وصف و معنى و تعريف كلمة الأحابيش:


الأحابيش: كلمة تتكون من ثمن أحرف تبدأ بـ ألف (ا) و تنتهي بـ شين (ش) و تحتوي على ألف (ا) و لام (ل) و ألف همزة (أ) و حاء (ح) و ألف (ا) و باء (ب) و ياء (ي) و شين (ش) .




معنى و شرح الأحابيش في معاجم اللغة العربية:



الأحابيش

جذر [احبش]

  1. أَحَابيشُ: (اسم)
    • أَحَابيشُ : جمع أُحْبُوشُ
  2. أَحَابيشُ: (اسم)
    • أَحَابيشُ : جمع أُحْبُوشَةُ
,
  1. الأَجِيل
    • الأَجِيل : المؤَجَّل إلى وقت .
      و الأَجِيل من الماء : المجتمع .
      و الأَجِيل حوض حول الشجرة يَحْبِس الماءَ لريِّها .

    المعجم: المعجم الوسيط



  2. الأُحَاح
    • الأُحَاح : العَطَش .
      و الأُحَاح الغيظ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  3. تأويل الأحاديث
    • تعبير الرؤيا و تفسيرها
      سورة : يوسف ، آية رقم : 6

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  4. الأَجير
    • الأَجير : من يعمل بأجرٍ . والجمع : أُجَراءُ .

    المعجم: المعجم الوسيط



  5. ‏ تصدق الأجير بالأجرة ‏
    • ‏ أي جعل أجرته صدقة يتصدق بها على الفقراء تقربا إلى الله ‏

    المعجم: مصطلحات فقهية

  6. الأجيج
    • صوت الماء المصبوب في الشلالات

    المعجم: معجم الاصوات

  7. الأجيج
    • صوت النار المستعرة

    المعجم: معجم الاصوات

  8. الأجيج


    • صوت عدو الظليم

    المعجم: معجم الاصوات

  9. الأجيج
    • صوت كير الحداد

    المعجم: معجم الاصوات

  10. عَسيف
    • عسيف - الأجير ، الذي يستهان به ، ج ، عسفاء وعسفة
      1 - عسيف : أجير . 2 - عسيف : عبد مسته أن به . ô

    المعجم: الرائد

  11. أحد


    • " في أَسماءِ الله تعالى : الأَحد وهو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر ، وهو اسم بني لنفي ما يذكر معه من العدد ، تقول : ما جاءَني أَحد ، والهمزة بدل من الواو وأَصله وَحَدٌ لأَنه من الوَحْدة .
      والأَحَد : بمعنى الواحد وهو أَوَّل العدد ، تقول أَحد واثنان وأَحد عشر وإِحدى عشرة .
      وأَما قوله تعالى : قل هو الله أَحد ؛ فهو بدل من الله لأَن النكرة قد تبدل من المعرفة كما ، قال الله تعالى : لنسفعنْ بالناصية ناصية ؛ قال الكسائي : إِذا أَدخلت في العدد الأَلف واللام فادخلهما في العدد كله ، فتقول : ما فعلت الأَحَدَ عَشَرَ الأَلف الدرهم .
      والبصريون يدخلونهما في أَوّله فيقولون : ما فعلت الأَحد عشر أَلف درهم .
      لا أَحد في الدار ولا تقول فيها أَحد .
      وقولهم ما في الدار أَحد فهو اسم لمن يصلح أَن يخاطب يستوي فيه الواحد والجمع والمؤَنث والمذكر .
      وقال الله تعالى : لستن كأَحد من النساءِ ؛ وقال : فما منكم من أَحد عنه حاجزين .
      وجاؤُوا أُحادَ أُحادَ غير مصروفين لأَنهما معدولان في اللفظ والمعنى جميعاً .
      وحكي عن بعض الأَعراب : معي عشرة فأَحِّدْهن أَي صيرهن أَحد عشر .
      وفي الحديث : أَنه ، قال لرجل أَشار بسبابتيه في التشهد : أَحِّدْ أَحِّدْ .
      وفي حديث سعد في الدعاء : أَنه ، قال لسعد وهو يشير في دعائه باصبعين : أَحِّدْ أَحِّدْ أَي أَشر بإِصبع واحدة لأَن الذي تدعو إِليه واحد وهو الله تعالى .
      والأَحَدُ من الأَيام ، معروف ، تقول مضى الأَحد بما فيه ؛ فيفرد ويذكر ؛ عن اللحياني ، والجمع آحاد وأُحْدانٌ .
      واستأْحد الرجل : انفرد .
      وما استاحد بهذا الأَمر : لم يشعر به ، يمانية .
      وأُحُد : جبل بالمدينة .
      وإِحْدى الإِحَدِ : الأَمر المنكر الكبير ؛

      قال : بعكاظٍ فعلوا إِحدى الإِحَدْ وفي حديث ابن عباس : وسئل عن رجل تتابع عليه رمضانان فقال : إِحدى من سبع ؛ يعني اشْتدّ الأَمر فيه ويريد به إِحدى سني يوسف النبي ، على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام ، المجدبة فشبه حاله بها في الشدة أَو من الليالي السبع التي أَرسل الله تعالى العذاب فيها على عاد .
      "

    المعجم: لسان العرب

  12. وحح
    • " الوَحْوَحَة : صوت مع بَحَحٍ .
      ووَحْوَحَ الثوبُ : صَوَّت .
      ووَحْ وَحْ : زجر للبقر .
      ووَحْوَحَ البقرَ : زَجَرها ، وكذلك وَحْوَحَ بها .
      وإِذا طردت الثورَ قلت له : قَعْ قَعْ ، وإِذا زجرته قلت له : وَحْ وَحْ .
      ووَحْوَحَ الرجلُ من البرد إِذا ردَّد نَفَسه في حَلْقه حتى تسمع له صوتاً ؛ قال الكُمَيْتُ : ووَحْوَحَ في حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِيعُها ، ولم يَكُ في النُّكْدِ المَقاليتِ مَشْخَبُ ووَحْوَحَ الرجلُ إِذا نفخ في يده من شدَّة البرد .
      ورجل وَحْواحٌ أَي خفيف ؛ قال أَبو الأَسود العِجْلي : مُلازٍمِ آثارَها صَيداحِ ، واتَّسَقَتْ لزاجِرٍ وَحْواحِ (* قوله « واتسقت لزاجر إلخ » أنشده في مادة ص د ح على غير هذا الوجه .) والصَّيْداحُ والصَّيْدَحُ : الشديد الصوت ، وكذلك الوَحْوَحُ ؛ قال الجعدي يرثي أَخاه : ومِنْ قَبْلِه ما قد رُزِئْتُ بوَحْوَحٍ ، وكان ابنَ أُمِّي والخليلَ المُصافِي ؟

      ‏ قال ابن بري : وَحْوَح في البيت اسم علم لأَخيه وليس بصفة ، ورَثى في هذه القصيدة مُحارِبَ بن قيس بن عَدَسٍ من بني عمه ووَحْوَحاً أَخاه ؛ وقبله : أَلم تَعْلَمِي أَني رُزِئْتُ مُحارِباً ؟ فما لك فيه اليومَ شيءٌ ولا لِيا فَتىً كمُلَتْ أَخلاقُه ، غيرَ أَنه جَوادٌ ، فلا يُبْقِي من المالِ باقِيا ومن قبله ما قد رزئت بوحوح ، وكانَ ابنَ أُمي والخليلَ المصافيا ورجل وَحْوَحٌ : شديد القوّة يَنْحِمُ عند عمله لنشاطه وشدته ؛ ورجال وَحاوِحُ .
      والأَصل في الوَحْوَحة الصوت من الحلق ؛ وكلب وَحْواحٌ ووَحْوَحٌ .
      وتَوَحْوَح الظَّلِيمُ فوق البيض إِذا رَئِمَها وأَظهر وُلوعَه ؛ قال تميم بن مقبل : كبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ تَوَحْوَحَ فَوْقَها هِجَفَّانِ ، مِرْياعا الضُّحَى ، وَحَدانِ وتركها تُوَحْوِحُ وتَوَحْوَحُ : تُصَوِّت من البَرْدِ من الطَّلْق بين القَوابل .
      والوَحْوَحُ والوَحْواحُ : المُنْكَمِشُ الحديدُ النَّفْسِ ؛ قال : يا رُبَّ شَيْخٍ من لُكَيْزٍ وَحْوَحِ ، عَبْلٍ ، شَدِيدٍ أَسْرُه ، صَمَحْمَحِ يَغْدو بدَلْوٍ ورِشاءٍ مُصْلَحِ ، حتى أَتَتْه ماءَةٌ كالإِنْفَحِ أَي جاءت صافيةَ السَّحْناءِ كأَنها إِنْفِحَة ؛

      وقال : وذُعِرَت من زاجرٍ وَحْواحِ ابن الأَثير : وفي شعر أَبي طالب يمدح النبي ، صلى الله عليه وسلم : حتى تُجالِدكم عنه وَحاوِحةٌ ، شِيبٌ صَنادِيدُ ، لا يَذْعَرْهُمُ الأَسَلُ هو جمع وَحْواح وهو السيد ، والهاء فيه لتأْنيث الجمع ؛ ومنه حديث الذي يَعْبُر الصراطَ حَبْواً : وهم أَصحابُ وَحْوَحٍ أَي أَصحاب من كان في الدنيا سيداً ، وهو كالحديث الآخر : هَلَك أَصحابُ العُقْدة يعني الأُمراء ؛ ويجوز أَن يكون من الوَحْوَحةِ وهو صوت فيه بُحُوحة كأَنه يعني أَصحاب الجدال والخصام والشَّغَبِ في الأَسواق وغيرها .
      ومنه حديث عليّ : لقد شَفَى وَحاوِحَ صَدْري حَسُّكم إِياهم بالنِّصال .
      والوَحْوَحُ : ضرب من الطير ؛ قال ابن دريد : ولا أَعرف ما صِحَّتُها .
      ووَحْوَحٌ : اسم .
      ابن الأَعرابي : الوَحُّ الوَتِدُ ؛ يقال : هو أَفقر من وَحٍّ وهو الوَتِدُ ، وهذا قول المفَضَّل ، وقال غيره : وَحٌّ كان رجلاً زَجَرَ فقيراً فضرب به المثل في الحاجة .
      "

    المعجم: لسان العرب

  13. أحح
    • " أَحّ : حكاية تنحنح أَو توجع .
      وأَحَّ الرجلُ : رَدَّدَ التَّنَحْنُحَ في حلقه ، وقيل : كأَنه تَوَجُّعٌ مع تَنَحْنُح .
      والأُحاحُ ، بالضم : العَطَشُ .
      والأُحاحُ : اشتداد الحرّ ، وقيل : اشتداد الحزن أَو العَطش .
      وسمعت له أُحاحاً وأَحِيحاً إِذا سمعته يتوجع من غيظ أَو حزن ؛

      قال : يَطْوي الحَيازِيمَ على أُحاحِ والأُحَّة : كالأُحاحِ .
      والأُحاحُ والأَحِيحُ والأَحِيحَةُ : الغيظ والضِّغْنُ وحرارة الغم ؛

      وأَنشد : طَعْناً شَفَى سَرائر الأُحاحِ الفراء : في صدره أُحاحٌ وأَحِيحَةٌ من الضِّغْن ، وكذلك من الغيظ والحقد ، وبه سمي أُحَيْحَةُ بن الجُلاحِ ، وهو اسم رجل من الأَوْسِ ، مصغَّر .
      وأَحَّ الرجلُ يَؤُحُّ أَحّاً : سَعَلَ ؛ قال رؤْبة بن العجاج يصف رجلاً بخيلاً إِذا سئل تنحنح وسَعَلَ : يَكادُ من تَنَحْنُحٍ وأَحِّ ، يَحْكي سُعالَ النَّزِقِ الأَبَحِّ وأَحَّ القومُ يَئِحُّونَ أَحّاً إِذا سمعت لهم حفيفاً عند مشيهم ، وهذا شاذٌّ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  14. أجج
    • " الأَجِيجُ : تَلَهُّبُ النار ‏ .
      ‏ ابن سيده : الأَجَّةُ والأَجِيجُ صوت النار ؛ قال الشاعر : أَصْرِفُ وَجْهي عن أَجِيج التَّنُّور ، كأَنَّ فِيه صوتَ فِيلٍ مَنْحُور وأَجَّتِ النارُ تَئِجُّ وتَؤُجُّ أَجِيجاً إِذا سمعتَ صَوتَ لَهَبِها ؛

      قال : كأَنَّ تَرَدُّدَ أَنفاسِهِ أَجِيجُ ضِرامٍ ، زفَتْهُ الشَّمَالْ وكذلك ائْتَجَّتْ ، على افْتَعَلَتْ ، وتَأَجَّجَتْ ، وقد أَجَّجَها تَأْجيجاً ‏ .
      ‏ وأَجِيجُ الكِيرِ : حفيفُ النار ، والفعل كالفعل ‏ .
      ‏ والأَجُوجُ : المضيءُ ؛ عن أَبي عمرو ، وأَنشد لأَبي ذؤَيب يصف برقاً : يُضيءُ سَنَاهُ راتِقاً مُتَكَشِّفاً ، أَغَرَّ ، كمصباح اليَهُودِ ، أَجُو ؟

      ‏ قال ابن بري : يصف سحاباً متتابعاً ، والهاء في سناه تعود على السحاب ، وذلك أَن البرقة إِذا برقت انكشف السحاب ، وراتقاً حال من الهاء في سناه ؛ ورواه الأَصمعي ، راتق متكشف ، بالرفع ، فجعل الراتق البرق ‏ .
      ‏ وفي حديث الطُّفَيْلِ : طَرَفُ سَوْطه يَتَأَجَّجُ أَي يضيء ، من أَجِيج النار تَوَقُّدِها ‏ .
      ‏ وأَجَّجَ بينهم شَرًّا : أَوقده ‏ .
      ‏ وأَجَّةُ القوم وأَجِيجُهم : اخْتِلاطُ كلامهم مع حَفيف مشيهم ‏ .
      ‏ وقولهم : القومُ في أَجَّة أَي في اختلاط ؛ وقوله : تَكَفُّحَ السَّمائِم الأَوَاجِج إِنما أَراد الأَوَاجَّ ، فاضطر ، ففك الإِدغام ‏ .
      ‏ أَبو عمرو : أَجَّج إِذا حمل على العدوّ ، وجَأَجَ إِذا وقف جُبْناً ، وأَجَّ الظَّليمُ يَئِجُّ ويَؤُجُّ أَجّاً وأَجِيجاً : سُمع حَفيفُه في عَدْوِه ؛ قال يصف ناقة : فرَاحَتْ ، وأَطْرافُ الصُّوَى مُحْزَئِلَّةٌ ، تَئِجُّ كما أَجَّ الظَّليم المُفَزَّعُ وأَجَّ الرَّجُلُ يَئِجُّ أَجِيجاً : صَوَّتَ ؛ حكاه أَبو زيد ، وأَنشد لجميل : تَئِجُّ أَجِيجَ الرَّحْلِ ، لمَّا تَحَسَّرَتْ مَناكِبُها ، وابْتُزَّ عنها شَليلُها وأَجَّ يَؤُجُّ أَجّاً : أَسرع ؛

      قال : سَدَا بيدَيه ثم أَجَّ بسيره ، كأَجِّ الظَّليم من قَنِيصٍ وكالِب التهذيب : أَجَّ في سيره يَؤُجُّ أَجّاً إِذا أَسرع وهرول ؛

      وأَنشد : يَؤُجُّ كما أَنَّ الظَّليمُ المُنَفَّر ؟

      ‏ قال ابن بري : صوابه تؤُج بالتاء ، لأَنه يصف ناقته ؛ ورواه ابن دريد : الظليم المُفَزَّعُ ‏ .
      ‏ وفي حديث خيبر : فلما أَصبح دعا عليّاً ، فأَعطاه الراية ، فخرج بها يَؤُجُّ حتى ركَزَها تَحْتَ الحِصْنِ ‏ .
      ‏ الأَجُّ : الإِسراعُ والهَرْوَلةُ ‏ .
      ‏ والأَجِيجُ والأُجاجُ والائْتِجاجُ : شدَّةُ الحرِّ ؛ قال ذو الرمة : بأَجَّةٍ نَشَّ عنها الماءُ والرُّطَبُ والأَجَّةُ : شدة الحرِّ وَتَوَهُّجه ، والجمع إِجاجٌ ، مثل جَفْنَةٍ وجِفَانٍ ؛ وائْتَجَّ الحَرُّ ائْتِجاجاً ؛ قال رؤبة : وحَرَّقَ الحَرُّ أُجاجاً شاعلاَ

      ويقال : جاءت أَجَّةُ الصيف ‏ .
      ‏ وماءٌ أُجاجٌ أَي ملح ؛ وقيل : مرٌّ ؛ وقيل : شديد المرارة ؛ وقيل : الأُجاجُ الشديد الحرارة ، وكذلك الجمع ‏ .
      ‏ قال الله عز وجل : وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ ؛ وهو الشديد الملوحة والمرارة ، مثل ماء البحر ‏ .
      ‏ وقد أَجَّ الماءُ يَؤُجُّ أُجوجاً ‏ .
      ‏ وفي حديث علي ، رضي الله عنه : وعَذْبُها أُجاجٌ ؛ الأُجاج ، بالضم : الماءُ الملح ، الشديد الملوحة ؛ ومنه حديث الأَحنف : نزلنا سَبِخَةً نَشَّاشَةً ، طَرَفٌ لها بالفلاة ، وطَرَفٌ لها بالبحر الأُجاج ‏ .
      ‏ وأَجِيجُ الماءِ : صوتُ انصبابه ‏ .
      ‏ ويأْجُوجُ ومأْجُوجُ : قبليتان من خلف الله ، جاءَت القراءَة فيهما بهمز وغير همز ‏ .
      ‏ قال : وجاءَ في الحديث : أَن الخلق عشرة أَجزاء : تسعة منها يأْجوجُ ومأْجوجُ ، وهما اسمان أَعجميان ، واشتقاقُ مثلهما من كلام العرب يخرج من أَجَّتِ النارُ ، ومن الماء الأُجاج ، وهو الشديد الملوحة ، المُحْرِقُ من ملوحته ؛ قال : ويكون التقدير في يأْجُوجَ يَفْعول ، وفي مأْجوج مفعول ، كأَنه من أَجِيج النار ‏ .
      ‏ ؛ قال : ويجوز أَن يكون يأْجوج فاعولاً ، وكذلك مأْجوج ؛ قال : وهذا لو كان الاسمان عربيين ، لكان هذا اشتقاقَهما ، فأَمَّا الأَعْجَمِيَّةُ فلا تُشْتَقُّ من العربية ؛ ومن لم يهمز ، وجعل الأَلفين زائدتين يقول : ياجوج من يَجَجْتُ ، وماجوج من مَجَجْتُ ، وهما غير مصروفين ؛ قال رؤبة : لو أَنَّ يَاجُوجَ ومَاجوجَ معا ، وعَادَ عادٌ ، واسْتَجاشُوا تُبَّعا ويَأْجِجُ ، بالكسر : موضع ؛ حكاه السيرافي عن أَصحاب الحديث ، وحكاه سيبويه يَأْجَجُ ، بالفتح ، وهو القياس ، وهو مذكور في موضعه .
      "



    المعجم: لسان العرب

  15. أجل
    • " الأَجَلُ : غايةُ الوقت في الموت وحُلول الدَّين ونحوِه ‏ .
      ‏ والأَجَلُ : مُدَّةُ الشيء ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أَجله ؛ أَي حتى تقضي عدّتها ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لِزاماً وأَجلٌ مسمّى ؛ أَي لكان القتل الذي نالهم لازماً لهم أَبداً وكان العذاب دائماً بهم ، ويعني بالأَجل المسمى القيامة لأَن الله تعالى وعدهم بالعذاب ليوم القيامة ، وذلك قوله تعالى : بل الساعة موعدهم ، والجمع آجال ‏ .
      ‏ والتأْجيل : تحديد الأَجَلِ ‏ .
      ‏ وفي التنزيل : كتاباً مؤجلاً ‏ .
      ‏ وأَجِلَ الشيءُ يأْجَل ، فهو آجِل وأَجيل : تأَخر ، وهو نقيض العاجل ‏ .
      ‏ والأَجِيل : المُؤَجَّل إِلى وقت ؛

      وأَنشد : وغايَةُ الأَجِيلِ مَهْواةُ الرَّدَى والآجلة : الآخرة ، والعاجلة : الدنيا ، والآجل والآجلة : ضد العاجل والعاجلة ‏ .
      ‏ وفي حديث قراءة القرآن ؛ يَتَعَجَّلونه ولا يتأَجَّلونه ‏ .
      ‏ وفي حديث آخر : يتعجَّله ولا يتأَجَّله ؛ التأَجُّل تَفَعُّلٌ من الأَجَل ، وهو الوقت المضروب المحدود في المستقبل أَي أَنهم يتعجلون العمل بالقرآن ولا يؤخرونه ‏ .
      ‏ وفي حديث مكحول : كنا بالساحل مرابطين فَتَأَجَّل مُتَأَجِّل منا أَي استأْذن في الرجوع إِلى أَهله وطلب أَن يضرب له في ذلك أَجل ، واسْتأْجَلْتُه فأَجَّلَني إِلى مدّة ‏ .
      ‏ والإِجْلُ ، بالكسر : القطيع من بقر الوحش ، والجمع آجال ‏ .
      ‏ وفي حديث زياد : في يوم مَطير تَرْمَضُ فيه الآجال ؛ هي جمع إِجْل ، بكسر الهمزة وسكون الجيم ، وهو القطيع من بقر الوحش والظباء ، وتأَجَّلَت البهائم أَي صارت آجالاً ؛ قال لبيد : والعِينُ ساكنةٌ ، على أَطْلائِها ، عُوذاً ، تأَجَّلُ بالفَضاءِ بِهامها وتأَجل الصُّوارُ : صار إِجْلاً ‏ .
      ‏ والإِجَّلُ : لغة في الإِيَّل وهو الذكر من الأَوعال ، ويقال : هو الذي يسمى بالفارسية كوزن ، والجيم بدل من الياء كقولهم في بَرْنِيٍّ بَرْنِجّ ؛ قال أَبو عمرو ابن العلاء : بعض الأَعراب يجعل الياء المشدَّدة جيماً وإِن كانت أَيضاً غير طرف ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي لأَبي النجم : كأَنَّ في أَذْنابِهِنَّ الشُّوَّلِ ، مِنْ عَبَسِ الصَّيْفِ ، قُرونَ الإِجَّل ؟

      ‏ قال : يريد الإِيَّل ، ويروى قرون الإِيَّل ، وهو الأَصل ‏ .
      ‏ وتَأَجَّلوا على الشيء : تَجَمَّعوا ‏ .
      ‏ والإِجْل : وَجَع في العُنُق ، وقد أَجَلَه منه يأْجِلُه ؛ عن الفارسي ، وأَجَّله وآجله عن غيره ، كل ذلك : داواه فأَجَلَه ، كحَمأَ البئرَ نزعَ حَمْأَتها ، وأَجَّلَه كقَذَّى العَينَ نزع قَذاها ، وآجله كعاجله ، وقد أَجِلَ الرجلُ ، بالكسر ، أَي نام على عنقه فاشتكاها ‏ .
      ‏ والتأْجيل : المداواة ، منه ‏ .
      ‏ وحكي عن ابن الجَرَّاح : بي إِجْل فأَجِّلوني أَي داووني منه كما يقال طَنَّيْته من الطَّنى ومَرَّضْتُه ‏ .
      ‏ ابن الأَعرابي : هو الإِجْل والإِدْل وهو وجَع العنق من تَعادِي الوِساد ؛ الأَصمعي : هو البَدَل أَيضاً ‏ .
      ‏ وفي حديث المناجاة : أَجْلَ أَن يُحْزِنَه أَي من أَجله ولأَجله ، والكل لغات وتفتح همزتها وتكسر ؛ ومنه الحديث : أَن تقتل ولدك أَجْلَ أَن يأْكل معك ‏ .
      ‏ والأَجْلُ : الضيق ‏ .
      ‏ وأَجَلُوا مالَهم : حبسوه عن المَرعى ‏ .
      ‏ وأَجَلْ ، بفتحتين : بمعنى نَعَمْ ، وقولهم أَجَلْ إِنما هو جواب مثل نعَمْ ؛ قال الأَخفش : إِلا أَنه أَحسن من نعم في التصديق ، ونعم أَحسن منه في الاستفهام ، فإِذا ، قال أَنت سوف تذهب قلت أَجَلْ ، وكان أَحسن من نَعَمْ ، وإذا ، قال أَتذهب قلت نعَم ، وكان أَحسن من أَجَلْ ‏ .
      ‏ وأَجل : تصديق لخبر يخبرك به صاحبك فيقول فعل ذلك فتصدقه بقولك له أَجَلْ ، وأَما نعَمْ فهو جواب المستفهم بكلام لا جَحْد فيه ، تقول له : هل صليت ؟ فيقول : نَعَمْ ، فهو جواب المستفهم ‏ .
      ‏ والمَأْجَلُ ، بفتح الجيم : مُسْتنقَع الماء ، والجمع المآجل ‏ .
      ‏ ابن سيده : والمأْجَل شبه حوض واسع يُؤَجَّل أَي يجمع فيه الماء إِذا كان قليلاً ثم ويُفَجَّر إلى المَشارات والمَزْرَعة والآبار ، وهو بالفارسية طرحه ‏ .
      ‏ وأَجَّله فيه : جمعه ، وتأَجَّلَ فيه : تَجَمَّع ‏ .
      ‏ والأَجِيل : الشَّرَبَةُ وهو الطين يُجْمع حول النخلة ؛ أَزْديَّة ، وقيل : المآجل الجِبَأَةُ التي تجتمع فيها مياه الأَمطار من الدور ؛ قال أَبو منصور : وبعضهم لا يهمز المأْجل ويكسر الجيم فيقول الماجِل ويجعله من المَجْل ، وهو الماء يجتمع من النَّفْطة تمتليء ماءً من عَمَل أَو حَرَق ‏ .
      ‏ وقد تَأَجَّلَ الماء ، فهو مُتَأَجِّل : يعني اسْتَنْقَع في موضع ‏ .
      ‏ وماء أَجيل أَي مجتمع ‏ .
      ‏ وفعلت ذلك من أَجْلك وإِجْلِك ، بفتح الهمزة وكسرها ، وفي التنزيل العزيز : من أَجل ذلك كتبنا على بني إِسرائيل ، الأَلف مقطوعة ، أَي من جَرَّا ذلك ؛ قال : وربما حذفت العرب مِنْ فقالت فعلت ذلك أَجْلَ كذا ، قال اللحياني : وقد قرئ من إِجْل ذلك ، وقراءة العامة من أَجل ذلك ، وكذلك فعلته من أَجْلاك وإِجْلاك أَي من جَرَّاك ، ويُعَدَّى بغير مِنْ ؛ قال عديّ ابن زيد : أَجْلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكُمْ ، فَوْقَ مَنْ أَحْكأَ صُلْباً بإِزار وقد روي هذا البيت : إِجْلَ أَن الله قد فضلكم ‏ .
      ‏ قال الأَزهري : والأَصل في قولهم فعلتُه من أَجلك أَجَلَ عليهم أَجْلاً أَي جَنى عليهم وجَرَّ ‏ .
      ‏ والتأْجُّل : الإِقبال والإِدبار ، قال : عَهْدي به قد كُسْيَ ثُمَّتَ لم يَزَلْ ، بدار يَزيدَ ، طاعِماً يَتَأَجَّلُ (* قوله « عهدي ، البيت » هو من الطويل دخله الخرم وسكنت سين كسي للوزن ) والأَجْل : مصدر ‏ .
      ‏ وأَجَل عليهم شَرّاً يأْجُله ويأْجِله أَجْلاً : جَناه وهَيَّجه ؛ قال خَوَّات بن جُبَير : وأَهلِ خباءٍ صالحٍ كُنتُ بينهم ، قد احْتَرَبوا في عاجل أَنا آجله (* قوله « كنت بينهم » الذي في الصحاح : ذات بينهم ) أَي أَنا جانيه ‏ .
      ‏ قال ابن بري :، قال أَبو عبيدة هو للخِنَّوْتِ ؛ قال : وقد وجدته أَنا في شعر زهير في القصيد التي أَولها : صَحا القلبُ عن لَيْلى وأَقْصَرَ باطلُ ؟

      ‏ قال : وليس في رواية الأَصمعي ؛ وقوله وأَهل مخفوض بواو رب ؛ عن ابن السيرافي ؛ قال : وكذلك وجدته في شعر زهير ؛ قال : ومثله قول تَوْبة بن مُضَرِّس العَبْسي : فإِن تَكُ أُمُّ ابْنَيْ زُمَيْلَةَ أُثْكِلَتْ ، فَيا رُبَّ أُخْرَى قد أَجَلْتُ لها ثُكْلا أَي جَلَبْت لها تُكْلاً وهَيَّجْته ؛ قال : ومثله أَيضاً لتوبة : وأَهلِ خِباءٍ آمِنِينَ فَجَعْتُهم بشَيْء عَزيرٍ عاجلٍ ، أَنا آجلُه وأَقْبَلْتُ أَسْعى أَسأَل القَوْمَ ما لَهم ، سُؤَالَك بالشيء الذي أَنت جاهلُ ؟

      ‏ قال : وقال أُطَيْط : وهَمٍّ تَعَنَّاني ، وأَنت أَجَلْتَه ، فعَنَّى النَّدَامَى والغَرِيرِيَّةَ الصُّهْبا أَبو زيد : أَجَلْتُ عليهم آجُلُ وآجِلُ أَجْلاً أَي جَرَرْت جَريرة ‏ .
      ‏ قال أَبو عمرو : يقال جَلَبْت عليهم وجَرَرْت وأَجَلْت بمعنى واحد أَي جَنَيت ‏ .
      ‏ وأَجَل لأَهله يأْجُلُ ويأْجِلُ : كَسَب وجمَع واحتال ؛ هذه عن اللحياني ‏ .
      ‏ وأَجَلى ، على فَعَلى : موضع وهو مَرْعًى لهم معروف ؛ قال الشاعر : حَلَّتْ سُلَيْمى ساحةَ القَلِيب بأَجَلى ، مَحَلَّةَ الغَرِيب (* قوله « ساحة القليب » كذا بالأصل ، وفي الصحاح : جانب الجريب ).
      "

    المعجم: لسان العرب

  16. حرر
    • " الحَرُّ : ضِدُّ البَرْدِ ، والجمع حُرُورٌ وأَحارِرُ على غير قياس من وجهين : أَحدهما بناؤه ، والآخر إِظهار تضعيفه ؛ قال ابن دريد : لا أَعرف ما صحته .
      والحارُّ : نقيض البارد .
      والحَرارَةُ : ضِدُّ البُرُودَةِ .
      أَبو عبيدة : السَّمُومُ الريح الحارة بالنهار وقد تكون بالليل ، والحَرُورُ : الريح الحارَّة بالليل وقد تكون بالنهار ؛ قال العجاج : ونَسَجَتْ لَوافِحُ الحَرُورِ سَبائِباً ، كَسَرَقِ الحَريرِ الجوهري : الحَرُورُ الريح الحارَّة ، وهي بالليل كالسَّمُوم بالنهار ؛ وأَنشد ابن سيده لجرير : ظَلِلْنا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ ، كأَنَّنا لَدَى فَرَسٍ مْسْتَقْبِلِ الرِّيحِ صائم مستن الحرور : مشتدّ حرها أَي الموضع الذي اشتدّ فيه ؛ يقول : نزلنا هنالك فبنينا خِباءً عالياً ترفعه الريح من جوانبه فكأَنه فرس صائم أَي واقف يذب عن نفسه الذباب والبعوض بسَبِيبِ ذَنَبِهِ ، شبه رَفْرَفَ الفُسْطاطِ عند تحركه لهبوب الريح بسَبِيبِ هذا الفرس .
      والحَرُورُ : حر الشمس ، وقيل : الحَرُورُ استيقاد الحرّ ولَفْحُه ، وهو يكون بالنهار والليل ، والسَّمُوم لا يكون إِلا بالنهار .
      وفي التنزيل : ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ ؛ قال ثعلب : الظل ههنا الجنة والحرور النار ؛ قال ابن سيده : والذي عندي أَن الظل هو الظل بعينه ، والحرور الحرّ بعينه ؛ وقال الزجاج : معناه لا يستوي أَصحاب الحق الذين هم في ظل من الحق ، وأَصحاب الباطل الذين هم في حَرُورٍ أَي حَرٍّ دائم ليلاً ونهاراً ، وجمع الحَرُور حَرائِرُ ؛ قال مُضَرِّسٌ : بِلَمَّاعَةٍ قد صادَفَ الصَّيْفُ ماءَها ، وفاضَتْ عليها شَمْسُهُ وحَرائِرُهْ وتقول (* قوله : « وتقول إِلخ » حاصله أنه من باب ضرب وقعد وعلم كما في القاموس والمصباح وغيرهما ، وقد انفرد المؤلف بواحدة وهي كسر العين في الماضي والمضارع ): حَرَّ النهارُ وهو يَحِرُّ حَرّاً وقد حَرَرْتَ يا يوم تَحُرُّ ، وحَرِرْتَ تَحِرُّ ، بالكسر ، وتَحَرُّ ؛ الأَخيرة عن اللحياني ، حَرّاً وحَرَّةً وحَرارَةً وحُرُوراً أَي اشتدَّ حَرُّكَ ؛ وقد تكون الحَرارَةُ للاسم ، وجمعها حينئذ حَراراتٌ ؛ قال الشاعر : بِدَمْعٍ ذِي حَراراتٍ ، على الخَدَّيْنِ ، ذي هَيْدَبْ وقد تكون الحَراراتُ هنا جمع حَرَارَةٍ الذي هو المصدر إِلا أَن الأَوَّل أَقرب .
      قال الجوهري : وأَحَرَّ النهارُ لغة سمعها الكسائي .
      الكسائي : شيء حارٌّ يارٌّ جارٌّ وهو حَرَّانُ يَرَّانُ جَرَّانُ .
      وقال اللحياني : حَرِرْت يا رجل تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً ؛ قال ابن سيده : أُراه إِنما يعني الحَرَّ لا الحُرِّيَّةَ .
      وقال الكسائي : حَرِرْتَ تَحَرُّ من الحُرِّيَّةِ لا غير .
      وقال ابن الأَعرابي : حَرَّ يَحَرُّ حَراراً إِذا عَتَقَ ، وحَرَّ يَحَرُّ حُرِّيَّةً من حُرِّيَّة الأَصل ، وحَرَّ الرجلُ يَحَرُّ حَرَّةً عَطِشَ ؛ قال الجوهري : فهذه الثلاثة بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل .
      وفي حديث الحجاج : أَنه باع مُعْتَقاً في حَرارِه ؛ الحرار ، بالفتح : مصدر من حَرَّ يَحَرُّ إِذا صار حُرّاً ، والاسم الحُرِّيَّةُ .
      وحَرَّ يَحِرُّ إِذا سَخُنَ ماء أَو غيره .
      ابن سيده : وإِني لأَجد حِرَّةً وقِرَّة لله أَي حَرّاً وقُرّاً ؛ والحِرَّةُ والحَرارَةُ : العَطَشُ ، وقيل : شدته .
      قال الجوهري : ومنه قولهم أَشَدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ إِذا عطش في يوم بارد ، ويقال : إِنما كسروا الحرّة لمكان القرَّة .
      ورجل حَرَّانُ : عَطْشَانُ من قوم حِرَارٍ وحَرارَى وحُرارَى ؛ الأَخيرتان عن اللحياني ؛ وامرأَة حَرَّى من نسوة حِرَارٍ وحَرارَى : عَطْشى .
      وفي الحديث : في كل كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ ؛ الحَرَّى ، فَعْلَى ، من الحَرِّ وهي تأْنيث حَرَّان وهما للمبالغة يريد أَنها لشدة حَرِّها قد عَطِشَتْ ويَبِسَتْ من العَطَشِ ، قال ابن الأَثير : والمعنى أَن في سَقْي كل ذي كبد حَرَّى أَجراً ، وقيل : أَراد بالكبد الحرى حياة صاحبها لأَنه إِنما تكون كبده حرى إِذا كان فيه حياة يعني في سقي كل ذي روح من الحيوان ، ويشهد له ما جاء في الحديث الآخر : في كل كبد حارّة أَجر ، والحديث الآخر : ما دخل جَوْفي ما يدخل جَوْفَ حَرَّانِ كَبِدٍ ، وما جاء في حديث ابن عباس : أَنه نهى مضارِبه أَن يشتري بماله ذا كَبِدٍ رَطْبَةٍ ، وفي حديث آخر : في كل كبد حرى رطبة أَجر ؛ قال : وفي هذه الرواية ضعف ، فأَما معنى رطبة فقيل : إِن الكبد إِذا ظمئت ترطبت ، وكذا إِذا أُلقيت على النار ، وقيل : كنى بالرطوبة عن الحياة فإِن الميت يابس الكبد ، وقيل : وصفها بما يؤول أَمرها إِليه .
      ابن سيده : حَرَّتْ كبده وصدره وهي تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً وحَراراً ؛

      قال : وحَرَّ صَدْرُ الشيخ حتى صَلاَّ أَي التهبتِ الحَرَارَةُ في صدره حتى سمع لها صَليلٌ ، واسْتَحَرَّتْ ، كلاهما : يبست كبده من عطش أَو حزن ، ومصدره الحَرَرُ .
      وفي حديث عيينة بن حِصْنٍ : حتى أُذِيقَ نَسَاهُ من الحَرِّ مِثْلَ ما أَذَاقَ نَسايَ ؛ يعني حُرْقَةَ القلب من الوجع والغيظ والمشقة ؛ ومنه حديث أُم المهاجر : لما نُعِيَ عُمَرُ ، قالت : واحَرَّاه فقال الغلام : حَرٌّ انْتَشَر فملأَ البَشَرَ ، وأَحَرَّها اللهُ .
      والعرب تقول في دعائها على الإِنسان : ما له أَحَرَّ اللهُ صَدْرَه أَي أَعطشه وقيل : معناه أَعْطَشَ الله هامَتَه .
      وأَحَرَّ الرجلُ ، فهو مُحِرٌّ أَي صارت إِبله حِرَاراً أَي عِطاشاً .
      ورجل مُحِرٌّ : عطشت إِبله .
      وفي الدعاء : سلط الله عليه الحِرَّةَ تحت القِرَّةِ يريد العطش مع البرد ؛ وأَورده ابن سيده منكراً فقال : ومن كلامهم حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ أَي عطشٌ في يوم بارد ؛ وقال اللحياني : هو دعاء معناه رماه الله بالعطش والبرد .
      وقال ابن دريد : الحِرَّةُ حرارة العطش والتهابه .
      قال : ومن دعائهم : رماه الله بالحِرَّةِ والقِرَّةِ أَي بالعطش والبرد .
      ويقال : إِني لأَجد لهذا الطعام حَرْوَةً في فمي أَي حَرارةً ولَذْعاً .
      والحَرارَةُ : حُرْقَة في الفم من طعم الشيء ، وفي القلب من التوجع ، والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ ، وسيأْتي ذكره .
      وقال ابن شميل : الفُلْفُلُ له حَرارَة وحَراوَةٌ ، بالراء والواو .
      والحَرَّة : حرارة في الحلق ، فإِن زادت فهي الحَرْوَةُ ثم الثَّحْثَحَة ثم الجَأْزُ ثم الشَّرَقُ ثم الْفُؤُقُ ثم الحَرَضُ ثم العَسْفُ ، وهو عند خروج الروح .
      وامرأَة حَرِيرَةٌ : حزينة مُحْرَقَةُ الكبد ؛ قال الفرزدق يصف نساء سُبِينَ فضربت عليهن المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وهي القِدَاحُ : خَرَجْنَ حَرِيراتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً ، ودارَتْ عَلَيْهِنَّ المُقَرَّمَةُ الصُّفْرُ وفي التهذيب : المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ ؛ وحَرِيراتٌ أَي محرورات يَجِدْنَ حَرارَة في صدورهن ، وحَرِيرَة في معنى مَحْرُورَة ، وإِنما دخلتها الهاء لما كانت في معنى حزينة ، كما أُدخلت في حَمِيدَةٍ لأَنها في معنى رَشِيدَة .
      قال : والمِجْلَدُ قطعة من جلد تَلْتَدِمُ بها المرأَة عند المصيبة .
      والمُكَتَّبَةُ : السهام التي أُجِيلَتْ عليهن حين اقتسمن واستهم عليهن .
      واسْتَحَرَّ القتلُ وحَرَّ بمعنى اشتدَّ .
      وفي حديث عمر وجَمْع القرآن : إِن القتل قد اسْتَحَرَّ يوم اليمامة بِقُرَّاءِ القرآن ؛ أَي اشتدَّ وكثر ، وهو استفعل من الحَرِّ : الشِّدَّةِ ؛ ومنه حديث عليٍّ : حَمِسَ الوَغَى واسْتَحَرَّ الموتُ .
      وأَما ما ورد في حديث علي ، عليه السلام : أَنه ، قال لفاطمة : لو أَتَيْتِ النبيَّ ، صلى الله عليه وسلم ، فسأَلته خادماً يَقِيكَ حَرَّ ما أَنتِ فيه من العمل ، وفي رواية : حارَّ ما أَنت فيه ، يعني التعب والمشقة من خدمة البيت لأَن الحَرارَةَ مقرونة بهما ، كما أَن البرد مقرون بالراحة والسكون .
      والحارُّ : الشاق المُتْعِبُ : ومنه حديث الحسن بن علي ، قال لأَبيه لما أَمره بجلد الوليد بن عقبة : وَلِّ حارَّها من تَوَلَّى قارَّها أَي وَلِّ الجَلْدَ من يَلْزَمُ الوليدَ أَمْرُه ويعنيه شأْنُه ، والقارّ : ضد الحارّ .
      والحَرِيرُ : المَحْرُورُ الذي تداخلته حَرارَةُ الغيظ وغيره .
      والحَرَّةُ : أَرض ذات حجارة سود نَخِراتٍ كأَنها أُحرقت بالنار .
      والحَرَّةُ من الأَرضين : الصُّلبة الغليظة التي أَلبستها حجارة سود نخرة كأَنها مطرت ، والجمع حَرَّاتٌ وحِرَارٌ ؛ قال سيبويه : وزعم يونس أَنهم يقولون حَرَّةٌ وحَرُّونَ ، جمعوه بالواو والنون ، يشبهونه بقولهم أَرض وأَرَضُونَ لأَنها مؤنثة مثلها ؛ قال : وزعم يونس أَيضاً أَنهم يقولون حَرَّةٌ وإِحَرُّونَ يعني الحِرارَ كأَنه جمع إِحَرَّةٍ ولكن لا يتكلم بها ؛

      أَنشد ثعلب لزيد بن عَتاهِيَةَ التميمي ، وكان زيد المذكور لما عظم البلاء بصِفِّين قد انهزم ولحق بالكوفة ، وكان عليّ ، رضي الله عنه ، قد أَعطى أَصحابه يوم الجمل خمسمائة خمسمائة من بيت مال البصرة ، فلما قدم زيد على أَهله ، قالت له ابنته : أَين خمس المائة ؟ فقال : إِنَّ أَباكِ فَرَّ يَوْمَ صِفِّينْ ، لما رأَى عَكّاً والاشْعَرِيين ، وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوازِنيين ، وابنَ نُمَيرٍ في سراةِ الكِنْدِين ، وذا الكَلاعِ سَيِّدَ اليمانين ، وحابساً يَسْتَنُّ في الطائيين ، قالَ لِنَفْسِ السُّوءِ : هَلْ تَفِرِّين ؟ لا خَمْسَ إِلا جَنْدَلُ الإِحَرِّين ، والخَمْسُ قد جَشَّمْنَكِ الأَمَرِّين ، جَمْزاً إِلى الكُوفةِ من قِنِّسْرِينْ ‏

      ويروى : ‏ قد تُجْشِمُكِ وقد يُجْشِمْنَكِ .
      وقال ابن سيده : معنى لا خمس ما ورد في حديث صفين أَن معاوية زاد أَصحابه يوم صفين خمسمائة فلما التَقَوْا بعد ذلك ، قال أَصحاب علي ، رضوان الله عليه : لا خمس إِلا جندل الإِحرِّين أَرادوا : لا خمسمائة ؛ والذي ذكره الخطابي أَن حَبَّةَ العُرَنيَّ ، قال : شهدنا مع عليّ يوم الجَمَلِ فقسم ما في العسكر بيننا فأَصاب كل رجل منا خمسمائة خمسمائة ، فقال بعضهم يوم صفين الأَبيات .
      قال ابن الأَثير : ورواه بعضهم لا خِمس ، بكسر الخاء ، من وِردِ الإِبل .
      قال : والفتح أَشبه بالحديث ، ومعناه ليس لك اليوم إِلا الحجارة والخيبة ، والإِحَرِّينَ : جمع الحَرَّةِ .
      قال بعض النحويين : إِن ، قال قائل ما بالهم ، قالوا في جمع حَرَّةٍ وإِحَرَّةَ حَرُّونَ وإِحَرُّون ، وإِنما يفعل ذلك في المحذوف نحو ظُبَةٍ وثُبة ، وليست حَرَّة ولا إِحَرَّة مما حذف منه شيء من أُصوله ، ولا هو بمنزلة أَرض في أَنه مؤَنث بغير هاء ؟ فالجواب : إِن الأَصل في إِحَرَّة إِحْرَرَةٌ ، وهي إِفْعَلَة ، ثم إنهم كرهوا اجتماع حرفين متحركين من جنس واحد ، فأَسكنوا الأَوَّل منهما ونقلوا حركته إِلى ما قبله وأَدغموه في الذي بعده ، فلما دخل على الكلمة هذا الإِعلال والتوهين ، عوّضوها منه أَن جمعوها بالواو والنون فقالوا : إِحَرُّونَ ، ولما فعلوا ذلك في إِحَرَّة أَجروا عليها حَرَّة ، فقالوا : حَرُّونَ ، وإِن لم يكن لحقها تغيير ولا حذف لأَنها أُخت إِحَرَّة من لفظها ومعناها ، وإِن شئت قلت : إِنهم قد أَدغموا عين حَرَّة في لامها ، وذلك ضرب من الإِعلال لحقها ؛ وقال ثعلب : إِنما هو الأَحَرِّينَ ، قال : جاء به على أَحَرَّ كأَنه أَراد هذا الموضع الأَحَرَّ أَي الذي هو أَحَرُّ من غيره فصيره كالأَكرمين والأَرحمين .
      والحَرَّةُ : أَرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كبيرة كانت بها وقعة .
      وفي حديث جابر : فكانت زيادة رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، معي لا تفارقني حتى ذهبتْ مني يوم الحَرَّةِ ؛ قال ابن الأَثير : قد تكرر ذكر الحرّة ويومها في الحديث وهو مشهور في الإِسلام أَيام يزيد بن معاوية ، لما انتهب المدينة عسكره من أَهل الشام الذين ندبهم لقتال أَهل المدينة من الصحابة والتابعين ، وأَمَّر عليهم مسلم بن عقبة المرّي في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وعقيبها هلك يزيد .
      وفي التهذيب : الحَرَّة أَرض ذات حجارة سود نخرة كأَنما أُحرقت بالنار .
      وقال ابن شميل : الحَرَّة الأَرض مسيرة ليلتين سريعتين أَو ثلاث فيها حجارة أَمثال الإِبل البُروك كأَنما شُيِّطَتْ بالنار ، وما تحتها أَرض غليظة من قاع ليس بأَسود ، وإِنما سوَّدها كثرة حجارتها وتدانيها .
      وقال ابن الأَعرابي : الحرّة الرجلاء الصلبة الشديدة ؛ وقال غيره : هي التي أَعلاها سود وأَسفلها بيض .
      وقال أَبو عمرو : تكون الحرّة مستديرة فإِذا كان منها شيء مستطيلاً ليس بواسع فذلك الكُرَاعُ .
      وأَرض حَرِّيَّة : رملية لينة .
      وبعير حَرِّيٌّ : يرعى في الحَرَّةِ ، وللعرب حِرارٌ معروفة ذوات عدد ، حَرَّةُ النار لبني سُليم ، وهي تسمى أُم صَبَّار ، وحَرَّة ليلَى وحرة راجِل وحرة واقِم بالمدينة وحرة النار لبني عَبْس وحرة غَلاَّس ؛ قال الشاعر : لَدُنْ غُدْوَةٍ حتى استغاث شَريدُهُمْ ، بِحَرَّةِ غَلاَّسٍ وشِلْوٍ مُمزَّقِ والحُرُّ ، بالضم : نقيض العبد ، والجمع أَحْرَارٌ وحِرارٌ ؛ الأَخيرة عن ابن جني .
      والحُرَّة : نقيض الأَمة ، والجمع حَرائِرُ ، شاذ ؛ ومنه حديث عمر ، قال للنساء اللاتي كنَّ يخرجن إِلى المسجد : لأَرُدَّنَّكُنَّ حَرائِرَ أَي لأُلزمنكنّ البيوت فلا تخرجن إِلى المسجد لأَن الحجاب إِنما ضرب على الحرائر دون الإِماء .
      وحَرَّرَهُ : أَعتقه .
      وفي الحديث : من فعل كذا وكذا فله عَِدْلِ مُحَرَّرٍ ؛ أَي أَجر مُعْتَق ؛ المحرَّر : الذي جُعل من العبيد حرّاً فأُعتق .
      يقال : حَرَّ العبدُ يَحَرُّ حَرارَةً ، بالفتح ، أَي صار حُرّاً ؛ ومنه حديث أَبي هريرة : فأَنا أَبو هريرة المُحَرَّرُ أَي المُعْتَقُ ، وحديث أَبي الدرداء : شراركم الذين لا يُعْتَقُ مُحَرَّرُهم أَي أَنهم إِذا أَعتقوه استخدموه فإِذا أَراد فراقهم ادَّعَوْا رِقَّهُ (* قوله : « ادّعوا رقه » فهو محرر في معنى مسترق .
      وقيل إِن العرب كانوا إِذا أَعتقوا عبداً باعوا ولاءه ووهبوه وتناقلوه تناقل الملك ، قال الشاعر : فباعوه عبداً ثم باعوه معتقاً ، * فليس له حتى الممات خلاص كذا بهامش النهاية ).
      وفي حديث أَبي بكر : فمنكم عَوْفٌ الذي يقال فيه لا حُرَّ بوادي عوف ؛ قال : هو عوف بنُ مُحَلِّمِ بن ذُهْلٍ الشَّيْباني ، كان يقال له ذلك لشرفه وعزه ، وإِن من حل واديه من الناس كانوا له كالعبيد والخَوَل ، وسنذكر قصته في ترجمة عوف ، وأَما ما ورد في حديث ابن عمر أَنه ، قال لمعاوية : حاجتي عَطاءُ المُحَرَّرينَ ، فإِن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إِذا جاءه شيء لم يبدأْ بأَوّل منهم ؛ أَراد بالمحرّرين الموالي وذلك أَنهم قوم لا ديوان لهم وإِنما يدخلون في جملة مواليهم ، والديوان إِنما كان في بني هاشم ثم الذين يلونهم في القرابة والسابقة والإِيمان ، وكان هؤلاء مؤخرين في الذكر فذكرهم ابن عمر وتشفع في تقديم إِعطائهم لما علم من ضعفهم وحاجتهم وتأَلفاً لهم على الإِسلام .
      وتَحْرِيرُ الولد : أَن يفرده لطاعة الله عز وجل وخدمة المسجد .
      وقوله تعالى : إِني نذرت لك ما في بطني مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ منِّي ؛ قال الزجاج : هذا قول امرأَة عمران ومعناه جعلته خادماً يخدم في مُتَعَبَّداتك ، وكان ذلك جائزاً لهم ، وكان على أَولادهم فرضاً أَن يطيعوهم في نذرهم ، فكان الرجل ينذر في ولده أَن يكون خادماً يخدمهم في متعبدهم ولعُبَّادِهم ، ولم يكن ذلك النذر في النساء إِنما كان في الذكور ، فلما ولدت امرأَة عمران مريم
      ، قالت : رب إِني وضعتها أُنثى ، وليست الأُنثى مما تصلح للنذر ، فجعل الله من الآيات في مريم لما أَراده من أَمر عيسى ، عليه السلام ، أَن جعلها متقبَّلة في النذر فقال تعالى : فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ .
      والمُحَرَّرُ : النَّذِيرُ .
      والمُحَرَّرُ : النذيرة ، وكان يفعل ذلك بنو إِسرائيل ، كان أَحدهم ربما ولد له ولد فربما حَرَّرَه أَي جعله نذيرة في خدمة الكنيسة ما عاش لا يسعه تركها في دينه .
      وإِنه لَحُرٌّ : بَيِّنُ الحُرِّية والحَرورَةِ والحَرُورِيَّةِ والحَرارَة والحَرارِ ، بفتح الحاء ؛ قال : فلو أَنْكِ في يوم الرَّخاء سأَلْتِني فراقَكِ ، لم أَبْخَلْ ، وأَنتِ صَدِيقُ فما رُدَّ تزوِيجٌ عليه شَهادَةٌ ، ولا رُدَّ من بَعْدِ الحَرارِ عَتِيقُ والكاف في أَنك في موضع نصب لأَنه أَراد تثقيل أَن فخففها ؛ قال شمر : سمعت هذا البيت من شيخ باهلة وما علمت أَن أَحداً جاء به ؛ وقال ثعلب :، قال أَعرابيّ ليس لها أَعْراقٌ في حَرارٍ ولكنْ أَعْراقُها في الإِماء .
      والحُرُّ من الناس : أَخيارهم وأَفاضلهم .
      وحُرِّيَّةُ العرب : أَشرافهم ؛ وقال ذو الرمة : فَصَارَ حَياً ، وطَبَّقَ بَعْدَ خَوْفٍ على حُرِّيَّةِ العَرَبِ الهُزالى أَي على أَشرافهم .
      قال : والهزالَى مثل السُّكارى ، وقيل : أَراد الهزال بغير إِمالة ؛ ويقال : هو من حُرِّيَةِ قومه أَي من خالصهم .
      والحُرُّ من كل شيء : أَعْتَقُه .
      وفرس حُرٌّ : عَتِيقٌ .
      وحُرُّ الفاكهةِ : خِيارُها .
      والحُرُّ : رُطَبُ الأَزَاذ .
      والحُرُّ : كلُّ شيء فاخِرٍ من شِعْرٍ أَو غيره .
      وحُرُّ كل أَرض : وسَطُها وأَطيبها .
      والحُرَّةُ والحُرُّ : الطين الطَّيِّبُ ؛ قال طرفة : وتَبْسِمُ عن أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً ، تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ ، دِعْصٌ له نَدُّ وحُرُّ الرمل وحُرُّ الدار : وسطها وخيرها ؛ قال طرفة أَيضاً : تُعَيِّرُني طَوْفِي البِلادَ ورِحْلَتِي ، أَلا رُبَّ يومٍ لي سِوَى حُرّ دارِك وطينٌ حُرٌّ : لا رمل فيه .
      ورملة حُرَّة : لا طين فيها ، والجمع حَرائِرُ .
      والحُرُّ : الفعل الحسن .
      يقال : ما هذا منك بِحُرٍّ أَي بِحَسَنٍ ولا جميل ؛ قال طرفة : لا يَكُنْ حُبُّكِ دَاءً قاتِلاً ، ليس هذا مِنْكِ ، ماوِيَّ ، بِحُرّ أَي بفعل حسن .
      والحُرَّةُ : الكريمة من النساء ؛ قال الأَعشى : حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبْبُ سُخاماً ، تَكُفُّه بِخِلالِ
      ، قال الأَزهري : وأَما قول امرئ القيس : لَعَمْرُكَ ما قَلْبِي إِلى أَهله بِحُرْ ، ولا مُقْصِرٍ ، يوماً ، فَيَأْتِيَنِي بِقُرْ إِلى أَهله أَي صاحبه .
      بحرّ : بكريم لأَنه لا يصبر ولا يكف عن هواه ؛ والمعنى أَن قلبه يَنْبُو عن أَهله ويَصْبُو إِلى غير أَهله فليس هو بكريم في فعله ؛ ويقال لأَوّل ليلة من الشهر : ليلةُ حُرَّةٍ ، وليلةٌ حُرَّةٌ ، ولآخر ليلة : شَيْباءُ .
      وباتت فلانة بليلةِ حُرَّةٍ إِذا لم تُقْتَضَّ ليلة زفافها ولم يقدر بعلها على اقْتِضاضِها ؛ قال النابغة يصف نساء : شُمْسٌ مَوانِعُ كلِّ ليلةٍ حُرَّةٍ ، يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ الأَزهري : الليث : يقال لليلة التي تزف فيها المرأَة إِلى زوجها فلا يقدر فيها على اقْتضاضها ليلةُ حُرَّةٍ ؛ يقال : باتت فلانةُ بليلة حُرَّةٍ ؛ وقال غير الليث : فإِن اقْتَضَّها زوجها في الليلة التي زفت إِليه فهي بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ .
      وسحابةٌ حُرَّةٌ : بِكْرٌ يصفها بكثرة المطر .
      الجوهري : الحُرَّةُ الكريمة ؛ يقال : ناقة حُرَّةٌ وسحابة حُرَّة أَي كثيرة المطر ؛ قال عنترة : جادَتْ عليها كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ ، فَتَرَكْنَ كلَّ قَرارَةٍ كالدِّرْهَمِ أَراد كل سحابة غزيرة المطر كريمة .
      وحُرُّ البَقْلِ والفاكهة والطين : جَيِّدُها .
      وفي الحديث : ما رأَيت أَشْبَهَ برسولِ الله ، صلى الله عليه وسلم ، من الحُسن إِلا أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كان أَحَرَّ حُسْناً منه ؛ يعني أَرَقَّ منه رِقَّةَ حُسْنٍ .
      وأَحْرارُ البُقُول : ما أُكل غير مطبوخ ، واحدها حُرٌّ ؛ وقيل : هو ما خَشُنَ منها ، وهي ثلاثة : النَّفَلُ والحُرْبُثُ والقَفْعَاءُ ؛ وقال أَبو الهيثم : أَحْرَارُ البُقُول ما رَقَّ منها ورَطُبَ ، وذُكُورُها ما غَلُظَ منها وخَشُنَ ؛ وقيل : الحُرُّ نبات من نجيل السِّباخِ .
      وحُرُّ الوجه : ما أَقبل عليك منه ؛ قال : جَلا الحُزْنَ عن حُرِّ الوُجُوهِ فأَسْفَرَتْ ، وكان عليها هَبْوَةٌ لا تَبَلَّجُ وقيل : حُرُّ الوجه مسايل أَربعة مدامع العينين من مقدّمهما ومؤخرهما ؛ وقيل : حُرُّ الوجه الخَدُّ ؛ ومنه يقال : لَطَمَ حُرَّ وجهه .
      وفي الحديث : أَن رجلاً لطم وجه جارية فقال له : أَعَجَزَ عليك إِلاَّ حُرُّ وَجْهِها ؟ والحُرَّةُ : الوَجْنَةُ .
      وحُرُّ الوجه : ما بدا من الوجنة .
      والحُرَّتانِ : الأُذُنانِ ؛ قال كعب بن زهير : قَنْواءُ في حُرَّتَيْها ، للبَصِير بها عِتْقٌ مُبينٌ ، وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ وحُرَّةُ الذِّفْرَى : موضعُ مَجالِ القُرْطِ منها ؛ وأَنشد : في خُشَشَاوَيْ حُرَّةِ التَّحْرِيرِ يعني حُرَّةَ الذِّفْرَى ، وقيل : حُرَّةَ الذِّفْرَى صفة أَي أَنها حسنة الذفرى أَسيلتها ، يكون ذلك للمرأَة والناقة .
      والحُرُّ : سواد في ظاهر أُذن الفرس ؛ قال : بَيِّنُ الحُرِّ ذو مِراحٍ سَبُوقُ والحُرَّانِ : السَّودان في أَعلى الأُذنين .
      وفي قصيد كعب بن زهير : قنواء في حرتيها البيت ؛ أَراد بالحرّتين الأُذنين كأَنه نسبها إِلى الحُرِّيَّةِ وكرم الأَصل .
      والحُرُّ : حَيَّة دقيقة مثل الجانِّ أَبيضُ ، والجانُّ في هذه الصفة ؛ وقيل : هو ولد الحية اللطيفة ؛ قال الطرماح : مُنْطَوٍ في جَوْفِ نامُوسِهِ ، كانْطِواءِ الحُرِّ بَيْنَ السِّلامْ وزعموا أَنه الأَبيض من الحيات ، وأَنكر ابن الأَعرابي اين يكون الحُرُّ في هذا البيت الحية ، وقال : الحرّ ههنا الصَّقْر ؛ قال الأَزهري : وسأَلت عنه أَعرابيّاً فصيحاً فقال مثل قول ابن الأَعرابي ؛ وقيل : الحرّ الجانُّ من الحيات ، وعم بعضهم به الحية .
      والحُرُّ : طائر صغير ؛ الأَزهري عن شمر : يقال لهذا الطائر الذي يقال له بالعراق باذنجان لأَصْغَرِ ما يكونُ جُمَيِّلُ حُرٍّ .
      والحُرُّ : الصقر ، وقيل : هو طائر نحوه ، وليس به ، أَنْمَرُ أَصْقَعُ قصير الذنب عظيم المنكبين والرأْس ؛ وقيل : إِنه يضرب إِلى الخضرة وهو يصيد .
      والحُرُّ : فرخ الحمام ؛ وقيل : الذكر منها .
      وساقُ حُرٍّ : الذَّكَرُ من القَمَارِيِّ ؛ قال حميد بن ثور : وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حَمامَةٌ ، دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةً وتَرَنُّما وقيل : الساق الحمام ، وحُرٌّ فرخها ؛ ويقال : ساقُ حُرٍّ صَوْتُ القَمارِي ؛ ورواه أَبو عدنان : ساق حَرّ ، بفتح الحاء ، وهو طائر تسميه العرب ساق حرّ ، بفتح الحاء ، لأَنه إِذا هَدَرَ كأَنه يقول : ساق حرّ ، وبناه صَخْرُ الغَيّ فجعل الاسمين اسماً واحداً فقال : تُنادي سَاقَ حُرَّ ، وظَلْتُ أَبْكي ، تَلِيدٌ ما أَبِينُ لها كلاما وقيل : إِنما سمي ذكر القَماري ساقَ حُرٍّ لصوته كأَنه يقول : ساق حرّ ساق حرّ ، وهذا هو الذي جَرَّأَ صخر الغيّ على بنائه كما ، قال ابن سيده ، وعلله فقال : لأَن الأَصوات مبنية إِذ بنوا من الأَسماء ما ضارعها .
      وقال الأَصمعي : ظن أَن ساق حر ولدها وإِنما هو صوتها ؛ قال ابن جني : يشهد عندي بصحة قول الأَصمعي أَنه لم يعرب ولو أَعرب لصرف ساق حر ، فقال : سَاقَ حُرٍّ إِن كان مضافاً ، أَو ساقَ حُرّاً إِن كان مركباً فيصرفه لأَنه نكرة ، فتركه إِعرابه يدل على أَنه حكى الصوت بعينه وهو صياحه ساق حر ساق حر ؛ وأَما قول حميد بن ثور : وما هاج هذا الشوقَ إِلا حمامةٌ ، دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ تَرْحَةَ وتَرَنُّما البيت ؛ فلا يدل إِعرابه على أَنه ليس بصوت ، ولكن الصوت قد يضاف أَوّله إِلى آخره ، وكذلك قولهم خازِ بازِ ، وذلك أَنه في اللفظ أَشْبه بابَ دارٍ ؛ قال والرواية الصحيحة في شعر حميد : وما هاج هذا الشوقَ إِلا حمامةٌ ، دعت ساق حر في حمام تَرَنَّما وقال أَبو عدنان : يعنون بساق حر لحن الحمامة .
      أَبو عمرو : الحَرَّةُ البَثْرَةُ الصغيرة ؛ والحُرُّ : ولد الظبي في بيت طرفة : بين أَكْنافِ خُفَافٍ فاللِّوَى مُخْرِفٌ ، تَحْنُو لِرَخْص الظِّلْفِ ، حُرّ والحَرِيرَةُ بالنصب (* قوله : « بالنصب » أراد به فتح الحاء ): واحدة الحرير من الثياب .
      والحَرِيرُ : ثياب من إِبْرَيْسَمٍ .
      والحَرِيرَةُ : الحَسَا من الدَّسَمِ والدقيق ، وقيل : هو الدقيق الذي يطبخ بلبن ، وقال شمر : الحَرِيرة من الدقيق ، والخَزِيرَةُ من النُّخَال ؛ وقال ابن الأَعرابي : هي العَصِيدَة ثم النَّخِيرَةُ ثم الحَرِيرَة ثم الحَسْوُ .
      وفي حديث عمر : ذُرِّي وأَنا أَحَرُّ لك ؛ يقول ذرِّي الدقيق لأَتخذ لك منه حَرِيرَةً .
      وحَرَّ الأَرض يَحَرُّها حَرّاً : سَوَّاها .
      والمِحَرُّ : شَبَحَةٌ فيها أَسنان وفي طرفها نَقْرانِ يكون فيهما حبلان ، وفي أَعلى الشبحة نقران فيهما عُود معطوف ، وفي وسطها عود يقبض عليه ثم يوثق بالثورين فتغرز الأَسنان في الأَرض حتى تحمل ما أُثير من التراب إِلى أَن يأْتيا به المكان المنخفض .
      وتحرير الكتابة : إِقامة حروفها وإِصلاح السَّقَطِ .
      وتَحْرِيرُ الحساب : إِثباته مستوياً لا غَلَثَ فيه ولا سَقَطَ ولا مَحْوَ .
      وتَحْرِيرُ الرقبة : عتقها .
      ابن الأَعرابي : الحَرَّةُ الظُّلمة الكثيرة ، والحَرَّةُ : العذاب الموجع .
      والحُرَّانِ : نجمان عن يمين الناظر إِلى الفَرْقَدَيْنِ إِذا انتصب الفرقدان اعترضا ، فإِذا اعترض الفرقدان انتصبا .
      والحُرَّانِ : الحُرُّ وأَخوه أُبَيٌّ ، قال : هما أَخوان وإِذا كان أَخوان أَو صاحبان وكان أَحدهما أَشهر من الآخر سميا جميعاً باسم الأَشهر ؛ قال المنخّل اليشكري : أَلا مَنْ مُبْلِغُ الحُرَّيْنِ عَني مُغَلْغَلَةً ، وخصَّ بها أُبَيَّا فإِن لم تَثْأَرَا لي مِنْ عِكَبٍّ ، فلا أَرْوَيْتُما أَبداً صَدَيَّا يُطَوِّفُ بي عِكَبٌّ في مَعَدٍّ ، ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ في قَفَيَّا
      ، قال : وسبب هذا الشعر أَن المتجرّدة امرأَة النعمان كانت تَهْوى المنخل اليشكري ، وكان يأْتيها إِذا ركب النعمان ، فلاعبته يوماً بقيد جعلته في رجله ورجلها ، فدخل عليهما النعمان وهما على تلك الحال ، فأَخذ المنخل ودفعه إِلى عِكَبٍّ اللَّخْمِيّ صاحب سجنه ، فتسلمه فجعل يطعن في قفاه بالصُّمُلَّةِ ، وهي حربة كانت في يده .
      وحَرَّانُ : بلد معروف .
      قال الجوهري : حرَّان بلد بالجزيرة ، هذا إِذا كان فَعْلاناً فهو من هذا الباب ، وإِن كان فَعَّالاً فهو من باب النون .
      وحَرُوراءُ : موضع بظاهر الكوفة تنسب إِليه الحَرُورِيَّةُ من الخوارج لأَنه كان أَوَّل اجتماعهم بها وتحكيمهم حين خالفوا عليّاً ، وهو من نادر معدول النسب ، إِنما قياسه حَرُوراوِيٌّ ؛ قال الجوهري : حَرُوراءُ اسم قرية ، يمد ويقصر ، ويقال : حَرُورويٌّ بَيِّنُ الحَرُورِيَّةِ .
      ومنه حديث عائشة وسُئِلَتْ عن قضاء صلاة الحائض فقالت : أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ ؟ هم الحَرُورِيَّةُ من الخوارج الذين قاتلهم عَلِيٌّ ، وكان عندهم من التشديد في الدين ما هو معروف ، فلما رأَت عائشة هذه المرأَة تشدّد في أَمر الحيض شبهتها بالحرورية ، وتشدّدهم في أَمرهم وكثرة مسائلهم وتعنتهم بها ؛ وقيل : أَرادت أَنها خالفت السنَّة وخرجت عن الجماعة كما خرجوا عن جماعة المسلمين .
      قال الأَزهري : ورأَيت بالدَّهْناءِ رملة وَعْثَةً يقال لها رملةُ حَرُوراءَ .
      وحَرِّيٌّ : اسم ؛ ونَهْشَلُ بن حَرِّيٍّ .
      والحُرَّانُ : موضع ؛ قال : فَسَاقانُ فالحُرَّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجا ، فَجَنْبَا حِمًى ، فالخانِقان فَحَبْحَبُ وحُرَّيَات : موضع ؛ قال مليح : فَراقَبْتُه حتى تَيامَنَ ، واحْتَوَتْ مطَِافِيلَ مِنْهُ حُرَّيَاتُ فأَغْرُبُ والحَرِيرُ : فحل من فحول الخيل معروف ؛ قال رؤبة : عَرَفْتُ من ضَرْب الحَرِيرِ عِتْقا فيه ، إِذا السَّهْبُ بِهِنَّ ارْمَقَّا الحَرِيرُ : جد هذا الفرس ، وضَرْبُه : نَسْلُه .
      وحَرِّ : زجْرٌ للمعز ؛ قال : شَمْطاءُ جاءت من بلادِ البَرِّ ، قد تَرَكَتْ حَيَّهْ ، وقالت : حَرِّ ثم أَمالتْ جانِبَ الخِمَرِّ ، عَمْداً ، على جانِبِها الأَيْسَرِّ
      ، قال : وحَيَّهْ زجر للضأْن ، وفي المحكَم : وحَرِّ زجر للحمار ، وأَنشد الرجز .
      وأَما الذي في أَشراط الساعة يُسْتَحَلُّ : الحِرُ والحَرِيرُ :، قال ابن الأَثير : هكذا ذكره أَبو موسى في حرف الحاء والراء وقال : الحِرُ ، بتخفيف الراء ، الفرج وأَصله حِرْحٌ ، بكسر الحاء وسكون الراء ، ومنهم من يشدد الراء ، وليس بجيد ، فعلى التخفيف يكون في حرح لا في حرر ، قال : والمشهور في رواية هذا الحديث على اختلاف طرقه يستحلُّون الخَزَّ ، بالخاء والزاي ، وهو ضرب من ثياب الإِبريسم معروف ، وكذا جاء في كتاب البخاري وأَبي داود ، ولعله حديث آخر كما ذكره أَبو موسى ، وهو حافظ عارف بما روى وشرح فلا يتهم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  17. حرم
    • " الحِرْمُ ، بالكسر ، والحَرامُ : نقيض الحلال ، وجمعه حُرُمٌ ؛ قال الأَعشى : مَهادي النَّهارِ لجاراتِهِمْ ، وبالليل هُنَّ عليهمْ حُرُمْ وقد حَرُمَ عليه الشيء حُرْماً وحَراماً وحَرُمَ الشيءُ ، بالضم ، حُرْمَةً وحَرَّمَهُ الله عليه وحَرُمَتِ الصلاة على المرأة حُرُماً وحُرْماً ، وحَرِمَتْ عليها حَرَماً وحَراماً : لغة في حَرُمَت .
      الأَزهري : حَرُمَت الصلاة على المرأة تَحْرُمُ حُروماً ، وحَرُمَتِ المرأةُ على زوجها تَحْرُمُ حُرْماً وحَراماً ، وحَرُمَ عليه السَّحورُ حُرْماً ، وحَرِمَ لغةٌ .
      والحَرامُ : ما حَرَّم اللهُ .
      والمُحَرَّمُ : الحَرامُ .
      والمَحارِمُ : ما حَرَّم اللهُ .
      ومَحارِمُ الليلِ : مَخاوِفُه التي يَحْرُم على الجَبان أَن يسلكها ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : مَحارِمُ الليل لهُنَّ بَهْرَجُ ، حين ينام الوَرَعُ المُحَرَّجُ (* قوله « المحرج » كذا هو بالأصل والصحاح ، وفي المحكم ؛ المزلج كمعظم ).
      ويروى : مخارِمُ الليل أَي أَوائله .
      وأَحْرَمَ الشيء : جَعله حَراماً .
      والحَريمُ : ما حُرِّمَ فلم يُمَسَّ .
      والحَريمُ : ما كان المُحْرِمون يُلْقونه من الثياب فلا يَلْبَسونه ؛

      قال : كَفى حَزَناً كَرِّي عليه كأَنه لَقىً ، بين أَيْدي الطائفينَ ، حَريمُ الأَزهري : الحَريمُ الذي حَرُمَ مسه فلا يُدْنى منه ، وكانت العرب في الجاهلية إذا حَجَّت البيت تخلع ثيابها التي عليها إذا دخلوا الحَرَمَ ولم يَلْبسوها ما داموا في الحَرَم ؛ ومنه قول الشاعر : لَقىً ، بين أَيدي الطائفينَ ، حَريمُ وقال المفسرون في قوله عز وجل : يا بني آدم خذوا زينَتكم عند كل مَسْجد ؛ كان أَهل الجاهلية يطوفون بالبيت عُراةً ويقولون : لا نطوف بالبيت في ثياب قد أَذْنَبْنا فيها ، وكانت المرأة تطوف عُرْيانَةً أَيضاً إلاّ أنها كانت تَلْبَس رَهْطاً من سُيور ؛ وقالت امرأة من العرب : اليومَ يَبْدو بعضُه أَو كلُّهُ ، وما بَدا منه فلا أُْحِلُّهُ تعني فرجها أَنه يظهر من فُرَجِ الرَّهْطِ الذي لبسته ، فأَمَرَ اللهُ عز وجل بعد ذكره عُقوبة آدمَ وحوّاء بأَن بَدَتْ سَوْآتُهما بالإستتار فقال : يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ؛ قال الأَزهري : والتَّعَرِّي وظهور السوءة مكروه ، وذلك مذ لَدُنْ آدم .
      والحَريمُ : ثوب المُحْرم ، وكانت العرب تطوف عُراةً وثيابُهم مطروحةٌ بين أَيديهم في الطواف .
      وفي الحديث : أَن عِياضَ بن حِمار المُجاشِعيّ كان حِرْميَّ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فكان إذا حج طاف في ثيابه ؛ كان أشراف العرب الذي يتَحَمَّسونَ على دينهم أَي يتشدَّدون إذا حَج أحدهم لم يأكل إلاّ طعامَ رجلٍ من الحَرَم ، ولم يَطُفْ إلاَّ في ثيابه فكان لكل رجل من أَشرافهم رجلٌ من قريش ، فيكون كل واحدٍ منهما حِرْمِيَّ صاحبه ، كما يقال كَرِيٌّ للمُكْري والمُكْتَري ، قال : والنَّسَبُ في الناس إلى الحَرَمِ حِرْمِيّ ، بكسر الحاء وسكون الراء .
      يقال : رجل حِرْمِيّ ، فإذا كان في غير الناس ، قالوا ثوب حَرَمِيّ .
      وحَرَمُ مكة : معروف وهو حَرَمُ الله وحَرَمُ رسوله .
      والحَرَمانِ : مكة والمدينةُ ، والجمع أَحْرامٌ .
      وأَحْرَمَ القومُ : دخلوا في الحَرَمِ .
      ورجل حَرامٌ : داخل في الحَرَمِ ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث ، وقد جمعه بعضهم على حُرُمٍ .
      والبيت الحَرامُ والمسجد الحَرامُ والبلد الحَرام .
      وقوم حُرُمٌ ومُحْرِمون .
      والمُحْرِمُ : الداخل في الشهر الحَرام ، والنَّسَبُ إلى الحَرَم حِرْمِيٌّ ، والأُنثى حِرْمِيَّة ، وهو من المعدول الذي يأتي على غير قياس ، قال المبرد : يقال امرأة حِرْمِيَّة وحُرْمِيَّة وأَصله من قولهم : وحُرْمَةُ البيت وحِرْمَةُ البيت ؛ قال الأَعشى : لا تأوِيَنَّ لحِرْمِيٍّ مَرَرْتَ به ، بوماً ، وإنْ أُلْقِيَ الحِرْميُّ في النار وهذا البيت أَورده ابن سيده في المحكم ، واستشهد به ابن بري في أَماليه على هذه الصورة ، وقال : هذا البيت مُصَحَّف ، وإنما هو : لا تَأوِيَنَّ لِجَرْمِيٍّ ظَفِرْتَ به ، يوماً ، وإن أُلْقِيَ الجَرْميُّ في النّار الباخِسينَ لِمَرْوانٍ بذي خُشُبٍ ، والدَّاخِلين على عُثْمان في الدَّار وشاهد الحِرْمِيَّةِ قول النابغة الذبياني : كادَتْ تُساقِطُني رَحْلي ومِيثَرَتي ، بذي المَجازِ ، ولم تَحْسُسْ به نَغَما من قول حِرْمِيَّةٍ ، قالت ، وقد ظَعنوا : هل في مُخْفِّيكُمُ مَنْ يَشْتَري أَدَما ؟ وقال أَبو ذؤيب : لَهُنَّ نَشيجٌ بالنَّشيلِ ، كأَنها ضَرائرُ حِرْميٍّ تفاحشَ غارُه ؟

      ‏ قال الأَصمعي : أَظنه عَنى به قُرَيْشاً ، وذلك لأَن أَهل الحَرَمِ أَول من اتخذ الضرائر ، وقالوا في الثوب المنسوب إليه حَرَمِيّ ، وذلك للفرق الذي يحافظون عليه كثيراً ويعتادونه في مثل هذا .
      وبلد حَرامٌ ومسجد حَرامٌ وشهر حرام .
      والأَشهُر الحُرُمُ أَربعة : ثلاثة سَرْدٌ أَي متتابِعة وواحد فَرْدٌ ، فالسَّرْدُ ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمُحَرَّمُ ، والفَرْدُ رَجَبٌ .
      وفي التنزيل العزيز : منها أَربعة حُرُمٌ ؛ قوله منها ، يريد الكثير ، ثم ، قال : فلا تَظْلِموا فيهنَّ أَنفسكم لما كانت قليلة .
      والمُحَرَّمُ : شهر الله ، سَمَّتْه العرب بهذا الإسم لأَنهم كانوا لا يستَحلُّون فيه القتال ، وأُضيف إلى الله تعالى إعظاماً له كما قيل للكعبة بيت الله ، وقيل : سمي بذلك لأَنه من الأشهر الحُرُمِ ؛ قال ابن سيده : وهذا ليس بقوي .
      الجوهري : من الشهور أَربعة حُرُمٌ كانت العرب لا تستحل فيها القتال إلا حَيّان خَثْعَم وطَيِّءٌ ، فإنهما كانا يستَحِلاَّن الشهور ، وكان الذين يَنْسؤُون الشهور أَيام المواسم يقولون : حَرّمْنا عليكم القتالَ في هذه الشهور إلاَّ دماء المُحِلِّينَ ، فكانت العرب تستحل دماءهم خاصة في هذه الشهور ، وجمع المُحَرَّم مَحارِمُ ومَحاريمُ ومُحَرَّماتٌ .
      الأَزهري : كانت العرب تُسَمِّي شهر رجب الأَصَمَّ والمُحَرَّمَ في الجاهلية ؛

      وأَنشد شمر قول حميد بن ثَوْر : رَعَيْنَ المُرارَ الجَوْنَ من كل مِذْنَبٍ ، شهورَ جُمادَى كُلَّها والمُحَرَّم ؟

      ‏ قال : وأَراد بالمُحَرَّمِ رَجَبَ ، وقال :، قاله ابن الأَعرابي ؛ وقال الآخر : أَقَمْنا بها شَهْرَيْ ربيعٍ كِليهما ، وشَهْرَيْ جُمادَى ، واسْتَحَلُّوا المُحَرَّما وروى الأَزهري بإسناده عن أُم بَكْرَةَ : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، خَطَبَ في صِحَّته فقال : أَلا إنَّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض ، السَّنَة اثنا عشر شهراً ، منها أَربعة حُرُمٌ ، ثلاثةٌ مُتَوالِياتٌ : ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمحَرَّمُ ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادَى وشعبان .
      والمُحَرَّم : أَول الشهور .
      وحَرَمَ وأَحْرَمَ : دخل في الشهر الحرام ؛

      قال : وإذْ فَتَكَ النُّعْمانُ بالناس مُحْرِماً ، فَمُلِّئَ من عَوْفِ بن كعبٍ سَلاسِلُهْ فقوله مُحْرِماً ليس من إحْرام الحج ، ولكنه الداخل في الشهر الحَرامِ .
      والحُرْمُ ، بالضم : الإحْرامُ بالحج .
      وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : كنت أُطَيِّبُه ، صلى الله عليه وسلم ، لحِلِّهِ ولِحُرْمِه أَي عند إِحْرامه ؛ الأَزهري : المعنى أَنها كانت تُطَيِّبُه إذا اغْتسل وأَراد الإِحْرام والإهْلالَ بما يكون به مُحْرِماً من حج أَو عمرة ، وكانت تُطَيِّبُه إذا حَلّ من إحْرامه ؛ الحُرْمُ ، بضم الحاء وسكون الراء : الإحْرامُ بالحج ، وبالكسر : الرجل المُحْرِمُ ؛ يقال : أَنتَ حِلّ وأَنت حِرْمٌ .
      والإِحْرامُ : مصدر أَحْرَمَ الرجلُ يُحْرِمُ إحْراماً إذا أَهَلَّ بالحج أَو العمرة وباشَرَ أَسبابهما وشروطهما من خَلْع المَخِيط ، وأَن يجتنب الأشياء التي منعه الشرع منها كالطيب والنكاح والصيد وغير ذلك ، والأَصل فيه المَنْع ، فكأنَّ المُحْرِم ممتنع من هذه الأَشياء .
      ومنه حديث الصلاة : تَحْرِيمُها التكبير ، كأن المصلي بالتكبير والدخول في الصلاة صار ممنوعاً من الكلام والأَفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأَفعالِها ، فقيل للتكبير تَحْرِيمٌ لمنعه المصلي من ذلك ، وإنما سميت تكبيرَة الإحْرام أَي الإِحرام بالصلاة .
      والحُرْمَةُ : ما لا يَحِلُّ لك انتهاكه ، وكذلك المَحْرَمَةُ والمَحْرُمَةُ ، بفتح الراء وضمها ؛ يقال : إن لي مَحْرُماتٍ فلا تَهْتِكْها ، واحدتها مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ ، يريد أن له حُرُماتٍ .
      والمَحارِمُ : ما لا يحل إستحلاله .
      وفي حديث الحُدَيْبية : لا يسألوني خُطَّةً يعَظِّمون فيها حُرُماتِ الله إلا أَعْطيتُهم إياها ؛ الحُرُماتُ جمع حُرْمَةٍ كظُلْمَةٍ وظُلُماتٍ ؛ يريد حُرْمَةَ الحَرَمِ ، وحُرْمَةَ الإحْرامِ ، وحُرْمَةَ الشهر الحرام .
      وقوله تعالى : ذلك ومن يُعَظِّمْ حُرُماتِ الله ؛ قال الزجاج : هي ما وجب القيامُ به وحَرُمَ التفريطُ فيه ، وقال مجاهد : الحُرُماتُ مكة والحج والعُمْرَةُ وما نَهَى الله من معاصيه كلها ، وقال عطاء : حُرُماتُ الله معاصي الله .
      وقال الليث : الحَرَمُ حَرَمُ مكة وما أَحاط إلى قريبٍ من الحَرَمِ ، قال الأَزهري : الحَرَمُ قد ضُرِبَ على حُدوده بالمَنار القديمة التي بَيَّنَ خليلُ الله ، عليه السلام ، مشَاعِرَها وكانت قُرَيْش تعرفها في الجاهلية والإسلام لأَنهم كانوا سُكان الحَرَمِ ، ويعملون أَن ما دون المَنارِ إلى مكة من الحَرَمِ وما وراءها ليس من الحَرَمِ ، ولما بعث الله عز وجل محمداً ، صلى الله عليه وسلم ، أَقرَّ قُرَيْشاً على ما عرفوه من ذلك ، وكتب مع ابن مِرْبَعٍ الأَنصاري إلى قريش : أَن قِرُّوا على مشاعركم فإنكم على إرْثٍ من إرْثِ إبراهيم ، فما كان دون المنار ، فهو حَرَم لا يحل صيده ولا يُقْطَع شجره ، وما كان وراء المَنار ، فهو من الحِلّ يحِلُّ صيده إذا لم يكن صائده مُحْرِماً .
      قال : فإن ، قال قائل من المُلْحِدين في قوله تعالى : أَوَلم يَرَوْا أَنَّا جعلنا حَرَماً آمناً ويُتَخَطَّف الناس من حولهم ؛ كيف يكون حَرَماً آمناً وقد أُخِيفوا وقُتلوا في الحَرَمِ ؟ فالجواب فيه أَنه عز وجل جعله حَرَماً آمناً أَمراً وتَعَبُّداً لهم بذلك لا إخباراً ، فمن آمن بذلك كَفَّ عما نُهِي عنه اتباعاً وانتهاءً إلى ما أُمِرَ به ، ومن أَلْحَدَ وأَنكر أَمرَ الحَرَمِ وحُرْمَتَهُ فهو كافر مباحُ الدمِ ، ومن أَقَرَّ وركب النهيَ فصاد صيد الحرم وقتل فيه فهو فاسق وعليه الكفَّارة فيما قَتَلَ من الصيد ، فإن عاد فإن الله ينتقم منه .
      وأَما المواقيت التي يُهَلُّ منها للحج فهي بعيدة من حدود الحَرَمِ ، وهي من الحلّ ، ومن أَحْرَمَ منها بالحج في الأَشهر الحُرُمِ فهو مُحْرِمٌ مأْمور بالانتهاء ما دام مُحْرِماً عن الرَّفَثِ وما وراءَه من أَمر النساء ، وعن التَّطَيُّبِ بالطيبِ ، وعن لُبْس الثوب المَخيط ، وعن صيد الصيد ؛ وقال الليث في قول الأَعشى : بأَجْيادِ غَرْبيِّ الصَّفا والمُحَرَّم ؟

      ‏ قال : المُحَرَّمُ هو الحَرَمُ .
      وتقول : أَحْرَمَ الرجلُ ، فهو مُحْرِمٌ وحَرامٌ ، ورجل حَرامٌ أَي مُحْرِم ، والجمع حُرُم مثل قَذالٍ وقُذُلٍ ، وأَحْرَم بالحج والعمرة لأَنه يَحْرُم عليه ما كان له حَلالاً من قبلُ كالصيد والنساء .
      وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في الإحْرام بالإِهلال ، وأَحْرَمَ إذا صار في حُرَمِه من عهد أَو ميثاق هو له حُرْمَةٌ من أَن يُغار عليه ؛ وأََما قول أُحَيْحَة أَنشده ابن الأَعرابي : قَسَماً ، ما غيرَ ذي كَذِبٍ ، أَن نُبيحَ الخِدْن والحُرَمَه (* قوله « أن نبيح الخدن » كذا بالأصل ، والذي في نسختين من المحكم : أن نبيح الحصن ).
      قال ابن سيده : فإني أَحسب الحُرَمَةَ لغة في الحُرْمَةِ ، وأَحسن من ذلك أَن يقول والحُرُمَة ، بضم الراء ، فتكون من باب طُلْمة وظُلُمَةٍ ، أَو يكون أَتبع الضم الضم للضرورة كما أتبع الأَعشى الكسر الكسر أَيضاً فقال : أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنْفاسَها ، وقد تُكْرَهُ الحربُ بعد السِّلِمْ إلاَّ أن قول الأَعشى قد يجوز أَن يَتَوَجَّه على الوقف كما حكاه سيبويه من قولهم : مررت بالعِدِلْ .
      وحُرَمُ الرجلِ : عياله ونساؤه وما يَحْمِي ، وهي المَحارِمُ ، واحدتها مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمة مَحْرُمة .
      ورَحِمٌ مَحْرَمٌ : مُحَرَّمٌ تَزْويجُها ؛

      قال : وجارةُ البَيْتِ أَراها مَحْرَمَا كما بَراها الله ، إلا إنما مكارِهُ السَّعْيِ لمن تَكَرَّمَا كما بَراها الله أَي كما جعلها .
      وقد تَحَرَّمَ بصُحْبته ؛ والمَحْرَمُ : ذات الرَّحِم في القرابة أَي لا يَحِلُّ تزويجها ، تقول : هو ذو رَحِمٍ مَحْرَمٍ ، وهي ذاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ ؛ الجوهري : يقال هو ذو رَحِمٍ منها إذا لم يحل له نكاحُها .
      وفي الحديث : لا تسافر امرأة إلا مع ذي مَحْرَمٍ منها ، وفي رواية : مع ذي حُرْمَةٍ منها ؛ ذو المَحْرَمِ : من لا يحل له نكاحها من الأَقارب كالأب والإبن والعم ومن يجري مجراهم .
      والحُرْمَة : الذِّمَّةُ .
      وأَحْرَمَ الرجلُ ، فهو مُحْرِمٌ إذا كانت له ذمة ؛ قال الراعي : قَتَلوا ابنَ عَفّان الخليفةَ مُحْرِماً ، ودَعا فلم أَرَ مثلَهُ مَقْتولا ويروى : مَخْذولا ، وقيل : أَراد بقوله مُحْرِماً أَنهم قتلوه في آخر ذي الحِجَّةِ ؛ وقال أَبو عمرو : أَي صائماً .
      ويقال : أَراد لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يوقِعُ به فهو مُحْرِمٌ .
      الأزهري : روى شمر لعُمَرَ أَنه ، قال الصيام إحْرامٌ ، قال : وإنما ، قال الصيامُ إحْرام لامتناع الصائم مما يَثْلِمُ صيامَه ، ويقال للصائم أَيضاً مُحْرِمٌ ؛ قال ابن بري : ليس مُحْرِماً في بيت الراعي من الإحْرام ولا من الدخول في الشهر الحَرام ، قال : وإنما هو مثل البيت الذي قبله ، وإنما يريد أَن عثمان في حُرْمةِ الإسلام وذِمَّته لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يُوقِعُ به ، ويقال للحالف مُحْرِمٌ لتَحَرُّمِه به ، ومنه قول الحسن في الرجل يُحْرِمُ في الغضب أَي يحلف ؛ وقال الآخر : قتلوا كِسْرى بليلٍ مُحْرِماً ، غادَرُوه لم يُمَتَّعْ بكَفَنْ يريد : قَتَلَ شِيرَوَيْهِ أَباه أَبْرَوَيْز بنَ هُرْمُزَ .
      الأَزهري : الحُرْمة المَهابة ، قال : وإذا كان بالإنسان رَحِمٌ وكنا نستحي مه قلنا : له حُرْمَةٌ ، قال : وللمسلم على المسلم حُرْمةٌ ومَهابةٌ .
      قال أَبو زيد : يقال هو حُرْمَتُك وهم ذَوو رَحِمِه وجارُه ومَنْ يَنْصره غائباً وشاهداً ومن وجب عليه حَقُّه .
      ويقال : أَحْرَمْت عن الشيء إذا أَمسكتَ عنه ، وذكر أَبو القاسم الزجاجي عن اليزيدي أَنه ، قال : سألت عمي عن قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : كلُّ مُسْلم عن مسلم مُحْرِمٌ ، قال : المُحْرِمُ الممسك ، معناه أَن المسلم ممسك عن مال المسلم وعِرْضِهِ ودَمِهِ ؛

      وأَنشد لمِسْكين الدارميّ : أَتتْني هَناتٌ عن رجالٍ ، كأَنها خَنافِسُ لَيْلٍ ليس فيها عَقارِبُ أَحَلُّوا على عِرضي ، وأَحْرَمْتُ عنهُمُ ، وفي اللهِ جارٌ لا ينامُ وطالِب ؟

      ‏ قال : وأَنشد المفضل لأَخْضَرَ بن عَبَّاد المازِنيّ جاهليّ : لقد طال إعْراضي وصَفْحي عن التي أُبَلَّغُ عنكْم ، والقُلوبُ قُلوبُ وطال انْتِظاري عَطْفَةَ الحِلْمِ عنكمُ ليَرْجِعَ وُدٌّ ، والمَعادُ قريبُ ولستُ أَراكُمْ تُحْرِمونَ عن التي كرِهْتُ ، ومنها في القُلوب نُدُوبُ فلا تأمَنُوا مِنّي كَفاءةَ فِعْلِكُمْ ، فيَشْمَتَ قِتْل أَو يُساءَ حبيبُ ويَظْهَرَ مِنّاً في المَقالِ ومنكُُمُ ، إذا ما ارْتَمَيْنا في المَقال ، عُيوبُ ويقال : أَحْرَمْتُ الشيء بمعنى حَرَّمْتُه ؛ قال حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ : إلى شَجَرٍ أَلْمَى الظِّلالِ ، كأنها رواهِبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوب ؟

      ‏ قال : والضمير في كأنها يعود على رِكابٍ تقدم ذكرها .
      وتَحَرَّم منه بحُرْمَةٍ : تَحَمّى وتَمَنَّعَ .
      وأََحْرَمَ القومُ إذا دخلوا في الشهر الحَرامِ ؛ قال زهير : جَعَلْنَ القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَهُ ، وكم بالقَنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمة لا تُهْتَكُ ؛

      وأَنشد بيت زهير : وكم بالقنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ أي ممن يَحِلُّ قتالُه وممن لا يَحِلُّ ذلك منه .
      والمُحْرِمُ : المُسالمُ ؛ عن ابن الأَعرابي ، في قول خِداش بن زهير : إذا ما أصابَ الغَيْثُ لم يَرْعَ غَيْثَهمْ ، من الناس ، إلا مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ هكذا أَنشده : أَصاب الغَيْثُ ، برفع الغيث ، قال ابن سيده : وأَراها لغة في صابَ أَو على حذف المفعول كأنه إذا أَصابَهُم الغَيثُ أَو أَصاب الغيث بلادَهُم فأَعْشَبَتْ ؛

      وأَنشده مرة أُخرى : إذا شَرِبوا بالغَيْثِ والمُكافِلُ : المُجاوِرُ المُحالِفُ ، والكَفيلُ من هذا أُخِذَ .
      وحُرْمَةُ الرجل : حُرَمُهُ وأَهله .
      وحَرَمُ الرجل وحَريمُه : ما يقاتِلُ عنه ويَحْميه ، فجمع الحَرَم أَحْرامٌ ، وجمع الحَريم حُرُمٌ .
      وفلان مُحْرِمٌ بنا أَي في حَريمنا .
      تقول : فلان له حُرْمَةٌ أَي تَحَرَّمَ بنا بصحبةٍ أَو بحق وذِمَّةِ .
      الأَزهري : والحَريمُ قَصَبَةُ الدارِ ، والحَريمُ فِناءُ المسجد .
      وحكي عن ابن واصل الكلابي : حَريم الدار ما دخل فيها مما يُغْلَقُ عليه بابُها وما خرج منها فهو الفِناءُ ، قال : وفِناءُ البَدَوِيِّ ما يُدْرِكُهُ حُجْرَتُه وأَطنابُهُ ، وهو من الحَضَرِيّ إذا كانت تحاذيها دار أُخرى ، ففِناؤُهما حَدُّ ما بينهما .
      وحَريمُ الدار : ما أُضيف إليها وكان من حقوقها ومَرافِقها .
      وحَريمُ البئر : مُلْقى النَّبِيثَة والمَمْشى على جانبيها ونحو ذلك ؛ الصحاح : حَريم البئر وغيرها ما حولها من مَرافقها وحُقوقها .
      وحَريمُ النهر : مُلْقى طينه والمَمْشى على حافتيه ونحو ذلك .
      وفي الحديث : حَريمُ البئر أَربعون ذراعاً ، هو الموضع المحيط بها الذي يُلْقى فيه ترابُها أَي أَن البئر التي يحفرها الرجل في مَواتٍ فَحريمُها ليس لأَحد أَن ينزل فيه ولا ينازعه عليها ، وسمي به لأَنه يَحْرُمُ منع صاحبه منه أَو لأَنه مُحَرَّمٌ على غيره التصرفُ فيه .
      الأَزهري : الحِرْمُ المنع ، والحِرْمَةُ الحِرْمان ، والحِرْمانُ نَقيضه الإعطاء والرَّزْقُ .
      يقال : مَحْرُومٌ ومَرْزوق .
      وحَرَمهُ الشيءَ يَحْرِمُهُ وحجَرِمَهُ حِرْماناً وحِرْماً (* قوله « وحرماً » أي بكسر فسكون ، زاد في المحكم : وحرماً ككتف ) وحَريماً وحِرْمَةً وحَرِمَةً وحَريمةً ، وأَحْرَمَهُ لغةٌ ليست بالعالية ، كله : منعه العطيّة ؛ قال يصف امرأة : وأُنْبِئْتُها أَحْرَمَتْ قومَها لتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ آخَرِينا أَي حَرَّمَتْهُم على نفسها .
      الأَصمعي : أَحْرَمَتْ قومها أَي حَرَمَتْهُم أَن ينكحوها .
      وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : كل مُسلمٍ عن مسلم مُحْرِمٌ أَخَوانِ نَصيرانِ ؛ قال أَبو العباس :، قال ابن الأَعرابي يقال إنه لمُحْرِمٌ عنك أَي يُحَرِّمُ أَذاكَ عليه ؛ قال الأَزهري : وهذا بمعنى الخبر ، أَراد أَنه يَحْرُمُ على كل واحد منهما أَن يُؤْذي صاحبَهُ لحُرْمة الإسلام المانِعَتِه عن ظُلْمِه .
      ويقال : مُسلم مُحْرِمٌ وهو الذي لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يُوقِعُ به ، يريد أَن المسلم مُعْتَصِمٌ بالإسلام ممتنع بحُرْمتِهِ ممن أَراده وأَراد ماله .
      والتَّحْرِيمُ : خلاف التَّحْليل .
      ورجل مَحْروم : ممنوع من الخير .
      وفي التهذيب : المَحْروم الذي حُرِمَ الخيرَ حِرْماناً .
      وقوله تعالى : في أَموالهم حقٌّ معلوم للسائل والمَحْروم ؛ قيل : المَحْروم الذي لا يَنْمِي له مال ، وقيل أَيضاً : إِنه المُحارِفُ الذي لا يكاد يَكْتَسِبُ .
      وحَرِيمةُ الربِّ : التي يمنعها من شاء من خلقه .
      وأَحْرَمَ الرجلَ : قَمَرَه ، وحَرِمَ في اللُّعبة يحْرَمُ حَرَماً : قَمِرَ ولم يَقْمُرْ هو ؛

      وأَنشد : ورَمَى بسَهْمِ حَريمةٍ لم يَصْطَدِ ويُخَطُّ خَطٌّ فيدخل فيه غِلمان وتكون عِدَّتُهُمْ في خارج من الخَطّ فيَدْنو هؤلاء من الخط ويصافحُ أَحدُهم صاحبَهُ ، فإن مسَّ الداخلُ الخارجَ فلم يضبطه الداخلُ قيل للداخل : حَرِمَ وأَحْرَمَ الخارِجُ الداخلَ ، وإن ضبطه الداخلُ فقد حَرِمَ الخارِجُ وأَحْرَمَه الداخِلُ .
      وحَرِمَ الرجلُ حَرماً : لَجَّ ومَحَكَ .
      وحَرِمَت المِعْزَى وغيرُها من ذوات الظِّلْف حِراماً واسْتحْرَمَتْ : أَرادت الفحل ، وما أَبْيَنَ حِرْمَتَها ، وهي حَرْمَى ، وجمعها حِرامٌ وحَرامَى ، كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه فَعْلَى التي لها فَعْلانُ نحو عَجْلان وعَجْلَى وغَرْثان وغَرْثى ، والاسم الحَرَمةُ والحِرمةُ ؛ الأَول عن اللحياني ، وكذلك الذِّئْبَةُ والكلبة وأكثرها في الغنم ، وقد حكي ذلك في الإبل .
      وجاء في بعض الحديث : الذين تقوم عليهم الساعةُ تُسَلَّطُ عليهم الحِرْمَةُ أَي الغُلْمَةُ ويُسْلَبُون الحياءَ ، فاسْتُعْمِل في ذكور الأَناسِيِّ ، وقيل : الإسْتِحْرامُ لكل ذات ظِلْفٍ خاصةً .
      والحِرْمَةُ ، بالكسر : الغُلْمةُ .
      قال ابن الأثير : وكأنها بغير الآدمي من الحيوان أَخَصُّ .
      وقوله في حديث آدم ، عليه السلام : إنه اسْتَحْرَمَ بعد موت ابنه مائةَ سنةٍ لم يَضْحَكْ ؛ هو من قولهم : أَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمَةٍ لا تهْتَكُ ، قال : وليس من اسْتِحْرام الشاة .
      الجوهري : والحِرْمةُ في الشاء كالضَّبْعَةِ في النُّوقِ ، والحِنَاء في النِّعاج ، وهو شهوة البِضاع ؛ يقال : اسْتَحْرَمَت الشاةُ وكل أُنثى من ذوات الظلف خاصةً إذا اشتهت الفحل .
      وقال الأُمَوِيُّ : اسْتَحْرَمتِ الذِّئبةُ والكلبةُ إذا أَرادت الفحل .
      وشاة حَرْمَى وشياه حِرامٌ وحَرامَى مثل عِجالٍ وعَجالى ، كأَنه لو قيل لمذكَّرِهِ لَقِيل حَرْمانُ ، قال ابن بري : فَعْلَى مؤنثة فَعْلان قد تجمع على فَعالَى وفِعالٍ نحو عَجالَى وعِجالٍ ، وأَما شاة حَرْمَى فإنها ، وإن لم يستعمل لها مذكَّر ، فإنها بمنزلة ما قد استعمل لأَن قياس المذكر منه حَرْمانُ ، فلذلك ، قالوا في جمعه حَرامَى وحِرامٌ ، كم ؟

      ‏ قالوا عَجالَى وعِجالٌ .
      والمُحَرَّمُ من الإبل مثل العُرْضِيِّ : وهو الذَّلُول الوَسَط (* قوله « وهو الذلول الوسط » ضبطت الطاء في القاموس بضمة ، وفي نسختين من المحكم بكسرها ولعله أقرب للصواب ) الصعبُ التَّصَرُّفِ حين تصَرُّفِه .
      وناقة مُحَرَّمةٌ : لم تُرَضْ ؛ قال الأَزهري : سمعت العرب تقول ناقة مُحَرَّمَةُ الظهرِ إذا كانت صعبةً لم تُرَضْ ولم تُذَلَّْلْ ، وفي الصحاح : ناقة مُحَرَّمةٌ أَي لم تَتِمَّ رياضتُها بَعْدُ .
      وفي حديث عائشة : إنه أَراد البَداوَة فأَرسل إليَّ ناقة مُحَرَّمةً ؛ هي التي لم تركب ولم تُذَلَّل .
      والمُحَرَّمُ من الجلود : ما لم يدبغ أَو دُبغ فلم يَتَمَرَّن ولم يبالغ ، وجِلد مُحَرَّم : لم تتم دِباغته .
      وسوط مُحَرَّم : جديد لم يُلَيَّنْ بعدُ ؛ قال الأَعشى : تَرَى عينَها صَغْواءَ في جنبِ غَرْزِها ، تُراقِبُ كَفِّي والقَطيعَ المُحَرَّما وفي التهذيب : في جنب موقها تُحاذر كفِّي ؛ أَراد بالقَطيع سوطه .
      قال الأَزهري : وقد رأَيت العرب يُسَوُّون سياطَهم من جلود الإبل التي لم تدبغ ، يأخذون الشَّريحة العريضة فيقطعون منها سُيوراً عِراضاً ويدفنونها في الثَّرَى ، فإذا نَدِيَتْ ولانت جعلوا منها أَربع قُوىً ، ثم فتلوها ثم علَّقوها من شِعْبَي خشبةٍ يَرْكُزونها في الأَرض فتُقِلُّها من الأَرض ممدودةً وقد أَثقلوها حتى تيبس .
      وقوله تعالى : وحِرْم على قرية أهلكناها أَنهم لا يرجعون ؛ روى قَتادةُ عن ابن عباس : معناه واجبٌ عليها إذا هَلَكَتْ أن لا ترجع إلى دُنْياها ؛ وقال أَبو مُعاذٍ النحويّ : بلغني عن ابن عباس أَنه قرأَها وحَرمَ على قرية أَي وَجَب عليها ، قال : وحُدِّثْت عن سعيد بن جبير أَنه قرأَها : وحِرْمٌ على قرية أَهلكناها ؛ فسئل عنها فقال : عَزْمٌ عليها .
      وقال أَبو إسحق في قوله تعالى : وحرامٌ على قرية أَهلكناها ؛ يحتاج هذا إلى تَبْيين فإنه لم يُبَيَّنْ ، قال : وهو ، والله أَعلم ، أَن الله عز وجل لما ، قال : فلا كُفْرانَ لسعيه إنا له كاتبون ، أَعْلَمنا أَنه قد حَرَّمَ أعمال الكفار ، فالمعنى حَرامٌ على قرية أَهلكناها أَن يُتَقَبَّل منهم عَمَلٌ ، لأَنهم لا يرجعون أَي لا يتوبون ؛ وروي أَيضاً عن ابن عباس أَنه ، قال في قوله : وحِرْمٌ على قرية أَهلكناها ، قال : واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنه لا يرجع منهم راجع أَي لا يتوب منهم تائب ؛ قال الأَزهري : وهذا يؤيد ما ، قاله الزجاج ، وروى الفراء بإسناده عن ابن عباس : وحِرْمٌ ؛ قال الكسائي : أَي واجب ، قال ابن بري : إنما تَأَوَّلَ الكسائي وحَرامٌ في الآية بمعنى واجب ، لتسلم له لا من الزيادة فيصير المعنى عند واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنهم لا يرجعون ، ومن جعل حَراماً بمعنى المنع جعل لا زائدة تقديره وحَرامٌ على قرية أَهلكناها أَنهم يرجعون ، وتأويل الكسائي هو تأْويل ابن عباس ؛ ويقوّي قول الكسائي إن حَرام في الآية بمعنى واجب قولُ عبد الرحمن بن جُمانَةَ المُحاربيّ جاهليّ : فإنَّ حَراماً لا أَرى الدِّهْرَ باكِياً على شَجْوِهِ ، إلاَّ بَكَيْتُ على عَمْرو وقرأ أَهل المدينة وحَرامٌ ، قال الفراء : وحَرامٌ أَفشى في القراءة .
      وحَرِيمٌ : أَبو حَيّ .
      وحَرامٌ : اسم .
      وفي العرب بُطون ينسبون إلى آل حَرامٍ (* قوله « إلى آل حرام » هذه عبارة المحكم وليس فيها لفظ آل ) بَطْنٌ من بني تميم وبَطْنٌ في جُذام وبطن في بكر بن وائل .
      وحَرامٌ : مولى كُلَيْبٍ .
      وحَريمةُ : رجل من أَنجادهم ؛ قال الكَلْحَبَةُ اليَرْبوعيّ : فأَدْرَكَ أَنْقاءَ العَرَادةِ ظَلْعُها ، وقد جَعَلَتْني من حَريمةَ إصْبَعا وحَرِيمٌ : اسم موضع ؛ قال ابن مقبل : حَيِّ دارَ الحَيِّ لا حَيَّ بها ، بِسِخالٍ فأُثالٍ فَحَرِمْ والحَيْرَمُ : البقر ، واحدتها حَيْرَمة ؛ قال ابن أَحمر : تَبَدَّلَ أُدْماً من ظِباءٍ وحَيْرَم ؟

      ‏ قال الأَصمعي : لم نسمع الحَيْرَمَ إلا في شعر ابن أَحمر ، وله نظائر مذكورة في مواضعها .
      قال ابن جني : والقولُ في هذه الكلمة ونحوها وجوبُ قبولها ، وذلك لما ثبتتْ به الشَّهادةُ من فَصاحة ابن أَحمر ، فإما أَن يكون شيئاً أَخذه عمن نَطَقَ بلغة قديمة لم يُشارَكْ في سماع ذلك منه ، على حدّ ما قلناه فيمن خالف الجماعة ، وهو فصيح كقوله في الذُّرَحْرَح الذُّرَّحْرَحِ ونحو ذلك ، وإما أَن يكون شيئاً ارتجله ابن أَحمر ، فإن الأَعرابي إذا قَوِيَتْ فصاحتُه وسَمَتْ طبيعتُه تصرَّف وارتجل ما لم يسبقه أَحد قبله ، فقد حكي عن رُؤبَة وأَبيه : أَنهما كانا يَرْتَجِلان أَلفاظاً لم يسمعاها ولا سُبِقا إليها ، وعلى هذا ، قال أَبو عثمان : ما قِيس على كلام العَرَب فهو من كلام العرب .
      ابن الأَعرابي : الحَيْرَمُ البقر ، والحَوْرَمُ المال الكثير من الصامِتِ والناطق .
      والحِرْمِيَّةُ : سِهام تنسب إلى الحَرَمِ ، والحَرَمُ قد يكون الحَرامَ ، ونظيره زَمَنٌ وزَمانٌ .
      وحَريمٌ الذي في شعر امرئ القيس : اسم رجل ، وهو حَريمُ بن جُعْفِيٍّ جَدُّ الشُّوَيْعِر ؛ قال ابن بري يعني قوله : بَلِّغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَني ، عَمْدَ عَيْنٍ ، قَلَّدْتُهُنَّ حَريما وقد ذكر ذلك في ترجمة شعر .
      والحرَيمةُ : ما فات من كل مَطْموع فيه .
      وحَرَمَهُ الشيء يَحْرِمُه حَرِماً مثل سَرَقَه سَرِقاً ، بكسر الراء ، وحِرْمَةً وحَريمةً وحِرْماناً وأَحْرَمَهُ أَيضاً إذا منعه إياه ؛ وقال يصف إمرأة : ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قَوْمَها لتَنْكِحَ في مَعْشَرٍ آخَرِينا (* قوله « ونبئتها » في التهذيب : وأنبئتها ؟

      ‏ قال ابن بري : وأَنشد أَبو عبيد شاهداً على أَحْرَمَتْ بيتين متباعد أَحدهما من صاحبه ، وهما في قصيدة تروى لشَقِيق بن السُّلَيْكِ ، وتروى لابن أَخي زِرّ ابن حُبَيْشٍ الفقيه القارئ ، وخطب امرأَة فردته فقال : ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قومها لتَنكِح في معشرٍ آخَرينا فإن كنتِ أَحْرَمْتِنا فاذْهَبي ، فإن النِّساءَ يَخُنَّ الأَمينا وطُوفي لتَلْتَقِطي مِثْلَنا ، وأُقْسِمُ باللهِ لا تَفْعَلِينا فإمّا نَكَحْتِ فلا بالرِّفاء ، إذا ما نَكَحْتِ ولا بالبَنِينا وزُوِّجْتِ أَشْمَطَ في غُرْبة ، تُجََنُّ الحَلِيلَة منه جُنونا خَليلَ إماءٍ يُراوِحْنَهُ ، وللمُحْصَناتِ ضَرُوباً مُهِينا إذا ما نُقِلْتِ إلى دارِهِ أَعَدَّ لظهرِكِ سوطاً مَتِينا وقَلَّبْتِ طَرْفَكِ في مارِدٍ ، تَظَلُّ الحَمامُ عليه وُكُونا يُشِمُّكِ أَخْبَثَ أَضْراسِه ، إذا ما دَنَوْتِ فتسْتَنْشِقِينا كأَن المَساويكَ في شِدْقِه ، إذا هُنَّ أُكرِهن ، يَقلَعنَ طينا كأَنَّ تَواليَ أَنْيابِهِ وبين ثَناياهُ غِسْلاً لَجِينا أَراد بالمارِدِ حِصْناً أَو قَصراً مما تُُعْلى حيطانُه وتُصَهْرَجُ حتى يَمْلاسَّ فلا يقدر أَحد على ارتقائه ، والوُكُونُ : جمع واكِنٍ مثل جالس وجُلوسٍ ، وهي الجاثِمة ، يريد أَن الحمام يقف عليه فلا يُذْعَرُ لارتفاعه ، والغِسْل : الخطْمِيُّ ، واللَّجِينُ : المضروب بالماء ، شبَّه ما رَكِبَ أَسنانَه وأنيابَِ من الخضرة بالخِطميّ المضروب بالماء .
      والحَرِمُ ، بكسر الراء : الحِرْمانُ ؛ قال زهير : وإنْ أَتاه خليلٌ يوم مَسْأَلةٍ يقولُ : لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ وإنما رَفَعَ يقولُ ، وهو جواب الجزاء ، على معنى التقديم عند سيبويه كأَنه ، قال : يقول إن أَتاه خليل لا غائب ، وعند الكوفيين على إضمار الفاء ؛ قال ابن بري : الحَرِمُ الممنوع ، وقيل : الحَرِمُ الحَرامُ .
      يقال : حِرْمٌ وحَرِمٌ وحَرامٌ بمعنى .
      والحَريمُ : الـصديق ؛ يقال : فلان حَريمٌ صَريح أَي صَديق خالص .
      قال : وقال العُقَيْلِيُّونَ حَرامُ الله لا أَفعلُ ذلك ، ويمينُ الله لا أَفعلُ ذلك ، معناهما واحد .
      قال : وقال أَبو زيد يقال للرجل : ما هو بحارِم عَقْلٍ ، وما هو بعادِمِ عقل ، معناهما أَن له عقلاً .
      الأزهري : وفي حديث بعضهم إذا اجتمعت حُرْمتانِ طُرِحت الصُّغْرى للكُبْرى ؛ قال القتيبي : يقول إذا كان أَمر فيه منفعة لعامَّة الناس ومَضَرَّةٌ على خاصّ منهم قُدِّمت منفعة العامة ، مثال ذلك : نَهْرٌ يجري لشِرْب العامة ، وفي مَجْراه حائطٌ لرجل وحَمَّامٌ يَضُرُّ به هذا النهر ، فلا يُتْرَكُ إجراؤه من قِبَلِ هذه المَضَرَّة ، هذا وما أَشبهه ، قال : وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : في الحَرامِ كَفَّارةُ يمينٍ ؛ هو أَن يقول حَرامُ الله لا أَفعلُ كما يقول يمينُ اللهِ ، وهي لغة العقيلِييّن ، قال : ويحتمل أَن يريد تَحْريمَ الزوجة والجارية من غير نية الطلاق ؛ ومنه قوله تعالى : يا أَيها النبي لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ الله لك ، ثم ، قال عز وجل : قد فرض الله لكم تَحِلَّةَ أَيْمانِكم ؛ ومنه حديث عائشة ، رضي الله عنها : آلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، من نسائه وحَرَّمَ فجعل الحَرامَ حلالاً ، تعني ما كان حَرّمهُ على نفسه من نسائه بالإيلاء عاد فأَحَلَّهُ وجعل في اليمين الكفارةَ .
      وفي حديث عليّ (* قوله « وفي حديث عليّ إلخ » عبارة النهاية : ومنه حديث عليّ إلخ ) في الرجل يقول لامرأته : أَنتِ عليَّ حَرامٌ ، وحديث ابن عباس : من حَرّمَ امرأَته فليس بشيءٍ ، وحديثه الآخر : إذا حَرَّمَ الرجل امرأَته فهي يمينٌ يُكَفِّرُها .
      والإحْرامُ والتَّحْريمُ بمعنى ؛ قال يصف بعيراً : له رِئَةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهرِهِ ، فما فيه للفُقْرَى ولا الحَجِّ مَزْعَم ؟

      ‏ قال ابن بري : الذي رواه ابن وَلاَّد وغيره : له رَبَّة ، وقوله مَزْعَم أَي مَطْمع .
      وقوله تعالى : للسائل والمَحْرُوم ؛ قال ابن عباس : هو المُحارِف .
      أَبو عمرو : الحَرُومُ الناقة المُعْتاطةُ الرَّحِمِ ، والزَّجُومُ التي لا تَرْغُو ، والخَزُوم المنقطعة في السير ، والزَّحُوم التي تزاحِمُ على الحوض .
      والحَرامُ : المُحْرِمُ .
      والحَرامُ : الشهر الحَرامُ .
      وحَرام : قبيلة من بني سُلَيْمٍ ؛ قال الفرزدق : فَمَنْ يَكُ خائفاً لأذاةِ شِعْرِي ، فقد أَمِنَ الهجاءَ بَنُو حَرامِ وحَرَام أَيضاً : قبيلة من بني سعد بن بكر .
      والتَّحْرِيمُ : الصُّعوبة ؛ قال رؤبة : دَيَّثْتُ من قَسْوتِهِ التَّحرِيما يقال : هو بعير مُحَرَّمٌ أَي صعب .
      وأَعرابيّ مُحَرَّمٌ أَي فصيح لم يخالط الحَضَرَ .
      وقوله في الحديث : أَما عَلِمْتَ أَن الصورة مُحَرَّمةٌ ؟ أَي مُحَرَّمَةُ الضربِ أَو ذات حُرْمةٍ ، والحديث الآخر : حَرَّمْتُ الظلمَ على نفسي أَي تَقَدَّسْتُ عنه وتعالَيْتُ ، فهو في حقه كالشيء المُحَرَّم على الناس .
      وفي الحديث الآخر : فهو حَرامٌ بحُرمة الله أَي بتحريمه ، وقيل : الحُرْمةُ الحق أَي بالحق المانع من تحليله .
      وحديث الرضاع : فَتَحَرَّمَ بلبنها أَي صار عليها حَراماً .
      وفي حديث ابن عباس : وذُكِرَ عنده قولُ عليٍّ أَو عثمان في الجمع بين الأَمَتَيْن الأُختين : حَرَّمَتْهُنَّ آيةٌ وأَحَلَّتْهُنَّ آيةٌ ، فقال : يُحَرِّمُهُنَّ عليَّ قرابتي منهن ولا يُحرِّمُهُنَّ قرابةُ بعضهن من بعض ؛ قال ابن الأَثير : أَراد ابن عباس أَن يخبر بالعِلَّة التي وقع من أجلها تَحْريمُ الجمع بين الأُختين الحُرَّتَين فقال : لم يقع ذلك بقرابة إحداهما من الأخرى إذ لو كان ذلك لم يَحِلَّ وطءُ الثانية بعد وطء الأولى كما يجري في الأُمِّ مع البنت ، ولكنه وقع من أجل قرابة الرجل منهما فَحُرمَ عليه أَن يجمع الأُختَ إلى الأُخت لأَنها من أَصْهاره ، فكأَن ابن عباس قد أَخْرَجَ الإماءَ من حكم الحَرائر لأَنه لا قرابة بين الرجل وبين إمائِه ، قال : والفقهاء على خلاف ذلك فإنهم لا يجيزون الجمع بين الأُختين في الحَرائر والإماء ، فالآية المُحَرِّمةُ قوله تعالى : وأَن تجمعوا بين الأُختين إلاَّ ما قد سلف ، والآية المُحِلَّةُ قوله تعالى : وما مَلكتْ أَيْمانُكُمْ .
      "

    المعجم: لسان العرب



  18. حدث
    • " الحَدِيثُ : نقيضُ القديم .
      والحُدُوث : نقيضُ القُدْمةِ .
      حَدَثَ الشيءُ يَحْدُثُ حُدُوثاً وحَداثةً ، وأَحْدَثه هو ، فهو مُحْدَثٌ وحَديث ، وكذلك اسْتَحدثه .
      وأَخذني من ذلك ما قَدُمَ وحَدُث ؛ ولا يقال حَدُث ، بالضم ، إِلاَّ مع قَدُم ، كأَنه إِتباع ، ومثله كثير .
      وقال الجوهري : لا يُضَمُّ حَدُثَ في شيء من الكلام إِلا في هذا الموضع ، وذلك لمكان قَدُمَ على الازْدواج .
      وفي حديث ابن مسعود : أَنه سَلَّمَ عليه ، وهو يصلي ، فلم يَرُدَّ عليه السلامَ ، قال : فأَخذني ما قَدُمَ وما حَدُث ، يعْني همومه وأَفكارَه القديمةَ والحديثةَ .
      يقال : حَدَثَ الشيءُ ، فإِذا قُرِن بقَدُم ضُمَّ ، للازْدواج .
      والحُدُوثُ : كونُ شيء لم يكن .
      وأَحْدَثَه اللهُ فَحَدَثَ .
      وحَدَثَ أَمرٌ أَي وَقَع .
      ومُحْدَثاتُ الأُمور : ما ابتدَعه أَهلُ الأَهْواء من الأَشياء التي كان السَّلَف الصالحُ على غيرها .
      وفي الحديث : إِياكم ومُحْدَثاتِ الأُمور ، جمعُ مُحْدَثَةٍ بالفتح ، وهي ما لم يكن مَعْرُوفاً في كتاب ، ولا سُنَّة ، ولا إِجماع .
      وفي حديث بني قُرَيظَة : لم يَقْتُلْ من نسائهم إِلا امْرأَةً واحدةً كانتْ أَحْدَثَتْ حَدَثاً ؛ قيل : حَدَثُها أَنها سَمَّتِ النبيَّ ، صلى الله عليه وسلم ؛ وقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : كلُّ مُحْدَثَةٍ بدْعَةٌ ، وكلُّ بِدْعةٍ ضَلالةٌ .
      وفي حديث المدينة : من أَحْدَثَ فيها حَدَثاً ، أَو آوَى مُحْدِثاً ؛ الحَدَثُ : الأَمْرُ الحادِثُ المُنْكَرُ الذي ليس بمعتادٍ ، ولا معروف في السُّنَّة ، والمُحْدِثُ : يُروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول ، فمعنى الكسر مَن نَصَرَ جانياً ، وآواه وأَجاره من خَصْمه ، وحال بينه وبين أَن يَقْتَضَّ منه ؛ وبالفتح ، هو الأَمْرُ المُبْتَدَعُ نَفْسُه ، ويكون معنى الإِيواء فيه الرضا به ، والصبر عليه ، فإِنه إِذا رَضِيَ بالبِدْعة ، وأَقرّ فاعلَها ولم ينكرها عليه ، فقد آواه .
      واسْتَحْدَثْتُ خَبَراً أَي وَجَدْتُ خَبَراً جديداً ؛ قال ذو الرمة : أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْياعهم خَبَراً ، أَم راجَعَ القَلْبَ ، من أَطْرابه ، طَرَبُ ؟ وكان ذلك في حِدْثانِ أَمْرِ كذا أَي في حُدُوثه .
      وأَخذَ الأَمْر بحِدْثانِه وحَدَاثَته أَي بأَوّله وابتدائه .
      وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : لولا حِدْثانُ قَوْمِك بالكُفْر ، لَهَدَمْتُ الكعبةَ وبَنَيْتُها .
      حِدْثانُ الشيء ، بالكسر : أَوّلهُ ، وهو مصدر حَدَثَ يَحْدُثُ حُدُوثاً وحِدْثاناً ؛ والمراد به قُرْبُ عهدهم بالكفر والخروج منه ، والدُّخولِ في الإِسلام ، وأَنه لم يتمكن الدينُ من قلوبهم ، فلو هَدَمْتُ الكعبة وغَيَّرْتُها ، ربما نَفَرُوا من ذلك .
      وفي حديث حُنَين : إِني لأُعْطِي رجالاً حَديثِي عَهْدٍ بكفر أَتَأَلَّفُهم ، وهو جمعُ صحةٍ لحديثٍ ، وهو فعيل بمعنى فاعل .
      ومنه الحديث : أُناسٌ حَديثةٌ أَسنانُهم ؛ حَداثةُ السِّنِّ : كناية عن الشَّباب وأَوّلِ العمر ؛ ومنه حديثُ أُم الفَضْل : زَعَمَت امرأَتي الأُولى أَنها أَرْضَعَت امرأَتي الحُدْثى ؛ هي تأْنيثُ الأَحْدَث ، يريد المرأَة التي تَزَوَّجَها بعد الأُولى .
      وحَدَثانُ الدَّهْر (* قوله « وحدثان الدهر إلخ » كذا ضبط بفتحات في الصحاح والمحكم والتهذيب والتكملة والنهاية وصرح به صاحب المختار .
      فقول المجد : ومن الدهر نوبه ، صوابه : والحدثان ، بفتحات ، من الدهر نوبه إلخ ليوافق أصوله ، ولكن نشأ له ذلك من الاختصار ، ويؤيد ما قلناه أنه ، قال في آخر المادة .
      وأوس بن الحدثان محركة صحابي .
      فقال شارحه : منقول من حدثان الدهر أَي صروفه ونوائبه نعوذ بالله منها .) وحَوادِثُه : نُوَبُه ، وما يَحْدُث منه ، واحدُها حادِثٌ ؛ وكذلك أَحْداثُه ، واحِدُها حَدَثٌ .
      الأَزهري : الحَدَثُ من أَحْداثِ الدَّهْرِ : شِبْهُ النازلة .
      والأَحْداثُ : الأَمْطارُ الحادثةُ في أَوّل السنة ؛ قال الشاعر : تَرَوَّى من الأَحْداثِ ، حتى تَلاحَقَتْ طَرائقُه ، واهتَزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ أَي مع الشِّرْشِر ؛ فأَما قول الأَعشى : فإِمَّا تَرَيْني ولِي لِمَّةٌ ، فإِنَّ الحَوادث أَوْدى بها فإِنه حذف للضرورة ، وذلك لمَكان الحاجة إِلى الرِّدْف ؛ وأَما أَبو علي الفارسي فذهب إِلى أَنه وضع الحَوادِثَ موضع الحَدَثانِ ، كما وَضَع الآخرُ الحَدَثانَ موضعَ الحوادث في قوله : أَلا هَلَكَ الشِّهابُ المُسْتَنِيرُ ، ومِدْرَهُنا الكَمِيُّ ، إِذا نُغِيرُ ووَهَّابُ المِئِينَ ، إِذا أَلَمَّتْ بنا الحَدَثانُ ، والحامي النَّصُورُ الأَزهري : وربما أَنَّثت العربُ الحَدَثانَ ، يذهبون به إِلى الحَوادث ، وأَنشد الفراءُ هذين البيتين أَيضاً ، وقال عِوَضَ قوله ووهَّابُ المِئين : وحَمَّالُ المِئين ، قال : وقال الفراءُ : تقول العرب أَهلكتْنا الحَدَثانُ ؛ قال : وأَما حِدْثانُ الشَّباب ، فبكسر الحاءِ وسكون الدال .
      قال أَبو عمرو الشَّيباني : تقول أَتيته في رُبَّى شَبابه ، ورُبَّانِ شَبابه ، وحُدْثى شبابه ، وحديثِ شبابه ، وحِدْثان شبابه ، بمعنى واحد ؛ قال الجوهري : الحَدَثُ والحُدْثى والحادِثَةُ والحَدَثانُ ، كله بمعنى .
      والحَدَثان : الفَأْسُ ، على التشبيه بحَدَثان الدَّهْر ؛ قال ابن سيده : ولم يَقُلْهُ أَحَدٌ ؛

      أَنشد أَبو حنيفة : وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثانُ فيه ، إِذا أُجَراؤُه نَحَطُوا ، أَجابا الأَزهري : أَراد بِجَوْنٍ جَبَلاً .
      وقوله أَجابا : يعني صَدى الجَبل يَسْمَعُه .
      والحَدَثانُ : الفأْس التي لها رأْس واحدة .
      وسمى سيبويه المَصْدَر حَدَثاً ، لأَن المصادرَ كلَّها أَعراضٌ حادِثة ، وكَسَّره على أَحْداثٍ ، قال : وأَما الأَفْعال فأَمثلةٌ أُخِذَتْ من أَحْداثِ الأَسماء .
      الأَزهري : شابٌّ حَدَث فَتِيُّ السِّنِّ .
      ابن سيده : ورجل حَدَثُ السِّنِّ وحَديثُها : بيِّن الحَداثة والحُدُوثة .
      ورجال أَحْداثُ السِّنِّ ، وحُِدْثانُها ، وحُدَثاؤُها .
      ويقال : هؤُلاء قومٌ حُِدْثانٌ ، جمعُ حَدَثٍ ، وهو الفَتِيُّ السِّنِّ .
      الجوهري : ورجلٌ حَدَثٌ أَي شابٌّ ، فإِن ذكرت السِّنَّ قلت : حديث السِّنِّ ، وهؤلاءِ غلمانٌ حُدْثانٌ أَي أَحْداثٌ .
      وكلُّ فَتِيٍّ من الناس والدوابِّ والإِبل : حَدَثٌ ، والأُنثى حَدَثةٌ .
      واستعمل ابن الأَعرابي الحَدَثَ في الوَعِل ، فقال : إِذا كان الوَعِلُ حَدَثاً ، فهو صَدَعٌ .
      والحديثُ : الجديدُ من الأَشياء .
      والحديث : الخَبَرُ يأْتي على القليل والكثير ، والجمع : أَحاديثُ ، كقطيع وأَقاطِيعَ ، وهو شاذٌّ على غير قياس ، وق ؟

      ‏ قالوا في جمعه : حِدْثانٌ وحُدْثانٌ ، وهو قليل ؛

      أَنشد الأَصمعي : تُلَهِّي المَرْءَ بالحِدْثانِ لَهْواً ، وتَحْدِجُه ، كما حُدِجَ المُطِيقُ وبالحُدْثانِ أَيضاً ؛ ورواه ابن الأَعرابي : بالحَدَثانِ ، وفسره ، فقال : ِْذا أَصابه حَدَثانُ الدَّهْرِ من مَصائِبه ومَرارِئه ، أَلْهَتْه بدَلِّها وحَدِيثها عن ذلك وقوله تعالى : إِن لم يُؤْمِنوا بهذا الحديث أَسَفاً ؛ عنى بالحديث القرآن ؛ عن الزجاج .
      والحديثُ : ما يُحَدِّثُ به المُحَدِّثُ تَحْديثاً ؛ وقد حَدَّثه الحديثَ وحَدَّثَه به .
      الجوهري : المُحادثة والتَّحادُث والتَّحَدُّثُ والتَّحْديثُ : معروفات .
      ابن سيده : وقول سيبويه في تعليل قولهم : لا تأْتيني فتُحَدِّثَني ، قال : كأَنك قلت ليس يكونُ منك إِتيانٌ فحديثٌ ، غِنما أَراد فتَحْديثٌ ، فوَضَع الاسم موضع المصدر ، لأَن مصدر حَدَّث إِنما هو التحديثُ ، فأَما الحديثُ فليس بمصدر .
      وقوله تعالى : وأَما بنِعْمةِ ربك فَحَدِّثْ ؛ أَي بَلِّغْ ما أُرْسِلْتَ به ، وحَدِّث بالنبوّة التي آتاك اللهُ ، وهي أَجلُّ النِّعَم .
      وسمعت حِدِّيثى حَسنَةً ، مثل خِطِّيبيى ، أَي حَديثاً .
      والأُحْدُوثةُ : ما حُدِّثَ به .
      الجوهري :، قال الفراءُ : نُرى أَن واحد الأَحاديث أُحْدُوثة ، ثم جعلوه جمعاً للحَديث ؛ قال ابن بري : ليس الأَمر كما زعم الفراءُ ، لأَن ال أُحْدُوثةَ بمعنى الأُعْجوبة ، يقال : قد صار فلانٌ أُحْدُوثةً .
      فأَما أَحاديث النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فلا يكون واحدها إِلا حَديثاً ، ولا يكون أُحْدوثةً ، قال : وكذلك ذكره سيبويه في باب ما جاءَ جمعه على غير واحده المستعمل ، كعَرُوض وأَعاريضَ ، وباطل وأَباطِيل .
      وفي حديث فاطمة ، عليها السلام : أَنها جاءَت إِلى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فوَجَدَتْ عنجه حُدّاثاً أَي جماعة يَتَحَدَّثُون ؛ وهو جمع على غير قياس ، حملاً على نظيره ، نحو سامِرٍ وسُمَّارٍ فإِن السُّمّارَ المُحَدِّثون .
      وفي الحديث : يَبْعَثُ اللهُ السَّحابَ فيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ ويَتَحَدَّث أَحْسَن الحَديث .
      قال ابن الأَثير : جاءَ في الخبر أَن حَديثَه الرَّعْدُ ، وضَحِكَه البَرْقُ ، وشَبَّهه بالحديث لأَنه يُخْبِر عن المطر وقُرْبِ مجيئه ، فصار كالمُحَدِّث به ؛ ومنه قول نُصَيْب : فعاجُوا ، فأَثْنَوْا بالذي أَنتَ أَهْلُه ، ولو سَكَتُوا ، أَثْنَتْ عليكَ الحَقائبُ وهو كثير في كلامهم .
      ويجوز أَن يكون أَراد بالضحك : افْتِرارَ الأَرض بالنبات وظهور الأَزْهار ، وبالحديث : ما يَتَحدَّثُ به الناسُ في صفة النبات وذِكْرِه ؛ ويسمى هذا النوعُ في علم البيان : المجازَ التَّعْليقِيَّ ، وهو من أَحْسَن أَنواعه .
      ورجل حَدِثٌ وحَدُثٌ وحِدْثٌ وحِدِّيثٌ ومُحَدِّثٌ ، بمعنى واحد : كثيرُ الحَديثِ ، حَسَنُ السِّياق له ؛ كلُّ هذا على النَّسَب ونحوه .
      والأَحاديثُ ، في الفقه وغيره ، معروفة .
      ويقال : صار فلانٌ أُحْدُوثةً أَي أَكثروا فيه الأَحاديثَ .
      وفلانٌ حِدْثُك أَي مُحَدِّثُك ، والقومُ يَتحادَثُون ويَتَحَدَّثُون ، وتركت البلادَ تَحَدَّثُ أَي تَسْمَعُ فيها دَويّاً ؛ حكاه ابن سيده عن ثعلب .
      ورجل حِدِّيثٌ ، مثال فِسِّيق أَي كثيرُ الحَديث .
      ورجل حِدْثُ مُلوك ، بكسر الحاءِ ، إِذا كان صاحبَ حَدِيثهم وسَمَرِهِم ؛ وحِدْثُ نساءٍ : يَتَحَدَّثُ إِليهنّ ، كقولك : تِبْعُ نساءٍ ، وزيرُ نساءٍ .
      وتقول : افْعَلْ ذلك الأَمْر بحِدْثانِه وبحَدَثانه أَي أَوّله وطَراءَته .
      ويقال للرجل الصادق الظَّنِّ : مُحَدَّثٌ ، بفتح الدال مشدَّدة .
      وفي الحديث : قد كان في الأُمم مُحَدَّثون ، فإِن يكن في أُمتي أَحَدٌ ، فعُمَرُ بن الخطاب ؛ جاءَ في الحديث : تفسيره أَنهم المُلْهَمُون ؛ والمُلْهَم : هو الذي يُلْقَى في نفسه الشيءُ ، فيُخْبِرُ به حَدْساً وفِراسةً ، وهو نوعٌ يَخُصُّ اللهُ به مَن يشاءُ من عباده الذين اصْطَفى مثل عُمر ، كأَنهم حُدِّثوا بشيءٍ فقالوه .
      ومُحادَثةُ السيف : جِلاؤُه .
      وأَحْدَثَ الرجلُ سَيْفَه ، وحادَثَه إِذا جَلاه .
      وفي حديث الحسن : حادِثُوا هذه القُلوبَ بذكر الله ، فإِنها سريعةُ الدُّثورِ ؛ معناه : اجْلُوها بالمَواعظ ، واغْسِلُوا الدَّرَنَ عنها ، وشَوِّقُوها حتى تَنْفُوا عنها الطَّبَع والصَّدَأَ الذي تَراكَبَ عليها من الذنوب ، وتَعاهَدُوها بذلك ، كما يُحادَثُ السيفُ بالصِّقالِ ؛ قال لبيد : كنَّصْلِ السَّيْف ، حُودِث بالصِّقال والحَدَثُ : الإِبْداءُ ؛ وقد أَحْدَث : منَ الحَدَثِ .
      ويقال : أَحْدَثَ الرجلُ إِذا صَلَّعَ ، أَو فَصَّعَ ، وخَضَفَ ، أَيَّ ذلك فَعَلَ فهو مُحْدِثٌ ؛ قال : وأَحْدَثَ الرجلُ وأَحْدَثَتِ المرأَةُ إِذا زَنَيا ؛ يُكنى بالإِحْداثِ عن الزنا .
      والحَدَثُ مِثْل الوَليِّ ، وأَرضٌ مَحْدُوثة : أَصابها الحَدَثُ .
      والحَدَثُ : موضع متصل ببلاد الرُّوم ، مؤَنثة .
      "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: