وصف و معنى و تعريف كلمة اعاجم:


اعاجم: كلمة تتكون من خمس أحرف تبدأ بـ ألف (ا) و تنتهي بـ ميم (م) و تحتوي على ألف (ا) و عين (ع) و ألف (ا) و جيم (ج) و ميم (م) .




معنى و شرح اعاجم في معاجم اللغة العربية:



اعاجم

جذر [عجم]

  1. أَعاجِمُ: (اسم)
    • أَعاجِمُ : جمع أَعْجَمِيُّ
  2. أعاجِمُ: (اسم)
    • أعاجِمُ : جمع أعجمُ
,
  1. ظَهْرُ
    • ـ ظَهْرُ : خِلافُ البَطْنِ ، مُذَكَّرٌ ، ج : أظْهُرٌ وظُهُورٌ وظُهْرانٌ ، والرِّكابُ . والقِدْرُ القَديمةُ ، وموضع ، والمالُ الكثيرُ ، والفَخْرُ بالشيءِ ، والجانبُ القصيرُ من الرِّيشِ ، كالظُّهارِ ، ج : ظُهْرانٌ ، وطريقُ البَرِّ ، وما غَلُظَ من الأرضِ وارْتَفَعَ ، ولَفْظُ القُرْآنِ ، والبَطْنُ تأويلُه ، والحديثُ والخَبَرُ ، وما غابَ عنكَ ، وإِصابَةُ الظَّهْرِ بالضَّرْبِ ، والفِعْلُ ظَهَرَ ،
      ـ هم مُظْهِرونَ : لهم ظَهْرٌ ،
      ـ ظَهَرُ : الشِّكايَةُ من الظَّهْرِ ، ظهِرَ ، فهو ظَهيرٌ : وهو القَويُّ الظَّهْرِ ، كالمُظهَّرِ ، وقد ظَهَرَ ظَهَارَةً ، ومتاعُ البيتِ .
      ـ أعْطاهُ عن ظَهْرِ يدٍ : ابْتداءً بلا مُكافَأةٍ .
      ـ خفيفُ الظَّهْرِ : قليلُ العِيالِ ، وثَقِيلُه : كثيرُهُ .
      ـ هو على ظَهْرٍ : مُزْمِعٌ للسَّفَرِ .
      ـ أقرانُ الظَّهْرِ : الذين يُحِبُّونك من ورائكَ .
      ـ ظِهْرَةُ : العَوْنُ .
      ـ أبو رُهْمٍ أحْزابُ بنُ أُسَيْدٍ الظِّهْرِيُّ : صحابيُّ .
      ـ الحارثُ بنُ مُحَمَّرٍ الظِّهْرِيُّ : تابعيٌّ .
      ـ المُعافى بنُ عِمْرانَ الظِّهْرِيُّ : ضعيفٌ ،
      ـ ظاهِرُ : خِلافُ الباطِنِ ، ومن أسماءِ اللهِ تعالى ،
      ـ ظاهِرَةُ : أن تَرِدَ الإِبِلُ كلَّ يومٍ نِصفَ النهارِ ، والعينُ الجاحِظَةُ .
      ـ ظَواهِرُ : أشرافُ الأرضِ .
      ـ قُرَيشُ الظَّواهرِ : النازلونَ بِظهْرِ مكةَ .
      ـ البعيرُ الظِّهْرِيُّ : المُعَدُّ للحاجَةِ ، وقد ظَهَرَ به واسْتَظْهَرَه ، ج : ظَهارِيُّ ، مشدَّدةً ممنوعةً ، لأَنَّ ياءَ النّسْبَةِ ثابِتَةٌ في الواحدِ .
      ـ ظَهَرَ بِحاجتي وظَهَّرَها وأظْهَرَها واظَّهَرَها : جَعَلَهَا بِظَهْرٍ ، أي : وراءَ ظَهْرٍ ، واتَّخَذَها ظِهرِيًّا .
      ـ ظَهَرَ ظُهوراً : تَبَيَّنَ ، وقد أظْهَرْتُه ،
      ـ ظَهَرَ علَيَّ : أعانَني ،
      ـ ظَهَرَ به وظَهَرَ عليه : غَلَبَه ،
      ـ ظَهَرَ بِفُلان : أعْلَنَ به .
      ـ هو بيْنَ ظَهْرَيْهِم وظَهْرانَيْهِم ، وبَيْنَ أظْهُرِهِم : وسَطَهُم وفي مُعْظَمِهِم .
      ـ لَقِيتُه بَيْنَ الظَّهْرَينِ والظَّهْرَانَيْنِ : في اليَوْمَيْنِ أو الثلاثةِ .
      ـ ظُهْرُ : ساعةُ الزَّوالِ ،
      ـ ظُهْرَةُ : السُّلَحْفاةُ .
      ـ ظَهيرةُ : حَدُّ انْتِصافِ النهارِ ، أو إنما ذلك في القَيْظِ .
      ـ أظْهَرُوا : دَخَلوا فيها ، وسارُوا فيها ، كظَهَّرُوا .
      ـ تَظاهروا : تَدابَروا ، وتَعاوَنوا ، ضِدٌّ .
      ـ ظَهيرُ : المُعينُ ، كالظُّهْرَةِ والظِّهْرَةِ .
      ـ جاءَنا في ظُهْرَتِه وظِهْرَتِه ظَهَرَتِه وظاهِرَتِه : عَشيرته .
      ـ اسْتَظْهَرَ به : اسْتَعان .
      ـ قَرَأهُ من ظَهْرِ القَلْبِ : حِفْظاً بلا كِتابٍ ، وقَرَأهُ ظاهِراً ، واسْتَظْهَرَه .
      ـ أظْهَرْتُ على القرآنِ وأظْهَرْتُه : قرأتُه على ظَهْرِ لِساني .
      ـ ظِهارَةُ : نَقيضُ البِطانَة .
      ـ ظاهَرَ بينهما : طابَقَ .
      ـ ظِهارُ : قولُه لامرأتِه : أنتِ عليَّ كظَهْرِ أُمِّي ، وقد ظاهَرَ منها وتَظَهَّرَ وظَهَّرَ .
      ـ مَظْهَرُ : المَصْعَدُ .
      ـ ظَهارُ : ظاهِرُ الحَرَّةِ ،
      ـ ظُهارُ : الجَماعةُ .
      ـ ظُهارِيَّةُ : مِن أُخَذِ الصِّرَاعِ ، أو هي الشَّغْزَبِيَّةُ ، أو أن تَصْرَعَهُ على الظَّهْرِ ، ونَوْعٌ من النكاحِ .
      ـ أوْثَقَه الظُّهارِيَّةَ : كتَّفَه .
      ـ ظَهْرانُ : قرية بالبَحْرَيْنِ ، وجَبَلٌ بأطْرافِ القَنانِ ، ووادٍ قُرْبَ مكةَ يُضافُ إليه مَرٌّ .
      ـ مُظَهَّرُ : جَدُّ عبدِ الملِكِ بنِ قُرَيْبٍ الأَصْمَعِيِّ .
      ـ سَالَ وادِيهِمْ ظَهراً : من مَطَرِ أرضِهِم ، وسَالَ وادِيهِمْ دُرْأً : من مَطَرِ غيرِهِم .
      ـ أصَبْتُ مِنكَ مَطَرَ ظَهْرٍ : خَيْراً كثيراً .
      ـ لِصٌ عادِيْ ظَهْرٍ : عَدَا في ظَهْرٍ فَسَرقَه .
      ـ بَعيرٌ مُظْهِرٌ : هَجَمَتْه الظَّهيرَةُ .
      ـ هو يأكلُ على ظَهْرِ يدي : أُنْفِقُ عليه .
      ـ ظُهَيْرُ : ظُهَيْرُ بنُ رافعٍ الصحابِيُّ ، وجماعةٌ .
      ـ أبو ظُهَيْرٍ عبدُ اللهِ بنُ فارسٍ العُمَرِيُّ : شَيْخُ أبي عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيِّ .
      ـ ظَهِيْرُ : محمدُ بنُ الظَّهيرِ الإِرْبلِيُّ ، ومحمدُ بنُ إسماعِيلَ بنِ الظَّهِيرِ الحَمَوِي : محدِّثانِ .

    المعجم: القاموس المحيط



  2. أعاضه الله بولد عن الذي مات / أعاضه الله بولد من الذي مات
    • عاضه ، أعطاه إيّاه بدلَ ما ذهب منه :- أعاضه اللهُ بأفضَلَ ممّا فقد - أعاضه بمبلغٍ عن يده التي فقدها .

    المعجم: عربي عامة

  3. أعاذه بالله
    • عوّذه ، حصَّنه به ، ودعا اللهَ أن يحفظه :- { وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } :- ° أُعيذك بالله

    المعجم: عربي عامة

  4. أعاشه الله زمنا طويلا
    • جعله يعيش ووفَّر له أسبابَ العَيْش :- أعاشه في جحيم - أعاشه ولدُه في سعادة - أعاشته زوجتُه في رضًى وقناعة .

    المعجم: عربي عامة



  5. وعِيَ
    • وعِيَ يعَى ، عَ / عَهْ ، وَعْيًا ، فهو واعٍ :-
      وعِي فلانٌ انتبه من نوْمه أو غفْلتِه :- وعِي من إهماله / سُكْره .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  6. وعَى
    • وعَى يعِي ، عِ / عِهْ ، وَعْيًا ، فهو واعٍ ، والمفعول مَوْعِيّ ( للمتعدِّي ) :-
      • وعَتِ الأُذُنُ سَمِعت . • وعَى الزيْتَ في الجَرَّة : جمَعه فيها :- وعَى خمرًا في قارورة ، - وعى قَمْحًا في كيس .
      وعَى الشّخصُ الأمرَ : أدركه على حقيقته :- وعى أهميّة المشروع ، - وعَوْا كُنْهَ الموضوع :-
      • الوعْي القوميّ : الشُّعور القوميّ ، القوميَّة ، - عقلٌ لا واعٍ : عقل باطن ، لا شعوريّ .
      وعَى الشّخصُ حديثًا : حَفِظهُ وقبِلَهُ وفَهِمَه وتدبَّره :- { وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةًٌ } :-? لا يعي ما يقول : أي في غيبوبة .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  7. أظهره على الأمر
    • أطلعه عليه :- أظهر صديقَه على السرِّ - { وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ }.

    المعجم: عربي عامة

  8. أظهره على عدوّه
    • نصره وأعلاه ، أعانه عليه :- أظهر اللهُ المسلمين على الكافرين - { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ }.


    المعجم: عربي عامة

  9. ‏ الإظهار ‏
    • ‏ الإظهار لغة ؛ البيان والإيضاح واصطلاحا ؛ إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر ‏

    المعجم: مصطلحات فقهية

  10. إظهر
    • إظهر - اظهارا
      1 - إظهر الشيء : جعلها وراء ظهره

    المعجم: الرائد

  11. ‏ الإظهار الشفوي ‏
    • ‏ الإظهار الشفوي لغة ؛ البيان والإيضاح . واصطلاحا ؛ إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر . ‏


    المعجم: مصطلحات فقهية

  12. ظهر
    • " الظَّهْر من كل شيء : خِلافُ البَطْن .
      والظَّهْر من الإِنسان : من لَدُن مُؤخَّرِ الكاهل إِلى أَدنى العجز عند آخره ، مذكر لا غير ، صرح بذلك اللحياني ، وهو من الأَسماء التي وُضِعَت مَوْضِعَ الظروف ، والجمع أَظْهُرٌ وظُهور وظُهْرانٌ .
      أَبو الهيثم : الظَّهْرُ سِتُّ فقارات ، والكاهلُ والكَتَِدُ ستُّ فقارات ، وهما بين الكتفين ، وفي الرَّقبَة ست فقارات ؛ قال أَبو الهيثم : الظَّهْر الذي هو ست فِقَرٍ يكْتَنِفُها المَتْنانِ ، قال الأَزهري : هذا في البعير ؛ وفي حديث الخيل : ولم يَنْسَ حقَّ الله في رِقابِها ولا ظُهورها ؛ قال ابن الأَثير : حَقُّ الظهورِ أَن يَحْمِلَ عليها مُنْقَطِعاً أَو يُجاهدَ عليها ؛ ومنه الحديث الآخر : ومِنْ حَقِّها إِفْقارُ ظَهْرِها .
      وقَلَّبَ الأَمرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ : أَنْعَمَ تَدْبِيرَه ، وكذلك يقول المُدَبِّرُ للأَمر .
      وقَلَّبَ فلان أَمْره ظهراً لِبَطْنٍ وظهرَه لِبَطْنه وظهرَه لِلْبَطْنِ ؛ قال الفرزدق : كيف تراني ، قالباً مِجَنّي ، أَقْلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه لِلْبَطْنِ وإِنما اختار الفرزدق ههنا لِلْبَطْنِ على قوله لِبَطْنٍ لأَن قوله ظَهْرَه معرفة ، فأَراد أَن يعطف عليه معرفة مثله ، وإِن اختلف وجه التعريف ؛ قال سيبويه : هذا باب من الفعل يُبْدَل فيه الآخر من الأَول يَجْرِي على الاسم كما يَجْرِي أَجْمعون على الاسم ، ويُنْصَبُ بالفعل لأَنه مفعول ، فالبدل أَن يقول : ضُرب عبدُالله ظَهرهُ وبَطنُه ، وضُرِبَ زَيدٌ الظهرُ والبطنُ ، وقُلِبَ عمرو ظَهْرُه وبطنُه ، فهذا كله على البدل ؛ قال : وإِن شئت كان على الاسم بمنزلة أَجمعين ، يقول : يصير الظهر والبطن توكيداً لعبدالله كما يصير أَجمعون توكيداً للقوم ، كأَنك قلت : ضُرِبَ كُلّه ؛ قال : وإِن شئت نصبت فقلت ضُرِب زيدٌ الظَّهرَ والبطنَ ، قال : ولكنهم أَجازوا هذا كما أَجازوا دخلت البيتَ ، وإِنما معناه دخلت في البيت والعامل فيه الفعل ، قال : وليس المنتصبُ ههنا بمنزلة الظروف لأَنك لو قلت : هو ظَهْرَه وبطَنْهَ وأَنت تعني شيئاً على ظهره لم يجز ، ولم يجيزوه في غير الظَّهْر والبَطْن والسَّهْل والجَبَلِ ، كما لم يجز دخلتُ عبدَالله ، وكما لم يجز حذف حرف الجر إِلاَّ في أَماكن مثل دخلت البيتَ ، واختص قولهم الظهرَ والبطنَ والسهلَ والجبلَ بهذا ، كما أَن لَدُنْ مع غُدْوَةٍ لها حال ليست في غيرها من الأَسماء .
      وقوله ، صلى الله عليه وسلم : ما نزول من القرآن آية إِلاَّ لها ظَهْرٌ بَطْنٌ ولكل حَرْفٍ حَدٌّ ولكل حَدّ مُطَّلَعٌ ؛ قال أَبو عبيد :، قال بعضهم الظهر لفظ القرآن والبطن تأْويله ، وقيل : الظهر الحديث والخبر ، والبطن ما فيه من الوعظ والتحذير والتنبيه ، والمُطَّلَعُ مَأْتى الحد ومَصْعَدُه ، أَي قد عمل بها قوم أَو سيعملون ؛ وقيل في تفسير قوله لها ظَهْرٌ وبَطْن قيل : ظهرها لفظها وبطنها معناها وقيل : أَراد بالظهر ما ظهر تأْويله وعرف معناه ، وبالبطن ما بَطَنَ تفسيره ، وقيل : قِصَصُه في الظاهر أَخبار وفي الباطن عَبْرَةٌ وتنبيه وتحذير ، وقيل : أَراد بالظهر التلاوة وبالبطن التفهم والتعلم .
      والمُظَهَّرُ ، بفتح الهاء مشددة : الرجل الشديد الظهر .
      وظَهَره يَطْهَرُه ظَهْراً : ضرب ظَهْره .
      وظَهِرَ ظَهَراً : اشتكى ظَهْره .
      ورجل ظَهِيرٌ : يشتكي ظَهْرَه .
      والظَّهَرُ : مصدر قولك ظَهِرَ الرجل ، بالكسر ، إِذا اشتكى ظَهْره .
      الأَزهري : الظُّهارُ وجع الظَّهْرِ ، ورجل مَظْهُورٌ .
      وظَهَرْتُ فلاناً : أَصبت ظَهْره .
      وبعير ظَهِير : لا يُنْتَفَع بظَهْره من الدَّبَرِ ، وقيل : هو الفاسد الظَّهْر من دَبَرٍ أَو غيره ؛ قال ابن سيده : رواه ثعلب .
      ورجل ظَهيرٌ ومُظَهَّرٌ : قويُّ الظَّهْرِ ورجل مُصَدَّر : شديد الصَّدْر ، ومَصْدُور : يشتكي صَدْرَه ؛ وقيل : هو الصُّلْبُ الشديد من غير أَن يُعَيَّن منه ظَهْرٌ ولا غيره ، وقد ظَهَرَ ظَهَارَةً .
      ورجل خفيف الظَّهْر : قليل العيال ، وثقيل الظهر كثير العيال ، وكلاهما على المَثَل .
      وأَكَل الرجُل أَكْلَةً ظَهَرَ منها ظَهْرَةً أَي سَمِنَ منها .
      قال : وأَكل أَكْلَةً إِن أَصبح منها لناتياً ، ولقد نَتَوْتُ من أَكلة أَكلتها ؛ يقول : سَمِنْتُ منها .
      وفي الحديث : خَيْرُ الصدقة ما كان عن ظَهْرِ غِنى أَي ما كان عَفْواً قد فَضَلَ عن غنًى ، وقيل : أَراد ما فَضَلَ عن العِيَال ؛ والظَّهْرُ قد يزاد في مثل هذا إِشباعاً للكلام وتمكيناً كأَنَّ صدقته إِلى ظَهْرٍ قَويٍّ من المال .
      قال مَعْمَرٌ : قلتُ لأَيُّوبَ ما كان عن ظَهْرِ غِنًى ، ما ظَهْرُ غِنًى ؟، قال أَيوب : ما كان عن فَضْلِ عيال .
      وفي حديث طلحة : ما رأَيتُ أَحداً أَعطى لجَزِيلٍ عن ظَهْرِ يَدٍ من طَلْحَةَ ، قيل : عن ظهر يَدٍ ابْتدَاءً من غير مكافأَة .
      وفلانٌ يأْكل عن ظَهْرِ يد فُلانٍ إِذا كان هو يُنْفِقُ عليه .
      والفُقَراء يأْكلون عن ظَهْرِ أَيدي الناس .
      قال الفراء : العرب تقول : هذا ظَهْرُ السماء وهذا بَطْنُ السَّمَاءِ لظاهرها الذي تراه .
      قال الأَزهري : وهذا جاء في الشيء ذي الوجهين الذي ظَهْرُه كَبَطْنه ، كالحائط القائم لما وَلِيَك يقال بطنُه ، ولما وَلِيَ غَيْرَك ظَهْرُه .
      فأَما ظِهارَة الثوب وبِطانَتُه ، فالبطانَةُ ما وَلِيَ منه الجسدَ وكان داخلاً ، والظِّهارَةُ ما علا وظَهَرَ ولم يَل الجسدَ ؛ وكذلك ظِهارَة البِسَاطِ ؛ وبطانته مما يلي الأَرضَ .
      ويقال : ظَهَرْتُ الثوبَ إِذا جعلتَ له ظِهَارَة وبَطَنْتُه إذا جعلتَ له بِطانَةً ، وجمع الظِّهارَة ظَهَائِر ، وجمع البِطَانَةَ بَطَائِنُ والظِّهَارَةُ ، بالكسر : نقيض البِطانة .
      وَظَهَرْتُ البيت : عَلَوْتُه .
      وأَظْهَرْتُ بفلان : أَعليت به .
      وتظاهر القومُ : تَدابَرُوا كأَنه ولَّى كُلُّ واحد منهم ظَهْرَه إِلى صاحبه .
      وأَقْرانُ الظَّهْرِ : الذين يجيئونك من ورائك أَو من وراء ظَهْرِك في الحرب ، مأْخوذ من الظَّهْرِ ؛ قال أَبو خِراشٍ : لكانَ جَمِيلٌ أَسْوَأَ الناسِ تِلَّةً ، ولكنّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مَقاتِلُ الأَصمعي : فلان قِرْنُ الظَّهْر ، وهو الذي يأْتيه من ورائه ولا يعلم ؛ قال ذلك ابن الأَعرابي ، وأَنشد : فلو كان قِرْني واحداً لكُفِيتُه ، ولكنَّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مِقاتِلُ وروي ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده : فلو أَنَّهُمْ كانوا لقُونا بِمثْلِنَا ، ولَكنَّ أَقْرانَ الظُّهورِ مُغالِب ؟

      ‏ قال : أَقران الظهور أَن يتظاهروا عليه ، إِذا جاء اثنان وأَنت واحد غلباك .
      وشَدَّه الظُّهاريَّةَ إِذا شَدَّه إِلى خَلْف ، وهو من الظَّهْر .
      ابن بُزُرج .
      أَوْثَقَهُ الظُّهارِيَّة أَي كَتَّفَه .
      والظَّهْرُ : الرِّكابُ التي تحمل الأَثقال في السفر لحملها إِياها على ظُهُورها .
      وبنو فلان مُظْهِرون إِذا كان لهم ظَهْر يَنْقُلُون عليه ، كما يقال مُنْجِبُون إِذا كانوا أَصحاب نَجائِبَ .
      وفي حديث عَرْفَجَة : فتناول السيف من الظَّهْر فَحذَفَهُ به ؛ الظَّهْر : الإِبل التي يحمل عليها ويركب .
      يقال : عند فلان ظَهْر أَي إِبل ؛ ومنه الحديث : أَتأْذن لنا في نَحْر ظَهْرنا ؟ أَي إبلنا التي نركبها ؛ وتُجْمَعُ على ظُهْران ، بالضم ؛ ومنه الحديث : فجعل رجالٌ يستأْذنونه في ظُهْرانهم في عُلْوِ المدينة .
      وفلانٌ على ظَهْرٍ أَي مُزْمِعٌ للسفر غير مطمئن كأَنه قد رَكِبَ ظَهْراً لذلك ؛ قال يصف أَمواتاً : ولو يَسْتَطِيعُون الرَّواحَ ، تَرَوَّحُوا معي ، أَو غَدَوْا في المُصْبِحِين على ظَهْرِ والبعير الظَّهْرِيُّ ، بالكسر : هو العُدَّة للحاجة إِن احتيج إِليه ، نسب إِلى الظَّهْر نَسَباً على غير قياس .
      يقال : اتَّخِذْ معك بعيراً أَو بعيرين ظِهْرِيَّيْنِ أَي عُدَّةً ، والجمع ظَهارِيُّ وظَهَارِيُّ ، وفي الصحاح : ظَهِارِيُّ غير مصروف لأَن ياء النسبة ثابتة في الواحد .
      وبَعير ظَهِيرٌ بَيِّنُ الظَّهارَة إِذا كان شديداً قويّاً ، وناقة ظهيره .
      وقال الليث : الظَّهِيرُ من الإِبل القوي الظَّهْر صحيحه ، والفعل ظَهَرَ ظَهارَةً .
      وفي الحديث : فَعَمَدَ إِلى بعير ظَهِير فأَمَرَ به فَرُحِلَ ، يعني شديد الظهر قويّاً على الرِّحْلَةِ ، وهو منسوب إِلى الظَّهْرِ ؛ وقد ظَهَّر به واسْتَظَهْرَهُ .
      وظَهَرَ بحاجةِ وظَهَرَّها وأَظْهَرها : جعلها بظَهْرٍ واستخف بها ولم يَخِفَّ لها ، ومعنى هذا الكلام أَنه جعل حاجته وراء ظَهْرِه تهاوناً بها كأَنه أَزالها ولم يلتفت إِليها .
      وجعلها ظِهْرِيَّةً أَي خَلْفَ ظَهْر ، كقوله تعالى : فَنَبذُوه ورَاء ظُهُورِهم ، بخلاف قولهم وَاجَهَ إِرادَتَهُ إِذا أَقْبَلَ عليها بقضائها ، وجَعَلَ حاجَتَه بظَهْرٍ كذلك ؛ قال الفرزدق : تَمِيمُ بنَ قَيْسٍ لا تَمُونَنَّ حاجَتِي بظَهْرٍ ، فلا يَعْيا عَليَّ جَوابُها والظِّهْرِيُّ : الذي تَجْعَلُه بظَهْر أَي تنساه .
      والظِّهْرِيُّ : الذي تَنْساه وتَغْفُلُ عنه ؛ ومنه قوله : واتَّخَذْتَمُوه وراءكم ظِهْرِيّاً ؛ أَي لم تَلْتَفِتوا إِليه .
      ابن سيده : واتخذ حاجته ظِهْرِيّاً اسْتَهان بها كأَنه نَسَبها إِلى الظَّهْر ، على غير قياس ، كم ؟

      ‏ قالوا في النسب إِلى البَصْرَة بِصْريُّ .
      وفي حديث علي ، عليه السلام : اتَّخَذْتُموه وَرَاءَكم ظِهْرِيّاً حت شُنَّتْ عليكم الغاراتُ أَي جعلتموه وراء ظهوركم ، قال : وكسر الظاء من تغييرات النَّسَب ؛ وقال ثعلب في قوله تعالى : واتخذتموه وراءكم ظِهْرِيّاً : نَبَذْتُمْ ذكر الله وراء ظهوركم ؛ وقال الفراء : يقول تركتم أَمر الله وراء ظهوركم ، يقول شعيب ، عليه السلام : عَظَّمْتُمْ أَمْرَ رَهْطي وتركتم تعظيم الله وخوفه .
      وقال في أَثناء الترجمة : أَي واتخذتم الرهط وراءكم ظِهْرِيّاً تَسْتَظْهِرُون بع عليَّ ، وذلك لا ينجيكم من الله تعالى .
      يقال : اتخذ بعيراً ظِهْرِيّاً أَي عُدَّةً .
      ويقال للشيء الذي لا يُعْنَى به : قد جعلت هذا الأَمر بظَهْرٍ ورَميته بظَهْرٍ .
      وقولهم .
      ولا تجعل حاجتي بظَهْر أَي لا تَنْسَها .
      وحاجتُه عندك ظاهرةٌ أَي مُطَّرَحَة وراء الظَّهْرِ .
      وأَظْهَرَ بحاجته واظَّهَرَ : جعلها وراء ظَهْرِه ، أَصله اظْتَهر .
      أَبو عبيدة : جعلت حاجته بظَهْرٍ أَي يظَهْرِي خَلْفِي ؛ ومنه قوله : واتخذتموه وراءكم ظِهْرِيّاً ، وهو استهانتك بحاجة الرجل .
      وجعلني بظَهْرٍ أَي طرحني .
      وظَهَرَ به وعليه يَظْهَرُ : قَوِيَ .
      وفي التنزيل العزيز : أَو الطِّفْل الذين لم يَظْهَروا على عَوْراتِ النساء ؛ أَي لم يبلغوا أَن يطيقوا إِتيانَ النساء ؛ وقوله : خَلَّفْتَنا بين قَوْمَ يَظْهَرُون بنا ، أَموالُهُمْ عازِبٌ عنا ومَشْغُولُ هو من ذلك ؛ قال ابن سيده : وقد يكون من قولك ظَهَرَ به إِذا جعله وراءه ،
      ، قال : وليس بقوي ، وأَراد منها عازب ومنها مشغول ، وكل ذلك راجع إِلى معنى الظَّهْر .
      وأَما قوله عز وجل : ولا يُبْدِينَ زِينتهنَّ إِلاَّ ما ظهر منها ؛ روي الأَزهري عن ابن عباس ، قال : الكَفُّ والخاتَمُ والوَجْهُ ، وقالت عائشة : الزينة الظاهرة القُلْبُ والفَتَخة ، وقال ابن مسعود : الزينة الظاهرة الثياب .
      والظَّهْرُ : طريق البَرِّ .
      ابن سيده : وطريق الظَّهْره طريق البَرِّ ، وذلك حين يكون فيه مَسْلَك في البر ومسلك في البحر .
      والظَّهْرُ من الأَرض : ما غلظ وارتفع ، والبطن ما لانَ منها وسَهُلَ ورَقَّ واطْمأَنَّ .
      وسال الوادي ظَهْراً إذا سال بمَطَرِ نفسه ، فإن سال بمطر غيره قيل : سال دُرْأً ؛ وقال مرة : سال الوادي ظُهْراً كقولك ظَهْراً ؛ قال الأَزهري : وأَحْسِبُ الظُّهْر ، بالضم ، أَجْودَ لأَنه أَنشد : ولو دَرَى أَنَّ ما جاهَرتَني ظُهُراً ، ما عُدْتُ ما لأْلأَتْ أَذنابَها الفُؤَرُ وظَهَرت الطيرُ من بلد كذا إِلى بلد كذا : انحدرت منه إِليه ، وخص أَبو حنيفة به النَّسْرَ فقال يَذْكُر النُّسُورَ : إِذا كان آخر الشتاء ظَهَرَتْ إِلى نَجْدٍ تَتَحيَّنُ نِتاجَ الغنم فتأْكل أَشْلاءَها .
      وفي كتاب عمر ، رضي الله عنه ، إِلى أَبي عُبيدة : فاظْهَرْ بمن معك من المسلمين إِليها يعني إِلى أَرض ذكرها ، أَي أَخْرُجُ بهم إِلى ظاهرها وأَبْرِزْهم .
      وفي حديث عائشة : كان يصلي العَصْر في حُجْرتي قبل أَن تظهر ، تعني الشمس ، أَي تعلو السَّطْحَ ، وفي رواية : ولم تَظْهَر الشمسُ بَعْدُ من حُجْرتها أَي لم ترتفع ولم تخرج إِلى ظَهْرها ؛ ومنه قوله : وإِنا لَنَرْجُو فَوْقَ ذلك مَظْهَرا يعني مَصْعَداً .
      والظاهِرُ : خلاف الباطن ؛ ظَهَرَ يَظْهَرُ ظُهُوراً ، فهو ظاهر وظهِير ؛ قال أَبو ذؤيب : فإِنَّ بَنِي لِحْيَانَ ، إِمَّا ذَكَرْتُهُم ، ثَناهُمْ ، إِذا أَخْنَى اللِّئامُ ، ظَهِيرُ ويروى طهير ، بالطاء المهملة .
      وقوله تعالى : وذَروا ظاهِرَ الإِثم وباطِنَه ؛ قيل : ظاهره المُخالَّةُ على جهة الرِّيبَةِ ، وباطنه الزنا ؛ قال الزجاج : والذي يدل عليه الكلام ، والله أَعلم ، أَن المعنى اتركوا الإِثم ظَهْراً وبَطْناً أَي لا تَقْرَبُوا ما حرم الله جَهْراً ولا سرّاً .
      والظاهرُ : من أَسماء الله عز وجل ؛ وفي التنزيل العزيز : هو الأَوّل والآخر والظاهر والباطن ؛ قال ابن الأَثير : هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه ؛ وقيل : عُرِفَ بطريق الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أَفعاله وأَوصافه .
      وهو نازل بين ظَهْرٍيْهم وظَهْرانَيْهِم ، بفتح النون ولا يكسر : بين أَظْهُرِهم .
      وفي الحديث : فأَقاموا بين ظَهْرانيهم وبين أَظْهرهم ؛ قال ابن الأَثير : تكررت هذه اللفظة في الحديث والمراد بها أَنهم أَقاموا بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد لهم ، وزيدت فيه أَلف ونون مفتوحة تأْكيداً ، ومعناه أَن ظَهْراً منهم قدامه وظهراً وراءه فهو مَكْنُوف من جانبيه ، ومن جوانبه إِذا قيل بين أَظْهُرِهم ، ثم كثر حتى استعمل في الإِقامة بين القوم مطلقاً .
      ولقيته بين الظَّهْرَيْنِ والظَّهْرانَيْنِ أَي في اليومين أَو الثلاثة أَو في الأَيام ، وهو من ذلك .
      وكل ما كان في وسط شيء ومُعْظَمِه ، فهو بين ظَهْرَيْه وظَهْرانَيْه .
      وهو على ظَهْرِ الإِناء أَي ممكن لك لا يحال بينكما ؛ عن ابن الأَعرابي .
      الأَزهري عن الفراء : فلانٌ بين ظَهْرَيْنا وظَهْرانَيْنا وأَظهُرِنا بنعنى واحد ، قال : ولا يجوز بين ظَهْرانِينا ، بكسر النون .
      ويقال : رأَيته بين ظَهْرانَي الليل أَي بين العشاء إِلى الفجر .
      قال الفراء : أَتيته مرة بين الظَّهْرَيْنِ يوماً في الأَيام .
      قال : وقال أَبو فَقْعَسٍ إِنما هو يوم بين عامين .
      ويقال للشيء إِذا كان في وسط شيء : هو بين ظَهْرَيْه وظَهْرانَيْه ؛ وأَنشد : أَلَيْسَ دِعْصاً بَيْنَ ظَهْرَيْ أَوْعَسا والظَّواهِرُ : أَشراف الأَرض .
      الأَصمعي : يقال هاجَتْ ظُهُورُ الأَرض وذلك ما ارتفع منها ، ومعنى هاجَتْ يَبِسَ بَقْلُها .
      ويقال : هاجَتْ ظَواهِرُ الأَرض .
      ابن شميل : ظاهر الجبل أَعلاه ، وظاهِرَةُ كل شيء أَعلاه ، استوى أَو لم يستو ظاهره ، وإِذا علوت ظَهْره فأَنت فَوْقَ ظاهِرَته ؛ قال مُهَلْهِلٌ : وخَيْل تَكَدَّسُ بالدَّارِعِين ، كَمْشيِ الوُعُولِ على الظَّاهِره وقال الكميت : فَحَلَلْتَ مُعْتَلِجَ البِطا حِ ، وحَلَّ غَيْرُك بالظَّوَاهِر ؟

      ‏ قال خالد بن كُلْثُوم : مُعْتَلِجُ البطاح بَطْنُ مكة والبطحاء الرمل ، وذلك أَن بني هاشم وبني أُمية وسادة قريش نُزول ببطن مكة ومن كان دونهم فهم نزول بظواهر جبالها ؛ ويقال : أَراد بالظواهر أَعلى مكة .
      وفي الحديث ذِكر قريشِ الظَّواهِرِ ، وقال ابن الأَعرابي : قُرَيْشُ الظواهرِ الذين نزلوا بظُهور جبال مكة ، قال : وقُرَيْشُ البِطاحِ أَكرمُ وأَشرف من قريش الظواهر ، وقريش البطاح هم الذين نزلوا بطاح مكة .
      والظُّهارُ : الرّيشُ .
      قال ابن سيده : الظُّهْرانُ الريش الذي يلي الشمس والمَطَرَ من الجَناح ، وقيل : الظُّهار ، بالضم ، والظُّهْران من ريش السهم ما جعل من ظَهْر عَسِيبِ الريشة ، هو الشَّقُّ الأَقْصَرُ ، وهو أَجود الريش ، الواحد ظَهْرٌ ، فأَما ظُهْرانٌ فعلى القياس ، وأَما ظُهار فنادر ؛ قال : ونظيره عَرْقٌ وعُراقٌ ويوصف به فيقال رِيشٌ ظُهارٌ وظُهْرانٌ ، والبُطْنانُ ما كان من تحت العَسِيب ، واللُّؤَامُ أَن يلتقي بَطْنُ قُذَّةٍ وظَهرُ أُخْرَى ، وهو أَجود ما يكون ، فإِذا التقى بَطْنانِ أَو ظَهْرانِ ، فهو لُغابٌ ولَغْبٌ .
      وقال الليث : الظُّهارُ من الريش هو الذي يظهر من ريش الطائر وهو في الجناح ، قال : ويقال : الظُّهارُ جماعة واحدها ظَهْرٌ ، ويجمع على الظُّهْرانِ ، وهو أَفضل ما يُراشُ به السهم فإِذا ريشَ بالبُطْنانِ فهو عَيْبٌ ، والظَّهْرُ الجانب القصير من الريش ، والجمع الظُّهْرانُ ، والبُطْنان الجانب الطويل ، الواحد بَطْنٌ ؛ يقال : رِشْ سَهْمَك بظُهْرانٍ ولا تَرِشْهُ ببُطْنانٍ ، واحدهما ظَهْر وبَطْنٌ ، مثل عَبْد وعُبْدانٍ ؛ وقد ظَهَّرت الريش السهمَ .
      والظَّهْرانِ : جناحا الجرادة الأَعْلَيانِ الغليظان ؛ عن أَبي حنيفة .
      وقال أَبو حنيفة :، قال أَبو زياد : للقَوْسِ ظَهْرٌ وبَطْنٌ ، فالبطن ما يلي منها الوَتَر ، وظَهْرُها الآخرُ الذي ليس فيه وتَرٌ .
      وظاهَرَ بين نَعْلين وثوبين : لبس أَحدهما على الآخر وذلك إِذا طارق بينهما وطابقَ ، وكذلك ظاهَرَ بينَ دِرْعَيْن ، وقيل : ظاهَرَ الدرعَ لأَمَ بعضها على بعض .
      وفي الحديث : أَنه ظاهرَ بين دِرْعَيْن يوم أُحُد أَي جمع ولبس إِحداهما فوق الأُخرى ، وكأَنه من التظاهر لتعاون والتساعد ؛ وقول وَرْقاء بن زُهَير : رَأَيَتُ زُهَيْراً تحت كَلْكَلِ خالِدٍ ، فَجِئْتُ إِليه كالعَجُولِ أُبادِرُ فَشُلَّتْ يميني يَوْمَ أَضْرِبُ خالداً ، ويَمْنَعهُ مِنَّي الحديدُ المُظاهرُ إِنما عنى بالحديد هنا الدرع ، فسمى النوع الذي هو الدرع باسم الجنس الذي هو الحديد ؛ وقال أَبو النجم : سُبِّي الحَماةَ وادْرَهِي عليها ، ثم اقْرَعِي بالوَدّ مَنْكِبَيْها ، وظاهِري بِجَلِفٍ عليه ؟

      ‏ قال ابن سيده : هو من هذا ، وقد قيل : معناه اسْتَظْهِري ، قال : وليس بقوي .
      واسْتَظَهْرَ به أَي استعان .
      وظَهَرْتُ عليه : أَعنته .
      وظَهَرَ عَليَّ : أَعانني ؛ كلاهما عن ثعلب .
      وتَظاهرُوا عليه : تعاونوا ، وأَظهره الله على عَدُوِّه .
      وفي التنزيل العزيز : وإن تَظَاهَرَا عليه .
      وظاهَرَ بعضهم بعضاً : أَعانه ، والتَّظاهُرُ : التعاوُن .
      وظاهَرَ فلان فلاناً : عاونه .
      والمُظاهَرَة : المعاونة ، وفي حديث علي ، عليه السلام : أَنه بارَزَ يَوْمَ بَدْرٍ وظاهَرَ أَي نَصَر وأَعان .
      والظَّهِيرُ : العَوْنُ ، الواحد والجمع في ذلك سواء ، وإِنما لم يجمع ظَهِير لأَن فَعيلاً وفَعُولاً قد يستوي فيهما المذكر والمؤُنث والجمغ ، كما ، قال الله عز وجل : إِنَّا رسولُ رب العالمين .
      وفي التنزيل العزيز : وكان الكافرُ على ربه ظَهيراً ؛ يعني بالكافر الجِنْسَ ، ولذلك أَفرد ؛ وفيه أَيضاً : والملائكة بعد ذلك ظهير ؛ قال ابن سيده : وهذا كما حكاه سيبويه من قولهم للجماعة : هم صَدِيقٌ وهم فَرِيقٌ ؛ والظَّهِيرُ : المُعِين .
      وقال الفراء في قوله عز وجل : والملائكة بعد ذلك ظهير ، قال : يريد أَعواناً فقال ظَهِير ولم يقل ظُهَراء .
      قال ابن سيده : ولو ، قال قائل إِن الظَّهير لجبريل وصالح المؤمنين والملائكة كان صواباً ، ولكن حَسُنَ أَن يُجعَلَ الظهير للملائكة خاصة لقوله : والملائكة بعد ذلك ، أَي مع نصرة هؤلاء ، ظَهيرٌ .
      وقال الزجاج : والملائكة بعد ذلك ظهير ، في معنى ظُهَراء ، أَراد : والملائكة أَيضاً نُصَّارٌ للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَي أَعوان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كما ، قال : وحَسُنَ أُولئك رفيقاً ؛ أَي رُفَقاء ، فهو مثل ظَهِير في معنى ظُهَراء ، أَفرد في موضع الجمع كما أَفرده الشاعر في قوله : يا عاذِلاتي لا تَزِدْنَ مَلامَتِي ، إِن العَواذِلَ لَسْنَ لي بأَمِيرِ يعني لَسْنَ لي بأُمَراء .
      وأَما قوله عز وجل : وكان الكافر على ربه ظَهيراً ؛ قال ابن عَرفة : أَي مُظاهِراً لأَعداء الله تعالى .
      وقوله عز وجل : وظاهَرُوا على إِخراجكم ؛ أَي عاوَنُوا .
      وقوله : تَظَاهَرُونَ عليهم ؛ أَي تَتَعاونُونَ .
      والظِّهْرَةُ : الأَعْوانُ ؛ قال تميم : أَلَهْفِي على عِزٍّ عَزِيزٍ وظِهْرَةٍ ، وظِلِّ شَبابٍ كنتُ فيه فأَدْبرا والظُّهْرَةُ والظِّهْرَةُ : الكسر عن كراع : كالظَّهْرِ .
      وهم ظِهْرَةٌ واحدة أَي يَتَظَاهرون على الأَعداء وجاءنا في ظُهْرَته وظَهَرَتِه وظاهِرَتِهِ أَي في عشيرته وقومه وناهِضَتَهِ لذين يعينونه .
      وظَاهرَ عليه : أَعان .
      واسْتَظَهَره عليه : استعانه .
      واسْتَظَهْرَ عليه بالأَمر : استعان .
      وفي حديث علي ، كرّم الله وجهه : يُسْتَظْهَرُ بحُجَج الله وبنعمته على كتابه .
      وفلان ظِهْرَتي على فلان وأَنا ظِهْرَتُكَ على هذا أَي عَوْنُكَ الأَصمعي : هو ابن عمه دِنْياً فإِذا تباعد فهو ابن عمه ظَهْراً ، بجزم الهاء ، وأَما الظِّهْرَةُ فهم ظَهْرُ الرجل وأَنْصاره ، بكسر الظاء .
      الليث : رجل ظِهْرِيٌّ من أَهل الظَّهْرِ ، ولو نسبت رجلاً إِلى ظَهْرِ الكوفة لقلت ظِهْريٌّ ، وكذلك لو نسبت جِلْداً إِلى الظَّهْر لقالت جِلْدٌ ظِهْرِيٌّ .
      والظُّهُور : الظَّفَرُ بالسّيء والإِطلاع عليه .
      ابن سيده : الظُّهور الظفر ؛ ظَهَر عليه يَظْهَر ظُهُوراً وأَظْهَره الله عليه .
      وله ظَهْرٌ أَي مال من إِبل وغنم .
      وظَهَر بالشيء ظَهْراً : فَخَرَ ؛ وقوله : واظْهَرْ بِبِزَّتِه وعَقْدِ لوائِهِ أَي افْخَرْ به على غيره .
      وظَهَرْتُ به : افتخرت به وظَهَرْتُ عليه : يقال : ظَهَر فلانٌ على فلان أَي قَوِيَ عليه .
      وفلان ظاهِرٌ على فلان أَي غالب عليه .
      وظَهَرْتُ على الرجل : غلبته .
      وفي الحديث : فظَهَر الذين كان بينهم وبين رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، عَهْدٌ فَقَنَتَ شهراً بعد الركوع يدعو عليهم ؛ أَي غَلَبُوهم ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء في رواية ، قالوا : والأَشبه أَن يكون مُغَيَّراً كما جاء في الرواية الأُخرى : فَغَدَرُوا بهم .
      وفلان من وَلَدِ الظَّهْر أَي ليس منا ، وقيل : معناه أَنه لا يلتفت إِليهم ؛ قال أَرْطاةُ بنُ سُهَيَّة : فَمَنْ مُبْلِغٌ أَبْناءَ مُرَّةَ أَنَّنا وَجْدْنَا بَني البَرْصاءِ من وَلَدِ الظَّهْرِ ؟ أَي من الذين يَظْهَرُون بهم ولا يلتفتون إِلى أَرحامهم .
      وفلان لا يَظْهَرُ عليه أَحد أَي لا يُسَلِّم .
      والظَّهَرَةُ ، بالتحريك : ما في البيت من المتاع والثياب .
      وقال ثعلب : بيت حَسَنُ الظَّهَرَةِ والأَهَرَة ، فالظَّهَرَةُ ما ظَهَر منه ، والأَهَرَةُ ما بَطَنَ منه .
      ابن الأَعرابي : بيت حَسَنُ الأَهَرة والظَّهَرَةِ والعَقارِ بمعنى واحد .
      وظَهَرَةُ المال : كَثْرَتُه .
      وأَظْهَرَنَا الله على الأَمر : أَطْلَعَ .
      وقوله في التنزيل العزيز : فما استطاعُوا أَن يَظْهَرُوه ؛ أَي ما قَدَرُوا أَن يَعْلُوا عليه لارتفاعه .
      يقال : ظَهَرَ على الحائط وعلى السَّطْح صار فوقه .
      وظَهَرَ على الشيء إِذا غلبه وعلاه .
      ويقال : ظَهَرَ فلانٌ الجَبَلَ إِذا علاه .
      وظَهَر السَّطْحَ ظُهُوراً : علاه .
      وقوله تعالى : ومَعَارِجَ عليها يَظْهَرُونَ أَي يَعْلُون ، والمعارج الدَّرَجُ .
      وقوله عز وجل : فأَصْبَحُوا ظاهِرين ؛ أَي غالبين عالين ، من قولك : ظَهَرْتُ على فلان أَي عَلَوْتُه وغلبته .
      يقال : أَظْهَر الله المسلمين على الكافرين أَي أَعلاهم عليهم .
      والظَّهْرُ : ما غاب عنك .
      يقال : تكلمت بذلك عن ظَهْرِ غَيْبِ ، والظَّهْر فيما غاب عنك ؛ وقال لبيد : عن ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيسُ سَقَامُها ويقال : حَمَلَ فلانٌ القرآنَ على ظَهْرِ لسانه ، كما يقال : حَفِظَه عن ظَهْر قلبه .
      وفي الحديث : من قرأَ القرآن فاسْتَظْهره ؛ أَي حفظه ؛ تقول : قرأْت القرآن عن ظَهْرِ قلبي أَي قرأْته من حفظي .
      وظَهْرُ القَلْب : حِفْظُه عن غير كتاب .
      وقد قرأَه ظاهِراً واسْتَظْهره أَي حفظه وقرأَه ظاهِراً .
      والظاهرةُ : العَين الجاحِظَةُ .
      النضر : لعين الظَّاهرَةُ التي ملأَت نُقْرَة العَيْن ، وهي خلاف الغائرة ؛ وقال غيره : العين الظاهرة هي الجاحظة الوَحْشَةُ .
      وقِدْرٌ ظَهْرٌ : قديمة كأَنها تُلقى وراءَ الظَّهْرِ لِقِدَمِها ؛ قال حُمَيْدُ بن ثور : فَتَغَيَّرَتْ إِلاَّ دَعائِمَها ، ومُعَرَّساً من جَوفه ظَهْرُ وتَظَاهر القومُ ؛ تَدابَرُوا ، وقد تقدم أَنه التعاوُنُ ، فهو ضدّ .
      وقتله ظَهْراً أَي غِيْلَةً ؛ عن ابن الأَعرابي .
      وظَهَر الشيءُ بالفتح ، ظُهُوراً : تَبَيَّن .
      وأَظْهَرْتُ الشيء : بَيَّنْته .
      والظُّهور : بُدُوّ الشيء الخفيّ .
      يقال : أَظْهَرني الله على ما سُرِقَ مني أَي أَطلعني عليه .
      ويقال : فلان لا يَظْهَرُ عليه أَحد أَي لا يُسَلِّمُ عليه أَحد .
      وقوله : إِن يَظْهَرُوا عليكم ؛ أَي يَطَّلِعوا ويَعْثروُا .
      يقال : ظَهَرْت على الأَمر .
      وقوله تعالى : يَعْلَمون ظاهِراً من الحياة الدنيا ؛ أَي ما يتصرفون من معاشهم .
      الأَزهري : والظَّهَارُ ظاهرُ الحَرَّة .
      ابن شميل : الظُّهَارِيَّة أَن يَعْتَقِلَه الشَّغْزَبِيَّةَ فَيَصْرَعَه .
      يقال : أَخذه الظُّهارِيَّةَ والشَّغْزَبِيَّةَ بمعنًى .
      والظُّهْرُ : ساعة الزوال ، ولذلك قيل : صلاة الظهر ، وقد يحذفون على السَّعَة فيقولون : هذه الظُّهْر ، يريدون صلاة الظهر .
      الجوهري : الظهر ، بالضم ، بعد الزوال ، ومنه صلاة الظهر .
      والظَّهِيرةُ : الهاجرة .
      يقال : أَتيته حَدَّ الظَّهِيرة وحين قامَ قائم الظَّهِيرة .
      وفي الحديث ذكر صلاة الظُّهْر ؛ قال ابن الأَثير : هو اسم لنصف النهار ، سمي به من ظَهِيرة الشمس ، وهو شدّة حرها ، وقيل : أُضيفت إِليه لأَنه أَظْهَرُ أَوقات الصلوات للأَبْصارِ ، وقيل : أَظْهَرُها حَرّاً ، وقيل : لأَنها أَوَّل صلاة أُظهرت وصليت .
      وقد تكرر ذكر الظَّهِيرة في الحديث ، وهو شدّة الحرّ نصف النهار ، قال : ولا يقال في الشتاء ظهيرة .
      ابن سيده : الظهيرة حدّ انتصاف النهار ، وقال الأَزهري : هما واحد ، وقيل : إِنما ذلك في القَيْظِ مشتق .
      وأَتاني مُظَهِّراً ومُظْهِراً أَي في الظهيرة ، قال : ومُظْهِراً ، بالتخفيف ، هو الوجه ، وبه سمي الرجل مُظْهِراً .
      قال الأَصمعي : يقال أَتانا بالظَّهِيرة وأَتانا ظُهْراً بمعنى .
      ويقال : أَظْهَرْتَ يا رَجُلُ إِذا دخلت في حدّ الظُّهْر .
      وأَظْهَرْنا أَي سِرْنا في وقت الظُّهْر .
      وأَظْهر القومُ : دخلوا في الظَّهِيرة .
      وأَظْهَرْنا .
      دخلنا في وقت الظُّهْر كأَصْبَحْنا وأَمْسَيْنا في الصَّباح والمَساء ، ونجمع الظَّهيرة على ظَهائِرَ .
      وفي حديث عمر : أَتاه رجل يَشْكُو النِّقْرِسَ فقال : كَذَبَتْكَ الظَّهائِرُ أَي عليك بالمشي في الظَّهائِر في حَرِّ الهواجر .
      وفي التنزيل العزيز : وحين تُظْهِرونَ ؛ قال ابن مقبل : وأَظْهَرَ في عِلانِ رَقْدٍ ، وسَيْلُه عَلاجِيمُ ، لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ يعني أَن السحاب أَتى هذا الموضع ظُهْراً ؛ أَلا ترى أَن قبل هذا : فأَضْحَى له جِلْبٌ ، بأَكنافِ شُرْمَةٍ ، أَجَشُّ سِمَاكِيٌّ من الوَبْلِ أَفْصَحُ ويقال : هذا أَمرٌ ظاهرٌ عنك عارُه أَي زائل ، وقيل : ظاهرٌ عنك أَي ليس بلازم لك عَيْبُه ؛ قال أَبو ذؤيب : أَبى القَلْبُ إِلا أُمَّ عَمْرٍو ، فأَصْبَحتْ تحرَّقُ نارِي بالشَّكاةِ ونارُها وعَيَّرَها الواشُونَ أَنِّي أُحِبُّها ، وتلكَ شَكاةٌ ظاهرٌ عنكَ عارُها ومعنى تحرَّق ناري بالشكاة أَي قد شاعَ خبرِي وخبرُها وانتشر بالشَّكاة والذكرِ القبيح .
      ويقال : ظهرَ عني هذا العيبُ إِذا لم يَعْلَق بي ونبا عَنِّي ، وفي النهاية : إِذا ارتفع عنك ولم يَنَلْك منه شيء ؛ وقيل لابن الزبير : يا ابنَ ذاتِ النِّطاقَين تَعْييراً له بها ؛ فقال متمثلاً : وتلك شَكاة ظاهرٌ عنك عارُها أَراد أَن نِطاقَها لا يَغُصُّ منها ولا منه فيُعَيَّرا به ولكنه يرفعه فيَزيدُه نُبْلاً .
      وهذا أَمْرء أَنت به ظاهِرٌ أَي أَنت قويٌّ عليه .
      وهذا أَمر ظاهرٌ بك أَي غالب عليك .
      والظِّهارُ من النساء ، وظاهَرَ الرجلُ امرأَته ، ومنها ، مُظاهَرَةً وظِهاراً إِذا ، قال : هي عليّ كظَهْرِ ذاتِ رَحِمٍ ، وقد تَظَهَّر منها وتَظاهَر ، وظَهَّرَ من امرأَته تَظْهِيراً كله بمعنى .
      وقوله عز وجل : والذين يَظَّهَّرُون من نِسائهم ؛ قُرئ : يظاهِرُون ، وقرئ : يَظَّهَّرُون ، والأَصل يَتَظَهَّرُون ، والمعنى واحد ، وهو أَن يقول الرجل لامرأَته : أَنتِ عليّ كظَهْر أُمِّي .
      وكانت العرب تُطلِّق نسارها في الجاهلية بهذه الكلمة ، وكان الظِّهارُ في الجاهلية طلاقاً فلما جاء الإِسلام نُهوا عنه وأُوجبَت الكفَّارةُ على من ظاهَرَ من امرأَته ، وهو الظِّهارُ ، وأَصله مأْخوذ من الظَّهْر ، وإِنما خَصُّوا الظَّهْرَ دون البطن والفَخذِ والفرج ، وهذه أَولى بالتحريم ، لأَن الظَّهْرَ موضعُ الركوب ، والمرأَةُ مركوبةٌ إِذا غُشُيَت ، فكأَنه إِذا ، قال : أَنت عليّ كظَهْر أُمِّي ، أَراد : رُكوبُكِ للنكاح عليّ حرام كركُوب أُمي للنكاح ، فأَقام الظهر مُقامَ الركوب لأَنه مركوب ، وأَقام الركوبَ مُقام النكاح لأَن الناكح راكب ، وهذا من لَطِيف الاستعارات للكناية ؛ قال ابن الأَثير : قيل أَرادوا أَنتِ عليّ كبطن أُمي أَي كجماعها ، فكَنَوْا بالظهر عن البطن للمُجاورة ، قال : وقيل إِن إِتْيانَ المرأَة وظهرُها إِلى السماء كان حراماً عندهم ، وكان أَهلُ المدينة يقولون : إِذا أُتِيت المرأَةُ ووجهُها إِلى الأَرض جاء الولدُ أَحْولَ ، فلِقَصْدِ الرجل المُطَلِّق منهم إِلى التغليظ في تحريم امرأَته عليه شبَّهها بالظهر ، ثم لم يَقْنَعْ بذلك حتى جعلها كظَهْر أُمه ؛ قال : وإِنما عُدِّي الظهارُ بمن لأَنهم كانوا إِذا ظاهروا المرأَةَ تجَنّبُوها كما يتجنّبُونَ المُطَلَّقةَ ويحترزون منها ، فكان قوله ظاهَرَ من امرأَته أَي بعُد واحترز منها ، كما قيل : آلى من امرأَته ، لمَّا ضُمِّنَ معنى التباعد عدي بمن .
      وفي كلام بعض فقهاء أَهل المدينة : إِذا استُحيضت المرأَةُ واستمرّ بها الدم فإِنها تقعد أَيامها للحيض ، فإِذا انقضت أَيَّامُها اسْتَظْهَرت بثلاثة أَيام تقعد فيها للحيض ولا تُصلي ثم تغتسل وتصلي ؛ قال الأَزهري : ومعنى الاستظهار في قولهم هذا الاحتياطُ والاستيثاق ، وهو مأْخوذ من الظِّهْرِيّ ، وهو ما جَعَلْتَه عُدَّةً لحاجتك ، قال الأَزهري : واتخاذُ الظِّهْرِيّ من الدواب عُدَّةً للحاجة إِليه احتياطٌ لأَنه زيادة على قدر حاجة صاحبِه إِليه ، وإِنما الظِّهْرِيّ الرجلُ يكون معه حاجتُه من الرِّكاب لحمولته ، فيَحْتاطُ لسفره ويُعِدُّ بَعيراً أَو بعيرين أَو أَكثر فُرَّغاً تكون مُعدَّةً لاحتمال ما انقَطَع من ركابه أَو ظَلَع أَو أَصابته آفة ، ثم يقال : استَظْهَر ببعيرين ظِهْرِيّيْنِ محتاطاً بهما ثم أُقيم الاستظهارُ مُقامَ الاحتياط في كل شيء ، وقيل : سمي ذلك البعيرُ ظِهْرِيّاً لأَن صاحبَه جعلَه وراء ظَهْرِه فلم يركبه ولم يحمل عليه وتركه عُدّةً لحاجته إِن مَسَّت إِليه ؛ ومنه قوله عز وجل حكاية عن شعيب : واتَّخَذْتُمُوه وراءَكم ظِهْرِيّاً .
      وفي الحديث : أَنه أَمَرَ خُرّاصَ النخل أَن يَسْتَظْهِرُوا ؛ أَي يحتاطوا لأَرْبابها ويدَعُوا لهم قدرَ ما ينُوبُهم ويَنْزِل بهم من الأَضْياف وأَبناءِ السبيل .
      والظاهِرةُ من الوِرْدِ : أَن تَرِدَ الإِبلُ كلّ يوم نِصف النهار .
      ويقال : إِبِلُ فلان تَرِدُ الظاهرةَ إِذا ورَدَت كلَّ يوم نصف النهار .
      وقال شمر : الظاهرة التي تَرِدُ كلَّ يوم نصف النهار وتَصْدُرُ عند العصر ؛ يقال : شاؤُهم ظَواهِرُ ، والظاهرةُ : أَن تَردَ كل يوم ظُهْراً .
      وظاهرةُ الغِبِّ : هي للغنم لا تكاد تكون للإِبل ، وظاهرة الغِبِّ أَقْصَرُ من الغِبِّ قليلاً .
      وظُهَيْرٌ : اسم .
      والمُظْهِرُ ، بكسر الهاء : اسمُ رجل .
      ابن سيده : ومُظْهِرُ بنُ رَباح أَحدُ فُرْسان العرب وشُعرائهم .
      والظَّهْرانُ ومَرُّ الظَّهْرانِ : موضع من منازل مكة ؛ قال كثير : ولقد حَلَفْتُ لها يَمِيناً صادقاً بالله ، عند مَحارِم الرحمنِ بالراقِصات على الكلال عشيّة ، تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ العَرْمَضُ ههنا : صغارُ الأَراك ؛ حكاه ابن سيده عن أَبي حنيفة : وروى ابن سيرين : أَن أَبا موسى كَسَا في كفّارة اليمين ثوبَينِ ظَهْرانِيّاً ومُعَقَّداً ؛ قال النضر : الظَّهْرانيّ ثوبٌ يُجاءُ به مِن مَرِّ الظَّهْرانِ ، وقيل : هو منسوب إِلى ظَهْران قرية من قُرَى البحرين .
      والمُعَقَّدُ : بُرْدٌ من بُرود هَجَر ، وقد تكرر ذكر مَرّ الظَّهْران ، وهو واد بين مكة وعُسْفان ، واسم القرية المضافة إِليه مَرٌّ ، بفتح الميم وتشديد الراء ؛ وفي حديث النابغة الجعدي أَنه أَنشده ، صلى الله عليه وسلم : بَلَغْنا السماءَ مَجْدُنا وسَناؤنا ، وإِنّا لَنَرْجُو فوق ذلك مَظْهَرا فغَضِبَ وقال : إِلى أَين المَظْهرُ يا أَبا لَيْلى ؟، قال : إِلى الجنة يا رسول الله ، قال : أَجَلْ إِن شاء الله .
      المَظْهَرُ : المَصْعَدُ .
      والظواهر : موضع ؛ قال كثير عزة : عفَا رابِغٌ من أَهلِه فالظَّواهرُ ، فأَكْنافُ تُبْنى قد عَفَت ، فالأَصافِرُ "

    المعجم: لسان العرب

  13. عيب
    • " ابن سيده : العَابُ والعَيْبُ والعَيْبَةُ : الوَصْمة ‏ .
      ‏ قال سيبويه : أَمالوا العابَ تشبيهاً له بأَلف رَمَى ، لأَنها منقلبة عن ياء ؛ وهو نادر ؛ والجمع : أَعْيابٌ وعُـيُوبٌ ؛ الأَول عن ثعلب ؛

      وأَنشد : كَيْما أَعُدَّكُمُ لأَبْعَدَ منكُمُ ، * ولقد يُجاءُ إِلى ذوي الأَعْيابِ ورواه ابن الأَعرابي : إِلى ذوي الأَلباب ‏ .
      ‏ والـمَعابُ والـمَعِـيبُ : العَيْبُ ؛ وقول أَبي زُبَيْدٍ الطَّائيّ : إِذا اللَّثى رَقَـأَتْ بعدَ الكَرى وذَوَتْ ، * وأَحْدَثَ الرِّيقُ بالأَفْواه عَيَّابا يجوز فيه أَن يكون العَيَّابُ اسماً للعَيْبِ ، كالقَذَّافِ والجَبَّانِ ؛ ويجوز أَن يُريدَ عَيْبَ عَيَّابٍ ، فحَذَفَ المضاف ، وأَقام المضاف إِليه مُقامه ‏ .
      ‏ وعابَ الشيءُ والحائِطُ عَيْباً : صار ذا عَيْبٍ ‏ .
      ‏ وعِـبْتُه أَنا ، وعابه عَيْباً وعاباً ، وعَيَّبه وتَعَيَّبه : نَسَبه إِلى العَيب ، وجعله ذا عَيْبٍ ؛ يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى ؛ قال الأَعشى : وليس مُجِـيراً ، إِنْ أَتى الـحَيَّ خائفٌ ؛ * ولا قائِلاً ، إِلاَّ هُوَ الـمُتَعَيَّبا أَي ولا قائلاً القولَ الـمَعِـيبَ إِلاَّ هو ؛ وقال أَبو الهيثم في قوله تعالى : فأَرَدْتُ أَن أَعِـيبَها ؛ أَي أَجْعَلَها ذاتَ عَيْب ، يعني السفينةَ ؛ قال : والـمُجاوِزُ واللازم فيه واحد ‏ .
      ‏ ورجل عَيَّابٌ وعَيَّابة وعُيَبة : كثير العَيْبِ للناس ؛

      قال : اسْكُتْ ! ولا تَنْطِقْ ، فأَنْتَ خَيّابْ ، * كُلُّك ذو عَيْبٍ ، وأَنتَ عَيَّابْ وأَنشد ثعلب :، قال الجَواري : ما ذَهَبْتَ مَذْهَبا ، * وعِـبْنَني ولم أَكُنْ مُعَيَّبا وقال : وصاحِبٍ لي ، حَسَنِ الدُّعابه ، * ليس بذي عَيْبٍ ، ولا عَيَّابَه والمَعايبُ : العُيوبُ ‏ .
      ‏ وشيءٌ مَعِـيبٌ ومَعْيُوبٌ ، على الأَصل ‏ .
      ‏ وتقول : ما فيه مَعابة ومَعابٌ أَي عَيْبٌ ‏ .
      ‏ ويقال : موضعُ عَيْبٍ ؛ قال الشاعر : أَنا الرَّجُلُ الذي قد عِـبْتُموه ، * وما فيهِ لعَيَّابٍ مَعابُ لأَن الـمَفْعَلَ ، من ذواتِ الثلاثة نحو كالَ يَكِـيلُ ، إِن أُريد به الاسم ، مكسور ، والمصدرُ مفتوحٌ ، ولو فتحتَهما أَو كسرتَهما في الاسم والمصدر جميعاً ، لجازَ ، لأَن العرب تقول : الـمَسارُ والـمَسِيرُ ، والـمَعاشُ والـمَعِـيشُ ، والـمَعابُ والـمَعِـيبُ ‏ .
      ‏ وعابَ الماءُ : ثَقَبَ الشَّطَّ ، فخرج مُجاوزَه ‏ .
      ‏ والعَيْبة : وِعاءٌ من أَدَم ، يكون فيها المتاع ، والجمع عِـيابٌ وعِـيَبٌ ، فأَما عِـيابٌ فعلى القياس ، وأَما عِـيَبٌ فكأَنه إِنما جاءَ على جمع عِـيبة ، وذلك لأَنه مما سبيله أَن يأْتي تابعاً للكسرة ؛ وكذلك كلُّ ما جاءَ من فعله مما عينه ياء على فِعَلٍ ‏ .
      ‏ والعَيْبَةُ أَيضاً : زَبِـيل من أَدَم يُنْقَلُ فيه الزرعُ المحصودُ إِلى الجَرين ، في لغة هَمْدان ‏ .
      ‏ والعَيْبَةُ : ما يجعل فيه الثياب ‏ .
      ‏ وفي الحديث ، أَنه أَمْلى في كتابِ الصُّلْح بينه وبين كفار أَهل مكة بالـحُدَيْبية : لا إِغْلالَ ولا إِسلالَ ، وبيننا وبينهم عَيْبةٌ مَكفوفةٌ ‏ .
      ‏ قال الأَزهري : فسر أَبو عبيد الإِغْلالَ والإِسلالَ ، وأَعرضَ عن تفسير العَيْبة المكفُوفةِ ‏ .
      ‏ ورُوِيَ عن ابن الأَعرابي أَنه ، قال : معناه أَن بيننا وبينهم في هذا الصلح صَدْراً مَعْقُوداً على الوفاءِ بما في الكتاب ، نَقِـيّاً من الغِلِّ والغَدْرِ والخِداعِ ‏ .
      ‏ والـمَكْفُوفةُ : الـمُشرَجَةُ الـمَعْقُودة ‏ .
      ‏ والعربُ تَكني عن الصُّدُور والقُلُوب التي تَحْتوي على الضمائر الـمُخْفاةِ : بالعِـيابِ ‏ .
      ‏ وذلك أَن الرجلَ إِنما يَضَعُ في عَيْبَته حُرَّ مَتاعِه ، وصَوْنَ ثيابه ، ويَكتُم في صَدْرِه أَخَصَّ أَسراره التي لا يُحِبُّ شُيوعَها ، فسُمِّيت الصدور والقلوبُ عِـياباً ، تشبيهاً بعِـيابِ الثياب ؛ ومنه قول الشاعر : وكادَتْ عِـيابُ الوُدِّ منَّا ومِنكُمُ ، * وإِن قيلَ أَبناءُ العُمومَة ، تَصْفَرُ أَرادَ بعِـيابِ الوُدِّ : صُدُورَهم ‏ .
      ‏ قال الأَزهري وقرأْتُ بخَطِّ شَمِر : وإِنَّ بيننا وبينهم عَيْبَةً مَكْفُوفةً ‏ .
      ‏ قال : وقال بعضهم أَراد به : الشَّرُّ بيننا مَكْفُوف ، كما تُكَفُّ العَيْبةُ إِذا أُشرِجَتْ ؛ وقيل : أَراد أَن بينهم مُوادَعَةً ومُكافَّة عن الحرب ، تَجْريانِ مُجْرى الـمَوَدَّة التي تكون بين الـمُتَصافِـينَ الذين يَثِقُ بعضُهم ببعض ‏ .
      ‏ وعَيْبةُ الرجل : موضعُ سِرِّه ، على الـمَثل ‏ .
      ‏ وفي الحديث : الأَنصارُ كَرِشي وعَيْبَتي أَي خاصَّتي وموضعُ سِرِّي ؛ والجمع عِـيَبٌ مثل بَدْرَةٍ وبِدَرٍ ، وعِـيابٌ وعَيْباتٌ ‏ .
      ‏ والعِـيابُ : الـمِنْدَفُ ‏ .
      ‏ قال الأَزهري : لم أَسمعه لغير الليث ‏ .
      ‏ وفي حديث عائشة ، في إِيلاءِ النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، على نسائه ، قالت لعمر ، رضي اللّه عنهما ، لـمَّا لامَها : ما لي ولكَ ، يا ابنَ الخَطَّاب ، عليك بعَيْبَتِكَ أَي اشْتَغِلْ بأَهْلِكَ ودَعْني ‏ .
      ‏ والعائبُ : الخاثر من اللبن ؛ وقد عاب السِّقاءُ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  14. عيش
    • " العَيْشُ : الحياةُ ، عاشَ يَعِيش عَيْشاً وعِيشَةً ومَعِيشاً ومَعاشاً وعَيْشُوشةً .
      قال الجوهري : كلُّ واحد من قوله مَعاشاً ومَعِيشاً يصْلُح أَن يكون مصدراً وأَن يكون اسماً مثل مَعابٍ ومَعِيبٍ ومَمالٍ ومَمِيلٍ ، وأَعاشَه اللَّه عِيشةً راضيةً .
      قال أَبو دواد : وسأَله أَبوه ما الذي أَعاشَك بَعْدِي ؟ فأَجابه : أَعاشَني بَعْدَك وادٍ مُبْقِلُ ، آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسِلُ وعايَشَه : عاشَ مَعه كقوله عاشَره ؛ قال قَعْنب بن أُمّ صاحب : وقد عَلِمْتُ على أَنِّي أُعايِشُهُمْ ، لا نَبْرَحُ الدهرَ إِلا بَيْنَنا إِحَنُ والعِيشةُ : ضربٌ من العَيْش .
      يقال : عاشَ عِيشةَ صِدْق وعِيشةَ سَوءِ .
      والمَعاشُ والمَعِيشُ والمَعِيشةُ : ما يُعاشُ به ، وجمع المَعِيشة مَعايِشُ على القياس ، ومَعائِشُ على غير قياس ، وقد قُرِئَ بهما قوله تعالى : وجَعَلْنا لكم فيها مَعايِشَ ؛ وأَكثر القراء على ترك الهمز في معايش إِلا ما روي عن نافع فإِنه همَزها ، وجميع النحويين البصريين يزْعُمون أَن همزَها خطأٌ ، وذكروا أَن الهمزة إِنما تكون في هذه الياء إِذا كانت زائدة مثل صَحِيفة وصحائف ، فأَما مَعايشُ فمن العَيْش الياءُ أَصْليّةُ .
      قال الجوهري : جمعُ المَعِيشة مَعايشُ بلا همز إِذا جمعتها على الأَصل ، وأَصلها مَعْيِشةٌ ، وتقديرها مُفْعِلة ، والياءُ أَصلها متحركة فلا تنقلب في الجمع همزةً ، وكذلك مَكايِلُ ومَبايِعُ ونحوُها ، وإِن جمعتها على الفَرْع همزتَ وشبّهتَ مَفْعِلة بفَعِيلة كما همزت المَصائب لأَن الياء ساكنة ؛ قال الأَزهري في تفسير هذه الآية : ويحتمل أَن يكون مَعايش ما يَعِيشون به ، ويحتمل أَن يكون الوُصْلةَ إِلى ما يَعِيشون به ، وأُسنِد هذا القول إِلى أَبي إِسحق ، وقال المؤرّج : هي المَعِيشة .
      قال : والمَعُوشةُ لغة الأَزد ؛

      وأَنشد لحاجر بن الجَعْد (* قوله « لحاجر بن الجعد » كذا بالأصل ، وفي شرح القاموس : لحاجز ابن الجعيد .
      من الخِفِرات لا يُتْمٌ غَذاها ، ولا كَدُّ المَعُوشةِ والعِلا ؟

      ‏ قال أَكثر المفسرين في قوله تعالى : فإِنَّ له مَعِيشةً ضَنْكاً ، إِن المَعِيشةَ الضَّنْكَ عذابُ القبر ، وقيل : إِن هذه المعيشةَ الضنْك في نار جهنم ، والضَّنْكُ في اللغة الضِّيقُ والشدّة .
      والأَرض مَعاشُ الخلق ، والمَعاشُ مَظِنَّةُ المعيشة .
      وفي التنزيل : وجعَلْنا النهار مَعاشاً ؛ أَي مُلْتَمَساً للعَيْشِ .
      والتعَيُّشُ : تكلُّف أَسباب المَعِيشة .
      والمُتَعَيِّشُ : ذو البُلْغة من العَيْشِ .
      يقال : إِنهم ليَتَعَيّشُون إِذا كانت لهم بُلْغةٌ من العَيْش .
      ويقال : عَيْش بني فلان اللبَنُ إِذا كانوا يَعِيشون به ، وعيش آل فلان الخُبز والحَبّ ، وعَيْشُهم التمْرُ ، وربما سمَّوا الخبز عَيْشاً .
      والعائشُ : ذو الحالة الحسَنة .
      والعَيْش : الطعام ؛ يمانية .
      والعَيْش : المَطْعم والمَشْرب وما تكون به الحياة .
      وفي مثل : أَنْتَ مرَّةً عَيْشٌ ومرَّةً جَيْشٌ أَي تَنْفع مرّةً وتضُرّ أُخْرى ، وقال أَبو عبيد : معناه أَنت مرةً في عَيْشٍ رَخِيٍّ ومرّةً في جَيشٍ غَزِيٍّ .
      وقال ابن الأَعرابي لرجل : كيف فلان ؟، قال : عَيْشٌ وجَيْشٌ أَي مرة معي ومرّة عليَّ .
      وعائشةُ : اسمُ امرأَة .
      وبَنُو عائشةً : قبيلة من تيم اللات ، وعائشة مهموزة ولا تقل عَيْشة .
      قال ابن السكيت : تقول هي عائشة ولا تقل العَيْشة ، وتقول هي رَيْطة ولا تقل رائطة ، وتقول هو من بني عيِّذ اللَّه ولا تقل عائذ اللَّه .
      وقال الليث : فلان العائَشِيّ ولا تقل العَيْشي منسوب إِلى بني عائشة ؛

      وأَنشد : عَبْدَ بني عائشةَ الهُلابِعَا وعَيَّاشٌ ومُعَيَّشٌ : اسمان .
      "

    المعجم: لسان العرب

  15. عوذ
    • " عاذ به يَعُوذُ عَوْذاً وعِياذاً ومَعاذاً : لاذ فيه ولجأَ إِليه واعتصم .
      ومعاذَ اللهِ أَي عياذاً بالله .
      قال الله عز وجل : مَعَاذَ الله أَن نأْخذ إِلا مَن وجدَنا متاعنا عنده ؛ أَي نعوذ بالله معذاً أَن نأْخذ غير الجاني بجنايته ، نصبه على المصدر الذي أُريدَ به الفعل .
      وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه تزوّج امرأَة من العرب فلما أُدْخِلَتْ علي ؟

      ‏ قالت : أَعوذ بالله منك ، فقال : لقد عُذْتِ بمعاذ فالحقي بأَهلك .
      والمَعَاذ في هذا الحديث : الذي عَاذبه .
      والمَعَاذ : المصدر والمكان والزمان أَي قد لجأْت إِلى ملجإٍ ولُذْتِ بِمَلاذ .
      والله عز وجل معاذ من عاذ به وملجأُ من لجأَ إِليه .
      وقولهم : معاذ الله أَي أَعوذ بالله معاذاً ، بجعله بدلاً من اللفظ بالفعل لأَنه مصدر وإِن كان غير مستعمل مثل سبحان .
      ويقال أَيضاً : مَعَاذَة الله ومَعَاذَ وجه الله ومَعَاذَة وجه الله ، وهو مثل المَعْنَى والمَعْناة والمَأْتى والمَأْتاة .
      وأَعَذْتُ غيري به وعَوَّذْتُه به بمعنى .
      قال سيبويه : وقالوا : عائذاً بالله من شرها فوضعوا الاسم موضع المصدر ؛ قال عبد الله السهمي : أَلحقْ عذابَك بالقوم الذين طَغَوْا ، وعائذاً بك أَن يَغْلُوا فيُطْغُون ؟

      ‏ قال الأَزهري : يقال : اللهم عائذاً بك من كل سوء أَي أَعوذ بك عائذاً .
      وفي الحديث : عائذ بالله من النار أَي عائذ ومتعوّذ كما يقال مستخجير بالله ، فجعل الفاعل موضع المفعول ، كقولهم سِرٌّ كاتِمٌ وماءٌ دافق ؛ ومن رواه عائذاً ، بالنصب ، جعل الفاعل موضع المصدر وهو العِياذُ .
      وطَيْرٌ عِياذٌ وعُوَّذ : عائذة بجبل وغيره مما يمنعها ؛ قال بخدج يهجو أَبا نخيلة : لاقى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا ، شَرًّا وشَلاًّ للأَعادِي مِشْقَذَا (* قوله « شرّاً وشلاً إلخ » الذي تقدم : مني وشلاً ، ولعله روي بهما ).
      وقافِياتٍ عارِماتٍ شُمَّذَا كالطَّيْر يَنْجُونَ عِياذاً عُوَّذا كرر مبالغة فقال عِيذاً عُوَّذاً ، وقد يكون عياذاً عنا مصدراً ، وتعوّذ بالله واستعاذ فأَعاذه وعوّذه ، وعَوْذٌ بالله منك أَي أَعوذ بالله منك ؛

      قال :، قالت ، وفيها حَيْذَة وذُعْرُ : عَوْذٌ بربي مِنكُمُ وحَجْر ؟

      ‏ قال : وتقول العرب للشيء ينكرونه والأَمر يهابونه : حُجْراً أَي دفعاً ، وهو استعاذة من الأَمر .
      وما تركت فلاناً إلا عَوَذاً منه ، بالتحريك ، وعَوَاذاً منه أَي كراهة .
      ويقال : أُفْلِتَ فلانٌ مِن فُلانٍ عَوَذاً إِذا خوَّفه ولم يضربه أَو ضربه وهو يريد قتله فلم يقتله .
      وقال الليث : يقال فلان عَوَذٌ لك أَي ملجأٌ .
      وفي الحديث : إِنما ، قالها تَعَوُّذاً أَي إِنما أَقرَّ بالشهادة لاجئاً إِليها ومعتصماً بها ليدفع عنه القتل وليس بمخلص في إِسلامه .
      وفي حديث حذيفة : تُعْرَضُ الفتنُ على القلوب عَرْضَ الحصير عُوداً عُوداً ، بالدال اليابسة ، وقد تقدّم ؛ قال ابن الأَثير : وروي بالذال المعجمة ، كأَنه استعاذ من الفتن .
      وفي التنزيل : فإِذا قرأْت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ؛ معناه إِذا أَردت قراءة القرآن فقل : أَعوذ بالله من الشيطان الرجيم ووسوسته .
      والعُوذةُ والمَعَاذَةُ والتَّعْوِيذُ : الرُّقية يُرْقى بها الإِنسان من فزع أَو جنون لأَنه يعاذ بها .
      وقد عَوَّذَه ؛ يقال : عَوَّذْت فلاناً بالله وأَسمائه وبالمُعَوِّذتين إِذا قلت أُعيذك بالله وأَسْمائه من كل ذي شر وكل داء وحاسد وحَيْنٍ .
      وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه كان يعوِّذ نفسه بالمعوِّذتين بعدما طُبَّ .
      وكان يُعَوِّذُ ابني ابنته البَتُول ، عليهم السلام ، بهما .
      والمعوِّذتان ، بكسر الواو : سورة الفلق وتاليتها لأَن مبدأَ كل واحدة منهما قل أَعوذ .
      وأَما التعاويذ التي تُكتب وتعلق على الإِنسان من العين فقد نهى عن تعليقها ، وهي تسمى المَعًّاذات أَيضاً ، يُعَوَّذ بها من علقت عليه من العين والفزع والجنون ، وهي العُوذُ واحدتها عُوذَةٌ .
      والعُوَّذُ : ما عِيذ به من شجر أَو غيره .
      والعُوَّذُ من الكلإِ : ما لم يرتفع إِلى الأَغصان ومنعه الشجر من أَن يرعى ، من ذلك ، وقيل : هي أَشياء تكون في غلظ لا ينالها المالُ ؛ قال الكميت : خَلِيلايَ خُلْصَانيَّ ، لم يُبْق حُبُّها من القلبِ إِلاَّ عُوَّذاً سَيَنالها والعُوَّذ والمُعوَّذُ من الشجر : ما نبت في أَصل هدفٍ أَو شجرة أَو حَجَرٍ يستره لأَنه كأَنه يُعَوّذُ بها ؛ قال كثير بن عبد الرحمن الخزاعي يصف امرأَة : إِذا خَرَجَتْ مَن بيتها ، راقَ عَيْنَها مُعَوَّذُهُ ، وأَعْجَبَتْها العَقائِقُ يعني هذه المرأة إِذا خَرَجَت من بيتها راقها مُعَوَّذُ النَّبت حوالي بيتها ، وقيل : المعَوِّذ ، بالكسر ، كل نبت في أَصل شجرة أَو حجر أَو شيء يعُوذّ به .
      وقال أَبو حنيفة : العَوَذُ السفير من الورق وإِنما قيل له عَوَذٌ لأَنه يعتصم بكل هذف ويلجأُ إِليه ويعوذ به .
      قال الأَزهري : والعَوَذُ ما دار به الشيء الذي يضربه الريح ، فهو يدور بالعَوَذِ من حَجَر أَو أَرومة .
      وتَعَاوَذَ القومُ في الحرب إِذا تواكلوا وعاذ بعضهم ببعض .
      ومُعَوَّذُ الفرس : موضع القلادة ، ودائرة المُعَوَّذِ تستحب .
      قال أَبو عبيد : من دوائر الخيل المُعَوَّذُ وهي التي تكون في موضع القلادة يستحبونها .
      وفلان عَوْذٌ لبَني فلان أَي ملجأٌ لهم يعوذون به .
      وقال الله عز وجل : وانه كان رجال من الإِنس يعوذون برجال من الجن ؛ قيل : إن أَهل الجاهلية كانوا إِذا نزلت رفقة منهم في واد ، قالت : نعوذ بعزيز هذا الوادي من مَرَدَة الجن وسفهائهم أَي نلوذُ به وتستجير .
      والعُوَّذُ من اللحم : ما عاذ بالعظم ولزمه .
      قال ثعلب : قلت لأَعرابي : ما طعم الخبز ؟، قال : أُدْمُه .
      قال قلت : ما أَطيب اللحم ؟، قال : عُوَّذُه ، وناقة عائذ : عاذ بها ولدها ، قال بمعنى مفعول ؛ وقيل : هو على النسب .
      والعائذ : كل أُنثى إِذا وضعت مدة سبعة أيام لأَنّ ولدها يعوذ بها ، والجمع عُوذٌ بمنزلة النفساء من النساء ، وهي من الشاء رُبّى ، وجمعها رِباب ، وهي من ذوات الحافز فَرِيش .
      وقد عاذت عياذاً وأَعاذت ، وهي مُعِيذٌ ، وأَعوذت .
      والعائذ من الإِبل : الحديثة النتاج إِلى خمس عشرة أَو نحوها ، من ذلك أَيضاً .
      وعاذت بولدها : أَقامت معه وحَدِبَتْ عليه ما دام صغيراً ، كأَنه يريد عاذبها ولدها فقلب ؛ واستعار الراعي أَحذ هذه الأَشياء للوحش فقال : لها بحَقِيلٍ فالنُّمَيرة منزلٌ ، ترى الوحشَ عُوذاتٍ به ومَتَالِيَا كسَّر عائذاً على عوذ ثم جمعه بالأَلف والتاء ؛ وقول مليح الهذلي : وعاجَ لها جاراتُها العِيسَ ، فارْعَوَتْ عليها اعوجاجَ المُعْوِذاتَ المَطَافِ ؟

      ‏ قال السكري : المعوذات التي معها أَولادها .
      قال الأَزهري : الناقة إِذا وضعت ولدها فهي عائذ أَياماً .
      ووقَّت بعضهم سبعة أَيام ، وقيل : سميت الناقة عائذاً لأَنّ ولدها يعوذ بها ، فهي فاعل بمعنى مفعول ، وقال : إِنما قيل لها عائذ لأَنها ذات عَوْذٍ أَي عاذ بها ولدها عَوْذاً .
      ومثله قوله تعالى : خلق من ماء دافق أَي ذي دفق .
      والعُوذُ : الحديثات النتاج من الظباء والإِبل والخيل ، واحدتها عائذ مثل حائل وحول .
      ويجمع أَيضاً على عُوذان مثل راع ورُعيان وحائر وحُوران .
      ويقال : هي عائذ ببَّنةُ العؤُوذ إِذا ولدت عشرة أَيام أَو خمسة عشر ثم هي مُطْفِلٌ بعدُ .
      يقال : هي في عياذها أَي بحِدْثان نتاجها .
      وفي حديث الحديبية : ومعهم العُوذُ المَطافيل ؛ يريد النساء والصبيان .
      والعُوذُ في الأَصل : جمع عائذ من هذا الذي تقدم .
      وفي حديث عليّ ، رضوان الله عليه : فأَقبلتم إِليّ إِقبالَ العُوذ المَطافل .
      وعَوَذ الناس : رُذالهم ؛ عن ابن الأَعرابي .
      وبنو عَيِّذ الله : حيّ ، وقيل : حيُّ من اليمن .
      قال الجوهري : عيِّذ الله ، بكسر الياء مشددة ، اسم قبيلة .
      يقال : هو من بني عيذ الله ، ولا يقال عائذ الله .
      ويقال للجوديّ أَيضاً : عَيِّذ .
      وعائذة : أَبو حي من ضبة ، وهو عائذة بن مالك بن ضبة ؛ قال الشاعر : متى تسأَل الضَّبِّيَّ عن شرّ قومه ، يَقُلْ لك : إِن العائذيَّ لئيم وبنو عَوْذَةَ : من الأَسْد .
      وبنو عَوْذَى ، مقصور : بطن ؛ قال الشاعر : ساقَ الرُّفَيْداتِ من عَوْذى ومن عَمَم ، والسَّبْيَ مِن رَهْط رِبْعِيٍّ وحَجَّار وعائذ الله : حي من اليمن .
      وعُوَيْذَة : اسم امرأَة ؛ عن ابن الأَعرابي ، وأَنشد : فإِني وهِجْراني عُوَيْذَةَ ، بعدما تَشَعَّبَ أَهواءُ الفؤادِ الشواعِبُ وعاد : قرية معروفة ، وقيل : ماء بنجران ؛ قال ابن أَحمر : عارضتُهم بسؤال : هل لكن خَبَرٌ ؟ مَن حَجَّ من أَهل عاذٍ ، إِنَّ لي أَرَبا ؟ والعاذ : موضع .
      قال أَبو المورّق : تركتُ العاذَ مَقْليّاً ذميماً إِلى سَرَفٍ ، وأَجْدَدْتُ الذهابا "

    المعجم: لسان العرب

  16. عور
    • " العَوَرُ : ذهابُ حِسِّ إِحدى العينين ، وقد عَوِرَ عَوَراً وعارَ يَعارُ واعْوَرَّ ، وهو أَعْوَرُ ، صحَّت العين في عَوِر لأَنه في معنى ما لا بد من صحته ، وهو أَعْوَرُ بيّن العَوَرِ ، والجمع عُورٌ وعُوران ؛ وأَعْوَرَ اللهُ عينَ فلان وعَوَّرَها ، وربما ، قالوا : عُرْتُ عينَه .
      وعَوِرَت عينُه واعْوَرَّت إِذا ذهب بصرها ؛ قال الجوهري : إِنما صحت الواو في عَوِرَت عينُه لصحتها في أَصله ، وهو اعْوَرَّت ، لسكون ما قبلها ثم حُذِفت الزوائد الأَلفُ والتشديدُ فبقي عَوِرَ ، يدل على أَن ذلك أَصله مجيءُ أَخواته على هذا : اسْوَدَّ يَسْوَدُّ واحْمَرَّ يَحْمَرّ ، ولا يقال في الأَلوان غيره ؛ قال : وكذلك قياسه في العيوب اعْرَجَّ واعْمَيَّ في عَرِج وعَمِيَ ، وإِن لم يسمع ، والعرب تُصَغِّر الأَعْوَر عُوَيْراً ، ومنه قولهم كُسَيْرٌ وعُوَيْر وكلٌّ غَيْرُ خَيْر .
      قال الجوهري : ويقال في الخصلتين المكروهتين : كُسَيْرٌ وعُوَيْر وكلٌّ غيرُ خَيْر ، وهو تصغير أَعور مرخماً .
      قال الأَزهري : عارَت عينُه تَعارُ وعَوِرَت تَعْورُ واعْوَرَّت تَعْوَرُّ واعْوَارَّت تَعْوارُّ بمعنى واحد .
      ويقال : عارَ عينَه يَعُورُها إِذا عَوَّرها ؛ ومنه قول الشاعر : فجاء إِليها كاسِراً جَفْنَ عَيْنه ، فقلتُ له : من عارَ عَيْنَك عَنْتَرهْ ؟ يقول : من أَصابها بعُوّار ؟ ويقال : عُرْتُ عينه أَعُورُها وأَعارُها من العائِر .
      قال ابن بزرج : يقال عارَ الدمعُ يَعِيرُ عَيَراناً إِذا سال ؛

      وأَنشد : ‏ ورُبَّتَ سائلٍ عنِّي حَفِيٍّ : أَعارَتْ عينُه أَم لم تَعارا ؟ أَي أَدَمَعَت عينُه ؛ قال الجوهري : وقد عارَت عينُه تَعار ، وأَورد هذا البيت : وسائلة بظَهْرِ الغيب عَنّي : أَعارَتْ عينُه أَم لم تَعارا ؟

      ‏ قال : أَراد تعارَنْ ، فوقف بالأَلف ؛ قال ابن بري : أَورد هذا البيت على عارت أَي عَوِرت ، قال : والبيت لعمرو بن أَحمر الباهلي ؛ قال : والأَلف في آخر تعارا بدل من النون الخفيفة ، أَبدل منها أَلفاً لمّا وقف عليها ، ولهذا سلمت الأَلف التي بعد العين إِذ لو لم يكن بعدها نون التوكيد لانحذفت ، وكنت تقول لم تَعَرْ كما تقول لم تَخَفْ ، وإِذا أُلحقت النون ثبتت الأَلف فقلت : لم تَخَافَنْ لأَن الفعل مع نون التوكيد مبني فلا يلحقه جزم .
      وقولهم : بَدَلٌ أَعْوَر ؛ مَثَلٌ يضرب للمذموم يخلف بعد الرجل المحمود .
      وفي حديث أُمّ زَرْع : فاسْتَبْدَلت بعدَه وكلُّ بَدَلٍ أَعْوَر ؛ هو من ذلك ، قال عبدالله بن هَمّام السّلُولي لقُتَيْبَة بن مسلم ووَليَ خراسان بعد يزيد بن المهلّب : أَقُتَيْبَ ، قد قُلْنا غداةَ أَتَيْتَنا : بَدَلٌ لَعَمْرُك من يَزيدٍ أَعْوَرُ وربما ، قالوا : خَلَفٌ أَعْوَرُ ؛ قال أَبو ذؤيب : فأَصْبَحْتُ أَمْشِي في دِيارٍ ، كأَنها خِلافُ دِيار الكامِليّة عُورُ كأَنه جمع خَلَفاً على خِلافٍ مثل جَبَل وجِبال .
      قال : والاسم العَوْرة .
      وعُورانُ قَيْسٍ : خمسة شُعَراء عُورٌ ، وهم الأَعْور الشَّنِّي (* قوله : « الأعور الشني » ذكر في القاموس بدله الراعي ).
      والشمَّاخ وتميم ابن أُبَيّ بن مُقْبِل وابن أَحمر وحُمَيْد بن ثور الهلالي .
      وبنو الأَعْور : قبيلة ، سموا بذلك لعَوَرِ أَبيهم ؛ فأَما قوله : في بِلاد الأَعْورِينا ؛ فعلى الإِضافة كالأَعْجَمِينَ وليس بجمع أَعْوَر لأَن مثل هذا لا يُسَلّم عند سيبويه .
      وعارَه وأَعْوَرَه وعَوَّرَه : صيَّره كذلك ؛ فأَما قول جَبَلة : وبِعْتُ لها العينَ الصحيحةَ بالعَوَرْ فإِنه أَراد العَوْراء فوضع المصدر موضع الصفة ، ولو أَراد العَوَر الذي هو العرَض لقابَل الصحيحة وهي جوهر بالعَوَر وهو عرَضٌ ، وهذا قبيح في الصنْعة وقد يجوز أَن يريد العين الصحيحة بذات العَوَرِ فحذف ، وكل هذا لِيُقَابَلَ الجوهرُ بالجوهر لأَن مقابلة الشيء بنظيره أَذهبُ في الصُّنْع والأَشْرَف في الوضع ؛ فأَما قول أَبي ذؤيب : فالعينُ بعدهمُ كأَن حِداقَها سُمِلَت بِشَوْكٍ ، فهي عُورٌ تَدْمَعُ فعلى أَنه جعل كل جزء من الحدقة أَعْوَرَ أَو كلَّ قطعة منها عَوْراء ، وهذه ضرورة ، وإِنما آثر أَبو ذؤيب هذا لأَنه لو ، قال : فهي عَوْرا تدمع ، لقصر الممدود فرأَى ما عَمِله أَسهلَ عليه وأَخفَّ .
      وقد يكون العَوَرُ في غير الإِنسان ؛ قال سيبويه : حدثنا بعض العرب أَن رجلاً من بني أَسد ، قال يوم جَبَلة : واستقبله بَعِيرٌ أَعْور فَتَطيّر ، فقال : يا بَنِيّ أَعْوَرَ وذا نابٍ ، فاستعمل الأَعْورَ للبعير ، ووجه نصبه أَنه لم يرد أَن يسترشدهم ليخبروه عن عَورِه وصحَّته ، ولكنه نبّههم كأَنه ، قال : أَتستقبلون أَعْوَرَ وذا ناب ؟ فالاستقبالُ في حال تنبيهه إِيّاهم كان واقعاً كما كان التلَوُّن والتنقل عندك ثابتين في الحال الأَول ، وأَراد أَن يثبت الأَعْوَرَ ليَحْذَرُوه ، فأَما قول سيبويه في تمثيل النصب أَتَعَوَّرون فليس من كلام العرب ، إِنما أَراد أَن يُرِينَا البدل من اللفظ به بالفعل فصاغ فعلاً ليس من كلام العرب ؛ ونظير ذلك قوله في الأَعْيار من قول الشاعر : أَفي السِّلْم أَعْياراً جَفاءً وغِلْظةً ، وفي الحَرْب أَشباهَ النِّساء العَوارِك ؟ أَتَعَيَّرون ، وكل ذلك إِنما هو ليصوغ الفعل مما لا يجري على الفعْل أَو مما يقلّ جريه عليه .
      والأَعْوَرُ : الغراب ، على التشاؤم به ، لأَن ال أَعْورَ عندهم مشؤوم ، وقيل : لخلاف حاله لأَنهم يقولون أَبْصَرُ من غراب ، قالوا : وإِنما سمي الغراب أَعْوَر لحدّة بصره ، كما يقال للأَعمى أَبو بَصِير وللحبَشِيّ أَبو البَيْضاء ، ويقال للأَعمى بَصِير وللأَعْوَر الأَحْوَل .
      قال الأَزهري : رأَيت في البادية امرأَة عَوْراء يقال لها حَوْلاء ؛ قال : والعرب تقول للأَحْوَل العين أَعْوَر ، وللمرأَة الحَوْلاء هي عَوْراء ، ويسمى الغراب عُوَيْراً على ترخيم التصغير ؛ قال : سمي الغراب أَعْوَرَ ويُصاح به فيقال عُوَيْر عُوَيْر ؛

      وأَنشد : وصِحَاحُ العُيونِ يُدْعَوْن عُورا وقوله أَنشده ثعلب : ومَنْهل أَعْوَر إِحْدى العَيْنَيْن ، بَصِير أُخرى وأَصَمّ الأُذُنَيْن فسره فقال : معنى أَعْوَر إِحدى العينين أَي فيه بئران فذهبت واحدة فذلك معنى قوله أَعْوَر إِحدى العينين ، وبقيت واحدة فذلك معنى قوله بَصِير أُخرى ، وقوله أَصَمّ الأُذنين أَي ليس يُسْمَع فيه صَدًى .
      قال شمر : عَوَّرْت عُيونَ المياه إِذا دَفَنْتها وسدَدْتها ، وعَوَّرْت الركيّة إِذا كَبَسْتها بالتراب حتى تنسدّ عيونها .
      وفلاة عَوْراء : لا ماء بها .
      وعَوَّرَ عين الراكية : أَفسدها حتى نَضَبَ الماءُ .
      وفي حديث عُمَر وذكَرَ امرأَ القيس فقال : افْتَقَر عن معانٍ عُورٍ ؛ العُورُ جمع أَعْوَر وعَوْراء وأَراد به المعاني الغامضة الدقيقة ، وهو من عَوَّرْت الركيّة وأَعَرْتُها وعُرْتُها إِذا طَمَمْتها وسددت أَعينها التي ينبَع منها الماء .
      وفي حديث عليٍّ : أَمرَه أَن يُعَوِّرَ آبارَ بَدْرٍ أَي يَدْفِنها ويَطُمّها ؛ وقد عارَت الركيةُ تَعُور .
      وقال ابن الأَعرابي : العُوَارُ البئر التي لا يستقى منها .
      قال : وعَوَّرْت الرجل إِذا اسْتَسْقاك فلم تَسْقِه .
      قال الجوهري : ويقال للمستجيز الذي يطلب الماء إِذا لم تسقه : قد عَوَّرْت شُرْبَه ؛ قال الفرزدق : متى ما تَرِدْ يَوْماً سَفارِ ، تَجِدْ به أُدَيْهم ، يَرْمي المُسْتَجِيز المُعَوَّرا سفارِ : اسم ماء .
      والمستجيز : الذي يطلب الماء .
      ويقال : عَوَّرْته عن الماء تَعْوِيراً أَي حَـَّلأْته .
      وقال أَبو عبيدة : التَّعْوِيرُ الردّ .
      عَوَّرْته عن حاجته : رددته عنها .
      وطريق أَعْوَرُ : لا عَلَم فيه كأَنّ ذلك العَلَم عَيْنُه ، وهو مثل .
      والعائرُ : كل ما أَعَلَّ العينَ فعقَر ، سمي بذلك لأَن العين تُغْمَضُ له ولا يتمكن صاحبها من النظر لأَن العين كأَنها تَعُور .
      وما رأَيت عائرَ عَيْنٍ أَي أَحداً يَطْرِف العين فيَعُورها .
      وعائرُ العين : ما يملؤُها من المال حتى يكاد يَعُورُها .
      وعليه من المال عائرةُ عَيْنَيْن وعَيِّرَةُ عينين ؛ كلاهما عن اللحياني ، أَي ما يكاد من كثرته يَفْقأُ عينيه ، وقال مرة : يريد الكثرة كأَنه يملأُ بصره .
      قال أَبو عبيد : يقال للرجل إِذا كثر مالُه : تَرِدُ على فلان عائرةُ عين وعائرةُ عينين أَي ترد عليه إِبلٌ كثيرة كأَنها من كثرتها تملأُ العينين حتى تكاد تَعُورهما أَي تَفْقَؤُهما .
      وقال أَبو العباس : معناه أَنه من كثرتها تَعِيرُ فيها العين ؛ قال الأَصمعي : أَصل ذلك أَن الرجل من العرب في الجاهلية كان إِذا بلغ إِبلُه أَلفاً عارَ عَينَ بَعِير منها ، فأَرادوا بعَائرة العين أَلفاً من الإِبل تَعُورُ عينُ واحد منها .
      قال الجوهري : وعنده من المال عائرةُ عينٍ أَي يَحارُ فيه البصر من كثرته كأَنه يملأُ العين فيَعُورُها .
      والعائرُ كالظَّعْنِ أَو القذَى في العين : اسم كالكاهِل والغارِب ، وقيل : العائرُ الرَّمَد ، وقيل : العائرُ بَثْرٌ يكون في جَفْن العين الأَسفل ، وهو اسم لا مصدر بمنزلة النالِج والناعِر والباطِل ، وليس اسم فاعل ولا جارياً على معتل ، وهو كما تراه معتل .
      وقال الليث : العائرُ غَمَصة تمَضُّ العين كأَنما وقع فيها قَذًى ، وهو العُوّار .
      قال : وعين عائرةٌ ذات عُوّار ؛ قال : ولا يقال في هذا المعنى عارَت ، إِنما يقال عارَت إِذا عَوِرَت ، والعُوّار ، بالتشديد ، كالعائر ، والجمع عَواوِير : القذى في العين ؛ يقال : بعينه عُوّار أَي قذى ؛ فأَما قوله : وكَحَّلَ العَيْنَيْنِ بالعَواوِر فإِنما حذف الياء للضرورة ولذلك لم يهمز لأَن الياء في نية الثبات ، فكما كان لا يهمزها والياء ثابتة كذلك لم يهمزها والياء في نية الثبات .
      وروى الأَزهري عن اليزيدي : بعَيْنِه ساهِكٌ وعائرٌ ، وهما من الرمد .
      والعُوّار : الرمد .
      والعُوّار : الرمص الذي في الحدقة .
      والعُوّارُ : اللحم الذي ينزع من العين بعدما يُذَرّ عليه الذّرور ، وهو من ذلك .
      والعَوْراء : الكلمة القبيحة أَو الفَعْلة القَبيحة ، وهو من هذا لأَن ال كلمة أَو الفعلة كأَنها تَعُور العين فيمنعها ذلك من الطُّمْوحِ وحِدّةِ النظر ، ثم حَوّلوها إِلى الكلمة والفعلةِ على المَثَل ، وإِنما يريدون في الحقيقة صاحبها ؛ قال ابن عنقاء الفزاري يمدح ابن عمه عُمَيْلة وكان عميلة هذا قد جبره من فقر : إِذا قِيلَت العَوْراءُ أَغْضَى ، كأَنه ذليلٌ بلا ذُلٍّ ، ولو شاء لانْتَصَرْ وقال آخر : حُمِّلْت منه على عَوْراءَ طائِشةٍ ، لم أَسْهُ عنها ولم أَكْسِرْ لها فَزَع ؟

      ‏ قال أَبو الهيثم : يقال للكلمة القبيحة عَوْراء ، وللكلمة الحسْناء : عَيْناء ؛

      وأَنشد قول الشاعر : وعَوْراء جاءت من أَخٍ ، فرَدَدْتُها بِسالمةِ العَيْنَيْنِ ، طالبةً عُذْرا أَي بكلمة حسَنَة لم تكن عَوْراء .
      وقال الليث : العَوْراء الكلمة التي تَهْوِي في غير عقل ولا رُشْد .
      قال الجوهري : الكلمة العَوْراء القبيحة ، وهي السَّقْطة ؛ قال حاتم طيء : وأَغْفِرُ عَوْراءَ الكريم ادِّخارَه ، وأُعْرِضُ عن شَتْمِ اللَّئِيم تَكَرُّما أَي لادخاره .
      وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : يَتَوَضَّأُ أَحدكم من الطَّعام الطيّبِ ولا يَتَوَضَّأُ من العَوْراء يقولُها أَي الكلمة القبيحة الزائغة عن الرُّشد .
      وعُورانُ الكلامِ : ما تَنْفِيه الأُذُن ، وهو منه ، الواحدة عَوْراء ؛ عن أَبي زيد ، وأَنشد : وعَوْراء قد قيَلتْ ، فلم أَسْتَمِعْ لها ، وما الكَلِمُ العُورانُ لي بِقَتُولِ وَصَفَ الكَلِمَ بالعُورانِ لأَنه جمع وأَخبر عنه بالقَتُول ، وهو واحد لأَن الكلم يذكر ويؤنث ، وكذلك كل جمع لا يُفارِق واحده إِلا بالهاء ولك فيه كل ذلك .
      والعَوَرُ : شَيْنٌ وقُبْحٌ .
      والأَعْوَرُ : الرديء من كل شيء .
      في الحديث : لمّا اعترض أَبو لَهَبٍ على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عند إِظهار الدَّعْوة ، قال له أَبو طالب : يا أَعْوَرُ ، ما أَنتَ وهذا ؟ لم يكن أَبو لهب أَعْوَرَ ولكن العرب تقول الذي ليس له أَخٌ من أُمّه وأَبيه أَعْوَر ، وقيل : إِنهم يقولون للرديء من كل شيء من الأُمور والأَخلاق أَعْوَر ، وللمؤنث منه عَوْراء .
      والأَعْوَرُ : الضعيف الجبان البَلِيد الذي لا يَدُلّ ولا يَنْدَلّ ولا خير فيه ؛ عن ابن الأَعرابي ، وأَنشد للراعي : إِذا هابَ جُثْمانَه الأَعْوَرُ يعني بالجُثْمان سوادَ الليل ومُنْتَصَفه ، وقيل : هو الدليل السيِّء الدلالة .
      والعُوّار أَيضاً : الضعيف الجبان السريع الفرار كالأَعْور ، وجمعه عواوير ؛ قال الأَعشى : غير مِيلٍ ولا عَواوِير في الهيجا ، ولا عُزّلٍ ولا أَكْفال ؟

      ‏ قال سيبويه : لم يُكْتَفَ فيه بالواو والنون لأَنهم قلما يصفون به المؤنث فصار كمِفْعال ومِفْعِيل ولم يَصِرْ كفَعّال ، وأَجْرَوْه مُجْرَى الصفة فجمعوه بالواو والنون كما فعلوا ذلك في حَسَّانٍ وكَرّام .
      والعُوّار أَيضاً : الذين حاجاتهم في أَدْبارِهم ؛ عن كراع .
      قال الجوهري : جمع العُوّار الجبان العَواوِيرُ ، قال : وإِن شئت لم تُعَوِّضْ في الشعر فقلت العواور ؛ وأَنشد عجز بيت للبيد يخاطب عمّه ويُعاتِبه : وفي كلِّ يوم ذي حِفاظٍ بَلَوْتَنِي ، فقُمْتُ مَقاماً لم تَقُمْه العَواوِرُ وقال أَبو علي النحوي : إِنما صحت فيه الواو مع قربها من الطرف لأَن ال ياء المحذوفة للضرورة مرادة فهي في حكم ما في اللفظ ، فلما بعدت في الحكم من الطَّرف لم تقلب همزة .
      ومن أَمثال العرب السائرة : أَعْوَرُ عَيْنَك والحَجَر .
      والإِعْوَار : الرِّيبةُ .
      ورجل مُعْوِرٌ : قبيح السريرة .
      ومكان مُعْوِر : مخوف .
      وهذا مكان مُعْوِر أَي يُخاف فيه القطع .
      وفي حديث أَبي بكر ، رضي الله عنه :، قال مسعود بن هُنَيْدة : رأَيته وقد طلَع في طريقٍ مُعْوِرة أَي ذات عَوْرة يُخاف فيها الضلال والانقطاع .
      وكلّ عَيْبٍ وخلل في شيء ، فهو عَوْرة وشيء مُعْوِر وعَوِرٌ : لا حافظ له .
      والعَوَارُ والعُوار ، بفتح العين وضمها : خرق أَو شق في الثوب ، وقيل : هو عيب فيه فلم يعين ذلك ؛ قال ذو الرمة : تُبَيِّنُ نِسْبةَ المُزَنِيِّ لُؤْماً ، كما بَيَّنْتَ في الأُدُم العُوارا وفي حديث الزكاة : لا تؤخذ في الصدقة هَرِمةٌ ولا ذاتُ عَوار ؛ قال ابن الأَثير : العَوارُ ، بالفتح ، العيب ، وقد يضم .
      والعَوْرةُ : الخَلَلُ في الثَّغْر وغيره ، وقد يوصف به منكوراً فيكون للواحد والجمع بلفظ واحد .
      وفي التنزيل العزيز : إِنّ بُيوتَنا عَوْرةٌ ؛ فأَفرد الوصف والموصوفُ جمع ، وأَجمع القُرّاء على تسكين الواو من عَوْرة ، ولكن في شواذ القراءات عَوِرة على فَعِلة ، وإِنما أَرادوا : إن بُيوتَنا عَوْرة أَي مُمْكِنة للسرَّاق لخلُوِّها من الرجال فأَكْذَبَهم الله عز وجل فقال : وما هي بعَوْرَةٍ ولكن يُرِيدون الفِرار ؛ وقيل معناه : إِن بيوتنا عَوْرة أَي مُعْوِرة أَي بيوتنا مما يلي العَدُوِّ ونحن نُسْرَق منها فأَعْلَم اللهُ أَنَّ قصدَهم الهربُ .
      قال : ومن قرأَها عَوِرة فمعناها ذات عَوْرة .
      إِن يُرِيدون إِلا فِراراً ؛ المعنى : ما يريدون تحرُّزاً مِن سَرَقٍ ولكن يريدون الفِرارَ عن نُصْرة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وقد قيل : إِن بُويتَنا عَوْرة أَي ليست بِحَرِيزة ، ومن قرأَ عَوِرة ذَكَّر وأَنَّث ، ومن قرأَ عَوْرة ، قال في التذكير والتأْنيث والجمع عَوْرة كالمصدر .
      قال الأَزهري : العَوْرة في الثُّغُور وفي الحُروبِ خَلَلٌ يُتَخَوَّف منه القتل .
      وقال الجوهري : العَوْرة كل خَلَل يُتَخَوَّف منه من ثَغْرٍ أَو حَرْب .
      والعَوْرة : كل مَكْمَنٍ للسَّتْر .
      وعَوْرةُ الرجل والمرأَة : سوْأَتُهما ، والجمع عَوْرات ، بالتسكين ، والنساء عَوْرة ؛ قال الجوهري : إِنما يحرك الثاني من فَعْلة في جمع الأَسماء إِذا لم يكن باءً أَو واواً ، وقرأَ بعضهم : عَوَرات النساء ، بالتحريك .
      والعَوْرةُ : الساعة التي هي قَمِنٌ من ظهور العَوْرة فيها ، وهي ثلاث ساعات : ساعة قبل صلاة الفجر ، وساعة عند نصف النهار ، وساعة بعد العشاء الآخرة .
      وفي التنزيل : ثلاثُ عَوْراتٍ لكم ؛ أَمر الله تعالى الوِلْدانَ والخَدَمَ أَن لا يدخلوا في هذه الساعات إِلا بتسليم منهم واستئذان .
      وكلُّ أَمر يستحيا منه : عَوْرة .
      وفي الحديث : يا رسول الله ، عَوْراتُنا ما نأْتي منها وما نَذَرُ ؟ العَوْرات : جمع عَوْرة ، وهي كل ما يستحيا منه إِذا ظهر ، وهي من الرجل ما بين السرة والركبة ، ومن المرأَة الحرة جميعُ جسدها إِلا الوجه واليدين إِلى الكوعين ، وفي أَخْمَصِها خلاف ، ومن الأَمَة مثلُ الرجل ، وما يبدو منها في حال الخدمة كالرأْس والرقبة والساعد فليس بِعَوْرة .
      وسترُ العَوْرة في الصلاة وغيرِ الصلاة واجبٌ ، وفيه عند الخلوة خلاف .
      وفي الحديث : المرأَة عَوْرة ؛ جعلها نفسَها عَوْرة لأَنها إِذا ظهرت يستحيا منها كما يستحيا من العَوْرة إِذا ظهرت .
      والمُعْوِرُ : المُمْكِن البيِّن الواضح .
      وأَعْوَرَ لك الصيد أَي أَمْكَنك .
      وأَعْوَرَ الشيءُ : ظهر وأَمكن ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد لكُثَيّر : كذاك أَذُودُ النَّفْسَ ، يا عَزَّ ، عنكمُ ، وقد أَعْوَرَت أَسْرارُ مَن لا يَذُودُها أَعْوَرَتْ : أَمكنت ، أَي من لم يَذُد نفسَه عن هواها فحُشَ إِعْوارُها وفشَتْ أَسرارُها .
      وما يُعْوِرُ له شيء إِلا أَخذه أَي يظهر .
      والعرب تقول : أَعْوَرَ منزلُك إِذا بَدَتْ منه عَوْرةٌ ، وأَعْوَرَ الفارِسُ إِذا كان فيه موضع خلل للضرب ؛ وقال الشاعر يصف الأَسد : له الشَّدّةُ الأُولى إِذا القِرْن أَعْورَا وفي حديث علي ، رضي الله عنه : لا تُجْهِزوا على جَريح ولا تُصِيبُوا مُعْوِراً ؛ هو من أَعْوَر الفارسُ إِذا بدا فيه موضع خللٍ للضرب .
      وعارَه يَعُوره أَي أَخذه وذهب به .
      وما أَدْرِي أَيُّ الجرادِ عارَه أَي أَيّ الناس أَخذه ؛ لا يستعمل إِلا في الجحد ، وقيل معناه وما أَدري أَيّ الناس ذهب به ولا مُسْتَقْبَل له .
      قال يعقوب : وقال بعضهم يَعُوره ، وقال أَبو شبل : يَعِيره ، وسيذكر في الياء أَيضاً .
      وحكى اللحياني : أَراك عُرْته وعِرْته أَي ذهبت به .
      قال ابن جني : كأَنهم إِنما لم يكادوا يستعملون مضارع هذا الفعل لمّا كان مثلاً جارياً في الأَمر المنقضي الفائت ، وإِذا كان كذلك فلا وجه لذكر المضارع ههنا لأَنه ليس بمُنْقَضٍ ولا ينطقون فيه بيفعل ، ويقال : معنى عارَه أَي أَهلكه .
      ابن الأَعرابي : تَعَوّرَ الكتابُ إِذا دَرَسَ .
      وكتاب أَعْوَرُ : دارِسٌ .
      قال : والأَعْور الدليل السيء الدلالة لا يحسن أَن يَدُلّ ولا يَنْدَلّ ، وأَنشد : ما لَكَ ، يا أَعْوَرُ ، لا تَنْدَلّ ، وكيف يَنْدَلّ امْرؤٌ عِتْوَلّ ؟ ويقال : جاءه سهم عائرٌ فقَتَله ، وهو الذي لا يُدْرَى مَن رماه ؛

      وأَنشد أَبو عبيد : أَخْشَى على وَجْهِك يا أَمير ، عَوائِراً من جَنْدَل تَعِير وفي الحديث : أَن رجلاً أَصابه سهم عائِرٌ فقَتَله ؛ أَي لا يدري من رماه .
      والعائِرُ من السهام والحجارةِ : الذي لا يدرى مَن رماه ؛ وفي ترجمة نسأَ : وأَنشد لمالك بن زغبة الباهلي : إِذا انْتَسَأُوا فَوْتَ الرِّماح ، أَتَتْهُمُ عَوائِرُ نَبْلٍ ، كالجَرادِ نُطِيرُه ؟

      ‏ قال ابن بري : عَوائِرُ نَبْلٍ أَي جماعة سهام متفرقة لا يدرى من أَين أَتت .
      وعاوَرَ المكاييل وعَوَّرَها : قدَّرَها ، وسيذكر في الياء لغة في عايَرَها .
      والعُوّارُ : ضرب من الخَطاطِيف أَسود طويل الجناحين ، وعَمَّ الجوهري فقال : العُوّار ، بالضم والتشديد ، الخُطّاف ؛ وينشد : كما انْقَضَّ تَحْتَ الصِّيقِ عُوّارُ الصِّيق : الغبار .
      والعُوّارَى : شجرة يؤخذ جِراؤُها فتُشْدَخ ثم تُيَبَّس ثم تُذَرَّى ثم تحمل في الأَوعية إِلى مكة فتباع ويتخذ منها مَخانِقُ .
      قال ابن سيده : والعُوَّار شجرة تنبت نِبْتة الشَّرْية ولا تشِبُّ ، وهي خضراء ، ولا تنبت إِلا في أَجواف الشجر الكبار .
      ورِجْلة العَوْراء : بالعراق بِمَيْسان .
      والعارِيّة والعارةُ : ما تداوَلُوه بينهم ؛ وقد أَعارَه الشيءَ وأَعارَه منه وعاوَرَه إِيَّاه .
      والمُعاوَرة والتَّعاوُر : شبه المُدَاوَلة والتّداوُل في الشيء يكون بين اثنين ؛ ومنه قول ذي الرمة : وسَقْطٍ كعَيْنِ الدِّيك عاوَرْتُ صاحبي أَباها ، وهَيَّأْنا لِمَوْقِعها وكْرا يعني الزند وما يسقط من نارها ؛

      وأَنشد ابن المظفر : إِذا رَدَّ المُعاوِرُ ما استْعَارا وفي حديث صفوان بن أُمية : عارِيّة مضمونة ؛ مُؤدّاة العارِيّة يجب ردُّها إِجماعاً مهما كانت عينُها باقية ، فإِن تَلِفَت وجبَ ضمانُ قيمتها عند الشافعي ، ولا ضمان فيها عند أَبي حنيفة .
      وتَعَوّرَ واسْتَعار : طلب العارِيّة .
      واسْتَعارَه الشيءَ واسْتَعارَه منه : طلب منه أَن يُعِيرَه إِيّاه ؛ هذه عن اللحياني : وفي حديث ابن عباس وقصة العجل : من حُلِيٍّ تَعَوَّرَه بنو إِسرائيل أَي اسْتَعارُوه .
      يقال : تعوَّر واسْتَعار نحو تعجّب واسْتَعْجَب .
      وحكى اللحياني : أَرى ذا الدهرَ يَسْتَعِيرُني ثيابي ، قال : يقوله الرجل إِذا كَبِر وخَشِيَ الموت .
      واعْتَوَروا الشيءَ وتَعوَّرُوه وتَعاوَرُوه : تداوَلُوه فيما بينهم ؛ قال أَبو كبير : وإِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلى ، نَذَرُ البِكَارَة في الجَزاءِ المُضْعَف ؟

      ‏ قال الجوهري : إِنما ظهرت الواو في اعْتَوَرُوا لأَنه في معنى تَعاوَرُوا فبُنِيَ عليه كما ذكرنا في تجاوَرُوا .
      وفي الحديث : يَتَعَاوَرُون على مِنْبَرِي أَي يختلفون ويتناوبون كلّما مضى واحد خَلَفَه آخَرُ .
      يقال : تَعاوَرَ القومُ فلاناً إِذا تَعاوَنْوا عليه بالضرب واحداً بعد واحد .
      قال الأَزهري : وأَما العارِيّة والإِعارةُ والاسْتِعارة فإِن قول العرب فيها : هم يَتَعاوَرُون العَوَارِيَّ ويَتَعَوَّرُونها ، بالواو ، كأَنهم أَرادوا تفرقة بين ما يتردّد من ذات نفسه وبين ما يُرَدَّد .
      قال : والعارِيّة منسوبة إِلى العارَة ، وهو اسم من الإِعارة .
      تقول : أَعَرْتُه الشيء أُعِيره إِعارة وعَارةً ، كما ، قالوا : أَطَعْتُه إِطاعة وطاعة وأَجَبْتُه إِجابة وجابة ؛ قال : وهذا كثير في ذوات الثلاثة ، منها العارة والدَّارة والطاقة وما أَشبهها .
      ويقال : اسْتَعَرْت منه عارِيّةً فأَعارَنِيها ؛ قال الجوهري : العارِيّة ، بالتشديد ، كأَنها منسوبة إِلى العارِ لأَن طلَبَها عارٌ وعيْبٌ ؛ وينشد : إِنما أَنْفُسُنا عاريّة ، والعَواريّ قصارٌ أَن تُرَدّ العارةُ : مثل العارِيّة ؛ قال ابن مقبل : فأَخْلِفْ وأَتْلِفْ ، إِنما المالُ عارةٌ ، وكُلْه مع الدَّهْرِ الذي هو آكِلُهْ واستعارَه ثوباً فأَعَارَه أَباه ، ومنه قولهم : كِيرٌ مُسْتعار ؛ وقال بشر بن أَبي خازم : كأَن حَفِيفَ مَنْخِره ، إِذا ما كَتَمْنَ الرَّبْوَ ، كِيرٌ مُسْتَعارُ قيل : في قوله مستعار قولان : أَحدهما أَنه اسْتُعِير فأُشْرِع العملُ به مبادرة لارتجاع صاحبه إِيَّاه ، والثاني أَن تجعله من التَّعاوُرِ .
      يقال : اسْتَعَرْنا الشيء واعْتَوَرْناه وتَعاوَرْنَاه بمعنى واحد ، وقيل : مُسْتَعار بمعنى مُتعاوَر أَي مُتداوَل .
      ويقال : تَعاوَرَ القومُ فلاناً واعْتَوَرُوه ضَرْباً إِذا تعاونوا عليه فكلما أَمْسَكَ واحد ضربَ واحدٌ ، والتعاوُر عامٌّ في كل شيء .
      وتَعاوَرت الرياحُ رَسْمَ الدار حتى عَفَّتْه أَي تَواظَبت عليه ؛ قال ذلك اللليث ؛ قال الأَزهري : وهذا غلط ، ومعنى تعاوَرت الرياحُ رَسْمَ الدار أَي تَداوَلَتْه ، فمرَّةً تهب جَنوباً ومرة شَمالاً ومرَّة قَبُولاً ومرة دَبُوراً ؛ ومنه قول الأَعشى : دِمْنة قَفْزة ، تاوَرها الصَّيْفُ برِيحَيْنِ من صَباً وشَال ؟

      ‏ قال أَبو زيد : تعاوَرْنا العَوارِيَّ تعاوُراً إِذا أَعارَ بعضُكم بعضاً ، وتَعَوَّرْنا تَعوُّراً إِذا كنت أَنت المُسْتَعِيرَ ، وتَعاوَرْنا فلاناً ضَرْباً إِذا ضربته مرة ثم صاحبُك ثم الآخرُ .
      وقال ابن الأَعرابي : التَّعاوُرُ والاعْتِزَارُ أَن يكون هذا مكان هذا ، وهذا مكان هذا .
      يقال : اعْتَوَراه وابْتدّاه هذا مرة وهذا مرة ، ولا يقال ابْتَدّ زيد عمراً ولا اعْتَوَرَ زيدٌ عمراً .
      أَبو زيد : عَوَّرْت عن فلان ما قيل له تَعْوِيراً وعَوَّيْت عنه تَعْوِيةً أَي كذّبت عنه ما قيل له تكذيباً ورَدَدْت .
      وعَوّرْته عن الأَمر : صرَفته عنه .
      والأَعْوَرُ : الذي قد عُوِّرَ ولم تُقْضَ حاجتُه ولم يُصِبْ ما طلب وليس من عَوَر العين ؛

      وأَنشد للعجاج : وعَوَّرَ الرحمنُ مَن وَلّى العَوَرْ ويقال : معناه أَفسد من وَلاَّه وجعله وَليَّاً للعَوَر ، وهو قبح الأَمر وفسادُه .
      تقول : عَوَّرْت عليه أَمَره تَعْوِيراً أَي قَبَّحْته عليه .
      والعَوَرُ : تَرْكُ الحقّ .
      ويقال : عَاوَرَه الشيءَ أَي فعلَ به مثلَ ما فعل صاحبُه به .
      وعوراتُ الجبال : شقوقها ؛ وقول الشاعر : تَجاوَبَ بُومُها في عَوْرَتَيْها ، إِذا الحِرْباء أَوْفى للتَّناجي (* قوله : « تجاوب بومها إلخ » في شرح القاموس ما نصه : هكذا أَنشده الجوهري في الصحاح .
      وقال الصاغاني : والصواب غورتيها ، بالغين معجمة ، وهما جانبتاها .
      وفي البيت تحريف والرواية : أَوفى للبراح ، والقصيدة حائية ، والبيت لبشر بن أَبي خازم ).
      قال ابن الأَعرابي : أَراد عَوْرَتى الشمس وهما مشرقها ومغربها .
      وإِنها لَعَوْراء القُرِّ : يَعُنون سَنَة أَو غداة أَو ليلة ؛ حكي ذلك عن ثعلب .
      وعَوائرُ من الجراد : جماعات متفرقة .
      والعَوارُ : العَيْب ؛ يقال : سِلْعَة ذات عَوارٍ ، بفتح العين وقد تضم .
      وعُوَيْرٌ والعُوَيْرُ : اسم رجل ؛ قال امرؤ القيس : عُوَيْرٌ ، ومَن مِثْلُ العُوَيْرِ ورَهْطِه ؟ وأَسْعَدُ في لَيلِ البَلابِل صَفْوانُ وعُوَيرْ : اسم موضع .
      والعُوَيْر : موضع على قبْلة الأَعْوريَّة ، هي قرية بني محجنِ المالكيّين ؛ قال القطامي : حتى وَرَدْنَ رَكيّات العُوَيْرِ ، وقد كادَ المُلاءُ مِنَ الكتان يَشْتَعِلُ وابنا عُوارٍ : جبلان ؛ قال الراعي : بل ما تَذَكَّرُ مِن هِنْدٍ إِذا احْتَجَبَتْ ، يا ابْنَيْ عُوَارٍ ، وأَمْسى دُونها بُلَعُ (* قوله : « بل ما تذكر إلخ » هكذا في الأَصل والذي في ياقوت : ماذا تذكر من هند إِذا احتجبت يا بني عوار وادنى دارها بلع ).
      وقال أَبو عبيدة : ابنا عُوارٍ نَقَوَا رمْلٍ .
      وتَِار : جبل بنجد ؛ قال كثير : وما هبت الأَرْواحُ تَجْري ، وما ثَوى مُقِيماً بِنَجْدٍ عَوْفُها وتِعارُه ؟

      ‏ قال ابن سيده : وهذه الكلمة يحتمل أَن تكون في الثلاثي الصحيح والثلاثي المعتل .
      "

    المعجم: لسان العرب

  17. عود
    • " في صفات الله تعالى : المبدِئُ المعِيدُ ؛ قال الأَزهري : بَدَأَ اللَّهُ الخلقَ إِحياءً ثم يميتُهم ثم يعيدُهم أَحياءً كما كانوا .
      قال الله ، عز وجل : وهو الذي يبدأُ الخلقَ ثم يُعِيدُه .
      وقال : إِنه هو يُبْدِئُ ويُعِيدُ ؛ فهو سبحانه وتعالى الذي يُعِيدُ الخلق بعد الحياة إِلى المماتِ في الدنيا وبعد المماتِ إِلى الحياةِ يوم القيامة .
      وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ النَّكَلَ على النَّكَلِ ، قيل : وما النَّكَلُ على النَّكَلِ ؟، قال : الرجل القَوِيُّ المُجَرِّبُ المبدئُ المعيدُ على الفرس القَوِيِّ المُجَرّبِ المبدِئ المعيدِ ؛ قال أَبو عبيد : وقوله المبدئ المعِيدُ هو الذي قد أَبْدَأَ في غَزْوِهِ وأَعاد أَي غزا مرة بعد مرة ، وجرَّب الأُمور طَوْراً بعد طَوْر ، وأَعاد فيها وأَبْدَأَ ، والفرسُ المبدئُ المعِيدُ هو الذي قد رِيضَ وأُدِّبَ وذُلِّلَ ، فهو طَوْعُ راكبِهِ وفارِسِه ، يُصَرِّفه كيف شاء لِطَواعِيَتِه وذُلِّه ، وأَنه لا يستصعب عليه ولا يمْنَعُه رِكابَه ولا يَجْمَحُ به ؛ وقيل : الفرس المبدئ المعيد الذي قد غزا عليه صاحبه مرة بعد مرة أُخرى ، وهذا كقولهم لَيْلٌ نائِمٌ إِذا نِيمَ فيه وسِرٌّ كاتم قد كتموه .
      وقال شمر : رجل مُعِيدٌ أَي حاذق ؛ قال كثير : عَوْمُ المُعِيدِ إِلى الرَّجا قَذَفَتْ به في اللُّجِّ داوِيَةُ المَكانِ ، جَمُومُ والمُعِيدُ من الرجالِ : العالِمُ بالأُمور الذي ليس بغُمْرٍ ؛

      وأَنشد : كما يَتْبَعُ العَوْد المُعِيد السَّلائِب والعود ثاني البدء ؛

      قال : بَدَأْتُمْ فأَحْسَنْتُمْ فأَثْنَيْتُ جاهِداً ، فإِنْ عُدْتُمُ أَثْنَيْتُ ، والعَوْدُ أَحْمَد ؟

      ‏ قال الجوهري : وعاد إِليه يَعُودُ عَوْدَةً وعَوْداً : رجع .
      وفي المثل : العَوْدُ أَحمدُ ؛

      وأَنشد لمالك بن نويرة : جَزَيْنا بني شَيْبانَ أَمْسِ بِقَرْضِهِمْ ، وجِئْنا بِمِثْلِ البَدْءِ ، والعَوْدُ أَحمد ؟

      ‏ قال ابن بري : صواب إِنشاده : وعُدْنا بِمِثْلِ البَدْءِ ؛ قال : وكذلك هو في شعره ، أَلا ترى إِلى قوله في آخر البيت : والعود أَحمد ؟ وقد عاد له بعدما كان أَعرَضَ عنه ؛ وعاد إِليه وعليه عَوْداً وعِياداً وأَعاده هو ، والله يبدِئُ الخلق ثم يعيدُه ، من ذلك .
      واستعاده إِياه : سأَله إِعادَتَه .
      قال سيبويه : وتقول رجع عَوْدُه على بَدْئِه ؛ تريد أَنه لم يَقْطَعْ ذَهابَه حتى وصله برجوعه ، إِنما أَردْتَ أَنه رجع في حافِرَتِه أَي نَقَضَ مَجِيئَه برجوعه ، وقد يكون أَن يقطع مجيئه ثم يرجع فتقول : رجَعْتُ عَوْدي على بَدْئي أَي رجَعْتُ كما جئت ، فالمَجِيءُ موصول به الرجوعُ ، فهو بَدْءٌ والرجوعُ عَوْدٌ ؛ انتهى كلام سيبويه .
      وحكى بعضهم : رجع عَوْداً على بدء من غير إِضافة .
      ولك العَوْدُ والعَوْدَةُ والعُوادَةُ أَي لك أَن تعودَ في هذا الأَمر ؛ كل هذه الثلاثة عن اللحياني .
      قال الأَزهري :، قال بعضهم : العَوْد تثنية الأَمر عَوْداً بعد بَدْءٍ .
      يقال : بَدَأَ ثم عاد ، والعَوْدَةُ عَوْدَةُ مرةٍ واحدةٍ .
      وقوله تعالى : كما بدأَكم تَعودُون فريقاً هَدى وفريقاً حقَّ عليهم الضلالةُ ؛ يقول : ليس بَعْثُكم بأَشَدَّ من ابِتدائِكم ، وقيل : معناه تَعُودون أَشقِياءَ وسُعداءَ كما ابْتَدأَ فِطْرَتَكُم في سابق علمه ، وحين أَمَرَ بنفْخِ الرُّوحِ فيهم وهم في أَرحام أُمهاتهم .
      وقوله عز وجل : والذين يُظاهِرون من نسائهم ثم يَعودُون لما ، قالوا فَتَحْريرُ رَقَبَةٍ ؛ قال الفراء : يصلح فيها في العربية ثم يعودون إِلى ما ، قالوا وفيم ؟

      ‏ قالوا ، يريد النكاح وكلٌّ صوابٌ ؛ يريد يرجعون عما ، قالوا ، وفي نَقْض م ؟

      ‏ قالوا ، قال : ويجوز في العربية أَن تقول : إِن عاد لما فعل ، تريد إِن فعله مرة أُخرى .
      ويجوز : إِن عاد لما فعل ، إِن نقض ما فعل ، وهو كما تقول : حلف أَن يضربك ، فيكون معناه : حلف لا يضربك وحلف ليضربنك ؛ وقال الأَخفش في قوله : ثم يعودون لما ، قالوا إِنا لا نفعله فيفعلونه يعني الظهار ، فإِذا أَعتق رقبة عاد لهذا المعنى الذي ، قال إِنه عليّ حرام ففعله .
      وقال أَبو العباس : المعنى في قوله : يعودون لما ، قالوا ، لتحليل ما حرّموا فقد عادوا فيه .
      وروى الزجاج عن الأَخفش أَنه جعل لما ، قالوا من صلة فتحرير رقبة ، والمعنى عنده والذين يظاهرون ثم يعودون فتحرير رقبة لما ، قالوا ، قال : وهذا مذهب حسن .
      وقال الشافعي في قوله : والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما ، قالوا فتحرير رقبة ، يقول : إِذا ظاهر منها فهو تحريم كان أَهل الجاهلية يفعلونه وحرّم على المسلمين تحريم النساء بهذا اللفظ ، فإِن أَتْبَعَ المُظاهِرُ الظِّهارَ طلاقاً ، فهو تحريم أَهل الإِسلام وسقطت عنه الكفارة ، وإِن لم يُتْبِع الظهار طلاقاً فقد عاد لما حرم ولزمه الكفارة عقوبة لما ، قال ؛ قال : وكان تحريمه إِياها بالظهار قولاً فإِذا لم يطلقها فقد عاد لما ، قال من التحريم ؛ وقال بعضهم : إِذا أَراد العود إِليها والإِقامة عليها ، مَسَّ أَو لم يَمَسَّ ، كَفَّر .
      قال الليث : يقول هذا الأَمر أَعْوَدُ عليك أَي أَرفق بك وأَنفع لأَنه يعود عليك برفق ويسر .
      والعائدَةُ : اسم ما عادَ به عليك المفضل من صلة أَو فضل ، وجمعه العوائد .
      قال ابن سيده : والعائدة المعروفُ والصِّلةُ يعاد به على الإِنسان والعَطْفُ والمنْفَعَةُ .
      والعُوادَةُ ، بالضم : ما أُعيد على الرجل من طعام يُخَصُّ به بعدما يفرُغُ القوم ؛ قال الأَزهري : إِذا حذفت الهاء قلت عَوادٌ كما ، قالوا أَكامٌ ولمَاظٌ وقَضامٌ ؛ قال الجوهري : العُوادُ ، بالضم ، ما أُعيد من الطعام بعدما أُكِلَ منه مرة .
      وعَوادِ : بمعنى عُدْ مثل نَزالِ وتَراكِ .
      ويقال أَيضاً : عُدْ إِلينا فإِن لك عندنا عَواداً حَسَناً ، بالفتح ، أَي ما تحب ، وقيل : أَي برّاً ولطفاً .
      وفلان ذو صفح وعائدة أَي ذو عفو وتعطف .
      والعَوادُ : البِرُّ واللُّطْف .
      ويقال للطريق الذي أَعاد فيه السفر وأَبدأَ : معيد ؛ ومنه قول ابن مقبل يصف الإِبل السائرة : يُصْبِحْنَ بالخَبْتِ ، يَجْتَبْنَ النِّعافَ على أَصْلابِ هادٍ مُعِيدٍ ، لابِسِ القَتَمِ أَراد بالهادي الطريقَ الذي يُهْتَدى إِليه ، وبالمُعِيدِ الذي لُحِبَ .
      والعادَةُ : الدَّيْدَنُ يُعادُ إِليه ، معروفة وجمعها عادٌ وعاداتٌ وعِيدٌ ؛ الأَخيرةُ عن كراع ، وليس بقوي ، إِنما العِيدُ ما عاد إِليك من الشَّوْقِ والمرض ونحوه وسنذكره .
      وتَعَوَّدَ الشيءَ وعادَه وعاوَدَه مُعاوَدَةً وعِواداً واعتادَه واستعاده وأَعادَه أَي صار عادَةً له ؛ أَنشد ابن الأَعرابي : لم تَزَلْ تِلْكَ عادَةَ اللهِ عِنْدي ، والفَتى آلِفٌ لِما يَسْتَعِيدُ وقال : تَعَوَّدْ صالِحَ الأَخْلاقِ ، إِني رأَيتُ المَرْءَ يَأْلَفُ ما اسْتَعادا وقال أَبو كبير الهذلي يصف الذئاب : إِلاَّ عَواسِلَ ، كالمِراطِ ، مُعِيدَةً باللَّيْلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ أَي وردت مرات فليس تنكر الورود .
      وعاوَدَ فلانٌ ما كان فيه ، فهو مُعاوِدٌ .
      وعاوَدَتْه الحُمَّى وعاوَدَهُ بالمسأَلة أَي سأَله مرة بعد أُخرى ، وعَوَّدَ كلبه الصيْدَ فَتَعَوّده ؛ وعوّده الشيءَ : جعله يعتاده .
      والمُعاوِدُ : المُواظِبُ ، وهو منه .
      قال الليث : يقال للرجل المواظبِ على أَمْرٍ : معاوِدٌ .
      وفي كلام بعضهم : الزموا تُقى اللَّهِ واسْتَعِيدُوها أَي تَعَوَّدُوها .
      واسْتَعَدْتُه الشيء فأَعادَه إِذا سأَلتَه أَن يفعله ثانياً .
      والمُعاوَدَةُ : الرجوع إِلى الأَمر الأَول ؛ يقال للشجاع : بطَلٌ مُعاوِدٌ لأَنه لا يَمَلُّ المِراسَ .
      وتعاوَدَ القومُ في الحرب وغيرها إِذا عاد كل فريق إِلى صاحبه .
      وبطل مُعاوِد : عائد .
      والمَعادُ : المَصِيرُ والمَرْجِعُ ، والآخرة : مَعادُ الخلقِ .
      قال ابن سيده : والمعاد الآخرةُ والحج .
      وقوله تعالى : إِن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إِلى مَعادٍ ؛ يعني إِلى مكة ، عِدَةٌ للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَن يفتحها له ؛ وقال الفراء : إِلى معاد حيث وُلِدْتَ ؛ وقال ثعلب : معناه يردّك إِلى وطنك وبلدك ؛ وذكروا أَن جبريل ، قال : يا محمد ، اشْتَقْتَ إِلى مولدك ووطنك ؟، قال : نعم ، فقال له : إِن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إِلى معاد ؛ قال : والمَعادُ ههنا إِلى عادَتِك حيث وُلِدْتَ وليس من العَوْدِ ، وقد يكون أَن يجعل قوله لرادّك إِلى معادٍ لَمُصَيِّرُكَ إِلى أَن تعود إِلى مكة مفتوحة لك ، فيكون المَعادُ تعجباً إِلى معادٍ أَيِّ معادٍ لما وعده من فتح مكة .
      وقال الحسن : معادٍ الآخرةُ ، وقال مجاهد : يُحْييه يوم البعث ، وقال ابن عباس : أَي إِلى مَعْدِنِك من الجنة ، وقال الليث : المَعادَةُ والمَعاد كقولك لآل فلان مَعادَةٌ أَي مصيبة يغشاهم الناس في مَناوِحَ أَو غيرها يتكلم به النساء ؛ يقال : خرجت إِلى المَعادةِ والمَعادِ والمأْتم .
      والمَعادُ : كل شيء إِليه المصير .
      قال : والآخرة معاد للناس ، وأَكثر التفسير في قوله « لرادّك إِلى معاد » لباعثك .
      وعلى هذا كلام الناس : اذْكُرِ المَعادَ أَي اذكر مبعثك في الآخرة ؛ قاله الزجاج .
      وقال ثعلب : المعاد المولد .
      قال : وقال بعضهم : إِلى أَصلك من بني هاشم ، وقالت طائفة وعليه العمل : إِلى معاد أَي إِلى الجنة .
      وفي الحديث : وأَصْلِحْ لي آخِرتي التي فيها مَعادي أَي ما يعودُ إِليه يوم القيامة ، وهو إِمّا مصدر وإِمّا ظرف .
      وفي حديث عليّ : والحَكَمُ اللَّهُ والمَعْوَدُ إِليه يومَ القيامة أَي المَعادُ .
      قال ابن الأَثير : هكذا جاء المَعْوَدُ على الأَصل ، وهو مَفْعَلٌ من عاد يعود ، ومن حق أَمثاله أَن تقلب واوه أَلفاً كالمَقام والمَراح ، ولكنه استعمله على الأَصل .
      تقول : عاد الشيءُ يعودُ عَوْداً ومَعاداً أَي رجع ، وقد يرد بمعنى صار ؛ ومنه حديث معاذ :، قال له النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَعُدْتَ فَتَّاناً يا مُعاذُ أَي صِرتَ ؛ ومنه حديث خزيمة : عادَ لها النَّقادُ مُجْرَنْثِماً أَي صار ؛ ومنه حديث كعب : وَدِدْتُ أَن هذا اللَّبَنَ يعودُ قَطِراناً أَي يصير ، فقيل له : لِمَ ذلك ، قال : تَتَبَّعَتْ قُرَيشٌ أَذْنابَ الإِبلِ وتَرَكُوا الجماعاتِ .
      والمَعادُ والمَعادة : المأْتَمُ يُعادُ إِليه ؛ وأَعاد فلان الصلاةَ يُعِيدها .
      وقال الليث : رأَيت فلاناً ما يُبْدِيءُ وما يُعِيدُ أَي ما يتكلم ببادئَة ولا عائِدَة .
      وفلان ما يُعِيدُ وما يُبدئ إِذا لم تكن له حيلة ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : وكنتُ امْرَأً بالغَورِ مِنِّي ضَمانَةٌ ، وأُخْرى بِنَجْد ما تُعِيدُ وما تُبْدي يقول : ليس لِما أَنا فيه من الوجد حيلة ولا جهة .
      والمُعِيدُ : المُطِيقُ للشيءِ يُعاوِدُه ؛

      قال : لا يَسْتَطِيعُ جَرَّهُ الغَوامِضُ إِلا المُعِيداتُ به النَّواهِضُ وحكى الأَزهري في تفسيره ، قال : يعني النوق التي استعادت النهض بالدَّلْوِ .
      ويقال : هو مُعِيدٌ لهذا الشيء أَي مُطِيقٌ له لأَنه قد اعْتادَه ؛ وأَما قول الأَخطل : يَشُولُ ابنُ اللَّبونِ إِذا رآني ، ويَخْشاني الضُّواضِيَةُ المُعِيد ؟

      ‏ قال : أَصل المُعيدِ الجمل الذي ليس بِعَياياءٍ وهو الذي لا يضرب حتى يخلط له ، والمعِيدُ الذي لا يحتاج إِلى ذلك .
      قال ابن سيده : والمعيد الجمل الذي قد ضرب في الإِبل مرات كأَنه أَعاد ذلك مرة بعد أُخرى .
      وعادني الشيءُ عَوْداً واعتادني ، انْتابَني .
      واعتادني هَمٌّ وحُزْنٌ ؛
      ، قال : والاعتِيادُ في معنى التَّعوُّدِ ، وهو من العادة .
      يقال : عَوَّدْتُه فاعتادَ وتَعَوَّدَ .
      والعِيدُ : ما يَعتادُ من نَوْبٍ وشَوْقٍ وهَمٍّ ونحوه .
      وما اعتادَكَ من الهمِّ وغيره ، فهو عِيدٌ ؛ قال الشاعر : والقَلْبُ يَعْتادُه من حُبِّها عِيدُ وقال يزيد بن الحكم الثقفي سليمان بن عبد الملك : أَمْسَى بأَسْماءَ هذا القلبُ مَعْمُودَا ، إِذا أَقولُ : صَحا ، يَعْتادُه عِيدا كأَنَّني ، يومَ أُمْسِي ما تُكَلِّمُني ، ذُو بُغْيَةٍ يَبْتَغي ما ليسَ مَوْجُوداً كأَنَّ أَحْوَرَ من غِزْلانِ ذي بَقَرٍ ، أَهْدَى لنا سُنَّةَ العَيْنَيْنِ والجِيدَا وكان أَبو علي يرويه شبه العينين والجيدا ، بالشين المعجمة وبالباء المعجمة بواحدة من تحتها ، أَراد وشبه الجيد فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مُقامه ؛ وقد قيل إِن أَبا علي صحفه يقول في مدحها : سُمِّيتَ باسمِ نَبِيٍّ أَنتَ تُشْبِهُه حِلْماً وعِلْماً ، سليمان بنِ داودا أَحْمِدْ به في الورى الماضِين من مَلِكٍ ، وأَنتَ أَصْبَحتَ في الباقِينَ مَوْجُوداً لا يُعذَلُ الناسُ في أَن يَشكُروا مَلِكاً أَوْلاهُمُ ، في الأُمُورِ ، الحَزْمَ والجُودا وقال المفضل : عادني عِيدي أَي عادتي ؛

      وأَنشد : عادَ قَلْبي من الطويلةِ عِيدُ أَراد بالطويلة روضة بالصَّمَّانِ تكون ثلاثة أَميال في مثلها ؛ وأَما قول تأَبَّطَ شَرّاً : يا عيدُ ما لَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ ، ومَرِّ طَيْفٍ ، على الأَهوالِ طَرَّاق ؟

      ‏ قال ابن الأَنباري في قوله يا عيد ما لك : العِيدُ ما يَعْتادُه من الحزن والشَّوْق ، وقوله ما لك من شوق أَي ما أَعظمك من شوق ، ويروى : يا هَيْدَ ما لكَ ، والمعنى : يا هَيْدَ ما حالُك وما شأْنُك .
      يقال : أَتى فلان القومَ فما ، قالوا له : هَيْدَ مالَك أَي ما سأَلوه عن حاله ؛ أَراد : يا أَيها المعتادُني ما لَك من شَوْقٍ كقولك ما لَكَ من فارس وأَنت تتعجَّب من فُروسيَّته وتمدحه ؛ ومنه قاتله الله من شاعر .
      والعِيدُ : كلُّ يوم فيه جَمْعٌ ، واشتقاقه من عاد يَعُود كأَنهم عادوا إِليه ؛ وقيل : اشتقاقه من العادة لأَنهم اعتادوه ، والجمع أَعياد لزم البدل ، ولو لم يلزم لقيل : أَعواد كرِيحٍ وأَرواحٍ لأَنه من عاد يعود .
      وعَيَّدَ المسلمون : شَهِدوا عِيدَهم ؛ قال العجاج يصف الثور الوحشي : واعْتادَ أَرْباضاً لَها آرِيُّ ، كما يَعُودُ العِيدَ نَصْرانيُّ فجعل العيد من عاد يعود ؛ قال : وتحوَّلت الواو في العيد ياء لكسرة العين ، وتصغير عِيد عُيَيْدٌ تركوه على التغيير كما أَنهم جمعوه أَعياداً ولم يقولوا أَعواداً ؛ قال الأَزهري : والعِيدُ عند العرب الوقت الذي يَعُودُ فيه الفَرَح والحزن ، وكان في الأَصل العِوْد فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها صارت ياء ، وقيل : قلبت الواو ياء ليَفْرُقوا بين الاسم الحقيقي وبين المصدريّ .
      قال الجوهري : إِنما جُمِعَ أَعيادٌ بالياء للزومها في الواحد ،

      ويقال للفرق بينه وبين أَعوادِ الخشب .
      ابن الأَعرابي : سمي العِيدُ عيداً لأَنه يعود كل سنة بِفَرَحٍ مُجَدَّد .
      وعادَ العَلِيلَ يَعُودُه عَوْداً وعِيادة وعِياداً : زاره ؛ قال أَبو ذؤيب : أَلا لَيْتَ شِعْرِي ، هَلْ تَنَظَّرَ خالدٌ عِيادي على الهِجْرانِ ، أَم هوَ يائِسُ ؟

      ‏ قال ابن جني : وقد يجوز أَن يكون أَراد عيادتي فحذف الهاء لأَجل الإِضافة ، كما ، قالوا : ليت شعري ؛ ورجل عائدٌ من قَوْم عَوْدٍ وعُوَّادٍ ، ورجلٌ مَعُودٌ ومَعْوُود ، الأَخيرة شاذة ، وهي تميمية .
      وقال اللحياني : العُوادَةُ من عِيادةِ المريض ، لم يزد على ذلك .
      وقَوْمٌ عُوَّادٌ وعَوْدٌ ؛ الأَخيرة اسم للجمع ؛ وقيل : إِنما سمي بالمصدر .
      ونِسوةٌ عوائِدُ وعُوَّدٌ : وهنَّ اللاتي يَعُدْنَ المريض ، الواحدة عائِدةٌ .
      قال الفراء : يقال هؤلاء عَودُ فلان وعُوَّادُه مثل زَوْرِه وزُوَّاره ، وهم الذين يَعُودُونه إِذا اعْتَلَّ .
      وفي حديث فاطمة بنت قيس : فإِنها امرأَة يكثُرُ عُوَّادُها أَي زُوَّارُها .
      وكل من أَتاك مرة بعد أُخرى ، فهو عائد ، وإِن اشتهر ذلك في عيادة المريض حتى صار كأَنه مختص به .
      قال الليث : العُودُ كل خشبة دَقَّتْ ؛ وقيل : العُودُ خَشَبَةُ كلِّ شجرةٍ ، دقّ أَو غَلُظ ، وقيل : هو ما جرى فيه الماء من الشجر وهو يكون للرطْب واليابس ، والجمع أَعوادٌ وعِيدانٌ ؛ قال الأَعشى : فَجَرَوْا على ما عُوِّدوا ، ولكلِّ عِيدانٍ عُصارَهْ وهو من عُودِ صِدْقٍ أَو سَوْءٍ ، على المثل ، كقولهم من شجرةٍ صالحةٍ .
      وفي حديث حُذَيفة : تُعْرَضُ الفِتَنُ على القلوبِ عَرْضَ الحُصْرِ عَوْداً عَوْداً ؛ قال ابن الأَثير : هكذا الرواية ، بالفتح ، أَي مرة بعد مرةٍ ، ويروى بالضم ، وهو واحد العِيدان يعني ما ينسج به الحُصْرُ من طاقاته ، ويروى بالفتح مع ذال معجمة ، كأَنه استعاذ من الفتن .
      والعُودُ : الخشبة المُطَرَّاةُ يدخَّن بها ويُسْتَجْمَرُ بها ، غَلَبَ عليها الاسم لكرمه .
      وفي الحديث : عليكم بالعُودِ الهِندِيّ ؛ قيل : هو القُسْطُ البَحْرِيُّ ، وقيل : هو العودُ الذي يتبخر به .
      والعُودُ ذو الأَوْتارِ الأَربعة : الذي يضرب به غلب عليه أَيضاً ؛ كذلك ، قال ابن جني ، والجمع عِيدانٌ ؛ ومما اتفق لفظه واختلف معناه فلم يكن إِيطاءً قولُ بعض المولّدين : يا طِيبَ لَذَّةِ أَيامٍ لنا سَلَفَتْ ، وحُسْنَ بَهْجَةِ أَيامِ الصِّبا عُودِي أَيامَ أَسْحَبُ ذَيْلاً في مَفارِقِها ، إِذا تَرَنَّمَ صَوْتُ النَّايِ والعُودِ وقهْوَةٍ من سُلافِ الدَّنِّ صافِيَةٍ ، كالمِسْكِ والعَنبَرِ الهِندِيِّ والعُودِ تستَلُّ رُوحَكَ في بِرٍّ وفي لَطَفٍ ، إِذا جَرَتْ منكَ مجرى الماءِ في العُودِ قوله أَوَّلَ وهْلَةٍ عُودي : طَلَبٌ لها في العَوْدَةِ ، والعُودُ الثاني : عُودُ الغِناء ، والعُودُ الثالث : المَنْدَلُ وهو العُودُ الذي يتطيب به ، والعُودُ الرابع : الشجرة ، وهذا من قَعاقعِ ابن سيده ؛ والأَمر فيه أَهون من الاستشهاد به أَو تفسير معانيه وإِنما ذكرناه على ما وجدناه .
      والعَوَّادُ : متخذ العِيدانِ .
      وأَما ما ورد في حديث شريح : إِنما القضاء جَمْرٌ فادفعِ الجمرَ عنك بعُودَيْنِ ؛ فإِنه أَراد بالعودين الشاهدين ، يريد اتق النار بهما واجعلهما جُنَّتَك كما يدفع المُصْطَلي الجمرَ عن مكانه بعود أَو غيره لئلا يحترق ، فمثَّل الشاهدين بهما لأَنه يدفع بهما الإِثم والوبال عنه ، وقيل : أَراد تثبت في الحكم واجتهد فيما يدفع عنك النار ما استطعت ؛ وقال شمر في قول الفرزدق : ومَنْ وَرِثَ العُودَيْنِ والخاتَمَ الذي له المُلْكُ ، والأَرضُ الفَضاءُ رَحْيبُه ؟

      ‏ قال : العودانِ مِنْبَرُ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وعَصاه ؛ وقد ورد ذكر العودين في الحديث وفُسِّرا بذلك ؛ وقول الأَسود بن يعفر : ولقد عَلِمْت سوَى الذي نَبَّأْتني : أَنَّ السَّبِيلَ سَبِيلُ ذي الأَعْواد ؟

      ‏ قال المفضل : سبيل ذي الأَعواد يريد الموت ، وعنى بالأَعواد ما يحمل عليه الميت ؛ قال الأَزهري : وذلك إِن البوادي لا جنائز لهم فهم يضمون عُوداً إِلى عُودٍ ويحملون الميت عليها إِلى القبر .
      وذو الأَعْواد : الذي قُرِعَتْ له العَصا ، وقيل : هو رجل أَسَنَّ فكان يُحمل في مِحَفَّةٍ من عُودٍ .
      أَبو عدنان : هذا أَمر يُعَوِّدُ الناسَ عليَّ أَي يُضَرِّيهم بِظُلْمي .
      وقال : أَكْرَهُ تَعَوُّدَ الناسِ عليَّ فَيَضْرَوْا بِظُلْمي أَي يَعْتادُوه .
      وقال شمر : المُتَعَيِّدُ الظلوم ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي لطرفة : فقال : أَلا ماذا تَرَوْنَ لِشارِبٍ شَدِيدٍ علينا سُخطُه مُتَعَيِّدِ ؟ (* في ديوان طرفة : شديد علينا بغيُه متعمِّدِ ).
      أَي ظلوم ؛ وقال جرير : يَرَى المُتَعَيِّدُونَ عليَّ دُوني أُسُودَ خَفِيَّةَ الغُلْبَ الرِّقابا وقال غيره : المُتَعَيِّدُ الذي يُتَعَيَّدُ عليه بوعده .
      وقال أَبو عبد الرحمن : المُتَعَيِّدُ المُتجَنِّي في بيت جرير ؛ وقال ربيعة بن مقروم : على الجُهَّالِ والمُتَعَيِّدِين ؟

      ‏ قال : والمُتَعَيِّدُ الغَضْبانُ .
      وقال أَبو سعيد : تَعَيِّدَ العائنُ على ما يَتَعَيَّنُ إِذا تَشَهَّقَ عليه وتَشَدَّدَ ليبالغ في إِصابته بعينه .
      وحكي عن أَعرابي : هو لا يُتَعَيَّنُ عليه ولا يُتَعَيَّدُ ؛

      وأَنشد ابن السكيت : كأَنها وفَوْقَها المُجَلَّدُ ، وقِرْبَةٌ غَرْفِيَّةٌ ومِزْوَدُ ، غَيْرَى على جاراتِها تَعَيِّد ؟

      ‏ قال : المُجَلَّدُ حِمْل ثقيل فكأَنها ، وفوقها هذا الحمل وقربة ومزود ، امرأَة غَيْرَى .
      تعيد أَي تَنْدَرِئُ بلسانها على ضَرَّاتها وتحرّك يديها .
      والعَوْدُ : الجمل المُسِنُّ وفيه بقية ؛ وقال الجوهري : هو الذي جاوَزَ في السنِّ البازِلَ والمُخْلِفَ ، والجمع عِوَدَةٌ ، قال الأَزهري : ويقال في لغة عِيَدَةَ وهي قبيحة .
      وفي المثل : إنّ جَرْجَدَ العَوْدَ فَزِدْه وقْراً ، وفي المثل : زاحِمْ بعَوْد أَو دَعْ أَي استعن على حربك بأَهل السن والمعرفة ، فإِنَّ رأْي الشيخ خير من مَشْهَدِ الغلام ، والأُنثى عَوْدَةٌ والجمع عِيادٌ ؛ وقد عادَ عَوْداً وعَوَّدَ وهو مُعَوِّد .
      قال الأَزهري : وقد عَوَّدَ البعيرُ تَعْوِيداً إِذا مضت له ثلاث سنين بعد بُزُولِه أَو أَربعٌ ، قال : ولا يقال للناقة عَوْدَةٌ ولا عَوَّدَتْ ؛ قال : وسمعت بعض العرب يقول لفرس له أُنثى عَوْدَةٌ .
      وفي حديث حسان : قد آن لكم أَنْ تَبْعَثُوا إِلى هذا العَوْدِ ؛ هو الجمل الكبير المُسِنُّ المُدَرَّبُ فشبه نفسه به .
      وفي حديث معاوية : سأَله رجل فقال : إِنك لَتَمُتُّ بِرَحِمٍ عَوْدَة ، فقال : بُلَّها بعَطائكَ حتى تَقْرُبَ ، أَي برَحِمٍ قديمةٍ بعيدة النسب .
      والعَوْد أَيضاً : الشاة المسن ، والأُنثى كالأُنثى .
      وفي الحديث : أَنه ، عليه الصلاة والسلام ، دخل على جابر بن عبد الله منزلَهُ ، قال : فَعَمَدْتُ إِلى عَنْزٍ لي لأَذْبَحَها فَثَغَتْ ، فقال ، عليه السلام : يا جابر لا تَقْطَعْ دَرًّا ولا نَسْلاً ، فقلت : يا رسول الله إِنما هي عَوْدَة علفناها البلح والرُّطَب فسمنت ؛ حكاه الهروي في الغريبين .
      قال ابن الأَثير : وعَوَّدَ البعيرُ والشاةُ إِذا أَسَنَّا ، وبعير عَوْد وشاة عَوْدَةٌ .
      قال ابن الأَعرابي : عَوَّدَ الرجلُ تَعْويداً إِذا أَسن ؛

      وأَنشد : فَقُلْنَ قد أَقْصَرَ أَو قد عَوّدا أَي صار عَوْداً كبيراً .
      قال الأَزهري : ولا يقال عَوْدٌ لبعير أَو شاة ،

      ويقال للشاة عَوْدة ولا يقال للنعجة عَوْدة .
      قال : وناقة مُعَوِّد .
      وقال الأَصمعي : جمل عَوْدٌ وناقة عَوْدَةٌ وناقتان عَوْدَتان ، ثم عِوَدٌ في جمع العَوْدة مثل هِرَّةٍ وهِرَرٍ وعَوْدٌ وعِوَدَةٌ مثل هِرٍّ وهِرَرَةٍ ، وفي النوادر : عَوْدٌ وعِيدَة ؛ وأَما قول أَبي النجم : حتى إِذا الليلُ تَجَلَّى أَصْحَمُه ، وانْجابَ عن وجْهٍ أَغَرَّ أَدْهَمُه ، وتَبِعَ الأَحْمَرَ عَوْدٌ يَرْجُمُه فإِنه أَراد بالأَحمر الصبح ، وأَراد بالعود الشمس .
      والعَوْدُ : الطريقُ القديمُ العادِيُّ ؛ قال بشير بن النكث : عَوْدٌ على عَوْدٍ لأَقْوامٍ أُوَلْ ، يَمُوتُ بالتَّركِ ، ويَحْيا بالعَمَلْ يريد بالعود الأُول الجمل المسنّ ، وبالثاني الطريق أَي على طريق قديم ، وهكذا الطريق يموت إِذا تُرِكَ ويَحْيا إِذا سُلِكَ ؛ قال ابن بري : وأَما قول الشاعر : عَوْدٌ عَلى عَوْدٍ عَلى عَوْدٍ خَلَقْ فالعَوْدُ الأَول رجل مُسنّ ، والعَوْدُ الثاني جمل مسنّ ، والعود الثالث طريق قديم .
      وسُودَدٌ عَوْدٌ قديمٌ على المثل ؛ قال الطرماح : هَلِ المَجْدُ إِلا السُّودَدُ العَوْدُ والنَّدى ، وَرَأْبُ الثَّأَى ، والصَّبْرُ عِنْدَ المَواطِنِ ؟ وعادَني أَنْ أَجِيئَك أَي صَرَفَني ، مقلوب من عَداني ؛ حكاه يعقوب .
      وعادَ فِعْلٌ بمنزلة صار ؛ وقول ساعدة بن جؤية : فَقَامَ تَرْعُدُ كَفَّاه بِمِيبَلَة ، قد عادَ رَهْباً رَذِيّاً طائِشَ القَدَمِ لا يكون عاد هنا إِلا بمعنى صار ، وليس يريد أَنه عاود حالاً كان عليها قبل ، وقد جاء عنهم هذا مجيئاً واسعاً ؛ أَنشد أَبو علي للعجاج : وقَصَباً حُنِّيَ حَتَّى كادَا يَعُودُ ، بَعْدَ أَعْظُمٍ ، أَعْوادَا أَي يصير .
      وعاد : قبيلة .
      قال ابن سيده : قضينا على أَلفها أَنها واو للكثرة وأَنه ليس في الكلام « ع ي د » وأَمَّا عِيدٌ وأَعْيادٌ فبد لازم .
      وأَما ما حكاه سيبويه من قول بعض العرب من أَهلِ عاد بالإِمالة فلا يدل ذلك أَن أَلفها من ياء لما قدّمنا ، وإِنما أَمالوا لكسرة الدال .
      قال : ومن العرب من يدَعُ صَرْفَ عاد ؛

      وأَنشد : تَمُدُّ عليهِ ، منْ يَمِينٍ وأَشْمُلٍ ، بُحُورٌ له مِنْ عَهْدِ عاد وتُبَّعا جعلهما اسمين للقبيلتين .
      وبئر عادِيَّةٌ ، والعادِيُّ الشيء القديم نسب إِلى عاد ؛ قال كثير : وما سالَ وادٍ مِنْ تِهامَةَ طَيِّبٌ ، به قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكُرُورُ (* قوله « وكرور » كذا بالأصل هنا والذي فيه في مادة ك ر ر وكرار بالالف وأورد بيتاً قبله على هذا النمط وكذا الجوهري فيها ).
      وعاد : قبيلة وهم قومُ هودٍ ، عليه السلام .
      قال الليث : وعاد الأُولى هم عادُ بن عاديا بن سام بن نوح الذين أَهلكهم الله ؛ قال زهير : وأُهْلِكَ لُقْمانُ بنُ عادٍ وعادِيا وأَما عاد الأَخيرة فهم بنو تميم ينزلون رمالَ عالِجٍ عَصَوُا الله فَمُسخُوا نَسْناساً ، لكل إِنسان منهم يَدٌ ورجل من شِقّ ؛ وما أَدْري أَيُّ عادَ هو ، غير مصروف (* قوله « غير مصروف » كذا بالأصل والصحاح وشرح القاموس ولو اريد بعاد القبيلة لا يتعين منعه من الصرف ولذا ضبط في القاموس الطبع بالصرف .) أَي أَيّ خلق هو .
      والعِيدُ : شجر جبلي يُنْبِتُ عِيداناً نحو الذراع أَغبر ، لا ورق له ولا نَوْر ، كثير اللحاء والعُقَد يُضَمَّدُ بلحائه الجرح الطري فيلتئم ، وإِنما حملنا العيد على الواو لأَن اشتقاق العيد الذي هو الموسم إِنما هو من الواو فحملنا هذا عليه .
      وبنو العِيدِ : حي تنسب إِليه النوق العِيدِيَّةُ ، والعيدِيَّة : نجائب منسوبة معروفة ؛ وقيل : العِيدية منسوبة إِلى عاد بن عاد ، وقيل : إلى عادِيّ بن عاد إِلا أَنه على هذين الأَخيرين نَسَبٌ شاذٌّ ، وقيل : العيدية تنسب إِلى فَحْلٍ مُنْجِب يقال له عِيدٌ كأَنه ضرب في الإِبل مرات ؛ قال ابن سيده : وهذا ليس بقويّ ؛

      وأَنشد الجوهري لرذاذ الكلبي : ظَلَّتْ تَجُوبُ بها البُلْدانَ ناجِيَةٌ عِيدِيَّةٌ ، أُرْهِنَتْ فيها الدَّنانِيرُ وقال : هي نُوق من كِرام النجائب منسوبة إِلى فحل منجب .
      قال شمر : والعِيدِيَّة ضَرْب من الغنم ، وهي الأُنثى من البُرِْقانِ ، قال : والذكر خَرُوفٌ فلا يَزالُ اسمَه حتى يُعَقَّ عَقِيقَتُه ؛ قال الأَزهري : لا أَعرف العِيدِيَّة في الغنم وأَعرف جنساً من الإِبل العُقَيْلِيَّة يقال لها العِيدِيَّة ، قال : ولا أَدري إِلى أَي شيء نسبت .
      وحكى الأَزهري عن الأَصمعي : العَيْدانَةُ النخلة الطويلة ، والجمع العَيْدانُ ؛ قال لبيد : وأَبْيَض العَيْدانِ والجَبَّار ؟

      ‏ قال أَبو عدنان : يقال عَيْدَنَتِ النخلةُ إِذا صارت عَيْدانَةً ؛ وقال المسيب بن علس : والأُدْمُ كالعَيْدانِ آزَرَها ، تحتَ الأَشاءِ ، مُكَمَّمٌ جَعْل ؟

      ‏ قال الأَزهري : من جعل العيدان فَيْعالاً جعل النون أَصلية والياء زائدة ، ودليله على ذلك قولهم عيْدَنَتِ النخلةُ ، ومن جعله فَعْلانَ مثل سَيْحانَ من ساحَ يَسِيحُ جعل الياء أَصلية والنون زائدة .
      قال الأَصمعي : العَيْدانَةُ شجرة صُلْبَة قديمة لها عروق نافذة إِلى الماء ، قال : ومنه هَيْمانُ وعَيْلانُ ؛

      وأَنشد : تَجاوَبْنَ في عَيْدانَةٍ مُرْجَحِنَّةٍ مِنَ السِّدْرِ ، رَوَّاها ، المَصِيفَ ، مَسِيلُ وقال : بَواسِق النخلِ أَبكاراً وعَيْدان ؟

      ‏ قال الجوهري : والعَيدان ، بالفتح ، الطِّوالُ من النخل ، الواحدة عيْدانَةٌ ، هذا إِن كان فَعْلان ، فهو من هذا الباب ، وإِن كان فَيْعالاً ، فهو من باب النون وسنذكره في موضعه .
      والعَوْدُ : اسم فرَس مالك بن جُشَم .
      والعَوْدُ أَيضاً : فرس أُبَيّ بن خلَف .
      وعادِ ياءُ : اسم رجل ؛ قال النمر بن تولب : هَلاَّ سَأَلْت بِعادياءَ وَبَيْتِه والخلِّ والخمرِ ، الذي لم يُمْنَعِ ؟

      ‏ قال : وإِن كان تقديره فاعلاء ، فهو من باب المعتل ، يذكر في موضعه .
      "

    المعجم: لسان العرب





معنى اعاجم في قاموس معاجم اللغة

قاموس معاجم
اسم عائلة
اسم علم مذكر عربي واسم أسرة، واحده عجمي وأعجمي. والعجم: غير العرب، ولاسيما الفرس؛ سموا بذلك لتعقد ألسنتهم، وصعوبة إفصاحهم. والعجم: نوى القمر، وكل ما كان في جوفِ مأكولٍ كالزبيب. يقال: «ليس لهذا الرمَّانِ عَجَم»، أي ليس له نوى.
اصل اسم عَجَم: عربي
معجم الغني
**عَجُمَ** - [ع ج م]. (ف: ثلا. لازم).** عَجُمَ**،** يَعْجُمُ**، مص. عُجْمَةٌ. 1. "عَجُمَ الرَّجُلُ" : كَانَ فِي لِسَانِهِ لُكْنَةٌ، أَيْ لَمْ يَكُنْ فَصِيحاً. 2. "عَجُمَ الْكَلاَمُ" : لَمْ يَكُنْ فَصِيحاً.
معجم الغني
**عَجَمَ** - [ع ج م]. (ف: ثلا. متعد).** عَجَمْتُ**،** أَعْجُمُ**،** اُعْجُمْ**، مص. عَجْمٌ. 1. "عَجَمَ قُدُرَاتِهِ وَذَكَاءهُ" : اِمْتَحَنَهُ، اِخْتَبَرَهُ. 2. "عَجَمَ النَّصَّ لِيُقْرَأَ بِلاَ خَطَإٍ" : نَقَّطَهُ بِالحَرَكَاتِ، شَكَلَهُ. 3. "عَجَمَتِ الْمِحَنُ الرَّجُلَ" : دَرَّبَتْهُ وَجَعَلَتْهُ يَسْتَفِيدُ مِنْهَا. 4. "جَعَلْتُ عَيْنِي تَعْجُمُهُ " : تَنْظُرُ إِلَيْهِ وَتَتَخَيَّلُ أَنَّهَا رَأَتْهُ مِنْ قَبْلُ.
معجم الغني
**عَجَمٌ** - [ع ج م]. "رَحَلَ إِلَى بِلاَدِ الْعَجَمِ" : خِلاَفُ بِلاَدِ الْعَرَبِ، أَيْ بِلاَدُ الْفُرْسِ.
معجم الغني
**عَجَّمَ** - [ع ج م]. (ف: ربا. متعد).** عَجَّمْتُ**،** أُعَجِّمُ**،** عَجِّمْ**، مص. تَعْجِيمٌ. 1. "عَجَّمَ القَصَائِدَ" : أَزَالَ عُجْمَتَهَا وَإِبْهَامَهَا أَوْ شَكَلَهَا، أَوْ فَسَّرَ مَا غَمُضَ مِنْ أَلْفَاظِهَا، عَجَمَهَا. 2. "عَجَّمَ الكَلِمَةَ" : نَقَّطَها. 3. "عَجَّمَ نَصّاً" : تَرْجَمَهُ مِنَ العَرَبِيَّةِ إِلَى لُغَةٍ أعْجَمِيَّةٍ.
معجم اللغة العربية المعاصرة
معجميات [ جمع ] : ( لغ ) علم يقوم على جمع مفردات اللغة وتصنيفها من حيث دلالتها وبنيتها وأصولها .
معجم اللغة العربية المعاصرة
معجماتي [ مفرد ] : اسم منسوب إلى معجمات : على غير قياس ازداد اهتمام المعجماتيين بلغة الصحافة - لديه فكر معجماتي .
معجم اللغة العربية المعاصرة
معجم [ مفرد ] : ج معجمات ومعاجم : 1 - اسم مفعول من أعجم . 2 - ( لغ ) قاموس ، كتاب يضم مفردات لغوية مرتبة ترتيبا معينا وشرحا لهذه المفردات أو ذكر ما يقابلها بلغة أخرى ازدهرت صناعة المعاجم في العصر الحديث - بحث عن معنى الكلمة في المعجم ° حروف المعجم : الحروف الهجائية .
معجم اللغة العربية المعاصرة
عجمة [ مفرد ] : ج عجمات ( لغير المصدر ) وعجمات ( لغير المصدر ) : 1 - مصدر عجم . 2 - إبهام وخفاء في الكتابة وعدم فصاحة في الكلام .
معجم اللغة العربية المعاصرة
عجم [ جمع ] : مف عجمي• العجم : من لم يكونوا من العرب ، نطقوا بالعربية أو لم ينطقوا ، وتطلق مجازا على الفرس أرسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى العرب والعجم ° بلاد العجم : بلاد الفرس ، إيران حاليا .
معجم اللغة العربية المعاصرة
عجم [ مفرد ] : مصدر عجم .
معجم اللغة العربية المعاصرة
عجمي [ مفرد ] : ج عجم : اسم منسوب إلى عجم : وهم غير العرب سجاد عجمي : من بلاد العجم - بلح / فن عجمي - ينطق بالعربية بشكل جيد بالرغم من أنه عجمي .
معجم اللغة العربية المعاصرة
أعجم [ مفرد ] : ج أعجمون وعجم ، مؤ عجماء ، ج مؤ عجماوات وعجم : 1 - صفة مشبهة تدل على الثبوت من عجم . 2 - من لا يفصح في كلامه ولا يبين وإن كان عربيا . 3 - من ليس بعربي وإن أفصح بالعجمية { ولو نزلناه على بعض الأعجمين } . 4 - أخرس الحيوان مخلوق أعجم ° العجماء : البهيمة .
معجم اللغة العربية المعاصرة
استعجم على يستعجم ، استعجاما ، فهو مستعجم ، والمفعول مستعجم عليه• استعجم الكلام علينا : خفي علينا واستبهم استعجم على الجاهل حديث العلماء .
معجم اللغة العربية المعاصرة
أعجم يعجم ، إعجاما ، فهو معجم ، والمفعول معجم• أعجم الحرف أو الكتاب : عجمه ؛ أزال إبهامه بالنقط أو بالشكل . • أعجم الكلام : أبهمه وذهب به إلى العجمة .
معجم اللغة العربية المعاصرة
عجم يعجم ، عجمة ، فهو أعجم• عجم الشخص : كانت في لسانه لكنة وعدم إفصاح في الكلام لم يستطع التعبير عن نفسه بسبب عجمته - عجم لسانه بعد أن أقام مدة طويلة في بلاد أجنبية .
معجم اللغة العربية المعاصرة
عجم يعجم ، عجما ، فهو عاجم ، والمفعول معجوم• عجم الحرف أو الكتاب : أزال إبهامه بالنقط أو بالشكل . • عجم الشيء : اختبره ° عجم عود فلان .
معجم اللغة العربية المعاصرة
استعجمَ على يستعجِم، استعجامًا، فهو مُسْتَعْجِم، والمفعول مُسْتَعْجَم عليه • استعجم الكلامُ علينا: خفِي علينا واستبهم "استعجم على الجاهل حديث العلماء".
معجم اللغة العربية المعاصرة
أعجميّ [مفرد]: ج أعجميُّون وأعاجِمُ، مؤ أعجميّة، ج مؤ أعجميّات وأعاجِمُ: 1- اسم منسوب إلى أعْجَمُ: ليس بعربيّ ولا بفصيح "لِسانٌ أعجميّ- كتابٌ أعجميّ: غير مبين- {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءَانًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ ءَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ}"| لفظ أعجميّ: لفظ دخيل أو غير فصيح في لغة ما، مثل كلمة تليفون. 2- مَنْ لا ينطق بالكلام الفصيح ولو كان عربيًّا "ما أكثر الأعاجم من العرب".
معجم اللغة العربية المعاصرة
I أعجمَ يُعجم، إعجامًا، فهو مُعجِم، والمفعول مُعجَم • أعجم الحرفَ أو الكتابَ: عجَمه؛ أزال إبهامه بالنَّقط أو بالشَّكل. • أعجم الكلامَ: أبهمه وذهَب به إلى العُجْمة. II أعْجَمُ [مفرد]: ج أعجمون وعُجْم، مؤ عجماءُ، ج مؤ عَجْماوات وعُجْم: 1- صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجُمَ. 2- مَنْ لا يُفصح في كلامه ولا يُبين وإن كان عربيًّا. 3- مَنْ ليس بعربيّ وإن أفصح بالعجميَّة "{وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ}". 4- أخرسُ "الحيوان مخلوقٌ أعجم"| العجماءُ: البهيمة.
معجم اللغة العربية المعاصرة
أعجمي [ مفرد ] : ج أعجميون وأعاجم ، مؤ أعجمية ، ج مؤ أعجميات وأعاجم : 1 - اسم منسوب إلى أعجم : ليس بعربي ولا بفصيح لسان أعجمي - كتاب أعجمي : غير مبين - { ولو جعلناه قرءانا أعجميا لقالوا لولا فصلت ءاياته ءأعجمي وعربي } ° لفظ أعجمي : لفظ دخيل أو غير فصيح في لغة ما ، مثل كلمة تليفون . 2 - من لا ينطق بالكلام الفصيح ولو كان عربيا ما أكثر الأعاجم من العرب .
المعجم الوسيط
الحرفَ والكتابَ ـُ عَجْماً: أزال إبهامه بالنَّقْط والشَّكل. وـ الشيءَ عَجْماً، وعُجُوماً: عضَّه ليعلم صلابته من رخاوته. ويقال: عَجَمَ فلاناً، وعجم عُودَه: امتحنه واختبره. وعجمت الأمورُ فلاناً: درَّبَته. وما عجمتك عينيّ منذ كذا: ما رأتك. وجعلت عيني تعجمه: تنظر إليه ويخيَّل إليها أنها رأته من قبل.( عَجُم ) فلانٌ ـُ عُجْمَة: كان في لسانه لُكْنَة. ويقال كذلك: عجُم الكلامُ: إذا لم يكن فصيحاً. فهو أعجَمْ، وهي عجماء. ( ج ) عُجْم.( أعْجَمَ ) الكلامَ: أبهمه وذهب به إلى العُجْمَة: خلاف أعربه. وـ الكتابَ: عَجَمه.( عَجَّمَ ) الكتابَ: عَجَمَه.( تَعَاجَمَ ) فلانٌ: كَنَى ووَرَّى ولم يُفصح بمراده.( اسْتَعْجَمَ ): سكت. يقال: سألته فاستعجم. وـ الكلامُ عليه: خفي واستبهم.( الأعْجَم ): واحدُ العَجَم. و- الأخرس. وموج أعجم: ليس له رشاش ولا صوت.( الأعْجَميّ ): واحدُ العَجَم. و- الأخرس. ويقال: لسان أعجميّ: غير عربيّ. وكتاب أعجميّ: غير مبين.( العُجَام ): نوى كلِّ شيء كالزَّبيب والرُّمَّان والبلح.( العُجَامَة ): ما عجمته واختبرته.( العَجَم ): خلاف العرب؛ الواحد: عَجَميّ، نطق بالعربية أو لم ينطق. وـ علم على الفُرس خاصَّة. وـ العُجَام، واحدته: عَجَمة.( العُجْم ): خلاف العرب، مفرده أعجم.( العَجْماء ): البهيمة. وفي الحديث: ( جُرح العجماء جُبَار ): أي هَدَر لا غُرْم فيه. وصلاة عَجماء: لا تسمع فيها قراءة.( المُعْجَم ): ديوان لمفردات اللغة مُرَتَّب على حروف المعجم. ( ج ) معجمات، ومعاجم. وحروف المعجم: حروف الهجاء.
مختار الصحاح
ع ج م : العَجَمُ بفتحتين النوى وكل ما كان في جوف مأكول كالزبيب ونحوه الواحد عَجَمَةٌ مثل قصبة وقصب يقال ليس لهذا الزمان عَجَمٌ والعامة تقول عَجْمٌ بالتسكين و العَجَمُ أيضا ضد العرب الواحد عَجَمِيٌّ و العُجْمُ بالضم ضد العرب وفي لسانه عُجْمَةٌ و العَجْمَاءُ البهيمة وفي الحديث { جُرْح العجماء جبار } وإنما سميت عجماء لأنها لا تتكلم وكل من لا يقدر على الكلام أصلا فهو أعْجَمُ و مُسْتَعْجِمٌ و الأَعْجَمُ أيضا الذي لا يفصح ولا يبين كلامه وإن كان من العرب والمرأة عَجْمَاءُ و الأَعْجَمُ أيضا الذي في لسانه عجمة وإن أفصح بالعجمية ورجلان أعْجَمَانِ وقوم أعْجَمُونَ و أعَاجِمُ قال الله تعالى { ولو نزلنا على بعض الأَعجمين } ثم ينسب إليه فيقال لسان أَعْجَمِيٌّ وكتاب أعجمي ولا يقال رجل أعجمي فينسب إلى نفسه إلا أن يكون أعْجَمُ و أعْجَمِيُّ بمعنى مثل دوار ودواري وجمل قعسر وقعسري هذا إذا ورد وردا لا يمكن رده وصلاة النهار عَجْمَاءُ لأنه لا يجهر فيها بالقراءة و العَجْمُ العض وقد عَجَم الحرف و عَجَّمَهُ أيضا تَعْجِيما ولا يقال عَجَمَهُ ومنه حروف المُعْجَمِ وهي الحروف المقطعة التي يختص أكثرها بالنقط من بين سائر حروف الاسم ومعناه حروف الخط المعجم كقولهم مسجد الجامع وصلاة الأولى أي مسجد اليوم الجامع وصلاة الساعة الأولى وناس يجعلون المعجم بمعنى الإعجام مصدرا مثل المخرج والمدخل أي من شأن هذه الحروف أن تعجم و أعْجَم الكتاب ضد أعربه و اسْتَعْجَم عليه الكلام استبهم
الصحاح في اللغة
العَجْمُ: أصل الذَنَبِ، مثل العَجْبِ، وهو العُصْعُصْ. والعَجْمُ أيضاً: صغار الإبل، نحو بنات اللَبونِ إلى الجَذَعِ، يستوي فيه الذكر والأنثى، والجمع العُجومُ. والعَجَمُ، بالتحريك: النوى وكلُّ ما كانَ في جوفِ مأكولٍ، كالزبيب وما أشبهه. قال أبو ذؤيب يصف مَتْلَفاً، وهو المفازة: مُسْتَوْقَدٌ في حصاهُ الشمس تَصْهَرُهُ   كأنّه عَجَمٌ بالـبـيدِ مَـرْضـوخُ الواحدة عَجَمَةٌ. يقال: ليس لهذا الرمّان عَجَمٌ. والعَجَمُ: خلاف العَرَبِ، الواحد عَجَمِيٌّ. والعُجْمُ بالضم: خلاف العُرْبِ. وفي لسانه عُجْمَةٌ. وعُجْمَةُ الرمل أيضاً: آخره. والعَجَمَةُ بالتحريك أيضاً: النخلةُ تنبُت من النواة. والعَجَماتُ: الصُخور الصِلابُ. والإبلُ العَجَمُ: التي تَعْجُمُ العِضاه والقتادَ والشَوكَ، فتجزأ بذلك من الحَمْض. والعَجْماءُ: البهيمةُ. وفي الحديث: جُرحُ العَجْماءِ جُبارٌ. وإنَّما سمّيت عَجْماءَ لأنَّها لا تتكلَّم. فكلُّ من لا يقدر على الكلام أصلاً فهو أعْجَمُ ومُسْتَعْجِمٌ. والأعْجَمُ أيضاً: الذي لا يُفصح ولا يُبين كلامَه، وإن كانَ من العرب. والمرأة عَجْماءُ. والأعْجَمُ أيضاً: الذي في لسانه عُجْمَةٌ وإن أفصح بالعَجَمِيَّةِ. ورجلان أعْجمانِ وقومٌ أعْجَمونَ وأعاجِمُ. قال الله تعالى: "ولو نزَّلْنا على بَعْضِ الأعْجَمينَ"، ثمَّ ينسب إليه فيقال لسانٌ أعْجَمِيٌّ، وكتابٌ أعْجَميٌّ. والأعْجَمُ من الموج: الذي لا يتنفّس، أي لا ينضَح الماء ولا يُسمع له صوت. وصلاة النهار عَجْماءُ، لأنّه لا يُجهر فيها بالقراءة. والعَجْمُ: العضُّ. وقد عَجَمْتُ العودَ أعْجُمُهُ بالضم، إذا عضضته لتعلمَ صلابتَه من خَوَره. والعَواجِمُ: الأسنان. وعَجَمْتُ عودَه، أي بلوتُ أمره وخبرتُ حاله. وقال: أبى عودُكَ المَعْجومُ إلاَّ صلابةً   وكَفَّاكَ إلا نائلاً حين تُـسْـألُ ورجلٌ صُلْبُ المَعْجَمِ، إذا كانَ عزيز النفس. وناقةٌ ذات مَعْجَمَةٍ، أي ذات سِمَنٍ وقوّةِ وبقيّةٍ على السَير. وما عَجَمَتْكَ عيني منذُ كذا، أي ما أخذَتْك. ورأيت فلاناً فجعلَتْ عيني تَعْجُمُهُ كأنَّها تعرفه. والثورُ يَعْجُمُ قرنَه، إذا ضرب به الشجرةَ يبلُوه. وعَجْمُ السيفِ: هَزُّهُ للتجرِبة. والعَجْمُ: النَقْطُ بالسواد، مثل التاء على نقطتان. يقال: أعْجَمْتُ الحرف. والتَعْجيمُ مثله، ولا تقل عَجَمْتُ. وأعْجَمْتُ الكتابَ: خلاف قولك أعْرَبْتُهُ. وبابٌ مُعْجَمٌ، أي مُقْفلٌ به. واسْتَعْجَمَ عليه الكلام: استبهم.
لسان العرب
العُجْمُ والعَجَمُ خِلافُ العُرْبِ والعَرَبِ يَعْتَقِبُ هذانِ المِثالانِ كثيراً يقال عَجَمِيٌّ وجمعه عَجَمٌ وخلافه عَرَبيّ وجمعه عَرَبٌ ورجل أَعْجَم وقوم أعْجَمُ قال سَلُّومُ لو أَصْبَحْتِ وَسْطَ الأعْجَمِ في الرُّومِ أَو فارِسَ أَو في الدَّيْلَمِ إذاً لَزُرناكِ ولو بسُلَّمِ وقول أَبي النَّجْم وطَالَما وطَالَما وطالَما غَلَبْتُ عاداً وغَلَبْتُ الأَعْجَما إنما أَراد العَجَم فأَفرده لمقابلته إياه بعادٍ وعادٌ لفظ مفرد وإِن كان معناه الجمعَ وقد يُرِيدُ الأَعْجَمِينَ وإِنما أَراد أَبو النجم بهذا الجَمْعَ أَي غلبتُ الناسَ كُلَّهم وإن كان الأَعْجَمُ ليسوا ممن عارَضَ أَبو النجم لأَن أَبا النجم عربي والعَجَم غير عرب ولم يجعل الأَلف في قوله وطالما الأخيرةَ تأْسيساً لأَنه أَراد أَصل ما كانت عليه طال وما جميعاً إذا لم تجعلا كلمة واحدة وهو قد جعلهما هنا كلمة واحدة وكان القياسُ أَن يجعلها ههنا تأْسيساً لأَن ما ههنا تَصْحَبُ الفعلَ كثيراً والعَجَمُ جمع العَجيّ وكذلك العَرَبُ جمع العَرَبيّ ونَحْوٌ من هذا جَمْعُهم اليهوديَّ والمجوسيَّ اليهودَ والمجوس والعُجْمُ جمع الأَعْجَمِ الذي لا يُفْصِحُ ويجوز أَن يكون العُجْمُ جمعَ العَجَم فكأَنه جمع الجمع وكذلك العُرْبُ جمعُ العَرَبِ يقال هؤلاء العُجْمُ والعُرْبُ قال ذو الرمة ولا يَرى مِثْلَها عُجْمٌ ولا عَرَبُ فأَراد بالعُجْم جمعَ العَجَمِ لأَنه عطف عليه العَرَبَ قال أَبو إسحق الأَعْجَمُ الذي لا يُفْصِحُ ولا يُبَيِّنُ كلامَه وإِن كانَ عَرَبيَّ النَّسبِ كزيادٍ الأَعْجَمِ قال الشاعر مَنْهَل للعبادِ لا بُدَّ منه مُنْتَهى كلِّ أَعْجَمٍ وفَصِيح والأُنثى عَجْماءُ وكذلك الأَعْجَميُّ فأَما العَجَميُّ فالذي من جنس العَجَم أَفْصَحَ أَو لم يُفْصِحْ والجمع عَجَمٌ كَعَرَبيٍّ وعَرَبٍ وعَرَكيٍّ وعَرَكٍ ونَبَطيٍّ ونَبَطٍ وخَوَليٍّ وخَوَلٍ وخَزَريٍّ وخَزَرٍ ورجل أَعْجَميٌّ وأَعْجَمُ إذا كان في لسانه عُجْمة وإن أَفْصَحَ بالعجمية وكلامٌ أَعْجَمُ وأَعْجَميٌّ بَيِّنُ العُجْمة وفي التنزيل لِسانُ الذي يُلْحدُونَ إليه أَعْجَمِيٌّ وجمعه بالواو والنون تقول أَحْمَرِىٌّ وأَحْمَرُونَ وأَعْجَمِيٌّ وأَعْجَموُن على حَدِّ أَشْعَثِيٍّ وأَشْعَثِينَ وأَشْعَريٍّ وأَشْعَرِينَ وعليه قوله عز وجل ولو نَزَّلْناه على بَعْضِ الأَعْجَمِينَ وأَما العُجْمُ فهو جمع أَعْجَمَ والأَعْجَمُ الذي يُجْمَعُ على عُجْمٍ يَنْطَلِقُ على ما يَعْقِلُ وما لا يَعْقِل قال الشاعر يَقُولُ الخَنا وأَبْغَضُ العُجْمِ ناطقاً إلى ربِّنا صَوْتُ الحِمارِ اليُجَدَّعُ ويقال رَجُلانِ أعْجمانِ ويُنْسَبُ إلى الأَعْجَمِ الذي في لسانه عُجْمةٌ فيقال لسانٌ أَعْجَميٌّ وكِتابٌ أَعْجَميٌّ ولا يقال رجل أَعجميٌّفتَنسُبه إلى نفسه إلاَّ أَن يكون أَعْجَمُ وأَعْجَمِيٌّ بمعنىً مثل دَوَّارٍ ودَوَّاريّ وجَمَلٍ قَعْسَرٍ وقَعْسَريٍّ هذا إذا ورَدَ ورُوداً لا يُمْكِنُ رَدُّه وقال ثعلب أَفْصَحَ الأَعْجَمِيٌّ قال أَبو سهل أَي تكلم بالعربية بعد أَن كان أَعْجَمِيّاً فعلى هذا يقال رجل أَعْجَمِيٌّ والذي أَراده الجوهري بقوله ولايقال رجل أَعْجَمِيٌّ إنما أَراد به الأَعْجَمَ الذي في لسانه حُبْسَةٌ وإن كان عربيّاً وأَما قولُ ابنِ مَيَّادَةَ وقيل هو لمِلْحَة الجَرْميّ كأَنَّ قُرادَيْ صَدْرِه طَبَعَتْهما بطينٍ من الجَوْلان كُتَّابُ أَعْجَمِ فلم يُرِدْ به العَجَمَ وإنما أَراد به كُتَّابَ رَجُلٍ أَعجَمَ وهو مَلِكُ الروم وقوله عَزَّ وجَلَّ أَأَعْجَمِيٌّ وعربيٌّ بالاستفهام جاء في التفسير أَيكون هذا الرسولُ عربيّاً والكتابُ أَعجمي قال الأَزهري ومعناه أَن الله عز وجل قال ولو جعلناه قرآناً أَعْجَمِيّاً لقالوا هَلاَّ فُصِّلَتْ آياتُه عَرَبِيَّةً مُفَصَّلةَ الآي كأَن التَّفْصِيل للسان العَرَب ثم ابتدأَ فقال أَأََعجمي وعربي حكايةً عنهم كأَنهم يَعَْجبون فيقولون كتابٌ أَعجميّ ونبيّ عربي كيف يكون هذا ؟ فكان أَشد لتكذيبهم قال أَبو الحسن ويُقرأ أَأَعجمي بهمزتين وآعجمي بهمزة واحدة بعدها همزة مخففة تشبه الأَلف ولا يجوز أن تكون أَلفاً خالصة لأن بعدها عيناً وهي ساكنة ويُقرأُ أَعْجَميٌّ بهمزة واحدة والعين مفتوحة قال الفراء وقراءة الحسن بغير استفهام كأنه جعله من قِبَلِ الكَفَرَة وجاء في التفسير أَن المعنى لو جعلناه قرآناً أَعجميّاً لقالوا هَلاّ بُيِّنَتْ آياته أَقرآنٌ ونَبيٌّ عَربي ومن قرأَ آعجمي بهمزة وأَلف فإنه منسوب إلى اللسان الأَعجمي تقول هذا رجل أَعْجميٌّ إذا كان لا يُفْصِحُ كان من العَجَمِ أَو من العَرَب ورجل عَجَمِيٌّ إذا كان من الأَعاجِم فَصِيحاً كان أَو غير فصيح والأَجْوَدُ في القراءةِ آعْجَميٌّ بهمزة وأَلف على جهة النسبة إلى الأَعْجَمِ ألا تَرى قَوْلَه ولو جعلناه قرآناً أَعجميّاً ؟ ولم يقرأْه أحد عَجَمِيّاً وأَما قراءة الحسن أَعَجَمِيٌّ وعربي بهمزة واحدة وفتح العين فعلى معنى هَلاَّ بُيِّنَتْ آياتُه فَجُعِلَ بعضُه بياناً للعَجَم وبعضُه بياناً للعرب قال وكل هذه الوجوه الأَربعة سائغةٌ في العربية والتفسير وأَعْجَمْتُ الكتابَ ذَهَبْتُ به إلى العُجْمَةِ وقالوا حروفُ المُعْجم فأَضافوا الحروفَ إلى المُعْجَم فإن سأَل سائل فقال ما معنى حروف المعجم ؟ هل المُعْجَم صفةٌ لحروفٍ هذه أَو غير وصف لها ؟ فالجواب أَنَّ المُعْجَم من قولنا حروفُ المُعْجَم لا يجوز أَن يكون صفة لحروفٍ هذه من وجهين أَحدهما أَن حروفاً هذه لو كانت غير مضافة إلى المُعْجَم لكانت نكرة والمُعْجَم كما ترى معرفة ومحال وصف النكرة بالمعرفة والآخر أَن الحروفَ مضافةٌ ومحال إضافة الموصوف إلى صفته والعلة في امتناع ذلك أَن الصفة هي الموصوف على قول النحويين في المعنى وإضافةُ الشيء إلى نفسه غير جائزة وإذا كانت الصفةُ هي الموصوف عندهم في المعنى لم تجز إضافة الحروف إلى المعجم لأَنه غير مستقيم إضافةُ الشيءِ إلى نفسه قال وإنما امتنع من قِبَلِ أَن الغَرَضَ في الإضافة إنما هو التخصيصُ والتعريفُ والشيء لا تُعَرِّفُه نفسهُ لأَنه لو كان معرفة بنفسه لما احتيج إلى إضافته إنما يضاف إلى غيره ليُعَرِّفَه وذهب محمد بن يزيد إلى أَن المُعْجَم مصدر بمنزلة الإعجام كما تقول أَدْخَلْتُه مُدْخَلاً وأَخْرَجْتُه مُخْرَجاً أَي إدخالاً وإخراجاً وحكى الأَخفش أَن بعضهم قَرَأَ ومن يُهِنِ اللهُ فما له من مُكْرَم بفتح الراء أَي من إكْرامٍ فكأَنهم قالوا في هذا الإعْجام فهذا أَسَدُّ وأَصْوَبُ من أن يُذْهَب إلى أَن قولهم حُروف المُعْجَم بمنزلة قولهم صلاةُ الأُولى ومسجد الجامع لأَن معنى ذلك صلاة الساعةِ الأُولى أَو الفَريضةِ الأُولى ومسجد اليوم الجامع فالأُولى غيرُ الصلاةِ في المَعنى والجامعُ غيرُ المسجد في المعنى وإنما هما صِفتان حُذف موصوفاهما وأُقيما مُقامَهما وليس كذلك حُروفُ المُعْجَم لأَنه ليس معناه حروفَ الكلامِ المعجم ولا حروف اللفظِ المعجم إنما المعنى أَن الحروفَ هي المعجمةُ فصار قولنا حروف المعجم من باب إضافة المفعول إلى المصدر كقولهم هذه مَطِيَّةُ رُكُوبٍ أَي من شأْنها أَن تُرْكَب وهذا سَهْمُ نِضالٍ أَي من شأْنه أَن يُناضَلَ به وكذلكَ حروفُ المعجم أَي من شأْنها أَن تُعجَم فإن قيل إن جميع الحروف ليس مُعْجَماً إنما المُعْجمُ بَعْضُها أَلا ترى أَنَّ الأَلفَ والحاء والدالَ ونحوها ليس معجماً فكيف استجازوا تسميةَ جميعِ هذه الحروفِ حُروفَ المعجم ؟ قيل إنما سُمّيت بذلك لأَن الشكل الواحدَ إذا اختلفتْ أَصواتُه فأَعْجَمْتَ بَعْضَها وترَكْتَ بعضَها فقد علم أَن هذا المتروكَ بغير إعجام هو غيرُ ذلك الذي مِنْ عادته أَن يُعْجَمَ فقد ارتفع أَيضاً بما فعَلُوا الإشكالُ والاسْتِبْهامُ عنهما جميعاً ولا فرقَ بين أَن يزولَ الاستبهامُ عن الحرفِ بإعْجامٍ عليه أَو ما يقوم مَقامَ الإِعجام في الإيضاحِ والبيان أَلا ترى أَنك إذا أَعْجَمْتَ الجيمَ بواحدةٍ من أَسفلَ والخاءَ بواحدةٍ من فَوْقُ وتركتَ الحاءَ غُفْلاً فقد عُلِمَ بإِغْفالها أَنها ليست بواحدةٍ من الحرفين الآخَرَيْن أَعني الجيمَ والخاء ؟ وكذلك الدالُ والذالُ والصادُ وسائرُ الحروف فلما اسْتَمَرَّ البيانُ في جميعها جاز تسميتُها حروفَ المعجم وسئل أَبوالعباس عن حروف المعجم لِمَ سُمِّيَت مُعْجَماً ؟ فقال أَما أَبو عمرو الشَّيْبانيُّ فيقول أَعْجَمْتُ أَبهمت وقال والعَجَمِيُّ مُبْهَمُ الكلامِ لا يتبين كلامُه قال وأَما الفراء فيقول هو من أَعْجَمْتُ الحروف قال ويقال قُفْلٌ مُعْجَم وأَمْرٌ مُعْجَم إذا اعْتاصَ قال وسمعت أَبا الهَيْثَم يقول مُعجمُ الخَطِّ هو الذي أَعْجَمه كاتِبُه بالنقط تقول أَعْجَمْتُ الكتابَ أُعْجِمهُ إعْجاماً ولا يقال عَجَمْتُه إنما يقال عَجَمْتُ العُودَ إذا عَضَضْتَه لتَعرِفَ صَلابتَه من رَخاوتِه وقال الليث المعجم الحروفُ المُقَطَّعَةُ سُمِّيت مُعْجَماً لأَنها أَعجمية قال وإذا قلت كتابٌ مُعَجَّمٌ فإن تَعْجيمَه تنقيطُه لِكَيْ تسْتبِينَ عُجْمَتُه وتَضِحَ قال الأَزهري والذي قاله أَبوالعباس وأَبو الهَيْثم أَبْينُ وأَوْضَحُ وفي حديث عطاء سُئل عن رجل لَهَزَ رجلاً فقَطَعَ بعضَ لسانه فعَجَمَ كلامَه فقال يُعْرَضُ كلامُه على المُعْجَم فما نقَصَ كلامُه منها قُسِمَت عليه الدِّيةُ قال ابن الأَثير حروف المعجم حروف أ ب ت ث سميت بذلك من التَّعْجيم وهو إزالة العُجْمة بالنقط وأَعْجَمْت الكتاب خلافُ قولك أَعْرَبْتُه قال رؤبة ( * قوله « قال رؤبة » تبع فيه الجوهري وقال الصاغاني الشعر للحطيئة ) الشِّعرُ صَعْبٌ وطَويلٌ سُلَّمُهْ إذا ارْتَقَى فيه الذي لا يَعْلَمُهْ زَلَّتْ به إلى الحَضِيضِ قَدَمُهْ والشِّعْرُ لا يَسْطِيعُه مَنْ يَظْلِمُهْ يُريدُ أَنْ يُعْرِبَه فَيُعجِمُهْ معناه يريد أَن يُبيِّنَه فَيَجْعَلُه مُشْكِلاً لا بَيانَ له وقيل يأْتي به أَعْجَمِيّاً أَي يَلْحَنُ فيه قال الفراء رَفَعَه على المُخالفة لأَنه يريد أَن يُعْربَه ولا يُريدُ أَن يُعْجِمه وقال الأَخفش لوُقوعه مَوْقِع المرفوع لأَنه أَراد أَن يقول يريد أَن يعربه فيقَعُ مَوْقعَ الإعْجام فلما وضع قوله فيُعْجِمُه موضعَ قوله فيقعُ رَفعَه وأَنشد الفراء الدارُ أَقْوَتْ بَعْدَ محْرَنْجِمِ مِنْ مُعْرِبٍ فيها ومِنْ مُعْجِمِ والعَجْمُ النَّقْطُ بالسواد مثل التاء عليه نُقْطتان يقال أَعْجَمْتُ الحرفَ والتَّعْجِيمُ مِثْلُه ولا يقال عَجَمْتُ وحُروفُ المعجم هي الحُروفُ المُقَطَّعَةُ من سائر حروفِ الأُمَم ومعنى حروفِ المعجم أَي حروف الخَطِّ المُعْجَم كما تقول مسجد الجامعِ أَي مسجد اليوم الجامعِ وصلاةُ الأُولى أَي صلاة الساعةِ الأُولى قال ابن بري والصحيح ما ذهب إليه أَبو العباس المبرد من أَن المُعْجَم هنا مصدر وتقول أَعْجَمْتُ الكتابَ مُعْجَماً وأَكْرَمتُه مُكْرَماً والمعنى عنده حروفُ الإعْجامِ أَي التي من شأْنها أَن تَعْجَم ومنه قوله سَهْمُ نِضالٍ أَي من شأْنه أَنْ يُتَناضَلَ به وأَعْجَم الكتابَ وعَجَّمَه نَقَطَه قال ابن جني أَعْجَمْتُ الكتاب أَزَلْتُ اسْتِعْجامَه قال ابن سيده وهو عنده على السَّلْب لأَن أَفْعَلْتُ وإن كان أَصْلُها الإثْباتَ فقد تجيء للسلب كقولهم أَشْكَيْتُ زيداً أَي زُلْتُ له عَمَّا يَشكُوه وكقوله تعالى إن الساعة آتية أَكادُ أُخْفِيها تأْويله والله أَعلم عند أَهل النظر أَكاد أُظْهرها وتلخيصُ هذه اللفظةِ أَكادُ أُزِيل خَفاءَها أَي سَتْرَها وقالوا عَجَّمْتُ الكتابَ فجاءت فَعَّلْت للسَّلْب أَيضاً كما جاءت أَفْعَلْت وله نظائر منها ما تقدّم ومنها ما سيأْتي وحُروفُ المُعْجَم منه وكتابٌ مُعْجمٌ إذا أَعْجمَه كاتبُه بالنَّقْط سُمِّي مُعْجَماً لأَن شُكول النَّقْط فيها عُجمةٌ لا بيانَ لها كالحروف المُعْجَمة لا بيانَ لها وإن كانت أُصولاً للكلام كله وفي حديث ابن مسعود ما كُنّا نتَعاجَمُ أَن مَلَكاً يَنْطِقُ على لسان عُمَر أَي ما كنا نَكْني ونُوَرّي وكلُّ مَنْ لم يُفْصح بشيء فقد أَعْجَمه واسْتَعْجم عليه الكلامُ اسْتَبْهَم والأَعْجَمُ الأَخْرَسُ والعَجْماء والمُسْتَعجِمُ كلُّ بهيمةٍ وفي الحديث العَجْماءُ جُرْحُها جُبارٌ أَي لا دِيةَ فيه ولا قَودَ أَراد بالعَجْماء البهيمة سُمِّيت عَجْماءَ لأَنها لا تَتَكلَّمُ قال وكلُّ مَن لا يقدِرُ على الكلام فهو أَعجم ومُسْتَعْجِمٌ ومنه الحديث بعدَدِ كل فصيح وأَعْجَم قيل أَراد بعدد كل آدَمِيٍّ وبهيمةٍ ومعنى قوله العجماءُ جُرْحُها جُبارٌ أَي البهيمة تنفلت فتصيبُ إنساناً في انْفِلاتها فذلك هَدَرٌ وهو معنى الجُبار ويقال قرأَ فلان فاسْتَعْجمَ عليه ما يَقْرؤه إذا الْتَبَسَ عليه فلم يَتَهيَّأْ له أَن يَمضِي فيه وصلاةُ النهارِ عَجماءُ لإخْفاء القراءة فيها ومعناه أَنه لا يُسْمَعُ فيها قراءةٌ واسْتَعّجَمَتْ على المُصَلِّي قِراءته إذا لم تَحضُرْه واستعجم الرجل سكَت واستَعجمت عليه قراءتُه انقطعت فلم يَقْدِرْ على القراءة من نعاس ومنه حديث عبد الله إذا كانَ أحدكُم يُصلِّي فاسْتعجَمَتْ عليه قِراءتُه فَلْيُتِمَّ أَي أُرْتِجَ عليه فلم يقدِرْ أَن يقرأَ كأَنه صارَ به عُجْمةٌ وكذلك اسْتَعْجَمَتِ الدارُ عن جواب سائلها قال امرؤ القيس صَمَّ صَداها وعَفا رَسْمُها واسْتَعْجَمَتْ عن مَنْطِقِ السائلِ عَدَّاه بِعن لأَن اسْتَعْجَمَت بمعنى سكتَتْ وقول علقمة يَصف فرساً سُلاَّءَةٌ كعَصا النَّهْدِيّ غُلَّ لها ذُو فَيْئةٍ من نَوَى قُرَّانَ معجومُ قال ابن السكيت معنى قوله غُلَّ لها أَي أُدخِلَ لها إدخالاً في باطن الحافرِ في موضع النُّسور وشَبَّه النُّسورَ بِنَوَى قُرَّانَ لأَنها صِلابٌ وقوله ذُو فَيئَة يقول له رُجوعٌ ولا يكون ذلك إلامن صَلابتِه وهو أَن يَطعَمَ البعيرُ النَّوَى ثم يُفَتَّ بَعرُه فيُخْرَجَ منه النَّوَى فيُعلَفَه مَرَّةً أُخرى ولا يكون ذلك إلا من صَلابته وقوله مَعْجوم يريد أَنه نَوى الفَم وهو أَجود ما يكون من النَّوى لأَنه أَصْلَبُ من نَوى النبيذِ المطبوخ وفي حديث أُمّ سلمة نهانا النبي صلى الله عليه وسلم أَن نَعْجُمَ النَّوَى طَبخاً وهو أَن نُبالِغَ في طَبْخِه ونُضْجه يَتَفتَّتَ النَّوَى وتَفْسُدَ قُوّتُه التي يَصْلُحُ معها للغنم وقيل المعنى أَن التمر إذا طُبِخَ لِتُؤْخذَ حَلاوتهُ طُبِخَ عَفواً حتى لا يَبلُغَ الطَّبخ النوى ولا يُؤثِّرَ فيه تأْثيرَ مَنْ يَعْجُمُه أَي يَلُوكُه ويَعَضُّه لأَن ذلك يُفْسِد طعمَ السُّلافةِ أَو لأَنه قُوتُ الدَّواجِن فلا يُنْضَجُ لئلا وخَطَب الحَجَّاجُ يوماً فقال إِن أَميرَ المؤمنينَ نَكَبَ كِنَانَتَه فعَجَم عِيدانَها عُوداً عُوداً فوجَدَني أَمَرّها عُوداً يريد أَنه قد رازَها بأَضْراسِه ليَخْبُرَ صَلابتَها قال النابغة فَظَلَّ يَعْجُمُ أَعْلى الرَّوْق مُنْقَبِضاً ( * تمام البيت في حالك اللَّونِ صَدْقٍ غير ذي أودِ ) أَي يَعَضُّ أَعْلى قَرْنِه وهو يقاتله والعَجْمُ عَضٌّ شديدٌ بالأَضراس دُون الثّنايا وعَجَم الشيءَ يَعْجُمُه عَجْماً وعُجوماً عَضّه ليَعْلَم صلابَتَه من خَوَرِه وقيل لاكَه للأَكْل أَو للخِبْرة قال أَبو ذؤيب وكنتُ كعَظْمِ العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه بأَطْرافِها حتى اسْتدَقَّ نُحولُها يقول رَكِبَتْني المصائبُ وعجَمَتْني كما عَجَمتِ الإبلُ العِظامَ والعُجامةُ ما عَجَمْتَه وكانوا يَعْجُمون القِدْح بين الضِّرْسَيْن إذا كان معروفاً بالفَوْز ليُؤثِّرُوا فيه أثَراً يَعْرفونه به وعَجمَ الرجلَ رَازَه على المَثَل والعَجْمِيُّ من الرجالِ المُميِّزُ العاقلُ وعَجَمَتْه الأُمورُ دَرَّبَتْه ورجل صُلْبُ المَعْجَمِ والمَعْجَمةِ عزيزُ النفْس إذا جَرَّسَتْه الأُمورُ وَجَدَتْه عزيزاً صُلْباً وفي حديث طلحة قال لعمر لقد جَرَّسَتْكَ الأُمور ( * قوله « لقد جرستك الأمور » الذي في النهاية لقد جرستك الدهور وعجمتك الأمور ) وعَجَمَتْك البَلايَا أَي خَبَرَتْك من العَجْم العَضّ يقال عَجَمْتُ الرجلَ إذا خَبَرْتَه وعَجمْتُ العُودَ إذا عَضَضْتَه لِتَنْظُرَ أَصُلْبٌ أَم رخْوٌ وناقةٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ أَي ذاتُ صَبْرٍ وصلابةٍ وشِدّةٍ على الدَّعْك وأَنشد بيت المَرَّار جِمالٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ ونُوقٌ عَواقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً وحُولُ وقال غيره ذاتُ مَعْجَمةٍ أَي ذاتُ سِمَنٍ وأَنكره شمر قال الجوهري أي ذاتُ سِمَن وقُوةٍ وبَقِيَّةٍ على السَّير قال ابن بري رجلٌ صُلْبُ المَعْجَم للذي إذا أَصابَتْه الحوادثُ وجدته جَلْداً من قولك عَودٌ صُلْبُ المَعْجَمِ وكذلك ناقة ذاتُ مَعْجَمةٍ للتي اخْتُبِرَتْ فوُجِدتْ قَويَّةً على قَطْع الفَلاة قال ولا يُراد بها السِّمَنُ كما قال الجوهري وشاهده قول المتلمس جاوَزْتُه بأَمونٍ ذاتِ مَعْجَمة تَهْوي بكَلْكَلِها والرأْس مَعْكومُ والعَجُومُ الناقةُ القوِيَّةُ على السفَر والثَّوْرُ يَعْجُمُ قَرْنَه إذا ضَرب به الشجرةَ يَبْلُوه وعَجِم السَّيْفَ هزَّه للتَّجْرِبة ويقال ما عَجَمَتْكَ عَيني مُذْ كذا أَي ما أَخَذَتْك ويقول الرجلُ للرجل طالَ عهدِي بك وما عَجَمَتْك عيني ورأَيتُ فلاناً فجعلَتْ عيني تعْجُمه أَي كأَنها لا تَعْرِفُه ولا تَمْضِي في معرفته كأَنها لا تُثْبِتُه عن اللحياني وأَنشد لأَبي حَيَّة النُّمَيْري كتَحْبير الكِتابِ بكفِّ يَوْماً يَهُودِيٍّ يُقارِبُ أَو يَزِيلُ على أَن البَصيرَ بها إذا ما أَعادَ الطَّرْفَ يَعْجُم أَو يَفيلُ أَي يَعْرف أَو يَشُكُّ قال أَبو داود السِّنْحيُّ رآني أَعرابي فقال لي تَعْجُمُك عَيْني أَي يُخَيَّلُ إليّ أَنّي رَأَيْتُك قال ونَظَرْتُ في الكتاب فعَجَمْتُ أَي لم أَقِفْ على حُروفه وأَنشد بيت أَبي حَيَّة يَعْجُم أو يَفيل ويقال لقد عَجَموني ولَفَظُوني إذا عَرَفُوك وأَنشد ابن الأعرابي لِجُبَيْهاءَ الأَسلميّ فلَوْ أَنّها طافَتْ بِطُنْبٍ مُعَجَّمٍ نَفَى الرِّقَّ عنه جَذْبُه فهو كالِحُ قال والمُعَجَّمُ الذي أُكِلَ لم يَبْقَ منه إلا القليلُ والطُّنُبُ أَصلُ العَرْفَجِ إذا انْسَلخَ من وَرَقِه والعَجْمُ صِغارُ الإبل وفَتاياها والجمعُ عُجومٌ قال ابن الأعرابي بنَاتُ اللَّبونِ والحِقاقُ والجِذاعُ من عُجومِ الإبل فإذا أَثْنَتْ فهي من جِلَّتِها يستوي فيه الذكرُ والأُنثى والإبلُ تُسَمَّى عَواجمَ وعاجِماتٍ لأَنها تَعْجُم العِظامَ ومنه قوله وكنتُ كعَظْم العاجِمات وقال أَبو عبيدة فحلٌ أَعْجمُ يَهْدِرُ في شِقْشِقةٍ لا ثُقْبَ لها فهي في شِدْقه ولا يَخْرُج الصوتُ منها وهم يَسْتحِبُّون إرْسالَ الأَخْرسِ في الشَّوْلِ لأَنه لا يكون إلا مِئْناثاً والإبلُ العَجَمُ التي تَعْجُم العِضاهَ والقَتادَ والشَّوْكَ فَتَجْزَأُ بذلك من الحَمْض والعَواجِمُ الأَسنانُ وعَجَمْتُ عُودَه أَي بَلَوْتُ أَمْرَه وخَبَرْتُ حالَه وقال أَبَى عُودُك المَعْجومُ إلا صَلابةً وكَفَّاكَ إلا نائِلاً حينَ تُسْأَلُ والعَجَمُ بالتحريك النَّوَى نَوى التمرِ والنَّبِقِ الواحدةُ عَجَمةٌ مثل قَصَبةٍ وقَصَب يقال ليس هذا الرُّمَّان عَجَم قال يعقوب والعامّة تقوله عَجْمٌ بالتسكين وهو العُجام أَيضاً قال رؤبة ووصف أُتُناً في أَرْبعٍ مِثْلِ عُجامِ القَسْبِ وقال أبو حنيفة العَجَمةُ حبّة العِنب حتى تنبُت قال ابن سيده والصحيح الأَول وكلُّ ما كان في جوف مأْكولٍ كالزبيب وما أَشبهه عَجَمٌ قال أَبو ذؤيب يصف مَتْلَفاً مُسْتوقدٌ في حَصاهُ الشَّمْسُ تَصْهره كأَنه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوخُ والعَجَمةُ بالتحريك النخلةُ تنبُت من النَّواة وعُجْمةُ الرملِ كَثرته وقيل آخِره وقيل عُجْمتُه وعِجْمتُه ما تعقَّد منه ورملةٌ عَجْماءُ لا شجرَ فيها عن ابن الأَعرابي وفي الحديث حتى صَعِدْنا إحدى عُجْمَتَي بدرٍ العُجْمةُ بالضم المتراكم من الرمل المُشرف على ما حَوْله والعَجَمات صُخورٌ تَنبت في الأَودية قال أَبو دُواد عَذْبٌ كماء المُزْنِ أَنْ زَلَه مِنَ العَجَماتِ بارِدْ يصف رِيقَ جارية بالعذوبة والعَجَماتُ الصُّخور الصِّلاب وعَجْمُ الذَّنَب وعُجْمُه جميعاً عَجْبُه وهو أَصله وهو العُصْعُص وزعم اللحياني أَن ميمَهما بدلٌ من الباء في عَجْبٍ وعُجْب والأعجَم من الموج الذي لا يتنفَّسُ أَي لا يَنضَح الماءَ ولا يُسمعَ له صوت وبابٌ مُعْجَم أَي مُقْفَل أَبو عمرو العَجَمْجَمةُ من النوق الشديدة مثل العَثَمْثَمة وأَنشد باتَ يُباري وَرِشاتٍ كالقَطا عَجَمْجَماتٍ خُشُفاً تَحْتَ السُّرَى الوَرِشاتُ الخِفافُ والخُشُفُ الماضيةُ في سيرها بالليل وبنو أَعجَمَ وبنو عَجْمانَ بَطنان
الرائد
* عجم يعجم: عجما وعجوما. 1-العود أو نحوه: عضه ليعلم صلابته من رخاوته. 2-ه أو الشيء: امتحنه، اختبره. 3-ته الأمور: دربته. 4-«عجم عوده»: جرب أمره وخبر حاله.
الرائد
* عجم يعجم: عجما. الحرف أو الكتاب: نقطه.
الرائد
* عجم يعجم: عجمة. كان في لسانه لكنة وعدم فصاحة.
الرائد
* عجم تعجيما. الحرف أو الكتاب: نقطه.
الرائد
* عجم. 1-من ليسوا عربا. 2-فرس. 3-بزر الزبيب والرمان والتمر وغيرها.
الرائد
* عجم. 1-مص. عجم. 2-أصل الذنب.
الرائد
* عجم. 1-من ليسوا عربا. 2-أصل الذنب.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: