وصف و معنى و تعريف كلمة إيابا:


إيابا: كلمة تتكون من خمس أحرف تبدأ بـ ألف همزة (إ) و تنتهي بـ ألف (ا) و تحتوي على ألف همزة (إ) و ياء (ي) و ألف (ا) و باء (ب) و ألف (ا) .




معنى و شرح إيابا في معاجم اللغة العربية:



إيابا

جذر [يبا]

  1. أُيَّاب : (اسم)
    • أُيَّاب : جمع آيِبُ
  2. أَوِبَ : (فعل)
    • أوِبَ ، يَأْوَبُ، مصدر أوَبٌ
    • أوِبَ الرَّجُلُ : غَضِبَ
    • أوب : رَجَع
    • أوب :رَجَّع الصوت
    • أوب :سار النهار كلَّه إلى الليل
    • أوب القومُ: تبارَوا في السير
  3. أَيّاب : (اسم)
    • الأَيَّاب : السَّقَّاء
  4. أُيّاب : (اسم)
    • أُيّاب : جمع آئِب


  5. أَوْب : (اسم)
    • أَوْب : مصدر آبَ
  6. أَوْب : (اسم)
    • أَوْب : جمع آئِب
  7. أَوَّبَ : (فعل)
    • أوَّبَ يئوِّب ، تأويبًا ، فهو مُئوِّب
    • أوَّبَ الرَّحّالَةُ : مَشَى النَّهارَ كُلَّهُ وَنَزَلَ اللَّيْلَ
    • أوَّبَ السَائِرونَ : تَسَابَقُوا في السَّيْرِ
    • أوَّبَ عَنْهُ : رَجَعَ
    • أوَّب العابدُ سبَّح ورجَّع التسبيح
  8. أَوب : (اسم)
    • الأَوْبُ : السُّرعة
    • الأَوْبُ :الرِّيح
    • الأَوْبُ: السَّحاب
    • الأَوْبُ :جماعة النَّحل
    • الأَوْبُ: القَصْد والاستقامة
    • الأَوْبُ :الطريقة والعادة
    • الأَوْبُ :الجهة والناحية
    • أوْبا النَّهر: شاطئاه،
    • مِنْ كلِّ أوْب وصَوْب: مِنْ كلّ مكان، مِنْ جميع الأقطار والجهات
  9. أَوب : (اسم)
    • أَوب : جمع أَبّ
  10. أوَب : (اسم)


    • أوَب : مصدر أَوِبَ
  11. وَئِبَ : (فعل)
    • وَئِبَ (يَوْأَبُ) وأَبًا
    • وَئِبَ فلانٌ: غضِبَ
  12. مَآبٍ: (اسم)
    • مَآبٍ : جمع مَأْباة
  13. مآب: (اسم)
    • الجمع : مَآوِبُ
    • مصدر ميميّ من آبَ/ آبَ إلى
    • اسم مكان من آبَ/ آبَ إلى: مَرْجع، مُنْقلب، ملجأ، ملاذ
    • هو لمآبه: تقال للمحتضر
    • مَآبُهُ إِلىَ الله : أَيْ تَوْبَتُهُ إِلَى اللهِ وَإِلَيْهِ مَرْجِعُهُ، مَكَانُ الرُّجُوعُ ص آية 25 وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (قرآن)
    • بَيْنَهُمَا ثَلاَثَةُ مَآوِبَ : ثَلاَثُ رِحَلٍ فِي النَّهَارِ
  14. اِئتَبَّ: (فعل)
    • اِئْتَبَّ له: أَبَّ
  15. مَأْبُوّ: (اسم)
    • مَأْبُوّ : اسم المفعول من أَبا
  16. ‏حسن مآب: (مصطلحات فقهية)


    • ‏حسن مرجع‏.
  17. أخَذَ تَذْكِرَةً ذَهَاباً وإياباً:
    • ذَهَاباً وَرُجوعاً.
  18. أخَذَ تَذْكِرَةَ سَفَرٍ ذَهَاباً وَإيَاباً:
    • تَذْكِرَةً لِلْمُضِيِّ وَالعَوْدَةِ.
  19. تذكرة ذهابًا وإيابًا:
    • للسفر والعودة.
  20. هَذَا الأمْرُ لاَيَأْبَهُ لَهُ أَوْ بِهِ:
    • لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ، لاَ يَحْتَفِلُ بِهِ يَمْلِكُ شَيْئًا يُؤْبَهُ لَهُ (سلامة موسى).
  21. مَأْباة : (اسم)
    • الجمع : مَآبٍ
    • المَأْباة من الطعام والشراب: ما يُؤْبَى تناوُلُه
    • المَأْباة :مَدْعاة الإِباء
  22. مَآبُهُ إِلىَ الله :


    • أَيْ تَوْبَتُهُ إِلَى اللهِ وَإِلَيْهِ مَرْجِعُهُ، مَكَانُ الرُّجُوعُ ص آية 25 وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ [قرآن].
  23. اسم مكان من آبَ:
    • مَرْجع، مُنْقلب، ملجأ، ملاذ.
  24. بَيْنَهُمَا ثَلاَثَةُ مَآوِبَ :
    • ثَلاَثُ رِحَلٍ فِي النَّهَارِ.
  25. هو لمآبه:
    • تقال للمحتضر.
,
  1. أيب
    • "ابن الأَثير في حديث عكرمة، رضي اللّه عنه، قال: كان طالوتُ أَيَّاباً‏.
      ‏قال الخطابي: جاءَ تفسيره في الحديث أَنه السَّقاءُ"

    المعجم: لسان العرب

  2. أَوْبُ

    • ـ أَوْبُ وإِيابُ وإِيَّابُ وأَوْبَةُ وأَيْبَةُ وإِيبَةُ وتَأْويبُ وتَأْييبُ وتَأَوُّبُ: الرُّجُوعُ.
      ـ أَوْبُ: السحابُ، والريحُ، والسُّرْعَةُ، وَرَجْعُ القَوائمِ في السَّيْرِ، والقَصْدُ، والعادَةُ، والاسْتِقَامَةُ، والنَّحْلُ، والطريقُ، والجهَةُ، وورُودُ الماءِ لَيْلاً، وجمْعُ آيبٍ، كالأُوَّاب والأُيَّابِ.
      ـ آبَهُ اللَّهُ: أَبْعَدَهُ.
      ـ آبَكَ، وآبَ لَك: مثْلُ وَيْلَلكَ.
      ـ آبَتِ الشَّمسُ إِيَاباً وأُوباً: غابَتْ.
      ـ تَأَوَّبَه وتأَيَّبَه: أتاه لَيْلاً، والمصْدَرُ: المُتَأَوَّبُ والمُتَأَيَّبُ.
      ـ ائْتَبَبْتُ الماءَ: ورَدْتُه لَيْلاً.
      ـ أَوِبَ: غَضِبَ، وأَوْأَبْتُهُ.
      ـ تَأْويبُ: السَّيْرُ جميعَ النهارِ، أو تَباري الرَّكَابِ في السَّيرِ، كالمُآوَبَة.
      ـ ريحٌ مُؤوِّبَةٌ: تَهُبُّ النهار كُلَّه.
      ـ آيبَةُ: شَرْبَةُ القائلة.
      ـ آبَةُ: بلد قُرْب ساوَةَ، و بلد بإِفريقيَّةَ.
      ـ مآبُ: بلد بالبلْقَاءِ.
      ـ مُأَوَّبُ: المُدَوَّرُ، والمُقَوَّرُ المُلَمْلَمُ، ومنه: " أنا حُجَيْرُها المُؤَوَّبُ وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ".
      ـ آبُ: شَهْرٌ، مُعَرَّبٌ.
      ـ مآبُ: المَرْجِعُ والمُنْقَلَبُ.
      ـ بينَهُما ثَلاثُ مآوِبَ: ثلاثُ رَحَلاتٍ بالنهارِ.
      ـ أَوْبَاتُ: القوائمُ، واحدَتُها أَوْبَةٌ.
      ـ مُخَيِّسٌ الأَوَّابيُّ: تابعيُّ، نسْبَةٌ إلى بني أَوَّاب: قَبِيلَةٍ

    المعجم: القاموس المحيط

  3. مآب
    • مآب - ج، مآوب
      1- مآب : مرجع ومنقلب. 2- مآب : «بينهما ثلاثة مآوب» : أي ثلاث رحلات في النهار.

    المعجم: الرائد

  4. مآب
    • مآب :-
      1 - مصدر ميميّ من آبَ/ آبَ إلى.
      2 - اسم مكان من آبَ/ آبَ إلى: مَرْجع، مُنْقلب، ملجأ، ملاذ :- {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} :-
      • هو لمآبه: تقال للمحتضر.

    المعجم: اللغة العربية المعاصرة

  5. اِئْتَبَّ
    • اِئْتَبَّ له: أَبَّ.


    المعجم: المعجم الوسيط

  6. مَآبٌ
    • جمع: مَآوِبُ. [أ و ب]. (مصدر آب).
      1. :-مَآبُهُ إِلىَ الله :- : أَيْ تَوْبَتُهُ إِلَى اللهِ وَإِلَيْهِ مَرْجِعُهُ، مَكَانُ الرُّجُوعُ.ص آية 25 وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (قرآن).
      2. :-بَيْنَهُمَا ثَلاَثَةُ مَآوِبَ :- : ثَلاَثُ رِحَلٍ فِي النَّهَارِ.

    المعجم: الغني

  7. ‏حسن مآب
    • ‏حسن مرجع‏

    المعجم: مصطلحات فقهية

  8. مآب
    • ‏مرجع وملاذ‏

    المعجم: مصطلحات فقهية

  9. إليه مآب
    • إلى الله وحده مرجعي للجزاء
      سورة :الرعد، آية رقم :36

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  10. حُسن مآب
    • حسن مرجع و منقلب
      سورة :الرعد، آية رقم :29

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  11. حسن مآب
    • حسن مرجع في الآخرة (الجنّة)
      سورة :ص، آية رقم :25

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  12. حسن مآب
    • حُسْن مَرْجع في الآخرة
      سورة :ص، آية رقم :40

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  13. لشرّ مآب
    • لأسْوَأ مُنقلبٍ و مَصير
      سورة :ص، آية رقم :55

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  14. للطاغين مآبًـا
    • مَرْجـِعًـا و مأوى لهم
      سورة :النبأ، آية رقم :22

    المعجم: كلمات القران

  15. مآبـا
    • مَرْجـِـعًـا بالإيمان و الطاعة
      سورة :النبأ، آية رقم :39

    المعجم: كلمات القران

  16. أوب
    • "الأَوْبُ: الرُّجُوعُ ‏.
      ‏آبَ إِلى الشيءِ: رَجَعَ، يَؤُوبُ أَوْباً وإِياباً وأَوْبَةٌ وأَيْبَةً، على الـمُعاقبة، وإِيبَةً، بالكسر، عن اللحياني: رجع ‏.
      ‏وأوَّبَ وتَأَوَّبَ وأَيَّبَ كُلُّه: رَجَعَ وآبَ الغائبُ يَؤُوبُ مآباً إِذا رَجَع، ويقال: لِيَهْنِئْكَ أَوْبةُ الغائِبِ أَي إِيابُه ‏.
      ‏وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم: أَنه كان إِذا أَقْبَلَ من سَفَر، قال: آيِبُونَ تائِبُون، لربنا حامِدُونَ، وهو جمع سلامة لآيب ‏.
      ‏وفي التنزيل العزيز: وإِنّ له عندنا لَزُلْفَى وحُسْنَ مآب أَي حُسْنَ الـمَرجِعِ الذي يَصِيرُ إِليه في الآخرة‏.
      ‏قال شمر: كُلُّ شيء رجَعَ إِلى مَكانِه فقد آبَ يَؤُوبُ إِياباً إِذا رَجَع ‏.
      ‏أَبو عُبَيْدةَ: هو سريع الأَوْبَةِ أي الرُّجُوعِ‏.
      ‏وقوم يحوّلون الواو ياء فيقولون: سَريعُ الأَيْبةِ ‏.
      ‏وفي دُعاءِ السَّفَرِ: تَوْباً لِربِّنا أَوْباً أَي تَوْباً راجعاً مُكَرَّراً، يُقال منه: آبَ يَؤُوبُ أَوباً، فهو آيِبٌ‏.
      ‏ (* قوله «فهو آيب» كل اسم فاعل من آب وقع في المحكم منقوطاً باثنتين من تحت ووقع في بعض نسخ النهاية آئبون لربنا بالهمز وهو القياس وكذا في خط الصاغاني نفسه في قولهم والآئبة شربة القائلة بالهمز أيضاً.)‏.
      ‏وفي التنزيل العزيز: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُم وإِيَّابَهُمْ أَي رُجُوعَهم، وهو فِيعالٌ من أَيَّبَ فَيْعَلَ‏.
      ‏وقال الفرَّاءُ: هو بتخفيف الياء، والتشديدُ فيه خَطَأٌ‏.
      ‏وقال الزجاج: قُرئَ إِيَّابهم، بالتشديد، وهو مصدر أَيَّبَ إِيَّاباً، على معنى فَيْعَلَ فِيعالاً، من آبَ يَؤُوبُ، والأَصل إِيواباً، فأُدغمت الياء في الواو، وانقلبت الواو إِلى الياء، لأَنها سُبِقت بسكون‏.
      ‏قال الأَزهريّ: لا أَدري من قرأَ إِيَّابهم، بالتشديد، والقُرّاءُ على إِيابهم مخففاً ‏.
      ‏وقوله عز وجل: يا جبالُ أَوِّبي مَعَه، ويُقْرَأُ أُوبِي معه، فمن قرأَ أَوِّبي معه، فمعناه يا جِبالُ سَبِّحي معه وَرَجِّعي التَّسْبيحَ، لأَنه، قال سَخَّرْنا الجِبالَ معه يُسَبِّحْنَ؛ ومن قرأً أُوبِي معه، فمعناه عُودي معه في التَسْبيح كلما عادَ فيه ‏.
      والـمَآبُ: الـمَرْجِعُ ‏.
      ‏وَأْتابَ: مثل آبَ، فَعَلَ وافْتَعَل بمعنى‏.
      ‏قال الشاعر: ومَن يَتَّقْ، فإِنّ اللّهَ مَعْهُ، * ورِزْقُ اللّهِ مُؤْتابٌ وغادي وقولُ ساعِدةَ بن عَجْلانَ: أَلا يا لَهْفَ !أَفْلَتَنِي حُصَيْبٌ، * فَقَلْبِي، مِنْ تَذَكُّرِهِ، بَليدُ فَلَوْ أَنِّي عَرَفْتُكَ حينَ أَرْمِي، * لآبَكَ مُرْهَفٌ منها حَديدُ يجوز أَن يكون آبَكَ مُتَعَدِّياً بنَفْسه أَي جاءَك مُرْهَفٌ، نَصْلٌ مُحَدَّد، ويجوز أَن يكون أَراد آبَ إِليكَ، فحذف وأَوْصَلَ ‏.
      ‏ورجل آيِبٌ من قَوْم أُوَّابٍ وأُيَّابٍ وأَوْبٍ، الأَخيرة اسم للجمع، وقيل: جمع آيِبٍ‏.
      ‏وأَوَّبَه إِليه، وآبَ به، وقيل لا يكون الإِيابُ إِلاّ الرُّجُوع إِلى أَهله ليْلاً‏.
      ‏التهذيب: يقال للرجل يَرْجِعُ بالليلِ إِلى أَهلهِ: قد تَأَوَّبَهم وأْتابَهُم، فهو مُؤْتابٌ ومُتَأَوِّبٌ، مثل ائْتَمَره‏.
      ‏ورجل آيِبٌ من قوم أَوْبٍ، وأَوَّابٌ: كثير الرُّجوع إِلى اللّه، عزوجل، من ذنبه ‏. والأَوْبَةُ: الرُّجوع، كالتَّوْ بةِ ‏.
      ‏والأَوَّابُ: التائِبُ‏.
      ‏قال أَبو بكر: في قولهم رجلٌ أَوَّابٌ سبعةُ أَقوال:، قال قوم: الأَوّابُ الراحِمُ؛ وقال قوم: الأَوّابُ التائِبُ؛ وقال سعيد بن جُبَيْر: الأَوّابُ الـمُسَّبِّحُ؛ وقال ابن المسيب: الأَوّابُ الذي يُذنِبُ ثم يَتُوب ثم يُذنِبُ ثم يتوبُ، وقال قَتادةُ: الأَوّابُ الـمُطيعُ؛ وقال عُبَيد بن عُمَيْر: الأَوّاب الذي يَذْكر ذَنْبَه في الخَلاءِ، فيَسْتَغْفِرُ اللّهَ منه، وقال أَهل اللغة: الأَوّابُ الرَّجَّاعُ الذي يَرْجِعُ إِلى التَّوْبةِ والطاعةِ، مِن آبَ يَؤُوبُ إِذا رَجَعَ‏.
      ‏قال اللّهُ تعالى: لكُلِّ أَوّابٍ حفيظٍ‏.
      ‏قال عبيد: وكلُّ ذي غَيْبةٍ يَؤُوبُ، * وغائِبُ الـمَوتِ لا يَؤُوبُ وقال: تَأَوَّبَهُ منها عَقابِيلُ أَي راجَعَه ‏.
      ‏وفي التنزيل العزيز: داودَ ذا الأَيْدِ إِنه أَوّابٌ‏.
      ‏قال عُبَيْد‎ ‎بن‎ عُمَيْر: الأَوّابُ الحَفِيظُ ‏.
      ‏ (* قوله «الأوّاب الحفيظ إلخ» كذا في النسخ ويظهر أن هنا نقصاً ولعل الأصل: الذي لا يقوم من مجلسه حتى يكثر الرجوع إِلى اللّه بالتوبة والاستغفار.) الذي لا يَقوم من مجلسه‏.
      ‏وفي الحديث: صلاةُ الأَوّابِينَ حِين ترْمَضُ الفِصالُ؛ هو جَمْعُ أَوّابٍ، وهو الكثيرُ الرُّجوع إِلى اللّه، عز وجل، بالتَّوْبَة؛ وقيل هو الـمُطِيعُ؛ وقيل هو الـمُسَبِّحُ يُريد صلاة الضُّحى عند ارتِفاعِ النهار وشِدَّة الحَرِّ ‏.
      ‏وآبَتِ الشمسُ تَؤُوبُ إِياباً وأُيوباً، الأَخيرة عن سيبويه: غابَتْ في مَآبِها أَي في مَغِيبها، كأَنها رَجَعت إِلى مَبْدَئِها‏.
      ‏قال تُبَّعٌ: فَرَأَى مَغِيبَ الشمسِ، عندَ مَآبِها، * في عَيْنِ ذِي خُلُبٍ وثَأْطٍ حَرْمَدِ ‏.
      ‏ (* قوله «حرمد» هو كجعفر وزبرج.) وقال عتيبة (* قوله «وقال عتيبة» الذي في معجم ياقوت وقالت امية بنت عتيبة ترثي أباها وذكرت البيت مع أبيات.) بن الحرِث اليربوعي: تَرَوَّحْنا، مِنَ اللَّعْباءِ، عَصْراً، * وأَعْجَلْنا الأَلاهة أَنْ تَؤُوبا أَراد: قيل أَن تَغِيبَ‏.
      ‏وقال: يُبادِرُ الجَوْنَةَ أَن تَؤُوبا وفي الحديث: شَغَلُونا عن صَلاَةِ الوُسْطى حتى آبَتِ الشمسُ مَلأَ اللّهُ قُلوبهم ناراً، أَي غَرَبَتْ، من الأَوْبِ الرُّجوعِ، لأَنها تَرجِعُ بالغروب إِلى الموضع الذي طَلَعَتْ منه، ولو اسْتُعْمِلَ ذلك في طُلوعِها لكان وجهاً لكنه لم يُسْتَعْمَلْ ‏.
      ‏وتَأَوَّبَه وتَأَيَّبَه على الـمُعاقَبةِ: أَتاه ليلاً، وهو الـمُتَأَوَّبُ والـمُتَأَيَّبُ ‏.
      ‏وفلان سَرِيع الأَوْبة‏.
      ‏وقوم يُحوِّلون الواو ياء، فيقولون: سريع الأَيْبةِ‏.
      ‏وأُبْتُ إِلى بني فلان، وتَأَوَّبْتُهم إِذا أَتيتَهم ليلاً ‏.
      ‏وتَأَوَّبْتُ إِذا جِئْتُ أَوّل الليل، فأَنا مُتَأَوِّبٌ ومُتَأَيِّبٌ‏.
      ‏وأُبْتُ الماءَ وتَأَوَّبْتُه وأْتَبْتُه: وردته ليلاً‏.
      ‏قال الهذليُّ: أَقَبَّ رَباعٍ، بنُزْهِ الفَلا * ةِ، لا يَرِدُ الماءَ إِلاّ ائْتِيابَا ومن رواه انْتِيابا، فقد صَحَّفَه ‏.
      والآيِبَةُ: أَنَ تَرِد الإِبلُ الماءَ كلَّ ليلة‏.
      ‏أَنشد ابن الأَعرابي،رحمه اللّه تعالى: لا تَرِدَنَّ الماءَ، إِلاّ آيِبَهْ، أَخْشَى عليكَ مَعْشَراً قَراضِبَهْ، سُودَ الوجُوهِ، يأْكُلونَ الآهِبَهْ والآهِبةُ: جمع إِهابٍ‏.
      ‏وقد تقدَّم ‏.
      ‏والتَّأْوِيبُ في السَّيْرِ نَهاراً نظير الإِسْآدِ في السير ليلاً ‏.
      ‏والتَّأْوِيبُ: أَن يَسِيرَ النهارَ أَجمع ويَنْزِلَ الليل‏.
      ‏وقيل: هو تَباري الرِّكابِ في السَّير‏.
      ‏وقال سلامةُ بن جَنْدَلٍ: يَوْمانِ: يومُ مُقاماتٍ وأَنْدِيَةٍ، * ويومُ سَيْرٍ إِلى الأَعْداءِ، تَأْوِيب التَّأْوِيبُ في كلام العرب: سَيرُ النهارِ كلِّه إِلى الليل‏.
      ‏يقال: أَوَّبَ القومُ تَأْوِيباً أَي سارُوا بالنهار، وأَسْأَدُوا إِذا سارُوا بالليل‏.
      ‏والأَوْبُ: السُّرْعةُ‏.
      ‏والأَوْبُ: سُرْعةُ تَقْلِيبِ اليَدَيْن والرجلين في السَّيْر‏.
      ‏قال: كأَنَّ أوْبَ مائحٍ ذِي أَوْبِ، * أَوْبُ يَدَيْها بِرَقاقٍ سَهْبِ وهذا الرجز أَورد الجوهريُّ البيتَ الثاني منه‏.
      ‏قال ابن بري: صوابه أَوْبُ، بضم الباء، لأَنه خبر كأَنّ‏.
      ‏والرَّقاقُ: أَرضٌ مُسْتَوِيةٌ ليِّنةُ التُّراب صُلْبةُ ما تحتَ التُّراب‏.
      ‏والسَّهْبُ: الواسِعُ؛ وصَفَه بما هو اسم الفَلاةِ، وهو السَّهْبُ ‏.
      ‏وتقول: ناقةٌ أَؤُوبٌ، على فَعُولٍ‏.
      ‏وتقول: ما أَحْسَنَ أَوْبَ دَواعِي هذه الناقةِ، وهو رَجْعُها قوائمَها في السير، والأَوْبُ: تَرْجِيعُ الأَيْدِي والقَوائِم‏.
      ‏قال كعبُ بن زهير: كأَنَّ أَوْبَ ذِراعَيْها، وقد عَرِقَتْ، * وقد تَلَفَّعَ، بالقُورِ، العَساقِيلُ أَوْبُ يَدَيْ ناقةٍ شَمْطاءَ، مُعْوِلةٍ، * ناحَتْ، وجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِيل؟

      ‏قال: والـمُآوَبةُ: تَباري الرِّكابِ في السير‏.
      ‏وأَنشد: وإِنْ تُآوِبْه تَجِدْه مِئْوَبا وجاؤُوا من كلّ أَوْبٍ أَي مِن كُلِّ مآبٍ ومُسْتَقَرٍّ ‏.
      ‏وفي حديث أنس، رضي اللّه عنه: فَآبَ إِلَيهِ ناسٌ أَي جاؤُوا إِليه من كل ناحيَةٍ‏.
      ‏وجاؤُوا مِنْ كُلّ أَوْبٍ أَي من كل طَرِيقٍ ووجْهٍ وناحيةٍ ‏.
      ‏وقال ذو الرمة يصف صائداً رمَى الوَحْشَ: طَوَى شَخْصَه، حتى إِذا ما تَوَدَّفَتْ، * على هِيلةٍ، مِنْ كُلِّ أَوْبٍ، نِفَالها على هِيلةٍ أَي على فَزَعٍ وهَوْلٍ لما مَرَّ بها من الصَّائِد مرَّةً بعدَ أُخرى‏.
      ‏مِنْ كُلِّ أَوْبٍ أَي من كل وَجْهٍ، لأَنه لا مكمن لها من كل وَجْهٍ عن يَمينها وعن شِمالها ومن خَلْفِها ‏.
      ‏ورَمَى أَوْباً أَو أَوْبَيْنِ أَي وَجْهاً أَو وَجْهَيْنِ‏.
      ‏ورَمَيْنا أَوْباً أَو أَوْبَيْنِ أَي رِشْقاً أَو رِشْقَيْن‏.
      ‏والأَوْبُ: القَصْدُ والاسْتِقامةُ‏.
      ‏وما زالَ ذلك أَوْبَه أَي عادَتَه وهِجِّيراهُ، عن اللحياني‏.
      ‏والأَوْبُ: النَّحْلُ، وهو اسم جَمْع كأَنَّ الواحِدَ آيِبٌ‏.
      ‏قال الهذليُّ: رَبَّاءُ شَمَّاء، لا يَأْوِي لِقُلَّتها * إِلاّ السَّحابُ، وإِلاّ الأَوْبُ والسَّبَلُ وقال أَبو حنيفة: سُمِّيت أَوْباً لإِيابِها إِلى الـمَباءة‏.
      ‏قال: وهي لا تزال في مَسارِحِها ذاهِبةً وراجِعةً، حتى إِذا جَنَحَ الليلُ آبَتْ كُلُّها، حتى لا يَتَخَلَّف منها شيء ‏.
      ومَآبةُ البِئْر: مثل مَباءَتِها، حيث يَجْتَمِع إِليه الماءُ فيها ‏.
      ‏وآبـَه اللّهُ: أَبـْعَدَه، دُعاءٌ عليه، وذلك إِذا أَمـَرْتَه بِخُطَّةٍ فَعَصاكَ، ثم وقَع فيما تَكْرَهُ، فأَتاكَ، فأَخبرك بذلك، فعند ذلك تقول له: آبـَكَ اللّهُ، وأَنشد: (* قوله «وأنشد» أي لرجل من بني عقيل يخاطب قلبه: فآبك هلاّ إلخ‏.
      ‏وأنشد في الأساس بيتا قبل هذا: أخبرتني يا قلب أنك ذوعرا * بليلي فذق ما كنت قبل تقول) فآبـَكَ، هَلاَّ، واللَّيالِي بِغِرَّةٍ، * تُلِمُّ، وفي الأَيَّامِ عَنْكَ غُفُولُ وقال الآخر: فآبـَكِ، ألاَّ كُنْتِ آلَيْتِ حَلْفةً، * عَلَيْهِ، وأَغْلَقْتِ الرِّتاجَ الـمُضَبِّبا ويقال لمن تَنْصَحُه ولا يَقْبَلُ، ثم يَقَعُ فيما حَذَّرْتَه منه: آبـَكَ، مثل وَيْلَكَ‏.
      ‏وأَنشد سيبويه: آبـَكَ، أَيـّهْ بِيَ، أَو مُصَدِّرِ * مِنْ خُمُر الجِلَّةِ، جَأْبٍ حَشْوَرِ وكذلك آبَ لَك ‏.
      ‏وأَوَّبَ الأَدِيمَ: قَوَّرَه، عن ثعلب ‏.
      ‏ابن الأَعرابي: يقال أَنا عُذَيْقُها الـمُرَجَّبُ وحُجَيْرُها الـمُأَوَّبُ‏.
      ‏قال: الـمُأَوَّبُ: الـمُدَوَّرُ الـمُقَوَّرُ الـمُلَمْلَمُ، وكلها أَمثال‏.
      ‏وفي ترجمة جلب ببيت للمتنخل: قَدْ حالَ، بَيْنَ دَرِيسَيْهِ، مُؤَوِّبةٌ، * مِسْعٌ، لها، بعِضاهِ الأَرضِ، تَهْزِيز؟

      ‏قال ابن بري: مُؤَوِّبةُ: رِيحٌ تأْتي عند الليل ‏.
      ‏وآبُ: مِن أَسماءِ الشهور عجمي مُعَرَّبٌ، عن ابن الأَعرابي ‏.
      ‏ومَآبُ: اسم موضِعٍ‏.
      ‏ (* قوله «اسم موضع» في التكملة مآب مدينة من نواحي البلقاء وفي القاموس بلد بالبلقاء.) من أَرض البَلْقاء‏.
      ‏قال عبدُاللّه بن رَواحةَ: فلا، وأَبي مَآبُ لَنَأْتِيَنْها، * وإِنْ كانَتْ بها عَرَبٌ ورُومُ"

    المعجم: لسان العرب

  17. آبَ
    • آبَ / آبَ إلى يَئوب ، أُبْ ، أوْبًا وأوْبَةً وإيابًا ، فهو آيب ، والمفعول مئوب إليه :-
      • آب الشَّخصُ رجع وعاد :-آب من الرِّحلة/ السَّفر/ عمله.
      • آب إلى الله:
      1 - تاب ورجع عن معصيته.
      2 - رجع إلى الله بعد موته :- {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} .

    المعجم: اللغة العربية المعاصرة

  18. أبب
    • "الأَبُّ: الكَلأُ، وعَبَّر بعضُهم‏.
      ‏ ( قوله بعضهم: هو ابن دريد كما في المحكم.) عنه بأَنه الـمَرْعَى‏.
      ‏وقال الزجاج: الأَبُّ جَمِيعُ الكَلإِ الذي تَعْتَلِفُه الماشِية‏.
      ‏وفي التنزيل العزيز: وفاكِهةً وأَبّاً‏.
      ‏قال أَبو حنيفة: سَمَّى اللّهُ تعالى المرعَى كُلَّه أَبّاً‏.
      ‏قال الفرَّاءُ: الأَبُّ ما يأْكُلُه الأَنعامُ‏.
      ‏وقال مجاهد: الفاكهةُ ما أَكَله الناس، والأَبُّ ما أَكَلَتِ الأَنْعامُ، فالأَبُّ من الـمَرْعى للدَّوابِّ كالفاكِهةِ للانسان‏.
      ‏وقال الشاعر: جِذْمُنا قَيْسٌ، ونَجْدٌ دارُنا، * ولَنا الأَبُّ بهِ والـمَكْرَعُ <ص: ؟

      ‏قال ثعلب: الأَبُّ كُلُّ ما أَخْرَجَتِ الأَرضُ من النَّباتِ‏.
      ‏وقال عطاء: كُلُّ شيءٍ يَنْبُتُ على وَجْهِ الأَرضِ فهو الأَبُّ‏.
      ‏وفي حديث أنس: أَنَّ عُمر بن الخَطاب، رضي اللّه عنهما، قرأً قوله، عز وجل، وفاكِهةً وأَبّاً، وقال: فما الأَبُّ، ثم، قال: ما كُلِّفْنا وما أُمِرْنا بهذا ‏.
      ‏والأَبُّ: الـمَرْعَى الـمُتَهَيِّئُ للرَّعْيِ والقَطْع‏.
      ‏ومنه حديث قُسّ بن ساعِدةَ: فَجعلَ يَرْتَعُ أَبّاً وأَصِيدُ ضَبّاً ‏.
      ‏وأَبَّ للسير يَئِبُّ ويَؤُبُّ أَبّاً وأَبِيباً وأَبابةً: تَهَيَّأً للذَّهابِ وتَجَهَّز‏.
      ‏قال الأَعشى: صَرَمْتُ، ولم أَصْرِمْكُمُ، وكصارِمٍ؛ * أَخٌ قد طَوى كَشْحاً، وأَبَّ لِيَذْهَبا أَي صَرَمْتُكُم في تَهَيُّئي لـمُفارَقَتِكم، ومن تَهَيَّأَ للـمُفارقةِ، فهو كمن صَرَمَ‏.
      ‏وكذلك ائْتَبَّ ‏.
      ‏قال أَبو عبيد: أبَبْتُ أَؤُبُّ أَبّاًإِذا عَزَمْتَ على الـمَسِير وتَهَيَّأْتَ‏.
      ‏وهو في أَبَابه وإِبابَتِه وأَبابَتِه أَي في جَهازِه ‏.
      ‏التهذيب: والوَبُّ: التَّهَيُّؤ للحَمْلةِ في الحَرْبِ، يقال: هَبَّ ووَبَّ إِذا تَهَيَّأَ للحَمْلةِ‏.
      ‏قال أَبو منصور: والأَصل فيه أَبَّ فقُلبت الهمزة واواً‏.
      ‏ابن الأَعرابي: أَبَّ إِذا حَرَّك، وأَبَّ إِذا هَزَم بِحَمْلةٍ لا مَكْذُوبةَ فيها ‏.
      ‏والأَبُّ: النِّزاعُ إِلى الوَطَنِ‏.
      ‏وأَبَّ إِلى وطَنِه يَؤُبُّ أَبَّاً وأَبابةً وإِبابةً: نَزَعَ، والـمَعْرُوفُ عند ابن دريد الكَسْرُ، وأَنشد لهِشامٍ أَخي ذي الرُّمة: وأَبَّ ذو الـمَحْضَرِ البادِي إِبَابَتَه، * وقَوَّضَتْ نِيَّةٌ أَطْنابَ تَخْيِيمِ وأَبَّ يدَه إِلى سَيْفهِ: رَدَّها إليْه ليَسْتَلَّه‏.
      ‏وأَبَّتْ أَبابةُ الشيءِ وإِبابَتُه: اسْتَقامَت طَريقَتُه‏.
      ‏وقالوا للظِّباءِ: إِن أَصابَتِ الماءَ، فلا عَباب، وإِنْ لم تُصِب الماءَ، فلا أَبابَ‏.
      ‏أَي لم تَأْتَبَّ له ولا تَتَهيَّأ لطلَبه، وهو مذكور في موضعه‏.
      ‏والأُبابُ: الماءُ والسَّرابُ، عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: قَوَّمْنَ ساجاً مُسْتَخَفَّ الحِمْلِ، * تَشُقُّ أَعْرافَ الأُبابِ الحَفْلِ أَخبر أَنها سُفُنُ البَرِّ‏.
      ‏وأُبابُ الماءِ: عُبابُه‏.
      ‏قال: أُبابُ بَحْرٍ ضاحكٍ هَزُوق؟

      ‏قال ابن جني: ليست الهمزة فيه بدلاً من عين عُباب، وإِن كنا قد سمعنا، وإِنما هو فُعالٌ من أَبَّ إِذا تَهَيَّأَ ‏.
      ‏واسْتَئِبَّ أَباً: اتَّخِذْه، نادر، عن ابن الأَعرابي، وإِنما قياسه اسْتَأْبِ.
      "

    المعجم: لسان العرب

  19. أبا
    • أبا يَأبُو ، اؤْبُ ، أُبُوَّةً ، فهو آبٍ ، والمفعول مَأْبُوّ (للمتعدِّي) :-
      • أبَا الرَّجلُ صار أبًا.
      • أبَوتُ فلانًا: كُنْتُ له أَبًا
      • أَبَوْتُه وأَمَمْتُه: كنت له أبًا وأمًّا.
      • أبَا اليتيمَ: ربَّاه.

    المعجم: اللغة العربية المعاصرة

  20. آب
    • آب - يؤوب ، أوبا ومآبا
      1-آب الماء : ذهب إليه ليلا.

    المعجم: الرائد

  21. أَيَّابُ
    • ـ أَيَّابُ: السَّقَّاءُ.
      ـ أَيْبَةُ: الأَوْبَةُ.

    المعجم: القاموس المحيط

  22. المَأْبُوت
    • المَأْبُوت : المَحْرور.

    المعجم: المعجم الوسيط

  23. أبي
    • "الإِباءُ، بالكسر: مصدر قولك أَبى فلان يأْبى، بالفتح فيهما مع خلوه من حُروف الحَلْق، وهو شاذ، أَي امتنع؛

      أَنشد ابن بري لبشر بن أَبي خازم: يَراه الناسُ أَخضَر مِنْ بَعيد،ٍ، وتَمْنعُه المَرارةُ والإِباءُ فهو آبٍ وأَبيٌّ وأَبَيانٌ، بالتحريك؛ قال أَبو المجشِّر، جاهليّ: وقَبْلك ما هابَ الرِّجالُ ظُلامَتِي، وفَقَّأْتُ عَيْنَ الأَشْوَسِ الأَبَيانِ أَبى الشيءَ يَأْباه إِباءً وإِباءَةً: كَرِهَه‏.
      ‏قال يعقوب: أَبى يَأْبى نادر، وقال سيبويه: شبَّهوا الأَلف بالهمزة في قَرَأَ يَقْرَأُ‏.
      ‏وقال مرَّة: أَبى يَأْبى ضارَعُوا به حَسِب يَحْسِبُ، فتحوا كما كسروا، قال: وقالوا يِئْبى، وهو شاذ من وجهين: أَحدهما أَنه فعَل يَفْعَل، وما كان على فَعَل لم يكسَر أَوله في المضارع، فكسروا هذا لأَن مضارعه مُشاكِل لمضارع فَعِل، فكما كُسِرَ أَوّل مضارع فَعِل في جميع اللغات إِلاَّ في لغة أَهل الحجاز كذلك كسروا يَفْعَل هنا، والوجه الثاني من الشذوذ أَنهم تجوّزوا الكسر في الياء من يِئْبَى، ولا يُكْسَر البتَّة إِلا في نحو ييجَل، واسْتَجازوا هذا الشذوذَ في ياء يِئْبى لأَن الشذوذ قد كثر في هذه الكلمة ‏.
      ‏قال ابن جني: وقد، قالوا أَبى يَأْبى؛

      أَنشد أَبو زيد: يا إِبِلي ما ذامُهُ فَتأْبِيَهْ، ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ جاء به على وجه القياس كأَتى يأْتي‏.
      ‏قال ابن بري: وقد كُسِر أَول المضارع فقيل تِيبى؛

      وأَنشد: ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ، هذا بأَفْواهِك حتى تِيبِيَه؟

      ‏قال الفراء: لم يجئْ عن العرب حَرْف على فَعَل يَفْعَل، مفتوح العين في الماضي والغابر، إِلاَّ وثانيه أَو ثالثه أَحد حروف الحَلْق غير أَبى يأْبى، فإِنه جاء نادراً، قال: وزاد أَبو عمرو رَكَنَ يَرْكَن، وخالفه الفراء فقال: إِنما يقال رَكَن يَرْكُن ورَكِن يَرْكَن‏.
      ‏وقال أَحمد بن يحيى: لم يسمع من العرب فَعَل يَفْعَل ممّا لبس عينه ولامُه من حُروف الحَلْق إِلا أَبى يَأْبى، وقَلاه يَقْلاه، وغَشى يَغْشى، وشَجا يَشْجى، وزاد المبرّد: جَبى يَجْبى، قال أَبو منصور: وهذه الأَحرف أَكثر العرب فيها، إِذا تَنَغَّم، على قَلا يَقْلي، وغَشِيَ يَغْشى، وشَجاه يَشْجُوه، وشَجيَ يَشْجى، وجَبا يَجْبي‏.
      ‏ورجل أَبيٌّ: ذو إِباءٍ شديد إِذا كان ممتنعاً‏.
      ‏ورجل أَبَيانٌ: ذو إِباءٍ شديد‏.
      ‏ويقال: تَأَبَّى عليه تَأَبِّياً إِذا امتنع عليه‏.
      ‏ورجل أَبَّاء إِذا أَبى أَن يُضامَ‏.
      ‏ويقال: أَخذه أُباءٌ إِذا كان يَأْبى الطعام فلا يَشْتهيه‏.
      ‏وفي الحديث كلُّكم في الجنة إِلا مَنْ أَبى وشَرَدَ أَي إِلاَّ من ترك طاعة الله التي يستوجب بها الجنة، لأَن من ترك التسبُّب إِلى شيء لا يوجد بغيره فقد أَباهُ‏.
      ‏والإِباءُ: أَشدُّ الامتناع‏.
      ‏وفي حديث أَبي هريرة: ينزل المهدي فيبقى في الأَرض أَربعين، فقيل: أَربعين سنة؟ فقال: أَبَيْتَ، فقيل: شهراً؟ فقال: أَبَيْتَ، فقيل: يوماً؟ فقال: أَبَيْتَ أَي أَبَيْتَ أَن تعرفه فإِنه غَيْب لم يَردِ الخَبرُ ببَيانه، وإِن روي أَبَيْتُ بالرفع فمعناه أَبَيْتُ أَن أَقول في الخبَر ما لم أَسمعه، وقد جاء عنه مثله في حديث العَدْوى والطِّيَرَةِ؛ وأَبى فلان الماءَ وآبَيْتُه الماءَ‏.
      ‏قال ابن سيده:، قال الفارسي أَبى زيد من شرب الماء وآبَيْتُه إِباءَةً؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّةٌ: قَدْ أُوبِيَتْ كلَّ ماءٍ فهْي صادِيةٌ، مَهْما تُصِبْ أُفُقاً من بارقٍ تَشِمِ والآبِيةُ: التي تَعافُ الماء، وهي أَيضاً التي لا تريد العَشاء‏.
      ‏وفي المَثَل: العاشِيةُ تُهَيِّجُ الآبية أَي إِذا رأَت الآبيةُ الإِبِلَ العَواشي تَبِعَتْها فَرعَتْ معها‏.
      ‏وماءٌ مأْباةٌ: تَأْباهُ الإِبلُ‏.
      ‏وأَخذهُ أُباءٌ من الطَّعام أَي كَراهِية له، جاؤوا به على فُعال لأَنه كالدَّاء، والأَدْواء ممَّا يغلِب عليها فُعال، قال الجوهري: يقال أَخذه أُباءٌ، على فُعال، إِذا جعل يأْبى الطعامَ‏.
      ‏ورجلٌ آبٍ من قومٍ آبينَ وأُباةٍ وأُبِيٍّ وأُبَّاء، ورجل أَبيٌّ من قوم أَبِيِّينَ؛ قال ذو الإِصْبَعِ العَدْوانيُّ: إِني أَبيٌّ، أَبيٌّ ذو مُحافَظةٍ، وابنُ أَبيٍّ، أَبيٍّ من أَبِيِّينِ شبَّه نون الجمع بنون الأَصل فَجَرَّها‏.
      ‏والأَبِيَّة من الإِبل: التي ضُرِبت فلم تَلْقَح كأَنها أَبَتِ اللَّقاح‏.
      ‏وأَبَيْتَ اللَّعْنَ: من تحيَّات المُلوك في الجاهلية، كانت العرب يُحَيِّي أَحدُهم المَلِك يقول أَبَيْتَ اللَّعْنَ‏.
      ‏وفي حديث ابن ذي يَزَن:، قال له عبدُ المطَّلب لما دَخل عليه أَبَيْتَ اللَّعْن؛ هذه من تَحايا الملوك في الجاهلية والدعاء لهم، معناه أَبَيْتَ أَن تأْتي من الأُمور ما تُلْعَنُ عليه وتُذَمُّ بسببه ‏.
      ‏وأَبِيتُ من الطعام واللَّبَنِ إِبىً: انْتَهيت عنه من غير شِبَع‏.
      ‏ورجل أَبَيانٌ: يأْبى الطعامَ، وقيل: هو الذي يأْبى الدَّنِيَّة، والجمع إِبْيان؛ عن كراع‏.
      ‏وقال بعضهم: آبى الماءُ (* قوله «آبى الماء إلى قوله خاطر بها» كذا في الأصل وشرح القاموس)‏.
      ‏أَي امتَنَع فلا تستطيع أَن تنزِل فيه إِلاَّ بتَغْرير، وإِن نَزل في الرَّكِيَّة ماتِحٌ فأَسِنَ فقد غَرَّر بنفسه أَي خاطَرَ بها ‏.
      ‏وأُوبيَ الفَصِيلُ يُوبى إِيباءً، وهو فَصِيلٌ مُوبىً إِذا سَنِقَ لامتلائه‏.
      ‏وأُوبيَ الفَصِيلُ عن لبن أُمه أَي اتَّخَم عنه لا يَرْضَعها ‏.
      ‏وأَبيَ الفَصِيل أَبىً وأُبيَ: سَنِقَ من اللَّبَن وأَخذه أُباءٌ‏.
      ‏أَبو عمرو: الأَبيُّ الفاس من الإِبل (* قوله «الأبي النفاس من الإبل» هكذا في الأصل بهذه الصورة)، والأَبيُّ المُمْتَنِعةُ من العَلَف لسَنَقها، والمُمْتَنِعة من الفَحل لقلَّة هَدَمِها ‏.
      ‏والأُباءُ: داءٌ يأْخذ العَنْزَ والضَّأْنَ في رؤوسها من أَن تشُمَّ أَبوال الماعِزَةِ الجَبَليَّة، وهي الأَرْوَى، أَو تَشْرَبَها أَو تَطأَها فَترِمَ رُؤوسها ويأْخُذَها من ذلك صُداع ولا يَكاد يَبْرأُ‏.
      ‏قال أَبو حنيفة: الأُباءُ عَرَض يَعْرِض للعُشْب من أَبوال الأَرْوَى، فإِِذا رَعَته المَعَز خاصَّة قَتَلَها، وكذلك إِن بالتْ في الماء فشرِبتْ منه المَعز هلَكت‏.
      ‏قال أَبو زيد: يقال أَبيَ التَّيْسُ وهو يَأْبَى أَبىً، مَنْقوص، وتَيْس آبَى بَيّن الأَبَى إِذا شَمَّ بَوْلَ الأَرْوَى فمرض منه‏.
      ‏وعنز أَبْواءُ في تُيوس أُبْوٍ وأَعْنُزٍ أُبْوٍ: وذلك أَن يَشُمَّ التَّيْس من المِعْزى الأَهليَّة بَوْلَ الأُرْوِيَّة في مَواطنها فيأْخذه من ذلك داء في رأْسه ونُفَّاخ فَيَرِم رَأْسه ويقتُله الدَّاء، فلا يكاد يُقْدَر على أَكل لحمه من مَرارته، وربَّما إِيبَتِ الضأْنُ من ذلك، غير أَنه قَلَّما يكون ذلك في الضأْن؛ وقال ابن أَحْمر لراعي غنم له أَصابها الأُباء:فقلتُ لِكَنَّازٍ: تَدَكَّلْ فإِنه أُبىً، لا أَظنُّ الضأْنَ منه نَواجِيا فَما لَكِ من أَرْوَى تَعادَيْتِ بِالعَمََى، ولاقَيْتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورامِيا لا أَظنُّ الضأْن منه نَواجِيا أَي من شدَّته، وذلك أَن الضَّأْن لا يضرُّها الأُباء أَن يَقْتُلَها‏.
      ‏تيس أَبٍ وآبَى وعَنْزٌ أَبِيةٌ وأَبْواء، وقد أَبِيَ أَبىً‏.
      ‏أَبو زياد الكلابي والأَحمر: قد أَخذ الغنم الأُبَى، مقصور، وهو أَن تشرَب أَبوال الأَرْوَى فيصيبها منه داء؛ قال أَبو منصور: قوله تشرَب أَبوال الأَرْوَى خطأ، إِنما هو تَشُمّ كما قلنا، قال: وكذلك سمعت العرب‏.
      ‏أَبو الهيثم: إِذا شَمَّت الماعِزة السُّهْلِيَّة بَوْلَ الماعِزة الجَبَلِيَّة، وهي الأُرْوِيَّة، أَخذها الصُّداع فلا تكاد تَبْرأُ، فيقال: قد أَبِيَتْ تَأْبَى أَبىً‏.
      ‏وفصيلٌ مُوبىً: وهو الذي يَسْنَق حتى لا يَرْضَع، والدَّقَى البَشَمُ من كثرة الرَّضْع (* قوله «تسن» كذا في الأصل، والذي في معجم ياقوت: تسل) ‏.
      ‏واحدته أَباءةٌ‏.
      ‏والأَباءةُ: القِطْعة من القَصب‏.
      ‏وقَلِيبٌ لا يُؤْبَى؛ عن ابن الأَعرابي، أَي لا يُنْزَح، ولا يقال يُوبى‏.
      ‏ابن السكيت: يقال فلانٌ بَحْر لا يُؤْبَى، وكذلك كَلأٌ لا يُؤْبَى أَي لا ينْقَطِع من كثرته؛ وقال اللحياني: ماءٌ مُؤْبٍ قليل، وحكي: عندنا ماء ما يُؤْبَى أَي ما يَقِلُّ‏.
      ‏وقال مرَّة: ماء مُؤْبٍ، ولم يفسِّره؛ قال ابن سيده: فلا أَدْرِي أَعَنَى به القليل أَم هو مُفْعَلٌ من قولك أَبَيْتُ الماء‏.
      ‏التهذيب: ابن الأَعرابي يقال للماء إِذا انقطع ماء مُؤْبىً، ويقال: عنده دَراهِمُ لا تُؤْبَى أَي لا تَنْقَطع‏.
      ‏أَبو عمرو: آبَى أَي نَقَص؛ رواه عن المفضَّل؛

      وأَنشد: ‏وما جُنِّبَتْ خَيْلِي، ولكِنْ وزَعْتُها، تُسَرّ بها يوماً فآبَى قَتالُه؟

      ‏قال: نَقَص، ورواه أَبو نصر عن الأَصمعي: فأَبَّى قَتالُها ‏.
      ‏والأَبُ: أَصله أَبَوٌ، بالتحريك، لأَن جمعه آباءٌ مثل قَفاً وأَقفاء، ورَحىً وأَرْحاء، فالذاهب منه واوٌ لأَنك تقول في التثنية أَبَوانِ، وبعض العرب يقول أَبانِ على النَّقْص، وفي الإِضافة أَبَيْكَ، وإِذا جمعت بالواو والنون قلت أَبُونَ، وكذلك أَخُونَ وحَمُون وهَنُونَ؛ قال الشاعر:فلما تَعَرَّفْنَ أَصْواتَنا، بَكَيْن وفَدَّيْنَنا بالأَبِين؟

      ‏قال: وعلى هذا قرأَ بعضهم: إلَه أَبيكَ إِبراهيمَ وإِسمعيلَ وإِسحَق؛ يريدُ جمع أَبٍ أَي أَبِينَكَ، فحذف النون للإِضافة؛ قال ابن بري: شاهد قولهم أَبانِ في تثنية أَبٍ قول تُكْتَمَ بنت الغَوْثِ: باعَدَني عن شَتْمِكُمْ أَبانِ، عن كُلِّ ما عَيْبٍ مُهَذَّبانِ وقال آخر: فلِمْ أَذْمُمْكَ فَا حَمِرٍ لأَني رَأَيتُ أَبَيْكَ لمْ يَزِنا زِبالا وقالت الشَّنْباءُ بنت زيد بن عُمارةَ: نِيطَ بِحِقْوَيْ ماجِدِ الأَبَيْنِ، من مَعْشَرٍ صِيغُوا من اللُّجَيْنِ وقال الفَرَزْدق: يا خَلِيلَيَّ اسْقِياني أَرْبَعاً بعد اثْنَتَيْنِ مِنْ شَرابٍ، كَدَم الجَو فِ يُحِرُّ الكُلْيَتَيْنِ واصْرِفا الكأْسَ عن الجا هِلِ، يَحْيى بنِ حُضَيْنِ لا يَذُوق اليَوْمَ كأْساً، أَو يُفَدَّى بالأَبَيْن؟

      ‏قال: وشاهد قولهم أَبُونَ في الجمع قول ناهِضٍ الكلابيّ: أَغَرّ يُفَرِّج الظَّلْماء عَنْهُ، يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالأَبِينَا ومثله قول الآخر: كَرِيم طابتِ الأَعْراقُ منه، يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالأَبِينَا وقال غَيْلانُ بن سَلَمَةَ الثَّقَفيّ: يَدَعْنَ نِساءكم في الدارِ نُوحاً يُنَدِّمْنَ البُعولَةَ والأَبِينا وقال آخر: أَبُونَ ثلاثةٌ هَلَكُوا جَمِيعاً، فلا تَسْأَمْ دُمُوعُكَ أَن تُراقا والأَبَوانِ: الأَبُ والأُمُّ‏.
      ‏ابن سيده: الأَبُ الوالد، والجمع أَبُونَ وآباءٌ وأُبُوٌّ وأُبُوَّةٌ؛ عن اللحياني؛

      وأَنشد للقَنانيِّ يمدح الكسائي: أَبى الذَّمُّ أَخْلاقَ الكِسائيِّ، وانْتَمى له الذِّرْوة العُلْيا الأُبُوُّ السَّوابِقُ والأَبا: لغة في الأَبِ، وُفِّرَتْ حُروفُه ولم تحذَف لامُه كما حذفت في الأَب‏.
      ‏يقال: هذا أَباً ورأَيت أَباً ومررت بأَباً، كما تقول: هذا قَفاً ورأَيت قَفاً ومررت بقَفاً، وروي عن محمد بن الحسن عن أَحمد ابن يحي؟

      ‏قال: يقال هذا أَبوك وهذا أَباك وهذا أَبُكَ؛ قال الشاعر: سِوَى أَبِكَ الأَدْنى، وأَنَّ محمَّداً عَلا كلَّ عالٍ، يا ابنَ عَمِّ محمَّدِ فَمَنْ، قال هذا أَبُوك أَو أَباكَ فتثنيتُه أَبَوان، ومَنْ، قال هذا أَبُكَ فتثنيته أَبانِ على اللفظ، وأَبَوان على الأَصل‏.
      ‏ويقال: هُما أَبواه لأَبيه وأُمِّه، وجائز في الشعر: هُما أَباهُ، وكذلك رأَيت أَبَيْهِ، واللغة العالية رأَيت أَبَوَيه‏.
      ‏قال: ويجوز أَن يجمع الأَبُ بالنُّونِ فيقال: هؤلاء أَبُونَكُمْ أَي آباؤكم، وهم الأَبُونَ‏.
      ‏قال أَبو منصور: والكلام الجيِّد في جمع الأَبِ هؤلاء الآباءُ، بالمد‏.
      ‏ومن العرب مَن يقول: أُبُوَّتُنا أَكرم الآباء، يجمعون الأَب على فُعولةٍ كما يقولون هؤلاء عُمُومَتُنا وخُؤولَتُنا؛ قال الشاعر فيمن جمع الأَبَ أَبِين: أَقْبَلَ يَهْوي مِنْ دُوَيْن الطِّرْبالْ، وهْوَ يُفَدَّى بالأَبِينَ والخالْ وفي حديث الأَعرابي الذي جاء يَسأَل عن شرائع الإِسْلام: فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: أَفْلَح وأَبيه إِن صدَق؛ قال ابن الأَثير: هذه كلمة جارية على أَلْسُن العرب تستعملها كثيراً في خِطابها وتُريد بها التأْكيد، وقد نهى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، أَن يحلِف الرجلُ بأَبيهِ فيحتمل أَن يكون هذا القولُ قبل النهي، ويحتمل أَن يكون جَرى منه على عادة الكلام الجاري على الأَلْسُن، ولا يقصد به القَسَم كاليمين المعفوِّ عنها من قَبيل اللَّغْوِ، أَو أَراد به توكيدَ الكلام لا اليمين، فإِن هذه اللفظة تَجري في كلام العرب على ضَرْبَيْن: التعظيم وهو المراد بالقَسَم المنهِيِّ عنه، والتوكيد كقول الشاعر: لَعَمْرُ أَبي الواشِينَ، لا عَمْرُ غيرهِمْ، لقد كَلَّفَتْني خُطَّةً لا أُريدُها فهذا تَوْكيد لا قَسَم لأَنه لا يَقْصِد أَن يَحْلِف بأَبي الواشين، وهو في كلامهم كثير؛ وقوله أَنشده أَبو علي عن أَبي الحسن: تَقُولُ ابْنَتي لمَّا رَأَتْني شاحباً: كأَنَّك فِينا يا أَباتَ غَرِيب؟

      ‏قال ابن جني: فهذا تأْنيثُ الآباء، وسَمَّى اللهُ عز وجل العَمَّ أَباً في قوله:، قالُوا نَعْبُد إِلَهك وإِلَه آبائِك إِبراهيمَ وإِسْمَعِيل وَإِسْحَق‏.
      ‏وأَبَوْتَ وأَبَيْت: صِرْت أَباً‏.
      ‏وأَبَوْتُه إِباوَةً: صِرْتُ له أَباً؛ قال بَخْدَج: اطْلُب أَبا نَخْلَة مَنْ يأْبُوكا، فقد سَأَلنا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكا إلى أَبٍ، فكلُّهم يَنْفِيكا التهذيب: ابن السكيت أَبَوْتُ الرجُل أَأْبُوه إِذا كنتَ له أَباً ‏.
      ‏ويقال: ما له أَبٌ يأْبُوه أَي يَغْذوه ويُرَبِّيه، والنِّسْبةُ إِليه أَبَويّ‏.
      ‏أَبو عبيد: تَأَبَّيْت أَباً أَي اتخذْتُ أَباً وتَأَمَّيْت أُمَّة وتَعَمَّمْت عَمّاً‏.
      ‏ابن الأَعرابي: فلان يأْبوك أَي يكون لك أَباً؛

      وأَنشد لشريك بن حَيَّان العَنْبَري يَهْجو أَبا نُخَيلة: يا أَيُّهَذا المدَّعي شريكا، بَيِّنْ لَنا وحَلِّ عن أَبِيكا إِذا انْتَفى أَو شَكّ حَزْنٌ فِيكا، وَقَدْ سَأَلْنا عنك مَنْ يَعْزُوكا إِلى أَبٍ، فكلُّهم يَنْفِيكا، فاطْلُب أَبا نَخْلة مَنْ يَأْبُوكا، وادَّعِ في فَصِيلَةٍ تُؤْوِيك؟

      ‏قال ابن بري: وعلى هذا ينبغي أَن يُحْمَل بيت الشريف الرضي: تُزْهى عَلى مَلِك النِّسا ءِ، فلَيْتَ شِعْري مَنْ أَباها؟ أَي مَن كان أَباها‏.
      ‏قال: ويجوز أَن يريد أَبَوَيْها فَبناه على لُغَة مَنْ يقول أَبانِ وأَبُونَ‏.
      ‏الليث: يقال فُلان يَأْبُو هذا اليَتِيمَ إِباوةً أَي يَغْذُوه كما يَغْذُو الوالدُ ولَده‏.
      ‏وبَيْني وبين فلان أُبُوَّة، والأُبُوَّة أَيضاً: الآباءُ مثل العُمومةِ والخُؤولةِ؛ وكان الأَصمعي يروي قِيلَ أَبي ذؤيب: لو كانَ مِدْحَةُ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً، أَحْيا أُبُوّتَكَ الشُّمَّ الأَماديحُ وغيره يَرْويه: أَحْيا أَباكُنَّ يا ليلى الأَماديح؟

      ‏قال ابن بري: ومثله قول لبيد: وأَنْبُشُ مِن تحتِ القُبُورِ أُبُوَّةً كِراماً، هُمُ شَدُّوا عَليَّ التَّمائم؟

      ‏قال وقال الكُمَيت: نُعَلِّمُهُمْ بها ما عَلَّمَتْنا أُبُوَّتُنا جَواري، أَوْ صُفُونا (* قوله «جواري أو صفونا» هكذا في الأصل هنا بالجيم، وفي مادة صفن بالحاء) ‏.
      ‏وتَأَبَّاه: اتَّخَذه أَباً، والاسم الأُبُوَّة؛

      وأَنشد ابن بري لشاعر: أَيُوعِدُني الحجَّاج، والحَزْنُ بينَنا، وقَبْلَك لم يَسْطِعْ لِيَ القَتْلَ مُصْعَبُ تَهَدَّدْ رُوَيْداً، لا أَرى لَكَ طاعَةً، ولا أَنت ممَّا ساء وَجْهَك مُعْتَبُ فإِنَّكُمُ والمُلْك، يا أَهْلَ أَيْلَةٍ، لَكالمُتأَبِّي، وهْو ليس له أَبُ وما كنتَ أَباً ولقد أَبَوْتَ أُبُوَّةً، وقيل: ما كنتَ أَباً ولقد أَبَيْتَ، وما كنتِ أُمّاً ولقد أَمِمْت أُمُومةً، وما كنتَ أَخاً ولقد أَخَيْتَ ولقد أَخَوْتَ، وما كنتِ أُمَّةً ولقد أَمَوْتِ‏.
      ‏ويقال: اسْتَئِبَّ أَبّاً واسْتأْبِبْ أَبّاً وتَأَبَّ أَبّاً واسْتَئِمَّ أُمّاً واسْتأْمِمْ أُمّاً وتأَمَّمْ أُمّاً‏.
      ‏قال أَبو منصور: وإِنما شدِّد الأَبُ والفعلُ منه، وهو في الأَصل غيرُ مشدَّد، لأَن الأَبَ أَصله أَبَوٌ، فزادوا بدل الواو باءً كما، قالوا قِنٌّ للعبد، وأَصله قِنْيٌ، ومن العرب من، قال لليَدِ يَدّ، فشدَّد الدال لأَن أَصله يَدْيٌ‏.
      ‏وفي حديث أُم عطية: كانت إِذا ذكَرَتْ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قالت بِأَباهُ؛ قال ابن الأَثير: أَصله بأَبي هو‏.
      ‏يقال: بَأْبَأْتُ الصَّبيَّ إِذا قلتَ له بأَبي أَنت وأُمِّي، فلما سكنت الياء قلبت أَلفاً كما قيل في يا وَيْلتي يا ويلتا، وفيها ثلاث لغات: بهمزة مفتوحة بين الباءين، وبقلب الهمزة ياء مفتوحة، وبإِبدال الياء الأَخيرة أَلفاً، وهي هذه والباء الأُولى في بأَبي أَنت وأُمِّي متعلقة بمحذوف، قيل: هو اسم فيكون ما بعده مرفوعاً تقديره أَنت مَفْدِيٌّ بأَبي وأُمِّي، وقيل: هو فعل وما بعده منصوب أَي فَدَيْتُك بأَبي وأُمِّي، وحذف هذا المقدَّر تخفيفاً لكثرة الاستعمال وعِلْم المُخاطب به ‏.
      ‏الجوهري: وقولهم يا أَبَةِ افعلْ، يجعلون علامةَ التأْنيث عِوَضاً من ياء الإِضافة، كقولهم في الأُمِّ يا أُمَّةِ، وتقِف عليها بالهاء إِلا في القرآن العزيز فإِنك تقف عليها بالتاء (* قوله «تقف عليها بالتاء» عبارة الخطيب: وأما الوقف فوقف ابن كثير وابن عامر بالهاء والباقون بالتاء) ‏.
      ‏اتِّباعاً للكتاب، وقد يقف بعضُ العرب على هاء التأْنيث بالتاء فيقولون: يا طَلْحَتْ، وإِنما لم تسْقُط التاء في الوصْل من الأَب، يعني في قوله يا أَبَةِ افْعَل، وسَقَطتْ من الأُمِّ إِذا قلتَ يا أُمَّ أَقْبِلي، لأَن الأَبَ لمَّا كان على حرفين كان كأَنه قد أُخِلَّ به، فصارت الهاءُ لازمةً وصارت الياءُ كأَنها بعدها‏.
      ‏قال ابن بري: أُمّ مُنادَى مُرَخَّم، حذفت منه التاء، قال: وليس في كلام العرب مضاف رُخِّم في النِّداء غير أُمّ، كما أَنه لم يُرَخَّم نكرة غير صاحِب في قولهم يا صاحِ، وقالوا في النداء يا أَبةِ، ولَزِموا الحَذْف والعِوَض، قال سيبويه: وسأَلت الخليلَ، رحمه الله، عن قولهم يا أَبةَ ويا أَبَةِ لا تفعَل ويا أَبَتاه ويا أُمَّتاه، فزعم أَن هذه الهاء مثلُ الهاء في عَمَّة وخالةٍ، قال: ويدلُّك على أَن الهاء بمنزلة الهاء في عَمَّة وخالةٍ أَنك تقول في الوَقْف يا أَبَهْ، كما تقول يا خالَهْ، وتقول يا أَبتاهْ كما تقول يا خالَتاهْ، قال: وإنما يلزمون هذه الهاء في النِّداء إِذا أَضَفْت إِلى نفسِك خاصَّة، كأَنهم جعلوها عوَضاً من حذف الياء، قال: وأَرادوا أَن لا يُخِلُّوا بالاسم حين اجتمع فيه حذف النِّداء، وأَنهم لا يَكادون يقولون يا أَباهُ، وصار هذا مُحْتَملاً عندهم لِمَا دخَل النِّداءَ من الحذف والتغييرِ، فأَرادوا أَن يُعَوِّضوا هذين الحرفين كما يقولون أَيْنُق، لمَّا حذفوا العين جعلوا الياء عِوَضاً، فلما أَلحقوا الهاء صيَّروها بمنزلة الهاء التي تلزَم الاسم في كل موضع، واختص النداء بذلك لكثرته في كلامهم كما اختصَّ بيا أَيُّها الرجل ‏.
      ‏وذهب أَبو عثمان المازني في قراءة من قرأَ يا أَبَةَ، بفتح التاء، إِلى أَنه أَراد يا أَبَتاهُ فحذف الأَلف؛ وقوله أَنشده يعقوب: تقولُ ابْنَتي لمَّا رأَتْ وَشْكَ رِحْلَتي: كأَنك فِينا، يا أَباتَ، غَريبُ أَراد: يا أَبَتاهُ، فقدَّم الأَلف وأَخَّر التاء، وهو تأْنيث الأَبا، ذكره ابن سيده والجوهري؛ وقال ابن بري: الصحيح أَنه ردَّ لامَ الكلمة إِليها لضرورة الشعر كما ردَّ الآخر لامَ دَمٍ في قوله: فإِذا هي بِعِظامٍ ودَمَا وكما ردَّ الآخر إِلى يَدٍ لامَها في نحو قوله: إِلاَّ ذِراعَ البَكْرِ أَو كفَّ اليَدَا وقوله أَنشده ثعلب: فقامَ أَبو ضَيْفٍ كَرِيمٌ، كأَنه، وقد جَدَّ من حُسْنِ الفُكاهة، مازِحُ فسره فقال: إِنما، قال أَبو ضَيْف لأَنه يَقْرِي الضِّيفان؛ وقال العُجَير السَّلُولي: تَرَكْنا أَبا الأَضْياف في ليلة الصَّبا بمَرْوٍ، ومَرْدَى كل خَصْمٍ يُجادِلُهْ وقد يقلبون الياء أَلِفاً؛ قالت دُرْنَى بنت سَيَّار بن ضَبْرة تَرْثي أَخَوَيْها، ويقال هو لعَمْرة الخُثَيْمِيَّة: هُما أَخَوا في الحَرْب مَنْ لا أَخا لَهُ، إِذا خافَ يوماً نَبْوَةً فدَعاهُما وقد زعموا أَنِّي جَزِعْت عليهما؛ وهل جَزَعٌ إِن قلتُ وابِأَبا هُما؟ تريد: وابأَبي هُما‏.
      ‏قال ابن بري: ويروى وَابِيَباهُما، على إِبدال الهمزة ياء لانكسار ما قبلها، وموضع الجار والمجرور رفع على خبرهما؛ قال ويدلُّك على ذلك قول الآخر: يا بأَبي أَنتَ ويا فوق البِيَب؟

      ‏قال أَبو عليّ: الياء في بِيَب مُبْدَلة من هَمزة بدلاً لازماً، قال: وحكى أَبو زيد بَيَّبْت الرجلَ إِذا قلت له بِأَبي، فهذا من البِيَبِ، قال: وأَنشده ابن السكيت يا بِيَبا؛ قال: وهو الصحيح ليوافق لفظُه لفظَ البِيَبِ لأَنه مشتق منه، قال: ورواه أَبو العلاء فيما حكاه عنه التِّبْرِيزي: ويا فوق البِئَبْ، بالهمز، قال: وهو مركَّب من قولهم بأَبي، فأَبقى الهمزة لذلك؛ قال ابن بري: فينبغي على قول من، قال البِيَب أَن يقول يا بِيَبا، بالياء غير مهموز، وهذا البيت أَنشده الجاحظ مع أَبيات في كتاب البيان والتَّبْيين لآدم مولى بَلْعَنْبَر يقوله لابنٍ له؛ وهي: يا بِأَبي أَنتَ، ويا فَوق البِيَبْ، يا بأَبي خُصْياك من خُصىً وزُبْ أَنت المُحَبُّ، وكذا فِعْل المُحِبْ، جَنَّبَكَ اللهُ مَعارِيضَ الوَصَبْ حتى تُفِيدَ وتُداوِي ذا الجَرَبْ، وذا الجُنونِ من سُعالٍ وكَلَبْ بالجَدْب حتى يَسْتَقِيمَ في الحَدَبْ، وتَحْمِلَ الشاعِرَ في اليوم العَصِبْ على نَهابيرَ كَثيراتِ التَّعَبْ، وإِن أَراد جَدِلاً صَعْبٌ أَرِبْ الأَرِبُ: العاقِلُ ‏.
      ‏خُصومةً تَنْقُبُ أَوساطَ الرُّكَبْ لأَنهم كانوا إِذا تخاصَموا جَثَوْا على الرُّكَبِ ‏.
      ‏أَطْلَعْتَه من رَتَبٍ إِلى رَتَبْ، حتى ترى الأَبصار أَمثال الشُّهُبْ يَرمي بها أَشْوَسُ مِلحاحٌ كِلِبْ، مُجَرّب الشّكّات مَيْمُونٌ مِذَبْ وقال الفراء في قوله: يا بأَبي أَنتَ ويا فوق البِيَب؟

      ‏قال: جعلوا الكلمتين كالواحدة لكثرتها في الكلام، وقال: يا أَبةِ ويا أَبةَ لغتان، فَمن نصَب أَراد النُّدْبة فحذف‏.
      ‏وحكى اللحياني عن الكسائي: ما يُدْرى له مَن أَبٌ وما أَبٌ أَي لا يُدْرى مَن أَبوه وما أَبوه ‏.
      ‏وقالوا: لابَ لك يريدون لا أَبَ لك، فحذفوا الهمزة البتَّة، ونظيره قولهم: وَيْلُمِّه، يريدون وَيْلَ أُمِّه‏.
      ‏وقالوا: لا أَبا لَك؛ قال أَبو علي: فيه تقديران مختلفان لمعنيين مختلفين، وذلك أَن ثبات الأَلف في أَبا من لا أَبا لَك دليل الإِضافة، فهذا وجه، ووجه آخر أَن ثبات اللام وعمَل لا في هذا الاسم يوجب التنكير والفَصْلَ، فثَبات الأَلف دليلُ الإِضافة والتعريف، ووجودُ اللامِ دليلُ الفَصْل والتنكير، وهذان كما تَراهما مُتَدافِعان، والفرْق بينهما أَن قولهم لا أَبا لَك كلام جَرى مَجْرى المثل، وذلك أَنك إِذا قلت هذا فإِنك لا تَنْفي في الحقيقة أَباهُ، وإِنما تُخْرِجُه مُخْرَج الدُّعاء عليه أَي أَنت عندي ممن يستحقُّ أَن يُدْعى عليه بفقد أَبيه؛

      وأَنشد توكيداً لما أَراد من هذا المعنى قوله: ويترك أُخرى فَرْدَةً لا أَخا لَها ولم يقل لا أُخْتَ لها، ولكن لمَّا جرى هذا الكلام على أَفواهِهم لا أَبا لَك ولا أَخا لَك قيل مع المؤنث على حد ما يكون عليه مع المذكر، فجرى هذا نحواً من قولهم لكل أَحد من ذكر وأُنثى أَو اثنين أَو جماعة: الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبن، على التأْنيث لأَنه كذا جرى أَوَّلَه، وإِذا كان الأَمر كذلك علم أَن قولهم لا أَبا لَك إِنما فيه تَفادي ظاهِره من اجتماع صُورَتي الفَصْلِ والوَصْلِ والتعريف والتنكير لفظاً لا معنى، ويؤكد عندك خروج هذا الكلام مخرج المثل كثرتُه في الشعر وأَنه يقال لمن له أَب ولمن لا أَبَ له، لأَنه إِذا كان لا أَبَ له لم يجُزْ أَن يُدْعى عليه بما هو فيه لا مَحالة، أَلا ترى أَنك لا تقول للفقير أَفْقَرَه الله؟ فكما لا تقول لمن لا أَبَ له أَفقدك الله أَباك كذلك تعلم أَن قولهم لمن لا أَبَ له لا أَبا لَك لا حقيقة لمعناه مُطابِقة للفظه، وإِنما هي خارجة مَخْرَج المثل على ما فسره أَبو علي؛ قال عنترة: فاقْنَيْ حَياءَك، لا أَبا لَك واعْلَمي أَني امْرُؤٌ سأَمُوتُ، إِنْ لم أُقْتَلِ وقال المتَلَمِّس: أَلْقِ الصَّحيفةَ، لا أَبا لَك، إِنه يُخْشى عليك من الحِباءِ النِّقْرِسُ ويدلُّك على أَن هذا ليس بحقيقة قول جرير: يا تَيْمُ تَيْمَ عَدِيٍّ، لا أَبا لَكُمُ لا يَلْقَيَنَّكُمُ في سَوْءَةٍ عُمَرُ فهذا أقوى دليلٍ على أَن هذا القول مَثَلٌ لا حقيقة له، أَلا ترى أَنه لا يجوز أَن يكون للتَّيْم كلِّها أَبٌ واحد، ولكنكم كلكم أَهل للدُّعاء عليه والإِغلاظ له؟ ويقال: لا أَبَ لك ولا أَبا لَك، وهو مَدْح، وربم؟

      ‏قالوا لا أَباكَ لأَن اللام كالمُقْحَمة؛ قال أَبو حيَّة النُّمَيْري: أَبِالمَوْتِ الذي لا بُدَّ أَني مُلاقٍ، لا أَباكِ تُخَوِّفِيني؟ دَعي ماذا علِمْتِ سَأَتَّقِيهِ، ولكنْ بالمغيَّب نَبِّئِيني أَراد: تُخَوِّفِينني، فحذف النون الأَخيرة؛ قال ابن بري: ومثله ما أَنشده أَبو العباس المبرّد في الكامل: وقد مات شَمَّاخٌ ومات مُزَرِّدٌ، وأَيُّ كَريمٍ، لا أَباكِ يُخَلَّدُ؟

      ‏قال ابن بري: وشاهد لا أَبا لك قول الأَجْدَع: فإِن أَثْقَفْ عُمَيراً لا أُقِلْهُ، وإِن أَثْقَفْ أَباه فلا أَبَا لَه؟

      ‏قال: وقال الأَبْرَشُ بَحْزَج (* قوله «بحزج» كذا في الأصل هنا وتقدم فيه قريباً:، قال بخدج اطلب أبا نخلة إلخ‏.
      ‏وفي القاموس: بخدج اسم، زاد في اللسان: شاعر)‏.
      ‏بن حسَّان يَهجُو أَبا نُخَيلة: إِنْ أَبا نَخْلَة عَبْدٌ ما لَهُ جُولٌ، إِذا ما التَمَسوا أَجْوالَهُ، يَدْعو إِلى أُمٍّ ولا أَبا لَهُ وقال الأَعْور بن بَراء: فمَن مُبْلِغٌ عنِّي كُرَيْزاً وناشِئاً، بِذاتِ الغَضى، أَن لا أَبا لَكُما بِيا؟ وقال زُفَر بن الحرث يَعْتذْر من هَزيمة انْهَزَمها: أَرِيني سِلاحي، لا أَبا لَكِ إِنَّني أَرى الحَرْب لا تَزْدادُ إِلا تَمادِيا أَيَذْهَبُ يومٌ واحدٌ، إِنْ أَسَأْتُه، بِصالِح أَيّامي، وحُسْن بَلائِيا ولم تُرَ مِنِّي زَلَّة، قبلَ هذه، فِراري وتَرْكي صاحِبَيَّ ورائيا وقد يَنْبُت المَرْعى على دِمَنِ الثَّرى، وتَبْقى حَزازاتُ النفوس كما هِيا وقال جرير لجدِّه الخَطَفَى: فَأَنْت أَبي ما لم تكن ليَ حاجةٌ، فإِن عَرَضَتْ فإِنَّني لا أَبا لِيا وكان الخَطَفَى شاعراً مُجيداً؛ ومن أَحسن ما قيل في الصَّمْت قوله: عَجِبْتُ لإزْراء العَيِيِّ بنفْسِه، وَصَمْتِ الذي قد كان بالقَوْلِ أَعْلَما وفي الصَّمْتِ سَتْرٌ لِلْعَييِّ، وإِنما صَحِيفةُ لُبِّ المَرْءِ أَن يَتَكَلَّما وقد تكرَّر في الحديث لا أَبا لَك، وهو أَكثر ما يُذْكَرُ في ا لمَدْح أَي لا كافيَ لك غير نفسِك، وقد يُذْكَر في مَعْرض الذمّ كما يقال لا أُمَّ لكَ؛ قال: وقد يذكر في مَعْرض التعجُّب ودَفْعاً للعَيْن كقولهم لله دَرُّك، وقد يذكر بمعنى جِدَّ في أَمْرِك وشَمِّر لأَنَّ مَن له أَبٌ اتَّكَلَ عليه في بعض شأْنِه، وقد تُحْذَف اللام فيقال لا أَباكَ بمعناه؛ وسمع سليمانُ ابنُ عبد الملك رجلاً من الأَعراب في سَنَة مُجْدِبة يقول: رَبّ العِبادِ، ما لَنا وما لَكْ؟ قد كُنْتَ تَسْقِينا فما بدَا لَكْ؟ أَنْزِلْ علينا الغَيْثَ، لا أَبا لَكْ فحمله سليمان أَحْسَن مَحْمَل وقال: أَشهد أَن لا أَبا له ولا صاحِبةَ ولا وَلَد‏.
      ‏وفي الحديث: لله أَبُوكَ، قال ابن الأَثير: إِذا أُضِيفَ الشيء إِلى عظيم شريفٍ اكْتَسى عِظَماً وشَرَفاً كما قيل بَيْتُ اللهِ وناقةُ اللهِ، فإِذا وُجدَ من الوَلَد ما يَحْسُن مَوْقِعُه ويُحْمَد قيل لله أَبُوكَ، في مَعْرض المَدْح والتَّعجب أَي أَبوك لله خالصاً حيث أَنْجَب بك وأَتى بمِثْلِك‏.
      ‏قال أَبو الهيثم: إِذا، قال الرجلُ للرجل لا أُمَّ له فمعناه ليس له أُمٌّ حرَّة، وهو شَتْم، وذلك أَنَّ بَني الإِماء ليسوا بمرْضِيِّين ولا لاحِقِينَ ببني الأَحرار والأَشراف، وقيل: معنى قولهم لا أُمَّ لَك يقول أَنت لَقِيطٌ لا تُعْرَف لك أُمّ، قال: ولا يقول الرجُل لصاحِبه لا أُمّ لك إِلاَّ في غضبه عليه وتقصيره به شاتِماً، وأَما إِذا، قال لا أَبا لَك فلم يَترك له من الشَّتِيمة شيئاً، وإِذا أَراد كرامةً، قال: لا أَبا لِشانِيكَ، ولا أَبَ لِشانِيكَ، وقال المبرّد: يقال لا أَبَ لكَ ولا أَبَكَ، بغير لام، وروي عن ابن شميل: أَنه سأَل الخليل عن قول العرب لا أَبا لك فقال: معناه لا كافيَ لك‏.
      ‏وقال غيره: معناه أَنك تجرني أَمرك حَمْدٌ (* قوله «وقال غيره معناه أنك تجرني أمرك حمد» هكذا في الأصل) ‏.
      ‏وقال الفراء: قولهم لا أَبا لَك كلمة تَفْصِلُ بِها العرب كلامَها ‏.
      ‏وأَبو المرأَة: زوجُها؛ عن ابن حبيب ‏.
      ‏ومن المُكَنِّى بالأَب قولهم: أَبو الحَرِث كُنْيَةُ الأَسَدِ،أَبو جَعْدَة كُنْية الذئب، أَبو حصين كُنْيةُ الثَّعْلَب، أَبو ضَوْطَرى الأَحْمَقُ، أَبو حاجِب النار لا يُنْتَفَع بها، أَبو جُخادِب الجَراد، وأَبو بَراقِش لطائر مُبَرْقَش، وأَبو قَلَمُونَ لثَوْب يَتَلَوَّن أَلْواناً، وأَبو قُبَيْسٍ جبَل بمكة، وأَبو دارِسٍ كُنْية الفَرْج من الدَّرْس وهو الحَيْض، وأَبو عَمْرَة كُنْية الجُوع؛ وقال: حَلَّ أَبو عَمْرَة وَسْطَ حُجْرَتي وأَبو مالِكٍ: كُنْية الهَرَم؛ قال: أَبا مالِك، إِنَّ الغَواني هَجَرْنني أَبا مالِكٍ، إِني أَظنُّك دائِبا وفي حديث رُقَيْقَة: هَنِيئاً لك أَبا البَطحاء إِنَّما سمَّوْه أَبا البطحاء لأَنهم شَرفُوا به وعَظُمُوا بدعائه وهدايته كما يقال للمِطْعام أَبو الأَضْياف‏.
      ‏وفي حديث وائل بن حُجْر: من محمد رسولِ الله إِلى المُهاجِر ابن أَبو أُمَيَّة؛ قال ابن الأَثير: حَقُّه أَن يقول ابنِ أَبي أُمَيَّة، ولكنه لاشْتهارِه بالكُنْية ولم يكن له اسم معروف غيره، لم يجرَّ كما قيل عليّ بن أَبو طالب‏.
      ‏وفي حديث عائشة:، قالت عن حفصة وكانت بنتَ أَبيها أَي أَنها شبيهة به في قُوَّة النفس وحِدَّة الخلُق والمُبادَرة إِلى الأَشياء‏.
      ‏والأَبْواء، بالمدّ: موضع، وقد ذكر في الحديث الأَبْواء، وهو بفتح الهمزة وسكون الباء والمدِّ، جَبَل بين مكة والمدينة، وعنده بلد ينسَب إِليه‏.
      ‏وكَفْرآبِيا: موضع‏.
      ‏وفي الحديث: ذِكْر أَبَّى، هي بفتح الهمزة وتشديد الباء: بئر من آبار بني قُرَيظة وأَموالهِم يقال لها بئر أَبَّى، نَزَلها سيدُنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما أَتى بني قُريظة.
      "

    المعجم: لسان العرب

  24. ويب
    • "وَيْبٌ: كلمةٌ مثلُ وَيْلٍ.
      وَيْباً لهذا الأَمْر أَي عَجَباً له.
      ووَيْبةً: كوَيْلَةٍ.
      تقول: وَيْبَكَ، ووَيْبَ زيدٍ! كما تقول: وَيْلَك! معناه: أَلْزَمَكَ اللّه وَيلاً! نُصِبَ نَصْبَ المصادر، فإِن جئت باللام رفعتَ، قلت: وَيْبٌ لزيد، ونَصَبتَ منوَّناً، فقلت: وَيْلاً لزيد،فالرفعُ مع اللام، على الابتداء، أَجودُ من النصب؛ والنصبُ مع الإِضافة أَجودُ من الرفع.
      قال الكسائي: من العرب مَن يقول: وَيْبَكَ، ووَيْبَ غيرِك! ومنهم من يقول: وَيْباً لزيد! كقولك: ويلاً لزيدٍ! وفي حديث إِسلام كعب بن زهير: أَلا أَبْلِغا عَنِّي بُجَيراً رِسالةً: * على أَيِّ شيءٍ، وَيبَ غَيرِكَ، دَلَّكا؟

      ‏قال ابن بري: وفي حاشية الكتاب بيت شاهد على وَيْبٍ، بمعنى وَيْلٍ؛ وهو: حَسِـبْتُ بُغامَ رَاحلَتي عَناقاً، * وما هِـيَ، وَيْبَ غَيرِكَ، بالعَناق؟

      ‏قال ابن بري: لم يذكر قائله، وهو لذي الخِرَق الطُّهَوِيِّ يُخاطِب ذِئباً تَبِعَه في طريقه؛ وبعده: فلو أَني رَمَيْتُكَ من قَريبٍ، * لَعاقَكَ، عن دُعاءِ الذِّئْبِ، عاقِ وقوله: حَسِـبْتُ بُغام راحلتي عَناقاً؛ أَراد بُغامَ عَناق، فحذف المضاف، وأَقام المضاف إِليه مقامه، وقوله عاقٍ: أَراد عائق.
      وحكى ابن الأَعرابي: وَيْبِ فلانٌ، بكسر الباء، ورفع فلان، إِلاَّ بني أَسَدٍ؛ لم يَزِدْ على ذلك، ولا فسره.
      وحكى ثعلب: وَيْبِ فلانٍ، ولم يَزِدْ.
      قال ابن جني: لم يستعملوا من الوَيْبِ فعلاً، لِـمَا كان يَعْقُبُ من اجْتماع إِعلال فائه كوَعَد، وعَيْنِه كباعَ.
      وسنذكر ذلك في الوَيْح، والوَيْسِ، والوَيْلِ.
      والوَيْبةُ: مِكْيالُ معروف.
      "

    المعجم: لسان العرب

  25. الأبُّ
    • ـ الأبُّ: الكَلأَ، أو المَرْعَى، أو ما أنْبَتَتِ الأرضُ، والخَضِرُ، وبلد باليَمَنِ،
      ـ الإِبُّ: قرية باليَمَنِ.
      ـ أبَّ للسَّيْرِ يَئِبُّ ويَؤُبُّ أَبَّاً وأَبِيباً وأَبَاباً وأَبَاباً وأَبَابَةً: تَهَيَّأَ، كَائْتَبَّ،
      ـ أبَّ إلى وطَنِهِ أَبّاً وإِبَابَةً وأَبَابَةً: اشْتاقَ،
      ـ أبَّ يَدَهُ إلى سَيْفِه: رَدَّها لِيَسُلَّهُ.
      ـ هو في أَبَابِه: في جِهَازِهِ.
      ـ أَبَّ أبَّهُ: قَصَدَ قَصْدَه.
      ـ أبَّتْ أبابته وإِبابته: اسْتَقامَتْ طَريقَتُهُ والأباب الماءُ والسَرابُ
      ـ أُبَابُ: مُعْظَمُ السَّيلِ
      ـ أَبَّ: هَزَمَ بِحَمْلَةٍ لا مَكْذُوبَةَ فيها،
      ـ أبَّ الشيءَ: حَرَّكَهُ.
      ـ أَبَّةُ: اسمٌ، وبِهِ سُمِيَتْ أَبَّةُ العُلْيَا والسُّفْلَى: قَرْيَتَانِ بِلَحْجٍ،
      ـ أُبَّةُ: بلد بإفْرِيقِيَّةَ.
      ـ أبَّبَ: صاحَ.
      ـ تَأَبَّبَ به: تَعَجب، وتَبَجَّحَ.
      ـ أَبَّى: نَهْرٌ بَيْنَ الكُوفةِ وقَصْرِ بَنِي مُقَاتِلٍ، يُنْسَبُ إلى أبَّى بنِ الصَّامِغانِ من مُلُوكِ النَّبَطِ، ونَهْرٌ بواسط العراقِ، وبِئْرٌ بالمَدِينةِ، أو هي أُبا بالنُّونِ مُخَفَّفَةً.

    المعجم: القاموس المحيط



معنى إيابا في قاموس معاجم اللغة

لسان العرب
ابن بري خاصة يَبةُ ( * قوله « يبة » ضبطت الياء بالفتح في الأصل والذي في معجم ياقوت بسكونها ورسمت التاء فيه مجرورة فمقتضاه أنه من الصحيح لا من المعتل ) اسم موضع واد باليمن قال كثير إِلى يَبةٍ إِلى بَرْكِ الغُماد( يدي ) اليَدُ الكَفُّ وقال أَبو إِسحق اليَدُ من أَطْراف الأَصابع إِلى الكف وهي أُنثى محذوفة اللام وزنها فَعْلٌ يَدْيٌ فحذفت الياء تخفيفاً فاعْتَقَبت حركة اللام على الدال والنسَبُ إِليه على مذهب سيبويه يَدَوِيٌّ والأَخفش يخالفه فيقول يَدِيٌّ كَنَدِيٍّ والجمع أَيْدٍ على ما يغلب في جمع فَعْلٍ في أَدْنى العَدَد الجوهريّ اليَدُ أَصلها يَدْيٌ على فَعْل ساكنة العين لأَن جمعها أَيْدٍ ويُدِيٌّ وهذا جمع فَعْلٍ مثل فَلْسٍ وأَفْلُسٍ وفُلُوسٍ ولا يجمع فَعَلٌ على أَفْعُل إِلا في حروف يسيرة معدودة مثل زَمَنٍ وأَزْمُنٍ وجَبَلٍ وأَجْبُلٍ وعصاً وأَعْصٍ وقد جمعت الأَيْدي في الشعر على أَيادٍ قال جندل بن المثنى الطُّهَوِيّ كأَنه بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ وهو جمع الجمع مثل أَكْرُعٍ وأَكارِعَ قال ابن بري ومثله قول الآخر فأَمَّا واحداً فكفاكَ مِثْلي فمَنْ لِيَدٍ تُطاوِحُها الأَيادِي ؟ ( * قوله « واحداً » هو بالنصب في الأصل هنا وفي مادة طوح من المحكم والذي وقع في اللسان في طوح واحد بالرفع ) وقال ابن سيده أَيادٍ جمع الجمع وأَنشد أَبو الخطاب ساءها ما تَأَمَّلَتْ في أَيادِي نا وإِشناقَها إِلى الأَعْناقِ ( * قوله « واشناقها » ضبط في الأصل بالنصب على أن الواو للمعية وقع في شنق مضبوطاً بالرفع ) وقال ابن جني أَكثر ما تستعمل الأَيادي في النِّعم لا في الأَعْضاء أَبو الهيثم اليَدُ اسم على حرفين وما كان من الأَسامي على حرفين وقد حذف منه حرف فلا يُردّ إِلا في التصغير أَو فى التثنية أَو الجمع وربما لم يُردَّ في التثنية ويثنى على لفظ الواحد وقال بعضهم واحد الأَيادي يَداً كما ترى مثل عَصاً ورَحاً ومَناً ثم ثَنَّوْا فقالوا يَدَيانِ ورَحَيانِ ومَنَوانِ وأَنشد يَدَيان بَيْضاوانِ عنْدَ مُحَلِّمٍ قدْ يَمْنَعانِك بَيْنُهمْ أَن تُهْضَما ويروى عند مُحَرِّق قال ابن بري صوابه كما أَنشده السيرافي وغيره قد يَمْنَعانِك أَن تُضامَ وتُضْهَدا قال أَبو الهيثم وتجمع اليَدُ يَدِيّاً مثل عَبْدٍ وعَبيدٍ وتجمع أَيْدِياً ثم تجمع الأَيْدي على أَيْدِينَ ثم تجمع الأَيْدي أَيادِيَ وأَنشد يَبْحَثْنَ بالأَرْجُلِ والأَيْدِينا بَحْثَ المُضِلاَّت لما يَبْغِينا وتصغر اليَدُ يُدَيَّةً وأَما قوله أَنشده سيبويه لمضَرِّس ابن رِبْعِي الأَسدي فطِرْتُ بِمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ دَوامي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحا فإِنه احتاج إِلى حذف الياء فحذفها وكأَنه توهّم التنكير في هذا فشبه لام المعرفة بالتنوين من حيث كانت هذه الأَشياء من خواص الأَسماء فحذفت الياء لأَجل اللام كما تحذفها لأَجل التنوين ومثله قول الآخر لا صُلْحَ يَيْني فاعْلَمُوه ولا بَيْنَكُمُ ما حَمَلَتْ عاتِقِي سَيْفِي وما كُنَّا بنَجْدٍ وما قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشَّاهِقِ قال الجوهري وهذه لغة لبعض العرب يحذفون الياء من الأَصل مع الأَلف واللام فيقولون في المُهْتَدِي المُهْتَدِ كما يحذفونها مع الإِضافة في مثل قول خفاف بن ندبة كنَواحِ رِيشِ حَمامةٍ نَجْدِيَّةٍ ومَسَحْتُ باللِّثَتَيْنِ عَصْفَ الإِثْمِدِ أَراد كنواحي فحذف الياء لَمَّا أَضاف كما كان يحذفها مع التنوين والذاهب منها الياء لأَن تصغيرها يُدَيَّةٌ بالتشديد لاجتماع الياءين قال ابن بري وأَنشد سيبويه بيت خفاف ومَسَحْتِ بكسر التاء قال والصحيح أَن حذف الياء في البيت لضرورة الشعر لا غير قال وكذلك ذكره سيبويه قال ابن بري والدليل على أَنَّ لام يَدٍ ياء قولهم يَدَيْتُ إِليه يَداً فأَما يُدَيَّةٌ فلا حجة فيها لأَنها لو كانت في الأَصل واواً لجاء تصغيرها يُدَيَّةً كما تقول في غَرِيَّة غُرَيَّةً وبعضهم يقول لذي الثُّدَيَّةِ ذو اليُدَيَّةِ وهو المقتول بنَهْرَوانَ وذو اليَدَيْن رجل من الصحابة يقال سمي بذلك لأَنه كان يَعمل بيديه جميعاً وهو الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم أَقَصُرَتِ الصلاةُ أَم نَسِيتَ ؟ ورجل مَيْدِيٌّ أَي مقطوع اليد من أَصلها واليُداء وجع اليد اليزيدي يَدِيَ فلان من يَدِه أَي ذَهَبَتْ يدُه ويَبِسَتْ يقال ما له يَدِيَ من يَده وهو دعاء عليه كما يقال تَرِبَتْ يَداه قال ابن بري ومنه قول الكميت فأَيٌّ ما يَكُنْ يَكُ وَهْوَ مِنَّا بأَيْدٍ ما وبَطْنَ ولا يَدِينا ( * قوله « فأي » الذي في الاساس فأياً بالنصب ) وبَطْنَ ضَعُفْنَ ويَدِينَ شَلِلْنَ ابن سيده يَدَيْتُه ضربت يدَه فهو مَيْدِيٌّ ويُدِيَ شَكا يَدَه على ما يَطَّرِد في هذا النحو الجوهريّ يَدَيْتُ الرجل أَصَبْتُ يَده فهو مَيْدِيٌّ فإِن أَردت أَنك اتخذت عنده يَداً قلت أَيْدَيْت عنده يداً فأَنا مُودٍ وهو مُودًى إِليه ويَدَيْتُ لغة قال بعض بني أَسد يَدَيْتُ على ابنِ حَسْحاسِ بنِ وَهّبٍ بأَسْفَلِ ذِي الجِذاةِ يَدَ الكَريمِ قال شمر يَدَيْتُ اتخذت عنده يَداً وأَنشد لابن أَحمر يَدٌ ما قد يَدَيْتُ على سُكَينٍ وعَبْدِ اللهِ إِذْ نَهِشَ الكُفُوفُ قال يَدَيْت اتخذت عنده يَداً وتقول إِذا وقَع الظَّبْيُ في الحِبالةِ أَمَيْدِيٌّ أَم مَرْجُولٌ أَي أَوْقَعَتْ يدهُ في الحِبالةِ أَم رِجْلُه ؟ ابن سيده وأَما ما روي من أَنَّ الصدقة تقع في يَد الله فتأَويله أَنه يَتَقبَّلُ الصَّدَقة ويُضاعِفُ عليها أَي يزيد وقالوا قَطَعَ اللهُ أَدَيْه يريدون يَدَيه أَبدلوا الهمزة من الياء قال ولا نعلمها أُبدلت منها على هذه الصورة إِلا في هذه الكلمة وقد يجوز أَن يكون ذلك لغة لقلة إِبدال مثل هذا وحكى ابن جني عن أَبي عليّ قَطَعَ الله أَدَه يريدُون يَدَه قال وليس بشيء قال ابن سيده واليَدا لغة في اليَدِ جاء متمماً على فَعَلٍ عن أَبي زيد وأَنشد يا رُبَّ سارٍ سارَ ما تَوَسَّدا إِلاَّ ذِراعَ العَنْسِ أَو كفَّ اليَدا وقال آخر قد أَقْسَمُوا لا يَمْنَحُونَكَ نَفْعَةً حتى تَمُدَّ إِليهمُ كَفَّ اليَدا قال ابن بري ويروى لا يمنحونك بَيْعةً قال ووجه ذلك أَنه ردّ لام الكلمة إِليها لضرورة الشعر كما ردّ الآخرلام دم إِليه عند الضرورة وذلك في قوله فإِذا هِي بِعِظامٍ ودَمَا وامرأَةٌ يَدِيَّةٌ أَي صنَاعٌ وما أَيْدَى فلانةَ ورجل يَدِيٌّ ويَدُ القَوْسِ أَعلاها على التشبيه كما سمَّوا أَسْفَلَها رِجْلاً وقيل يَدُها أَعْلاها وأَسْفَلُها وقيل يَدُها ما عَلا عن كَبِدِها وقال أَبو حنيفة يَدُ القَوْسِ السِّيةُ اليُمْنى يرويه عن أَبي زياد الكلابي ويَدُ السيفِ مَقْبِضُه على التمثيل ويَدُ الرَّحَى العُود الذي يَقْبِض عليه الطَّاحِنُ واليَدُ النِّعْمةُ والإِحْسانُ تَصْطَنِعُه والمِنَّةُ والصَّنِيعَةُ وإِنما سميت يداً لأَنها إِنما تكون بالإِعْطاء والإِعْطاءُ إِنالةٌ باليد والجمع أَيدٍ وأَيادٍ جمع الجمع كما تقدم في العُضْوِ ويُدِيٌّ ويَدِيٌّ في النعمة خاصّة قال الأَعشى فَلَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إِلاَّ بصالِحٍ فإِنَّ له عندي يُدِيّاً وأَنْعُما ويروى يَدِيّاً وهي رواية أَبي عبيد فهو على هذه الرواية اسم للجمع ويروى إِلا بنِعْمةٍ وقال الجوهري في قوله يَدِيّاً وأَنْعُما إِنما فتح الياء كراهة لتوالي الكسرات قال ولك أَن تضمها وتجمع أَيضاً على أَيْدٍ قال بشر بن أَبي خازم تَكُنْ لك في قَوْمِي يَدٌ يَشْكُونها وأَيْدِي النَّدَى في الصالحين قُرُوضُ قال ابن بري في قوله فلَنْ أَذْكُرَ النعمان إِلا بصالح البيت لضَمْرةَ بن ضَمْرَةَ النَّهْشَلي وبعده تَرَكْتَ بَني ماء السماء وفِعْلَهُم وأَشْبَهْتَ تَيْساً بالحِجازِ مُزَنَّما قال ابن بري ويَدِيٌّ جمع يَدٍ وهو فَعِيلٌ مثل كلْب وكَلِيب وعَبْد وعَبيد قال ولو كان يَدِيٌّ في قول الشاعر يَدِيّاً فُعُولاً في الأصل لجاز فيه الضم والكسر قال وذلك غير مسموع فيه ويَدَيْتُ إِليه يَداً وأَيْدَيْتُها صَنَعْتها وأَيْدَيْتُ عنده يداً في الإِحسان أَي أَنْعَمْت عليه ويقال إِنَّ فلاناً لذو مال يَيْدِي به ويَبُوع به أَي يَبْسُط يَدَه وباعه ويادَيْتُ فلاناً جازَيْتُه يداً بيد وأَعطيته مُياداةً أَي من يدِي إِلى يده الأَصمعي أَعطيته مالاً عن ظهر يد يعني تفضلاً ليس من بيع ولا قَرْض ولا مُكافأَة الليث اليَدُ النِّعْمةُ السابغةُ ويَدُ الفأْسِ ونحوِها مَقْبِضُها ويَدُ القَوْسِ سِيَتُها ويدُ الدَّهْر مَدُّ زمانه ويدُ الرِّيحِ سُلْطانُها قال لبيد نِطافٌ أَمرُها بِيَدِ الشَّمال لَمَّا مَلَكَتِ الريحُ تصريف السَّحاب جُعل لها سُلطان عليه ويقال هذه الصنعة في يَدِ فلان أَي في مِلْكِه ولا يقال في يَدَيْ فلان الجوهري هذا الشيء في يَدِي أَي في مِلْكي ويَدُ الطائر جَناحُه وخَلَعَ يدَه عن الطاعة مثل نزَعَ يدَه وأَنشد ولا نازِعٌ مِن كلِّ ما رابَني يَدا قال سيبويه وقالوا بايَعْتُه يَداً بيَدٍ وهي من الأَسماء الموضوعة مَوْضِعَ المَصادِر كأَنك قلت نَقْداً ولا ينفرد لأَنك إِنما تريد أَخذَ مني وأَعْطاني بالتعجيل قال ولا يجوز الرفع لأَنك لا تخبر أَنك بايَعْتَه ويدُك في يَدِه واليَدُ القُوَّةُ وأَيَّدَه الله أَي قَوَّاه وما لي بفلان يَدانِ أَي طاقةٌ وفي التنزيل العزيز والسَّماءَ بَنَيْناها بأَيْدٍ قال ابن بري ومنه قول كعب بن سعد الغَنَويِّ فاعمِدْ لِما يَعْلُو فما لكَ بالذي لا تستَطِيعُ من الأُمورِ يَدانِ وفي التنزيل العزيز مما عملت أَيدينا وفيه بما كسَبَتْ أَيدِيكم وقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المُسْلِمُونَ تتَكافَأُ دماؤُهم ويَسْعَى بذِمَّتهم أَدْناهم وهم يَدٌ على مَن سِواهم أَي كَلِمَتُهم واحدة فبعضُهم يُقوِّي بَعْضاً والجمع أَيْدٍ قال أَبو عبيد معنى قوله يَدٌ على مَن سواهم أَي هم مجتمعون على أَعدائِهم وأَمرُهم واحد لا يَسَعُهم التَّخاذُل بل يُعاوِنُ بعضُهم بعضاً وكَلِمَتُهم ونُصْرَتُهم واحدةٌ على جميع المِلَلِ والأَدْيانِ المُحاربةِ لهم يتَعاوَنون على جميعهم ولا يَخْذُل بعضُهم بعضاً كأَنه جعل أَيْدِيَهم يَداً واحدةً وفِعْلَهم فِعْلاً واحداً وفي الحديث عليكم بالجماعةِ فإِنَّ يدَ اللهِ على الفُسْطاطِ الفُسْطاطُ المِصْرُ الجامِعُ ويَدُ اللهِ كناية عن الحِفظ والدِّفاع عن أَهل المصر كأَنهم خُصُّوا بواقِيةِ اللهِ تعالى وحُسْنِ دِفاعِه ومنه الحديث الآخر يَدُ اللهِ على الجَماعةِ أَي أَنَّ الجماعة المُتَّفِقةَ من أَهل الإِسلام في كَنَفِ اللهِ ووِقايَتُه فَوْقَهم وهم بَعِيد من الأَذَى والخوْف فأَقِيموا بين ظَهْر انَيهِمْ وقوله في الحديث اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ من اليَدِ السُّفْلى العُلْيا المُعْطِيةُ وقيل المُتَعَفِّفَةُ والسُّفْلى السائلةُ وقيل المانِعةُ وقوله صلى الله عليه وسلم لنسائه أَسْرَعُكُنَّ لُحوقاً بي أَطْوَلُكُنَّ يَداً كَنَى بطُولِ اليد عن العَطاء والصَّدَقةِ يقال فلان طَوِيلُ اليَدِ وطويلُ الباعِ إِذا كان سَمْحاً جَواداً وكانت زينب تُحِبُّ الصَّدقة وهي ماتت قَبْلَهنَّ وحديث قَبِيصةَ ما رأَيتُ أَعْطَى للجَزِيل عن ظَهْرِ يَدٍ من طَلْحَة أَي عن إِنْعامٍ ابتداء من غيرِ مكافأََةٍ وفي التنزيل العزيز أُولي الأَيدي والأَبْصار قيل معناه أُولي القُوَّة والعقول والعرب تقول ما لي به يَدٌ أَي ما لي به قُوَّة وما لي به يَدانِ وما لهم بذلك أَيْدٍ أَي قُوَّةٌ ولهم أَيْدٍ وأَبْصار وهم أُولُو الأَيْدي والأَبْصار واليَدُ الغِنَى والقُدْرةُ تقول لي عليه يَدٌ أَي قُدْرة ابن الأَعرابي اليَدُ النِّعْمةُ واليَدُ القُوَّةُ واليَدُ القُدْرة واليَدُ المِلْكُ واليَدُ السُلْطانُ واليَدُ الطاعةُ واليَدُ الجَماعةُ واليَدُ الأَكْلُ يقال ضَعْ يدَكَ أَي كُلْ واليَدُ النَّدَمُ ومنه يقال سُقِط في يده إِذا نَدِمَ وأُسْقِطَ أَي نَدِمَ وفي التنزيل العزيز ولما سُقِطَ في أَيديهم أَي نَدِمُوا واليَدُ الغِياثُ واليَدُ مَنْعُ الظُّلْمِ واليَدُ الاسْتِسلامُ واليدُ الكَفالةُ في الرَّهْن ويقال للمعاتِب هذه يدي لكَ ومن أَمثالهم لِيَدٍ ما أَخَذتْ المعنى من أَخذ شيئاً فهو له وقولهم يدي لكَ رَهْنٌ بكذا أَي ضَمِنْتُ ذلك وكَفَلْتُ به وقال ابن شميل له عليَّ يَدٌ ولا يقولون له عندي يدٌ وأَنشد له عليَ أَيادٍ لَسْتُ أَكْفُرُها وإِنما الكُفْرُ أَنْ لا تُشْكَرَ النِّعَمُ قال ابن بزرج العرب تشدد القوافي وإِن كانت من غير المضاعف ما كان من الياء وغيره وأَنشد فجازُوهمْ بما فَعَلُوا إِلَيْكُمْ مُجازاةَ القُرُومِ يَداً بيَدِّ تَعالَوْا يا حَنِيفَ بَني لُجَيْمٍ إِلَى مَنْ فَلَّ حَدَّكُمُ وَحَدِّي وقال ابن هانئ من أَمثالهم أَطاعَ يَداً بالقَوْدِ فهو ذَلُولُ إِذا انْقادَ واستسلمَ وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال في مناجاته ربه وهذه يدي لك أَي اسْتَسْلَمَتُ إِليك وانْقَدْت لك كما يقال في خلافِه نزَعَ يدَه من الطاعة ومنه حديث عثمان رضي الله تعالى عنه هذه يَدي لعَمَّار أَي أَنا مُسْتَسْلِمٌ له مُنْقادٌ فليَحْتَكِمْ عليَّ بما شاء وفي حديث علي رضي الله عنه مرَّ قومٌ من الشُّراة بقوم من أَصحابه وهم يَدْعُون عليهم فقالوا بِكُم اليَدانِ أَي حاقَ بكم ما تَدْعُون به وتَبْسطُون أَيْدِيَكم تقول العرب كانت به اليَدانِ أَي فَعَلَ اللهُ به ما يقولُه لي وكذلك قولهم رَماني من طُولِ الطَّوِيِّ وأَحاقَ اللهُ به مَكْرَه ورجَع عليه رَمْيُه وفي حديثه الآخر لما بلغه موت الأَشتر قال لليَدَيْنِ وللفَمِ هذه كلمة تقال للرجل إِذا دُعِيَ عليه بالسُّوء معناه كَبَّه الله لوجهه أَي خَرَّ إِلى الأَرض على يدَيه وفِيهِ وقول ذي الرمة أَلا طَرَقَتْ مَيٌّ هَيُوماً بذِكْرِها وأَيْدِي الثُّرَيّا جُنَّحٌ في المَغارِب استعارةٌ واتساع وذلك أَنَّ اليَدَ إِذا مالَتْ نحو الشيء ودَنَتْ إِليه دَلَّتْ على قُرْبها منه ودُنوِّها نحوَه وإِنما أَراد قرب الثريا من المَغْربِ لأُفُولها فجعل لها أَيْدِياً جُنَّحاً نحوها قال لبيد حتى إِذا أَلْقَتْ يَداً في كافِرٍ وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها يعني بدأَت الشمس في المَغِيب فجعل للشمس يَداً إِلى المَغِيب لما أَراد أَن يَصِفَها بالغُروب وأَصل هذه الاستعارة لثعلبة بن صُعَيْر المازني في قوله فتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثِيداً بَعْدَما أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينها في كافِرِ وكذلك أَراد لبيد أَن يُصرِّح بذكر اليمين فلم يمكنه وقوله تعالى وقال الذين كفروا لَنْ نُؤْمِنَ بهذا القرآن ولا بالذي بين يَدَيْهِ قال الزجاج أَراد بالذي بين يديه الكُتُبَ المُتَقَدِّمة يعنون لا نُؤمن بما أَتى به محمد صلى الله عليه وسلم ولا بما أَتَى به غيرُه من الأَنبياء عليهم الصلاة والسلام وقوله تعالى إِنْ هُو إِلاّ نَذِيرٌ لكم بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ قال الزجاج يُنْذِرُكُم أَنَّكم إِنْ عَصَيْتُم لَقِيتُم عذاباً شديداً وفي التنزيل العزيز فَرَدُّوا أَيْدِيَهم في أَفْواهِهم قال أَبو عبيدة تركوا ما أُمِرُوا به ولم يُسْلِمُوا وقال الفراء كانوا يُكَذِّبونهم ويردّون القول بأَيديهم إِلى أَفْواهِ الرسل وهذا يروى عن مجاهد وروي عن ابن مسعود أَنه قال في قوله عز وجل فَرَدُّوا أَيْدِيَهم في أَفْواهِهم عَضُّوا على أَطْرافِ أَصابعهم قال أَبومنصور وهذا من أَحسن ما قيل فيه أَراد أَنهم عَضُّوا أَيْدِيَهم حَنَقاً وغَيْظاً وهذا كما قال الشاعر يَرُدُّونَ في فِيهِ عَشْرَ الحَسُود يعني أَنهم يَغِيظُون الحَسُودَ حتى يَعَضَّ على أَصابِعه ونحو ذلك قال الهذلي قَدَ افْنَى أَنامِلَه أَزْمُه فأَمْسَى يَعَضُّ عَليَّ الوَظِيفا يقول أَكل أَصابِعَه حتى أَفْناها بالعَضِّ فصارَ يَعَضُ وَظِيفَ الذراع قال أَبو منصور واعتبار هذا بقوله عز وجل وإِذا خَلَوْا عَضُّوا عليكم الأَنامِلَ من الغَيْظِ وقله في حديث يأْجُوجَ ومأْجُوجَ قد أَخْرَجْتُ عِباداً لِي لا يَدانِ لأَحَدٍ بِقِتالِهمْ أَي لا قُدْرَةَ ولا طاقَة يقال ما لي بهذا الأَمر يَدٌ ولا يَدانِ لأَن المُباشَرةَ والدِّفاعَ إِنما يكونان باليَدِ فكأَنَّ يَدَيْهِ مَعْدُومَتانِ لعجزه عن دَفْعِه ابن سيده وقولهم لا يَدَيْنِ لك بها معناه لا قُوّة لك بها لم يحكه سيبويه إِلا مُثنى ومعنى التثنية هنا الجمع والتكثير كقول الفرزدق فكُلُّ رَفِيقَي كُلّ رَحْلٍ قال ولا يجوز أَن تكون الجارحة هنا لأَن الباء لا تتعلق إِلا بفعل أَو مصدر ويقال اليَدُ لفلان على فلان أَي الأَمْرُ النافِذُ والقَهْرُ والغَلَبةُ كما تقول الرِّيحُ لفلان وقوله عز وجل حتى يُعْطُوا الجِزْيةَ عن يَدٍ قيل معناه عن ذُلٍّ وعن اعْتِرافٍ للمسلمين بأَن أَيْدِيَهم فوق أَيْدِيهم وقيل عن يَدٍ أَي عن إِنْعام عليهم بذلك لأَنَّ قَبول الجِزْية وتَرْكَ أَنْفُسهم عليهم نِعمةٌ عليهم ويَدٌ من المعروف جَزِيلة وقيل عن يَدٍ أَي عن قَهْرٍ وذُلٍّ واسْتِسْلام كما تقول اليَدُ في هذا لفلان أَي الأَمرُ النافِذُ لفُلان وروي عن عثمان البزي عن يَدٍ قال نَقْداً عن ظهر يد ليس بنسِيئه وقال أَبو عبيدة كلُّ مَن أَطاعَ لمن قهره فأَعطاها عن غير طيبةِ نَفْسٍ فقد أَعطاها عن يَدٍ وقال الكلبي عن يَدٍ قال يمشون بها وقال أَبو عبيد لا يَجِيئون بها رُكباناً ولا يُرْسِلُون بها وفي حديث سَلْمانَ وأَعْطُوا الجِزْيةَ عن يَدٍ إِنْ أُرِيد باليدِ يَدُ المُعْطِي فالمعنى عن يَدٍ مُواتِيةٍ مُطِيعة غير مُمْتَنِعة لأَن من أَبى وامتنع لم يُعطِ يَدَه وإِن أُريد بها يَدُ الآخذ فالمعنى عن يَد قاهرة مستولية أَو عن إِنعام عليهم لأَنَّ قبول الجِزْيةِ منهم وترك أَرْواحِهم لهم نِعْمةٌ عليهم وقوله تعالى فجعلناها نَكالاً لما بين يَدَيْها وما خَلْفَها ها هذه تَعُود على هذه الأُمَّة التي مُسِخَت ويجوز أَن تكون الفَعْلة ومعنى لما بين يديها يحتمل شيئين يحتمل أَن يكون لما بين يَدَيْها للأُمم التي بَرَأَها وما خَلْفها للأُمم التي تكون بعدها ويحتمل أَن يكون لِما بين يديها لما سَلَفَ من ذنوبها وهذا قول الزجاج وقول الشيطان ثم لآتِيَنَّهم من بينِ أَيْديهِم ومن خلفهم أَي لأُغُوِيَنَّهم حتى يُكَذِّبوا بما تَقَدَّمَ ويكذِّبوا بأَمر البعث وقيل معنى الآية لآتِيَنَّهم من جميع الجِهات في الضَّلال وقيل مِن بينِ أَيْدِيهِم أَي لأُضِلَّنَّهم في جميع ما تقدَّم ولأُضِلَّنَّهم في جميع ما يُتَوقَّع وقال الفراء جعلناها يعني المسخة جُعِلت نَكالاً لِما مَضَى من الذُّنوب ولما تَعْمَل بَعْدَها ويقال بين يديك كذا لكل شيء أَمامَك قال الله عز وجل مِن بينِ أَيْدِيهِم ومِن خَلْفِهم ويقال إِنَّ بين يَدَيِ الساعة أَهْوالاً أَي قُدَّامَها وهذا ما قَدَّمَتْ يَداكَ وهو تأْكيد كما يقال هذا ما جَنَتْ يَداك أَي جَنَيْته أَنت إلا أَنك تُؤَكِّد بها ويقال يَثُور الرَّهَجُ بين يَدي المطر ويَهِيجُ السِّباب بين يدي القِتال ويقال يَدِيَ فلان مِن يَدِه إِذا شَلَّتْ وقوله عز وجل يَدُ اللهِ فوق أَيْديهم قال الزجاج يحتمل ثلاثة أَوجه جاء الوجهان في التفسير فأَحدهما يَدُ اللهِ في الوَفاء فوقَ أَيْديهم والآخر يَدُ اللهِ في الثواب فوق أَيْديهم والثالث والله أَعلم يَدُ اللهِ في المِنّةِ عليهم في الهِدايةِ فَوق أَيْديهم في الطاعة وقال ابن عرفة في قوله عز وجل ولا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتِرِينَه بين أَيديهن وأَرْجُلِهِنَّ أَي من جميع الجهات قال والأَفعال تُنْسَب إِلى الجَوارِح قال وسميت جَوارح لأَنها تَكْتسب والعرب تقول لمن عمل شيئاً يُوبَّخ به يَداك أَوْ كَتا وفُوكَ نَفَخَ قال الزجاج يقال للرجل إِذا وُبِّخَ ذلك بما كَسَبَتْ يَداكَ وإِن كانت اليَدان لم تَجْنِيا شيئاً لأَنه يقال لكل من عَمِلَ عملاً كسَبَتْ يَداه لأَن اليَدَيْنِ الأَصل في التصرف قال الله تعالى ذلك بما كَسَبَتْ أَيْديكم وكذلك قال الله تعالى تَبَّتْ يدَا أَبي لَهَبٍ وتَبَّ قال أَبو منصور قوله ولا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَه بين أَيديهن وأَرجلهن أَراد بالبُهْتان ولداً تحمله من غير زوجها فتقول هو من زوجها وكنى بما بين يديها ورجليها عن الولد لأَن فرجها بين الرجلين وبطنها الذي تحمل فيه بين اليدين الأَصمعي يَدُ الثوب ما فَضَل منه إِذا تَعَطَّفْت والْتَحَفْتَ يقال ثوب قَصيرُ اليَدِ يَقْصُر عن أَن يُلْتَحَفَ به وثوبٌ يَدِيٌّ وأَدِيٌّ واسع وأَنشد العجاج بالدَّارِ إِذْ ثَوْبُ الصِّبا يَدِيُّ وإِذْ زَمانُ الناسِ دَغْفَلِيُّ وقَمِيصٌ قصير اليدين أَي قصير الكمين وتقول لا أَفعله يَدَ الدَّهْر أَي أَبداً قال ابن بري قال التَّوَّزِيُّ ثوب يَدِيٌّ واسع الكُمّ وضَيِّقُه من الأَضداد وأَنشد عَيْشٌ يَدِيٌّ ضَيِّقٌ ودَغْفَلِي ويقال لا آتِيه يَدَ الدَّهْر أَي الدَّهْرَ هذا قول أَبي عبيد وقال ابن الأَعرابي معناه لا آتيه الدهْرَ كله قال الأَعشى رَواحُ العَشِيِّ وَسَيْرُ الغُدُوّ يَدا الدَّهْرِ حتى تُلاقي الخِيارا ( * قوله « رواح العشي إلخ » ضبطت الحاء من رواح في الأصل بما ترى ) الخِيار المختارُ يقع للواحد والجمع يقال رجل خِيارٌ وقومٌ خِيارٌ وكذلك لا آتيهِ يَدَ المُسْنَدِ أَي الدهرَ كله وقد تقدَّم أَن المُسْنَدَ الدَّهْرُ ويدُ الرجل جماعةُ قومه وأَنصارُه عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَعْطى فأَعْطاني يَداً ودارا وباحَةً خَوَّلَها عَقارا الباحةُ هما النخل الكثير وأَعطَيْتُه مالاً عن ظهر يَدٍ يعني تفضُّلاً ليس من بيع ولا قَرْضٍ ولا مُكافأَةٍ ورجل يَدِيٌّ وأَدِيٌّ رفيقٌ ويَدِيَ الرجُلُ فهو يَدٍ ضعُفَ قال الكميت بأَيْدٍ ما وبَطْنَ وما يَدِينا ابن السكيت ابتعت الغنم اليْدَيْنِ وفي الصحاح باليَدَيْنِ أَي بثمنين مُخْتَلِفَيْنِ بعضُها بثمن وبعضُها بثمن آخر وقال الفراء باعَ فلان غنَمه اليدانِ ( * قوله « باع فلان غنمه اليدان » رسم في الأصل اليدان بالألف تبعاً للتهذيب ) وهو أَن يُسلِمها بيد ويأْخُذَ ثمنها بيد ولَقِيتُه أَوَّلَ ذات يَدَيْنِ أَي أَوَّلَ شيء وحكى اللحياني أَمّا أَوَّلَ ذات يَدَيْنِ فإِني أَحمدُ اللهَ وذهب القومُ أَيدي سَبا أَي متفرّقين في كل وجه وذهبوا أَيادِيَ سَبا وهما اسمان جُعلا واحداً وقيل اليَدُ الطَّريقُ ههنا يقال أَخذ فلان يَدَ بَحْرٍ إِذا أَخذ طريق البحر وفي حديث الهجرة فأَخَذَ بهم يَدَ البحر أَي طريق الساحل وأَهلُ سبا لما مُزِّقوا في الأَرض كلَّ مُمَزَّقٍ أَخذوا طُرُقاً شتَّى فصاروا أَمثالاً لمن يتفرقون آخذين طُرُقاً مختلفة رأَيت حاشية بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبي رحمه الله قال قال أَبو العلاء المَعري قالت العرب افْتَرَقوا أَيادِيَ سبا فلم يهمزوا لأَنهم جعلوه مع ما قبله بمنزلة الشيء الواحد وأَكثرهم لا ينوّن سبا في هذا الموضع وبعضهم ينوِّن قال ذو الرمة فَيَا لَكِ مِنْ دارٍ تَحَمَّلَ أَهلُها أَيادِي سَباً عنها وطالَ انْتِقالُها والمعنى أَن نِعَمَ سبا افترقت في كل أَوْبٍ فقيل تفرَّقوا أَيادِيَ سبا أي في كل وجه قال ابن بري قولهم أَيادِي سبا يُراد به نِعَمُهم واليَدُ النِّعْمة لأَنَّ نِعَمَهُم وأَموالَهم تفرَّقَتْ بتفرقهم وقيل اليَدُ هنا كناية عن الفِرْقة يقال أَتاني يَدٌ من الناس وعينٌ من الناس فمعناه تفرَّقوا تفرُّقَ جَماعاتِ سَبا وقيل إِن أَهل سبا كانت يدُهم واحدة فلما فَرَّقهم الله صارت يدُهم أَياديَ قال وقيل اليدُ هنا الطريق يقال أَخذ فلان يدَ بحر أَي طريق بَحرٍ لأَن أَهل سبا لمَّا مَزَّقَهم الله أَخَذوا طُرُقاً شتَّى وفي الحديث اجْعَلِ الفُسَّاقَ يَداً يَداً ورِجْلاً رجْلاً فإِنهم إِذا اجتمعوا وَسْوَسَ الشيطانُ بينهم في الشر قال ابن الأَثير أَي فَرِّقْ بينهم ومنه قولهم تَفَرَّقوا أَيْدِي سَبا أَي تفرَّقوا في البلاد ويقال جاءَ فلان بما أَدت يَدٌ إِلى يَدٍ عنذ تأْكيد الإِخْفاق وهو الخَيْبةُ ويقال للرجل يُدْعى عليه بالسوء لليَدَيْنِ وللفَمِ أَي يَسْقُط على يَدَيْهِ وفَمِه


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: