الأباريق: كلمة تتكون من ثمن أحرف تبدأ بـ ألف (ا) و تنتهي بـ قاف (ق) و تحتوي على ألف (ا) و لام (ل) و ألف همزة (أ) و باء (ب) و ألف (ا) و راء (ر) و ياء (ي) و قاف (ق) .
ـ أبَرَ النَّخْلَ والزَّرْعَ ، يأْبُرُهُ ويأْبِرُهُ ، أبْراً وإباراً وإِبارَةً : أصْلَحَهُ ، كأَبَّره ، ـ أبَر الكلبَ : أطْعَمَه الإِبْرَةَ في الخُبْزِ ، ـ أبَر العَقْرَبُ : لَدَغَتْ ـ أبَرت بإِبْرَتِها : طَرَفِ ذَنَبِها ، ـ أبَر فلاناً : اغْتابَهُ ، ـ أبَر القومَ : أهْلَكَهُمْ . ـ إِبْرَةُ : مِسَلَّةُ الحَديدِ ، ج : إِبَرٌ وإِبارٌ . ـ أَبَّارُ : صانِعُ الإِبْرَة وبائِعُها ، ـ بائِعُ الإِبْرَة : إِبْرِيُّ ، ـ إِبْرَة : عَظْمُ وتَرَةِ العُرْقوبِ ، وطَرَفُ الذراع من اليَدِ ، أو عُظَيْمٌ مُسْتَوٍ مع طَرَفَي الزَّنْدِ من الذِّراعِ إلى طَرَفِ الإِصْبَعِ ، وما انْحَدَرَ من عُرْفوبِ الفَرَسِ ، وفَسيلُ المُقْل ، ج : إِبَرَاتٌ وإِبَرٌ ، إِبْرَة : النَّميمةُ ، وشَجَرٌ كالتِّينِ . ـ أَبَّارُ : البُرْغوثُ ، ـ إِشْيافُ الأَبَّارِ : دَواءٌ للعَيْنِ . ـ مِئْبَرُ : موضِعُ الإِبْرَةِ ، والنَّميمةُ ، وإفسادُ ذاتِ البَيْنِ ، كالمِئْبَرَةِ ، وما يُلْقَحُ به النَّخْلُ ، وما رَقَّ من الرَّمْلِ . ـ أبِرَ : صَلَحَ . ـ إِبْرَة : قرية ، منها : محمدُ بنُ الحسينِ الحافِظُ . ـ ائْتَبَرَهُ : سألَه أبْرَ نَخْلِه أو زَرْعِه ، ـ ائْتَبَر البِئْرَ : احْتَفَرَها . ـ أُبَيْر : ماءٌ ، ـ أُبَيْر ابنُ العَلاءِ : محدِّثٌ . ـ عِصْمَةُ بنُ أُبَيْرٍ ، وعُوَيْفُ بنُ الأَضْبَطِ بنِ أُبَيْرٍ : صحابِيَّانِ . ـ بنو أُبَيْرٍ : قَبيلةٌ . ـ أبْرينُ : لُغَةٌ في يَبْرينَ . ـ آبارُ : من كُوَرِ واسِطَ . ـ آبارُ الأَعْرابِ : موضع بين الأَجْفَرِ وفَيْدَ . ـ مِئْبَرَةُ من الدَّوْمِ : أوَّلُ ما يَنْبُتُ . ـ قولُ عَلِيٍّ ، عليه السلام : ‘‘ ولسْتُ بمَأْبورٍ في دينِي ’‘، أي : بمُتَّهَمٍ في دينِي فَيَتَألَّفَنِي النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، بتَزْويجي فاطمةَ ، ويُرْوى ‘‘ ولسْتُ بمَأْثورٍ في دينِي ’‘، أي : ممَّن يُؤْثَرُ عَنِّي الشَّرُّ .
المعجم: القاموس المحيط
بَرْقُ
ـ بَرْقُ : فرسُ ابنِ العَرَقَةِ ، وواحدُ بُروقِ السحابِ ، أو ضَرْبُ مَلَكِ السحابِ وتَحْريكُه إياهُ ليَنْسَاقَ فَتُرَى النيرانُ . ـ بَرَقَت السماءُ بُروقاً وبَرَقاناً : لَمَعَتْ ، أو جاءَتْ ببَرقٍ ، ـ بَرَقَ البَرْقُ : بَدا ، ـ بَرَقَ الرجلُ : تَهَدّدَ وتَوَعَّدَ ، كأَبْرَقَ ، ـ بَرَقَ الشيءُ بَرْقاً وبَريقاً وبَرَقاناً : لَمَعَ ، ـ بَرَقَ طعامَه بِزَيْتٍ أو سَمْنٍ : جَعَلَ فيه منه قليلاً ، ـ بَرَقَ النَّجْمُ : طَلَعَ ، ـ بَرَقَ المرأةُ بَرْقاً : تَحَسَّنَتْ وتَزَيَّنَتْ ، كبَرَّقَتْ ، ـ بَرَقَتِ الناقةُ : شالَتْ بذَنَبِها وتَلَقَّحَتْ ، وليستْ بِلاقِحٍ ، كأبْرَقَتْ فيهما ، فهي بَروقٌ ومُبْرِقٌ من مَباريقَ ، ـ بَرَقَ بَصَرُهُ : تَلألأَ . ـ بَرِقَ وبَرَقَ بَرْقاً وبُروقاً : تَحَيَّرَ حتى لا يَطْرِفُ ، أو دَهِشَ فلم يُبْصِرْ ، ـ بَرِقَ السِقاءُ : أصابَه الحَرُّ ، فَذابَ زُبْدُه وتَقَطَّعَ فلم يجْتَمِعْ . وسِقاءٌ بَرِقٌ ، ـ بَرِقَ الغَنَمُ : اشْتَكَتْ بُطونَها من أكْلِ البَرْوَقِ . ـ بُرْقانُ : البَرَّاقُ البَدَنِ ، والجَرادُ المُتَلَوِّنُ ، الواحدةُ : بُرْقانَةٌ ، ـ بِرْقانُ : قرية بخُوارَزْمَ ، وقرية بجُرْجانَ . ـ جاءَ عندَ مَبْرَقِ الصُّبْحِ : حينَ بَرَقَ . ـ بَرَقَ نَحْرُه : لَقَبُ رجلٍ . ـ ذو البَرْقَةِ : عليُّ بنُ أبي طالِبٍ ، رضي الله تعالى عنه ، لَقَّبَهُ به العباسُ ، رضي الله تعالى عنه ، يومَ حُنَيْنٍ . ـ بَرْقَةُ : الدَّهْشَةُ ، وقرية بقُمَّ ، وقرية تُجاهَ واسِطِ القَصَبِ ، وقَلْعَةٌ حَصينةٌ بنواحي دُوانَ ، وإقْليمٌ ، أو ناحيةٌ بين الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وإفْرِيقِيَّةَ . ـ بُرَيْقَةُ : اسمٌ للعَنْز تُدْعَى به للحَلَبِ . ـ ذو بارِقٍ الهَمْدانيُّ : جَعْوَنَةُ بنُ مالِكٍ . ـ بارِقُ : سحابٌ ذو بَرْقٍ ، وموضع بالكوفةِ ، ولَقَبُ سعدِ بنِ عَدِيٍّ أبي قبيلةٍ باليمَنِ . ـ بارِقةُ : السُّيوفُ . ـ بَرْوَقُ : شُجَيْرَةٌ ضعيفةٌ ، إذا غامَتِ السماءُ اخْضَرَّتْ ، الواحدةُ : بَرْوَقَةٌ ، ومنه : '' أَشْكَرُ من بَرْوَقَةٍ ''. ـ بَرْواقُ : نباتٌ يُعْرَفُ بالخُنْثَى ، وأكْلُ ساقِه الغَضِّ مَسْلوقاً بزَيْتٍ وخَلٍّ تِرْياقُ اليَرَقانِ ، وأصْلُهُ يُطْلَى به البَهَقانِ فَيُزيلُهُما . ـ إِبْرِيقُ : مُعَرَّبُ : آبْ ري ، ج : أباريقُ ، والسيفُ البَرَّاقُ ، والقوس فيها تلاميعُ ، والمرأةُ الحَسْناءُ البَرَّاقةُ . ـ أَبْرَقُ : غِلَظٌ فيه حِجارَةٌ ورَمْلٌ وطينٌ مُخْتَلِطَةٌ ، ج : أَبارِقُ ، كالبَرْقاءِ ، ج : بَرْقاواتٌ ، وجَبَلٌ فيه لَوْنانِ ، أَو كُلُّ شَيْءٍ اجْتَمَعَ فيه سَوادٌ وبَياضٌ ، تَيْسٌ أبْرَقُ ، وعَنْزٌ بَرْقاءُ ، ودَواءٌ فارِسِيٌّ ، جَيِّدٌ للحِفْظِ ، وطائِرٌ . ـ أبْرَقا زيادٍ : موضع . ـ أبْرَقانِ ، إذا ثَنَّوا ، فالمُرادُ غالِباً : أبْرَقَا حِجْر اليمامَةِ ، وهو مَنْزِلٌ بين رُمَيْلَةِ اللِّوَى بِطَريق البَصْرَةِ إلى مَكةَ . وماءٌ لبَني جَعْفَرٍ . ـ أَبْرَقُ : البادي . ـ أَبْرَقُ ذي الجُموعِ ، والحَنَّانِ ، والدَّآثِ ، وذي جُدَدٍ ، والرَّبَذَةِ ، والرَّوحانِ ، وضَحْيانَ ، والأَجْدَلِ ، والأَعْشاشِ ، وأليَةَ ، والثُّوَيْرِ ، والحَزْنِ ، وذاتِ سَلاسِلَ ، ومازِنٍ ، والعَزَّافِ ، وعَمْرانَ ، والعَيْشومِ ، والأَبْرَقُ الفَرْدُ ، وأبْرَقُ الكِبْريتِ ، والمُدى ، والمَرْدُومِ ، والنَّعَّارِ ، والوَضَّاحِ ، والهَيْجِ : مَواضِعُ . ـ أبْراقٌ : جَبَلٌ بِنَجْدٍ . ـ أَبْرَقَةُ : من مِياهِ نَمْلَةَ . ـ أُبْروقُ : موضع بِبلادِ الرومِ ، يَزورُهُ المُسْلِمونَ والنَّصارَى . ـ أبارِقُ : موضع بِكِرْمانَ . ـ أبارِقُ الثَّمَدَيْنِ ، وطِلْخَامٍ ، والنَّسْرِ ، واللِكاكِ ، وهَضْبُ الأَبارِقِ : مَواضِعُ . ـ البَرَقُ : الحَمَلُ ، مُعَرَّبُ : بَرَه ، ج : أبْراقٌ وبُـرْقانٌ وبِرْقانٌ ، والفَزَعُ ، والدَّهَشُ ، والحَيْرَةُ . ـ بَرَّاقُ : جَبَلٌ بين سَميراءَ وحاجِرٍ . ـ عَمْرُو بنُ بَرَّاقٍ : من العَدَّائِينَ . ـ بَرَّاقةُ : المرأةُ لها بَهْجَةٌ وبَريقٌ . ـ جَعْفَرُ بنُ بِرقانَ وبُـرْقانَ : مُحدِّثٌ كِلابِيٌّ . ـ بُراقُ : دابَّةٌ رَكِبَهَا رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، لَيْلَةَ المعْراجِ ، وكانت دونَ البَغْلِ وفوقَ الحِمارِ ، وقرية بِحَلَبَ . ـ بُرْقَةُ : غِلَظٌ ، كالأَبْرَقِ . ـ بُرَقُ دِيارِ العَرَبِ : تُنِيفُ على مئةٍ ، منها : بُرْقَةُ الأَثْمادِ ، والأَجاوِلِ ، والأَجْدَادِ ، والأَجْوَلِ ، وأحْجَارٍ ، وأحْدَبَ ، وأحْواذٍ ، وأخْرَمَ ، وأرْمامٍ ، وأروَى ، وأظْلَمَ ، وأعْيارٍ ، وأفْعَى ، والأَمالِحِ ، والأَمْهارِ ، وأنْقَدَ ، والأَوْجَرِ ، وذِي الأَوْداثِ ، وإيرٍ ، وبارِقٍ ، وثادِقٍ ، وثَمْثَمٍ ، والثَّوْرِ ، وثَهْمَدٍ ، والجَبا ، وحارِبٍ ، والخُرضِ ، وحَسْلَةَ ، وحِسْمَى أو حُسْنَى ، والحَصَّاءِ ، وحِلِّيتٍ ، والحِمَى ، وحَوْزَةَ ، وخاخٍ ، والخالِ ، والخُبَيْبَة ، والخَرْجاءِ ، وخِنْزِيرٍ ، وخَوٍّ ، وخَيْنَفٍ ، والدَّآَّثِ ، ودَمْخٍ ، ورامَتَيْنِ ، ورَحْرَحانَ ، وَرَعْمٍ ، والرَّكاءِ ، ورُواوَةَ ، والرَّوْحانِ ، وسُعْدٍ ، وسِعْرٍ ، وسُلْمانَينِ ، وسُمْنانَ ، وشَمَّاءَ ، والشَّواجِنِ ، وصادِرٍ ، والصَّراةِ ، والصَّفا ، وضاحِكٍ ، وضارِجٍ ، وطِحالٍ ، وعاذِبٍ ، وعاقِلٍ ، وعالجٍ ، وعَسْعَسٍ ، وذي عَلْقَى ، والعُنابِ ، كغُرابٍ ، وعَوْهَقٍ ، والعِيرَاتِ ، وعَيْهَلٍ ، وعَيْهَمٍ ، وذي غانٍ ، والغَضى ، وغَضْوَرٍ ، وقادِمِ ، وذي قارٍ ، والقُلاخِ ، والكَبَوانِ ، ولَعْلَعٍ ، ( ولَفْلَفٍ ) واللَّكِيكِ ، واللِّوَى ، ومأسَلٍ ، ومِجْوَلٍ ، ومَرَوراةَ ، ومُكَتَّلٍ ، ومُنْشِدٍ ، ومَلْحوبٍ ، والنَّجْدِ ، ونُعْمِيٍّ ، والنِّيرِ ، ووَاحِفٍ ، وواسِطٍ ، وواكِفٍ ، والودَّاءِ ، وهارِبٍ ، وهَجينٍ ، وهولَى ، ويَتْرَبَ ، واليمامةِ : هذه بُرَقُ العَرَبِ . ـ بُرْقُ : الضِّبابُ ، جمعُ ضَبٍّ . ـ بَريقُ : التَّلأُلُؤُ ، ـ بَرِيقَةُ : اللَّبَنُ يُصَبُّ عليه إهالَةٌ أو سَمْنٌ قليلٌ ، ج : بَرائِقُ . ـ بُورَقُ : أصْنافٌ : مائِيٌّ وجَبَلِيٌّ وأرْمَنِيٌّ ومِصْرِيٌّ ، وهو النَّطْرون ، مَسْحوقُه يُلْطَخُ به البَطْنُ قَريباً من نارٍ ، فإنه يُخْرِجُ الدودَ ، ومَدُوفاً بِعَسَلٍ أو دُهْنِ زَنْبَقٍ ، تُطْلَى به المذَاكيرُ ، فإِنه عَجيبٌ للباءَة . ـ إِسْتَبْرَقُ : الديباجُ الغَليظُ ، مُعَرَّبُ : اسْتَرْوَه ، أو ديباجٌ يُعْمَلُ بالذَّهبِ ، أو ثيابُ حَريرٍ صِفاقٌ نَحْوُ الديباج ، أو قِدَّةٌ حَمْراءُ كأَنَّها قِطَعُ الأَوْتارِ ، وتَصْغيرُهُ : أُبَيْرِقٌ . ـ بُرَيْقُ بنُ عياضٍ : شاعِرٌ هُذَليٌّ . ـ أرْعَدوا وأبْرَقوا : أصابَهُمْ رَعْدٌ وبَرْقٌ ، ـ أرْعَدَتِ السَّماءُ : أتتْ بهما ، ـ أرْعَدَ فُلانٌ : تَهَدَّدَ وأوْعَدَ . ـ أبْرَقَ : ألْمَعَ بِسَيْفِهِ ، ـ أبْرَقَ عَنِ الأَمْرِ : تَرَكَهُ ، ـ أبْرَقَتِ المَرْأةُ عَن وَجهِها : أبْرَزَتْهُ ، ـ أبْرَقَ الصَّيْدَ : أثارَهُ ، ـ أبْرَقَ المُضَحِّي : ضَحَّى بالشاةِ ـ بَرْقاءِ : التي يَشُقُّ صوفَها الأَبْيَضَ طاقاتٌ سودٌ . ـ بَرَّقَ عَيْنَيْهِ تَبْريقاً : وَسَّعَهُما ، وأحَدَّ النَّظَرَ ، ـ بَرَّقَ فُلانٌ : سافَرَ بَعيداً ، ـ بَرَّقَ مَنْزِلَهُ : زَيَّنَهُ وزَوَّقَهُ ، ـ بَرَّقَ في المَعاصي : لَجَّ ، ـ بَرَّقَ بِي الأَمْرُ : أعْيَا عَلَيَّ . ـ بُرْقوقُ : إجَّاصٌ صِغارٌ ، والمِشْمِشُ ، مُوَلَّدَةٌ .
" البَعيرُ : الجَمَل البازِلُ ، وقيل : الجَذَعُ ، وقد يكون للأُنثى ، حكي عن بعض العرب : شربت من لبن بَعيري وصَرَعَتْني بَعيري أَي ناقتي ، والجمع أَبْعِرَةٌ في الجمع الأَقل ، وأَباعِرُ وأَباعيرُ وبُعْرانٌ وبِعْرانٌ . قال ابن بري : أَباعِرُ جمع أَبْعِرةٍ ، وأَبْعِرَةٌ جمع بَعير ، وأَباعِرُ جمع الجمع ، وليس جمعاً لبعير ، وشاهد الأَباعر قول يزيد بن الصِّقّيل العُقَيْلي أَحد اللصوص المشهورة بالبادية وكان قد تاب : أَلا قُلْ لرُعْيانِ الأَباعِرِ : أَهْمِلوا ، فَقَدْ تابَ عَمّا تَعْلَمونَ يَزيدُ وإِنَّ امْرَأً يَنْجو من النار ، بَعْدَما تَزَوَّدَ منْ أَعْمالِها ، لسَعيد ؟
قال : وهذا البيت كثيراً ما يتمثل به الناس ولا يعرفون قائله ، وكان سبب توبة يزيد هذا أَن عثمان بن عفان وَجَّه إِلى الشام جيشاً غازياً ، وكان يزيد هذا في بعض بوادي الحجاز يسرق الشاة والبعير وإِذا طُلب لم يوجد ، فلما أَبصر الجيش متوجهاً إِلى الغزو أَخلص التوبة وسار معهم . قال الجوهري : والبعير من الإِبل بمنزلة الإِنسان من الناس ، يقال للجمل بَعيرٌ وللناقة بَعيرٌ . قال : وإنما يقال له بعير إِذا أَجذع . يقال : رأَيت بعيراً من بعيد ، ولا يبالي ذكراً كان أَو أُنثى . وبنو تميم يقولون بِعير ، بكسر الباء ، وشِعير ، وسائر العرب يقولون بَعير ، وهو أَفصح اللغتين ؛ وقول خالد ابن زهير الهذلي : فإِن كنتَ تَبْغِي للظُّلامَةِ مَرْكَباً ذَلُولاً ، فإِني ليسَ عِنْدِي بَعِيرُها يقول : إِن كنت تريد أَن أَكون لك راحلة تركبني بالظلم لم أُقرّ لك بذلك ولم أَحتمله لك كاحتمال البعير ما حُمّلَ . وبَعِرَ الجَمَلُ بَعَراً : صار بعيراً . قال ابن بري : وفي البعير سؤال جرى في مجلس سيف الدولة ابن حمدان ، وكان السائل ابن خالويه والمسؤُول المتنبي ، قال ابن خالويه : والبعير أَيضاً الحمار وهو حرف نادر أَلقيته على المتنبي بين يدي سيف الدولة ، وكانت فيه خُنْزُوانَةٌ وعُنْجُهِيَّة ، فاضطرب فقلت : المراد بالبعير في قوله تعالى : ولمن جاء به حِمْلُ بَعير ، الحمارُ فكسرت من عزته ، وهو أَن البعير في القرآن الحمار ، وذلك أَن يعقوب وأخوة يوسف ، عليهم الصلاة والسلام ، كانوا بأرض كنعان وليس هناك إِبل وإنما كانوا يمتارون على الحمير . قال الله تعالى : ولمن جاء به حمل بعير ، أَي حمل حمار ، وكذلك ذكره مقاتل بن سليمان في تفسيره . وفي زبور داود : أَن البعير كل ما يحمل ، ويقال لكل ما يحمل بالعبرانية بعير ، وفي حديث جابر : استغفر لي رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، ليلة البعير خمساً وعشرين مرة ؛ هي الليلة التي اشترى فيها رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، من جابر جمله وهو في السفر . وحديث الجمل مشهور . والبَعْرَة : واحدة البَعْرِ . والبَعْرُ والبَعَرُ : رجيع الخُف والظِّلف من الإِبل والشاء وبقر الوحش والظباء إلاّ البقر الأَهلية فإنها تَخْثي وهو خَثْيُها ، والجمع أَبْعَارٌ ، والأَرنب تَبْعَرُ أَيضاً ، وقد بَعَرَتِ الشاةُ والبعير يَبْعَرُ بَعْراً . والمِبْعَرُ والمَبْعَرُ : مكانُ البَعَرِ من كل ذي أَربع ، والجمع مَباعِرُ . والمِبْعارُ : الشاة والناقة تُباعِرُ حالِبَها . وباعَرَتِ الشاةُ والناقة إِلى حالبها : أَسرعت ، والاسمُ البِعارُ ، ويُعَدُّ عيباً لأَنها ربما أَلقت بَعَرَها في المِحْلَب . والبَعْرُ : الفقر التام الدائم ، والبَعَرَةُ : الكَمَرَةُ . والبُعَيْرَةُ : تصغير البَعْرَة ، وهي الغَضْبَةُ في الله جلّ ذكره . ومن أَمثالهم : أَنت كصاحب البَعْرَة ؛ وكان من حديثه أَن رجلاً كانت له ظِنَّة في قومه فجمعهم يستبرئهم وأَخذ بَعْرَة فقال : إِني رام ببعرتي هذه صاحب ظِنِّتي ، فَجَفَلَ لها أَحَدُهُم وقال : لا ترمني بها ، فأَقرّ على نفسه . والبَعَّارُ : لقب رجل . والبَيْعَرَة : موضع . وأَبناء البعير : قوم . وبنو بُعْرَان : حَيٌّ . "
المعجم: لسان العرب
بخس
" البَخْسُ : النَّقْصُ . بَخَسَه حَقَّه يَبْخَسُه بَخْساً إِذا نقصه ؛ وامرأَة باخِسٌ وباخِسَةٌ . وفي المثل في الرجل تَحْسَبُه مغفلاً وهو ذو نَكْراءَ : تَحسَبُها حمقاءَ وهي باخِسٌ أَو باخِسَةٌ ؛ أَبو العباس : باخِسٌ بمعنى ظالم ، ولا تَبْخَسُوا الناس . لا تظلموهم . والبَخْسُ من الظلم أَنْ تَبْخَسَ أَخاك حَقَّه فتنقصه كا يَبْخَسُ الكيالُ مكياله فينقصه . وقوله عز وجل : فلا يَخافُ بَخْساً ولا رَهَقاً ؛ أَي لا ينقص من ثواب عمله ، ولا رهقاً أَي ظلماً . وثَمَنٌ بَخْسٌ : دونَ ما يُحَبُّ . وقوله عز وجل : وشَرَوْه بثمن بَخْسٍ ؛ أَي ناقص دون ثمنه . والبَخْسُ : الخَسِيسُ الذي بَخَس به البائعُ . قال الزجاج : بَخْس أَي ظُلْم لأَن الإِنسان الموجود لا يحل بيعه . قال : وقيل بَخْسٌ ناقص ، وأَكثر التفسير على أَن بَخْساً ظلم ، وجاءَ في التفسير أَنه بيع بعشرين درهماً ، وقيل باثنين وعشرين ، أَخذ كل واحد من إِخوته درهمين ، وقيل بأَربعين درهماً ، ويقال للبيع إِذا كان قَصْداً : لا بَخْسَ فيه ولا شطط . وفي التهذيب : لا بَخْس ولا شُطُوط . وبَخَسَ الميزانً : نَقَصَه . وتَباخَسَ القومُ ، تغابنوا . وروي عن الأَوزاعي في حديث : أَنه يأْتي على الناس زمانٌ يُستحلُّ فيه الربا بالبيع ، والخمرُ بالنبيذ ، والبَخْسُ بالزكاة ؛ أَراد بالبَخْس ما يأْخذه الولاة باسم العُشْر ، يتأَوّلون فيه أَنه الزكاة والصدقات . والبَخْسُ : فَقْءُ العين بالإِصبع وغيرها ، وبَخَسَ عينه يَبْخَسُها بخساً : فقأَها ، لغة في بَخَصَها ، والصاد أَعلى . قال ابن السكيت : يقال بَخَصْتُ عينَه ، بالصاد ، ولا تقل بَخَسْتُها إِنما البَخْسُ نقصانُ الحق . والبَخْسُ : أَرض تُنْبِتُ بغير سَقْي ، والجمع بُخُوسٌ . والبَخْسُ من الزرع : ما لم يُسْقَ بماءٍ عِدٍّ إِنما سقاه ماء السماء ؛ قال أَبو مالك :، قال رجل من كندة يقال له العُذافَة وقد رأَيته :، قالتْ لُبَيْنَى : اشْتَرْ لنا سَويقَا ، وهاتِ بُرَّ البَخْسِ أَو دَقِيقا ، واعْجَلْ بِشَحْمٍ نَتَّخِذْ حُرْذِيقا واشْتَرْ فَعَجِّلْ خادِماً لَبِيقا ، واصْبُغْ ثيابي صِبَغاً تَحْقِيقا ، من جَيِّدِ العُصْفُرِ لا تَشْرِيقا بِزَعْفَرَانٍ ، صِبَغاً رَقيق ؟
قال : البَخْسُ الذي يزرع بماء السماء ، تشريقاً أَي صُفِّرَ شيئاً يسيراً . والأَباخِسُ : الأَصابعُ . قال الكُمَيْتُ : جَمَعْتَ نِزَاراً ، وهي شَتَّى شُعُوبُها ، كما جَمَعَتْ كَفُّ إليها الأَباخِسا وإِنه لشديد الأَباخِسِ ، وهي لحم العَصَب ، وقيل : الأَباخِسُ ما بين الأَصابع وأُصولها . والبَخِيسُ من ذي الخُفِّ : اللحم الداخل في خُفِّه . والبَخِيسُ : نِياطُ القلب . ويقال : بَخَّسَ المُخُّ تَبْخِيساً أَي نقص ولم يبق إِلا في السُّلامَى والعين ، وهو آخر ما يبقى . وقال الأُموي : إِذا دخل في السُّلامَى والعين فذهب وهو آخر ما يبقى . "
المعجم: لسان العرب
أبر
" أَبَرَ النخلَ والزرعَ يَأْبُره ، ويأْبِرُه أَبْراً وإِباراً وإِبارَة وأَبّره : أَصلحه . وأْتَبَرتَ فلاناً : سأَلتَه أَن يأْبُر نخلك ؛ وكذلك في الزرع إِذا سأَلته أَن يصلحه لك ؛ قال طرفة : وَلِيَ الأَصلُ الذي ، في مثلِه ، يُصلِحُ الآبِرُ زَرْعَ المؤتَبِرْ والآبر : العامل . والمُؤْتَبرُ : ربّ الزرع . والمأْبور : الزرع والنخل المُصْلَح . وفي حديث عليّ بن أَبي طالب في دعائه على الخوارج : أَصابَكم حاصِبٌ ولا بقِيَ منكم آبرِ أَي رجل يقوم بتأْبير النخل وإصلاحها ، فهو اسم فاعل من أَبَر المخففة ، ويروى بالثاء المثلثة ، وسنذكره في موضعه ؛ وقوله : أَنْ يأْبُروا زَرعاً لغيرِهِم ، والأَمرُ تَحقِرُهُ وقد يَنْم ؟
قال ثعلب : المعنى أَنهم قد حالفوا أَعداءَهم ليستعينوا بهم على قوم آخرين ، وزمن الإِبار زَمَن تلقيح النخل وإِصلاحِه ، وقال أَبو حنيفة : كل إِصلاحٍ إِبارة ؛
وأَنشد قول حميد : إِنَّ الحِبالَةَ أَلْهَتْني إِبارَتُها ، حتى أَصيدَكُما في بعضِها قَنَصا فجعل إِصلاحَ الحِبالة إِبارَة . وفي الخبر : خَيْر المال مُهْرة مَأْمُورة وسِكّة مَأْبُورة ؛ السِّكَّة الطريقة المُصْطَفَّة من النخل ، والمأْبُورة : المُلَقَّحة ؛ يقال : أَبَرْتُ النخلة وأَبّرْتها ، فهي مأْبُورة ومُؤَبَّرة ، وقيل : السكة سكة الحرث ، والمأْبُورة المُصْلَحَة له ؛ أَرادَ خَيرُ المال نتاج أَو زرع . وفي الحديث : من باع نخلاً قد أُبِّرت فَثَمَرتُها للبائع إِلاَّ أَن يشترط المُبْتاع . قال أَبو منصور : وذلك أَنها لا تؤبر إِلا بعد ظهور ثمرتها وانشقاق طلعها وكَوافِرِها من غَضِيضِها ، وشبه الشافعي ذلك بالولادة في الإِماء إِذا أُبِيعَت حاملاً تَبِعها ولدها ، وإِن ولدته قبل ذلك كان الولد للبائع إِلا أَن يشترطه المبتاع مع الأُم ؛ وكذلك النخل إِذا أُبر أَو أُبيع (* قوله : « أباع » لغة في باع كما ، قال ابن القطاع ). على التأْبير في المعنيين . وتأْبير النخل : تلقيحه ؛ يقال : نخلة مُؤَبَّرة مثل مأْبُورة ، والاسم منه الإِبار على وزن الإِزار . ويقال : تأَبَّر الفَسِيلُ إذا قَبِل الإِبار ؛ وقال الراجز : تَأَبّري يا خَيْرَةَ الفَسِيلِ ، إِذْ ضَنَّ أَهلُ النَّخْلِ بالفُحول يقول : تَلَقَّحي من غير تأْبير ؛ وفي قول مالك بن أَنس : يَشترِطُ صاحب الأَرض على المساقي كذا وكذا ، وإِبارَ النخل . وروى أَبو عمرو بن العلا ؟
قال : يقال نخل قد أُبِّرَت ، ووُبِرَتْ وأُبِرَتْ ثلاث لغات ، فمن ، قال أُبِّرت ، فهي مُؤَبَّرة ، ومن ، قال وُبِرَت ، فهي مَوْبُورَة ، ومن ، قال أُبِرَت ، فهي مَأْبُورة أَي مُلقّحة ، وقال أَبو عبد الرحمن : يقال لكل مصلح صنعة : هو آبِرُها ، وإِنما قيل للملقِّح آبر لأَنه مصلح له ؛
وأَنشد : فَإِنْ أَنْتِ لَم تَرْضَيْ بِسَعْييَ فَاتْرُكي لي البيتَ آبرْهُ ، وكُوني مَكانِيا أَي أُصلحه ، ابن الأَعرابي : أَبَرَِ إِذا آذى وأَبَرَ إِذا اغتاب وأَبَرَ إِذا لَقَّحَ النخل وأَبَرَ أَصْلَح ، وقال : المَأْبَر والمِئْبر الحشُّ (* قوله : « الحش إلخ » كذا بالأصل ولعله المحش ). تُلقّح به النخلة . وإِبرة الذراع : مُسْتَدَقُّها . ابن سيده : والإِبْرة عُظَيْم مستوٍ مع طَرَف الزند من الذراع إِلى طرف الإِصبع ؛ وقيل : الإِبرة من الإِنسان طرف الذراع الذي يَذْرَعُ منه الذراع ؛ وفي التهذيب : إِبرَةُ الذارع طرف العظم الذي منه يَذْرَع الذارع ، وطرف عظم العضد الذي يلي المرفق يقال له القبيح ، وزُجّ المِرْفق بين القَبِيح وبين إِبرة الذراع ، وأَنشد : حتى تُلاقي الإِبرةُ القبيحا وإِبرة الفرس : شظِيّة لاصقة بالذراع ليست منها . والإِبرة : عظم وَتَرة العُرْقوب ، وهو عُظَيْم لاصق بالكعب . وإِبرة الفرس : ما انْحَدّ من عرقوبيه ، وفي عرقوبي الفرس إبرتان وهما حَدّ كل عرقوب من ظاهر . والإِبْرة : مِسَلّة الحديد ، والجمع إِبَرٌ وإِبارٌ ، قال القطامي : وقوْلُ المرء يَنْفُذُ بعد حين أَماكِنَ ، لا تُجاوِزُها الإِبارُ وصانعها أَبّار . والإِبْرة : واحدة الإِبَر . التهذيب : ويقال للمِخْيط إبرة ، وجمعها إِبَر ، والذي يُسوّي الإِبر يقال له الأَبّار ، وأَنشد شمر في صفة الرياح لابن أَحمر : أَرَبَّتْ عليها كُلُّ هَوْجاء سَهْوَةٍ ، زَفُوفِ التوالي ، رَحْبَةِ المُتَنَسِّم (* قوله : « هوجاء » وقع في البيتين في جميع النسخ التي بأيدينا بلفظ واحد هنا وفي مادة هرع وبينهما على هذا الجناس التام ). إِبارِيّةٍ هَوْجَاء مَوْعِدُهَا الضُّحَى ، إِذا أَرْزَمَتْ بِورْدٍ غَشَمْشَمِ رَفُوفِ نِيافٍ هَيْرَعٍ عَجْرَفيّةٍ ، تَرى البِيدَ ، من إِعْصافِها الجَرْي ، ترتمي تَحِنُّ ولم تَرْأَمْ فَصِيلاً ، وإِن تَجِدْ فَيَافِيَ غِيطان تَهَدَّجْ وتَرْأَمِ إِذا عَصَّبَتْ رَسْماً ، فليْسَ بدائم به وَتِدٌ ، إِلاَّ تَحِلَّةَ مُقْسِمِ وفي الحديث : المؤمِنُ كالكلبِ المأْبور ، وفي حديث مالك بن دينار : ومثَلُ المؤمن مثَلُ الشاة المأْبورة أَي التي أَكلت الإِبرة في عَلَفها فَنَشِبَت في جوفها ، فهي لا تأْكل شيئاً ، وإِن أَكلت لم يَنْجَعْ فيها . وفي حديث علي ، عليه السلام : والذي فَلَقَ الحية وبَرَأَ النَّسمَة لَتُخْضَبَنَّ هذه من هذه ، وأَشار إِلى لحيته ورأْسه ، فقال الناس : لو عرفناه أَبَرْنا عِتْرته أَي أَهلكناهم ؛ وهو من أَبَرْت الكلب إِذا أَطعمته الإِبرة في الخبز . قال ابن الأَثير : هكذا أَخرجه الحافظ أَبو موسى الأَصفهاني في حرف الهمزة وعاد فأَخرجه في حرف الباء وجعله من البَوار الهلاك ، والهمزة في الأَوّل أَصلية ، وفي الثاني زائدة ، وسنذكره هناك أَيضاً . ويقال للسان : مِئْبر ومِذْرَبٌ ومِفْصَل ومِقْول . وإِبرة العقرب : التي تلدَغُ بها ، وفي المحكم : طرف ذنبها . وأَبَرتْه تَأْبُرُه وتَأْبِرُه أَبْراً : لسعته أَي ضربته بإِبرتها . وفي حديث أَسماء بنت عُمَيْس : قيل لعلي : أَلا تتزوّج ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : مالي صَفْراء ولا بيضاءُ ، ولست بِمأْبُور في ديني فيُوَرِّي بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، عني ، إني لأَوّلُ من أَسلم ،؛ المأْبور : من أَبرته العقربُ أَي لَسَعَتْه بإِبرتها ، يعني لست غير الصحيح الدين ولا المُتّهَمَ في الإِسلام فَيَتَأَلّفني عليه بتزويجها إياي ، ويروى بالثاء المثلثة وسنذكره . قال ابن الأَثير : ولو روي : لست بمأْبون ، بالنون ، لكان وجهاً . والإِبْرَة والمِئْبَرَة ، الأَخيرة عن اللحياني : النميمة . والمآبِرُ : النمائم وإفساد ذاتِ البين ؛ قال النابغة : وذلك مِنْ قَوْلٍ أَتاكَ أَقُولُه ، ومِنْ دَسِّ أَعدائي إِليك المآبرا والإِبْرَةُ : فَسِيلُ المُقْل يعني صغارها ، وجمعها إِبَرٌ وإِبَرات ؛ الأَخيرة عن كراع . قال ابن سيده : وعندي أَنه جَمْع جَمْعٍ كحُمُرات وطُرُقات . والمِئْبَر : ما رَقّ من الرمل ؛ قال كثير عزة : إِلى المِئْبَر الرّابي من الرّملِ ذي الغَضا تَراها ؛ وقد أَقْوَتْ ، حديثاً قديمُها وأَبَّرَ الأَثَر : عَفّى عليه من التراب . وفي حديث الشُّورى : أَنَّ الستة لما اجتمعوا تكلموا فقال قائل منهم في خطبته : لا تُؤبِّروا آثارَكم فَتُولِتُوا دينكم ؛ قال الأَزهري : هكذا رواه الرياشي بإسناد له في حديث طويل ، وقال الرياشي : التّأْبِيرُ التعْفية ومَحْو الأَثر ، قال : وليس شيء من الدواب يُؤَبِّر أَثره حتى لا يُعْرف طريقه إِلا التُّفَّة ، وهي عَناق الأَرض ؛ حكاه الهروي في الغريبين . وفي ترجمة بأَر وابْتَأَرَ الحَرُّ قدميه ، قال أَبو عبيد : في الابتئار لغتان يقال ابتأَرْتُ وأْتَبَرْت ابتئاراً وأْتِباراً ؛ قال القطامي : فإِن لم تأْتَبِرْ رَشَداً قريشٌ ، فليس لسائِرِ الناسِ ائتِبَارُ يعني اصطناع الخير والمعروف وتقديمه . "
المعجم: لسان العرب
بدد
" التبديد : التفريق ؛ يقال : شَملٌ مُبَدَّد . وبَدَّد الشيءَ فتَبَدَّدَ : فرّقه فتفرّق . وتبدّد القوم إِذا تفرّقوا . وتبدّد الشيءُ : تفرّق . وبَدَّه يَبُدُّه بدّاً : فرّقه . وجاءَت الخيل بَدادِ أَي متفرقة متبدّدة ؛ قال حسان بن ثابت ، وكان عيينة بن حصن بن حذيفة أَغار على سَرْح المدينة فركب في طلبه ناس من الأَنصار ، منهم أَبو قتادة الأَنصاريّ والمقداد بن الأَسود الكِندي حليف بني زهرة ، فردّوا السرح ، وقتل رجل من بني فزارة يقال له الحَكَمُ بن أُم قِرْفَةَ جد عبدالله بن مَسعَدَةَ ؛ فقال حسان : هلْ سَرَّ أَولادَ اللقِيطةِ أَننا سِلمٌ ، غَداةَ فوارِسِ المِقدادِ ؟ كنا ثمانيةً ، وكانوا جَحْفَلاً لَجِباً ، فَشُلُّوا بالرماحِ بَدادِ أَي متبدّدين . وذهب القوم بَدادِ بَدادِ أَي واحداً واحداً ، مبني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر ، وهو البَدَدُ . قال عوف بن الخَرِع التيميّ ، واسم الخرع عطية ، يخاطب لَقيطَ بن زُرارةَ وكان بنو عامر أَسروا معبداً أَخا لقيط وطلبوا منه الفداء بأَلف بعير ، فأَبى لقيط أَن يفديه وكان لقيط قد هجا تيماً وعدياً ؛ فقال عوف بن عطية التيميّ يعيره بموت أَخيه معبد في الأَسر : هلاَّ فوارسَ رَحْرَحانَ هجوتَهُمْ عَشْراً ، تَناوَحُ في شَرارةِ وادي أَي لهم مَنْظَر وليس لهم مَخْبَر . أَلاّ كرَرتَ على ابن أُمِّك مَعْبَدٍ ، والعامريُّ يقودُه بِصِفاد وذكرتَ من لبنِ المُحَلّق شربةً ، والخيلُ تغدو في الصعيد بَدادِ وتفرَّق القوم بَدادِ أَي متبددة ؛
وأَنشد أَيضاً : فَشُلُّوا بالرِّماحِ بَداد ؟
قال الجوهري : وإِنما بني للعدل والتأْنيث والصفة فلما منع بعلتين من الصرف بني بثلاث لأَنه ليس بعد المنع من الصرف إِلا منع الإِعراب ؛ وحكى اللحياني : جاءت الخيل بَدادِ بَدَادِ يا هذا ، وبَدادَ بَدادَ ، وبَدَدَ بَدَدَ كخمسة عشر ، وبَدَداً بَدَداً على المصدر ، وتَفرَّقوا بَدَداً . وفي الدعاء : اللهم أَحصهم عدداً واقتلهم بَدَداً ؛ قال ابن الأَثير : يروى بكسر الباء ، جمع بِدَّة وهي الحصة والنصيب ، أَي اقتلهم حصصاً مقسمة لكل واحد حصته ونصيبه ، ويروى بالفتح ، أَي متفرقين في القتل واحداً بعد واحد من التبديد . وفي حديث خالد بن سنان : أَنه انتهى إِلى النار وعليه مِدرَعَةُ صوف فجعل يفرّقها بعصاه ويقول : بَدّاً بَدّاً أَي تبدّدي وتفرَّقي ؛ يقال : بَدَدْتُ بدّاً وبَدَّدْتُ تبديداً ؛ وهذا خالد هو الذي ، قال فيه النبيّ ، صلى الله عليه وسلم : نبيّ ضيعه قومه . والعرب تقول : لو كان البَدادُ لما أَطاقونا ، البَداد ، بالفتح : البراز ؛ يقول : لو بارزونا ، رجل لرجل ؛ قال : فإِذا طرحوا الأَلف واللام خفضوا فقالوا يا قوم بَدادِ بَدَادِ مرتين أَي ليأْخذ كل رجل رجلاً . وقد تبادّ القوم يتبادّون إِذا أَخذوا أَقرانهم . ويقال أَيضاً : لقوا قوماً أَبْدَادَهُمْ ، ولقيهم قوم أَبدادُهم أَي أَعدادهم لكل رجل رجل . الجوهري : قولهم في الحرب يا قوم بَدادِ بَدادِ أَي ليأْخذ كل رجل قِرنه ، وإِنما بني هذا على الكسر لأَنه اسم لفعل الأَمر وهو مبني ، ويقال إِنما كسر لاجتماع الساكنين لأَنه واقع موقع الأَمر . والبَدِيدة : التفرق ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : بلِّغ بني عَجَبٍ ، وبَلِّغْ مَأْرِباً قَوْلاً يُبِدُّهُمُ ، وقولاً يَجْمَعُ فسره فقال : يبدُّهم يفرِّق القول فيهم ؛ قال ابن سيده : ولا أَعرف في الكلام إِبددته فرَّقته . وبدَّ رجليه في المِقطَرة : فرَّقهما . وكل من فرَّج رجليه ، فقد بَدَّهما ؛
قال : جاريةٌ ، أَعظُمُها أَجَمُّها ، قد سَمَّنَتْها بالسَّويق أُمُّها ، فبَدَّتِ الرجْلَ ، فما تَضُمُّها وهذا البيت في التهذيب : جاريةٌ يَبُدّها أَجمها وذهبوا عَبَادِيدَ يَبادِيدَ وأَباديد أَي فرقاً متبدِّدين . الفراء : طير أَبادِيد ويَبَادِيد أَي مفترق ؛
وأَنشد (* قوله « وأنشد إلخ » تبع في ذلك الجوهري . وقال في القاموس : وتصحف على الجوهري فقال طير يباديد ، وأَنشد يرونني إلخ وانما هو طير اليناديد ، بالنون والاضافة ، والقافية مكسورة والبيت لعطارد بن قران ): كأَنما أَهلُ حُجْرٍ ، ينظرون متى يرونني خارجاً ، طيرٌ يَبَادِيدُ
ويقال : لقي فلان وفلان فلاناً فابتدّاه بالضرب أَي أَخذاه من ناحيتيه . والسبعان يَبْتَدَّان الرجل إِذا أَتياه من جانبيه . والرضيعان التوأَمان يَبْتَدّان أُمهما : يرضع هذا من ثدي وهذا من ثدي . ويقال : لو أَنهما لقياه بخلاء فابْتَدّاه لما أَطاقاه ؛ ويقال : لما أَطاقه أَحدهما ، وهي المُبادّة ، ولا تقل : ابْتَدّها ابنها ولكن ابْتَدّها ابناها . ويقال : إِن رضاعها لا يقع منهما موقعاً فَأَبِدَّهما تلك النعجةَ الأُخرى ؛ فيقال : قد أَبْدَدْتُهما . ويقال في السخلتين : إِبِدَّهما نعجتين أَي اجعل لكل واحد منهما نعجة تُرضعه إِذا لم تكفهما نعجة واحدة ؛ وفي حديث وفاة النبيّ ، صلى الله عليه وسلم : فأَبَدَّ بصره إِلى السواك أَي أَعطاه بُدَّته من النظر أَي حظه ؛ ومنه حديث ابن عباس : دخلت على عمر وهو يُبدُّني النظر استعجالاً بخبر ما بعثني إِليه . وفي حديث عكرمة : فَتَبَدَّدوه بينهم أَي اقتسموه حصصاً على السواء . والبَدَدُ : تباعد ما بين الفخذين في الناس من كثرة لحمهما ، وفي ذوات الأَربع في اليدين . ويقال للمصلي : أَبِدَّ ضَبْعَيْك ؛ وإِبدادهما تفريجهما في السجود ، ويقال : أَبَدَّ يده إِذا مدَّها ؛ الجوهري : أَبَدَّ يده إِلى الأَرض مدَّها ؛ وفي الحديث : أَنه كان يُبِدُّ ضَبْعَيْه في السجود أَي يمدُّهما ويجافيهما . ابن السكيت : البَدَدُ في الناس تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما ، تقول منه : بدِدتَ يا رجل ، بالكسر ، فأَنت أَبَدُّ ؛ وبقرة بَدَّاء . والأَبَدُّ : الرجل العظيم الخَلق ؛ والمرأَة بَدَّاءُ ؛ قال أَبو نخيلة السعدي : من كلِّ ذاتِ طائفٍ وزُؤْدِ ، بدَّاءَ ، تمشي مشْيةَ الأَبَدِّ والطائف : الجنون . والزؤد : الفزع . ورجل أَبدُّ : متباعد اليدين عن الجنبين ؛ وقيل : بعيد ما بين الفخذين مع كثرة لحم ؛ وقيل : عريض ما بين المنكبين ؛ وقيل : العظيم الخلق متباعد بعضه من بعض ، وقد بَدَّ يَبَدُّ بَدَداً . والبَدَّاءُ من النساء : الضخمة الإِسْكَتَين المتباعدة الشفرين ؛ وقيل : البَدّاء المرأَة الكثيرة لحم الفخذين ؛ قال الأَصمعي : قيل لامرأَة من العرب : علام تمنعين زوجك القِضَّة ؟، قالت : كذب والله إِني لأُطأْطئ له الوساد وأُرخي له البادّ ؛ تريد أَنها لا تضم فخذيها ؛ وقال الشاعر : جاريةٌ يَبُدُّها أَجَمُّها ، قد سَمَّنَتْها بالسويق أُمُّها وقيل للحائك إبَِدُّ لتباعد ما بين فخذيه ، والحائك أَبَدُّ أَبَداً . ورجل أَبَدُّ وفي فخذيه بَدَدٌ أَي طول مفرط . قال ابن الكلبي : كان دُريد بن الصِّمَّة قد بَرِصَ بادّاه من كثرة ركوبه الخيل أَعراء ؛ وبادّاه : ما يلي السرج من فخذيه ؛ وقال القتيبي : يقال لذلك الموضع من الفرس بادّ . وفرس أَبَدُّ بَيِّنُ البَدَد أَي بعيد ما بين اليدين ؛ وقيل : هو الذي في يديه تباعد عن جنبيه ، وهو البَدَدُ . وبعير أَبَدُّ : وهو الذي في يديه فَتَل ؛ وقال أَبو مالك : الأَبَدُّ الواسع الصدر . والأَبَدُّ الزنيمُ : الأَسَدُ ، وصفوه بالأَبَدِّ لتباعد في يديه ، وبالزنيم لانفراده . وكتف بَدَّاء : عريضة متباعدة الأَقطار . والبادّان : باطنا الفخذين . وكل من فرَّج بين رجليه ، فقد بَدَّهما ؛ ومنه اشتقاق بِدادِ السرج والقتب ، بكسر الباء ، وهما بِدادان وبَدِيدان ، والجمع بدائدُ وأَبِدَّةٌ ؛ تقول : بَدَّ قَتَبَهُ يَبُدُّه وهو أَن يتخذ خريطتين فيحشوهما فيجعلهما تحت الأَحناء لئلا يُدْبِر الخشبُ البعيرَ . والبَدِيدانِ : الخُرْجان . ابن سيده : البادّ باطن الفخذ ؛ وقيل : البادّ ما يلي السرج من فخذ الفارس ؛ وقيل : هو ما بين الرجلين ؛ ومنه قول الدهناءِ بنت مِسحل : إِني لأُرْخِي له بادّي ؛ قال ابن الأَعرابي : سمي بادّاً لأَن السرج بَدَّهما أَي فرَّقهما ، فهو على هذا فاعل في معنى مفعول وقد يكون على النسب ؛ وقد ابْتَدَّاه . وفي حديث ابن الزبير : أَنه كان حسن البادِّ إِذا ركب ؛ البادُّ أَصل الفخذ ؛ والبادَّانِ أَيضاً من ظهر الفرس : ما وقع عليه فخذا الراكب ، وهو من البَدَدِ تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما . والبِدَادان للقتب : كالكَرِّ للرحل غير أَن البِدادين لا يظهران من قدّام الظَّلِفَة ، إِنما هما من باطن . والبِدادُ للسرج : مثله للقتب . والبِدادُ : بطانة تحشى وتجعل تحت القتب وقاية للبعير أَن لا يصيب ظهره القتب ، ومن الشق الآخر مثله ، وهما محيطان مع القتب والجَدَيات من الرحل شبيه بالمِصْدَعة ، يبطن به أَعالي الظَّلِفات إِلى وسط الحِنْوِ ؛ قال أَبو منصور : البِدادانِ في القتب شبه مخلاتين يحشيان ويشدّان بالخيوط إِلى ظلِفات القتب وأَحْنائه ، ويقال لها الأَبِدَّة ، واحدها بِدٌّ والاثنان بِدَّان ، فإِذا شدت إِلى القتب ، فهي مع القتب حِداجَةٌ حينئذ . والبِداد : لِبد يُشدُّ مَبْدوداً على الدابة الدَّبِرَة . وبَدَّ عن دَبَرِها أَي شق ، وبَدَّ صاحبه عن الشيء : أَبعده وكفه . وبَدَّ الشيءَ يَبُدُّه بَدّاً : تجافى به . وامرأَة متبدّدة : مهزولة بعيدة بعضها من بعض . واسْتَبَدَّ فلان بكذا أَي انفرد به ؛ وفي حديث عليّ ، رضوان الله عليه : كنا نُرَى أَن لنا في هذا الأَمر حقّاً فاسْتَبْدَدتم علينا ؛ يقال : استبَدَّ بالأَمر يستبدُّ به استبداداً إِذا انفرد به دون غيره . واستبدَّ برأْيه : انفرد به . وما لك بهذا بَدَدٌ ولا بِدَّة ولا بَدَّة أَي ما لك به طاقة ولا يدان . ولابُدَّ منه أَي لا محالة ، وليس لهذا الأَمر بُدٌّ أَي لا محالة . أَبو عمرو : البُدُّ الفراق ، تقول : لابُدَّ اليوم من قضاء حاجتي أَي لا فراق منه ؛ ومنه قول أُم سلمة : إِنّ مساكين سأَلوها فقالت : يا جارية أَبِدِّيهم تَمْرَةً تمرة أَي فرقي فيهم وأَعطيهم . والبِدَّة ، بالكسر (* قوله « والبدة بالكسر إلخ » عبارة القاموس وشرحه والبدة ، بالضم ، وخطئ الجوهري في كسرها . قال الصاغاني : البدة ، بالضم ، النصيب ؛ عن ابن الأَعرابي ، وبالكسر خطأ ): القوة . والبَدُّ والبِدُّ والبِدَّة ، بالكسر ، والبُدَّة ، بالضم ، والبِدَاد : النصيب من كل شيء ؛ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي ؛ وروى بيت النَّمِر بن تولب : فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رقيباً جانِحا ؟
قال ابن سيده : والمعروف بُدْأَتَها ، وجمع البُدَّةِ بُدَدٌ وجمع البِدَادِ بُدد ؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابي . وأَبَدَّ بينهم العطاءَ وأَبَدَّهم إِياه : أَعطى كل واحد منهم بُدَّته أَي نصيبه على حدة ، ولم يجمع بين اثنين يكون ذلك في الطعام والمال وكل شيء ؛ قال أَبو ذؤيب يصف الكلاب والثور ؛ فَأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ : فَهارِبٌ بذَمائِه ، أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ قيل : إِنه يصف صياداً فرّق سهامه في حمر الوحش ، وقيل : أَي أَعطى هذا من الطعن مثل ما أَعطى هذا حتى عمهم . أَبو عبيد : الإِبْدادُ في الهبة أَن تعطي واحداً واحداً ، والقرانُ أَن تعطي اثنين اثنين . وقال رجل من العرب : إِنَّ لي صِرْمَةً أُبِدُّ منها وأَقرُنُ . الأَصمعي : يقال أَبِدَّ هذا الجزور في الحيّ ، فأَعط كل إِنسان بُدَّته أَي نصيبه ؛ وقال ابن الأَعرابي : البُدَّة القسم ؛
وأَنشد : فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رفيقاً جامحاً ، والنارُ تَلْفَحُ وجْهَهُ بِأُوارها أَي أَطعمته بعضها أَي قطعة منها . ابن الأَعرابي : البِدادُ أَن يُبِدَّ المالَ القومَ فيَقْسِمَ بينهم ، وقد أَبْدَدْتهم المالَ والطعام ، والاسم البُدَّة والبِدادُ . والبُدَدُ جمع البُدَّة ، والبُدُد جمع البِدادِ ؛ وقول عمر بن أَبي ربيعة : أَمُبدٌّ سؤَالَكَ العالمينا قيل : معناه أَمقسم أَنت سؤَالك على الناس واحداً واحداً حتى تعمهم ؛ وقيل : معناه أَملزم أَنت سؤَالك الناس من قولك ما لك منه بُدٌّ . والمُبادَّة في السفر : أَن يخرج كل إِنسان شيئاً من النفقة ثم يجمع فينفقونه بينهم ، والاسم منه البِدادُ ، والبَدادُ لغة ؛ قال القطامي : فَثَمَّ كَفيناه البَدادَ ، ولم نَكُنْ لِنُنْكِدَهُ عما يَضِنُّ به الصَّدْرُ ويروى البِداد ، بالكسر . وأَنا أَبُدُّ بك عن ذلك الأَمر أَي أَدفعه عنك . وتبادّ القوم : مروا اثنين اثنين يَبُدُّ كل واحد منهما صاحبه . والبَدُّ : التعب . وبَدَّدَ الرجلُ : أَعيا وكلَّ ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد : لما رأَيت مِحْجَماً قد بَدَّدَا ، وأَوَّلَ الإِبْلِ دَنا فاسْتَوْرَدا ، دعوتُ عَوْني ، وأَخَذتُ المَسَدا وبيني وبينك بُدَّة أَي غاية ومُدّة . وبايعه بَدَداً وبادَّهُ مُبَادَّةً : كلاهما عارضه بالبيع ؛ وهو من قولك : هذا بِدُّهُ وبَدِيدُه أَي مثله . والبُدُّ : العوض . ابن الأَعرابي : البِداد والعِدادُ المناهدة . وبَدَّدَ : تعب . وبَدَّدَ إِذا أَخرج نَهْدَهُ . والبَديد : النظير ؛ يقال : ما أَنت بِبَديد لي فتكلمني . والبِدّانِ : المثلان . يقال : أَضعف فلان على فلان بَدَّ الحصى أَي زاد عليه عدد الحصى ؛ ومنه قول الكميت : مَن ، قال : أَضْعَفْتَ أَضعافاً على هَرِمٍ ، في الجودِ ، بَدَّ الحصى ، قِيلت له : أَجلُ وقال ابن الخطيم : كأَنَّ لَبَّاتها تَبَدَّدَها هَزْلى جَوادٍ ، أَجْوافُه جَلَف يقال : تَبَدَّد الحلى صدر الجارية إِذا أَخذه كله . ويقال : بَدَّد فلان تبديداً إِذا نَعَسَ وهو قاعد لا يرقد . والبَديدة : المفازة الواسعة . والبُدُّ : بيت فيه أَصنام وتصاوير ، وهو إِعراب بُت بالفارسية ؛
قال : لقد علمَتْ تكاتِرَةُ ابنِ تِيرِي ، غَداةَ البُدِّ ، أَني هِبْرِزِيُّ وقال ابن دريد : البُدُّ الصنم نفسه الذي يعبد ، لا أَصل له في اللغة ، فارسي معرّب ، والجمع البدَدَةُ . وفلاة بَديد : لا أَحد فيها . والرجل إِذا رأَى ما يستنكره فأَدام النظر إِليه يقال : أَبَدَّهُ بصره . ويقال : أَبَدَّ فلانٌ نظره إِذا مدّه ، وأَبْدَتْته بصري . وأَبددت يدي إِلى الأَرض فأَخذت منها شيئاً أَي مددتها . وفي حديث يوم حنين : أَن سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَبَدَّ يده إِلى الأَرض فأَخذ قبضة أَي مدّها . وبَدْبَدُ : موضع ، والله أَعلم . "
المعجم: لسان العرب
بعد
" البُعْدُ : خلاف القُرْب . بَعُد الرجل ، بالضم ، وبَعِد ، بالكسر ، بُعْداً وبَعَداً ، فهو بعيد وبُعادٌ ؛ هم سيبويه ، أَي تباعد ، وجمعهما بُعَداءُ ، وافق الذين يقولون فَعيل الذين يقولون فُعال لأَنهما أُختان ، وقد قيل بُعُدٌ ؛ وينشد قول النابغة : فتِلْكَ تُبْلِغُني النُّعْمانَ أَنَّ له فَضْلاً على الناسِ ، في الأَدْنى وفي البُعُدِ وفي الصحاح : وفي البَعَد ، بالتحريك ، جمع باعِدٍ مثل خادم وخَدَم ، وأَبْعده غيره وباعَدَه وبَعَّده تبعيداً ؛ وقول امرئ القيس : قَعَدْتُ له وصُحْبَتي بَيْنَ ضارِجٍ ، وبَيْنَ العُذَيْبِ بُعْدَ ما مُتَأَمَّلِ إِنما أَراد : يا بُعْدَ مُتَأَمَّل ، يتأَسف بذلك ؛ ومثله قول أَبي العيال : . رَزيَّةَ قَوْمِهِ لم يأْخُذوا ثَمَناً ولم يَهَبُوا (* قوله « رزية قومه إلخ » كذا في نسخة المؤلف بحذف أول البيت ). أَراد : يا رزية قومه ، ثم فسر الرزية ما هي فقال : لم يأْخذوا ثمناً ولم يهبوا . وقيل : أَرادَ بَعُدَ مُتَأَمَّلي . وقوله عز وجل ، في سورة السجدة : أُولئك يُنادَوْنَ من مكان بعيد ؛ قال ابن عباس : سأَلوا الردّ حين لا ردّ ؛ وقيل : من مكان بعيد ، من الآخرة إِلى الدنيا ؛ وقال مجاهد : أَراد من مكان بعيد من قلوبهم يبعد عنها ما يتلى عليهم لأَنهم إِذا لم يعوا فَهُمْ بمنزلة من كان في غاية البعد ، وقوله تعالى : ويقذفون بالغيب من مكان بعيد ؛ قال قولهم : ساحر كاهن شاعر . وتقول : هذه القرية بعيد وهذه القرية قريب لا يراد به النعت ولكن يراد بهما الاسم ، والدليل على أَنهما اسمان قولك : قريبُه قريبٌ وبَعيدُه بَعيدٌ ؛ قال الفراءُ : العرب إِذا ، قالت دارك منا بعيدٌ أَو قريب ، أَو ، قالوا فلانة منا قريب أَو بعيد ، ذكَّروا القريب والبعيد لأَن ال معنى هي في مكان قريب أَو بعيد ، فجعل القريب والبعيد خلفاً من المكان ؛ قال الله عز وجل : وما هي من الظالمين ببعيد ؛ وقال : وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً ؛ وقال : إن رحمة الله قريب من المحسنين ؛ قال : ولو أُنثتا وثنيتا على بعدت منك فهي بعيدة وقربت فهي قريبة كان صواباً . قال : ومن ، قال قريب وبعيد وذكَّرهما لم يثنّ قريباً وبعيداً ، فقال : هما منك قريب وهما منك بعيد ؛ قال : ومن أَنثهما فقال هي منك قريبة وبعيدة ثنى وجمع فقال قريبات وبعيدات ؛
وأَنشد : عَشِيَّةَ لا عَفْراءُ منكَ قَريبةٌ فَتَدْنو ، ولا عَفْراءُ مِنكَ بَعيدٌ وما أَنت منا ببعيد ، وما أَنتم منا ببعيد ، يستوي فيه الواحد والجمع ؛ وكذلك ما أَنت منا بِبَعَدٍ وما أَنتم منا بِبَعَدٍ أَي بعيد . قال : وإِذا أَردت بالقريب والبعيد قرابة النسب أَنثت لا غير ، لم تختلف العرب فيها . وقال الزجاج في قول الله عز وجل : إِن رحمة الله قريب من المحسنين ؛ إِنما قيل قريب لأَن الرحمة والغفران والعفو في معنى واحد ، وكذلك كل تأْنيث ليس بحقيقي ؛ قال وقال الأَخفش : جائز أَن تكون الرحمة ههنا بمعنى المطر ؛ قال وقال بعضهم : يعني الفراءُ هذا ذُكِّرَ ليفصل بين القريب من القُرب والقَريب من القرابة ؛ قال : وهذا غلط ، كلُّ ما قَرُب في مكان أَو نَسَبٍ فهو جارٍ على ما يصيبه من التذكير والتأْنيث ؛ وبيننا بُعْدَةٌ من الأَرض والقرابة ؛ قال الأَعشى : بأَنْ لا تُبَغِّ الوُدَّ منْ مُتَباعِدٍ ، ولا تَنْأَ منْ ذِي بُعْدَةٍ إِنْ تَقَرَّبا وفي الدعاءِ : بُعْداً له نصبوه على إِضمار الفعل غير المستعمل إِظهاره أَي أَبعده الله . وبُعْدٌ باعد : على المبالغة وإِن دعوت به فالمختار النصب ؛ وقوله : مَدّاً بأَعْناقِ المَطِيِّ مَدَّا ، حتى تُوافي المَوْسِمَ الأَبْعَدَّا فإِنه أَراد الأَبعد فوقف فشدّد ، ثم أَجراه في الوصل مجراه في الوقف ، وهو مما يجوز في الشعر ؛ كقوله : ضَخْماً يحبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا وقال الليث : يقال هو أَبْعَد وأَبْعَدُونَ وأَقرب وأَقربون وأَباعد وأَقارب ؛
وأَنشد : منَ الناسِ مَنْ يَغْشى الأَباعِدَ نَفْعُه ، ويشْقى به ، حتى المَماتِ ، أَقارِبُهْ فإِنْ يَكُ خَيراً ، فالبَعيدُ يَنالُهُ ، وإِنْ يَكُ شَرّاً ، فابنُ عَمِّكَ صاحِبُهْ والبُعْدانُ ، جمع بعيد ، مثل رغيف ورغفان . ويقال : فلان من قُرْبانِ الأَمير ومن بُعْدانِه ؛ قال أَبو زيد : يقال للرجل إِذا لم تكن من قُرْبان الأَمير فكن من بُعْدانِه ؛ يقول : إِذا لم تكن ممن يقترب منه فتَباعَدْ عنه لا يصيبك شره . وفي حديث مهاجري الحبشة : وجئنا إِلى أَرض البُعَداءِ ؛ قال ابن الأَثير : هم الأَجانب الذين لا قرابة بيننا وبينهم ، واحدهم بعيد . وقال النضر في قولهم هلك الأَبْعَد ، قال : يعني صاحبَهُ ، وهكذا يقال إِذا كنى عن اسمه . ويقال للمرأَة : هلكت البُعْدى ؛ قال الأَزهري : هذا مثل قولهم فلا مَرْحباً بالآخر إِذا كنى عن صاحبه وهو يذُمُّه . وقال : أَبعد الله الآخر ، قال : ولا يقال للأُنثى منه شيء . وقولهم : كبَّ الله الأَبْعَدَ لِفيه أَي أَلقاه لوجهه ؛ والأَبْعَدُ : الخائنُ . والأَباعد : خلاف الأَقارب ؛ وهو غير بَعِيدٍ منك وغير بَعَدٍ . وباعده مُباعَدَة وبِعاداً وباعدالله ما بينهما وبَعَّد ؛ ويُقرأُ : ربَّنا باعِدْ بين أَسفارِنا ، وبَعِّدْ ؛ قال الطرمَّاح : تُباعِدُ مِنَّا مَن نُحِبُّ اجْتِماعَهُ ، وتَجْمَعُ مِنَّا بين أَهل الضَّغائِنِ ورجل مِبْعَدٌ : بعيد الأَسفار ؛ قال كثَّير عزة : مُناقِلَةً عُرْضَ الفَيافي شِمِلَّةً ، مَطِيَّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ وقال الفراءُ في قوله عز وجل ، مخبراً عن قوم سبا : ربنا باعد بين أَسفارنا ؛ قال : قرأَه العوام باعد ، ويقرأُ على الخبر : ربُّنا باعَدَ بين أَسفارنا ، وبَعَّدَ . وبَعِّدْ جزم ؛ وقرئَ : ربَّنا بَعُدَ بَيْنَ أَسفارنا ، وبَيْنَ أَسفارنا ؛ قال الزجاج : من قرأَ باعِدْ وبَعِّدْ فمعناهما واحد ، وهو على جهة المسأَلة ويكون المعنى أَنهم سئموا الراحة وبطروا النعمة ، كما ، قال قوم موسى : ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأَرض ( الآية )؛ ومن قرأَ : بَعُدَ بينُ أَسفارنا ؛ فالمعنى ما يتَّصِلُ بسفرنا ؛ ومن قرأَ بالنصب : بَعُدَ بينَ أَسفارنا ؛ فالمعنى بَعُدَ ما بَيْنَ أَسفارنا وبَعُدَ سيرنا بين أَسفارنا ؛ قال الأَزهري : قرأَ أَبو عمرو وابن كثير : بَعَّد ، بغير أَلف ، وقرأَ يعقوب الحضرمي : ربُّنا باعَدَ ، بالنصب على الخبر ، وقرأَ نافع وعاصم والكسائي وحمزة : باعِدْ ، بالأَلف ، على الدعاءِ ؛ قال سيبويه : وقالوا بُعْدَك يُحَذِّرُهُ شيئاً من خَلْفه . وبَعِدَ بَعَداً وبَعُد : هلك أَو اغترب ، فهو باعد . والبُعْد : الهلاك ؛ قال تعالى : أَلا بُعْداً لمدين كما بَعِدَت ثمود ؛ وقال مالك بن الريب المازني : يَقولونَ لا تَبْعُدْ ، وَهُمْ يَدْفِنونَني ، وأَينَ مكانُ البُعْدِ إِلا مكانِيا ؟ وهو من البُعْدِ . وقرأَ الكسائي والناس : كما بَعِدَت ، وكان أَبو عبد الرحمن السُّلمي يقرؤها بَعُدَت ، يجعل الهلاك والبُعْدَ سواء وهما قريبان من السواء ، إِلا أَن العرب بعضهم يقول بَعُدَ وبعضهم يقول بَعِدَ مثل سَحُقَ وسَحِقَ ؛ ومن الناس من يقول بَعُد في المكان وبَعِدَ في الهلاك ، وقال يونس : العرب تقول بَعِدَ الرجل وبَعُدَ إِذا تباعد في غير سبّ ؛ ويقال في السب : بَعِدَ وسَحِقَ لا غير . والبِعاد : المباعدة ؛ قال ابن شميل : راود رجل من العرب أَعرابية فأَبت إِلا أَن يجعل لها شيئاً ، فجعل لها درهمين فلما خالطها جعلت تقول : غَمْزاً ودِرْهماكَ لَكَ ، فإِن لم تَغْمِزْ فَبُعْدٌ لكَ ؛ رفعت البعد ، يضرب مثلاً للرجل تراه يعمل العمل الشديد . والبُعْدُ والبِعادُ : اللعن ، منه أَيضاً . وأَبْعَدَه الله : نَحَّاه عن الخير وأَبعده . تقول : أَبعده الله أَي لا يُرْثَى له فيما يَزِلُّ به ، وكذلك بُعْداً له وسُحْقاً ونَصَبَ بُعْداً على المصدر ولم يجعله اسماً . وتميم ترفع فتقول : بُعْدٌ له وسُحْقٌ ، كقولك : غلامٌ له وفرسٌ . وفي حديث شهادة الأَعضاء يوم القيامة فيقول : بُعْداً لكَ وسُحقاً أَي هلاكاً ؛ ويجوز أَن يكون من البُعْد ضد القرب . وفي الحديث : أَن رجلاً جاء فقال إِن الأَبْعَدَ قد زَنَى ، معناه المتباعد عن الخير والعصمة . وجَلَسْتُ بَعيدَةً منك وبعيداً منك ؛ يعني مكاناً بعيداً ؛ وربما ، قالوا : هي بَعِيدٌ منك أَي مكانها ؛ وفي التنزيل : وما هي من الظالمين ببعيد . وأَما بَعيدَةُ العهد ، فبالهاء ؛ ومَنْزل بَعَدٌ بَعيِدٌ . وتَنَحَّ غيرَ بَعِيد أَي كن قريباً ، وغيرَ باعدٍ أَي صاغرٍ . يقال : انْطَلِقْ يا فلانُ غيرُ باعِدٍ أَي لا ذهبت ؛ الكسائي : تَنَحَّ غيرَ باعِدٍ أَي غير صاغرٍ ؛ وقول النابغة الذبياني : فَضْلاَ على الناسِ في الأَدْنَى وفي البُعُد ؟
قال أَبو نصر : في القريب والبعيد ؛ ورواه ابن الأَعرابي : في الأَدنى وفي البُعُد ، قال : بعيد وبُعُد . والبَعَد ، بالتحريك : جمع باعد مثل خادم وخَدَم . ويقال : إِنه لغير أَبْعَدَ إِذا ذمَّه أَي لا خير فيه ، ولا له بُعْدٌ : مَذْهَبٌ ؛ وقول صخر الغيّ : المُوعِدِينا في أَن نُقَتِّلَهُمْ ، أَفْنَاءَ فَهْمٍ ، وبَيْنَنا بُعَدُ أَ أَنَّ أَفناء فهم ضروب منهم . بُعَد جَمع بُعْدةٍ . وقال الأَصمعي : أَتانا فلان من بُعْدةٍ أَي من أَرض بَعيدة . ويقال : إِنه لذو بُعْدة أَي لذو رأْي وحزم . يقال ذلك للرجل إِذا كان نافذ الرأْي ذا غَوْر وذا بُعْدِ رأْي . وما عنده أَبْعَدُ أَي طائل ؛ قال رجل لابنه : إِن غدوتَ على المِرْبَدِ رَبِحْتَ عنا أَو رجعت بغير أَبْعَدَ أَي بغير منفعة . وذو البُعْدة : الذي يُبْعِد في المُعاداة ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي لرؤبة : يَكْفِيكَ عِنْدَ الشِّدَّةِ اليَبِيسَا ، ويَعْتَلِي ذَا البُعْدَةِ النُّحُوسا وبَعْدُ : ضدّ قبل ، يبنى مفرداً ويعرب مضافاً ؛ قال الليث : بعد كلمة دالة على الشيء الأَخير ، تقول : هذا بَعْدَ هذا ، منصوب . وحكى سيبويه أَنهم يقولون من بَعْدٍ فينكرونه ، وافعل هذا بَعْداً . قال الجوهري : بعد نقيض قبل ، وهما اسمان يكونان ظرفين إِذا أُضيفا ، وأَصلهما الإِضافة ، فمتى حذفت المضاف إِليه لعلم المخاطب بَنَيْتَهما على الضم ليعلم أَنه مبني إِذ كان الضم لا يدخلهما إِعراباً ، لأَنهما لا يصلح وقوعهما موقع الفاعل ولا موقع المبتدإِ ولا الخبر ؛ وقوله تعالى : لله الأَمر من قبلُ ومن بعدُ أَي من قبل الأَشياء وبعدها ؛ أَصلهما هنا الخفض ولكن بنيا على الضم لأَنهما غايتان ، فإِذا لم يكونا غاية فهما نصب لأَنهما صفة ؛ ومعنى غاية أَي أَن الكلمة حذفت منها الإِضافة وجعلت غاية الكلمة ما بقي بعد الحذف ، وإِنما بنيتا على الضم لأَن إِعرابهما في الإضافة النصب والخفض ، تقول رأَيته قبلك ومن قبلك ، ولا يرفعان لأَنهما لا يحدَّث عنهما ، استعملا ظرفين فلما عدلا عن بابهما حركا بغير الحركتين اللتين كانتا له يدخلان بحق الإِعراب ، فأَما وجوبُ بنائهما وذهاب إِعرابهما فلأَنهما عرَّفا من غير جهة التعريف ، لأَنه حذف منهما ما أُضيفتا إِليه ، والمعنى : لله الأَمر من قبل أَن تغلب الروم ومن بعد ما غلبت . وحكى الأَزهري عن الفراء ، قال : القراءة بالرفع بلا نون لأَنهما في المعنى تراد بهما الإِضافة إِلى شيء لا محالة ، فلما أَدَّتا غير معنى ما أُضيفتا إِليه وُسِمَتا بالرفع وهما في موضع جر ، ليكون الرفع دليلاً على ما سقط ، وكذلك ما أَشبههما ؛ كقوله : إِنْ يَأْتِ مِنْ تَحْتُ أَجِيْهِ من عَلُ وقال الآخر : إِذا أَنا لم أُومَنْ عَلَيْكَ ، ولم يكنْ لِقَاؤُك الاّ من وَرَاءُ ورَاءُ فَرَفَعَ إِذ جعله غاية ولم يذكر بعده الذي أُضيف إِليه ؛ قال الفراء : وإِن نويت أَن تظهر ما أُضيف إِليه وأَظهرته فقلت : لله الأَمر من قبلِ ومن بعدِ ، جاز كأَنك أَظهرت المخفوض الذي أَضفت إِليه قبل وبعد ؛ قال ابن سيده : ويقرأُ لله الأَمر من قبلٍ ومن بعدٍ يجعلونهما نكرتين ، المعنى : لله الأَمر من تقدُّمٍ وتأَخُّرٍ ، والأَوّل أَجود . وحكى الكسائي : لله الأَمر من قبلِ ومن بعدِ ، بالكسر بلا تنوين ؛ قال الفراء : تركه على ما كان يكون عليه في الإِضافة ، واحتج بقول الأَوّل : بَيْنَ ذِراعَيْ وَجَبْهَةِ الأَسَد ؟
قال : وهذا ليس كذلك لأَن المعنى بين ذراعي الأَسد وجبهته ، وقد ذكر أَحد المضاف إِليهما ، ولو كان : لله الأَمر من قبل ومن بعد كذا ، لجاز على هذا وكان المعنى من قبل كذا ومن بعد كذا ؛ وقوله : ونحن قتلنا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ ، فما شربوا بَعْدٌ على لَذَّةٍ خَمْرا إِنما أَراد بعدُ فنوّن ضرورة ؛ ورواه بعضهم بعدُ على احتمال الكف ؛ قال اللحياني وقال بعضهم : ما هو بالذي لا بُعْدَ له ، وما هو بالذي لا قبل له ، قال أَبو حاتم : وقالوا قبل وبعد من الأَضداد ، وقال في قوله عز وجل : والأَرض بعد ذلك دحاها ، أَي قبل ذلك . قال الأَزهري : والذي ، قاله أَبو حاتم عم ؟
قاله خطأٌ ؛ قبلُ وبعدُ كل واحد منهما نقيض صاحبه فلا يكون أَحدهما بمعنى الآخر ، وهو كلام فاسد . وأَما قول الله عز وجل : والأَرض بعد ذلك دحاها ؛ فإِن السائل يسأَل عنه فيقول : كيف ، قال بعد ذلك قوله تعالى : قل أَئنكم لتكفرون بالذي خلق الأَرض في يومين ؛ فلما فرغ من ذكر الأَرض وما خلق فيها ، قال : ثم استوى إلى السماء ، وثم لا يكون إِلا بعد الأَول الذي ذكر قبله ، ولم يختلف المفسرون أَن خلق الأَرض سبق خلق السماء ، والجواب فيما سأَل عنه السائل أَن الدَّحو غير الخلق ، وإِنما هو البسط ، والخلق هو إِلانشاءُ الأَول ، فالله عز وجل ، خلق الأَرض أَولاً غير مدحوّة ، ثم خلق السماء ، ثم دحا الأَرض أَي بسطها ، قال : والآيات فيها متفقة ولا تناقض بحمد الله فيها عند من يفهمها ، وإِنما أَتى الملحد الطاعن فيما شاكلها من الآيات من جهة غباوته وغلظ فهمه وقلة علمه بكلام العرب . وقولهم في الخطابة : أَما بعدُ ؛ إِنما يريدون أَما بعد دعائي لك ، فإِذا قلت أَما بعدَ فإِنك لا تضيفه إِلى شيء ولكنك تجعله غاية نقيضاً لقبل ؛ وفي حديث زيد بن أَرقم : أَن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، خطبهم فقال : أَما بعدُ ؛ تقدير الكلام : أَما بعدُ حمد الله فكذا وكذا . وزعموا أَن داود ، عليه السلام ، أَول من ، قالها ؛ ويقال : هي فصل الخطاب ولذلك ، قال جل وعز : وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب ؛ وزعم ثعلب أَن أَول من ، قالها كعب بن لؤي . أَبو عبيد : يقال لقيته بُعَيْداتِ بَيْنٍ إِذا لقيته بعد حين ؛ وقيل : بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بُعَيد فراق ، وذلك إِذا كان الرجل يمسك عن إِتيان صاحبه الزمانَ ، ثم يأْتيه ثم يمسك عنه نحوَ ذلك أَيضاً ، ثم يأْتيه ؛ قال : وهو من ظروف الزمان التي لا تتمكن ولا تستعمل إلا ظرفاً ؛
وأَنشد شمر : وأَشْعَثَ مُنْقَدّ القيمصِ ، دعَوْتُه بُعَيْداتِ بَيْنٍ ، لا هِدانٍ ولا نِكْسِ ويقال : إِنها لتضحك بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بين المرَّة ثم المرة في الحين . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَنه كان إِذا أَراد البراز أَبعد ، وفي آخر : يَتَبَعَّدُ ؛ وفي آخر : أَنه ، صلى الله عليه وسلم ، كان يُبْعِدُ في المذهب أَي الذهاب عند قضاء حاجته ؛ معناه إِمعانه في ذهابه إِلى الخلاء . وأَبعد فلان في الأَرض إِذا أَمعن فيها . وفي حديث قتل أَبي جهل : هَلْ أَبْعَدُ من رجل قتلتموه ؟، قال ابن الأَثير : كذا جاء في سنن أَبي داود معناها أَنهى وأَبلغ ، لأَن الشيء المتناهي في نوعه يقال قد أَبعد فيه ، وهذا أَمر بعيد لا يقع مثله لعظمه ، والمعنى : أَنك استعظمت شأْني واستبعدت قتلي فهل هو أَبعد من رجل قتله قومه ؛ قال : والروايات الصحيحة أَعمد ، بالميم . "
المعجم: لسان العرب
برد
" البَرْدُ : ضدُّ الحرّ . والبُرودة : نقيض الحرارة ؛ بَرَدَ الشيءُ يبرُدُ بُرودة وماء بَرْدٌ وبارد وبَرُودٌ وبِرادٌ ، وقد بَرَدَه يَبرُدُه بَرْداً وبَرَّدَه : جعله بارداً . قال ابن سيده : فأَما من ، قال بَرَّدَه سَخَّنه لقول الشاعر : عافَتِ الماءَ في الشتاء ، فقلنا : بَرِّديه تُصادفيه سَخِينا فغالط ، إِنما هو : بَلْ رِدِيه ، فأَدغم على أَن قُطْرباً قد ، قاله . الجوهري : بَرُدَ الشيءُ ، بالضم ، وبَرَدْتُه أَنا فهو مَبْرُود وبَرّدته تبريداً ، ولا يقال أَبردته إِلاّ في لغة رديئة ؛ قال مالك بن الريب ، وكانت المنية قد حضرته فوصى من يمضي لأَهله ويخبرهم بموته ، وأَنْ تُعَطَّلَ قَلُوصه في الركاب فلا يركبهَا أَحد ليُعْلم بذلك موت صاحبها وذلك يسرّ أَعداءه ويحزن أَولياءه ؛ فقال : وعَطِّلْ قَلُوصي في الركاب ، فإِنها سَتَبْرُدُ أَكباداً ، وتُبْكِي بَواكيا والبَرود ، بفتح الباء : البارد ؛ قال الشاعر : فبات ضَجيعي في المنام مع المُنَى بَرُودُ الثَّنايا ، واضحُ الثغر ، أَشْنَبُ وبَرَدَه يَبْرُدُه : خلطه بالثلج وغيره ، وقد جاء في الشعر . وأَبْرَدَه : جاء به بارداً . وأَبْرَدَ له : سقاهُ بارداً . وسقاه شربة بَرَدَت فؤَادَه تَبْرُدُ بَرْداً أَي بَرَّدَتْه . ويقال : اسقني سويقاً أُبَرِّد به كبدي . ويقال : سقيته فأَبْرَدْت له إِبراداً إِذا سقيته بارداً . وسقيته شربةً بَرَدْت بها فوؤَادَه من البَرود ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي : إِنِّي اهْتَدَيْتُ لِفِتْية نَزَلُوا ، بَرَدُوا غَوارِبَ أَيْنُقٍ جُرْب أَي وضعوا عنها رحالها لتَبْرُدَ ظهورها . وفي الحديث : إِذا أَبصر أَحدكم امرأَة فليأْت زوجته فإِن ذلك بَرْدُ ما في نفسه ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء في كتاب مسلم ، بالباء الموحدة ، من البَرْد ، فإِن صحت الرواية فمعناه أَن إِتيانه امرأَته يُبرِّد ما تحركت له نفسه من حر شهوة الجماع أَي تسكنه وتجعله بارداً ، والمشهور في غيره يردّ ، بالياء ، من الرد أَي يعكسه . وفي حديث عمر : أَنه شرب النبيذ بعدما بَرَدَ أَي سكن وفَتَر . ويُقال : جدّ في الأَمر ثم بَرَدَ أَي فتر . وفي الحديث : لما تلقاه بُرَيْدَةُ الأَسلم ؟
قال له : من أَنت ؟، قال : أَنا بريدة ، قال لأَبي بكر : بَرَدَ أَمرنا وصلح (* قوله « برد أمرنا وصلح » كذا في نسخة المؤلف والمعروف وسلم ، وهو المناسب للأسلمي فانه ، صلى الله عليه وسلم ، كان يأخذ الفأل من اللفظ ). أَي سهل . وفي حديث أُم زرع : بَرُودُ الظل أَي طيب العشرة ، وفعول يستوي فيه الذكر والأُنثى . والبَرَّادة : إِناء يُبْرِد الماء ، بني على أَبْرَد ؛ قال الليث : البَرَّادةُ كوارَةٌ يُبَرَّد عليها الماء ، قال الأَزهري : ولا أَدري هي من كلام العرب أَم كلام المولدين . وإِبْرِدَةُ الثرى والمطر : بَرْدُهما . والإِبْرِدَةُ : بَرْدٌ في الجوف . والبَرَدَةُ : التخمة ؛ وفي حديث ابن مسعود : كل داء أَصله البَرَدة وكله من البَرْد ؛ البَرَدة ، بالتحريك : التخمة وثقل الطعام على المعدة ؛ وقيل : سميت التخمةُ بَرَدَةً لأَن التخمة تُبْرِدُ المعدة فلا تستمرئ الطعامَ ولا تُنْضِجُه . وفي الحديث : إِن البطيخ يقطع الإِبردة ؛ الإِبردة ، بكسر الهمزة والراء : علة معروفة من غلبة البَرْد والرطوبة تُفَتِّر عن الجماع ، وهمزتها زائدة . ورجل به إِبْرِدَةٌ ، وهو تقطِير البول ولا ينبسط إِلى النساء . وابْتَرَدْتُ أَي اغتسلت بالماء البارد ، وكذلك إِذا شربته لتَبْرُدَ به كبدك ؛ قال الراجز . لَطالَما حَلأْتُماها لا تَرِدْ ، فَخَلِّياها والسِّجالَ تَبْتَرِدْ ، مِنْ حَرِّ أَيامٍ ومِنْ لَيْلٍ وَمِدْ وابْتَرَد الماءَ : صَبَّه على رأَسه بارداً ؛
قال : إِذا وجَدْتُ أُوَارَ الحُبِّ في كَبِدي ، أَقْبَلْتُ نَحْوَ سِقاء القوم أَبْتَرِدُ هَبْنِي بَرَدْتُ بِبَرْدِ الماءِ ظاهرَهُ ، فمَنْ لِحَرٍّ على الأَحْشاءِ يَتَّقِدُ ؟ وتَبَرَّدَ فيه : استنقع . والبَرُودُ : ما ابْتُرِدَ به . والبَرُودُ من الشراب : ما يُبَرِّدُ الغُلَّةَ ؛
وأَنشد : ولا يبرِّد الغليلَ الماءُ والإِنسان يتبرّد بالماء : يغتسل به . وهذا الشيء مَبْرَدَةٌ للبدن ؛ قال الأَصمعي : قلت لأَعرابي ما يحملكم على نومة الضحى ؟، قال : إِنها مَبْرَدَةٌ في الصيف مَسْخَنَةٌ في الشتاء . والبَرْدانِ والأَبرَدانِ أَيضاً : الظل والفيء ، سميا بذلك لبردهما ؛ قال الشماخ بن ضرار : إِذا الأَرْطَى تَوَسَّدَ أَبْرَدَيْهِ خُدودُ جَوازِئٍ ، بالرملِ ، عِينِ سيأْتي في ترجمة جزأَ (* قوله « قال ابن شميل إِذا ، قال وابرده إلخ » كذا في نسخة المؤلف والمناسب هنا أن يقال : ويقول وابرده على الفؤاد إذا أصاب شيئاً هنيئاً إلخ .) على الفؤاد إِذا أَصاب شيئاً هنيئاً ، وكذلك وابَرْدَاهُ على الفؤاد . ويجد الرجل بالغداة البردَ فيقول : إِنما هي إِبْرِدَةُ الثرى وإِبْرِدَةُ النَّدَى . ويقول الرجل من العرب : إِنها لباردة اليوم فيقول له الآخر : ليست بباردة إِنما هي إِبْرِدَةُ الثرى . ابن الأَعرابي : الباردة الرباحة في التجارة ساعة يشتريها . والباردة : الغنيمة الحاصلة بغير تعب ؛ ومنه قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة لتحصيله الأَجر بلا ظمإٍ في الهواجر أَي لا تعب فيه ولا مشقة . وكل محبوب عندهم : بارد ؛ وقيل : معناه الغنيمة الثابتة المستقرة من قولهم بَرَدَ لي على فلان حق أَي ثبت ؛ ومنه حديث عمر : وَدِدْتُ أَنه بَرَدَ لنا عملُنا . ابن الأَعرابي : يقال أَبرد طعامه وبَرَدَهُ وبَرَّدَهُ . والمبرود : خبز يُبْرَدُ في الماءِ تطعمه النِّساءُ للسُّمْنة ؛ يقال : بَرَدْتُ الخبز بالماءِ إِذا صببت عليه الماء فبللته ، واسم ذلك الخبز المبلول : البَرُودُ والمبرود . والبَرَدُ : سحاب كالجَمَد ، سمي بذلك لشدة برده . وسحاب بَرِدٌ وأَبْرَدُ : ذو قُرٍّ وبردٍ ؛
قال : يا هِندُ هِندُ بَيْنَ خِلْبٍ وكَبِدْ ، أَسْقاك عني هازِمُ الرَّعْد برِدْ وقال : كأَنهُمُ المَعْزاءُ في وَقْع أَبْرَدَا شبههم في اختلاف أَصواتهم بوقع البَرَد على المَعْزاء ، وهي حجارة صلبة ، وسحابة بَرِدَةٌ على النسب : ذات بَرْدٍ ، ولم يقولوا بَرْداء . الأَزهري : أَما البَرَدُ بغير هاء فإِن الليث زعم أَنه مطر جامد . والبَرَدُ : حبُّ الغمام ، تقول منه : بَرُدَتِ الأَرض . وبُرِدَ القوم : أَصابهم البَرَدُ ، وأَرض مبرودة كذلك . وقال أَبو حنيفة : شجرة مَبْرودة طرح البَرْدُ ورقها . الأَزهري : وأَما قوله عز وجل : وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَدٍ فيصيب به ؛ ففيه قولان : أَحدهما وينزل من السماء من أَمثال جبال فيها من بَرَدٍ ، والثاني وينزل من السماء من جبال فيها بَرَداً ؛ ومن صلة ؛ وقول الساجع : وصِلِّياناً بَرِدَا أَي ذو برودة . والبَرْد . النوم لأَنه يُبَرِّدُ العين بأَن يُقِرَّها ؛ وفي التنزيل العزيز : لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شراباً ؛ قال العَرْجي : فإِن شِئت حَرَّمتُ النساءَ سِواكمُ ، وإِن شِئت لم أَطعَمْ نُقاخاً ولا بَرْد ؟
قال ثعلب : البرد هنا الريق ، وقيل : النقاخ الماء العذب ، والبرد النوم . الأَزهري في قوله تعالى : لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً ؛ روي عن ابن عبا ؟
قال : لا يذوقون فيها برد الشراب ولا الشراب ، قال : وقال بعضهم لا يذوقون فيها برداً ، يريد نوماً ، وإِن النوم ليُبَرِّد صاحبه ، وإِن العطشان لينام فَيَبْرُدُ بالنوم ؛
وأَنشد الأَزهري لأَبي زُبيد في النوم : بارِزٌ ناجِذاه ، قَدْ بَرَدَ المَوْ تُ على مُصطلاه أَيَّ برو ؟
قال أَبو الهيثم : بَرَدَ الموتُ على مُصْطلاه أَي ثبت عليه . وبَرَدَ لي عليه من الحق كذا أَي ثبت . ومصطلاه : يداه ورجلاه ووجهه وكل ما برز منه فَبَرَدَ عند موته وصار حرّ الروح منه بارداً ؛ فاصطلى النار ليسخنه . وناجذاه : السنَّان اللتان تليان النابين . وقولهم : ضُرب حتى بَرَدَ معناه حتى مات . وأَما قولهم : لم يَبْرُدْ منه شيء فالمعنى لم يستقر ولم يثبت ؛ وأَنشد : اليومُ يومٌ باردٌ سَموم ؟
قال : وأَصله من النوم والقرار . ويقال : بَرَدَ أَي نام ؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي : أُحِبُّ أُمَّ خالد وخالدا حُبّاً سَخَاخِينَ ، وحبّاً بارد ؟
قال : سخاخين حب يؤْذيني وحباً بارداً يسكن إِليه قلبي . وسَمُوم بارد أَي ثابت لا يزول ؛
وأَنشد أَبو عبيدة : اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه ، مَن جَزِعَ اليومَ فلا تلومه وبَرَدَ الرجل يَبْرُدُ بَرْداً : مات ، وهو صحيح في الاشتقاق لأَنه عدم حرارة الروح ؛ وفي حديث عمر : فهَبَره بالسيف حتى بَرَدَ أَي مات . وبَرَدَ السيفُ : نَبا . وبَرَدَ يبرُدُ بَرْداً : ضعف وفتر عن هزال أَو مرض . وأَبْرَده الشيءُ : فتَّره وأَضعفه ؛
وأَنشد بن الأَعرابي : الأَسودانِ أَبْرَدَا عِظامي ، الماءُ والفتُّ ذوا أَسقامي ابن بُزُرج : البُرَاد ضعف القوائم من جوع أَو إِعياء ، يقال : به بُرادٌ . وقد بَرَد فلان إِذا ضعفت قوائمه . والبَرْد : تبرِيد العين . والبَرود : كُحل يُبَرِّد العين : والبَرُود : كل ما بَرَدْت به شيئاً نحو بَرُود العينِ وهو الكحل . وبَرَدَ عينَه ، مخففاً ، بالكُحل وبالبَرُود يَبْرُدُها بَرْداً : كَحَلَها به وسكَّن أَلَمها ؛ وبَرَدت عينُه كذلك ، واسم الكحل البَرُودُ ، والبَرُودُ كحل تَبْردُ به العينُ من الحرِّ ؛ وفي حديث الأَسود : أَنه كان يكتحل بالبَرُود وهو مُحْرِم ؛ البَرُود ، بالفتح : كحل فيه أَشياء باردة . وكلُّ ما بُرِدَ به شيءٌ : بَرُود . وبَرَدَ عليه حقٌّ : وجب ولزم . وبرد لي عليه كذا وكذا أَي ثبت . ويقال : ما بَرَدَ لك على فلان ، وكذلك ما ذَابَ لكَ عليه أَي ما ثبت ووجب . ولي عليه أَلْفٌ بارِدٌ أَي ثابت ؛
قال : اليومُ يومٌ باردٌ سَمُومه ، مَنْ عجز اليومَ فلا تلومُه أَي حره ثابت ؛ وقال أَوس بن حُجر : أَتاني ابنُ عبدِاللَّهِ قُرْطٌ أَخُصُّه ، وكان ابنَ عمٍّ ، نُصْحُه لِيَ بارِدُ وبَرَد في أَيديهم سَلَماً لا يُفْدَى ولا يُطْلَق ولا يُطلَب . وإِن أَصحابك لا يُبالون ما بَرَّدوا عليك أَي أَثبتوا عليك . وفي حديث عائشة ، رضي الله تعالى عنها : لا تُبَرِّدي عنه أَي لا تخففي . يقال : لا تُبَرِّدْ عن فلان معناه إِن ظلمك فلا تشتمه فتنقص من إِثمه ، وفي الحديث : لا تُبَرِّدوا عن الظالم أَي لا تشتموه وتدعوا عليه فتخففوا عنه من عقوبة ذنبه . والبَرِيدُ : فرسخان ، وقيل : ما بين كل منزلين بَرِيد . والبَريدُ : الرسل على دوابِّ البريد ، والجمع بُرُد . وبَرَدَ بَرِيداً : أَرسله . وفي الحديث : أَنه ، صلى الله عليه وسلم ، قال : إِذا أَبْرَدْتم إِليَّ بَرِيداً فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم ؛ البَرِيد : الرسول وإِبرادُه إِرساله ؛ قال الراجز : رأَيتُ للموت بريداً مُبْردَا وقال بعض العرب : الحُمَّى بَرِيد الموتِ ؛ أَراد أَنها رسول الموت تنذر به . وسِكَكُ البرِيد : كل سكة منها اثنا عشر ميلاً . وفي الحديث : لا تُقْصَرُ الصلاةُ في أَقلَّ من أَربعة بُرُدٍ ، وهي ستة عشر فرسخاً ، والفرسخ ثلاثة أَميال ، والميل أَربعة آلاف ذراع ، والسفر الذي يجوز فيه القصر أَربعة برد ، وهي ثمانية وأَربعون ميلاً بالأَميال الهاشمية التي في طريق مكة ؛ وقيل لدابة البريد : بَريدٌ ، لسيره في البريد ؛ قال الشاعر : إِنِّي أَنُصُّ العيسَ حتى كأَنَّني ، عليها بأَجْوازِ الفلاةِ ، بَرِيدا وقال ابن الأَعرابي : كل ما بين المنزلتين فهو بَرِيد . وفي الحديث : لا أَخِيسُ بالعَهْدِ ولا أَحْبِسُ البُرْدَ أَي لا أَحبس الرسل الواردين عليّ ؛ قال الزمخشري : البُرْدُ ، ساكناً ، يعني جمعَ بَرِيد وهو الرسول فيخفف عن بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل ، وإِنما خففه ههنا ليزاوج العهد . قال : والبَرِيد كلمة فارسية يراد بها في الأَصل البَرْد ، وأَصلها « بريده دم » أَي محذوف الذنَب لأَن بغال البريد كانت محذوفة الأَذناب كالعلامة لها فأُعربت وخففت ، ثم سمي الرسول الذي يركبه بريداً ، والمسافة التي بين السكتين بريداً ، والسكة موضع كان يسكنه الفُيُوجُ المرتبون من بيت أَو قبة أَو رباط ، وكان يرتب في كل سكة بغال ، وبُعد ما بين السكتين فرسخان ، وقيل أَربعة . الجوهري : البريد المرتب يقال حمل فلان على البريد ؛ وقال امرؤ القيس : على كلِّ مَقْصوصِ الذُّنَابَى مُعاودٍ بَرِيدَ السُّرَى بالليلِ ، من خيلِ بَرْبَرَا وقال مُزَرِّدٌ أَخو الشماخ بن ضرار يمدح عَرابَة الأَوسي : فدتْك عَرابَ اليومَ أُمِّي وخالتي ، وناقتيَ النَّاجي إِليكَ بَرِيدُها أَي سيرها في البرِيد . وصاحب البَرِيد قد أَبردَ إِلى الأَمير ، فهو مُبْرِدٌ . والرسول بَرِيد ؛ ويقال للفُرانِق البَرِيد لأَنه ينذر قدَّام الأَسد . والبُرْدُ من الثيابِ ، قال ابن سيده : البُرْدُ ثوب فيه خطوط وخص بعضهم به الوشي ، والجمع أَبْرادٌ وأَبْرُد وبُرُودٌ . والبُرْدَة : كساء يلتحف به ، وقيل : إِذا جعل الصوف شُقة وله هُدْب ، فهي بُرْدَة ؛ وفي حديث ابن عمر : أَنه كان عليه يوم الفتح بُرْدَةٌ فَلُوتٌ قصيرة ؛ قال شمر : رأَيت أَعرابيّاً بِخُزَيْمِيَّةَ وعليه شِبْه منديل من صوف قد اتَّزَر به فقلت : ما تسميه ؟، قال : بُرْدة ؛ قال الأَزهري : وجمعها بُرَد ، وهي الشملة المخططة . قال الليث : البُرْدُ معروف من بُرُود العَصْب والوَشْي ، قال : وأَما البُرْدَة فكساء مربع أَسود فيه صغر تلبسه الأَعراب ؛ وأَما قول يزيد بنِ مُفَرّغ الحميري : وشَرَيْتُ بُرْداً ليتني ، من قَبْلِ بُرْدٍ ، كنتُ هامَهْ فهو اسم عبد . وشريت أَي بعت . وقولهم : هما في بُرْدة أَخْمَاسٍ فسره ابن الأَعرابي فقال : معناه أَنهما يفعلان فعلاً واحداً فيشتبهان كأَنهما في بُرَدة ، والجمع بُرَد على غير ذلك ؛ قال أَبو ذؤيب : فسَمعَتْ نَبْأَةً منه فآسَدَها ، كأَنَّهُنَّ ، لَدَى إِنْسَائِهِ ، البُرَد يريد أَن الكلاب انبسطنَ خلف الثور مثل البُرَدِ ؛ وقول يزيد بن المفرّغ : مَعاذَ اللَّهِ رَبَّا أَن تَرانا ، طِوالَ الدهرِ ، نَشْتَمِل البِراد ؟
قال ابن سيده : يحتمل أَن يكون جمع بُرْدةٍ كبُرْمةٍ وبِرام ، وأَن يكون جمع بُرْد كقُرطٍ وقِراطٍ . وثوب بَرُودٌ : ليس فيه زِئبِرٌ . وثوب بَرُودٌ إِذا لم يكن دفِيئاً ولا لَيِّناً من الثياب . وثوب أَبْرَدُ : فيه لُمَعُ سوادٍ وبياض ، يمانية . وبُرْدَا الجراد والجُنْدُب : جناحاه ؛ قال ذو الرمة : كأَنَّ رِجْلَيْهِ رجْلا مُقْطَفٍ عَجِلٍ ، إِذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْه تَرْنِيمُ وقال الكميت يهجو بارقاً : تُنَفِّضُ بُرْدَيْ أُمِّ عَوْفٍ ، ولم يَطِرْ لنا بارِقٌ ، بَخْ للوَعيدِ وللرَّهْبِ وأُم عوف : كنية الجراد . وهي لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خالصة . وقال أَبو عبيد : هي لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خالصاً فلم يؤَنث خالصاً . وهي إِبْرِدَةُ يَمِيني ؛ وقال أَبو عبيد : هو لِي بَرْدَةُ يَمِيني إِذا كان لك معلوماً . وبَرَدَ الحدِيدَ بالمِبْرَدِ ونحوَه من الجواهر يَبْرُدُه : سحله . والبُرادة : السُّحالة ؛ وفي الصحاح : والبُرادة ما سقط منه . والمِبْرَدُ : ما بُرِدَ به ، وهو السُّوهانُ بالفارسية . والبَرْدُ : النحت ؛ يقال : بَرَدْتُ الخَشَبة بالمِبْرَد أَبْرُدُها بَرْداً إِذا نحتها . والبُرْدِيُّ ، بالضم : من جيد التمر يشبه البَرْنِيَّ ؛ عن أَبي حنيفة . وقيل : البُرْدِيّ ضرب من تمر الحجاز جيد معروف ؛ وفي الحديث : أَنه أَمر أَن يؤْخذ البُرْدِيُّ في الصدقة ، وهو بالضم ، نوع من جيد التمر . والبَرْدِيُّ ، بالفتح : نبت معروف واحدته بَرْدِيَّةٌ ؛ قال الأَعشى : كَبَرْدِيَّةِ الفِيلِ وَسْطَ الغَريفِ ، ساقَ الرِّصافُ إِليه غَديرا وفي المحكم : كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَريفِ ، قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا وقال في المحكم : السرير ساقُ البَرْدي ، وقيل : قُطْنُهُ ؛ وذكر ابن برّيّ عجز هذا البيت : إِذا خالط الماء منها السُّرورا وفسره فقال : الغِيل ، بكسر الغين ، الغيضة ، وهو مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر . والغريف : نبت معروف . قال : والسرور جمع سُرّ ، وهو باطن البَرْدِيَّةِ . والأَبارِدُ : النُّمورُ ، واحدها أَبرد ؛ يقال للنَّمِرِ الأُنثى أَبْرَدُ والخَيْثَمَةُ . وبَرَدَى : نهر بدمشق ؛ قال حسان : يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عليهِمُ بَرَدَى ، تُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ أَي ماء بَرَدَى والبَرَدانِ ، بالتحريك : موضع ؛ قال ابن مَيَّادة : ظَلَّتْ بِنهْيِ البَرَدانِ تَغْتَسِلْ ، تَشْرَبُ منه نَهَلاتٍ وتَعِلْ وبَرَدَيَّا : موضع أَيضاً ، وقيل : نهر ، وقيل : هو نهر دمشق والأَعرف أَنه بَرَدَى كما تقدم . والأُبَيْرِد : لقب شاعر من بني يربوع ؛ الجوهري : وقول الشاعر : بالمرهفات البوار ؟
قال : يعني السيوف وهي القواتل ؛ قال ابن برّي صدر البيت : وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّني مَغَصَّهما بالمُرْهَفاتِ البَوارِدِ رأَيت بخط الشيخ قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان في كتاب ابن برّي ما صورته :، قال هذا البيت من جملة أَبيات للعتابي كلثوم بن عمرو يخاطب بها زوجته ؛ قال وصوابه : وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغصَّني مَغَصَّهُما بالمُشْرِقاتِ البَوارِد ؟
قال : وإِنما وقع الشيخ في هذا التحريف لاتباعه الجوهري لأَنه كذا ذكره في الصحاح فقلده في ذلك ، ولم يعرف بقية الأَبيات ولا لمن هي فلهذا وقع في السهو . قال محمد بن المكرّم : القاضي شمس الدين بن خلكان ، رحمه الله ، من الأَدب حيث هو ، وقد انتقد على الشيخ أَبي محمد بن برّي هذا النقد ، وخطأَه في اتباعه الجوهري ، ونسبه إلى الجهل ببقية الأَبيات ، والأَبيات مشهورة والمعروف منها هو ما ذكره الجوهري وأَبو محمد بن بري وغيرهما من العلماء ، وهذه الأَبيات سبب عملها أَن العتابي لما عمل قصيدته التي أَوّلها : ماذا شَجاكَ بِجَوَّارينَ من طَلَلٍ ودِمْنَةٍ ، كَشَفَتْ عنها الأَعاصيرُ ؟ بلغت الرشيد فقال : لمن هذه ؟ فقيل : لرجل من بني عتاب يقال له كلثوم ، فقال الرشيد : ما منعه أَن يكون ببابنا ؟ فأَمر بإِشخاصه من رَأْسِ عَيْنٍ فوافى الرشِيدَ وعليه قيمص غليظ وفروة وخف ، وعلى كتفه مِلحفة جافية بغير سراويل ، فأَمر الرشيد أَن يفرش له حجرة ، ويقام له وظيفة ، فكان الطعام إِذا جاءَه أَخذ منه رقاقة وملحاً وخلط الملح بالتراب وأَكله ، وإِذا كان وقت النوم نام على الأَرض والخدم يفتقدونه ويعجبون من فعله ، وأُخْبِرَ الرشِيدُ بأَمره فطرده ، فمضى إِلى رأْس عَيْنٍ وكان تحته امرأَة من باهلة فلامته وقالت : هذا منصور النمريّ قد أَخذ الأَموال فحلى نساءه وبني داره واشترى ضياعاً وأَنت . كما ترى ؛ فقال : تلومُ على تركِ الغِنى باهِليَّةٌ ، زَوَى الفقرُ عنها كُلَّ طِرْفٍ وتالدِ رأَتْ حولَها النّسوانَ يَرْفُلْن في الثَّرا ، مُقَلَّدةً أَعناقُها بالقلائد أْسَرَّكِ أَني نلتُ ما نال جعفرٌ من العَيْش ، أَو ما نال يحْيَى بنُ خالدِ ؟ وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّنِي مَغَصِّهُما بالمُرْهَفات البَوارِدِ ؟ دَعِينِي تَجِئْنِي مِيتَتِي مُطْمَئِنَّةً ، ولم أَتَجَشَّمْ هولَ تلك المَوارِدِ فإنَّ رَفيعاتِ الأُمورِ مَشُوبَةٌ بِمُسْتَوْدَعاتٍ ، في بُطونِ الأَساوِدِ "