وصف و معنى و تعريف كلمة إبيل:


إبيل: كلمة تتكون من أربع أحرف تبدأ بـ ألف همزة (إ) و تنتهي بـ لام (ل) و تحتوي على ألف همزة (إ) و باء (ب) و ياء (ي) و لام (ل) .




معنى و شرح إبيل في معاجم اللغة العربية:



إبيل

جذر [ابل]

  1. إِبِلُ
    • ـ إِبِلُ ، وإِبْلُ : معروف ، واحدٌ يَقَعُ على الجمعِ ، ليس بجَمْعٍ ولا اسمِ جمعٍ ، ج : آبالٌ وتَصغيرُهَا أُبَيْلَةٌ ، والسحابُ الذي يَحْمِلُ ماءَ المَطَرِ ،
      ـ يقالُ : إبِلانِ : للقَطِيعَيْنِ .
      ـ تَأبَّلَ إبِلاً : اتَّخَذَها .
      ـ أبَلَ : كثُرَتْ إبِلُهُ ، كأبَّلَ وآبَلَ ،
      ـ أبَلَ : غَلَبَ ، وامتَنَعَ ، كأَبَّلَ ،
      ـ أبَلَ الإِبِلُ وغيرُها تَأْبُلُ وتَأْبِلُ أبْلاً وأُبولاً : جَزَأَتْ عن الماءِ بالرُّطْبِ ، كأَبِلَتْ ، وتَأَبَّلَتْ ، الواحدُ : آبِلٌ ، ج : أُبَّالٌ ، أو هَمَلَتْ فغابَتْ وليس معَها راعٍ ، أو تأبَّدتْ ،
      ـ أبَلَ عن امرأتِهِ : امتَنَعَ عن غِشْيَانِها ، كتَأبَّلَ ، ونَسَكَ ،
      ـ أبَلَ بالعَصَا : ضَرَبَ ،
      ـ أبَلَ الإِبِلُ أُبُولاً : أقامَتْ بالمكانِ .
      ـ أبَلَ وأَبِلَ ، أبالَةً وأبَلاً ، فهو آبِلٌ وأبِلٌ : حَذَقَ مَصْلَحَةَ الإِبِلِ والشاءِ .
      ـ إنه من آبَلِ الناسِ : من أشَدِّهِم تأنُّقاً في رِعْيَتِها .
      ـ أبِلَتِ الإِبِلُ ، وأَبَلَتْ : كثُرَتْ .
      ـ أبَلَ العُشْبُ أُبولاً : طالَ فاسْتَمْكَنَ منه الإِبِلُ .
      ـ أَبَلَهُ أَبْلاً : جَعَلَ له إبِلاً سائِمَةً .
      ـ إبِلٌ مُؤَبَّلَةٌ : لِلقِنْيَةِ .
      ـ أُبَّلُ : مهملةٌ .
      ـ أوابِلُ : كثيرةٌ .
      ـ أبابيلُ : فِرَقٌ ، جمعٌ بِلا واحدٍ .
      ـ إِبَّالَةُ وإِبَالَةُ وإِبِّيلُ وإِبَّوْلُ وإِيْبالُ : القِطْعَةُ من الطيرِ والخَيْلِ والإِبِلِ ، أو المُتَتَابِعَةُ منها . وكأَميرٍ : العَصا ، والحَزِينُ ، بالسُّرْيانِيَّةِ ، ورَئيسُ النَّصارى ، أو الرَّاهبُ ، أو صاحِبُ الناقوسِ ، كالأَيْبُلِيِّ والأَيْبَلِيِّ والهَيْبَلِيِّ والأَبُلِيِّ ، والأَيْبَلِ والأَيْبُلِ والأَبيلِيِّ ، ج : آبالٌ وأُبْلٌ ، والحُزْمَةُ من الحَشِيشِ ، كالأَبيلَةِ والإِبَّالَةِ ، كإجَّانَةٍ ، والإِيبالَةِ والوَبيلَةِ .
      ـ يُريدونَ بأَبيلِ الأَبِيلَيْنِ : عيسى ، صَلواتُ الله وسلامُهُ عليه .
      ـ إِبالَةُ : السياسةُ .
      ـ أَبِلَةُ : الطَّلِبَةُ ، والحاجةُ ، والمُبَارَكَةُ من الوَلَدِ .
      ـ إنه لا يَأْتَبِلُ : لا يَثْبُتُ على رِعْيَةِ الإِبِلِ ، ولا يُحْسِنُ مِهْنَتَها ، أو لا يَثْبُتُ عليها راكباً .
      ـ تأْبيلُ الإِبِلِ : تَسْمِينُها .
      ـ رجُلٌ آبِلٌ ، وإبِلِيٌّ وأَبَلِيُّ : ذو إبِلٍ .
      ـ أَبَّالُ : يَرْعَاهَا .
      ـ إِبْلَةُ : العَداوَةُ ،
      ـ أبْلَةُ : العاهَةُ ،
      ـ أبَلَةُ : الثِّقَلُ والوَخامَةُ ، كالأَبَلِ ، والإِثْمُ .
      ـ أُبُلَّةُ : تَمْرٌ يُرَضُّ بين حَجَرَيْنِ ، ويُحْلَبُ عليه لَبَنٌ ، والفِدْرَةُ من التَّمْرِ ، وموضع بالبَصْرة أحَدُ جِنانِ الدُّنْيَا منها : شَيْبانُ بنُ فَرُّوخٍ الأُبُلِّيُّ .
      ـ أُبَيْلَى : امرأةٌ .
      ـ تأْبيلُ المَيِّتِ : تأبينُهُ .
      ـ مُؤَبَّلُ : لَقَبُ إبراهيمَ الأَنْدَلُسِيِّ الشاعِرِ .
      ـ أَبْلُ ، وأُبْلُ : الرَّطْبُ ، أو اليَبيسُ ،
      ـ أُبْلُ : موضع .
      ـ أُبُلُ : الخِلْفَةُ من الكَلَإِ .
      ـ جاءَ في إبالَتِهِ ، وأُبُلَّتِهِ : أصْحابِهِ وقَبِيلَتِهِ .
      ـ هو من إبِلَّةِ سَوْءٍ ، ومن أُبُلَّةِ سَوْءُ : طَلِبةٍ ، وإبْلاتِهِ وإبالَتِهِ .
      ـ '' ضِغْثٌ على إبَّالَةٍ ''، وإِبالَةُ : بَلِيَّةٌ على أُخْرَى ، أو خِصْبٌ على خِصْبٍ ، كأَنَّهُ ضِدٌّ .
      ـ آبِلُ : قرية بِحِمْصَ ، وقرية بِدِمَشْقَ ، وهي آبِلُ السوقِ ، منها : الحُسَيْنُ بنُ عامِرٍ المُقْرِئُ ، وقرية بِنَابُلُسَ ، وموضع قُرْبَ الأُرْدُنِّ ، وهو آبِلُ الزَّيْتِ .
      ـ أُبْلِيٌّ : جَبَلٌ عِنْدَ جَبَلَيْ طَيِّئٍ .
      ـ أُبْلَى : جِبالٌ فيها بِئْرُ مَعونَةَ .
      ـ بَعيرٌ أبِلٌ : لَحيمٌ .
      ـ ناقَةٌ أبِلَةٌ : مباركَةٌ في الولَدِ .
      ـ إِبالَةُ : شيءٌ تُصَدَّرُ به البِئْرُ ، وقد أبَلْتُها فهي مأْبولَةٌ ، والحُزْمَةُ الكبيرَةُ من الحَطَبِ ، كالبُلَةِ .
      ـ أرضٌ مأْبَلَةٌ : ذاتُ إبِلٍ .
      ـ أبَّلَ تأبيلاً : اتَّخَذَ إبِلاً واقْتَناهَا .

    المعجم: القاموس المحيط

,
  1. إبيستاكسيوفوبيا
    • خوف النزف الأنفى

    المعجم: عربي عامة

  2. إبيستيموفوبيا
    • خوف المعرفةِ


    المعجم: عربي عامة

  3. الإبْية
    • الإبْية : تجمُّع اللبن في الثدي أو الضَّرْع .
      و الإبْية احتباسُه .

    المعجم: المعجم الوسيط

  4. إِبيَضّ
    • إبيض - ابيضاضا
      1 - صار ( ب ي ض )

    المعجم: الرائد

  5. أَتْأَر
    • أتأر - إتآرا
      1 - أتأره بالعصا : ضربه بها . 2 - أتأره البصر أو اليه : أتبعه إياه . 3 - أتأر النظر إليه : حدده إليه .


    المعجم: الرائد

  6. أَتْأَق
    • أتأق - إتآقا
      1 - أتأق الإناء : ملأه .

    المعجم: الرائد

  7. أتأب
    • أتأب - إتآبا
      1 - أتأبه : أغضبه . أتأبه : رده بخزي وعار عن حاجته . 2 - أتأبه : فعل به فعلا يخجل منه

    المعجم: الرائد

  8. أَتْأَم
    • أتأم - إتآما
      1 - أتأمت المرأة : ولدت اثنين في بطن معا . 2 - أتأم الثوب : نسجه على طاقين في سداه ولحمته .

    المعجم: الرائد

  9. أتأمَ
    • أتأمَ يُتئم ، إتآمًا ، فهو مُتئِم :-
      • أتأمتِ الحامِلُ ولدت طفلين أو أكثر في بطن واحد .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  10. بيض
    • " البياض : ضد السواد ، يكون ذلك في الحيوان والنبات وغير ذلك مما يقبله غيره .
      البَيَاضُ : لون الأَبْيَض ، وقد ، قالوا بياض وبَياضة كما ، قالوا مَنْزِل ومَنْزِلة ، وحكاه ابن الأَعرابي في الماء أَيضاً ، وجمع الأَبْيَضِ بِيضٌ ، وأَصله بُيْضٌ ، بضم الباء ، وإِنما أَبدلوا من الضمة كَسْرَةً لتصحَّ الياء ، وقد أَباضَ وابْيَضَّ ؛ فأَما قوله : إِن شَكْلي وإِن شكْلَكِ شَتَّى ، فالْزمي الخُصَّ واخْفِضِي تَبْيَضِضِّي فإِنه أَرادَ تَبْيَضِّي فزاد ضاداً أُخرى ضرورة لإِقامة الوزن ؛ قال ابن بري : وقد قيل إِنما يجيء هذا في الشعر كقول الآخر : لقد خَشِيتُ أَن أَرَى جَدْبَباَّ أَراد جَدْباً فضاعف الباء .
      قال ابن سيده : فأَما ما حكى سيبويه من أَن بعضهم ، قال : أَعْطِني أَبْيَضّه يريد أَبْيَضَ وأَلحق الهاء كما أَلحقها في هُنّه وهو يريد هُنَّ فإِنه ثقل الضاد فلولا أَنه زاد ضاداً (* قوله « فلولا أنه زاد ضاداً إلخ » هكذا في الأصل بدون ذكر جواب لولا .) على الضاد التي هي حرف الإِعراب ، فحرفُ الإِعراب إِذاً الضادُ الأُولى والثانية هي الزائدة ، وليست بحرف الإِعراب الموجود في أَبْيَضَ ، فلذلك لحقته بَيانَ الحركة (* قوله « عرقا أبيضه »، قال الصاغاني : هكذا وقع في الصحاح بالالف والصواب عرقي بالنصب ، وقوله وأبضه هكذا هو مضبوط في نسخ الصحاح بضمتين وضبطه بعضهم بكسرتين ، أفاده شارح القاموس .) والأَبيضان : الشحمُ والشَّباب ، وقيل : الخُبْز والماء ، وقيل : الماء واللبنُ ؛ قال هذيل الأَشجعي من شعراء الحجازيين : ولكنّما يَمْضِي ليَ الحَوْلُ كاملاً ، وما ليَ إِلاَّ الأَبْيَضَيْنِ شَرابُ من الماءِ أو من دَرِّ وَجْناءَ ثَرّةٍ ، لها حالبٌ لا يَشْتَكي وحِلابُ ومنه قولهم : بَيَّضْت السِّقاءَ والإِناء أَي ملأْته من الماء أَو اللبن .
      ابن الأَعرابي : ذهَبَ أَبْيَضاه شحْمُه وشبابُه ، وكذلك ، قال أَبو زيد ، وقال أَبو عبيد : الأَبْيَضانِ الشحمُ واللبن .
      وفي حديث سعد : أَنه سُئِل عن السُّلْت بالبَيْضاءِ فكَرِهَه ؛ البَيْضاء الحِنْطة وهي السَّمْراء أَيضاً ، وقد تكرر ذكرها في البيع والزكاة وغيرهما ، وإِنما كَرِه ذلك لأَنهما عنده جنسٌ واحد ، وخالفه غيره .
      وما رأَيته مُذْ أَبْيضانِ ، يعني يومين أَو شهرين ، وذلك لبياض الأَيام .
      وبَياضُ الكبدِ والقلبِ والظفرِ : ما أَحاط به ، وقيل : بَياضُ القلب من الفرس ما أَطافَ بالعِرْق من أَعلى القلب ، وبياض البطن بَنات اللبنِ وشحْم الكُلى ونحو ذلك ، سمَّوْها بالعَرَض ؛ كأَنهم أَرادوا ذات البياض .
      والمُبَيِّضةُ ، أَصحابُ البياض كقولك المُسَوِّدةُ والمُحَمِّرةُ لأَصحاب السواد والحمرة .
      وكَتِيبةٌ بَيْضاء : عليها بَياضُ الحديد .
      والبَيْضاء : الشمسُ لبياضها ؛ قال الشاعر : وبَيْضاء لم تَطْبَعْ ، ولم تَدْرِ ما الخَنا ، تَرَى أَعيُنَ الفِتْيانِ من دونها خُزْرا والبَيْضاء : القِدْرُ ؛ قال ذلك أَبو عمرو .
      قال : ويقال للقِدْر أَيضاً أُمُّ بَيْضاء ؛

      وأَنشد : وإِذْ ما يُرِيحُ الناسَ صَرْماءُ جَوْنةٌ ، يَنُوسُ عليها رَحْلُها ما يُحَوَّلُ فقلتُ لها : يا أُمَّ بَيْضاءَ ، فِتْيةٌ يَعُودُك منهم مُرْمِلون وعُيَّل ؟

      ‏ قال الكسائي : ما في معنى الذي في إِذ ما يُرِيح ، قال : وصرماءُ خبر الذي .
      والبِيضُ : ليلةُ ثلاثَ عَشْرةَ وأَرْبَعَ عَشْرةَ وخمسَ عَشْرة .
      وفي الحديث : كان يأْمُرُنا أَن نصُومَ الأَيامَ البِيضَ ، وهي الثالثَ عشَرَ والرابعَ عشرَ والخامسَ عشرَ ، سميت ليالِيها بِيضاً لأَن القمر يطلُع فيها من أَولها إِلى آخرها .
      قال ابن بري : وأَكثر ما تجيء الرواية الأَيام البِيض ، والصواب أَن يقال أَيامَ البِيضِ بالإِضافة لأَن البِيضَ من صفة الليالي .
      وكلَّمتُه فما ردَّ عليَّ سَوْداءَ ولا بَيْضاءَ أَي كِلمةً قبيحة ولا حسنة ، على المثل .
      وكلام أَبْيَضُ : مشروح ، على المثل أَيضاً .
      ويقال : أَتاني كلُّ أَسْودَ منهم وأَحمر ، ولا يقال أَبْيَض .
      الفراء : العرب لا تقول حَمِر ولا بَيِض ولا صَفِر ، قال : وليس ذلك بشيء إِنما يُنْظَر في هذا إِلى ما سمع عن العرب .
      يقال : ابْيَضّ وابْياضَّ واحْمَرَّ واحْمارَّ ، قال : والعرب تقول فلانة مُسْوِدة ومُبيِضةٌ إِذا ولدت البِيضانَ والسُّودانَ ، قال : وأَكثر ما يقولون مُوضِحة إِذا وَلَدَت البِيضانَ ، قال : ولُعْبة لهم يقولون أَبِيضي حَبالاً وأَسيدي حَبالاً ، قال : ولا يقال ما أَبْيَضَ فلاناً وما أَحْمَر فلاناً من البياض والحمرة ؛ وقد جاء ذلك نادراً في شعرهم كقول طرفة : أَمّا الملوكُ فأَنْتَ اليومَ ألأَمُهم لُؤْماً ، وأَبْيَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ ابن السكيت : يقال للأَسْودَ أَبو البَيْضاء ، وللأبْيَض أَبو الجَوْن ، واليد البَيْضاء : الحُجّة المُبَرْهنة ، وهي أَيضاً اليد التي لا تُمَنُّ والتي عن غير سؤال وذلك لشرفها في أَنواع الحِجاج والعطاء .
      وأَرض بَيْضاءُ : مَلْساء لا نبات فيها كأَن النبات كان يُسَوِّدُها ، وقيل : هي التي لم تُوطَأْ ، وكذلك البِيضَةُ .
      وبَيَاضُ الأَرض : ما لا عمارة فيه .
      وبَياضُ الجلد : ما لا شعر عليه .
      التهذيب : إِذا ، قالت العرب فلان أَبْيَضُ وفلانة بَيْضاء فالمعنى نَقاء العِرْض من الدنَس والعيوب ؛ ومن ذلك قول زهير يمدح رجلاً .
      أَشَمّ أَبْيَض فَيّاض يُفَكِّك عن أَيدي العُناةِ وعن أَعْناقِها الرِّبَقا وقال : أُمُّك بَيْضاءُ من قُضاعةَ في البيت الذي تَسْتَظلُّ في ظُنُبِه ؟

      ‏ قال : وهذا كثير في شعرهم لا يريدون به بَياضَ اللون ولكنهم يريدون المدح بالكرم ونَقاءِ العرْض من العيوب ، وإِذا ، قالوا : فلان أَبْيَض الوجه وفلانة بَيْضاءُ الوجه أَرادوا نقاءَ اللون من الكَلَفِ والسوادِ الشائن .
      ابن الأَعرابي : والبيضاءُ حبالة الصائد ؛

      وأَنشد : وبيضاء مِنْ مالِ الفتى إِن أَراحَها أَفادَ ، وإِلا ماله مال مُقْتِر يقول : إِن نَشِب فيها عَيرٌ فجرّها بقي صاحبُها مُقْتِراً .
      والبَيْضة : واحدة البَيْض من الحديد وبَيْضِ الطائر جميعاً ، وبَيْضةُ الحديد معروفة والبَيْضة معروفة ، والجمع بَيْض .
      وفي التنزيل العزيز : كأَنَّهُنّ بَيْضٌ مَكْنُون ، ويجمع البَيْض على بُيوضٍ ؛ قال : على قَفْرةٍ طارَت فِراخاً بُيوضُها أَي صارت أَو كانت ؛ قال ابن سيده : فأَما قول الشاعر (* قوله « فأما قول الشاعر » عبارة القاموس وشرحه : والبيضة واحدة بيض الطير الجمع بيوض وبيضات ، قال الصاغاني : ولا تحرك الياء من بيضات إلا في ضرورة الشعر ، قال : أخو بيضات إلخ .
      أَبو بَيَضاتٍ رائحٌ مُتأَوِّب ، رَفيق بمَسْحِ المَنْكِبَينِ سَبُوحُ فشاذ لا يعقد عليه باب لأَن مثل هذا لا يحرك ثانيه .
      وباضَ الطائرُ والنعامة بَيْضاً : أَلْقَتْ بَيْضَها .
      ودجاجة بَيّاضةٌ وبَيُوضٌ : كثيرة البَيْضِ ، والجمع بُيُضٌ فيمن ، قال رُسُل مثل حُيُد جمع حَيُود ، وهي التي تَحِيد عنك ، وبِيضٌ فيمن ، قال رُسْل ، كسَرُوا الباء لِتَسْلم الياء ولا تنقلب ، وقد ، قال بُّوضٌ أَبو منصور .
      يقال : دجاجة بائض بغير هاء لأَن الدِّيكَ لا يَبِيض ، وباضَت الطائرةُ ، فهي بائضٌ .
      ورجل بَيّاضٌ : يَبِيع البَيْضَ ، وديك بائِضٌ كما يقال والدٌ ، وكذلك الغُراب ؛

      قال : بحيث يَعْتَشّ الغُرابُ البائض ؟

      ‏ قال ابن سيده : وهو عندي على النسب .
      والبَيْضة : من السلاح ، سميت بذلك لأَنها على شكل بَيْضة النعام .
      وابْتاضَ الرجل : لَبِسَ البَيْضةَ .
      وفي الحديث : لَعَنَ اللّه السارقَ يَسْرِقُ البَيْضةَ فتُقْطَعُ يدُه ، يعني الخُوذةَ ؛ قال ابن قتيبة : الوجه في الحديث أَن اللّه لما أَنزل : والسارقُ والسارقةُ فاقْطَعُوا أَيْدِيَهما ، قال النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم : لَعَنَ اللّه السارقَ يَسْرِق البَيْضة فتُقْطَع يدُه على ظاهر ما نزل عليه ، يعني بَيْضةَ الدجاجة ونحوها ، ثم أَعلمه اللّه بَعْدُ أَن القطع لا يكون إِلا في رُبْع دِينار فما فوقه ، وأَنكر تأْويلها بالخُوذةِ لأَن هذا ‏ ليس ‏ موضع تَكثيرٍ لما يأْخذه السارق ، إِنما هو موضع تقليل فإِنه لا يقال : قبَّح اللّه فلاناً عرَّض نفسه للضرب في عِقْد جَوْهر ، إِنما يقال : لَعَنه اللّه تعرَّض لقطع يده في خَلَقٍ رَثٍّ أَو في كُبّةِ شعَرٍ .
      وفي الحديث : أُعْطِيتُ الكَنْزَينِ الأَحمرَ والأَبيضَ ، فالأَحمرُ مُلْكُ الشام ، والأَبْيَضُ مُلْكُ فارس ، وإِنما يقال لفارس الأَبْيَض لبياض أَلوانهم ولأَن الغالب على أَموالهم الفضة ، كما أَن الغالب على أَلوان أَهل الشام الحمرة وعلى أَموالهم الذهب ؛ ومنه حديث ظبيان وذكر حِمْير ، قال : وكانت لهم البَيْضاءُ والسَّوْداءُ وفارِسُ الحَمْراءُ والجِزْيةُ الصفراء ، أَراد بالبيضاء الخرابَ من الأَرض لأَنه يكون أَبْيَضَ لا غَرْسَ فيه ولا زَرْعَ ، وأَراد بالسَّوْداء العامِرَ منها لاخْضِرارِها بالشجر والزرع ، وأَرادَ بفارِسَ الحَمْراء تَحَكُّمَهم عليه ، وبالجزية الصفراء الذهبَ كانوا يَجْبُون الخَراجَ ذَهَباً .
      وفي الحديث : لا تقومُ الساعةُ حتى يظهر الموتُ الأَبْيَضُ والأَحْمَرُ ؛ الأَبْيَضُ ما يأْتي فَجْأَةً ولم يكن قبله مرض يُغيِّر لونه ، والأَحْمرُ الموتُ بالقَتْل لأَجل الدم .
      والبَيْضةُ : عِنَبٌ بالطائف أَبيض عظيم الحبّ .
      وبَيْضةُ الخِدْر : الجاريةُ لأَنها في خِدْرها مكنونة .
      والبَيْضةُ : بَيْضةُ الخُصْية .
      وبَيْضةُ العُقْر مَثَلٌ يضرب وذلك أَن تُغْصَبَ الجارية نَفْسها فتُقْتَضّ فتُجَرَّب ببَيْضةٍ ، وتسمى تلك البَيْضةُ بَيْضةَ العُقْرِ .
      قال أَبو منصور : وقيل بَُْضةُ العُقْرِ بَيْضَة يَبِيضُها الديك مرة واحدة ثم لا يعود ، يضْرب مثلاً لمن يصنع الصَّنِيعة ثم لا يعود لها .
      وبَيْضة البلَدِ : تَرِيكة النعامة .
      وبَيْضةُ البلد : السَّيِّدُ ؛ عن ابن الأَعرابي ، وقد يُذَمُّ ببَيْضة البلد ؛

      وأَنشد ثعلب في الذم للراعي يهجو ابن الرِّقاعِ العاملي : لو كُنتَ من أَحَدٍ يُهْجى هَجَوْتُكمُ ، يا ابن الرِّقاعِ ، ولكن لستَ من أَحَدِ تَأْبى قُضاعةُ لم تَعْرِفْ لكم نَسَباً وابْنا نِزارٍ ، فأَنْتُمْ بَيْضةُ البَلَدِ أَرادَ أَنه لا نسب له ولا عشيرة تَحْمِيه ؛ قال : وسئل ابن الأَعرابي عن ذلك فقال : إِذا مُدِحَ بها فهي التي فيها الفَرْخ لأَن الظَّلِيم حينئذ يَصُونُها ، وإِذا ذُمَّ بها فهي التي قد خرج الفَرْخُ منها ورَمى بها الظليمُ فداسَها الناسُ والإِبلُ .
      وقولهم : هو أَذَلُّ من بَيْضةِ البَلَدِ أَي من بَيْضَةِ النعام التي يتركها ؛

      وأَنشد كراع للمتلمس في موضع الذم وذكره أَبو حاتم في كتاب الأَضداد ، وقال ابن بري الشعر لِصِنَّان بن عبَّاد اليشكري وهو : لَمَّا رأَى شمطٌ حَوْضِي له تَرَعٌ على الحِياضِ ، أَتاني غيرَ ذي لَدَدِ لو كان حَوْضَ حِمَارٍ ما شَرِبْت به ، إِلاّ بإِذْنِ حِمارٍ آخرَ الأَبَدِ لكنَّه حَوْضُ مَنْ أَوْدَى بإِخْوَتِه رَيْبُ المَنُونِ ، فأَمْسَى بَيْضَةَ البَلَدِ أَي أَمسى ذليلاً كهذه البَيْضة التي فارَقَها الفرخُ فرَمَى بها الظليم فدِيسَت فلا أَذَل منها .
      قال ابن بري : حِمَار في البيت اسم رجل وهو علقمة بن النعمان بن قيس بن عمرو بن ثعلبة ، وشمطٌ هو شمط ابن قيس بن عمرو بن ثعلبة اليشكري ، وكان أَوْرَدَ إِبِلَه حَوْضَ صِنَّان بن عبَّاد قائل هذا الشعر فغضب لذلك ، وقال المرزوقي : حمار أَخوه وكان في حياته يتعزَّزُ به ؛ ومثله قول الآخر يهجو حسان بن ثابت وفي التهذيب انه لحسان : أَرى الجَلابِيبَ قد عَزُّوا ، وقد كَثُروا ، وابنُ الفُرَيْعةِ أَمْسَى بَيْضةَ البَلَد ؟

      ‏ قال أَبو منصور : هذا مدح .
      وابن فُرَيْعة : أَبوه (* قوله « وابن فريعة أبوه » كذا بالأصل وفي القاموس في مادة فرع ما نصه : وحسان بن ثابت يعرف بابن الفريعة كجهينة وهي أُمه .).
      وأَراد بالجلابيب سَفِلة الناس وغَثْراءَهم ؛ قال أَبو منصور : وليس ما ، قاله أَبو حاتم بجيد ، ومعنى قول حسان أَن سَفِلة الناس عزُّوا وكثروا بعد ذِلَّتِهِم وقلتهم ، وابن فُرَيعة الذي كان ذا ثَرْوَةٍ وثَراءٍ قد أُخِّرَ عن قديمِ شَرَفِه وسُودَدِه ، واسْتُبِدَّ بالأَمر دونه فهو بمنزلة بَيْضة البلد التي تَبِيضُها النعامة ثم تتركها بالفلاة فلا تَحْضُنها ، فتبقى تَرِكةً بالفلاة .
      وروى أَبو عمرو عن أَبي العباس : العرب تقول للرجل الكريم : هو بَيْضة البلد يمدحونه ، ويقولون للآخر : هو بَيْضة البلد يذُمُّونه ، قال : فالممدوحُ يراد به البَيْضة التي تَصُونها النعامة وتُوَقِّيها الأَذَى لأَن فيها فَرْخَها فالممدوح من ههنا ، فإِذا انْفَلَقت عن فَرْخِها رمى بها الظليمُ فتقع في البلد القَفْر فمن ههنا ذمّ الآخر .
      قال أَبو بكر في قولهم فلان بَيْضةُ البلد : هو من الأَضداد يكون مدحاً ويكون ذمّاً ، فإِذا مُدِح الرجل فقيل هو بَيْضةُ البلد أُرِيدَ به واحدُ البلد الذي يُجْتَمع إِليه ويُقْبَل قولُه ، وقيل فَرْدٌ ليس أَحد مثله في شرفه ؛

      وأَنشد أَبو العباس لامرأَة من بني عامر بن لُؤَيّ ترثي عمرو بن عبد وُدٍّ وتذكر قتل عليّ إِيَّاه : لو كان قاتِلُ عَمرو غيرَ قاتله ، بَكَيْتُه ، ما أَقام الرُّوحُ في جَسَدي لكنَّ قاتلَه مَنْ لا يُعابُ به ، وكان يُدعَى قديماً بَيْضَةَ البَلَدِ يا أُمَّ كُلْثُومَ ، شُقِّي الجَيْبَ مُعْوِلَةً على أَبيكِ ، فقد أَوْدَى إِلى الأَبَدِ يا أُمَّ كُلْثُومَ ، بَكِّيهِ ولا تَسِمِي بُكَاءَ مُعْوِلَةٍ حَرَّى على ولد بَيْضةُ البلد : عليُّ بن أَبي طالب ، سلام اللّه عليه ، أَي أَنه فَرْدٌ ليس مثله في الشرف كالبَيْضةِ التي هي تَرِيكةٌ وحدها ليس معها غيرُها ؛ وإِذا ذُمَّ الرجلُ فقيل هو بَيْضةُ البلدِ أَرادوا هو منفرد لا ناصر له بمنزلة بَيْضَةٍ قام عنها الظَّليمُ وتركها لا خير فيها ولا منفعة ؛ قالت امرأَة تَرْثي بَنِينَ لها : لَهْفِي عليهم لَقَدْ أَصْبَحْتُ بَعْدَهُمُ كثيرَة الهَمِّ والأَحزان والكَمَدِ قد كُنْتُ قبل مَناياهُمْ بمَغبَطَةٍ ، فصِرْتُ مُفْرَدَةً كبَيْضَةِ البلدِ وبَيْضَةُ السَّنام : شَحْمَته .
      وبَيْضَةُ الجَنِين : أَصله ، وكلاهما على المثل .
      وبَيْضَة القوم : وسَطُهم .
      وبَيْضة القوم : ساحتهم ؛ وقال لَقِيطٌ الإِيادِي : يا قَوْمِ ، بَيْضتَكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بها ، إِنِّي أَخاف عليها الأَزْلَم الجَذَعا يقول : احفظوا عُقْر داركم .
      والأَزْلَم الجَذَع : الدهر لأَنه لا يهرم أَبداً .
      ويقال منه : بِيضَ الحيُّ أُصِيبَت بَيْضَتُهم وأُخِذ كلُّ شيءٍ لهم ، وبِضْناهم وابْتَضْناهم : فعلنا بهم ذلك .
      وبَيْضَةُ الدار : وسطها ومعظمها .
      وبَيْضَةُ الإِسلام : جماعتهم .
      وبَيْضَةُ القوم : أَصلهم .
      والبَيْضَةُ : أَصل القوم ومُجْتَمعُهم .
      يقال : أَتاهم العدو في بَيْضَتِهِمْ .
      وقوله في الحديث : ولا تُسَلِّطْ عليهم عَدُوّاً من غيرهم فيستبيح بَيْضَتَهم ؛ يريد جماعتهم وأَصلهم أَي مُجْتمعهم وموضع سُلْطانهم ومُسْتَقَرَّ دعوتهم ، أَراد عدوّاً يستأْصلهم ويُهْلِكهم جميعهم ، قيل : أَراد إِذا أُهْلِكَ أَصلُ البَيْضة كان هلاك كل ما فيها من طُعْمٍ أَو فَرْخ ، وإِذا لم يُهْلَكْ أَصلُ البَيْضة ربما سلم بعضُ فِراخها ، وقيل : أَراد بالبَيْضَة الخُوذَةَ فكأَنه شَبَّه مكان اجتماعهم والتِئامهم ببَيْضَة الحَدِيدِ ؛ ومنه حديث الحديبية : ثم جئتَ بهم لبَيْضَتِك تَفُضُّها أَي أَصْلك وعشيرتك .
      وبَيْضَةُ كل شيء حَوْزَتُه .
      وباضُوهُمْ وابْتاضُوهُمْ : استأْصلوهم .
      ويقال : ابْتِيضَ القومُ إِذا أُبِيحَتْ بَيْضَتُهم ، وابْتاضُوهم أَي استأْصلوهم .
      وقد ابْتِيضَ القوم إِذا اُخِذَتْ بَيْضَتُهم عَنْوَةً .
      أَبو زيد : يقال لوسط الدار بَيْضةٌ ولجماعة المسلمين بَيْضَةٌ ولوَرَمٍ في ركبة الدابة بَيْضَة .
      والبَيْضُ : وَرَمٌ يكون في يد الفرس مثل النُّفَخ والغُدَد ؛ قال الأَصمعي : هو من العيوب الهَيِّنة .
      يقال : قد باضَتْ يدُ الفرس تَبِيضُ بَيْضاً .
      وبَيْضَةُ الصَّيْف : معظمه .
      وبَيْضَة الحرّ : شدته .
      وبَيْضَة القَيْظ : شدة حَرِّه ؛ وقال الشماخ : طَوَى ظِمْأَهَا في بَيْضَة القَيْظِ ، بعدما جَرَى في عَنَانِ الشِّعْرَيَيْنِ الأَماعِزُ وباضَ الحَرُّ إِذا اشتد .
      ابن بزرج :، قال بعض العرب يكون على الماء بَيْضَاءُ القَيْظِ ، وذلك من طلوع الدَّبَران إِلى طلوع سُهَيْل .
      قال أَبو منصور : والذي سمعته يكون على الماء حَمْراءُ القَيْظِ وحِمِرُّ القيظ .
      ابن شميل : أَفْرَخَ بَيْضَةُ القوم إِذا ظهر مَكْتُومُ أَمْرِهم ، وأَفرخت البَيْضَةُ إِذا صار فيها فَرْخٌ .
      وباضَ السحابُ إِذا أَمْطَر ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي : باضَ النَّعَامُ به فنَفَّرَ أَهلَهُ ، إِلا المُقِيمَ على الدَّوا المُتأَفِّن ؟

      ‏ قال : أَراد مطراً وقع بِنَوْءِ النَّعَائم ، يقول : إِذا وقع هذا المطر هَرَبَ العُقلاء وأَقام الأَحمق .
      قال ابن بري : هذا الشاعر وصف وَادِياً أَصابه المطر فأَعْشَب ، والنَّعَامُ ههنا : النعائمُ من النجوم ، وإِنما تُمْطِرُ النَّعَائمُ في القيظ فينبت في أُصول الحَلِيِّ نبْتٌ يقال له النَّشْر ، وهو سُمٌّ إِذا أَكله المال مَوَّت ، ومعنى باضَ أَمْطَرَ ، والدَّوا بمعنى الداء ، وأَراد بالمُقِيم المقيمَ به على خَطر أَن يموت ، والمُتَأَفِّنُ : المُتَنَقِّص .
      والأَفَن : النَّقْصُ ؛ قال : هكذا فسره المُهَلَّبِيّ في باب المقصور لابن ولاَّد في باب الدال ؛ قال ابن بري : ويحتمل عندي أَن يكون الدَّوا مقصوراً من الدواء ، يقول : يَفِرُّ أَهلُ هذا الوادي إِلا المقيمَ على المُداواة المُنَقِّصة لهذا المرض الذي أَصابَ الإِبلَ من رَعْيِ النَّشْرِ .
      وباضَت البُهْمَى إِذا سَقَطَ نِصالُها .
      وباضَت الأَرض : اصفرت خُضرتُها ونَفَضتِ الثمرة وأَيبست ، وقيل : باضَت أَخْرجَتْ ما فيها من النبات ، وقد باضَ : اشتدَّ .
      وبَيَّضَ الإِناءَ والسِّقاء : مَلأَه .
      ويقال : بَيَّضْت الإِناءَ إِذا فرَّغْتَه ، وبَيَّضْته إِذا مَلأْته ، وهو من الأَضداد .
      والبَيْضاء : اسم جبل .
      وفي الحديث في صفة أَهل النار : فَخِذُ الكافر في النار مثْل البَيْضاء ؛ قيل : هو اسم جبل .
      والأَبْيَضُ : السيف ، والجمع البِيضُ .
      والمُبَيِّضةُ ، بكسر الياء : فرقة من الثَّنَوِيَّة وهم أَصحاب المُقَنَّع ، سُمُّوا بذلك لتَبْيِيضهم ثيابهم خلافاً للمُسَوِّدَة من أَصحاب الدولة العبّاسية .
      وفي الحديث : فنظرنا فإِذا برسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، وأَصحابه مُبَيِّضين ، بتشديد الياء وكسرها ، أَي لابسين ثياباً بيضاً .
      يقال : هم المُبَيِّضةُ والمُسَوِّدَة ، بالكسر ؛ ومنه حديث توبة كعب بن مالك : فرأَى رجلاً مُبَيِّضاً يزول به السرابُ ، قال ابن الأَثير : ويجوز أَن يكون مُبْيَضّاً ، بسكون الباء وتشديد الضاد ، من البياض أَيضاً .
      وبِيضَة ، بكسر الباء : اسم بلدة .
      وابن بَيْض : رجل ، وقيل : ابن بِيضٍ ، وقولهم : سَدَّ ابنُ بَيْضٍ الطريقَ ، قال الأَصمعي : هو رجل كان في الزمن الأَول يقال له ابن بَيْضٍ عقرَ ناقَتَه على ثَنِيَّةٍ فسد بها الطريق ومنع الناسَ مِن سلوكِها ؛ قال عمرو بن الأَسود الطهوي : سَدَدْنا كما سَدَّ ابنُ بيضٍ طَرِيقَه ، فلم يَجِدوا عند الثَّنِيَّةِ مَطْلَع ؟

      ‏ قال : ومثله قول بَسّامة بن حَزْن : كثوبِ ابن بيضٍ وقاهُمْ به ، فسَدَّ على السّالِكينَ السَّبِيلا وحمزة بن بِيضٍ : شاعر معروف ، وذكر النضر بن شميل أَنه دخل على المأْمون وذكر أَنه جَرى بينه وبينه كلام في حديث عن النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، فلما فرغ من الحديث ، قال : يا نَضْرُ ، أَنْشِدْني أَخْلَبَ بيت ، قالته العرب ، فأَنشدته أَبيات حمزة بن بِيضٍ في الحكَم بن أَبي العاص : تقولُ لي ، والعُيونُ هاجِعةٌ : أَقِمْ عَلَيْنا يَوْماً ، فلم أُقِم أَيَّ الوُجوهِ انْتَجَعْتَ ؟ قلتُ لها : وأَيُّ وَجْهٍ إِلا إِلى الحَكَم متى يَقُلْ صاحِبا سُرادِقِه : هذا ابنُ بِيضٍ بالباب ، يَبْتَسِمِ رأَيت في حاشية على كتاب أَمالي ابن بري بخط الفاضل رضي الدين الشاطبي ، رحمه اللّه ، قال : حمزة بن بِيضٍ ، بكسر الباء لا غير .
      قال : وأَما قولهم سدَّ ابنُ بَيْضٍ الطريقَ فقال الميداني في أَمثاله : ويروى ابن بِيضٍ ، بكسر الباء ، قال : وأَبو محمد ، رحمه اللّه ، حمل الفتح في بائه على فتح الباء في صاحب المثَل فعطَفَه عليه .
      قال : وفي شرح أَسماء الشعراء لأَبي عمر المطرّز حمزة بن بِيض ، قال الفراء : البِيضُ جمع أَبْيَض وبَيْضاء .
      والبُيَيْضَة : اسم ماء .
      والبِيضَتانِ والبَيْضَتان ، بالكسر والفتح : موضع على طريق الشام من الكوفة ؛ قال الأَخطل : فهْوَ بها سَيِّءٌ ظَنّاً ، وليس له ، بالبَيْضَتَينِ ولا بالغَيْضِ ، مُدَّخَرُ ويروى بالبَيْضَتين .
      وذُو بِيضانَ : موضع ؛ قال مزاحم : كما صاحَ ، في أَفْنانِ ضالٍ عَشِيَّةً بأَسفلِ ذِي بِيضانَ ، جُونُ الأَخاطِبِ وأَما بيت جرير : قَعِيدَ كما اللّهَ الذي أَنْتُما له ، أَلم تَسْمَعا بالبَيْضَتَينِ المُنادِيا ؟ فقال ابن حبيب : البِيضَة ، بالكسر ، بالحَزْن لبني يربوع ، والبَيْضَة ، بالفتح ، بالصَّمّان لبني دارم .
      وقال أَبو سعيد : يقال لما بين العُذَيْب والعقَبة بَيْضة ، قال : وبعد البَيْضة البَسِيطةُ .
      وبَيْضاء بني جَذِيمة : في حدود الخطّ بالبحرين كانت لعبد القيس وفيها نخيل كثيرة وأَحْساءٌ عَذْبة وقصورٌ جَمَّة ، قال : وقد أَقَمْتُ بها مع القَرامِطة قَيْظة .
      ابن الأَعرابي : البَيْضة أَرض بالدَّوّ حفَروا بها حتى أَتتهم الريح من تحتهم فرفعتهم ولم يصِلُوا إِلى الماء .
      قال شمر : وقال غيره البَيْضة أَرض بَيْضاء لا نبات فيها ، والسَّوْدة : أَرض بها نخيل ؛ وقال رؤبة : يَنْشَقُّ عن الحَزْنُ والبَرِّيتُ ، والبِيضةُ البَيْضاء والخُبُوتُ كتبه شمر بكسر الباء ثم حكى ما ، قاله ابن الأَعرابي .
      "

    المعجم: لسان العرب

  11. تأر
    • " أَتأَر إِليه النَّظَرَ : أَحَدَّه .
      وأَتْأَره بصره : أَتْبَعَه إِياه ، بهمز الأَلفين غير ممدودة ؛ قال بعض الأَغفال : وأَتْأَرَتْني نَظْرَة الشَّفير .
      وأَتْأَرتُه بصري : أَتْبَعْته إِياه .
      وفي الحديث : أَن رجلاً أَتاه فَأَتْأَرَ إِليه النَّظَرَ أَي أَحَدَّه إِليه وحَقَّقَه ؛ وقال الشاعر ؛ أَتْأَرْتُهُمْ بَصَري ، والآلُ يَرْفَعُهُمْ ، حتى اسْمَدَرَّ بِطَرْفِ العَيْنِ إِتْآري ومن ترك الهمز ، قال : أَتَرْتُ إِليه النظر والرَّمْيَ ، وهو مذكور في تَوَرَ ؛ وأَما قول الشاعر : إِذا اجْتَمَعُوا عَلَيَّ وأَشْقَذُوني ، فَصِرْت كَأَنَّني فَرَأٌ مُتَار ؟

      ‏ قال ابن سيده : فإِنه أَراد مُتْأَرٌ فنقل حركة الهمزة إِلى التاء وأَبدل منها أَلفاً لسكونها وانفتاح ما قبلها فصار مُتارٌ .
      والتُّؤْرُورُ : العَوْن يكون مع السلطان بلا رِزْقٍ ، وقيل : هو الجِلوازُ ، وذهب الفارسي إِلى أَنه تُفْعُول من الأَرِّ وهو الدفع ؛

      وأَنشد ابن السكيت : تالله لَوْلا خَشْيَةُ الأَمِيرِ ، وخشيةُ الشُّرْطيِّ والتُّؤْرور ؟

      ‏ قال : التؤرور أَتْباع الشُّرَطِ .
      ابن الأَعرابي : التَّائرُ المداوم على العمل بعد فتور .
      الأَزهري في التَّأْرَةِ : الحين .
      عن ابن الأَعرابي ، قال : تأْرَةٌ ، مهموز ، فلما كثر استعمالهم لها تركوا همزها ؛ قال الأَزهري :، قال غيره وجمعها تِئَرٌ ، مهموزة ؛ ومنه يقال : أَتّأَرْتُ إِليه النظر أَي أَدمته تارَةً بعد تارَةٍ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  12. تأق
    • " التَّأَقُ : شدَّة الامْتِلاء .
      ابن سيده : تَئِقَ السِّقاء يَتْأَق تَأَقاً ، فهو تَئِقٌ : امْتَلأَ ، وأَتْأَقَه هو إتْآقاً .
      وفي حديث علي : أتْأَقُ الحِياضَ بمواتِحه ؛ وقال النابغة : يَنْضَحْنَ نَضْحَ المَزادِ الوُفْرِ أتْأَقَها شَدُّ الرُّواةِ بماء ، غير مَشْرُوبِ ماء غير مشروب : يعني العرَق ، أَراد ينضَحن بماء غير مشروب نضحَ المَزادِ الوُفْر .
      ورجل تَئِقٌ : مَلآن غَيْظاً أو حزناً أو سروراً ، وقيل : هو الضيّق الخُلق ، وقيل : تَئقَ إذا امتلأَ حزناً وكاد يبكي .
      أَبو عمرو : التَّأَقةُ شدة الغضَب والسُّرْعةُ إلى الشرّ ، والمَأَقُ شدة البكاء .
      ومُهْر تَئِقٌ : سريعٌ .
      وأتأَقَ القوسَ : شدَّ نَزْعها وأَغرق فيها السهمَ .
      وفرس تَئِقٌ : نشِيط مُمْتلئ جَرْياً ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي : وأَرْيَحِيّاً عَضْباً وذا خُصَلٍ ، مُخْلَوْلِقَ المَتْنِ سابِحاً تَئِقَا أَريَحِيٌّ : منسوب إلى أرْيَحَ أرض باليمن ؛ إيّاها عنى الهُذلي بقوله : فلَوْتُ عنه سُيوفَ أَرْيَحَ ، إذْ باء بكَفِّي ، فلم أَكَدْ أَجِدُ وقد تَئقَ تأَقاً ، وتَئق الصبيُّ وغيره تأَقاً وتأَقةً ؛ عن اللحياني ، فهو تئق إذا أَخذه شبه الفُواق عند البكاء .
      ومن كلام أُم تأَبّط شرّاً أَو غيرها : ولا أبتُّه تَئِقاً .
      أبو عمرو : التأَقة ، بالتحريك ، شدّة الغضَب والسرعةُ إلى الشر ، وهو يَتْأقُ وبه تأَقةٌ ؛ وفي مثل للعرب : أَنتَ تَئقٌ وأَنا مَئقٌ فكيف نَتَّفِق ؟، قال اللحياني : قيل معناه أَنت ضيّق وأَنا خفيف فكيف نتفق ، قال : وقال بعضهم أَنت سريع الغَضَب وأَنا سريع البكاء فكيف نتفق ، وقال أَعرابي من عامر : أَنت غَضْبانُ وأَنا غضبان فكيف نتفق ؟ الأَصمعي : في هذا المثل تقول العرب أَنا تئق وأَخي مئق فكيف نتفق ؛ يقول : أنا ممتلئ من الغيْظ والحزن وأَخي سريع البكاء فلا يقع بيننا وِفاق .
      وقال الأَصمعي : التَّئق السريع إلى الشرّ والمئق السريع البكاء ، ويقال : الممتلئ من الغضب ، وقال الأَصمعي : هو الحديدُ ؛ قال عدي بن زيد يصف كلباً : أَصْمَعُ الكَعْبَين مَهْضُوم الحَشا ، سَرْطَمُ اللَّحْيَيْن مَعَّاجٌ تَئِقْ والمِتْأَقُ أَيضاً : الحادُّ ؛ قال زهير بن مسعود الضَّبِّي يصف فرساً : ضافي السَّبِيب أسِيلُ الخَدِّ مُشْتَرِفٌ ، حابي الضُّلوعِ شَدِيدٌ أَسْرُه تَئِقُ الأَصمعي : وتَئِقَ الرجل إذا امتلأَ غضَباً وغَيْظاً ، ومَئِقَ إذا أخذه شِبه الفُواق عند البكاء قبل أن يبكي ؛ وقال الأَصمعي في قول رؤبة : كأنَّما عَوْلَتُها ، من التَّأَقْ ، عَوْلةُ ثَكلى ولْوَلَتْ بعد المأَقْ والمَأَقُ : نَشْيجُ البكاء أَيضاً ، والتأَق : الامْتِلاء .
      والمَأَقُ : نشيج البكاء الذي كأَنه نفَس يقْلَعه من صدره .
      وقال أَبو الجرّاح : التَّئِق المَلآن شِبَعاً ورِيّاً ، والمَئِقُ الغضبان ؛ وقيل : التئق هنا الممتلئ حزناً ، وقيل : النشِيط ، وقيل : السّيِّء الخلق .
      وفي حديث السِّراط : فيمُرّ الرجُل كشدّ الفرس التئِق الجَواد أَي الممتلئ نَشاطاً .
      "

    المعجم: لسان العرب

  13. تأم
    • " التَّوْأَمُ من جميع الحيوان : المولود مع غيره في بَطْن من الإثنين إلى ما زاد ، ذكَراً كان أَو أُنْثى ، أَو ذكراً مع أُنثى ، وقد يستعار في جميع المُزْدَوِجات وأَصله ذلك ؛ فأَما قوله : تَحْسَبه ممَّا نِضْوَ سَقَمْ ، أَو تَوْأَماً أَزْرَى به ذاك التَّوَم ؟

      ‏ قال ابن سيده : إنما أَراد ذاك التَّوْأَم ، فخفَّف الهمزة بأَن حَذَفها وأَلقى حركتها على الساكن الذي قبلها كما حكاه سيبويه في الهمزة المتحرِّكة الساكن ما قبلها ، ولا يكون التَّوَم هنا من ت و م لأَنَّ معنى التَّوْأَم الذي هو من ت أ م قائم فيه وكأنَّ هذا إنما يكون على الحذف كأنه ، قال وُجودُ ذلك التَّوْأَم .
      والجمع تَوائم وتُؤامٌ ؛ قال الراجز :، قالتْ لنَا ودمْعُها تُؤامُ ، كالدُّرِّ إذ أَسْلَمَهُ النِّظامُ : على الذين ارْتَحَلُوا السَّلامُ وقال أَبو دواد : نَخَلات من نَخْل نَيْسان أَيْنَعـْ ـنَ جميعاً ، ونَبْتُهُنَّ تُؤا ؟

      ‏ قال الأَزهري : ومثل تُؤام غَنَم رُبابٌ وإبل ظُؤار ، وهو من الجمع العزيز ، وله نظائر قد أُثبتت في غير موضع من هذا الكتاب .
      قال ابن سيده : ويقال تَوْأَم للذكَر ، وتَوْأَمة للأُنثى ، فإذا جمَعوهما ، قالوا هما تَوْأَمان وهما تَوْأَمٌ ، قال حميد بن ثور : فجاؤوا بِشَوْشاةٍ مِزاقٍ تَرَى بها نُدُوباً ، من الأنْساعِ ، فَذّاً وتَوْأَمَا وقد أَتْأَمَتِ المرأة إذا ولدت اثنين في بَطْن واحد ، وقال ابن سيده : أَتْأَمت المرأة وكل حامل وهي مُتْئِمٌ ، فإذا كان ذلك لها عادة فهي مِتآمٌ .
      وتاءَمَ أَخاه : وُلِد معه ، وهو تِئْمُه وتُؤْمُه وتَئِيمُه ؛ عن أَبي زيد في المصادر ، والوَلَدان تَوْأَمان .
      الأَزهري في ترجمة وأَم : ابن السكيت وغيره يقال هما تَوْأَمان ، وهذا تَوْأَم هذا ، على فَوْعَل ، وهذه تَوْأَمةُ هذه ، والجمع توَائِم مثل قَشْعَم قَشاعِم ، وتُؤام على ما فُسر في عُراق ؛ قال حدير (* قوله « قال حدير إلخ » هكذا في الأصل وشرح القاموس ).
      عبد بني قَمِيئة من بني قيس بن ثعلبة :، قالت لنا ودَمْعُها تُؤَام ؟

      ‏ قال : ولا يَمتنع هذا من الواو والنون في الآدَميِّين كما أَنَّ مؤَنثه يجمع بالتاء ؛ قال الكميت : فلا تَفْخَرْ فإنَّ بني نِزَارٍ لعَلاَّتٍ ، ولَيْسوا تَوْأَمِين ؟

      ‏ قال ابن بري : وشاهد تَوْأَم قول الأَسلع بن قِصاف الطُّهَوِيّ : فِداء لقَوْمِي كلُّ مَعْشَرِ جارِمٍ طَريدٍ ومَخْذُولٍ بما جَرَّ ، مُسْلَمِ هُمُ أَلْجَمُ » الخَصْم الذي يَسْتَقِيدُني ، وهُمْ فَصَمُوا حِجْلي ، وهم حَقَنوا دَمِي بأَيْدٍ يُفَرِّجْنَ المَضِيقَ ، وأَلْسُنٍ سِلاطٍ ، وجمع ذي زُهاءٍ عَرَمْرَمِ إذا شِئت لم تَعْدَم لَدى الباب منهُمُ جَمِيلَ المُحَيَّا ، واضحاً غير تَوْأَم ؟

      ‏ قال : وشاهد تَوْأَمة قول الأَخطل بن ربيعة : وليلة ذي نَصَب بِتُّها على ظَهْرِ تَوْأَمةٍ ناحِلَهْ وبَيْني ، إلى أنْ رأَيت الصَّباح ، ومن بَينها الرَّحْل والراحِلَه ؟

      ‏ قال : وشاهد تَوائم في الجمع قول المُرَقِّش : يُحَلَّيْنَ ياقوتاً وشَذْراً وصَيْعة ، وجَزْعاً ظفارِيّاً ودُرّاً تَوائِما (* قوله « وصيعة » هكذا في الأَصل مضبوطاً ).
      قال ابن بري : وذهب بعض أَهل اللغة إلى أَن تَوأَم فَوْعَل من الوِئام ، وهو المُوافقةُ والمُشاكلةُ ، فقال : هو يُوائمُني أَي يُوافِقُني ، فالتَّوْأَمُ على هذا أَصله وَوْأَم ، وهو الذي واءَم غيره أَي وافَقه ، فقلبت الواو الأُولى ياء ، وكل واحد منهما تَوْأَم للآخر أَي مُوافِقه .
      وقال الليث : التَّوْأَمُ ولَدان معاً ، ولا يقال هما تَوْأَمان ، ولكن يقال هذا تَوْأَم هذه وهذه تَوْأَمَتُه ، فإذا جمعا فهما تَوْأَم ؛ قال أَبو منصور : أَخطأَ الليث فيما ، قال ، والقول ما ، قال ابن السكيت ، وهو قول الفراء والنحويّين الذين يُوثَق بعلْمهم ، قالوا : يقال للواحد تَوْأَمٌ ، وهما توأَمان إذا ولدا في بطْن واحد ؛ قال عنترة : يَطَلٌ كأنَّ ثيابَه في سَرْحَةٍ ، يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ ليس بِتَوْأَم ؟

      ‏ قال الأَزهري : وقد ذكرت هذا الحرف في باب التاء وأَعَدْت ذكره في باب الواو لأُعرِّفك أَن التاء مُبْدَلة من الواو ، فالتَّوْأَمُ وَوْأَمٌ في الأَصل ، وكذلك التَّوْلَجُ في الأَصل وَوْلَجٌ ، وهو الكِناس ، وأصل ذلك من الوِئام ، وهو الوِفاق .
      ويقال : فلان يغنِّي غِناء مُتوائماً وافَق بعضُه بعضاً ولم تختلف أَلحانه ؛ قال ابن أَحمر : أَرَى ناقَتي حَنَّتْ بِلَيْلٍ وساقَها غِناءٌ ، كَنَوْحِ الأَعْجَمِ المُتَوائم وفي حديث عُمَير بن أَفصى : مُتْئم أَو مُفْرِد ؛ المُتئم التي تَضَع اثنين في بطْن ، والمُفْرِد : التي تَلِد واحداً .
      وتوائِم النُّجوم : ما تشابك منها ، وكذلك تَوائمُ اللؤلؤ .
      وتاءَم الثوبَ : نسَجه على خَيْطَين .
      وثوب مِتْآم إذا كان سَداه ولُحْمَتُه طاقَين طاقين .
      وقد تاءَمْتُ مُتاءمةً ، على مُفاعلة ، إذا نَسَجْته على خَيطَين خيطين .
      وأَتْأَمَها أَي أَفْضاها ؛ قال عروة ابن الورد (* قوله « قوله عروة بن الورد » مثله في الصحاح ، وتعقبه الصاغاني بأن البيت الثاني ليس لعروة بن الورد ، وهو غير مرويّ في ديوانه ).
      أَخَذْتَ وَراءَنا بِذِنابِ عَيْشٍ ، إذا ما الشمسُ قامَتْ لا تَزُولُ وكنتَ كلَيْلَةِ الشَّيْباء هَمَّتْ بِمَنع الشَّكْرِ ، أَتْأَمَها القَبيلُ وفرس مُتائم : تأتي بِجَرْيٍ بَعد جَرْيٍ ؛

      قال : عافِي الرَّقاقِ مِنْهَبٌ مُوائِمُ ، وفي الدَّهاسِ مِضْبَرٌ مُتائمُ تَرْفَضُّ عن أَرْساغِه الجَرائِمُ وكلُّ هذا من التَّوْأَم .
      والتَّوْأَمُ : من منازلِ الجَوْزاء ، وهما توأَمانِ .
      والتَّوْأَم : السَّهم من سِهام المَيْسِر ، قيل : هو الثاني منها ؛ وقال اللحياني : فيه فَرْضان وله نَصِيبان إن فازَ ، وعليه غُرْم نَصيبَين إن لم يفُزْ .
      والتَّوْأَماتُ من مَراكِب النساء : كالمَشاجِرِ لا أَظْلالَ لها ، واحدَتُها تَوْأََمة ؛ قال أَبو قِلابة الهُذلي يذكر الظُّعْن : صَفَّا جَوانحَ بَيْنَ التَّوْأَماتِ ، كما صَفَّ الوُقوعَ حَمامُ المشْرَبِ الحان ؟

      ‏ قال : والتَّوْأَمُ في أكثر ما ذكرتُ الأَصل فيه وَوْأَمٌ .
      والتَّوْأَمانِ : نَبْت مُسْلَنْطح .
      والتَّوْأَمانِ : عُشْبَة صغيرة لها ثمَرة مثلُ الكَمُّون كثيرةُ الورق ، تَنْبُت في القِيعان مُسْلَنْطِحة ، ولها زَهْرة صَفراء ؛ عن أَبي حنيفة .
      والتِّئمَةُ : الشاة تكونُ للمرأَة تَحْتَلِبها ، والإِتْآم ذَبْحها .
      وتُؤام ، مثل تُعَام : مدينة من مُدُن عُمَان يقَع إِليها اللؤلؤ فيُشْترى من هنالك .
      والتُّؤَامِيَّة ، مثل التُّعامِيَّة ، والتُّوآمِيَّة ، مثل التُّوعامِيَّة : اللؤلؤ .
      الجوهري : تُؤَام قصَبَة عُمَان (* قوله « الجوهري تؤام قصبة عمان إلخ » هكذا في الأصل ، ولعل المؤلف وقعت له نسخة صحيحة من الصحاح كما وقع لشارح القاموس فإنه نبه على ذلك لما اعترض المجد على الجوهري حيث وقعت له نسخة سقيمة فقال : وكغراب بلد على عشرين فرسخاً من قصبة عمان وموضع بالبحرين ، ووهم الجوهري في قوله توأم كجوهر وفي قوله قصبة عمان ) مما يٍَلي الساحِل وينسَب إليها الدُّرُّ ؛ قال سُويد : كالتُّؤامِيَّة إِن باشَرْتَها ، قَرَّتِ العينُ وطابَ المُضْطَجَعْ التُّؤامِيَّة : الدُّرة نسَبها إلى التُّؤام .
      قال الأَصمعي : التُّؤَام موضع بالبحرين مَغاص ، وقال ثعلب : ساحِل عُمان ، ويقال : قرية لبني سامة بن لُؤَي ، وقال النَّجِيرَمِيُّ : الذي عندي أَنَّ التُّؤَامِية منسوبة إلى الصَّدَف والصَّدَف كله تُؤام كما ، قالوا صَدَفِيَّة ، ولم نَرُدّه إلى الواحد فنقول تَوْأَمِيَّة للضرورة .
      وفي ترجمة توم : في الحديث : أَتَعْجِزُ إحداكنَّ أَن تَتَّخِذ تُومَتَين ؟، قال : مَن رواه (* قوله « من رواه إلخ » هذا ليس برواية في الحديث بل أحد احتمالين للأزهري في تفسير الحديث كما نقله عنه في مادة توم وعبارته هناك : ومن ، قال توأمية إلخ .
      وانظرها هناك فما هنا تحريف ) تَوْأَمِيَّة فهما درَّتان للأُذنين إحداهما تَوْأَمة الأُخْرى .
      وتَوْأَم وتَوْأَمة : إسمان .
      "

    المعجم: لسان العرب

  14. توب
    • " التَّوْبةُ : الرُّجُوعُ من الذَّنْبِ .
      وفي الحديث : النَّدَمُ تَوْبةٌ .
      والتَّوْبُ مثلُه .
      وقال الأَخفش : التَّوْبُ جمع تَوْبةٍ مثل عَزْمةٍ وعَزْمٍ .
      وتابَ إِلى اللّهِ يَتُوبُ تَوْباً وتَوْبةً ومَتاباً : أَنابَ ورَجَعَ عن الـمَعْصيةِ إِلى الطاعةِ ، فأَما قوله : تُبْتُ إِلَيْكَ ، فَتَقَبَّلْ تابَتي ، * وصُمْتُ ، رَبِّي ، فَتَقَبَّلْ صامَتي إِنما أَراد تَوْبَتي وصَوْمَتي فأَبدَلَ الواو أَلفاً لضَرْبٍ من الخِفّة ، لأَنّ هذا الشعر ليس بمؤَسَّس كله .
      أَلا ترى أَن فيها : أَدْعُوكَ يا رَبِّ مِن النارِ ، الَّتي * أَعْدَدْتَ لِلْكُفَّارِ في القِيامة فجاء بالتي ، وليس فيها أَلف تأْسيس ، وتابَ اللّهُ عليه : وفَّقَه لَها .
      ( أي للتوبة .).
      ورَجل تَوَّابٌ : تائِبٌ إِلى اللّهِ .
      واللّهُ تَوّابٌ : يَتُوبُ علَى عَبْدِه .
      وقوله تعالى : غافِرِ الذَّنْبِ وقابِلِ التَّوْب ، يجوز أَن يكون عَنَى به الـمَصْدَرَ كالقَول ، وأَن يكون جمع تَوْبةٍ كَلَوْزةٍ ولَوْزٍ ، وهو مذهب المبرد .
      وقال أَبو منصور : أَصلُ تابَ عادَ إِلى اللّهِ ورَجَعَ وأَنابَ .
      وتابَ اللّهُ عليه أَي عادَ عليه بالـمَغْفِرة .
      وقوله تعالى : وتُوبُوا إِلى اللّه جَمِيعاً ؛ أَي عُودُوا إِلى طَاعتِه وأَنيبُوا إِليه .
      واللّهُ التوَّابُ : يَتُوبُ على عَبْدِه بفَضْله إِذا تابَ إِليهِ من ذَنْبه .
      واسْتَتَبْتُ فُلاناً : عَرَضْتُ عليهِ التَّوْبَةَ مـما اقْتَرَف أَي الرُّجُوعَ والنَّدَمَ على ما فَرَطَ منه .
      واسْتَتابه : سأَلَه أَن يَتُوبَ .
      وفي كتاب سيبويه : والتَّتْوِبةُ على تَفْعِلةٍ : من ذلك .
      وذكر الجوهريّ في هذه الترجمة التابوت : أَصله تابُوَةٌ مثل تَرْقُوَةٍ ، وهو فَعْلُوَةٌ ، فلما سكنت الواو انْقلبت هاءُ التأْنيث تاءً .
      وقال القاسم بن معن : لم تَختلف لغةُ قُريشٍ والأَنصارِ في شيءٍ من القرآن إِلاَّ في التَّابُوتِ ، فلغةُ قريش بالتاءِ ، ولغةُ الأَنصار بالهاءِ .
      قال ابن بري : التصريفُ الذي ذكره الجوهري في هذه اللفظة حتى ردّها إِلى تابوت تَصْرِيفٌ فاسِدٌ ؛ قال : والصواب أَن يُذكر في فصل تبت لأَنَّ تاءَه أَصلية ، ووزنه فاعُولٌ مثل عاقُولٍ وحاطُومٍ ، والوقْفُ عليها بالتاءِ في أَكثر اللغات ، ومن وقف عليها بالهاءِ فإِنه أَبدلها من التاءِ ، كما أَبدلها في الفُرات حين وقف عليها بالهاءِ ، وليست تاءُ الفرات بتاءِ تأْنيث ، وإِنما هي أَصلية من نفس الكلمة .
      قال أَبو بكر بن مجاهد : التَّابُوتُ بالتاءِ قِراءة الناس جميعاً ، ولغة الأَنصار التابُوةُ بالهاءِ . "

    المعجم: لسان العرب



  15. بين
    • " البَيْنُ في كلام العرب جاء على وجْهَين : يكون البَينُ الفُرْقةَ ، ويكون الوَصْلَ ، بانَ يَبِينُ بَيْناً وبَيْنُونةً ، وهو من الأَضداد ؛ وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر : لقد فَرَّقَ الواشِينَ بيني وبينَها ، فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها وقال قيسُ بن ذَريح : لَعَمْرُك لولا البَيْنُ لا يُقْطَعُ الهَوى ، ولولا الهوى ما حَنَّ لِلبَيْنِ آلِفُ فالبَينُ هنا الوَصْلُ ؛

      وأَنشد أَبو عمرو في رفع بين قول الشاعر : كأَنَّ رِماحَنا أَشْطانُ بئْرٍ بَعيدٍ بينُ جالَيْها جَرُورِ وأَنشد أَيضاً : ويُشْرِقُ بَيْنُ اللِّيتِ منها إلى الصُّقْ ؟

      ‏ قال ابن سيده : ويكون البَينُ اسماً وظَرْفاً مُتمكِّناً .
      وفي التنزيل العزيز : لقد تقَطَّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تَزْعُمون ؛ قرئَ بينكم بالرفع والنصب ، فالرفع على الفعل أَي تقَطَّع وَصْلُكم ، والنصبُ على الحذف ، يريدُ ما بينكم ، قرأَ نافع وحفصٌ عن عاصم والكسائي بينَكم نصباً ، وقرأَ ابن كَثير وأَبو عَمْروٍ وابنُ عامر وحمزة بينُكم رفعاً ، وقال أَبو عمرو : لقد تقطَّع بينُكم أَي وَصْلُكم ، ومن قرأَ بينَكم فإن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي أَنه ، قال : معناه تقطَّع الذي كانَ بينَكم ؛ وقال الزجاج فيمَنْ فتَحَ المعنى : لقد تقطَّع ما كنتم فيه من الشَّركة بينَكم ، ورُوي عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد تقطَّع ما بينَكم ، واعتمد الفراءُ وغيرُه من النحويين قراءةَ ابن مسعود لِمَنْ قرأَ بينَكم ، وكان أَبو حاتم يُنْكِر هذه القراءةَ ويقول : من قرأَ بينَكم لم يُجِزْ إلا بمَوْصول كقولك ما بينَكم ، قال : ولا يجوز حذفُ الموصول وبقاء الصلةِ ، لا تُجيزُ العربُ إنّ قامَ زيدٌ بمعنى إنّ الذي قام زيدٌ ، قال أَبو منصور : وهذا الذي ، قاله أَبو حاتم خطأ ، لأَن الله جَلّ ثناؤه خاطَبَ بما أَنزَل في كتابه قوماً مشركين فقال : ولقد جئتمونا فُرادَى كما خَلقْناكم أَوّلَ مرّةٍ وترَكتم ما خوّلناكم وراءَ ظُهوركم وما نرَى معكم شُفعاءَكم الذين زعمتم أَنهم فيكم شركاءُ لقد تقطّع بينَكم ؛ أَراد لقد تقطع الشِّرْكُ بينكم أَي فيما بينَكم ، فأَضمرَ الشركَ لما جرَى من ذِكْر الشُّركاء ، فافهمه ؛ قال ابن سيده : مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرين : أَحدُهما أَن يكونَ الفاعلُ مضمَراً أَي لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو الودُّ بينََكم ، والآخرُ ما كان يراهُ الأَخفشُ من أَن يكونَ بينكم ، وإن كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله ، غيرَ أَنه أُقِرّتْ عليه نَصْبةُ الظرف ، وإن كان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم إياه ظرفاً ، إلا أَن استعمالَ الجملة التي هي صفةٌ للمبتدأ مكانَه أَسهلُ من استعمالِها فاعِلةً ، لأَنه ليس يَلزمُ أَن يكون المبتدأُ اسماً محضاً كلزوم ذلك في الفاعل ، أَلا ترى إلى قولهم : تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه ؛ أَي سماعُك به خيرٌ من رؤْيتك إياه .
      وقد بانَ الحيُّ بَيْناً وبَيْنونةً ؛

      وأَنشد ثعلب : فهاجَ جوىً في القَلْب ضَمَّنه الهَوَى بَبَيْنُونةٍ ، يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ والمُبايَنة : المُفارَقَة .
      وتَبايَنَ القومُ : تَهاجَرُوا .
      وغُرابُ البَين : هو الأَبْقَع ؛ قال عنترة : ظَعَنَ الذين فِراقَهم أَتَوَقَّعُ ، وجَرَى ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لحْيَيْ رأْسِه جَلَمانِ ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ وقال أَبو الغَوث : غرابُ البَيْنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلينِ ، فأَما الأَسْود فإِنه الحاتِمُ لأَنه يَحْتِمُ بالفراق .
      وتقول : ضربَه فأَبانَ رأْسَه من جسدِه وفَصَلَه ، فهو مُبِينٌ .
      وفي حديث الشُّرْب : أَبِنِ القَدَحَ عن فيك أَي افْصِلْه عنه عند التنفُّس لئلا يَسْقُط فيه شيءٌ من الرِّيق ، وهو من البَينِ البُعْد والفِراق .
      وفي الحديث في صفته ، صلى الله عليه وسلم : ليس بالطويل البائِن أَي المُفْرِطِ طُولاً الذي بَعُدَ عن قَدِّ الرجال الطِّوال ، وبانَ الشيءُ بَيْناً وبُيوناً .
      وحكى الفارسيُّ عن أَبي زيد : طَلَبَ إلى أَبَوَيْه البائنةَ ، وذلك إذا طَلَب إليهما أَن يُبِيناهُ بمال فيكونَ له على حِدَةٍ ، ولا تكونُ البائنةُ إلا من الأَبوين أَو أَحدِهما ، ولا تكونُ من غيرهما ، وقد أَبانَه أَبواه إِبانةً حتى بانَ هو بذلك يَبينُ بُيُوناً .
      وفي حديث الشَّعْبي ، قال : سمعتُ النُّعْمانَ بن بَشيرٍ يقول : سمعتُ رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وطَلَبَتْ عَمْرةُ إلى بشير بن سعدٍ أَن يُنْحِلَني نَحْلاً من ماله وأَن يَنْطلِقَ بي إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فيُشْهدَه فقال : هل لك معه ولدٌ غيرُه ؟

      ‏ قال : نعم ، قال : فهل أَبَنْتَ كلَّ واحد منهم بمثل الذي أَبَنتَ هذا ؟ فقال : لا ، قال : فإني لا أَشهَدُ على هذا ، هذا جَورٌ ، أَشهِدْ على هذا غيري ، أعْدِلوا بين أَولادكم في النُِّحْل كما تُحِبُّون أَن يَعْدلوا بينكم في البرِّ واللُّطف ؛ قوله : هل أَبَنْتَ كلَّ واحد أَي هل أَعْطَيْتَ كلَّ واحدٍ مالاً تُبِينُه به أَي تُفْرِدُه ، والاسم البائنةُ .
      وفي حديث الصديق :، قال لعائشة ، رضي الله عنهما : إني كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل أَي أَعطيتُكِ .
      وحكى الفارسي عن أَبي زيد : بانَ وبانَه ؛

      وأَنشد : كأَنَّ عَيْنَيَّ ، وقد بانُوني ، غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ وتبَايَنَ الرجُلانِ : بانَ كلُّ واحد منهما عن صاحبه ، وكذلك في الشركة إذا انفصلا .
      وبانَت المرأَةُ عن الرجل ، وهي بائنٌ : انفصلت عنه بطلاق .
      وتَطْليقةٌ بائنة ، بالهاء لا غير ، وهي فاعلة بمعنى مفعولة ، أَي تَطْليقةٌ (* قوله « وهي فاعلة بمعنى مفعولة أي تطليقة إلخ » هكذا بالأصل ، ولعل فيه سقطاً ).
      ذاتُ بَيْنونةٍ ، ومثله : عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذاتُ رِضاً .
      وفي حديث ابن مسعود فيمن طَلق امرأَتَه ثمانيَ تَطْلِيقاتٍ : فقيل له إنها قد بانَتْ منك ، فقال : صدَقُوا ؛ بانَتِ المرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه ووقع عليها طلاقُه .
      والطَّلاقُ البائِنُ : هو الذي لا يَمْلِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جديدٍ ، وقد تكرر ذكرها في الحديث .
      ويقال : بانَتْ يدُ الناقةِ عن جَنْبِها تَبِينُ بُيوناً ، وبانَ الخلِيطُ يَبينُ بَيْناً وبَيْنونةً ؛ قال الطرماح : أَآذَنَ الثاوي بِبَيْنُونة ابن شميل : يقال للجارية إذا تزوَّجت قد بانَت ، وهُنّ قد بِنَّ إذا تزوَّجْنَ .
      وبَيَّن فلانٌ بِنْثَه وأَبانَها إذا زوَّجَها وصارت إلى زوجها ، وبانَت هي إذا تزوجت ، وكأَنه من البئر البعيدة أَي بَعُدَتْ عن بيت أَبيها .
      وفي الحديث : مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتى يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ ؛ يَبِنَّ ، بفتح الياء ، أَي يتزوَّجْنَ .
      وفي الحديث الآخر : حتى بانُوا أَو ماتوا .
      وبئرٌ بَيُونٌ : واسعةُ ما بين الجالَيْنِ ؛ وقال أَبو مالك : هي التي لا يُصيبُها رِشاؤُها ، وذلك لأَن جِرابَ البئر مستقيم ، وقيل : البَيُونُ البئرُ الواسعة الرأْسِ الضَّيِّقَة الأَسْفَل ؛

      وأَنشد أَبو علي الفارسي : إِنَّك لو دَعَوْتَني ، ودُوني زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ ، لقُلْتُ : لَبَّيْه لمنْ يَدْعوني فجعلها زَوْراءَ ، وهي التي في جِرابِها عَوَجٌ ، والمَنْزَعُ : الموضعُ الذي يَصْعَدُ فيه الدَّلْوُ إذا نُزِع من البئر ، فذلك الهواء هو المَنْزَعُ .
      وقال بعضهم : بئرٌ بَيُونٌ وهي التي يُبِينُ المُسْتَقي الحبل في جِرابِها لِعَوَجٍ في جُولها ؛ قال جرير يصف خيلاً وصَهِيلَها : يَشْنِفْنَ للنظرِ البعيد ، كأَنما إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ أَراد كأَنها تَصْهَل في ركايا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحيها لِعَوَجٍ فيها إرنانها ذوات (* قوله « ارنانها ذوات إلخ » كذا بالأصل .
      وفي التكملة : والبيت للفرزدق يهجو جريراً ، والرواية إرنانها أي كأنها تصهل من آبار بوائن لسعة أجوافها إلخ .
      وقول الصاغاني : والرواية إرنانها يعني بكسر الهمزة وسكون الراء وبالنون كما هنا بخلاف رواية الجوهري فإنها أذنابها ، وقد عزا الجوهري هذا البيت لجرير كما هنا فقد رد عليه الصاغاني من وجهين ).
      الأَذنِ والنَّشاطِ منها ، أَراد أَن في صهيلِها خُشْنة وغِلَظاً كأَنها تَصْهَل في بئرٍ دَحُول ، وذلك أَغْلَظُ لِصَهيلِها .
      قال ابن بري ، رحمه الله : البيت للفرزدق لا لجرير ، قال : والذي في شعره يَصْهَلْنَ .
      والبائنةُ : البئرُ البعيدةُ القعر الواسعة ، والبَيونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِينُ عن جرابِها كثيراً .
      وأَبانَ الدَّلوَ عن طَيِّ البئر : حادَ بها عنه لئلا يُصيبَها فتنخرق ؛

      قال : دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي مَنينُها ، لم تَرَ قَبْلي ماتِحاً يُبينُها وتقول : هو بَيْني وبَيْنَه ، ولا يُعْطَفُ عليه إلا بالواو لأَنه لا يكون إلا من اثنين ، وقالوا : بَيْنا نحن كذلك إذ حَدَثَ كذا ؛ قال أَنشده سيبويه : فبَيْنا نحن نَرْقُبُه ، أَتانا مُعَلّق وَفْضةٍ ، وزِناد راعِ إنما أَراد بَيْنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا ، فأَشْبَعَ الفتحة فحدَثتْ بعدها أَلفٌ ، فإِن قيل : فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذي هو بَيْن ، وقد علمنا أَن هذا الظرفَ لا يضاف من الأَسماء إلا لما يدلُّ على أَكثر من الواحد أَو ما عُطف عليه غيره بالواو دون سائر حروف العطف نحو المالُ بينَ القومِ والمالُ بين زيدٍ وعمرو ، وقولُه نحن نرقُبُه جملةٌ ، والجملة لا يُذْهَب لها بَعْدَ هذا الظرفِ ؟ فالجواب : أَن ههنا واسطة محذوفةٌ وتقدير الكلام بينَ أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَي أَتانا بين أَوقات رَقْبَتِنا إياه ، والجُمَلُ مما يُضافُ إليها أَسماءُ الزمان نحو أَتيتك زمنَ الحجاجُ أَميرٌ ، وأَوانَ الخليفةُ عبدُ المَلِك ، ثم إنه حذف المضافُ الذي هو أَوقاتٌ ووَليَ الظرف الذي كان مضافاً إلى المحذوف الجملة التي أُقيمت مُقامَ المضاف إليها كقوله تعالى : واسأَل القرية ؛ أَي أَهلَ القرية ، وكان الأَصمعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إذا صلَح في موضعه بَيْنَ ويُنشِد قول أَبي ذؤيب بالكسر : بَيْنا تَعَنُّقِه الكُماةَ ورَوْغِه ، يوماً ، أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ وغيرُه يرفعُ ما بعدَ بَيْنا وبَيْنَما على الابتداء والخبر ، والذي يُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه وبخفْضِها (* قوله « الأشاحم » هكذا في الأصل ).
      قال ابن سيده : هكذا أَنشده ثعلب ، ويروى : تُبَيِّن بالفتى شُحوب .
      والتَّبْيينُ : الإيضاح .
      والتَّبْيين أَيضاً : الوُضوحُ ؛ قال النابغة : إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً ما أُبَيِّنُها ، والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومة الجلَد يعني أَتَبيَّنُها .
      والتِّبْيان : مصدرٌ ، وهو شاذٌّ لأَن المصادر إنما تجيء على التَّفْعال ، بفتح التاء ، مثال التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف ، ولم يجيءْ بالكسر إلا حرفان وهما التِّبْيان والتِّلقاء .
      ومنه حديث آدم وموسى ، على نبينا محمد وعليهما الصلاة والسلام : أَعطاكَ اللهُ التوراةَ فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ أَي كشْفُه وإيضاحُه ، وهو مصدر قليل لأَن مصادرَ أَمثاله بالفتح .
      وقوله عز وجل : وهو في الخِصام غيرُ مُبين ؛ يريد النساء أَي الأُنثى لا تكاد تَسْتَوفي الحجةَ ولا تُبينُ ، وقيل في التفسير : إن المرأَة لا تكاد تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا عليها ، وقد قيل : إنه يعني به الأَصنام ، والأَوّل أَجود .
      وقوله عز وجل : لا تُخْرِجوهُنَّ من بيوتهنّ ولا يَخْرُجْنَ إلا أَن يأْتِين بفاحِشةٍ مُبَيِّنة ؛ أَي ظاهرة مُتَبيِّنة .
      قال ثعلب : يقول إذا طلَّقها لم يحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بيته ، ولا أَن يُخْرجها هو إلا بحَدٍّ يُقام عليها ، ولا تَبينُ عن الموضع الذي طُلِّقت فيه حتى تنقضي العدّة ثم تخرُج حيث شاءت ، وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه وبَيَّنْتُه ؛ وروي بيت ذي الرمة : تُبَيِّنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً ، كما بَيَّنْتَ في الأَدَم العَوارا أَي تُبَيِّنُها ، ورواه عليّ بن حمزة : تُبيِّن نِسبةُ ، بالرفع ، على قوله قد بَيَّنَ الصبحُ لذي عَينين .
      ويقال : بانَ الحقُّ يَبينُ بَياناً ، فهو بائنٌ ، وأَبانَ يُبينُ إبانة ، فهو مُبينٌ ، بمعناه .
      ومنه قوله تعالى : حم والكتاب المُبين ؛ أَي والكتاب البَيِّن ، وقيل : معنى المُبين الذي أَبانَ طُرُقَ الهدى من طرق الضلالة وأَبان كلَّ ما تحتاج إليه الأُمّة ؛ وقال الزجاج : بانَ الشيءُ وأَبانَ بمعنى واحد .
      ويقال : بانَ الشيءُ وأَبَنتُه ، فمعنى مُبين أَنه مُبينٌ خيرَه وبرَكَته ، أَو مُبين الحقَّ من الباطل والحلالَ من الحرام ، ومُبينٌ أَن نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حقٌّ ، ومُبين قِصَصَ الأَنبياء .
      قال أَبو منصور : ويكون المستبين أَيضاً بمعنى المُبين .
      قال أَبو منصور : والاسْتِبانةُ يكون واقعاً .
      يقال : اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه حتى تَبيَّن لك .
      قال الله عز وجل : وكذلك نُفصِّل الآيات ولِتَستبين سبيلَ المجرمين ؛ المعنى ولتستبينَ أَنت يا محمد سبيلَ المجرمين أَي لتزدادَ استِبانة ، وإذا بانَ سبيلُ المجرمين فقد بان سبيل المؤمنين ، وأَكثرُ القراء قرؤُوا : ولتَستبينَ سبيلُ المجرمين ؛ والاسْتبانة حينئذٍ يكون غير واقع .
      ويقال : تبَيَّنْت الأَمر أَي تأَمَّلته وتوسَّمْتُه ، وقد تبيَّنَ الأَمرُ يكون لازِماً وواقِعاً ، وكذلك بَيَّنْته فبَيَّن أَي تَبَيَّن ، لازمٌ ومتعدّ .
      وقوله عز وجل : وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِبْياناً لكلّ شيءٍ ؛ أَي بُيِّن لك فيه كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر الدِّين ، وهذا من اللفظ العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ ، والعرب تقول : بَيَّنْت الشيءَ تَبْييناً وتِبْياناً ، بكسر التاء ، وتِفْعالٌ بكسر التاء يكون اسماً ، فأَما المصدر فإِنه يجيء على تَفْعال بفتح التاء ، مثل التَّكْذاب والتَّصْداق وما أَشبهه ، وفي المصادر حرفان نادران : وهما تِلْقاء الشيء والتِّبْيان ، قال : ولا يقاس عليهما .
      وقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَلا إنَّ التَّبيين من الله والعَجَلة من الشيطان فتبيَّنُوا ؛ قال أَبو عبيد :، قال الكسائي وغيره التَّبْيين التثبُّتُ في الأَمر والتَّأَني فيه ، وقرئ قوله عز وجل : إذا ضَرَبتم في سبيل الله فتبيَّنُوا ، وقرئ : فتثبَّتوا ، والمعنيان متقاربان .
      وقوله عز وجل : إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيَّنوا ، وفتَثبَّتُوا ؛ قرئ بالوجهين جميعاً .
      وقال سيبويه في قوله : الكتاب المُبين ،
      ، قال : وهو التِّبيان ، وليس على الفعل إنما هو بناءٌ على حدة ، ولو كان مصدراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال ، فإنما هو من بيَّنْتُ كالغارة من أَغَرْت .
      وقال كراع : التِّبيان مصدرٌ ولا نظير له إلا التِّلقاء ، وهو مذكور في موضعه .
      وبينهما بَينٌ أَي بُعْد ، لغة في بَوْنٍ ، والواو أَعلى ، وقد بانَه بَيْناً .
      والبَيانُ : الفصاحة واللَّسَن ، وكلامٌ بيِّن فَصيح .
      والبَيان : الإفصاح مع ذكاء .
      والبَيِّن من الرجال : الفصيح .
      ابن شميل : البَيِّن من الرجال السَّمْح اللسان الفصيح الظريف العالي الكلام القليل الرتَج .
      وفلانٌ أَبْيَن من فلان أَي أَفصح منه وأَوضح كلاماً .
      ورجل بَيِّنٌ : فصيح ، والجمع أَبْيِناء ، صحَّت الياء لسكون ما قبلها ؛

      وأَنشد شمر : قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ ، ويَلْتَئي على البَيِّنِ السَّفّاكِ ، وهو خَطيبُ قوله يَلتئي أَي يُبْطئ ، من اللأْي وهو الإبطاء .
      وحكى اللحياني في جمعه أَبْيان وبُيَناء ، فأَما أَبْيان فكميِّت وأَموات ، قال سيبويه : شَبَّهوا فَيْعِلاً بفاعل حين ، قالوا شاهد وأَشهاد ، قال : ومثله ، يعني ميِّتاً وأَمواتاً ، قيِّل وأَقيال وكَيِّس وأَكياس ، وأَما بُيِّناء فنادر ، والأَقيَس في ذلك جمعُه بالواو ، وهو قول سيبويه .
      روى ابنُ عباس عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : إنّ من البيان لسِحْراً وإنّ من الشِّعر لحِكَماً ؛
      ، قال : البَيان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ ، وهو من الفَهْم وذكاءِ القلْب مع اللَّسَن ، وأَصلُه الكَشْفُ والظهورُ ، وقيل : معناه إن الرجُلَ يكونُ عليه الحقُّ ، وهو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه ، فيَقْلِبُ الحقَّ بِبَيانِه إلى نَفْسِه ، لأَن معنى السِّحْر قَلْبُ الشيءِ في عَيْنِ الإنسانِ وليس بِقَلْبِ الأَعيانِ ، وقيل : معناه إنه يَبْلُغ من بَيانِ ذي الفصاحة أَنه يَمْدَح الإنسانَ فيُصدَّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قولِه وحُبِّه ، ثم يذُمّه فيُصدّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قوله وبُغْضِهِ ، فكأَنه سَحَرَ السامعين بذلك ، وهو وَجْهُ قوله : إن من البيانِ لسِحْراً .
      وفي الحديث عن أَبي أُمامة : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : الحياءُ والعِيُّ شُعْبتان من الإيمانِ ، والبَذاءُ والبيانُ شُعْبتانِ من النِّفاق ؛ أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق ، أَما البَذاءُ وهو الفُحْشُ فظاهر ، وأَما البيانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق في النُّطْق والتفاصُحَ وإظهارَ التقدُّم فيه على الناس وكأَنه نوعٌ من العُجْب والكِبْرِ ، ولذلك ، قال في رواية أُخْرى : البَذاءُ وبعضُ البيان ، لأَنه ليس كلُّ البيانِ مذموماً .
      وقال الزجاج في قوله تعالى : خَلَق الإنْسان علَّمَه البيانَ ؛ قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النبيَّ ، صلى الله عليه وسلم ، علَّمَه البيان أَي علَّمه القرآنَ الذي فيه بيانُ كلِّ شيء ، وقيل : الإنسانُ هنا آدمُ ، عليه السلام ، ويجوز في اللغة أَن يكون الإنسانُ اسماً لجنس الناس جميعاً ، ويكون على هذا علَّمَه البيانَ جعَله مميَّزاً حتى انفصل الإنسانُ ببيَانِه وتمييزه من جميع الحيوان .
      ويقال : بَيْنَ الرجُلَين بَيْنٌ بَعيدٌ وبَوْنٌ بعيد ؛ قال أَبو مالك : البَيْنُ الفصلُ (* قوله « البين الفصل إلخ » كذا بالأصل ).
      بين الشيئين ، يكون إمّا حَزْناً أَو بقْرْبه رَمْلٌ ، وبينَهما شيءٌ ليس بحَزنٍ ولا سهلٍ .
      والبَوْنُ : الفضلُ والمزيّةُ .
      يقال : بانه يَبونُه ويَبينُه ، والواوُ أَفصحُ ، فأَما في البُعْد فيقال : إن بينهما لَبَيْناً لا غير .
      وقوله في الحديث : أَولُ ما يُبِينُ على أَحدِكم فَخِذُه أَي يُعْرب ويَشهد عليه .
      ونخلةٌ بائنةٌ : فاتَتْ كبائسُها الكوافيرَ وامتدّت عراجِينُها وطالت ؛ حكاه أَبو حنيفة ؛

      وأَنشد لحَبيب القُشَيْري : من كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَها عنها ، وحاضنةٍ لها مِيقارِ قوله : تَبينُ عذوقَها يعني أَنها تَبين عذوقَها عن نفسها .
      والبائنُ والبائنةُ من القِسِيِّ : التي بانتْ من وتَرِها ، وهي ضد البانِية ، إلا أَنها عيب ، والباناةُ مقلوبةٌ عن البانِية .
      الجوهري : البائنةُ القوسُ التي بانت عن وَتَرِها كثيراً ، وأَما التي قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتى كادت تلْصَق به فهي البانيةُ ، بتقديم النون ؛ قال : وكلاهما عيب .
      والباناةُ : النَّبْلُ الصِّغارُ ؛ حكاه السُّكَّريّ عن أَبي الخطاب .
      وللناقة حالِبانِ : أَحدُهما يُمْسِك العُلْبة من الجانب الأَيمن ، والآخرُ يحلُب من الجانب الأَيْسر ، والذي يَحْلُب يسمَّى المُسْتَعْلي والمُعَلِّي ، والذي يُمْسِك يسمَّى البائنَ .
      والبَيْنُ : الفراق .
      التهذيب : ومن أَمثال العرب : اسْتُ البائنِ أَعْرَفُ ، وقيل : أَعلمُ ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فهو أَعلم به ممن لم يُمارِسْه ، قال : والبائن الذي يقومُ على يمين الناقة إذا حلبَها ، والجمع البُيَّنُ ، وقيل : البائنُ والمُسْتَعْلي هما الحالبان اللذان يَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ ، والآخر مُحْلِب ، والمُعينُ هو المُحْلِب ، والبائن عن يمين الناقة يُمْسِك العُلْبةَ ، والمُسْتَعْلي الذي عن شِمالها ، وهو الحالبُ يَرْفع البائنُ العُلْبةَ إليه ؛ قال الكميت : يُبَشِّرُ مُسْتعلِياً بائنٌ ، من الحالبَيْنِ ، بأَن لا غِرار ؟

      ‏ قال الجوهري : والبائنُ الذي يأْتي الحلوبةَ من قِبَل شمالها ، والمُعَلِّي الذي يأْتي من قِبل يمينها .
      والبِينُ ، بالكسر : القطعةُ من الأَرض قدر مَدِّ البصر من الطريق ، وقيل : هو ارتفاعٌ في غِلَظٍ ، وقيل : هو الفصل بين الأَرْضَيْن .
      والبِينُ أَيضاً : الناحيةُ ، قال الباهلي : المِيلُ قدرُ ما يُدْرِكُ بصره من الأَرضُ ، وفَصْلٌ بَيْنَ كلّ أَرْضَيْن يقال له بِينٌ ،
      ، قال : وهي التُّخومُ ، والجمعُ بُيونٌ ؛ قال ابن مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ : لَمْ تَسْرِ لَيْلى ولم تَطْرُقْ لحاجتِها ، من أَهلِ رَيْمانَ ، إلا حاجةً فينا بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ به ، أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ البِينا (* قوله « بسرو »، قال الصاغاني ، والرواية : من سرو حمير لا غير ).
      ومَن كسَر التاءَ والكافَ ذهَب بالتأْنيث إلى ابنة البكريّ صاحبة الخيال ، قال : والتذكير أَصْوَبُ .
      ويقال : سِرْنا ميلاً أَي قدر مدّ البَصَرِ ، وهو البِينُ .
      وبِينٌ : موضعٌ قريب من الحيرة .
      ومُبِينٌ : موضع أَيضاً ، وقيل : اسمُ ماءٍ ؛
      ، قال حَنْظلةُ بن مصبح : يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ ، على مبينٍ جَرَدِ القَصيمِ التارك المَخاضَ كالأُرومِ ، وفَحْلَها أَسود كالظَّليمِ جمع بين النون والميم ، وهذا هو الإكْفاء ؛ قال الجوهري : وهو جائز للمطْبوع على قُبْحِه ، يقول : يا رِيَّ ناقتي على هذا الماء ، فأَخرَجَ الكلامَ مُخْرَجَ النداء وهو تعجُّب .
      وبَيْنونةُ : موضع ؛

      قال : يا رِيحَ بَيْنونةَ لا تَذْمِينا ، جئْتِ بأَلوانِ المُصَفَّرِينا (* قوله « بألوان » في ياقوت : بأرواح ).
      وهُما بَيْنونَتانِ بَيْنونةُ القُصْوَى وبَينونة الدُّنيا ، وكِلْتاهما في شِقِّ بني سعدٍ بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين .
      التهذيب : بَيْنونة موضعٌ بينَ عُمان والبحرَيْن وبيءٌ .
      وعَدَنُ أَبْيَنَ وإِبْيَن : موضعٌ ، وحكى السيرافي : عَدَن أَبْيَن ، وقال : أَبْيَن موضع ، ومثَّل سيبويه بأَبْيَن ولم يُفَسِّرْهُ ، وقيل : عَدَن أَبْيَن اسمُ قريةٍ على سيفِ البحر ناحيةَ اليمن .
      الجوهري : أَبْيَنُ اسمُ رجلٍ ينسب إليه عَدَن ، يقال : عَدَنُ أَبْيَنَ .
      والبانُ : شجرٌ يَسْمُو ويَطُول في اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل ، وورَقُه أَيضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل ، وليس لخَشَبه صلابةٌ ، واحدتُه بانةٌ ؛ قال أَبو زياد : من العِضاه البانُ ، وله هَدَبٌ طُوالٌ شديدُ الخُضْرة ، وينبت في الهِضَبِ ، وثمرتُه تُشبه قُرونَ اللُّوبياء إلا أَن خُضْرَتَها شديدةٌ ، ولها حبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُسْتَخْرَج دُهْنُ البانِ .
      التهذيب : البانةُ شجرةٌ لها ثمرة تُرَبَّبُ بأَفاوِيه الطيِّب ، ثم يُعْتَصر دُهْنها طِيباً ، وجمعها البانُ ، ولاسْتِواءِ نباتِها ونباتِ أَفنانِها وطُولِها ونَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاريةَ الناعمة ذاتَ الشِّطاطِ بها فقيل : كأَنها بانةٌ ، وكأَنها غُصْنُ بانٍ ؛ قال قيس بن الخَطيم : حَوْراءَ جَيداء يُسْتَضاءُ بها ، كأَنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ ابن سيده : قَضَينا على أَلف البانِ بالياء ، وإن كانت عيناً لغلبةِ ( ب ي ن ) على ( ب و ن ).
      "

    المعجم: لسان العرب

  16. أبي
    • " الإِباءُ ، بالكسر : مصدر قولك أَبى فلان يأْبى ، بالفتح فيهما مع خلوه من حُروف الحَلْق ، وهو شاذ ، أَي امتنع ؛

      أَنشد ابن بري لبشر بن أَبي خازم : يَراه الناسُ أَخضَر مِنْ بَعيد ، ٍ ، وتَمْنعُه المَرارةُ والإِباءُ فهو آبٍ وأَبيٌّ وأَبَيانٌ ، بالتحريك ؛ قال أَبو المجشِّر ، جاهليّ : وقَبْلك ما هابَ الرِّجالُ ظُلامَتِي ، وفَقَّأْتُ عَيْنَ الأَشْوَسِ الأَبَيانِ أَبى الشيءَ يَأْباه إِباءً وإِباءَةً : كَرِهَه ‏ .
      ‏ قال يعقوب : أَبى يَأْبى نادر ، وقال سيبويه : شبَّهوا الأَلف بالهمزة في قَرَأَ يَقْرَأُ ‏ .
      ‏ وقال مرَّة : أَبى يَأْبى ضارَعُوا به حَسِب يَحْسِبُ ، فتحوا كما كسروا ، قال : وقالوا يِئْبى ، وهو شاذ من وجهين : أَحدهما أَنه فعَل يَفْعَل ، وما كان على فَعَل لم يكسَر أَوله في المضارع ، فكسروا هذا لأَن مضارعه مُشاكِل لمضارع فَعِل ، فكما كُسِرَ أَوّل مضارع فَعِل في جميع اللغات إِلاَّ في لغة أَهل الحجاز كذلك كسروا يَفْعَل هنا ، والوجه الثاني من الشذوذ أَنهم تجوّزوا الكسر في الياء من يِئْبَى ، ولا يُكْسَر البتَّة إِلا في نحو ييجَل ، واسْتَجازوا هذا الشذوذَ في ياء يِئْبى لأَن الشذوذ قد كثر في هذه الكلمة ‏ .
      ‏ قال ابن جني : وقد ، قالوا أَبى يَأْبى ؛

      أَنشد أَبو زيد : يا إِبِلي ما ذامُهُ فَتأْبِيَهْ ، ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ جاء به على وجه القياس كأَتى يأْتي ‏ .
      ‏ قال ابن بري : وقد كُسِر أَول المضارع فقيل تِيبى ؛

      وأَنشد : ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ ، هذا بأَفْواهِك حتى تِيبِيَه ؟

      ‏ قال الفراء : لم يجئْ عن العرب حَرْف على فَعَل يَفْعَل ، مفتوح العين في الماضي والغابر ، إِلاَّ وثانيه أَو ثالثه أَحد حروف الحَلْق غير أَبى يأْبى ، فإِنه جاء نادراً ، قال : وزاد أَبو عمرو رَكَنَ يَرْكَن ، وخالفه الفراء فقال : إِنما يقال رَكَن يَرْكُن ورَكِن يَرْكَن ‏ .
      ‏ وقال أَحمد بن يحيى : لم يسمع من العرب فَعَل يَفْعَل ممّا لبس عينه ولامُه من حُروف الحَلْق إِلا أَبى يَأْبى ، وقَلاه يَقْلاه ، وغَشى يَغْشى ، وشَجا يَشْجى ، وزاد المبرّد : جَبى يَجْبى ، قال أَبو منصور : وهذه الأَحرف أَكثر العرب فيها ، إِذا تَنَغَّم ، على قَلا يَقْلي ، وغَشِيَ يَغْشى ، وشَجاه يَشْجُوه ، وشَجيَ يَشْجى ، وجَبا يَجْبي ‏ .
      ‏ ورجل أَبيٌّ : ذو إِباءٍ شديد إِذا كان ممتنعاً ‏ .
      ‏ ورجل أَبَيانٌ : ذو إِباءٍ شديد ‏ .
      ‏ ويقال : تَأَبَّى عليه تَأَبِّياً إِذا امتنع عليه ‏ .
      ‏ ورجل أَبَّاء إِذا أَبى أَن يُضامَ ‏ .
      ‏ ويقال : أَخذه أُباءٌ إِذا كان يَأْبى الطعام فلا يَشْتهيه ‏ .
      ‏ وفي الحديث كلُّكم في الجنة إِلا مَنْ أَبى وشَرَدَ أَي إِلاَّ من ترك طاعة الله التي يستوجب بها الجنة ، لأَن من ترك التسبُّب إِلى شيء لا يوجد بغيره فقد أَباهُ ‏ .
      ‏ والإِباءُ : أَشدُّ الامتناع ‏ .
      ‏ وفي حديث أَبي هريرة : ينزل المهدي فيبقى في الأَرض أَربعين ، فقيل : أَربعين سنة ؟ فقال : أَبَيْتَ ، فقيل : شهراً ؟ فقال : أَبَيْتَ ، فقيل : يوماً ؟ فقال : أَبَيْتَ أَي أَبَيْتَ أَن تعرفه فإِنه غَيْب لم يَردِ الخَبرُ ببَيانه ، وإِن روي أَبَيْتُ بالرفع فمعناه أَبَيْتُ أَن أَقول في الخبَر ما لم أَسمعه ، وقد جاء عنه مثله في حديث العَدْوى والطِّيَرَةِ ؛ وأَبى فلان الماءَ وآبَيْتُه الماءَ ‏ .
      ‏ قال ابن سيده :، قال الفارسي أَبى زيد من شرب الماء وآبَيْتُه إِباءَةً ؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّةٌ : قَدْ أُوبِيَتْ كلَّ ماءٍ فهْي صادِيةٌ ، مَهْما تُصِبْ أُفُقاً من بارقٍ تَشِمِ والآبِيةُ : التي تَعافُ الماء ، وهي أَيضاً التي لا تريد العَشاء ‏ .
      ‏ وفي المَثَل : العاشِيةُ تُهَيِّجُ الآبية أَي إِذا رأَت الآبيةُ الإِبِلَ العَواشي تَبِعَتْها فَرعَتْ معها ‏ .
      ‏ وماءٌ مأْباةٌ : تَأْباهُ الإِبلُ ‏ .
      ‏ وأَخذهُ أُباءٌ من الطَّعام أَي كَراهِية له ، جاؤوا به على فُعال لأَنه كالدَّاء ، والأَدْواء ممَّا يغلِب عليها فُعال ، قال الجوهري : يقال أَخذه أُباءٌ ، على فُعال ، إِذا جعل يأْبى الطعامَ ‏ .
      ‏ ورجلٌ آبٍ من قومٍ آبينَ وأُباةٍ وأُبِيٍّ وأُبَّاء ، ورجل أَبيٌّ من قوم أَبِيِّينَ ؛ قال ذو الإِصْبَعِ العَدْوانيُّ : إِني أَبيٌّ ، أَبيٌّ ذو مُحافَظةٍ ، وابنُ أَبيٍّ ، أَبيٍّ من أَبِيِّينِ شبَّه نون الجمع بنون الأَصل فَجَرَّها ‏ .
      ‏ والأَبِيَّة من الإِبل : التي ضُرِبت فلم تَلْقَح كأَنها أَبَتِ اللَّقاح ‏ .
      ‏ وأَبَيْتَ اللَّعْنَ : من تحيَّات المُلوك في الجاهلية ، كانت العرب يُحَيِّي أَحدُهم المَلِك يقول أَبَيْتَ اللَّعْنَ ‏ .
      ‏ وفي حديث ابن ذي يَزَن :، قال له عبدُ المطَّلب لما دَخل عليه أَبَيْتَ اللَّعْن ؛ هذه من تَحايا الملوك في الجاهلية والدعاء لهم ، معناه أَبَيْتَ أَن تأْتي من الأُمور ما تُلْعَنُ عليه وتُذَمُّ بسببه ‏ .
      ‏ وأَبِيتُ من الطعام واللَّبَنِ إِبىً : انْتَهيت عنه من غير شِبَع ‏ .
      ‏ ورجل أَبَيانٌ : يأْبى الطعامَ ، وقيل : هو الذي يأْبى الدَّنِيَّة ، والجمع إِبْيان ؛ عن كراع ‏ .
      ‏ وقال بعضهم : آبى الماءُ (* قوله « آبى الماء إلى قوله خاطر بها » كذا في الأصل وشرح القاموس ) ‏ .
      ‏ أَي امتَنَع فلا تستطيع أَن تنزِل فيه إِلاَّ بتَغْرير ، وإِن نَزل في الرَّكِيَّة ماتِحٌ فأَسِنَ فقد غَرَّر بنفسه أَي خاطَرَ بها ‏ .
      ‏ وأُوبيَ الفَصِيلُ يُوبى إِيباءً ، وهو فَصِيلٌ مُوبىً إِذا سَنِقَ لامتلائه ‏ .
      ‏ وأُوبيَ الفَصِيلُ عن لبن أُمه أَي اتَّخَم عنه لا يَرْضَعها ‏ .
      ‏ وأَبيَ الفَصِيل أَبىً وأُبيَ : سَنِقَ من اللَّبَن وأَخذه أُباءٌ ‏ .
      ‏ أَبو عمرو : الأَبيُّ الفاس من الإِبل (* قوله « الأبي النفاس من الإبل » هكذا في الأصل بهذه الصورة )، والأَبيُّ المُمْتَنِعةُ من العَلَف لسَنَقها ، والمُمْتَنِعة من الفَحل لقلَّة هَدَمِها ‏ .
      ‏ والأُباءُ : داءٌ يأْخذ العَنْزَ والضَّأْنَ في رؤوسها من أَن تشُمَّ أَبوال الماعِزَةِ الجَبَليَّة ، وهي الأَرْوَى ، أَو تَشْرَبَها أَو تَطأَها فَترِمَ رُؤوسها ويأْخُذَها من ذلك صُداع ولا يَكاد يَبْرأُ ‏ .
      ‏ قال أَبو حنيفة : الأُباءُ عَرَض يَعْرِض للعُشْب من أَبوال الأَرْوَى ، فإِِذا رَعَته المَعَز خاصَّة قَتَلَها ، وكذلك إِن بالتْ في الماء فشرِبتْ منه المَعز هلَكت ‏ .
      ‏ قال أَبو زيد : يقال أَبيَ التَّيْسُ وهو يَأْبَى أَبىً ، مَنْقوص ، وتَيْس آبَى بَيّن الأَبَى إِذا شَمَّ بَوْلَ الأَرْوَى فمرض منه ‏ .
      ‏ وعنز أَبْواءُ في تُيوس أُبْوٍ وأَعْنُزٍ أُبْوٍ : وذلك أَن يَشُمَّ التَّيْس من المِعْزى الأَهليَّة بَوْلَ الأُرْوِيَّة في مَواطنها فيأْخذه من ذلك داء في رأْسه ونُفَّاخ فَيَرِم رَأْسه ويقتُله الدَّاء ، فلا يكاد يُقْدَر على أَكل لحمه من مَرارته ، وربَّما إِيبَتِ الضأْنُ من ذلك ، غير أَنه قَلَّما يكون ذلك في الضأْن ؛ وقال ابن أَحْمر لراعي غنم له أَصابها الأُباء : فقلتُ لِكَنَّازٍ : تَدَكَّلْ فإِنه أُبىً ، لا أَظنُّ الضأْنَ منه نَواجِيا فَما لَكِ من أَرْوَى تَعادَيْتِ بِالعَمََى ، ولاقَيْتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورامِيا لا أَظنُّ الضأْن منه نَواجِيا أَي من شدَّته ، وذلك أَن الضَّأْن لا يضرُّها الأُباء أَن يَقْتُلَها ‏ .
      ‏ تيس أَبٍ وآبَى وعَنْزٌ أَبِيةٌ وأَبْواء ، وقد أَبِيَ أَبىً ‏ .
      ‏ أَبو زياد الكلابي والأَحمر : قد أَخذ الغنم الأُبَى ، مقصور ، وهو أَن تشرَب أَبوال الأَرْوَى فيصيبها منه داء ؛ قال أَبو منصور : قوله تشرَب أَبوال الأَرْوَى خطأ ، إِنما هو تَشُمّ كما قلنا ، قال : وكذلك سمعت العرب ‏ .
      ‏ أَبو الهيثم : إِذا شَمَّت الماعِزة السُّهْلِيَّة بَوْلَ الماعِزة الجَبَلِيَّة ، وهي الأُرْوِيَّة ، أَخذها الصُّداع فلا تكاد تَبْرأُ ، فيقال : قد أَبِيَتْ تَأْبَى أَبىً ‏ .
      ‏ وفصيلٌ مُوبىً : وهو الذي يَسْنَق حتى لا يَرْضَع ، والدَّقَى البَشَمُ من كثرة الرَّضْع (* قوله « تسن » كذا في الأصل ، والذي في معجم ياقوت : تسل ) ‏ .
      ‏ واحدته أَباءةٌ ‏ .
      ‏ والأَباءةُ : القِطْعة من القَصب ‏ .
      ‏ وقَلِيبٌ لا يُؤْبَى ؛ عن ابن الأَعرابي ، أَي لا يُنْزَح ، ولا يقال يُوبى ‏ .
      ‏ ابن السكيت : يقال فلانٌ بَحْر لا يُؤْبَى ، وكذلك كَلأٌ لا يُؤْبَى أَي لا ينْقَطِع من كثرته ؛ وقال اللحياني : ماءٌ مُؤْبٍ قليل ، وحكي : عندنا ماء ما يُؤْبَى أَي ما يَقِلُّ ‏ .
      ‏ وقال مرَّة : ماء مُؤْبٍ ، ولم يفسِّره ؛ قال ابن سيده : فلا أَدْرِي أَعَنَى به القليل أَم هو مُفْعَلٌ من قولك أَبَيْتُ الماء ‏ .
      ‏ التهذيب : ابن الأَعرابي يقال للماء إِذا انقطع ماء مُؤْبىً ، ويقال : عنده دَراهِمُ لا تُؤْبَى أَي لا تَنْقَطع ‏ .
      ‏ أَبو عمرو : آبَى أَي نَقَص ؛ رواه عن المفضَّل ؛

      وأَنشد : ‏ وما جُنِّبَتْ خَيْلِي ، ولكِنْ وزَعْتُها ، تُسَرّ بها يوماً فآبَى قَتالُه ؟

      ‏ قال : نَقَص ، ورواه أَبو نصر عن الأَصمعي : فأَبَّى قَتالُها ‏ .
      ‏ والأَبُ : أَصله أَبَوٌ ، بالتحريك ، لأَن جمعه آباءٌ مثل قَفاً وأَقفاء ، ورَحىً وأَرْحاء ، فالذاهب منه واوٌ لأَنك تقول في التثنية أَبَوانِ ، وبعض العرب يقول أَبانِ على النَّقْص ، وفي الإِضافة أَبَيْكَ ، وإِذا جمعت بالواو والنون قلت أَبُونَ ، وكذلك أَخُونَ وحَمُون وهَنُونَ ؛ قال الشاعر : فلما تَعَرَّفْنَ أَصْواتَنا ، بَكَيْن وفَدَّيْنَنا بالأَبِين ؟

      ‏ قال : وعلى هذا قرأَ بعضهم : إلَه أَبيكَ إِبراهيمَ وإِسمعيلَ وإِسحَق ؛ يريدُ جمع أَبٍ أَي أَبِينَكَ ، فحذف النون للإِضافة ؛ قال ابن بري : شاهد قولهم أَبانِ في تثنية أَبٍ قول تُكْتَمَ بنت الغَوْثِ : باعَدَني عن شَتْمِكُمْ أَبانِ ، عن كُلِّ ما عَيْبٍ مُهَذَّبانِ وقال آخر : فلِمْ أَذْمُمْكَ فَا حَمِرٍ لأَني رَأَيتُ أَبَيْكَ لمْ يَزِنا زِبالا وقالت الشَّنْباءُ بنت زيد بن عُمارةَ : نِيطَ بِحِقْوَيْ ماجِدِ الأَبَيْنِ ، من مَعْشَرٍ صِيغُوا من اللُّجَيْنِ وقال الفَرَزْدق : يا خَلِيلَيَّ اسْقِياني أَرْبَعاً بعد اثْنَتَيْنِ مِنْ شَرابٍ ، كَدَم الجَو فِ يُحِرُّ الكُلْيَتَيْنِ واصْرِفا الكأْسَ عن الجا هِلِ ، يَحْيى بنِ حُضَيْنِ لا يَذُوق اليَوْمَ كأْساً ، أَو يُفَدَّى بالأَبَيْن ؟

      ‏ قال : وشاهد قولهم أَبُونَ في الجمع قول ناهِضٍ الكلابيّ : أَغَرّ يُفَرِّج الظَّلْماء عَنْهُ ، يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالأَبِينَا ومثله قول الآخر : كَرِيم طابتِ الأَعْراقُ منه ، يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالأَبِينَا وقال غَيْلانُ بن سَلَمَةَ الثَّقَفيّ : يَدَعْنَ نِساءكم في الدارِ نُوحاً يُنَدِّمْنَ البُعولَةَ والأَبِينا وقال آخر : أَبُونَ ثلاثةٌ هَلَكُوا جَمِيعاً ، فلا تَسْأَمْ دُمُوعُكَ أَن تُراقا والأَبَوانِ : الأَبُ والأُمُّ ‏ .
      ‏ ابن سيده : الأَبُ الوالد ، والجمع أَبُونَ وآباءٌ وأُبُوٌّ وأُبُوَّةٌ ؛ عن اللحياني ؛

      وأَنشد للقَنانيِّ يمدح الكسائي : أَبى الذَّمُّ أَخْلاقَ الكِسائيِّ ، وانْتَمى له الذِّرْوة العُلْيا الأُبُوُّ السَّوابِقُ والأَبا : لغة في الأَبِ ، وُفِّرَتْ حُروفُه ولم تحذَف لامُه كما حذفت في الأَب ‏ .
      ‏ يقال : هذا أَباً ورأَيت أَباً ومررت بأَباً ، كما تقول : هذا قَفاً ورأَيت قَفاً ومررت بقَفاً ، وروي عن محمد بن الحسن عن أَحمد ابن يحي ؟

      ‏ قال : يقال هذا أَبوك وهذا أَباك وهذا أَبُكَ ؛ قال الشاعر : سِوَى أَبِكَ الأَدْنى ، وأَنَّ محمَّداً عَلا كلَّ عالٍ ، يا ابنَ عَمِّ محمَّدِ فَمَنْ ، قال هذا أَبُوك أَو أَباكَ فتثنيتُه أَبَوان ، ومَنْ ، قال هذا أَبُكَ فتثنيته أَبانِ على اللفظ ، وأَبَوان على الأَصل ‏ .
      ‏ ويقال : هُما أَبواه لأَبيه وأُمِّه ، وجائز في الشعر : هُما أَباهُ ، وكذلك رأَيت أَبَيْهِ ، واللغة العالية رأَيت أَبَوَيه ‏ .
      ‏ قال : ويجوز أَن يجمع الأَبُ بالنُّونِ فيقال : هؤلاء أَبُونَكُمْ أَي آباؤكم ، وهم الأَبُونَ ‏ .
      ‏ قال أَبو منصور : والكلام الجيِّد في جمع الأَبِ هؤلاء الآباءُ ، بالمد ‏ .
      ‏ ومن العرب مَن يقول : أُبُوَّتُنا أَكرم الآباء ، يجمعون الأَب على فُعولةٍ كما يقولون هؤلاء عُمُومَتُنا وخُؤولَتُنا ؛ قال الشاعر فيمن جمع الأَبَ أَبِين : أَقْبَلَ يَهْوي مِنْ دُوَيْن الطِّرْبالْ ، وهْوَ يُفَدَّى بالأَبِينَ والخالْ وفي حديث الأَعرابي الذي جاء يَسأَل عن شرائع الإِسْلام : فقال له النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَفْلَح وأَبيه إِن صدَق ؛ قال ابن الأَثير : هذه كلمة جارية على أَلْسُن العرب تستعملها كثيراً في خِطابها وتُريد بها التأْكيد ، وقد نهى النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، أَن يحلِف الرجلُ بأَبيهِ فيحتمل أَن يكون هذا القولُ قبل النهي ، ويحتمل أَن يكون جَرى منه على عادة الكلام الجاري على الأَلْسُن ، ولا يقصد به القَسَم كاليمين المعفوِّ عنها من قَبيل اللَّغْوِ ، أَو أَراد به توكيدَ الكلام لا اليمين ، فإِن هذه اللفظة تَجري في كلام العرب على ضَرْبَيْن : التعظيم وهو المراد بالقَسَم المنهِيِّ عنه ، والتوكيد كقول الشاعر : لَعَمْرُ أَبي الواشِينَ ، لا عَمْرُ غيرهِمْ ، لقد كَلَّفَتْني خُطَّةً لا أُريدُها فهذا تَوْكيد لا قَسَم لأَنه لا يَقْصِد أَن يَحْلِف بأَبي الواشين ، وهو في كلامهم كثير ؛ وقوله أَنشده أَبو علي عن أَبي الحسن : تَقُولُ ابْنَتي لمَّا رَأَتْني شاحباً : كأَنَّك فِينا يا أَباتَ غَرِيب ؟

      ‏ قال ابن جني : فهذا تأْنيثُ الآباء ، وسَمَّى اللهُ عز وجل العَمَّ أَباً في قوله :، قالُوا نَعْبُد إِلَهك وإِلَه آبائِك إِبراهيمَ وإِسْمَعِيل وَإِسْحَق ‏ .
      ‏ وأَبَوْتَ وأَبَيْت : صِرْت أَباً ‏ .
      ‏ وأَبَوْتُه إِباوَةً : صِرْتُ له أَباً ؛ قال بَخْدَج : اطْلُب أَبا نَخْلَة مَنْ يأْبُوكا ، فقد سَأَلنا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكا إلى أَبٍ ، فكلُّهم يَنْفِيكا التهذيب : ابن السكيت أَبَوْتُ الرجُل أَأْبُوه إِذا كنتَ له أَباً ‏ .
      ‏ ويقال : ما له أَبٌ يأْبُوه أَي يَغْذوه ويُرَبِّيه ، والنِّسْبةُ إِليه أَبَويّ ‏ .
      ‏ أَبو عبيد : تَأَبَّيْت أَباً أَي اتخذْتُ أَباً وتَأَمَّيْت أُمَّة وتَعَمَّمْت عَمّاً ‏ .
      ‏ ابن الأَعرابي : فلان يأْبوك أَي يكون لك أَباً ؛

      وأَنشد لشريك بن حَيَّان العَنْبَري يَهْجو أَبا نُخَيلة : يا أَيُّهَذا المدَّعي شريكا ، بَيِّنْ لَنا وحَلِّ عن أَبِيكا إِذا انْتَفى أَو شَكّ حَزْنٌ فِيكا ، وَقَدْ سَأَلْنا عنك مَنْ يَعْزُوكا إِلى أَبٍ ، فكلُّهم يَنْفِيكا ، فاطْلُب أَبا نَخْلة مَنْ يَأْبُوكا ، وادَّعِ في فَصِيلَةٍ تُؤْوِيك ؟

      ‏ قال ابن بري : وعلى هذا ينبغي أَن يُحْمَل بيت الشريف الرضي : تُزْهى عَلى مَلِك النِّسا ءِ ، فلَيْتَ شِعْري مَنْ أَباها ؟ أَي مَن كان أَباها ‏ .
      ‏ قال : ويجوز أَن يريد أَبَوَيْها فَبناه على لُغَة مَنْ يقول أَبانِ وأَبُونَ ‏ .
      ‏ الليث : يقال فُلان يَأْبُو هذا اليَتِيمَ إِباوةً أَي يَغْذُوه كما يَغْذُو الوالدُ ولَده ‏ .
      ‏ وبَيْني وبين فلان أُبُوَّة ، والأُبُوَّة أَيضاً : الآباءُ مثل العُمومةِ والخُؤولةِ ؛ وكان الأَصمعي يروي قِيلَ أَبي ذؤيب : لو كانَ مِدْحَةُ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً ، أَحْيا أُبُوّتَكَ الشُّمَّ الأَماديحُ وغيره يَرْويه : أَحْيا أَباكُنَّ يا ليلى الأَماديح ؟

      ‏ قال ابن بري : ومثله قول لبيد : وأَنْبُشُ مِن تحتِ القُبُورِ أُبُوَّةً كِراماً ، هُمُ شَدُّوا عَليَّ التَّمائم ؟

      ‏ قال وقال الكُمَيت : نُعَلِّمُهُمْ بها ما عَلَّمَتْنا أُبُوَّتُنا جَواري ، أَوْ صُفُونا (* قوله « جواري أو صفونا » هكذا في الأصل هنا بالجيم ، وفي مادة صفن بالحاء ) ‏ .
      ‏ وتَأَبَّاه : اتَّخَذه أَباً ، والاسم الأُبُوَّة ؛

      وأَنشد ابن بري لشاعر : أَيُوعِدُني الحجَّاج ، والحَزْنُ بينَنا ، وقَبْلَك لم يَسْطِعْ لِيَ القَتْلَ مُصْعَبُ تَهَدَّدْ رُوَيْداً ، لا أَرى لَكَ طاعَةً ، ولا أَنت ممَّا ساء وَجْهَك مُعْتَبُ فإِنَّكُمُ والمُلْك ، يا أَهْلَ أَيْلَةٍ ، لَكالمُتأَبِّي ، وهْو ليس له أَبُ وما كنتَ أَباً ولقد أَبَوْتَ أُبُوَّةً ، وقيل : ما كنتَ أَباً ولقد أَبَيْتَ ، وما كنتِ أُمّاً ولقد أَمِمْت أُمُومةً ، وما كنتَ أَخاً ولقد أَخَيْتَ ولقد أَخَوْتَ ، وما كنتِ أُمَّةً ولقد أَمَوْتِ ‏ .
      ‏ ويقال : اسْتَئِبَّ أَبّاً واسْتأْبِبْ أَبّاً وتَأَبَّ أَبّاً واسْتَئِمَّ أُمّاً واسْتأْمِمْ أُمّاً وتأَمَّمْ أُمّاً ‏ .
      ‏ قال أَبو منصور : وإِنما شدِّد الأَبُ والفعلُ منه ، وهو في الأَصل غيرُ مشدَّد ، لأَن الأَبَ أَصله أَبَوٌ ، فزادوا بدل الواو باءً كما ، قالوا قِنٌّ للعبد ، وأَصله قِنْيٌ ، ومن العرب من ، قال لليَدِ يَدّ ، فشدَّد الدال لأَن أَصله يَدْيٌ ‏ .
      ‏ وفي حديث أُم عطية : كانت إِذا ذكَرَتْ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قالت بِأَباهُ ؛ قال ابن الأَثير : أَصله بأَبي هو ‏ .
      ‏ يقال : بَأْبَأْتُ الصَّبيَّ إِذا قلتَ له بأَبي أَنت وأُمِّي ، فلما سكنت الياء قلبت أَلفاً كما قيل في يا وَيْلتي يا ويلتا ، وفيها ثلاث لغات : بهمزة مفتوحة بين الباءين ، وبقلب الهمزة ياء مفتوحة ، وبإِبدال الياء الأَخيرة أَلفاً ، وهي هذه والباء الأُولى في بأَبي أَنت وأُمِّي متعلقة بمحذوف ، قيل : هو اسم فيكون ما بعده مرفوعاً تقديره أَنت مَفْدِيٌّ بأَبي وأُمِّي ، وقيل : هو فعل وما بعده منصوب أَي فَدَيْتُك بأَبي وأُمِّي ، وحذف هذا المقدَّر تخفيفاً لكثرة الاستعمال وعِلْم المُخاطب به ‏ .
      ‏ الجوهري : وقولهم يا أَبَةِ افعلْ ، يجعلون علامةَ التأْنيث عِوَضاً من ياء الإِضافة ، كقولهم في الأُمِّ يا أُمَّةِ ، وتقِف عليها بالهاء إِلا في القرآن العزيز فإِنك تقف عليها بالتاء (* قوله « تقف عليها بالتاء » عبارة الخطيب : وأما الوقف فوقف ابن كثير وابن عامر بالهاء والباقون بالتاء ) ‏ .
      ‏ اتِّباعاً للكتاب ، وقد يقف بعضُ العرب على هاء التأْنيث بالتاء فيقولون : يا طَلْحَتْ ، وإِنما لم تسْقُط التاء في الوصْل من الأَب ، يعني في قوله يا أَبَةِ افْعَل ، وسَقَطتْ من الأُمِّ إِذا قلتَ يا أُمَّ أَقْبِلي ، لأَن الأَبَ لمَّا كان على حرفين كان كأَنه قد أُخِلَّ به ، فصارت الهاءُ لازمةً وصارت الياءُ كأَنها بعدها ‏ .
      ‏ قال ابن بري : أُمّ مُنادَى مُرَخَّم ، حذفت منه التاء ، قال : وليس في كلام العرب مضاف رُخِّم في النِّداء غير أُمّ ، كما أَنه لم يُرَخَّم نكرة غير صاحِب في قولهم يا صاحِ ، وقالوا في النداء يا أَبةِ ، ولَزِموا الحَذْف والعِوَض ، قال سيبويه : وسأَلت الخليلَ ، رحمه الله ، عن قولهم يا أَبةَ ويا أَبَةِ لا تفعَل ويا أَبَتاه ويا أُمَّتاه ، فزعم أَن هذه الهاء مثلُ الهاء في عَمَّة وخالةٍ ، قال : ويدلُّك على أَن الهاء بمنزلة الهاء في عَمَّة وخالةٍ أَنك تقول في الوَقْف يا أَبَهْ ، كما تقول يا خالَهْ ، وتقول يا أَبتاهْ كما تقول يا خالَتاهْ ، قال : وإنما يلزمون هذه الهاء في النِّداء إِذا أَضَفْت إِلى نفسِك خاصَّة ، كأَنهم جعلوها عوَضاً من حذف الياء ، قال : وأَرادوا أَن لا يُخِلُّوا بالاسم حين اجتمع فيه حذف النِّداء ، وأَنهم لا يَكادون يقولون يا أَباهُ ، وصار هذا مُحْتَملاً عندهم لِمَا دخَل النِّداءَ من الحذف والتغييرِ ، فأَرادوا أَن يُعَوِّضوا هذين الحرفين كما يقولون أَيْنُق ، لمَّا حذفوا العين جعلوا الياء عِوَضاً ، فلما أَلحقوا الهاء صيَّروها بمنزلة الهاء التي تلزَم الاسم في كل موضع ، واختص النداء بذلك لكثرته في كلامهم كما اختصَّ بيا أَيُّها الرجل ‏ .
      ‏ وذهب أَبو عثمان المازني في قراءة من قرأَ يا أَبَةَ ، بفتح التاء ، إِلى أَنه أَراد يا أَبَتاهُ فحذف الأَلف ؛ وقوله أَنشده يعقوب : تقولُ ابْنَتي لمَّا رأَتْ وَشْكَ رِحْلَتي : كأَنك فِينا ، يا أَباتَ ، غَريبُ أَراد : يا أَبَتاهُ ، فقدَّم الأَلف وأَخَّر التاء ، وهو تأْنيث الأَبا ، ذكره ابن سيده والجوهري ؛ وقال ابن بري : الصحيح أَنه ردَّ لامَ الكلمة إِليها لضرورة الشعر كما ردَّ الآخر لامَ دَمٍ في قوله : فإِذا هي بِعِظامٍ ودَمَا وكما ردَّ الآخر إِلى يَدٍ لامَها في نحو قوله : إِلاَّ ذِراعَ البَكْرِ أَو كفَّ اليَدَا وقوله أَنشده ثعلب : فقامَ أَبو ضَيْفٍ كَرِيمٌ ، كأَنه ، وقد جَدَّ من حُسْنِ الفُكاهة ، مازِحُ فسره فقال : إِنما ، قال أَبو ضَيْف لأَنه يَقْرِي الضِّيفان ؛ وقال العُجَير السَّلُولي : تَرَكْنا أَبا الأَضْياف في ليلة الصَّبا بمَرْوٍ ، ومَرْدَى كل خَصْمٍ يُجادِلُهْ وقد يقلبون الياء أَلِفاً ؛ قالت دُرْنَى بنت سَيَّار بن ضَبْرة تَرْثي أَخَوَيْها ، ويقال هو لعَمْرة الخُثَيْمِيَّة : هُما أَخَوا في الحَرْب مَنْ لا أَخا لَهُ ، إِذا خافَ يوماً نَبْوَةً فدَعاهُما وقد زعموا أَنِّي جَزِعْت عليهما ؛ وهل جَزَعٌ إِن قلتُ وابِأَبا هُما ؟ تريد : وابأَبي هُما ‏ .
      ‏ قال ابن بري : ويروى وَابِيَباهُما ، على إِبدال الهمزة ياء لانكسار ما قبلها ، وموضع الجار والمجرور رفع على خبرهما ؛ قال ويدلُّك على ذلك قول الآخر : يا بأَبي أَنتَ ويا فوق البِيَب ؟

      ‏ قال أَبو عليّ : الياء في بِيَب مُبْدَلة من هَمزة بدلاً لازماً ، قال : وحكى أَبو زيد بَيَّبْت الرجلَ إِذا قلت له بِأَبي ، فهذا من البِيَبِ ، قال : وأَنشده ابن السكيت يا بِيَبا ؛ قال : وهو الصحيح ليوافق لفظُه لفظَ البِيَبِ لأَنه مشتق منه ، قال : ورواه أَبو العلاء فيما حكاه عنه التِّبْرِيزي : ويا فوق البِئَبْ ، بالهمز ، قال : وهو مركَّب من قولهم بأَبي ، فأَبقى الهمزة لذلك ؛ قال ابن بري : فينبغي على قول من ، قال البِيَب أَن يقول يا بِيَبا ، بالياء غير مهموز ، وهذا البيت أَنشده الجاحظ مع أَبيات في كتاب البيان والتَّبْيين لآدم مولى بَلْعَنْبَر يقوله لابنٍ له ؛ وهي : يا بِأَبي أَنتَ ، ويا فَوق البِيَبْ ، يا بأَبي خُصْياك من خُصىً وزُبْ أَنت المُحَبُّ ، وكذا فِعْل المُحِبْ ، جَنَّبَكَ اللهُ مَعارِيضَ الوَصَبْ حتى تُفِيدَ وتُداوِي ذا الجَرَبْ ، وذا الجُنونِ من سُعالٍ وكَلَبْ بالجَدْب حتى يَسْتَقِيمَ في الحَدَبْ ، وتَحْمِلَ الشاعِرَ في اليوم العَصِبْ على نَهابيرَ كَثيراتِ التَّعَبْ ، وإِن أَراد جَدِلاً صَعْبٌ أَرِبْ الأَرِبُ : العاقِلُ ‏ .
      ‏ خُصومةً تَنْقُبُ أَوساطَ الرُّكَبْ لأَنهم كانوا إِذا تخاصَموا جَثَوْا على الرُّكَبِ ‏ .
      ‏ أَطْلَعْتَه من رَتَبٍ إِلى رَتَبْ ، حتى ترى الأَبصار أَمثال الشُّهُبْ يَرمي بها أَشْوَسُ مِلحاحٌ كِلِبْ ، مُجَرّب الشّكّات مَيْمُونٌ مِذَبْ وقال الفراء في قوله : يا بأَبي أَنتَ ويا فوق البِيَب ؟

      ‏ قال : جعلوا الكلمتين كالواحدة لكثرتها في الكلام ، وقال : يا أَبةِ ويا أَبةَ لغتان ، فَمن نصَب أَراد النُّدْبة فحذف ‏ .
      ‏ وحكى اللحياني عن الكسائي : ما يُدْرى له مَن أَبٌ وما أَبٌ أَي لا يُدْرى مَن أَبوه وما أَبوه ‏ .
      ‏ وقالوا : لابَ لك يريدون لا أَبَ لك ، فحذفوا الهمزة البتَّة ، ونظيره قولهم : وَيْلُمِّه ، يريدون وَيْلَ أُمِّه ‏ .
      ‏ وقالوا : لا أَبا لَك ؛ قال أَبو علي : فيه تقديران مختلفان لمعنيين مختلفين ، وذلك أَن ثبات الأَلف في أَبا من لا أَبا لَك دليل الإِضافة ، فهذا وجه ، ووجه آخر أَن ثبات اللام وعمَل لا في هذا الاسم يوجب التنكير والفَصْلَ ، فثَبات الأَلف دليلُ الإِضافة والتعريف ، ووجودُ اللامِ دليلُ الفَصْل والتنكير ، وهذان كما تَراهما مُتَدافِعان ، والفرْق بينهما أَن قولهم لا أَبا لَك كلام جَرى مَجْرى المثل ، وذلك أَنك إِذا قلت هذا فإِنك لا تَنْفي في الحقيقة أَباهُ ، وإِنما تُخْرِجُه مُخْرَج الدُّعاء عليه أَي أَنت عندي ممن يستحقُّ أَن يُدْعى عليه بفقد أَبيه ؛

      وأَنشد توكيداً لما أَراد من هذا المعنى قوله : ويترك أُخرى فَرْدَةً لا أَخا لَها ولم يقل لا أُخْتَ لها ، ولكن لمَّا جرى هذا الكلام على أَفواهِهم لا أَبا لَك ولا أَخا لَك قيل مع المؤنث على حد ما يكون عليه مع المذكر ، فجرى هذا نحواً من قولهم لكل أَحد من ذكر وأُنثى أَو اثنين أَو جماعة : الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبن ، على التأْنيث لأَنه كذا جرى أَوَّلَه ، وإِذا كان الأَمر كذلك علم أَن قولهم لا أَبا لَك إِنما فيه تَفادي ظاهِره من اجتماع صُورَتي الفَصْلِ والوَصْلِ والتعريف والتنكير لفظاً لا معنى ، ويؤكد عندك خروج هذا الكلام مخرج المثل كثرتُه في الشعر وأَنه يقال لمن له أَب ولمن لا أَبَ له ، لأَنه إِذا كان لا أَبَ له لم يجُزْ أَن يُدْعى عليه بما هو فيه لا مَحالة ، أَلا ترى أَنك لا تقول للفقير أَفْقَرَه الله ؟ فكما لا تقول لمن لا أَبَ له أَفقدك الله أَباك كذلك تعلم أَن قولهم لمن لا أَبَ له لا أَبا لَك لا حقيقة لمعناه مُطابِقة للفظه ، وإِنما هي خارجة مَخْرَج المثل على ما فسره أَبو علي ؛ قال عنترة : فاقْنَيْ حَياءَك ، لا أَبا لَك واعْلَمي أَني امْرُؤٌ سأَمُوتُ ، إِنْ لم أُقْتَلِ وقال المتَلَمِّس : أَلْقِ الصَّحيفةَ ، لا أَبا لَك ، إِنه يُخْشى عليك من الحِباءِ النِّقْرِسُ ويدلُّك على أَن هذا ليس بحقيقة قول جرير : يا تَيْمُ تَيْمَ عَدِيٍّ ، لا أَبا لَكُمُ لا يَلْقَيَنَّكُمُ في سَوْءَةٍ عُمَرُ فهذا أقوى دليلٍ على أَن هذا القول مَثَلٌ لا حقيقة له ، أَلا ترى أَنه لا يجوز أَن يكون للتَّيْم كلِّها أَبٌ واحد ، ولكنكم كلكم أَهل للدُّعاء عليه والإِغلاظ له ؟ ويقال : لا أَبَ لك ولا أَبا لَك ، وهو مَدْح ، وربم ؟

      ‏ قالوا لا أَباكَ لأَن اللام كالمُقْحَمة ؛ قال أَبو حيَّة النُّمَيْري : أَبِالمَوْتِ الذي لا بُدَّ أَني مُلاقٍ ، لا أَباكِ تُخَوِّفِيني ؟ دَعي ماذا علِمْتِ سَأَتَّقِيهِ ، ولكنْ بالمغيَّب نَبِّئِيني أَراد : تُخَوِّفِينني ، فحذف النون الأَخيرة ؛ قال ابن بري : ومثله ما أَنشده أَبو العباس المبرّد في الكامل : وقد مات شَمَّاخٌ ومات مُزَرِّدٌ ، وأَيُّ كَريمٍ ، لا أَباكِ يُخَلَّدُ ؟

      ‏ قال ابن بري : وشاهد لا أَبا لك قول الأَجْدَع : فإِن أَثْقَفْ عُمَيراً لا أُقِلْهُ ، وإِن أَثْقَفْ أَباه فلا أَبَا لَه ؟

      ‏ قال : وقال الأَبْرَشُ بَحْزَج (* قوله « بحزج » كذا في الأصل هنا وتقدم فيه قريباً :، قال بخدج اطلب أبا نخلة إلخ ‏ .
      ‏ وفي القاموس : بخدج اسم ، زاد في اللسان : شاعر ) ‏ .
      ‏ بن حسَّان يَهجُو أَبا نُخَيلة : إِنْ أَبا نَخْلَة عَبْدٌ ما لَهُ جُولٌ ، إِذا ما التَمَسوا أَجْوالَهُ ، يَدْعو إِلى أُمٍّ ولا أَبا لَهُ وقال الأَعْور بن بَراء : فمَن مُبْلِغٌ عنِّي كُرَيْزاً وناشِئاً ، بِذاتِ الغَضى ، أَن لا أَبا لَكُما بِيا ؟ وقال زُفَر بن الحرث يَعْتذْر من هَزيمة انْهَزَمها : أَرِيني سِلاحي ، لا أَبا لَكِ إِنَّني أَرى الحَرْب لا تَزْدادُ إِلا تَمادِيا أَيَذْهَبُ يومٌ واحدٌ ، إِنْ أَسَأْتُه ، بِصالِح أَيّامي ، وحُسْن بَلائِيا ولم تُرَ مِنِّي زَلَّة ، قبلَ هذه ، فِراري وتَرْكي صاحِبَيَّ ورائيا وقد يَنْبُت المَرْعى على دِمَنِ الثَّرى ، وتَبْقى حَزازاتُ النفوس كما هِيا وقال جرير لجدِّه الخَطَفَى : فَأَنْت أَبي ما لم تكن ليَ حاجةٌ ، فإِن عَرَضَتْ فإِنَّني لا أَبا لِيا وكان الخَطَفَى شاعراً مُجيداً ؛ ومن أَحسن ما قيل في الصَّمْت قوله : عَجِبْتُ لإزْراء العَيِيِّ بنفْسِه ، وَصَمْتِ الذي قد كان بالقَوْلِ أَعْلَما وفي الصَّمْتِ سَتْرٌ لِلْعَييِّ ، وإِنما صَحِيفةُ لُبِّ المَرْءِ أَن يَتَكَلَّما وقد تكرَّر في الحديث لا أَبا لَك ، وهو أَكثر ما يُذْكَرُ في ا لمَدْح أَي لا كافيَ لك غير نفسِك ، وقد يُذْكَر في مَعْرض الذمّ كما يقال لا أُمَّ لكَ ؛ قال : وقد يذكر في مَعْرض التعجُّب ودَفْعاً للعَيْن كقولهم لله دَرُّك ، وقد يذكر بمعنى جِدَّ في أَمْرِك وشَمِّر لأَنَّ مَن له أَبٌ اتَّكَلَ عليه في بعض شأْنِه ، وقد تُحْذَف اللام فيقال لا أَباكَ بمعناه ؛ وسمع سليمانُ ابنُ عبد الملك رجلاً من الأَعراب في سَنَة مُجْدِبة يقول : رَبّ العِبادِ ، ما لَنا وما لَكْ ؟ قد كُنْتَ تَسْقِينا فما بدَا لَكْ ؟ أَنْزِلْ علينا الغَيْثَ ، لا أَبا لَكْ فحمله سليمان أَحْسَن مَحْمَل وقال : أَشهد أَن لا أَبا له ولا صاحِبةَ ولا وَلَد ‏ .
      ‏ وفي الحديث : لله أَبُوكَ ، قال ابن الأَثير : إِذا أُضِيفَ الشيء إِلى عظيم شريفٍ اكْتَسى عِظَماً وشَرَفاً كما قيل بَيْتُ اللهِ وناقةُ اللهِ ، فإِذا وُجدَ من الوَلَد ما يَحْسُن مَوْقِعُه ويُحْمَد قيل لله أَبُوكَ ، في مَعْرض المَدْح والتَّعجب أَي أَبوك لله خالصاً حيث أَنْجَب بك وأَتى بمِثْلِك ‏ .
      ‏ قال أَبو الهيثم : إِذا ، قال الرجلُ للرجل لا أُمَّ له فمعناه ليس له أُمٌّ حرَّة ، وهو شَتْم ، وذلك أَنَّ بَني الإِماء ليسوا بمرْضِيِّين ولا لاحِقِينَ ببني الأَحرار والأَشراف ، وقيل : معنى قولهم لا أُمَّ لَك يقول أَنت لَقِيطٌ لا تُعْرَف لك أُمّ ، قال : ولا يقول الرجُل لصاحِبه لا أُمّ لك إِلاَّ في غضبه عليه وتقصيره به شاتِماً ، وأَما إِذا ، قال لا أَبا لَك فلم يَترك له من الشَّتِيمة شيئاً ، وإِذا أَراد كرامةً ، قال : لا أَبا لِشانِيكَ ، ولا أَبَ لِشانِيكَ ، وقال المبرّد : يقال لا أَبَ لكَ ولا أَبَكَ ، بغير لام ، وروي عن ابن شميل : أَنه سأَل الخليل عن قول العرب لا أَبا لك فقال : معناه لا كافيَ لك ‏ .
      ‏ وقال غيره : معناه أَنك تجرني أَمرك حَمْدٌ (* قوله « وقال غيره معناه أنك تجرني أمرك حمد » هكذا في الأصل ) ‏ .
      ‏ وقال الفراء : قولهم لا أَبا لَك كلمة تَفْصِلُ بِها العرب كلامَها ‏ .
      ‏ وأَبو المرأَة : زوجُها ؛ عن ابن حبيب ‏ .
      ‏ ومن المُكَنِّى بالأَب قولهم : أَبو الحَرِث كُنْيَةُ الأَسَدِ ، أَبو جَعْدَة كُنْية الذئب ، أَبو حصين كُنْيةُ الثَّعْلَب ، أَبو ضَوْطَرى الأَحْمَقُ ، أَبو حاجِب النار لا يُنْتَفَع بها ، أَبو جُخادِب الجَراد ، وأَبو بَراقِش لطائر مُبَرْقَش ، وأَبو قَلَمُونَ لثَوْب يَتَلَوَّن أَلْواناً ، وأَبو قُبَيْسٍ جبَل بمكة ، وأَبو دارِسٍ كُنْية الفَرْج من الدَّرْس وهو الحَيْض ، وأَبو عَمْرَة كُنْية الجُوع ؛ وقال : حَلَّ أَبو عَمْرَة وَسْطَ حُجْرَتي وأَبو مالِكٍ : كُنْية الهَرَم ؛ قال : أَبا مالِك ، إِنَّ الغَواني هَجَرْنني أَبا مالِكٍ ، إِني أَظنُّك دائِبا وفي حديث رُقَيْقَة : هَنِيئاً لك أَبا البَطحاء إِنَّما سمَّوْه أَبا البطحاء لأَنهم شَرفُوا به وعَظُمُوا بدعائه وهدايته كما يقال للمِطْعام أَبو الأَضْياف ‏ .
      ‏ وفي حديث وائل بن حُجْر : من محمد رسولِ الله إِلى المُهاجِر ابن أَبو أُمَيَّة ؛ قال ابن الأَثير : حَقُّه أَن يقول ابنِ أَبي أُمَيَّة ، ولكنه لاشْتهارِه بالكُنْية ولم يكن له اسم معروف غيره ، لم يجرَّ كما قيل عليّ بن أَبو طالب ‏ .
      ‏ وفي حديث عائشة :، قالت عن حفصة وكانت بنتَ أَبيها أَي أَنها شبيهة به في قُوَّة النفس وحِدَّة الخلُق والمُبادَرة إِلى الأَشياء ‏ .
      ‏ والأَبْواء ، بالمدّ : موضع ، وقد ذكر في الحديث الأَبْواء ، وهو بفتح الهمزة وسكون الباء والمدِّ ، جَبَل بين مكة والمدينة ، وعنده بلد ينسَب إِليه ‏ .
      ‏ وكَفْرآبِيا : موضع ‏ .
      ‏ وفي الحديث : ذِكْر أَبَّى ، هي بفتح الهمزة وتشديد الباء : بئر من آبار بني قُرَيظة وأَموالهِم يقال لها بئر أَبَّى ، نَزَلها سيدُنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، لما أَتى بني قُريظة .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى إبيل في قاموس معاجم اللغة

معجم اللغة العربية المعاصرة


أبالَ يُبيل، أَبِلْ، إبالةً، فهو مُبيل، والمفعول مُبال • أبال الطِّفلَ: جعله يبول.
معجم اللغة العربية المعاصرة
إِبِل [جمع]: جج آبال: جِمال ونُوق، وهو جمع لا واحد له من لفظه، وهو لفظ مؤنَّث "ضربه ضرب غرائب الإِبِل [مثل]: ضربه ضربًا شديدًا موجعًا- ما هكذا تُورَدُ يا سعد الإبلُ [مثل]: يُضرب لمن يتكلّف أمرًا لا يُحسنه- {أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}".
معجم اللغة العربية المعاصرة
تابَل/ تابِل [مفرد]: ج تَوابِل: 1- اسم فاعل من تبَلَ. 2- ما يُطيَّبُ به الطعامُ كالفلفل والكمّون ونحوهما "اشتهر الهنودُ بكثرة استخدام التَّوابل في أكلهم".
الصحاح في اللغة
الإبْلُ لا واحد لها من لفظها، وهي مؤنَّثة لأنَّ أسماء الجموع التي لا واحدَ لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين، فالتأنيث لها لازمٌ. والجمع آبَالٌ. وأرضٌ مَأْبَلةٌ: ذاتُ إبِلٍ. وبالنسبة إلى الإبِلِ إبَليُّ، يفتحون الباء استيحاشاً لتوالي الكسَرات. وإبِلٌ أُبَّلٌ، أي مُهْمَلَةٌ. فإن كانت للقُنْيَةِ فهي إبِلٌ مُؤبَّلَةٌ. فإن كانت كثيرة قيل إبِلٌ أَوابِلُ. قال الأخفش: يقال جاءت إبِلُكَ أَبابيلَ، أي فِرقاً. وطيرٌ أَبابيلُ. قال: وهذا يجيء في معنى التكثير؛ وهو من الَجمْع الذي لا واحد له. وأَبَلتََ الإبِلُ والوحشُ تابِلُ وتَأْبُلُ أبولا، أي اجتزأتْ بالرُطْبِ عن الماء. ومنه قول لبيد: وإذا حَرَّكْتُ رِجْلي أَرْقَلَتْ   بيَ تَعْدو عَدْوَ جَوْنٍ قد أبَلْ وأَبَلَ الرجلُ عن امرأته، إذاً امتنع من غشيانها، وتأَبَّلَ. وأَبِلَ الرجلُ بالكسر يأْبَلُ أبالَةً، فهو أبِلٌ وآبل أي حاذقٌ بمصلحة الإبِل. وفلان من آبلِ الناس، أي من أشدّهم تأنُّقاً في رِعْيَةِ الإبِلِ وأعلمهم بها. ورجلٌ إبَليُّ بفتح الباء، أي صاحب إبِلٍ. وأَبَّلَ الرجلُ، أي اتخذ إبلا واقتناها. وأُبِلَتِ الإبِلُ، أي اقْتُنِتَتْ، فهي مَأْبولَةٌ. وفلان لا يَأْتَبِلُ، أي لا يَثْبُتُ على الإبل إذا ركبها، وكذلك إذا لم يقم عليها فيما يصلحها. والأَبَلَةُ بالتحريك: الوَخامة والثِقَلُ من الطعام. وفي الحديث: "كلُّ مالٍ أدّيتَ زكاته فقد ذهبتْ أَبَلَتُهُ". والإبَّالَةُ بالكسر: الحُزْمة من الحطب. وفي المثل: "ضِغْثٌ على إبَّالَةٍ، أي بليّةٌ على أخرى كانت قبلّها. والأبُلَّةُ: الفِدْرَةُ من التمر. والأبيلُ: راهب النصارى. وكانوا يسمُّون عيسى السلام: أبيلَ الأَبيلينَ قال الشاعر: أَما ودماءٍ مائِراتٍ تَخـالُـهـا   على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَسْرِ عَنْدَما وما سَبَّحَ الرهبانُ في كل بِيعَةٍ   أَبِيلَ الأَبيلينَ المسيحَ ابنَ مريما لقد ذاق منا عامِرٌ يومَ لَعْـلَـعٍ   حُساماً إذا ما هُزَّ بالكَفِّ صَمَّما
تاج العروس

الإِبِلُ بكَسرَتَيْنِ ولا نَظِيرَ له في الأَسماءِ كحِبِرٍ ولا ثالِثَ لَهُما قاله سِيبَوَيْهِ ونَقَلَه شيخُنا وقال ابنُ جِنِّي في الشّواذِّ : وأَمّا الحِبِكُ ففِعِلٌ وذلك قَلِيلٌ منه : إِبِلٌ وِإطِلٌ وامْرَأَةٌ بِلِزٌ أي : ضَخْمَةٌ وبأَسْنانِه حِبِرٌ وقد ذُكِرَ ذلك في ح ب ك وفي ب ل ز وفي ح ب ر فالاقتصارُ على اللَّفْظَيْنِ فيه نظرٌ وتُسَكَّنُ الباءُ للتَّخْفِيفِ على الصَّحِيحِ كما أَشارَ له الصاغانيُ وابنُ جِنِّي وجَوَّزَ شيخُنا أَنْ تكونَ لُغَةً مُستَقِلَّةً . قلتُ : وإليه ذَهَبَ كُراع وأَنْشَدَ الصاغاني للشّاعِرِ :

إِنْ تَلْقَ عَمْرا فقَدْ لاقَيتَ مُدَّرِعًا ... ولَيس من هَمِّهِ إِبْلٌ ولا شاءُ وأَنْشَدَ شَيخُنَا :

أَلْبانُ إِبْلِ نُخَيلَةَ بنِ مُسافِرٍ ... ما دامَ يَمْلِكُها علىَ حَرامُ وأَنْشَدَ صاحب المِصْباحِ قولَ أبي النَّجْمِ :

" والإِبْلُ لا تَصْلُحُ في البستانِ

" وحَنَّتِ الإِبْلُ إِلى الأَوْطانِ مَعْرُوفٌ واحِدٌ يَقَعُ على الجَمعِ قالَ شَيخُنا : وهذا مُخالِفٌ لاسْتِعْمالاتِهِم ؛ إِذْ لا يُعْرَف في كَلامِهِم إِطْلاقُ الإِبِلِ عَلَى جَمَل واحِدٍ وقوِلُه : لَيسَ بجَمْعٍ صَحِيحٌ لأنه ليسَ في أبْنِيَةِ الجُمُوعِ فِعِل بكسرَتَيْنِ وقولُه : ولا اسْم جَمْعٍ فيه شِبهُ تَناقُض مع قَوْلِه بعدُ : تَصْغِيرُها أُبَيلَةٌ ؛ لأنَّه إِذا كانَ واحِداً ولَيسَ اسْمَ جَمْعٍ فما المُوجِبُ لتَأْنِيثِه إٍذَنْ ؟ مع مخالَفَتِه لما أَطْبَقَ عليه جميعُ أرْبابِ التَّآلِيفِ من أَنَّه اسمُ جَمْعٍ وفي العُبابِ : الإِبِلُ : لا واحِدَ لها من لَفْظِها وهي مُؤَنَثةٌ ؛ لأَنَّ أَسْماءَ الجُمُوعٍ التي لا واحِدَ لَها من لَفْظِها إِذا كانتْ لِغَيرِ الآدَمِيِّينَ فالتَّأْنِيث لها لازِمٌ آبالٌ قال :

" وقد سَقَوْا آبالَهُم بالنّارِ

" والنّارُ قَدْ تَشْفي مِنَ الأُوارِ وتَصْغِيرُها أُبَيلَةٌ أَدْخُلُوها الهاءَ كما قالُوا غُنَيمَةٌ . قلتُ : ومُقْتَضاهُ أَنّه اسمُ جَمْعٍ كغَنَمٍ وبَقَرٍ وقد صَرَحَ به الجوهرِيُّ وابنُ سِيدَه والفارابي والزُّبَيدِيّ والزَّمَخْشَرِيُّ وأَبو حَيّان وابنُ مالِكٍ وابنُ هِشامٍ وابنُ عُصْفُورٍ وابن إِياز والأَزْهَرِيُّ وابنُ فارِس قال شيخُنا : وقد حَرَّرَ الكلامَ فيه الشِّهابُ الفَيُّومِيُ في المِصْباحِ أَخذاً من كلامِ أُسْتاذِه الشَّيخِ أبي حَيّان فقالَ : الإِبِلُ : اسمُ جَمْع لا واحِدَ لها من لفظها وهي مؤنثة ؛ لأن اسْمَ الجَمْعِ الذي لا واحِدَ له من لَفْظِه إِذا كانَ لما لا يَعْقِلُ يَلْزَمُه التَّأْنِيثُ وتَدْخُلُه الهاءُ إِذا صُغِّرَ نحو أُبَيلَةٍ وغُنَيمَةٍ قال شيخُنا : واحْتَرَزَ بما لا يَعْقِلُ عمّا إِذا كانت للعاقِلِ كقَوْمٍ ورَهْطٍ فإِنها تُصَغَّرُ بغيرِ هاءٍ فتَقُولُ في قَوْمٍ : قُوَيْمٌ وفي رَهْطٍ رُهَيطٌ قال : وظاهِرُ كلامِه أَنَّ جَمِيعَ أَسماءِ الجُمُوعَ التي لما لا يَعْقِلُ تُؤَنث وفيها تَفْصِيلٌ ذكَرَه الشيخُ ابنُ هِشامٍ تَبَعًا للشَّيخ ابنِ مالِكٍ في مُصَنَّفاتِهِما

وقال أَبو عَمْرو في قولِه تَعالَى : " أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَتْ " الإِبِلُ : السَّحابُ الذي يَحْمِلُ ماءَ المَطَرِ وهو مجازٌ وقال أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ : من قَرَأَها بالتَّخْفِيفِ أَرادَ به البَعِيرَ ؛ لأَنَّه من ذواتِ الأَرْبَعِ يَبرُكُ فتُحْمَلُ عليه الحَمُولَة وغيرُه من ذَواتِ الأَرْبَعِ لا تُحْمَلُ عليهِ إِلاّ وهو قائِمٌ ومَنْ قَرَأَها بالتَّثْقِيلِ قالَ : الإِبِلُ : السَّحابُ التي تَحْمِلُ الماءَ للمَطَرِ فتأَمل

ويُقالُ : إِبِلانِ قال سِيبَوَيْهِ : لأَنَّ إِبِلاً اسمٌ لم يُكَسَّر عليهِ وِإنّما هما للقَطِيعَيْنِ من الإِبِلِ قال أَبُو الحَسَن : إِنّما ذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى الإِيناسِ بتَثْنِيَةِ الأَسْماءِ الدّالَّةِ على الجَمْعِ فهو يُوَجِّهُها إِلى لفظِ الآحادِ ولذلك قالَ : إِنَّما يُرِيدونَ القَطِيعَيْنِ قال : والعربُ تقولُ إِنّه ليَرُوحُ على فلانٍ إِبِلانِ ؛ إِذا راحت إِبِلٌ مع راعٍ وإِبِلٌ مع راعٍ آخَرَ . وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ في نَوادِرِه : لشُعْبَةَ بنِ قُمَيرٍ :

هُما إِبلانِ فِيهِما ما عَلِمْتُمَا ... فعَنْ آيَةٍ ما شِئْتُمُ فتَنَكَّبُوا وقال المُساوِرُ بنُ هِنْد :

إِذا جارَةٌ شلَّتْ لسَعْدِ بنِ مالِكٍ ... لها إِبِلٌ شلَّتْ لها إِبِلانِ وقال ابنُ عَبّاد : فلانٌ له إِبِلٌ أي : له مائِةٌ من الإِبِلِ وِإبِلانِ : مائتانِ وقال غيرُه : أَقلّ ما يَقعُ عليه اسمُ الإِبِلِ الصِّرمَةُ وهي التي جاوَزَتْ الذَّوْدَ إِلى ثَلاثِينَ ثم الهَجْمَةُ ثمَّ هُنَيدَةٌ : مائةٌ منها

وتأَبَّلَ إِبِلاً : اتَّخَذَها كتَغَنَّمَ غَنَمًا اتَّخَذَ الغَنَم نقله أَبو زَيْدٍ سَماعًا عن رَجُلٍ من بني كِلابٍ اسمُه رَدّادٌ

وأَبَلَ الرَّجُلُ كضَرَبَ : كَثُرَتْ إِبِلُه كأَبَّلَ تَأبِيلاً وقال طُفَيلٌ :

فأَبَّلَ واسْتَرخَى بهِ الخَطْبُ بعدَمَا ... أَسافَ ولولا سَعْيُنَا لم يُؤَبَّلِ نَقَلَه الفَرّاءُ وابنُ فارِسٍ في المُجْمَلِ

وآبَلَ إِيبالاً

وأَبَلَ يأبل أَبْلاً : إِذا غَلَبَ وامْتَنَعَ عن كُراع كأَبَّلَ تَأبِيلاً والمَعْرُوف أَبَلَ

وأَبَلَتِ الإِبِلُ والوَحْش تَأْبُلُ وتَأْبِلُ من حَدّيْ نَصَرَ وضَرَبَ أَبْلاً بالفتحِ وأبُولاً بالضم : جَزَأَتْ عَن الماءِ بالرُّطْبِ قالَ لَبِيدٌ رضي اللُّه عنه :

وِإذا حَرَّكْتُ غَرزِي أَجْمَرَتْ ... أَو قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ كأَبِلَتْ - كسَمِعَتْ - وتَأَبَّلَتْ وهذه عن الزَّمَخْشَرِيِّ قالَ : وهو مَجازٌ ومنه قِيلَ للرّاهِبِ : الأَبِيلُ . الواحِدُ إبِلٌ أُبّالٌ ككافِرٍ وكُفّارٍ

أو أَبِلَت الإِبِلُ تَأْبَلُ : إِذا هَمَلَتْ فغابَتْ وليسَ مَعَها راعٍ أَو تَأَبَّدَتْ أي تَوَحَّشَتْ

ومن المَجازِ : أَبَلَ الرجُلُ عن امْرَأَتِه : إِذا امْتَنَعَ عن غِشْيانِها كتَأَبَّلَ ومنه حَدِيثُ وَهْبِ بنِ منبهٍ : لقد تَأبَّلَ آدَمُ عليه السلامُ على ابْنِه المَقْتُولِ كذا وكذا عامًا لا يُصِيبُ حَوّاءَ أي امتَنَعَ من غِشْيانِها مُتَفَجِّعًا على ابنهِ فعُدِّيَ بعَلَى ؛ لتَضَمُّنِه معنى تَفَجَّعَ

ومن المجازِ : أَبَلَ يَأْبِلُ أَبَلاَ : إَذا نَسَكَ

وأَبَلَ بالعَصَا : ضَرَبَ بها عن ابنِ عَبّاد

وأَبَلت الإِبِلُ أُبُولاً كقُعُودٍ : أَقامَتْ بالمكانِ قال أَبُو ذُؤَيْبٍ :

بِها أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلاهمَا ... فقَدْ مارَ فِيها نَسؤُها واقْتِرارُها وفي المُحِيط : الأُبُولُ : طُولُ الإِقامَةِ في المَرعَى والمَوضِع

وَأَبَل كنَصَرَ وفرِح الأُولَى حَكاها أَبو نَصْرٍ أَبالَةً كسَحابَة وأَبَلاً مُحَرَّكَةً وهما مَصْدَرَا الأَخِيرِ مثالُ الأَوّل مثل شَكِسَ شَكاسَةً وِإذا كان الإبالَةُ بكسرِ الهَمْزَةِ فيكونُ من حَدِّ نَصَرَ ككًتَبَ كِتابَةً وأَما سِيبَوَيْه فذَكَرَ الإِبالَةَ في فِعالَةَ مما كانَ فيه مَعْنَى الولايَةِ كالإِمارَةِ قال : ومثلُ ذلك الإبالَةُ والعِياسَةُ فعَلَى قولِه تكونُ الإِبالَةُ مكَسورةً لأَنّها وِلايَةٌ فهو آبِلٌ كصاحِبٍ وأَبِلٌ ككَتِفٍ وفيه لَفٌّ ونَشْر مُرتَّبٌ : حَذَقَ مَصْلَحَةَ الإِبِلِ والشّاءِ وفي الأَساس : هو حَسَنُ الإِبالَةِ أي السِّياسَةِ والقِيامِ على مالِه . شاهِدُ المَمْدُودِ قولُ بنِ الرِّقاع :

فنَأَتْ وانْتَوَى بِها عَنْ هَواهَا ... شَظِفُ العَيشِ آبِلٌ سَيّارُ وشاهِدُ المَقْصُورِ قولُ الكُمَيتِ :

" تَذَكَّرَ مِنْ أَنَّى ومِنْ أَيْنَ شُربُهيُؤَامِرُ نَفْسَيهِ كذِي الهَجْمَةِ الأَبِلْويُقالُ : إِنّه مِنْ آبَلِ النّاسِ . أي مِنْ أَشَدِّهِم تَأنقًا في رِعْيتِها وأعْلَمِهِم بها حكاه سِيبَوَيْه قال : ولا فِعْلَ لَه وفي المَثَلِ : آبَلُ مِنْ حُنَيفِ الحَناتِمِ وهو أَحَدُ بني حَنْتَمِ بنِ عَدِيِّ بنِ الحارِثِ ابنِ تَيمِ اللّه بنِ ثَعْلَبَةَ ويُقال لهم الحَناتِمُ قال يَزِيدُ بنُ عَمْرِو بنِ قَيسِ بنِ الأَحْوصِ :

لِتَبْكِ النِّساءُ المُرضِعاتُ بسُحْرَة ... وَكِيعًا ومَسعُودا قَتِيلَ الحَناتِمِ ومن إِبالَتِه أَنَّ ظِمْءَ إِبِلِه كانَ غِبًّا بعدَ العَشْرِ ومِنْ كَلِماتِه : من قاظَ الشَّرَفَ وتَرَبَّعَ الحَزْنَ وتَشَتَّى الصَّمّانَ فقد أَصابَ المَرعَى

وأَبِلَت الإِبِلُ كفَرِحَ ونَصَرَ : كَثُرَتْ أَبْلاً وأُبُولاً

وأَبَلَ العُشْبُ أُبُولاً : طالَ فاسْتَمْكَنَ منه الإِبِلُ

وأَبَلَه يَأْبُلُه أَبْلاً بالفتحَ : جَعَلَ له إِبِلاً سائِمَةً

وِإبِلٌ مُؤَبَّلَةٌ كمُعَظَّمة : اتّخِذَتْ للقِنْيَةِ

وهذه إِبِلٌ أُبَّلٌ كقُبَّرِ أي : مُهْمَلَة بلا راعٍ قال ذو الرُّمَّةِ :

" وراحَت في عَوازِبَ أُبَّلِ وإِبِلٌ أَوابِلُ أي : كَثِيرَةٌ

وإِبِلٌ أَبابِيلُ أي فِرَقٌ قال الأَخْفَشُ : يُقالُ : جاءَتْ إِبِلُكَ أَبابِيلَ أي : فِرَقًا و " طَيراً أَبابِيلَ " قالَ : وهذا يَجِيءُ في مَعْنَى التَّكثِيرِ وهو جَمعٌ بلا واحِدِ كعَبادِيدَ وشَماطِيطَ عن أبي عُبَيدَةَ

والإِبّالَةُ كإِجّانَة عن الرُّواسِيِّ ويُخَفَّفُ والإِبِّيلُ والإِبَّوْلُ والإِيبالُ كسِكِّيتٍ وعِجَّوْل ودِينارٍ الثلاثَةُ الأُوَلُ عن ابن سيدَه وقالَ الأَزْهَرِيُّ : ولو قِيلَ : واحِدُ الأَبابِيلِ إِيبالَةٌ كانَ صَوابًا كما قالُوا : دِينارٌ ودَنانِيرُ : القِطْعَةُ من الطَّيرِ والخَيلِ والإِبِلِ قالَ :

" أَبابِيل هَطْلَى مِنْ مُراحٍ ومُهْمَلِ وقالَ ابنُ الأَعرابِي : الإِبَّوْلُ : طائِرٌ يَنْفَرِدُ من الرَّفَ وهو السَّطْرُ من الطّيرِ

أَو المُتَتابعَةُ مِنْها قَطِيعًا خَلْفَ قَطِيعِ قالَ الأًخْفَشُ : وقد قالَ بعضُهم واحِدُ الأبابِيلِ إِبَّوْلٌ مثال عِجَّوْلٍ قال الجَوهَرِيُّ : وقال بعَضْهُم : إِبِّيلٌ قال : ولم أجِدِ العَرَبَ تَعْرِفُ له واحِداً

والأَبِيلُ كأَمِير : العَصَا وقِيلَ : الحَزِينُ بالسُّريانِيَّةِ وقِيلَ : رَئِيسُ النَّصارَى أَو هو الرَّاهِبُ سُمِّيَ به لتأبّلِه عن النِّساءِ وتَركِ غِشْيانِهِم قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ :

إِنَّنِي واللِّه فاقْبَلْ حِلْفَتِي ... بأَبِيلٍ كُلَّما صَلَّى جَأَرْ أَو صاحِبُ النّاقُوسِ يَدْعُوهُم للصَّلاةِ عن أبي الهَيثَمِ وقال ابنُ دُرَيْد : ضارِبُ النّاقُوس وأَنْشَدَ :

" وما صَكَّ ناقُوسَ الصَّلاةِ أَبِيلُها كالأَيْبُلِيِّ بضم الباءِ والأَيْبَلِيِّ بفتحِها فإِمّا أَن يكونَ أَعْجَمِيًّا وإِمّا أَنْ يكونَ غَيَّرَتْه ياءُ الإِضافَةِ وإِمّا أَنْ يَكُونَ من بابِ إنْقَحْلٍ والهَيبَلِيِّ بقَلْبِ الهَمْزَةِ هاءً والأَبُلِيِّ بضم الباءِ مع قصر الهمزة والأيْبَلِ كصَيقَل وأَنْكَرَه سِيبَوَيْهِ وقالَ : ليس في الكَلامِ فَيعَلٌ والأيْبُلِ كأَيْنُق والأبِيلِي بفتح الهَمْزَة وكَسرِ الباءِ وسُكونِ الياءِ قال الأعْشَى :

وما أَيْبُلِيٌّ عَلَى هَيكَل ... بَناهُ وصَلَّبَ فيهِ وصَارا قيل : أُرِيدَ أَبِيلِي فلما اضْطُّرَّ قدّم الياءَ كما قالوا : أَيْنُقٌ والأَصلُ أَنْوُقٌ آبالٌ بالمَدِّ كشَهِيدٍ وأَشْهادٍ وأُبْلٌ بالضمِّ

والإِبالَة ككِتابَةٍ : لُغَةٌ في المُشَدَّدِ : الحُزْمَةُ من الحَشِيشِ وفي العُبابِ والتَّهْذِيبِ من الحَطَبِ كالأَبِيلَةِ كسَفِينَة والإِبّالَةِ كإِجّانَةٍ نقَلَه الأَزْهَرِيُّ سَماعًا من العَرَبِ وكذا الجَوْهَرِيُّ وبه رُوِي : ضِغْثٌ على إِبّالَة أي بَلِيَّةٌ على أخْرَى كانَتْ قَبلَها والإيبالَةُ بقَلْبِ إِحْدَى الباءَيْنِ ياءً نَقَلَها الأَزْهَرِيُّ وهكذا رُوِيَ المَثَل والوَبيلَةُ بالواو ومَحَلُّ ذِكْرِه في و ب ل ومن المُخَفَّفِ قولُ أَسْماءَ ابنِ خارِجَةَ :

لِي كُلَّ يَوْم مِنْ ذُؤالَهْ ... ضِغْثٌ يَزِيدُ على إِبالَهْوفي العُبابِ والصِّحاحِ : ولا تَقُلْ إِيبالَة لأَنّ الاسْمَ إِذا كانَ على فِعالَةٍ بالهاءِ لا يُبدَلُ مِنْ حَرفَي تَضْعِيفِه ياء مثل : صِنّارَةٍ ودِنّامَةٍ وإِنّما يُبدَلُ إِذا كانَ بلا هاء مثل : دِينارٍ وقِيراط وفي سياقِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ لا يَخْفى عند التَّأَمُّل

ويُرِيدُونَ بأَبِيل الأَبِيلِينَ عِيسَى صَلَواتُ اللِّه وسَلامُه عليهِ وعلى نَبِيِّنا قال عَمْرُو بنُ عبد الحَقِّ :

وما سَبَّحَ الرُّهْبانُ في كُلِّ بِيعَةٍ ... أَبِيلَ الأَبِيلِينَ المَسِيحَ ابنَ مَرَيمَا ويُرْوَى على النسب :

" أَبِيلَ الأَبِيلِيِّينَ عِيسَى ابنَ مَرَيمَا والإِبالَةُ ككِتابة : السِّياسَةُ أَو حُسنُ القِيامِ بالمالِ وقد تَقَدّم

والأَبِلَةُ كفَرِحَةٍ : الطَّلِبَةُ يُقال : لِي قِبَلَه أَبِلَةٌ أي : طَلِبَةٌ قالَ الطِّرِمّاحُ :

وجاءَتْ لتَقْضِي الحِقْدَ مِنْ أَبِلاتِها ... فثَنَّتْ لها قَحْطانُ حِقْداً على حِقْدِ أي جاءَتْ تَمِيمٌ لتَقْضِيَ الحِقْدَ أي لتُدْرِكَه أي الحِقْد الذي من طَلِباتِ تَمِيم فصَيَّرَتْ قَحْطانُ حِقْدَها اثْنَيْن أي زادَتْها حِقْداً على حِقْدٍ ؛ إِذ لم تَحْفَظْ حَرِيمَها

والأَبِلَةُ أَيضًا : الحاجَةُ عن ابنِ بُزُرْجَ يقالُ : مالي إِلَيكَ أَبِلَةٌ أي حاجَةٌ

والأَبِلَةُ : النَّاقَةُ المُبارَكَةُ من الوَلَدِ ونَصّ المُحِيطِ في الوَلَدِ وسَيَأتِي للمُصَنِّفِ قريبًا

ويُقال : إِنّه لا يَأْتَبِلُ وفي العُباب لا يَتَأَبَّلُ أي لا يَثْبُتُ على رِعْيَةِ الإِبِلِ ولا يُحْسِنُ مِهْنَتَها وخِدْمَتَها وقال أَبو عُبَيدٍ : لا يَقُومُ عليها فيما يُصْلِحُها أَو لا يَثبُتُ علَيها راكِبًا أي إِذا رَكِبَها وبه فَسَّرَ الأَصْمَعِيُّ حَدِيثَ المُعْتَمِرِ بنِ سُلَيمانَ : رَأَيْتُ رَجُلاً من أَهْلِ عُمَانَ ومَعَه أَبٌ كَبِيرٌ يَمشِي فقُلْتُ له احْمِلْهُ فقال : إِنه لا يَأْتبِلُ

وتَأْبِيلُ الإِبِلِ : تَسمِينُها وصَنْعَتُها حكاهُ أَبو حَنِيفَةَ عن أبي زِيادٍ الكِلابي

ورَجُلٌ آبِلٌ وأَبِلٌ ككَتِفٍ وهذه عن الفَرّاءِ وأَنْكَرَ آبِل على فاعِل وِإبلِي بكَسرَتَيْنِ وبفَتْحَتَيْنِ الصوابُ بكسرٍ ففَتْحٍ كما هو نَصُّ العبابِ قال : إِنّما يَفْتَحُون الباءَ اسْتِيحاشًا لتَوالِي الكَسراتِ أي ذُو إِبِلٍ وشاهِدُ المَمْدُودِ قال ابنُ هاجَك : أَنْشَدَني أَبو عُبَيدَةَ للرّاعِي :

يَسُنُّها آبِلٌ ما إِنْ يُجَزِّئُها ... جَزْءاً شَدِيدًا وما إِنْ ترتَوي كَرَعَا وأَبّالٌ كشَدّادٍ : يَرعاهَا بحُسنِ القِيامِ عليها

والإِبْلَةُ بالكَسرِ : العَداوَةُ عن كُراع

وبالضّمِّ : العاهَةُ والآفَةُ ومنه الحَدِيثُ : لا تَبعْ الثَّمَرةَ حَتّى تَأْمَنَ عَلَيها الأُبْلَة هكذا ضَبَطه ابنُ الأَثِيرِ وهو قولُ أبي مُوسَى ورأَيْت في حاشِيَةِ النِّهاية : وهذا وَهَمٌ والصّوابُ أَبَلَته بالتَّحْرِيكِ

والأَبْلَةُ بالفَتْحِ أَو بالتَّحْرِيكِ : الثِّقَلُ والوَخامَةُ من الطَّعامِ كالأَبَلِ مُحَرَّكَةً

والأَبَلَةُ بالتَّحْرِيكِ : الإِثْمُ وبه فُسِّرَ حَدِيثُ يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ أي مال أُدِّيَتْ زَكاتُه فقد ذَهَبَتْ أَبَلَتُه أي وَبالُه ومَأْثَمُه وهَمْزَتُها مُنْقَلِبَةٌ عن واوٍ من الكَلأ الوَبيلِ فأُبْدِلَ من الواوِ هَمْزَة كقَوْلِهِم : أَحَدٌ في وَحد

والأُبُلَّةُ كعُتُلَّةٍ ويُفْتَحُ أَوّلُه أَيْضًا كما سَمِعَه الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ قُتَيبَةَ الرّازِيُّ عن أبي بَكْرٍ صالِحِ بنِ شُعَيب القارِئ كذا وُجِدَ بخَطِّ بَدِيعِ بنِ عبدِ اللّهِ الأَدِيبِ الهَمَذاني في كتاب قَرأه على ابنِ فارِسٍ اللّغَوِيّ : تَمْرٌ يُرَضّ بينَ حَجَرَيْنِ ويُحْلَبُ عليه لَبَنٌ وقال أَبُو بَكْرٍ القاري : هو المَجِيعُ والمَجِيع : التَّمْرُ باللَّبنَ قال أَبُو المُثَلَّمِ الهُذَلِيُ يَذْكُرُ امرأَتَه أمَيمَةَ :

فتَأْكُل ما رُضَّ من زادِهَا ... وتَأبى الأبُلَّةَ لم تُرضَضِ وقال أَبُو بَكْرِ بنُ الأَنْبارِيِّ : إِنَّ الأبُلَّةَ عندَهُم : الجُلَّةُ من التَّمْرِ وأَنْشَدَ الشِّعْرَ المَذْكُورَوقال أَبُو القاسِمِ الزَّجّاجِيّ : الأُبُلَّةُ : الفِدْرَةُ من التَّمْرِ وليسَتِ الجُلُّةَ كما زَعَمَه ابنُ الأَنْبارِيِّ

والأُبُلَّةُ : بالبَصْرَةِ الأَوْلَى مَدِينَةٌ بالبَصْرَةِ ؛ فإِنّ مثلَ هذه لا يُطْلَقُ عليها اسم المَوْضِعِ ففي العُبابِ : مَدِينَةٌ إِلى جَنْبِ البَصْرَةِ وفي مُعْجَمِ ياقوت : بَلْدَةٌ على شاطِئ دِجْلَةِ البَصْرَةِ العُظْمَى في زاوِيَةِ الخَلِيجِ الذي يُدْخَلُ منه إِلى مَدِينَةِ البَصْرَةِ وهي أَقْدَمُ من البَصْرةِ لأَنّ البَصْرَةَ مُصِّرَتْ في أَيامِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رضي اللّه تعالَى عنه وكانت الأُبُلَّةُ حينَئذٍ مَدِينَةً فيها مَسالِحُ من قِبَلِ كِسرَى وقائِدٌ قال ياقوت : قال أبو عَلِيَ : الأبُلَّةُ : اسمُ البَلَدِ الهَمْزَةُ فيه فاءٌ وَفُعُلَّةُ قد جاءَ اسْمًا وصِفةً نحو خُضُمَّة وغُلُبَّة وقالوا : قُمُدٌّ فلو قالَ قائِلٌ : إِنّه أُفْعُلَةٌ والهَمْزَةُ زائِدَةٌ مثل أُبْلُمَة وأسْنُمَة لكانَ قَولاً وذهَبَ أَبُو بَكْرٍ في ذلك إِلى الوَجْهِ الأوّلِ كأَنّه لما رَأى فُعُلَّةَ أَكْثَرَ من أفْعُلَة كان عِنْدَه أَوْلَى من الحُكْمِ بزِيادَةِ الهَمزةِ لقِلَّةِ أفْعُلَة ولِمَنْ ذَهَبَ إِلى الوَجْهِ الآخَرِ أَنْ يَحْتَجَّ بكَثْرَةِ زِيادَةِ الهَمْزةِ أَوّلاً ويُقال للفِدْرَةِ من التَّمْرِ : أُبُلَّةٌ فهذا أَيضًا فُعُلَّة من قَوْلِهم : طَيرٌ أَبابِيلُ فسَّره أَبو عُبَيدَةَ : جَماعاتٍ في تَفْرِقَة فكما أَنَّ أَبابيلَ فَعاعِيلُ وليسَتْ بأَفاعِيلَ كذلك الأبُلَّةُ فُعُلَّةٌ ولَيسَتْ بأفْعُلَة : أَحَدُ جِنانِ الدُّنْيا والذي قالَهُ الأَصْمَعِيُ : جِنانُ الدّنْيا ثَلاثٌ : غُوطَةُ دِمَشْقَ ونَهْرُ بَلْخ ونَهْرُ الأُبُلَّةِ وحشُوش الدُّنْيا ثلاثَة : الأُبُلَّةُ وسِيرافُ وعُمانُ وقِيلَ : عُمانُ وأَرْدَبِيلُ وهِيتُ ونَهْرُ الأُبُلَّةِ هذا هو الضّارِبُ إِلى البَصْرَةِ حفره زِيادٌ وكان خالِدُ بنُ صَفْوانَ يَقُول : ما رَأَيْتُ أَرضًا مثلَ الأُبُلَّةِ مَسافَةً ولا أَغْذَى نُطْفَةً ولا أَوْطَأَ مَطِيَّةً ولا أَرْبَحَ لتاجِر ولا أَحْفى بعابِدٍ مِنْها شَيبانُ بنُ فَرّوخٍ الأُبُلَيُ شيخُ مُسلم ومُحَمَّدُ بنُ سُفْيانَ بنِ أبي الوَرْدِ الأبُلِّيُ شَيخُ أبي داودَ وحَفْصُ بن عُمَر بنِ إِسماعِيلَ الأُبُلِّيُّ رَوَى عن الثَّوْرِيِّ ومالِكٌ ومِسعَرٌ وأَبو هاشِمٍ كَثِيرُ بنُ سَلِيم الأبُلِّيُّ كانَ يَضَعُ الحَدِيثَ على أَنَس وغيرُهم

وأُبَيلَى بالضمِّ وفَتْحِ الباءِ مَقْصُوراً : عَلَمُ امْرَأَة قال رُؤْبَةُ :

" وضَحِكَتْ مِنِّي أُبَيلَى عُجْبَا

" لما رَأَتْنِي بَعْدَ لِين جَأْبَا وتَأْبيلُ المَيِّتِ : مثل تَأْبِينه وهو أَنْ تُثْنيَ عليه بعدَ وفاتِه قاله اللِّحْياني ونَقَله ابنُ جِنِّي أَيْضًا

والمُؤَبَّلُ كمعظَّمٍ : لَقَبُ إِبْراهِيمَ بنِ إِدرِيسَ العَلَويِّ الأَنْدَلُسِيِّ الشاعِرِ كانَ في الدَّوْلَةِ العامِرِيَّةِ نقله الحافِظُ

والأَبْلُ بالفَتْحِ الرَّطْبُ أَو اليَبِيسُ ويُضَمُّ

وأُبْلٌ بالضَّمِّ : وأَنْشَدَ أَبو بَكْر مُحَمَّدُ بنُ السَّرِيِّ السَّرّاج :

سَرَى مِثْلَ نَبضِ العِرقِ واللَّيلُ دُونَه ... وأَعْلامُ أُبْلٍ كُلُّها فالأَصالِقُ ويُروَى وأَعْلامُ أُبْلَى

والأبُلُ بضَمَّتَين : الخِلْفَةُ من الكَلإِ اليابِسِ يَنْبُت بعدَ عامٍ يَسمَنُ عليها المالُ

ويُقال : جاءَ فلانٌ في إِبالَتِه بالكَسرِ وأبُلَّتِه بضَمَّتَيْنِ مُشَدَّدَةً وعلىِ الأَخيرِ اقْتَصَرَ الصّاغانيُّ أي في أَصْحابه وقَبيلَتِه ونَصُّ نوادِرِ الأَعْرابِ : جاءَ فلانٌ في إبله وِإبالَتِه أي في قَبِيلَته يُقال : هُوَ من إِبِلَّةِ سَوْءٍ مُشَدَّدَةً بكَسرَتَيْنِ ويُروَى أَيْضًا بضَمَّتَين أي مع التّشْدِيدِ أي طَلِبَةٍ وكذا من إِبْلاتِه وإِبالَتِه بكَسرِهِماوفي المَثَلِ : ضِغْثٌ على إِبّالَةٍ يُروَى كإِجّانَةٍ نَقَلَه الأزْهِرِيُّ والجَوْهَريُّ ويُخَفَّفُ وهو الأكْثَرُ وتَقَدَّم قولُ أَسْماءَ بنِ خارجَةَ شاهِداً له أي بَلِيَّةٌ على أُخْرَى كانَتْ قَبلَها كما في العُباب أَو خِصْبٌ عَلَى خِصْب وكأَنه ضِدٌّ وِقال الجَوْهَرِيُّ : ولا تَقُلْ : إِيبالَة وَأجازَه الأَزْهَرِيّ وقد تَقَدَّم

وآبِلُ كصاحِبٍ : اسمُ أَرْبَعِ مَواضِعَ الأَوّل : بحِمْصَ من جِهَةِ القِبلَةِ بينَها وبينَ حِمْصَ نَحْو مِيلَين

والثّاني : بدِمَشْقَ في غُوطَتِها من ناحِيَةِ الوادي وهي آبِلُ السُّوقِ منها أَبُو طاهِرٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحسين بن عامِر بنِ أَحْمَدَ يُعْرَفُ بابنِ خُراشَةَ الأَنصارِيُّ الخَزْرَجِيُ المُقْرِئُ الابِلِيُّ إِمامُ جامِعِ دِمَشْقَ قَرَأَ القُرآنَ على أبي المُظَفَّرِ الفَتْحِ بنِ بَرهانَ الأَصْبَهانيِّ وأَقرانِه ورَوَى عن أبي بَكْر الحِنّائي وأبي بَكْر المَيَانَجِيِّ وعنه أَبُو سَعْدٍ السَّمّانُ وأَبو مُحَمَّدٍ الكَتّانيُ وكان ثِقَةً نَبِيلاً تُوفي سنة 438 وقال أَحْمَدُ بنُ مُنِيرٍ :

فالماطِرُونَ فدَارَيَّا فجارَتِها ... فآبِلٍ فمَغانِي دَيْرِ قانُونِ والثالِثُ : بِنابُلُسَ هكذا في سائِرِ النُّسَخ وهو غَلَطٌ صَوابُه ببانِياس بين دِمَشْقَ والساحِلِ كما هو نَصّ المُعْجَم

والرابع : قُربَ الأُرْدُنِّ وهو آبِلُ الزَّيْتِ من مَشارِف الشّامِ قال النَّجاشِيُّ :

وصَدَّتْ بَنُو وُدِّ صُدُودا عن القَنَا ... إِلى آبِلٍ في ذِلَّةٍ وهَوانِ وفي الحَدِيث : " أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلّى اللّه عليه وسَلّمَ جَهّزَ جَيشًا بعد حِجَّةِ الوَداعِ وقبلَ وفاتِه وأَمَّرَ عليهِمْ أْسامَةَ بنَ زَيْد وأَمَرَه أَنْ يُوطِئَ خَيلَه آبِلَ الزَّيْتِ " هو هذا الذي بالأرْدُنِّ

وأُبْلِيٌ بالضّمِّ ثم السكونِ وكسرِ اللامِ وتَشْدِيدِ الياءِ : جَبَلٌ مَعْروفٌ عندَ أَجَأَ وسَلْمَى جَبَلَي طَيّئ وهناكَ نَجْلٌ سَعَتُه فَراسِخُ والنَّجْلُ بالجيم : الماءُ النَّزُّ ويَستَنْقِعُ فيه ماءُ السَّماءِ أَيْضًا

وأُبْلَى كحُبلَى قالَ عَرّامٌ : تَمْضِي من المَدِينَةِ مُصْعِداً إِلى مَكَّةَ فتَمِيلُ إِلى واد يُقال لُه : عُرَيْفِطانُ مَعْنٍ لَيسَ بهِ ماءٌ ولا رِعْيٌ وحِذاءه جِبالٌ يُقالُ لها أبْلَى فيها مِياهٌ مِنْها بِئْرُ مَعُونَةَ وذو ساعِدَةَ وذُو جَماجِمَ والوَسْباءُ وهذه لبني سُلَيمٍ وهي قِنانٌ مُتَّصِلَةٌ بعضها إِلى بعضٍ قال فِيها الشّاعِرُ :

أَلا لَيتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَ بعدَنا ... أَرُوم فآرامٌ فشابَةُ فالحَضْرُ

وهَلْ تَرَكَتْ أُبْلَى سَوادَ جِبالِها ... وهل زالَ بَعْدِي عن قُنَينَتِه الحِجْر وعن الزّهْريِّ : بَعث رسولُ اللِّه صَلَّى اللّه عليهِ وسَلّمَ قِبَلَ أَرضِ بني سلَيمٍ وهو يَوْمَئذٍ ببِئْرِ مَعُونَةَ بجُرفِ أُبْلَى وأُبْلَى بينَ الأَرْحَضِيَّةِ وقُرّآنَ كذا ضَبَطَه أَبُو نُعَيمٍ

وبَعِيرٌ أَبِلٌ ككَتِفٍ : لَحِيمٌ عن ابنِ عَبّادٍ

قالَ : وناقَةٌ أَبِلَةٌ كفَرِحَة : مُبارَكَةٌ في الوَلَدِ وهذا قد تَقَدَّمَ بعَينِه فهو تَكْرارٌ

قال والإِبالَةُ ككِتابَةٍ : شيء تُصَدَّرُ به البِئْرُ وهو نَحْو الطّي وقَدْ أَبَلْتُها فهي مَأْبُولَةٌ كذا في المُحِيط

والإِبالَةُ : الحُزْمَةُ الكَبِيرَةُ من الحَطَبِ وبه فُسِّرَ المَثَلُ المَذْكُور ويضَم كالبُلَةِ كثُبَةٍ

قال ابنُ عَبّادٍ : وأَرْضٌ مَأْبَلَةٌ كمَقْعَدَةٍ : ذاتُ إِبِلٍ

وأَبَّلَ الرجل تَأْبِيلاً أي : اتَّخَذَ إِبِلاً واقْتَناهَا وهذا قد تَقَدَّمَ فهو تَكْرارٌ ومَرَ شاهِدُه من قول طُفَيلٍ الغَانَوِيِّ

ومما يستَدْركُ عليه : أَبَلَ الشَّجَرُ يَأْبُلُ أبُولاً : نَبَتَ في يَبيسِه خُضْرَةٌ تَخْتَلِطُ به فيَسمَنُ المالُ عليهِ عن ابنِ عَبّادِ

ويُجْمَعُ الإِبِلُ أَيْضًا على أَبِيلٍ كعَبِيدٍ كما في المِصْباحِ وإِذا جُمِعَ فالمُراد قَطِيعاتٌ وكذلك أَسْماءُ الجُمُوعِ كأَغْنامٍ وأَبْقارٍوقالَ ابنُ عَبّادٍ : الأَيْبُلُ : قَريَةٌ بالسِّنْدِ قال الصّاغاني : هذه القَريَةُ هي دَيْبل لا أَيْبُل

وأُبِلَت الإِبِلُ على ما لَم يُسَمَّ فاعِلُه : اقْتُنِيَتْ

والمُستَأْبِلُ : الرَّجُلُ الظَّلُومُ قالَ :

وقَيلانِ مِنْهُم خاذِلٌ ما يُجِيبني ... ومُستَأْبِلٌ مِنْهُم يُعَقُّ ويُظْلَمُ وأَبُلَ الرَجُلُ أَبالَةً فَهُو أَبِيلٌ كفَقُهَ فَقاهَةً : إِذا تَرَهَّبَ أَو تَنَسَّكَ

وأُبْلِيٌّ كدُعْمِي : وادٍ يَصُبُّ في الفُراتِ قال الأَخْطَلُ :

يَنْصَبّ في بَطْنِ أُبْلِي ويَبحَثُه ... في كُلِّ مُنْبَطِحٍ منه أَخادِيدُ يَصِفُ حِماراً أي : يَنْصَبّ في العَدْوِ ويَبحَثُه أي يَبحَثُ عَن الوادِي بحافِرِه

والأَبِيلُ كأَمِيرٍ : الشَّيخُ

والأَبَلَةُ مُحَرَّكَةً : الحِقْدُ عن ابنِ بَري

والعَيبُ عن أَبي مالِكٍ

والمَذَمَّةُ والتَّبِعَةُ والمَضَرَّةُ والشَّر

وأَيْضًا : الحِذْقُ بالقِيامِ على الإِبِلِ

والأُبلَّةُ كعُتُلَّةٍ : الأَخْضَرُ من حَمْلِ الأَراكِ عن ابنِ بَريّ قَالَ : ويُقال : أبِلَةٌ على فاعِلَةٍ

وأُبِلْنا بالضَّمِّ ؛ أي : مُطِرنَا وابِلاً

ورَجُلٌ أَبِلٌ بالإِبِلِ : حاذِق بالقِيامِ عَلَيها قال الرّاجِزُ :

" إِن لَها لَرَاعِيًا جَرِيَّا

" أَبْلاً بما يَنْفَعها قَوِيَّا

" لَم يَرعَ مَأْزُولاً ولا مَرعِيَّا ونُوقٌ أَوابِلُ : جَزَأَتْ عن الماءِ بالرُّطْب عن أبي عمرو وأَنشد :

أوابِلُ كالأَوْزانِ حوشٌ نُفُوسُها ... يُهَدِّرُ فِيها فَحْلُها ويَرِيسُ وإِبِلٌ أُبّال كرُمّان : جُعِلَت قَطِيعًا قَطِيعًا

وإِبِلٌ آبِلَةٌ بالمد : تَتْبَعُ الأُبْلَ وهي الخِلْفَةُ من الكَلإِ وقد أَبَلَتْ

ورِحلَة أُربِع : مَشْهُورَةٌ عن أَبي حَنِيفَةَ وأَنْشَدَ :

دَعَا لُبَّها غَمْرٌ كأَنْ قَدْ وَرَدْنَه ... برِحْلَةِ أُبْلِي وإِنْ كان نائِيَا وآبُلُ كآنك : بلَد بالمَغْرِبِ منه مُحَمَّدُ بنُ إِبْراهِيمَ الآبُلي شيخُ المَغْرِبِ في أُصُولِ الفِقْه أخَذَ عنه ابنُ عَرَفَةَ وابنُ خَلْدُون قيَّدَه الحافِظُ



ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: