" الأَدَبُ : الذي يَتَأَدَّبُ به الأَديبُ من الناس ؛ سُمِّيَ أَدَباً لأَنه يَأْدِبُ الناسَ إِلى الـمَحامِد ، ويَنْهاهم عن المقَابِح . وأَصل الأَدْبِ الدُّعاءُ ، ومنه قيل للصَّنِيع يُدْعَى إليه الناسُ : مَدْعاةٌ ومَأْدُبَةٌ . ابن بُزُرْج : لقد أَدُبْتُ آدُبُ أَدَباً حسناً ، وأَنت أَدِيبٌ . وقال أَبو زيد : أَدُبَ الرَّجلُ يَأْدُبُ أَدَباً ، فهو أَدِيبٌ ، وأَرُبَ يَأْرُبُ أَرَابةً وأَرَباً ، في العَقْلِ ، فهو أَرِيبٌ . غيره : الأَدَبُ : أَدَبُ النَّفْسِ والدَّرْسِ . والأَدَبُ : الظَّرْفُ وحُسْنُ التَّناوُلِ . وأَدُبَ ، بالضم ، فهو أَدِيبٌ ، من قوم أُدَباءَ . وأَدَّبه فَتَأَدَّب : عَلَّمه ، واستعمله الزجاج في اللّه ، عز وجل ، فقال : وهذا ما أَدَّبَ اللّهُ تعالى به نَبِيَّه ، صلى اللّه عليه وسلم . وفلان قد اسْتَأْدَبَ : بمعنى تَأَدَّبَ . ويقال للبعيرِ إِذا رِيضَ وذُلِّلَ : أَدِيبٌ مُؤَدَّبٌ . وقال مُزاحِمٌ العُقَيْلي : وهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوى بَين عالِجٍ * ونَجْرانَ ، تَصْرِيفَ الأَدِيبِ الـمُذَلَّلِ والأُدْبَةُ والـمَأْدَبةُ والـمَأْدُبةُ : كلُّ طعام صُنِع لدَعْوةٍ أَو عُرْسٍ . قال صَخْر الغَيّ يصف عُقاباً : كأَنّ قُلُوبَ الطَّيْر ، في قَعْرِ عُشِّها ، * نَوَى القَسْبِ ، مُلْقًى عند بعض الـمَآدِبِ القَسْبُ : تَمْر يابسٌ صُلْبُ النَّوَى . شَبَّه قلوبَ الطير في وَكْر العُقابِ بِنَوى القَسْبِ ، كما شبهه امْرُؤُ القيس بالعُنَّاب في قوله : كأَنَّ قُلُوبَ الطَّيْرِ ، رَطْباً ويابِساً ، * لَدَى وَكْرِها ، العُنَّابُ والحَشَفُ البالي والمشهور في الـمَأْدُبة ضم الدال ، وأَجاز بعضهم الفتح ، وقال : هي بالفتح مَفْعَلةٌ مِن الأَدَبِ . قال سيبويه :، قالوا الـمَأْدَبةُ كما ، قالوا الـمَدْعاةُ . وقيل : الـمَأْدَبةُ من الأَدَبِ . وفي الحديث عن ابن سعود : إِنَّ هذا القرآنَ مَأْدَبةُ اللّه في الأَرض فتَعَلَّموا من مَأْدَبَتِه ، يعني مَدْعاتَه . قال أَبو عبيد : يقال مَأْدُبةٌ ومَأْدَبةٌ ، فمن ، قال مَأْدُبةٌ أَراد به الصَّنِيع يَصْنَعه الرجل ، فيَدْعُو إِليه الناسَ ؛ يقال منه : أَدَبْتُ على القوم آدِبُ أَدْباً ، ورجل آدِبٌ . قال أَبو عبيد : وتأْويل الحديث أَنه شَبَّه القرآن بصَنِيعٍ صَنَعَه اللّه للناس لهم فيه خيرٌ ومنافِعُ ثم دعاهم إليه ؛ ومن ، قال مَأْدَبة : جعَله مَفْعَلةً من الأَدَبِ . وكان الأَحمر يجعلهما لغتين مَأْدُبةً ومَأْدَبةً بمعنى واحد . قال أَبو عبيد : ولم أَسمع أحداً يقول هذا غيره ؛ قال : والتفسير الأَول أَعجبُ إِليّ . وقال أَبو زيد : آدَبْتُ أُودِبُ إِيداباً ، وأَدَبْتُ آدِبُ أَدْباً ، والـمَأْدُبةُ : الطعامُ ، فُرِقَ بينها وبين الـمَأْدَبةِ الأَدَبِ . والأَدْبُ : مصدر قولك أَدَبَ القومَ يَأْدِبُهُم ، بالكسر ، أَدْباً ، إِذا دعاهم إِلى طعامِه . والآدِبُ : الداعِي إِلى الطعامِ . قال طَرَفَةُ : نَحْنُ في الـمَشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلى ، * لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِرْ وقال عدي : زَجِلٌ وَبْلُهُ ، يجاوبُه دُفٌّ * لِخُونٍ مَأْدُوبَةٍ ، وزَمِيرُ والمَأْدُوبَةُ : التي قد صُنِعَ لها الصَّنِيعُ . وفي حديث عليّ ، كرّم اللّه وجهه : أَما إِخْوانُنا بنو أُمَيَّةَ فَقادةٌ أَدَبَةٌ . الأَدَبَةُ جمع آدِبٍ ، مثل كَتَبةٍ وكاتِبٍ ، وهو الذي يَدْعُو الناسَ إِلى الـمَأْدُبة ، وهي الطعامُ الذي يَصْنَعُه الرجل ويَدْعُو إِليه الناس . وفي حديث كعب ، رضي اللّه عنه : إِنّ لِلّهِ مَأْدُبةً من لحُومِ الرُّومِ بمُرُوج عَكَّاءَ . أَراد : أَنهم يُقْتَلُون بها فَتَنْتابُهمُ السِّباعُ والطير تأْكلُ من لحُومِهم . وآدَبَ القومَ إِلى طَعامه يُؤْدِبُهم إِيداباً ، وأَدَبَ : عَمِلَ مَأْدُبةً . أَبو عمرو يقال : جاشَ أَدَبُ البحر ، وهو كثْرَةُ مائِه . وأَنشد : عن ثَبَجِ البحرِ يَجِيشُ أَدَبُه ، والأَدْبُ : العَجَبُ . قال مَنْظُور بن حَبَّةَ الأَسَدِيّ ، وحَبَّةُ أُمُّه : بِشَمَجَى الـمَشْي ، عَجُولِ الوَثْبِ ، غَلاَّبةٍ للنَّاجِياتِ الغُلْبِ ، حتى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ الأُزْبِيُّ : السُّرْعةُ والنَّشاطُ ، والشَّمَجَى : الناقةُ السرِيعَةُ . ورأَيت في حاشية في بعض نسخ الصحاح المعروف : الإِدْبُ ، بكسر الهمزة ؛ ووجد كذلك بخط أَبي زكريا في نسخته ، قال : وكذلك أَورده ابن فارس في المجمل . الأَصمعي : جاءَ فلان بأَمْرٍ أَدْبٍ ، مجزوم الدال ، أَي بأَمْرٍ عَجِيبٍ ، وأَنشد : سمِعتُ ، مِن صَلاصِلِ الأَشْكالِ ، * أَدْباً على لَبَّاتِها الحَوالي "
المعجم: لسان العرب
دير
" التهذيب : الدير الدارات في الرمل ، ودَيْرُ النصارى ، أَصله الواو ، والجمع أَدْيارٌ . والدَّيْرَانِيُّ : صاحب الدَّيْرِ . ابن سيده : الدَّيْرُ خان النصارى ؛ وفي التهذيب : دَيْرُ النصارى ، والجمع أَدْيارٌ ، وصاحبه الذي يسكنه ويعمره دَيَّارٌ ودَيْرَانِيٌّ ، نسب على غير قياس . قال ابن سيده : وإِنما قلنا إِنه من الياء وإِن كان دور أَكْثَرَ وأَوسع لأَن الياء قد تصرفت في جمعه وفي بناء فَعَّالٍ ، ولم نقل إِنها معاقبة لأَن ذلك لو كان لكان حَرِيّاً أَن يسمع في وجه من وجوه تصاريفه . ابن الأَعرابي : يقال للرجل إِذا رأَس أَصحابه : هو رأْس الدَّيْرِ . "
المعجم: لسان العرب
ذأف
" الذَّأْفُ : سرعةُ المَوْت ، الأَلف همزة ساكنة . ومَوت ذُؤافٌ وَحِيٌّ كذُعافٍ : بِسُرْعةٍ ، وعدَّه يعقوب في البدل . والذَّأْفُ والذَّأَفُ : الإجْهاز على الجريح ، وقد ذَأَفَه وذَأَفَ عليه . وفي حديث خالد بن الوليد في غَزْوة بني جَذيمةَ : من كان معه أَسير فَلْيُذْئِفْ عليه أَي يُجْهِزْ ويُسْرع قتله ، ويروى بالدال المهملة ، وقد تقدم . الذِّئْفانُ والذِّيفانُ : السم الذي يَذْأَف ذَأْفاً ، يهمز ولا يهمز . ومَرَّ يَذْأَفُهم أَي يَطْرُدُهم . "
المعجم: لسان العرب
دوا
" الدَّوُّ : الفَلاةُ الواسِعَة ، وقيل : الدَّوُّ المُسْتوية من الأَرض . والدَّوِّيَّة : المنسوبة إِلى الدَّوِّ ؛ وقال ذو الرمة : ودوّ ككَفِّ المُشْتري غيرَ أَنَّه بساطٌ ، لأَخْماسِ المَراسِيلِ ، واسعُ (* قوله « لأخماس المراسيل إلخ » هو بالخاء المعجمة في التهذيب ). أَي هي مُستويةٌ ككَفِّ الذي يُصافِقُ عند صَفْقَة البيع ، وقيل : دَوِّيَّة وداوِيَّة إِذا كانت بعيدةَ الأَطرافِ مُستوية واسعة ؛ وقال العجاج : دَوِّيَّةٌ لهَوْلها دَوِيُّ ، للرِّيحِ في أَقْرابِها هُوِيُّ (* قوله « في أقرابها هوي » كذا بالأصل والتهذيب ولعله في اطرافها ). قال ابن سيده : وقيل الدَّوُّ والدَّوِّيَّة والدَّاوِيَّة والداويَة المفازة ، الأَلف فيه منقلبة عن الواو الساكنة ، ونظيره انقلابه عن الياء في غاية وطاية ، وهذا القلب قليل غير مقيس عليه غيره . وقال غيره : هذه دعوى من قائلها لا دلالة عليها ، وذلك أَنه يجوز أَن يكون بَنَى من الدوِّ فاعِلةً فصار داوِيَة بوزن راوِية ، ثم إِنه أَلْحق الكلمة ياءَ النَّسَب وحذَفَ اللام كما تقول في الإِضافة إِلى ناحية ناحِيٌّ ، وإِلى قاضية قاضِيٌّ ؛ وكما ، قال علقمة : كأْسَ عَزِيزٍ من الأَعْنابِ عَتَّقَها ، لبَعْضِ أَرْبابِها ، حانِيَّةٌ حُومُ فنسبها إِلى الحاني بوزن القاضِي ؛
وأَنشد الفارسي لعمرو ابن مِلْقَط : والخيلُ قد تُجْشِمُ أَرْبابَها الشِّقَّ ، وقَدْ تَعْتَسِفُ الداوِيَه ؟
قال : فإِن شئت قلت إِنه بنى من الدِّوِّ فاعِلَة ، فصار التقدير داوِوَة ، ثم قلب الواو التي هي لام ياءً لانكسار ما قبلها ووقوعِها طَرَفاً ، وإِن شئت قلت أَراد الدَّاوِيَّةَ المحذوفةَ اللام كالحانِيّة إِلا أَنه خفف بالإِضافة كما خفف الآخر في قوله ؛
أَنشده أَبو علي أَيضاً : بَكِّي بعَيْنِك واكِفَ القَطْرِ ابْنَ الحَوَارِي العالِيَ الذّكْرِ (* قوله « بكّي بعينك واكف إلخ » تقدم في مادة حور ضبطه بكى بفتح الكاف وواكف بالرفع ، والصواب ما هنا ). وقال في قولهم دَوِّيَّة ، قال : إِنما سميت دَوِّيَّة لَدوِيِّ الصَّوْتِ الذي يُسْمَع فيها ، وقيل : سُمِّيَت دَوِّيَّة لأَنَّها تُدَوِّي بِمَنْ صار فيها أَي تَذْهَب بهم . ويقال : قَدْ دَوَّى في الأَرض وهو ذَهابُهُ ؛ قال رؤبة : دَوَّى بها لا يَعْذِرُ العَلائِلا ، وهو يُصادِي شُزُناً مَثائِلا (* قوله « وهو يصادي شزناً مثائلا » كذا بالأصل ، والذي في التهذيب : وهو يصادي شزباً نسائلا ). دَوَّى بها : مَرَّ بها يعني العَيْرَ وأُتُنَه ، وقيل : الدَّوُّ أَرض مَسيرةُ أَربع ليالٍ شِبْهُ تُرْسٍ خاويةٌ يسار فيها بالنجوم ويخافُ فيها الضلالُ ، وهي على طريق البصرة متياسرة إِذا أَصْعَدْتَ إِلى مكة شرفها الله تعالى ، وإِنما سميت الدَّوَّ لأَن الفُرْسَ كانت لَطائِمُهُم تَجُوزُ فيها ، فكانوا إِذا سلكوها تَحاضُّوا فيها بالجِدِّ فقالوا بالفارسي : دَوْ دَوْ (* قوله « دو دو » أي أسرع أسرع ، قالة ياقوت في المعجم ). قال أَبو منصور : وقد قَطَعْتُ الدَّوَّ مع القَرامِطَة ، أَبادَهُم الله ، وكانت مَطْرَقَهُم قافلين من الهَبِير فسَقَوْا ظَهْرَهم واسْتَقَوْا بحَفْرِ أَبي موسى الذي على طريق البصرة وفَوَّزوا في الدوِّ ، ووردوا صبيحةَ خامسةٍ ماءً يقال له ثَبْرَةُ ، وعَطِبَ فيها بُخْتٌ كثيرة من إِبل الحاج لبُلُوغ العَطَش منها والكَلالِ ؛
وأَنشد شمر : بالدَّوّ أَو صَحْرائِهِ القَمُوصِ ومنه خطبة الحَجّاج : قَد ، ْ لَفَّها اللَّيْلُ بعُصْلُبِيِّ أَرْوَعَ خَرَّاجٍ من الدَّاوِيِّ يعني الفَلَوات جمع داوِيَّة ، أَراد أَنه صاحب أَسفار ورِِحَل فهو لا يزال يَخْرُج من الفَلَوات ، ويحتمل أَن يكون أَراد به أَنه بصير بالفَلَوات فلا يَشْتَبه عليه شيء منها . والدَّوُّ : موضع بالبادية ، وهي صَحْراء مَلْساء ، وقيل : الدَّوُّ بلد لبني تميم ؛ قال ذو الرمة : حَتَّى نِساءُ تمِيمٍ ، وهْي نازِحةٌ بباحَةِ الدَّوِّ فالصَّمَّانِ فالعَقَدِ (* قوله « فالعقد » بفتح العين كما في المحكم ، وقال في ياقوت :، قال نصر بضم العين وفتح القاف وبالدال موضع بين البصرة وضرية وأظنه بفتح العين وكسر القاف ). التهذيب : يقال داوِيَّة وداوِيَةٌ ، بالتخفيف ؛
قال ابن بري : هذا الكلام نقله من كلام الجاحظ لأَنه ، قال سُمّيت دَوِّيّة بالدَّوِّيّ الذي هو عَزِيفُ الجنِّ ، وهو غَلَطٌ منه ، لأَن عَزِيفَ الجنِّ وهو صَوْتها يقال له دَوِيٌّ ، بتخفيف الوا ؛
وأَنشد بيت العجاج : دَوِّيَّة لِهَوْلِهَا دَوِيّ ؟
قال : وإِذا كانت الواو فيه مخففة لم يكن منه الدَّوِّيّة ، وإِنما الدَّوِّيَّة منسوبة إِلى الدَّوِّ على حد قولهم أَحْمَرُ وأَحْمَرِيٌّ ، وحقيقة هذه الياء عند النحويين أَنها زائدة لأَنه يقال دَوٌّ ودَوِّيٌّ للقَفْر ، ودَوِّيَّة للمَفازة ، فالياء فيها جاءت على حَدِّ ياءِ النسَبِ زائدةً على الدَّوِّ فلا اعتِبار بها ، قال : ويدلّك على فَسَادِ قول الجاحظ إِن الدوِّيّة سُمّيت بالدَّوِيّ الذي هو عزيف الجن قولهم دَوٌّ بلا ياءٍ ، قال : فليت شعري بأَيِّ شيءٍ سُمِّيَ الدَّوُّ لأَنّ الدَّوَّ ليس هو صوتَ الجِنِّ ، فنقول إِنَّه سُمّي الدَّوّ بَدوِّ الجنّ أَي عزِيفهِ ، وصواب إِنشاد بيت الشماخ : تَمَشَّى نِعاجُها ؛ شبّه بقَر الوحش في سواد قوائِمها وبياض أَبْدانِها برجال بيضٍ قد لَبِسُوا خِفافاً سُوداً . والدَّوُّ : موضع ، وهو أَرض من أَرض العرب ؛ قال ابن بري : هو ما بين البصرة واليمامة ، قال غيره : وربما ، قالوا دَاوِيّة قلبوا الواوَ الأُولى الساكنة أَلِفاً لانفتاح ما قبلها ولا يقاس عليه . وقولهم : ما بها دَوِّيٌّ أَي أَحد مِمَّن يَسْكن الدَّوَّ ، كما يقال ما بها دُورِيٌّ وطُورِيٌّ . والدَّوْدَاة : الأُرْجُوحَة . والدَوْدَاة : أَثَرُ الأُرْجوحة وهي فَعْلَلَة بمنزلة القَرْقَرَة ، وأَصلها دَوْدَوَة ثم قُلِبَت الواوُ ياءً لأَنّها رابِعَة هنا فصارت في التقدير دَوْدَيَةً ، فانْقَلَبت الياءُ أَلفاً لتَحَرُّكِها وانفتاح ما قبلها فَصارت دَوْدَاة ، قال : ولا يجوز أَن يكون فَعْلاةً كأَرْطاةٍ لئِلاَّ تُجْعل الكلمة من باب قَلِقٍ وسَلِسٍ ، وهو أَقل من باب صَرْصَر وفَدْفَدٍ ، ولا يجوز أَيضاً أَن تجعلها فَوْعَلَةً كجَوْهَرةٍ لأَنك تعدل إِلى باب أَضيق من باب سَلس ، وهو باب كَوْكَب ودَوْدَن ، وأَيضاً فإِنّ الفَعْلَلَة أَكثر في الكلام من فََعْلاةٍ وفَوْعَلَةٍ ؛ وقول الكميت : خَرِيع دَوادِيُ في مَلْعَبٍ تَأَزَّرُ طَوْراً ، وتُرْخِي الإِزارَا فإِنه أَخرج دَوادِيَ على الأَصل ضرورة ، لأَنه لو أَعَلّ لامَه فحذَفَها فقال دَوادٍ لانْكَسر البيت ؛ وقال القتال الكِلابي : تَذَكَّرَ ذِكْرَى مِنْ قَطاةٍ فَأَنْصَبا ، وأَبّنَ دَوْداةً خَلاءً ومَلْعَبا وفي حديث جُهَيْسٍ : وكَائِنْ قَطَعْنَا من دَوِّيَّةٍ سَرْبَخٍ ؛ الدوُّ : الصَّحْراء التي لا نَباتَ بها ، والدَّوِّيَّةُ منسوبة إِليها . ابن سيده : الدَّوى ، مقصورٌ ، المرَض والسِّلُّ . دَوِي ، بالكسر ، دَوىً فهو دَوٍ ودَوىً أَي مَرِضَ ، فمن ، قال دَوٍ ثَنَّى وجَمع وأَنث ، ومن ، قال دَوىً أَفرد في ذلك كلّه ولم يؤنِّثْ . الليث : الدَّوى داءٌ باطنٌ في الصدر ، وإِنه لَدَوِي الصدر ؛
وأَنشد : وعَيْنُكَ تُبْدِي أَنَّ صَدْرَكَ لي دَوِي وقول الشاعر : وقَدْ أَقُود بالدَّوى المُزَمَّلِ أَخْرسَ في السَّفْر بَقَاقَ المَنْزِل إِنما عَنى به المريضَ من شدة النعاس . التهذيب : والدَّوى الضَّنى ، مقصور يكتب بالياء ؛
قال : يُغْضي كإِغْضاءِ الدَّوى الزَّمِينِ ورجلٌ دَوىً ، مقصور : مثلُ ضَنىً . ويقال : تَرَكْتُ فلاناً دَوىً ما أَرى به حَياةً . وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ : كلُّ داءٍ له داءٌ أَي كلّ عيب يكونُ في الرجال فهو فيه ، فجَعَلَتِ العيب داءً ، وقولها : له داءٌ خبر لكل ، ويحتمل أَن يكون صفة لداء ، وداء الثانية خبر لكل أَي كل داء فيه بليغٌ مُتناهٍ ، كما يقال : إِنَّ هذا الفَرَسَ فَرَسٌ . وفي الحديث : وأَيُّ داءٍ أَدْوى من البُخْلِ أَي أَيُّ عيب أَقْبحُ منه ؛ قال ابن بري : والصواب أَدْوَأُ من البُخْل ، بالهمز وموضعه الهمز ، ولكن هذا يُرْوى إِلا أَن يجعل من باب دَوِيَ يَدْوَى دَوىً ، فهو دَوٍ إِذا هَلَكَ بمرض باطن ، ومنه حديث العَلاء ابن الحضْرَمِيّ : لا داءَ ولا خِبْثَة ؛ قال : هو العَيْبُ الباطِن في السِّلْعة الذي لمْ يَطَّلِعْ عَليه المُشْتري . وفي الحديث : إِنَّ الخَمر داءٌ ولَيْسَتْ بِدواءٍ ؛ استعمل لفظ الداءِ في الإِثْمِ كما اسْتَعْمَله في العيب ؛ ومنه قوله : دَبَّ إِلْيكُم داءُ الأُمَمِ قَبْلَكُم البَغْضاءُ والحَسَدُ ، فنَقَل الداءَ من الأَجْسامِ إِلى المعاني ومنْ أَمْر الدُّنيا إِلى أَمْر الآخِرَةِ ، قال : وليست بدَواءٍ وإِن كان فيها دَواءٌ من بعض الأَمْراض ، على التَّغْلِيبِ والمبالغة في الذمّ ، وهذا كما نقل الرَّقُوبُ والمُفْلِسُ والصُّرَعةُ لضرب من التَّمْثِيل والتَّخْيِيل . وفي حديث علي : إِلى مَرْعىً وبِيٍّ ومَشْرَبٍ دَوِيٍّ أَي فيه داءٌ ، وهو منسوب إِلى دَوٍ من دَوِيَ ، بالكسر ، يَدْوى . وما دُوِّيَ إِلا ثلاثاً (* قوله « وما دوّي إلا ثلاثاً إلخ » هكذا ضبط في الأصل بضم الدال وتشديد الواو المكسورة ). حتى مات أَو بَرَأَ أَي مَرِضَ . الأَصمعي : صَدْرُ فلانٍ دَوىً على فلان ، مقصور ، ومثله أَرض دَوِىَّة أَى ذات أَدْواءٍ . قال : ورجل دَوىً ودَوٍ أَي مريض ، قال : ورجل دَوٍ ، بكسر الواو ، أَي فاسدُ الجوف من داءٍ ، وامرأَة دَوِىَةٌ ، فإِذا قلت رجل دَوىً ، بالفتح ، استوى فيه المذكر والمؤنث والجمع لأَنه مصدر في الأَصل . ورجل دَوىً ، بالفتح ، أَي أَحمق ؛
وأَنشد الفراء : وقد أَقُود بالدَّوى المُزَمَّل وأَرض دَوِيَةٌ ، مخفف ، أَي ذات أَدْواءٍ . وأَرْضٌ دَوِيَةٌ : غير موافقة . قال ابن سيده : والدَّوى الأَحمق ، يكتب بالياء مقصور . والدَّوى : اللازم مكانه لا يَبْرح . ودَوِيَ صَدْرُه أَيضاً أَي ضَغِنَ ، وأَدْواهُ غيرُه أَي أَمْرَضَه ، وداواهُ أَي عالَجَهُ . يقال : هو يُدْوِي ويُداوي أَي يُعالِجُ ، ويُداوى بالشيء أَي يُعالَجُ به ، ابن السكيت : الدَّواءُ ما عُولِجَ به الفَرَسُ من تَضْمِير وحَنْذٍ ، وما عُولِجَتْ به الجارِيَة حتى تَسْمَن ؛
وأَنشد لسلامة بن جندل : ليْسَ بأَسْفى ولا أَقْنى ولا سَغِلٍ يُسْقى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ يعني اللَّبَنَ ، وإِنما جعله دواءً لأَنهم كانوا يُضَمِّرونَ الخيلَ بشُرْبِ اللبن والحَنْذِ ويُقْفُون به الجارِية ، وهي القَفِيَّة لأَنها تُؤْثَر به كما يؤثر الضَّيف والصَّبيُّ ؛ قال ابن بري : ومثله قول امرأَة من بني شُقيْر : ونُقْفي وِليدَ الحَيِّ إِنْ كان جائِعاً ، ونُحْسِبُه إِنْ كان ليْسَ بجائعِ والدَّواةُ : ما يُكْتَبُ منه معروفة ، والجمع دَوىً ودُوِيٌّ ودِوِيٌّ . التهذيب : إِذا عدَدْت قلت ثلاث دَوَياتٍ إِلى العَشْر ، كما يقال نَواةٌ وثلاث نَوَياتٍ ، وإِذا جَمَعْت من غير عَدَدٍ فهي الدَّوى كما يقال نَواةٌ ونَوىً ، قال : ويجوز أَن يُجْمَع دُوِيّاً على فُعُول مثل صَفاةٍ وصَفاً وصُفِيٍّ ؛ قال أَبو ذؤيب : عَرَفْتُ الديارَ كَخَطِّ الدُّوِيْـ يِّ حَبَّره الكاتِبُ الحِمْيَرِي والدُّوايَةُ والدِّوايَةُ : جُلَيْدةٌ رقيقة تعلو اللَّبَنَ والمَرَقَ . وقال اللحياني : دُوِاية اللبنِ والهَرِيسَة وهو الذي يََغْلُظُ عليه إِذا ضرَبَتْه الريحُ فيصيرُ مثل غِرْقِئ البَيْض . وقد دَوَّى اللبنُ والمَرَقُ تَدْوِيةً : صارت عليه دُوايةٌ أَي قِشْرَةٌ . وادَّوَيْت : أَكَلْت الدُّوايةَ ، وهو افْتَعَلْت ، ودَوَّيْته ؛ أََعْطَيْته الدُّواية ، وادَّوَيْتُها : أَخَذْتها فأَكَلْتها ؛ قال يزيدُ بن الحَكَم الثَّقَفي : بَدا منْك غِشٌّ ، طالما قَدْ كَتَمْته ، كما كَتَمَتْ داءَ ابْنِها أُمُّ مُدَّوِي وذلك أَن خاطبة من الأَعراب خطبت على ابنها جارية فجاءت أُمّها أُمّ الغلام لتنظر إِليه فدخل الغلام فقال : أَأَدَّوِي يا أُمِّي ؟ فقالت : اللِّجامُ مُعَلَّقٌ بعَمُودِ البَيْتِ ؛ أَرادت بذلك كِتْمان زَلَّةِ الابن وسُوءِ عادَتِهِ . ولبن داوٍ : ذُو دُوايَةٍ . والدِوُّاية في الأَسْنان كالطُّرامَة ؛
قال : أَعددت لفيك ذو الدواية (* قوله « أعددت لفيك إلخ » هكذا بالأصل ). ودَوَّى الماءُ : علاهُ مثلُ الدِوُّاية مما تَسْفِي الريح فيه ، الأَصمعي . ماءٌ مُدَوٍّ وداوٍ إِذا عَلَتْه قُشَيْرة مثل دَوَّى اللبنُ إِذا عَلَتْه قُشَيْرة ، ويقال للذي يأْخذ تلك القُشَيْرة : مُدَّوٍ ، بتشديد الدال ، وهو مُفْتَعِل ، والأَول مُفَعِّل . ومَرَقَةٌ دِوايةٌ ومُدَوِّيَة : كثيرة الإِهالة . وطعام داوٍ ومُدَوٍّ : كثيرٌ . وأَمْرٌ مُدَوٍّ إِذا كان مُغَطّىً ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي : ولا أَرْكَبُ الأَمْرَ المُدَوِّيَ سادِراً بعَمْياءَ حتَّى أَسْتَبِينَ وأُبْصِر ؟
قال : يجوز أَن يعني الأَمْر الذي لا يعرف ما وراءَهُ كأَنه ، قال ودُونه دُوايةٌ قد غَطَّته وسترته ، ويجوز أَن يكون من الدَّاءِ فهو على هذا مهموز . وداوَيْت السُّقْم : عانَيْته . الكسائي : داءَ الرجلُ فهو يَداءُ على مِثال شاءَ يَشاء إِذا صار في جوفه الدَّاءُ . ويقال : داوَيْت العَلِيلَ دَوىً ، بفتح الدال ، إِذا عالَجْته بالأَشْفِية التي تُوافِقُه ؛
وأَنشد الأَصمعي لثَعْلَبة بن عمرو العَبْدي : وأَهْلَكَ مُهْرَ أَبِيكَ الدَّوى ، وليسَ له مِنْ طَعامٍ نَصِيبْ خَلا أَنهُم كُلَّما أَوْرَدُوا يُصَبَّحُ قَعْباً عليه ذَنُوب ؟
قال : معناه أَنه يُسْقَى من لبنٍ عليه دَلْو من ماء ، وصفه بأَنه لا يُحْسن دَواءً فَرسه ولا يُؤْثِرهُ بلبنه كما تفعل الفُرْسان ؛ ورواه ابن الأَنباري : وأَهْلَكَ مُهْرَ أَبيكَ الدَّواءْ بفتح الدال ، قال : معناه أَهلكه تَرْكُ الدواء فأَضْمَر التَّرْكَ . والدَّواءُ : اللَّبَن . قال ابن سيده : الدِّواءُ والدَّواءُ والدُّواءُ ؛ الأَخيرة عن الهجري ، ما داوَيْتَه به ، ممدود . ودُووِيَ الشيء أَي عُولِجَ ، ولا يُدْغَمُ فَرْقاً بين فُوعِلَ وفُعِّل . والدِّواءُ : مصدر داوَيْتُه دِواءً مثل ضاربته ضِراباً ؛ وقول العجاج : بفاحِمٍ دُووِيَ حتى اعْلَنْكَسا ، وبَشَرٍ مع البَياضِ أَملَسا إِنما أَراد عُونِيَ بالأَدْهان ونحوها من الأَدْوِية حتى أَثَّ وكَثُرَ . وفي التهذيب : دُوِّيَ أَي عُولِجَ وقِيمَ عليه حتى اعْلَنْكَس أَي ركِبَ بعضُه بعضاً من كثرته . ويروى : دُووِيَ فُوعِلَ من الدَّواء ، ومن رواه دُوِّيَ فهو على فُعِّلَ منه . والدِّواءُ ، ممدود : هو الشِّفاءُ . يقال : داوَيْته مُداواةً ، ولو قلت دِوَاءً كان جائِزاً . ويقال : دُووِيَ فلان يُداوى ، فيُظْهِرُ الواوَيْنِ ولا يُدْغِم إِحداهما في الأُخرى لأَن الأُولى هي مَدّة الأَلف التي في داواه ، فكَرِهوا أَن يُدْغِموا المدَّة في الواو فيلتبس فُوعِل بفُعِّل . الجوهري : الدَّواء ، ممدودٌ ، واحد الأَدْوِيَة ، والدِّواءُ ، بالكسرِ ، لُغة فيه ؛ وهذا البيت يُنْشَد على هذه اللغة : يقولون : مَخْمورٌ وهذا دِواؤُه ، عليَّ إِذاً مَشْيٌ ، إِلى البيتِ ، واجِبُ أَي ، قالوا إِنَّ الجَلْد والتَّعْزِيزَ دواؤُه ، قال : وعلَيَّ حجةٌ ماشياً إِن كنتُ شَرِبْتُها . ويقال : الدِّواءُ إِنما هو مصدر داوَيْته مُداواةً ودِواءً . والدَّواءُ : الطعامُ وجمع الداء أَدْواءٌ ، وجمع الدواءِ أَدْوِية ، وجمع الدَّواةِ دُوِيُّ . والدَّوَى : جمعُ دواةٍ ، مقصورٌ يكتب بالياء ، والدَّوَى للدَّواءِ بالياء مقصور ؛
وأَنشد : إِلا المُقِيمَ على الدَّوَى المُتَأَفِّن وداوَيتُ الفَرَس : صَنَّعْتُها . والدَّوَى : تَصْنيع الدابَّة وتسْمِينُه وصَقْله بسَقْي اللبن والمواظَبة على الإِحسان إِليه ، وإِجرائِه مع ذلك البَرْدَينِ قدرَ ما يسيل عَرَقُه ويَشْتَدُّ لحْمه ويذهب رَهَله . ويقال : داوَى فلان فرسَه دِواءً ، بكسر الدال ، ومُداواةً إِذا سَمَّنه وعَلَفَه عَلْفاً ناجِعاً فيه ؛ قال الشاعر : وداوَيْتُها حتى شَتَتْ حَبَشِيَّةً ، كأَنَّ عَليها سُنْدُساً وسُدُوسا والدَّوِيُّ : الصَّوْتُ ، وخص بعضهم به صوتَ الرَّعْد ، وقد دَوَّى . التهذيب : وقد دَوَّى الصوتُ يُدَوِّي تَدْوِيَةً . ودَوِيُّ الريحِ : حَفِيفُها ، وكذلك دَوِيُّ النَّحْلِ . ويقال : دَوَّى الفَحْل تَدْوِيَةً ، وذلك إِذا سمعت لهَدِيره دَوِيّاً . قال ابن بري : وقالوا في جَمع دَوِيِّ الصوتِ أَداوِيَّ ؛ قال رؤبة : وللأَداوِيِّ بها تَحْذِيما وفي حديث الإِيمانِ : تَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِه ولا تَفْقَه ما يقول ؛ الدَّوِيُّ : صوت ليس بالعالي كصوت النَّحْلِ ونحوه . الأَصمعي : خَلا بَطْني من الطعام حتى سَمِعْتُ دَوِيّاً لِمَسامِعي . وسَمِعْتُ دَوِيَّ المَطر والرَّعْدِ إِذا سمعتَ صَوْتَهما من بعيدٍ . والمُدَوِّي أَيضاً : السحاب ذو الرَّعْدِ المُرْتَجِس . الأَصمعي : دَوَّى الكَلْبُ في الأَرض كما يقال دَوَّمَ الطائِرُ في السماء إِذا دار في طَيَرانِه في ارتفاعه ؛ قال : ولا يكون التَّدْويمُ في الأَرض ولا التَّدْويَة في السماء ، وكان يعيب قول ذي الرمة : حتى إِذا دَوَّمَتْ في الأَرض راجَعَهُ كِبْرٌ ، ولو شاءَ نجَّى نفْسَه الهَرَب ؟
قال الجوهري : وبعضهم يقول هما لغتان بمعنى ، ومنه اشْتُقَّت دُوَّامة الصبيّ ، وذلك لا يكون إِلا في الأَرض . أَبو خَيْرة : المُدَوِّيَةُ الأَرض التي قد اختَلَف نَبْتُها فدَوَّت كأَنها دُوايَةُ اللَّبَنِ ، وقيل : المُدَوِّيَةُ الأَرضُ الوافِرة الكَلإ التي لم يُؤْكَلْ منها شيءٌ . والدَّايَة : الظِّئْرُ ؛ حكاه ابن جني ، قال : كلاهما عربي فصيح ؛
قال ابن سيده : وإِنما أَثبته هنا لأَن باب لَوَيْتُ أَكثرُ من باب قُوَّة وعييت . "
المعجم: لسان العرب
وذم
" أَوْذَمَ الشيءَ : أَوْجَبه . وأَوْذَمَ على نَفْسِه حَجّاً أَو سَفَراً : أَوْجَبه . وأَوْذَمَ اليمينَ ووَذَّمَها وأَبْدَعها أَي أَوْجبها ؛ قال الراجز : لاهُمَّ ، إِن عامرَ بن جَهْمِ أَوذَمَ حَجّاً في ثِيابٍ دُسْمِ أَي مُتَلطِّخة بالذنوب ، يعني أَحْرم بالحج وهو مُدَنَّسٌ بالذنوب . أَبو عمرو : الوَذِيمةُ الهَدْيُ ، وجمعها الوَذائمُ . وقد أَوْذَمَ الهَدْيَ إِذا عَلَّق عليه سَيراً أَو شيئاً يُعَلَّم به فيُعْلَم أَنه هَدْيٌ فلا يُعْرَض له . ابن سيده : الوَذيمة الهدِيَّة . الجوهري : الوَذِيمةُ الهدِيَّة إِلى بيت الله الحرام ، والجمع الوَذائمُ ، وهي الأَموالُ التي نُذِرَتْ فيها النُّذورُ ؛ قال الشاعر : فإِن كنتُ لم أَذْكُرك ، والقومُ بعضُهم غَضابَى على بعضٍ ، فمالي وَذائمُ أَي مالي كلُّه في سبيل الله . والوَذَمُ : الفَضْلُ والزيادةُ ، وقد وَذَّمَ . والوَذَمةُ : زيادةٌ في حياء الناقة والشاة كالثُّؤْلول تمنعها من الولَد ، والجمعُ وَذَمٌ ووِذامً . ووَذَّمَها : قطع ذلك منها وعالجَها منه . الأَصمعي : المُوَذّمةُ من النُّوق التي يخرج في حيائها لحمٌ مثل الثَّآليل فيُقطَع ذلك منها ؛ قال أَبو منصور : سمعت العرب تقول لأَشْباهِ الثَّآليل تخرُج في حياء الناقة فلا تَلْقَح معها إِذا ضرَبها الفحلُ الوَذَم ، فيَعْمِدُ رجل رفيقٌ ويأْخذ مِبْضعاً لطيفاً ويُدْخِلُ يدَه في حيائها فيقطع الوَذَمَ فيقال : قد وَذَّمها تَوْذيماً ، والذي فعل ذلك مُوَذِّمٌ ، ثم يَضْرِبُها الفحلُ بعد التَّوْذيمِ فتَلْقَحُ . وامرأَة وَذْماء وفرسٌ وَذْماء : وهي العاقرُ ، وقيل : الوَذَمةُ في حياء الناقةِ زيادةٌ في اللحم تَنبتُ في أَعلى الحياء عند قَرْءِ الناقةِ فلا تَلْقحُ الناقةُ إِذا ضربَها الفحل ، وقد تقدم ذلك في الوَخم أَيضاً . ويقال للمصير أَيضاً : وَذَمٌ ، والوَذَمُ : الحُزَّة من الكَرِشِ والكَبِد والمَصارِين المقطوعة تُعْقَد وتُلْوَى ثم تُرْمى في القِدْر ، والجمع أَوْذُمٌ وأَوْذامٌ ووُذومٌ وأَواذِمُ ؛ الأَخيرة جمع أَوْذُمٍ ، وليس بجمع أَوْذامٍ ، إِذ لو كان ذلك لثبتت الياء ، وهي الوَذَمة والجمع وِذامٌ . أَبو زيد وأَبو عبيدة : الوَذَمةُ قُرْنةُ الكَرِش ، وهي زاويةٌ في الكرش شِبْه الخريطة ، قال : وقُرْنةُ الرحمِ المكانُ الذي ينتهي إِليه الماءُ في الرحم . والوِذامُ : الكَرِشُ والأَمْعاءُ ، الواحدة وَذَمةٌ مثل ثمَرةٍ وثِمارٍ . وقال ابن خالويه : الوَذَمُ قطعةُ كرشٍ تُطْبَخُ بالماء ؛ قال الشاعر : وما كان إِلا نِصْفُ وَذْمٍ مُرَمَّدٍ أَتانا ، وقد حُبَّتْ إِلينا المَضاجِعُ وفي حديث علي بن أَبي طالب ، عليه السلام : لئِنْ وَلِيتُ بني أُميَّة لأَنْفُضَنَّهم نَقْضَ القَصّابِ الوِذامَ التَّرِبةَ ، وفي رواية : التِّرابَ والوَذِمةَ ؛ قال الأَصمعي : سأَلني شعبة عن هذا الحرف فقلت : ليس هو هكذا ، إِنما نَفْض القصّاب الوِذامَ التَّرِبة ، والتَّرِبةُ التي قد سقطت في التراب فتتَرَّبَت ، فالقصّاب يَنْفُضها ، وأَراد بالوِذامِ الخُزَزَ من الكَرِش والكبِد الساقطةَ في التُّراب والقصّاب يُبالغُ في نَفْضِها ، قال : ومن هذا قيل لسيُور الدِّلاء الوَذمُ لأَنها مقدَّدةٌ طِوال ، قال : والتِّراب التي سقطت في التُّراب فتتَرَّبَت ، وواحدةُ الوِذامِِ وذَمةٌ ، وهي الكرش لأَنها معلَّقة ، وقيل : هي غيرُ الكرش أَيضاً من البطون . أَبو سعد : الكُروشُ كلها تسمَّى تَرِبةً لأَنها يحصل فيها التُّرابُ من المَرْتَع ، والوَذَمة التي أَخمل باطنُها ، والكروشُ وَذَمةٌ لأَنها مُخْمَلةٌ ، ويقال لِخَمْلِها الوَذَمُ ، فمعنى قوله لئنْ وَليِتُهم لأُطَهِّرَنَّهم من الدَّنَسِ ولأُطَيِّبَنَّهم بعد الخَبَث . وكلُّ سير قَدَدْتَه مُستطيلاً وَذَمٌ . والوَذَمةُ : السيرُ الذي بين آذانِ الدَّلْوِ وعَراقِيها تُشَدُّ بها ، وقيل : هو السير الذي تُشدُّ به العَراقي في العُرى ، وقيل : هو الخيط الذي بين العُرى التي في سُعْنَتها وبين العَراقي ، والجمع وَذَمٌ ، وجمع الجمع أَوْذامٌ . وَوذَّمَها : جعل لها أَوْذاماً . وأَوْذَمَها : شَدَّ وَذَمها . ودَلْوٌ مَوْذومةٌ : ذات وَذَمٍ . والعرب تقول للدلو إِذا انقطع سيورُ آذانِها : قد وَذِمَتِ الدلوُ تَوْذَمُ ، فإِذا شدّوها إِليها ، قالوا : أَوْذَمْتُها . ووَذِمَت الدلوُ تَوْذَمُ ، فهي وَذِمَةٌ : انقطع وَذَمُها ؛ قال يصف الدلو : أَخَذِمَتْ أَمْ وَذِمَتْ أَمْ ما لَها ، أَم غالَها في بئرِها ما غالَها ؟ وقال : أَرْسَلْتُ دَلْوي فأَتاني مُتْرَعا ، لا وَذِماً جاءَ ، ولا مُقَنَّعا ذكَّر على إِرادة السَّلْم أَو الغَرْب . وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها ، رضي الله عنهما : وأَوْذَمَ السِّقاءَ أَي شَدَّه بالوَذَمةِ ، وفي رواية أُخرى : وأَوْذَمَ العَطِلَة ، تُريد الدلو التي كانت مُعَطَّلة عن الاستقاء لعدم عُراها وانقطاع سُيورِها . ووَذِم الوَذَمُ نفسُه : انقطع . ووذَّمَ على الخَمْسينَ توْذيماً وأَوْذَمَ : زادَ عليها . ووَذَّمَ مالَه : قطَّعه ، والوَذيمةُ : ما وَذَّمَه منه أَي قطَّعه ؛
قال : إِن لم أَكُنْ أَهْواك ، والقومُ بَعضهمْ غِضابٌ على بعضٍ ، فما لي وَذائمُ والتَّوذيمُ : أَن تُوَذَّم الكلابُ بِقِلادة . ووَذِيمةُ الكلب : قِطعة تكون في عنُقِه ؛ عن ثعلب . وروي عن أَبي هريرة أَنه سُئِل عن صَيْدِ الكلب فقال : إِذا وَذَّمْتَه وأَرْسَلْتَه وذكَرْتَ اسْمَ الله فكُلْ ما أَمْسَكَ عليك ما لم يأْكلْ ؛ وتَوْذيمُ الكلب : أَن يُشد في عنقه سيرٌ يُعْلَم به أَنه مُعلَّم مُؤدَّب ، أَراد بِتَوْذيمهِ أَن لا يَطْلُب الصيد بغير إِرسالٍ ولا تَسْميةٍ ، مأْخوذٌ من الوَذَمِ السُّيورِ التي تُقدُّ طِوالاً . وفي الحديث : أُريتُ الشَّيطانَ فوضعتُ يدي على وَذَمَتِه ؛ قال ابن الأَثير : الوَذَمةُ ، بالتحريك ، سيرٌ يُقدُّ طُولاً ، وجمعه وِذامٌ ، وتُعمل منه قلادة توضع في أَعناق الكلاب لتُرْبطَ فيها ، فشبّه الشَّيطانَ بالكلب ، وأَراد تَمكُّنه منه كما يَتمكَّنُ القابضُ على قِلادة الكلب . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : فرَبَط كُمَّيْه بوَذَمةٍ أَي سَيْرٍ . "
المعجم: لسان العرب
ذأب
" الذِّئْبُ : كَلْبُ البَرِّ ، والجمعُ أَذْؤُبٌ ، في القليل ، وذِئابٌ وذُؤْبانٌ ؛ والأُنثَى ذِئْبَةٌ ، يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ ، وأَصله الـهَمْز . وفي حديث الغار : فيُصْبِحُ في ذُوبانِ الناسِ . يقال لِصعالِيك العرب ولُصُوصِها : ذُوبانٌ ، لأَنهم كالذِّئابِ . وذكره ابن الأَثير في ذَوَبَ ، قال : والأَصل في ذُوبان الهمزُ ، ولكنه خُفِّفَ ، فانْقَلَبت واواً . وأَرْضٌ مَذْأَبةٌ : كثِـيرة الذِّئابِ ، كقولك أَرضٌ مَـأْسَدَةٌ ، من الأَسَد . قال أَبو علي في التذكرة : وناسٌ من قَيْس يقولون مذيَبة ، فلا يَهْمِزون ، وتعليل ذلك أَنه خُفِّفَ الذِّئْبُ تَخْفيفاً بَدَلِـيّاً صحيحاً ، فجاءَت الهمزة ياءً ، فلَزِمَ ذلك عندَه ، في تَصْرِيفِ الكلمة . وذُئِبَ الرَّجُلُ : إِذا أَصابَه الذِّئْبُ . ورجلٌ مَذْؤُوبٌ : وقَع الذِّئْبُ في غَنَمِه ، تقول منه : ذُئِبَ الرَّجُلُ ، على فُعِلَ ؛ وقوله أَنشده ثعلب : هاعٍ يُمَظِّعُني ، ويُصْبِحُ سادِراً ، * سَدِكاً بلَحْمِـي ، ذِئْبُه لا يَشْبَعُ عَنَى بِذِئْبِه لسانَه أَي إِنه يأْكلُ عِرْضَه ، كما يأْكلُ الذِّئْبُ الغنمَ . وذُؤْبانُ العرب : لُصُوصُهم وصَعالِـيكُهُمُ الذين يَتَلَصَّصون ويَتَصَعْلَكُونَ . وذِئابُ الغَضَى : بنو كعب بن مالك بن حنظلة ، سُمُّوا بذلك لخُبْثِهم ، لأَن ذِئْبَ الغَضَى أَخْبَثُ الذِّئَابِ . وذَؤُبَ الرجلُ يَذْؤُبُ ذَآبَةً ، وذَئِبَ وتَذَأَّبَ : خَبُثَ ، وصار كالذِّئْبِ خُبْثاً ودَهاءً . واسْتَذْأَبَ النَّقَدُ : صارَ كالذِّئْب ؛ يُضْرَبُ مثلاً للذُّلاّن إِذا عَلَوا الأَعِزَّة . وتَذَأَّبَ الناقةَ وتَذَأَّبَ لَـها : وهو أَن يَسْتَخْفِـيَ لها إِذا عَطَفَها على غير ولَدِها ، مُتَشَبِّهاً لها بالسَّبُعِ ، لتكون أَرْأَمَ عليه ؛ هذا تعبير أَبي عبيد . قال : وأَحسن منه أَن يقول : مُتَشَبِّهاً لها بالذِّئْبِ ، لـيَتَبَـيَّن الاِشْتقاقُ . وتَذَأَّبَتِ الرِّيحُ وتَذَاءَبَتْ : اخْتَلَفَتْ ، وجاءَتْ من هُنا وهُنا . وتَذَأَّبْـتُه وتَذاءَبْـتُه : تَدَاولْـتُه ، وأَصْلُه من الذِّئْبِ إِذا حَذِرَ من وجهٍ جاءَ من آخَر . أَبو عبيد : الـمُتَذَئِّبَة والـمُتَذائِبَةُ ، بوَزنِ مُتَفَعِّلة ومُتَفاعِلَة : من الرِّياح التي تَجِـيءُ من هَهُنا مرَّةً ومن ههنا مرَّةً ؛ أُخِذَ من فِعْل الذِّئْبِ ، لأَنه يأْتي كذلك . قال ذوالرُّمة ، يذكر ثوراً وَحْشِـيّاً : فباتَ يُشْئِزهُ ثَـأْدٌ ، ويُسْهِرُه * تَذَؤُّبُ الرِّيح ، والوَسْواسُ والـهِضَبُ وفي حديث عليّ ، كرّم اللّه وجهه : خَرَجَ منكم جُنَيْدٌ مُتَذائِبٌ ضَعِـيفٌ ؛ الـمُتَذائِبُ : الـمُضْطَرِبُ ، من قولهم : تَذَاءَبَتِ الرِّيحُ ، اضْطرب هبوبُها . وغَرْبٌ ذَأْبٌ : مُخْتَلَفٌ به ؛ قال أَبو عبيدة ، قال الأَصمعي : ولا أُراهُ أُخِذَ إِلا من تَذَؤُّبِ الرِّيحِ ، وهو اخْتِلافُها ، فشُبِّه اخْتلافُ البَعيرِ في الـمَنْحاةِ بها ؛ وقيل : غَرْبٌ ذَأْبٌ ، على مثالِ فَعْلٍ : كثيرةُ الحركةِ بالصُّعُودِ والنُّزول . والـمَذْؤُوبُ : الفَزِعُ . وذُئِبَ الرجُل : فَزِعَ من الذِّئْبِ . وذَأَّبْتُه : فَزَّعْتُه . وذَئِب وأَذْأَبَ : فَزِع من أَيِّ شيءٍ كان . قال الدُّبَيْرِيُّ : إِني ، إِذا ما لَيْثُ قَوْمٍ هَرَبا ، * فسَقَطَتْ نَخْوَتُه وأَذْأَب ؟
قال : وحقيقتُه من الذِّئبِ . ويقال للذي أَفْزَعَتْه الجِنُّ : تَذَأَّبَتْه وتَذَعَّبَتْه . وقالوا : رَماه اللّهُ بداءِ الذِّئبِ ، يَعْنُونَ الجُوعَ ، لأَنهم يَزْعُمونَ أَنه لا داءَ له غيرُ ذلك . وبنُو الذِّئبِ : بَطْنٌ من الأَزْدِ ، منهم سَطِـيحٌ الكاهنُ ؛ قال الأَعشى : ما نَظَرَتْ ذاتُ أَشْفارٍ كنَظْرَتِها * حَقّاً ، كما صَدَقَ الذِّئْبِـيُّ ، إِذ سَجَعا وابنُ الذِّئْبةِ : الثَّقَفِـيُّ ، من شُعرائِهِم . ودارةُ الذِّئبِ : موضعٌ . ويقال للمرأَةِ التي تُسَوِّي مَرْكَبَها : ما أَحْسَنَ ما ذَأَبَتْه !، قال الطِّرمَّاح : كلُّ مَشْكُوكٍ عَصافِيرُه ، * ذَأَبَتْه نِسْوَةٌ من جُذامْ وذَأَبْتُ الشيءَ : جَمَعْته . والذُّؤَابةُ : النَّاصِيةُ لنَوَسانِها ؛ وقيل : الذُّؤَابةُ مَنْبِتُ الناصيةِ من الرأْس ، والجَمْعُ الذَّوائِبُ . وكان الأَصلُ ذَآئبَ ، وهو القياسُ ، مثل دُعابةٍ ودَعائِبَ ، لكنه لـمَّا التَقَتْ همزتان بينهما أَلِفٌ لَيِّنةٌ ، لَيَّـنُوا الهمزة الأولى ، فقَلَبُوها واواً ، اسْتِثقالاً لالتقاءِ همزتين في كلمة واحدةٍ ؛ وقيل : كان الأَصلُ . (* قوله « وقيل كان الأصل إلخ » هذه عبارة الصحاح والتي قبلها عبارة المحكم .) ذَآئبَ ، لأَن أَلِف ذُؤَابةٍ كأَلِفِ رِسالَةٍ ، فحقُّها أَنْ تُبْدَل منها همزةٌ في الجمع ، لكنهم اسْتَثْقَلوا أَن تقَع أَلِف الجمع بين الهمزتين ، فأَبدلوا من الأُولى واواً . أَبو زيد : ذُؤَابة الرأْسِ : هي التي أَحاطَتْ بالدَوَّارة من الشَّعَر . وفي حديث دَغْفَلٍ وأَبي بكرٍ : إِنَّكَ لستَ من ذَوائِبِ قُرَيْشٍ ؛ هي جمع ذُؤَابةٍ ، وهي الشَّعَر الـمَضْفورُ من شَعَرِ الرأْسِ ؛ وذُؤَابَةُ الجَبَلِ : أَعْلاه ، ثم اسْتُعيرَ للعِزِّ والشَّرَف والـمَرْتَبة أَي لستَ من أَشرافِهِم وذَوِي أَقْدارِهم . وغُلامٌ مُذَأَّبٌ : له ذُؤَابة . وذُؤَابةُ الفَرَسِ : شَعَرٌ في الرأْسِ ، في أَعْلى النَّاصِـية . أَبو عمرو : الذِّئْبانُ الشَّعَر على عُنُقِ البعيرِ ومِشْفَرِه . وقال الفَرَّاءُ : الذِّئْبانُ بَقِـيَّة الوَبَر ؛ قال : وهو واحدٌ . قال الشيخ أَبو محمد بن بري : لم يذكر الجوهريّ شاهداً على هذا . قال : ورأَيتُ في الحاشية بيتاً شاهداً عليه لكُثير ، يصف ناقة : عَسُوف بأَجْوازِ الفَلا حِمْيَرِيَّة ، * مَريش ، بذئْبانِ السَّبِـيبِ ، تَلِـيلُها والعَسُوفُ : التي تَمُرُّ على غيرِ هدايةٍ ، فتَرْكَبُ رأْسها في السَّـيْر ، ولا يَثْنِـيها شيءٌ . والأَجْوازُ : الأَوْساطُ . وحِمْيَرِيَّة : أَراد مَهْرِية ، لأَن مَهْرة من حِمْيَر . والتَّلِـيلُ : العُنق . والسَّبِـيبُ : الشَّعَرُ الذي يكونُ مُتَدَلِّياً على وجه الفَرَسِ من ناصِـيَتِه ؛ جَعل الشَّعَر الذي على عيْنَي الناقة بمنزلة السَّبِـيبِ . وذُؤَابةُ النَّعْلِ : الـمُتَعَلِّقُ من القِبالِ ؛ وذُؤَابة النَّعْلِ : ما أَصابَ الأَرضَ من الـمُرْسَلِ على القَدَم لتَحَرُّكِه . وذُؤَابةُ كلِّ شيءٍ أَعلاه ، وجَمْعُها ذُؤَابٌ ؛ قال أَبو ذؤيب : بأَرْي التي تَـأْري اليَعاسيبُ ، أَصْبَحَتْ * إِلى شاهِقٍ ، دُونَ السَّماءِ ، ذُؤَابُه ؟
قال : وقد يكون ذُؤَابُها من بابِ سَلٍّ وسَلَّةٍ . والذُّؤَابَةُ : الجِلْدَة الـمُعَلَّقَة على آخِر الرَّحْلِ ، وهي العَذبَة ؛
وأَنشد الأَزهري ، في ترجمة عذب في هذا المكان : قَالُوا : صَدَقْتَ ورَفَّعُوا ، لـمَطِـيِّهِمْ ، * سَيْراً ، يُطِـيرُ ذَوائِبَ الأَكْوارِ وذُؤَابَة السَّيْفِ : عِلاقَةُ قائِمِه . والذُّؤَابَةُ : شَعَرٌ مَضْفُور ، ومَوْضِعُها من الرَّأْسِ ذُؤَابَةٌ ، وكذلك ذُؤَابةُ العِزِّ والشَّرَف . وذُؤَابة العِزِّ والشَّرَف : أَرْفَعُه على الـمَثَلِ ، والجَمْع من ذلك كلِّه ذَوائِبُ . ويقال : هم ذُؤَابَة قَوْمِهِمْ أَي أَشْرافُهُم ، وهو في ذُؤَابَةِ قَوْمِه أَي أَعْلاهُم ؛ أُخِذوا من ذُؤَابَةِ الرَّأْسِ . واسْتَعارَ بعضُ الشُّعراءِ الذَّوائِبَ للنَّخْل ؛ فقال : جُمّ الذَّوائِب تَنْمِـي ، وهْيَ آوِيَةٌ ، * ولا يُخافُ ، على حافاتِها ، السَّرَق والذِّئْبَةُ من الرَّحْلِ ، والقَتَبِ ، والإِكافِ ونحوِها ، ما تَحْتَ مُقَدَّمِ مُلْتَقَى الـحِنْوَيْن ، وهو الذي يَعَضُّ على مِنْسَجِ الدَّابَّةِ ؛
قال : وقَتَبٍ ذِئْبَتُه كالـمِنْجَلِ وقيل : الذِّئْبَةُ : فُرْجَةُ ما بَيْنَ دَفَّتَي الرَّحْلِ والسَّرْجِ والغَبِـيطِ أَيّ ذلك كان . وقال ابن الأَعرابي : ذِئْبُ الرَّحْلِ أَحْناؤُه من مُقَدَّمِه . وذَأَبَ الرَّحْلَ : عَمِلَ لَه ذِئْبةً . وقَتَبٌ مُذَأَّبٌ وغَبِـيطٌ مُذَأَبٌ : إِذا جُعِلَ له فُرْجَة ؛ وفي الصحاح : إِذا جُعِلَ له ذُؤَابَةٌ ؛ قال لبيد : فكَلَّفْتُها هَمِّي ، فآبَتْ رَذِيَّـةً * طَلِـيحاً ، كأَلْواحِ الغَبِـيطِ الـمُذَأَبِ وقال امرؤُ القيس : له كَفَلٌ ، كالدِّعْصِ ، لَبَّدَه النَّدى * إِلى حارِكٍ ، مِثلِ الغَبِـيطِ الـمُذأَبِ والذِّئْبةُ : دَاءٌ يأْخُذُ الدَّوابَّ في حُلُوقِها ؛ يقال : بِرْذوْنٌ مَذْؤُوبٌ : أَخَذَتْهُ الذِّئْبَةُ . التهذيب : من أَدْواءِ الخَيْلِ الذِّئْبَةُ ، وقد ذُئِبَ الفَرسُ ، فهو مَذْؤُوبٌ إِذا أَصابَه هذا الدَّاءُ ؛ ويُنْقَبُ عنه بحديدةٍ في أَصلِ أُذُنِهِ ، فيُسْتَخْرَجُ منه غُدَدٌ صِغارٌ بيضٌ ، أَصْغَرُ من لُبِّ الجَاوَرْسِ . وذَأَبَ الرَّجُلَ : طَرَدَه وضَرَبَه كذَأَمَه ، حكاه اللحياني . وذَأَبَ الإِبِلَ يَذْأَبُها ذَأْباً : ساقَها . وذَأَبَه ذَأْباً : حَقَّرَه وطَرَدَه ، وذَأَمَه ذَأْماً ؛ ومنه قوله تعالى : مَذْؤُوماً مَدْحوراً . والذَّأْبُ : الذَّمُّ ، هذه عن كُراع . والذَّأْبُ : صَوْتٌ شديدٌ ، عنه أَيضاً . وذُؤَابٌ وذُؤَيْبٌ : اسْمانِ . وذُؤَيْبَة : قبيلَةٌ من هذيل ؛ قال الشاعر : عَدَوْنا عَدْوَةً ، لا شَكَّ فِـيها ، * فَخِلْناهُم ذُؤَيْبَةَ ، أَو حَبِـيبَا وحَبِـيبٌ : قبيلَةٌ أَيضاً . "
المعجم: لسان العرب
درك
" الدَّرَكُ : اللحَاق ، وقد أَدركه . ورجل دَرَّاك : مُدْرِك كثير الإدْراك ، وقلما يجئ فَعَّال من أَفْعَلَ يُفْعِل إلا أَنهم قد ، قالوا حَسَّاس دَرّاك ، لغة أَوازدواج ، ولم يجئ فَعَّال من أَفْعَلَ إلاَّ دَرَّاك من أَدْرَك ، وجَبّار من أَجبره على الحكم أَكرهه ، وسَأْآر من قوله أَسأَر في الكأْس إِذا أَبقى فيها سؤْراً من الشراب وهي البقية ، وحكى اللحياني : رجل مُدْرِكةٌ ، بالهاء ، سريع الإدْراكِ ، ومُدْرِكةُ : إسم رجل مشتق من ذلك . وتَدَاركَ القومُ : تلاحقوا أَي لَحِق آخرُهم أَولَهم . وفي التنزيل : حتى إذا ادّارَكُوا فيها جميعاً ؛ وأَصله تَدَاركوا فأدغمت التاء في الدال واجتلبت الألف ليسلم السكون . وتَدَارك الثَّرَيان أَي أَدرك ثرى المطر ثرى الأرض . الليث : الدَّرَك إدراك الحاجة ومَطْلبِه . يقال : بَكِّرْ ففيه دَرَك . والدَّرَك : اللَّحَقُ من التَّبِعَةِ ، ومنه ضمان الدَّرَكِ في عهدة البيع . والدَّرَك : اسم من الإدْراك مثل اللَّحَق . وفي الحديث : أَعوذ بك من دَرْك الشَّقاء ؛ الدَّرْك : اللَّحاق والوصول إلى الشيء ، أدركته إدْراكاً ودركاً وفي الحديث : لو ، قال إن شاء الله لم يحنث وكان دَرَكاً له في حاجته . والدَّرَك : التَّبِعةُ ، يسكن ويحرك . يقال : ما لَحِقك من دَرَكٍ فعليَّ خلاصُه . والإدْراكُ : اللحوق . يقال : مشيت حتى أَدْرَكته وعِشْتُ حتى أَدْرَكْتُ زمانه . وأَدْرَكْتُه ببصري أَي رأَيته وأَدْرَكَ الغلامُ وأَدْرَكَ الثمرُ أَي بلغ ، وربما ، قالوا أَدْرَكَ الدقيق بمعنى فَنِيَ . واستَدْرَكْت ما فات وتداركته بمعنى . وقولهم : دَرَاكِ أَي أَدْرِكْ ، وهو اسم لفعل الأَمر ، وكسرت الكاف لاجتماع الساكنين لأَن حقها السكون للأَمر ؛ قال ابن بري : جاء دَرَاك ودَرَّاك وفَعَال وفَعَّال إِنما هو من فعل ثلاثي ولم يستعمل منه فعل ثلاثي ، ون كان قد استعمل منه الدَّرْكُ ؛ قال جَحْدَر بن مالك الحنظلي يخاطب الأَسد : لَيْثٌ ولَيْثٌ في مَجالٍ ضنكِ ، كلاهما ذو أنَف ومَحْكِ وبَطْشةٍ وصِوْلةٍ وفَتْك ، إن يَكْشِف الله قِناع الشك بظَفَرٍ من حاجتي ودَرْك ، فذا أَحَقُّ مَنْزِل بتَرْك ؟
قال أَبو سعيد : وزادني هفّان في هذا الشعر : الذئب يَعْوي والغُراب يَبْك ؟
قال الأصمعي : هذا كقول ابن مُفَرِّغ الريحُ تَبْكي شَجْوَها ، والبرقُ يَضحك في الغَمَام ؟
قال : ثم ، قال جحدر أَيضاً في ذلك : يا جُمْلُ إِنكِ لو شهِدْتِ كَرِيهتي ، في يوم هَيْجٍ مُسْدِفٍ وعَجاجِ ، وتَقَدُّمِي لليث أَرْسُف نحوه ، كَيْما أكابِرَه على الأَحْرَاج ؟
قال : وقال قيس بن رفاعة في دَرَّاك : وصاحب الوَتْرِ ليس الدهر مُدْرِكَهُ عندي ، وإني لدَرَّاكٌ بأَوْتارِ والدَّرك : لحاق الفرسِ الوحْشَ وغيرها . وفرس دَرَك الطَّريدة يُدْرِكها كما ، قالوا فرس قَيْدُ الأَوَابِدِ أَي أَنه يُقَيِّدها . والدَّرِيكة : الطَّريدةُ . والدَّراك : اتباع الشيء بعضه على بعضٍ في الأَشياء كلها ، وقد تَدَارك ، والدِّراك : المُداركة . يقال : دَارَك الرجل صوته أَي تابعه . وقال اللحياني : المُتَدَارِكة غير المُتَوَاتِرة . المُتَواتِرُ : الشيءُ الذي يكون هُنَيَّةً ثم يجيءُ الآخر ، فإذا تتابعت فليست مُتَوَاتِرة ، هي مُتَداركة متواترة . الليث : المُتَدَارِك من القَوَافي والحروف المتحركة ما اتفق متحركان بعدهما ساكن مثل فَعُو وأَشباه ذلك ؛ قال ابن سيده : والمُتَدَارِكُ من الشِّعْر كل قافية توالى فيها حرفان متحركان بين ساكنين ، وهي متفاعِلُنْ ومستفعلن ومفاعِلُنْ ، وفَعَلْ إذا اعتمد على حرف ساكن نحو فَعُولُنْ فَعَلْ ، فاللام من فعل ساكنة ، وفُلْ إذا اعتمد على حرف متحرك نحو فَعُولُ فُلْ ، اللام من فُلْ ساكنة والواو من فَعُولُ ساكنة ، سمي بذلك لتوالي حركتين فيها ، وذلك أَن الحركات كما قدمنا من آلات الوصل وأَماراته ، فكأنَّ بعض الحركات أدرك بعضاً ولم يَعُقْده عنه اعتراض الساكن بين المتحركين . وطَعَنَهُ طعناً دِراكاً وشرِب شرباً دِراكاً ، وضرب دِراكٌ : متتابع . والتَّدْرِيكُ : من المطر : أَن يُدَارِكَ القَطْرُ كأنه يُدْرِك بعضُه بعضاً ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد أَعرابي يخاطب ابنه : وَابِأَبي أَرْواحُ نَشْرِ فِيكا ، كأَنه وهْنٌ لمن يَدْرِيكا إذا الكَرى سنَاتِهِ يُغْشِيكا ، رِيحَ خُزامَى وُلِّيَ الرَّكِيكا ، أَقْلَعَ لمَّا بَلَغَ التَّدْرِيكا واسْتَدْرَك الشيءَ بالشيءِ : حاول إِدْراكه به ، واستعمل هذا الأَخفش في أَجزاء العروض فقال : لأَنه لم ينقص من الجزء شيء فيستدركه . وأَدْرَكَ الشيءُ : بلغ وقته وانتهى . وأَدْرَك أَيضاً : فَنِيَ . وقوله تعالى : بل ادَّارَكِ علمهم في الآخرة ؛ روي عن الحسن أَنه ، قال : جهلوا علم الآخرة أَي لا علم عندهم في أَمر الآخرة . التهذيب : وقوله تعالى : قل لا يعلم مَنْ في السموات والأَرض الغيب إلا الله وما يشعرون أَيَّان يُبْعثون بل ادَّارَكَ علمهم في الآخرة ؛ قرأَ شيبة ونافع بل ادَّرَاك وقرأَ أَبو عمرو بل أَدْرَكَ ، وهي في قراءة مجاهد وأَبي جعفر المدني ، وروي عن ابن عباس أَنه قرأَ : بَلى آأَدْرَك علمهم ، يستفهم ولا يشدد ، فأَما من قرأَ بل ادَّارَكَ فإن الفراء ، قال : معناه لغةً تَدَارَك أَي تتابع علمهم في الآخرة ، يريد بعلم الآخرة تكون أو لا تكون ، ولذلك ، قال : بل هم في شك منها بل هم منها عَمُون ، قال : وهي في قراءة أَُبيّ تَدارَكَ ، والعرب تجعَل بل مكان أَم وأَم مكان بل إذا كان في أَول الكلمة استفهام مثل قول الشاعر : فوالله ما أَدْرِي ، أَسَلْمَى تَغَوَّلَتْ ، أَم البُومُ ، أَم كلٌّ إِليَّ حَبِيبُ معنى أَم بل ؛ وقال أَبو معاذ النحوي : ومن قرأَ بل أَدْرَك ومن قرأَ بل ادّارك فمعناهما واحد ، يقول : هم علماء في الآخرة كقول الله تعالى : أَسْمعْ بهم وأَبْصِرْ يوم يأْتوننا ، ونحو ذلك . قال السدي في تفسيره ، قال : اجتمع علمهم في الآخرة ومعناها عنده أَي عَلِمُوا في الآخرة أَن الذي كانوا يوعَدُون به حق ؛
وأَنشد للأَخطل : وأَدْرَكَ عِلْمي في سوَاءَة أَنها تقيم على الأَوْتار والمَشْرَب الكدر أَي أَحاط علمي بها أَنها كذلك . قال الأَزهري : والقول في تفسير أَدْرَكَ وادَّارَكَ ومعنى الآية ما ، قال السدي وذهب إليه أَبو معاذ وأَبو سعيد ، والذي ، قاله الفراء في معنى تَدَارَكَ أَي تتَابع علمهم في الآخرة أَنها تكون أَو لا تكون ليس بالبَيِّنِ ، إِنما المعنى أَنه تتَابع علمهم في الآخرة وتواطأَ حين حَقَّت القيامة وخسروا وبان لهم صدق ما وُعِدُوا ، حين لا ينفعهم ذلك العلم ، ثم ، قال سبحانه : بل هم اليوم في شك من علم الآخرة بل هم منها عَمُون ، أَي جاهلون ، والشَّك في أَمر الآخرة كفر . وقال شمر في قوله تعالى : بل أَدْرَكَ علمهم في الآخرة ؛ هذه الكلمة فيها أَشياء ، وذلك أَنا وجدنا الفعل اللازم والمتعدي فيها في أَفْعَلَ وتَفَاعَلَ وافْتَعَلَ واحداً ، وذلك أَنك تقول أَدْرَكَ الشيءَ وأَدْرَكْتُه وتَدَارك القومُ وادَّارَكوا وادَّرَكُوا إذا أَدرَكَ بعضهم بعضاً . ويقال : تَدَاركتهُ وادَّارَكْتُه وادَّرَكْتُه ؛
وأَنشد : تَدَاركتُما عَبْساً وذُبْيان بعدما تفانَوْا ، ودَقُّوا بينهم عِطْر مَنْشِمِ وقال ذو الرمة : مَجَّ النَّدَى المُتَدارِكِ فهذا لازم ؛ وقال الطرماح : فلما ادَّرَكْناهُنَّ أَبدَيْنَ للهَوَى وهذا متعد . وقال الله تعالى في اللازم : بل ادَّارَكَ علمهم . قال شمر : وسمعت عبد الصمد يحدث عن الثوري في قوله : بل ادَّارَكَ علمُهم في الآخر ؟
قال مجاهد : أَم تواطأَ علمهم في الآخرة ؛ قال الأَزهري : وهذا يوافق قول السدي لأَن معنى تواطأَ تحقق واتفق حين لا ينفعهم ، لا على أنه تواطأَ بالحَدْس كما ظنه الفراء ؛ قال شمر : وروي لنا حرف عن ابن المظفر ، قال ولم أَسمعه لغيره ذكر أَنه ، قال أَدْرَكَ الشيءُ إذا فَنِيَ ، فإن صح فهو في التأويل فَنِيَ علمُهم في معرفة الآخرة ، قال أَبو منصور : وهذا غير صحيح في لغة العرب ، قال : وما علمت أَحداً ، قال أَدْرك الشيءُ إذا فني فلا يعرّج على هذا القول ، ولكن يقال أَدْرَكتِ الثِّمار إذا بلغت إناهَا وانتهى نُضْجها ؛ وأَما ما روي عن ابن عباس أَنه قرأَ بلى آأَدْرَكَ عِلْمهم في الآخرة ، فإنه إن صح استفهام فيه ردّ وتهكّم ، ومعناه لم يُدْرِكْ علمهم في الآخرة ، ونحو ذلك روى شعبة عن أَبي حمزة عن ابن عباس في تفسيره ؛ ومثله قول الله عز وجل : أَم له البَناتُ ولكم البنُون ؛ معنى أَم أَلف الإستفهام كأَنه ، قال أَله البنات ولكم البنون ، اللفظ لفظ الإستفهام ومعناه الردّ والتكذيب لهم ، وقول الله سبحانه وتعالى : لا تخاف دَرَكا ولا تخشى ؛ أَي لا تخاف أَن يُدْرِ كَكَ فرعونُ ولا تخشاه ، ومن قرأَ لا تَخَفْ فمعناه لا تَخَفْ أَن يُدْرِ كَكَ ولا تخشَ الغرق . والدَّرْكُ والدَّرَكُ : أَقصى قَعْر الشيء ، زاد التهذيب : كالبحر ونحوه . شمر : الدَّرَكُ أَسفل كل شيء ذي عُمْق كالرَّكِيَّة ونحوها . وقال أَبو عدنان : يقال أَدْرَكوا ماء الرَّكيّة إِدراكاً ، ودَرَك الرَّكِيَّة قعرها الذي أُدرِكَ فيه الماء ، والدَّرَكُ الأَسفل في جهنم ، نعوذ بالله منها : أَقصى قعرها ، والجمع أَدْرَاك . ودَرَكاتُ النارِ : منازل أَهلها ، والنار دَرَكات والجنة درجات ، والقعر الآخر دَرْك ودَرَك ، والدَّرَك إلى أَسفل والدَّرَجُ إلى فوق ، وفي الحديث ذكر الدَّرَك الأسفل من النار ، بالتحريك والتسكين ، وهو واحد الأَدْراك وهي منازل في النار ، نعوذ بالله منها . التهذيب : والدَّرَكُ واحد من أَدْرَاك جهنم من السبع ، والدَّرْكُ لغة في الدَّرَك . الفراء في قوله تعالى : إن المنافقين في الدَّرْك الأَسفل من النار ،
يقال : أَسفل دَرَجِ النار . ابن الأَعرابي : الدَّرْك الطَّبَقُ من أَطباق جهنم ، وروي عن ابن مسعود أَنه ، قال : الدَّرْكُ الأَسفل توابِيتُ من حديد تصَفَّدُ علهيم في أَسفل النار ؛ قال أَبو عبيدة : جهنم دَرَكاتٌ أَي منازل وأَطباق ، وقال غيره : الدَّرَجات منازل ومَرَاقٍ بعضها فوق بعض ، فالدَّرَكات ضد الدَّرَجات . وفي حديث العباس : أَنه ، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أَما كان ينفع عَمَّك ما كان يصنع بك ؟ كان يحفظك ويَحْدَب عليك ، فقال : لقد أُخْرِجَ بسببي من أَسفل دَرَك من النار فهو في ضَحْضَاحٍ من نار ، ما يَظُنُّ أَن أَحداً أَشدُّ عذاباً منه ، وما في النار أَهون عذاباً منه ؛ العذاب لجعله ، صلى الله عليه وسلم ، إياه ضدّاً للضَّحضاح أو كالضد له ، والضَّحضاح أُريد به القليل من العذاب مثل الماء الضحضاح الذي هو ضد الغَمْر ؛ وقيل لأَعرابي : إن فلاناً يدعي الفضل عليك ، فقال : لو كان أَطول من مسيرة شهر ما بلغ فضلي ولو وقع في ضَحْضاح لغَرِقَ أَي لو وقع في القليل من مياه شَرَفي وفضلي لغرق فيه . قال الأَزهري : وسمعت بعض العرب يقول للحبل الذي يعلق في حَلْقةِ التَّصْديرِ فيشد به القَتَبُ الدَّرَكَ والتَّبْلِغَةَ ، ويقال للحبل الذي يشد به العَرَاقي ثم يُشَدّ الرِّشاءُ فيه وهو مثني الدَّرَكُ . الجوهري : والدَّرَك ، بالتحريك ، قطعة حبل يشد في طرف الرِّشاءِ إِلى عَرْقُوَةِ الدلو ليكون هو الذي يلي الماء فلا يعفَن الرِّشاءُ . ابن سيده : والدَّرَك حبل يُوَثَّقُ في طرف الحبل الكبير ليكون هو الذي يلي الماء فلا يعفَن بعض الرشاء عند الإستقاء . والدِّرْكةُ : حَلْقة الوَتَرِ التي تقع في الفُرْضة وهي أَيضاً سير يوصَلُ بوَتَر القَوْس العربية ؛ قال اللحياني : الدَّرْكة القطعة التي توصل الحبل إذا قَصُر أَو الحِزام . ويقال : لا بارَك الله فيه ولا دارَك ولا تارَك ، إتباع كله بمعنى . ويوم الدَّرَكِ : يوم معروف من أَيامهم . ومُدْرِك ومُدْرِكَةُ : اسمان . ومُدْرِكةُ : لقب عمرو بن إِلياس بن مُضَر ، لقبه بها أَبوه لما أَدرك الإبل . ومُدْرك بن الجازي : فرس لكُلْثوم بن الحرث . ودِراكٌ : اسم كلب ؛ قال الكميت يصف الثور والكلاب : فاخْتلَّ حِضْنَيْ دِراكٍ وانْثَنى حرِجاً ، لزارعٍ طَعْنَةٌ في شِدْقها نَجَلُ أي في جانب الطعنة سعة . وزارع أَيضاً : اسم كلب . "
المعجم: لسان العرب
معنى ادين في قاموس معاجم اللغة
معجم اللغة العربية المعاصرة
أدانَ يُدين، أَدِنْ، إدانةً، فهو مُدين، والمفعول مُدان
• أدانَ فلانًا: أقرضه، أعطاه إلى أجل "أدانه مبلغًا من المال- تاجر مُدان لشركائه بمبالغ طائلة".
• أدان القاضي المتّهمَ: أثبت التُّهمةَ عليه، أو حكم عليه "أدانته المحكمةُ بتهمة التَّزوير- أدانته الشُّرطةُ بما صنع: أثبَتت الجريمةَ عليه".