحَجُّ أَي وَجَبَ عليكم الحَجُّ وهو في الأَصل إِنما هو إِن قيل لا حَجَّ فهو كَذِبٌ ابن شميل كذبَك الحجُّ أَي أَمكَنَك فحُجَّ وكذَبك الصَّيدُ أَي أَمكنَك فارْمِه قال ورفْعُ الحجّ بكَذَبَ معناه نَصْبٌ لأَنه يريد أَن يَأْمُر بالحج كما يقال أَمْكَنَك الصَّيدُ يريدُ ارْمِه قال عنترة يُخاطبُ زوجته كَذَبَ العَتيقُ وماءُ شَنٍّ بارِدٌ ... إِنْ كُنْتِ سائِلَتي غَبُوقاً فاذهبي يقول لها عليكِ بأَكل العَتيق وهو التمر اليابس وشُرْبِ الماءِ البارد ولا تتعرَّضي لغَبُوقِ اللَّبن وهو شُرْبه عَشِيّاً لأَنَّ اللبن خَصَصْتُ به مُهري الذي أَنتفع به ويُسَلِّمُني وإِياكِ من أَعدائي وفي حديث عُمَر شكا إِليه عمرو بن معد يكرب أَو غيره النِّقْرِسَ فقال كذَبَتْكَ الظَّهائِرُ أَي عليك بالمشي فيها والظهائر جمع ظهيرة وهي شدة الحرّ وفي رواية كَذَبَ عليك الظواهرُ جمع ظاهرة وهي ما ظهر من الأَرض وارْتَفَع وفي حديث له آخر إِن عمرو بن معد يكرب شَكا إِليه المَعَص فقال كَذَبَ عليك العَسَلُ يريد العَسَلانَ وهو مَشْيُ الذِّئب أَي عليك بسُرعةِ المشي والمَعَصُ بالعين المهملة التواءٌ في عصَبِ الرِّجل ومنه حديث عليٍّ عليه السلام كذَبَتْكَ الحارقَةُ أَي عليك بمثْلِها والحارِقةُ المرأَة التي تَغْلِبُها شهوَتُها وقيل الضيقة الفَرْج قال أَبو عبيد قال الأَصمعي معنى كذَبَ عليكم مَعنى الإِغراء أَي عليكم به وكأَن الأَصلَ في هذا أَن يكونَ نَصْباً ولكنه جاءَ عنهم بالرفع شاذاً على غير قياس قال ومما يُحَقِّقُ ذلك أَنه مَرفوعٌ قول الشاعر كَذَبْتُ عَلَيكَ لا تزالُ تَقوفُني ... كما قافَ آثارَ الوَسيقةِ قائفُ فقوله كذَبْتُ عليك إِنما أَغْراه بنفسه أَي عَليكَ بي فَجَعَلَ نَفْسَه في موضع رفع أَلا تراه قد جاءَ بالتاءِ فَجَعَلها اسْمَه ؟ قال مُعَقِّرُ بن حمار البارقيُّ وذُبْيانيَّة أَوصَتْ بَنِيها ... بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُروفُ قال أَبو عبيد ولم أَسْمَعْ في هذا حرفاً منصوباً إِلا في شيءٍ كان أَبو عبيدة يحكيه عن أَعرابيٍّ نَظر إِلى ناقة نِضْوٍ لرجل فقال كذَبَ عليكَ البَزْرُ والنَّوَى وقال أَبو سعيد الضَّرِير في قوله كذَبْتُ عليك لا تزالُ تقُوفُني أَي ظَنَنْتُ بك أَنك لا تَنامُ عن وِتْري فَكَذَبْتُ عليكم فأَذَلَّه بهذا الشعر وأَخْمَلَ ذِكْرَه وقال في قوله بأَن كَذَبَ القَراطِفُ والقُروفُ قال القَراطِفُ أَكْسِيَةٌ حُمْر وهذه امرأَة كان لها بَنُونَ يركَبُونَ في شارة حَسَنةٍ وهم فُقَراء لا يَمْلكُون وراءَ ذلك شيئاً فَساءَ ذلك أُمَّهُم لأَنْ رأَتْهم فُقراءَ فقالت كَذَبَ القَراطِفُ أَي إِنَّ زِينَتهم هذه كاذبةٌ ليس وراءَها عندهم شيءٌ ابن السكيت تقول للرجل إِذا أَمَرْتَه بشيءٍ وأَغْرَيْته كَذَب علَيك كذا وكذا أَي عليكَ به وهي كلمة نادرةٌ قال وأَنشدني ابن الأَعرابي [ ص 711 ] لخِداشِ بن زُهَير كَذَبْتُ عليكم أَوْعِدُوني وعَلِّلُوا ... بيَ الأَرضَ والأَقْوامَ قِرْدانَ مَوْظِبِ أَي عليكم بي وبهجائي إِذا كنتم في سفر واقْطَعُوا بِذِكْري الأَرضَ وأَنْشِدوا القومَ هجائي يا قِرْدانَ مَوْظِبٍ وكَذَبَ لَبنُ الناقة أَي ذهَبَ هذه عن اللحياني وكَذَبَ البعيرُ في سَيره إِذا ساءَ سَيرُه قال الأَعشى جُمالِيَّةٌ تَغْتَلي بالرِّداف ... إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجيرا ابن الأَثير في الحديث الحجامةُ على الرِّيق فيها شِفاءٌ وبَرَكة فمن احْتَجَمَ فيومُ الأَحدِ والخميسِ كَذَباك أَو يومُ الاثنين والثلاثاء معنى كَذَباك أَي عليك بهما يعني اليومين المذكورين قال الزمخشري هذه كلمةٌ جَرَتْ مُجْرى المَثَل في كلامهم فلذلك لم تُصَرَّفْ ولزِمَتْ طَريقةً واحدة في كونها فعلاً ماضياً مُعَلَّقاً بالمُخاطَب وحْدَه وهي في معنى الأَمْرِ كقولهم في الدعاءِ رَحِمَك اللّه أَي لِيَرْحَمْكَ اللّهُ قال والمراد بالكذب الترغيبُ والبعثُ مِنْ قول العرب كَذَبَتْه نَفْسُه إِذا مَنَّتْه الأَمانيَّ وخَيَّلَت إِليه مِنَ الآمال ما لا يكادُ يكون وذلك مما يُرَغِّبُ الرجلَ في الأُمور ويَبْعَثُه على التَّعرُّض لها ويقولون في عكسه صَدَقَتْه نَفْسُه وخَيَّلَتْ إِليه العَجْزَ والنَّكَدَ في الطَّلَب ومِن ثَمَّ قالوا للنَّفْسِ الكَذُوبُ فمعنى قوله كذَباك أَي ليَكْذِباك ولْيُنَشِّطاكَ ويَبْعَثاك على الفعل قال ابن الأَثير وقد أَطْنَبَ فيه الزمخشري وأَطالَ وكان هذا خلاصةَ قوله وقال ابن السكيت كأَنَّ كَذَبَ ههنا إِغراءٌ أَي عليك بهذا الأَمر وهي كلمة نادرة جاءَت على غير القياس يقال كَذَبَ عليك أَي وَجَبَ عليك والكَذَّابةُ ثوبٌ يُصْبغ بأَلوانٍ يُنْقَشُ كأَنه مَوْشِيٌّ وفي حديث المَسْعُودِيِّ رأَيتُ في بيت القاسم كَذَّابَتَين في السَّقْفِ الكَذَّابةُ ثوبٌ يُصَوَّرُ ويُلْزَقُ بسَقْفِ البيت سُميت به لأَنها تُوهم أَنها في السَّقْف وإِنما هي في الثَّوْب دُونَه والكَذَّابُ اسمٌ لبعض رُجَّازِ العَرب والكَذَّابانِ مُسَيْلِمةُ الحَنَفِيُّ والأَسوَدُ العَنْسِيُّ
الرائد
* كذب يكذب: كذبا وكذبا وكذبة وكذبة وكذابا وكذابا. 1-أخبر عن الشيء بخلاف ما هو عليه، مع العلم بحقيقته وواقعه. 2-ت العين: خانها حسها. 3-البرق أو الحلم أو الرجاء: لم يصدق. 4-ه الحديث: نقل الكذب وقال خلاف الواقع. 5-ته عينه: أرته ما لا حقيقة له. 6-السير: لم يجد. 7-السرى (أي السير ليلا): لم يقدر عليه.
الرائد
* كذب تكذيبا. 1-ه: جعله كاذبا. 2-ه: نسبه إلى الكذب. 3-نفسه: اعترف بأنه كذب. 4-عن أمر أراده: أحجم عنه، إمتنع. 5-عنه: جاوب ورد عنه. 6-عنه الحر: انكسر. 7-«ما كذب أن فعل كذا»: أي ما أبطأ.
الرائد
* كذب تكذيبا وكذابا. بالأمر: أنكره «كذب بحكمة ربه».
الرائد
* كذب. أخبر بالكذب.
الرائد
* كذب. 1-مص. كذب. 2-هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو مع العلم بحقيقته وواقعه.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: