" القَمْحُ : البُرُّ حين يجري الدقيقُ في السُّنْبُل ؛ وقيل : من لَدُنِ الإِنضاج إِلى الاكتناز ؛ وقد أَقمَح السُّنْبُل . الأَزهري : إِذا جرى الدقيق في السُّنْبُل تقول قد جرى القَمْحُ في السنبل ، وقد أَقْمَح البُرُّ . قال الأَزهري : وقد أَنْضَجَ ونَضِج . والقَمْحُ : لغة شامية ، وأَهل الحجاز قد تكلموا بها . وفي الحديث : فَرَضَ رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، زكاةَ الفطر صاعاً من بُرّ أَو صاعاً من قَمْحٍ ؛ البُرُّ والقَمْحُ : هما الحنطة ، وأَو للشك من الراوي لا للتخيير ، وقد تكرَّر ذكر القمح في الحديث . والقَمِيحةُ : الجوارِشُ . والقمْحُ مصدر قَمِحْتُ السويقَ . وقَمِحَ الشيءَ والسويقَ واقْتَمَحه : سَفَّه . واقْتَمَحه أَيضاً : أَحذه في راحته فَلَطَعه . والاقتماحُ : أَخذ الشيء في راحتك ثم تَقْتَمِحه في فيك ، والاسم القُمْحة كاللُّقْمة . والقُمْحةُ : ما ملأَ فمك من الماء . والقَمِيحة : السَّفوفُ من السويق وغيره . والقُمْحةُ والقُمُّحانُ والقُمَّحانُ : الذَّرِيرة ؛ وقيل : الزعفران ؛ وقيل : الوَرْسُ ؛ وقيل : زَبَدُ الخمر ؛ وقيل : طِيبٌ ؛ قال النابغة : إِذا قُضَّتْ خواتِمُه ، عَلاهُ يَبِيسُ القُمَّحانِ من المُدامِ يقول : إِذا فتح رأْس الحُبّ من حِبابِ الخمر العتيقة رأَيت عليها بياضاً يَتَغَشَّاها مثلَ الذريرة ؛ قال أَبو حنيفة : لا أَعلم أَحداً من الشعراء ذكر القُمَّحانَ غير النابغة ؛ قال : وكان النابغة يأْتي المدينة ويُنْشِدُ بها الناسَ ويَسْمَعُ منهم ، وكانت بالمدينة جماعة الشعراء ؛ قال : وهذه رواية البصريين ، ورواه غيرهم « علاه يبيس القُمُّحان ». وتَقَمَّحَ الشرابَ : كرهه لإِكثار منه أَو عيافة له أَو قلة ثُفْلٍ في جوفه أَو لمرض . والقامِحُ : الكاره للماء لأَيَّةِ علة كانت . الجوهري : وقَمَحَ البعيرُ ، بالفتح ، قُمُوحاً وقامَحَ إِذا رفع رأْسه عند الحوض وامتنع من الشرب ، فهو بعير قامِحٌ . يقال : شرِبَ فَتَقَمَّح وانْقَمَح بمعنى إِذا رقع رأْسه وترك الشرب رِيًّا . وقد قامَحَتْ إِبلك إِذا وردت ولم تشرب ورفعت رؤوسها من جاء يكون بها أَو برد ، وهي إِبل مُقامِحةٌ ؛ أَبو زيد : تَقَمَّحَ فلان من الماء إِذا شرب الماء وهو متكاره ؛ وناقة مُقامِحٌ ، بغير هاء ، من إِبل قِماحٍ ، على طَرْحِ الزائد ؛ قال بشر بن أَبي خازم يذكر سفينة وركبانها : ونحن على جَوانِبِها قُعُودٌ ، نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإِبِلِ القِماحِ والاسم القُماح والقامِحُ . والمُقامِحُ أَيضاً من الإِبل : الذي اشتدّ عطشه حتى فَتَرَ لذلك فُتُوراً شديداً . وذكر الأَزهري في ترجمة حمم الإِبل : إِذا أَكلت النَّوَى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ ؛ فأَما القُماحُ فإِنه يأْخذها السُّلاحُ ويُذْهب طِرْقها ورِسْلها ونَسْلها ؛ وأَما الحُمامُ فسيأْتي في بابه . وشَهْرا قِماحٍ وقُماحٍ : شهرا الكانون لأَنهما يكره فيهما شرب الماء إِلا على ثُفْلٍ ؛ قال مالك بن خالد الهُذَليّ : فَتًى ، ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا ، وحُبَّ الزادُ في شَهْرَيْ قِماحِ
ويروى : قُماح ، وهما لغتان ، وقيل : سمِّيا بذلك لأَن الإِبل فيهما تُقامِحُ عن الماء فلا تشربه ؛ الأَزهري : هما أَشَدُّ الشتاء بَرْداً سميا شَهْرَيْ قُِماحِ لكراهة كل ذي كَبِدٍ شُرْبَ الماء فيهما ، ولأَن الإِبل لا تشرب فيهما إِلا تعذيراً ؛ قال شمر : يقال لشهري قُِماح : شَيْبانُ ومِلْحان ؛ قال الجوهري : سميا شهري قُِماحٍ لأَن الإِبل إِذا وردَتْ آذاها بَرْدُ الماء فقامَحَتْ . وبعيرٌ مُقْمِحٌ : لا يكاد يرفع بصره . والمُقْمَحُ : الذليل . وفي التنزيل : فهي إِلى الأَذقان فهم مُقْمَحون ؛ أَي خاشعون أَذلاء لا يرفعون أَبصارهم . والمُقْمَحُ : الرافع رأْسه لا يكاد يضعه فكأَنه ضِدُّ . والإِقْماحُ : رفع الرأْس وغض البصر : يقال : أَقْمَحَه الغُلّ إِذا ترك رأْسه مرفوعاً من ضيقه . قال الأَزهري :، قال الليث : القامِحُ والمُقامِحُ من الإِبل الذي اشتدّ عطشه حتى فَتَرَ . وبعير مُقْمَحٌ ، وقد قَمَح يَقْمَحُ من شدّة العطش قُموحاً ، وأَقْمَحَه العطشُ ، فهو مُقْمَحٌ . قال الله تعالى : فهي إِلى الأَذقان فهم مُقْمَحون خاشعون لا يرفعون أَبصارهم ؛ قال الأَزهري : كل ما ، قاله الليث في تفسير القامح والمُقامِح وفي تفسير قوله عز وجل « فهم مقمحون » فهو خطأٌ وأَهل العربية والتفسير على غيره . فأَما المُقامِح فإِنه روي عن الأَصمعي أَنه ، قال : بعير مُقامِحٌ وكذلك الناقة ، بغير هاء ، إِذا رفع رأْسه عن الحوض ولم يشرب ، قال : وجمعه قِماحٌ ، وأَنشد بيت بشر يذكر السفينة ورُكبانَها ؛ وقال أَبو عبيد : قَمَحَ البعير يَقْمَحُ قُموحاً ، وقَمَه يَقْمَه قُموهاً إِذا رفع رأْسه ولم يشرب الماء ؛ وروي عن الأَصمعي أَنه ، قال : التَّقَمُّح كراهةُ الشرب . قال : وأَما قوله تعالى : فهم مُقْمَحون ؛ فإِن سلمة روى عن الفراء أَن ؟
قال : المُقْمَحُ الغاضّ بصره بعد رفع رأْسه ؛ وقال الزجاج : المُقْمَحُ الرافع رأْسه الغاضُّ بَصَرَه . وفي حديث علي ، كرم الله وجهه ، قال له النبي ، صلى الله عليه وسلم : سَتَقْدَمُ على الله تعالى أَنت وشِيعَتُك راضين مَرْضِيِّين ، ويَقْدَمُ عليك عَدُوُّك غِضاباً مُقْمَحين ؛ ثم جمع يده إِلى عنقه يريهم كيف الإِقْماحُ ؛ الإِقماح : رفع الرأْس وغض البصر . يقال : أَقْمَحه الغُلّ إِذا تركه مرفوعاً من ضيقه . وقيل : للكانونَيْنِ شهرا قُِماح لأَن ال إِبل إِذا وردت الماء فيهما ترفع رؤُوسها لشدة برده ؛ قال : وقوله « فهي إِلى الأَذقان » هي كناية عن الأَيدي لا عن الأَعناق ، لأَن الغُلَّ يجعل اليدَ تلي الذَّقَنَ والعُنُقَ ، وهو مقارب للذقن . قال الأَزهري : وأَراد عز وجل ، أَن أَيديهم لما غُلَّتْ عند أَعناقهم رَفَعَت الأَغلالُ أَذقانَهم ورؤُوسَهم صُعُداً كالإِبل الرافعة رؤوسها . قال الليث : يقال في مَثَلٍ : الظَّمَأُ القامِح خير من الرِّيِّ الفاضح ؛ قال الأزهري : وهذا خلاف ما سمعناه من العرب ، والمسموع منهم : الظمأُ الفادح خير من الرِّيِّ الفاضح ؛ ومعناه العطشُ الشاق خير من رِيٍّ يفْضَحُ صاحبه ، وقال أَبو عبيد في قول أُمِّ زرع : وعنده أَقول فلا أُقَبَّحُ وأَرب فأَتَقَمَّحُ أَي أَرْوَى حتى أَدَعَ الشربَ ؛ أَرادت أَنها تشرب حتى تَرْوَى وتَرْفَعَ رأْسَها ؛ ويروى بالنون . قال الأَزهري : وأَصل التَّقَمُّح في الماء ، فاستعارته للبن . أَرادت أَنها تَرْوَى من اللبن حتى ترفع رأْسها عن شربه كما يفعل البعير إِذا كره شرب الماء . وقال ابن شميل : إِن فلاناً لَقَمُوحٌ للنبيذ أَي شَرُوب له وإِنه لَقَحُوفٌ للنبيذ . وقد قَمِحَ الشرابَ والنبيذ والماء واللبن واقْتَمَحه ؛ وهو شربه إِياه ؛ وقَمِحَ السويقَ قَمحاً ، وأَما الخبز والتمر فلا يقال فيهما قَمِحَ إِنما يقال القَمْحُ فيما يُسَفُّ . وفي الحديث : أَنه كان إِذا اشتكى تَقَمَّحَ كفّاً من حَبَّة السوداء . يقال : قَمِحْتُ السويقَ ، بكسر الميم (* قوله « بكسر الميم » وبابه سمع كما في القاموس .)، إِذا استففته . والقِمْحَى والقِمْحاة : الفَيْشة (* زاد في القاموس القمحانة ، بالكسر : ما بين القمحدوه إِلى نقرة القفا . وقمحه تقميحاً : دفعه بالقليل عن كثير يجب له اهـ . زاد في الأَساس كما يفعل الامير الظالم بمن يغزو معه يرضخه أَدنى شيء ويستأثر عليه بالغنيمة .). "
المعجم: لسان العرب
قمه
" القَمَهُ : قِلَّةُ الشهوةِ للطعام كالقَهَمِ ، وقد قَمِهَ وقَمَهَ البعيرُ يَقْمَه قُمُوهاً : رفع رأْسَه ولم يَشْرَب الماء ، لغة في قَمَح . وقَمهَ الشيءُ ، فهو قامِةٌ : انْغَمَس حيناً وارتفع أُخرى ؛ قال رؤبة : يَعْدِلُ أَنْضادَ القِفافِ القُمَّهِ جعَل القُمَّهَ نعتاً للقِفافِ لأَنها تَغِيب حيناً في السَّراب ثم تظهر ؛ قال ابن بري قبل هذا البيت الذي أَورده الجوهري : قَفْقاف أَلْحِي الرَّاعِساتِ القُمَّه ؟
قال ابن بري قبله : يَعْدِل أَنْضادَ القِفافِ الرُّدَّهِ عنها ، وأَثْباجَ الرِّمالِ الوُرَّه ؟
قال : والذي في رجز رؤبة : تَرْجافُ أَلْحِي الرَّاعِساتِ القُمَّهِ أَي تَرْجافُ أَلْحِي هذهِ الإبلِ ، الراعِساتِ أَي المضطربات ، يَعْدِل أَنْضادَ هذه القفافِ ويَخْلُفها . ويقال : قَمَهَ الشيءَ في الماء يَقْمَهه إذا قَمَسه فارتَفع رأسُه أَحْياناً وانْغَمَرَ أَحياناً فهو قامِهٌ . وقال المفضل : القامِهُ الذي يَرْكَبُ رَأسَه لا يَدْرِي أَين يتوجه . الجوهري : القُمَّهُ من الإبل مثل القُمَّح وهي الرافعةُ رُؤوسَها إلى السماء ، الواحدة قامِهٌ وقامِحٌ . وقال الأَزهري في ترجمة مَقَه : سَرابٌ أَمْقَه ؛ قال رؤبة : في الفَيْفِ من ذاكَ البَعيدِ الأَمْقَهِ وهو الذي لا خَضْراء فيه ، ورواه أَبو عمرو الأَقْمه ، قال : وهو البعيد . يقال : هو يَتَقَمَّه في الأَرض إذا ذهَبَ فيها ، وقال الأَصمعي : إذا أَقْبَل وأَدْبَر فيها . وخرج فلان يَتَقَمَّه في الأَرض : لا يَدْرِي أَيْنَ يَذْهَبُ . قال أَبو سعيد : ويَتَكَمَّه مثله . وقال في قول رؤبة القُمَّه : هي القُمَّحُ ، وهي التي رفعت رؤوسها كالقِمَاح التي لا تَشْرَبه . "
المعجم: لسان العرب
قمص
" القميص الذي يلبس معروف مذكر ، وقد يُعْنى به الدرع فيؤنث ؛ وأَنثه جرير حين أَراد به الدرع فقال : تَدْعُو هوازنَ والقميصُ مُفاضةٌ ، تَحْتَ النّطاقِ ، تُشَدُّ بالأَزرار والجمع أَقْمِصةَ وقُمُصٌ وقُمْصانٌ . وقَمَّص الثوبَ : قَطَعَ منه قميصاً ؛ عن اللحياني . وتَقَمَّصَ قميصَه : لَبسه ، وإِنه لَحَسن الْقِمْصة ؛ عن اللحياني . ويقال : قَمَّصْتُهُ تقميصاً أَي أَلبستُه فتَقَمَّص أَي لَبِس . وروى ابن الأَعرابي عن عثمان أَن النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، قال له : إِن اللّه سَيُقَمِّصُك قميصاً وإِنك سَتُلاصُ على خَلْعِهِ فإِياك وخَلْعَه ، قال : أَراد بالقميص الخلافة في هذا الحديث وهو من أَحسن الاستعارات . وفي حديث المَرْجُوم : إِنه يَتَقَمَّص في أَنهار الجنة أَي يَتَقَلَّب ويَنْغَمِس ، ويروى بالسين ، وقد تقدم . والقميص : غِلاف القلب . قال ابن سيده : وقَمِيصُ القلب شحمه أُراه على التشبيه . والقِماص : أَن لا يَسْتَقر في موضع تراه يَقْمِصُ فيَثِب من مكانه من غير صبر . ويقال للقَلِقِ : قد أَخذه القِماص . والقَماص والقُماص : الوثب ، قمَصَ يَقْمُص ويَقْمِص قُماصاً وقِماصاً . وفي المثل : أَفلا قِماص بالبعير ؛ حكاه سيبويه ، وهو القِمِصَّى أَيضاً ؛ عن كراع . وقَمَص الفرسُ وغيرُه يقمُص ويقمِص قَمْصاً وقِماصاً أَي اسْتَنَّ وهو أَن يرفع يديه ويطرحهما معاً ويَعْجِنَ برجليه . يقال : هذه دابة فيها قِماص ، ولا تقل قُماص ، وقد ورد المثل المتقدم على غير ذلك فقيل : ما بالعَيْر من قِماص ، وهو الحِمار ؛ يُضْرَب لمن ذَلّ بعد عز . والقَمِيص : البِرْذَوْن الكثير القِماصِ والقُماص ، والضم أَفصح . وفي حديث عمر : فَقَمَص منها قَمْصاً أَي نَفَر وأَعرض . وفي حديث عليّ : أَنه قَضَى في القارِصَة والقامِصَة والواقِصَة بالدية أَثلاثاً ؛ القامِصَة النافِرَة الضاربة برجلها ، وقد ذكر في قرص . ومنه حديث الآخر : قَمَصَت بأَرْجُلِها وقنصت بأَحْبُلها . وفي حديث أَبي هريرة : لتَقْمِصَنَّ بكم الأَرضَ قُماص البَقَر ، يعني الزلزلة . وفي حديث سليمان ابن يسار : فقَمَصَت به فصرَعَتْه أَي وثَبَت ونَفَرَت فأَلْقَتْه . ويقال للفرس : إِنه لقامِص العُرْقُوب ، وذلك إِذا شَنِج نَساهُ فَقَمَصَتْ رِجْلُه . وقَمَصَ البَحْرُ بالسفينة إِذا حرَّكها بالموج . ويقال للكذاب : إِنه لَقَموص الحَنْجَرَة ؛ حكاه يعقوب عن كراع . والقَمَص : ذُبابٌ صِغار يَطير فوق الماء ، واحدته قمَصَة . والقَمَصُ : الجَراد أَوَّلَ ما تَخْرُجُ من بيضه ، واحدته قمَصَة . "
المعجم: لسان العرب
قمن
" الأَزهري : روي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : إِني قد نُهيتُ عن القراءة في الركوع والسجود ، فأَما الركوعُ فعَظِّمُوا الله فيه ، وأَما السُّجود فأَكثروا فيه من الدعاء ، فإِنه قَمِنٌ أَن يُسْتَجابَ لكم ؛ يقال : هو قَمَنٌ أَن يفعل ذلك ، بالتحريك ، وقَمِنٌ أَن يفعل ذلك ، فم ؟
قال قَمَن أَراد المصدر فلم يُثَنِّ ولم يجمع ولم يؤنث ، يقال : هما قَمَنٌ أَن يفعلا ذلك وهم قَمَنٌ أَن يفعلوا ذلك وهنَّ قَمَنٌ أَن يفعلن ذلك ، وم ؟
قال قَمِنٌ أَراد النعت فثنى وجمع فقال هما قَمِنانِ وهم قَمِنونَ ، ويؤنث على ذلك ، وفيه لغتان : هو قَمِنٌ أَن يفعل ذلك ، وقَمِين أَن يفعل ذلك ، بالياء ؛ قال قيس بن الخَطيم : إِذا جاوَزَ الاثنينِ سِرٌّ فإِنه ، بنَثّ وتَكْثيرِ الوُشاةِ ، قَمِين ؟
قال ابن كَيْسانَ : قمِينٌ بمعنى حَرِيّ ، مأْخوذ من تَقَمَّنْتُ الشيءَ إِذا أَشْرَفتَ عليه أَن تأْخذه ؛ غيره : هو مأْخوذ من القَمِين بمعنى السريع والقريب . ابن سيده : هو قَمَنٌ بكذا وقَمَنٌ منه وقَمِنٌ وقمِينٌ أَي حَرٍ وخَلِيقٌ وجَدِيرٌ ، فمن فتح لم يُثَنِّ ولا جمع ولا أَنَّث ، ومن كسر الميم أَو أَدخل الياء فقال قمِينٌ ثَنَّى وجمع وأَنَّث فقال قَمِنانِ وقَمِنُون وقمِنَة وقمِنتانِ وقمِناتٌ وقَمِينانِ وقَمِينونَ وقُمَناء وقمِينة وقمِينتانِ وقمِيناتٌ وقَمائِنُ . وحكى اللحياني : إِنه لمَقْمُون أَن يفعل (* قوله « إنه لمقمون أن يفعل إلخ » كذا بالأصل تبعاً لنسخة من المحكم ، والذي في التهذيب : وقال اللحياني إنه لمقمنة أن يفعل ذلك وإنهم لمقمنة لا يثنى ولا يجمع إلخ ): ذلك ، وإِنه لمَقْمَنة أَن يفعل ذلك ، كذا لا يثنى ولا يجمع في المذكر والمؤنث كقولك مَخْلَقة ومَجْدَرة . وهذا الأَمرُ مَقْمَنة لذلك أَي مَحْراةٌ ومَخْلقة ومَجْدَرة ؛ قال ابن بري : شاهد قَمَنٍ ، بالفتح ، قولُ الحرث بن خالد المخزومي : من كان يَسأَلُ عَنَّا أَينَ منزِلُنا ، فالأُقْحُوانةُ مِنَّا مَنزِلٌ قَمَن ؟
قال : وشاهد قَمِنٍ بالكسر قول الحُوَيْدِرة : ومُناخ غيرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُه قَمِن من الحِدْثانِ نابي المَضْجَعِ وهذا المنزلُ لك مَوْطِنٌ قَمَِنٌ أَي جَديرٌ أَن تسكنه . وأَقْمِنْ بهذا الأَمر أَي أَخْلِقْ به . وحكى اللحياني : ما رأَيت من قَمَنِه وقَمَانته ، كذا حكاه . وداري قَمَنٌ من دارك أَي قريب . ابن الأَعرابي : القَمَنُ والقَمِنُ القريب . والقَمَنُ والقَمِنُ : السريع . وتقَمَّنْتُ في هذا الأَمر مُوافَقَتَك أَي تَوَخَّيْتُها . "
المعجم: لسان العرب
قمأ
" قَمَأَ الرَّجُلُ وغيرُه ، وقَمُؤَ قَمْأَةً وقَمَاءً وقَمَاءة ، لا يُعْنَى بقَمْأَةٍ ههنا المرَّة الواحدة البتَّة : ذَلَّ وصَغُرَ وصار قَمِيئاً . ورجل قَمِيءٌ : ذليل على فَعِيلٍ ، والجمع قِمَاءٌ وقُمَاءٌ ، الأَخيرة جمعٌ عزيزٌ ، والأُنثى قَميئةٌ . وأَقْمَأْتُه : صَغَّرْتُه وذَلَّلته . والصاغِرُ القَمِيءُ يُصَغَّر بذلك ، وإِن لم يكن قصيراً . وأَقْمَيْتُ الرجُلَ إِذا ذَلَّلْتَه . وقَمَأَتِ المرأَةُ قَمَاءة ، مـمدود : صغُر جِسمُها . وقَمَأَتِ الماشيةُ تَقْمَأُ قُمُوءاً وقُمُوءة وقَمْأً ، وقَمُؤَت قَمَاءة وقَمَاءً وقَمَأً ، وأَقْمأَتْ : سَمِنَت . وأَقْمَأَ القومُ : سَمِنَت إِبِلهم . التهذيب : قَمَأَتْ تَقْمَأُ ، فهي قامِئةٌ : امتلأَتِ سِمَناً ، وأَنشد الباهليُّ : وجُرْدٍ ، طارَ باطِلُها نَسيلاً ، * وأَحْدَثَ قَمْؤُها شَعَراً قِصارا وأَقْمَأَني الشيءُ : أَعْجَبَنِي . أَبو زيد : هذا زمان تَقْمَأُ فيه الإِبل أَي يَحْسُن وَبَرُها وتَسْمَنُ . وقَمَأَتِ الإِبل بالمكان : أَقامَتْ به وأَعْجَبها خِصْبُه وسَمِنَتْ فيه . وفي الحديث : أَنه ، عليه السلام ، كان يَقْمَأُ إِلى مَنْزِل عائشةَ ، رضي اللّه عنها ، كثيراً أَي يَدْخُل . وقَمَأْتُ بالمكان قَمْأً : دخلته وأَقَمْتُ به . قال الزمخشري : ومنه اقْتَمَأَ الشيءَ إِذا جَمَعه . والقَمْءُ : المكان الذي تُقِيمُ فيه الناقةُ والبَعِيرُ حتى يَسْمَنا ، وكذلك المرأَةُ والرَّجلُ . ويقال قَمَأتِ الماشيةُ بمكان كذا حتى سَمِنَتْ . والقَمْأَةُ : المكانُ الذي لا تَطْلُع عليه الشمسُ ، وجَمْعُها القِمَاءُ . ويقال : المَقْمَأَةُ والمَقْمُؤَةُ ، وهي المَقْنَأَةُ والمَقْنُؤَةُ . أَبو عمرو : المَقْنَأَةُ والمَقْنُؤَةُ : المكان الذي لا تَطْلُع عليه الشمسُ . وقال غيره : مَقْناة ، بغير همز . وإِنهم لفي قَمْأَةٍ وقُمْأَةٍ على مثال قُمْعةٍ ، أَي خِصْب ودَعةٍ . وتَقَمَّأَ الشيءَ : أخذ خِياره ، حكاه ثعلب ، وأَنشد لابن مقبل : لقد قَضَيْتُ ، فلا تَسْتَهْزِئَا ، سَفَهاً * مـما تَقَمَّأْتُه مِنْ لَذَّةٍ ، وطَرِي وقيل : تَقَمَّأْته : جمعتُه شيئاً بعد شيءٍ . وما قامَأَتْهُم الأَرضُ : وافَقَتْهُم ، والأَعرف ترك الهمز . وعَمْرُو بن قَمِيئةَ : الشاعِرُ ، على فَعِيلة . الأَصمعي : ما يُقامِينِي الشيءُ وما يُقانِينِي أَي ما يُوافِقُنِي ، ومنهم من يهمز يُقاميني . وتَقمَّأْتُ المكانَ تَقَمُّؤاً أَي وافقَني ، فأَقَمْتُ فيه . "
المعجم: لسان العرب
قمس
" قَمَسَ في الماء يَقْمُِسُ قُمُوساً : انغطَّ ثم ارتفع ؛ وقَمَسَه هو فانقمس أَي غَمَسَه فيه فانغمس ، يتعدّى ولا يتعدّى . وكلُّ شيء ينْغَطّ في الماء ثم يرتفع ، فقد قَمَسَ ؛ وكذلك القِنان والإِكام إِذا اضطرب السَّراب حولها قَمَسَت أَي بدَتْ بعدما تخفّى ، وفيه لغة أُخرى : أَقْمَسْته في الماء ، بالأَلف . وقَمَسَت الإِكامُ في السَّراب إِذا ارتفعت فرَأَيْتَها كأَنها تطفو ؛ قال ابن مقبل : حتى اسْتَتَبْت الهُدَى ، والبيد هاجِمةٌ ، يَقْمُسنَ في الآلِ غُلْفاً أَو يُصَلِّينا والولدُ إِذا اضطرب في سُخْد السَّلَى قيل : قَمَسَ ؛ قال رؤبة : وقامِسٍ في آلهِ مُكَفَّنِ ، يَنْزُونَ نَزْو اللاعبينَ الزُّفَّنِ وقال شَمِر : قَمَسَ الرجل في الماء إِذا غاب فيه ، وقَمَسَت الدَّلْوُ في الماء إِذا غابت فيه ، وانْقَمَسَ في الرَّكِيَّة إِذا وثَبَ فيها ، وقَمَسْتُ به في البئر أَي رَمَيْت . وفي الحديث : أَنه رجَمَ رجلاً ثم صلى عليه ، وقال : إِنه الآن لَيَنْقَمِسُ في رِياضِ الجنة ، وروي : في أَنهار الجنة ، من قَمَسَه في الماء فانقمَسَ ، ويروى ، بالصاد ، وهو بمعناه . وفي حديث وفْد مَذْحِج : في مَفازة تُضْحِي أَعلامُها قامِساً ويُمْسي سَرابُها طامساً أَي تَبْدو جبالُها للعين ثم تغيب ، وأَراد كلَّ عَلَم من أَعلامها فلذلك أَفرد الوصف ولم يجمعُه . قال الزمخشري : ذكر سيبويه أَن أَفعالاً يكون للواحد وأَن بعض العرب يقول هو الأَنْعام ، واستشهد بقوله تعالى : وإِنَّ لكم في الأَنعام لعِبرة نُسقِيكم مما في بطونه ، وعليه جاء وله : تُضْحِي أَعلامُها قامِساً ، وهو ههنا فاعل بمعنى مفعول . وفلانٌ يقامس في سِرّه (* قوله « وفلان يقامس في سره إلخ » عبارة شرح القاموس : وفلان يقمس في سربه إذا كان يختفي مرة ويظهر مرة .) إِذا كان يَحْنَق مرة ويظهر مرة . ويقال للرجل إِذا ناظَر أَو خاصم قِرْناً : إِنما يُقامِس حُوتاً ؛ قال مالك بن المتنخل الهذلي : ولكنَّما حُوتاً بِدُجْنَى أُقامِسُ دُجْنَى : موضع ، وقيل إِنما يقال ذلك إِذا ناظَر مَن هو أَعلم منه ، وقامَسْتُه فَقَمَسْته . وقَمَسَ الولدُ في بطن أُمِّه : اضطرب . والقامِس : الغَوَّاص ؛ قال أَبو ذؤيب : كأَنَّ ابنةَ السَهْمِيِّ دَرَّة قامسٍ ، لها بعد تَقْطِيعِ النُّبُوح وهِيجُ (* قوله « بعد تقطيع النبوح » هكذا في الأصل المعوّل عليه هنا وفيه في مادة وهج بعد تقطيع الثبوج .) وكذلك القَمَّاس . والقَمْس : الغَوْص . والتقميسُ : أَن يُرْوِي الرجل إِبلَه ؛ والتَغْمِيسُ ، بالغين : أَن يسقِيها دون الرِّيِّ ، وقد تقدم . وأَقْمَس الكوكبُ وانقمس : انحطَّ في المغرب ؛ قال ذو الرمّة يذكر مَطراً عند سقوط الثُّرَيَّا . أَصابَ الأَرضَ مُنْقَمَسُ الثريا ، بِساحِيةٍ ، وأَتْبَعَها طِلالا وإِنما خَّص الثريا لأَنه زعم أَن العرب تقول : ليس شيء من الأَنْواء أَغْزَر من نَوْء الثريا ، أَراد أَن المطر كان عند نَوء الثريا ، وهو مُنْقَمَسها ، لغَزَارة ذلك المطر . والقاموس والقَومَس : قعر البحر ، وقيل : وسَطه ومُعظمه . وفي حديث ابن عباس : وسُئل عن المَدّ والجَزْر ، قال : مَلَك موكَّل بقاموس البحر كلما وضَع رجلَه فيه فاضَ وإِذا رفعها غاضَ أَي زاد ونقَس ، وهو فاعُولٌ من القَمْس . وفي الحديث أَيضاً :، قال قولاً بلغ به قاموس البحر أَي قَعْرَه الأَقصى ، وقيل : وسَطه ومُعظمه ؛ قال أَبو عبيد : القاموس أَبعد موضع غَوْراً في البحر ، قال : وأَصل القَمْس الغَوْس . والقَوْمَسُ : الملِك الشريف . والقَوْمَسُ : السيد ، وهو القُمَّسُ ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد : وعَلِمْتُ أَني قد مُنِيتُ بِنَيْطَلٍ ، إِذ قيل : كان من ال دَوْفَنَ قُمَّسُ والجمع قَمامِس وقَمامِسَة ، أَدخلوا الهاء لتأْنيث الجمع ، وقُومِس : موضع ؛ قال أَحد الخوارج : ما زالت الأَقدارُ حتى قَذَفَْني بقُومِسَ بين الفَرَّجان وصُول (* قوله « بين الفرجان » هكذا في الأصل ، مشدد الراء وعليه يستقيم وزن البيت ، ولكن اسم الموضع بإسكان الراء كما في معجم ياقوت والقاموس وكذا للمؤلف في مادة فرج .) وقامِس : لغة في قاسِم . "
المعجم: لسان العرب
قمع
" القَمْعُ : مصدر قَمَعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً وأَقْمَعَه فانْقَمَعَ قَهَرَه وذَلَّلَه فذَلَّ . والقَمْعُ : الذُّلُّ . والقَمْعُ : الدخُولُ فِراراً وهَرَباً . وقمَعَ في بيته وانْقَمَعَ : دخله مُسْتَخْفِياً . وفي حديث عائشة والجواري اللاّتي كُنَّ يَلْعَبْنَ معها : فإِذا رأَين رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، انْقَمَعْنَ أَي تَغَيَّبْنَ ودَخَلْنَ في بيت أَو مِنْ وراءِ سِتْرٍ ؛ قال ابن الأَثير : وأَصله من القِمَعِ الذي على رأْس الثمرة أَي يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قمعها . وفي حديث الذي نَظَر في شَقِّ البابِ : فلما أَن بَصُرَ به انْقَمَعَ أَي رَدَّ بصرَه ورجَع ، كأَنَّ المَرْدُود أَو الراجعَ قد دخل في قِمَعِه . وفي حديث منكر ونكير : فَيَنْقَمِعُ العذابُ عند ذلك أَي يرجع ويتداخل ؛ وقَمَعةُ بن إِلْياسَ منه ، كان اسمه عُمَيْراً فأُغِيرَ على إِبل أَبيه فانْقَمعَ في البيت فَرَقاً ، فسماه أَبوه قَمَعة ، وخرج أَخوه مُدْرِكةُ (* قوله « شهود » كذا بالأصل .) وقَمَعَ ما في الإِناء واقْتَمَعَه : شربه كله أَو أَخذه . ويقال : خذ هذا فاقْمَعْه في فَمِه ثم اكْلِتْه في فيه . والقَمْعُ والإِقْماعُ : أَن يَمُرّ الشرابُ في الحَلْقِ مَرًّا بغير جَرْعٍ ؛
أَنشد ثعلب : إِذا غَمَّ خِرْشاءَ الثُّمالةِ أَنْفُه ، ثَنَى مِشْفَرَيْه للصَّرِيحِ وأَقْمَعا ورواية المصنف : فأَقْنَعا . وفي الحديث : أَولُ مَن يُساقُ إِلى النارِ الأَقْماعُ الذين إِذا أَكلوا لم يَشْبَعُوا وإِذا جَمَعُوا لم يَسْتَغْنُوا أَي كأَنَّ ما يأْكلونه ويَجْمَعُونه يمرُّ بهم مُجْتازاً غير ثابت فيهم ولا باقٍ عندهم ، وقيل : أَراد بهم أَهلَ البَطالاتِ الذين لا همَّ لهم إِلا في تَزْجِيةِ الأَيامِ بالباطل ، فلا هُمْ في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة . والقََمَعُ والقَمَعَةُ : طَرَفُ الحُلْقُومِ ، وفي التهذيب : القَمَعُ طَبَقُ الحُلْقُومِ وهو مَجْرَى النَّفَسِ إِلى الرِّئةِ . والأَقْماعِيُّ : عِنَبٌ أَبيضُ وإِذا انْتَهَى مُنْتَهاهُ اصْفَرَّ فصار كالوَرْسِ ، وهو مُدَحْرَجٌ مُكْتَنِزُ العَناقِيدِ كثير الماء ، وليس وراءَ عصيرِه شيءٌ في الجَوْدةِ وعلى زَبِيبِه المُعَوَّلُ ؛ كل ذلك عن أَبي حنيفة ، قال : وقيل الأَقْماعِيُّ ضَرْبانِ : فارِسيٌّ وعَرَبيّ ، ولم يزد على ذلك . "
المعجم: لسان العرب
قمر
" القُمْرَة : لون إِلى الخُضْرة ، وقيل : بياض فيه كُدْرَة ؛ حِمارٌ أَقْمَرُ . والعرب تقول في السماء إِذا رأَتها : كأَنها بطنُ أَتانٍ قَمْراءَ فهي أَمْطَرُ ما يكون . وسَنَمَةٌ قَمْراءُ : بيضاء ؛ قال ابن سيده : أَعني بالسَّنَمَة أَطرفَ الصِّلِّيان التي يُنْسِلُها أَي يُلْقيها . وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ذكر الدجال فقال : هِجانٌ أَقْمَرُ . قال ابن قتيبة : الأَقمر الأَبيض الشديد البياض ، والأُنثى قَمْراء . ويقال للسحاب الذي يشتدّ ضوءُه لكثرة مائه : سحاب أَقمر . وأَتان قمراء أَي بيضاء . وفي حديث حليمة : ومَعَنا أَتانٌ قَمْراءُ ، وقد تكرر ذكر القُمْرة في الحديث . ويقال : إِذا رأَيت السحابة كأَنها بطنُ أَتانٍ قَمْراءَ فذلك الجَوْدُ . وليلة قَمْراء أَي مضيئة . وأَقْمَرَتْ ليلتنا : أَضاءت . وأَقْمَرْنا أَي طلع علينا القَمَرُ . والقَمَرُ : الذي في السماء . قال ابن سيده : والقَمَر يكون في الليلة الثالثة من الشهر ، وهو مشتق من القُمْرة ، والجمع أَقْمار . وأَقْمَرَ : صار قَمَراً ، وربما ، قالوا : أَقْمَر الليلُ ولا يكون إِلا في الثالثة ؛
أَنشد الفارسي : يا حَبَّذا العَرَصاتُ ليَلاً في لَيالٍ مُقْمِرات أَبو الهثيم : يسمى القمر لليلتين من أَول الشهر هلالاً ، ولليلتين من آخره ، ليلة ست وعشرين وليلة سبع وعشرين ، هلالاً ، ويسمى ما بين ذلك قَمَراً . الجوهري : القَمَرُ بعد ثلاث إِلى آخر الشهر يسمى قمراً لبياضه ، وفي كلام بعضهم قُمَيْرٌ ، وهو تصغيره . والقَمَرانِ : الشمس والقمر . والقَمْراءُ : ضوء القَمَرِ ، وليلة مُقْمِرَة وليلة قمراء مُقْمِرَة ؛
قال : يا حبذا القَمْراءُ والليلُ السَّاجْ ، وطُرُقٌ مثلُ مُلاءِ النَّسَّاج وحكى ابن الأَعرابي : ليلٌ قَمْراءُ ، قال ابن سيده : وهو غريب ، قال : وعندي أَنه عنى بالليل الليلة أَو أَنثه على تأْنيث الجمع . قال : ونظيره ما حكاه من قولهم ليل ظَلْماءُ ، قال : إِلا أَن ظلماء أَسهل من قمراء ، قال : ولا أَدري لأَيِّ شيء استسهل ظلماء إِلا أَن يكون سمع العرب تقوله أَكثر . وليلة قَمِرَةٌ : قَمْراءُ ؛ عن ابن الأَعرابي ، قال : وقيل لرجل : أَيّ النساء أَحَبُّ إِليك ؟، قال : بَيْضاء بَهْتَرة ، حاليةٌ عَطِرَة ، حَيِيَّةٌ خَفِرَة ، كأَنها ليلة قَمِرَة ؛ قال ابن سيده : وقَمِرَه عندي على النَّسَب . ووجهٌ أَقْمَرُ : مُشَبَّه بالقَمر . وأَقْمَر الرجلُ : ارْتَقَبَ طُلوعَ القَمر ؛ قال ابن أَحمر : لا تُقْمِرَنَّ على قَمْرٍ ولَيْلَتِه ، لا عَنْ رِضاكَ ، ولا بالكُرْه مُغْتَصبا ابن الأَعرابي : يقال للذي قَلَصَتْ قُلْفَته حتى بدا رأْس ذكره عَضَّه القَمَرُ ؛
وأَنشد : فِداكَ نِكْسٌ لا يَبِضُّ حَجَرُهْ ، مُخَرَّقُ العِرْضِ جَدِيدٌ مِمْطَرُه في ليلِ كانونٍ شديدٍ خَصَرُهْ ، عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانى قَمَرُهْ يقول : هو أَقلف ليس بمختون إِلا ما نَقَصَ منه القَمَرُ ، وشبه قلفته بالزُّبانى ، وقيل : معناه أَنه وُلد والقمر في العقرب فهو مشؤوم . والعرب تقول : اسْتَرْعَيْتُ مالي القَمَرَ إِذا تركته هَمَلاً ليلاً بلا راع يحفظه ، واسْتَرْعَيْتُه الشمسَ إِذا أَهْمَلته نهاراً ؛ قال طَرَفَةُ : وكانَ لها جارانِ قابُوسُ منهما وبِشْرٌ ، ولم أَسْتَرْعِها الشمسَ والقَمر أَي لم أُهْمِلْها ؛ قال وأَراد البَعِيثُ هذا المعنى بقوله : بحَبْلِ أَميرِ المؤمنين سَرَحْتُها ، وما غَرَّني منها الكواكبُ والقَمَرْ وتَقَمَّرْته : أَتيته في القَمْراء . وتَقَمَّر الأَسدُ : خرج يطلب الصيدَ في القَمْراء ؛ ومنه قول عبد الله بن عَثْمةَ الضَّبِّيِّ : أَبْلِغْ عُثَيْمَةَ أَنَّ راعي إِبْلِهِ سَقَطَ العَشاءُ به على سِرْحانِ سَقَطَ العَشاءُ به على مُتَقَمِّرٍ ، حامي الذِّمارِ مُعاوِدِ الأَقْران ؟
قال ابن بري : هذا مثل لمن طلب خيراً فوقع في شر ، قال : وأَصله أَن يكون الرجل في مَفازةٍ فيعوي لتجيبه الكلابُ بنُباحِها فيعلم إِذا نَبَحَتْه الكلابُ أَنه موضع الحَيِّ فيستضيفهم ، فيسمع الأَسدُ أَو الذئب عُواءَه فيقصد إِليه فيأْكله ؛ قال : وقد قيل إِن سرحان ههنا اسم رجل كان مُغِيراً فخرج بعضُ العرب بإِبله ليُعَشِّيَها فهَجَم عليه سِرْحانُ فاستاقها ؛
قال : فيجب على هذا أَن لا ينصرف سرحان للتعريف وزيادة الأَلف والنون ، قال : والمشهور هو القول الأَوّل . وقَمَروا الطيرَ : عَشَّوْها في الليل بالنار ليَصِيدُوها ، وهو منه ؛ وقول الأَعشى : تَقَمَّرَها شيخٌ عِشاءً فأَصْبَحَتْ قُضاعِيَّةً ، تأْتي الكواهِنَ ناشِصا يقول : صادَها في القَمْراء ، وقيل : معناه بَصُرَ بها في القَمْراء ، وقيل : اخْتَدَعها كما يُخْتَدَعُ الطير ، وقيل : ابْتَنى عليها في ضوء القمر ، وقال أَبو عمرو : تَقَمَّرها أَتاها في القَمْراء ، وقال الأَصمعي : تَقَمَّرها طلب غِرَّتَها وخَدَعها ، وأَصله تَقَمَّر الصَّيَّادُ الظِّباءَ والطَّيْرَ بالليل إِذا صادها في ضوء القمر فَتَقْمَرُ أَبصارُها فتُصاد ؛ وقال أَبو زُبَيْدٍ يصف الأَسد : وراحَ على آثارهم يَتَقَمَّرُ أَي يتعاهد غِرَّتَهم ، وكأَنَّ القِمارَ مأْخوذ من الخِدَاع ؛ يقال : قامَره بالخِدَاعِ فَقَمَرَهُ . قال ابن الأَعرابي في بيت الأَعشى : تَقَمَّرها تزوّجها وذهب بها وكان قَلْبُها مع الأَعشى فأَصبحت وهي قضاعية ، وقال ثعلب : سأَلت ابن الأَعرابي عن معنى قوله تَقَمَّرها فقال : وقع عليها وهو ساكت فظنته شيطاناً . وسحاب أَقْمَرُ : مَلآنُ ؛
قال : سَقى دارَها جَوْنُ الرَّبابةِ مُخْضِلٌ ، يَسُحُّ فَضِيضَ الماء مِن قَلَعٍ قُمْرِ وقَمِرَتِ القِرْبةُ تَقْمَرُ قَمَراً إِذا دخل الماء بين الأَدَمَةِ والبَشَرة فأَصابها فضاء وفساد ؛ وقال ابن سيده : وهو شيء يصيب القربة من القَمَرِ كالاحتراق . وقَمِرَ السقاءُ قَمَراً : بانت أَدَمَتُه من بَشَرَتِه . وقَمِرَ قَمَراً : أَرِقَ في القَمَر فلم ينم . وقَمِرَتِ الإِبلُ : تأَخر عَشاؤها أَو طال في القَمَر ، والقَمَرُ : تَحَيُّرُ البصر من الثلج . وقَمِرَ الرجلُ يَقْمَرُ قَمَراً : حار بصره في الثلج فلم يبصر . وقَمِرَتِ الإِبلُ أَيضاً : رَوِيتْ من الماء . وقَمِرَ الكلأُ والماءُ وغيره : كثر . وماء قَمِرٌ : كثير ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد : في رأْسِه نَطَّافةٌ ذاتُ أُشَرْ ، كنَطَفانِ الشَّنِّ في الماءِ القَمِرْ وأَقْمَرَتِ الإِبلُ : وقعت في كَلإٍ كثير . وأَقْمَر الثمرُ إِذا تأَخر إِيناعه ولم يَنْضَجْ حتى يُدْرِكَه البَرْدُ فتذهب حلاوته وطعمه . وقامَرَ الرجلَ مُقامَرَةً وقِماراً : راهنه ، وهو التقامرُ . والقِمارُ : المُقامَرَةُ . وتَقَامَرُوا : لعبوا القِمارَ . وقَمِيرُك : الذي يُقامِرُك ؛ عن ابن جني ، وجمعه أَقْمارٌ ؛ عنه أَيضاً ، وهو شاذ كنصير وأَنصارٍ ، وقد قَمَره يَقْمِرُه قَمْراً . وفي حديث أَبي هريرة : من ، قال تَعالَ أُقامِرْكَ فلْيَتَصَدَّق بقَدْرِ ما أَراد أَن يجعله خَطَراً في القِمار . الجوهري : قَمَرْتُ الرجل أَقْمِرُه ، بالكسر ، قَمْراً إِذا لاعبته فيه فغلبته ، وقامَرْتُه فَقَمَرْتُه أَقْمُرُه ، بالضم ، قَمْراً إِذا فاخرته فيه فغلبته . وتَقَمَّر الرجلُ : غلب من يُقامِرُه . أَبو زيد : يقال في مَثَلٍ : وضَعْتُ يدي بين إِحدى مَقْمُورَتَينِ أَي بين إِحدى شَرَّتَيْنِ . والقَمْراء : طائر صغير من الدَّخاخِيلِ . التهذيب : القَمْراء دُخَّلَةٌ من الدُّخَّلِ ، والقُمْرِيُّ : طائر يُشْبه الحَمامَ القُمْرَ البيضَ . ابن سيده : القُمْرِيَّة ضرب من الحمام . الجوهري : القُمْرِيُّ منسوب إِلى طَيْرٍ قُمْرٍ ، وقُمْرٌ إِما أَن يكون جمع أَقْمَرَ مثل أَحْمَرَ وحُمْرٍ ، وإِما أَن يكون جمع قُمْرِيٍّ مثل رُومِيٍّ ورُومٍ وزِنْجِيٍّ وزِنْجٍ ؛ قال أَبو عامر جَدُّ العباس بن مِرْداس : لا نَسَبَ اليومَ ولا خُلَّةً ، إِتَّسَعَ الفَتْقُ على الراتِقِ لا صُلْحَ بيني فاعْلَمُوه ، ولا بينكُمُ ، ما حَمَلَتْ عاتقي سَيْفي ، وما كنا بنَجْدٍ ، وما قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشاهق ؟
قال ابن بري : سبب هذا الشعر أَن النعمان بن المنذر بعث جيشاً إِلى بني سُليم لشيء كان وَجَدَ عليهم من أَجله ، وكان مُقَدَّمَ الجيش عمرو بنُ فَرْتَنا ، فمرّ الجيش على غَطَفَانَ فاستجاشوهم على بني سُليم ، فهزمت بنو سُلَيم جيشَ النعمان وأَسَرُوا عمرو بن فَرْتَنا ، فأَرسلت غَطَفان إِلى بني سُلَيم وقالوا : ننشدكم بالرَّحِم التي بيننا إِلاَّ ما أَطلقتم عمرو بن فرتنا ، فقال أَبو عامر هذه الأَبيات أَي لا نسب بيننا وبينكم ولا خُلَّة أَي ولا صداقة بعدما أَعنتم جيش النعمان ولم تُراعُوا حرمة النسب بيننا وبينكم ، وقد تَفاقَم الأَمرُ بيننا فلا يُرْجى صلاحُه فهو كالفَتْقِ الواسع في الثوب يُتْعِبُ من يَرُومُ رَتْقَه ، وقطع همزة اتسع ضرورة وحَسَّنَ له ذلك كونه في أَول النصف الثاني لأَنه بمنزلة ما يبتدأُ به ، ويروى البيت الأَول : اتسع الحزف على الراقع ؛ قل : فمن رواه على هذا فهو لأَنَسِ بن العباس وليس لأَبي عامر جد العباس . قال : والأُنثى من القَمارِيِّ قُمْرِيَّة ، والذَّكَرُ ساقُ حُرٍّ ، والجمع قَمارِي ، غير مصروف ، وقُمْرٌ . وأَقْمَرَ البُسْرُ : لم يَنْضَجْ حتى أَدركه البرد فلم يكن له حلاوة . وأَقْمَر التمر : ضربه البَرْدُ فذهبت حلاوته قبل أَن يَنْضَجَ . ونخلة مِقْمارٌ : بيضاء البُسْر . وبنو قَمَرٍ : بطنٌ من مَهْرَةَ بن حَيْدانَ . وبنو قُمَيْرٍ : بطنٌ منهم . وقَمارِ : موضع ، إِليه ينسب العُود القَمارِيّ . وعُود قَمارِيٌّ : منسوب إِلى موضع ببلاد الهند . وقَمْرة عنز : موضع ؛ قال الطرماح : ونحن حَصَدْنا صَرْخَدٍ * بقُمْرةِ عَنْزٍ نَهْشَلاً أَيَّما حَصْدِ (* كذا بياض بأصله .)"