وصف و معنى و تعريف كلمة أينل:


أينل: كلمة تتكون من أربع أحرف تبدأ بـ ألف همزة (أ) و تنتهي بـ لام (ل) و تحتوي على ألف همزة (أ) و ياء (ي) و نون (ن) و لام (ل) .




معنى و شرح أينل في معاجم اللغة العربية:



أينل

جذر [ينل]

  1. بيانولا: (اسم)
    • (الموسيقى) آلة موسيقيّة من الآلات الوتريّة يحملها مُغنٍّ مُهرّج جوّال على ظهره ويديرها بيده
  2. نَيلون : (اسم)
    • نَيْلُون / نِيلُون
    • نسيج صناعيٌّ تأليفيٌّ من مادّة صناعيّة تعدُّ منها خيوط ذات متانة ومُرُونة فائقتين
  3. نيلين : (اسم)
    • النِّيلِينُ : المادةُ الملوَّنةُ في نبات النِّيل، وهي مادَّةٌ رباعيَّةٌ بيضاءُ، تتأَكسد وتَزرقُّ في الهواء، وتُنْتَج صناعياً من النفتلين
  4. أَنالَ : (فعل)
    • أنالَ يُنيل ، أَنِلْ ، إنالةً ، فهو مُنِيل ، والمفعول مُنَال
    • أَنَالَ المعدِنُ: أُصِيب فيه أَو منه شيءٌ
    • أَنَالَ فلاناً الشيءَ: أَعطاهُ إِياهُ
    • أَنالَهُ حَقَّهُ : مَكَّنَهُ مِنْهُ أَنالَهُ بِحَقِّهِ وَاسْتَرَاحَ ضَمِيرُهُ
    • أَنالَ لَهُ مُبْتَغاهُ : جَعَلَهُ يَنالُهُ
    • أَنالَ بِاللَّهِ: حَلَفَ بِهِ


  5. نالَ : (فعل)
    • نالَ / نالَ على / نالَ لـ يَنُول ، نُلْ ، نَوْلاً ونَوَالاً و نَيْلاً ونائِلاً، فهو نائل ، والمفعول مَنُول و مَنِيل
    • نَالَ مَطْلُوبَهُ : بَلَغَهُ، أَدْرَكَهُ
    • نَالَ مِنْ عِرْضِهِ : شَتَمَهُ، سَبَّهُ
    • نَالَ رِضَاهُ : تَمَتَّعَ
    • نَالَ الرَّحِيلُ : آنَ، حَانَ، دَنَا
    • نال جائِزةً: حصل عليها ،
    • ما نال لهم أَن يَفْقَهُوا: ما حانَ
    • نَالَ فلانٌ بالحديث: سمَحَ به أَو هَمَّ
    • نَالَ فلانٌ : صار كثيرَ النَّوَال
  6. أَنْوَال : (اسم)
    • أَنْوَال : جمع نَّوَالُ
  7. أَنْوَال : (اسم)
    • أَنْوَال : جمع نَول
  8. أَنْوال : (اسم)
    • أَنْوال : جمع نالُ
  9. نَأَلَ : (فعل)
    • نَأَلَ نَألا، ونَألانًا فهو نَئُولٌ
    • نَأَلَ : مشى ونهض برأسه يُحرِّكه إلى فوق، كمن يعدو وعليه حملٌ ينهض
    • نَأَلَ الفرسُ وغيرَّه: اهتز في مَشْيه
  10. نيَّلَ : (فعل)


    • نيَّلَ ينيِّل ، تَنْييلاً ، فهو مُنيِّل ، والمفعول مُنَيَّل
    • نَيَّل القُطنَ والصّوفَ ونحوَهما :صبغه بالنِّيل، وهو صباغٌ أزرق يُستخرج من نبات النِّيل
,
  1. بيانولا
    • بيانولا :-
      (الموسيقى) آلة موسيقيّة من الآلات الوتريّة يحملها مُغنٍّ مُهرّج جوّال على ظهره ويديرها بيده.

    المعجم: اللغة العربية المعاصرة

,
  1. الأيْنُ
    • ـ الأيْنُ : الإِعْياءُ ، والحيَّةُ ، والرجُلُ ، والحِمْلُ ، والحِينُ ، ومَصْدَرُ آنَ يَئِينُ ، أَي حانَ .
      ـ آنَ أَيْنُكَ ، إيْنُكَ ، وآنُكَ : حانَ حِينُكَ .
      ـ أَيْنَ : سؤالٌ عن مكانٍ .
      ـ أَيَّانَ ، مَعْناه : أَيُّ حِينٍ .
      ـ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَيَّانَ الدَّشْتِيُّ : مُحَدِّثٌ مُتَأَخِّرٌ .
      ـ الآنُ : الوَقْتُ الذي أَنْتَ فيهِ ، ظَرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ ، وَقَعَ مَعْرِفَةً ، ولم تَدْخُلْ عليه أَلْ للتَّعْرِيف ، لأنه ليسَ له ما يَشْرَكُهُ ، ورُبَّما فَتحوا اللامَ ، وحَذَفُوا الهَمْزَتَيْنِ ، كقولِهِ : فَبُحْ لانَ منها بالذي أَنْتَ بائِحُ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. يَنَعَ
    • ـ يَنَعَ الثَّمَرُ ، يَنْعاً ويُنْعاً ويُنوعاً : حانَ قِطَافُهُ ، كأَيْنَعَ .
      ـ يانِع : الأحمرُ من كلِّ شيءٍ ، والثَمرُ الناضِجُ ، كاليَنيعِ ، ج : يَنْعٌ .
      ـ يُنْعُ : من جُلِّ الشجرِ ،
      ـ يَنَعُ : ضَرْبٌ من العَقيقِ ،
      ـ يَنَعَةُ : خَرَزَةٌ حَمْراءُ ،
      ـ سعيدُ ابننُ وهْبٍ اليَناعِيُّ : تابعيٌّ .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. أينعت الشّمس الثّمار
    • أنضجتها .

    المعجم: عربي عامة

  4. أينما
    • أينما
      1 - أينما اسم شرط يجزم فعلين ، يتضمن معنى ظرف مكان ، نحو : « أينما تذهب أذهب ». وهو مركب من « أين » و « ما » الزائدة

    المعجم: الرائد

  5. أينما
    • أينما :-
      ( انظر : أ ي ن م ا - أينما ).

    المعجم: اللغة العربية المعاصر



  6. أينما
    • أينما :-
      اسم شرط للمكان ، بمعنى في أيّ موضع ، وهو أين ، وما الزائدة ( انظر : أ ي ن - أيْن ) :- أينما تكثر المدارس تقلّ الجريمة ، - { أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ } .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  7. الثمار
    • نتاج الشجر ‏ . ‏

    المعجم: عربي عامة

  8. أينع الثّمر
    • ينَع ؛ طاب ، نضج وحان قطافه :- أينع العنبُ / البرتقالُ / التفّاحُ .

    المعجم: عربي عامة

  9. أَيْنَعَ
    • أَيْنَعَ الثَّمَرُ : يَنَعَ .
      فهو يانعٌ ، ومُونِعٌ ، كما يقال : أَيفع فهو يافعٌ .


    المعجم: المعجم الوسيط

  10. أيْنَعَ
    • [ ي ن ع ]. ( فعل : رباعي لازم ). أَيْنَعَ ، يُونِعُ ، مصدر إينَاعٌ .
      1 . :- أَيْنَعَ الثَّمَرُ :- : طَابَ ، حَانَ قِطَافُهُ .
      2 . :- فَتَاةٌ أيْنَعَ شَبَابُهَا :- : بَلَغَتْ سِنَّ الكَمَالِ وَالفُتُوَّةِ . :- لاَ وَالَّلهِ إنِّي لأرَى رُؤوساً قَدْ أيْنَعَتْ وَحَانَ قِطَافُهَا . ( الحجاج الثقفي ).

    المعجم: الغني

  11. مساقط الثمار
    • مساقط جمع مسقط وهو مكان السقوط ، ومسقط الثمار هو المكان الذي تسقط فيه الثمار أي تحت الشجر وحولها ، ويكره التخلي في هذه المواضع .

    المعجم: مصطلحات فقهية

  12. ‏ جذ الثمار
    • قطعها وجنيها ‏

    المعجم: مصطلحات فقهية

  13. ‏ جذ الثمار
    • ‏ قطعها وجنيها ‏

    المعجم: مصطلحات فقهية

  14. ‏ زكاة الثمار
    • ‏ هي القيمة المالية للزرع والثمار ‏

    المعجم: مصطلحات فقهية

  15. أَينَع
    • أينع - إيناعا
      1 - أينع الثمر : أدرك ونضج وحان قطافه

    المعجم: الرائد

  16. أينعَ
    • أينعَ يُونِع ، إيناعًا ، فهو مُونِع ، والمفعول مُونَع ( للمتعدِّي ) :-
      أينع الثَّمرُ ينَع ؛ طاب ، نضج وحان قطافه :- أينع العنبُ / البرتقالُ / التفّاحُ .
      أينعتِ الشَّمسُ الثِّمارَ : أنضجتها .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  17. أين
    • " آنَ الشيءُ أَيناً : حانَ ، لغة في أَنى ، وليس بمقلوب عنه لوجود المصدر ؛

      وقال : أَلَمَّا يَئِنْ لي أَنْ تُجَلَّى عمايَتي ، وأُقْصِرَ عن ليْلى ؟ بَلى قد أَنى لِيا فجاء باللغتين جميعاً .
      وقالوا : آنَ أَيْنُك وإينُك وآن آنُك أَي حانَ حينُك ، وآنَ لك أَن تفعل كذا بَئينُ أَيْناً ؛ عن أَبي زيد ، أَي حانَ ، مثل أَنى لك ، قال : وهو مقلوبٌ منه .
      وقالوا : الآن فجعلوه اسماً لزمان الحال ، ثم وصفوا للتوسُّع فقالوا : أَنا الآنَ أَفعل كذا وكذا ، والأَلف واللام فيه زائدة لأَنَّ الاسمَ معرفة بغيرهما ، وإنما هو معرفة بلام أُخرى مقدَّرة غير هذه الظاهرة .
      ابن سيده :، قال ابن جني قوله عز وجل :، قالوا الآنَ جئتَ بالحقِّ ؛ الذي يدل على أَن اللام في الآن زائدة أَنها لا تخلو من أَن تكونَ للتعريف كما يظنُّ مخالفُنا ، أَو تكون زائدة لغير التعريف كما نقول نحن ، فالذي يدل على أَنها لغير التعريف أَنَّا اعتبرنا جميعَ ما لامُه للتعريف ، فإذا إسقاطُ لامِه جائز فيه ، وذلك نحو رجل والرجل وغلام والغلام ، ولم يقولوا افْعَلْه آنَ كما ، قالوا افعَلْه الآنَ ، فدل هذا على أَن اللامَ فيه ليست للتعريف بل هي زائدة كما يُزاد غيرُها من الحروف ، قال : فإذا ثَبتَ أَنها زائدةٌ فقد وجب النظرُ فيما يُعَرَّف به الآن فلن يخلو من أَحد وجوه التعريف الخمسة : إما لأَنه من الأَسماء المُضْمَرة أَو من الأَسماء الأَعلام ، أَو من الأَسماء المُبْهَمة ، أَو من الأَسماء المضافة ، أو من الأَسماء المُعَرَّفة باللام ، فمُحالٌ أَن تكون من الأَسماء المضمرة لأَنها معروفة محدودة وليست الآن كذلك ، ومُحالٌ أَن تكون من الأَسماء الأَعْلام لأَن تلك تخُصُّ الواحد بعَيْنه ، والآن تقعَ على كلِّ وقتٍ حاضر لا يَخُصُّ بعضَ ذلك دون بعض ، ولم يَقُلْ أَحدٌ إن الآن من الأَسماء الأَعلام ، ومُحالٌ أَيضاً أن تكون من أَسماء الإشارة لأَن جميع أَسماء الإشارة لا تجد في واحدٍ منها لامَ التعريف ، وذلك نحو هذا وهذه وذلك وتلك وهؤلاء وما أَشْبَهَ ذلك ، وذهب أَبو إسحق إلى أَن الآن إنما تَعَرُّفه بالإشارة ، وأَنه إنما بُنِيَ لما كانت الأَلف واللام فيه لغير عهد متقدم ، إنما تقولُ الآن كذا وكذا لمن لم يتقدم لك معه ذِكْر الوقت الحاضر ، فأَما فساد كونه من أَسماء الإشارة فقد تقدم ذِكرُه ، وأَما ما اعْتَلَّ به من أَنه إنما بُنيَ لأَن الأَلف واللام فيه لغير عهدٍ متقَدِّمٍ ففاسدٌ أَيضاً ، لأَنا قد نجد الأَلف واللام في كثير من الأَسماء على غير تقدُّم عهْد ، وتلك الأَسماء مع كون اللام فيها مَعارف ، وذلك قولك يا أَيها الرجلُ ، ونظَرْتُ إلىه هذا الغلام ، قال : فقد بطلَ بما ذكَرْنا أَن يكون الآنَ من الأَسماء المشار بها ، ومحالٌ أَيضاً أَن تكون من الأَسماء المتعَرِّفة بالإضافة لأَننا لا نشاهد بعده اسماً هو مضاف إليه ، فإذا بَطَلَت واسْتَحالت الأَوجه الأَربعة المقَدَّم ذكرُها لم يَبْقَ إلا أَن يكون معرَّفاً باللام نحو الرجل والغلام ، وقد دلت الدلالةُ على أَن الآن ليس مُعَرَّفاً باللام الظاهرة التي فيه ، لأَنه لو كان مَُعرَّفاً بها لجازَ سُقوطُها منه ، فلزومُ هذه اللام للآن دليلٌ على أَنها ليست للتعريف ، وإذا كان مُعَرَّفاً باللام لا محالَةَ ، واستَحال أَن تكونَ اللام فيه هي التي عَرَّفَتْه ، وجب أَن يكون مُعَرَّفاً بلام أُخرى غير هذه الظاهرة التي فيه بمنزلة أَمْسِ في أَنه تَعَرَّف بلام مرادة ، والقول فيهما واحدٌ ، ولذلك بنيا لتضمُّنهما معنى حرف التعريف ؛ قال ابن جني : وهذا رأْيُ أَبي علي وعنه أَخَذْتُه ، وهو الصوابُ ، قال سيبويه : وقالوا الآن آنُكَ ، كذا قرأْناه في كتاب سيبويه بنصب الآنَ ورفعِ آنُك ، وكذا الآنَ حدُّ الزمانَيْن ، هكذا قرأْناه أَيضاً بالنصب ، وقال ابن جني : اللام في قولهم الآنَ حَدُّ الزمانين بمنزلتها في قولك الرجلُ أَفضلُ من المرأَة أَي هذا الجنسُ أَفضلُ من هذا الجنس ، فكذلك الآن ، إذا رَفَعَه جَعَلَه جنسَ هذا المُسْتَعْمَلِ في قولهم كنتُ الآن عنده ، فهذا معنى كُنتُ في هذا الوقت الحاضر بعْضُه ، وقد تَصَرَّمَتْ أَجزاءٌ منه عنده ، وبُنيت الآن لتَضَمُّنها معنى الحرف .
      وقال أَبو عمرو : أَتَيْتُه آئِنَةً بعد آئِنَةٍ بمعنى آوِنةٍ .
      الجوهري : الآن اسمٌ للوقت الذي أَنت فيه ، وهو ظَرْف غير مُتَمَكِّنٍ ، وَقَع مَعْرِفةً ولم تدخُل عليه الأَلفُ واللامُ للتعريف ، لأَنَّه لَيْس له ما يَشْرَكُه ، وربَّما فَتَحوا اللامَ وحَذَفوا الهمْزَتَيْنِ ؛

      وأَنشد الأَخفش : وقد كُنْتَ تُخْفِي حُبَّ سَمْراءَ حِقْبَةً ، فَبُحْ ، لانَ منْها ، بالذي أَنتَ بائِح ؟

      ‏ قال ابن بري : قولُه حَذَفوا الهمزَتَين يعني الهمزةَ التي بَعْد اللامِ نَقَلَ حركتها على اللامِ وحَذَفها ، ولمَّا تَحَرَّكَت اللامُ سَقَطَتْ همزةُ الوَصْلِ الداخلةُ على اللام ؛ وقال جرير : أَلانَ وقد نَزَعْت إلى نُمَيْرٍ ، فهذا حينَ صِرْت لَهُمْ عَذابا .
      قال : ومثْلُ البيتِ الأَوَّل قولُ الآخَر : أَلا يا هِنْدُ ، هِنْدَ بَني عُمَيْرٍ ، أَرَثٌّ ، لانَ ، وَصْلُكِ أَم حَديدُ ؟ وقال أَبو المِنْهالِ : حَدَبْدَبَى بَدَبْدَبَى منْكُمْ ، لانْ ، إنَّ بَني فَزارَةَ بنِ ذُبيانْ قد طرقَتْ ناقَتُهُمْ بإنْسانْ مُشَنَّإٍ ، سُبْحان رَبِّي الرحمنْ أَنا أَبو المِنْهالِ بَعْضَ الأَحْيانْ ، ليس عليَّ حَسَبي بِضُؤْلانْ .
      التهذيب : الفراء الآن حرفٌ بُنِيَ على الأَلف واللام ولم يُخْلَعا منه ، وتُرِك على مَذْهَب الصفةِ لأَنَّه صفةٌ في المعنى واللفظ كما رأَيتهم فَعَلوا بالذي والذين ، فَتَرَكوهما على مذهب الأَداةِ والأَلفُ واللامُ لهما غير مفارِقَةٍ ؛ ومنه قول الشاعر : فإِن الأُلاء يعلمونك منهم ، كعلم مظنول ما دمت أَشعرا (* قوله « فان الألاء إلخ » هكذا في الأصل ).
      فأَدْخلَ الأَلف واللام على أُولاء ، ثم تَرَكَها مخفوضةً في موضع النصب كما كانت قبل أَن تدخُلَها الأَلف واللام ؛ ومثله قوله : وإنِّي حُبِسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه بِبابِكَ ، حتى كادَتِ الشمسُ تَغْربُ فأَدخَلَ الأَلفَ واللام على أَمْسِ ثم تركه مخفوضاً على جهة الأُلاء ؛ ومثله قوله : وجُنَّ الخازِبازِ به جُنوناً فمثلُ الآن بأَنها كانت منصوبة قبل أَن تُدْخِلَ عليها الأَلفَ واللام ، ثم أَدْخَلْتَهما فلم يُغَيِّراها ، قال : وأَصلُ الآن إنما كان أَوَان ، فحُذِفَت منها الأَلف وغُيِّرت واوُها إلى الألف كما ، قالوا في الرّاح الرَّياح ؛ قال أَنشد أَبو القَمْقام : كأَنَّ مكاكِيَّ الجِواءِ غُدَيَّةً ، نَشاوَى تَساقَوْا بالرَّياحِ المُفَلْفَلِ فجعل الرَّياحَ والأَوانَ مرَّة على جهة فَعَلٍ ، ومرة على جهة فَعالٍ ، كما ، قالوا زَمَن وزَمان ، قالوا : وإن شئت جعلتَ الآن أَصلها من قولِه آنَ لك أَن تفعلَ ، أَدخَلْتَ عليها الأَلفَ واللام ثم تركتَها على مذهب فَعَلَ ، فأَتاها النصبُ مِنْ نَصْبِ فعَل ، وهو وجهٌ جيّد كما ، قالوا : نَهى رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، عن قِيلَ وقالَ ، فكانتا كالاسمين وهما منصوبتان ، ولو خَفَضْتَهما على أَنهما أُخْرِجتا من نيّة الفعل إلى نيّة الأَسماء كان صواباً ؛ قال الأَزهري : سمعت العرب يقولون : مِنْ شُبَّ إلى دُبََّ ، وبعضٌ : من شُبٍّ إلى دُبٍّ ، ومعناه فعَل مُذْ كان صغيراً إلى أَن دَبّ كبيراً .
      وقال الخليل : الآن مبنيٌّ على الفتح ، تقول نحنُ من الآنَ نَصِيرُ إليك ، فتفتح الآنَ لأَنَّ الأَلفَ واللام إنما يدخُلانِ لعَهْدٍ ، والآنَ لم تعْهَدْه قبل هذا الوقت ، فدخلت الأَلف واللام للإشارة إلى الوقت ، والمعنى نحنُ من هذا الوقت نفعلُ ؛ فلما تضمَّنَت معنى هذا وجَب أَن تكون موقوفةً ، ففُتِحَت لالتقاء الساكنين وهما الأَلف والنون .
      قال أَبو منصور : وأَنكر الزجاجُ ما ، قال الفراء أَنَّ الآنَ إنما كان في الأَصل آن ، وأَن الأَلف واللام دخلتا على جهة الحكاية وقال : ما كان على جهة الحكاية نحو قولك قام ، إذا سَمَّيْتَ به شيئاً ، فجعلتَه مبنيّاً على الفتح لم تدخُلْه الأَلفُ واللام ، وذكر قولَ الخليل : الآنَ مبنيٌّ على الفتح ، وذهب إليه وهو قول سيبويه .
      وقال الزجاج في قوله عز وجل : الآنَ جئتَ بالحقِّ ؛ فيه ثلاثُ لُغاتٍ :، قالوا الآنَ ، بالهمز واللام ساكنة ، وقالوا أَلانَ ، متحركة اللام بغير همز وتُفْصَل ، قالوا مِنْ لانَ ، ولغة ثالثة ، قالوا لانَ جئتَ بالحقّ ، قال : والآنَ منصوبةُ النون في جميع الحالات وإن كان قبلها حرفٌ خافضٌ كقولك من الآنَ ، وذكر ابن الأَنباري الآن فقال : وانتصابُ الآن بالمضمر ، وعلامةُ النصب فيه فتحُ النون ، وأَصلُه الأَوانُ فأُسقِطَت الأَلف التي بعد الواو وجُعِلَت الواوُ أَلفاً لانفتاح ما قبلها ، قال : وقيل أَصله آنَ لك أَن تفعلَ ، فسُمِّي الوقتُ بالفعل الماضي وتُرِك آخرُه على الفتح ، قال : ويقال على هذا الجواب أَنا لا أُكلِّمُك مِنَ الآنَ يا هذا ، وعلى الجواب الأَول من الآنِ ؛

      وأَنشد ابن صخر : كأَنهما ملآنِ لم يَتَغَيَّرا ، وقد مَرَّ للدارَينَ مِن بعدِنا عَصْرُ وقال ابن شميل : هذا أَوانُ الآنَ تَعْلم ، وما جئتُ إلاَّ أَوانَ الآنَ أَي ما جئت إلا الآن ، بنصب الآن فيهما .
      وسأَل رجلٌ ابنَ عمر عن عثمان ، قال : أَنشُدك اللهَ هل تعْلم أَنه فرَّ يوم أُحُد وغاب عن بدرٍ وعن بَيْعةِ الرّضوان ؟ فقال ابنُ عمر : أَما فِرارُه يوم أُحُد فإن الله عز وجل يقول : ولقد عَفا اللهُ عنهم ؛ وأَما غَيْبَتُه عن بدرٍ فإنه كانت عنده بنتُ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وكانت مريضةً وذكر عُذْرَه في ذلك ثم ، قال : اذهبْ بهذه تَلآنَ مَعَك ؛ قال أَبو عبيد :، قال الأُمَويّ قوله تَلآنَ يريد الآن ، وهي لغة معروفة ، يزيدون التاءَ في الآن وفي حينٍ ويحذفون الهمزة الأُولى ، يقال : تَلآن وتَحين ؛ قال أَبو وجزة : العاطِفون تحينَ ما من عاطِفٍ ، والمُطْعِمونَ زمانَ ما من مُطْعِم .
      وقال آخر : وصَلَّيْنا كما زَعَمَت تَلانا .
      قال : وكان الكسائي والأَحمر وغيرُهما يذهبون إلى أَن الرواية العاطفونَة فيقول : جعل الهاء صلةً وهو وسط الكلام ، وهذا ليس يُوجد إلا على السكت ، قال : فحَدَّثتُ به الأُمَويَّ فأَنكره ، قال أَبو عبيد : وهو عندي على ما ، قال الأُمَويُّ ولا حجة لمن احتج بالكتاب في قوله : ولاتَ حينَ مَناص ، لأَن التاء منفصلةٌ من حين لأَنهم كتبوا مثلها منفصلاً أَيضاً مما لا ينبغي أَن يُفْصَل كقوله : يا وَيْلتَنا مالِ هذا الكتابِ ، واللامُ منفصلة من هذا .
      قال أَبو منصور : والنحويون على أَن التاء في قوله تعالى ولاتَ حينَ في الأَصل هاءٌ ، وإنما هي وَلاهْ فصارت تاءً للمرورِ عليها كالتاءَاتِ المؤَنثة ، وأَقاوِيلُهم مذكورة في ترجمة لا بما فيه الكفاية .
      قال أَبو زيد : سمعت العرب تقول مررت بزيدِاللاَّنَ ، ثقَّلَ اللامَ وكسر الدال وأَدْغم التنوين في اللام .
      وقوله في حديث أَبي ذر : أَما آن للرجل أَن يَعْرف مَنزِلة أَي أَما حانَ وقرُبَ ، تقول منه : آنَ يَئينُ أَيْناً ، وهو مثل أَنَى يَأْني أَناً ، مقلوبٌ منه .
      وآنَ أَيْناً : أَعيا .
      أَبو زيد : الأَيْنُ الإعْياء والتعب .
      قال أَبو زيد : لا يُبْنى منه فِعْلٌ وقد خُولِفَ فيه ، وقال أَبو عبيدة : لا فِعْل لِلأَين الذي هو الإعياء .
      ابن الأَعرابي : آنَ يَئِينُ أَيْناً من الإعياء ؛ وأَنشد : إنَّا ورَبِّ القُلُص الضَّوامِرِ إنا أَي أَعْيَينا .
      الليث : ولا يشتَقُّ منه فِعْل إلاَّ في الشِّعْر ؛ وفي قصيد كعب بن زهير : فيها على الأَيْنِ إِرْقالٌ وتَبْغيلُ الأَيْنُ : الإعياء والتعب .
      ابن السكيت : الأَيْنُ والأَيْمُ الذَّكَر من الحيات ، وقيل : الأَينُ الحيَّةُ مثل الأَيمِ ، نونه بدلٌ من اللام .
      قال أَبو خيرة : الأُيونُ والأُيومُ جماعة .
      قال اللحياني : والأَينُ والأَيم أَيضاً الرجل والحِمل .
      وأَيْنَ : سُؤَالٌ عن مكانٍ ، وهي مُغْنية عن الكلام الكثير والتطويل ، وذلك أَنك إذا قلت أَيْنَ بَيْتُك أَغناك ذلك عن ذِكْر الأَماكن كلها ، وهو اسمٌ لأَنك تقول من أَينَ ؛ قال اللحياني : هي مُؤَنثة وإن شئت ذكَّرْت ، وكذلك كلُّ ما جعله الكتابُ اسماً من الأَدوات والصِّفات ، التأْنيثُ فيه أَعْرَفُ والتذكيرُ جائز ؛ فأَما قول حُمَيد بن ثور الهلالي : وأَسماء ، ما أَسماءُ لَيْلَةَ أَدْلَجَتْ إِلَيَّ ، وأَصحابي بأَيْنَ وأَيْنَما .
      فإنه جعل أَينَ علماً للبُقْعة مجرداً من معنى الاستفهام ، فمنَعَها الصرف للتعريف والتأْنيث كأُنَى ، فتكونُ الفتحةُ في آخر أَين على هذا فتحةَ الجرِّ وإعراباً مثلها في مررْتُ بأَحْمَدَ ، وتكون ما على هذا زائدةً وأَينَ وحدها هي الاسم ، فهذا وجهٌ ، قال : ويجوز أَن يكون ركَّب أَينَ مع ما ، فلما فعل ذلك فتح الأُولى منها كفتحة الياء من حَيَّهَلْ لما ضُمَّ حَيَّ إلى هَلْ ، والفتحةُ في النون على هذا حادثةٌ للتركيب وليست بالتي كانت في أَيْنَ ، وهي استفهام ، لأَن حركة التركيب خَلَفَتْها ونابَتْ عنها ، وإذا كانت فتحةُ التركيب تؤَثر في حركة الإعراب فتزيلُها إليها نحو قولك هذه خمسةٌ ، فتُعْرِب ثم تقول هذه خمْسةَ عشَر فتخلُف فتحةُ التركيب ضمةَ الإعراب على قوة حركة الإعراب ، كان إبدالُ حركة البناء من حركة البناء أَحرى بالجواز وأَقرَبَ في القياس .
      الجوهري : إذا قلتَ أَين زيد فإنما تسأَلُ عن مكانه .
      الليث : الأَينُ وقتٌ من الأَمْكِنة (* قوله « الأين وقت من الأمكنة » كذا بالأصل ).
      تقول : أَينَ فلانٌ فيكون منتصباً في الحالات كلها ما لم تَدْخُلْه الأَلف واللام .
      وقال الزجاج : أَينَ وكيف حرفان يُسْتَفْهَم بهما ، وكان حقُّهما أَن يكونا مَوْقوفَين ، فحُرِّكا لاجتماع الساكنين ونُصِبا ولم يُخْفَضا من أَجل الياء ، لأَن الكسرة مع الياء تَثْقُل والفتحةُ أَخفُّ .
      وقال الأََُخفش في قوله تعالى : ولا يُفْلِحُ الساحِرُ حَيْث أَتى ، في حرف ابن مسعود أَينَ أَتى ، قال : وتقول العرب جئتُك من أَينَ لا تَعْلَم ؛ قال أَبو العباس : أَما ما حكي عن العرب جئتُك من أَين لا تعْلم فإنما هو جواب مَنْ لم يفهم فاستفهم ، كما يقول قائل أَينَ الماءُ والعُشْب .
      وفي حديث خطبة العيد :، قال أَبو سعيد وقلت أَيْنَ الابتداءُ بالصلاة أَي أَينَ تذْهَب ، ثم ، قال : الابْتِداءُ بالصلاة قبل الخطبة ، وفي رواية : أَين الابتداء بالصلاة أَي أَينَ يَذْهَبُ الإبتداءُ بالصلاة ، قال : والأَول أَقوى .
      وأَيّانَ : معناه أَيُّ حينٍ ، وهو سُؤَالٌ عن زمانٍ مثل متى .
      وفي التنزيل العزيز : أَيَّان مُرْساها .
      ابن سيده : أَيَّان بمعنى مَتى فينبغي أَن تكون شرطاً ، قال : ولم يذكرها أَصحابنا في الظروف المشروط بها نحو مَتى وأَينَ وأَيٌّ وحِينَ ، هذا هو الوجه ، وقد يمكن أَن يكون فيها معنى الشرط ولم يكن شرطاً صحيحاً كإِذا في غالب الأمر ؛ قال ساعدة بن جؤية يهجو امرأَة شبَّه حِرَها بفُوق السهم : نفاثِيّة أَيّانَ ما شاءَ أَهلُها ، رَوِي فُوقُها في الحُصِّ لم يَتَغَيّب .
      وحكى الزجاج فيه إيَّانَ ، بكسر الهمزة .
      وفي التنزيل العزيز : وما يَشْعُرون أَيّانَ يُبْعَثون ؛ أَي لا يعلمون متى البَعْث ؛ قال الفراء : قرأَ أَبو عبد الرحمن السُّلَمي إيّانَ يُبْعَثون ، بكسر الأَلف ، وهي لغة لبعض العرب ، يقولون متى إوانُ ذلك ، والكلام أَوان .
      قال أَبو منصور : ولا يجوز أَن تقولَ أَيّانَ فعلت هذا .
      وقوله عز وجل : يَسْأَلون أَيّانَ يومُ الدِّين ، لا يكون إلا استفهاماً عن الوقت الذي لم يجئ .
      والأَيْنُ : شجرٌ حجازي ، واحدته أَينةٌ ؛ قالت الخنساء : تذَكَّرْتُ صَخْراً ، أَنْ تَغَنَّتْ حمامةٌ هَتُوفٌ على غُصنٍ من الأَيْنِ تَسْجَعُ والأَواينُ : بلد ؛ قال مالك بن خالد الهُذليّ : هَيْهاتَ ناسٌ من أُناسٍ ديارُهم دُفاقٌ ، ودارُ الآخَرينَ الأَوايِن ؟

      ‏ قال : وقد يجوز أَن يكون واواً .
      "

    المعجم: لسان العرب

  18. ينع
    • " يَنَعَ الثَّمَرُ يَيْنَعُ ويَيْنِعُ يَنَعاً ويُنْعاً ويُنُوعاً ، فهو يانِعٌ من ثَمَرٍ يَنْعٍ وأَيْنَعَ يُونِعُ إِيناعاً ، كلاهما : أَدْرَكَ ونَضِجَ ، قال الجوهري : ولم تسقط الياء في المتقبل لتقويها بأُختها .
      وفي حديث خَيّابٍ : ومِنّا مَنْ أَيْنَعَتْ له ثمرته فهو يَهْدِبُها .
      أَيْنَعَ يُونِعُ ويَنَعَ يَيْنِعُ : أَدْرَكَ ونَضِجَ ، وأَيْنَعَ أَكثر استعمالاً ، وقرئ ويَنْعِه ويُنْعِه ويانِعِه ؛ قال الشاعر : في قِبابٍ حَوْلَ دَسْكَرَةٍ ، حَوْلَها الزَّيْتُونُ قد يَنَع ؟

      ‏ قال ابن بري : هو للأَحْوَصِ أَو يزيدَ معاوية أَو عبد الرحمن بن حسان ؛ وقال آخر : لقد أَمَرَتْني أُمُّ أَوْفَى سَفاهةً لأَهْجُرَ هَجْراً ، حِينَ أَرطَبَ يانِعُهْ أَراد هَجَراً فسَكَّنَ ضَرورةً .
      واليَنْعُ : النضجُ .
      وفي التنزيل : انْظُرُوا إِلى ثَمَرِه إِذا أَثْمَرَ ويَنْعِه .
      وثَمَرٌ يَنِيعٌ وأَيْنَعُ ويانِعٌ ، واليَنِيعُ واليانِعُ مثل النَّضِيجِ والناضِجِ ؛ قال عمرو بن معديكرب : كأَنَّ على عَوارِضِهِنَّ راحاً ، يُفَضُّ عليه رُمّانٌ يَنِيعٌ وقال أَبو حَيّةَ النُّمَيْري : له أَرَجٌ مِنْ طِيبِ ما يُلْتَقَى به ، لأَيْنَعَ يَنْدَى مِن أَراكٍ ومِن سِدْرِ وجمع اليانِعِ يَنْعٌ مثل صاحِبٍ وصَحْبٍ ؛ عن ابن كيسان : ويقال : أَيْنَعَ الثَّمَرُ ، فهو يانِعٌ ومُونِعٌ كما يقال أَيْفَعَ الغلامُ فهو يافِعٌ ، وقد يكنى بالإِيناعِ عن إِدْراكِ المَشْوِيِّ والمَطْبُوخِ ؛ ومنه قول أَبي سَمّالٍ للنجاشي : هل لكَ في رُؤُوسِ جُذْعانٍ في كَرِشٍ من أَوّلِ الليلِ إِلى آخره قد أيْنَعَتْ وتَهَرَّأَتْ ؟ وكان ذلك في رمضان ، قال له النجاشي : أَفي رمضان ؟، قال له أَبو السمّال : ما شَوّالٌ ورمضانُ إِلا واحداً ، أَ ؟

      ‏ قال نَعَمْ ، قال : فما تَسْقيني عليها ؟، قال : شراباً كالوَرْس ، يُطيِّبُ النفْس ، يُكَثِّر الطِّرْق ، ويُدِرُّ في العِرْق ، يَشُدُّ العِظام ، ويُسَهِّلُ للفَدْمِ الكلام ، قال : فثنى رجله فلما أَكَلا وشَرِبا أَخذ فيهما الشراب فارتفعت أَصواتهما فَنَذِرَ بهما بعضُ الجيران فأَتَى عليَّ بن أَبي طالب ، كرم الله وجهه ، فقال : هل لك في النَّجاشِيِّ وأَبي سمّال سَكْرانَيْنِ من الخمر ؟ فبعث إِليهما عليّ ، رحمه الله ، فأَما أَبو سمّال فسَقط إِلى جِيرانٍ له ، وأَما النجاشيُّ فأُخِذَ فأُتِيَ به عليُّ بن أَبي طالب ، رضي الله عنه ، فقال : أَفي رمضانَ وصِبْيانُنا صِيامٌ ؟ فأَمر به فجلد ثمانين وزاده عشرين ، فقال : أَبا حسن ما هذه العِلاوةُ ؟ فقال : لِجُرْأَتِكَ على الله تعالى ، فجعل أَهل الكوفة يقولون : ضَرطَ النجاشِيُّ ، فقال : كلا إِنها يَمانِيةٌ ووِكاؤُها شَهْر ؛ كل ذلك حكاه ابن الأَعرابي .
      وأَما قول الحجاج : إِنِّي لأَرَى رُؤُوساً قد أَيْنَعَتْ وحانَ قِطافُها ، فإِنما أَراد : قد قَرُبَ حِمامُها وحانَ انْصِرامُها ، شبه رؤُوسهم لاستحقاقهم القتل بثمار قد أَدركت وحان أَن تُقْطَفَ .
      واليانِعُ : الأَحمر من كمل شيء .
      وثَمَرٌ يانِعٌ إِذا لَوَّنَ ، وامرأَة يانِعةُ الوَجْنَتَيْنِ ؛ وقال رَكَّاضٌ الدُّبَيْريّ : ونَحْراً عليه الدُّرُّ تَزْهُو كُرومُه ، تَرائبَ ، لا شُقْراً ينَعْنَ ولا كُهْب ؟

      ‏ قال ابن بري : واليُنُوعُ الحُمْرةُ من الدَّمِ ؛ قال المرّار : وإِنْ رَعَفَتْ مَناسِمُها بِنَقْبٍ ، تَرَكْنَ جَنادِلاً منه يُنُوع ؟

      ‏ قال ابن الأَثير : ودمٌ يانِعٌ مُحْمارٌّ .
      واليَنَعةُ : خَرَزَةٌ حَمْراء .
      وفي حديث الملاعنة : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال في ابن الملاعنة : إِنْ جاءتْ به أُمّه أُحَيْمِرَ مِثْلَ اليَنَعةِ فهو لأَبيه الذي انْتَفَى منه ؛ قيل : اليَنَعةُ خَرَزة حَمْراء ، وجمعه يَنَعٌ .
      واليَنَعةُ أَيضاً : ضَرْبٌ من العَقِيق معروف ، وفي التهذيب : اليَنَعُ ، بغير هاء ، ضرب من العقيق معروف ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  19. أنق
    • " الأَنَقُ : الإعْجابُ بالشيء ‏ .
      ‏ تقول : أَنِقْت به وأَنا آنَق به أنَقاً وأَنا به أَنِق : مُعْجَب ‏ .
      ‏ وإنه لأَنِيقٌ مؤنق : لكل شيء أَعجبَك حُسْنه ‏ .
      ‏ وقد أَنِق بالشيء وأَنِق له أَنَقاً ، فهو به أَنِقٌ : أُعْجِبَ ‏ .
      ‏ وأَنا به أَنِق أي مُعْجَب ؛

      قال : إن الزُّبَيْرَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ ، جاءتْ به عَنْسٌ من الشامِ تَلِق ، لا أَمِنٌ جَلِيسُه ولا أَنِقْ أَي لا يأْمَنُه ولا يأْنَق به ، من قولهم أَنِقْت بالشيء أَي أُعْجِبت به ‏ .
      ‏ وفي حديث قزَعةَ مولى زياد : سمعت أَبا سعيد يحدِّث عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بأَربع فآنقَتْني أَي أَعجبتْني ؛ قال ابن الأَثير : والمحدّثون يروونه أَيْنَقْنَني ‏ .
      ‏ وليس بشيء ؛ قال : وقد جاء في صحيح مسلم : لا أَيْنَقُ بحديثه أَي لا أُعْجَب ، وهي هكذا تروى ‏ .
      ‏ وآنقَني الشيء يُؤْنِقُني إيناقاً : أَعجبني ‏ .
      ‏ وحكى أبو زيد : أَنِقْت الشيء أَحببْته ؛ وعلى هذا يكون قولهم : رَوضة أَنيق ، في معنى مأْنُوقة أَي محبوبة ، وأمّا أَنِيقة فبمعنى مُؤْنِقة ‏ .
      ‏ يقال : آنقَني الشيء فهو مُؤْنِق وأَنِيق ، ومثله مؤْلم وأَلِيم ومُسمِع وسميع ؛

      وقال : أَمِنْ رَيْحانةَ الدّاعِي السميعُ ومثله مُبدِع وبديع ؛ قال الله تعالى : بديع السمواتِ والأرض ؛ ومُكِلٌّ وكَلِيل ؛ قال الهذلي : حتى شآها كَلِيلٌ ، مَوْهِناً ، عَمِلٌ ، باتَتْ طِراباً ، وباتَ الليلَ لم يَنَمِ والأَنَقُ : حُسْن المَنْظر وإعْجابه إياك ‏ .
      ‏ والأَنَقُ : الفرَحُ والسُّرور ، وقد أَنِقَ ، بالكسر ، يأْنَقُ أَنَقاً ‏ .
      ‏ والأَنَقُ : النباتُ الحسَن المعجب ، سمِّي بالمصدر ؛ قالت أَعرابية : يا حبذا الخَلاء آكلُ أَنَقي وأَلبَس خَلَقي وقال الراجز : جاء بنو عَمِّك رُوّادُ الأَنَقْ وقيل : الأَنَق اطِّراد الخُضْرة في عينيك لأَنها تُعجِب رائيها ‏ .
      ‏ وشيء أَنيقٌ : حسن مُعجِب ‏ .
      ‏ وتأنَّق في الأَمر إذا عمله بِنِيقةٍ مثل تَنَوَّقَ ، وله إناقةٌ وأَناقةٌ ولَباقةٌ ‏ .
      ‏ وتأَنَّقَ في أُموره : تجوَّد وجاء فيها بالعجب ‏ .
      ‏ وتأْنَّقَ المَكانَ : أعجَبه فعَلِقَه لا يفارقه ‏ .
      ‏ وتأَنَّق فلان في الرَّوضة إذا وقع فيها معجباً بها ‏ .
      ‏ وفي حديث ابن مسعود : إذا وقعتُ في آل حم وقعتُ في رَوْضاتٍ أتأنَّقُهنّ ، وفي التهذيب : وقعتُ في روْضاتٍ دَمِثاتٍ أَتأَنَّقُ فيهن ؛ أَبو عبيد : قوله أَتأَنق فيهن أَتَتبَّع محاسنهن وأُعْجَبُ بهن وأَستلذُّ قراءتهن وأَتمتَّعُ بمحاسنهن ؛ ومنه قيل : منظر أَنيق إذا كان حسناً معجباً ، وكذلك حديث عبيد بن عمير : ما من عاشِية أَشدُّ أَنَقاً ولا أَبعدُ شِبَعاً من طالب علم أَي أَشد إعجاباً واستحساناً ومحَبَّة ورَغْبة ‏ .
      ‏ والعاشِيةُ من العَشاء : وهو الأَكل بالليل ‏ .
      ‏ ومن أَمثالهم : ليس المُتعلِّق كالمُتأَنِّق ؛ معناه ليس القانع بالعُلْقة وهي البُلْغة من العيش كالذي لا يَقْنَع إلا بآنَق الأَشياء وأَعجبها ‏ .
      ‏ ويقال : هو يتأَنّق أَي يَطلُب آنَق الأَشياء ‏ .
      ‏ أَبو زيد : أَنِقْت الشيء أَنَقاً إذا أَحببْته ؛ وتقول : روْضة أَنِيق ونبات أَنيق ‏ .
      ‏ والأَنُوقُ على فَعُول : الرَّخَمة ، وقيل : ذكر الرخم ‏ .
      ‏ ابن الأَعرابي : أَنْوقَ الرجل إذا اصطاد الأَنُوق وهي الرخمة ‏ .
      ‏ وفي المثل : أَعزُّ من بيض الأَنُوق لأَنها تُحْرِزه فلا يكاد يُظْفَر به لأَن أَوْكارها في رؤوس الجبال والأَماكن الصعْبة البعيدة ، وهي تُحمَّق مع ذلك ‏ .
      ‏ وفي حديث عليّ ، رحمة الله عليه : ترقَّيتُ إلى مَرْقاةٍ يقْصُر دونها الأَنُوق ؛ هي الرخمة لأَنها تبيض في رؤُوس الجبال والأَماكن الصعبة ؛ وفي المثل : طَلبَ الأَبْلَقَ العَقُوقَ ، فلمّا لم يَجِدْهُ ، أَرادَ بيضَ الأَنُوق ؟

      ‏ قال ابن سيده : يجوز أَن يُعْنى به الرخمة الأُنثى وأَن يعنى به الذكر لأَن بيض الذكر معدوم ، وقد يجوز أَن يضاف البيض إليه لأَنه كثيراً ما يحضُنها ، وإن كان ذكراً ، كما يحضُن الظليم بيضه كما ، قال امرؤ القيس أَو أَبو حَيَّة النُّمَيْري : فما بَيْضةٌ باتَ الظَّلِيمُ يَحُفُّها ، لدى جُؤْجُؤٍ عَبْلٍ ، بمَيْثاءٍ حَوْمَلا وفي حديث معاوية ، قال له رجل : افْرِضْ لي ، قال نعم ، قال ولولدي ، قال لا ، قال ولعشيرتي ، قال لا ؛ ثم تمثل : طَلبَ الأَبلقَ العَقوقَ ، فلمّا لم يجده ، أَراد بَيضَ الأَنوق العَقُوقُ : الحامل من النُّوق ، والأَبلق : من صفات الذكور ، والذكر لا يحمل فكأَنه ، قال طَلَب الذكر الحامل ‏ .
      ‏ وبَيضُ الأَنوق مثَل للذي يطلبُ المُحال الممتنِع ، ومنه المثل : أَعَزُّ من بيض الأَنُوق والأَبلقِ العقوق ، وفي المثل السائر في الرجل يُسأَل ما لا يكون وما لا يُقْدَرُ عليه : كلَّفْتَني الأَبْلَقَ العَقُوق ؛ ومثله : كلَّفتني بيض الأنوق ‏ .
      ‏ وفي التهذيب :، قال معاوية لرجل أراده على حاجة لا يُسأَل مثلها وهو يَفْتِل له في الذِّرْوة والغاربِ : أَنا أَجَلُّ من الحَرْشِ ثم الخَديعةِ ، ثم سأله أُخْرَى أَصْعبَ منها فأَنشد البيت المَثَلَ ‏ .
      ‏ قال أَبو العباس : وبيضُ الأنوق عزيز لا يوجد ، وهذا مثل يُضرب للرجل يَسأَل الهَيِّنَ فلا يُعْطَى ، فيَسأَل ما هو أَعز منه ‏ .
      ‏ وقال عُمارةُ : الأَنوقُ عندي العُقاب والناس يقولون الرخَمة ، والرخمةُ توجد في الخَرابات وفي السهْل ‏ .
      ‏ وقال أَبو عمرو : الأَنوق طائر أَسود له كالعُرْف يُبعِد لبيضه ‏ .
      ‏ ويقال : فلان فيه مُوقُ الأَنُوق لأَنها تُحمَّق ؛ وقد ذكرها الكميت فقال : وذاتِ اسْمَينِ ، والأَلوانُ شَتَّى ، تُحَمَّقُ ، وهي كَيِّسةُ الحَوِيلِ يعني الرخمة ‏ .
      ‏ وإنما قيل لها ذات اسمين لأَنها تسمِّى الرخمة والأَنُوقَ ، وإنما كَيِسَ حَوِيلُها لأَنها أَوَّل الطير قِطاعاً ، وإنما تبيض حيث لا يَلْحَق شيء بيضها ، وقيل : الأَنوق طائر يشبه الرخمة في القَدِّ والصَّلَعِ وصُفْرة المِنقار ، ويخالفها أَنها سوداء طويلة المِنْقار ؛ قال العُدَيْلُ بن الفَرْخ : بَيْضُ الأَنُوقِ كسِرِّهِنَّ ، ومَن يُرِدْ بَيْضَ الأَنوقِ ، فإنه بمَعاقِل "

    المعجم: لسان العرب

  20. أيا
    • " أَيّ : حرف استفهام عما يعقل وما لا يعقل ، وقوله : وأَسماء ، ما أَسْماءُ ليلةَ أَدْلَجَتْ إِليَّ ، وأَصْحابي بأَيَّ وأَيْنَما فإِنه جعل أَيّ اسماً للجهة ، فلما اجتمع فيه التعريف والتأْنيث منعه الصرف ، وأَما أَينما فهو مذكور في موضعه ؛ وقال الفرزدق : تَنَظَّرْتُ نَصْراً والسِّماكَيْنِ أَيْهُما عَليَّ من الغَيْثِ اسْتَهَلَّتْ مواطِرُهْ إِنما أَراد أَيُّهما ، فاضطر فحذف كما حذف الآخر في قوله : بَكى ، بعَيْنَيك ، واكفُ القَطْرِ ابنَ الحَواري العاليَ الذِّكْرِ إِنما أَراد : ابن الحواريّ ، فحذف الأَخيرة من ياءي النسب اضطراراً .
      وقالوا : لأَضربن أَيُّهم أَفضلُ ؛ أَيّ مبنية عند سيبويه ، فلذلك لم يعمل فيها الفعلُ ، قال سيبويه : وسأَلت الخليل عن أَيِّي وأَيُّك كان شرّاً فأَخزاه الله فقال : هذا كقولك أَخزى الله الكاذبَ مني ومنك ، إِنما يريد منَّا فإِنما أَراد أَيُّنا كان شَرّاً ، إِلا أَنهما لم يشتركا في أَيٍّ ، ولكنهما أَخْلَصاهُ لكل واحد منهما ؛ التهذيب :، قال سيبويه سأَلت الخليل عن قوله : فأَيِّي ما وأَيُّكَ كان شَرّاً ، فسِيقَ إِلى المقامَةِ لا يَراها فقال : هذا بمنزلة قول الرجل الكاذبُ مني ومنك فعل الله به ؛ وقال غيره : إِنما يريد أَنك شرٌّ ولكنه دعا عليه بلفظ هو أَحسن من التصريح كما ، قال الله تعالى : وأَنا أَو إِياكم لعلى هُدىً أَو في ضلال مبين ؛

      وأَنشد المُفَضَّلُ : لقد عَلِم الأَقوامُ أَيِّي وأَيُّكُمْ بَني عامِرٍ ، أَوْفى وَفاءً وأَظْلَمُ معناه : علموا أَني أَوْفى وَفاءً وأَنتم أَظلم ، قال : وقوله فأَبي ما وأَيك ، أَيّ موضع رفع لأَنه اسم مكان ، وأَيك نسق عليه ، وشرّاً خبرها ، قال : وقوله : فسيق إِلى المقامة لا يراها أَي عَمِيَ ، دعاء عليه .
      وفي حديث أَبي ذر أَنه ، قال لفلان : أَشهد أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال إِني أَو إِياك فرعونُ هذه ا لأُمة ؛ يريد أَنك فرعونُ هذه الأُمة ، ولكنه أَلقاه إِليه تعريضاً لا تصريحاً ، وهذا كما تقول أَحدُنا كاذبٌ وأَنت تعلم أَنك صادق ولكنك تُعَرِّضُ به .
      أَبو زيد : صَحِبه الله أَيَّا مّا تَوَجَّهَ ؛ يريد أَينما توجه .
      التهذيب : روي عن أَحمد بن يحيى والمبرّد ، قالا : لأَيّ ثلاثة أُصول : تكون استفهاماً ، وتكون تعجباً ، وتكون شرطاً ؛

      وأَنشد : أَيّاً فَعَلْتَ ، فإِني لك كاشِحٌ ، وعلى انْتِقاصِك في الحَياةِ وأَزْدَد ؟

      ‏ قالا جزَمَ قوله : وأَزْدَد على النسق على موضع الفاء التي في فإِنني ، كأَنه ، قال : أَيّاً تفعلْ أُبْغِضْكَ وأَزْدَدْ ؛ قالا : وهو مثل معنى قراءة من قرأَ : فأَصَّدَّقَ وأَكُنْ ، فتقدير الكلام إِن تؤخرني أَصَّدَّق وأَكن ، قالا : وإِذا كانت أَيٌّ استفهاماً لم يعمل فيها الفعل الذي قبلها ، وإِنما يرفعها أَو ينصبها ما بعدها .
      قال الله عز وجل : لنَعْلَم أَيٌّ الحِزْبين أَحصى لما لبثوا أَمداً ؛ قال المبرد : فأَيٌّ رفع ، وأَحصى رفع بخبر الابتداء .
      وقال ثعلب : أَيٌّ رافعهُ أَحصى ، وقالا : عمل الفعل في المعنى لا في اللفظ كأَنه ، قال لنعلم أَيّاً من أَيٍّ ، ولنَعْلم أَحَدَ هذين ، قالا : وأَما المنصوبة بما بعدها فقوله : وسيعلم الذين ظلموا أَيَّ مُنْقَلَبٍ ينقلبون ؛ نصب أَيّاً بينقلبون .
      وقال الفراء : أَيٌّ إِذا أَوْقَعْتَ الفعل المتقدّم عليها خرجت من معنى الاستفهام ، وذلك إِن أَردته جائز ، يقولون لأَضْربنَّ أَيُّهم يقول ذلك ، لأَن ال ضرب على اسم يأْتي بعد ذلك استفهام ، وذلك أَن الضرب لا يقع اننين (* قوله « لأن الضرب إلخ » كذا بالأصل ).
      قال : وقول الله عز وجل : ثم لننزعنَّ من كل شيعةٍ أَيُّهم أَشَدُّ على الرحمن عِتِيّاً ؛ من نصب أَيّاً أَوقع عليها النَّزْعَ وليس باستفهام كأَنه ، قال لنستخرجن العاتي الذي هو أَشدّ ، ثم فسر الفراء وجه الرفع وعليه القراء على ما قدمناه من قول ثعلب والمبرد .
      وقال الفراء : وأَيّ إِذا كانت جزاء فهي على مذهب الذي ، قال وإِذا كان أَيّ تعجباً لم يجاز بها لأن التعجب لا يجازى به ، وهو كقولك أَيُّ رجل زيدٌ وأَيٌّ جاريةٍ زينبُ ، قال : والعرب تقول أَيّ وأَيّانِ وأَيُّونَ ، إِذا أَفردوا أَيّاً ثَنَّوْها وجمعوها وأَنثوها فقالوا أَيّة وأَيْتان وأَيّاتٌ ، وإِذا أَضافوها إِلى ظاهرٍ أَفردوها وذكَّروها فقالوا أَيّ الرجلين وأَيّ المرأَتين وأَيّ الرجل وأَيّ النساء ، وإِذا أَضافوا إلى المَكْنِيّ المؤنث ذكَّروا وأَنَّثوا فقالوا أَيهما وأَيتهما للمرأَتين ، وفي التنزيل العزيز : أَيَّا مَّا تَدْعوا ؛ وقال زهير في لغة من أَنَّث : وزَوَّدُوك اشْتياقاً أَيَّةً سَلَكوا أَراد : أَيَّةَ وُجْهةٍ سلكوا ، فأَنثها حين لم يضفها ، قال : ولو قلت أَيّاً سلكوا بمعنى أَيَّ وَجْه سلكوا كان جائزاً .
      ويقول لك قائل : رأَيتُ ظَبْياً ، فتجيبه : أَيّاً ، ويقول : رأَيت ظبيين ، فتقول : أَيَّين ، ويقول : رأَيت ظِباءً ، فتقول : أَيَّات ، ويقول : رأَيت ظبية ، فتقول : أَيَّةً .
      قال : وإِذا سأَلت الرجل عن قبيلته قلت المَيِّيُّ ، وإِذا سأَلته عن كورته قلت الأَيِّيُّ ، وتقول مَيِّيٌّ أَنت وأَيِّيٌّ أَنت ، بياءين شديدتين .
      وحكى الفراء عن العرب في لُغَيَّة لهم : أَيُّهم ما أَدرك يركب على أَيهم يريد .
      وقال الليث : أَيّانَ هي بمنزلة متى ، قال : ويُخْتَلَف في نونها فيقال أَصلية ، ويقال زائدة .
      وقال الفراء : أَصل أَيان أَيَّ أَوانٍ ، فخففوا الياء من أَي وتركوا همزة أَوان ، فالتقت ياء ساكنة بعدها واو ، فأُدغمت الواو في الياء ؛ حكاه عن الكسائي ، قال : وأَما قولهم في النداء أَيها الرجل وأَيتها المرأَة وأَيها الناس فإِن الزجاج ، قال : أَيّ اسم مبهم مبني على الضم من أَيها الرجل لأَنه منادى مفرد ، والرجل صفة لأَيّ لازمة ، تقول يا أَيها الرجل أَقبل ، ولا يجوز يا الرجل ، لأَن يا تنبيه بمنزلة التعريف في الرجل فلا يجمع بين يا وبين الأَلف واللام فتصل إِلى الأَلف واللام بأَيّ ، وها لازمة لأَيّ للتنبيه ، وهي عوض من الإِضافة في أَيّ ، لأَن أَصل أَيّ أَن تكون مضافة إِلى الاستفهام والخبر ، والمُنادى في الحقيقة الرجلُ ، وأَيّ وُصْلَة إِليه ، وقال الكوفيون : إِذا قلت يا أَيها الرجل ، فيا نداء ، وأَيّ اسم منادى ، وها تنبيه ، والرجل صفة ، قالوا ووُصِلَتْ أَيّ بالتنبيه فصارا اسماً تامّاً لأَن أَيا وما ومن الذي أَسماء ناقصة لا تتم إِلا بالصلات ، ويقال الرجل تفسير لمن نودي .
      وقال أَبو عمرو : سأَلت المبرّد عن أَيْ مفتوحة ساكنة ما يكون بعدها فقال : يكون الذي بعدها بدلاً ، ويكون مستأْنفاً ويكون منصوباً ؛ قال : وسأَلت أَحمد بن يحيى فقال : يكون ما بعدها مُتَرْجِماً ، ويكون نصباً بفعل مضمر ، تقول : جاءني أَخوك أَي زيد ورأَيت أَخاك أَي زيداً ومررت بأَخيك أَي زيد .
      ويقال : جاءني أَخوك فيجوز فيه أَيْ زيدٌ وأَيْ زيداً ، ومررت بأَخيك فيجوز فيه أَي زيدٍ أَي زيداً أَي زيدٌ .
      ويقال : رأَيت أَخاك أَي زيداً ، ويجوز أَي زيدٌ .
      وقال الليث : إِيْ يمينٌ ، قال الله عز وجل : قل إِي وربي إِنه لحق ؛ والمعنى إِي والله ؛ قال الزجاج : قل إِي وربي إِنه لحق ، المعنى نعم وربي ، قال : وهذا هو القول الصحيح ، وقد تكرر في الحديث إِي واللهِ وهي بمعنى نعم ، إِلا أَنها تختص بالمجيء مع القسم إِيجاباً لما سبقه من الاستعلام .
      قال سيبويه : وقالوا كأَيَّنْ رجلاً قد رأَيت ، زعم ذلك يونس ، وكأَيَّنْ قد أَتاني رجلاً ، إِلا أَن أَكثر العرب إِنما يتكلمون مع مِنْ ، قال : وكأَيَّنْ مِنْ قرية ، قال : ومعنى كأَيِّن رُبَّ ، وقال : وإِن حذفت من فهو عربي ؛ وقال الخليل : إِن جَرَّها أَحدٌ من العرب فعسى أَن يجرّها بإِضمار من ، كما جاز ذلك في كم ، قال : وقال الخليل كأَيِّنْ عملت فيما بعدها كعمل أَفضلهم في رجل فصار أَيّ بمنزلة التنوين ، كما كان هم من قولهم أَفضلهم بمنزلة التنوين ، قال : وإِنما تجيء الكاف للتشبيه فتصير هي وما بعدها بمنزلة شيء واحد ، وكائِنْ بزنة كاعِنْ مغير من قولهم كأَيِّنْ .
      قال ابن جني : إِن سأَل سائل فقال ما تقول في كائِنْ هذه وكيف حالها وهل هي مركبة أَو بسيطة ؟ فالجواب إِنها مركبة ، قال : والذي عَلَّقْتُه عن أَبي علي أَن أَصلها كأَيَّنْ كقوله تعالى : وكأَيِّنْ من قرية ؛ ثم إِن العرب تصرفت في هذه الكلمة لكثرة استعمالها إِياها ، فقدمت الياء المشددة وأَخرت الهمزة كما فعلت ذلك في عِدّة مواضع نحو قِسِيّ وأَشْياء في قول الخليل ، وشاكٍ ولاثٍ ونحوهما في قول الجماعة ، وجاءٍ وبابه في قول الخليل أَيضاً وغير ذلك ، فصار التقدير فيما بَعْدُ كَيِّئٌ ، ثم إِنهم حذفوا الياء التانية تخفيفاً كما حذفوها في نحو مَيِّت وهَيِّن ولَيِّن فقالوا مَيْت وهَيْن ولَيْن ، فصار التقدير كَيْئٌ ، ثم إِنهم قلبوا الياء أَلفاً لانفتاح ما قبلها كما قلبوا في طائيّ وحارِيٍّ وآيةٍ في قول الخليل أَيضاً ، فصارت كائِنْ .
      وفي كأَيِّنْ لغات : يقال كأَيِّنْ وكائِنْ وكأْيٌ ، بوزنَ رَميٍ ، وكإٍ بوزن عَمٍ ؛ حكى ذلك أَحمد بن يحيى ، فمن ، قال كأَيِّنْ فهي أَيٌّ دخلت عليها الكاف ، ومن ، قال كائِنْ فقد بيَّنَّا أَمره ، وم ؟

      ‏ قال كأْي بوزن رَمْي فأَشبه ما فيه أَنه لما أَصاره التغيير على ما ذكرنا إِلى كَيْءٍ قدّم الهمزة وأَخر الياء ولم يقلب الياءَ أَلفاً ، وحَسَّنَ ذلك ضَعْف هذه الكلمة وما اعْتَوَرَها من الحذف والتغيير ، ومن ، قال كإٍ بوزن عَمٍ فإنه حذف الياء من كَيْءٍ تخفيفاً أَيضاً ، فإِن قلت : إِن هذا إِجحاب بالكلمة لأَنه حذف بعد حذف فليس ذلك بأَكثر من مصيرهم بأَيْمُن الله إِلى مُنُ اللهِ ومِ الله ، فإِذا كثر استعمال الحذف حسن فيه ما لا يحسن في غيره من التغيير والحذف .
      وقوله عز وجل : وكأَيِّنْ من قرية ؛ فالكاف زائدة كزيادتها في كذا وكذا ، وإِذا كانت زائدة فليست متعلقة بفعل ولا بمعنى فعل .
      وتكون أَيٌّ جزاء ، وتكون بمعنى الذي ، والأُنثى من كل ذلك أَيّة ، وربما قيل أَيُّهن منطلقةٌ ، يريد أَيَّتهن ؛ وأَيّ : استفهام فيه معنى التعجب فيكون حينئذ صفة للنكرة وحالاً للمعرفة نحو ما أَنشده سيبويه للراعي : فأَوْمَأْتُ إِيماءً خَفيّاً لحَبْتَرٍ ، ولله عَيْنا حبتر أَيَّما فَتى أَي أَيَّما فَتىً هو ، يتعجب من اكتفائه وشدة غَنائه .
      وأَيّ : اسم صيغ ليتوصل به إِلى نداء ما دخلته الأَلف واللام كقولك يا أَيها الرجل ويا أَيها الرجلان ويا أَيها الرجال ، ويا أَيتها المرأَة ويا أَيتها المرأَتان ويا أَيتها النسوة ويا أَيها المرأَة ويا أَيها المرأَتان ويا أَيها النسوة .
      وأَما قوله عز وجل : يا أَيها النملُ ادخلوا مساكنَكم لا يَحْطِمَنَّكم سليمانُ وجنودُه ؛ فقد يكون على قولك يا أَيها المرأَة ويا أََيها النسوة ، وأَما ثعلب فقال : إِنما خاطب النمل بيا أَيها لأَنه جعلهم كالناس فقال يا أَيها النمل كما تقول للناس يا أَيها الناس ، ولم يقل ادخلي لأَنها كالناس في المخاطبة ، وأَما قوله : يا أَيها الذين آمنوا ، فيا أَيُّ نداء مفرد مبهم والذين في موضع رفع صفة لأَيها ، هذا مذهب الخليل وسيبويه ، وأَما مذهب الأَخفش فالذين صلة لأَيّ ، وموضع الذين رفع بإِضمار الذكر العائد على أَيّ ، كأَنه على مذهب الأَخفش بمنزلة قولك يا من الذي أَي يا من هم الذين وها لازمة لأَي عوضاً مما حذف منها للإضافة وزيادةً في التنبيه ، وأَجاز المازني نصب صفة أَي في قولك يا أَيها الرجلَ أَقبل ، وهذا غير معروف ، وأَيّ في غير النداء لا يكون فيها ها ، ويحذف معها الذكر العائد عليها ، تقول : اضرب أَيُّهم أَفضل وأَيَّهم أَفضل ، تريد اضرب أَيَّهم هو أَفضلُ .
      الجوهريّ : أَيٌّ اسم معرب يستفهم بها ويُجازَى بها فيمن يعقل وما لا يعقل ، تقول أَيُّهم أَخوك ، وأَيُّهم يكْرمني أُكْرِمْه ، وهو معرفة للإضافة ، وقد تترك الإضافة وفيه معناها ، وقد تكون بمنزلة الذي فتحتاج إِلى صلة ، تقول أَيُّهم في الدار أَخوك ؛ قال ابن بري : ومنه قول الشاعر : إِذا ما أَتيتَ بني مالكٍ ، فَسَلِّمْ على أَيُّهم أَفضل ؟

      ‏ قال : ويقال لا يَعْرِفُ أَيّاً من أَيٍّ إِذا كان أَحمق ؛ وأَما قول الشاعر : إِذا ما قيلَ أَيُّهمُ لأيٍّ ، تَشابَهَتِ العِبِدَّى والصَّمِيمُ فتقديره : إِذا قيل أَيُّهم لأَيٍّ يَنْتَسِبُ ، فحذف الفعل لفهم المعنى ، وقد يكون نعتاً ، تقول : مررت برجل أَيِّ رجلٍ وأَيِّما رجلٍ ، ومررت بامرأَة أَيَّةِ امرأَة وبامرأَتين أَيَّتما امرأَتين ، وهذه امرأَةٌ أَيَّةُ امرأَةٍ وأَيَّتُما امرأَتين ، وما زائدة .
      وتقول : هذا زيد أَيَّما رجل ، فتنصب أَيّاً على الحال ، وهذه أَمةُ الله أَيَّتَما جاريةٍ .
      وتقول : أَيُّ امرأَة جاءتك وجاءك ، وأَيَّةُ امرأَةٍ جاءتك ، ومررت بجارية أَيِّ جاريةٍ ، وجئتك بمُلاءةٍ أَيِّ مُلاءَةٍ وأَيَّةِ مُلاءَةٍ ، كل جائز .
      وفي التنزيل العزيز : وما تَدْرِي نفسٌ بأَيِّ أَرضٍ تموتُ .
      وأَيٌّ : قد يتعجب بها ؛ قال جميل : بُثَيْنَ ، الْزَمِي لا ، إِنَّ لا ، إِنْ لَزِمْتِهِ على كَثْرَةِ الواشِينَ ، أَيُّ مَعُون ؟

      ‏ قال الفراء : أَيٌّ يعمل فيه ما بعده ولا يعمل فيه ما قبله .
      وفي التنزيل العزيز : لنعلم أَيُّ الحزبين أَحْصَى ؛ فرفع ، وفيه أَيضاً : وسيعلم الذين ظلموا أَيَّ مُنْقَلب ينقلبون ؛ فنصبه بما بعده ؛ وأَما قول الشاعر : تَصِيحُ بنا حَنِيفَةُ ، إِذْ رأَتْنا ، وأَيَّ الأَرْضِ تَذْهَبُ للصِّياحِ فإِنما نصبه لنزع الخافض ، يريد إلى أَي الأَرض .
      قال الكسائي : تقول لأَضْرِبَنّ أَيُّهم في الدار ، ولا يجوز أَن تقول ضربت أَيُّهم في الدار ، ففرق بين الواقع والمُنْتَظَرِ ، قال : وإِذا نادَيت اسماً فيه الأَلف واللام أَدخلت بينه وبين حرف النداء أَيُّها ، فتقول يا أَيها الرجل ويا أَيتها المرأَة ، فأَيّ اسم مبهم مفرد معرفة بالنداء مبني على الضم ، وها حرف تنبيه ، وهي عوض مما كانت أَيّ تضاف إِليه ، وترفع الرجل لأَنه صفة أَيّ .
      قال ابن بري عند قول الجوهري وإِذا ناديت اسماً فيه ا لأَلف واللام أَدخلت بينه وبين حرف النداء أَيها ، قال : أَي وُصْلة إِلى نداء ما فيه الأَلف واللام في قولك يا أَيها الرجل ، كما كانت إِيَّا وُصْلَةَ المضمر في إياه وإياك في قول من جعل إيَّا اسماً ظاهراً مضافاً ، على نحو ما سمع من قول بعض العرب : إِذا بلغ الرجل الستين فإِيَّاه وإِيَّا الشَّوابِّ ؛ قال : وعليه قول أَبي عُيَيْنَة : فَدَعني وإِيَّا خالدٍ ، لأُقَطِّعَنَّ عُرَى نِياطِهْ وقال أَيضاً : فَدَعني وإِيَّا خالدٍ بعدَ ساعةٍ ، سَيَحْمِلُه شِعْرِي على الأَشْقَرِ الأَغَرّ وفي حديث كعب بن مالك : فَتَخَلَّفْنا أَيَّتُها الثلاثة ؛ يريد تَخَلُّفَهم عن غزوة تَبُوكَ وتأَخُّر توبتهم .
      قال : وهذه اللفظة تقال في الاختصاص وتختص بالمُخْبر عن نفسه والمُخاطَب ، تقول أَما أَنا فأَفعل كذا أَيُّها الرجلُ ، يعني نفسه ، فمعنى قول كعب أَيتها الثلاثة أَي المخصوصين بالتخلف .
      وقد يحكى بأَيٍّ النكراتُ ما يَعْقِلُ وما لا يعقل ، ويستفهم بها ، وإِذا استفهمت بها عن نكرة أَعربتها بإِعراب الاسم الذي هو اسْتِثبات عنه ، فإِذا قيل لك : مرَّ بي رجل ، قلتَ أَيٌّ ىا فتى ؟ تعربها في الوصل وتشير إِلى الإِعراب في الوقف ، فإِن ، قال : رأَيت رجلاً ، قلت : أَيّاً يا فتى ؟ تعرب وتنوّن إِذا وصلت وتقف على الأَلف فتقول أَيَّا ، وإِذا ، قال : مررت برجل ، قلتَ : أَيٍّ يا فتى ؟ تعرب وتنوّن ، تحكي كلامه في الرفع والنصب والجر في حال الوصل والوقف ؛ قال ابن بري : صوابه في الوصل فقط ، فأَما في الوقف فإِنه يوقف عليه في الرفع والجر بالسكون لا غير ، وإِنما يتبعه في الوصل والوقف إِذا ثناه وجمعه ، وتقول في التثنية والجمع والتأْنيث كما قيل في من ، إِذا ، قال : جاءني رجال ، قلتَ : أَيُّونْ ، ساكنة النون ، وأَيِّينْ في النصب والجر ، وأَيَّهْ للمؤنث ؛ قال ابن بري : صوابه أَيُّونَ بفتح النون ، وأَيِّينَ بفتح النون أَيضاً ، ولا يجوز سكون النون إِلا في الوقف خاصة ، وإِنما يجوز ذلك في مَنْ خاصة ، تقول مَنُونْ ومَنِينْ ، بالإِسكان لا غير .
      قال : فإِن وصلت قلتَ أَيَّة يا هذا وأَيَّات يا هذا ، نوَّنتَ ، فإِن كان الاستثباتُ عن معرفة رفعتَ أَيّاً لا غير على كل حال ، ولا يحكى في المعرفة ليس في أَيٍّ مع المعرفة إِلا الرفع ، وقد يدخل على أَيّ الكاف فتنقل إِلى تكثير العدد بمعنى كم في الخبر ويكتب تنوينه نوناً ، وفيه لغتان : كائِنْ مثل كاعِنْ ، وكأَيِّنْ مثل كعَيِّنْ ، تقول : كأَيِّنْ رجلاً لقيت ، تنصب ما بعد كأَيِّنْ على التمييز ، وتقول أَيضاً : كأَيِّنْ من رجل لقيت ، وإِدخال من بعد كأَيِّنْ أَكثر من النصب بها وأَجود ، وبكأَيِّنْ تبيع هذا الثوب ؟ أَي بكم تبيع ؛ قال ذو الرمة : وكائِنْ ذَعَرْنا مِن مَهاةٍ ورامِحٍ ، بِلادُ الوَرَى لَيْسَتْ له بِبلاد ؟

      ‏ قال ابن بري : أَورد الجوهري هذا شاهداً على كائن بمعنى كَمْ ، وحكي عن ابن جني ، قال لا تستعمل الوَرَى إِلا في النفي ، قال : وإِنما حسن لذي الرمة استعماله في الواجب حيث كان منفيّاً في المعنى لأَن ضميره منفي ، فكأَن ؟

      ‏ قال : ليست له بلاد الورى ببلاد .
      وأَيَا : من حروف النداء يُنادَى بها القريب والبعيد ، تقول أَيَا زيدُ أَقْبِل .
      وأَيْ ، مثال كَيْ : حرفٌ يُنادَى بها القريب دون البعيد ، تقول أَيْ زيدُ أَقبل ، وهي أَيضاً كلمة تتقدم التفسير ، تقول أَيْ كذا بمعنى يريد كذا ، كما أَن إِي بالكسر كلمة تتقدم القسم ، معناها بلى ، تقول إِي وربي وإِي والله .
      غيره أَيا حرف نداء ، وتبدل الهاء من الهمزة فيقال : هيا ؛ قال : فانْصَرَفَتْ ، وهي حَصانٌ مُغْضَبَهْ ، ورَفَعَتْ بصوتِها : هَيَا أَبَه ؟

      ‏ قال ابن السكيت : يريد أَيا أَبَهْ ، ثم أَبدل الهمزة هاء ، قال : وهذا صحيح لأَن أَيا في النداء أَكثر من هَيَا ، قال : ومن خفيفه أَيْ معناه العبارةُ ، ويكون حرف نداء .
      وإِيْ : بمعنى نعم وتوصل باليمين ، فيقال إِي والله ، وتبدل منها هاء فيقال هِي .
      والآيةُ : العَلامَةُ ، وزنها فَعَلَةٌ في قول الخليل ، وذهب غيره إِلى أَن أَصلها أَيَّةٌ فَعْلَةٌ فقلبت الياء أَلفاً لانفتاح ما قبلها ، وهذا قلب شاذ كما قلبوها في حارِيّ وطائِيٍّ إِلا أَن ذلك قليل غير مقيس عليه ، والجمع آياتٌ وآيٌ ، وآياءٌ جمعُ الجمع نادرٌ ؛ قال : لم يُبْقِ هذا الدَّهْر ، من آيائِه ، غيرَ أَثافِيهِ وأَرْمِدائِه وأَصل آية أَوَيَةٌ ، بفتح الواو ، وموضع العين واو ، والنسبة إِليه أَوَوِيّ ، وقيل : أَصلها فاعلة فذهبت منها اللام أَو العين تخفيفاً ، ولو جاءت تامة لكانت آيِيَةً .
      وقوله عز وجل : سَنُريهم آياتنا في الآفاق ؛ قال الزجاج : معناه نريهم الآيات التي تدل على التوحيد في الآفاق أَي آثارَ مَنْ مَضَى قبلهم من خلق الله ، عز وجل ، في كل البلاد وفي أَنفسهم من أَنهم كانوا نُطَفاً ثم عَلَقاً ثم مُضَغاً ثم عظاماً كسيت لحماً ، ثم نقلوا إِلى التمييز والعقل ، وذلك كله دليل على أَن الذي فعله واحد ليس كمثله شيء ، تبارك وتقدس .
      وتَأَيَّا الشيءَ : تَعَمَّد آيَتَهُ أَي شَخْصَه .
      وآية الرجل : شَخْصُه .
      ابن السكيت وغيره : يقال تآيَيْتُه ، على تَفاعَلْتُه ، وتَأَيَّيْتُه إِذا تعمدت آيته أَي شخصه وقصدته ؛ قال الشاعر : الحُصْنُ أَدْنَى ، لو تَأَيَّيْتِهِ ، من حَثْيِكِ التُّرْبَ على الراكبِ يروى بالمد والقصر ؛ قال ابن بري : هذا البيت لامرأَة تخاطب ابنتها وق ؟

      ‏ قالت لها : يا أُمَّتي ، أَبْصَرَني راكبٌ يَسيرُ في مُسْحَنْفِرٍ لاحِبِ ما زِلْتُ أَحْثُو التُّرْبَ في وَجْهِه عَمْداً ، وأَحْمِي حَوزةَ الغائِبِ فقالت لها أُمها : الحُصْنُ أَدنى ، لو تأَيَّيته ، من حَثْيِك الترب على الراكب ؟

      ‏ قال : وشاهد تآيَيْتُه قول لَقيط بن مَعْمَر الإِياديّ : أَبْناء قوم تآيَوْكُمْ على حَنَقٍ ، لا يَشْعُرونَ أَضرَّ اللهُ أَم نَفَعَا وقال لبيد : فَتآيا ، بطَرِيرٍ مُرْهَفٍ ، حُفْرَةَ المَحْزِمِ منه ، فَسَعَلْ وقوله تعالى : يُخْرجون الرسول وإِياكم ؛ قال أَبو منصور : لم أَسمع في تفسير إِيا واشتقاقه شيئاً ، قال : والذي أَظنه ، ولا أَحقُّه ، أَنه مأْخوذ من قوله تآييته على تفاعلته أَي تعمدت آيته وشخصه ، وكأَنَّ إِيا اسم منه على فِعْلى ، مثل الذِّكْرى من ذكرت ، فكان معنى قولهم إِيَّاك أَردتُ أَي قصدت قصدك وشخصك ، قال : والصحيح أَن الأَمر مبهم يكنى به عن المنصوب .
      وأَيَّا آيةً : وضع علامة .
      وخرج القوم بآيَتهم أَي بجماعتهم لم يَدععوا وراءهم شيئاً ؛ قال بُرْج بن مُسْهِر الطائي : خَرَجْنا من النَّقْبَين ، لا حَيَّ مِثْلُنا ، بآيتنا نُزْجِي اللِّقاحَ المَطافِلا والآيةُ : من التنزيل ومن آيات القرآن العزيز ؛ قال أَبو بكر : سميت الآية من القرآن آية لأَنها علامة لانقطاع كلام من كلام .
      ويقال : سميت الآية آية لأَنها جماعة من حروف القرآن .
      وآيات الله : عجائبه .
      وقال ابن حمزة : الآية من القرآن كأَنها العلامة التي يُفْضَى منها إِلى غيرها كأَعلام الطريق المنصوبة للهداية كما ، قال : إِذا مَضَى عَلَمٌ منها بدا عَلَم والآية : العلامة .
      وفي حديث عثمان : أَحَلَّتْهما آيةٌ وَحرَّمَتْهُما آية ؛ قال ابن الأَثير : الآية المُحِلَّةُ قوله تعالى : أَو ما ملكت أَيمانكم ؛ والآية المحرّمة قوله تعالى : وأَن تجمعوا بين الأُختين إِلا ما قد سلف ؛ والآية : العِبْرَة ، وجمعها آيٌ .
      الفراء في كتاب المصادر : الآية من الآيات والعبَر ، سميت آية كما ، قال تعالى : لقد كان في يوسف وإِخوته آيات ؛ أَي أُمور وعِبَرٌ مختلفة ، وإِنما تركت العرب همزتها كما يهمزون كل ما جاءت بعد أَلف ساكنة لأَنها كانت فيما يرى في الأصل أَيَّة ، فثقل عليهم التشديد فأَبدلوه أَلفاً لانفتاح ما قبل التشديد ، كما ، قالوا أَيْما لمعنى أَمَّا ، قال : وكان الكسائي يقول إِنه فاعلة منقوصة ؛ قال الفراء : ولو كان كذلك ما صغرها إِيَيَّة ، بكسر الأَلف ؛ قال : وسأَلته عن ذلك فقال صغَّروا عاتكة وفاطمة عُتَيْكة وفُطَيْمة ، فالآية مثلهما ، وقال الفراء : ليس كذلك لأَن العرب لا تصغر فاعلة على فُعَيْلة إِلا أَن يكون اسماً في مذهب فُلانَة فيقولون هذه فُطَيْمة قد جاءت إِذا كان اسماً ، فإِذا قلت هذه فُطَيْمة ابْنِها يعني فاطِمتَه من الرضاع لم يجز ، وكذلك صُلَيْح تصغيراً لرجل اسمه صالح ، ولو ، قال رجل لرجل كيف بِنْتُك ، قال صُوَيْلِح ولم يجِز صُلَيْح لأَنه ليس باسم ، قال : وقال بعضهم آية فاعلة صيرت ياؤها الأُولى أَلفاً كما فعل بحاجة وقامَة ، والأَصل حائجة وقائمة .
      قال الفراء : وذلك خطأٌ لأَن هذا يكون في أَولاد الثلاثة ولو كان كما ، قالوا لقيل في نَواة وحَياة نايَة وحايَة ، قال : وهذا فاسد .
      وقوله عز وجل : وجعلنا ابن مريم وأُمَّه آيَةً ، ولم يقل آيَتَيْن لأَن المعنى فيهما معنى آية واحدة ، قال ابن عرفة : لأَن قصتهما واحدة ، وقال أَبو منصور : لأَن الآية فيهما معاً آيةٌ واحدة ، وهي الولادة دون الفحل ؛
      ، قال ابن سيده : ولو قيل آيتين لجاز لأَنه قد كان في كل واحد منهما ما لم يكن في ذكر ولا أُنثى من أَنها ولَدَتْ من غير فحل ، ولأَن عيسى ، عليه السلام ، روح الله أَلقاه في مريم ولم يكن هذا في وَلدٍ قط ، وقالوا : افعله بآية كذا كما تقول بعلامة كذا وأَمارته ؛ وهي من الأسماء المضافة إِلى الأَفعال كقوله : بآيَة تُقْدِمُون الخَيْلَ شُعْثاً ، كأَنَّ ، على سَنابِكِها ، مُداما وعين الآية ياء كقول الشاعر : لم يُبْقِ هذا الدهرُ من آيائه فظهور العين في آيائه يدل على كون العين ياء ، وذلك أَن وزن آياء أَفعال ، ولو كانت العين واواً لقال آوائه ، إذ لا مانع من ظهور الواو في هذا الموضع .
      وقال الجوهري :، قال سيبويه موضع العين من الاية واو لأن ما كان مَوْضعَ العين منه واوٌ واللام ياء أَكثر مما موضع العين واللام منه ياءَان ، مثل شَوَيْتُ أَكثر من حَيِيت ، قال : وتكون النسبة إليه أوَوِيُّ ؛ قال الفراء : هي من الفعل فاعلة ، وإنما ذهبت منه اللام ، ولو جاءت تامة لجاءت آييَة ، ولكنها خُففت ، وجمع الآية آيٌ وآياتٌ ؛

      وأَنشد أَبو زيد : لم يبق هذا الدهر من آياي ؟

      ‏ قال ابن بري : لم يذكر سيبويه أَن عين آية واو كما ذكر الجوهري ، وإنم ؟

      ‏ قال أَصلها أَيّة ، فأُبدلت الياء الساكنة أَلفا ؛ وحكي عن الخليل أَن وزنها فَعَلة ، وأَجاز في النسب إلى آية آييٌ وآئِيٌّ وآوِيٌّ ، قال : فأَما أَوَوِيٌّ فلم يقله أَحد علمته غير الجوهري .
      وقال ابن بري أَيضا عند قول الجوهري في جمع الآية آياي ، قال : صوابه آياء ، بالهمز ، لأَن الياء إذا وقعت طرفاً بعد أَلف زائدة قلبت همزة ، وهو جمع آيٍ لا آيةٍ .
      وتَأَيا أَي توقَّف وتَمَكَّث ، تقديره تَعَيَّا .
      ويقال : قد تَأيَّيت على تَفَعَّلت أَي تَلَبَّثت وتَحَبَّست .
      ويقال : ليس منزلكم بدار تَئِيَّةٍ أَي بمنزلة تَلَبُّثٍ وتَحَبُّس ؛ قال الكميت : قِفْ بالدِّيارِ وُقوفَ زائرْ ، وتَأَيَّ ، إنَّك غَيْرُ صاغرْ وقال الحُويْدِرة : ومُناخِ غَيْرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُه ، قَمِنٍ مِنَ الحِدْثانِ نابي المَضْجَع والتَّأَيِّي : التَّنَظُّر والتُّؤَدة .
      يقال : تأَيَّا الرجلُ بتأَيَّا تَأَيِّياً إذا تأَنى في الأَمر ؛ قال لبيد : وتأيَّيْتُ عليه ثانياً ، يَتَّقِيني بتَلِيلٍ ذي خُصَل أَي انصرفت على تُؤَدةٍ مُتَأَنيَّا ؛ قال أَبو منصور : معنى قوله وتأَيَّيت عليه أَي تَثَبَّتُّ وتمكَّثت ، وأَنا عليه يعني في فرسه .
      وتَأَيَّا عليه : انصرف في تؤدة .
      وموضع مأْبيُّ الكلإ أَي وَخِيمه .
      وإيا الشمس وأَياؤها : نورها وضوءها وحسنها ، وكذلك إياتها وأَياتُها ، وجمعها آياء وإياء كأكَمة وإكام ؛

      وأَنشد الكسائي لشاعر : سَقَتْه إياةُ الشمس ، إلاَّ لثاتِهِ أُسِفَّ ، ولم تَكْدِمْ عليه بإثْمِد (* البيت للبيد ).
      قال الأَزهري : يقال الأَياء ، مفتوح الأَول بالمد ، والإيا ، مكسور الأَول بالقصر ، وإياةٌ ، كله واحدٌ : شعاع الشمس وضوءها ؛ قال : ولم أَسمع لها فعلاً ، وسنذكره في الأَلف اللينة أَيضاً .
      وإيا النبات وأَيَاؤه : حسنه وزَهْره ، في التشبيه .
      وأَيَايا وأَيايَهْ ويَايَهْ ، الأَخيرة على حذف الفاء : زَجْرٌ للإبل ، وقد أَيَّا بها .
      الليث : يقال أَيَّيْتُ بالإبل أُأَيِّي بها تَأْيِيةً إذا زجرتها تقول لها أَيَا أَيَا ؛ قال ذو الرمة : إذا ، قال حادِينا ، أَيَا يَا اتَّقَيْنهُ بمثْلِ الذُّرى مُطْلَنْفِئات العَرائِك "

    المعجم: لسان العرب

  21. أ 1 يا
    • " إيَّا من علامات المضمر ، تقول : إيَّاك وإيَّاهُ وإيَّاكَ أَنْ تَفْعَل ذلك وهِيَّاكَ ، الهاء على البدل مثل أَراقَ وهَراقَ ؛

      وأَنشد الأَخفش : فهيّاكَ والأَمْرَ الذي إنْ تَوسَّعَتْ مَوارِدُه ، ضاقَتْ عَلَيْكَ مَصادِرُهْ وفي المُحكم : ضاقَتْ عليكَ المَصادِرُ ؛ وقال آخر : يا خالِ ، هَلاَّ قُلْتَ ، إذْ أَعْطَيْتَني ، هِيَّاكَ هِيَّاكَ وحَنْواءَ العُنُقْ وتقول : إيَّاكَ وأَنْ تَفْعَلَ كذا ، ولا تقل إِيَّاك أَنْ تَفْعَل بلا واو ؛ قال ابن بري : الممتنع عند النحويين إِياكَ الأَسَدَ ، ولا بُدَّ فيه من الواو ، فأَمَّا إِيَّاك أَن تَفْعل فجائز على أَن تجعله مفعولاً من أَجله أَي مَخافةَ أَنْ تَفْعَل .
      الجوهري : إِيَّا اسم مبهم ويَتَّصِلُ به جميع المضمرات المتصلة التي للنصب ، تقول إِيَّاكَ وإِيَّايَ وإيَّاه وإَيَّانا ، وجعلت الكاف والهاء والياء والنون بياناً عن المقصود ليُعْلَم المخاطَب من الغائب ، ولا موضع لها من الإِعراب ، فهي كالكاف في ذلك وأَرَأَيْتَكَ ، وكالأَلف والنون التي في أَنت فتكون إِيَّا الاسم وما بعدها للخطاب ، وقد صار كالشيء الواحد لأَن الأَسماء المبهمة وسائر المَكْنِيَّات لا تُضافُ لأَنها مَعارفُ ؛ وقال بعض النحويين : إنَّ إِيَّا مُضاف إِلى ما بعده ، واستدل على ذلك بقولهم إِذا بَلَغَ الرجل السِّتِّينَ فإِياهُ وإِيَّا الشَّوابِّ ، فأَضافوها إلى الشَّوابِّ وخَفَضُوها ؛ وقال ابن كيسان : الكاف والهاء والياء والنون هي الأَسماء ، وإِيَّا عِمادٌ لها ، لأَنها لا تَقُومُ بأَنْفُسها كالكاف والهاء والياء في التأْخير في يَضْرِبُكَ ويَضْرِبُه ويَضْرِبُني ، فلما قُدِّمت الكاف والهاء والياء عُمِدَتْ بإيَّا ، فصار كله كالشيء الواحد ، ولك أَن تقول ضَرَبْتُ إِيَّايَ لأَنه يصح أَن تقول ضَرَبْتُني ، ولا يجوز أَن تقول ضَرَبْتُ إِيَّاك ، لأَنك إنما تحتاجُ إلى إِيَّاكَ إذا لم يُمكِنْكَ اللفظ بالكاف ، فإِذا وصَلْتَ إلى الكاف ترَكْتَها ؛ قال ابن بري عند قول الجوهري ولك أَن تقول ضَرَبْتُ إِيايَ لأَنه يصح أَن تقول ضَرَبْتُني ولا يجوز أَن تقول ضَرَبْتُ إِيَّاكَ ، قال : صوابه أَن يقول ضَرَبْتُ إِيَّايَ ، لأَنه لا يجوز أَن تقول ضَرَبْتُني ، ويجوز أَن تقول ضَرَبْتُكَ إِيَّاكَ لأَن الكاف اعْتُمِدَ بها على الفِعل ، فإذا أَعَدْتَها احْتَجْتَ إلى إِيَّا ؛ وأَما قولُ ذي الإِصْبَعِ العَدْواني : كأَنَّا يومَ قُرَّى إِنْنَما نَقْتُلُ إِيَّانا قَتَلْنا منهُم كُلَّ فَتًى أَبْيَضَ حُسَّانا فإِنه إنما فَصلَها من الفعل لأَن العرب لا تُوقع فِعْلَ الفاعل على نفسه بإيصال الكناية ، لا تقول قَتَلْتُني ، إنما تقول قَتَلْتُ نفسِي ، كما تقول ظَلَمْتُ نَفْسِي فاغفر لي ، ولم تقل ظَلَمْتُني ، فأَجْرى إِيَّانا مُجْرَى أَنْفُسِنا ، وقد تكون للتحذير ، تقول : إِيَّاك والأَسدَ ، وهو بدل من فعل كأَنك قُلْتَ باعِدْ ، قال ابن حَرِّى : وروينا عن قطرب أَن بعضهم يقول أَيَّاك ، بفتح الهمزة ، ثم يبدل الهاء منها مفتوحة أَيضاً ، فيقول هَيَّاكَ ، واختلف النحويون في إِيَّاكَ ، فذهب الخليل إلى أَنَّ إِيَّا اسم مضمر مضاف إلى الكاف ، وحكي عن المازني مثل قول الخليل ؛ قال أَبو عليّ : وحكى أَبو بكر عن أَبي العباس عن أَبي الحسن الأَخفش وأَبو إسحق عن أَبي العباس عن منسوب إلى الأَخفش أَنه اسم مفرد مُضْمر ، يتغير آخره كما يتغير آخر المُضْمَرات لاختلاف أَعداد المُضْمَرِينَ ، وأَنَّ الكاف في إِيَّاكَ كالتي في ذَلِكَ في أَنه دلالةٌ على الخطاب فقط مَجَرَّدَةٌ من كَوْنِها عَلامةَ الضمير ، ولا يُجيزُ الأَخفش فيما حكي عنه إِيَّاكَ وإِيّا زَيْدٍ وإِيَّايَ وإِيَّا الباطِل ، قال سيبويه : حدّثني من لا أَتَّهِمُ عن الخليل أَنه سمع أَعرابيّاً يقول إذا بلَغ الرجل السِّتِّينَ فإِيَّاه وإِيَّا الشَّوابِّ ، وحكى سيبويه أَيضاً عن الخليل أَنه ، قال : لو أَن قائلاً ، قال إِيَّاك نَفْسِك لم أُعنفه لأَن هذه الكلمة مجرورة ، وحكى ابن كيسان ، قال :، قال بعض النحويين إِيَّاكَ بكمالها اسم ، قال : وقال بعضهم الياء والكاف والهاء هي أَسماء وإِيَّا عِمادٌ لها لأَنها لا تَقُوم بأَنفسها ، قال : وقال بعضهم إِيَّا ايم مُبْهَم يُكْنَى به عن المنصوب ، وجُعِلَت الكاف والهاء والياء بياناً عن المقصود لِيُعْلَم المُخاطَبُ من الغائب ، ولا موضع لها من الإِعراب كالكاف في ذلك وأَرَأَيْتَك ، وهذا هو مذهب أَبي الحسن الأَخفش ؛ قال أَبو منصور : قوله اسم مُبهم يُكْنى به عن المنصوب يدل على أَنه لا اشتاق له ؛ وقال أَبو إسحق الزَّجاجُ : الكافُ في إِيَّاكَ في موضع جرّ بإضافة إِيَّا إليها ، إلا أَنه ظاهر يُضاف إلى سائر المُضْمَرات ، ولو قلت إِيَّا زَيدٍ حدَّثت لكان قبيحاً لأَنه خُصَّ بالمُضْمَر ، وحكى ما رواه الخليل من إِيَّاهُ وإِيَّا الشَّوابِّ ؛ قال ابن جني : وتأَملنا هذه الأَقوال على اختلافها والاعْتِلالَ لكل قول منها فلم نجِد فيها ما يصح مع الفحص والتنقير غَيرَ قَوْلِ أَبي الحسن الأَخفش ، أَما قول الخليل إِنَّ إيّا اسم مضمر مضاف فظاهر الفساد ، وذلك أَنه إِذا ثبت أَنه مضمر لم تجز إِضافته على وجه من الوجوه ، لأَن الغَرَض في الإِضافة إِنما هو التعريف والتخصيص والمضمر على نهاية الاختصاص فلا حاجة به إلى الإِضافة ، وأَمَّا قول من ، قال إنَّ إِيَّاك بكمالها اسم فليس بقويّ ، وذلك أَنَّ إيّاك في أَن فتحة الكاف تفيد الخطاب المذكر ، وكسرة الكاف تفيد الخطاب المؤنث ، بمنزلة أَنت في أَنَّ الاسم هو الهمزة ، والنون والتاء المفتوحة تفيد الخطاب المذكر ، والتاء المكسورة تفيد الخطاب المؤنث ، فكما أَن ما قبل التاء في أَنت هو الاسم والتاء هو الخطاب فكذا إيّا اسم والكاف بعدها حرف خطاب ، وأَمّا مَن ، قال إن الكاف والهاء والياء في إِيَّاكَ وإِيّاه وإِيَّايَ هي الأَسماء ، وإِنَّ إِيَّا إنما عُمِدَت بها هذه الأَسماء لقلتها ، فغير مَرْضِيّ أَيضاً ، وذلك أَنَّ إِيَّا في أَنها ضمير منفصل بمنزلة أَنا وأَنت ونحن وهو وهي في أَن هذه مضمرات منفصلة ، فكما أَنَّ أَنا وأَنت ونحوهما تخالف لفظ المرفوع المتصل نحو التاء في قمت والنون والأَلف في قمنا والأَلف في قاما والواو في قامُوا ، بل هي أَلفاظ أُخر غير أَلفاظ الضمير المتصل ، وليس شيء منها معموداً له غَيْرُه ، وكما أَنَّ التاء في أَنتَ ، وإن كانت بلفظ التاء في قمتَ ، وليست اسماً مثلها بل الاسم قبلها هو أَن والتاء بعده للمخاطب وليست أَنْ عِماداً للتاء ، فكذلك إيّا هي الاسم وما بعدها يفيد الخطاب تارة والغيبة تارة أُخرى والتكلم أُخرى ، وهو حرف خطاب كما أَن التاء في أَنت حرف غير معمود بالهمزة والنون من قبلها ، بل ما قبلها هو الاسم وهي حرف خطاب ، فكذلك ما قبل الكاف في إِيَّاكَ اسم والكاف حرف خطاب ، فهذا هو محض القياس ، وأَما قول أَبي إسحق : إِنَّ إيّا اسم مظهر خص بالإِضافة إلى المضمر ، ففاسد أَيضاً ، وليس إيّا بمظهر ، كما زعم والدليل على أَنَّ إيّا ليس باسم مظهر اقتصارهم به على ضَرْبٍ واحد من الإِعراب وهو النصب ؛ قال ابن سيده : ولم نعلم اسماً مُظْهَراً اقْتُصِرَ به على النَّصْب البتة إِلاَّ ما اقْتُصِرَ به من الأَسماء على الظَّرْفِيَّة ، وذلك نحو ذاتَ مَرَّةٍ وبُعَيْداتِ بَيْنٍ وذا صَباحٍ وما جَرى مَجْراهُنَّ ، وشيئاً من المصادر نحو سُبْحانَ اللهِ ومَعاذَ اللهِ ولَبَّيْكَ ، وليس إيّا ظرفاً ولا مصدراً فيُلحق بهذه الأَسماء ، فقد صح إذاً بهذا الإِيراد سُقُوطُ هذه الأَقوالِ ، ولم يَبْقَ هنا قول يجب اعتقاده ويلزم الدخول تحته إلا قول أَبي الحسن من أَنَّ إِيَّا اسم مضمر ، وأَن الكاف بعده ليست باسم ، وإنما هي للخطاب بمنزلة كاف ذلك وأَرَأَيْتَك وأَبْصِرْكَ زيداً ولَيْسَكَ عَمْراً والنَّجاك .
      قال ابن جني : وسئل أَبو إسحق عن معنى قوله عز وجل : إِيَّاكَ نَعْبُد ، ما تأْويله ؟ فقال : تأْويله حَقيقَتَكَ نَعْبُد ، قال : واشتقاقه من الآيةِ التي هي العَلامةُ ؛ قال ابن جني : وهذا القول من أَبي إِسحق غير مَرْضِيّ ، وذلك أَنَّ جميع الأَسماء المضمرة مبني غير مشتق نحو أَنا وهِيَ وهُوَ ، وقد قامت الدلالة على كونه اسماً مضمراً فيجب أَن لا يكون مشتقّاً .
      وقال الليث : إِيَّا تُجعل مكان اسم منصوب كقولك ضَرَبْتُكَ ، فالكاف اسم المضروب ، فإِذا أَردت تقديم اسمه فقلت إِيَّاك ضَرَبْت ، فتكون إيّا عِماداً للكاف لأَنها لا تُفْرَد من الفِعْل ، ولا تكون إيّا في موضع الرَّفع ولا الجرّ مع كاف ولا ياء ولا هاء ، ولكن يقول المُحَذِّر إِيّاكَ وزَيْداً ، ومنهم من يَجعل التحذير وغير التحذير مكسوراً ، ومنهم من ينصب في التحذير ويكسر ما سوى ذلك للتفرقة .
      قال أَبو إِسحق : مَوْضِع إِيَّاكَ في قوله إِيَّاكَ نَعْبُد نَصْبٌ بوقوع الفعل عليه ، وموضِعُ الكاف في إيَّاكَ خفض بإضافة إِيّا إليها ؛ قال وإِيَّا اسم للمضمر المنصوب ، إِلا أَنه ظاهر يضاف إلى سائر المضمرات نحو قولك إِيَّاك ضَرَبْت وإِيَّاه ضَرَبْت وإِيَّايَ حدَّثت ، والذي رواه الخليل عن العرب إذا بلغ الرجل الستين فإِيَّاه وإِيَّا الشَّوابِّ ، قال : ومن ، قال إنَّ إيّاك بكماله الاسم ، قيل له : لم نر اسماً للمضمر ولا للمُظْهر ، إِنما يتغير آخره ويبقى ما قبل آخره على لفظ واحد ، قال : والدليل على إضافته قول العرب فإيّاه وإيّا الشوابِّ يا هذا ، وإجراؤهم الهاء في إِيّاه مُجراها في عَصاه ، قال الفراء : والعرب تقول هِيَّاك وزَيْداً إذا نَهَوْكَ ، قال : ولا يقولون هِيَّاكَ ضَرَبْت .
      وقال المبرد : إِيَّاه لا تستعمل في المضمر المتصل إِنما تستعمل في المنفصل ، كقولك ضَرَبْتُك لا يجوز أَن يقال ضَرَبْت إِياك ، وكذلك ضَرَبْتهم (* قوله « وكذلك ضربتهم إلى قوله ، قال وأما إلخ » كذا بالأصل .) لا يجوز أَن تقول ضَرَبْت إياك وزَيْداً أَي وضَرَبْتُك ، قال : وأَما التحذير إذا ، قال الرجل للرجل إِيَّاكَ ورُكُوبَ الفاحِشةِ ففِيه إضْمارُ الفعل كأَنه يقول إِيَّاكَ أُحَذِّرُ رُكُوبَ الفاحِشةِ .
      وقال ابن كَيْسانَ : إذا قلت إياك وزيداً فأَنت مُحَذِّرٌ مَن تُخاطِبهُ مِن زَيد ، والفعل الناصب لهما لا يظهر ، والمعنى أُحَذِّرُكَ زَيْداً كأَنه ، قال أُحَذِّرُ إِيَّاكَ وزَيْداً ، فإيَّاكَ مُحَذَّر كأَنه ، قال باعِدْ نَفْسَك عن زيد وباعِدْ زَيْداً عنك ، فقد صار الفعل عاملاً في المُحَذَّرِ والمُحَذَّرِ منه ، قال : وهذه المسأَلة تبين لك هذا المعنى ، تقول : نفسَك وزَيداً ، ورأْسَكَ والسَّيْفَ أَي اتَّقِ رَأْسَك أَن يُصِيبه السَّيْفُ واتَّقِ السَّيْفَ أَن يُصِيبَ رَأْسَك ، فرأْسُه مُتَّقٍ لئلا يُصِيبَه السيفُ ، والسَّيْف مُتَّقًى ، ولذلك جمعهما الفِعْل ؛ وقال : فإِيَّاكَ إِيَّاكَ المِراءَ ، فإِنَّه إلى الشَّرِّ دَعَّاءٌ ، وللشَّرِّ جالِبُ يريد : إِيَّاكَ والمِراء ، فحذف الواو لأَنه بتأْويل إِيَّاكَ وأَنْ تُمارِيَ ، فاستحسن حذفها مع المِراء .
      وفي حديث عَطاء : كان مُعاويةُ ، رضي الله عنه ، إذا رَفَع رأْسَه من السَّجْدةِ الأَخِيرةِ كانَتْ إِيَّاها ؛ اسم كان ضمير السجدة ، وإِيَّاها الخبر أَي كانت هِيَ هِيَ أَي كان يَرْفَع منها ويَنْهَضُ قائماً إلى الركعة الأُخرى من غير أَن يَقْعُد قَعْدةَ الاسْتِراحة .
      وفي حديث عمر بن عبد العزيز : إيايَ وكذا أَي نَحِّ عنِّي كذا ونَحِّني عنه .
      قال : إِيّا اسم مبني ، وهو ضمير المنصوب ، والضمائر التي تُضاف إليها من الهاء والكاف والياء لا مَواضِعَ لها من الإعراب في القول القويّ ؛ قال : وقد تكون إيَّا بمعنى التحذير .
      وأَيايا : زَجْرٌ ؛ وقال ذو الرمة : إذا ، قال حادِيِهِمْ : أَيايا ، اتَّقَيْتُه بِمِثْل الذُّرَا مُطْلَنْفِئاتِ العَرائِكِ
      ، قال ابن بري : والمشهور في البيت : إذا ، قال حاديِنا : أَيا ، عَجَسَتْ بِنا خِفَافُ الخُطى مُطْلَنْفِئاتُ العَرائكِ وإياةُ الشمسِ ، بكسر الهمزة : ضَوْءُها ، وقد تفتح ؛ وقال طَرَفةُ : سَقَتْه إِياةُ الشمْسِ إِلا لِثاتِه أُسِفَّ ، ولم تَكْدِمْ عَلَيْهِ بإِثْمِدِ فإن أَسقطت الهاء مَدَدْت وفتحت ؛

      وأَنشد ابن بري لمَعْنِ بن أَوْسٍ : رَفَّعْنَ رَقْماً علَى أَيْلِيَّةٍ جُدُدٍ ، لاقَى أَيَاها أَياءَ الشَّمْسِ فَأْتَلَقا ويقال : الأَياةُ لِلشَّمْس كالهالةِ للقمر ، وهي الدارة حولها .
      "

    المعجم: لسان العرب

  22. نوق
    • " النّاقةُ : الأُنثى من الإبل ، وقيل : إنما تسمى بذلك إذا أَجذعت ، والجمع أَنْوُقٌ وأَنْؤُق ؛ هذه عن اللحياني ؛ قال ابن سيده : همزوا الواو للضمة ؛ وأَوْنُق وأَيْنُق ، الياء في أَيْنُقٍ عوض من الواو في أَوْنُقٍ فيمن جعلها أَيْفُلاً ، ومن جعلها أَعْفُلاً فقدم العين مُغَيَّرَةً إلى الياء جعلها بدلاً من الواو ، فالبدل أَعم تصرفاً من العوض ، إذ كلّ عِوَضٍ بَدَلٌ ، وليس كل بدل عوضاً وقال ابن جني مرة : ذهب سيبوية في قولهم أَيْنُق مذهبين : أَحدهما أَن تكون عين أَيْنُق قلبت إلى ما قبل الفاء فصارت في التقدير أَوْنُق ثم أُبدلت الواو ياء لأَنها كما أُعِلَّت بالقلب كذلك أُعلت أَيضاً بالإبدال ، والآخر أَن تكون العين حذفت ثم عوضت الياء منها قبل الفاء ، فمثالها على هذا القول أَيْفُل ، وعلى القول الأَول أَعْفُل ، وكذلك أَيانِق ونُوق وأَنْوَاقٌ ؛ عن يعقوب ، ونِيَاقٌ ونِياقاتٌ ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي : إنَّا وَجَدْنا ناقةَ العَجُوزِ خَيْرَ النِّياقات على التَّرْمِيزِ ، حين تُكالُ النِّيبُ في القَفِيزِ وفي حديث أَبي هريرة : فوجد أَيْنُقهُ ؛ الأَيْنُق : جمع قِلَّةٍ لناقة ، ويصغر أَيْنُقٌ أُيَيْنِقات ؛ عن يعقوب ، والقياسُ أُيَيْنِق كقولك في أَكْلُبٍ أُكَيْلِب ؛ الأَزهري : جمعها نُوق ونِياق ، والعدد أَيْنُق وأَيانق على قلب أَنْوُقٍ .
      الجوهري : النّاقةُ تقديرها فَعَلَةٌ بالتحريك لأَنها جمعت على نُوقٍ مثل بَدَنَةٍ وبُدْنٍ وخَشَبَة وخُشْب ، وفَعْلة بالتسكين لا تجمع على ذلك ، وقد جمعت في القِلَّةِ على أَنْوُقٍ ، ثم استثقلوا الضمة على الواو فقدموها فقالوا أَوْنُق ؛ حكاها يعقوب عن بعض الطائيين ، ثم عوضوا من الواو ياء فقالوا أَيْنُق ، ثم جمعوها على أَيانق ، وقد تجمع الناقةُ على نِيَاقٍ مثل ثَمَرة وثِمار ، إلا أَن الواو صارت ياء للكسرة قبلها ؛

      وأَنشد أَبو زيد للقلاخ بن حَزْنٍ : أَبْعَدَكُنَّ اللهُ من نِيَاقِ إن لم تُنجِّين من الوِثاقِ وفي المثل : اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ ؛ قال ابن سيده : استَنْوق الجَملُ صار كالناقة في ذُلِّها ، لا يستعمل إلا مَزيداً .
      قال ثعلب : ولا يقال اسْتَنَاق الجَمَلُ إنما ذلك لأن هذه الأَفعال المزيدة ، أَعني افْتَعَل واسْتَفْعَل ، إنما تعتل باعتلال أَفعالها الثلاثية البسيطة التي لا زيادة فيها كاسْتَقَام إنما اعْتَلَّ لاعتلال قام ، واسْتقال إنما اعتلَّ لاعتلال ، قال ، والا فقد كان حكمه أَن يَصِحَّ لأَن فاء الفعل ساكنة ، فلما كانت اسْتَوْسَقَ واسْتَتْيس ونحوهما دون فعل ثلاثي بسيط لا زيادة فيه ، صحت الياء والواو لسكون ما قبلهما ، وهذا المَثَل يضرب للرجل يكون في حديث أَو صفة شيء ثم يخلطه بغيره وينتقل إليه ، وأصله أَن طَرَفة بن العَبْد كان عند بعض الملوك والمسيَّبُ بن عَلَسٍ ينشده شعراً في وصف جَمَل ، ثم حَوَّله إلى نعت ناقة فقال طرفة : قد اسْتَنْوق الجمل ؛ قال ابن بري وأَنشد الفراء : هَزَزْتُكُمُ لو أَنَّ فيكم مَهَزَّةً ، وذكَّرْت ذا التأْنيث فاستنوق الجَمَل ؟

      ‏ قال ابن بري : والبيت الذي أَنشده المُسيَّب بن عَلَس هو قوله (* وفي رواية أُخرى : إن قائل هذا البيت هو المتلمّس خال طرفة ): وإنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عند احْتِضاره بناجٍ ، عليه الصَّيْعَريَّةُ ، مِكْدَمِ والصيْعَرِيّةُ : من سِماتِ النُّوق دون الجِمال .
      وجَمَل مُنَوَّق : ذَلُول قد أُحْسِنَت رياضته ، وقيل : هو الذي ذُلِّلَ حتى صُيِّر كالناقة .
      وناقة منوَّقة : عُلِّمت المشي .
      والنَّوَّاق من الرجال : الذي يروض الأُمور ويصلحها .
      وفي الحديث : أَن رجلاً سار معه جمل قد نَوَّقَهُ وخَيَّسه : المُنَوَّقُ : المذلَّل وهو من لفظ الناقة كأَنه أَذهب شدّة ذكورته وجعله كالناقة المُرَوَّضة المنقادة .
      وفي حديث عمران بن حصين : وهي ناقة مُنَوَّقة .
      وتَنَوَّق في الأمر أَي تأَنَّق فيه ، وبعضهم لا يقول تَنَوَّق ، والاسم منه النِّيقةُ .
      وفي المثل : خَرْقاءُ ذات نِيقَة ؛ يضرب للجاهل بالأَمر وهو مع جهله يدَّعي المعرفة ويتأَنق في الإرادة ، ذكره أَبو عبيد .
      ابن سيده : تَنَوَّق في أُموره تَجَوَّد وبالغ مثل تأَنَّق فيها ؛ قال ذور الرمة : كأَنَّ عليها سَحْقَ لِفْقٍ تَنَوَّقَتْ به حَضْرَمِيّاتُ الأَكفِّ الحَوَائك عدِّاه بالباء لأنه في معنى ترفقَتْ به ، قال : وهي مأْخوذة من النِّيقة ؛ قال ابن هرم الكلابي : لأُحْسِنُ رَمَّ الوَصْل من أُم جَعْفَرٍ بحَدِّ القَوافي ، والمُنَوَّقَةِ الجُرْدِ وقال جميل في النِّيْقَةِ : إذا ابْتُذِلَتْ لم يُزْرِها تَرْكُ زِينةٍ ، وفيها ، إذا ازْدانتْ لِذِي نِيقةٍ ، حَسْبُ وقال الليث : النِّيقةُ من التَّنَوُّق .
      تَنَوَّق فلان في منطقة وملبسه وأُموره إذا تجوَّد وبالغ ، وتَنَيَّق لغة ؛ قال ابن بري : وشاهد النِّيقَةِ قول الراجز : كأَنها من نِيقةٍ وشَارَهْ ، والحَلْي بين التبنِ والحِجارَةْ مَدْفَع مَيْثاءَ إلى قَرارهْ ، لك الكلامُ ، واسْمعي يا جارَه وقال علي بن حمزة : تَأَنَّقَ من الأَنَقِ ، والأَنِيقُ المُعْجِبُ ؛ ومنه الحديث : صِرْتُ إلى رَوْضاتٍ أَتَأَنَّقُ فيهن أَي أُسَرُّ وأُعْجَبُ بهن ، قال : ولا يقال تَأَنَّقْتُ في الشيء إذا أَحكمته ، وإنما يقال تَنَوَّقْتُ .
      ابن سيده : وانْتَاق كَتَنَوَّقَ ، وقيل انْتاق الشيء مقلوب عن انتقاه .
      أبو عبيد : والانْتِياقُ مثل الانْتِقَاءِ ؛

      قال : مثل القِياسِ انْتَاقَها المُنَقِّي يعني القِسِيَّ ، وكان الكسائي يقول : هو من النِّيقةِ والاسم من كل ذلك النُّيقةُ .
      والنَّوَقُ : بياض فيه حمرة يسيرة .
      ابن الأَعرابي : النَّوْقة الحَذاقة في كل شيء .
      والمُنَوَّق : المذلَّل من كل شيء حتى الفاكهة إذا قرب قُطوفها لأَكلها فقد ذُلِّلت .
      وروى الفراء عن الدبيرية أنها ، قالت : تقول للجمل المليّن المُنَوَّق .
      الأَصمعي : المُنَوَّق من النخل المُلَقَّح ، والمُنَوَّق من العُذُوق المنقَّى ، والمُنَوَّقُ المُصَفَّف ، وهو المُطَرَّقُ والمُسَكَّكُ .
      ابن الأَعرابي : النَّوَقة الذين ينقّون الشحم من اللحم لليهود ، وهم أُمَناؤُهم ، وهو جمع نائِقٍ مقلوب من ناقِئٍ ؛

      وأَنشد : مُخَّةُ ساقي بأَيادي ناقِئٍ ، أعْجَلَها الشّاوي عن الإحْراقِ ويروى بين كَفَّي ناقِئٍ .
      ويقال : نُقْ نُقْ إذا أَمرته بتمييز اللحم من الشحم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  23. نقص
    • " النَّقْصُ : الخُسْران في الحظِّ ، والنقصانُ يكون مصدراً ويكون قدر الشيء الذاهب من المنقوص .
      نَقَصَ الشيءُ يَنْقُصُ نَقْصاً ونُقْصاناً ونَقِيصةً ونَقَصَه هو ، يتعدى ولا يتعدى ؛ وأَنْقَصَه لغة ؛ وانْتَقَصَه وتَنَقَّصَه : أَخذ منه قليلاً قليلاً على حد ما يجيءُ عليه هذا الضرب من الأَبنية بالأَغلب .
      وانْتَقَصَ الشيءُ : نَقَصَ ، وانْتَقَصْتُه أَنا ، لازمٌ وواقعٌ ، وقد انْتَقَصَه حقَّه .
      أَبو عبيد في باب فَعَلَ الشيءُ وفَعَلْتُ أَنا : نَقَصَ الشيءُ ونَقَصْتُه أَنا ، قال : وهكذا ، قال الليث ، وقال : استوى فيه فَعَلَ اللازمُ والمُجاوز .
      واسْتَنْقَصَ المُشتري الثمنَ أَي اسْتَحَطَّ ، وتقول : نُقْصانُه كذا وكذا هذا قدْرُ الذاهب ؛ قال ابن دريد : سمعت خزاعيّاً يقول للطيِّب إِذا كانت له رائحة طيِّبة : إِنه لَنَقِيصٌ ؛ وروى قول امرئ القيس : كلَوْن السَّيالِ وهو عذب نَقِيص أَي طيِّب الريح .
      اللحياني في باب الإِتباع : طَيِّبٌ نَقِيص .
      وفي الحديث : شَهْرا عِيدٍ لا يَنْقُصان ، يعني في الحكم ، وإِن نَقَصا في العدد أَي أَنه لا يَعْرِِضُ في قلوبكم شكٌّ إِذا صُمتم تسعة وعشرين ، أَو إِن وقَعَ في يوم الحجّ خطأٌ لم يكن في نُسُكِكم نَقْصٌ .
      وفي الحديث : عشر من الفِطْرة وانْتقاص الماء ، قال أَبو عبيد : معناه انْتِقاصُ البول بالماء إِذا غُسِل به يعني المذاكير ، وقيل : هو الانتضاح بالماء ، ويروى انْتِفاص ، بالفاء ، وقد تقدم .
      وفي الحديث : انْتِفاص الماء الاستنجاء ، قيل : هو الانتضاح بالماء .
      قال أَُّبو عبيد : انْتقاصُ الماء غَسْلُ الذكَر بالماء ، وذلك أَنه إِذا غسل الذكر ارتد البول ولم ينزل ، وإِن لم يغسل نزل منه الشيء حتى يُسْتَبْرأَ .
      والنَّقْصُ في الوافر من العَروض : حذْفُ سابعِه بعد إِسكان خامسه ، نَقَصَه يَنْقُصُه نَقْصاً وانْتَقَصَه .
      وتَنَقَّصَ الرجلَ وانْتَقَصَه واسْتَنْقَصَه : نسب إِليه النُّقْصَانَ ، والاسم النَّقِيصةُ ؛

      قال : فلو غَيرُ أَخوالي أَرادوا نَقِيصَتي ، جَعَلْتُ لهم فَوْقَ العَرانِينِ مِيسَما وفلان يَنْتَقِصُ فلاناً أَي يقع فيه ويَثْلِبُه .
      والنَّقْصُ : ضعْفُ العقل .
      ونَقُصَ الشيءُ نَقاصَةً ، فهو نَقِيصٌ : عَذُبَ ؛

      وأَنشد ابن بري لشاعر : حَصَانٌ رِيقُها عَذْبٌ نَقِيص والمَنْقَصَةُ : النَّقْصُ .
      والنَّقِيصةُ : العيب .
      والنقيصةُ : الوَقِيعةُ في الناس ، والفِعْل الانْتِقاصُ ، وكذلك انْتِقاصُ الحقّ ؛

      وأَنشد : وذا الرِّحْمِ لا تَنْتَقِصْ حقَّه ، فإِنَّ القَطِيعَة في نَقْصِ وفي حديث بيع الرُّطَب بالتمر ، قال : أَيَنْقُص الرُّطَب إِذا يَبِس ؟

      ‏ قالوا : نعم ، لفظُه استفهام ومعناه تنبيهٌ وتقرير لِكُنْهِ الحُكْم وعلَّته ليكون معتبراً في نظائره ، وإِلا فلا يجوز أَن يخفى مثل هذا على النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، كقوله تعالى : أَلَيْسَ اللّهُ بكافٍ عَبْدَه ؛ وقول جرير : أَلَسْتُم خيرَ مَنْ رَكِبَ المَطايا "

    المعجم: لسان العرب

  24. ثمر
    • " الثَّمَرُ : حَمْلُ الشَّجَرِ .
      وأَنواع المال والولد : ثَمَرَةُ القلب .
      وفي الحديث : إِذا مات ولد العبد ، قال الله تعالى لملائكته : قبضتم ثَمَرَةَ فُؤَاده ، فيقولون : نعم ؛ قيل للولد ثمرة لأَن الثمرة ما ينتجه الشجر والولد ينتجه الأَب .
      وفي حديث عمرو بن مسعود ، قال لمعاوية : ما تسأَل عمن ذَبُلَتْ بَشَرَتُه وقُطِعَتْ ثَمَرَتُه ، يعني نسله ، وقيل : انقطاع شهوته للجماع .
      وفي حديث المبايعة : فأَعطاه صَفْقَةَ يَدِهِ وثَمَرَةَ قلبه أَي خالص عهده .
      وفي حديث ابن عباس : أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لسانه أَي طرفه الذي يكون في أَسفله .
      والثمر : أَنواع المال ، وجمعُ الثَّمَرِ ثمارٌ ، وثُمُرٌ جمع الجمع ، وقد يجوز أَن يكون الثُّمُر جمع ثَمَرَةٍ كخَشَبَةٍ وخُشُب وأَن لا يكون جمعَ ثِمارٍ لأَن باب خشبةٍ وخُشُبٍ أَكثر من باب رِهان ورُهُن ؛ قال ابن سيده : أَعني أَن جمع الجمع قليل في كلامهم ؛ وحكى سيبويه في الثَّمَر ثَمُرَةً ، وجمعها ثَمُرٌ كَسَمُرَة وسَمُرٍ ؛ قال : ولا تُكَسَّرُ لقلة فَعُلَةٍ في كلامهم ، ولم يحك الثَّمُرَة أَحد غيره .
      والثَّيْمارُ : كالثَّمَر ؛ قال الطرماح : حتى تركتُ جَنابَهُمْ ذَا بَهْجَةٍ ، وَرْدَ الثَّرَى مُتَلَمِّعَ الثَّيْمار وأَثْمَر الشجر : خرج ثمَره .
      ابن سيده : وثمَرَ الشجر وأَثْمَر : صار فيه الثَّمَرُ ، وقيل : الثَّامِرُ الذي بلغ أَوان أَن يُثْمِر .
      والمُثْمِر : الذي فيه ثَمَر ، وقيل : ثَمَرٌ مُثْمِرٌ لم يَنْضَجْ ، وثامِرٌ قد نَضِج .
      ابن الأَعرابي : أَثْمَرَ الشجرُ إِذا طلع ثَمَرُه قبل أَن يَنْضَجَ ، فهو مُثْمِر ، وقد ثَمَر الثَّمَرُ يَثْمُر ، فهو ثامِرٌ ، وشجر ثامِر إِذا أَدْرَك ثَمَرُهُ .
      وشجرة ثَمْراءُ أَي ذات ثَمَر .
      وفي الحديث : لا قطع في ثَمَرٍ ولا كَثَرٍ ؛ الثمر : هو الرطب في رأْس النخلة فإِذا كبر فهو التَّمْرُ ، والكَثَرُ : الجُمَّارُ ؛ ويقع الثَّمَرُ على كل الثِّمارِ ويغلب على ثمَرِ النخل .
      وفي حديث عليّ ، عليه السلام : زاكياً نَبتُها ثامِراً فَرْعُها ؛ يقال : شجر ثامِرٌ إِذا أَدرك ثَمَرُه ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : والخمرُ ليست من أَخيكَ ، ولكنْ قد ، تَغُرُّ بِثامِرِ الحِلْم ؟

      ‏ قال : ثامره تامُّه كثامِرِ الثَّمَرَةِ ، وهو النَّضِيج منه ، ويروى : بآمن الحِلْمِ ، وقيل : الثامرُ كل شيء خرج ثَمَره ، والمُثْمِر : الذي بلغ أَن يجنى ؛ هذه عن أَبي حنيفة ؛

      وأَنشد : تَجْتَنِي ثامرَِ جُدَّادِهِ ، بين فُرادَى بَرَمٍ أَو تُؤَامْ وقد أَخطأَ في هذه الرواية لأَنه ، قال بين فرادى فجعل النصف الأَوّل من المديد والنصف الثاني من السريع ، وإِنما الرواية بين فرادى وهي معروفة .
      والثمرة : الشجرة ؛ عن ثعلب .
      وقال أَبو حنيفة : أَرض ثَمِيرة كثيرة الثَّمَر ، وشجرة ثَمِيرة ونخلة ثميرة مُثْمِرة ؛ وقيل : هما الكثيرا الثَّمَر ، والجمع ثُمُرٌ .
      وقال أَبو حنيفة : إِذا كثر حمل الشجرة أَو ثَمَرُ الأَرض فهي ثَمْراء .
      والثَّمْراء : جمع الثَّمَرة مثل الشَّجْراءِ جمعُ الشَّجَرَة ؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي في صفة نحل : تَظَلُّ على الثَّمْراءِ منها جوارِسٌ ، مَراضِيعُ صُهْبُ الريش ، زُغْبٌ رِقابُها الجوارس : النحل التي تَجْرِس ورق الشجر أَي تأْكله ، والمراضيع هنا : الصغار من النحل .
      وصهب الريش يريد أَجنحتها ، وقيل : الثَّمْراء في بيت أَبي ذؤيب اسم جبل ، وقيل : شجرة بعينها .
      وثَمَّرَ النباتُ : نَفَض نَوْرُه وعَقَدَ ثَمَرُه ؛ رواه ابن سيده عن أَبي حنيفة .
      والثُّمُرُ : الذهب والفضة ؛ حكاه الفارسي يرفعه إِلى مجاهد في قوله عز وجل : وكان له ثُمُر ؛ فيمن قرأَ به ، قال : وليس ذلك بمعروف في اللغة .
      التهذيب :، قال مجاهد في قوله تعالى : وكان له ثمر ؛ قال : ما كان في القرآن من ثُمُرٍ فهو مال وما كان من ثَمَر فهو من الثِّمار .
      وروى الأَزهري بسنده ، قال :، قال سلام أَبو المنذر القارئ في قوله تعالى : وكان له ثَمر ؛ مفتوح جمع ثَمَرة ، ومن قرأَ ثُمُر ، قال : من كل المال ، قال : فأَخبرت بذلك يونس فلم يقبله كأَنهما كانا عنده سواء .
      قال : وسمعت أَبا الهيثم يقول ثَمَرة ثم ثَمَر ثم ثُمُر جمع الجمع ، وجمع الثُّمُر أَثمار مثل عُنُقٍ وأَعناق .
      الجوهري : الثَّمَرة واحدة الثَّمَر والثَّمَرات ، والثُّمُر المال المُثَمَّر ، يخفف ويثقل .
      وقرأَ أَبو عمرو : وكان له ثُمْرٌ ، وفسره بأَنواع الأَموال .
      وثَمَّرَ ماله : نمَّاه .
      يقال : ثَمَّر الله مالك أَي كثَّره .
      وأَثمَر الرجلُ : كثر ماله .
      والعقل المُثْمِر : عقل المسلم ، والعقل العقيم : عقل الكافر .
      والثَّامِرُ : نَوْرُ الحُمَّاضِ ، وهو أَحمر ؛

      قال : مِنْ عَلَقٍ كثامِرِ الحُمَّاض

      ويقال : هو اسم لثَمَره وحَمْلِه .
      قال أَبو منصور : أَراد به حُمْرَة ثَمَره عند إِيناعه ، كما ، قال : كأَنَّما عُلِّقَ بالأَسْدانِ يانِعُ حُمَّاضٍ وأُرْجُوانِ وروي عن ابن عباس أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لسانه وقال : قل خيراً تغنم أَو أَمسك عن سوء تسلم ؛ قال شمر : يريد أَنه أَخذ بطرف لسانه ؛ وكذلك ثَمَرَةُ السوط طرفه .
      وقال ابن شميل : ثَمَرة الرأْس جلدته .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَنه دق ثمَرة السوط حتى أُخِذَتْ له ؛ مخففةً ، يعني طرف السوط .
      وثَمَر السياط : عُقَدُ أَطرافها .
      وفي حديث الحدّ : فأَتى بسوط لم تقطع ثَمَرته أَي طرفه ، وإِنما دق عمر ، رضي الله عنه ، ثمرة السوط لتلين تخفيفاً على الذي يضرب به .
      والثَّامر : اللُّوبِياءُ ؛ عن أَبي حنيفة ، وكلاهما اسم .
      والثَّمِير من اللبن : ما لم يخرج زُبْدُه ؛ وقيل : الثَّمِير والثَّمِيرة الذي ظهر زُبْدُِه ؛ وقيل : الثميرة أَن يظهر الزبد قبل أَن يجتمع ويبلغ إِناهُ من الصُّلوح ؛ وقد ثَمَّر السِّقاءُ تثميراً وأَثْمَر ، وقيل : المُثْمِر من اللبن الذي ظهر عليه تَحَبُّبٌ وزُبْدٌ وذلك عند الرُّؤوب .
      وأَثْمَر الزُّبْدُ : اجتمع ؛ الأَصمعي : إِذا أَدرك ليُمْخَضَ فظهر عليه تَحَبُّبٌ وزُبْدٌ ، فهو المُثْمِر .
      وقال ابن شميل : هو الثَّمير ، وكان إِذا كان مُخِضَ فرؤي عليه أَمثال الحَصَفِ في الجلد ثم يجتمع فيصير زبداً ، وما دامت صغاراً فهو ثَمِير ؛ وقد ثَمَّر السقاءُ وأَثْمَر ، وابن لبنك لَحَسَنُ الثَّمَر ، وقد أَثْمَر مِخاضُك ؛ قال أَبو منصور : وهي ثَمِيرة اللبن أَيضاً .
      وفي حديث معاوية ، قال لجارية : هل عندك قِرًى ؟، قالت : نعم ، خُبزٌ خَميرٌ ولَبَن ثَمِير وحَيْسٌ جَمِير ؛ الثَّمير : الذي قد تحبب زبده وظهرت ثَمِيرته أَي زبده .
      والجمير : المجتمع .
      وابن ثَمِيرٍ : الليلُ المُقْمِرُ ؛

      قال : وإِني لَمِنْ عَبْسٍ ، وإِن ، قال قائِلٌ على رَغْمِهمْ : ما أَثْمَرَ ابنُ ثَمِير أَراد : وإِني لمن عبس ما أَثمر .
      وثامرٌ ومُثْمرُ : اسمان .
      "

    المعجم: لسان العرب

  25. أني
    • " أَنى الشيءُ يأْني أَنْياً وإِنىً وأَنىً (* قوله « وأنى » هذه الثالثة بالفتح والقصر في الأصل ، والذي في القاموس ضبطه بالمد واعترضه شارحه وصوب القصر )، وهو أَنيٌّ .
      حان وأَدْرك ، وخَصَّ بعضهم به النبات .
      الفراء : يقال أَلمْ يَأْنِ وأَلَم يَئِنْ لك وأَلم يَنَلْ لكَ وأَلم يُنِلْ لك ، وأَجْوَدُهُنَّ ما نزل به القرآن العزيز ، يعني قوله : أَلم يَأْنِ للذين آمنوا ؛ هو من أَنى يأْني وآنَ لك يَئين .
      ويقال : أَنى لك أَن تفعل كذا ونالَ لك وأَنالَ لك وآن لك ، كل بمعنى واحد ؛ قال الزجاج : ومعناها كلها حانَ لك يَحين .
      وفي حديث الهجرة : هل أَنى الرحيلُ أَي حانَ وقتُه ، وفي رواية : هل آنَ الرحيلُ أَي قرب .
      ابن الأَنباري : الأَنى من بلوغ الشيء منتهاه ، مقصور يكتب بالياء ، وقد أَنى يَأْني ؛

      وقال :.. ‏ .
      ‏ . ‏ .
      ‏ . ‏ .
      ‏ . ‏ .
      ‏ .
      بيَوْمٍ أَنى ولِكُلِّ حاملةٍ تَمامُ أَي أَدرك وبلغ .
      وإِنَى الشيء : بلوغُه وإِدراكه .
      وقد أَنى الشيءُ يأْني إِنىً ، وقد آنَ أَوانُك وأَيْنُك وإِينُكَ .
      ويقال من الأَين : آنَ يَئِين أَيْناً .
      والإِناءُ ، ممدود : واحد الآنِية معروف مثل رداء وأَردية ، وجمعه آنيةٌ ، وجمع الآنية الأَواني ، على فواعل جمع فاعلة ، مثل سِقاء وأَسْقِية وأَساقٍ .
      والإِناءُ : الذي يرتفق به ، وهو مشتق من ذلك لأَنه قد بلغ أَن يُعْتَمل بما يعانَى به من طبخ أَو خَرْز أَو نجارة ، والجمع آنِيَةٌ وأَوانٍ ؛ الأَخيرة جمع الجمع مثل أَسقية وأَساق ، والأَلف في آنِيَة مبدلة من الهمزة وليست بمخففة عنها لانقلابها في التكسير واواً ، ولولا ذلك لحكم عليه دون البدل لأن القلب قياسيّ والبدل موقوف .
      وأَنَى الماءُ : سَخُنَ وبلغ في الحرارة .
      وفي التنزيل العزيز : يطوفون بينها وبين حَميم آنٍ ؛ قيل : هو الذي قد انتهى في الحرارة .
      ويقال : أَنَى الحميمُ أَي انتهى حره ؛ ومنه قوله عز وجل : حميم آنٍ .
      وفي التنزيل العزيز : تُسْقَى من عين آنِيَة ؛ أَي متناهية في شدّة الحر ، وكذلك سائر الجواهر .
      وبَلَغ الشيءُ إِناه وأَناه أَي غايته .
      وفي التنزيل : غير ناظرين إِناهُ ؛ أَي غير منتظرين نُضْجَه وإِدراكَه وبلوغه .
      تقول : أَنَى يَأْني إِذا نَضِجَ .
      وفي حديث الحجاب : غير ناظرين إِناه ؛ الإِنَى ، بكسر الهمزة والقصر : النُّضْج .
      والأَناةُ والأَنَى : الحِلم والوقار .
      وأَنِيَ وتَأَنَّى واسْتأْنَى : تَثبَّت .
      ورجل آنٍ على فاعل أَي كثير الأَناة والحلم .
      وأَنَى أُنِيّاً فهو أَنِيٌّ : تأَخر وأَبطأَ .
      وآنَى : كأَنَى .
      وفي الحديث في صلاة الجمعة :، قال لرجل جاء يوم الجمعة يتخطى رقاب الناس رأَيتك آنَيْتَ وآذَيْتَ ؛ قال الأَصمعي : آنَيْتَ أَي أَخرت المجيء وأَبطأْت ، وآذَيْتَ أَي آذَيت الناس بتخطيك ؛ ومنه قيل للمتمكث في الأُمور مُتَأَنٍّ .
      ابن الأَعرابي : تَأَنَّى إِذا رَفَق .
      وآنَيْت وأَنَّيت بمعنى واحد ، وفي حديث غزوة حنين : اختاروا إِحدى الطائفتين إِمَّا المال وإِمّا السبي وقد كنت استَأْنَيْتُ بكم أَي انتظرت وتربَّصت ؛ يقال : آنَيْت وأَنَّيْت وتأَنَّيْت واسْتَأْنَيْتُ .
      الليث : يقال اسْتَأْنَيتُ بفلان أَي لم أُعْجِله .
      ويقال : اسْتأْنِ في أَمرك أَي لا تَعْجَل ؛

      وأَنشد : اسْتأْن تَظْفَرْ في أُمورِك كلها ، وإِذا عَزَمْتَ على الهَوى فتوَكلِ والأَناة : التُّؤَدة .
      ويقال : لا تُؤنِ فُرْصَتَك أَي لا تؤخرها إِذا أَمْكَنَتْك .
      وكل شيء أَخَّرته فقد آنَيْتَه .
      الجوهري : آناه يُؤنِيه إِيناء أَي أَخَّره وحَبَسه وأَبطأَه ؛ قال الكميت : ومَرْضوفةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها ، حين غَرْغَرا وتَأَنَّى في الأَمر أَي تَرَفَّق وتَنَظَّرَ .
      واسْتأْنَى به أَي انتظر به ؛ يقال : اسْتُؤْنيَ به حَوْلاً .
      ويقال : تَأَنَّيْتُكَ حتى لا أَناة بي ، والاسم الأَناة مثل قناة ؛ قال ابن بري شاهده : الرِّفْقُ يُمْنٌ والأَناةُ سَعادةٌ وآنَيْتُ الشيءَ : أَخَّرته ، والاسم منه الأَناء على فَعَال ، بالفتح ؛ قال الحطيئة : وآنَيْتُ العَشاءَ إِلى سُهَيْلٍ ، أَو الشَّعْرى ، فطال بِيَ الأَناء التهذيب :، قال أَبو بكر في قولهم تَأَنَّيْتُ الرجل أَي انتظرته وتأَخرت في أَمره ولم أَعْجَل .
      ويقال : إِنَّ خَبَر فلان لَبَطيءٌ أَنِيٌّ ؛ قال ابن مقبل : ثم احْتَمَلْنَ أَنِيّاً بعد تَضْحِيَةٍ ، مِثْل المَخارِيف من جَيْلانَ أَو هَجَر (* قوله « قال ابن مقبل ثم احتملن ‏ .
      ‏ » أورده ياقوت في جيلان بالجيم ، ونسبه لتميم بن أبي ، وقال أنيّ تصغير إنى واحد آناء الليل ).
      الليث : أَنَى الشيءُ يَأْني أُنِيّاً إِذا تأَخر عن وقته ؛ ومنه قوله : والزادُ لا آنٍ ولا قَفارُ أَي لا بطيء ولا جَشِبٌ غير مأْدوم ؛ ومن هذا يقال : تَأَنَّى فلان يَتَأَنَّى ، وهو مُتَأَنّ إِذا تَمَكَّث وتثبت وانتظر .
      والأَنَى : من الأَناة والتُّؤَدة ؛ قال العجاج فجعله الأَناء : طال الأَناءُ وَزايَل الحَقّ الأَشر وهي الأَناة .
      قال ابن السكيت : الإِنَى من الساعات ومن بلوغ الشيء منتهاه ، مقصور يكتب بالياء ويفتح فيمدّ ؛

      وأَنشد بيت الحطيئة : وآنَيْتُ العَشاءَ إِلى سُهَيْل ورواه أَبو سعيد : وأَنَّيْت ، بتشديد النون .
      ويقال : أَنَّيْتُ الطعامَ في النار إِذا أَطلت مكثه ، وأَنَّيْت في الشيء إِذا قَصَّرت فيه .
      قال ابن بري : أَنِيَ عن القوم وأَنَى الطعامُ عَنَّا إِنىً شديداً والصَّلاةُ أُنِيّاً ، كل ذلك : أَبطأَ .
      وأَنَى يَأْنِي ويَأْنى أَنْياً فهو أَنِيٌّ إِذا رَفَقَ .
      والأَنْيُ والإِنْيُ : الوَهْنُ أَو الساعة من الليل ، وقيل : الساعة منه أَيَّ ساعة كانت .
      وحكى الفارسي عن ثعلب : إِنْوٌ ، في هذا المعنى ، قال : وهو من باب أَشاوِي ، وقيل : الإِنَى النهار كله ، والجمع آناء وأُنِيّ ؛

      قال : يا لَيْتَ لي مِثْلَ شَرِيبي مِنْ نُمِيّْ ، وهْوَ شَرِيبُ الصِّدْقِ ضَحَّاكُ الأُنِيّْ يقول : في أَيّ ساعة جئته وجدته يضحك .
      والإِنْيّْ : واحد آناه الليل وهي ساعاته .
      وفي التنزيل العزيز : ومن آناء الليل ؛ قال أَهل اللغة منهم الزجاج : آناء الليل ساعاته ، واحدها إِنْيٌ وإِنىً ، فمن ، قال إِنْيٌ فهو مثل نِحْيٍ وأَنحاء ، ومن ، قال إِنىً فهو مثل مِعىً وأَمْعاء ؛ قال الهذلي المتنخِّل : السالك الثَّغْرِ مَخْشِيّاً مَوارِدُه ، بكُلِّ إِنْيٍ قَضاه الليلُ يَنْتَعِل ؟

      ‏ قال الأَزهري : كذا رواه ابن الأَنباري ؛

      وأَنشده الجوهري : حُلْو ومرّ ، كعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُه ، في كل إِنْيٍ قَضاه الليلُ يَنْتَعِلُ ونسبه أَيضاً للمنتخّل ، فإِما أَن يكون هو البيت بعينه أَو آخر من قصيده أُخرى .
      وقال ابن الأَنباري : واحد آناء الليل على ثلاثة أَوجه : إِنْي بسكون النون ، وإِنىً بكسر الأَلف ، وأَنىً بفتح الأَلف ؛ وقوله : فَوَرَدَتْ قبلَ إِنَى صِحابها يروى : إِنَى وأَنَى ، وقاله الأَصمعي .
      وقال الأَخفش : واحد الآناء إِنْوٌ ؛ ‏

      يقال : ‏ مضى إِنْيانِ من الليل وإِنْوانِ ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي في الإِنَى : أَتَمَّتْ حملَها في نصف شهر ، وحَمْلُ الحاملاتِ إِنىً طويلُ ومَضَى إِنْوٌ من الليل أَي وقت ، لغة في إنْي .
      قال أَبو عليّ : وهذا كقولهم جَبَوْت الخراج جِباوة ، أُبدلت الواو من الياء .
      وحكى الفارسي : أَتيته آيِنَةً بعد آينةٍ أَي تارة بعد تارة ؛ كذا حكاه ، قال ابن سيده : وأُراه بني من الإِنَى فاعلة وروى : وآيِنَةً يَخْرُجْنَ من غامر ضَحْل والمعروف آوِنَة .
      وقال عروة في وصية لبنيه : يا بَنيّ إِذا رأَيتم خَلَّةً رائعة من رجل فلا تقطعوا إِناتَكم (* قوله « إناتكم » كذا ضبط بالكسر في الأصل ، وبه صرح شارح القاموس ).
      وإِن كان الناس رَجُلَ سَوءٍ ؛ أَي رجاءكم ؛ وقول السلمية أَنشده يعقوب : عَن الأَمر الذي يُؤْنِيكَ عنه ، وعَن أَهْلِ النَّصِيحة والودا ؟

      ‏ قال : أَرادت يُنْئِيك من النَّأْي ، وهو البعد ، فقدمت الهمزة قبل النون .
      الأَصمعي : الأَناةُ من النساء التي فيها فتور عن القيام وتأَنٍّ ؛ قال أَبو حيَّة النميري : رَمَتْه أَناةٌ ، من رَبيعةِ عامرٍ ، نَؤُومُ الضُّحَى في مَأْتَمٍ أَيِّ مَأْتَم والوَهْنانةُ نحوها .
      الليث : يقال للمرأَة المباركة الحليمة المُواتِية أَناة ، والجمع أَنواتٌ .
      قال : وقال أَهل الكوفة إِنما هي الوَناة ، من الضعف ، فهمزوا الواو ؛ وقال أَبو الدُّقَيْش : هي المباركة ، وقيل : امرأَة أَناة أَي رَزِينة لا تَصْخَبُ ولا تُفْحِش ؛ قال الشاعر : أَناةٌ كأَنَّ المِسْكَ تَحْتَ ثيابِها ، ورِيحَ خُزامَى الطَّلِّ في دَمِثِ الرَّمْ ؟

      ‏ قال سيبويه : أَصله وَناةٌ مثل أَحَد وَوَحَد ، من الوَنَى .
      وفي الحديث : أَن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَمَر رجلاً أَن يزوج ابنته من جُلَيْبِيبٍ ، فقال حتى أُشاورَ أُمَّها ، فلما ذكره لها ، قالت : حَلْقَى ، أَلِجُلَيْبيبٍ ؟ إِنِيْه ، لا لَعَمْرُ اللهِ ذكره ابن الأَثير في هذه الترجمة وقال : قد اختلف في ضبط هذه اللفظة اختلافاً كثيراً فرويت بكسر الهمزة والنون وسكون الياء وبعدها هاء ، ومعناها أَنها لفظة تستعملها العرب في الإِنكار ، يقول القائل : جاء زيد ، فتقول أَنت : أَزَيْدُنِيه وأَزَيْدٌ إِنِيه ، كأَنك استبعدت مجيئه .
      وحكى سيبويه : أَنه قيل لأَعرابي سكن البَلَدَ : أَتخرج إِذا أَخصبت البادية ؟ فقال : أَنا إِنيه ؟ يعني أَتقولون لي هذا القول وأَنا معروف بهذا الفعل ؟ كأَنه أَنكر استفهامهم إِياه ، ورويت أَيضاً بكسر الهمزة وبعدها باء ساكنة ، ثم نون مفتوحة ، وتقديرها أَلِجُلَيْبيبٍ ابْنَتي ؟ فأَسقطت الياء ووقفت عليها بالهاء ؛ قال أَبو موسى ، وهو في مسند أَحمد بن حنبل بخط أَبي الحسن بن الفُراتِ ، وخطه حجة : وهو هكذا مُعْجَمٌ مُقَيَّد في مواضع ، قال : ويجوز أَن لا يكون قد حذف الياء وإِنما هي ابْنَةٌ نكرة أَي أَتُزَوِّجُ جُلَيْبِيباً ببنتٍ ، يعني أَنه لا يصلح أَن يزوج ببنت ، إِنما يُزَوَّجُ مثلُه بأَمة استنقاصاً له ؛ قال : وقد رويت مثل هذه الرواية الثانية بزيادة أَلف ولام للتعريف أَي أَلجليبيبٍ الابْنةُ ، ورويت أَلجليبيبٍ الأَمَةُ ؟ تريد الجارية كناية عن بنتها ، ورواه بعضهم أُمَيَّةُ أَو آمِنَةُ على أَنه اسم البنت .
      "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: