المعجم: القاموس المحيط
المعجم: الرائد
المعجم: اللغة العربية المعاصر
المعجم: لسان العرب
القِسْطُ بالكَسْرِ : العَدْلُ قال الله تعَالَى : " قُلْ أَمَرَ رَبِّي بالقِسْطِ " وهو كقَوْلهِ تَعالى : " إِن الله يَأْمُرُ بالعَدْلِ والإِحْسَانِ " وهو من المَصَادِرِ المَوْصُوفِ بها كالعَدْلِ يُقالِ : مِيزانٌ قِسْطٌ ومِيزانانِ قِسْطٌ ومَوازِينُ قِسْطٌ يَسْتَوِي فيهِ الواحدُ والجَمِيعُ . وقولُه تَعَالى : " ونَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ " أَي ذواتِ القِسْطِ أَي العَدْلِ يَقْسِطُ بالكَسْرِ قِسْطاً وهو الأَكْثَرُ ويَقْسُطُ بالضَّمِّ لُغَةٌ والضَّمُّ قَلِيلٌ . وقرأَ يَحْيَى بنُ وَثَّابٍ وإِبراهيمُ النَّخْعِيُّ : " وإن خِفْتُم أَنْ لا تقْسُطوا " بضمِّ السِّينِ . وقولُه تعَالى : " ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ " أَي أَقْوَمُ وأَعْدَلُ كالإِقسَاطِ . يُقال : قَسَطَ في حُكْمِهِ وأَقْسَطَ أَي عَدَلَ فهو مُقْسِطٌ . وفي أَسْمَائِه تَعَالَى الحُسْنَى : المُقْسِطُ : هو العادِلُ . ويُقَال : الإِقْسَاطُ : العَدْلُ في القِسْمَة فقط أَقْسَطْتُ بينهم وأَقْسَطْتُ إِليهم ففي الحَدِيث : " إِذا حَكَمُوا عَدَلُوا وإِذا قَسَمُوا أَقْسَطُوا " أَي : عَدَلُوا . وقال الجَوْهَرِيُّ : القِسْطُ بالكَسْرِ : العَدْلُ تَقُولُ منه : أَقْسَطَ الرَّجُلُ فهو مُقْسِطٌ ومنه قَوْلُه تَعَالى : " إِنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطِينَ " . قال شيخُنَا - نَقْلاً عن أَئِمَّةِ العَرَبِيَّةِ الحُفَّاظِ - : ومن الثُّلاثِيِّ بَنَوْا نحو هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ الله لا من الرُّبَاعِيِّ كما تَوَهَّمَه بعضُهم وقالُوا : هو شاذٌّ لا يَأْتِي إِلاَّ على مَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ . وأَقْسَطَ الَّذِي مَثَّلَ به هو المَعْرُوفُ المَشْهُور ولذلِكَ حَسُنَ التَّشْبِيهُ بمَصْدَرِه في قَوْلِه كالإِقْسَاطِ انتهى . قلتُ : وهو حَسَنٌ ويُؤَيِّدُه صَرِيحُ عِبَارَةِ الجَوْهَرِيِّ . وبَقِيَ أَنَّهُم قالُوا : إِنَّ الهَمْزَةَ في الإِقْسَاطِ للسَّلِب كما يُقَال : شَكَا إِلَيْهِ فأَشْكاهُ . والقِسْطُ : الحِصَّةُ والنَّصِيبُ كما في الصّحاحِ يُقال : وَفّاهُ قِسْطَه أَي نَصِيبُه وحِصَّتَه . وكُلُّ مِقْدَارٍ فهو قِسْطٌ في الماءِ وغيرِه
والقِسْطُ : مِكْيَالٌ يَسَعُ نِصْفَ صاعٍ وفي الصّحاحِ والعُبَابِ : وهو نِصْفُ صاعٍ والفَرَقُ : سِتَّةُ أَقْسَاطٍ وقال المُبَرِّدُ : القِسْطُ : أَرْبَعُمَائَةٍ وأَحَدٌ وثَمَانُونَ دِرْهَماً وقد يُتَوَضَّأُ فِيه ومنهُ الحَدِيثُ : " إِنَّ النِّسَاءَ من أَسْفَهِ السُّفَهَاءِ إلاّ صاحِبَةَ القِسْطِ والسِّرَاجِ " القِسْطُ : هُنَا : الإِنَاءُ الَّذِي يُتَوضَّأُ فيه كأَنَّهُ أَرادَ إِلاّ الَّتِي تُخْدُمُ بَعْلَهَا وتَوَضِّئُهُ وتَزْدَهِرُ بمِيضَأَتِه وتَقُومُ على رَأْسِهِ بالسِّرَاجِ . وفي النِّهَايَةِ : تقومُ بأُمُورِهِ في وُضُوئِهِ وسِرَاجِه . والقِسْطُ : الحِصَّةُ من الشَّيْءِ يُقَال : أَخَذَ كُلٌّ من الشُّرَكَاءِ قِسْطَه أَي حِصَّتَه . والقِسْطُ : المِقْدَارُ في الماءِ أَو غَيْرِه . والقِسْطُ : القِسْمُ من الرِّزْق الَّذِي هو نَصِيبُ كُلِّ مَخْلُوقٍ وبه فُسِّرَ الحديثُ : " إِنَّ الله لاَ يَنَامُ ولا يَنْبَغِي له أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ القِسْطَ ويَرْفَعُه حِجَابُه النُّورُ لو كُشِفَ طَبَقُهُ أَحْرَقَ سُبَحَاتُ وَجْهِه كُلَّ شَيْءِ أَدْرَكَهُ بَصَرُه " وخَفْضُهُ : تَقْلِيلُه ورَفْعُه : تَكْثِيرُه وقِيلَ : القِسْطُ في الحَدِيثِ : المِيزَانُ أَرادَ أَنَّ الله تعالى يَخْفِضُ ويَرْفَعُ مِيزَانَ أَعْمَالِ العِبَادِ المُرْتَفِعةَ إِليه وأَرْزَاقهم النّازِلَة من عِنْده ما يَرْفَعُ الوَزّانُ يَدَه ويَخْفِضُها عند الوَزْنِ وهو تَمْثِيلٌ لما يُقدِّرُه اللهُ تَعالَى ويُنْزِلُه . والقِسْطُ : الكُوزُ عِنْدَ أَهْلِ الأَمْصارِ . قلتُ : ويُسْتَعْمَلُ الآنَ فيما يُكالُ به الزَّيْتُ . والقُسْطُ : بالضَّمّ : عُودٌ هِنْدِيٌّ يُتَبَخَّرُ به لغةٌ في الكُسْط وقال اللَّيْثُ : عُودٌ يُجاءُ بهِ منَ الهِنْدِ يُجْعَلُ في البَخُورِ والدَّوَاءِ وأَيْضاً عَرَبِيٌّ قِيل عَقّارٌ عَقَاقِيرِ البَحْرِ كما في الصّحاح وقالَ يَعْقُوبُ : القافُ بَدَلٌ وقال أَبُو عَمْرٍو : يَقَالُ لهذا البَخُورِ : قُسْطٌ وكُسْطٌ وكُشْطٌ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لبِشْرِ بنِ أَبي خازمٍ :وقَدْ أُوقِرْنَ من رَنْدٍ وقُسْطٍ ... ومِنْ مِسْكٍ أَحَمَّ ومِنْ سِلاَحِ وفي حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ : " لا تَمَسّ طِيباً إِلاّ نُبْذَةً من قُسْطٍ وأَظْفَارٍ " قال ابنُ الأَثِير : هو ضَرْبٌ من الطِّيبِ وقِيلَ : هو العُودُ وقال غَيْرُه : هو عَقّارٌ مَعْرُوفٌ طَيِّبُ الرِّيحِ تَتَبَخَّر به النُّفَسَاءُ والأَطْفَالُ . قال ابنُ الأَثِير : وهو أَشْبَه بالحَدِيثِ لأَنَّه أَضَافَه إِلى الأَظْفَارِ . وفي حَدِيثٍ آخَرَ : " إِنَّ خَيْرَ ما تَدَاوَيْتُم به الحِجَامَةُ والقُسْطُ البَحْرِيُّ " . وقال البَدْرُ مُظَفَّرُ ابن قاضِي بَعْلَبَكَّ في كِتَابِه سُرور النَّفْس : العُودُ : خَشبٌ يَأْتِي من قِمَارَ ومن الهِنْد ومن مَواضِعَ أَخَر وأَجْوَدُه القِمَارِيُّ الرَّزِينُ الأَسْوَدُ اللَّوْنِ الذَّكِيُّ الرَّائِحَةِ الذّائبُ إِذا أُلْقِيَ على النّارِ الرّاسِبُ في الماءِ ومِزَاجُه حارٌّ يابِسٌ في الثّانِيَةِ . انْتَهَى . وهو مُدِرٌّ نافِعٌ للكَبِدِ جَدّاً والمَغَص والدُّودِ وحُمَّى الرِّبْعِ شُرْباً وللزُّكامِ والنَّزَلاتِ والوَباءِ بُخُوراً وللبَهَقِ والكَلَفِ طِلاءٍ ويَحْبِسُ البَطْنَ ويَطْرُدُ الرِّيَاحَ ويُقَوِّي المَعِدَةَ والقَلْبَ ويُوجِبُ اللَّذَّة . ويَدْخُل في أَصْنَافٍ كَثِيرَةٍ من الطِّيبِ وهو أَحْسَنُ الطِّيبِ رائِحَةً عند التَّبَخُّر . والقَسَطُ بالتَّحْرِيكِ : يُبْسٌ في العُنُقِ يُقَال : عُنُقٌ قَسْطاءُ من أَعْنَاقٍ قِساطٍ قال رُؤْبَةُ :
حَتَىّ رَضُوا بالذُّلِّ والإيهاطِ ... وضَرْبِ أَعْناقِهم القِساطِ وفي الصّحاحِ : القَسَطُ : انْتِصَابٌ في رِجْلَيِ الدَّابَّةِ وذلِك عَيْبٌ لأَنَّهُ يُسْتَحَبُّ فِيهما الانْحِنَاءُ والتَّوْتِيرُ يُقَال : فَرَسٌ أَقْسَطُ بيِّنُ القَسَط . وجَعَلَ ابنُ سِيدَه الانْتِصَابِ المَذْكُورَ ضَعْفاً قال : وهُوَ من العُيُوبِ الَّتِي تَكُونُ خِلْقةً . وقال غيرُه : القَسَطُ في البَعِيرِ : أَنْ يَكُونَ يَابِسَ الرِّجْلَيْنِ خِلْقةً وهو الأَقْسَط والنّاقَةُ قَسْطَاءُ نقله أَبُو عُبَيْدٍ عن العَدَبَّسِ . وقِيل : الأَقْسَطُ من الإِبِلِ : الَّذِي في عَصَبِ قَوَائِمِه يُبْسٌ خِلْقةً وفي الخَيْلِ : قِصَرُ الفَخِذِ والوَظِيفِ انْتِصَابُ السّاقَيْنِ . وقال أَبُو عَمْرٍو : قَسِطَتْ عِظَامُه كسَمِعَ قُسُوطاً إِذا يَبِسَتْ من الهُزَالِ وأَنشد :
أَعْطَاهُ عُوْداً قاسِطاً عِظَامُه ... وهَوَ يَبْكِي أَسَفاً ويَنْتَحِبْ فهو أَقْسَطُ ورِجْلٌ قَسْطاءُ : مُعَوَّجَةٌ وفي التَّهْذِيبِ : الرِّجْلُ القَسْطَاءُ : في سَاقِهَا اعْوِجَاجٌ حَتَّى تَتَنَحَّى القَدَمانِ ويَنْضَمَّ السّاقَان قال : والقَسَطُ : خِلافُ الحَنَفِ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ والأَصْمَعِيُّ : في رِجْلِه قَسَطٌ وهو أَن تكُونَ الرِّجْلُ مَلْسَاءَ الأَسْفَلِ كأَنَّها مَالَجٌ . وقيل : القَسَطُ : يُبْسٌ يَكُونُ في الرِّجْلِ والرَّأْسِ والرُّكْبَةِ . يُقال : رُكْبَةٌ قَسْطاءُ إِذا يَبِسَتْ وغَلُظَتْ حتَّى لا تَكاد تَنْقبِضُ من يُبْسِها ج : قُسْطٌ بالضَّمِّ . وقاسِطُ بنُ هِنْب بنِ أَفْصَى بنِ دُعْمِيِّ بنِ جَدِيَلَةَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبِيعَةَ : أَبُو حَيٍّ من العَرَبِ . وقَسَطَ يَقْسِطُ من حَدِّ ضَرَبَ قَسْطاً بالفَتْحِ وقُسُوطاً بالضَّمِّ : جارَ وعَدَلَ عن الحَقِّ وهو عَطْفُ تَفْسِيرٍ لأَنَّ العَدْلَ عن الحَقِّ هو الجَوْرُ ونَقَلَه الجَوْهَرِيُّ هكذَا واقْتَصَرَ على ذِكْرِ المَصْدَرِ الأَخِيرِ ففي العَدْلِ لُغَتَانِ : قَسَطَ وأَقْسَطَ وفي الجَوْر لغةٌ واحِدَةٌ قَسَطَ بغيرِ أَلِف ومنه قَوْلُه تعالَى : " وأَمَّا القاسِطُونَ فكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبَاً " قال الفَرّاءُ : هم الجَائِرُون الكُفّارُ . وفي حَدِيثِ عَليٍّ رَضِي الله عنه : " أُمِرْتُ بقِتَال النّاكِثِينَ والقَاسِطِينَ والمارِقِينَ " النَّاكِثُون : أَهْلُ الجَمَلِ لأَنَّهم نَكَثُوا بَيْعَتَهم والقاسِطُون أَهْلُ صِفِّين لأَنَّهُم جارُوا في الحُكْمِ وبَغَوْا عليه والمارِقُون : الخَوَارِجُ لأَنَّهُمْ مَرَقُوا من الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ من الرَّمِيَّة وقال الرّاجزُ :" يَشْفِي من الضِّغْن قُسُوطُ القَاسِطِ ويُقَال : هو قاسِطٌ غيرُ مُقْسِطٍ أَي جائِرٌ غَيْرُ عَدْلٍ . وتَقُول : اللهُ يَقْبِضُ ويَبْسطُ ويُقْسِطُ ولا يَقْسُط ومنه قَوْلُ عَزَّةَ للحَجَّاجِ : يا قَاسِطُ يا عادِلُ نَظَرَت إِلى قَوْلِه تَعَالَى السّابِق وإِلى قَوْلِه تعالَى : " وهُمْ برَبِّهِم يَعْدِلُون وقال القُطَامِيُّ :
أَلَيْسُوا بالأُلى قَسَطُوا قَدِيماً ... على النُّعْمَانِ وابْتَدَرُوا السِّطاعَا وقَسَّطَ الشَّيْءَ : فَرَّقَهُ ظاهِرُه أَنَّه ثُلاثِيٌّ ونَصُّ ابنِ الأَعْرَابِيِّ في النّوادِرِ : قَسَّطَ الشَّيْءَ تَقْسِيطاً : فَرَّقَه وأَنْشَدَ :
لو كان خَزُّ وَاسِطٍ وسَقَطُهْ ... وعَالِجٌ نَصِيُّبه وسَبَطُهْ
والشّامُ طُرًّازَيْتُه وحِنْطُهْ ... يَأْوِي إِلَيْهَا أَصْبَحَتْ تُقَسِّطُهْ وإِسْمَاعِيلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنَ قُسْطَنْطِينَ المَعرُوفُ بالقُسْطِ : مُقْرِئٌ مَكِّيٌّ مَوْلَى بني مَيْسَرَةَ قرأَ على عَبْدِ اللهِ بن كَثِيرٍ المَكِّيِّ . والقُسْطَانُ والقُسْطَانِيُّ والقُسْطَانِيَّةُ بضَمِّهِنَّ الأُولَى عن أَبي عَمْرٍو والثّانِيَةُ عن أَبِي سَعِيدٍ قَوْسُ اللهِ ويُقَالُ أَيْضاً : قَوْسُ المُزْنِ وهي خُيُوطٌ تُحِيطُ بالقَمَرِ وهي من عَلامَةِ المَطَرِ وأَنْشَدَ أَبو سعيد للطِّرِمّاح :
وأُدِيرَتْ خُفَفُ دُونَها ... مِثْلُ قُسْطَانِيِّ دَجْنِ الغَمامِ والعامَّةُ تَقُول : قَوْسُ قُزَحَ قالَ أَبُو عَمْرٍو : وقد نُهِيَ أَنْ يُقَالَ ذلِكَ وقد غَفَلَ المُصَنِّفُ عن هذا فذَكَرهُ في مَوَاضِعَ من كِتَابِه في قَزَح وخَضَل وقَسْطَل فليُتَنَبَّهْ لذلِكَ
وقُسْطانةُ بالضَّم : ة بَيْنَ الرَّيِّ وسَاوَةَ وهي عَلَى طَرِيقِ سَاوَةَ بينَها وبين الرِّيِّ مَرْحَلَةٌ
وقُسْطَانَةُ : حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ وفي التَّكْمِلَة : قُسُطَانَةُ بضَمَّتيْنِ وبعدَ السِّينِ نونٌ ساكِنَة
وقُسْطُونُ بالضَّمِّ : حِصْنٌ كان من عَمَلِ حَلَبَ خَرِبَ
وقُسَنْطِينِيَّةُ بضِّم القافِ وفتحِ السِّينِ والطّاءُ مكسورَةٌ والياءُ مُشَدَّدَة وقد تُقْلَب النُّونُ مِيماً : حِصْنٌ عَظِيمٌ بحُدُودِ إِفْرِيقِيَّةَ وقد نُسِب إِليه جَمَاعَةٌ من المُحَدِّثينَوقُسْطَنْطِينَةُ أَو قُسْطَنْطِينِيَّةُ بزيادَةِ ياءٍ مُشَدَّدَةٍ وقد تُضَمُّ الطّاءُ الأُولى منهما وأَمّا القافُ فإِنَّها مضمومةٌ كما في شُرُوحِ الشِّفاءِ وإِنْ كانَ الإِطْلاقُ يُوهِمُ الفَتْح فهي خمسُ لُغاتٍ ويُرْوَى أَيضاً تَخْفِيفُ الياءِ كما في شُرُوحِ الشِّفاءِ فهي سِتُّ لُغاتٍ وقال ابنُ الجَوْزيِّ في تَقْوِيمٍ البُلْدانِ : لا يَجُوزُ تَخْفِيفُ أَنْطَاكِيّة وهي مُشَدَّدَةٌ أَبداً كما لا يَجُوزُ تَشْدِيدُ القُسْطَنْطِينِيَة وعدَّ ذلِكَ من أَغْلاط العَوامِّ فتأَمَّلْ : دارُ مَلِكِ الرُّومِ وهي الآنَ دارُ مَلِكِ المُسْلِمِينَ وفاتِحُها السُّلْطَانُ المُجَاهِدُ الغازِي أَبُو الفُتُوحَاتِ مُحَمَّدُ بنُ السُّلْطَانِ مُرَادِ ابنِ السَّلْطَانِ مُحَمَّدِ بنِ السُّلْطَانِ بايَزِيد ابنِ السُّلْطَانِ مُرَادٍ الأَوَّلِ بنِ أُورخانَ بنِ عُثمانَ تغَمَّدَهُ اللهُ تَعالَى برَحْمَتِه فهُو الَّذِي جَعَلَها كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِه بعد اقْتِلاعِه لها من يَدِ الإِفْرَنْجِ وكان اسْتِقْرَارُهُ في المَمْلَكَةِ بعد أَبِيهِ في سنة 855 . كان مَلِكاً عَظِيماً اقْتَفَى أَثَرَ أَبِيهِ في المُثَابَرَةِ على دَفْعِ الفِرِنْجِ حتى فاقَ مُلوكَ زمانِه مع وَصْفِه بمُزَاحَمَةِ العُلَمَاءِ ورَغْبَتِه في لِقَائِهِم وتَعْظِيمِ من يَرِدُ عليهِ مِنْهُم وله مآثِرُ كثيرةٌ مِنْ مَدَارِسَ وزَوايا وجَوامِعَ تُوُفّي أَوائلَ سنة 886 في تَوَجُّهِه مِنْهَا إِلى بُرْصَا ودُفِن بالبَرِّيَّةِ هُناكَ ثم حُوِّلَ إِلى اسْطَنْبُولَ في ضَرِيحٍ بالقُرْبِ من أَجَلِّ جَوَامِعِه بها واسْتَقَرَّ في المَمْلَكَةِ بَعْدَهُ وَلَدُه الأَكْبَرُ السُّلطانُ أَبو يزِيدَ المَعْرُوف بيلدرم ومَعْنَاه : البَرْق ويُكْنَى بهِ عن الصَّاعِقَةِ كما ذَكَرَه السَّخَاوِيُّ في الضَّوْءِ . قلتُ : وهو جَدُّ سُلطانِ زَمانِنا الإِمَامِ المُجَاهِدِ الغازِي سُلْطانِ البَرَّيْنِ والبَحْرَيْنِ خادِمِ الحَرَمَيْن الشَّرِيفَينِ . وفَتْحُها من أشْراطِ قِيامِ السّاعَةِ وهو ما رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ رضِيَ اللهُ عَنْه عن النَّبِي صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم أَنَّه قال : " لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتَّى تَنْزِلَ الرُّومُ بالأَعْمَاقِ أَو بِدَابِقٍ فيَخْرِجُ إِلَيْهِم جيشٌ من المَدِينَةِ من خِيَارِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فإِذا تَصافُّوا قالَتِ الرُّوم : خَلُّوا بَيْنَنَا وبينَ الَّذِين سَبَوْا مِنّا نُقَاتِلْهُم فيَقُولُ المُسْلِمُون : لا واللهِ لا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وبَيْنَ إِخْوَانِنا فيُقَاتِلُونَهم فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ هم أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عندَ اللهِ ويَفْتَحُ الثُّلُثُ لا يُفْتَنُون أَبداً فيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّة فَبَيْنَمَا هُم يَقْتَسِمُونَ الغَنَائِم قد عَلَّقُوا سُيُوفَهُم بالزَّيْتُونِ إِذ صاحَ فيهم الشَّيْطَانُ : إِنَّ المسِيح قَد خَلَفَكُمْ في أَهْلِيكُم فيَخْرُجُونَ وذلِك باطِلٌ فإِذا جاءُوا الشّامَ خرجَ فبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ للقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فيَنْزِلُ عِيَسى ابنُ مَرْيَم فَأَمَّهُم فإِذا رآه عَدُوُّ الله ذَابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في المَاءِ فلو تَرَكَه لانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ ولكِن يَقْتُلُه نَبِيُّ الله بيَدِه فيُرِيهِم دَمَه في حَرْبَتهوقد جاءَ ذِكْرُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ أَيْضاً في حَدِيثِ مُعاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وذلِكَ أَنَّه لَمّا بَلَغَه خبرُ صاحِبِ الرُّوم أَنَّه يُرِيدُ أَنْ يَغْزُوَ بلادَ الشّامِ أَيَّامَ فِتْنَةِ صِفِّين كَتَبَ إِلَيْهِ يَحْلِفُ بالله لئِنْ تَمَّمْتَ على ما بَلَغَنِي من عَزْمِك لأَصالِحَنَّ صاحِبي ولأَكُونَنَّ مُقدِّمَتَه إِليك فلأَجْعَلَنّ القُسْطَنْطِينِيَّةَ البَخْراءِ حُمَمَةً سَوْداءَ ولأَنْزِعَنَّكَ من المُلْكِ انْتِزاعَ الإِصْطَفْلِينَةِ ولأَرُدَّنَّك إِرِّيساً من الأَرارِسَة تَرْعَى الدَّوَابِلَ وتُسَمَّى بالرُّومِيَّة بُوزَنْطِيَا بالضَّمِّ وتُعْرَفُ الآن باسْطَنْبُول وإِسْلامُ بُول وفي معجَمِ ياقُوت : اصْطنْبُول بالصَّاد وارْتِفاع سُورِه أَحدٌ وعِشْرُونَ ذِراعاً وكَنِيسَتُها المَعْرُوفَةُ بأَيا صُوفيا مُسْتَطِيلَةٌ وبجانِبِها عُمُودٌ عالٍ في دَوْرِ أَرْبَعَةٍ أَبْواعٍ تَقْرِيباً . وفي رأْسِهِ فَرَسٌ من نُحَاسٍ وَعَلَيه فارس وفي إِحْدَى يَدَيْه كُرَةٌ من ذَهَبٍ وقد فَتَح أَصابعَ يَدِه الأُخْرَى مُشِيراً بِها ويُقال : هُوَ صورَةُ قُسْطَنْطِينَ بانِيها . قلتُ : وقد جُعِلت هذِه الكنِيسَةُ جامِعاً عَظِيماً وأُزِيلَ ما كان فيه من الصُّورِ حينَ فَتْحِها وفيه من الزُّخْرُف والنُّقُوشِ البَدِيعَةِ والفُرُش المَنِيعَة الآن ما يَكِلُّ عنه الوَصْفُ يُتْلَى فيه القُرآنُ آناءَ اللَّيْلِ وأَطْرَافَ النَّهارِ جَعَلَه الله عامِراً بأَهْلِ العِلْمِ ببقاءِ دَوْلَةِ المُلُوكِ الأَبْرَارِ والسّلاطِينِ الأَخْيار وأَقام بهم نُصْرَةَ دِينِ النَّبِيِّ المُخْتارِ صلَّى الله عليه وسَلَّم
وقال أَبو عَمْرٍو : القسْطانُ والكُسْطانُ : الغُبَارُ وأَنْشدَ :
أَثابَ راعِيها فثارَتْ بِهَرَجْ ... تُثِيرُ قُسْطان غُبَارٍ ذِي رَهَجْ والتَّقْسِيطُ : التَّقْتِيرُ يُقال : قَسَّطَ على عِيَالِه النَّفَقَةَ إِذا قَتَّرَها عَلَيْهِم قال الطِّرِمّاح :
كفّاهُ كَفٌّ لا يُرَى سَيْبُهَا ... مُقَسَّطاً رَهْبَةَ إِعْدَامِهَا والاقْتِسَاطُ : الاقْتِسَامْ
وقالَ اللَّيْثُ : يقال : تَقَسَّطُوا الشَّيْءَ بَيْنَهُم أَي اقْتَسَمُوه بالسَّوِيَّةِ وفي العُبَاب : على القِسْطِ والعَدْلِ . وفي اللِّسان : تَقَسَّمُوه على العَدْل والسَّواءِ
ورَجُلٌ قَسِيط كأَمِيرٍ وقُسُطُ الرِّجْلِ بضَمَّتَيْنِ أَي مُسْتَقِيمُها بلا أَطَرٍ
قال الصّاغَانِيُّ : والتَّرْكِيبُ يَدلُّ على مَعْنَيَيْن مُتَضَادَّيْنِ وقد شَذَّ عنه القُسْطُ للدَّواءِ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : التَّقْسِيطُ : التَّفْرِيقُ يُقَال : قَسَّطَ الخَرَاجَ عَلَيْهِم وقَسَّطَ المالَ بينَهُم
والقُسْطَةُ بالضَّمِّ في قَوْلِ الرّاجِزِ :
تُبْدِي نَقِيّاً زانَهَا خِمَارُهَا ... وقُسْطَةً ما شَانَها غُفَرُهَا يُقال : هي السَّاقُ قال الجَوْهَرِيُّ : نَقَلْتُه من كِتَابٍ
قلتُ : وهو قَوْلُ غَادِيَةَ الدُّبَيْرِيَّةِ ورَوَاه أَبُو مُحَمَّدٍ الأَعْرَابِيُّ : وقُصَّةً .
وقُسَيْطٌ كزُبَيْرٍ : اسمٌ وكذلِك قسطَةُ . والقُسّاطُ كرُمّانٍ : جمع قاسِط وهو الجائرُ وهكذَا رَوَى بعضهُم رَجَزَ رُؤْبَةَ :
" وضَرْبِ أَعْنَاقِهِم القُسّاطِ قولُ امْرئِ القَيْسِ :
إذْ هُنَّ أَقْسَاطٌ كرِجْلِ الدَّبَى ... أَو كقَطَا كاظِمَةَ النّاهِلِ أَي قِطَع . وأَقْسَطَتِ الرِّيحُ العِيدَانَ : أَيْبَسَتْها كما في الأَسَاسِ
قال شيخُنَا : بَقِيَ عليه أَنَّهُم صَرَّحُوا بأَنَّ قَسَطَ مِنَ الأَضْدادِ كما في أَفْعَالِ ابنِ القَطّاع والمِصْباحِ وغَيْرِ دِيوَان وأَهْمَلَ التَّنْبِيهَ على ذلِكَ غَفْلَةً وتَفْرِيقاً للمَعَانِي . قلتُ : أَما قَوْلَهُ من الأَضْدادِ فهو صَحِيحٌ وأَمّا ابْنُ القَطّاع فم رَأَيْتُه في أَفْعَالِه ولَعَلَّهُ ذَكَرَه في كِتَابِ آخر
والتَّقْسِيطُ : ما كُتِبَ فيهِ قِسْطُ الإِنْسَانِ من المالِ وغَيْرِه اسمٌ كالتَّمْتِينِ
وأَحْمَدُ بنُ الوَلِيدِ بنِ هِشَامٍ القِسْطِيّ بالكَسْرِ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّة . والقُسَيْطَةُ كجُهَيْنَة : قريةٌ بمِصْرَوقَسْطَنْطانَةُ بالفتح : بلدَةٌ بالأَنْدَلُسِ من أَعْمَالِ دانِيَةَ منها جَعْفَرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سيدبُونةَ المُقْرِئُ ذَكَرَه الذَّهَبِيُّ في طَبَقَات القُرّاءِ