وصف و معنى و تعريف كلمة اروع:


اروع: كلمة تتكون من أربع أحرف تبدأ بـ ألف (ا) و تنتهي بـ عين (ع) و تحتوي على ألف (ا) و راء (ر) و واو (و) و عين (ع) .




معنى و شرح اروع في معاجم اللغة العربية:



اروع

جذر [ارع]

  1. أروع: (اسم)
    • أروع : جمع رائعُ
  2. رَوَع: (اسم)
    • رَوَع : مصدر رَوِعَ
  3. رَوِعَ: (فعل)
    • رَوِعَ ، يَرْوَعُ ، مصدر رَوَعٌ
    • رَوِعَ الوَلَدُ : كانَ أَرْوَعَ ، أَيْ ذَكِيَّ الفُؤادِ ، مُعْجَباً بِنَفْسِهِ
  4. رَوَّعَ: (فعل)

    • روَّعَ يُرَوِّع ، تَرويعًا ، فهو مُروِّع ، والمفعول مُروَّع
    • روَّع فلانًا : أراعه ، أفزعه ، أخافه
    • جريمة مروِّعة
  5. رَوع: (اسم)
    • مصدر راعَ
    • أَدْخَلَ الرَّوْعَ على قَلْبِهِ : الفَزَعَ ، الهَلَعَ ، هود آية 74 فَلَّمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهيمَ الرَّوْعُ ، وَجاءتْهُ البُشْرَى ( قرآن )
    • الرَّوعُ : القلْبُ
    • الرَّوعُ : الذهْنُ
    • الرَّوعُ : العقْلُ
    • الرَّوْعُ : الحَرْبُ
    • أفرخ رَوْعُه / أُفرِخ روعُه : ذهب عنه خوفه ، سكن ،
    • هدِّئْ من رَوْعِك : لا تخفْ ، اطمئن ،
  6. رُوِع: (اسم)
    • رُوِع : جمع أَرْوَعُ
  7. رُوْع: (اسم)
    • رُوْع : جمع رائعَةُ
  8. رُوْع: (اسم)
    • رُوْع : جمع رَّوعَاءُ


  9. رُوَّع: (اسم)
    • رُوَّع : جمع رائِع
  10. رُوع: (اسم)
    • خاطر ، قَلْبٌ ونَفْسٌ وذِهْن وقع في رُوعي كذا ، إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعِي أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا
    • أفرخ رَوْعُه / أُفرِخ روعُه : ذهب عنه خوفه ، سكن ،
,
  1. روع
    • " الرَّوْعُ والرُّواع والتَّرَوُّع : الفَزَعُ ، راعَني الأَمرُ يَرُوعُني رَوْعاً ورُووعاً ؛ عن ابن الأَعرابي ، كذلك حكاه بغير همز ، وإِن شئت همزت ، وفي حديث ابن عباس ، رضي الله عنهما : إِذا شَمِطَ الإِنسانُ في عارِضَيْه فذلك الرَّوْعُ ، كأَنه أَراد الإِنذار بالموت .
      قال الليث : كل شيء يَروعُك منه جمال وكَثرة تقول راعني فهو رائع .
      والرَّوْعةُ : الفَزْعة .
      وفي حديث الدعاء : اللهم آمِنْ رَوعاتي ؛ هي جمع رَوْعة وهي المرّة الواحدة من الرَّوْع الفَزَعِ .
      ومنه حديث عليّ ، رضي الله عنه : أَن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بعثه ليَدِيَ قوماً قتَلَهم خالدُ بن الوليد فأَعطاهم مِيلَغةَ الكلب ثم أَعطاهم بِرَوْعةِ الخيل ؛ يريد أَن الخيل راعت نِساءهم وصبْيانهم فأَعطاهم شيئاً لِما أَصابهم من هذه الرَّوْعة .
      وقولهم في المثل : أَفْرَخَ رَوْعُه أَي ذَهب فَزَعُه وانكشف وسكَن .
      قال أَبو عبيد : أَفْرِخ رَوعك ، تفسيره لِيَذْهَبْ رُعْبُك وفزَعُك فإِن الأَمر ليس على ما تُحاذِر ؛ وهذا المثل لمعاوية كتب به إِلى زياد ، وذلك أَنه كان على البصرة وكان المُغيرةُ بن شعبة على الكوفة ، فتُوُفِّيَ بها فخاف زياد أَن يُوَلِّيَ مُعاويةُ عبدالله بن عامر مكانه ، فكتب إِلى معاوية يخبره بوفاة المغيرة ويُشير عليه بتولية الضَّحَّاك بن قيس مكانه ، فقَطِن له معاوية وكتب إِليه : قد فَهِمْت كتتابك فأَفْرِخْ رَوْعَكَ أَبا المغيرة وقد ضممنا إِليك الكوفة مع البصرة ؛ قال الأَزهري : كل من لقيته من اللغويين يقول أَفْرَخَ رَوْعه ، بفتح الراء من روعه ، إَلا ما أَخبرني به المنذري عن أَبي الهيثم اَنه كان يقول : إِنما هو أَفْرَخَ رُوعهُ ، بضم الراء ، قال : ومعناه خرج الرَّوْعُ من قلبه .
      قال : وأَفْرِخْ رُوعَك أَي اسْكُن وأْمَنْ .
      والرُّوع : موضع الرَّوْع وهو القلب ؛

      وأَنشد قول ذي الرمة : جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِه الكُرَب ؟

      ‏ قال : ويقال أَفرخت البيضة إِذا خرج الولد منها .
      قال : والرَّوْع الفزَعُ ، والفزَعُ لا يخرج من الفزع ، إِنما يخرج من الموضع الذي يكون فيه ، وهو الرُّوع .
      قال : فخرج والرَّوْعُ في الرُّوعِ كالفَرْخِ في البيضة .
      يقال : أَفرخت البيضة إِذا انفلقت عن الفرْخ منها ، قال : وأَفْرَخَ فؤادُ الرجل إِذا خرج رَوْعه منه ؛ قال : وقلَبَه ذو الرمة على المعرفة بالمعنى فقال : جذلانَ قد أَفرخت عن رُوعه الكر ؟

      ‏ قال الأَزهري : والذي ، قاله أَبو الهيثم بيّن غير أَني أَستوحش منه لانفراده بقوله ، وقد استدرَكَ الخلف عن السلف أَشياء ربما زَلُّوا فيها فلا ننكر إِصابة أَبي الهيثم فيما ذهب إِليه ، وقد كان له حَظّ من العلم مُوَفَّر ، رحمه الله .
      وارْتاعَ منه وله ورَوَّعه فتَرَوَّعَ أَي تَفَزَّعَ .
      ورُعْت فلاناً ورَوَّعْتُه فارْتاعَ أَي أَفْزَعْتُه فَفَزِعَ .
      ورجل رَوِعٌ ورائعٌ : متروِّع ، كلاهما على النسب ، صحّت الواو في رَوِع لأَنهم شبهوا حركة العين التابعة لها بحرف اللِّين التابِع لها ، فكأَنَّ فَعِلاً فَعِيل ، كما يصح حَويل وطَويل فعَلى نحْوٍ من ذلك صحّ رَوِعٌ ؛ وقد يكون رائع فاعلاً في معنى مفعول كقوله : ذَكَرْت حَبِيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ وقال : شُذَّانُها رائعةٌ مِن هَدْرِه أَي مُرْتاعة .
      ورِيعَ فلان يُراع إِذا فَزِع .
      وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ركب فرساً لأَبي طلحة ليلاً لِفَزَعٍ نابَ أَهلَ المدينة فلما رجَع ، قال : لن تُراعُوا لن تراعوا إِنّي وجدْته بَحْراً ؛ معناه لا فزَع ولا رَوْعَ فاسْكنوا واهْدَؤوا ؛ ومنه حديث ابن عمر : فقال له المَلك لم تُرَعْ أَي لا فزَعَ ولا خَوْف .
      وراعَه الشيءُ رُؤوعاً ورُوُوعاً ، بغير همز ؛ عن ابن الأَعرابي ، ورَوْعةً : أَفْزَعَه بكثرته أَو جماله .
      وقولهم لا تُرَعْ أَي لا تَخَف ولا يَلْحَقْك خوف ؛ قال أَبو خِراش : رَفَوْني وقالوا : يا خُوَيْلِد لا تُرَعْ فقلتُ ، وأَنْكَرْتُ الوُجوهَ : هُمُ هُمُ وللأُنثى : لا تُراعِي ؛ وقال مجنون قيس بن مُعاذ العامري ، وكان وقع في شرَكه ظبية فأَطْلَقها وقال : أَيا شِبْهَ لَيْلى ، لا تُراعِي فَإِنَّني لَكِ اليومَ مِن وَحْشيّةٍ لَصَدِيقُ ويا شِبْهَ ليلى لا تَزالي بِرَوضَةٍ ، عَلَيْكِ سَحابٌ دائمٌ وبُرُوقُ أَقُولُ ، وقد أَطْلَقْتُها مِنْ وِثاقِها : لأَنْتِ لِلَيْلى ، ما حَيِيتُ ، طَلِيقُ فَعَيْناكِ عَيْناها وجِيدُكِ جِيدُها ، سِوى أَنَّ عَظْمَ السَّاقِ مِنْكِ دَقِيق ؟

      ‏ قال الأَزهري : وقالوا راعَه أَمْرُ كذا أَي بلَغ الرَّوْعُ رُوعَه .
      وقال ‏ ‏ .
      غيره : ‏ راعني الشيءُ أَعجبني .
      والأَرْوَعُ من الرجال : الذي يُعْجِبُك حُسْنه .
      والرائعُ من الجَمال : الذي يُعْجِب رُوع مَن رآه فيَسُرُّه .
      والرّوْعةُ : المَسْحةُ من الجمال ، والرَّوْقةُ : الجَمال الرائق .
      وفي حديث وائل بن حجر : إِلى الأَقْيال العَباهِلة الأَرْواعِ ؛ الأَرواعُ : جمع رائع ، وهم الحِسانُ الوُجوهِ ، وقيل : هم الذين يَرُوعُون الناس أَي يُفْزِعُونهم بمنْظَرِهم هَيْبةً لهم ، والأَوّل أَوجَه .
      وفي حديث صفة أَهل الجنة : فيَرُوعُه ما عليه من اللِّباس أَي يُعْجبه حُسنه ؛ ومنه حديث عطاء : يُكره للمُحرِم كلُّ زِينةٍ رائعةٍ أَي حَسَنة ، وقيل : كلُّ مُعْجِبة رائقةٍ .
      وفرس روْعاء ورائعةٌ : تَرُوعك بعِتْقِها وصفتها ؛

      قال : رائعة تَحْمِلُ شَيْخاً رائعا مُجَرَّباً ، قد شَهِدَ الوَقائعا وفرس رائعٌ وامرأَة رائعة كذلك ، ورَوْعاء بَيِّنة الرَّوَعِ من نسوة رَوائعَ ورُوعٍ .
      والأَرْوَعُ : الرجل الكريم ذو الجِسْم والجَهارة والفضل والسُّودَد ، وقيل : هو الجميل الذي يَرُوعُك حُسنه ويُعجبك إِذا رأَيته ، وقيل : هو الحديد ، والاسم الرَّوَعُ ، وهو بَيِّنُ الرَّوَعِ ، والفعل من كل ذلك واحد ، فالمتعدِّي كالمتعدّي ، وغير المتعدي كغير المتعدي ؛ قال الأَزهري : والقياس في اشتقاق الفعل منه رَوِعَ يَرْوَعُ رَوَعاً .
      وقلب أَرْوَعُ ورُواعٌ : يَرْتاع لحِدّته من كلّ ما سَمِع أَو رَأَى .
      ورجل أَرْوعُ ورُواعٌ : حَيُّ النفس ذَكيٌّ .
      وناقة رُواعٌ ورَوْعاء : حديدةُ الفؤادِ .
      قال الأَزهري : ناقة رُواعة الفؤاد إِذا كانت شَهْمةً ذَكِيّة ؛ قال ذو الرمة : رَفَعْتُ لها رَحْلي على ظَهْرِ عِرْمِسٍ ، رُواعِ الفُؤادِ ، حُرّةِ الوَجْهِ عَيْطَلِ وقال امرؤ القيس : رَوْعاء مَنْسِمُها رَثِيمٌ دامي وكذلك الفرس ، ولا يوصف به الذكر .
      وفي التهذيب : فرس رُواعٌ ، بغير هاء ، وقال ابن الأَعرابي : فرس رَوْعاء ليست من الرائعة ولكنها التي كأَنّ بها فزَعاً من ذَكائها وخِفّةِ روحِها .
      وقال : فرس أَروع كرجل أَروع .
      ويقال : ما راعَني إِلا مَجِيئك ، معناه ما شَعَرْت إِلا بمحبتك كأَنه ، قال : ما أَصاب رُوعي إِلا ذلك .
      وفي حديث ابن عباس ، رضي الله عنهما : فلم يَرُعْني إِلا رجل أَخذَ بمَنْكِبي أَي لم أَشعُر ، كأَنه فاجأَه بَغْتةً من غير مَوْعِد ولا مَعْرِفة فراعه ذلك وأَفزعه .
      قال الأَزهري : ويقال سقاني فلان شَرْبةً راعَ بها فُؤادِي أَي بَرَدَ بها غُلّةُ رُوعي ؛ ومنه قول الشاعر : سَقَتْني شَرْبةً راعَت فؤادِي ، سَقاها اللهُ مِن حَوْضِ الرَّسُول ؟

      ‏ قال أَبو زيد : ارْتاعَ للخَبَر وارتاحَ له بمعنى واحد .
      ورُواعُ القَلْبِ ورُوعُه : ذِهْنُه وخَلَدُه .
      والرُّوعُ ، بالضم : القَلبُ والعَقْل ، ووقع ذلك في رُوعِي أَي نَفْسي وخَلَدِي وبالي ، وفي حديثٍ : نَفْسِي .
      وفي الحديث : إِنَّ رُوح القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي ، وقال : إِنَّ نَفْساً لن تموت حتى تَسْتَوْفيَ رِزْقَها فاتَّقُوا الله وأَجْمِلُوا في الطلَب ؛ قال أَبو عبيدة : معناه في نفْسي وخَلَدي ونحو ذلك ، ورُوحُ القُدُس : جبريل ، عليه السلام .
      وفي بعض الطُّرق : إِنَّ رُوحَ الأَمين نفَثَ في رُوعي .
      والمُرَوَّعُ : المُلْهَم كأَنّ الأَمر يُلْقَى في رُوعه .
      وفي الحديث المرفوع : إِنّ في كل أُمة مُحَدَّثِين ومُرَوَّعِين ، فإِن يكن في هذه الأُمةِ منهم أَحد فهو عُمر ؛ المُرَوَّعُ : الذي أُلقي في رُوعه الصواب والصِّدْق ، وكذلك المُحَدَّث كأَنه حُدِّثَ بالحقّ الغائب فنطق به .
      وراعَ الشيءُ يَروعُ رُواعاً : رجَع إِلى موضعه .
      وارْتاع كارْتاح .
      والرُّواع : اسم امرأَة ؛ قال بشير بن أَبي خازم : تَحَمَّلَ أَهلُها منها فَبانُوا ، فأَبْكَتْني مَنازِلُ للرُّواعِ وقال رَبِيعة بن مَقْرُوم : أَلا صَرَمَتْ مَوَدَّتَكَ الرُّواعُ ، وجَدَّ البَيْنُ منها والوَداعُ وأَبو الرُّواعِ : من كُناهم .
      شمر : رَوَّع فلان خُبْزه ورَوَّغَه إِذا رَوَّاه (* قوله « إذا رواه » اي بالدسم .).
      وقال ابن بري في ترجمة عجس في شرح بيت الرَّاعي يصف إِبلاً : غَيْر أَروعا ، قال : الأَرْوَعُ الذي يَرُوعك جَماله ؛ قال : وهو أَيضاً الذي يُسْرِعُ إِليه الارْتياعُ .
      "

    المعجم: لسان العرب

,
  1. روي
    • " قال ابن سيده في معتل الأَلف : رُواوةُ موضع من قِبَل بلاد بني مُزَيْنةَ ؛ قال كثير عزة : وغَيَّرَ آياتٍ ، بِبُرْقِ رُواوةٍ ، تَنائِي اللَّيالي ، والمَدَى المُتَطاوِلُ وقال في معتل الياء : رَوِيَ من الماء ، بالكسر ، ومن اللَّبَن يَرْوَى رَيّاً ورِوىً أَيضاً مثل رِضاً وتَرَوَّى وارْتَوَى كله بمعنى ، والاسم الرِّيُّ أَيضاً ، وقد أَرْواني .
      ويقال للناقة الغزيرة : هي تُرْوِي الصَّبِيَّ لأَنه يَنام أَول الليلِ ، فأَراد أَنّ دِرَّتها تَعْجَلُ قبلَ نَوْمِه .
      والرَّيَّانُ : ضدّ العَطْشان ، ورجل رَيّانُ وامرأَة رَيَّا مِن قوم رِواءٍ .
      قال ابن سيده : وأَمّا رَيَّا التي يُظنّ بها أَنها من أَسماء النساء فإِنه صفة ، على نحو الحَرث والعَباسِ ، وإِن لم يكن فيها اللام ، اتخذوا صحة الياء بدلاً من اللام ، ولو كانت على نحو زيد من العلمية لكانت رَوَّى من رَوِيت ، وكان أَصلها رَوْيا فقلبت الياء واواً لأَن فَعْلى إِذا كانت اسماً وأَلفها ياء قلبت إِلى الواو كتَقْوَى وشرْوَى ، وإِن كانت صفة صحت الياء فيها كصَدْيا وخَزْيا .
      قال ابن سيده : هذا كلام سيبويه وزدته بياناً .
      الجوهري : المرأَة رَيَّا ولم تُبدل من الياء واو لأَنها صفة ، وإِنما يُبدلون الياء في فَعْلَى إِذا كانت اسماً والياء موضع اللام ، كقولك شَرْوَى هذا الثوبِ وإِنما هو من شَرَيْت ، وتَقْوَى وإِنما هو من التَّقِيَّة ، وإِن كانت صفة تركوها على أَصلها ، قالوا امرأَة خَزْيا ورَيَّا ، ولو كانت اسماً لكانت رَوَّى لأَنك كنت تبدل الأَلف واواً موضع اللام وتترك الواو التي هي عين فَعْلَى على الأَصل ؛ وقول أَبي النجم : واهاً لِرَيَّا ثُمَّ واهاً واها إِنما أَخرجه على الصفة .
      ويقال : شَرِبْت شُرْباً رَوِيّاً .
      ابن سيده : ورَوِيَ النَّبْتُ وتَرَوَّى تَنَعَّم .
      ونَبْتٌ رَيّانُ وشَجر رِواءٌ ؛ قال الأَعشى : طَرِيقٌ وجَبّارٌ رِواءٌ أُصولُه ، عَلَيْهِ أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْرِ تَنْعَبُ وماء رَوِيٌّ ورِوىً ورَواءٌ : كثير مُرْوٍ ؛

      قال : تَبَشّرِي بالرِّفْهِ والماءِ الرِّوَى ، وفَرَجٍ مِنْكِ قَرِيب قد أَتَى وقال الحطيئة : أَرَى إِبِلِي بِجَوْفِ الماءِ حَنَّتْ ، وأَعْوَزَها بِه الماءُ الرَّواءُ وماءٌ رَواء ، ممدود مفتوح الراء ، أَي عَذْبٌ ؛

      وأَنشد ابن بري لشاعر : مَنْ يَكُ ذا شَكّ ، فهذا فَلْجُ ماءٌ رَواءٌ وطَرِيقٌ نَهْجُ وفي حديث عائشة تصف أَباها ، رضي الله عنهما : واجْتَهَرَ دُفُنَ الرَّواء ، وهو بالفتح والمد الماء الكثير ، وقيل : العَذْب الذي فيه للوارِدين رِيٌّ .
      وماء رِوىً ، مقصور بالكسر ، إِذا كان يَصْدُر (* قوله « إذا كان يصدر إلخ » كذا بالأصل ولعله إذا كان لا يصدر كما يقتضيه السياق ).
      من يَرِدُه عن غير رِيٍّ ، قال : ولا يكون هذا إِلا صفة لأَعْداد المياه التي تَنْزَحُ ولا يَنقطع ماؤها ؛ وقال الزَّفيان السعدي : يا إبلي ما ذامُه فَتَأْبَيْهْ (* قوله « فتأبيه إلخ » هو بسكون الياء والهاء في الصحاح والتكملة ، ووقع لنا في مادة حول وذام وأبي من اللسان بفتح الياء وسكون الهاء ).
      ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيْهْ هذا مَقامٌ لَكِ حَتَّى تِيَبَيْهْ إِذا كسرت الراء قصرته وكتبته بالياء فقلت ماء رِوىً ، ويقال : هو الذي فيه للوارِدةِ رِيٌّ ؛ قال ابن بري : شاهده قول العجاج : فصَبِّحا عَيْناً رِوىً وفَلْجا وقال الجُمَيْحُ بن سُدَيْدٍ التغلبي : مُسْحَنْفِرٌ يَهْدِي إِلى ماء رِوَى ، طامِي الجِمام لَمْ تَمَخَّجْه الدِّلا المُسْحَنْفِرُ : الطريق الواضح ، والماء الرِّوَى : الكثير ، والجِمامُ : جمع جَمَّة أَي هذا الطريق يَهْدِي إِلى ماء كثير .
      ورَوَّيْتُ رأْسِي بالدُّهْن ورَوَّيْت الثَّرِيدَ بالدَّسم .
      ابن سيده : والراويةُ المَزادة فيها الماء ، ويسمى البعير راوية على تسمية الشيء باسم غيره لقربه منه ؛ قال لبيد : فتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ ، كَروايا الطَّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ

      ويقال للضَّعيف الوادِع : ما يَرُدُّ الراوية أَي أَنه يَضْعُف عن ردِّها على ثِقَلها لما عليها من الماء .
      والراوية : هو البعير أَو البغل أَو الحمار الذي يُستقى عليه الماء والرَّجل المستقي أَيضاً راوية .
      قال : والعامة تسمي المَزادة راوية ، وذلك جائز على الاستعارة ، والأَصل الأَول ؛ قال أَبو النجم : تَمْشِي مِنَ الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّلِ ، مَشْيَ الرَّوايا بالمَزادِ الأَثْقَلِ (* قوله « الاثقل » هو هكذا في الأصل والجوهري هنا ومادة ردد ، ووقع في اللسان في ردد المثقل ).
      قال ابن بري : شاه الراوية البعير قول أَبي طالب : ويَنْهَضُ قَوْمٌ ، في الحَدِيد ، إِلَيْكُمُ نُهُوضَ الرَّوايا تحتَ ذاتَ الصَّلاصِلِ فالروايا : جمع راوية للبعير : وشاهد الراوية للمَزادة قول عمرو بن مِلْقَط : ذاكَ سِنانٌ مُحْلِبٌ نَصْرُه ، كالجَمَلِ الأَوْطَفِ بالرَّاوِيَةْ

      ويقال : رَوَيْتُ على أَهلي أَرْوِي رَيَّةً .
      قال : والوعاء الذي يكون فيه الماء إِنما هي المَزادة ، سميت راويةً لمكان البعير الذي يحملها وقال ابن السكيت : يقال رَوَيْتُ القومَ أَرْوِيهم إِذا استَقَيْت لهم .
      ويقال : من أَيْنَ رَيَّتُكم أَي من أَين تَرْتَوُون الماء ، وقال غيره : الرِّواء الحَبْل الذي يُرْوَى به على الراوية إِذا عُكِمَتِ المزادتانِ .
      يقال : رَوَيْت على الراَّوية أَرْوِي رَيّاً فأَنا راوٍ إِذا شدَدْتَ عليهما الرِّواء ؛ قال : وأَنشدني أَعرابي وهو يُعاكِمُني : رَيَّاً تَمِيميّاً على المزايدِ ويجمع الرِّواءُ أَرْوِيةً ، ويقال له المِرْوَى ، وجمعه مَراوٍ ومَراوَى .
      ورجل رَوَّاء إِذا كان الاستقاءُ بالرّاوية له صِناعةً ، يقال : جاء رَوّاءُ القوم .
      وفي الحديث : أَنهُ ، عليه الصلاة والسلام ، سَمَّى السَّحابَ رَوايا البِلادِ ؛ الرَّوايا من الإِبلِ : الحَوامِلُ للماء ، واحدتها راوِيةٌ فشبَّهها بها ، وبه سميت المزادةُ راويةً ، وقيل بالعكس .
      وفي حديث بَدْرٍ : فإِذا هو برَوايا قُرَيْشٍ أَي إِبِلِهِم التي كانوا يستقون عليها .
      وتَرَوَّى القومُ ورَوَّوْا : تزوّدوا بالماء .
      ويَوْم التّرْوِية : يوْمٌ قبل يومِ عَرَفَةَ ، وهو الثامن من ذي الحِجّة ، سمي به لأَن الحُجّاج يتَرَوَّوْنَ فيه من الماء وينهَضُون إِلى مِنىً ولا ماء فيتزوَّدون رِِيَّهم من الماء أَي يَسْقُون ويَسْتَقُون .
      وفي حديث ابن عمر : كان يُلبِّي بالحَجِّ يومَ التَّرْوِيَةِ .
      ورَوَيْت على أَهلي ولأَهلي رَيّاً : أَتيتُهم بالماء ، يقال : من أَيْن رَيَّتُكم أَي من أَين تَرْتَوُون الماء .
      ورَوَيْتُ على البَعير رَيّاً : اسْتَقَيْتُ عليه ؛ وقوله : ولنا رَوايا يَحْمِلون لنا أَثْقالَنا ، إِذ يُكْرَهُ الحَمْلُ إِنما يعني به الرجال الذين يحْمِلون لهم الدِّياتِ ، فجعلهم كروايا الماء .
      التهذيب : ابن الأَعرابي يقال لسادةِ القوم الرَّوايا ؛ قال أَبو منصور : وهي جمع راوِيةٍ ، شَبّه السيِّد الذي تحَمَّل الدِّيات عن الحي بالبَعير الراوية ؛ ومنه قول الرَّاعي : إِذا نُدِيَتْ روايا الثِّقْلِ يَوْماً ، كَفَيْنا المُضْلِعاتِ لِمَنْ يَلِينا أَراد بروايا الثِّقْل حَوامِل ثِقْل الدِّيات ، والمُضْلِعات : التي تُثْقِلُ مَنْ حَِمَلَها ، يقول : إِذا نُدِبَ للدِّيات المُضْلِعةِ حَمَّالوها كنا نحن المُجِيبين لحمْلِها عمَّن يَلِينا من دوننا . غيره : الرَّوايا الذين يحْمِلون الحمالات ؛

      وأَنشدني ابن بري لحاتم : اغْزُوا بني ثُعَل ، والغَزْوُ جَدُّكُم جَدُّ الرِّوايا ، ولا تَبْكُوا الذي قُتِلا وقال رجل من بني تميم وذكر قوماً أَغاروا عليهم : لقيناهم فقَتَلْنا الرَّوايا وأَبَحْنا الزَّوايا أَي قَتَلْنا السادةَ وأَبَحْنا البُيوت وهي الزَّوايا .
      الجوهري : وقال يعقوب ورَوَيْتُ القومَ أَرْويهم إِذا استقيت لهم الماء .
      وقوم رِواء من الماء ، بالكسر والمدّ ؛ قال عُمر بن لجَإِ : تَمْشي إِلى رِواءِ عاطِناتِها ، تحَبُّسَ العانِسِ في رَيْطاتِها وتَرَّوت مفاصِلْه : اعتدلت وغَلُظَتْ ، وارْتَوت مفاصل الرجل كذلك .
      الليث : ارْتَوَتْ مفاصل الدابة إِذا اعْتَدَلت وغَلُظت ، وارْتَوَت النخلة إِذا غُرست في قَفْر ثم سُقِيَت في أَصلها ، وارْتوى الحَبْلُ إِذا كثر قُواه وغَلُظ في شِدَّة فَتْلٍ ؛ قال ابن أَحمر يذكر قطاةً وفَرْخَها : تَرْوي لَقىً أُلْقِيَ في صَفْصَفٍ ، تَصْهَرُه الشَّمس فما يَنْصَهِرْ تَرْوي : معناه تَسْتقي يقال : قد رَوى معناه اسْتَقى على الرَّاوية .
      وفرس رَيّانُ الظهر إِذا سمِنَ مَتْناهُ .
      وفرس ظمآن الشَّوى إِذا كان مُعَرَّق القوائم ، وإِنَّ مفاصِله لظِماء إِذا كان كذلك ؛

      وأَنشد : رِواء أَعالِيهِ ظِماء مفاصِلُهْ والرِّيُّ : المَنْظرُ الحسَنُ فيمن لم يعتقد الهمز .
      قال الفارسي : وهو حسن لمكان النَّعْمة وأَنه خلاف أَثَرِ الجَهْد والعَطش والذُّبول .
      وفي التنزيل العزيز : أَحسَنُ أَثاثاً ورِيّاً ؛ قال الفراء : أَهل المدينة يقرؤونها رِيّاً ، بغير همز ، قال : وهو وجه جيد من رأَيت لأَنه مع آيات لسْنَ مهموزات الأَواخر ، وذكر بعضهم أَنه ذهب بالرِّيّ إِلى رَوَيْت إِذا لم يهمز ، ونحو ذلك ، قال الزجاج : من قرأَ رِيّاً بغير همز فله تفسيران ، أَحدهما أَنّ مَنْظَرَهم مُرْتَوٍ من النَّعْمة كأَن النعيم بيِّنٌ فيهم ، ويكون على ترك الهمز من رأَيت .
      ورَوى الحَبْلَ رَيّاً فارْتَوى : فتَلَه ، وقيل : أَنْعم فَتْله .
      وقيل : أَنْعم فَتْله .
      والرِّواء ، بالكسر والمدّ : حبل من حِبال الخِباء ، وقد يُشدُّ به الحِمْل والمَتاع على البعير .
      وقال أَبو حنيفة : الرِّواءُ أَغْلَظُ الأَرْشيةِ ، والجمع الأَرْوِية ؛ وانشد ابن بري لشاعر : إِنِّي إِذا ما القَوْمُ كانوا أَنْجِيَهْ ، وشُدَّ فوْقَ بَعْضِهِمْ بالأَرْويَهْ ، هُناك أَوْصيني ولا تُوصِي بَيَهْ وفي الحديث : ومَعِي إِداوةٌ عليها خِرْقةٌ قد روَّأْتها .
      قال ابن الأَثير : هكذا جاء في رواية بالهمز ، والصواب بغير همز ، أَي شَدَدتها بها وَرَبَطْتها عليها .
      يقال : رَوَيْت البعير ، مخفف الواو ، إِذا شَدَدْت عليه بالرِّواء .
      وارْتَوى الحبْلُ : غلُظَت قواه ، وقد رَوى عليه رَيّاً وأَرْوى .
      ورَوى على الرَّجل : شدَّه بالرِّواءِ لئلا يسقُط عن البعير من النوم ؛ قال الراجز : إِنِّي على ما كانَ مِنْ تَخَدُّدي ، ودِقَّةٍ في عَظْمِ ساقي ويَدِي ، أَرْوي على ذي العُكَنِ الضَّفَنْدَدِ وروي عن عمر ، رضي الله عنه : أَنه كان يأْخذ مع كل فريضةٍ عِقالاً ورِواءً ؛ الرِّواء ، ممدود ، وهو حبل ؛ فإِذا جاءت إِلى المدينة باعَها ثم تَصدَّق بتلك العُقُل والأَرْوِيِة .
      قال أَبو عبيد : الرِّواء الحَبْلُ الذي يُقْرَن به البعيرانِ .
      قال أَبو منصور : الرِّواء الحَبْل الذي يُرْوى به على البعير أَي يُشدّ به المتاع عليه ، وأَما الحَبْلُ الذي يُقْرَنُ به البعِيرانِ فهو القَرَنُ والقِرانُ .
      ابن الأَعرابي : الرَّوِيُّ الساقي ، والرَّوِيُّ الضَّعيفُ ، والسَّوِيُّ الصَّحِيحُ البَدَنِ والعقلِ .
      وروى الحديثَ والشِّعْرَ يرْويه رِواية وتَرَوَّاه ، وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها ، أَنها ، قالت : تَرَوَّوْا شِعْر حُجَيَّة بن المُضَرِّبِ فإِنه يُعِينُ على البِرِّ ، وقد رَوَّاني إِياه ، ورجل راوٍ ؛ وقال الفرزدق : أَما كان ، في مَعْدانَ والفيلِ ، شاغِلٌ لِعَنْبَسةَ الرَّاوي عليَّ القَصائدا ؟ وراوِيةٌ كذلك إِذا كثرت روايتُه ، والهاء للمبالغة في صفته بالرِّواية .
      ويقال : روَّى فلان فلاناً شعراً إِذا رواه له حتى حَفِظه للرِّواية عنه .
      قال الجوهري : رَوَيْتُ الحديث والشِّعر رِواية فأَنا راوٍ ، في الماء والشِّعر ، من قوم رُواة .
      ورَوَّيْتُه الشِّعر تَرْويةً أَي حملته على رِوايتِه ، وأَرْوَيْتُه أَيضاً .
      وتقول : أَنشد القصيدةَ يا هذا ، ولا تقل ارْوِها إِلا أَن تأْمره بروايتها أَي باستظهارها .
      ورج له رُواء ، بالضم ، أَي منظرٌ .
      وفي حديث قيلة : إِذا رأَيتُ رجلاً ذا رُواء طمح بصري إِليه ؛ الرُّواء ، بالضم والمد : المنظرُ الحسن .
      قال ابن الأَثير : ذكره أَبو موسى في الراء والواو ، وقال : هو من الرِّيِّ والارْتِواء ، قال : وقد يكون من المَرأَى والمنظر فيكون في الراء والهمزة .
      والرَّويُّ : حرف القافية ؛ قال الشاعر : لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُوديِّ ، بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّويِّ ، مُسْتَوِياتٍ كنَوى البَرْنيِّ

      ويقال : قصيدتان على رَويّ واحد ؛ قال الأَخفش : الرَّويُّ الحرف الذي تُبْنى عليه القصيدة ويلزم في كل بيت منها في موضع واحد نحو قول الشاعر : إِذا قلَّ مالُ المَرْءِ قلَّ صديقُه ، وأَوْمَتْ إِليه بالعُيوبِ الأَصابعُ
      ، قال : فالعين حرف الرَّويّ وهو لازم في كل بيت ؛ قال : المتأَمل لقوله هذا غير مقْنعٍ في حرف الرَّويّ ، أَلا ترى أَن قول الأَعشى : رحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَجْمالَها ، غَضْبى عليكَ ، فما تقولُ بدا لها تجد فيه أَربعة أَحرف لوازم غير مختلفة المواضع ، وهي الأَلف قبل اللام ثم اللام والهاء والأَلف فيما بعد ، قال : فليت شعري إِذا أَخذ المبتدي في معرفة الرَّويّ بقول الأَخفش هكذا مجرداً كيف يصح له ؟، قال الأَخفش : وجميع حروف المعجم تكون رَوِيّاً إِلا الأَلف والياء والواو اللَّواتي يكُنَّ للإِطلاق .
      قال ابن جني : قوله اللواتي يكنَّ للإِطلاق فيه أَيضاً مسامحة في التحديد ، وذلك أَنه إِنما يعلم أَن الأَلف والياء والواو للإطلاق ، إِذا عَلِمَ أَن ما قبلها هو الرويّ فقد استغنى بمعرفته إِياه عن تعريفه بشيء آخر .
      ولم يبقَ بعد معرفته ههنا غرضٌ مطلوب لأَن هذا موضع تحديده ليُعرف ، فإِذا عُرف وعُلم أَن ما بعده إِنما هو للإطلاق فما الذي يُلتَمس فيما بعد ؟، قال : ولكن أَحْوَطُ ما يقال في حرف الرويّ أَن جميع حروف المعجم تكون رَويّاً إِلا الأَلف والياء والواو الزوائد في أَواخر الكلم في بعض الأَحوال غير مَبْنِيَّات في أَنْفُس الكلم بناء الأُصول نحو أَلف الجَرَعا من قوله : يا دارَ عَفْراء مِن مُحْتَلِّها الجَرعَا وياء الأَيَّامي من قوله : هَيْهاتَ منزِلُنا بنَعْفِ سُوَيْقةٍ ، كانتْ مباركةً من الأَيَّامِ وواو الخِيامُو من قوله : متى كان الخِيامُ بذي طُلُوحٍ ، سُقيتِ الغَيْثَ ، أَيتها الخِيامُ وإِلاَّ هاءي التأْنيث والإِضمار إِذا تحرك ما قبلهما نحو طَلْحَهْ وضرَبَهْ ، وكذلك الهاء التي تُبَيَّنُ بها الحركة نحو ارْمِهْ واغْزُهْ وفِيمَهْ ولِمَهْ ، وكذلك التنوين اللاحق آخر الكلم للصرف كان أَو لغير نحو زيداً وصَهٍ وغاقٍ ويومئذٍ ؛ وقوله : أَقِلِّي اللَّوْمَ ، عاذِلَ ، والعِتابَنْ وقول الآخر : دايَنْتُ أَرْوى والدُّيونُ تُقْضَيَنْ وقال الآخر : يا أَبَتا علَّك أَو عَساكَنْ وقول الآخر : يَحْسَبُه الجاهلُ ما لم يَعْلَمَنْ وقول الأَعشى : ولا تَعْبُدِ الشيطانَ واللهَ فاعْبُدَنْ وكذلك الأَلفات التي تبدل من هذه النونات نحو : قد رابني حَفْصٌ فحَرِّكْ حَفْصا وكذلك قول الآخر : يَحْسَبُه الجاهلُ ما لم يَعْلَما وكذلك الهمزة التي يبدلها قوم من الأَلف في الوقف نحو رأَيت رَجُلأْ وهذه حُبْلأْ ، ويريد أَن يضربَهأْ ، وكذلك الأَلف والياء والواو التي تلحق الضمير نحو رأَيتها ومررت بهي وضربتهو وهذا غلامهو ومررت بهما ومررت بهمي وكلمتهمو ، والجمع رَوِيَّات ؛ حكاه ابن جني ؛ قال ابن سيده : وأَظن ذلك تسمحاً منه ولم يسمعه من العرب .
      والرَّوِيَّةُ في الأَمر : أَن تَنْظُر ولا تَعْجَل .
      ورَوَّيْت في الأَمر : لغة في رَوَّأَْت .
      ورَوَّى في الأَمر : لغة في رَوَّأَ نظر فيه وتَعقّبه وتَفَكَّر ، يهمز ولا يهمز .
      والرَّوِيَّة .
      التَّفَكُّر في الأَمر ، جرت في كلامهم غير مهموزة .
      وفي حديث عبد الله : شَرُّ الرَّوايا رَوايا الكَذِب ؛
      ، قال ابن الأَثير : هي جمع رَوِيّة وهو ما يروِّي الإِنسانُ في نفسه من القول والفعل أَي يُزَوِّرُ ويُفَكِّرُ ، وأَصلها الهمز .
      يقال : رَوَّأْتُ في الأَمر ، وقيل : هي جمع راويةٍ للرجل الكثير الرِّواية ، والهاء للمبالغة ، وقيل : جمع راوية أَي الذين يَرْوُون الكذب أَو تكثر رواياتُهم فيه .
      والرَّوُّ : الخِصْبُ .
      أَبو عبيد : يقال لنا عند فلان رَوِيَّةٌ وأَشْكَلةٌ وهما الحاجةُ ، ولنا قِبَله صارَّة مثله .
      قال : وقال أَبو زيد بقيت منه رَوِيَّةٌ أَي بقية مثل التَّلِيَّة وهي البقية من الشيء .
      والرَّوِيَّةُ : البقيِّة من الدِّين ونحوه .
      والرَّاوي : الذي يقومُ على الخيل .
      والرَّيَّا : الرِّيحُ الطيبة ؛

      قال : تطلَّعُ رَيَّاها من الكَفِرات الكَفِراتُ : الجبال العاليةُ العظام .
      ويقال للمرأَة : إِنها لطيبة الرَّيَّا إِذا كانت عطرة الجهرْم .
      ورَيَّا كل شيء : طِيبُ رائحتهِ ؛ ومنه قوله (* قوله « به برأ » كذا بالأصل تبعاً للجوهري ، قال الصاغاني ، والرواية : بها ، وقد أورده الجوهري في برأ على الصحة .
      وقوله « المكمم » ضبط في الأصل والصحاح بصيغة اسم المفعول كما ترى ، وضبط في التكملة بكسر الميم أي بصيغة اسم الفاعل ، يقال كمم إذا أخرج الكمام ، وكممه غطاه ).
      وحكى ابن بري : من أَين رَيَّةُ أَهْلِك أَي من أَينَ يَرْتَوُون ؛ قال ابن بري : أَما رِيَّةً في بيت الطرماح وهو : كظَهْرِ اللأَى لو تَبْتَغي رِيَّةً بها نهاراً ، لَعَيَّت في بُطُونِ الشَّواجِنِ
      ، قال : فهي ما يُورَى به النارُ ، قال : وأَصله وِرْيةٌ مثل وِعْدةٍ ، ثم قدموا الراء على الواو فصار رِيَّةً .
      والرَّاءُ : شجر ؛ قالت الخنساء : يَطْعُنُ الطَّعْنةَ لا يَنْفَعُها ثَمَرُ الرّاء ، ولا عَصْبُ الخُمُر ورَيَّا : موضع .
      وبنو رُوَيَّة : بطن (* قوله « وبنو روية إلخ » هو بهذا الضبط في الأصل وشرح القاموس ).
      والأُرْوِيَّةُ والإِرْوِيَّةُ ؛ الكسر عن اللحياني : الأُنثى من الوُعول .
      وثلاثُ أَراويّ ، على أَفاعيلَ ، إِلى العشر ، فإِذا كثرت فهي الأَرْوَى ، على أَفْعَل على غير قياس ، قال ابن سيده : وذهب أَبو العباس إِلى أَنها فََعْلَى والصحيح أَنها أَفْعَل لكون أُرْوِيَّةٍ أُفْعُولةً ؛ قال والذي حكيته من أَنّ أَراويَّ لأَدنى العدد وأَرْوَى للكثير قول أَهل اللغة ، قال : والصحيح عندي أَن أَراوِيَّ تكسير أُرْوِيَّةٍ كأُرْجُوحةٍ وأَراجِيحَ ، والأَرْوَى اسم للجمع ، ونظيره ما حكاه الفارسي من أَنّ الأَعَمَّ الجماعة ؛ وأَنشد عن أَبي زيد : ثمَّ رَماني لأَكُونَنْ ذَبِيحةً ، وقد كثُرَتْ بينَ الأَعَمِّ المَضائِضُ (* قوله « ثم إلخ » كذا بالأصل هنا والمحكم في عمم بدون ألف بعد اللام ألف ، ولعله لا أكونن ، بلا النافية ، كما يقتضيه الوزن والمعنى ).
      قال ابن جني : ذكرها محمد بن الحسن ، يعني ابن دريد ، في باب أَرو ، قال : فقلت لأَبي علي من أَين له أَن اللام واو وما يؤمنه أَن تكون ياء فتكون من باب التَّقْوَى والرَّعْوَى ؛ قال : فجَنَح إِلى الأَخذ بالظاهر ، قال : وهو القول ، يعني أَنه الصواب .
      قال ابن بري : أَرْوَى تنوّن ولا تنوّن ، فمن نوّنها احتمل أَن يكون أَفْعَلاً مثل أَرْنَبٍ ، وأَن يكون فَعَلى مثل أَرْطى ملحق ، بجَعْفر ، فعلى هذا القول يكون أُرْوِيَّةٌ أُفْعُولةً ، وعلى القول الثاني فُعْلِيَّة ، وتصغير أَرْوَى إِذا جعلت وزنها أَفْعَلاٌ أُرَيْوٍ على من ، قال أُسَيْوِدٌ وأُحَيْوٍ ، وأُرَيٍّ على من ، قال أُسَيِّدٌ وأُحَيٍّ ، ومن ، قال أُحَيٍّ ، قال أُرَيٍّ فيكون منقوصاً عن محذوف اللام بمنزلة قاضٍ ، إِنما حُذفت لامها لسكونها وسكون التنوين ، وأَما أَرْوَى فيمن لم ينوّن فوزنها فَعْلى وتصغيرها أُرَيَّا ، ومن نوَّنها وجعل وزنها فَعْلى مثل أَرْطى فتصغيرها أُرَيٌّ ، وأَما تصغير أُرْوِيَّةٍ إِذا جعلتها أُفْعُولةً فأُرْيَوِيَّةٌ على من ، قال أُسَيْوِدٌ ووزنها أُفَيعِيلةٌ ، وأُرَيَّةٌ على من ، قال أُسَيِّدٌ ووزنها أُفَيْعةٌ ، وأَصلها أُرَيَيْيِيَةٌ ؛ فالياء الأُولى ياء التصغير والثانية عين الفعل والثالثة واو أُفعولة والرابعة لام الكلمة ، فحَذَفْت منها اثنتين ، ومن جعل أُرْوِيَّة فُعْلِيَّةً فتصغيرها أُرَيَّةٌ ووزنها فُعَيْلة ، وحذفت الياء المشدّدة ؛ قال : وكون أَرْوَى أَفْعَلَ أَقيسُ لكثرة زيادة الهمزة أَولاً ، وهو مذهب سيبويه لأَنه جعل أُرْوِيَّةً أُفْعُولةً .
      قال أَبو زيد : يقال للأُنثى أُرْوِيَّة وللذكر أُرْوِيَّة ، وهي تُيُوس الجَبل ، ويقال للأُنثى عَنْزٌ وللذكر وَعِلٌ ، بكسر العين ، وهو من الشاء لا من البقر .
      وفي الحديث : أَنه أُهْدِيَ له أَرْوَى وهو مُحْرِمٌ فرَدَّها ؛ قال : الأَرْوَى جمع كثرة للأُرْوِيَّة ، ويجمع على أَراوِيّ وهي الأَيايِلُ ، وقيل : غَنَمُ الجبَل ؛ ومنه حديث عَوْن : أَنه ذكَرَ رجلاً تكلم فأَسقَط فقال جمَع بين الأَرْوَى والنَّعامِ ؛ يريد أَنه جمع بين كلمتين مُتناقِضتين لأَن الأَرْوَى تسكن شَعَف الجِبال والنَّعامُ يسكن الفَيافيَ .
      وفي المثل : لا تَجْمَعْ بين الأَرْوَى والنَّعامِ ، وفيه : لَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ من الحجاز مَعْقِلَ الأُرْوِيَّةِ من رأْسِ الجَبلِ ؛ الجوهري : الأُرْوِيَّةُ الأُنثى من الوُعُول ، قال : وبها سميت المرأَة ، وهي أُفْعُولة في الأَصل إِلا أَنهم قلبوا الواو الثانية ياء وأَدغموها في التي بعدها وكسروا الأُولى لتسلم الياء ، والأَرْوَى مؤنثة ؛ قال النابغة : بتَكَلُّمٍ لو تَسْتَطِيعُ كَلامَه ، لَدَنَتْ له أَرْوَى الهِضابِ الصُّخَّدِ وقال الفرزدق : وإِلى سُلَيْمَانَ الذي سَكَنَتْ أَرْوَى الهِضابِ له مِنَ الذُّعْرِ وأَرْوَى : اسم امرأَة .
      والمَرْوَى : موضع بالبادية .
      ورَيَّانُ : اسم جبل ببلاد بني عامر ؛ قال لبيد : فمَدافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُها خَلَقاً ، كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها "



    المعجم: لسان العرب

  2. رون
    • " الرُّونُ : الشِّدَّة ، وجمعها رُوُون .
      والرُّونَة : الشِّدَّة .
      ابن سيده : رُونة الشيء شِدَّته ومُعْظَمُه ؛

      وأَنشد ابن بري : إن يُسْرِ عَنْكَ اللهُ رُونَتَها ، فعَظِيمُ كلّ مُصيبةٍ جَلَلُ وكشف الله عنك رُونَة هذا الأَمر أَي شدَّته وغُمَّته ويقال : رُونَةُ الشيء غايته في حر أَو برد أَو غيره من حزن أَو حرب وشبهه ؛ ومنه يومٌ أَرْوَنانٌ (* قوله « أرونان » يجوز إضافة اليوم إليه أيضاً كما في القاموس ، وسيشير إليه المؤلف فيما بعد ).
      ويقال : منه أُخذتِ الرُّنَةُ اسم لجمادى الآخرة لشدة برده .
      والرَّوْن : الصياح والجَلَبة ، يقال منه : يومٌ ذو أَرْوَنان وزَجَلٍ ؛ قال الشاعر : فهي تُغَنِّيني بأَرْوَنانِ أَي بصياحٍ وجلبة .
      والرَّوْن أَيضاً : أَقصى المَشارَةِ ؛

      وأَنشد يونس : والنَّقْبُ مِفْتَحُ مائها والرَّوْن ويومٌ أَرْوَنانٌ وأَرْوَنانيٌّ : شديد الحر والغم ، وفي المحكم : بلغ الغاية في فرح أَو حزن أَو حر ، وقيل : هو الشديد في كل شيءٍ من حر أَو برد أَو جلبة أَو صياح ؛ قال النابغة الجَعْديّ : فظَلَّ لنِسوَةِ النُّعمانِ منا ، على سَفَوانَ ، يومٌ أَرْوَنان ؟

      ‏ قال ابن سيده : هكذا أَنشده سيبويه ، والرواية المعروفة يومٌ أَرْوناني لأَنَّ القوافي مجرورة ؛ وبعده : فأَرْدَفْنا حَليلتَه ، وجِئْنا بما قد كان جَمَّعَ من هِجانِ وقد تقدم أَنَّ أَرْوَناناً أَفْوَعَالٌ من الرَّنين ؛ التهذيب : أَراد أَرْوَنانيّ بتشديد ياء النسبة كما ، قال الآخر : لم يَبْقَ من سُنَّة الفارُوق تعرفه إلاَّ الدُّنَيْنيُّ وإلاَّ الدِّرَّةُ الخَلَقُ (* قوله « الدنيني » كذا بالأصل ).
      قال الجوهري : إنما كسر النون على أَن أَصله أَرْونانيّ على النعت فحذفت ياء النسبة ؛ قال الشاعر : ولم يَجِبْ ولم يَكَعْ ولم يَغِبْ عن كلِّ يومٍ أَرْوَنانيّ عَصِبْ وأَما قول الشاعر : حَرَّقَها وارِسُ عُنْظُوانِ ، فاليومُ منها يومُ أَرْوَنانِ فيحتمل الإضافة إلى صفته ويحتمل ما ذكرنا .
      وليلة أَرْوَنانة وأَرْوَنانيَّة : شديدة الحر والغم .
      وحكى ثعلب : رَانَتْ ليلَتَنا اشتدَّ حرها وغمها .
      قال ابن سيده : وإنما حملناه على أَفَْعَلان ، كما ذهب إليه سيبويه ، دون أَن يكون أَفْوَعالاً من الرَّنَّةِ التي هي الصوت ، أَو فَعْوَلاناً من الأَرَنِ الذي هو النَّشَاط ، لأَن أَفْوَعالاً عَدَمٌ وإِنَّ فَعْوَلاناً قليل ، لأَن مثل جَحْوَش لا يلحقه مثل هذه الزيادة ، فلما عدم الأَول وقلَّ هذا الثاني وصحَّ الاشتقاق حملناه على أَفْعَلان .
      التهذيب عن شمر ، قال : يومٌ أَرْوَنان إذا كان ناعماً ؛

      وأَنشد فيه بيتاً للنابغة الجعدي : هذا ويومٌ لنا قَصِيرٌ ، جَمُّ المَلاهِي أَرْوَنانُ صوابه جمٌّ ملاهيه ؛ قال : وهذا من الأَضداد ، فهذا البيت في الفرح ، وكان أَبو الهيثم ينكر أَن يكون الأَرْوَنان في غير معنى الغم والشدَّة ، وأَنكر البيت الذي احتج به شمر .
      وقال ابن الأَعرابي : يومٌ أَرْوَنانٌ مأْخوذ من الرَّوْنِ ، وهو الشدة ، وجمعه رُوُون .
      وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : أَنَّ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، طُبَّ أَي سُحِرَ ودُفِنَ سِحْرُه في بئر ذي أَرْوانَ ؛ قال الأَصمعي : هي بئر معروفة ؛ قال : وبعضهم يخطئ فيقول ذَرْوَانَ .
      والأَرْوَنانُ : الصوت ؛ وقال : بها حاضِرٌ من غيرِ جِنٍّ يَرُوعُه ؛ ولا أَنَسٍ ذُو أَرْونانٍ وذُو زَجَلْ ويومٌ أَرْوَنان وليلة أَرْوَنانة : شديدة صعبة .
      وأَرْوَنان مشتق من الرَّون وهو الشدة .
      ورَانَ الأَمْرُ رَوْناً أَي اشتد .
      "

    المعجم: لسان العرب

  3. روم
    • " رام الشيءَ يَرومُهُ رَوْماً ومَراماً : طلبه ، ومنه رَوْمُ الحركة في الوقف على المرفوع والمجرور ؛ قال سيبويه : أَما الذين راموا الحركة فإنه دعاهم إلى ذلك الحِرْصُ على أَن يُخرجوها من حالِ ما لزمه إسكانٌ على كل حال ، وأَن يُعلموا أَن حالها عندهم ليس كحال ما سكن على كل حال ، وذلك أَراد الذين أَشَمُّوا إلا أَن هؤلاء أَشد توكيداً ؛ قال الجوهري : رَوْمُ الحركة الذي ذكره سيبويه حركة مُخْتَلَسَةٌ مُخْتفاةٌ لضرب من التخفيف ، وهي أَكثر من الإشمام لأنها تسمع ، وهي بِزِنَةِ الحركة وإن كانت مُخْتلَسة مثل همزة بين بين كما ، قال : أَأَن زُمَّ أَجْمالٌ وفارقَ جيرة ، وصاح غُراب البَيْنِ : أَنتَ حَزِينُ قوله أَأَن زم : تقطيعه فعولن ، ولا يجوز تسكين العين ، وكذلك قوله تعالى : شَهْرُ رَمضان ، فيمن أَخفى إنما هو بحركة مختلسة ، ولا يجوز أَن تكون الراء الأُولى ساكنة لأَن الهاء قبلها ساكن ، فيؤدي إلى الجمع بين الساكنين في الوصل من غير أَن يكون قبلها حرف لين ، قال : وهذا غير موجود في شيء من لغات العرب ، قال : وكذلك قوله تعالى : إنا نحن نزَّلنا الذكر وأَمَّنْ لا يَهِدِّي ويَخَصِّمون ، وأَشباه ذلك ، قال : ولا مُعْتَبَر بقول القُرَّاء إن هذا ونحوه مدغم لأَنهم لا يُحَصِّلون هذا الباب ، ومن جمع بين الساكنين في موضع لا يصح فيه اختلاس الحركة فهو مخطئ كقراءَة حمزة في قوله تعالى : فما اسطاعوا ، لأَنَّ سين الاستفعال لا يجوز تحريكها بوجه من الوجوه .
      قال ابن سيده : والمَرامُ المَطْلَبُ .
      ابن الأَعرابي : رَوَّمْتُ فلاناً ورَوَّمْتُ بفلان إذا جعلته يطلب الشيء .
      والرامُ : ضرب من الشجر .
      والرَّوْمُ : شَحْمة الأُذن .
      وفي حديث أبي بكر ، رضي الله عنه : أنه أَوصى رجلاً في طهارته فقال : تَعَهَّد المَغْفَلَةَ والمَنْشَلَةَ والرَّوْمَ ؛ هو شحمة الأُذن .
      والرُّومُ : جيل معروف ، واحدهم رُوميّ ، يَنْتَمون إلى عِِيصُو بن إسحق النبي ، عليه السلام .
      ورُومانُ ، بالضم : اسم رجل ، قال الفارسي : رُومٌ ورُومِيّ من باب زَنْجِيّ وَزَنْج ؛ قال ابن سيده : ومثله عندي فارِسيّ وفِرْسٌ ، قال : وليس بين الواحد والجمع إلا الياء المشددة كما ، قالوا تمرة وتمر ، ولم يكن بين الواحد والجمع إلا الهاء .
      قال : والرُّومَة بغير همز الغِراء الذي يلصق به ريش السهم ؛ قال أَبو عبيد : هي بغير همز ، وحكاها ثعلب مهموزة .
      ورُومة : بئر بالمدينة .
      وبئر رُومَةَ ، بضم الراء : التي حفرها عثمان بناحية المدينة ، وقيل : اشتراها وسَبَّلها .
      وقال أَبو عمرو : الرُّومِيُّ شِراعُ السفينة الفارغة ، والمُرْبعُ شِراع المَلأَى .
      ورامَةُ : اسم موضع بالبادية ؛ وفيه جاء المثل : تَسْألُني برامَتَيْنِ سَلْجَما والنسبة إليهم رامِيّ على غير قياس ، قال : وكذلك النسبة إلى رامَهُرْمُزَ ، وهو بلد ، وإن شئت هُرْمُزِيّ ؛ قال ابن بري :، قال أَبو حنيفة سلجم معرب وأَصله بالشين ، قال : والعرب لا تتكلم به إلا بالسين غير المعجمة ؛ وقيل لرامِيٍّ : لمَ زرعتم السَّلْجَمَ ؟ فقال : معاندة لقوله : تَسْأَلُني برامَتَيْنِ سَلْجَما ، يا مَيُّ ، لو سأَلتِ شيئاً أَمَما ، جاء به الكَرِيُّ أَو تَجَشَّم ؟

      ‏ قال ابن بري عند قول الجوهري والنسبة إلى رامة رامِيّ على غير القياس ، قال : هو على القياس ، قال : وكذلك النسب إلى رامَتَيْن رامِيّ ، كما يقال في النسب إلى الزَّيْدَيْنِ زَيْدِيّ ، قال : فقوله راميّ على غير قياس لا معنى له ، قال : وكذلك النسب إلى رامَهُرْمُز رامِيّ على القياس .
      ورُومَةُ : موضع ، بالسريانية .
      ورُوَيْمٌ : اسم .
      ورُومانُ : أَبو قبيلة .
      ورُوام : موضع ، وكذلك رامَةُ ؛ قال زهير : لِمَنْ طَلَلٌ برامَةَ لا يَرِيمُ عفا ، وخِلالُهُ حُقُبٌ قَدِيمُ ؟ فأما إكثارهم من تثنية رامَةَ في الشعر فعلى قولهم للبعير ذو عَثانِينَ ، كأنه قسمها جزئين كما قسم تلك أَجزاء ؛ قال ابن سيده : وإنما قضينا على رامَتَيْنِ أنها تثنية سميت بها البلدة للضرورة ، لأَنهما لو كانتا أَرْضَين لقيل الرامتين بالألف واللام كقولهم الزيدان ، وقد جاء الرامَتان باللام ؛ قال كثيرِّ : خليليّ حُثَّا العِيسَ نُصْبِحْ ، وقد بَدَتْ ، لنا من جبال الرامَتَيْنِ ، مَناكِبُ ورامَهُرْمُزَ : موضع ، وقد تقدم في هذا الفصل ما فيها من اللغات والنسب إليها .
      "

    المعجم: لسان العرب

  4. أرز
    • " أَرَزَ يَأْرِزُ أُرُوزاً : تَقَبَّضَ وتَجَمَّعَ وثَبَتَ ، فهو آرِزٌ وأَرُوزٌ ، ورجل أَرُوزٌ : ثابت مجتمع .
      الجوهري : أَرَزَ فلان يَأْرِزُ أَرْزاً وأُرُوزاً إِذا تَضامَّ وتَقَبَّضَ من بخْلِه ، فهو أَرُوزٌ .
      وسئل حاجة فأَرَزَ أَي تَقَبَّضَ واجتمع ؛ قال رؤبة : فذاكَ بَخَّالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ يعني أَنه لا ينبسط للمعروف ولكنه ينضم بعضه إِلى بعض ، وقد أَضافه إِلى المصدر كما يقال عُمَرُ العَدْلِ وعُمَرُ الدَّهاءِ ، لما كان العدل والدهاء أَغلب أَحواله .
      وروي عن أَبي الأَسود الدؤلي أَنه ، قال : إِن فلاناً إِذا ‏ سئل أَرَزَ وإِذا دُعِيَ اهْتَزَّ ؛ يقول : إِذا سئل المعروفَ تَضامَّ وتَقَبَّضَ من بخله ولم ينبسط له ، وإِذا دعي إِلى طعام أَسرع إِليه .
      ويقال للبخيل : أَزُوزٌ ، ورجل أَرُوزُ البخل أَي شديد البخل .
      وذكر ابن سيده قول أَبي الأسود أَنه ، قال : إِن اللئيم إِذا سئل أَرَزَ وإِن الكريم إِذا سئل اهتز .
      واستشير أَبو الأَسود في رجل يُعَرَّف أَو يُوَلَّى فقال : عَرّفُوه فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَسُ أَلَدُّ مِلْحَسٌ إِن أُعْطِيَ انْتَهزَ وإِن سئل أَرَزَ .
      وأَرَزَتِ الحيةُ تأْرِزُ : ثبتت في مكانها ، وأَرَزَتْ أَيضاً : لاذت بجحرها ورجعت إِليه .
      وفي الحديث : إِن الإِسلام ليأْرِزُ إِلى المدينة كما تأْرِزُ الحية إِلى جُحْرِها ؛ قال الأَصمعي : يأْرِزُ أَي ينضم إِليها ويجتمع بعضه إِلى بعض فيها .
      ومنه كلام عليّ ، عليه السلام : حتى يأْرِزَ الأَمْرُ إِلى غيركم .
      والمَأْرِزُ : المَلْجَأُ .
      وقال زيد بن كُثْوَةَ : أَرَزَ الرجلُ إِلى مَنَعَتِه أَي رحل إِليها .
      وقال الضرير : الأَرْزُ أَيضاً أَن تدخل الحية جحرها على ذنبها فآخر ما يبقى منها رأْسها فيدخل بعد ، قال : وكذلك الإِسلام خرج من المدينة فهو يَنْكُصُ إِليها حتى يكون آخره نكوصاً كما كان أَوّله خروجاً ، وإِنما تأْرِزُ الحية على هذه الصفة إِذا كانت خائفة ، وإِذا كانت آمنة فهي تبدأُ برأْسها فتدخله وهذا هو الانجحار .
      وأَرَزَ المُعْيِي : وَقَفَ .
      والآرِزُ من الإِبل : القوي الشديد .
      وفَقارٌ آرِزٌ : متداخل .
      ويقال للناقة القوية آرِزَةٌ أَيضاً ؛ قال زهير يصف ناقة : بآرِزَةِ الفَقارَة لم يَخُنْها قِطافٌ في الرِّكابِ ، ولا خِلاء ؟

      ‏ قال : الآرِزَةُ الشديد المجتَمعُ بعضها إِلى بعض ؛ قال أَبو منصور : أَراد مُدْمَجَةُ الفَقارِ متداخلته وذلك أَقوى لها .
      ويقال للقوس : إِنها لذات أَرْزٍ ، وأَرْزُها صَلابَتُها ، أَرَزَتْ تأْرِزُ أَرْزاً ، قال : والرميُ من القوس الصُّلبة أَبلغ في الجَرْحِ ، ومنه قيل : ناقة آرِزَةُ الفَقار أَي شيديدة .
      وليلة آرِزَةٌ : باردة ، أَرَزَتْ تأْرِزُ أَرِيزاً ؛ قال في الأرَز : ظَمآن في ريحٍ وفي مَطِيرِ ، وأَرْزِ قُرٍّ ليس بالقَرِيرِ ويوم أَرِيزٌ : شديد البرد ؛ عن ثعلب ، ورواه ابن الأَعرابي أَزِيزٌ ، بزايين ، وقد تقدم .
      والأَرِيزُ : الصَّقِيعُ ؛ وقوله : وفي اتِّباعِ الظُّلَلِ الأَوارِزِ يعني الباردة .
      والظلل هنا : بيوت السجن .
      وسئل أَعرابي عن ثوبين له فقال : إِن وجدتُ الأَرِيزَ لبستُهما ، والأَرِيزُ والحَلِيتُ : شِبْهُ الثلج يقع بالأَرض .
      وفي نوادر الأَعراب : رأَيت أَرِيزَتَه وأَرائِزَهُ تَرْعُدُ ، وأَرِيزَةُ الرجل نَفَسُه .
      وأَرِيزَةُ القوم : عَمِيدُهم .
      والأُرْزُ والأُرُزُ والأُرُزُّ كله ضربٌ من البُرِّ .
      الجوهري : الأُرْزُ حبٌّ ، وفيه ست لغات : أَرُزٌّ وأُرُزٌّ ، تتبع الضمةُ الضمةَ ، وأُرْزٌ وأُرُزٌ مثل رُسْلٍ ورُسُلٍ ، ورُزٌّ ورُنْزٌ ، وهي لعبد القيس .
      أَبو عمرو : الأَرَزُ ، بالتحريك ، شجر الأَرْزَنِ ، وقال أَبو عبيدة : الأَزْرَةُ ، بالتسكين ، شجر الصَّنَوْبَرِ ، والجمع أَرْزٌ .
      والأَرْزُ : العَرْعَرُ ، وقيل : هو شجر بالشام يقال لثمرة الصَّنَوْبَرُ ؛

      قال : لها رَبَذاتٌ بالنَّجاءِ كأَنها دَعائِمُ أَرْزٍ ، بينهنَّ فُرُوعُ وقال أَبو حنيفة : أَخبرني الخَبِرُ أَن الأَرْزَ ذَكَرُ الصنوبر وأَنه لا يحمل شيئاً ولكن يستخرج من أَعجازه وعروقه الزِّفْتُ ويستصبحُ بخشبه كما يستصبح بالشمع وليس من نبات أَرض العرب ، واحدته أَرْزَةٌ .
      قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : مَثَلُ الكافر مَثَلُ الأَرْزَةِ المُجْذِيَةِ على الأَرض حتى يكون انْجِعافُها مرةً واحدة .
      قال أَبو عمرو : هي الأَرَزَةُ ، بفتح الراء ، من الشجر الأَرْزَنِ ، ونحوَ ذلك ، قال أَبو عبيدة :، قال أَبو عبيد .
      والقول عندي غير ما ، قالا إِنما هي الأَرْزَةُ ، بسكون الراء ، وهي شجرة معروفة بالشام تسمى عندنا الصنوبر من أَجل ثمره ، قال : وقد رأَيت هذا الشجر يسمى أَرْزَةً ، ويسمى بالعراق الصنوبر ، وإِنما الصنوبر ثمر الأَرْزِ فسمي الشجر صنوبراً من أَجل ثمره ؛ أَراد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَن الكافر غيرُ مَرْزُوءٍ في نفسه وماله وأَهله وولده حتى يموت ، فشبه موته بانجعاف هذه الشجرة من أَصلها حتى يلقى الله بذنوبه حامَّةً ؛ وقال بعضهم : هي آرِزَةٌ بوزن فاعلة ، وأَنكرها أَبو عبيد : وشجرة آرِزَةٌ أَي ثابتة في الأَرض ، وقد أَرَزَتْ تأْرِزُ .
      وفي حديث عليّ ، كرم الله وجهه : جعل الجبالَ للأَرضِ عِماداً وأَرَزَ فيها أَوتاداً أَي أَثبتها ، إِن كانت الزاي مخففة فهي من أَزَرَت الشجرةُ تأْرِزُ إِذا ثبتت في الأَرض ، وإِن كانت مشددة فهو من أَرَزَّت الجَرادَةُ ورَزَّتْ إِذا أَدخلت ذنبها في الأَرض لتلقي فيها بيضها .
      ورَزَزْتُ الشيءَ في الأَرض رَزّاً أَثبته فيها ، قال : وحينئذٍ تكون الهمزة زائدة والكلمة من حروف الراء .
      والأُرْزَةُ والأَرَزَةُ ، جميعاً : الأَرْزَةُ ، وقيل : إِن الأَرْزَةَ إِنما سميت بذلك لثباتها .
      وفي حديث صَعْصَعَةَ بن صُوحانَ : ولم ينظر في أَرْزِ الكلام أَي في حَصْرِه وجمعِه والتروّي فيه .
      "

    المعجم: لسان العرب



  5. روض
    • " الرَّوْضةُ : الأَرض ذات الخُضْرةِ .
      والرَّوْضةُ : البُسْتانُ الحَسَنُ ؛ عن ثعلب .
      والرَّوْضةُ : الموضِع يجتمع إِليه الماء يَكْثُر نَبْتُه ، ولا يقال في موضع الشجر روضة ، وقيل : الروضة عُشْب وماء ولا تَكُونُ رَوْضةً إِلا بماء معها أَو إِلى جنبها .
      وقال أَبو زيد الكِلابيّ : الروضة القاعُ يُنْبِتُ السِّدْر وهي تكون كَسَعةِ بَغْدادَ .
      والرَّوْضةُ أَيضاً : من البَقْل والعُشْب ، وقيل : الروضةُ قاعٌ فيه جَراثِيمُ ورَوابٍ ، سَهْلةٌ صِغار في سَرارِ الأَرض يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ ، وأَصْغَرُ الرِّياضِ مائةُ ذِراع .
      وقوله ، صلّى اللّه عليه وسلّم : بَيْن قَبْرِي أَو بَيْتي ومِنْبرِي رَوْضةٌ من رياضِ الجنة ؛ الشك من ثعلب فسره هو وقال : معناه أَنه من أَقام بهذا الموضع فكأَنه أَقام في رَوْضةٍ من رِياضِ الجنة ، يُرَغِّب في ذلك ، والجمع من ذلك كله رَوْضاتٌ ورِياضٌ ورَوْضٌ ورِيضانٌ ، صارت الواو ياء في رياضٍ للكسرة قبلها ، هذا قول أَهل اللغة ؛ قال ابن سيده وعندي أَن ريضاناً ليس بجمع رَوْضَة إِنما هو رَوْض الذي هو جمع رَوْضة ، لأَن لفظ روض ، وإِن كان جمعاً ، قد طابق وزنَ ثَوْر ، وهم ممّا قد يجمعون الجَمْعَ إِذا طابَق وزْنُ الواحِد جَمْعَ الواحد ، وقد يكون جمعَ رَوْضةٍ على طرح الزائد الذي هو الهاء .
      وأَرْوَضَتِ الأَرضُ وأَراضَتْ : أُلبِسَها النباتُ .
      وأَراضَها اللّه : جَعَلَها رِياضاً .
      وروَّضها السيْلُ : جعلها رَوضة .
      وأَرْضٌ مُسْتَرْوِضةٌ : تنبت نباتاً جيّداً أَو اسْتَوَى بَقْلُها .
      والمُسْتَرْوِضُ من النبات : الذي قد تَناهَى في عِظَمِه وطُوله .
      ورَوَّضْتُ القَراحَ : جَعَلْتُها رَوْضةً .
      قال يعقوب : قد أَراضَ هذا المكانُ وأَرْوِضَ إِذا كَثُرَتْ رِياضُه .
      وأَراضَ الوادي واسْتراضَ أَي استْتَنْقَعَ فيه الماء ، وكذلك أَراضَ الحوْضُ ؛ ومنه قولهم : شربوا حتى أَراضُوا أَي رَووا فنَقَعُوا بالرّيّ .
      وأَتانا بإِناءٍ يُرِيضُ كذا وكذا نفْساً .
      قال ابن بري : يقال أَراض اللّه البلاد جعلها رياضاً ؛ قال ابن مقبل : لَياليَ بعضُهم جِيرانُ بَعْضٍ بِغَوْلٍ ، فهو مَوْليٌّ مُرِيض ؟

      ‏ قال يعقوب : الحَوْضُ المُسْتَرِيضُ الذي قد تَبَطَّحَ الماءُ على وجهه ؛

      وأَنشد : ‏ خَضْراء فيها وَذَماتٌ بِيضٌ ، إِذا تَمَسُّ الحَوْضَ يَسْتَرِيضُ يعني بالخضراء دلْواً .
      والوَذَماتُ : السُّيُور .
      وَرَوْضَةُ الحَوْض : قَدْرُ ما يَغَطِّي أَرْضَه من الماء ؛

      قال : ورَوْضةٍ سَقَيْتُ منها نِضْوَت ؟

      ‏ قال ابن بري : وأَنشد أَبو عمرو في نوادره وذكر أَنه لِهِمْيانَ السعديّ : ورَوْضةٍ في الحَوْضِ قد سَقَيْتُها نِضْوِي ، وأَرْضٍ قد أَبَتْ طَوَيْتُها وأَراضَ الحَوْضُ : غَطَّى أَسْفَلَه الماءُ ، واسْتَراضَ : تَبَطَّحَ فيه الماءُ على وجْهه ، واستراضَ الوادِي : اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ .
      قال : وكأَنّ الروضة سميت رَوْضَةً لاسْتِراضةِ الماء فيها ، قال أَبو منصور : ويقال أَراضَ المكانُ إِراضةً إِذا اسْتَراضَ الماءُ فيه أَيضاً .
      وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ : أَنّ النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، وصاحِبَيْهِ لمَّا نزلُوا عليها وحَلَبُوا شاتَها الحائِلَ شَرِبُوا من لبنها وسَقَوْها ، ثم حلبوا في الإِناء حتى امْتَلأَ ، ثم شربوا حتى أَراضوا ؛ قال أَبو عبيد : معنى أَراضُوا أَي صَبُّوا اللبن على اللبن ، قال : ثم أَراضوا وأَرَضُّوا من المُرِضَّةِ وهي الرَّثِيئةُ ، قال : ولا أَعلم في هذا الحديث حرفاً أَغرب منه ؛ وقال غيره : أَراضُوا شربوا عَلَلاً بعد نَهَلٍ مأْخوذ من الرَّوْضةِ ، وهو الموضع الذي يَسْتَنْقِعُ فيه الماء ، أَرادت أَنهم شربوا حتى رَوُوا فَنَقَعُوا بالرَّيّ ، من أَراضَ الوادي واسْتَراضَ إِذا اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ ، وأَراضَ الحوْضُ كذلك ، ويقال لذلك الماء : رَوْضةٌ .
      وفي حديث أُمّ معبد أَيضاً : فَدَعا بإِناء يُرِيضُ الرَّهْطَ أَي يُرْوِيهم بعضَ الرِّيّ ، من أَراضَ الحوضُ إِذا صُبَّ فيه من الماء ما يوارِي أَرضه ، وجاءنا بِإِناءٍ يُريضُ كذا وكذا رجلاً ، قال : والرواية المشهورة بالباء ، وقد تقدّم .
      والرَّوْضُ : نَحْوٌ من نصف القِرْبة ماء .
      وأَراضَهم : أَرْواهُم بعضَ الرّيّ .
      ويقال : في المَزادةِ روضةٌ من الماء كقولك فيها شَوْلٌ من الماء .
      أَبو عمرو : أَراضَ الحوضُ ، فهو مُرِيضٌ .
      وفي الحوض رَوْضةٌ من الماء إِذا غَطَّى الماء أَسفَلَه وأَرْضَه ، وقال : هي الرَّوْضةُ والرِّيضةُ والأَرِيضةُ والإِراضةُ والمُسْتَرِيضةُ .
      وقال أََبو منصور : فإِذا كان البلَد سَهْلاً لا يُمْسِكُ الماء وأَسفَلَ السُّهولةِ صَلابةٌ تُمْسِكُ الماء فهو مَراضٌ ، وجمعها مَرائِضُ ومَراضاتٌ ، فإِذا احتاجوا إِلى مِياهِ المَرائِض حفَروا فيها جِفاراً فشَرِبوا واستَقَوْا من أَحسائِها إِذا وجدوا ماءها عَذْباً .
      وقَصِيدةٌ رَيِّضةُ القوافي إِذا كانت صَعْبة لم تَقْتَضِبْ قَوافِيها الشُّعراءُ .
      وأَمرٌ رَيِّضٌ إِذا لم يُحْكَمْ تدبيرُه .
      قال أَبو منصور : رِياضُ الصَّمّانِ والحَزْنِ في البادية أَماكن مطمئنة مستوية يَسْتَرِيضُ فيها ماء السماء ، فتُنْبِتُ ضُروباً من العُشْب ولا يُسْرِعُ إِليها الهَيْج والذُّبُول ، فإِذا كانت الرِّياضُ في أَعالي البِراقِ والقِفافِ فهي السُّلْقانُ ، واحدها سَلَقٌ ، وإِذا كانت في الوَطاءاتِ فهي رياضٌ ، ورُبَّ رَوْضةٍ فيها حَرَجاتٌ من السِّدْر البَرِّيّ ، وربما كانت الروْضةُ مِيلاً في ميل ، فإِذا عَرُضَتْ جدّاً فهي قِيعانٌ ، واحدها قاعٌ .
      وكل ما يجتمع في الإِخاذِ والمَساكاتِ والتَّناهي ، فهو رَوْضةٌ .
      وفلان يُراوِضُ فلاناً على أَمر كذا أَي يُدارِيهِ لِيُدْخِلَه فيه .
      وفي حديث طلحة : فَتَراوضْنا حتى اصطَرَفَ مِنِّي وأَخَذ الذهَب أَي تَجاذَبْنا في البيع والشِّراءِ وهو ما يجري بين المتبايعين من الزيادة والنقصان كأَنَّ كلَّ واحد منهما يَرُوضُ صاحِبَه من رِياضةِ الدّابَّة ، وقيل : هو المُواصَفةُ بالسلعة ليست عندك ، ويسمى بيع المُواصفة ، وقيل : هو أَن يَصِفَها ويَمْدَحَها عنده .
      وفي حديث ابن المسيب : أَنه كره المُراوَضةَ ، وبعضُ الفقهاء يجيزه إِذا وافَقَتِ السِّلْعَةُ الصِّفةَ .
      وقال شمر : المُراوَضةُ أَن تُواصِفَ الرجلَ بالسِّلْعةِ ليست عندك .
      والرَّيِّضُ من الدوابِّ : الذي لم يَقْبلِ الرِّياضةَ ولم يَمْهَر المِشْيةَ ولم يَذِلَّ لراكِبه .
      ابن سيده : والرَّيِّضُ من الدوابِّ والإِبل ضدُّ الذَّلُولِ ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء ؛ قال الراعي : فكأَنَّ رَيِّضَها إِذا اسْتَقْبَلْتَها ، كانتْ مُعاوَدةً الرِّكابِ ذَلُول ؟

      ‏ قال : وهو عندي على وجه التَّفاؤُل لأَنها إِنما تسمى بذلك قبل أَن تَمْهَرَ الرِّياضةَ .
      وراضَ الدابَّة يَرُوضُها رَوْضاً ورِياضةً : وطَّأَها وذلَّلَها أَو عَلَّمها السيْر ؛ قال امْرؤ القيس : ورُضْتُ فَذَلَّتْ صَعْبةً أَيَّ إِذلالِ دل بقوله أَيَّ إِذْلالِ أَنَّ معنى قوله رُضْتُ ذَلَّلْتُ لأَنه أَقام الإِذْلالُ مُقامَ الرِّياضة .
      ورُضْتُ المُهْرَ أَرُوضُه رياضاً ورياضةً ، فهو مَرُوضٌ ، وناقةٌ مَرُوضةٌ ، وقد ارْتاضَتْ ، وكذلك روَّضْتُه شُدّدَ للمبالغة ؛ وناقةٌ رَيِّضٌ : أَوّل ما رِيضَتْ وهي صَعْبةٌ بعد ، وكذلك العَرُوضُ والعَسِيرُ والقَضِيبُ من الإِبل كلِّه ، والأُنثى والذكرُ فيه سواء ، وكذلك غلام رَيِّضٌ ، وأَصله رَيْوِضٌ فقلبت الواو ياءً وأُدغمت ؛ قال ابن سيده : وأَما قوله : على حِين ما بي من رِياضٍ لصَعْبةٍ ، وبَرَّحَ بي أَنقاضُهُنَّ الرَّجائِعُ فقد يكون مصدر رُضْتُ كقمت قِياماً ، وقد يجوز أَن يكون أَراد رياضة فحذف الهاء كقول أَبي ذؤَيب : أَلا لَيْتَ شِعْري ، هل تَنَظَّرَ خالِدٌ عِيادي على الهِجْرانِ أَمْ هُوَ يائِسُ ؟ أَراد عِيادَتي فحذف الهاء ، وقد يكون عِيادي هنا مصدر عُدْتُ كقولك قمت قياماً إِلا أَنَّ الأَعْرَفَ رِياضةٌ وعِيادةٌ ؛ ورجل رائِضٌ من قوم راضةٍ ورُوّضٍ ورُوّاضٍ .
      واسْتَراضَ المكانُ : فَسُحَ واتَّسَعَ .
      وافْعَلْه ما دام النَفسُ مُسْتَرِيضاً مُتَّسِعاً طيباً ؛ واستعمله حميد الأَرقط في الشعر والرجز فقال : أَرَجَزاً تُرِيدُ أَمْ قَرِيضا ؟ كِلاهُما أُجِيدُ مُسْتَرِيضا أَي واسعاً ممكناً ، ونسب الجوهري هذا الرجز للأَغْلب العِجْلِيّ ، قال ابن بري : نسبه أَبو حنيفة للأَرقط وزعم أَن بعض الملوك أَمره أَن يقول فقال : ‏ هذا الرجز .
      "

    المعجم: لسان العرب

  6. روق
    • " الرَّوْق : القَرْن من كلّ ذي قَرن ، والجمع أَرْواق ؛ ومنه شعر عامر بن فُهيرة : كالثَّور يَحْمِي أَنْفَه برَوْقِه وفي حديث علي ، عليه السلام ، قال : تِلْكُم قُرَيْشٌ تَمنَّاني لتَقْتُلَنِي ، فلا وربِّك ، ما بَرُّوا ولا ظَفِروا فإِن هَلَكْتُ ، فَرَهْنٌ ذِمَّتِي لهمُ بذات رَوْقَيْنِ ، لا يَعْفُو لها أَثرُ الرَّوْقانِ : تثنية الرَّوْقِ وهو القَرْنُ ، وأَراد بها ههنا الحَربَ الشديدةَ ، وقيل الدّاهية ، ويروى بذات وَدْقَينِ وهي الحرب الشديدة أَيضاً .
      ورَوْقُ الإِنسان : هَمُّه ونَفْسه ، إِذا أَلقاه على الشيء حِرْصاً قيل : أَلقَى عليه أَرْواقَه ؛ كقول رؤبة : والأَرْكُبُ الرامُون بالأَرواقِ

      ويقال : أَكل فلانٌ رَوْقَه وعلى روْقهِ إِذا طال عُمُره حتى تَتَحاتّ أَسنانُه .
      وأَلقى عليه أَرواقَه وشَراشِره : وهو أَن يُحبه حُبّاً شديداً حتى يَسْتَهْلِك في حُبه .
      وأَلقى أَرْواقَه إِذا عَدا واشتدَّ عَدْوُه ؛ قال تأَبط شرّاً : نَجوتُ منها نجائي من بَجِيلةَ ، إِذْ أَلْقَيْتُ ، لَيلةَ جَنْبِ الجَوِّ ، أَرْواقي أَي لم أَدَعْ شيئاً من العدْوِ إِلاّ عدَوْته ، وربما ، قالوا : أَلقى أَرْواقَه إِذا أَقام بالمكان واطمأَن به كما يقال أَلقى عَصاه .
      ورماه بأَرْواقه إِذا رَماه بثِقْلِه .
      وأَلْقَت السحابةُ على الأَرض أَرواقها : أَلَحَّتْ بالمطر والوَبْل ، وإِذا أَلحت السحابة بالمطر وثبتت بأَرض قيل : أَلْقت عليها أَرواقَها ؛

      وأَنشد : وباتت بأَرواقٍ عَلَينا سَوارِيا وأَلقت أَرواقها إِذا جدّت في المطر .
      ويقال : أَسْبَلَت أَرواقُ العَيْن إِذا سالت دموعُها ؛ قال الطرمّاح : عَيْناك غَرْبا شَنَّةٍ أَسبَلَتْ أَرواقُها من كَيْن أَخْصامِها

      ويقال : أَرْخَت السماءُ أَرواقَها وعَزاليَها .
      ورَوْقُ السحابِ : سَيْلُه ؛

      وأَنشد : مِثْل السحابِ إِذا تَحدَّر رَوْقُه ودَنا أُمِرَّ ، وكان ممَّا يُمْنَع أَي أُمِرَّ عليه فمرَّ ولم يُصبه منه شيء بعدما رجاه .
      وفي الحديث : إِذا أَلْقَتِ السماء بأَرواقِها أَي بجميع ما فيها من الماء ؛ والأَرْواقُ : الأَثْقالُ ؛ أَراد مِياهَها المُثْقِلة للسحاب .
      والأَرْواقُ : جماعة الجِسم ، وقيل : الرَّوْق الجسم نفسه .
      وإِنه ليركَبُ الناسَ بأَرواقه ، وأَرواقُ الرجل : أَطرافه وجسَدُه .
      وأَلقى علينا أَرواقَه أَي غَطّانا بنفسه .
      ورمَوْنا بأَرْواقِهم أَي رمونا بأَنفسهم ؛ قال شمر : ولا أَعرف قوله أَلقى أَرواقَه إِذا اشتدّ عدْوُه ، قال : ولكني أَعرفه بمعنى الجِدّ في الشيء ؛

      وأَنشد بيت تأَبط شرّاً : نجوت منها نجائي من بجيلةَ ، إِذا أَرْسَلْتُ ، لَيْلةَ جَنْب الرَّعْنِ ، أَرواقي

      ويقال : أَرسل أَرواقَه إِذا عدا ، ورمى أَرواقه إِذا أَقام وضرب بنفسه الأَرضَ .
      ويقال : رمى فلان بأَرواقِه على الدابة إِذا ركبها ، ورمى بأَرواقه عن الدابة إِذا نزل عنها .
      وفي نوادر الأَعراب : رَوْقُ المطر وروْق الجَيش وروْقُ البيتِ وروْقُ الخيل مُقدَّمُه ، وروْق الرجل شبابه ، وهو أَوّل كل شيء مما ذكرته .
      ويقال : جاءنا رَوْقُ بني فلان أَي جماعة منهم ، كما ‏

      يقال : ‏ جاءنا رأْسٌ لجماعة القوم .
      ابن سيده : رَوْقُ الشباب وغيره ورَيْقُه ورَيِّقُه كل ذلك أَوله ؛ قال البَعِيث : مَدَحْنا لَها رَيْقَ الشَّباب ، فعارَضتْ جَناب الصِّبا في كاتِمِ السِّرّ أَعْجَما

      ويقال : فعَله في رَوْق شبابه وريِّق شبابه أَي في أَوّله .
      وريِّقُ كل شيء : أَفضله ، وهو فَيْعِل ، فأُدغم .
      ورَوْقُ البيت : مقدِّمه ، ورِواقه ورُواقه : ما بين يديه ، وقيل سَماوَتُه ، وهي الشُّقّة التي دون العُلْيا ، والجمع أَرْوِقة ، ورُوقٌ في الكثير ؛ قال سيبويه : لم يجز ضمّ الواو كراهية الضمّة قبلها والضمة فيها ، وقد رَوَّقَه .
      الجوهري : الرَّوْقُ والرِّواقُ سَقْفٌ في مقدَّم البيت ، والرِّواق سِتْر يُمدّ دون السقف .
      يقال : بيت مُرَوَّقٌ ؛ ومنه قول الأَعشى : فظَلَّتْ لَدَيْهِم في خِباءِ مُرَوَّق ؟

      ‏ قال ابن بري : بيت الأَعشى هو قوله : وقد أَقْطَعُ الليلَ الطويلَ بفتْيةٍ مَسامِيحَ تُسْقَى ، والخِباءُ مُرَوَّقُ وقال بعضهم : رِواق البيت مُقدَّمه .
      ابن سيده : رِواقا الليل مقدمه وجَوانِبُه ؛

      قال : يَرِدْنَ ، والليلُ مُرِمٌّ طائرُهْ ، مُرْخىً رِواقاه ، هُجودٌ سامِرُهْ ‏

      ويروى : ‏ مُلْقىً رِواقاه ، ورواه ابن الأَعرابي : وليلُ مُرَوَّقٌ مُرْخَى الرِّواق ؛ قال ذو الرُّمّة يصف الليل ، وقيل يصف الفجر : وقد هَتَكَ الصُّبْحُ الجَلِيُّ كِفاءهُ ، ولكنه جَوْنُ السَّراةِ مُرَوَّقُ ومضَى رَوْقٌ من الليل أَي طائفة .
      ابن بري : ويجمع رَوْق على أَرْوُق ؛

      قال : خُوصاً إِذا ما الليلُ أَلْقى الأَرْوُقا ، خَرَجْنَ من تحتِ دُجاه مُرَّق ؟

      ‏ قال : وقد يحتمل أَن يكون جمعَ رِواقٍ على حدّ قولهم مَكان وأَمْكُنٌ ، قال : وكذا فسره أَبو عمرو الشَّيباني فقال : هو جمع رِواق ، وربما ، قالوا : رَوَّقَ الليلُ إِذا مَدَّ رِواقَ ظُلْمته وأَلقى أَرْوِقَته .
      ابن الأَعرابي : الرَّوْقُ السَّيِّد ، والرَّوْقُ الصافي من الماء وغيره ، والرَّوْقُ العُمُر .
      يقال : أَكل رَوْقَه .
      والرَّوْقُ نفْس النَّزْع ، والرَّوْق المُعجِب .
      يقال : رَوْقٌ ورَيْقٌ ؛

      وأَنشد المفضل : على كلّ رَيْقٍ تَرَى مُعْلَماً ، يُهَدِّرُ كالجَمَلِ الأَجْرَب ؟

      ‏ قال : الرَّيْقُ ههنا الفرَس الشريف .
      والرَّوْقُ : الحُبُّ الخالِص .
      والأَرْواقُ : الفَساطِيطُ ؛ الليث : بيت كالفُسطاط يُحمل على سِطاعٍ واحد في وسَطه ، والجمع أَرْوِقةٌ .
      ويقال : ضرب فلان رَوْقَه بموضع كذا إِذا نزل به وضرب خيمته .
      وفي حديث الدَّجّال : فيضرب رواقَه فيخرج إِليه كل مُنافِق ، أَي يضرب فُسطاطه وقُبَّته وموضعَ جلوسه .
      وروي عن عائشة ، رضي الله عنها ، في حديث لها : ضرَب الشيطانُ رَوْقَه ومَدّ أَطْنابَه ؛ قيل : الرَّوْقُ الرِّواق وهو ما بين يدي البيت .
      قال الأَزهري : رَوْقُ البيت ورواقُه واحد ، وهي الشُّقة التي دون الشقّة العُليا ؛ ومنه قول ذي الرمة : ومَيِّتة في الأَرضِ إِلاَّ حُشاشةً ، ثَنَيْتُ بها حَيّاً بمَيْسورِ أَرْبعِ بثِنْتَيْنِ ، إِن تَضرِبْ ذِهِي تَنْصَرِفْ ذِهِي ، لكِلَتَيْهِما رَوْق إِلى جَنْبِ مِخْدَع ؟

      ‏ قال الباهلي : أَراد بالمَيتة الأُثْرة ، ثَنَيتُ بها حَيّاً أَي بَعِيراً ؛ يقول : اتَّبَعْت أَثَره حتى رَدَدْته .
      والأُثْرة : مِيسَم في خُفّ البعير ميّتة خَفِيّة ، وذلك أَنها تكون بيِّنة ثم تَثبُت مع الخف فتكاد تستوي حتى تُعادَ ، إِلاّ حُشاشة : إِلاَّ بَقِيّة منها ، بمَيْسُور أَي بِشقٍّ ميسور ، يعني أَنه رأَى الناحية اليُسرى فعرفه بِثنتين يعني عَينين ، رَوْق يعني رِواقاً ، وهو حجابها المشرف عليها ، وأَراد بالمِخْدع داخل البعير .
      ابن الأَعرابي : من الأَخْبِية ما يُرَوَّقُ ، ومنها ما لا يروَّق ؛ فإِذا كان بيتاً ضَخْماً جعل له رِواق وكفاء ، وقد يكون الرِّواقُ من شُقّة وشُقَّتين وثلاث شُقق .
      الأَصمعي : رِواقُ البيت ورُواقه سَماوتُه وهي الشُّقَّ التي دون العُليا .
      أَبو زيد : رِواق البيت سُتْرةُ مُقدَّمِه من أَعلاه إِلى الأَرض ، وكِفاؤه سُترة أَعلاه إِلى أَسفله من مؤخره ، وسِتْر البيت أَصغر من الرِّواق ، وفي البيت في جَوفه سِتر آخَر يدعى الحَجَلةَ ؛ وقال بعضهم : رواق البيت مُقدَّمه ، وكِفاؤه مؤخَّره ، سمي كِفاء لأَنه يُكافئ الرِّواق ، وخالِفتاه جانباه ؛ قال ذو الرمة : ولكنه جون السَّراة مروّق وقد تقدّم هذا البيت ؛ شبّه ما بدا من الصبح ولمّا ينْسَفِر وهو يَسوق نفسه .
      والرّوْقُ : موضع الصائد مُشبّه بالرّواق .
      والرَّوْقُ : الإِعْجاب .
      وراقَني الشيءُ يَرُوقُني رَوْقاً ورَوَقاناً : أَعجبني ، فهو رائق وأَنا مَرُوق ، واشْتُقّت منه الرُّوقة وهو ما حَسُن من الوَصائفِ والوُصَفاء .
      يقال : وَصِيفٌ رُوقةٌ وَوُصَفاء رُوقة .
      وقال بعضهم : وصفاء رُوق ؛ وقول ابن مقبل في راق : راقَتْ على مُقْلَتَيْ سُوذانِقٍ خَرِصٍ ، طاوٍ تَنَفَّضَ من طَلٍّ وأَمْطارٍ وصف عين نفسه أَنها زادت علي عيني سُوذانِق .
      ويقال : راقَ فلان على فلان إِذا زاد عليه فضلاً ، يَرُوق عليه ، فهو رائق عليه ؛ وقال الشاعر يصف جارية : راقَتْ على البِيضِ الحِسا نِ بحُسْنِها وَبهائها وقال غيره : أَرْواقُ الليلِ أَثناء ظُلَمه ؛

      وأَنشد : ولَيْلةٍ ذاتِ قَتامٍ أَطْباقْ ، وذاتِ أَرْواقٍ كأَثْناء الطّاقْ والرُّوقةُ : الجَميل جدّاً من الناس ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث ، وقد يجمع على رُوَقٍ ، ورُبّما وُصفت به الخيل والإِبل في الشعر ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي : تَرْمِيهِمُ بِبَكَراتٍ رُوقَه إِلا أَنه ، قال رُوقة ههنا جمع رائق ؛ قال ابن سيده : فأَمّا الهاء عندي فلتأْنيث الجمع ، ولم يقل ابن الأَعرابي إِن هذا إِنما يوصف به الخيل والإِبل في الشعر بل أَطلقه فلم يخص شعراً من غيره .
      والرُّوق : الغِلمان الملاح ، الواحد رائق .
      ويقال : غِلمان رُوقة أَي حِسان ، وهو جمع رائق مثل فارِه وفُرْهة وصاحب وصُحْبة ، ورُوقٌ أَيضاً مثل بازِل وبُزْلٍ ؛ ومنه قول الراجز : يا رُبَّ مُهْرٍ مَزْعوقْ ، مُقَيَّلٍ أَو مَغْبُوقْ من لبَن الدُّهْم الرُّوقْ ، حتّى شَتا كالذُّعْلُوقْ ، أَسْرَع من طَرْف المُوقْ وفي حديث ذكر الروم : فيَخرج إِليهم رُوقة المؤمنين أَي خِيارُهم وسَراتُهم ، وهي جمع رائق .
      راقَ الشيءُ إِذا صَفا ، ويكون للواحد .
      يقال : غُلامٌ رُوقةٌ وغِلمان رُوقة .
      والرُّوقة : الشيء اليسير ، يَمانية .
      والرَّاوُوقُ : المِصْفاةُ ، وربما سموا الباطِيةَ راوُوقاً .
      الليث : الراووق ناجُود الشَّراب الذي يُرَوَّق به فيُصَفَّى ، والشراب يَتروَّقُ منه من غير عصر .
      وراقَ الشرابُ والماءُ يَرُوقان رَوْقاً وتَروُّقاً : صَفَوَا ؛ ورَوَّقه هو تَرْوِيقاً ، واستعار دُكَينٌ الراوُوقَ للشَّباب فقال : أُسْقَى بِراووق الشَّباب الخاضِلِ وإِراقةُ الماء ونحوه : صَبُّه .
      وأَراقَ الماء يُرِيقه وهَراقَه يُهَرِيقُه بدَل ، وأَهْراقَه يُهْرِيقُه عِوَضٌ : صبَّه .
      قال ابن سيده : وإِنما قُضِيَ على أَن أَصل أَراق أَرْوَقَ لأَمرين : أَحدهما أَنّ كون عين الفعل واواً أكثر من كونها ياء فيما اعْتلَّت عينه ، والآخر أَنّ الماء إِذا هُرِيقَ ظهر جَوْهرُه وصَفا فَراقَ رائيَه يَرُوقُه ، فهذا يقوِّي كون العين منه واواً ، على أَنّ الكسائي قد حكى راقَ الماءُ يَرِيقُ إِذا انْصبّ ، وهذا قاطع بكون العين ياء .
      قال ابن بري : أَرَقْت الماء منقول من راقَ الماء يَرِيقُ رَيْقاً إِذا تردد على وجه الأَرض ، فعلى هذا كان حقه أَن يذكر في فصل ريق لا في فصل روق .
      وأَراقَ الرجل ماء ظَهرِه وهَراقه ، على البدل ، وأَهْراقه على العوض كما ذهب إِليه سيبويه في قولهم أَسْطاعَ ، وقالوا في مصدره إِهراقة كما ، قالوا إِسْطاعة ؛ قال ذو الرُّمّة : فلَمّا دَنَتْ إِهْراقةُ الماء أَنْصَبَتْ لأَعْزِلَه عنها ، وفي النَّفْس أَن أَثْني ورجل مُرِيقٌ وماء مُراقٌ على أَرَقْت ، ورجل مُهَرِيقٌ وماء مُهَراقٌ على هَرَقْت ، ورجل مُهْريقٌ وماء مُهْراقٌ على أَهْرَقْت ؛ والإِراقةُ : ماء الرجل وهي الهِراقة ، على البدل ، والإهْراقة ، على العِوَض .
      وهما يتَراوقانِ الماء : يتَداوَلانِ إِراقَته .
      ورَوَّق السَّكْران : بالَ في ثيابه ؛ هذه وحدها عن أَبي حنيفة ، وذلك جميعه مذكور في الياء لأَن الكلمة واوية ويائية .
      والرَّوَقُ ، بالتحريك : طول وانْثِناء في الأَسنان ، وقيل : الرَّوَقُ طول الأَسنان وإِشْرافُ العُلْيا على السُّفْلى ، رَوِقَ يَرْوَقُ رَوَقاً فهو أَرْوَقُ إِذا طالت أَسنانه ؛ قال لبيد يصف أَسْهُماً : فرَمَيْت القوْمَ رِشْقاً صائباً ، ليْسَ بالعُصْلِ ولا بالمُقْتَعِلْ رَقَمِيَّاتٌ عليها ناهِضٌ ، تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأَيَلْ والرُّوق : الطِّوالُ الأَسنان ، وهو جمع الأَرْوَق ، والنعت أَرْوَقُ ورَوْقاء ، والجمع رُوقٌ ؛

      وأَنشد : إِذا ما حالَ كُسُّ القَومِ رُوقا والتَّرْويقُ : أَن تَبيع شيئاً لك لتشتري أَطْول منه وأَفضل ، وقيل : الترويق أَن تبيع بالياً وتشتري جديداً ؛ عن ثعلب ، وقيل : الترويق أَن يبيع الرجل سِلْعته ويَشتري أَجْودَ منها .
      وقال ابن الأَعرابي : باعَ سلعته فروَّق أَي اشترى أَحسن منها .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. روع
    • " الرَّوْعُ والرُّواع والتَّرَوُّع : الفَزَعُ ، راعَني الأَمرُ يَرُوعُني رَوْعاً ورُووعاً ؛ عن ابن الأَعرابي ، كذلك حكاه بغير همز ، وإِن شئت همزت ، وفي حديث ابن عباس ، رضي الله عنهما : إِذا شَمِطَ الإِنسانُ في عارِضَيْه فذلك الرَّوْعُ ، كأَنه أَراد الإِنذار بالموت .
      قال الليث : كل شيء يَروعُك منه جمال وكَثرة تقول راعني فهو رائع .
      والرَّوْعةُ : الفَزْعة .
      وفي حديث الدعاء : اللهم آمِنْ رَوعاتي ؛ هي جمع رَوْعة وهي المرّة الواحدة من الرَّوْع الفَزَعِ .
      ومنه حديث عليّ ، رضي الله عنه : أَن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بعثه ليَدِيَ قوماً قتَلَهم خالدُ بن الوليد فأَعطاهم مِيلَغةَ الكلب ثم أَعطاهم بِرَوْعةِ الخيل ؛ يريد أَن الخيل راعت نِساءهم وصبْيانهم فأَعطاهم شيئاً لِما أَصابهم من هذه الرَّوْعة .
      وقولهم في المثل : أَفْرَخَ رَوْعُه أَي ذَهب فَزَعُه وانكشف وسكَن .
      قال أَبو عبيد : أَفْرِخ رَوعك ، تفسيره لِيَذْهَبْ رُعْبُك وفزَعُك فإِن الأَمر ليس على ما تُحاذِر ؛ وهذا المثل لمعاوية كتب به إِلى زياد ، وذلك أَنه كان على البصرة وكان المُغيرةُ بن شعبة على الكوفة ، فتُوُفِّيَ بها فخاف زياد أَن يُوَلِّيَ مُعاويةُ عبدالله بن عامر مكانه ، فكتب إِلى معاوية يخبره بوفاة المغيرة ويُشير عليه بتولية الضَّحَّاك بن قيس مكانه ، فقَطِن له معاوية وكتب إِليه : قد فَهِمْت كتتابك فأَفْرِخْ رَوْعَكَ أَبا المغيرة وقد ضممنا إِليك الكوفة مع البصرة ؛ قال الأَزهري : كل من لقيته من اللغويين يقول أَفْرَخَ رَوْعه ، بفتح الراء من روعه ، إَلا ما أَخبرني به المنذري عن أَبي الهيثم اَنه كان يقول : إِنما هو أَفْرَخَ رُوعهُ ، بضم الراء ، قال : ومعناه خرج الرَّوْعُ من قلبه .
      قال : وأَفْرِخْ رُوعَك أَي اسْكُن وأْمَنْ .
      والرُّوع : موضع الرَّوْع وهو القلب ؛

      وأَنشد قول ذي الرمة : جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِه الكُرَب ؟

      ‏ قال : ويقال أَفرخت البيضة إِذا خرج الولد منها .
      قال : والرَّوْع الفزَعُ ، والفزَعُ لا يخرج من الفزع ، إِنما يخرج من الموضع الذي يكون فيه ، وهو الرُّوع .
      قال : فخرج والرَّوْعُ في الرُّوعِ كالفَرْخِ في البيضة .
      يقال : أَفرخت البيضة إِذا انفلقت عن الفرْخ منها ، قال : وأَفْرَخَ فؤادُ الرجل إِذا خرج رَوْعه منه ؛ قال : وقلَبَه ذو الرمة على المعرفة بالمعنى فقال : جذلانَ قد أَفرخت عن رُوعه الكر ؟

      ‏ قال الأَزهري : والذي ، قاله أَبو الهيثم بيّن غير أَني أَستوحش منه لانفراده بقوله ، وقد استدرَكَ الخلف عن السلف أَشياء ربما زَلُّوا فيها فلا ننكر إِصابة أَبي الهيثم فيما ذهب إِليه ، وقد كان له حَظّ من العلم مُوَفَّر ، رحمه الله .
      وارْتاعَ منه وله ورَوَّعه فتَرَوَّعَ أَي تَفَزَّعَ .
      ورُعْت فلاناً ورَوَّعْتُه فارْتاعَ أَي أَفْزَعْتُه فَفَزِعَ .
      ورجل رَوِعٌ ورائعٌ : متروِّع ، كلاهما على النسب ، صحّت الواو في رَوِع لأَنهم شبهوا حركة العين التابعة لها بحرف اللِّين التابِع لها ، فكأَنَّ فَعِلاً فَعِيل ، كما يصح حَويل وطَويل فعَلى نحْوٍ من ذلك صحّ رَوِعٌ ؛ وقد يكون رائع فاعلاً في معنى مفعول كقوله : ذَكَرْت حَبِيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ وقال : شُذَّانُها رائعةٌ مِن هَدْرِه أَي مُرْتاعة .
      ورِيعَ فلان يُراع إِذا فَزِع .
      وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ركب فرساً لأَبي طلحة ليلاً لِفَزَعٍ نابَ أَهلَ المدينة فلما رجَع ، قال : لن تُراعُوا لن تراعوا إِنّي وجدْته بَحْراً ؛ معناه لا فزَع ولا رَوْعَ فاسْكنوا واهْدَؤوا ؛ ومنه حديث ابن عمر : فقال له المَلك لم تُرَعْ أَي لا فزَعَ ولا خَوْف .
      وراعَه الشيءُ رُؤوعاً ورُوُوعاً ، بغير همز ؛ عن ابن الأَعرابي ، ورَوْعةً : أَفْزَعَه بكثرته أَو جماله .
      وقولهم لا تُرَعْ أَي لا تَخَف ولا يَلْحَقْك خوف ؛ قال أَبو خِراش : رَفَوْني وقالوا : يا خُوَيْلِد لا تُرَعْ فقلتُ ، وأَنْكَرْتُ الوُجوهَ : هُمُ هُمُ وللأُنثى : لا تُراعِي ؛ وقال مجنون قيس بن مُعاذ العامري ، وكان وقع في شرَكه ظبية فأَطْلَقها وقال : أَيا شِبْهَ لَيْلى ، لا تُراعِي فَإِنَّني لَكِ اليومَ مِن وَحْشيّةٍ لَصَدِيقُ ويا شِبْهَ ليلى لا تَزالي بِرَوضَةٍ ، عَلَيْكِ سَحابٌ دائمٌ وبُرُوقُ أَقُولُ ، وقد أَطْلَقْتُها مِنْ وِثاقِها : لأَنْتِ لِلَيْلى ، ما حَيِيتُ ، طَلِيقُ فَعَيْناكِ عَيْناها وجِيدُكِ جِيدُها ، سِوى أَنَّ عَظْمَ السَّاقِ مِنْكِ دَقِيق ؟

      ‏ قال الأَزهري : وقالوا راعَه أَمْرُ كذا أَي بلَغ الرَّوْعُ رُوعَه .
      وقال ‏ ‏ .
      غيره : ‏ راعني الشيءُ أَعجبني .
      والأَرْوَعُ من الرجال : الذي يُعْجِبُك حُسْنه .
      والرائعُ من الجَمال : الذي يُعْجِب رُوع مَن رآه فيَسُرُّه .
      والرّوْعةُ : المَسْحةُ من الجمال ، والرَّوْقةُ : الجَمال الرائق .
      وفي حديث وائل بن حجر : إِلى الأَقْيال العَباهِلة الأَرْواعِ ؛ الأَرواعُ : جمع رائع ، وهم الحِسانُ الوُجوهِ ، وقيل : هم الذين يَرُوعُون الناس أَي يُفْزِعُونهم بمنْظَرِهم هَيْبةً لهم ، والأَوّل أَوجَه .
      وفي حديث صفة أَهل الجنة : فيَرُوعُه ما عليه من اللِّباس أَي يُعْجبه حُسنه ؛ ومنه حديث عطاء : يُكره للمُحرِم كلُّ زِينةٍ رائعةٍ أَي حَسَنة ، وقيل : كلُّ مُعْجِبة رائقةٍ .
      وفرس روْعاء ورائعةٌ : تَرُوعك بعِتْقِها وصفتها ؛

      قال : رائعة تَحْمِلُ شَيْخاً رائعا مُجَرَّباً ، قد شَهِدَ الوَقائعا وفرس رائعٌ وامرأَة رائعة كذلك ، ورَوْعاء بَيِّنة الرَّوَعِ من نسوة رَوائعَ ورُوعٍ .
      والأَرْوَعُ : الرجل الكريم ذو الجِسْم والجَهارة والفضل والسُّودَد ، وقيل : هو الجميل الذي يَرُوعُك حُسنه ويُعجبك إِذا رأَيته ، وقيل : هو الحديد ، والاسم الرَّوَعُ ، وهو بَيِّنُ الرَّوَعِ ، والفعل من كل ذلك واحد ، فالمتعدِّي كالمتعدّي ، وغير المتعدي كغير المتعدي ؛ قال الأَزهري : والقياس في اشتقاق الفعل منه رَوِعَ يَرْوَعُ رَوَعاً .
      وقلب أَرْوَعُ ورُواعٌ : يَرْتاع لحِدّته من كلّ ما سَمِع أَو رَأَى .
      ورجل أَرْوعُ ورُواعٌ : حَيُّ النفس ذَكيٌّ .
      وناقة رُواعٌ ورَوْعاء : حديدةُ الفؤادِ .
      قال الأَزهري : ناقة رُواعة الفؤاد إِذا كانت شَهْمةً ذَكِيّة ؛ قال ذو الرمة : رَفَعْتُ لها رَحْلي على ظَهْرِ عِرْمِسٍ ، رُواعِ الفُؤادِ ، حُرّةِ الوَجْهِ عَيْطَلِ وقال امرؤ القيس : رَوْعاء مَنْسِمُها رَثِيمٌ دامي وكذلك الفرس ، ولا يوصف به الذكر .
      وفي التهذيب : فرس رُواعٌ ، بغير هاء ، وقال ابن الأَعرابي : فرس رَوْعاء ليست من الرائعة ولكنها التي كأَنّ بها فزَعاً من ذَكائها وخِفّةِ روحِها .
      وقال : فرس أَروع كرجل أَروع .
      ويقال : ما راعَني إِلا مَجِيئك ، معناه ما شَعَرْت إِلا بمحبتك كأَنه ، قال : ما أَصاب رُوعي إِلا ذلك .
      وفي حديث ابن عباس ، رضي الله عنهما : فلم يَرُعْني إِلا رجل أَخذَ بمَنْكِبي أَي لم أَشعُر ، كأَنه فاجأَه بَغْتةً من غير مَوْعِد ولا مَعْرِفة فراعه ذلك وأَفزعه .
      قال الأَزهري : ويقال سقاني فلان شَرْبةً راعَ بها فُؤادِي أَي بَرَدَ بها غُلّةُ رُوعي ؛ ومنه قول الشاعر : سَقَتْني شَرْبةً راعَت فؤادِي ، سَقاها اللهُ مِن حَوْضِ الرَّسُول ؟

      ‏ قال أَبو زيد : ارْتاعَ للخَبَر وارتاحَ له بمعنى واحد .
      ورُواعُ القَلْبِ ورُوعُه : ذِهْنُه وخَلَدُه .
      والرُّوعُ ، بالضم : القَلبُ والعَقْل ، ووقع ذلك في رُوعِي أَي نَفْسي وخَلَدِي وبالي ، وفي حديثٍ : نَفْسِي .
      وفي الحديث : إِنَّ رُوح القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي ، وقال : إِنَّ نَفْساً لن تموت حتى تَسْتَوْفيَ رِزْقَها فاتَّقُوا الله وأَجْمِلُوا في الطلَب ؛ قال أَبو عبيدة : معناه في نفْسي وخَلَدي ونحو ذلك ، ورُوحُ القُدُس : جبريل ، عليه السلام .
      وفي بعض الطُّرق : إِنَّ رُوحَ الأَمين نفَثَ في رُوعي .
      والمُرَوَّعُ : المُلْهَم كأَنّ الأَمر يُلْقَى في رُوعه .
      وفي الحديث المرفوع : إِنّ في كل أُمة مُحَدَّثِين ومُرَوَّعِين ، فإِن يكن في هذه الأُمةِ منهم أَحد فهو عُمر ؛ المُرَوَّعُ : الذي أُلقي في رُوعه الصواب والصِّدْق ، وكذلك المُحَدَّث كأَنه حُدِّثَ بالحقّ الغائب فنطق به .
      وراعَ الشيءُ يَروعُ رُواعاً : رجَع إِلى موضعه .
      وارْتاع كارْتاح .
      والرُّواع : اسم امرأَة ؛ قال بشير بن أَبي خازم : تَحَمَّلَ أَهلُها منها فَبانُوا ، فأَبْكَتْني مَنازِلُ للرُّواعِ وقال رَبِيعة بن مَقْرُوم : أَلا صَرَمَتْ مَوَدَّتَكَ الرُّواعُ ، وجَدَّ البَيْنُ منها والوَداعُ وأَبو الرُّواعِ : من كُناهم .
      شمر : رَوَّع فلان خُبْزه ورَوَّغَه إِذا رَوَّاه (* قوله « إذا رواه » اي بالدسم .).
      وقال ابن بري في ترجمة عجس في شرح بيت الرَّاعي يصف إِبلاً : غَيْر أَروعا ، قال : الأَرْوَعُ الذي يَرُوعك جَماله ؛ قال : وهو أَيضاً الذي يُسْرِعُ إِليه الارْتياعُ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. رود


    • " الرَّوْدُ : مصدر فعل الرائد ، والرائد : الذي يُرْسَل في التماس النُّجْعَة وطلب الكلإِ ، والجمع رُوَّاد مثل زائر وزُوَّار .
      وفي حديث عليّ ، عليه السلام ، في صفة الصحابة ، رضوان الله عليهم أَجمعين : يدخلون رُوَّاداً ويخرجون أَدلة أَي يدخلون طالبين للعلم ملتمسين للحلم من عنده ويخرجون أَدلة هُداة للناس .
      وأَصل الرائد الذي يتقدّم القوم يُبْصِر لهم الكلأَ ومساقط الغيث ؛ ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث : وسمعت الرُّوَّاد يدعون إِلى ديارتها أَي تطلب الناس إِليها ، وفي حديث وفد عبد القيس : إِنَّا قوم رادَةٌ ؛ وهو جمع رائد كحاكة وحائك ، أَي نرود الخير والدين لأَهلنا .
      وفي شعر هذيل : رادَهم رائدهم (* قوله « والريوند » في القاموس والروند كسجل ، يعني بكسر ففتح فسكون ، والاطباء يزيدونها الفاً ، فيقولون راوند )، ونحو هذا كثير في لغتها ، فإِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه ، وإِما أَن يكون فَعَلاً ، إِلا أَنه إِذا كان فَعَلاً فإِنما هو على النسَب لا على الفعل ؛ قال أَبو ذؤيب يصف رجلاً حاجّاً طلب عسلاً : فباتَ بِجَمْعٍ ، ثم تمَّ إِلى مِنًى ، فأَصبح راداً يَبتِغي المزْجَ بالسَّحْل أَي طالباً ؛ وقد راد أَهله منزلاً وكلأً ، وراد لهم رَوْداً وارتاد واستراد .
      وفي حديث معقل بن يسار وأُخته : فاستَراد لأَمر الله أَي رجع ولان وانقاد ، وارتاد لهم يرتاد .
      ورجل رادٌ : بمعنى رائد ، وهو فَعَل ، بالتحريك ، بمعنى فاعل كالفَرَط بمعنى الفارط .
      ويقال : بعثنا رائداً يرود لنا الكلأَ والمنزل ويرتاد والمعنى واحد أَي ينظر ويطلب ويختار أَفضله .
      قال وجاءَ في الشعر : بعثوا رادهم أَي رائدهم ؛ ومن أَمثالهم : الرائدُ لا يَكْذب أَهَله ؛ يضرب مثلاً للذي لا يكذب إِذا حدّث ، وإِنما قيل له ذلك لأَنه إِن لم يَصْدُقهم فقد غرّر بهم .
      وراد الكلأَ يَرُدوه رَوْداً ورِياداً وارتاده ارتياداً بمعنى أَي طلبه .
      ويقال : راد أَهلَه يرودهم مَرْعىً أَو منزلاً رياداً وارتاد لهم ارتياداً ؛ ومنه الحديث : إِذا أَراد أَحدكم أَن يبول فليَرتَدْ لبوله أَي يرتاد مكاناً دَمِثاً ليناً منحدراً ، لئلا يرتد عليه بوله ويرجع عليه رَشاشُه .
      والرائد : الذي لا منزل له .
      وفي الحديث : الحمى رائدُ الموت أَي رسول الموت الذي يتقدّمه ، كالرائد الذي يبعث ليَرتاد منزلاً ويتقدم قومه ؛ ومنه حديث المولد : أُعيذُك بالواحد ، من شر كلِّ حاسد وكلِّ خَلْقٍ رائد أَي يتقدم بمكروه .
      وقولهم : فلان مُسترادٌ لمثله ، وفلانة مستراد لمثلها أَي مِثلُه ومثلها يُطلب ويُشَحُّ به لنفاسته ؛ وقيل : معناه مُسترادُ مِثلِه أَو مِثلِها ، واللام زائدة ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي : ولكنَّ دَلاًّ مُستراداً لمِثلِه ، وضرباً للَيْلى لا يُرى مِثلُه ضربا ورادَ الدارَ يَرُودُها : سأَلها ؛ قال يصف الدار : وقفت فيها رائداً أَرُودُها ورادث الدوابُّ رَوْداً وَرَوَداناً واسترادتْ : رَعَتْ ؛ قال أَبو ذؤيب : وكان مِثلَينِ أَن لا يَسرحَوا نَعَماً ، حيثُ استرادَتْ مواشيهمْ ، وتسريحُ ورُدْتُها أَنا وأَردتها .
      والروائدُ : المختلفة من الدواب ؛ وقيل : الروائدُ منها التي ترعى من بينها وسائرها محبوس عن المرتع أَو مربوط .
      التهذيب : والروائد من الدواب التي ترتع ؛ ومنه قول الشاعر : كأَنَّ روائدَ المُهْراتِ منها ورائدُ العين : عُوَّارُها الذي يَرُودُ فيها .
      ويقال : رادَ وِسادُه إِذا لم يستقرّ .
      والرِّيادُ وذَبُّ الرِّياد : الثور الوحشي سمي بالمصدر ؛ قال ابن مقبل : يُمَشِّي بها ذَبُّ الرِّيادِ ، كأَنه فتًى فارسيٌّ في سراويلِ رامح وقال أَبو حنيفة : رادتِ الإِبلُ ترودُ رِياداً احتلفت في المرعى مقبلة ومدبرة وذلك رِيادُها ، والموضه مَرادٌ ؛ وكذلك مَرادُ الريح وهو المكان الذي يُذهَبُ فيه ويُجاء ؛ قال جندل : والآلُ في كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ وفي حديث قس : ومَراداً لمَحْشرِ الخَلْق طُرّا أَي موضعاً يحشر فيه الخلق ، وهو مَفْعل من رادَ يَرْودُ .
      وإِن ضُمَّت الميم ، فهو اليوم الذي يُرادُ أَن يحشر فيه الخلق .
      ويقال : رادَ يَرودُ إِذا جاء وذهب ولم يطمئن .
      ورجل رائد الوِسادِ إِذا لم يطمئن عليه لِهَمٍّ أَقلَقَه وبات رائدَ الوساد ؛

      وأَنشد : تقول له لما رأَت جَمْعَ رَحلِه : (* قوله « تقول له لما رأت جمع رحله » كذا بالأصل ومثله في شرح القاموس .
      والذي في الأساس : لما رأت خمع رجله ، بفتح الخاء المعجمة وسكون الميم أي عرج رجله .) أَهذا رئيسُ القومِ رادَ وِسادُها ؟ دعا عليها بأَن لا تنام فيطمئن وسادها .
      وامرأَة رادٌ ورَوادٌ ، بالتخفيف غير مهموز ، ورَو ود ؛ الأَخيرة عن أَبي علي : طوّافة في بيوت جاراتها ، وقد رادتْ تَرودُ رَوْداً وَروَدَاناً ورُؤوداً ، فهي رادَة إِذا أَكثرت الاختلاف إِلى بيوت جاراتها .
      الأَصمعي : الرادَة من النساء ؛ غير مهموز ، التي تَرودُ وتطوف ، والرَّأَدة ، بالهمز .
      السريعة الشباب ، مذكور في موضعه .
      ورادت الريحُ تَرودُ رَوْداً ورُؤوداً وروَدَاناً : جالت ؛ وفي التهذيث : إِذا تحركت ، ونَسَمَتْ تَنْسِمِ نَسَماناً إِذا تحركت تحركاً خفيفاً .
      وأَراد الشيءَ : شاءَه ؛ قال ثعلب : الإِرادَة تكون مَحَبَّة وغير محبة ؛ فأَما قوله : إِذا ما المرءُ كان أَبوه عَبْسٌ ، فَحَسْبُكَ ما تزيدُ إِلى الكلام فإِنما عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى الذي يحوجك أَو يجيئك إِلى الكلام ؛ ومثله قول كثير : أُريدُ لأَنسى ذِكرَها ، فكأَنما تَمثَّلُ لي لَيْلى بكلِّ سبيلِ أَي أُريد أَن أَنسى .
      قال ابن سيده : وأُرى سيبويه قد حكى إِرادتي بهذا لك أَي قصدي بهذا لك .
      وقوله عز وجل : فوجدا فيها جداراً يريد أَن ينقضَّ فأَقامه ؛ أَي أَقامه الخَضِرُ .
      وقال : يريد والإِرادة إِنما تكون من الحيوان ، والجدارُ لا يريد إِرادَة حقيقية لأَنَّ تَهَيُّؤه للسقوط قد ظهر كما تظهر أَفعال المريدين ، فوصف الجدار بالإِرادة إِذ كانت الصورتان واحدة ؛ ومثل هذا كثير في اللغة والشعر ؛ قال الراعي : في مَهْمَةٍ قَلِقَتْ به هاماتُها ، قَلَقَ الفُؤُوسِ إِذا أَردنَ نُضولا وقال آخر : يُريدُ الرمحُ صدرَ أَبي بَراء ، ويَعدِلُ عن دِماءِ بَني عَقيل وأَرَدْتُه بكلِ ريدَة أَي بكل نوع من أَنواع الإِرادة .
      وأَراده على الشيء : كأَداره .
      والرَّودُ والرُّؤْدُ : المُهْلَة في الشيء .
      وقالوا : رُؤَيْداً أَي مَهلاً ؛ قال ابن سيده : هذه حكاية أَهل اللغة ، وأَما سيبويه فهو عنده اسم للفعل .
      وقالوا رُوْيداً أَي أَمهِلْه ولذلك لم يُثن ولم يُجْمع ولم يؤنث .
      وفلان يمشي على رُودٍ أَي على مَهَل ؛ قال الجَموحُ الظَّفَرِيُّ : تَكادِ لا تَثلِمُ البَطحاءَ وَطْأَتُها ، كأَنها ثَمِلٌ يَمِشي على رُودِ وتصغيره رُوَيد .
      أَبو عبيد عن أَصحابه : تكبير رويدٍ رَوْدٌ وتقول منه أَرْوِدْ في السيرِ إِرْواداً ومُرْوَداً أَي ارفق ؛ وقال امرُؤ القيس : جَوَادُ المَحَصَّةِ والمُرْوَدِ وبفتح الميم أَيضاً مثل المُخْرَج والمَخرج ؛ قال ابن بري : صواب إِنشاده جوادَ ، بالنصب ، لأَن صدرَه : وأَعدَدْتُ للحرب وثَّابَةً والجَواد هنا الفرس السريعة .
      والمَحَثَّة : من الحث ؛ يقول إِذا استحثثتها في السير أَو رفقت بها أَعطتك ما يرضيك من فعلها .
      وقولهم : الدهرُ أَرودُ ذُو غِيَرٍ أَي يَعمل عمله في سكون لا يُشَعر به .
      والإِرواد : الإِمهال ، ولذلك ، قالوا رُوَيداً بدلاً من قولهم إِرْواداً التي بمعنى أَرْوِدْ ، فكأَنه تصغير الترخيم بطرح جميع الزوائد ، وهذا حكم هذا الضرب من التحقير ؛ قال ابن سيده : وهذا مذهب سيبويه في رويد لأَنه جعله بدلاً من أَرُوِدْ ، غير أَن رُويداً أَقرب إِلى إِرْوادٍ منها إِلى أَرْوِدْ لأَنها اسم مثل إِرواد ، وذهب غير سيبوية إِلى أَن رُويداً تصغير رُود ؛

      وأَنشد بيت الجموح الظفري : كأَنها ثَمِلٌ يمشي على رُو ؟

      ‏ قال : وهذا خطأٌ لأَن رُوداً لم يوضع موضع الفعل كما وضعت إِرواد بدليل أَرود .
      وقالوا : رُويدك زيداً فلم يجعلوا للكاف موضعاً ، وإِنما هي للخطاب ودليل ذلك قولهم : أَرَأَيتك زيداً أَبو من ؟ والكاف لا موضع لها لأَنك لو قلت أَرأَيت زيداً أَبو من هو لا يستغني الكلام ؛ قال سيبويه : وسمعنا من العرب من يقول : والله لو أَردتَ الدراهم لأَعطيتك رُوَيْدَ ما الشِّعرِ ؛ يريد أَرْوِدِ الشعر كقول القائل لو أَردت الدارهم لأُعْطِيَنَّك فدع الشعر ؛ قال الأَزهري : فقد تبين أَن رُويد في موضع الفعل ومُتَصَرَّفِهِ يقول رُويدَ زيداً ، وإِنما يقول أَرود زيداً ؛

      وأَنشد : رُويدٍ عَلِيًّا ، جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهم إِلينا ، ولكن وُدُّهم مُتَماين ؟

      ‏ قال : رواه ابن كيسان « ولكن بعضهم مُتيامِنُ » وفسره أَنه ذاهب إِلى اليمن .
      قال : وهذا أَحب إِليّ من متماين .
      قال ابن سيده : ومن العرب من يقول رويد زيد كقوله غَدْرَ الحي وضَرْبَ الرِّقاب ؛ قال : وعلى هذا أَجازوا رُويدك نفسك زيداً .
      قال سيبويه : وقد يكون رويد صفة فيقولون ساروا سيراً رُويداً ، ويحذفون السير فيقولون ساروا رُويداً يجعلونه حالاً له ، وصف كلامه واجتزأَ بما في صدر حديثه من قولك سار عن ذكر السير ؛ قال الأَزهري : ومن ذلك قول العرب ضعه رويداً أَي وضعاً رويداً ، ومن ذلك قول الرجل يعالج الشيء إِنما يريد أَن يقول علاُجاً رويداً ، قال : فهذا على وجه الحال إِلا أَن يظهر الموصوف به فيكون على الحال وعلى غير الحال .
      قال : واعلم أَن رويداً تلحقها الكاف وهي في موضع أَفعِلْ ، وذلك قولك رويدك زيداً ورويدكم زيداً ، فهذه الكاف التي أُلحقت لتبيين المخاطب في رويداً ، ولا موضع لها من الإِعراب لأَنها ليست باسم ، ورويد غير مضاف إِليها ، وهو متعد إِلى زيد لأَنه اسم سمي به الفعل يعمل عمل الأَفعال ، وتفسير رويد مهلاً ، وتفسير رويدك أَمهِلْ ، لأَن الكاف إِنما تدخله إِذا كان بمعنى أَفعِل دون غيره ، وإِنما حركت الدال لالتقاء الساكنين فنُصبَ نَصْبَ المصادر ، وهو مصغر أَرْوَدَ يُرْوِد ، وله أَربعة أَوجه : اسم للفعل وصفة وحال ومصدر ، فالاسم نحو قولك رويد عمراً أَي أَروِدْ عمراً بمعنى أَمهِلْه ، والصفة نحو قولك ساروا سيراً رُويداً ، والحال نحو قولك سار القومُ رُويداً لما اتصل بالمعرفة صار حالاً لها ، والمصدر نحو قولك رويد عَمْرٍو بالإِضافة ، كقوله تعالى : فضرب الرقاب .
      وفي حديث أَنْجَشَةَ : رُويدَك رِفْقاً بالقوارير أَي أَمهل وتأَنّ وارفُق ؛ وقال الأَزهري عند قوله : فهذه الكاف التي أُلحقت لتبيين المخاطب في رويداً ، قال : وإِنما أُلحقت المخصوص لأَن رويداً قد يقع للواحد والجمع والذكر والأُنثى ، فإِنما أَدخل الكاف حيث خِيف التباس من يُعْنى ممن لا يُعْنى ، وإِنما حذفت في الأَول استغناء بعلم المخاطب لأَنه لا يعنى غيره .
      وقد يقال رويداً لمن لا يخاف أَن يلتبس بمن سواه توكيداً ، وهذا كقولك النَّجاءَكَ والوَحاك تكون هذه الكاف علماً للمأْمورين والمنهبين .
      قال وقال الليث : إِذا أَردت بِرُوَيد الوعيد نصبتها بلا تنوين ؛

      وأَنشد : رُويدَ تَصَاهَلْ بالعِراقِ جِيادَنا ، كأَنك بالضحَّاك قد قام نادِبُ ؟

      ‏ قال ابن سيده ، وقال بعض أَهل اللغة : وقد يكون رويداً للوعيد ، كقوله : رُويدَ بني شيبانَ ، بعضَ وَعيدِكم تُلاقوا غداً خَيْلي على سَفَوانِ فأَضاف رويداً إِلى بني شيبان ونصب بعضَ وعيدكم بإِضمار فعل ، وإِنما ، قال رويد بني شيبان على أَن بني شيبان في موضع مفعول ، كقولك رويد زيدٍ وكأَنه أَمر غيرهم بإِمهالهم ، فيكون بعض وعيدكم على تحويل الغيبة إِلى الخطاب ؛ ويجوز أَن يكون بني شيبان منادى أَي أَملهوا بعضَ وعيدكم ، ومعنى الأَمر ههنا التأْهير والتقليل منه ، ومن رواه رويدَ بني شيبانَ بعضَ وعيدهم كان البدل لأَن موضع بني شيبان نصب ، على هذا يتجه إِعراب البيت ؛ قال : وأَما معنى الوعيد فلا يلزم وإِنما الوعيد فيه بحسب الحال لأَنه يتوعدهم باللقاء ويتوعدونه بمثله .
      قال الأَزهري : وإِذا أَردت برُويد المهلة والإِرواد في الشيء فانصب ونوّن ، تقول : امش رويداً ، قال : وتقول العرب أَروِدْ في معنى رويداً المنصوبة .
      قال ابن كيسان في باب رويداً : كأَنّ رويداً من الأَضداد ، تقول رويداً إِذا أَرادوا دَعْه وخَلِّه ، وإِذا أَرادوا ارفق به وأَمسكه ، قالوا : رويداً زيداً أَيضاً ، قال : وتَيْدَ زيداً بمعناها ، قال : ويجوز إِضافتها إِلى زيد لأَنهما مصدران كقوله تعالى : فضرب الرقاب .
      وفي حديث علي : إِن لبني أُمية مَرْوَداً يَجرون إِليه ، هو مَفْعَل من الإِرْوادِ الإِمهال كأَنه شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون إِليه ، والميم زائدة .
      التهذيب : والرِّيدة اسم يوضع موضع الارتياد والإِرادة ، وأَراد الشيء : أَحبه وعُنِيَ به ، والاسم الرِّيدُ .
      وفي حديث عبد الله : إِن الشيطان يريد ابن آدَم بكل ريدة أَي بكل مَطْلَب ومُراد .
      يقال : أَراد يريد إِرادة ، والريدة الاسم من الإِرادة .
      قال ابن سيده : فأَما ما حكاه اللحياني من قولهم : هَرَدْتُ الشيء أَهَريدُه هِرادةً ، فإِنما هو على البدل ، قال سيبويه : أُريد لأَن تفعل معناه إِرادتي لذلك ، كقوله تعالى : وأُمِرتُ لأَنْ أَكونَ أَوَّلَ المسلمين .
      الجوهري وغيره : والإِرادة المشيئة وأَصله الواو ، كقولك راوده أَي أَراده على أَن يفعل كذا ، إِلا أَن الواو سكنت فنقلت حركتها إِلى ما قبلها فانقلبت في الماضي أَلفاً وفي المستقبل ياء ، وسقطت في المصدر لمجاورتها الأَلف الساكنة وعوّض منها الهاء في آخره .
      قال الليث : وتقول راوَدَ فلان جاريته عن نفسها وراوَدَتْه هي عن نفسه إِذا حاول كل واحد من صاحبه الوطء والجماع ؛ ومنه قوله تعالى : تراود فتاها عن نفسه ؛ فجعل الفعل لها .
      وراوَدْتُه على كذا مُراوَدَةً ورِواداً أَي أَردتُه .
      وفي حديث أَبي هريرة : حيث يُراوِدُ عمَّه أَبا طالب على الإِسلام أَي يُراجعه ويُرادُّه ؛ ومنه حديث الإسراء :، قال له موسى ، صلى الله عليهما وسلم : قد والله راودْتُ بني إِسرائيل على أَدنى من ذلك فتركوه .
      وراودْته عن الأَمر وعليه : داريته .
      والرائد : العُود الذي يقبض عليه الطاحن إِذا أَداره .
      قال ابن سيده : والرائدُ مَقْبِضُ الطاحن من الرحى .
      ورائدُ الرحى : مَقْبِضُها .
      والرائد : يد الرحى .
      والمِرْوَدُ : الميل وحديدة تدور في اللجام ومِحورُ البكرة إِذا كان من حديد .
      وفي حديث ماعز : كما يدخل المِرْوَدِ في المكحُلةِ ؛ المِرْوَدُ ، بكسر الميم : الميل الذي يكتحل به ، والميم زائدة .
      والمِرْوَدُ أَيضاً : المَفْصِل .
      والمِرْوَدُ : الوَتِدُ ؛ قال : داوَيْتُه بالمَحْضِ حتى شتا ، يَجتذِبُ الأَرِيَّ بالمِرْوَد أَراد مع المِروَد .
      ويقال : ريح رَوْدٌ لينة الهُبوب .
      ويقال : ريح رادة إِذا كانت هَوْجاء تَجيءُ وتذهب .
      وريح رائدة : مثل رادة ، وكذلك رُواد ؛ قال جرير : أَصَعْصَعَ إِن أُمَّكَ ، بعد ليلي ، رُوادُ الليلِ ، مُطْلَقَةُ الكِمام وكذلك امرأَة رواد ورَادة ورائدة .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. روح
    • " الرِّيحُ : نَسِيم الهواء ، وكذلك نَسيم كل شيء ، وهي مؤنثة ؛ وفي التنزيل : كَمَثَلِ رِيحٍ فيها صِرٌّ أَصابت حَرْثَ قوم ؛ هو عند سيبويه فَعْلٌ ، وهو عند أَبي الحسن فِعْلٌ وفُعْلٌ .
      والرِّيحةُ : طائفة من الرِّيح ؛ عن سيبويه ، قال : وقد يجوز أَن يدل الواحد على ما يدل عليه الجمع ، وحكى بعضهم : رِيحٌ ورِيحَة مع كوكب وكَوكَبَةٍ وأَشعَر أَنهما لغتان ، وجمع الرِّيح أَرواح ، وأَراوِيحُ جمع الجمع ، وقد حكيت أَرْياحٌ وأَرايِح ، وكلاهما شاذ ، وأَنكر أَبو حاتم على عُمارة بن عقيل جمعَه الرِّيحَ على أَرْياح ، قال فقلت له فيه : إِنما هو أَرْواح ، فقال : قد ، قال الله تبارك وتعالى : وأَرسلنا الرِّياحَ ؛ وإِنما الأَرْواحُ جمعُ رُوح ، قال : فعلمت بذلك أَنه ليس ممن يؤْخذ عنه .
      التهذيب : الرِّيح ياؤُها واو صُيِّرت ياء لانكسار ما قبلها ، وتصغيرها رُوَيْحة ، وجمعها رِياحٌ وأَرْواحٌ .
      قال الجوهري : الرِّيحُ واحدة الرِّياح ، وقد تجمع على أَرْواح لأَن أَصلها الواو وإِنما جاءَت بالياء لانكسار ما قبلها ، وإِذا رجعوا إِلى الفتح عادت إِلى الواو كقولك : أَرْوَحَ الماءُ وتَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحة ؛

      ويقال : رِيحٌ ورِيحَة كما ، قالوا : دارٌ ودارَةٌ .
      وفي الحديث : هَبَّتْ أَرواحُ النَّصْر ؛ الأَرْواحُ جمع رِيح .
      ويقال : الرِّيحُ لآِل فلان أَي النَّصْر والدَّوْلة ؛ وكان لفلان رِيحٌ .
      وفي الحديث : كان يقول إِذا هاجت الرِّيح : اللهم اجعلها رِياحاً ولا تجعلها ريحاً ؛ العرب تقول : لا تَلْقَحُ السحابُ إِلاَّ من رياح مختلفة ؛ يريج : اجْعَلْها لَقاحاً للسحاب ولا تجعلها عذاباً ، ويحقق ذلك مجيءُ الجمع في آيات الرَّحمة ، والواحد في قِصَصِ العذاب : كالرِّيح العَقِيم ؛ ورِيحاً صَرْصَراً .
      وفي الحديث : الرِّيحُ من رَوْحِ الله أَي من رحمته بعباده .
      ويومٌ راحٌ : شديد الرِّيح ؛ يجوز أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه ، وأَن يكون فَعْلاً ؛ وليلة راحةٌ .
      وقد راحَ يَراحُ رَيْحاً إِذا اشتدّت رِيحُه .
      وفي الحديث : أَن رجلاً حضره الموت ، فقال لأَِولاده : أَحْرِقوني ثم انظروا يوماً راحاً فأَذْرُوني فيه ؛ يومٌ راحٌ أَي ذو رِيح كقولهم : رجلٌ مالٌ .
      ورِيحَ الغَدِيرُ وغيرُه ، على ما لم يُسَمَّ فاعله : أَصابته الرِّيحُ ، فهو مَرُوحٌ ؛ قال مَنْظُور بنُ مَرْثَدٍ الأَسَدِيُّ يصف رَماداً : هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذي القُورْ ؟ قد دَرَسَتْ غيرَ رَمادٍ مَكْفُورْ مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ القُور : جُبَيْلات صغار ، واحدها قارَة .
      والمكفور : الذي سَفَتْ عليه الريحُ الترابَ ، ومَرِيح أَيضاً ؛ وقال يصف الدمع : كأَنه غُصْنٌ مَرِيح مَمْطُورْ مثل مَشُوب ومَشِيب بُنِيَ على شِيبَ .
      وغُصْنٌ مَرِيحٌ ومَرُوحٌ : أَصابته الريح ؛ وكذلك مكان مَريح ومَرُوحٌ ، وشجرة مَرُوحة ومَريحة : صَفَقَتْها الريحُ فأَلقت ورقها .
      وراحَتِ الريحُ الشيءَ : أَصابته ؛ قال أَبو ذؤيب يصف ثوراً : ويَعُوذ بالأَرْطَى ، إِذا ما شَفَّهُ قَطْرٌ ، وراحَتْهُ بَلِيلٌ زَعْزَعُ وراحَ الشجرُ : وجَدَ الريحَ وأَحَسَّها ؛ حكاه أَبو حنيفة ؛

      وأَنشد : تَعُوجُ ، إِذا ما أَقْبَلَتْ نَحْوَ مَلْعَبٍ ، كما انْعاجَ غُصْنُ البانِ راحَ الجَنائبا

      ويقال : رِيحَتِ الشجرةُ ، فهي مَرُوحة .
      وشجرة مَرُوحة إِذا هبَّت بها الريح ؛ مَرُوحة كانت في الأَصل مَرْيوحة .
      ورِيحَ القومُ وأَراحُوا : دخلوا في الريح ، وقيل : أَراحُوا دخلوا في الريح ، ورِيحُوا : أَصابتهم الريحُ فجاحَتْهم .
      والمَرْوَحة ، بالفتح : المَفازة ، وهي الموضع الذي تَخْترقُه الريح ؛

      قال : كأَنَّ راكبها غُصْنٌ بمَرْوَحةٍ ، إِذا تَدَلَّتْ به ، أَو شارِبٌ ثَمِلْ والجمع المَراوِيح ؛ قال ابن بري : البيت لعمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، وقيل : إِنه تمثل به ، وهو لغيره ، قاله وقد ركب راحلته في بعض المفاوز فأَسرعت ؛ يقول : كأَنَّ راكب هذه الناقة لسرعتها غصن بموضع تَخْتَرِقُ فيه الريح ، كالغصن لا يزال يتمايل يميناً وشمالاً ، فشبّه راكبها بغصن هذه حاله أَو شارِبٍ ثَمِلٍ يتمايلُ من شدّة سكره ، وقوله إِذا تدلت به أَي إِذا هبطت به من نَشْزٍ إِلى مطمئن ، ويقال إِن هذا البيت قديم .
      وراحَ رِيحَ الروضة يَراحُها ، وأَراح يُريحُ إِذا وجد ريحها ؛ وقال الهُذَليُّ : وماءٍ ورَدْتُ على زَوْرَةٍ ، كمَشْيِ السَّبَنْتَى يَراحُ الشَّفِيفا الجوهري : راحَ الشيءَ يَراحُه ويَرِيحُه إِذا وجَدَ رِيحَه ، وأَنشد البيت « وماءٍ ورَدتُ »، قال ابن بري : هو لصَخرْ الغَيّ ، والزَّوْرةُ ههنا : البعد ؛ وقيل : انحراف عن الطريق .
      والشفيف : لذع البرد .
      والسَّبَنْتَى : النَّمِرُ .
      والمِرْوَحَةُ ، بكسر الميم : التي يُتَرَوَّحُ بها ، كسرة لأَنها آلة ؛ وقال اللحياني : هي المِرْوَحُ ، والجمع المَرَاوِحُ ؛ وفي الحديث : فقد رأَيتهم يَتَرَوَّحُون في الضُّحَى أَي احتاجوا إِلى التَّرْويحِ من الحَرِّ بالمِرْوَحة ، أَو يكون من الرواح : العَودِ إِلى بيوتهم ، أَو من طَلَب الراحة .
      والمِرْوَحُ والمِرْواحُ : الذي يُذَرَّى به الطعامُ في الريح .
      ويقال : فلان بِمَرْوَحةٍ أَي بمَمَرِّ الريحِ .
      وقالوا : فلان يَميلُ مع كل ريح ، على المثل ؛ وفي حديث عليّ : ورَعاعُ الهَمَج يَميلون على كلِّ ريح .
      واسْتَرْوح الغصنُ : اهتزَّ بالريح .
      ويومٌ رَيِّحٌ ورَوْحٌ ورَيُوحُ : طَيِّبُ الريح ؛ ومكانٌ رَيِّحٌ أَيضاً ، وعَشَيَّةٌ رَيِّحةٌ ورَوْحَةٌ ، كذلك .
      الليث : يوم رَيِّحٌ ويوم راحٌ : ذو ريح شديدة ، قال : وهو كقولك كَبْشٌ صافٍ ، والأَصل يوم رائح وكبش صائف ، فقلبوا ، وكما خففوا الحائِجةَ ، فقالوا حاجة ؛ ويقال :، قالوا صافٌ وراحٌ على صَوِفٍ ورَوِحٍ ، فلما خففوا استنامت الفتحة قبلها فصارت أَلفاً .
      ويومٌ رَيِّحٌ : طَيِّبٌ ، وليلة رَيِّحة .
      ويوم راحٌ إِذا اشتدَّت ريحه .
      وقد راحَ ، وهو يرُوحُ رُؤُوحاً وبعضهم يَراحُ ، فإِذا كان اليوم رَيِّحاً طَيِّباً ، قيل : يومٌ رَيِّحٌ وليلة رَيِّحة ، وقد راحَ ، وهو يَرُوحُ رَوْحاً .
      والرَّوْحُ : بَرْدُ نَسِيم الريح ؛ وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : كان الناسُ يسكنون العالية فيحضُرون الجمعةَ وبهم وَسَخٌ ، فإِذا أَصابهم الرَّوْحُ سطعت أَرواحهم فيتأَذى به الناسُ ، فأُمروا بالغسل ؛ الرَّوْح ، بالفتح : نسيم الريح ، كانوا إِذا مَرَّ عليهم النسيمُ تَكَيَّفَ بأَرْواحِهم ، وحَمَلها إِلى الناس .
      وقد يكون الريح بمعنى الغَلَبة والقوة ؛ قال تَأَبَط شرًّا ، وقيل سُلَيْكُ بنُ سُلَكَةَ : أَتَنْظُرانِ قليلاً رَيْثَ غَفْلَتِهمْ ، أَو تَعْدُوانِ ، فإِنَّ الرِّيحَ للعادِي ومنه قوله تعالى : وتَذْهَبَ رِيحُكُم ؛ قال ابن بري : وقيل الشعر لأَعْشى فَهْمٍ ، من قصيدة أَولها : يا دارُ بينَ غُباراتٍ وأَكْبادِ ، أَقْوَتْ ومَرَّ عليها عهدُ آبادِ جَرَّتْ عليها رياحُ الصيفِ أَذْيُلَها ، وصَوَّبَ المُزْنُ فيها بعدَ إِصعادِ وأَرَاحَ الشيءَ إِذا وجَد رِيحَه .
      والرائحةُ : النسيم طيِّباً كان أَو نَتْناً .
      والرائحة : ريحٌ طيبة تجدها في النسيم ؛ تقول لهذه البقلة رائحة طيبة .
      ووَجَدْتُ رِيحَ الشيء ورائحته ، بمعنًى .
      ورِحْتُ رائحة طيبة أَو خبيثة أَراحُها وأَرِيحُها وأَرَحْتُها وأَرْوَحْتُها : وجدتها .
      وفي الحديث : من أَعانَ على مؤمن أَو قتل مؤمناً لم يُرِحْ رائحةَ الجنة ، من أَرَحْتُ ، ولم يَرَحْ رائحة الجنة من رِحْتُ أَراحُ ؛ ولم يَرِحْ تجعله من راحَ الشيءَ يَرِيحُه .
      وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : من قتل نفساً مُعاهدةً لم يَرِحْ رائحةَ الجنة أَي لم يَشُمَّ ريحها ؛ قال أَبو عمرو : هو من رِحْتُ الشيءَ أَرِيحه إِذا وجَدْتَ ريحه ؛ وقال الكسائي : إِنما هو لم يُرِحْ رائحة الجنة ، مِن أَرَحْتُ الشيء فأَنا أُرِيحَه إِذا وجدت ريحه ، والمعنى واحد ؛ وقال الأَصمعي : لا أَدري هو مِن رِحْتُ أَو من أَرَحْتُ ؛ وقال اللحياني : أَرْوَحَ السبُعُ الريحَ وأَراحها واسْتَرْوَحَها واستراحها : وَجَدَها ؛ قال : وبعضهم يقول راحَها بغير أَلف ، وهي قليلة .
      واسْتَرْوَحَ الفحلُ واستراح : وجد ريح الأُنثى .
      وراحَ الفرسُ يَراحُ راحةً إِذا تَحَصَّنَ أَي صار فحلاً ؛ أَبو زيد : راحت الإِبلُ تَراحُ رائحةً ؛ وأَرَحْتُها أَنا .
      قال الأَزهري : قوله تَرَاحُ رائحةً مصدر على فاعلة ؛ قال : وكذلك سمعته من العرب ، ويقولون : سمعتُ راغِيةَ الإِبل وثاغِيةَ الشاء أَي رُغاءَها وثُغاءَها .
      والدُّهْنُ المُرَوَّحُ : المُطَيَّبُ ؛ ودُهْن مُطَيَّب مُرَوَّحُ الرائحةِ ، ورَوِّحْ دُهْنَكَ بشيء تجعل فيه طيباً ؛ وذَرِيرَةٌ مُرَوَّحة : مُطَيَّبة ، كذلك ؛ وفي الحديث : أَنه أَمرَ بالإِثْمِد المُرَوَّحِ عند النوم ؛ وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، نَهَى أَن يَكْتَحِلَ المُحْرِمُ بالإِثْمِدِ المُرَوَّح ؛ قال أَبو عبيد : المُرَوَّحُ المُطَيَّبُ بالمسك كأَنه جُعل له رائحةٌ تَفُوحُ بعد أَن لم تكن له رائحة ، وقال : مُرَوَّحٌ ، بالواو ، لأَن الياءَ في الريح واو ، ومنه قيل : تَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحة .
      وأَرْوَحَ اللحمُ : تغيرت رائحته ، وكذلك الماءُ ؛ وقال اللحياني وغيره : أَخذتْ فيه الريح وتَغَيَّر .
      وفي حديث قَتَادةَ : سُئِل عن الماء الذي قد أَروَحَ ، أَيُتَوَضَّأُ منه ؟ فقال : لا بأْس .
      يقال : أَرْوَحَ الماءُ وأَراحَ إِذا تغيرت ريحه ؛ وأَراح اللحمُ أَي أَنْتَنَ .
      وأَرْوَحَنِي الضَّبُّ : وجد ريحي ؛ وكذلك أَرْوَحَني الرجلُ .
      ويقال : أَراحَني الصيدُ إِذا وجَدَ رِيحَ الإِنْسِيِّ .
      وفي التهذيب : أَرْوَحَنِي الصيدُ إِذا وجد ريحَك ؛ وفيه : وأَرْوَحَ الصيدُ واسْتَرْوَحَ واستراح إِذا وجد ريح الإِنسان ؛ قال أَبو زيد : أَرْوَحَنِي الصيجُ والضبُّ إِرْواحاً ، وأَنْشاني إِنشاءً إِذا وجد ريحَك ونَشْوَتَك ، وكذلك أَرْوَحْتُ من فلان طِيباً ، وأَنْشَيْتُ منه نَشْوَةً .
      والاسْتِرْواحُ : التَّشَمُّمُ .
      الأَزهري :، قال أَبو زيد سمعت رجلاً من قَيْس وآخر من تميم يقولان : قَعَدْنا في الظل نلتمس الراحةَ ؛ والرَّوِيحةُ والراحة بمعنى واحد .
      وراحَ يَرَاحُ رَوْحاً : بَرَدَ وطابَ ؛ وقيل : يومٌ رائحٌ وليلة رائحةٌ طيبةُ الريح ؛ يقال : رَاحَ يومُنا يَرَاحُ رَوْحاً إِذا طابَت رِيحهُ ؛ ويوم رَيِّحٌ ؛ قال جرير : محا طَلَلاً ، بين المُنِيفَةِ والنِّقا ، صَباً راحةٌ ، أَو ذو حَبِيَّيْنِ رائحُ وقال الفراء : مكانٌ راحٌ ويومٌ راحٌ ؛ يقال : افتح البابَ حتى يَراحَ البيتُ أَي حتى يدخله الريح ؛ وقال : كأَنَّ عَيْنِي ، والفِراقُ مَحْذورْ ، غُصْنٌ من الطَّرْفاءِ ، راحٌ مَمْطُورْ والرَّيْحانُ : كلُّ بَقْل طَيِّب الريح ، واحدته رَيْحانة ؛ وقال : بِرَيْحانةٍ من بَطْنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ ، لها أَرَجٌ ، ما حَوْلها ، غيرُ مُسْنِتِ والجمع رَياحين .
      وقيل : الرَّيْحانُ أَطراف كل بقلة طيبة الريح إِذا خرج عليها أَوائلُ النَّوْر ؛ وفي الحديث : إِذا أُعْطِيَ أَحدُكم الرَّيْحانَ فلا يَرُدَّه ؛ هو كل نبت طيب الريح من أَنواع المَشْمُوم .
      والرَّيْحانة : الطَّاقةُ من الرَّيحان ؛ الأَزهري : الريحان اسم جامع للرياحين الطيبة الريح ، والطاقةُ الواحدةُ : رَيْحانةٌ .
      أَبو عبيد : إِذا طال النبتُ قيل : قد تَرَوَّحتِ البُقُول ، فهي مُتَرَوِّحةٌ .
      والريحانة : اسم للحَنْوَة كالعَلَمِ .
      والرَّيْحانُ : الرِّزْقُ ، على التشبيه بما تقدم .
      وقوله تعالى : فَرَوْحٌ ورَيْحان أَي رحمة ورزق ؛ وقال الزجاج : معناه فاستراحة وبَرْدٌ ، هذا تفسير الرَّوْح دون الريحان ؛ وقال الأَزهري في موضع آخر : قوله فروح وريحان ، معناه فاستراحة وبرد وريحان ورزق ؛ قال : وجائز أَن يكون رَيحانٌ هنا تحيَّة لأَهل الجنة ، قال : وأَجمع النحويون أَن رَيْحاناً في اللغة من ذوات الواو ، والأَصل رَيْوَحانٌ (* قوله « والأصل ريوحان » في المصباح ، أصله ريوحان ، بياء ساكنة ثم واو مفتوحة ، ثم ، قال وقال جماعة : هو من بنات الياء وهو وزان شيطان ، وليس تغيير بدليل جمعه على رياحين مثل شيطان وشياطين .) فقلبت الواو ياء وأُدغمت فيها الياء الأُولى فصارت الرَّيَّحان ، ثم خفف كما ، قالوا : مَيِّتٌ ومَيْتٌ ، ولا يجوز في الرَّيحان التشديد إِلاَّ على بُعْدٍ لأَنه قد زيد فيه أَلف ونون فخُفِّف بحذف الياء وأُلزم التخفيف ؛ وقال ابن سيده : أَصل ذلك رَيْوَحان ، قلبت الواو ياء لمجاورتها الياء ، ثم أُدغمت ثم خففت على حدّ مَيْتٍ ، ولم يستعمل مشدَّداً لمكان الزيادة كأَنَّ الزيادة عوض من التشديد فَعْلاناً على المعاقبة (* قوله « فعلاناً على المعاقبة إلخ » كذا بالأصل وفيه سقط ولعل التقدير وكون أصله روحاناً لا يصح لان فعلاناً إلخ أَو نحو ذلك .) لا يجيء إِلا بعد استعمال الأَصل ولم يسمع رَوْحان .
      التهذيب : وقوله تعالى : فروح وريحان ؛ على قراءة من ضم الراء ، تفسيره : فحياة دائمة لا موت معها ، ومن ، قال فَرَوْحٌ فمعناه : فاستراحة ، وأَما قوله : وأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ منه ؛ فمعناه برحمة منه ، قال : كذلك ، قال المفسرون ؛ قال : وقد يكون الرَّوْح بمعنى الرحمة ؛ قال الله تعالى : لا تَيْأَسُوا من رَوْح الله أَي من رحمة الله ؛ سماها رَوْحاً لأَن الرَّوْحَ والراحةَ بها ؛ قال الأَزهري : وكذلك قوله في عيسى : ورُوحٌ منه أَي رحمة منه ، تعالى ذكره .
      والعرب تقول : سبحان الله ورَيْحانَه ؛ قال أَهل اللغة : معناه واسترزاقَه ، وهو عند سيبويه من الأَسماء الموضوعة موضع المصادر ، تقول : خرجت أَبتغي رَيْحانَ الله ؛ قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب : سلامُ الإِله ورَيْحانُه ، ورَحْمَتُه وسَماءٌ دِرَرْ غَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العبادِ ، فأَحْيا البلادَ ، وطابَ الشَّجَرْ
      ، قال : ومعنى قوله وريحانه : ورزقه ؛ قال الأَزهري :، قاله أَبو عبيدة وغيره ؛ قال : وقيل الرَّيْحان ههنا هو الرَّيْحانُ الذي يُشَمّ .
      قال الجوهري : سبحان الله ورَيْحانَه نصبوهما على المصدر ؛ يريدون تنزيهاً له واسترزاقاً .
      وفي الحديث : الولد من رَيْحانِ الله .
      وفي الحديث : إِنكم لتُبَخِّلُون (* قوله « انكم لتبخلون إلخ » معناه أن الولد يوقع أباه في الجبن خوفاً من أن يقتل ، فيضيع ولده بعده ، وفي البخل ابقاء على ماله ، وفي الجهل شغلاً به عن طلب العلم .
      والواو في وانكم للحال ، كأنه ، قال : مع انكم من ريحان الله أي من رزق الله تعالى .
      كذا بهامش النهاية .) وتُجَهِّلُون وتُجَبِّنُونَ وإِنكم لمن رَيْحانِ الله ؛ يعني الأَولادَ .
      والريحان يطلق على الرحمة والرزق والراحة ؛ وبالرزق سمي الولد رَيْحاناً .
      وفي الحديث :، قال لعليّ ، رضي الله عنه : أُوصيك بِرَيْحانَتَيَّ خيراً قبل أَن يَنهَدَّ رُكناك ؛ فلما مات رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : هذا أَحدُ الركنين ، فلما ماتت فاطمة ، قال : هذا الركن الآخر ؛ وأَراد بريحانتيه الحسن والحسين ، رضي الله تعالى عنهما .
      وقوله تعالى : والحَبُّ ذو العَصْفِ والرَّيحانُ ؛ قيل : هو الوَرَقُ ؛ وقال الفراء : ذو الوَرَق والرِّزقُ ، وقال الفرّاء : العَصْفُ ساقُ الزرعِ والرَّيْحانُ ورَقهُ .
      وراحَ منك معروفاً وأَرْوَحَ ، قال : والرَّواحُ والراحةُ والمُرايَحةُ والرَّوِيحَةُ والرَّواحة : وِجْدَانُك الفَرْجَة بعد الكُرْبَة .
      والرَّوْحُ أَيضاً : السرور والفَرَحُ ، واستعاره عليّ ، رضي الله عنه ، لليقين فقال : فباشِرُوا رَوْحَ اليقين ؛ قال ابن سيده : وعندي أَنه أَراد الفَرْحة والسرور اللذين يَحْدُثان من اليقين .
      التهذيب عن الأَصمعي : الرَّوْحُ الاستراحة من غم القلب ؛ وقال أَبو عمرو : الرَّوْحُ الفَرَحُ ، والرَّوْحُ ؛ بَرْدُ نسيم الريح .
      الأَصمعي : يقال فلان يَراحُ للمعروف إِذا أَخذته أَرْيَحِيَّة وخِفَّة .
      والرُّوحُ ، بالضم ، في كلام العرب : النَّفْخُ ، سمي رُوحاً لأَنه رِيحٌ يخرج من الرُّوحِ ؛ ومنه قول ذي الرمة في نار اقْتَدَحَها وأَمر صاحبه بالنفخ فيها ، فقال : فقلتُ له : ارْفَعْها إِليك ، وأَحْيِها برُوحكَ ، واجْعَله لها قِيتَةً قَدْرا أَي أَحيها بنفخك واجعله لها ؛ الهاء للرُّوحِ ، لأَنه مذكر في قوله : واجعله ، والهاء التي في لها للنار ، لأَنها مؤنثة .
      الأَزهري عن ابن الأَعرابي
      ، قال : يقال خرج رُوحُه ، والرُّوحُ مذكر .
      والأَرْيَحِيُّ : الرجل الواسع الخُلُق النشيط إِلى المعروف يَرْتاح لما طلبت ويَراحُ قَلْبُه سروراً .
      والأَرْيَحِيُّ : الذي يَرْتاح للنَّدى .
      وقال الليث : يقال لكل شيء واسع أَرْيَحُ ؛

      وأَنشد : ومَحْمِل أَرْيَح جَحاحِي
      ، قال : وبعضهم يقول ومحمل أَرْوَح ، ولو كان كذلك لكان قد ذمَّه لأَن الرَّوَحَ الانبطاح ، وهو عيب في المَحْمِلِ .
      قال : والأَرْيَحِيُّ مأْخوذ من راحَ يَرَاحُ ، كما يقال للصَّلْتِ المُنْصَلِتِ : أَصْلَتِيٌّ ، وللمُجْتَنِبِ : أَجْنَبِيٌّ ، والعرب تحمل كثيراً من النعت على أَفْعَلِيّ فيصر كأَنه نسبة .
      قال الأَزهري : وكلام العرب تقول رجل أَجْنَبُ وجانِبٌ وجُنُبٌ ، ولا تكاد تقول أَجْنَبِيٌّ .
      ورجل أَرْيَحِيٌّ : مُهْتَزٌّ للنَّدى والمعروف والعطية واسِعُ الخُلُق ، والاسم الأَرْيَحِيَّة والتَّرَيُّح ؛ عن اللحياني ؛ قال ابن سيده : وعندي أَن التَّرَيُّح مصدر تَريَّحَ ، وسنذكره ؛ وفي شعر النابغة الجعدي يمدح ابن الزبير : حَكَيْتَ لنا الصِّدِّيقَ لمّا وَلِيتَنا ، وعُثمانَ والفارُوقَ ، فارْتاحَ مُعْدِمُ أَي سَمَحَت نفسُ المُعْدِم وسَهُلَ عليه البَذل .
      يقال : رِحْتُ المعروف أَراحُ رَيْحاً وارْتَحْتُ أَرْتاحُ ارْتِياحاً إِذا مِلْتَ إِليه وأَحببته ؛ ومنه قولهم : أَرْيَحِيٌّ إِذا كان سخيّاً يَرْتاحُ للنَّدَى .
      وراحَ لذلك الأَمر يَراحُ رَواحاً ورُؤُوحاً ، وراحاً وراحةً وأَرْيَحِيَّةً ورِياحةً : أَشْرَق له وفَرِحَ به وأَخَذَتْه له خِفَّةٌ وأَرْيَحِيَّةٌ ؛ قال الشاعر : إِنَّ البخيلَ إِذا سأَلْتَ بَهَرْتَه ، وتَرَى الكريمَ يَراحُ كالمُخْتالِ وقد يُستعارُ للكلاب وغيرها ؛ أَنشد اللحياني : خُوصٌ تَراحُ إِلى الصِّياحِ إِذا غَدَتْ فِعْلَ الضِّراءِ ، تَراحُ للكَلاَّبِ

      ويقال : أَخذته الأَرْيَحِيَّة إِذا ارتاح للنَّدَى .
      وراحتْ يَدُه بكذا أَي خَفَّتْ له .
      وراحت يده بالسيف أَي خفت إِلى الضرب به ؛ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذ الهذلي يصف صائداً : تَراحُ يَداه بِمَحْشُورة ، خَواظِي القِداحِ ، عِجافِ النِّصال أَراد بالمحشورة نَبْلاَ ، للُطْفِ قَدِّها لأَنه أَسرع لها في الرمي عن القوس .
      والخواظي : الغلاظ القصار .
      وأَراد بقوله عجاف النصال : أَنها أُرِقَّتْ .
      الليث : راحَ الإِنسانُ إِلى الشيء يَراحُ إِذا نَشِطَ وسُرَّ به ، وكذلك ارتاحَ ؛

      وأَنشد : وزعمتَ أَنَّك لا تَراحُ إِلى النِّسا ، وسَمِعْتَ قِيلَ الكاشِحَ المُتَرَدِّدِ والرِّياحَة : أَن يَراحَ الإِنسانُ إِلى الشيء فيَسْتَرْوِحَ ويَنْشَطَ إِليه .
      والارتياح : النشاط .
      وارْتاحَ للأَمر : كراحَ ؛ ونزلت به بَلِيَّةٌ فارْتاحَ اللهُ له برَحْمَة فأَنقذه منها ؛ قال رؤبة : فارْتاحَ رَبي ، وأَرادَ رَحْمَتي ، ونِعْمَةً أَتَمَّها فتَمَّتِ أَراد : فارتاح نظر إِليَّ ورحمني .
      قال الأَزهري : قول رؤبة في فعل الخالق
      ، قاله بأَعرابيته ، قال : ونحن نَسْتَوْحِشُ من مثل هذا اللفظ لأَن الله تعالى إِنما يوصف بما وصف به نفسه ، ولولا أَن الله ، تعالى ذكره ، هدانا بفضله لتمجيده وحمده بصفاته التي أَنزلها في كتابه ، ما كنا لنهتدي لها أَو نجترئ عليها ؛ قال ابن سيده : فأَما الفارسي فجعل هذا البيت من جفاء الأَعراب ، كما ، قال : لا هُمَّ إِن كنتَ الذي كعَهْدِي ، ولم تُغَيِّرْكَ السِّنُونَ بَعْدِي وكما ، قال سالمُ بنُ دارَةَ : يا فَقْعَسِيُّ ، لِمْ أَكَلْتَه لِمَهْ ؟ لو خافَكَ اللهُ عليه حَرَّمَهْ ، فما أَكلتَ لَحْمَه ولا دَمَهْ والرَّاحُ : الخمرُ ، اسم لها .
      والراحُ : جمع راحة ، وهي الكَفُّ .
      والراح : الارْتِياحُ ؛ قال الجُمَيحُ ابنُ الطَّمَّاح الأَسَدِيُّ : ولَقِيتُ ما لَقِيَتْ مَعَدٌّ كلُّها ، وفَقَدْتُ راحِي في الشَّبابِ وخالي والخالُ : الاختيال والخُيَلاءُ ، فقوله : وخالي أَي واختيالي .
      والراحةُ : ضِدُّ التعب .
      واسْتراحَ الرجلُ ، من الراحة .
      والرَّواحُ والراحة مِن الاستراحة .
      وأَراحَ الرجل والبعير وغيرهما ، وقد أَراحَني ، ورَوَّح عني فاسترحت ؛ ويقال : ما لفلان في هذا الأَمر من رَواح أَي من راحة ؛ وجدت لذلك الأَمر راحةً أَي خِفَّةً ؛ وأَصبح بعيرك مُرِيحاً أَي مُفِيقاً ؛ وأَنشد ابن السكيت : أَراحَ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ ، إِراحةَ الجِدَايةِ النَّفُوزِ الليث : الراحة وِجْدانُك رَوْحاً بعد مشقة ، تقول : أَرِحْنُ إِراحةً فأَسْتَريحَ ؛ وقال غيره : أَراحهُ إِراحةً وراحةً ، فالإِراحةُ المصدرُ ، والراحةُ الاسم ، كقولك أَطعته إِطاعة وأَعَرْتُه إِعَارَةً وعارَةً .
      وفي الحديث :، قال النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لمؤذنه بلال : أَرِحْنا بها أَي أَذّن للصلاة فتَسْتَريحَ بأَدائها من اشتغال قلوبنا بها ؛ قال ابن الأَثير : وقيل كان اشتغاله بالصلاة راحة له ، فإِنه كان يَعُدُّ غيرها من الأَعمال الدنيوية تعباً ، فكان يستريح بالصلاة لما فيها من مناجاة الله تعالى ، ولذا
      ، قال : وقُرَّة عيني في الصلاة ، قال : وما أَقرب الراحة من قُرَّة العين .
      يقال : أَراحَ الرجلُ واسْتراحَ إِذا رجعت إِليه نفسه بعد الإِعياء ؛ قال : ومنه حديث أُمِّ أَيْمَنَ أَنها عَطِشَتْ مُهاجِرَةً في يوم شديد الحرّ فَدُلِّيَ إِليها دَلْوٌ من السماء فشربت حتى أَراحتْ .
      وقال اللحياني : أَراحَ الرجلُ اسْتراحَ ورجعت إِليه نفسه بعد الإِعياء ، وكذلك الدابة ؛

      وأَنشد : تُرِيحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ أَي تَسترِيحُ .
      وأَراحَ : دخل في الرِّيح .
      وأَراحَ إِذا وجد نسيم الريح .
      وأَراحَ إِذا دخل في الرَّواحِ .
      وأَراحَ إِذا نزل عن بعيره لِيُرِيحه ويخفف عنه .
      وأَراحه الله فاستَراحَ ، وأَراحَ تنفس ؛ وقال امرؤ القيس يصف فرساً بسَعَةِ المَنْخَرَيْنِ : لها مَنْخَرٌ كوِجارِ السِّباع ، فمنه تُريحُ إِذا تَنْبَهِرْ وأَراحَ الرجلُ : ماتَ ، كأَنه استراحَ ؛ قال العجاج : أَراحَ بعد الغَمِّ والتَّغَمْغُمِ (* قوله « والتغمغم » في الصحاح ومثله بهامش الأصل والتغمم .) وفي حديث الأَسود بن يزيد : إِن الجمل الأَحمر لَيُرِيحُ فيه من الحرّ ؛ الإِراحةُ ههنا : الموتُ والهلاك ، ويروى بالنون ، وقد تقدم .
      والتَّرْوِيحةُ في شهر رمضان : سمِّيت بذلك لاستراحة القوم بعد كل أَربع ركعات ؛ وفي الحديث : صلاة التراويح ؛ لأَنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين .
      والتراويح : جمع تَرْوِيحة ، وهي المرة الواحدة من الراحة ، تَفْعِيلة منها ، مثل تسليمة من السَّلام .
      والراحةُ : العِرْس لأَنها يُسْتراح إِليها .
      وراحةُ البيت : ساحتُه .
      وراحةُ الثوب : طَيُّه .
      ابن شميل : الراحة من الأَرض : المستويةُ ، فيها ظَهورٌ واسْتواء تنبت كثيراً ، جَلَدٌ من الأَرض ، وفي أَماكن منها سُهُولٌ وجَراثيم ، وليست من السَّيْل في شيء ولا الوادي ، وجمعها الرَّاحُ ، كثيرة النبت .
      أَبو عبيد : يقال أَتانا فلان وما في وجهه رائحةُ دَمٍ من الفَرَقِ ، وما في وجهه رائحةُ دَمٍ أَي شيء .
      والمطر يَسْتَرْوِحُ الشجرَ أَي يُحْييه ؛ قال : يَسْتَرْوِحُ العِلمُ مَنْ أَمْسَى له بَصَرٌ وكان حَيّاً كما يَسْتَرْوِحُ المَطَرُ والرَّوْحُ : الرحمة ؛ وفي الحديث عن أَبي هريرة ، قال : سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقول : الريحُ من رَوْحِ الله تأْتي بالرحمة وتأْتي بالعذاب ، فإِذا رأَيتموها فلا تَسُبُّوها واسأَلوا من خيرها ، واستعذوا بالله من شرِّها ؛ وقوله : من روح الله أَي من رحمة الله ، وهي رحمة لقوم وإِن كان فيها عذاب لآخرين .
      وفي التنزيل : ولا تَيْأَسُوا من رَوْحِ الله ؛ أَي من رحمة الله ، والجمع أَرواحٌ .
      والرُّوحُ : النَّفْسُ ، يذكر ويؤنث ، والجمع الأَرواح .
      التهذيب :، قال أَبو بكر بنُ الأَنْباريِّ : الرُّوحُ والنَّفْسُ واحد ، غير أَن الروح مذكر والنفس مؤنثة عند العرب .
      وفي التنزيل : ويسأَلونك عن الرُّوح قل الروح من أَمر ربي ؛ وتأْويلُ الروح أَنه ما به حياةُ النفْس .
      وروى الأَزهري بسنده عن ابن عباس في قوله : ويسأَلونك عن الروح ؛ قال : إِن الرُّوح قد نزل في القرآن بمنازل ، ولكن قولوا كما ، قال الله ، عز وجل : قل الروح من أَمر ربي وما أُوتيتم من العلم إِلا قليلاً .
      وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَن اليهود سأَلوه عن الروح فأَنزل الله تعالى هذه الآية .
      وروي عن الفراء أَنه
      ، قال في قوله : قل الروح من أَمر ربي ؛ قال : من عِلم ربي أَي أَنكم لا تعلمونه ؛ قال الفراء : والرُّوح هو الذي يعيش به الإِنسان ، لم يخبر الله تعالى به أَحداً من خلقه ولم يُعْطِ عِلْمَه العباد .
      قال : وقوله عز وجل : ونَفَخْتُ فيه من رُوحي ؛ فهذا الذي نَفَخَه في آدم وفينا لم يُعْطِ علمه أَحداً من عباده ؛ قال : وسمعت أَبا الهيثم يقول : الرُّوحُ إِنما هو النَّفَسُ الذي يتنفسه الإِنسان ، وهو جارٍ في جميع الجسد ، فإِذا خرج لم يتنفس بعد خروجه ، فإِذا تَتامَّ خروجُه بقي بصره شاخصاً نحوه ، حتى يُغَمَّضَ ، وهو بالفارسية « جان »، قال : وقول الله عز وجل في قصة مريم ، عليها السلام : فأَرسلنا إِليها روحَنا فتمثل لها بَشَراً سَوِيّاً ؛ قال : أَضافِ الروحَ المُرْسَلَ إِلى مريم إِلى نَفْسه كما تقول : أَرضُ الله وسماؤه ، قال : وهكذا قوله تعالى للملائكة : فإِذا سوَّيته ونَفَخْتُ فيه من روحي ؛ ومثله : وكَلِمَتُه أَلقاها إِلى مريم ورُوحٌ منه ؛ والرُّوحُ في هذا كله خَلْق من خَلْق الله لم يعط علمه أَحداً ؛ وقوله تعالى : يُلْقِي الرُّوحَ من أَمره على من يشاء من عباده ؛ قال الزجاج : جاء في التفسير أَن الرُّوح الوَحْيُ أَو أَمْرُ النبوّة ؛ ويُسَمَّى القرآنُ روحاً .
      ابن الأَعرابي : الرُّوحُ الفَرَحُ .
      والرُّوحُ : القرآن .
      والرُّوح : الأَمرُ .
      والرُّوح : النَّفْسُ .
      قال أَبو العباس (* قوله « قال أبو العباس » هكذا في الأصل .): وقوله عز وجل : يُلْقي الرُّوحَ من أَمره على من يشاء من عباده ويُنَزِّلُ الملائكةَ بالرُّوحِ من أَمره ؛ قال أَبو العباس : هذا كله معناه الوَحْيُ ، سمِّي رُوحاً لأَنه حياة من موت الكفر ، فصار بحياته للناس كالرُّوح الذي يحيا به جسدُ الإِنسان ؛ قال ابن الأَثير : وقد تكرر ذكر الرُّوح في الحديث كما تكرَّر في القرآن ووردت فيه على معان ، والغالب منها أَن المراد بالرُّوح الذي يقوم به الجسدُ وتكون به الحياة ، وقد أُطلق على القرآن والوحي والرحمة ، وعلى جبريل في قوله : الرُّوحُ الأَمين ؛ قال : ورُوحُ القُدُس يذكَّر ويؤنث .
      وفي الحديث : تَحابُّوا بذكر الله ورُوحِه ؛ أَراد ما يحيا به الخلق ويهتدون فيكون حياة لكم ، وقيل : أَراد أَمر النبوَّة ، وقيل : هو القرآن .
      وقوله تعالى : يوم يَقُومُ الرُّوحُ والملائكةُ صَفّاً ؛ قال الزجاج : الرُّوحُ خَلْقٌ كالإِنْسِ وليس هو بالإِنس ، وقال ابن عباس : هو ملَك في السماء السابعة ، وجهه على صورة الإنسان وجسده على صورة الملائكة ؛ وجاء في التفسير : أَن الرُّوحَ ههنا جبريل ؛ ورُوحُ الله : حكمُه وأَمره .
      والرُّوحُ : جبريل عليه السلام .
      وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى أَنه ، قال في قول الله تعالى : وكذلك أَوحينا إِليك رُوحاً من أَمرنا ؛ قال : هو ما نزل به جبريل من الدِّين فصار تحيا به الناس أَي يعيش به الناس ؛ قال : وكلُّ ما كان في القرآن فَعَلْنا ، فهو أَمره بأَعوانه ، أَمر جبريل وميكائيل وملائكته ، وما كان فَعَلْتُ ، فهو ما تَفَرَّد به ؛ وأَما قوله : وأَيَّدْناه برُوح القُدُس ، فهو جبريل ، عليه السلام .
      والرُّوحُ : عيسى ، عليه السلام .
      والرُّوحُ : حَفَظَةٌ على الملائكة الحفظةِ على بني آدم ، ويروى أَن وجوههم مثل وجوه الإِنس .
      وقوله : تَنَزَّلُ الملائكةُ والرُّوحُ ؛ يعني أُولئك .
      والرُّوحانيُّ من الخَلْقِ : نحوُ الملائكة ممن خَلَقَ اللهُ رُوحاً بغير جسد ، وهو من نادر معدول النسب .
      قال سيبويه : حكى أَبو عبيدة أَن العرب تقوله لكل شيء كان فيه رُوحٌ من الناس والدواب والجن ؛ وزعم أَبو الخطاب أَنه سمع من العرب من يقول في النسبة إِلى الملائكة والجن رُوحانيٌّ ، بضم الراء ، والجمع روحانِيُّون .
      التهذيب : وأَما الرُّوحاني من الخلق فإِنَّ أَبا داود المَصاحِفِيَّ روى عن النَّضْر في كتاب الحروف المُفَسَّرةِ من غريب الحديث أَنه ، قال : حدثنا عَوْفٌ الأَعرابي عن وَرْدانَ بن خالد ، قال : بلغني أَن الملائكة منهم رُوحانِيُّون ، ومنه مَن خُلِقَ من النور ، قال : ومن الرُّوحانيين جبريل وميكائيل وإِسرافيل ، عليهم السلام ؛ قال ابن شميل : والرُّوحانيون أَرواح ليست لها أَجسام ، هكذا يقال ؛ قال : ولا يقال لشيء من الخلق رُوحانيٌّ إِلا للأَرواح التي لا أَجساد لها مثل الملائكة والجن وما أَشبههما ، وأَما ذوات الأَجسام فلا يقال لهم رُوحانيون ؛ قال الأَزهري : وهذا القول في الرُّوحانيين هو الصحيح المعتمد لا ما ، قاله ابن المُظَفَّر ان الرُّوحانيّ الذي نفخ فيه الرُّوح .
      وفي الحديث : الملائكة الرُّوحانِيُّونَ ، يروى بضم الراء وفتحها ، كَأَنه نسب إِلى الرُّوح أَو الرَّوْح ، وهو نسيم الريح ، والَلف والنون من زيادات النسب ، ويريد به أَنهم أَجسام لطيفة لا يدركها البصر .
      وفي حديث ضِمامٍ : إِني أُعالج من هذه الأَرواح ؛ الأَرواح ههنا : كناية عن الجن سمُّوا أَرواحاً لكونهم لا يُرَوْنَ ، فهم بمنزلة الأَرواح .
      ومكان رَوْحانيٌّ ، بالفتح ، أَي طَيِّب .
      التهذيب :، قال شَمرٌ : والرِّيحُ عندهم قريبة من الرُّوح كما ، قالوا : تِيهٌ وتُوهٌ ؛ قال أَبو الدُّقَيْش : عَمَدَ مِنَّا رجل إِلى قِرْبَةٍ فملأَها من رُوحِه أَي من رِيحِه ونَفَسِه .
      والرَّواحُ : نقيضُ الصَّباح ، وهو اسم للوقت ، وقيل : الرَّواحُ العَشِيُّ ، وقيل : الرَّواحُ من لَدُن زوال الشمس إِلى الليل .
      يقال : راحوا يفعلون كذا وكذا ورُحْنا رَواحاً ؛ يعني السَّيْرَ بالعَشِيِّ ؛ وسار القوم رَواحاً وراحَ القومُ ، كذلك .
      وتَرَوَّحْنا : سِرْنا في ذلك الوقت أَو عَمِلْنا ؛ وأَنشد ثعلب : وأَنتَ الذي خَبَّرْتَ أَنك راحلٌ ، غَداةً غَدٍ ، أَو رائحُ بهَجِيرِ والرواح : قد يكون مصدر قولك راحَ يَرُوحُ رَواحاً ، وهو نقيض قولك غدا يَغْدُو غُدُوًّا .
      وتقول : خرجوا بِرَواحٍ من العَشِيِّ ورِياحٍ ، بمعنًى .
      ورجل رائحٌ من قوم رَوَحٍ اسم للجمع ، ورَؤُوحٌ مِن قوم رُوحٍ ، وكذلك الطير .
      وطير رَوَحٌ : متفرقة ؛ قال الأَعشى : ماتَعِيفُ اليومَ في الطيرِ الرَّوَحْ ، من غُرابِ البَيْنِ ، أَو تَيْسٍ سَنَحْ ويروى : الرُّوُحُ ؛ وقيل : الرَّوَحُ في هذا البيت : المتفرّقة ، وليس بقوي ، إِنما هي الرائحة إِلى مواضعها ، فجمع الرائح على رَوَحٍ مثل خادم وخَدَمٍ ؛ التهذيب : في هذا البيت قيل : أَراد الرَّوَحةَ مثل الكَفَرَة والفَجَرة ، فطرح الهاء .
      قال : والرَّوَحُ في هذا البيت المتفرّقة .
      ورجل رَوَّاحٌ بالعشي ، عن اللحياني : كَرَؤُوح ، والجمع رَوَّاحُون ، ولا يُكَسَّر .
      وخرجوا بِرِياحٍ من العشيّ ، بكسر الراءِ ، ورَواحٍ وأَرْواح أَي بأَول .
      وعَشِيَّةٌ : راحةٌ ؛ وقوله : ولقد رأَيتك بالقَوادِمِ نَظْرَةً ، وعليَّ ، من سَدَفِ العَشِيِّ ، رِياحُ بكسر الراء ، فسره ثعلب فقال : معناه وقت .
      وقالوا : قومُك رائحٌ ؛ عن اللحياني حكاه عن الكسائي ، قال : ولا يكون ذلك إِلاَّ في المعرفة ؛ يعني أَنه لا يقال قوم رائحٌ .
      وراحَ فلانٌ يَرُوحُ رَواحاً : من ذهابه أَو سيره بالعشيّ .
      قال الأَزهري : وسمعت العرب تستعمل الرَّواحَ في السير كلَّ وقت ، تقول : راحَ القومُ إِذا ساروا وغَدَوْا ، ويقول أَحدهم لصاحبه : تَرَوَّحْ ، ويخاطب أَصحابه فيقول : تَرَوَّحُوا أَي سيروا ، ويقول : أَلا تُرَوِّحُونَ ؟ ونحو ذلك ما جاء في الأَخبار الصحيحة الثابتة ، وهو بمعنى المُضِيِّ إِلى الجمعة والخِفَّةِ إِليها ، لا بمعنى الرَّواح بالعشي .
      في الحديث : مَنْ راحَ إِلى الجمعة في الساعة الأُولى أَي من مشى إِليها وذهب إِلى الصلاة ولم يُرِدْ رَواحَ آخر النهار .
      ويقال : راحَ القومُ وتَرَوَّحُوا إِذا ساروا أَيَّ وقت كان .
      وقيل : أَصل الرَّواح أَن يكون بعد الزوال ، فلا تكون الساعات التي عدَّدها في الحديث إِلاَّ في ساعة واحدة من يوم الجمعة ، وهي بعد الزوال كقولك : قعدت عندك ساعة إِنما تريد جزءاً من الزمن ، وإِن لم يكن ساعة حقيقة التي هي جزء من أَربعة وعشرين جزءاً مجموع الليل والنهار ، وإِذا ، قالت العرب : راحت الإِبل تَرُوحُ وتَراحُ رائحةً ، فَرواحُها ههنا أَن تأْوِيَ بعد غروب الشمس إِلى مُراحِها الذي تبيت فيه .
      ابن سيده : والإِراحةُ رَدُّ الإِبل والغنم من العَشِيِّ إِلى مُرَاحها حيث تأْوي إِليه ليلاً ، وقد أَراحها راعيها يُرِيحُها .
      وفي لغة : هَراحَها يُهْرِيحُها .
      وفي حديث عثمان ، رضي الله عنه : رَوَّحْتُها بالعشيّ أَي رَدَدْتُها إِلى المُراحِ .
      وسَرَحَتِ الماشية بالغداة وراحتْ بالعَشِيِّ أَي رجعت .
      وتقول : افعل ذلك في سَراحٍ ورَواحٍ أَي في يُسرٍ بسهولة ؛ والمُراحُ : مأْواها ذلك الأَوانَ ، وقد غلب على موضع الإِبل .
      والمُراحُ ، بالضم : حيث تأْوي إِليه الإِبل والغنم بالليل .
      وقولهم : ماله سارِحةٌ ولا رائحةٌ أَي شيء ؛ راحتِ الإِبلُ وأَرَحْتُها أَنا إِذا رددتُها إِلى المُراحِ ؛ وقي حديث سَرِقَة الغنم : ليس فيه قَطْعٌ حتى يُؤْوِيَهُ المُراح ؛ المُراحُ ، بالضم : الموضع الذي تَرُوحُ إِليه الماشية أَي تأْوي إِليه ليلاً ، وأَما بالفتح ، فهو الموضع الذي يروح إِليه القوم أَو يَروحُونَ منه ، كالمَغْدَى الموضع الذي يُغْدَى منه .
      وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ : وأَراحَ عَلَيَّ نَعَماً ثَرِيّاً أَي أَعطاني ، لأَنها كانت هي مُراحاً لِنَعَمِه ، وفي حديثها أَيضاً : وأَعطاني من كل رائحة زَوْجاً أَي مما يَرُوحُ عليه من أَصناف المال أَعطاني نصيباً وصِنْفاً ، ويروى : ذابِحةٍ ، بالذال المعجمة والباء ، وقد تقدم .
      وفي حديث أَبي طلحة : ذاك مالٌ رائحٌ أَي يَرُوحُ عليك نَفْعُه وثوابُه يعني قُرْبَ وُصوله إِليه ، ويروى بالباء وقد تقدم .
      والمَراحُ ، بالفتح : الموضع الذي يَرُوحُ منه القوم أَو يَرُوحُون إِليه كالمَغْدَى من الغَداةِ ؛ تقول : ما ترك فلانٌ من أَبيه مَغدًى ولا مَراحاً إِذا أَشبهه في أَحوالِه كلها .
      والتَّرْوِيحُ : كالإِراحةِ ؛ وقال اللحياني : أَراحَ الرجل إِراحةً وإِراحاً إِذا راحت عليه إِبلُه وغنمه وماله ولا يكون ذلك إِلاّ بعد الزوال ؛ وقول أَبي ذؤيب : كأَنَّ مَصاعِيبَ ، زُبَّ الرُّؤُو سِ ، في دارِ صِرْمٍ ، تُلاقس مُرِيحا يمكن أَن يكون أَراحتْ لغة في راحت ، ويكون فاعلاً في معنى مفعول ، ويروى : تُلاقي مُرِيحاً أَي الرجلَ الذي يُرِيحُها .
      وأَرَحْتُ على الرجل حَقَّه إِذا رددته عليه ؛ وقال الشاعر : أَلا تُرِيحي علينا الحقَّ طائعةً ، دونَ القُضاةِ ، فقاضِينا إِلى حَكَمِ وأَرِحْ عليه حَقَّه أَي رُدَّه .
      وفي حديث الزبير : لولا حُدُودٌ فُرِضَتْ وفرائضُ حُدَّتْ تُراحُ على أَهلها أَي تُرَدُّ إِليهم وأَهلُها هم الأَئمة ، ويجوز بالعكس وهو أَن الأَئمة يردُّونها إِلى أَهلها من الرعية ؛ ومنه حديث عائشة : حتى أَراحَ الحقَّ على أَهله .
      ورُحْتُ القومَ رَوْحاً ورَواحاً ورُحْتُ إِليهم : ذهبت إِليهم رَواحاً أَو رُحْتُ عندهم .
      وراحَ أَهلَه ورَوَّحَهم وتَرَوَّحَهم : جاءهم رَواحاً .
      وفي الحديث : على رَوْحةٍ من المدينة أَي مقدار رَوْحةٍ ، وهي المرَّة من الرَّواح .
      والرَّوائح : أَمطار العَشِيّ ، واحدتُها رائحة ، هذه عن اللحياني .
      وقال مرة : أَصابتنا رائحةٌ أَي سَماء .
      ويقال : هما يَتَراوحان عَمَلاً أَي يتعاقبانه ، ويَرْتَوِحان مثلُه ؛

      ويقال : هذا الأَمر بيننا رَوَحٌ ورَِوِحٌ وعِوَرٌ إِذا تَراوَحُوه وتَعاوَرُوه .
      والمُراوَحَةُ : عَمَلانِ في عَمَل ، يعمل ذا مرة وذا مرة ؛ قال لبيد : ووَلَّى عامِداً لَطَياتِ فَلْجٍ ، يُراوِحُ بينَ صَوْنٍ وابْتِذالِ يعني يَبْتَذِل عَدْوَه مرة ويصون أُخرى أَي يكُفُّ بعد اجتهاد .
      والرَّوَّاحةُ : القطيعُ (* قوله « والرواحة القطيع إلخ » كذا بالأصل بهذا الضبط .) من الغنم .
      ورَواحَ الرجلُ بين جنبيه إِذا تقلب من جَنْب إِلى جَنْب ؛ أَنشد يعقوب : إِذا اجْلَخَدَّ لم يَكَدْ يُراوِحُ ، هِلْباجةٌ حَفَيْسَأٌ دُحادِحُ وراوَحَ بين رجليه إِذا قام على إِحداهما مرَّة وعلى الأَخرى مرة .
      وفي الحديث : أَنه كان يُراوِحُ بين قدميه من طول القيام أَي يعتمد على إِحداهما مرة وعلى الأُخرى مرة ليُوصِلَ الراحةَ إِلى كلٍّ منهما ؛ ومنه حديث ابن مسعود : أَنه أَبْصَرَ رجلاً صافًّا قدميه ، فقال : لو راوَحَ كان أَفضلَ ؛ ومنه حديث بكر بن عبد الله : كان ثابتٌ يُراوِحُ بين جَبْهَتِه وقَدَمَيه أَي قائماً وساجداً ، يعني في الصلاة ؛ ويقال : إِن يديه لتَتراوَحانِ بالمعروف ؛ وفي التهذيب : لتَتَراحانِ بالمعروف .
      وناقة مُراوِحٌ : تَبْرُكُ من وراء الإِبل ؛ الأَزهري : ويقال للناقة التي تبركُ وراءَ الإِبلِ : مُراوِحٌ ومُكانِفٌ ، قال : كذلك فسره ابن الأَعرابي في النوادر .
      والرَّيِّحةُ من العضاه والنَّصِيِّ والعِمْقَى والعَلْقى والخِلْبِ والرُّخامَى : أَن يَظْهَر النبتُ في أُصوله التي بقيت من عامِ أَوَّلَ ؛ وقيل : هو ما نبت إِذا مسَّه البَرْدُ من غير مطر ، وحكى كراع فيه الرِّيحة على مثال فِعْلَة ، ولم يَلْحك مَنْ سِواه إِلاَّ رَيِّحة على مِثال فَيِّحة .
      التهذيب : الرَّيِّحة نبات يَخْضَرُّ بعدما يَبِسَ ورَقُه وأَعالي أَغصانه .
      وتَرَوَّحَ الشجرُ وراحَ يَراحُ : تَفَطَّرَ بالوَرَقِ قبل الشتاء من غير مطر ، وقال الأَصمعي : وذلك حين يَبْرُدُ الليل فيتفطر بالورق من غير مطر ؛ وقيل : تَرَوَّحَ الشجر إِذا تَفَطَّرَ بوَرَقٍ بعد إِدبار الصيف ؛ قال الراعي : وخالَفَ المجدَ أَقوامٌ ، لهم وَرَقٌ راحَ العِضاهُ به ، والعِرْقُ مَدْخولُ وروى الأَصمعي : وخادَعَ المجدُ أَقواماً لهم وَرِقٌ أَي مال .
      وخادَعَ : تَرَكَ ، قال : ورواه أَبو عمرو : وخادَعَ الحمدَ أَقوام أَي تركوا الحمد أَي ليسوا من أَهله ، قال : وهذه هي الرواية الصحيحة .
      قال الأَزهري : والرَّيِّحة التي ذكرها الليث هي هذه الشجرة التي تَتَرَوَّحُ وتَراحُ إِذا بَرَدَ عليها الليلُ فتتفطرُ بالورق من غير مطر ، قال : سمعت العرب تسمِّيها الرَّيِّحة .
      وتَرَوُّحُ الشجر : تَفَطُّره وخُروجُ ورقه إِذا أَوْرَق النبتُ في استقبال الشتاء ، قال : وراحَ الشجر يَراحُ إِذا تفطر بالنبات .
      وتَرَوَّحَ النبتُ والشجر : طال .
      وتَرَوَّحَ الماءُ إِذا أَخذ رِيحَ غيره لقربه منه .
      وتَرَوَّحَ بالمِرْوَحةِ وتَرَوَّحَ أَي راحَ من الرَّواحِ .
      والرَّوَحُ ، بالتحريك : السَّعَةُ ؛ قال المتنخل الهُذَليّ : لكنْ كبيرُ بنُ هِنْدٍ ، يومَ ذَلِكُمُ ، فُتْحُ الشَّمائل ، في أَيْمانِهِم رَوَحْ وكبير بن هند : حيٌّ من هذيل .
      والفتخ : جمع أَفْتَخَ ، وهو اللَّيِّنُ مَفْصِلِ اليدِ ؛ يريد أَن شمائلهم تَنْفَتِخُ لشدَّة النَّزْعِ ، وكذلك قوله : في أَيمانهم رَوَح ؛ وهو السَّعَة لشدَّة ضربها بالسيف ، وبعده : تَعْلُو السُّيوفُ بأَيْدِيهِم جَماجِمَهُم ، كما يُفَلَّقُ مَرْوُ الأَمْعَز الصَّرَحُ والرَّوَحُ : اتساعُ ما بين الفخذين أَو سَعَةٌ في الرجلين ، وهو دون الفَحَج ، إِلاَّ أَن الأَرْوح تتباعَدُ صدورُ قدميه وتَتَدانى عَقِباه .
      وكل نعامة رَوْحاء ؛ قال أَبو ذؤيب : وزَفَّتِ الشَّوْلُ من بَرْدِ العَشِيِّ ، كما زَفَّ النَّعامُ إِلى حَفَّانِه الرُّوحِ وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَنه كان أَرْوَحَ كأَنه راكبٌ والناس يمشونَ ؛ الأَروَحُ : الذي تتدانى عَقِباه ويتباعد صدرا قدميه ؛ ومنه الحديث : لكأَنِّي أَنْظُرُ إِلى كِنانةَ بن عبدِ يالِيلَ قد أَقبلَ يضرِبُ دِرْعُه رَوْحَتَيْ رجليه .
      والرَّوَحُ : انقلابُ القَدَمِ على وَحْشِيِّها ؛ وقيل : هو انبساط في صدر القدم .
      ورجل أَرْوَحٌ ، وقد رَوِحَتْ قَدَمُه رَوَحاً ، وهي رَوْحاءُ .
      ابن الأَعرابي : في رجله رَوَحٌ ثم فَدَحٌ ثم عَقَلٌ ، وهو أَشدّها ؛ قال الليث : الأَرْوَحُ الذي في صدر قدميه انبساط ، يقولون : رَوِحَ الرجلُ يَرْوَحُ رَوَحاً .
      وقصعة رَوْحاءُ : قريبة القَعْر ، وإِناءٌ أَرْوَحُ .
      وفي الحديث : أَنه أُتيَ بقدح "

    المعجم: لسان العرب



معنى اروع في قاموس معاجم اللغة

معجم اللغة العربية المعاصرة
أراعَ يُريع، أَرِعْ، إراعةً، فهو مُريع، والمفعول مُراع • أراع فلانًا: راعه، أفزعه وخوَّفه "أراع عدوَّه- أراعني منظر القتال الشَّرس بين الطرفين".




ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: