وصف و معنى و تعريف كلمة السوائم:


السوائم: كلمة تتكون من سبع أحرف تبدأ بـ ألف (ا) و تنتهي بـ ميم (م) و تحتوي على ألف (ا) و لام (ل) و سين (س) و واو (و) و ألف (ا) و ياء همزة (ئ) و ميم (م) .




معنى و شرح السوائم في معاجم اللغة العربية:



السوائم

جذر [سئم]

  1. سَوَائمُ: (اسم)
    • سَوَائمُ : جمع سَّائِمُ
  2. سَوائِمُ: (اسم)
    • سَوائِمُ : جمع سَوام
  3. سوائِمُ: (اسم)
    • سوائِمُ : جمع سائِمة
  4. سَوَائم: (اسم)

    • سَوَائم : جمع سَّائِمَة
,
  1. السَّوَابِحُ
    • السَّوَابِحُ : الخيلُ [ صفةٌ غالبة ].

    المعجم: المعجم الوسيط

  2. السَّواءُ
    • السَّواءُ : السُّوَى .
      و السَّواءُ المثلُ والنظيرُ .
      و السَّواءُ المستَوِي .
      يقال : مكانٌ سَواءٌ ، وثوبٌ سواءٌ : مستوٍ طولُه وعرضُه وطبقاتُه .
      ورجلٌ سواءُ البطن : إذا كان بطنُه مستويًا مع صدره .
      وسواءُ القدم : إِذا كان باطنها مستويًا ليس لها أَخْمَص .
      و السَّواءُ من الجبل ونحوِه : ذِرْوَتُه .
      و السَّواءُ من النهار ونحوه : وسطه .
      و السَّواءُ متَّسَعُه .
      وليَلةُ السَّواءِ : ليلةُ أربعَ عشرةَ من الشهر القمريّ ، فيها يستوي القمر ويكتمل . والجمع : أَسواء .
      وجُمِعَ على ( سواسية ) على غير قياس .
      ويقال : مررت برجل سواء والعدمُ : سواء وجوده وعدمُه .

    المعجم: المعجم الوسيط

  3. السِّواءُ
    • السِّواءُ من الأرض : التي ترابُها كالرَّمْلِ .
      و السِّواءُ السهلةُ المستويةُ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  4. منحنى السواء
    • المنحنى الذي يمثّل تفضيلات المستثمر في مقايضة العائد بالمخاطر ، وتعني بالانجليزية : indifference curve

    المعجم: مالية

  5. سأف
    • " سَئِفَتْ يدُه تَسْأَفُ سَأَفاً ، فهي سَئِفةٌ ، وسأَفَتْ سَأْفاً : تشَقَّق ما حَوْل أَظْفاره وتشَعَّثَ ، وقال يعقوب : هو تَشَقُّقٌ في أَنْفُس الأَظفار ، وسَئِفَتْ شَفَتُه : تَقَشَّرَت .
      وسَئِفَ لِيف النخلة وانْسَأَفَ : تشَعَّثَ وانقشر .
      ابن الأَعرابي : سَئِفتْ أَصابعه وسَعِفَتْ بمعنى واحد .
      الليث : سَئِفُ اللِّيفِ ، وهو ما كان ملتزقاً بأُصول السَّعَفِ من خلال الليف ، وهو أَرْدؤُه وأَخْشنه لأَنه يُسْأَفُ من جوانب السعف فيصير كأَنه ليف ، وليس به ، ولُيِّنت همزته .
      أَبو عبيدة : السَّأَفُ على تقدير السعَف شعر الذَّنَب والهُلْب ، والسائفةُ ما اسْتَرَقَّ من الرمل ، وجمعها السَّوائف .
      وفي حديث المَبْعَثِ : فإذا المَلَكُ الذي جاءني بِحراء فَسُئِفْتُ منه أَي فَزِعْت ؛ قال : هكذا جاء في بعض الروايات .
      "

    المعجم: لسان العرب

  6. سأر
    • " السُّؤْرُ بَقِيَّة الشيء ، وجمعه أَسآرٌ ، وسُؤْرُ الفأْرَةِ وغيرها ؛ وقوله أَنشده يعقوب في المقلوب : إِنَّا لَنَضْرِبُ جَعْفَراً بِسُيوفِنا ، ضَرْبَ الغَريبَةِ تَرْكَبُ الآسارا أَراد الأَسآر فقلب ، ونظيره الآبارُ والآرامُ في جمع بِئْر ورِئْم .
      وَأَسْأَرَ منه شيئاً : أَبْقَى .
      وفي الحديث : إِذا شَرِبْتُم فَأَسْئِرُوا ؛ أَي أَبْقَوا شيئاً من الشراب في قَعْرِ الإِناء ، والنَّعْت منه سَأْآرٌ على غير قياس لأَن قياسه مُسْئِرٌ ؛ الجوهري : ونظيره أَجْبَرَه فهو جَبَّارٌ .
      وفي حديث الفَضْلِ بن عباس : لا أُوثِرُ بِسُؤْرِكَ أَحَداً أَي لا أَتْرُكُه لأَحَدٍ غَيْري ؛ ومنه الحديث : فما أَسأَروا منه شيئاً ، ويستعمل في الطعام والشراب وغيرهما .
      ورجل سَأْآر : يُسْئِرُ في الإِناء من الشراب ، وهو أَحَدُ ما جاء من أَفْعَل على فَعَّال ؛ وروى بعضهم بيت الأَخطل : وشارِبٍ مُرْبِحٍ بالكأْسِ نادَمَني لا بالحَصورِ ولا فيها بِسأْآرِ بوَزْن سَعّار ، بالهمز .
      معناه أَنه لا يُسْئِرُ في الإِناء سُؤْراً بل يَشْتَفُّه كله ، والرواية المشهورة : بِسوَّار أَي بِمُعَرْبِدٍ وَثَّابٍ ، من سار إِذا وَثَبَ وَثْبَ المُعَرْبِدِ على من يُشارِبه ؛ الجوهري : وإِنما أَدخل الباء في الخبر لأَنه ذَهَبَ بلا مَذْهَبَ ليس لِمُضَارَعَتِه له في النفي .
      قال الأَزهري : ويجوز أَن يكون سَأْآر من سَأَرْتُ ومِنْ أَسْأَرْتُ كأَنه رُدَّ في الأَصل ، كما ، قالوا دَرَّاك مِنْ أَدْرَكْتُ وجَبَّار من أَجْبَرْتُ ؛ قال ذو الرمة : صَدَرْنَ بما أَسْأَرْتُ مِنْ ماءٍ مُقْفِرٍ صَرًى لَيْس مِنْ أَعْطانِه ، غَيْرَ حائِل يعني قَطاً وردت بقية ما أَسأَره في الحوض فشربت منه .
      الليث : يقال أَسأَر فلان من طعامه وشرابه سُؤْراً وذلك إِذا أَبقى بقيَّة ؛ قال : وبَقِيَّة كل شيء سُؤْرُه .
      ويقال للمرأَة التي قد جاوزت عُنْفُوان شبابها وفيها بقية : إِنَّ فيها لَسُؤْرةً ؛ ومنه قول حميد ابن ثور : إِزاءَ مَعاشٍ ما يُحَلُّ إِزارُها من الكَيْسِ ، فيها سُؤْرَةٌ ، وهي قاعدُ أَراد بقوله وهي قاعد قُعودها عن الحيض لأَنها أَسَنَّتْ .
      وتَسَأَّر النبيذَ : شَرِبَ سُؤْرَه وبقاياه ؛ عن اللحياني : وأَسْأَر مِنْ حِسابِه : أَفْضَلَ .
      وفيه سُؤْرَة أَي بقية شباب ؛ وقد روي بيت الهلالي : إِزاءَ مَعاشٍ لا يَزَالُ نِطاقُها شَديداً ، وفيها سُؤْرَةٌ ، وهي قاعِد (* هذه رواية أخرى للبيت الذي قبله لأَن الشاعر واحد وهو حميد ابن ثور الهلالي ).
      التهذيب : وأَما قوله : « وسائِرُ الناسِ هَمَج » فإِن أَهل اللغة اتفقوا على أَن معنى سائر في أَمْثال هذا الموضع بمعنى الباقي ، من قولك : أَسْأَرْتُ سُؤْراً وسُؤْرَة إِذا أَفْضَلْتَها وأَبقيتها .
      والسَّائِرُ : الباقي ، وكأَنه من سَأَرَ يَسْأَرُ فَهُوَ سائِر .
      قال ابن الأَعرابي فيما رَوَى عنه أَبو العباس : يقال سَأَر وأَسْأَرَ إِذا أَفْضَلَ ، فهو سائِر ؛ جعل سَأَرَ وأَسْأَرَ واقعين ثم ، قال وهو سائر .
      قال :، قال فلا أَدري أَراد بالسَّائِرِ المُسْئِر .
      وفي الحديث : فَضْلُ عائشة على النساء كفَضْلِ الثَّريد على سائر الطعام ؛ أَي باقيه ؛ والسائر ، مهموز : الباقي ؛ قال ابن الأَثير : والناس يستعملونه في معنى الجميع وليس بصحيح ؛ وتكررت هذه اللفظة في الحديث وكله بمعنى باقي الشيء ، والباقي : الفاضِلُ .
      ومن همز السُّؤْرَة من سُوَرِ القرآن جعلها بمعنى بقيَّة من القرآن وقطْعَة .
      والسُّؤْرَةُ من المال : جَيِّدُهُ ، وجمعه سُؤَر .
      والسورةُ من القرآن : يجوز أَن تكون من سُؤْرة المال ، تُرِكَ هَمْزُه لما كثر في الكلام .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. سيب
    • " السَّيْبُ : العَطاءُ ، والعُرْفُ ، والنافِلةُ .
      وفي حديث الاستسقاءِ : واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي عَطاءً ، ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً .
      والسُّـيُوبُ : الرِّكاز ، لأَنها من سَيْبِ اللّهِ وعطائه ؛ وقال ثعلب : هي الـمَعادِنُ .
      وفي كتابه لوائلِ بن حُجْرٍ : وفي السُّـيُوبِ الخُمُسُ ؛ قال أَبو عبيد : السُّـيُوبُ : الرِّكازُ ؛ قال : ولا أُراه أُخِذَ إِلا من السَّيبِ ، وهو العطاءُ ؛

      وأَنشد : فما أَنا ، منْ رَيْبِ الـمَنُونِ ، بجُبَّإٍ ، * وما أَنا ، مِنْ سَيْبِ الإِلهِ ، بآيِسِ وقال أَبو سعيد : السُّـيُوبُ عُروق من الذهب والفضة ، تَسِـيبُ في الـمَعْدِن أَي تَتكون فيه .
      (* قوله « أي تتكون إلخ » عبارة التهذيب أي تجري فيه إلخ .) وتَظْهَر ، سميت سُيوباً لانْسِـيابِها في الأَرض .
      قال الزمخشري : السُّـيُوبُ جمع سَيْبٍ ، يريد به المالَ المدفون في الجاهلية ، أَو الـمَعْدِن لأَنه ، من فضلِ اللّه وعَطائه ، لمن أَصابَه .
      وسَيْبُ الفرَس : شَعَرُ ذَنَبِه .
      والسَّيْبُ : مُرديُّ السَّفينة .
      والسَّيْبُ مصدر ساب الماءُ يَسِـيبُ سَيْباً : جَرى .
      والسِّيبُ : مَجْرَى الماءِ ، وجَمْعُه سُـيُوبٌ .
      وسابَ يَسِـيبُ : مشى مُسرِعاً .
      وسابَتِ الـحَيَّةُ تَسِـيبُ إِذا مَضَتْ مُسْرِعةً ؛

      أَنشد ثعلب : أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّـمامِ ، فلا تُرَى ، * وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثُ شاءَ يَسِـيبُ ؟ وكذلك انْسابَتْ تَنْسابُ .
      وسابَ الأَفْعَى وانْسابَ إِذا خرَج من مَكْمَنِه .
      وفي الحديث : أَن رَجلاً شَرِبَ من سِقاءٍ ؛ فانْسابَتْ في بَطنِه حَيَّةٌ ، فَنُهِـيَ عن الشُّرْبِ من فَمِ السِّقاءِ ، أَي دخَلَتْ وجَرَتْ مع جَرَيانِ الماءِ .
      يقال : سابَ الماءُ وانْسابَ إِذا جرَى .
      وانْسابَ فلان نحوكُم : رجَعَ .
      وسَيَّبَ الشيءَ : تركَه .
      وسَيَّبَ الدَّابَّةَ ، أَو الناقةَ ، أَو الشيءَ : تركَه يَسِـيبُ حيث شاءَ .
      وكلُّ دابَّةٍ تركْتَها وسَوْمَها ، فهي سائبةٌ .
      والسائبةُ : العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لا وَلاءَ له .
      والسائبةُ : البعيرُ يُدْرِكُ نِتاجَ نِتاجِه ، فيُسَيَّبُ ، ولا يُرْكَب ، ولا يُحْمَلُ عليه .
      والسائبة التي في القرآن العزيز ، في قوله تعالى : ما جَعَلَ اللّهُ منْ بَحِـيرةٍ ولا سائبةٍ ؛ كان الرجلُ في الجاهلية إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ بَعيدٍ ، أَو بَرِئَ من عِلَّةٍ ، أَو نَجَّتْه دابَّةٌ من مَشَقَّةٍ أَو حَرْبٍ ، قال : ناقَتي سائبةٌ أَي تُسَيَّبُ فلا يُنْتَفَعُ بظهرها ، ولا تُحَـَّلأُ عن ماءٍ ، ولا تُمْنَعُ من كَلإٍ ، ولا تُركَب ؛ وقيل : بل كان يَنْزِعُ من ظَهْرِها فقارةً ، أَو عَظْماً ، فتُعْرَفُ بذلك ؛ فأُغِـيرَ على رَجل من العرب ، فلم يَجِدْ دابَّةً يركبُها ، فرَكِب سائبةً ، فقيل : أَتَرْكَبُ حَراماً ؟ فقال : يَركَبُ الـحَرامَ مَنْ لا حَلالَ له ، فذهَبَتْ مَثَلاً .
      وفي الصحاح : السائبةُ الناقةُ التي كانت تُسَيَّبُ ، في الجاهِلِـيَّةِ ، لِنَذْرٍ ونحوه ؛ وقد قيل : هي أُمُّ البَحِـيرَةِ ؛ كانتِ الناقةُ إِذا ولَدَتْ عَشْرَةَ أَبْطُن ، كُلُّهنَّ إِناثٌ ، سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ ، ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ولَدُها أَو الضَّيْفُ حتى تَمُوتَ ، فإِذا ماتتْ أَكَلَهَا الرجالُ والنساءُ جَميعاً ، وبُحِرَتْ أُذن بِنْتِها الأَخيرةِ ، فتسمى البَحِـيرةَ ، وهي بمَنْزلةِ أُمـِّها في أَنها سائبةٌ ، والجمع سُيَّبٌ ، مثلُ نائمٍ ونُوَّمٍ ، ونائحةٍ ونُوَّحٍ .
      وكان الرَّجلُ إِذا أَعْتَقَ عَبْداً وقال : هو سائبةٌ ، فقد عَتَقَ ، ولا يكون وَلاؤُه لِـمُعْتِقِه ، ويَضَعُ مالَه حيث شاءَ ، وهو الذي وردَ النَّهْيُ عنه .
      قال ابن الأَثير : قد تكرر في الحديث ذكر السَّائبةِ والسَّوائِبِ ؛ قال : كان الرَّجُلُ إِذا نذَرَ لقُدُومٍ مِن سَفَرٍ ، أَو بُرْءٍ من مَرَضٍ ، أَو غير ذلك ، قال : ناقَتي سائبةٌ ، فلا تُمْنَعُ مِن ماءٍ ، ولا مَرْعًى ، ولا تُحْلَبُ ، ولا تُرْكَب ؛ وكان إِذا أَعْتَقَ عَبْداً فقال : هو سائِـبةٌ ، فلا عَقْل بينهما ، ولا مِـيراثَ ؛ وأَصلُه من تَسْيِـيبِ الدَّوابِّ ، وهو إِرسالُها تَذْهَبُ وتجيءُ ، حيث شاءَتْ .
      وفي الحديث : رأَيتُ عَمْرو بن لُـحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَه في النَّارِ ؛ وكان أَوَّلَ من سَيَّبَ السَّوائِب ، وهي التي نَهى اللّهُ عنها بقوله : ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ بَحِـيرَةٍ ولا سائبةٍ ؛ فالسَّائبة : أُمُّ البَحِـيرَةِ ، وهو مَذْكور في موضعه .
      وقيل : كان أَبو العالِـيةِ سائبةً ، فلما هَلَكَ ، أُتِـيَ مَولاه بميراثِه ، فقال : هو سائبةٌ ، وأَبى أَنْ يأْخُذَه .
      وقال الشافعيّ : إِذا أَعْتَقَ عَبْدَه سائبةً ، فمات العبدُ وخَلَّفَ مالاً ، ولم يَدَعْ وارثاً غير مولاه الذي أَعْتَقَه ، فميراثُه لـمُعْتِقِه ، لأَن النبـيّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، جَعَلَ الوَلاءَ لُـحْمةً كَلُـحْمةِ النَّسَب ، فكما أَنَّ لُـحْمةَ النَّسبِ لا تَنْقَطِـعُ ، كذلك الوَلاءُ ؛ وقد ، قال ، صلى اللّه عليه وسلم : الوَلاءُ لمن أَعْتَقَ .
      وروي عن عُمَرَ ، رَضي اللّه عنه ، أَنه ، قال : السَّائِـبةُ والصَّدقةُ ليومِهِما .
      قال أَبو عبيدة ، في قوله ليَوْمهما ، أَي يَوْمِ القيامةِ ، واليَوْمِ الذي كان أَعْتَقَ سائبتَه ، وتصدّق بصدقتِه فيه .
      يقول : فلا يَرجِـعُ إِلى الانتِفاع بشيءٍ منها بَعْدَ ذلك في الدنيا ، وذلك كالرَّجل يُعْتِقُ عَبْدَه سائبةً ، فيَمُوتُ العَبْدُ ويَتْرُك مالاً ، ولا وارثَ له ، فلا ينبغي لِـمُعتقه أَن يَرْزَأَ من مِـيراثِه شيئاً ، إِلا أَن يَجْعَلَهُ في مِثْله .
      وقال ابن الأَثير : قوله الصَّدَقةُ والسَّائبةُ ليومِهما ، أَي يُرادُ بهما ثوابُ يومِ القيامةِ ؛ أَي مَن أَعْتَقَ سائِـبَتَه ، وتَصَدَّقَ بِصَدقةٍ ، فلا يَرْجِـعُ إِلى الانْتِفاعِ بشيءٍ منها بعدَ ذلك في الدنيا ، وإِن وَرِثَهما عنه أَحدٌ ، فَلْيَصْرِفْهُما في مِثْلِهما ، قال : وهذا على وَجْهِ الفَضْلِ ، وطَلَبِ الأَجْرِ ، لا على أَنه حرامٌ ، وإِنما كانوا يَكْرَهُون أَن يَرْجِعُوا في شيءٍ ، جَعَلُوه للّه وطَلَبُوا به الأَجر .
      وفي حديث عبدِاللّه : السَّائبةُ يَضعُ مالَه حيثُ شاءَ ؛ أَي العَبْدُ الذي يُعْتَقُ سائِـبةً ، ولا يكون ولاؤُه لِـمُعْتِقِه ، ولا وارِثَ له ، فيَضَعُ مالَه حيثُ شاءَ ، وهو الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه .
      وفي الحديث : عُرِضَتْ عَليَّ النارُ فرأَيتُ صاحِبَ السَّائِـبَتَيْنِ يُدْفَعُ بِعَصاً ، السَّائِـبتانِ : بَدَنَتانِ أَهْداهما النبـيُّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، إِلى البَيْت ، فأَخذهما رَجلٌ مِن المشركين فذَهَبَ بهما ؛ سمَّاهُما سائِـبَتَيْنِ لأَنه سَيَّبَهُما للّه تعالى .
      وفي حديثِ عبدالرحمن بن عَوْفٍ : أَنَّ الحيلةَ بالـمَنْطِقِ أَبْلَغُ من السُّـ يُوبِ في الكَلِمِ ؛ السُّـيُوبُ : ما سُيِّبَ وخُلِّـي فسابَ ، أَي ذَهَبَ .
      وسابَ في الكلام : خاضَ فيه بهَذْرٍ ؛ أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أَبلَغُ من الإِكثارِ .
      ويقال : سابَ الرَّجُل في مَنْطِقِه إِذا ذَهَبَ فيه كلَّ مذهبٍ .
      والسَّـيَابُ ، مثل السَّحابِ : البَلَحُ .
      قال أَبو حنيفة : هو البُسْر الأَخضرُ ، واحدته سَيابةٌ ، وبها سمي الرَّجل ؛ قال أُحَيْحةُ : أَقْسَمْتُ لا أُعْطِـيكَ ، في * كَعْب ومَقْتَلِه ، سَيابَهْ فإِذا شَدَّدْته ضَمَمْتَه ، فقلت : سُـيَّابٌ وسُـيّابةٌ ؛ قال أَبو زبيد : أَيـَّامَ تَجْلُو لنا عن بارِدٍ رَتِلٍ ، * تَخالُ نَكْهَتَها ، باللَّيْلِ ، سُيَّابَا أَراد نَكْهةَ سُيَّابٍ وسُيَّابةٍ أَيضاً .
      الأَصمعي : إِذا تعقد الطلع حتى يصير بلحاً ، فهو السَّيابُ ، مُخَفَّف ، واحدته سَيابةٌ ؛ وقال شمر : هو السَّدَى والسَّداءُ ، ممدود بلغة أَهل المدينة ؛ وهي السيَّابةُ ، بلغةِ وادي القُرَى ؛

      وأَنشد للَبيدٍ : سَيابةٌ ما بها عَيْبٌ ، ولا أَثَر ؟

      ‏ قال : وسمعت البحرانيين تقول : سُيَّابٌ وسُيَّابةٌ .
      وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْرٍ : لو سَـأَلْتَنا سَيابةً ما أَعْطَيْناكَها ، هي بفتح السين والتخفيف : البَلحَةُ ، وجمعها سَيابٌ .
      والسِّيبُ : التُّفَّاحُ ، فارِسيّ ؛ قال أَبو العلاءِ : وبه سُمِّيَ سيبويه : سِـيب تُفَّاحٌ ، وَوَيْه رائحتُه ، فكأَنه رائحة تُفَّاحٍ .
      وسائبٌ : اسمٌ من سابَ يَسِـيبُ إِذا مَشى مُسْرِعاً ، أَو من سابَ الماءُ إِذا جَرى .
      والـمُسَيَّبُ : من شُعَرائِهم .
      والسُّوبانُ : اسم وادٍ ، واللّه تعالى أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. سبل
    • " السَّبيلُ : الطريقُ وما وَضَحَ منه ، يُذَكَّر ويؤنث .
      وسَبِيلُ الله : طريق الهُدى الذي دعا إِليه .
      وفي التنزيل العزيز : وإِن يَرَوْا سَبيلَ الرُّشْد لا يَتَّخِذوه سَبيلاً وإِنْ يَرَوْا سَبيل الغَيِّ يتَّخذوه سَبيلاً ، فذُكِّر ؛ وفيه : قل هذه سَبيلي أَدْعُو إِلى الله على بصيرةٍ ، فأُنِّث .
      وقوله تعالى : وعلى الله قَصْدُ السَّبِيل ومنها جائرٌ ؛ فسره ثعلب فقال : على الله أَن يَقْصِدَ السَّبيلَ للمسلمين ، ومنها جائر أَي ومن الطُّرُق جائرٌ على غير السَّبيل ، فينبغي أَن يكون السَّبيل هنا اسم الجنس لا سَبيلاً واحداً بعينه ، لأَنه قد ، قال ومنها جائرٌ أَي ومنها سَبيلٌ جائر .
      وفي حديث سَمُرة : فإِذا الأَرضُ عند أَسْبُله أَي طُرُقه ، وهو جمع قِلَّة للسَّبلِ إِذا أُنِّثَتْ ، وإِذا ذُكِّرَت فجمعها أَسْبِلة .
      وقوله عز وجل : وأَنْفِقُوا في سَبيل الله ، أَي في الجهاد ؛ وكُلُّ ما أَمَرَ الله به من الخير فهو من سَبيل الله أَي من الطُّرُق إِلى الله ، واستعمل السَّبيل في الجهاد أَكثر لأَنه السَّبيل الذي يقاتَل فيه على عَقْد الدين ، وقوله في سَبيل الله أُريد به الذي يريد الغَزْو ولا يجد ما يُبَلِّغُه مَغْزاه ، فيُعْطى من سَهْمه ، وكُلُّ سَبِيل أُريد به الله عز وجل وهو بِرٌّ فهو داخل في سَبيل الله ، وإِذا حَبَّس الرَّجلُ عُقْدةً له وسَبَّل ثَمَرَها أَو غَلَّتها فإِنه يُسلَك بما سَبَّل سَبيلُ الخَيْر يُعْطى منه ابن السَّبيل والفقيرُ والمجاهدُ وغيرهم .
      وسَبَّل ضَيْعته : جَعَلها في سَبيل الله .
      وفي حديث وَقْف عُمَر : احْبِسْ أَصلها وسَبِّل ثَمَرَتَها أَي اجعلها وقفاً وأَبِحْ ثمرتها لمن وقَفْتها عليه .
      وسَبَّلت الشيء إِذا أَبَحْته كأَنك جعلت إِليه طَرِيقاً مَطْروقة .
      قال ابن الأَثير : وقد تكرر في الحديث ذكر سَبيل الله وابن السَّبيل ، والسَّبيل في الأَصل الطريق ، والتأْنيث فيها أَغلب .
      قال : وسبيل الله عامٌّ يقع على كل عمل خالص سُلك به طريق التقرُّب إِلى الله تعالى بأَداء الفرائض والنوافل وأَنواع التطوُّعات ، وإِذا لا يَتَّخِذوه سَبيلاً وإِنْ يَرَوْا سَبيل الغَيِّ يتَّخذوه سَبيلاً ، فذُكِّر ؛ وفيه : قل هذه سَبيلي أَدْعُو إِلى الله على بصيرةٍ ، فأُنِّث .
      وقوله تعالى : وعلى الله قَصْدُ السَّبِيل ومنها جائرٌ ؛ فسره ثعلب فقال : على الله أَن يَقْصِدَ السَّبيلَ للمسلمين ، ومنها جائر أَي ومن الطُّرُق جائرٌ على غير السَّبيل ، فينبغي أَن يكون السَّبيل هنا اسم الجنس لا سَبيلاً واحداً بعينه ، لأَنه قد ، قال ومنها جائرٌ أَي ومنها سَبيل جائر .
      وفي حديث سَمُرة : فإِذا الأَرضُ عند أَسْبُله أَي طُرُقُه ، وهو جمع قِلَّة للسَّبيلِ إِذا أُنِّثَتْ ، وإِذا ذُكِّرَت فجمعها أَسْبِلة .
      وقوله عز وجل : وأَنْفِقُوا في سَبيل الله ، أَي في الجهاد ؛ وكُلُّ ما ايمَرَ الله به من الخير فهو من سَبيل الله أَي من الطُّرُق إِلى الله ، واستعمال السَّبيل في الجهاد أَكثر لأَنه السَّبيل الذي يقاتَل فيه على عَقْد الدين ، وقوله في سَبيل الله أُريد به الذي يريد الغَزْو ولا يجد ما يُبَلِّغُه مَغْزاه ، فيُعْطى من سَهْمه ، وكُلُّ سَبيل أُريد به الله عز وجل وهو بِرٌّ فهو داخل في سَبيل الله ، وإِذا حَبَّس الرَّجلُ عُقْدةً له وسَبَّل ثَمَرَها أَو غَلَّتها فإِنه يُسْلَك بما سَبَّل سَبيلُ الخَيْر يُعْطى منه ابن السَّبيل والفقيرُ والمجاهدُ وغيرهم .
      وسَبَّل ضَيْعته : جَعَلها في سبيل الله .
      وفي حديث وَقْف عُمَر : احْبِسْ أَصلها وسَبِّل ثَمَرَتَها أَي اجعلها وقفاً وأَبِحْ ثمرتها لمن وقَفْتها عليه .
      وسَبصلت الشيء إِذا أَبَحَتْه كأَنك جعلت إِليه طَريقاً مَطْروقة .
      قال ابن الأَثير : وقد تكرر في الحديث ذكر سَبيل الله وابن السَّبيل ، والسَّبيل في الأَصل الطريق ، والتأْنيث فيها أَغلب .
      قال : وسبيل الله عامٌّ يقع على كل عمل خالص سُلك به طريق التقرُّب إِلى الله تعالى بأَداء الفرائض والنوافل وأَنواع التطوُّعات ، وإِذا أُطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد حتى صار لكثْرة الاستعمال كأَنه مقصور عليه ، وأَما ابن السَّبيل فهو المسافر الكثير السفر ، سُمِّي ابْناً لها لمُلازَمته إِياها .
      وفي الحديث : حَريمُ البئر أَربعون ذراعاً من حَوالَيْها لأَعْطان الإِبل والغنم ، وابن السَّبيل أَوْلى شارب منها أَي عابِرُ السَّبيل المجتازُ بالبئر أَو الماء أَحَقُّ به من المقيم عليه ، يُمَكَّن من الوِرْد والشرب ثم يَدَعه للمقيم عليه .
      وقوله عز وجل : والغارِمِين وفي سَبيل الله وابن السَّبيل ؛ قال ابن سيده : ابنُ السَّبيل ابنُ الطريق ، وتأْويله الذي قُطِع عليه الطريقُ ، والجمع سُبُلٌ .
      وسَبيلٌ سابلةٌ : مَسْلوكة .
      والسابِلَة : أَبناء السَّبيل المختلفون على الطُّرُقات في حوائجهم ، والجمع السوابل ؛ قال ابن بري : ابن السبيل الغريب الذي أَتى به الطريقُ ؛ قال الراعي : على أَكْوارِهِنَّ بَنُو سَبِيلٍ ، قَلِيلٌ نَوْمُهُم إِلاّ غِرَارا وقال آخر : ومَنْسوب إِلى مَنْ لم يَلِدْه ، كذاك اللهُ نَزَّل في الكتاب وأَسْبَلَتِ الطريقُ : كَثُرت سابِلَتُها .
      وابن السَّبِيل : المسافرُ الذي انْقُطِع به وهو يريد الرجوع إِلى بلده ولا يَجِد ما يَتَبَلَّغ به فَلَه في الصَّدَقات نصيب .
      وقال الشافعي : سَهْمُ سَبيل الله في آيةِ الصدقات يُعْطَى منه من أَراد الغَزْو من أَهل الصدقة ، فقيراً كان أَو غنيّاً ؛ قال : وابن السَّبيل عندي ابن السَّبيل من أَهل الصدقة الاذي يريد البلد غير بلده لأَمر يلزمه ، قال : ويُعْطَى الغازي الحَمُولة والسِّلاح والنَّفقة والكِسْوة ، ويُعْطَى ابنُ السَّبِيل قدرَ ما يُبَلِّغه البلدَ الذي يريده في نَفَقته وحَمُولته .
      وأَسْبَلَ ابزاره .
      أَرخاه .
      وامرأَة مُسْبِلٌ : أَسْبَلَتْ ذيلها .
      وأَسْبَلَ الفرسُ ذَنِبَه : أَرسله .
      التهذيب : والفرس يُسْبِل ذَنَبه والمرأَة تُسْبِل ذيلها .
      يقال : أَسْبَل فلان ثيابه إِذا طوّلها وأَرسلها إِلى الأَرض .
      وفي الحديث : أَن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : ثلاثة لا يُكَلِّمهم اللهُ يوم القيامة ولا يَنْظُر إِليهم ولا يُزَكِّيهم ، قال : قلت ومَنْ هم خابُوا وخَسِرُوا ؟ فأَعادها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ثلاث مرات : المُسْبِلُ والمَنّانُ والمُنَفِّقُ سِلْعته بالحَلِف الكاذب ؛ قال ابن الأَعرابي وغيره : المُسْبِل الذي يُطَوِّل ثوبه ويُرْسِله إِلى الأَرض إِذا مَشَى وإِنما يفعل ذلك كِبْراً واخْتِيالاً .
      وفي حديث المرأَة والمَزَادَتَينِ : سابِلَةٌ رِجْلَيْها بَيْنَ مَزَادَتَينِ ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء في رواية ، والصواب في اللغة مُسْبِلة أَي مُدَلِّيَة رجليها ، والرواية سادِلَةٌ أَي مُرْسِلة .
      وفي حديث أَبي هريرة : من جَرَّ سَبَلَه من الخُيَلاء لم يَنْظُر الله إِليه يوم القيامة ؛ السَّبَل ، بالتحريك : الثياب المُسْبَلة كالرَّسَل والنَّشَر في المُرْسَلة والمَنْشورة .
      وقيل : إِنها أَغلظ ما يكون من الثياب تُتَّخَذ من مُشاقة الكَتَّان ؛ ومنه حديث الحسن : دخلت على الحَجّاج وعليه ثِيابٌ سَبَلةٌ ؛ الفراء في قوله تعالى : فَضَلُّوا فلا يستطيعون سَبيلاً ؛ قال : لا يستطيعون في أَمرك حِيلة .
      وقوله تعالى : لَيْسَ علينا في الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ ؛ كان أَهل الكتاب إِذا بايعهم المسلمون ، قال بعضهم لبعض : ليس للأُمِّيِّين يعني العرب حُرْمَة أَهل ديننا وأَموالُهم تَحِلُّ لنا .
      وقوله تعالي : يا ليتني اتَّخَذْتُ مع الرسول سَبيلاً ؛ أَي سَبَباً ووُصْلة ؛

      وأَنشد أَبو عبيدة لجرير : أَفَبَعْدَ مَقْتَلِكُم خَلِيلَ مُحَمَّدٍ ، تَرْجُو القُيونُ مع الرَّسُول سَبِيلا ؟ أَي سَبَباً ووُصْلَةً .
      والسَّبَلُ ، بالتحريك : المَطَر ، وقيل : المَطَرُ المُسْبِلُ .
      وقد أَسْبَلَت السماءُ ، وأَسْبَلَ دَمْعَه ، وأَسْبَلَ المطرُ والدمعُ إِذا هَطَلا ، والاسم السَّبَل ، بالتحريك .
      وفي حديث رُقَيْقَةَ : فَجادَ بالماء جَوْنيٌّ له سَبَل أَي مطَرٌ جَوْدٌ هاطِلٌ .
      وقال أَبو زيد : أَسْبَلت السماءُ إِسْبالاً ، والاسم السَّبَلُ ، وهو المطر بين السحاب والأَرض حين يَخْرج من السحاب ولم يَصِلْ إِلى الأَرض .
      وفي حديث الاستسقاء : اسْقِنا غَيْثاً سابِلاً أَي هاطِلاً غَزِيراً .
      وأَسْبَلَت السحابةُ إِذا أَرْخَتْ عثانِينَها إِلى الأَرض .
      ابن الأَعرابي : السُّبْلَة المَطْرَة الواسعة ، ومثل السَّبَل العَثانِينُ ، واحدها عُثْنُون .
      والسَّبُولةُ والسُّبولةُ والسُّنْبُلة : الزَّرْعة المائلة .
      والسَّبَلُ : كالسُّنْبُل ، وقيل : السَّبَل ما انْبَسَطَ من شَعاع السُّنْبُل ، والجمع سُبُول ، وقد سَنْبَلَتْ وأَسْبَلَتْ .
      الليث : السَّبولة هي سُنْبُلة الذُّرَة والأَرُزِّ ونحوه إِذا مالت .
      وقد أَسْبَل الزَّرْعُ إِذا سَنْبَل .
      والسَّبَل : أَطراف السُّنْبُل ، وقيل السَّبَل السُّنْبُل ، وقد سَنْبَل الزَّرْعُ أَي خرج سُنْبُلة .
      وفي حديث مسروق : لا تُسْلِمْ في قَراحٍ حتى يُسْبِل أَي حتى يُسَنْبِل .
      والسَّبَل : السُّنْبُل ، والنون زائدة ؛ وقول محمد بن هلال البكري : وخَيْلٍ كأَسْراب القَطَا قد وزَعْتُها ، لها سَبَلٌ فيه المَنِيَّةُ تَلْمَعُ يعني به الرُّمْح .
      وسَبَلَةُ الرَّجُل : الدائرةُ التي في وسَط الشفة العُلْيا ، وقيل : السَّبَلة ما على الشارب من الشعر ، وقيل طَرَفه ، وقيل هي مُجْتَمَع الشاربَين ، وقيل هو ما على الذَّقَن إِلى طَرَف اللحية ، وقيل هو مُقَدَّم اللِّحية خاصة ، وقيل : هي اللحية كلها بأَسْرها ؛ عن ثعلب .
      وحكى اللحياني : إِنه لَذُو سَبَلاتٍ ، وهو من الواحد الذي فُرِّق فجُعل كل جزء منه سَبَلة ، ثم جُمِع على هذا كما ، قالوا للبعير ذو عَثَانِين كأَنهم جعلوا كل جزء منه عُثْنُوناً ، والجمع سِبَال .
      التهذيب : والسَّبَلة ما على الشَّفَة العُلْيا من الشعر يجمع الشاربَين وما بينهما ، والمرأَة إِذا كان لها هناك شعر قيل امرأَة سَبْلاءُ .
      الليث : يقال سَبَلٌ سابِلٌ كما يقال شِعْرٌ شاعِرٌ ، اشتقوا له اسماً فاعلاً .
      وفي الحديث : أَنه كان وافِرَ السَّبَلة ؛ قال أَبو منصور : يعني الشعرات التي تحت اللَّحْي الأَسفل ، والسَّبَلة عند العرب مُقَدَّم اللحية وما أَسْبَل منها على الصدر ؛ يقال للرجل إِذا كان كذلك : رجل أَسْبَلُ ومُسَبَّل إِذا كان طويل اللحية ، وقد سُبِّل تَسْبيلاً كأَنه أُعْطِيَ سَبَلة طويلة .
      ويقال : جاء فلان وقد نَشَر سَبَلِته إِذا جاءَ يَتَوَعَّد ؛ قال الشَّمَّاخ : وجاءت سُلَيْمٌ قَضُّها بقَضِيضِها ، تُنَشِّرُ حَوْلي بالبَقِيع سَبالَها ويقال للأَعداء : هم صُهْبُ السِّبال ؛ وقال : فظِلالُ السيوف شَيَّبْنَ رأْسي ، واعْتِناقي في القوم صُهْبَ السِّبال وقال أَبو زيد : السَّبَلة ما ظهر من مُقَدَّم اللحية بعد العارضَيْن ، والعُثْنُون ما بَطَن .
      الجوهري : السَّبَلة الشارب ، والجمع السِّبال ؛ قال ذو الرمة : وتَأْبَى السِّبالُ الصُّهْبُ والآنُفُ الحُمْرُ وفي حديث ذي الثُّدَيَّة : عليه شُعَيْراتٌ مثل سَبَالة السِّنَّوْر .
      وسَبَلَةُ البعير : نَحْرُه .
      وقيل : السَّبَلة ما سال من وَبَره في مَنْحره .
      التهذيب : والسَّبَلة المَنْحَرُ من البعير وهي التَّريبة وفيه ثُغْرة النَّحْر .
      يقال : وَجَأَ بشَفْرَته في سَبَلَتها أَي في مَنْحَرها .
      وإِنَّ بَعِيرَك لَحَسنُ السَّبَلة ؛ يريدون رِقَّة جِلْده .
      قال الأَزهري : وقد سمعت أَعرابيّاً يقول لَتَمَ ، بالتاء ، في سَبَلة بعيره إِذا نَحَرَه فَطَعَن في نحره كأَنها شَعَراتٌ تكون في المَنْحَر .
      ورجل سَبَلانيٌّ ومُسْبِلٌ ومُسْبَلٌ ومُسَبِّلٌ وأَسْبَلُ : طويل السَّبَلة .
      وعَيْن سَبْلاء : طويلة الهُدْب .
      ورِيحُ السَّبَل : داءٌ يُصِيب في العين .
      الجوهري : السَّبَل داءٌ في العين شِبْه غِشاوة كأَنها نَسْج العنكبوت بعروق حُمْر .
      ومَلأَ الكأْس إِلى أَسبالِها أَي حروفها كقولك إِلى أَصْبارِها .
      ومَلأَ الإِناءَ إِلى سَبَلته أَي إِلى رأْسه .
      وأَسْبالُ الدَّلْوِ : شِفاهُها ؛ قال باعث بن صُرَيم اليَشْكُري : إِذ أَرْسَلُوني مائحاً بدِلائِهِمْ ، فَمَلأْتُها عَلَقاً إِلى أَسْبالِها يقول : بَعَثُوني طالباً لتِراتِهم فأَكْثَرْت من القَتْل ، والعَلَقُ الدَّمُ .
      والمُسْبِل : الذَّكَرُ .
      وخُصْية سَبِلةٌ : طويلة .
      والمُسْبِل : الخامس من قِداح المَيْسِر ؛ قال اللحياني : هو السادس وهو المُصْفَح أَيضاً ، وفيه ستة فروض ، وله غُنْم ستة أَنْصِباء إِن فاز ، وعليه غُرْم ستة أَنْصباء إِن لم يَفُزْ ، وجمعه المَسابل .
      وبنو سَبَالة (* قوله « بنو سبالة » ضبط بالفتح في التكملة ، عن ابن دريد ، ومثله في القاموس ، قال شارحه : وضبطه الحافظ في التبصير بالكسر ): قبيلة .
      وإِسْبِيلٌ : موضع ، قيل هو اسم بلد ؛ قال خَلَف الأَحمر : لا أَرضَ إِلاَّ إِسْبِيل ، وكلُّ أَرْضٍ تَضْلِيل وقال النمر بن تولب : بإِسْبِيلَ أَلْقَتْ به أُمُّه على رأْس ذي حُبُكٍ أَيْهَما والسُّبَيْلة : موضع ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : قَبَحَ الإِلهُ ، ولا أُقَبِّح مُسْلِماً ، أَهْلَ السُّبَيْلة من بَني حِمَّانا وسَبْلَلٌ : موضع ؛ قال صَخْر الغَيِّ : وما انْ صَوْتُ نائحةٍ بلَيْلٍ بسَبْلَل لا تَنامُ مع الهُجود جَعَله اسماً للبُقْعة فَتَرك صَرْفه .
      ومُسْبِلٌ : من أَسماء ذي الحِجَّة عاديَّة .
      وسَبَل : اسم فرس قديمة .
      الجوهري : سَبَل اسم فرس نجيب في العرب ؛ قال الأَصمعي : هي أُمُّ أَعْوَج وكانت لِغَنيٍّ ، وأَعْوَجُ لبني آكل المُرَار ، ثم صار لبني هِلال بن عامر ؛ وقال : هو الجَوَادُ ابن الجَوَادِ ابنِ سَبَل
      ، قال ابن بري : الشعر لجَهْم بن شِبْل ؛ قال أَبو زياد الكلابي : وهو من بني كعب بن بكر وكان شاعراً لم يُسْمَع في الجاهلية والإِسلام من بني بكر أَشعرُ منه ؛ قال : وقد أَدركته يُرْعَد رأْسه وهو يقول : أَنا الجَوَادُ ابنُ الجَوَاد ابنِ سَبَل ، إِن دَيَّمُوا جادَ ، وإِنْ جادُوا وَبَل
      ، قال ابن بري : فثبت بهذا أَن سَبَل اسم رجل وليس باسم فرس كما ذكر الجوهري .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. سجد
    • " الساجد : المنتصب في لغة طيّء ، قال الأَزهري : ولا يحفظ لغير الليث .
      ابن سيده : سَجَدَ يَسْجُدُ سجوداً وضع جبهته بالأَرض ، وقوم سُجَّدٌ وسجود .
      وقوله عز وجل : وخروا له سجداً ؛ هذا سجود إِعظام لا سجود عبادة لأَن بني يعقوب لم يكونوا يسجدون لغير الله عز وجل .
      قال الزجاج : إِنه كان من سنة التعظيم في ذلك الوقت أَن يُسْجَد للمعظم ، قال وقيل : خروا له سجداً أَي خروا لله سجداً ؛ قال الأَزهري : هذا قول الحسن والأَشبه بظاهر الكتاب أَنهم سجدوا ليوسف ، دل عليه رؤْياه الأُولى التي رآها حين ، قال : إِني رأَيت أَحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأَيتهم لي ساجدين ؛ فظاهر التلاوة أَنهم سجدوا ليوسف تعظيماً له من غير أَن أَشركوا بالله شيئاً ، وكأَنهم لم يكونوا نهوا عن السجود لغير الله عز وجل ، فلا يجوز لأَحد أَن يسجد لغير الله ؛ وفيه وجه آخر لأَهل العربية : وهو أَن يجعل اللام في قوله : وخروا له سجداً ، وفي قوله : رأَيتهم لي ساجدين ، لام من أَجل ؛ المعنى : وخروا من أَجله سجداً لله شكراً لما أَنعم الله عليهم حيث جمع شملهم وتاب عليهم وغفر ذنبهم وأَعز جانبهم ووسع بيوسف ، عليه السلام ؛ وهذا كقولك فعلت ذلك لعيون الناس أَي من أَجل عيونهم ؛ وقال العجاج : تَسْمَعُ لِلجَرْعِ ، إِذا استُحِيرا ، للماء في أَجوافها ، خَريرَا أَراد تسمع للماء في أَجوافها خريراً من أَجل الجرع .
      وقوله تعالى : وإِذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ؛ قال أَبو إِسحق : السجود عبادة لله لا عبادة لآدم لأَن الله ، عز وجل ، إِنما خلق ما يعقل لعبادته .
      والمسجَد والمسجِد : الذي يسجد فيه ، وفي الصحاح : واحد المساجد .
      وقال الزجاج : كل موضع يتعبد فيه فهو مسجَِد ، أَلا ترى أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : جعلت لي الأَرض مسجداً وطهوراً .
      وقوله عز وجل : ومن أَظلم ممن منع مساجد الله ؛ المعنى على هذا المذهب أَنه من أَظلم ممن خالف ملة الإِسلام ؟، قال : وقد كان حكمه أَن لا يجيء على مَفْعِل ولكنه أَحد الحروف التي شذت فجاءَت على مَفْعِل .
      قال سيبويه : وأَما المسجد فإِنهم جعلوه اسماً للبيت ولم يأْت على فَعَلَ يَفْعُلُ كما ، قال في المُدُقِّ إِنه اسم للجلمود ، يعني أَنه ليس على الفعل ، ولو كان على الفعل لقيل مِدَقٌّ لأَنه آلة ، والآلات تجيء على مِفْعَلٍ كمِخْرَزٍ ومِكنَسٍ ومِكسَحٍ .
      ابن الأَعرابي : مسجَد ، بفتح الجيم ، محراب البيوت ؛ ومصلى الجماعات مسجِد ، بكسر الجيم ، والمساجد جمعها ، والمساجد أَيضاً : الآراب التي يسجد عليها والآراب السبعة مساجد .
      ويقال : سَجَدَ سَجْدَةً وما أَحسن سِجْدَتَه أَي هيئة سجوده .
      الجوهري :، قال الفراء كل ما كان على فَعَلَ يَفْعُل مثل دخل يدخل فالمفعل منه بالفتح ، اسماً كان أَو مصدراً ، ولا يقع فيه الفرق مثل دخل مَدْخَلاً وهذا مَدْخَلُه ، إِلا أَحرفاً من الأَسماء أَلزموها كسر العين ، من ذلك المسجِد والمطلِع والمغرب والمشرق والمَسْقِط والمَفْرِق والمَجْزِر والمَسْكِن والمَرْفِق مِن رَفَقَ يَرْفُقُ والمَنْبِت والمَنْسِك من نَسَك ينَّسُك ، فجعلوا الكسر علامة الاسم ، وربما فتحه بعض العرب في الاسم ، فقد روي مسكَن ومسكِن وسمع المسجِد والمسجَد والمطلِع والمطلَع ، قال : والفتح في كله جائز وإِن لم نسمعه .
      قال : وما كان من باب فَعَل يفعِل مثل جلس يجلِسُ فالموضع بالكسر والمصدر بالفتح للفرق بينهما ، تقول : نزل منزَلاً بفتح الزاي ، تريد نزل نزولاً ، وهذا منزِله ، فتكسر ، لأَنك تعني الدار ؛ قال : وهو مذهب تفرد به هذا الباب من بين أَخواته ، وذلك أَن المواضع والمصادر في غير هذا الباب ترد كلها إِلى فتح العين ولا يقع فيها الفرق ، ولم يكسر شيء فيما سوى المذكور إِلا الأَحرف التي ذكرناها .
      والمسجدان : مسجد مكة ومسجد المدينة ، شرفهما الله عز وجل ؛ وقال الكميت يمدح بني أُمية : لكم مَسْجِدَا الله المَزُورانِ ، والحَصَى لكم قِبْصُه من بين أَثرَى وأَقتَرا القِبْصُ : العدد .
      وقوله : من بين أَثرى وأَقترا يريد من بين رجل أَثرى ورجل أَقتر أَي لكم العدد الكثير من جميع الناس ، المُثْري منهم والمُقْتِر .
      والمِسْجَدَةُ والسَّجَّادَةُ : الخُمْرَةُ المسجود عليها .
      والسَّجَّادةُ : أَثر السجود في الوجه أَيضاً .
      والمَسْجَدُ ، بالفتح : جبهة الرجل حيث يصيبه نَدَبُ السجود .
      وقوله تعالى : وإِن المساجد لله ؛ قيل : هي مواضع السجود من الإِنسان : الجبهة والأَنف واليدان والركبتان والرجلان .
      وقال الليث في قوله : وإِن المساجد لله ، قال : السجود مواضعه من الجسد والأَرض مساجد ، واحدها مسجَد ، قال : والمسجِد اسم جامع حيث سجد عليه ، وفيه حديث لا يسجد بعد أَن يكون اتخذ لذلك ، فأَما المسجد من الأَرض فموضع السجود نفسه ؛ وقيل في قوله : وإِن المساجد لله ، أَراد أَن السجود لله ، وهو جمع مسجد كقولك ضربت في الأَرض .
      أَبو بكر : سجد إِذا انحنى وتطامن إِلى الأَرض .
      وأَسجَدَ الرجلُ : طأْطأَ رأْسه وانحنى ، وكذلك البعير ؛ قال الأَسدي أَنشده أَبو عبيد : وقلنَ له أَسجِدْ لِلَيْلى فأَسجَدَا يعني بعيرها أَنه طأْطأَ رأْسه لتركبه ؛ وقال حميد بن ثور يصف نساء : فُضولَ أَزِمَّتِها أَسجَدَتْ سجودَ النصارى لأَرْبابِها يقول : لما ارتحلن ولوين فضول أَزمَّة جمالهن على معاصمهن أَسْجدت لهن ؛ قال ابن بري صواب إِنشاده : فلما لَوَيْنَ على مِعْصَمٍ ، وكَفٍّ خضيبٍ وأَسوارِها ، فُضولَ أَزِمَّتِها ، أَسْجدت سجودَ النصارى لأَحْبارِها وسجدَت وأَسجدَتْ إِذا خفضت رأْسها لتُرْكَبَ .
      وفي الحديث : كان كسرى يسجد للطالع أَي يتطامن وينحني ؛ والطالِعُ : هو السهم الذي يجاوز الهَدَفَ من أَعلاه ، وكانوا يعدونه كالمُقَرْطِسِ ، والذي يقع عن يمينه وشماله يقال له عاصِدٌ ؛ والمعنى : أَنه كان يسلم لراميه ويستسلم ؛ وقال الأَزهري : معناه أَنه كان يخفض رأْسه إِذا شخص سهمه ، وارتفع عن الرَّمِيَّة ليتَقَوَّم السهم فيصيب الدارَةَ .
      والإِسجادُ : فُتورُ الطرفِ .
      وعين ساجدة إِذا كانت فاترة .
      والإِسجادُ : إِدامة النظر مع سكون ؛ وفي الصحاح : إِدامة النظر وإِمراضُ الأَجفان ؛ قال كثير : أَغَرَّكِ مِنِّي أَنَّ دَلَّكِ ، عندنا ، وإِسجادَ عيْنَيكِ الصَّيودَيْنِ ، رابحُ ابن الأَعرابي : الإِسجاد ، بكسر الهمزة ، اليهودُ ؛

      وأَنشد الأَسود : وافى بها كدراهم الإِسجاد (* قوله « وافى بها إلخ » صدره كما في القاموس : من خمر ذي نطق أغن منطق ).
      أَبو عبيدة : يقال اعطونا الإِسجاد أَي الجزية ، وروي بيت الأَسود بالفتح كدراهم الأَسجاد .
      قال ابن الأَنباري : دراهم الأَسجاد هي دراهم ضربها الأَكاسرة وكان عليها صُوَرٌ ، وقيل : كان عليها صورة كسرى فمن أَبصرها سجد لها أَي طأْطأَ رأْسه لها وأَظهر الخضوع .
      قاله في تفسير شعر الأَسود بن يعفر رواية المفضل مرقوم فيه علامة أَي (* قوله « علامة أي » في نسخة الأصل التي بأيدينا بعد أي حروف لا يمكن أَن يهتدي اليها أحد ).. ‏ .
      ‏ .
      ونخلة ساجدة إِذا أَمالها حملها .
      وسجدت النخلة إِذا مالت .
      ونخل سواجد : مائلة ؛ عن أَبي حنيفة ؛

      وأَنشد للبيد : بين الصَّفا وخَلِيج العينِ ساكنةٌ غُلْبٌ سواجدُ ، لم يدخل بها الخَصَر ؟

      ‏ قال : وزعم ابن الأَعرابي أَن السواجد هنا المتأَصلة الثابتة ؛ قال وأَنشد في وصف بعير سانية : لولا الزِّمامُ اقتَحَم الأَجارِدا بالغَرْبِ ، أَوْ دَقَّ النَّعامَ الساجد ؟

      ‏ قال ابن سيده : كذا حكاه أَبو حنيفة لم أُغير من حكايته شيئاً .
      وسجد : خضع ؛ قال الشاعر : ترى الأُكْمَ فيها سُجَّداً للحوافِرِ ومنه سجود الصلاة ، وهو وضع الجبهة على الأَرض ولا خضوع أَعظم منه .
      والاسم السجدة ، بالكسر ، وسورة السجدة ، بالفتح .
      وكل من ذل وخضع لما أُمر به ، فقد سجد ؛ ومنه قوله تعالى : تتفيأُ ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله وهم داخرون أَي خضعاً متسخرة لما سخرت له .
      وقال الفراء في قوله تعالى : والنجم والشجر يسجدان ؛ معناه يستقبلان الشمس ويميلان معها حتى ينكسر الفيء .
      ويكون السجود على جهة الخضوع والتواضع كقوله عز وجل : أَلم ترَ أَن الله يسجد له من في السموات ( الآية ) ويكون السجود بمعنى التحية ؛

      وأَنشد : مَلِكٌ تَدِينُ له الملوكُ وتَسْجُد ؟

      ‏ قال ومن ، قال في قوله عز وجل : وخروا له سجداً ، سجود تحية لا عبادة ؛ وقال الأَخفش : معنى الخرور في هذه الآية المرور لا السقوط والوقوع .
      ابن عباس وقوله ، عز وجل : وادخلوا الباب سجداً ، قال : باب ضيق ، وقال : سجداً ركعاً ، وسجود الموات محمله في القرآن طاعته لما سخر له ؛ ومنه قوله تعالى : أَلم تر أَن الله يسجد له من في السموات ومن في الأَرض ، إِلى قوله : وكثير حق عليه العذاب ؛ وليس سجود الموات لله بأَعجب من هبوط الحجارة من خشية الله ، وعلينا التسليم لله والإِيمان بما أَنزل من غير تطلب كيفية ذلك السجود وفقهه ، لأَن الله ، عز وجل ، لم يفقهناه ، ونحو ذلك تسبيح الموات من الجبال وغيرها من الطيور والدواب يلزمنا الإِيمان به والاعتراف بقصور أَفهامنا عن فهمه ، كما ، قال الله عز وجل : وإِن من شيء إِلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم .
      "

    المعجم: لسان العرب



  10. سبع
    • " السَّبْعُ والسبْعةُ من العدد : معروف ، سَبْع نِسوة وسبْعة رجال ، والسبعون معروف ، وهو العِقْد الذي بين الستين والثمانين .
      وفي الحديث : أُوتِيتُ السبع المَثاني ، وفي رواية : سبعاً من المثاني ، قيل : هي الفاتحة لأَنها سبع آيات ، وقيل : السُّوَرُ الطِّوالُ من البقرة إِلى التوبة على أَن تُحْسَبَ التوبةُ والأَنفالُ سورةً واحدة ، ولهذا لم يفصل بينهما في المصحف بالبسملة ، ومن في قوله « من المثاني » لتبيين الجنس ، ويجوز أَن تكون للتبعيض أَي سبع آيات أَو سبع سور من جملة ما يثنى به على الله من الآيات .
      وفي الحديث : إِنه لَيُغانُ على قلبي حتى أَستغفر الله في اليوم سبعين مرة ، وقد تكرر ذكر السبعة والسبع والسبعين والسبعمائة في القرآن وفي الحديث والعرب تضعها موضع التضعيف والتكثير كقوله تعالى : كمثل حبة أَنبتت سبع سنابل ، وكقوله تعالى : إِن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ، وكقوله : الحسنة بعشر أَمثالها إِلى سبعمائة .
      والسُّبُوعُ والأُسْبُوعُ من الأَيام : تمام سبعة أَيام .
      قال الليث : الأَيام التي يدور عليها الزمان في كل سبعة منها جمعة تسمى الأُسْبُوع ويجمع أَسابِيعَ ، ومن العرب من يقول سُبُوعٌ في الأَيام والطواف ، بلا أَلف ، مأْخوذة من عدد السَّبْع ، والكلام الفصيح الأُسْبُوعُ .
      وفي الحديث : أَنه ، صلى الله عليه وسلم ، قال : للبِكر سَبْع وللثَّيِّب ثلاث يجب على الزوج أَن يَعْدِلَ بين نسائِه في القَسْمِ فيقيم عند كل واحدة مثل ما يقيم عند الأُخرى ، فإِن تزوج عليهن بكراً أَقام عندها سبعة أَيام ولا يحسبها عليه نساؤه في القسم ، وإِن تزوج ثيِّباً أَقام عندها ثلاثاً غير محسوبة في القسم .
      وقد سَبَّعَ الرجل عند امرأَته إِذا أَقام عندها سبع ليال .
      ومنه الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال لأُم سلمة حين تزوجها ، وكانت ثيِّباً : إِن شِئْتِ سَبَّعْتُ عِنْدَكِ ثم سَبَّعْتُ عند سائر نسائي ، وإِن شِئْتِ ثَلَّثْتُ ثم درت لا أَحتسب بالثلاث عليك ؛ اشتقوا فَعَّلَ من الواحد إِلى العشرة ، فمعنى سَبَّعَ أَقام عندها سبعاً ، وثَلَّثَ أَقام عندها ثلاثاً ، وكذلك من الواحد إِلى العشرة في كل قول وفعل .
      وفي حديث سلمة بن جُنادة : إِذا كان يوم سُبُوعه ، يريد يوم أُسْبوعه من العُرْس أَي بعد سبعة أَيام .
      وطُفْتُ بالبيت أُسْبُوعاً أَي سبع مرات وثلاثة أَسابيعَ .
      وفي الحديث : أَنه طاف بالبيت أُسبوعاً أَي سبع مرات ؛ قال الليث : الأُسْبوعُ من الطواف ونحوه سبعة أَطواف ، ويجمع على أُسْبوعاتٍ ، ويقال : أَقمت عنده سُبْعَيْنِ أَي جُمْعَتَينِ وأُسْبوعَين .
      وسَبَعَ القومَ يَسْبَعُهم ، بالفتح ، سَبْعاً : صار سابعهم .
      واسْتَبَعُوا : صاروا سَبْعةً .
      وهذا سَبِيعُ هذا أَي سابِعُه .
      وأَسْبَعَ الشيءَ وسَبَّعَه : صَيَّره سبعة .
      وقوله في الحديث : سَبَّعَتْ سُلَيم يوم الفتح أَي كمَلَت سبعمائة رجل ؛ وقول أَبي ذؤيب : لَنَعْتُ التي قامَتْ تُسَبِّعُ سُؤْرَها ، وقالَتْ : حَرامٌ أَنْ يُرَحَّلَ جارها يقول : إِنَّكَ واعتذارَك بأَنك لا تحبها بمنزلة امرأَة قَتَلَتْ قتيلاً وضَمَّتْ سِلاحَه وتحَرَّجَت من ترحيل جارها ، وظلت تَغْسِلُ إِناءَها من سُؤر كلبها سَبْعَ مرّات .
      وقولهم : أَخذت منه مائة درهم وزناً وزن سبعة ؛ المعنى فيه أَن كل عشرة منها تَزِنُ سبعة مَثاقِيلَ لأَنهم جعلوها عشرة دراهم ، ولذلك نصب وزناً .
      وسُبعَ المولود : حُلِقَ رأْسُه وذُبِحَ عنه لسبعة أَيام .
      وأَسْبَعَتِ المرأَةُ ، وهي مُسْبِعٌ ، وسَبَّعَتْ : ولَدَتْ لسبعة أَشهر ، والوَلدُ مُسْبَعٌ .
      وسَبَّعَ الله لك رزَقَك سبعة أَولاد ، وهو على الدعاء .
      وسَبَّعَ الله لك أَيضاً : ضَعَّفَ لك ما صنعت سبعة أَضعاف ؛ ومنه قول الأَعرابي لرجل أَعطاه درهماً : سَبَّعَ الله لك الأَجر ؛ أَراد التضعيف .
      وفي نوادر الأَعراب : سَبَّعَ الله لفلان تَسْبِيعاً وتَبَّع له تَتْبيعاً أَي تابع له الشيء بعد الشيء ، وهو دعوة تكون في الخير والشر ، والعرب تضع التسبيع موضع التضعيف وإِن جاوز السبع ، والأَصل قول الله عز وجل : كمثل حبة أَنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة .
      ثم ، قال النبي ، صلى الله عليه وسلم : الحسنة بعشر إِلى سبعمائة .
      قال الأَزهري : وأَرى قول الله عز وجل لنبيه ، صلى الله عليه وسلم : إِن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ، من باب التكثير والتضعيف لا من باب حصر العدد ، ولم يرد الله عز وجل أَنه ، عليه السلام ، إِن زاد على السبعين غفر لهم ، ولكن المعنى إِن استكثرت من الدعاء والاستغفار للمنافقين لم يغفر الله لهم .
      وسَبَّعَ فلان القرآن إِذا وَظَّفَ عليه قراءته في سبع ليال .
      وسَبَّعَ الإِناءَ : غسله سبع مرات .
      وسَبَّعَ الشيءَ تسْبيعاً : جعله سبعة ، فإِذا أَردت أَن صيرته سبعين قلت : كملته سبعين .
      قال : ولا يجوز ما ، قاله بعض المولدين سَبَّعْتُه ، ولا قولهم سَبْعَنْتُ دَراهِمي أَي كَمَّلْتُها سَبْعِين .
      وقولهم : هو سُباعِيُّ البَدَن أَي تامُّ البدن .
      والسُّباعيُّ من الجمال : العظيم الطويل ، قال : والرباعي مثله على طوله ، وناقة سُباعِيَّةٌ ورُباعِيَّةٌ .
      وثوب سُباعيّ إِذا كان طوله سبعَ أَذْرُع أَو سَبْعةَ أَشبار لأَن ال شبر مذكر والذراع مؤنثة .
      والمُسْبَعُ : الذي له سبعة آباءٍ في العُبُودة أَو في اللؤم ، وقيل : المسبع الذي ينسب إِلى أَربع أُمهات كلهن أَمَة ، وقال بعضهم : إِلى سبع أُمهات .
      وسَبَع الحبلَ يَسْبَعُه سَبْعاً : جعله على سبع قُوًى .
      وبَعِيرٌ مُسْبَعٌ إِذا زادت في مُلَيْحائِه سَبْع مَحالات .
      والمُسَبَّعُ من العَرُوض : ما بنى على سبعة أَجزاء .
      والسِّبْعُ : الوِرْدُ لسِتِّ ليال وسبعة أَيام ، وهو ظِمْءٌ من أَظْماء الإِبل ، والإِبل سَوابِعُ والقوم مُسْبِعُون ، وكذلك في سائر الأَظْماءِ ؛ قال الأَزهري : وفي أَظْماء الإِبل السِّبْعُ ، وذلك إِذا أَقامت في مَراعِيها خمسة أَيام كَوامِلَ ووردت اليوم السادس ولا يحسَب يوم الصّدَر .
      وأَسْبَعَ الرجل : وَرَدَت إِبله سبْعاً .
      والسَّبِيعُ : بمعنى السُّبُع كالثَّمين بمعنى الثُّمُن ؛ وقال شمر : لم أَسمع سَبِيعاً لغير أَبي زيد .
      والسبع ، بالضم : جزء من سبعة ، والجمع أَسْباع .
      وسَبَعَ القومَ يَسْبَعُهم سَبْعاً : أَخذ سُبُعَ أَموالِهم ؛ وأَما قول الفرزدق : وكيفَ أَخافُ الناسَ ، واللهُ قابِضٌ على الناسِ والسَّبْعَيْنِ في راحةِ اليَدِ ؟ فإِنه أَراد بالسَّبْعَينِ سبْعَ سمواتٍ وسبعَ أَرَضِين .
      والسَّبُعُ : يقع على ما له ناب من السِّباعِ ويَعْدُو على الناس والدوابّ فيفترسها مثل الأَسد والذِّئْب والنَّمِر والفَهْد وما أَشبهها ؛ والثعلبُ ، وإِن كان له ناب ، فإِنه ليس بسبع لأَنه لا يعدو على صِغار المواشي ولا يُنَيِّبُ في شيء من الحيوان ، وكذلك الضَّبُع لا تُعَدُّ من السباع العادِيةِ ، ولذلك وردت السُّنة بإِباحة لحمها ، وبأَنها تُجْزَى إِذا أُصِيبت في الحرم أَو أَصابها المحرم ، وأَما الوَعْوَعُ وهو ابن آوى فهو سبع خبيث ولحمه حرام لأَنه من جنس الذِّئابِ إِلاَّ أَنه أَصغر جِرْماً وأَضْعَفُ بدَناً ؛ هذا قول الأَزهري ، وقال غيره : السبع من البهائم العادية ما كان ذا مِخلب ، والجمع أَسْبُعٌ وسِباعٌ .
      قال سيبويه : لم يكسَّر على غير سِباعٍ ؛ وأَما قولهم في جمعه سُبُوعٌ فمشعر أَن السَّبْعَ لغة في السَّبُع ، ليس بتخفيف كما ذهب إِليه أَهل اللغة لأَن التخفيف لا يوجب حكماً عند النحويين ، على أَن تخفيفه لا يمتنع ؛ وقد جاء كثيراً في أَشعارهم مثل قوله : أَمِ السَّبْع فاسْتَنْجُوا ، وأَينَ نَجاؤُكم ؟ فهذا ورَبِّ الرّاقِصاتِ المُزَعْفَرُ وأَنشد ثعلب : لِسانُ الفَتى سَبْعٌ ، عليه شَذاتُه ، فإِنْ لم يَزَعْ مِن غَرْبِه ، فهو آكِلُهْ وفي الحديث : أَنه نهى عن أَكل كل ذي ناب من السباع ؛ قال : هو ما يفترس الحيوان ويأْكله قهراً وقَسْراً كالأَسد والنَّمِر والذِّئب ونحوها .
      وفي ترجمة عقب : وسِباعُ الطير التي تَصِيدُ .
      والسَّبْعةُ : اللَّبُوءَةُ .
      ومن أَمثال العرب السائرة : أَخَذه أَخْذ سَبْعةٍ ، إِنما أَصله سَبُعةٌ فخفف .
      واللَّبُوءَةُ أَنْزَقُ من الأَسد ، فلذلك لم يقولوا أَخْذَ سَبُعٍ ، وقيل : هو رجل اسمه سبْعة بن عوف بن ثعلبة بن سلامانَ بن ثُعَل بن عمرو بن الغَوْث بن طيء بن أُدَد ، وكان رجلاً شديداً ، فعلى هذا لا يُجْرَى للمعرفة والتأْنيث ، فأَخذه بعض ملوك العرب فَنَكَّلَ به وجاء المثل بالتخفيف لما يؤثرونه من الخفة .
      وأَسْبَعَ الرجلَ : أَطْعَمه السَّبُعَ ، والمُسْبِعُ : الذي أَغارت السِّباعُ على غنمه فهو يَصِيحُ بالسِّباعِ والكِلابِ ؛

      قال : قد أَسْبَعَ الرّاعي وضَوْضَا أَكْلُبُه وأَسْبَعَ القومُ : وقَع السَّبُع في غنمهم .
      وسَبَعت الذّئابُ الغنَم : فَرَسَتْها فأَكلتها .
      وأَرض مَسْبَعةٌ : ذات سِباع ؛ قال لبيد : إِليك جاوَزْنا بلاداً مَسْبَعَهْ ومَسْبَعةٌ : كثيرة السباع ؛ قال سيبويه : باب مَسْبَعةٍ ومَذْأَبةٍ ونظيرِهما مما جاء على مَفْعَلةٍ لازماً له الهاء وليس في كل شيء يقال إِلا أَن تقيس شيئاً وتعلم مع ذلك أَن العرب لم تَكَلَّمْ به ، وليس له نظير من بنات الأَربعة عندهم ، وإِنما خصوا به بناتِ الثلاثة لخفتها مع أَنهم يستغنون بقولهم كثيرة الذئاب ونحوها .
      وقال ابن المظفر في قولهم لأَعْمَلَنّ بفلان عملَ سَبْعَةٍ : أَرادوا المبالغة وبلوغَ الغاية ، وقال بعضهم : أَرادوا عمل سبعة رجال .
      وسُبِعَتِ الوَحْشِيَّةُ ، فهي مَسْبُوعةٌ إِذا أَكَل السبُعُ ولدها ، والمَسْبُوعةُ : البقرة التي أَكَل السبعُ ولدَها .
      وفي الحديث : أَن ذئباً اختطف شاة من الغنم أَيام مَبْعَثِ رسولِ الله ، صلى الله عليه وسلم ، فانتزعها الراعي منه ، فقال الذئب : من لها يوم السبْع ؟، قال ابن الأَعرابي : السبع ، بسكون الباء ، الموضعُ الذي يكونُ إِليه المَحْشَرُ يومَ القيامة ، أَراد من لها يوم القيامة ؛ وقيل : السبْعُ الذَّعْرُ ، سَبَعْتُ فلاناً إِذا ذَعَرْتَه ، وسَبَعَ الذِّئْبُ الغنم إِذا فرسها ، أَي من لها يومَ الفَزَع ؛ وقيل : هذا التأْويل يَفْسُد بقول الذئب في تمام الحديث : يومَ لا راعِيَ لها غيري ، والذئب لا يكون لها راعياً يوم القيامة ، وقيل : إِنه أَراد من لها عند الفتن حين يتركها الناس هملاً لا راعي لها نُهْبَة للذِّئاب والسِّباع ، فجعل السبُع لها راعياً إِذ هو منفرد بها ، ويكون حينئذ بضم الباء ، وهذا إِنذار بما يكون من الشدائد والفتن التي يُهْمِلُ الناس فيها مواشيهم فتستمكن منها السباع بلا مانع .
      وروي عن أَبي عبيدة : يومُ السبْعِ عِيدٌ كان لهم في الجاهلية يشتغلون بعيدهم ولَهْوِهِم ، وليس بالسبُع الذي يفترس الناس ، وهذا الحرف أَملاه أَبو عامر العبدري الحافظ بضم الباء ، وكان من العلم والإِتقان بمكان ، وفي الحديث نهَى عن جُلودِ السِّباعِ ؛ السباعُ : تَقَعُ على الأَسد والذئاب والنُّمُور ، وكان مالك يكره الصلاة في جُلودِ السِّباعِ ، وإِن دُبِغَتْ ، ويمنع من بيعها ، واحتج بالحديث جماعة وقالوا : إِن الدِّباغَ لا يؤثِّر فيما لا يؤكل لحمه ، وذهب جماعة إِلى أَن النهي تناولها قبل الدباغ ، فأَما إِذا دُبِغَتْ فقد طهُرت ؛ وأَما مذهب الشافعي فإِن الذَّبْحَ يطهر جُلود (* قوله « فان الذبح يطهر إلخ » هكذا في الأصل والنهاية ، والصحيح المشهور من مذهب الشافعي : ان الذبح لا يطهر جلد غير المأكول .) الحيوان المأْكول وغير المأْكول إِلا الكلب والخنزير وما تَوَلَّدَ منهما ، والدِّباغُ يُطَهِّرُ كل جلد ميتة غيرهما ؛ وفي الشعور والأَوبار خلاف هل تَطْهُر بالدباغ أَم لا ، إِنما نهى عن جلود السباع مطلقاً أَو عن جلد النَّمِر خاصّاً لأَنه ورد في أَحاديث أَنه من شِعار أَهل السَّرَفِ والخُيَلاءِ .
      وأَسبع عبده أَي أَهمله .
      والمُسْبَعُ : المُهْمَلُ الذي لم يُكَفَّ عن جُرْأَتِه فبقي عليها .
      وعبدٌ مُسْبَعٌ : مُهْمَلٌ جَريءٌ ترك حتى صار كالسبُع ؛ قال أَبو ذؤيب يصف حمار الوحش : صَخِبُ الشَّوارِبِ لا يَزالُ كأَنَّه عَبدٌ ، لآلِ أَبي رَبِيعةَ ، مُسْبَعُ الشَّوارِبُ : مجارِي الحَلْق ، والأَصل فيه مَجاري الماء ، وأَراد أَنه كثير النُّهاقِ ، هذه رواية الأَصمعي ، وقال أَبو سعيد الضرير : مُسْبِع ، بكسر الباء ، وزعم أَن معناه أَنه وقع السباع في ماشيته ، قال : فشبه الحمار وهو يَنْهَقُ بعبد قد صادفَ في غنمه سَبُعاً فهو يُهَجْهِجُ به ليزجره عنها ،
      ، قال : وأَبو ربيعة في بني سعد بن بكر وفي غيرهم ولكن جيران أَبي ذؤيب بنو سعد بن بكر وهم أَصحاب غنم ، وخص آل ربيعة لأَنهم أَسوأُ الناسِ مَلَكةً .
      وفي حديث ابن عباس وسئل عن مسأَلة فقال : إِحْدى من سَبْع أَي اشتدّت فيها الفتيا وعَظُم أَمرها ، يجوز أَن يكون شِبهها بإِحدى الليالي السبع التي أَرسل الله فيها العذاب على عاد فَضَرَبَها لها مثلاً في الشدة لإِشكالها ، وقيل : أَراد سبع سِنِي يوسف الصدِّيق ، عليه السلام ، في الشدة .
      قال شمر : وخلق الله سبحانه وتعالى السموات سبعاً والأَرضين سبعاً والأَيام سبعاً .
      وأَسْبَعَ ابنه أَي دفعه إِلى الظُّؤُورةِ .
      المُسْبَع : الدَّعِيُّ .
      والمُسْبَعُ : المَدْفُوعُ إِلى الظُّؤُورةِ ؛ قال العجاج : إِنَّ تَمِيماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا ، ولم تَلِدْه أُمُّهُ مُقَنَّعا وقال الأَزهري : ويقال أَيضاً المُسْبَعُ التابِعةُ (* قوله « المسبع التابعة » كذا بالأصل ولعله ذو التابعة اي الجنية .)، ويقال : الذي يُولَدُ لسبعة أَشهر فلم يُنْضِجْه الرَّحِمُ ولم تَتِمّ شُهورُه ، وأَنشد بيت العجاج .
      قال النضر : ويقال رُبَّ غلام رأَيتُه يُراضَعُ ، قال : والمُراضَعةُ أَنْ يَرْضَعَ أُمَّه وفي بطنها ولد .
      وسَبَعَه يَِْبَعُه سَبْعاً : طعن عليه وعابه وشتَمه ووقع فيه بالقول القبيح .
      وسَبَعَه أَيضاً : عَضَّه بسنه .
      والسِّباعُ : الفَخْرُ بكثرة الجِماع .
      وفي الحديث : أَنه نهَى عن السِّباعِ ؛ قال ابن الأَعرابي : السِّباعُ الفَخار كأَنه نهى عن المُفاخَرة بالرَّفَثِ وكثرة الجماع والإِعْرابِ بما يُكَنّى به عنه من أَمر النساء ، وقيل : هو أَن يَتَسابَّ الرجلان فيرمي كل واحد صاحبه بما يسوؤه من سَبَعَه أَي انتقصه وعابه ، وقيل : السِّباعُ الجماع نفسُه .
      وفي الحديث : أَنه صَبَّ على رأْسه الماء من سِباعٍ كان منه في رمضان ؛ هذه عن ثعلب عن ابن الأَعرابي .
      وبنو سَبِيعٍ : قبيلة .
      والسِّباعُ ووادي السِّباعِ : موضعان ؛ أَنشد الأَخفش : أَطْلال دارٍ بالسِّباعِ فَحَمَّةِ سأَلْتُ ، فلمَّا اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ وقال سُحَيْم بن وَثِيلٍ الرِّياحِي : مَرَرْتُ على وادِي السِّباعِ ، ولا أَرَى ، كَوادِي السِّباعِ حينَ يُظْلِمُ ، وادِيا والسَّبُعانُ : موضع معروف في ديار قيس ؛ قال ابن مقبل : أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ ، أَمَلَّ عليها بالبِلى المَلَوانِ ولا يعرف في كلامهم اسم على فَعُلان غيره ، والسُّبَيْعان : جبلان ؛ قال الراعي : كأَني بِصَحْراءِ السُّبَيْعَينِ لم أَكُنْ ، بأَمْثالِ هِنْدٍ ، قَبْلَ هِنْدٍ ، مُفَجَّعا وسُبَيْعٌ وسِباعٌ : اسمان ؛ وقول الراجز : يا لَيْتَ أَنِّي وسُبَيْعاً في الغَنَمْ ، والجرْحُ مِني فَوْقَ حَرّار أَحَمّْ هو اسم رجل مصغر .
      والسَّبِيعُ : بطن من هَمْدانَ رَهْطُ أَبي إِسحق السَّبِيعي .
      وفي الحديث ذكر السَّبِيعِ ، هو بفتح السين وكسر الباء مَحِلّة من مَحالِّ الكوفة منسوبة إِلى القبيلة ، وهم بني سَبِيعٍ من هَمْدانَ .
      وأُمُّ الأَسْبُعِ : امرأَة .
      وسُبَيْعةُ بن غَزالٍ : رجل من العرب له حديث .
      ووزْن سَبْعةٍ : لقب .
      "

    المعجم: لسان العرب

  11. سبق
    • " السَّبْق : القُدْمةُ في الجَرْي وفي كل شيء ؛ تقول : له في كل أمر سُبْقةٌ وسابِقةٌ وسَبْقٌ ، والجمع الأَسْباق والسَّوابِقُ .
      والسَّبْقُ : مصدر سَبَقَ .
      وقد سَبَقَه يَسْبُقُه ويَسْبِقُه سَبْقاً : تقدَّمه .
      وفي الحديث : أنا سابِقُ العرب ، يعني إلى الإسلام ، وصُهَيْبٌ سابقُ الرُّوم ، وبِلالٌ سابقُ الحبَشة ، وسلْمانُ سابقُ الفُرْس ؛ وسابَقْتُه فسَبَقْتُه .
      واسْتَبَقْنا في العَدْوِ أي تَسابَقْنا .
      وقوله تعالى : ثم أوْرَثْنا الكتابَ الذين اصطَفَيْنا مِنْ عبادِنا فمنهم ظالم لِنَفْسِه ومنهم مُقْتصد ومنهم سابِقٌ بالخيرات بإذن الله ؛ رُوِيَ فيه عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أن ؟

      ‏ قال : سابِقُنا سابِقٌ ، ومقْتصِدُنا ناجٍ ، وظالِمُنا مغفورٌ له ، فدلَّك ذلك على أن المؤمنين مغفور لمقْتَصدهم وللظالم لنفسه منهم .
      ويقال : له سابِقةٌ في هذا الأَمر إذا سَبَق الناسَ إليه .
      وقوله تعالى : سَبْقاً ؛ قال الزجاج : هي الخيل ، وقيل السابقات أرواح المؤمنين تخرج بسهولة ، وقيل : السابقات النجوم ، وقيل : الملائكة تَسْبِق الشياطين بالوحي إلى الأَنبياء ، عليهم الصلاة والسلام ، وفي التهذيب : تَسْبِق الجنَّ باستماع الوحي .
      ولا يَسْبِقونه بالقول : لا يقولون بغير علم حتى يُعَلِّمهم ؛ وسابَقَه مُسابَقَةً وسِباقاً .
      وسِبْقك : الذي يُسابِقُك ، وهم سِبْقي وأسْباقي .
      التهذيب : العرب تقول للذي يَسْبِقُ من الخيل سابِقٌ وسَبُوق ، وإذا كان يُسْبَق فهو مُسَبَّق ؛ قال الفرزدق : من المُحْرِزينَ المَجْدَ يومَ رِهانِه ، سَبُوقٌ إلى الغاياتِ غير مُسَبَّق وسَبَقَت الخيلُ وسابَقْتُ بينها إذا أرسلتها وعليها فُرْسانُها لتنظر أيّها يَسْبِق .
      والسُّبَّق من النخل : المبَكِّرة بالحمل .
      والسَّبْق والسابِقةُ : القُدْمة .
      وأسْبَقَ القومُ إلى الأَمر وتَسابَقوا : بادروا .
      والسَّبَق ، بالتحريك : الخطَرُ الذي بوضع بين أهل السِّباق ، وفي التهذيب : الذي يوضع في النِّضال والرِّهان في الخيل ، فمن سعبَق أخذه ، والجمع أسباق .
      واسْتَبَق القومُ وتَسابَقخوا : تَخاطَرُوا .
      وتَسابَقُوا : تناضلوا .
      ويقال : سَبَّق إذا أخذ السَّبَق ، وسَبَّقَ إذا أعطى السَّبَق ، وهذا من الأضداد ، وهو نادر ، وفي الحديث : أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : لا سبَق إلا في خُفٍّ أو نَصْل أو حافر ، فالخفّ للإبل ، والحافر للخيل ، والنصال للرَّمْي .
      والسَّبَق ، بفتح الباء : ما يجعل من المال رَهْناً على المُسابَقةِ ، وبالسكون : مصدر سَبَقْت أسْبِق ؛ المعنى لا يحل أخذ المال بالمُسابَقةِ إلا في هذه الثلاثة ، وقد ألحق بها الفقهاء ما كان يمعناها وله تفصيل في كتب الفقه .
      وفي حديث آخر : مَنْ أدْخَلَ فَرَساً بين فَرَسَيْنِ فإن كان يْؤْمَنُ أن يُسْبَق فلا خير فيه ، وإن كان لا يؤمَن أن يُسْبَعق فلا بأْس به .
      قال أبو عبيد : الأَصل أن يَسْبِقَ الرجلُ صاحبَه بشيء مسمى على أنه إن سَبَق فلا شيء له ، وإن سَبَقه صاحبُه أخذ الرهن ، فهذا هو الحلال لأن الرهن من أحدهما دون الآخر ، فإن جعل كل واحد منهما لصاحبه رهناً أيّهما سَبَق أخذه فهو القِمارُ المنهي عنه ، فإن أرادا تحليل ذلك جعلا معهما فَرَساً ثالثاً لرجل سواهما ، وتكون فرسه كُفُؤاً لفرسَيْهما ، ويسمى المُحَلِّلَ والدَّخِيلَ ، فيضع الرجلان الأَوّلان رَهْنَيْنِ منهما ولا يضع الثالث شيئاً ، ثم يُرْسِلون الأَفْراسَ الثلاثة ، فإن سبق أحدُ الأَوّلين أخذ رَهْنَه ورَهْنَ صاحبه فكان طَيِّباً له ، وإن سَبَقَ الدخيلُ أخذ الرَّهْنَيْنِ جميعاً ، وإن سُبِق هو لم يغرم شيئاً ، فهذا معنى الحديث .
      وفي الحديث : أنه أمَرَ بإجراء الخيل وسَبَّقَها ثلاثة أعْذُقٍ من ثلاث نخلات ؛ سَبَّقَها : بمعنى أعطى السَّبَق ، وقد يكون بمعنى أخذ ، وهو من الأَضداد ، ويكون مخففاً وهو المال المُعَيّن .
      وقوله تعالى : إنَّا ذهبنا نِسْتَبِق ؛ قيل : معناه نتَناضَل ، وقيل : هو نفتعل من السَّبْق .
      واسْتَبقا البابَ : يعني تَسابَقا إليه مثل قولك اقتتلا بمعنى تَقاتلا ؛ ومنه قوله تعالى : فاسْتَبِقُوا الخيرات ؛ أي بادِرُوا إليها ؛ وقوله : فاسْتَبَقُوا الصراطَ ؛ أي جاوَزُوه وتركوه حتى ضلّوا ؛ وهم لها سَابِقون ، أي إليها سابِقون كما ، قال تعالى : بأنَّ رَبَّكَ أوْحى لها ، أي إليها .
      الأَزهري : جاء الاسْتباق في كتاب الله تعالى بثلاثة معان مختلفة : أحدها قوله عز وجل : إنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِق ، قال المفسرون : معناه نَنْتَضل في الرمي ، وقوله عز وجل : واسْتَبَقا البابَ ؛ معناه ابْتَدَرا البابَ يجتهد كل واحد منهما أن يَسْبِقَ صاحبه ، فإن سَبَقَها يوسفُ فتح البابَ وخرج ولم يُجِبْها إلى ما طلبته منه ، وإن سَبَقَتْ زَلِيخا أغْلَقَت الباب دونه لتُراوِدَه عن نفسه ، والمعنى الثالث في قوله تعالى : ولو نشاء لَطَمَسْنا على أعْيُنِهم فاسْتَبَقوا الصراطَ فأَنَّى يُبْصِرون ؛ معناه فجازوا الصراط وخَلّفوه ، وهذا الاسْتباق في هذه الآية من واحد والوجهان الأَولان من اثنين ، لأن هذا بمعنى سَبَقُوا والأَوّلان بمعنى المُسابَقة .
      وقوله : اسْتَقِيموا فقد سَبَقْتُم سَبْقاً بَعيداً ؛ يروى بفتح السين وضمها على ما لم يسم فاعله ، والأَول أولى لقوله بعده : وإن أخَذْتم يميناً وشمالاً فقد ضلَلْتم .
      وفي حديث الخوارج : سَبَقَ الفَرْثَ والدَّمَ أي مرَّ سريعاً في الرمِيّة وخرج منها لم يَعْلَقْ منها بشيء من فَرْثِها ودَمِها لسرعته ؛ شبَّه خروجَهم من الدِّين ولم يَعْلَقوا بشيء منه به .
      وسَبَقَ على قومِه : علاهم كَرَماً .
      وسِبَاقا البازي : قيْداه ، وفي المحكم : والسِّبَاقانِ قَيْدانِ في رِجْل الجارح من الطير من سير أو غيره .
      وسَبَّقْت الطَّير إذا جعلت السِّبَاقَيْنِ في رجليه .
      "

    المعجم: لسان العرب

  12. سبح
    • " السَّبْحُ والسِّباحة : العَوْمُ .
      سَبَحَ بالنهر وفيه يَسْبَحُ سَبْحاًوسِباحةً ، ورجل سابِحٌ وسَبُوح من قوم سُبَحاء ، وسَبَّاحٌ من قوم سَبَّاحين ؛ وأَما ابن الأَعرابي فجعل السُّبَحاء جَمْعَ سابح ؛ وبه فسر قول الشاعر : وماءٍ يَغْرَقُ السُّبَحاءُ فيه ، سَفِينتُه المُواشِكةُ الخَبُوب ؟

      ‏ قال : السُّبَحاءُ جمع سابِحٍ .
      ويعني بالماء هنا السَّرابَ .
      والمُواشِكةُ : الجادَّةُ في سيرها .
      والخَبُوب ، من الخَبَب في السير ؛ جعل الناقة مثل السفينة حين جعل السَّرابَ كالماء .
      وأَسْبَح الرجلَ في الماء : عَوَّمَه ؛ قال أُمية : والمُسْبِحُ الخُشْبَ ، فوقَ الماءِ سَخَّرَها ، في اليَمِّ جَرْيَتُها ، كأَنها عُوَمُ وسَبْحُ الفَرَسِ : جَرْيُه .
      وفرس سَبُوحٌ وسابِحٌ : يَسْبَحُ بيديه في سيره .
      والسَّوابِحُ : الخيل لأَنها تَسْبَح ، وهي صفة غالبة .
      وفي حديث المقداد : أَنه كان يوم بدرٍ على فرس يقال له سَبْحَة ؛ قال ابن الأَثير : هو من قولهم فرس سابِحٌ إِذا كان حسنَ مَدِّ اليدين في الجَرْي ؛

      وقوله أَنشده ثعلب : لقد كانَ فيها للأَمانةِ موضِعٌ ، وللعَيْنِ مُلْتَذٌّ ، وللكَفِّ مَسْبَحُ فسره فقال : معناه إِذا لمسَتها الكف وجدت فيها جميع ما تريد .
      والنجوم تَسْبَحُ في الفَلَكِ سَبْحاً إِذا جرت في دَورَانها .
      والسَّبْحُ : الفَراغُ .
      وقوله تعالى : إِنَّ لك في النهار سَبْحاً طويلاً ؛ إِنما يعني به فراغاً طويلاً وتَصَرُّفاً ؛ وقال الليث : معناه فراغاً للنوم ؛ وقال أَبو عبيدة : مُنْقَلَباً طويلاً ؛ وقال المُؤَرِّجُ : هو الفَراغ والجَيئَة والذهاب ؛ قال أَبو الدُّقَيْش : ويكون السَّبْحُ أَيضاً فراغاً بالليل ؛ وقال الفراء : يقول لك في النهار ما تقضي حوائجك ؛ قال أَبو إِسحق : من قرأَ سَبْخاً فمعناه قريب من السَّبْح ، وقال ابن الأَعرابي : من قرأَ سَبْحاً فمعناه اضطراباً ومعاشاً ، ومن قرأَ سَبْخاً أَراد راحة وتخفيفاً للأَبدان .
      قال ابنُ الفَرَج : سمعت أَبا الجَهْم الجَعْفَرِيِّ يقول : سَبَحْتُ في الأَرض وسَبَخْتُ فيها إِذا تباعدت فيها ؛ ومنه قوله تعالى : وكلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُون أَي يَجْرُونَ ، ولم يقل تَسْبَحُ لأَنه وصفها بفعل من يعقل ؛ وكذلك قوله : والسَّابحاتِ سَبْحاً ؛ هي النجوم تَسْبَحُ في الفَلَكِ أَي تذهب فيها بَسْطاً كما يَسْبَحُ السابحُ في الماء سَبْحاً ؛ وكذلك السابح من الخيل يمدّ يديه في الجري سَبْحاً ؛ وقال الأَعشى : كم فيهمُ من شَطْبَةٍ خَيْفَقٍ ، وسابِحٍ ذي مَيْعَةٍ ضامِرِ وقال الأَزهري في قوله عز وجل : والسابِحاتِ سَبْحاً فالسَّابِقاتِ سَبْقاً ؛ قيل : السابحاتُ السُّفُنُ ، والسابقاتُ الخيلُ ، وقيل : إِنها أَرواح المؤمنين تخرج بسهولة ؛ وقيل : الملائكة تَسْبَحُ بين السماء والأَرض .
      وسَبَحَ اليَرْبُوعُ في الأَرض إِذا حفر فيها ، وسَبَحَ في الكلام إِذا أَكثر فيه .
      والتَّسبيح : التنزيه .
      وسبحان الله : معناه تنزيهاً لله من الصاحبة والولد ، وقيل : تنزيه الله تعالى عن كل ما لا ينبغي له أَن يوصف ، قال : ونَصْبُه أَنه في موضع فعل على معنى تسبيحاً له ، تقول : سَبَّحْتُ الله تسبيحاً له أَي نزهته تنزيهاً ، قال : وكذلك روي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ؛ وقال الزجاج في قوله تعالى : سُبْحانَ الذي أَسْرَى بعبده ليلاً ؛ قال : منصوب على المصدر ؛ المعنى أُسبِّح الله تسبيحاً .
      قال : وسبحان في اللغة تنزيه الله ، عز وجل ، عن السوء ؛ قال ابن شميل : رأَيت في المنام كأَنَّ إِنساناً فسر لي سبحان الله ، فقال : أَما ترى الفرس يَسْبَحُ في سرعته ؟ وقال : سبحان الله السرعةُ إِليه والخِفَّةُ في طاعته ، وجِماعُ معناه بُعْدُه ، تبارك وتعالى ، عن أَن يكون له مِثْلٌ أَو شريك أَو ندٌّ أَو ضدّ ؛ قال سيبويه : زعم أَبو الخطاب أَن سبحان الله كقولك براءَةَ الله أَي أُبَرِّئُ اللهَ من السوء براءةً ؛ وقيل : قوله سبحانك أَي أُنزهك يا رب من كل سوء وأُبرئك .
      وروى الأَزهري بإِسناده أَن ابن الكَوَّا سأَل عليّاً ، رضوان الله تعالى عليه ، عن سبحان الله ، فقال : كلمة رضيها الله لنفسه فأَوصى بها .
      والعرب تقول : سُبْحانَ مِن كذا إِذا تعجبت منه ؛ وزعم أَن قول الأَعشى في معنى البراءة أَيضاً : أَقولُ لمَّا جاءني فَخْرُه : سبحانَ مِن عَلْقَمَةَ الفاخِرِ أَي براءةً منه ؛ وكذلك تسبيحه : تبعيده ؛ وبهذا استدل على أَن سبحان معرفة إِذ لو كان نكرة لانصرف .
      ومعنى هذا البيت أيضاً : العجب منه إِذ يَفْخَرُ ، قال : وإِنما لم ينوّن لأَنه معرفة وفيه شبه التأْنيث ؛ وقال ابن بري : إِنما امتنع صرفه للتعريف وزيادة الأَلف والنون ، وتعريفه كونه اسماً علماً للبراءة ، كما أَن نَزالِ اسم علم للنزول ، وشَتَّانَ اسم علم للتفرّق ؛ قال : وقد جاء في الشعر سبحان منوّنة نكرة ؛ قال أُمية : سُبْحانَه ثم سُبْحاناً يَعُودُ له ، وقَبْلَنا سَبَّح الجُودِيُّ والجُمُدُ وقال ابن جني : سبحان اسم علم لمعنى البراءة والتنزيه بمنزلة عُثْمانَ وعِمْرانَ ، اجتمع في سبحان التعريف والأَلف والنون ، وكلاهما علة تمنع من الصرف .
      وسَبَّح الرجلُ :، قال سبحان الله ؛ وفي التنزيل : كلٌّ قد عَلِمَ صلاتَه وتسبيحَه ؛ قال رؤبة : سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ مِن تَأَلُّهِ وسَبَحَ : لغة ، حكى ثعلب سَبَّح تسبيحاً وسُبْحاناً ، وعندي أَن سُبْحاناً ليس بمصدر سَبَّح ، إِنما هو مصدر سَبَح ، إِنما هو مصدر سَبَح .
      وفي التهذيب : سَبَّحْتُ الله تسبيحاً وسُبْحاناً بمعنى واحد ، فالمصدر تسبيح ، والاسم سُبْحان يقوم مقام المصدر .
      وأَما قوله تعالى : تُسَبِّح له السمواتُ السبعُ والأَرضُ ومَن فيهن وإِنْ من شيء إِلاَّ يُسَبِّحُ بحمده ولكن لا تَفْقَهُونَ تسبيحَهم ؛ قال أَبو إِسحق : قيل إِن كل ما خلق الله يُسَبِّحُ بحمده ، وإِن صَريرَ السَّقْف وصَريرَ الباب من التسبيح ، فيكون على هذا الخطابُ للمشركين وحدهم : ولكن لا تفقهون تسبيحهم ؛ وجائز أَن يكون تسبيح هذه الأَشياء بما الله به أَعلم لا نَفْقَه منه إِلا ما عُلِّمْناه ، قال : وقال قوم وإِنْ من شيء إِلا يسبح بحمده أَي ما من دابة إلا وفيه دليل أَن الله ، عز وجل ، خالقه وأَن خالقه حكيم مُبَرَّأٌ من الأَسْواء ولكنكم ، أَيها الكفار ، لا تفقهون أَثر الصَّنْعة في هذه المخلوقات ؛ قال أَبو إِسحق : وليس هذا بشيء لأَن الذين خوطبوا بهذا كانوا مقرّين أَن الله خالقُهم وخالقُ السماء والأَرض ومن فيهن ، فكيف يجهلون الخِلْقَة وهم عارفون بها ؟، قال الأَزهري : ومما يدلك على أَن تسبيح هذه المخلوقات تسبيح تَعَبَّدَتْ به قولُ الله عز وجل للجبال : يا جبالُ أَوِّبي معه والطيرَ ؛ ومعنى أَوِّبي سَبِّحي مع داود النهارَ كلَّه إِلى الليل ؛ ولا يجوز أَن يكون معنى أَمر الله عز وجل للجبال بالتأْويب إِلا تَعَبُّداً لها ؛ وكذلك قوله تعالى : أَلم ترَ أَن الله يسجد له من في السموات ومن في الأَرض والشمسُ والقمرُ والنجومُ والجبالُ والشجرُ والدوابُّ وكثير من الناس ، فسجود هذه المخلوقات عبادة منها لخالقها لا نَفْقَهُها عنها كما لا نفقه تسبيحها ؛ وكذلك قوله : وإِن من الحجارة لما يَتَفَجَّر منه الأَنهارُ وإِنَّ منها لما يَشَّقَّقُ فيَخْرج منه الماءُ وإِنَّ منها لما يهبِطُ من خشية الله ؛ وقد عَلِم اللهُ هُبوطَها من خشيته ولم يعرّفنا ذلك فنحن نؤمن بما أُعلمنا ولا نَدَّعِي بما لا نُكَلَّف بأَفهامنا من عِلْمِ فِعْلِها كيفيةً نَحُدُّها .
      ومن صفات الله عز وجل : السُّبُّوحُ القُدُّوسُ ؛ قال أَبو إِسحق : السُّبُّوح الذي يُنَزَّه عن كل سُوء ، والقُدُّوسُ : المُبارَك ، وقيل : الطاهر ؛ وقال ابن سيده : سُبُّوحٌ قُدُّوس من صفة الله عز وجل ، لأَنه يُسَبَّحُ ويُقَدَّسُ ، ويقال : سَببوحٌ قَدُّوسٌ ؛ قال اللحياني : المجتمع عليه فيها الضم ، قال : فإِن فتحته فجائز ؛ هذه حكايته ولا أَدري ما هي .
      قال سيبويه : إِنما قولهم سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رب الملائكة والروح ؛ فليس بمنزلة سُبْحان لأَن سُبُّوحاً قُدُّوساً صفة ، كأَنك قلت ذكرت سُبُّوحاً قُدُّوساً فنصبته على إِضمار الفعل المتروك إِظهاره ، كأَنه خطر على باله أَنه ذَكَره ذاكِرٌ ، فقال سُبُّوحاً أَي ذَكرت سبوحاً ، أَو ذَكَره هو في نفسه فأَضمر مثل ذلك ، فأَما رَفْعُه فعلى إِضمار المبتدإِ وتَرْكُ إِظهارِ ما يَرْفع كترك إظهار ما يَنْصِب ؛ قال أَبو إِسحق : وليس في كلام العرب بناءٌ على فُعُّول ، بضم أَوّله ، غير هذين الاسمين الجليلين وحرف آخر (* قوله « وحرف آخر إلخ » نقل شارح القاموس عن شيخه ، قال : حكى الفهري عن اللحياني في نوادره اللغتين في قولهم ستوق وشبوك لضرب من الحوت وكلوب اهـ ملخصاً .
      قوله والفتح فيهما إلخ عبارة النهاية .
      وفي حديث الدعاء سبوح قدّوس يرويان بالفتح والضم ، والفتح فيهما إِلى قوله والمراد بهما التنزيه .) وهوقولهم للذِّرِّيحِ ، وهي دُوَيْبَّةٌ : ذُرُّوحٌ ، زادها ابن سيده فقال : وفُرُّوجٌ ، قال : وقد يفتحان كما يفتح سُبُّوح وقُدُّوسٌ ، روى ذلك كراع .
      وقال ثعلب : كل اسم على فَعُّول فهو مفتوح الأَول إِلاَّ السُّبُّوح وقُدُّوسٌ ، روى ذلك كراع .
      وقال ثعلب : كل اسم على فَعُّول فهو مفتوح الأَول إِلاَّ السُّبُّوحَ والقُدُّوسَ ، فإِن الضم فيهما أَكثر ؛ وقال سيبويه : ليس في الكلام فُعُّول بواحدة ، هذا قول الجوهري ؛ قال الأَزهري : وسائر الأَسماء تجيء على فَعُّول مثل سَفُّود وقَفُّور وقَبُّور وما أَشبههما ، والفتح فيهما أَقْيَسُ ، والضم أَكثر استعمالاً ، وهما من أَبنية المبالغة والمراد بهما التنزيه .
      وسُبُحاتُ وجهِ الله ، بضم السين والباء : أَنوارُه وجلالُه وعظمته .
      وقال جبريل ، عليه السلام : إِن لله دون العرش سبعين حجاباً لو دنونا من أَحدها لأَحرقتنا سُبُحاتُ وجه ربنا ؛ رواه صاحب العين ، قال ابن شميل : سُبُحاتُ وجهه نُورُ وجهه .
      وفي حديث آخر : حجابُه النورُ والنارُ ، لو كشفه لأَحْرقت سُبُحاتُ وجهه كلَّ شيء أَدركه بصَرُه ؛ سُبُحاتُ وجه الله : جلالُه وعظمته ، وهي في الأَصل جمع سُبْحة ؛ وقيل : أَضواء وجهه ؛ وقيل : سُبْحاتُ الوجه محاسنُه لأَنك إِذا رأَيت الحَسَنَ الوجهِ قلت : سبحان الله وقيل : معناه تنزيهٌ له أَي سبحان وجهه ؛ وقيل : سُبْحاتُ وجهه كلام معترض بين الفعل والمفعول أَي لو كشفها لأَحرقت كل شيء أَدركه بصره ، فكأَنه ، قال : لأَحرقتُ سُبُحاتُ الله كل شيء أَبصره ، كما تقول : لو دخل المَلِكُ البلدَ لقتل ، والعِياذُ بالله ، كلَّ من فيه ؛ قال : وأَقرب من هذا كله أَن المعنى : لو انكشف من أَنوار الله التي تحجب العباد عنه شيء لأَهلك كلَّ من وقع عليه ذلك النورُ ، كما خَرَّ موسى ، على نبينا وعليه السلام ، صَعِقاً وتَقَطَّعَ الجبلُ دَكّاً ، لمَّا تجلى الله سبحانه وتعالى ؛ ويقال : السُّبُحاتُ مواضع السجود .
      والسُّبْحَةُ : الخَرَزاتُ التي يَعُدُّ المُسَبَّحُ بها تسبيحه ، وهي كلمة مولَّدة .
      وقد يكون التسبيح بمعنى الصلاة والذِّكر ، تقول : قَّضَيْتُ سُبْحَتي .
      وروي أَن عمر ، رضي الله عنه ، جَلَدَ رجلين سَبَّحا بعد العصر أَي صَلَّيا ؛ قال الأَعشى : وسَبِّحْ على حين العَشِيَّاتِ والضُّحَى ، ولا تَعْبُدِ الشيطانَ ، واللهَ فاعْبُدا يعني الصلاة بالصَّباح والمَساء ، وعليه فسر قوله : فسُبْحانَ الله حين تُمْسون وحين تُصْبحون ؛ يأْمرهم بالصلاة في هذين الوَقتين ؛ وقال الفراء : حين تمسون المغرب والعشاء ، وحين تصبحون صلاة الفجر ، وعشيّاً العصر ، وحين تظهرون الأُولى .
      وقوله : وسَبِّحْ بالعَشِيِّ والإِبْكارِ أَي وصَلِّ .
      وقوله عز وجل : فلولا أَنه كان من المُسَبِّحين ؛ أَراد من المصلين قبل ذلك ، وقيل : إِنما ذلك لأَنه ، قال في بطن الحوت : لا إِله إِلاَّ أَنت سبحانك إِني كنت من الظالمين .
      وقوله : يُسَبِّحُونَ الليلَ والنهارَ لا يَفْتُرونَ ؛ يقال : إِن مَجْرَى التسبيح فيهم كمَجرى النَّفَسِ منا لا يَشْغَلُنا عن النَّفَسِ شيء .
      وقوله : أَلم أَقُلْ لكم لولا تُسَبِّحون أَي تستثنون ، وفي الاستثناء تعظيمُ الله والإِقرارُ بأَنه لا يشاء أَحدٌ إِلاَّ أَن يشاء الله ، فوضع تنزيه الله موضع الاستثناء .
      والسُّبْحةُ : الدعاء وصلاةُ التطوع والنافلةُ ؛ يقال : فرغ فلانٌ من سُبْحَته أَي من صلاته النافلة ، سمِّيت الصلاة تسبيحاً لأَن التسبيح تعظيم الله وتنزيهه من كلِّ سوء ؛ قال ابن الأَثير : وإِنما خُصت النافلة بالسُّبْحة ، وإِن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح ، لأَن التسبيحات في الفرائض نوافلُ ، فقيل لصلاة النافلة سُبْحة لأَنها نافلة كالتسبيحات والأَذكار في أَنها غير واجبة ؛ وقد تكرر ذكر السُّبْحة في الحديث كثيراً فمنها : اجعلوا صلاتكم معهم سُبْحَةً أَي نافلة ، ومنها : كنا إِذا نزلنا منزلاً لا نُسَبِّحُ حتى نَحُلَّ الرِّحال ؛ أَراد صلاة الضحى ، بمعنى أَنهم كانوا مع اهتمامهم بالصلاة لا يباشرونها حتى يَحُطُّوا الرحال ويُريحوا الجمالَ رفقاً بها وإِحساناً .
      والسُّبْحَة : التطوُّع من الذِّكر والصلاة ؛ قال ابن الأَثير : وقد يطلق التسبيح على غيره من أَنواع الذكر مجازاً كالتحميد والتمجيد وغيرهما .
      وسُبْحَةُ الله : جلالُه .
      وقيل في قوله تعالى : إِن لك في النهار سَبْحاً طويلاً أَي فراغاً للنوم ، وقد يكون السَّبْحُ بالليل .
      والسَّبْحُ أَيضاً : النوم نفسه .
      وقال ابن عرفة الملقب بنفطويه في قوله تعالى : فَسَبِّحْ باسم ربك العظيم أَي سبحه بأَسمائه ونزهه عن التسمية بغير ما سمَّى به نفسه ، قال : ومن سمى الله تعالى بغير ما سمى به نفسه ، فهو مُلْحِدٌ في أَسمائه ، وكلُّ من دعاه بأَسمائه فَمُسَبِّح له بها إِذ كانت أَسماؤُه مدائح له وأَوصافاً ؛ قال الله تعالى : ولله الأَسماء الحُسْنى فادْعُوه بها ، وهي صفاته التي وصف بها نفسه ، وكل من دعا الله بأَسمائه فقد أَطاعه ومدحه ولَحِقَه ثوابُه .
      وروي عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : ما أَحدٌ أَغْيَرَ من الله ولذلك حَرَّمَ الفواحشَ ، وليس أَحدٌ أَحبَّ إِليه المَدْحُ من الله تعالى .
      والسَّبْحُ أَيضاً : السكون .
      والسَّبْحُ : التقَلُّبُ والانتشار في الأَرض والتَّصَرُّفُ في المعاش ، فكأَنه ضِدٌّ .
      وفي حديث الوضوء : فأَدخل اصْبُعَيْه السَّبَّاحَتَيْنِ في أُذنيه ؛ السَّبَّاحةُ والمُسَبِّحةُ : الإِصبع التي تلي الإِبهام ، سميت بذلك لأَنها يشار بها عند التسبيح .
      والسَّبْحَةُ ، بفتح السين : ثوب من جُلُود ، وجمعها سِباحٌ ؛ قال مالك بن خالد الهذلي : وسَبَّاحٌ ومَنَّاحٌ ومُعْطٍ ، إِذا عادَ المَسارِحُ كالسِّباحِ وصحَّف أَبو عبيدة هذه الكلمة فرواها بالجيم ؛ قال ابن بري : لم يذكر ، يعني الجوهري ، السَّبْحَة ، بالفتح ، وهي الثياب من الجلود ، وهي التي وقع فيها التصحيف ، فقال أَبو عبيدة : هي السُّبْجة ، بالجيم وضم السين ، وغلط في ذلك ، وإِنما السُّبْجَة كساء أَسود ، واستشهد أَبو عبيدة على صحة قوله بقول مالك الهذلي : إِذا عاد المسارح كالسباج فصحَّف البيت أَيضاً ، قال : وهذا البيت من قصيدة حائية مدح بها زهيرَ بنَ الأَغَرِّ اللحياني ، وأَوَّلها : فَتًى ما ابنُ الأَغَرِّ ، إِذا شَتَوْنا ، وحُبَّ الزَّادُ في شَهْرَيْ قُِماحِ والمسارح : المواضع التي تسرح إِليها الإِبل ، فشبهها لمَّا أَجدبت بالجلود المُلْسِ في عدم النبات ، وقد ذكر ابن سيده في ترجمة سبج ، بالجيم ، ما صورته : والسِّباحُ ثياب من جلود ، واحدتها سُبْجَة ، وهي بالحاء أَعلى ، على أَنه أَيضاً قد ، قال في هذه الترجمة : إِن أَبا عبيدة صحَّف هذه الكلمة ورواها بالجيم كما ذكرناه آنفاً ، ومن العجب وقوعه في ذلك مع حكايته عن أَبي عبيدة أَنه وقع فيه ، اللهم إِلا أَن يكون وجد ثقلاً فيه ، وكان يتعين عليه أَنه لو وجد نقلاً فيه أَن يذكره أَيضاً في هذه الترجمة عند تخطئته لأَبي عبيدة ونسبته إِلى التصحيف ليسلم هو أَيضاً من التهمة والانتقاد .
      أَبو عمرو : كساءٌ مُسبَّح ، بالباء ، قوي شديد ، قال : والمُسَبَّحُ ، بالباء أَيضاً ، المُعَرَّضُ ، وقال شمر : السِّباحُ ، بالحاء ، قُمُصٌ للصبيان من جلود ؛ وأَنشد : كأَنَّ زوائِدَ المُهُراتِ عنها جَواري الهِنْدِ ، مُرْخِيةَ السِّباح ؟

      ‏ قال : وأَما السُّبْحَة ، بضم السين والجيم ، فكساء أَسود .
      والسُّبْحَة : القطعة من القطن .
      وسَبُوحةُ ، بفتح السين مخففة : البلدُ الحرامُ ، ويقال : وادٍ بعرفات ؛ وقال يصف نُوقَ الحجيج : خَوارِجُ من نَعْمانَ ، أَو من سَبُوحةٍ إِلى البيتِ ، أَو يَخْرُجْنَ من نَجْدِ كَبْكَبِ "

    المعجم: لسان العرب

  13. سوأ
    • " ساءَهُ يَسُوءُه سَوْءًا وسُوءًا وسَواءً وسَواءة وسَوايةً وسَوائِيَةً ومَساءة ومَسايةً ومَساءً ومَسائِيةً : فعل به ما يكره ، نقيض سَرَّه .
      والاسم : السُّوءُ بالضم .
      وسُؤْتُ الرجلَ سَوايةً ومَسايةً ، يخففان ، أَي ساءَهُ ما رآه مِنّي .
      قال سيبويه : سأَلت الخليل عن سَوائِيَة ، فقال : هي فَعالِيةٌ بمنزلة عَلانِيَةٍ .
      قال : والذين ، قالوا سَوايةً حذفوا الهمزة ، كما حذفوا همزة هارٍ ولاثٍ ، كما اجتمع أَكثرهم على ترك الهمز في مَلَك ، وأَصله مَلأَكٌ .
      قال : وسأَلته عن مسائية ، فقال : هي مقلوبة ، وإِنما حَدُّها مَساوِئَةٌ ، فكرهوا الواو مع الهمزِ لأَنهما حرفان مُسْتَثْقَلانِ .
      والذين ، قالوا : مَسايةً ، حذفوا الهمز تخفيفاً .
      وقولهم : الخَيْلُ تجري على مَساوِيها أَي إِنها وإِن كانت بها أَوْصابٌ وعُيُوبٌ ، فإِنَّ كَرَمها يَحْمِلُها على الجَرْي .
      وتقول من السُّوءِ : اسْتاءَ فلان في الصَّنِيعِ مثل اسْتاعَ ، كما تقول من الغَمِّ اغْتَمَّ ، واسْتاءَ هو : اهْتَمَّ .
      وفي حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم : أَنّ رجلاً قَصَّ عليه رُؤْيا فاسْتاءَ لها ، ثم ، قال : خِلافةُ نُبُوَّةٍ ، ثم يُؤْتِي اللّهُ الـمُلْكَ مَن يشاء .
      قال أَبو عبيد : أَراد أَنَّ الرُّؤْيا ساءَتْه فاسْتاءَ لها ، افْتَعل من الـمَساءة .
      ويقال : اسْتاءَ فلان بمكاني أَي ساءَه ذلك .
      ويروى : فاسْتَآلَها أَي طلَب تأْويلَها بالنَّظَر والتَّأَمُّل .
      ويقال : ساءَ ما فَعَلَ فُلان صَنِيعاً يَسُوءُ أَي قَبُحَ صَنِيعُه صَنِيعاً .
      والسُّوءُ : الفُجُورُ والـمُنْكَر .
      ويقال : فلان سيِّىءُ الاخْتِيار ، وقد يخفف مثل هَيِّنٍ وهَيْنٍ ، ولَيِّنٍ ولَيْنٍ .
      قال الطُّهَوِيُّ : ولا يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسَيْءٍ ، * ولا يَجْزُونَ مِن غِلَظٍ بِليْنِ

      ويقال : عندي ما ساءَه وناءَه وما يَسُوءُه ويَنُوءُه .
      ابن السكيت : وسُؤْتُ به ظَنّاً ، وأَسَأْتُ به الظَّنَّ ، قال : يثبتون الأَلف إِذا جاؤُوا بالأَلف واللام .
      قال ابن بري : إِنما نكَّر ظنّاً في قوله سُؤْت به ظنّاً لأَن ظَنّاً مُنْتَصِب على التمييز ، وأَما أَسَأْت به الظَّنَّ ، فالظَّنُّ مفعول به ، ولهذا أَتى به مَعْرِفةً لأَن أَسَأْت متَعدٍّ .
      ويقال أَسَأْت به وإِليه وعليه وله ، وكذلك أَحْسَنْت .
      قال كثير : أَسِيئِي بِنا ، أَوْ أَحْسِنِي ، لا مَلُولةٌ * لَدَيْنا ، ولا مَقْلِيَّةٌ إِنْ تَقَلَّتِ وقال سبحانه : وقد أَحْسَنَ بِي .
      وقال عز مِن قائل : إِنْ أَحْسَنْتُم أَحْسَنْتُم لأَنفسِكم وإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها .
      وقال : ومَن أَساءَ فعليها .
      وقال عزَّ وجل : وأَحْسِنْ كما أَحْسَنَ اللّهُ إِليكَ .
      وسُؤْتُ له وجهَه : قَبَّحته .
      الليث : ساءَ يَسُوءُ : فعل لازم ومُجاوِز ، تقول : ساءَ الشيءُ يَسُوءُ سَوْءاً ، فهو سيِّىءٌ ، إِذا قَبُحَ ، ورجل أَسْوَأ : قبيح ، والأُنثى سَوْآءُ : قَبِيحةٌ ، وقيل هي فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها .
      وفي الحديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم : سَوْآءُ ولُودٌ خيرٌ مِن حَسْناءَ عقِيمٍ .
      قال الأُموي : السَّوْآءُ القبيحةُ ، يقال للرجل من ذلك : أَسْوأُ ، مهموز مقصور ، والأُنثى سَوْآءُ .
      قال ابن الأَثير : أَخرجه الأَزهري حديثاً عن النبي صلى اللّه عليه وسلم وأَخرجه غيره حديثاً عن عمر رضي اللّه عنه .
      ومنه حديث عبدالملك بن عمير : السَّوْآءُ بنتُ السيِّدِ أَحَبُّ إِليَّ من الحَسْناءِ بنتِ الظَّنُونِ .
      وقيل في قوله تعالى : ثم كان عاقبةَ الذين أَساؤُوا السُّوأَى ، قال : هي جهنمُ أَعاذنا اللّهُ منها .
      والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ : المرأَةُ الـمُخالِفة .
      والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ : الخَلّةُ القَبِيحةُ .
      وكلُّ كلمة قبيحة أَو فَعْلة قبيحةٍ فهي سَوْآءُ .
      قال أَبو زُبَيْد في رجل من طَيِّىءٍ نزَل به رجل من بني شَيْبانَ ، فأَضافه الطائي وأَحْسَنَ إليه وسَقاه ، فلما أَسرَعَ الشرابُ في الطائي افتخر ومدَّ يدَه ، فوثب عليه الشيباني فقَطَع يدَه ، فقال أَبو زُبَيْدٍ : ظَلَّ ضَيْفاً أَخُوكُمُ لأَخِينا ، * في شَرابٍ ، ونَعْمةٍ ، وشِواءِ لَمْ يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ ، وحُقَّتْ ، * يا لَقَوْمِي ، للسَّوْأَةِ السَّوْآءِ

      ويقال : سُؤْتُ وجه فلان ، وأَنا أَسُوءُه مَساءة ومَسائِيَةً ، والمَسايةُ لغة في الـمَساءة ، تقول : أَردت مَساءَتك ومَسايَتَكَ .
      ويقال : أَسَأْتُ إِليه في الصَّنِيعِ .
      وخَزْيانُ سَوْآنُ : من القُبْح .
      والسُّوأَى ، بوزن فُعْلى : اسم للفَعْلة السَّيِّئَة بمنزلة الحُسْنَى للحَسَنة ، محمولةٌ على جهةِ النَّعْت في حَدِّ أَفْعَل وفُعْلى كالأَسْوإِ والسُّوأَى .
      والسُّوأَى : خلاف الحُسْنَى .
      وقوله عزَّ وجل : ثُمَّ كان عاقبةَ الذين أَساؤُوا السُّوأَى ؛ الذين أَساؤُوا هنا الذين أَشْرَكُوا .
      والسُّوأَى : النارُ .
      وأَساءَ الرجلُ إِساءة : خلافُ أَحسَن .
      وأَساءَ إِليه : نَقِيضُ أَحْسَن إِليه .
      وفي حديث مُطَرِّف ، قال لابنه لما اجْتَهد في العِبادة : خَيْرُ الأُمورِ أَوساطُها ، والحَسَنةُ بين السَّيِّئَتَيْن أَي الغُلُوُّ سَيِّئةٌ والتقصيرُ سَيِّئةٌ والاقتِصادُ بينهما حَسَنةٌ .
      وقد كثر ذكر السَّيِّئة في الحديث ، وهي والحَسَنةُ من الصفاتِ الغالبة .
      يقال : كلمة حَسَنةٌ وكلمة سَيِّئةٌ ، وفَعْلة حَسَنة وفَعْلةٌ سيِّئة .
      وأَساءَ الشيءَ : أَفْسَدَه ولم يُحْسِنْ عَمَلَه .
      وأَساءَ فلانٌ الخِياطةَ والعَمَلَ .
      وفي المثل أَساءَ كارِهٌ ما عَمِلَ .
      وذلك أَنَّ رجلاً أَكْرَهَه آخَر على عمل فأَساءَ عَمَله .
      يُضْرَب هذا للرجل يَطْلُب الحاجةَ .
      (* قوله « يطلب الحاجة » كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في شرح الميداني : يطلب إليه الحاجة .) فلا يُبالِغُ فيها .
      والسَّيِّئةُ : الخَطِيئةُ ، أَصلها سَيْوئِةٌ ، فقُلبت الواو ياءً وأُدْغِمت .
      وقولٌ سَيِّىءٌ : يَسُوء .
      والسَّيىِّءُ والسَّيِّئةُ : عَمَلانِ قَبِيحانِ ، يصير السَّيِّىءُ نعتاً للذكر من الأَعمالِ والسَّيِّئةُ الأُنثى .
      واللّه يَعْفو عن السَّيِّئاتِ .
      وفي التنزيل العزيز : ومَكْرَ السَّيىِّءِ ، فأَضافَ .
      وفيه : ولا يَحِيقُ الـمَكْرُ السَّيِّىءُ إلا بأَهلِه ، والمعنى مَكْرُ الشِّرْك .
      وقرأَ ابن مسعود : ومَكْراً سَيِّئاً على النعت .
      وقوله : أَنَّى جَزَوْا عامِراً سَيْئاً بِفِعِلهِم ، * أَمْ كَيْفَ يَجْزُونَني السُّوأَى مِنَ الحَسَنِ ؟ فإنه أَراد سَيِّئاً ، فخفَّف كهَيْنٍ من هَيِّنٍ .
      وأَراد من الحُسْنَى فوضع الحَسَن مكانه لأَنه لم يمكنه أَكثر من ذلك .
      وسَوَّأْتُ عليه فِعْلَه وما صنَع تَسْوِئةً وتَسْوِئياً إِذا عِبْتَه عليه ، وقلتَ له : أَسَأْتَ .
      ويقال : إنْ أَخْطَأْتُ فَخطِّئْني ، وإنْ أَسَأْتُ فَسَوٍّئْ عَليَّ أَي قَبِّحْ عَليَّ إساءَتي .
      وفي الحديث : فما سَوَّأَ عليه ذلك ، أَي ما ، قال له أَسأْتَ .
      قال أَبو بكر في قوله ضرب فلانٌ على فلانٍ سايةً : فيه قولان : أَحدُهما السايةُ ، الفَعْلة من السَّوْء ، فتُرك همزُها ، والمعنى : فَعَل به ما يؤَدِّي إِلى مكروه والإِساءة بِه .
      وقيل : ضرب فلان على فلان سايةً معناه : جَعل لما يُريد أَن يفعله به طريقاً .
      فالسايةُ فَعْلةٌ مِن سَوَيْتُ ، كان في الأَصل سَوْية فلما اجتمعت الواو والياء ، والسابق ساكن ، جعلوها ياءً مشدَّدة ، ثم استثقلوا التشديد ، فأَتْبَعُوهما ما قبله ، فقالوا سايةٌ كما ، قالوا دِينارٌ ودِيوانٌ وقِيراطٌ ، والأَصل دِوَّانٌ ، فاستثقلوا التشديد ، فأَتْبَعُوه الكسرة التي قبله .
      والسَّوْأَة : العَوْرة والفاحشة .
      والسَّوْأَة : الفَرْجُ .
      الليث : السَّوْأَةُ : فَرْج الرَّجل والمرأَة .
      قال اللّه تعالى : بَدَتْ لهما سَوْآتُهما .
      قال : فالسَّوْأَةُ كلُّ عَمَلٍ وأَمْرٍ شائن .
      يقال : سَوْأَةً لفلان ، نَصْبٌ لأَنه شَتْم ودُعاء .
      وفي حديث الحُدَيْبِيةِ والـمُغِيرة : وهل غَسَلْتَ سَوْأَتَكَ إلاَّ أَمْسِ ؟، قال ابن الأَثير : السَّوْأَةُ في الأَصل الفَرْجُ ثم نُقِل إِلى كل ما يُسْتَحْيا منه إِذا ظهر من قول وفعل ، وهذا القول إِشارة إِلى غَدْرٍ كان الـمُغِيرةُ فَعَله مع قوم صَحِبوهُ في الجاهلية ، فقَتَلهم وأَخَذَ أَمْوالَهم .
      وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى : وطَفِقا يَخْصِفان عليهما مِنْ وَرَقِ الجَنَّة ؛

      قال : يَجْعلانِه على سَوْآتِهما أَي على فُرُوجِهما .
      ورَجُلُ سَوْءٍ : يَعملُ عَمَل سَوْءٍ ، وإِذا عرَّفتَه وصَفْت به وتقول : هذا رجلُ سَوْءٍ ، بالإِضافة ، وتُدخِلُ عليه الأَلفَ واللام فتقول : هذا رَجُلُ السَّوْء .
      قال الفرزدق : وكنتُ كَذِئبِ السَّوْءِ لَمَّا رأَى دَماً * بِصاحِبه ، يوْماً ، أَحالَ على الدَّم ؟

      ‏ قال الأَخفش : ولا يقال الرجُلُ السَّوْءُ ، ويقال الحقُّ اليَقِينُ ، وحَقُّ اليَّقِينِ ، جميعاً ، لأَنَّ السَّوْءَ ليس بالرجُل ، واليَقِينُ هُو الحَقُّ .
      قال : ولا يقال هذا رجلُ السُّوءِ ، بالضم .
      قال ابن بري : وقد أَجاز الأَخفش أَن يقال : رَجُلُ السَّوْءِ ورَجُلُ سَوْءٍ ، بفتح السين فيهما ، ولم يُجوِّزْ رجل سُوء ، بضم السين ، لأَن السُّوء اسم للضر وسُوء الحال ، وإِنما يُضاف إِلى الـمَصْدر الذي هو فِعْلُه كما يقال رجلُ الضَّرْبِ والطَّعْنِ فيَقوم مَقام قولك رجلٌ ضَرَّابٌ وطَعَّانٌ ، فلهذا جاز أَن يقال : رجل السَّوْءِ ، بالفتح ، ولم يَجُز أَن يقال : هذا رجلُ السُّوءِ ، بالضم .
      قال ابن هانئ : المصدر السَّوْءُ ، واسم الفِعْل السُّوءُ ، وقال : السَّوْءُ مصدر سُؤْته أَسُوءُه سَوْءاً ، وأَما السُّوء فاسْم الفِعْل .
      قال اللّه تعالى : وظَنَنْتُم ظَنَّ السَّوْءِ ، وكنتُمْ قَوْماً بُوراً .
      وتقول في النكرة : رجل سَوْءٍ ، وإِذا عَرَّفت قلت : هذا الرَّجلُ السَّوْءُ ، ولم تُضِفْ ، وتقول : هذا عَمَلُ سَوْءٍ ، ولا تقل السَّوْءِ ، لأَن السَّوْءَ يكون نعتاً للرجل ، ولا يكون السَّوْء نعتاً للعمل ، لأَن الفِعل من الرجل وليس الفِعل من السَّوْءِ ، كما تقول : قَوْلُ صِدْقٍ ، والقَوْلُ الصِّدْقُ ، ورَجلٌ صِدْقٌ ، ولا تقول : رجلُ الصِّدْقِ ، لأَن الرجل ليس من الصِّدْقِ .
      الفرّاء في قوله عز وجل : عليهم دائرةُ السَّوْءِ ؛ مثل قولك : رجلُ السَّوْءِ .
      قال : ودائرةُ السَّوْءِ : العذابُ .
      السَّوْء ، بالفتح ، أَفْشَى في القراءة وأَكثر ، وقلما تقول العرب : دائرةُ السُّوءِ ، برفع السين .
      وقال الزجاج في قوله تعالى : الظانِّينَ باللّه ظَنَّ السَّوْءِ عليهم دائرةُ السَّوْءِ .
      كانوا ظَنُّوا أَنْ لَنْ يَعُودَ الرسولُ والـمُؤْمِنون إِلى أَهليهم ، فَجَعل اللّهُ دائرةَ السَّوْءِ عليهم .
      قال : ومن قرأَ ظَنَّ السُّوء ، فهو جائز .
      قال : ولا أَعلم أَحداً قرأَ بها إِلاَّ أَنها قد رُوِيت .
      وزعم الخليل وسيبويه : أَن معنى السَّوْءِ ههنا الفَساد ، يعني الظانِّينَ باللّه ظَنَّ الفَسادِ ، وهو ما ظَنُّوا أَنَّ الرسولَ ومَن معَه لا يَرجِعون .
      قال اللّه تعالى : عليهم دائرةُ السَّوْءِ ، أَي الفَسادُ والهلاكُ يَقَعُ بهم .
      قال الأَزهريّ : قوله لا أَعلم أَحداً قرأَ ظنّ السُّوءِ ، بضم السين مـمدودة ، صحيح ، وقد قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو : دائرة السُّوءِ ، بضم السين ممدودة ، في سورة براءة وسورة الفتح ، وقرأَ سائر القرّاءِ السَّوْء ، بفتح السين في السورتين .
      وقال الفرّاءُ في سورة براءة في قوله تعالى : ويَتَرَبَّصُ بكم الدَّوائر عليهم دائرةُ السَّوْءِ ؛، قال : قرأَ القُرَّاءُ بنصب السين ، وأَراد بالسَّوْءِ المصدر من سُؤْتُه سَوْءاً ومَساءة ومَسائِيةً وسَوائِيةً ، فهذه مصادر ، ومَن رَفع السين جَعَله اسماً كقولك : عليهم دائرةُ البَلاءِ والعَذاب .
      قال : ولا يجوز ضم السين في قوله تعالى : ما كان أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ ؛ ولا في قوله : وظَنَنْتُم ظَنَّ السَّوْءِ ؛ لأَنه ضِدٌّ لقولهم : هذا رجلُ صِدْقٍ ، وثوبُ صِدْقٍ ، وليس للسَّوءِ ههنا معنى في بَلاءٍ ولا عَذاب ، فيضم .
      وقرئَ قوله تعالى : عليهم دائرةُ السُّوءِ ، يعني الهزِيمةَ والشرَّ ، ومَن فَتَح ، فهو من الـمَساءة .
      وقوله عز وجل : كذلك لِنَصْرِفَ عنه السُّوءَ والفَحْشاءَ ؛، قال الزجاج : السُّوءُ : خِيانةُ صاحِبه ، والفَحْشاءُ : رُكُوبُ الفاحشة .
      وإِنَّ الليلَ طَوِيلٌ ولا يَسوءُ بالهُ أَي يَسُوءُنِي بالُه ، عن اللحياني .
      قال : ومعناه الدُّعاءُ .
      والسُّوءُ : اسم جامع للآفات والداءِ .
      وقوله عز وجل : وما مَسَّنِي السُّوءُ ، قيل معناه : ما بِي من جُنون ، لأَنهم نَسَبوا النبيَّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، إِلى الجُنون .
      وقوله عز وجل : أُولئك لهم سُوءُ الحِسابِ ؛، قال الزجاج : سُوءُ الحسابِ أَن لا يُقْبَلَ منهم حسَنةٌ ، ولا يُتجاوَز عن سيئة ، لأَنَّ كُفرَهم أَحْبَط أَعْمالَهم ، كما ، قال تعالى : الذين كَفَرُوا وصَدُّوا عن سبيل اللّه أَضلَّ أَعمالَهم .
      وقيل : سُوءُ الحساب : أَن يُسْتَقْصَى عليه حِسابُهُ ، ولا يُتَجاوَز له عن شيءٍ من سَيّئاتِه ، وكلاهما فيه .
      أَلا تَراهم ، قالوا .
      (* قوله « قالوا من إلخ » كذا في النسخ بواو الجمع والمعروف ، قال أي النبي خطاباً للسيدة عائشة كما في صحيح البخاري .): مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ .
      وقولهم : لا أُّنْكِرُك من سُوءٍ ، وما أُنْكِرُك من سُوءٍ أَي لم يكن إِنْكارِي إِيَّاكَ من سُوءٍ رأَيتُه بك ، إِنما هو لقلَّةِ المعرفة .
      ويقال : إِنَّ السُّوءَ البَرَصُ .
      ومنه قوله تعالى : تَخرُج بَيْضاءَ من غير سُوءٍ ، أَي من غير بَرَصٍ .
      وقال الليث : أَمَّا السُّوءُ ، فما ذكر بسَيِّىءٍ ، فهو السُّوءُ .
      قال : ويكنى بالسُّوءِ عن اسم البرَص ، ويقال : لا خير في قول السُّوءِ ، فإِذا فتَحتَ السين ، فهو على ما وصَفْنا ، وإِذا ضممت السين ، فمعناه لا تقل سُوءاً .
      وبنو سُوءة : حَيٌّ من قَيْسِ بن عَلي .
      "


    المعجم: لسان العرب

  14. سأل
    • " سَأَلَ يَسْأَلُ سُؤَالاً وسَآلَةً ومَسْأَلةً وتَسْآلاً وسَأَلَةً (* قوله « وسأله » ضبط في الأصل بالتحريك وهو كذلك في القاموس وشرحه ؛

      وقوله ، قال أبو ذؤيب : أساءلت ، كذا في الأصل ، وفي شرح القاموس : وساءله مساءلة ، قال أبو ذؤيب إلخ )، قال أَبو ذؤيب : أَساءَلْتَ رَسْمَ الدَّار ، أَم لم تُسائِل عن السَّكْنِ ، أَم عن عَهْده بالأَوائِل ؟ وسَأَلْتُ أَسْأَل وسَلْتُ أَسَلُ ، والرَّجُلانِ يَتَساءَلانِ ويَتَسايَلانِ ، وجمع المَسْأَلة مَسائِلُ بالهمز ، فإِذا حذفوا الهمزة ، قالوا مَسَلَةٌ .
      وتَساءلوا : سَأَل بعضُهم بعضاً .
      وفي التنزيل العزيز : واتَّقُوا الله الذي تَسَّاءََلون به والأَرحام ، وقرئ : تَساءَلُون به ، فمن قرأَ تَسَّاءَلون فالأَصل تَتَساءَلون قلبت التاء سيناً لقرب هذه من هذه ثم أُذغمت فيها ، قال : ومن قرأَ تَسَاءَلون فأَصله أَيضاً تَتَساءَلون حذفت التاء الثانية كراهية للإِعادة ، ومعناه تَطْلُبون حقوقَكم به .
      وقوله تعالى : كان على ربك وَعْداً مَسْؤولاً ؛ أَراد قولَ الملائكة : رَبَّنا وأَدْخِلْهُم جَنَّات عَدْنٍ التي وعَدْتَهم (* قوله « وجمع السائل إلخ » عبارة شرح القاموس : وجمع السائل سألة ككاتب وكتبة وسؤال كرمّان ) الفقير سُؤّال .
      وفي الحديث : للسائِل حَقٌّ وإِن جاء على فَرَس ؛ السائل : الطالب ، معناه الأَمر بحُسْن الظن بالسائل إِذا تَعَرَّض لك ، وأَن لا تجيبه (* قوله « وأن لا تجيبه » هكذا في الأصل ، وفي النهاية : وأن لا تجيبه ) بالتكذيب والردِّ مع إِمكان الصدق أَي لا تُخَيِّب السائلَ وإِن رابَك مَنْظَرُه وجاء راكباً على فرس ، فإِنه قد يكون له فرس ووراءه عائلة أَو دَيْن يجوز معه أَخذ الصَّدَقة ، أَو يكون من الغُزاة أَو من الغارمين وله في الصدقة سَهْم .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى السوائم في قاموس معاجم اللغة

معجم الغني
**سَئِمَ** - [س أ م]. (ف: ثلا. لازمتع. م. بحرف).** سَئِمْتُ**،** أَسْأَمُ**، مص. سَأْمٌ، سَأَمٌ، سَآمَةٌ. "سَئِمَ رَتَابَةَ الحَيَاةِ، أَومِنْها" : مَلَّ.**![فصلت آية 38]يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْأَمُونَ**! (قرآن) سَئِمْتُ تَكَالِيفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشْ | |

ثَمَانِيـنَ عَامـاً لا أبَالَكَ يَسْأم ---|---|--- (زهير ابن أبي سلمى) "إذَا مَـلَّ الشَّرْقَ غَـرَّبَ وَإذَا سَئِـمَ الغَـرْبَ شَـرَّقَ". (مارون عبود).
معجم اللغة العربية المعاصرة
سائم [مفرد]: اسم فاعل من سامَ.
معجم اللغة العربية المعاصرة
سائِمة [مفرد]: ج سوائِمُ: 1- صيغة المؤنَّث لفاعل سامَ. 2- كلُّ إبل أو ماشية تُرْسل للرَّعْي ولا تُعْلف.
المعجم الوسيط
الشيءَ ومنه ـَ سَأَماً، وسَآمةً: مَلَّ. فهو سئمٌ، وهي سَئِمَةٌ.( أَسْأَمَهُ ): أَمَلَّهُ.( السَّؤُومُ ): من يبلغ منه السَّأَم مبلغاً. وفي المثل: ( ظئر رؤُوم خير من أُمٍّ سَؤوم ).
الرائد
* سئم يسأم: سأما وسأمة وسأما وسأمة. الشيء أو منه: مل.œ
الرائد
* سئم. مال، ضجر.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: