ـ كَفَنَ الخُبْزَةَ في المَلَّةِ يَكْفِنُها : وارَاها بها ، ـ كَفَنَ الصُّوفَ : غَزَلَهُ ، ـ كَفَنَ المَيِّتَ : ألْبَسَهُ الكَفَنَ ، ككَفَّنَهُ . ـ طَعامٌ كَفْنٌ : لا مِلْحَ فيه . ـ هُم مُكَفِّنُونَ : ليسَ لَهُم مِلْحٌ ولا لَبَنٌ ولا أُدْمٌ . ـ مُكْتَفَنُ : مَوْضِعُ قُعودِكَ منها عِندَ النِكاحِ . ـ اكْتَفَنَها : جامَعَها . ـ كُفْنَةُ من الحِرارِ : التي تُنْبِتُ كلَّ شيءٍ ، ـ كَفْنَةُ : شَجَرٌ ، وغَلِطَ الجوهريُّ فَضَمَّ .
المعجم: القاموس المحيط
كَفَاهُ
ـ كَفَاهُ مَؤُونَتَهُ يَكْفِيه كِفايَةً ، وكفاكَ الشيءُ ، واكْتَفَيْتَ به ، واسْتَكْفَيْتُهُ الشيءَ فكفَانِيه ، ورجلٌ كافٍ وكَفِيٌّ . ـ كافِيكَ منه ، وكَفْيُكَ منه ، وكُفْيُكَ منه ، وكِفْيُكَ منه : حَسْبُكَ . ـ كُفْيَةُ : القُوتُ ، ج : الكُفَى . ـ تَكَفَّى النَّباتُ : طالَ . ـ كَفِيُّ : المَطَرُ ، ـ بيع الكِفايةِ : أن يكونَ لي على رجُلٍ خَمْسَةُ دراهِمَ ، وأشْرِي منكَ شيئاً بِخَمْسةٍ ، فأقولُ : خُذْها منه .
المعجم: القاموس المحيط
كَفَلُ
ـ كَفَلُ : العَجُزُ ، أو رِدْفُه ، أو القَطَنُ ، ج : أكْفالٌ . ـ كِفْلُ : الضِعْفُ ، والنَّصيبُ والحَظُّ وخِرْقَةٌ على عُنُقِ الثَّوْرِ تحتَ النِّيرِ ، والوَبَرُ يَنْبُتُ بعدَ الوَبَرِ الناسِلِ ، ومنَ لا يَثْبُتُ على الخَيْلِ ، والرجُلُ يكونُ في مُؤَخَّرِ الحَرْبِ هِمَّتُه التَّأَخُّرُ والفِرارُ ، والمَثِيلُ ، كالكَفِيلِ ، ومَن يُلْقِي نَفْسَه على الناسِ ، ومَرْكَبٌ للرجال ، يُؤْخَذُ كِساءٌ ، فَيُعْقَدُ طَرَفاهُ ، فَيُلْقَى مُقَدَّمُه على الكاهِلِ ومُؤَخَّرُهُ مما يَلِي العَجُزِ ، أو شيءٌ مُسْتَدِيرٌ يُتَّخذُ من خِرَقٍ أو غيرِها ، ويُوضَعُ على سَنامِ البعيرِ . ـ اكْتَفَلَ البعيرَ : جَعَلَ عليه كِفْلاً . ـ ذو الكِفْلِ : نَبِيٌّ . ـ كافِلُ : العائلُ ، وقد كَفَلَهُ وكفَّلَهُ ، والذي لا يأكُلُ ، أو يَصِلُ الصيامَ ، أو الذي جَعَلَ على نَفْسه أن لا يَتَكَلَّمَ في صيامِهِ ، ج : كُفَّلُ ، والضامِنُ ، كالكَفيلِ ج : كُفَّلٌ وكُفَلاءُ وكَفيلٌ أيضاً . ـ قد كَفَلَ بالرجُلِ ، وكَفُلَ به وكَفِلَ به ، كَفْلاً وكُفولاً وكَفالَةً وتَكَفَّلَ وأكْفَلَهُ إياهُ وكَفَّلَهُ : ضَمَّنَهُ . ـ مُكافِلُ : المجاوِرُ المُحالِفُ ، والمُعاقِدُ المُعاهِدُ . ـ اكْتَفَلَ بكذا : وَلاَّهُ كَفَلَهُ .
المعجم: القاموس المحيط
كَافَأَهُ
ـ كَافَأَهُ مُكافَأَةً وكِفَاءً : جازَاه ، ـ كَافَأَ فلاناً : ماثَلَه ، وراقَبَه . ـ الحمدُ لله كِفَاءَ الواجِبِ : ما يكونُ مُكافِئاً له ، والاسمُ : الكفَاءَةُ والكَفَاءُ ، ـ هذا كِفاؤُه وكِفْأَتُهُ وكَفِيئُه وكُفْؤُه وكَفْؤُه وكِفْؤُه وكُفوؤُه : مَثْلُه ، الجمع : أكْفاءٌ وكِفَاءٌ . ـ كَفَأَه : صَرَفَهُ ، وكَبَّهُ ، وقَلَبَه ، أكْفَأَه واكْتَفَأَه ، وتَبِعَهُ ، ـ كَفَأَتِ الغَنَمُ في الشِّعْبِ : دَخَلَتْ ، ـ كَفَأَ فلاناً : طَرَدَهُ ، ـ كَفَأَ القومُ : انْصَرَفُوا وانْهَزَموا ، ـ كَفَأَ القومُ عنِ القَصْد : جاروا . ـ أَكْفَأَ : مالَ وأمالَ ، وقَلَبَ ، وخالَفَ بَيْنَ إعْرَابِ القَوافي ، أَوْ خالَفَ بين هِجائِها ، أِوْ أَقْوَى ، أَوْ أفْسَدَ في آخِرِ البَيْتِ أيَّ إفْسَادٍ كان ، ـ أَكْفَأَتِ الإِبِلُ : كَثُرَ نِتاجُها ، ـ أَكْفَأَتْ إبلَه فلاناً : جَعَلَ له مَنَافعَها . ـ كَفْأَةُ وكُفْأَةُ : حَمْلُ النَّخْلِ سَنَتَها ، ـ أَكْفَأَ في الأَرْضِ : زراعةُ سَنَتِها ، ـ أَكْفَأَتِ الإِبِلِ : نِتَاجُ عامِها ، أَوْ نِتَاجُها بعدَ حِيالِ سَنَةٍ أَوْ أكْثَرَ . ـ مَنَحَه كَفْأَةَ غَنَمِه ، وكُفْأَةَ : وَهَبَ له أَلْبَانَها وأولادَها وأصْوافَها سَنَةً ، ورَدَّ عليه الأُمَّهاتِ . ـ كِفاءُ : سُتْرَةٌ من أعْلَى البَيْتِ إلى أسفله من مُؤَخَّرِه ، أَو الشُّقَّةُ في مؤَخَّرِ الخباءِ ، أَوْ كِساءٌ يُلْقَى على الخباءِ حتى يَبْلُغَ الأَرْض ، وقد أكْفَأْتُ البَيْتَ . ـ كَفيءُ اللَّوْنِ ومُكْفَؤُه : كاسِفُه مُتَغَيِّرُه . ـ كافَأَهُ : دافَعَه ، ـ كافَأَ بَيْنَ فَارِسَيْنِ بِرُمْحِه : طَعَنَ هذا ثُمَّ هذا . ـ شاتانِ مُكافَأَتَانِ ومُكافِئَتَانِ : كُلُّ واحدةٍ منهما مُساوِيةٌ لصاحِبَتها في السِّنِّ . ـ انْكَفَأَ : رَجَعَ ، ـ انْكَفَأَ لَوْنُهُ : تَغَيَّرَ . ـ الكَفِيءُ والكِفْءُ : بَطْنُ الوادي . ـ التَّكَافُؤُ : الاستواءُ .
المعجم: القاموس المحيط
الكُفْيُ
الكُفْيُ ( بضم الكاف وفتحها وكسرها ) : ما تكون به الكِفاية . تقول : هذا رجلٌ كَفْيُك من رجل . [ يستوي فيه المفرد والمثنَّى والجمع مذكرًا ومؤنثًا ، والكاف مثلثة الحركات ].
الكِفْلُ : النَّصيبُ . وفي التنزيل العزيز : النساء آية 85 وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا ) ) و الكِفْلُ المِثْلُ . يقال : ما لفلان كِفْلٌ . و الكِفْلُ الضِّعْف . وفي التنزيل العزيز : الحديد آية 28 يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ) ) . و الكِفْلُ خِرْقَةٌ تكون على عُنُق الثَّوْر تحت النِّير . و الكِفْلُ الوبرُ الذي ينبت بعد الوبر الساقط . و الكِفْلُ من يلقي نفسَه وأَثقاله على الناس . و الكِفْلُ الذي لا يثبُتُ على ظهر الفَرَس . والجمع : أَكفالٌ .
المعجم: المعجم الوسيط
ذا الكفل
قيل هو إلياس عليه السّلام سورة : الانبياء ، آية رقم : 85
المعجم: كلمات القران
كفن
" الكَفَنُ : معروف . ابن الأَعرابي : الكَفْنُ التغطية . قال أَبو منصور : ومنه سمي كَفَنُ الميت لأَنه يستره . ابن سيده : الكَفَنُ لباس الميت معروف ، والجمع أَكفان ، كَفَنه َكْفِنُه كَفْناً وكَفَّنه تَكْفِيناً . ويقال : ميت مَكْفونٌ ومُكَفَّنٌ ؛ وقول امرئِ القيس : على حَرَجٍ كالقَرِّ يَحْمِلُ أَكفاني أَراد بأَكْفانه ثيابه التي تُواريه ، وورد ذكر الكَفَن في الحديث كثيراً ، وذكر بعضهم في قوله : إِذا كَفَنَ أَحدُكم أَخاه فلْيُحْسِن كَفْنَه ، أَنه بسكون الفاء على المصدر أَي تكفينه ، قال : وهو الأَعم لأَنه يشتمل على الثوب وهيئته وعمله ، قال : والمعروف فيه الفتح . وفي الحديث : فأَهدى لنا شاةً وكَفَنَها أَي ما يُغَطِّيها من الرُّغْفان . ويقال : كَفَنْتُ الخُبزةَ في المَلَّة إِذا وارَيْتَها بها . والكَفْنُ : غزْل الصُّوف . وكَفَن الرجلُ الصوفَ : غَزَله . الليث : كَفَن الرجلُ يَكْفِنُ أَي غزل الصوف . والكَفْنةُ : شجرة من دِقِّ الشجر صغيرة جَعْْدة ، إِذا يَبستْ صَلُبتْ عِيدانُها كأَنها قِطَعٌ شُقِّقتْ عن القَنا ، وقيل : هي عُشْبة منتشرة النَبْتة على الأَرض تَنبُتُ بالقِيعان وبأَرض نجدٍ ، وقال أَبو حنيفة : الكَفْنة من نبات القُفّ ، لم يَزِدْ على ذلك شيئاً وكَفَنَ يَكْفِنُ : اخْتلى الكَفْنة ؛ قال ابن سيده : وأَما قوله : يَظَلُّ في الشاءِ يَرْعاها ويَعْمِتُها ، ويَكْفِن الدهرَ إِلاَّ رَيْث يَهْتَبِد فقد قيل : معناه يَخْتَلي من الكَفْنة لمَراضع الشاء ؛ قاله أَبو الدُّقَيْش ، وقيل : معناه يغزل الصوف ؛ رواه الليث ؛ وروى عمرو عن أَبيه هذا البيت : فَظَلَّ يَعْمِتُ في قَوْطٍ وراجِلةٍ ، يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِد ؟
قال : يُكَفِّتُ يَجْمع ويحْرص إِلا ساعة يَقْعُدُ يَطَّبِخُ الهَبيدَ ، والراجلة : كَبْش الراعي يحْملُ عليه متاعه ، وقال له الكَرَّاز . وطعام كَفْنٌ : لا مِلْح فيه . وقوم مُكْفِنُون : لا مِلح عندهم ؛ عن الهَجَريّ . قال : ومنه قول علي بن أَبي طالب ، عليه السلام ، في كتابه إِلى عامله مَصْقَلة بن هُبَيرة : ما كان عليك أَن لو صُمْتَ لله أَياماً ، وتصدَّقْتَ بطائفة من طعامك مُحْتَسِباً ، وأَكلت طَعامَكَ مِراراً كَفْناً ، فإِن تلك سيرةُ الأَنبياء وآدابُ الصالحين . والكَفْنة : شجر . "
المعجم: لسان العرب
كفل
" الكَفَل ، بالتحريك : العجُز ، وقيل : رِدْفُ العجُز ، وقيل : القَطَن يكون للإِنسان والدابة ، وإِنها لعَجْزاءُ الكَفَل ، والجمع أَكْفال ، ولا يشتق منه فعل ولا صفة . والكِفْل : من مراكب الرجال وهو كساء يؤْخذ فيعقَد طرفاه ثم يُلقَى مقدَّمه على الكاهِل ومؤخَّره مما يلي العجُز ، وقيل : هو شيء مستدير يُتخذ من خِرَقٍ أَو غير ذلك ويوضع على سَنام البعير . وفي حديث أَبي رافع ، قال : ذاك كِفْل الشيطان ، يعني معقده . واكتفَل البعيرَ : جعل عليه كِفْلاً . الجوهري : والكِفْل ما اكتفَل به الراكب وهو أَن يُدار الكساء حول سنام البعير ثم يركب . والكِفْل : كساء يجعل تحت الرحْل ؛ قال لبيد : وإِن أَخَّرْت فالكِفْل ناجزُ وقال أَبو ذؤَيب : على جَسْرةٍ مرفوعةِ الذَّيْلِ والكِفْلِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : تُعْجِل شَدَّ الأَعْبَلِ المَكافِلا فسره فقال : واحد المَكافِلُ مُكْتَفَل ، وهو الكِفْل من الأَكسية . ابن الأَنباري في قولهم قد تكفَّلت بالشيء : معناه قد أَلزمته نفسي وأَزلت عنه الضَّيْعَة والذهابَ ، وهو مأْخوذ من الكِفْل ، والكِفْل : ما يحفظ الراكب من خلفه . والكِفْل : النصيب مأْخوذ من هذا . أَبو الدقيش : اكْتَفَلْت بكذا إِذا ولَّيْتَه كَفَلَكَ ، قال : وهو الافْتِعال ؛
وأَنشد : قد اكتَفَلَتْ بالحَزْنِ ، واعْوَجَّ دونها ضَواربُ من خَفَّان تَجْتابُه سَدْرا وفي حديث إِبراهيم : لا تشرب من ثُلْمة الإِناء ولا عُرْوَته فإِنها كِفْل الشيطان أَي مَرْكَبُه لما يكون من الأَوْساخ ، كَرِه إِبراهيم ذلك . والكِفْل : أَصله المركَب فإِنَّ آذانَ العُرْوة والثُّلْمةَ مركب الشيطان . والكِفْل من الرِّجال : الذي يكون في مؤخَّر الحرب إِنما همَّته في التأَخر والفِرار . والكِفْل : الذي لا يثبت على ظهور الخيل ؛ قال الجَحَّاف بن حكيم : والتَّغْلَبيّ على الجَواد غنيمةٌ ، كِفْلُ الفُروسة دائمُ الإِعْصام والجمع أَكْفال ؛ قال الأَعشى يمدح قوماً : غيرُ مِيلٍ ولا عَوَاوِيرَ في الهيْجا ، ولا غُزَّلٍ ولا أَكْفال والاسم الكُفولة ، وهو الكفِيل . وفي التهذيب : الكِفْل الذي لا يثبت على مَتْن الفرس ، وجمعه أَكْفال ؛
وأَنشد : ما كنتَ تَلْقَى في الحُروب فَوَارِسي مِيلاً ، إِذا رَكِبوا ، ولا أَكْفالا وهو بيِّن الكُفولة . وفي حديث ابن مسعود ذكر فتنة فقال : إِني كائن فيها كالكِفْل آخذ ما أَعرِف وأَترك ما أُنْكِر ؛ قيل : هو الذي يكون في آخر الحرب همته الفِرار ، وقيل : هو الذي لا يقدر على الركوب والنهوض في شيء فهو لازم بيته . قال أَبو منصور : والكِفْل الذي لا يثبت على ظهر الدابة . والكِفْل : الحَظُّ والضِّعف من الأَجر والإِثم ، وعم به بعضهم ، ويقال له : كِفْلان من الأَجر ، ولا يقال : هذا كِفْل فلان حتى تكون قد هيَّأْت لغيره مثله كالنصيب ، فإِذا أَفردت فلا تقل كِفْل ولا نصيب . والكِفْل أَيضاً : المِثْل . وفي التنزيل : يُؤْتِكُم كِفْلَيْن من رحمته ؛ قيل : معناه يؤْتكم ضِعْفَين ، وقيل : مِثْلين ؛ وفيه : ومَنْ يشفعْ شفاعة سيئة يكن له كِفْل منها ؛ قال الفراء : الكِفْل الحظ ، وقيل : يؤْتِكم كِفْلين أَي حَظَّين ، وقيل ضِعْفين . وفي حديث الجمعة : له كِفْلان من الأَجر ؛ الكِفْل ، بالكسر : الحظ والنصيب . وفي حديث جابر : وعَمَدْنا إِلى أَعظم كِفْل . وقال الزجاج : الكِفْل في اللغة النصيب أُخذ من قولهم اكْتَفَلْت البعير إِذا أَدرْتَ على سَنامه أَو على موضع من ظهره كِساء وركبت عليه ، وإِنما قيل له كِفْل ؛ وقيل : اكْتَفل البعيرَ لأَنه لم يستعمل الظهر كله إِنما استعمل نصيباً من الظهر . وفي حديث مَجيء المستضعفين بمكة : وعياشُ بن أَبي ربيعة وسلمةُ بن هشام مُتَكَفِّلان على بعير . يقال : تَكَفَّلْت البعير واكْتَفَلْته إِذا أَدرت حول سنامه كِساء ثم ركبته ، وذلك الكِساء الكِفْل ، بالكسر . والكافِل : العائِل ، كَفَله يَكْفُله وكَفَّله إِيّاه . وفي التنزيل العزيز : وكَفَلَها زكريا ؛ وقد قرئت بالتثقيل ونصب زكريّا ، وذكر الأَخفش أَنه قرئ : وكَفِلَها زكريا ، بكسر الفاء . وفي الحديث : أَنه وكافل اليتيم كهاتَيْن في الجنة له ولغيره ؛ والكافِل : القائم بأَمر اليتيم المربِّي له ، وهو من الكفيل الضمين ، والضمير في له ولغيره راجع إِلى الكافِل أَي أَن اليتيم سواء كان الكافِل من ذَوِي رحمه وأَنسابه أَو كان أَجنبيّاً لغيره تكفَّل به ، وقوله كهاتين إِشارة إِلى إِصبعيه السبَّابة والوسطى ؛ ومنه الحديث : الرَّابُّ كافِلٌ ؛ الرَّابُّ : زوج أُمِّ اليتيم لأَنه يكفُل تربيته ويقوم بأَمره مع أُمه . وفي حديث وَفْد هَوازِن : وأَنت خير المَكْفُولين ، يعني رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَي خير من كُفِل في صغره وأُرْضِعَ ورُبِّيَ حتى نشأَ ، وكان مُسْتَرْضَعاً في بني سعد بن بكر . والكافِل والكَفِيل : الضامن ، والأُنثى كَفِيل أَيضاً ، وجمع الكافِل كُفَّل ، وجمع الكَفيل كُفَلاء ، وقد يقال للجمع كَفِيل كما قيل في الجمع صَدِيق . وكَفَّلها زكريا ، أَي ضمَّنها إِياه حتى تكفَّل بحضانتها ، ومن قرأَ : وكَفَلَها زكريا ، فالمعنى ضمِن القيام بأَمرها . وكَفَل المال وبالمال : ضَمِنه . وكَفَل بالرجل (* قوله « وكفل بالرجل إلخ » عبارة القاموس : وقد كفل بالرجل كضرب ونصر وكرم وعلم ) يَكْفُل ويَكْفِل كَفْلاً وكُفُولاً وكَفالة وكَفُلَ وكَفِلَ وتَكَفَّل به ، كله : ضمِنه . وأَكْفَلَه إِياه وكَفَّله : ضمَّنه ، وكَفَلْت عنه بالمال لغريمه وتكَفَّل بدينه تكفُّلاً . أَبو زيد : أَكْفَلْت فلاناً المال إِكْفالاً إِذا ضمَّنته إِياه ، وكَفَل هو به كُفُولاً وكَفْلاً ، والتَّكْفيل مثله . قال الله تعالى : فقال أَكْفِلْنِيها وعَزَّني في الخِطاب ؛ الزجاج : معناه اجعلني أَنا أَكْفُلُها وانزل أَنت عنها . ابن الأَعرابي : كَفِيلٌ وكافِل وضَمِين وضامِن بمعنى واحد ؛ التهذيب : وأَما الكافل فهو الذي كَفَل إِنساناً يَعُوله ويُنْفِقُ عليه . وفي الحديث : الرَّبِيب كافِلٌ ، وهو زوج أُمّ اليتيم كأَنه كَفَل نفقة اليتيم . والمُكافِل : المُجاوِر المُحالِف ، وهو أَيضاً المُعاقِد المعاهد ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد بيت خِدَاش ابن زُهَير : إِذا ما أَصاب الغَيْثُ لم يَرْعَ غيْثَهم ، من الناس ، إِلا مُحْرِم أَو مُكافِل المُحْرِم : المُسالِم ، والمُكافِل : المُعاقد المُحالف ، والكَفِيل من هذا أُخِذ . والكِفْل والكَفِيل : المِثْل ؛ يقال : ما لفلان كِفْل أَي ما له مثل ؛ قال عمرو بن الحرث : يَعْلو بها ظَهْرَ البعير ، ولم يوجَدْ لها ، في قومها ، كِفْل كأَنه بمعنى مثل . قال الأَزهري : والضِّعْف يكون بمعنى المِثْل . وفي الحديث : أَنه ، صلى الله عليه وسلم ، قال لرجلٍ : لك كِفْلان من الأَجر أَي مثلان . والكِفْل : النصيب والجُزْء ؛ يقال : له كِفْلان أَي جزءَان ونَصيبان . والكافِل : الذي لا يأْكل ، وقيل : هو الذي يَصِل الصيام ، والجمع كُفَّل . وكَفَلْت كَفْلاً أَي واصَلْت الصوم ؛ قال القطامي يصف إِبلاً بقلَّة الشرب : يلُذْنَ بأَعْقارِ الحِياضِ ، كأَنها نساءُ النصارى أَصبحتْ ، وهي كُفَّ ؟
قال ابن الأَعرابي وحده : هو من الضمان أَي قد ضَمِنَّ الصوم ؛ قال ابن سيده : ولا يعجبني . وذو الكِفْل : اسم نبي من الأَنبياء ، صلوات الله عليهم أَجمعين ، وهو من الكَفالة ، سمي ذا الكِفْل لأَنه كَفَل بمائة ركعة كل يوم فَوَفَى بما كَفَل ، وقيل : لأَنه كان يلبس كساء كالكفْل ، وقال الزجاج : إِن ذا الكفْل سمي بهذا الاسم لأَنه تكفَّل بأَمر نبي في أُمته فقام بما يجب فيهم ، وقيل : تكفَّل بعمل رجل صالح فقام به . "
المعجم: لسان العرب
كفأ
" كافَأَهُ على الشيء مُكافأَةً وكِفَاءً : جازاه . تقول : ما لي بهِ قِبَلٌ ولا كِفاءٌ أَي ما لي به طاقةٌ على أَن أُكافِئَه . وقول حَسَّانَ بن ثابت : وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ أَي جبريلُ ، عليه السلام ، ليس له نَظِير ولا مَثيل . وفي الحديث : فَنَظَر اليهم فقال : مَن يُكافِئُ هؤُلاء . وفي حديث الأَحنف : لا أُقاوِمُ مَن لا كِفَاء له ، يعني الشيطانَ . ويروى : لا أُقاوِلُ . والكَفِيءُ : النَّظِيرُ ، وكذلك الكُفْءُ والكُفُوءُ ، على فُعْلٍ وفُعُولٍ . والمصدر الكَفَاءةُ ، بالفتح والمدّ . وتقول : لا كِفَاء له ، بالكسر ، وهو في الأَصل مصدر ، أَي لا نظير له . والكُفْءُ : النظير والمُساوِي . ومنه الكفَاءةُ في النِّكاح ، وهو أَن يكون الزوج مُساوِياً للمرأَة في حَسَبِها ودِينِها ونَسَبِها وبَيْتِها وغير ذلك . وتَكافَأَ الشَّيْئانِ : تَماثَلا . وَكافَأَه مُكافَأَةً وكِفَاءً : ماثَلَه . ومن كلامهم : الحمدُ للّه كِفاءَ الواجب أَي قَدْرَ ما يكون مُكافِئاً له . والاسم : الكَفاءة والكَفَاءُ . قال : فَأَنْكَحَها ، لا في كَفَاءٍ ولا غِنىً ، * زِيادٌ ، أَضَلَّ اللّهُ سَعْيَ زِيادِ وهذا كِفَاءُ هذا وكِفْأَتُه وكَفِيئُه وكُفْؤُه وكُفُؤُه وكَفْؤُه ، بالفتح عن كراع ، أَي مثله ، يكون هذا في كل شيء . قال أَبو زيد : سمعت امرأَة من عُقَيْل وزَوجَها يَقْرآن : لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ولم يكن له كُفىً أَحَدٌ ، فأَلقى الهمزة وحَوَّل حركتها على الفاء . وقال الزجاج : في قوله تعالى : ولم يَكُنْ له كُفُؤاً أَحَدٌ ؛ أَربعةُ أَوجه القراءة ، منها ثلاثة : كُفُؤاً ، بضم الكاف والفاء ، وكُفْأً ، بضم الكاف وإِسكان الفاء ، وكِفْأً ، بكسر الكاف وسكون الفاء ، وقد قُرئ بها ، وكِفاءً ، بكسر الكاف والمدّ ، ولم يُقْرَأْ بها . ومعناه : لم يكن أَحَدٌ مِثْلاً للّه ، تعالى ذِكْرُه . ويقال : فلان كَفِيءُ فلان وكُفُؤُ فلان . وقد قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر والكسائي وعاصم كُفُؤاً ، مثقلاً مهموزاً . وقرأَ حمزة كُفْأً ، بسكون الفاء مهموزاً ، وإِذا وقف قرأَ كُفَا ، بغير همز . واختلف عن نافع فروي عنه : كُفُؤاً ، مثل أَبي عَمْرو ، وروي : كُفْأً ، مثل حمزة . والتَّكافُؤُ : الاسْتِواء . وفي حديث النبي ، صلى اللّه عليه وسلم : الـمُسْلِمُونَ تَتَكافَأُ دِماؤُهم . قال أَبو عبيد : يريد تَتساوَى في الدِّياتِ والقِصاصِ ، فليس لشَرِيف على وَضِيعٍ فَضْلٌ في ذلك . وفلان كُفْءُ فلانةَ إِذا كان يَصْلُح لها بَعْلاً ، والجمع من كل ذلك : أَكْفَاء . قال ابن سيده : ولا أَعرف للكَفْءِ جمعاً على أَفْعُلٍ ولا فُعُولٍ . وحَرِيٌّ أَن يَسَعَه ذلك ، أَعني أَن يكون أَكْفَاء جمعَ كَفْءٍ ، المفتوحِ الأَول أَيضاً . وشاتان مُكافَأَتانِ : مُشْتَبِهتانِ ، عن ابن الأَعرابي . وفي حديث العَقِيقةِ عن الغلام : شاتانِ مُكافِئَتانِ أَي مُتَساوِيَتانِ في السِّنِّ أَي لا يُعَقُّ عنه إِلاّ بمُسِنَّةٍ ، وأَقلُّه أَن يكون جَذَعاً ، كما يُجْزِئُ في الضَّحايا . وقيل : مُكافِئَتانِ أَي مُسْتوِيتانِ أَو مُتقارِبتانِ . واختار الخَطَّابِيُّ الأَوَّلَ ، قال : واللفظة مُكافِئَتانِ ، بكسر الفاء ، يقال : كافَأَه يُكافِئهُ فهو مُكافِئهُ أَي مُساوِيه . قال : والمحدِّثون يقولون مُكافَأَتَانِ ، بالفتح . قال : وأَرى الفتح أَولى لإِنه يريد شاتين قد سُوِّيَ بينهما أَي مُساوًى بينهما . قال : وأَما بالكسر فمعناه أَنهما مُساوِيتَان ، فيُحتاجُ أَن يذكر أَيَّ شيء ساوَيَا ، وإِنما لو ، قال مُتكافِئتان كان الكسر أَولى . وقال الزمخشري : لا فَرْق بين المكافِئَتيْنِ والمُكافَأَتَيْنِ ، لأَن كل واحدة إِذا كافَأَتْ أُختَها فقد كُوفِئَتْ ، فهي مُكافِئة ومُكافَأَة ، أَو يكون معناه : مُعَادَلَتانِ ، لِما يجب في الزكاة والأُضْحِيَّة من الأَسنان . قال : ويحتمل مع الفتح أَن يراد مَذْبُوحَتان ، من كافَأَ الرجلُ بين البعيرين إِذا نحر هذا ثم هذا مَعاً من غير تَفْريق ؛ كأَنه يريد شاتين يَذْبحهما في وقت واحد . وقيل : تُذْبَحُ إِحداهما مُقابلة الأُخرى ، وكلُّ شيءٍ ساوَى شيئاً ، حتى يكون مثله ، فهو مُكافِئٌ له . والمكافَأَةُ بين الناس من هذا . يقال : كافَأْتُ الرجلَ أَي فَعَلْتُ به مثلَ ما فَعَلَ بي . ومنه الكُفْءُ من الرِّجال للمرأَة ، تقول : إِنه مثلها في حَسَبها . وأَما قوله ، صلى اللّه عليه وسلم : لا تَسْأَلِ المرأَةُ طَلاقَ أُختها لتَكْتَفِئَ ما في صَحْفَتها فإِنما لها ما كُتِبَ لها . فإِن معنى قوله لِتَكْتَفِئَ : تَفتَعِلُ ، من كَفَأْتُ القِدْرَ وغيرها إِذا كَبَبْتها لتُفْرِغَ ما فيها ؛ والصَّحْفةُ : القَصْعةُ . وهذا مثل لإِمالةِ الضَّرَّةِ حَقَّ صاحِبَتها من زوجها إِلى نَفْسِها إِذا سأَلت طلاقَها ليَصِير حَقُّ الأُخرى كلُّه من زوجِها لها . ويقال : كافَأَ الرجلُ بين فارسين برُمْحِه إِذا والَى بينهما فَطَعنَ هذا ثم هذا . قال الكميت : نَحْر الـمُكافِئِ ، والـمَكْثُورُ يَهْتَبِلُ والمَكْثُورُ : الذي غَلَبه الأََقْرانُ بكثرتهم . يهْتَبلُ : يَحْتالُ للخلاص . ويقال : بَنَى فلان ظُلَّةً يُكافِئُ بها عينَ الشمسِ ليَتَّقيَ حَرَّها . قال أَبو ذرّ ، رضي اللّه عنه ، في حديثه : ولنا عَباءَتانِ نُكافِئُ بهما عَنَّا عَيْنَ الشمسِ أَي نُقابِلُ بهما الشمسَ ونُدافِعُ ، من الـمُكافَأَة : الـمُقاوَمة ، وإِنِّي لأَخْشَى فَضْلَ الحِساب . وكَفَأَ الشيءَ والإِنَاءَ يَكْفَؤُه كَفْأً وكَفَّأَهُ فَتَكَفَّأَ ، وهو مَكْفُوءٌ ، واكْتَفَأَه مثل كَفَأَه : قَلَبَه . قال بشر بن أَبي خازم : وكأَنَّ ظُعْنَهُم ، غَداةَ تَحَمَّلُوا ، * سُفُنٌ تَكَفَّأُ في خَلِيجٍ مُغْرَبِ وهذا البيت بعينه استشهد به الجوهري على تَكَفَّأَتِ المرأَةُ في مِشْيَتِها : تَرَهْيَأَتْ ومادَتْ ، كما تَتَكَفَّأُ النخلة العَيْدانَةُ . الكسائي : كَفَأْتُ الإِناءَ إِذا كَبَبْتَه ، وأَكْفَأَ الشيءَ : أَمَاله ، لُغَيّة ، وأَباها الأَصمعي . ومُكْفِئُ الظُّعْنِ : آخِرُ أَيام العَجُوزِ . والكَفَأُ : أَيْسَرُ المَيَلِ في السَّنام ونحوه ؛ جملٌ أَكْفَأُ وناقة كَفْآءُ . ابن شميل : سَنامٌ أَكْفَأُ وهو الذي مالَ على أَحَدِ جَنْبَي البَعِير ، وناقة كَفْآءُ وجَمَل أَكْفَأُ ، وهو من أَهْوَنِ عُيوب البعير ، لأَنه إِذا سَمِنَ اسْتَقامَ سَنامُه . وكَفَأْتُ الإِناءَ : كَبَبْته . وأَكْفَأَ الشيءَ : أَمالَه ، ولهذا قيل : أَكْفَأْتُ القَوْسَ إِذا أَملْتَ رأْسَها ولم تَنْصِبْها نَصْباً حتى تَرْمِيَ عنها . غيره : وأَكْفَأَ القَوْسَ : أَمَالَ رأْسَها ولم يَنْصِبْها نَصْباً حين يَرْمِي عليها . (* قوله « حين يرمي عليها » هذه عبارة المحكم وعبارة الصحاح حين يرمي عنها .). قال ذو الرمة : قَطَعْتُ بها أَرْضاً ، تَرَى وَجْهَ رَكْبِها ، * إِذا ما عَلَوْها ، مُكْفَأً ، غيرَ ساجِعِ أَي مُمالاً غيرَ مُستَقِيمٍ . والساجِعُ : القاصِدُ الـمُسْتَوِي الـمُسْتَقِيمُ . والـمُكْفَأُ : الجائر ، يعني جائراً غير قاصِدٍ ؛ ومنه السَّجْعُ في القول . وفي حديث الهِرّة : أَنه كان يُكْفِئُ لها الإِناءَ أَي يُمِيلُه لتَشْرَب منه بسُهولة . وفي حديث الفَرَعَة : خيرٌ مِنْ أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لحمه بوَبَرِه ، وتُكْفِئُ إِناءَك ، وتُولِهُ ناقَتَكَ أَي تَكُبُّ إِناءَكَ لأَنه لا يَبْقَى لك لَبن تحْلُبه فيه . وتُولِهُ ناقَتَكَ أَي تَجْعَلُها والِهَةً بِذبْحِك ولَدَها . وفي حديث الصراط : آخِرُ مَن يَمرُّ رجلٌ يَتَكَفَّأُ به الصراطُ ، أَي يَتَميَّل ويَتَقَلَّبُ . وفي حديث دُعاء الطّعام : غيرَ مُكْفَإٍ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُسْتَغْنىً عنه رَبَّنا ، أَي غير مردود ولا مقلوب ، والضمير راجع إِلى الطعام . وفي رواية غيرَ مَكْفِيٍّ ، من الكفاية ، فيكون من المعتلِّ . يعني : أنَّ اللّه تعالى هو الـمُطْعِم والكافي ، وهو غير مُطْعَم ولا مَكْفِيٍّ ، فيكون الضمير راجعاً إِلى اللّه عز وجل . وقوله : ولا مُوَدَّعٍ أَي غيرَ متروك الطلب إِليه والرَّغْبةِ فيما عنده . وأَما قوله : رَبَّنا ، فيكون على الأَول منصوباً على النداء المضاف بحذف حرف النداء ، وعلى الثاني مرفوعاً على الابتداءِ المؤَخَّر أَي ربُّنا غيرُ مَكْفِيٍّ ولا مُوَدَّعٍ ، ويجوز أَن يكون الكلام راجعاً إِلى الحمد كأَنه ، قال : حمداً كثيراً مباركاً فيه غير مكفيٍّ ولا مُودَّعٍ ولا مُسْتَغْنىً عنه أَي عن الحمد . وفي حديث الضحية : ثم انْكَفَأَ إِلى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فذبحهما ، أَي مالَ ورجع . وفي الحديث : فأَضَعُ السيفَ في بطنِه ثم أَنْكَفِئُ عليه . وفي حديث القيامة : وتكون الأَرضُ خُبْزةً واحدة يَكْفَؤُها الجَبَّار بيده كما يَكْفَأُ أَحدُكم خُبْزَته في السَّفَر . وفي رواية : يَتَكَفَّؤُها ، يريد الخُبْزة التي يَصْنَعُها الـمُسافِر ويَضَعُها في الـمَلَّة ، فإِنها لا تُبْسَط كالرُّقاقة ، وإِنما تُقَلَّب على الأَيدي حتى تَسْتَوِيَ . وفي حديث صفة النبي ، صلى اللّه عليه وسلم : أَنه كان إِذا مشَى تَكَفَّى تَكَفِّياً . التَّكَفِّي : التَّمايُلُ إِلى قُدَّام كما تَتَكَفَّأُ السَّفِينةُ في جَرْيها . قال ابن الأَثير : روي مهموزاً وغير مهموز . قال : والأَصل الهمز لأَن مصدر تَفَعَّلَ من الصحيح تَفَعُّلٌ كَتَقَدَّمَ تَقَدُّماً ، وتَكَفَّأَ تَكَفُّؤاً ، والهمزة حرف صحيح ، فأَما إِذا اعتل انكسرت عين المستقبل منه نحو تَحَفَّى تَحَفِّياً ، وتَسَمَّى تَسَمِّياً ، فإِذا خُفِّفت الهمزةُ التحقت بالمعتل وصار تَكَفِّياً بالكسر . وكلُّ شيءٍ أَمَلْته فقد كَفَأْتَه ، وهذا كما جاءَ أَيضاً أَنه كان إِذا مَشَى كأَنَّه يَنْحَطُّ في صَبَبٍ . وكذلك قوله : إِذا مَشَى تَقَلَّع ، وبعضُه مُوافِقٌ بعضاً ومفسره . وقال ثعلب في تفسير قوله : كأَنما يَنْحَطُّ في صَبَبٍ : أَراد أَنه قَوِيُّ البَدَن ، فإِذا مَشَى فكأَنما يَمْشِي على صُدُور قَدَمَيْه من القوَّة ، وأَنشد : الواطِئِينَ على صُدُورِ نِعالِهِمْ ، * يَمْشُونَ في الدَّفَئِيِّ والأَبْرادِ والتَّكَفِّي في الأَصل مهموز فتُرِك همزه ، ولذلك جُعِل المصدر تَكَفِّياً . وأَكْفَأَ في سَيره : جارَ عن القَصْدِ . وأَكْفَأَ في الشعر : خالَف بين ضُروبِ إِعْرابِ قَوافِيه ، وقيل : هي الـمُخالَفةُ بين هِجاءِ قَوافِيهِ ، إِذا تَقارَبَتْ مَخارِجُ الحُروفِ أَو تَباعَدَتْ . وقال بعضهم : الإِكْفَاءُ في الشعر هو الـمُعاقَبَةُ بين الراء واللام ، والنون والميم . قال الأَخفش : زعم الخليل أَنَّ الإِكْفَاءَ هو الإِقْواءُ ، وسمعته من غيره من أَهل العلم . قال : وسَأَلتُ العَربَ الفُصَحاءَ عن الإِكْفَاءِ ، فإِذا هم يجعلونه الفَسادَ في آخِر البيت والاخْتِلافَ من غير أَن يَحُدُّوا في ذلك شيئاً ، إِلاَّ أَني رأَيت بعضهم يجعله اختلاف الحُروف ، فأَنشدته : كأَنَّ فا قارُورةٍ لم تُعْفَصِ ، منها ، حِجاجا مُقْلةٍ لم تُلْخَصِ ، كأَنَّ صِيرانَ الـمَها الـمُنَقِّزِ فقال : هذا هو الإِكْفَاءُ . قال : وأَنشد آخَرُ قوافِيَ على حروف مختلفة ، فعابَه ، ولا أَعلمه إِلاَّ ، قال له : قد أَكْفَأْتَ . وحكى الجوهريّ عن الفرَّاءِ : أَكْفَأَ الشاعر إِذا خالَف بين حَركات الرَّوِيّ ، وهو مثل الإِقْواءِ . قال ابن جني : إِذا كان الإِكْفَاءُ في الشِّعْر مَحْمُولاً على الإِكْفاءِ في غيره ، وكان وَضْعُ الإِكْفَاءِ إِنما هو للخلافِ ووقُوعِ الشيءِ على غير وجهه ، لم يُنْكَر أَن يسموا به الإِقْواءَ في اخْتلاف حُروف الرَّوِيِّ جميعاً ، لأَنَّ كلَّ واحد منهما واقِعٌ على غير اسْتِواءٍ . قال الأَخفش : إِلا أَنِّي رأَيتهم ، إِذا قَرُبت مَخارِجُ الحُروف ، أَو كانت من مَخْرَج واحد ، ثم اشْتَدَّ تَشابُهُها ، لم تَفْطُنْ لها عامَّتُهم ، يعني عامَّةَ العرب . وقد عاب الشيخ أَبو محمد بن بري على الجوهريّ قوله : الإِكْفَاءُ في الشعر أَن يُخالَف بين قَوافِيه ، فيُجْعَلَ بعضُها ميماً وبعضها طاءً ، فقال : صواب هذا أَن يقول وبعضها نوناً لأَن الإِكْفَاءَ إِنما يكون في الحروف الـمُتقارِبة في المخرج ، وأَما الطاء فليست من مخرج الميم . والـمُكْفَأُ في كلام العرب هو الـمَقْلُوب ، وإِلى هذا يذهبون . قال الشاعر : ولَمَّا أَصابَتْنِي ، مِنَ الدَّهْرِ ، نَزْلةٌ ، * شُغِلْتُ ، وأَلْهَى الناسَ عَنِّي شُؤُونُها إِذا الفارِغَ الـمَكْفِيَّ مِنهم دَعَوْتُه ، * أَبَرَّ ، وكانَتْ دَعْوةً يَسْتَدِيمُها فَجَمَعَ الميم مع النون لشبهها بها لأَنهما يخرجان من الخَياشِيم . قال وأَخبرني من أَثق به من أَهل العلم أَن ابنة أَبِي مُسافِعٍ ، قالت تَرْثِي أَباها ، وقُتِلَ ، وهو يَحْمِي جِيفةَ أَبي جَهْل بن هِشام : وما لَيْثُ غَرِيفٍ ، ذُو * أَظافِيرَ ، وإِقْدامْ كَحِبِّي ، إِذْ تَلاَقَوْا ، و * وُجُوهُ القَوْمِ أَقْرانْ وأَنتَ الطَّاعِنُ النَّجلا * ءَ ، مِنْها مُزْبِدٌ آنْ وبالكَفِّ حُسامٌ صا * رِمٌ ، أَبْيَضُ ، خَدّامْ وقَدْ تَرْحَلُ بالرَّكْبِ ، * فما تُخْنِي بِصُحْبانْ ، قال : جمعوا بين الميم والنون لقُرْبهما ، وهو كثير . قال : وقد سمعت من العرب مثلَ هذا ما لا أُحْصِي . قال الأَخفش : وبالجملة فإِنَّ الإِكْفاءَ الـمُخالَفةُ . وقال في قوله : مُكْفَأً غير ساجِعِ : الـمُكْفَأُ ههنا : الذي ليس بِمُوافِقٍ . وفي حديث النابغة أَنه كان يُكْفِئُ في شِعْرِه : هو أَن يُخالَفَ بين حركات الرَّويّ رَفْعاً ونَصباً وجرّاً . قال : وهو كالإِقْواء ، وقيل : هو أَن يُخالَف بين قَوافِيه ، فلا يلزم حرفاً واحداً . وكَفَأَ القومُ : انْصَرَفُوا عن الشيءِ . وكَفَأَهُم عنه كَفْأً : صَرَفَهم . وقيل : كَفَأْتُهُم كَفْأً إِذا أَرادوا وجهاً فَصَرَفْتَهم عنه إِلى غيره ، فانْكَفَؤُوا أَي رَجَعُوا . ويقال : كان الناسُ مُجْتَمِعِينَ فانْكَفَؤُوا وانْكَفَتُوا ، إِذا انهزموا . وانْكَفَأَ القومُ : انْهَزَمُوا . (* قوله « عذاب » هو في غير نسخة من المحكم بالذال المعجمة مضبوطاً كما ترى وهو في التهذيب بالدال المهملة مع فتح العين .) أَراد به النخيلَ ، وأَرادَ بأَشْطانِها عُرُوقَها ؛ والبحرُ ههنا : الماءُ الكَثِير ، لأَن النخيل لا تشرب في البحر . أَبو زيد يقال : اسْتَكْفَأْتُ فلاناً نخلةً إِذا سأَلته ثمرها سنةً ، فجعل للنخل كَفْأَةً ، وهو ثَمَرُ سَنَتِها ، شُبِّهت بكَفْأَةِ الإِبل . واسْتَكْفَأْتُ فلاناً إِبِلَه أَي سأَلتُه نِتاجَ إِبِلِه سَنةً ، فَأَكْفَأَنِيها أَي أَعْطاني لَبَنها ووبرَها وأَولادَها منه . والاسم : الكَفْأَة والكُفْأَة ، تضم وتفتح . تقول : أَعْطِني كَفْأَةَ ناقَتِك وكُفْأَةَ ناقَتِك . غيره : كَفْأَةُ الإِبل وكُفْأَتُها : نِتاجُ عامٍ . ونَتَجَ الإِبلَ كُفْأَتَيْنِ . وأَكْفأَها إِذا جَعَلَها كَفْأَتين ، وهو أَن يَجْعَلَها نصفين يَنْتِجُ كل عام نصفاً ، ويَدَعُ نصفاً ، كما يَصْنَعُ بالأَرض بالزراعة ، فإِذا كان العام الـمُقْبِل أَرْسَلَ الفحْلَ في النصف الذي لم يُرْسِله فيه من العامِ الفارِطِ ، لأَنَّ أَجْوَدَ الأَوقاتِ ، عند العرب في نِتاجِ الإِبل ، أَن تُتْرَكَ الناقةُ بعد نِتاجِها سنة لا يُحْمَل عليها الفَحْل ثم تُضْرَبُ إِذا أَرادت الفحل . وفي الصحاح : لأَنّ أَفضل النِّتاج أن تُحْمَلَ على الإِبل الفُحولةُ عاماً ، وتُتْرَكَ عاماً ، كما يُصْنَع بالأَرض في الزّراعة ، وأَنشد قول ذي الرمة : تَرَى كُفْأَتَيْها تُنْفِضَانِ ، ولَم يَجِدْ * لَها ثِيلَ سَقْبٍ ، في النِّتاجَيْنِ ، لامِسُ وفي الصحاح : كِلا كَفْأَتَيْها ، يعني : أَنها نُتِجَتْ كلها إِناثاً ، وهو محمود عندهم . وقال كعب بن زهير : إِذا ما نَتَجْنا أَرْبَعاً ، عامَ كُفْأَةٍ ، * بَغاها خَناسِيراً ، فأَهْلَكَ أَرْبَعا الخَناسِيرُ : الهَلاكُ . وقيل : الكَفْأَةُ والكُفْأَةُ : نِتاجُ الإِبل بعد حِيالِ سَنةٍ . وقيل : بعدَ حِيالِ سنةٍ وأَكثرَ . يقال من ذلك : نَتَجَ فلان إِبله كَفْأَةً وكُفْأَةً ، وأَكْفَأْتُ في الشاءِ : مِثلُه في الإِبل . وأَكْفَأَتِ الإِبل : كَثُر نِتاجُها . وأَكْفَأَ إِبلَه وغَنَمَهُ فلاناً : جَعل له أَوبارَها وأصْوافَها وأَشْعارَها وأَلْبانَها وأَوْلادَها . وقال بعضهم : مَنَحَه كَفْأَةَ غَنَمِه وكُفْأَتَها : وَهَب له أَلبانَها وأَولادها وأصوافَها سنةً ورَدَّ عليه الأُمَّهاتِ . ووَهَبْتُ له كَفْأَةَ ناقتِي وكُفْأَتها ، تضم وتفتح ، إِذا وهبت له ولدَهَا ولبنَها ووبرها سنة . واسْتَكْفَأَه ، فأَكْفَأَه : سَأَلَه أَن يجعل له ذلك . أَبو زيد : اسْتَكْفَأَ زيدٌ عَمراً ناقَتَه إِذا سأَله أَن يَهَبَها له وولدها ووبرها سنةً . وروي عن الحرث بن أَبي الحَرِث الأَزْدِيِّ من أَهل نَصِيبِينَ : أَن أَباه اشْتَرَى مَعْدِناً بمائةِ شاة مُتْبِع ، فأَتَى أُمَّه ، فاسْتَأْمَرها ، فقالت : إِنك اشتريته بثلثمائة شاة : أُمُّها مائةٌ ، وأَولادُها مائة شاة ، وكُفْأَتُها مائة شاة ، فَنَدِمَ ، فاسْتَقالَ صاحِبَه ، فأَبَى أنْ يُقِيلَه ، فَقَبَضَ الـمَعْدِنَ ، فأَذابَه وأَخرج منه ثَمَنَ ألف شاةٍ ، فأَثَى به صاحِبُه إِلى عليّ ، كَرُّم اللّه وجهه ، فقال : إِنَّ أَبا الحرث أَصابَ رِكازاً ؛ فسأَله عليّ ، كرّم اللّه وجهه ، فأَخبره أَنه اشتراه بمائة شاة مُتْبِع . فقال عليّ : ما أَرَى الخُمُسَ إِلاّ على البائِعِ ، فأَخذَ الخُمُس من الغنم ؛ أَراد بالـمُتْبِع : التي يَتْبَعُها أَولادُها . وقوله أَثَى به أَي وَشَى به وسَعَى به ، يَأْثُوا أَثْواً . والكُفْأَةُ أَصلها في الإِبل : وهو أَن تُجْعَلَ الإِبل قَطْعَتَيْن يُراوَحُ بينهما في النِّتاجِ ، وأَنشد شمر : قَطَعْتُ إِبْلي كُفْأَتَيْنِ ثِنْتَيْن ، * قَسَمْتُها بقِطْعَتَيْنِ نِصْفَيْن أَنْتِجُ كُفْأَتَيْهِما في عامَيْن ، * أَنْتِجُ عاماً ذِي ، وهذِي يُعْفَيْن وأَنْتِجُ الـمُعْفَى مِنَ القَطِيعَيْن ، * مِنْ عامِنا الجَائي ، وتِيكَ يَبْقَيْن ، قال أَبو منصور : لمْ يزد شمر على هذا التفسير . والمعنى : أَنَّ أُمَّ الرجل جعلَت كُفْأَةَ مائةِ شاةٍ في كل نِتاجٍ مائةً . ولو كانت إِبلاً كان كُفْأَةُ مائةٍ من الإِبلِ خَمْسين ، لأَن الغنمَ يُرْسَلُ الفَحْلُ فيها وقت ضِرابِها أَجْمَعَ ، وتَحْمِلُ أَجْمَع ، وليستْ مِثلَ الإِبلِ يُحْمَلُ عليها سَنةً ، وسنةً لا يُحْمَلُ عليها . وأَرادتْ أُمُّ الرجل تَكْثِيرَ ما اشْتَرى به ابنُها ، وإعلامَه أَنه غُبِنَ فيما ابْتاعَ ، فَفَطَّنَتْه أَنه كأَنه اشْتَرَى الـمَعْدِنَ بِثلثمائة شاةٍ ، فَنَدِمَ الابنُ واسْتَقالَ بائعَه ، فأَبَى ، وبارَكَ اللّهُ له في الـمَعْدِن ، فَحَسَده البائع على كثرة الرِّبح ، وسَعَى به إِلى عَليٍّ ، رضي اللّه عنه ، ليأْخذ منه الخمس ، فَأَلْزَمَ الخُمُسَ البائِعَ ، وأَضرَّ السَّاعِي بِنَفْسِه في سِعايَته بصاحِبِه إليه . والكِفاءُ ، بالكسر والمَدّ : سُتْرةٌ في البيت مِنْ أَعْلاه إِلى أَسْفَلِه من مُؤَخَّرِه . وقيل : الكِفاءُ الشُّقَّة التي تكون في مُؤَخَّرِ الخِبَاءِ . وقيل : هو شُقَّةٌ أَو شُقَّتان يُنْصَحُ إحداهما بالأُخرى ثم يُحْمَلُ به مُؤَخَّر الخبَاءِ . وقيل : هو كِساءٌ يُلْقَى على الخِبَاءِ كالإِزارِ حتى يَبْلُغَ الأَرضَ . وقد أَكْفَأَ البيتَ إِكْفاءً ، وهو مُكْفَأٌ ، إِذا عَمِلْتَ له كِفَاءً . وكِفَاءُ البيتِ : مؤَخَّرُه . وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ : رأَى شاةً في كِفَاءِ البيت ، هو من ذلك ، والجمعُ أَكْفِئةٌ ، كَحِمارٍ وأَحْمِرةٍ . ورجُلٌ مُكْفَأُ الوجهِ : مُتَغَيِّرُه ساهِمُه . ورأَيت فلاناً مُكْفَأَ الوَجْهِ إِذا رأَيتَه كاسِفَ اللَّوْنِ ساهِماً . ويقال : رأَيته مُتَكَفِّئَ اللَّوْنِ ومُنْكَفِتَ اللّوْنِ . (* قوله « متكفّئ اللون ومنكفت اللون » الأول من التفعل والثاني من الأنفعال كما يفيده ضبط غير نسخة من التهذيب .) أَي مُتَغَيِّرَ اللّوْنِ . وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : أَنه انْكَفَأَ لونُه عامَ الرَّمادة أَي تَغَيّر لونُه عن حاله . ويقال : أَصْبَحَ فلان كَفِيءَ اللّونِ مُتَغَيِّرَه ، كأَنه كُفِئَ ، فهو مَكْفُوءٌ وكَفِيءٌ . قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة : وأَسْمَرَ ، من قِداحِ النَّبْعِ ، فَرْعٍ ، * كَفِيءِ اللّوْنِ من مَسٍّ وضَرْسِ أَي مُتَغَيِّرِ اللونِ من كثرة ما مُسِحَ وعُضَّ . وفي حديث الأَنصاريِّ : ما لي أَرى لَوْنَك مُنْكَفِئاً ؟، قال : من الجُوعِ . وقوله في الحديث : كان لا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلا من مُكافِئٍ . قال القتيبي : معناه إِذا أَنْعَمَ على رجل نِعْمةً فكافَأَه بالثَّنَاءِ عليه قَبِلَ ثَنَاءَه ، وإِذا أَثْنَى قَبْلَ أَن يُنْعِمَ عليه لم يَقْبَلْها . قال ابن الأَثير ، وقال ابن الأَنباري : هذا غلط ، إِذ كان أَحد لا يَنْفَكُّ من إِنْعام النبيِّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، لأَنَّ اللّه ، عز وجل ، بَعَثَه رَحْمةً للناس كافَّةً ، فلا يَخرج منها مُكافِئٌ ولا غير مُكافِئٍ ، والثَّنَاءُ عليه فَرْضٌ لا يَتِمُّ الإِسلام إِلا به . وإنما المعنى : أَنه لا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ عليه إِلا من رجل يعرف حقيقة إِسلامه ، ولا يدخل عنده في جُمْلة الـمُنافِقين الذين يَقولون بأَلسنتهم ما ليس في قلوبهم . قال : وقال الأَزهريّ : وفيه قول ثالث : إِلاّ من مُكافِئٍ أَي مُقارِبٍ غير مُجاوِزٍ حَدَّ مثلِه ، ولا مُقصِّر عما رَفَعَه اللّه إليه . "
المعجم: لسان العرب
كفي
" الليث : كَفَى يَكْفِي كِفايةً إِذا قام بالأَمر . ويقال : اسْتَكْفَيْته أَمْراً فكَفانِيه . ويقال : كَفاك هذا الأَمرُ أَي حَسْبُك ، وكَفاكَ هذا الشيء . وفي الحديث : من قرأَ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كَفَتاه أَي أَغْنَتاه عن قيام الليل ، وقيل : إِنهما أَقل ما يُجزئ من القراءة في قيام الليل ، وقيل : تَكْفِيانِ الشرَّ وتَقِيان من المكروه . وفي الحديث : سَيَفْتَحُ اللهُ عليكم ويَكْفِيكم اللهُ أَي يَكْفيكم القِتالَ بما فتَح عليكم . والكُفاةُ : الخَدَمُ الذين يَقومون بالخِدْمة ، جمع كافٍ . وكفَى الرجلُ كِفايةً ، فهو كافٍ وكُفًى مثل حُطَمٍ ؛ عن ثعلب ، واكْتَفَى ، كلاهما : اضْطَلَع ، وكَفاه ما أَهَمَّه كِفايةً وكَفاه مَؤُونَته كِفاية وكَفاك الشيءُ يَكفِيك واكْتَفَيْت به . أَبو زيد : هذا رجل كافِيك من رَجُل وناهيك من رجل وجازيكَ من رجل وشَرْعُكَ من رجُل كله بمعنى واحد . وكَفَيْته ما أَهَمَّه . وكافَيْته : من المُكافاة ، ورَجَوْتُ مُكافاتَك . ورجل كافٍ وكَفِيٌّ : مثل سالِم وسَلِيمٍ . ابن سيده : ورجل كافِيكَ من رجل وكَِفْيُكَ من رجُل (* قوله « وكفيك من رجل » في القاموس مثلثة الكاف .) وكَفَى به رجلاً . قال : وحكى ابن الأَعرابي كَفاكَ بفلان وكَفْيُكَ به وكِفاكَ ، مكسور مقصور ، وكُفاكَ ، مضموم مقصور أَيضاً ، قال : ولا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث . التهذيب : تقول رأَيت رجُلاً كافِيَك من رجل ، ورأَيت رجلين كافِيَك من رجلين ، ورأَيت رجالاً كافِيَكَ من رجال ، معناه كَفاك به رجلاً . الصحاح : وهذا رجل كافِيكَ من رجُل ورَجلان كافِياكَ من رجلين ورِجالٌ كافُوكَ من رِجال ، وكَفْيُك ، بتسكين الفاء ، أَي حَسْبُكَ ؛
وأَنشد ابن بري في هذا الموضع لجثامة الليثي : سَلِي عَنِّي بَني لَيْثِ بنِ بَكْرٍ ، كَفَى قَوْمي بصاحِبِهِمْ خَبِيرا هَلَ اعْفُو عن أُصولِ الحَقِّ فِيهمْ ، إِذا عَرَضَتْ ، وأَقْتَطِعُ الصُّدُورا وقال أَبو إِسحق الزجاج في قوله عز وجل : وكفَى بالله وليّاً ، وما أَشبهه في القرآن : معنى الباء للتَّوْكيد ، المعنى كفَى اللهُ وليّاً إِلا أَن الباء دخلت في اسم الفاعل لأَن معنى الكلام الأَمْرُ ، المعنى اكْتَفُوا بالله وليّاً ، قال : ووليّاً منصوب على الحال ، وقيل : على التمييز . وقال في قوله سبحانه : أَوَلم يَكْفِ بربّك أَنه على كل شيء شهيد ؛ معناه أَوَلم يَكْفِ ربُّك أَوَلم تَكْفِهم شهادةُ ربِّك ، ومعنى الكِفاية ههنا أَنه قد بين لهم ما فيه كِفاية في الدلالة على توحيده . وفي حديث ابن مريم : فأَذِنَ لي إِلى أَهْلي بغير كَفِيٍّ أَي بغير مَن يَقوم مَقامي . يقال : كَفاه الأَمرَ إِذا قام فيه مَقامه . وفي حديث الجارود : وأَكْفي مَنْ لم يَشهد أَي أَقوم بأَمْرِ مَن لم يَشهد الحَرْبَ وأُحارِبُ عنه ؛ فأَمّا قول الأَنصاري : فكَفَى بِنا فَضْلاً ، على مَن غَيْرُنا ، حُبُّ النبيِّ مُحَمَّدٍ إِيّانا فإِنما أَراد فكَفانا ، فأَدخل الباء على المفعول ، وهذا شاذ إِذ الباء في مثل هذا إِنما تدخل على الفاعل كقولك كفَى باللهِ ؛ وقوله : إِذا لاقَيْتِ قَوْمي فاسْأَلِيهمْ ، كَفَى قَوْماً بِصاحِبِهمْ خَبِيرا هو من المقلوب ، ومعناه كفَى بقوم خَبِيراً صاحبُهم ، فجعل الباء في الصاحب ، وموضعها أَن تكون في قوم وهم الفاعلون في المعنى ؛ وأَما زيادَتها في الفاعل فنحو قولهم : كَفى بالله ، وقوله تعالى : وكفى بنا حاسبين ، إِنما هو كفى اللهُ وكفانا كقول سحيم : كفى الشَّيْبُ والإِسْلامُ للمَرْء ناهِياً فالباء وما عملت في موضع مرفوع بفعله ، كقولك ما قام من أَحد ، فالجار والمجرور هنا في موضع اسم مرفوع بفعله ، ونحوه قولهم في التعجب : أَحْسِنْ بِزَيْدٍ ، فالباء وما بعدها في موضع مرفوع بفعله ولا ضمير في الفعل ، وقد زيدت أَيضاً في خبر لكنَّ لشبهه بالفاعل ؛
قال : ولَكِنَّ أَجْراً لو فَعَلْتِ بِهَيِّنٍ ، وهَلْ يُعْرَفُ المعْروفُ في الناسِ والأَجْرُ (* قوله « وهل يعرف » كذا بالأصل ، والذي في المحكم : ولم ينكر .) أَراد : ولكِنّ أَجراً لو فَعَلْتِه هَيِّن ، وقد يجوز أَن يكون معناه ولكنَّ أَجراً لو فعلته بشيء هين أَي أَنت تَصِلين إِلى الأَجرِ بالشيء الهين ، كقولك : وُجُوبُ الشكر بالشيءِ الهيّن ، فتكون الباء على هذا غير زائدة ، وأَجاز محمد بن السَّرِيّ أَن يكون قوله : كَفَى بالله ، تقديره كفَى اكْتِفاؤك بالله أَي اكْتفاؤك بالله يَكْفِيك ؛ قال ابن جني : وهذا يضعف عندي لأَن الباء على هذا متعلقة بمصدر محذوف وهو الاكتفاء ، ومحال حذف الموصول وتبقية صلته ، قال : وإِنما حسَّنه عندي قليلاً أَنك قد ذكرت كفَى فدلَّ على الاكتفاء لأَنه من لفظه ، كما تقول : مَن كَذب كان شرًّا له ، فأَضمرته لدلالة الفعل عليه ، فههنا أَضمر اسماً كاملاً وهو الكذب ، وهناك أَضمر اسماً وبقي صلته التي هي بعضه ، فكان بعضُ الاسم مضمراً وبعضه مظهراً ، قال : فلذلك ضعف عندي ، قال : والقول في هذا قول سيبويه من أَنه يريد كفى الله ، كقولك : وكفى الله المؤمنين القتال ؛ ويشهد بصحة هذا المذهب ما حكي عنهم من قولهم مررت بأَبْياتٍ جادَ بِهنَّ أَبياتاً وجُدْنَ أَبْياتاً ، فقوله بهنَّ في موضع رفع ، والباء زائدة كما ترى . قال : أَخبرني بذلك محمد بن الحسن قراءة عليه عن أَحمد بن يحيى أَن الكسائي حكى ذلك عنهم ؛ قال : ووجدت مثله للأَخطل وهو قوله : فقُلْتُ : اقْتُلُوها عَنْكُمُ بِمِزاجِها ، وحُبَّ بِها مَقْتولَةً حِينَ تُقْتَل فقوله بها في موضع رفع بحُبَّ ؛ قال ابن جني : وإِنما جاز عندي زيادة الباء في خبر المبتدإِ لمضارعته للفاعل باحتياج المبتدإِ إِليه كاحتياج الفعل إِلى فاعله . والكُفْيةُ ، بالضم : ما يَكْفِيك من العَيش ، وقيل : الكُفْيَةُ القُوت ، وقيل : هو أَقلّ من القوت ، والجمع الكُفَى . ابن الأَعرابي : الكُفَى الأَقوات ، واحدتها كُفْيةٌ . ويقال : فلان لا يملك كُفَى يومه على ميزان هذا أَي قُوتَ يومه ؛
وأَنشد ثعلب : ومُخْتَبِطٍ لم يَلْقَ مِن دُونِنا كُفًى ، وذاتِ رَضِيعٍ لم يُنِمْها رَضِيعُه ؟
قال : يكون كُفًى جمع كُفْيَة وهو أَقلّ من القُوت ، كما تقدّم ، ويجوز أَن يكون أَراد كُفاةً ثم أَسقط الهاء ، ويجوز أَن يكون من قولهم رجل كَفِيٌّ أَي كافٍ . والكِفْيُ : بطن الوادي ؛ عن كراع ، والجمع الأَكْفاء . ابن سيده : الكُفْوُ النظير لغة في الكُفءِ ، وقد يجوز أَن يريدوا به الكُفُؤ فيخففوا ثم يسكنوا . "
المعجم: لسان العرب
كفف
" كفّ الشيءَ يكُفُّه كَفّاً : جمعه . وفي حديث الحسن : أَنَّ رجلاً كانت به جِراحة فسأَله : كيف يتوضأُ ؟ فقال : كُفَّه بخِرْقة أَي اجمَعها حوله . والكفُّ : اليد ، أُنثى . وفي التهذيب : والكف كفّ اليد ، والعرب تقول : هذه كفّ واحدة ؛ قال ابن بري : وأَنشد الفراء : أُوفِّيكما ما بلَّ حَلْقيَ رِيقتي ، وما حَمَلَت كَفَّايَ أَنْمُليَ العَشْر ؟
قال : وقال بشر بن أَبي خازم : له كَفَّانِ : كَفٌّ كَفُّ ضُرٍّ ، وكَفُّ فَواضِلٍ خَضِلٌ نَداها وقال زهير : حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ الولِيدِ لها ، طارَتْ ، وفي يدِه من ريشَِها بِتَ ؟
قال : وقال الأَعشى : يَداكَ يَدا صِدْقٍ : فكفٌّ مُفِيدةٌ ، وأُخرى ، إذا ما ضُنَّ بالمال ، تُنْفِق وقال أَيضاً : غَرَّاءُ تُبْهِجُ زَوْلَه ، والكفُّ زَيَّنها خَضاب ؟
قال : وقال الكميت : جَمَعْت نِزاراً ، وهي شَتَّى شُعوبها ، كما جَمَعَت كَفٌّ إليها الأَباخِسا وقال ذو الإصبع : زَمان به للّهِ كَفٌّ كَريمةٌ علينا ، ونُعْماه بِهِنَّ تَسِير وقالت الخنساء : فما بَلَغَتْ كَفُّ امْرِئٍ مُتَناوِلٍ بها المَجْدَ ، إلا حيث ما نِلتَ أَطْولُ وما بَلَغَ المُهْدُون نَحْوَكَ مِدْحَةً ، وإنْ أَطْنَبُوا ، إلا وما فيكَ أَفضَلُ ويروى : وما بلغ المهدون في القول مدحة فأَما قول الأَعشى : أَرَى رجُلاً منهم أَسِيفاً ، كأَنما يضمُّ إلى كَشْحَيْه كَفّاً مُخَضَّبا فإنه أَراد الساعد فذكَّر ، وقيل : إنما أَراد العُضو ، وقيل : هو حال من ضمير يضمّ أَو من هاء كشحيه ، والجمع أَكُفٌّ . قال سيبويه : لم يجاوزوا هذا المثال ، وحكى غيره كُفوف ؛ قال أَبو عمارةَ بن أَبي طرفَة الهُذلي يدعو اللّه عز وجل : فصِلْ جَناحِي بأَبي لَطِيفِ ، حتى يَكُفَّ الزَّحْفَ بالزُّحوفِ بكلِّ لَينٍ صارِمٍ رهِيفِ ، وذابِلٍ يَلَذّ بالكُفُوفِ أَبو لطيف يعني أَخاً له أَصغر منه ؛
وأَنشد ابن بري لابن أَحمر : يَداً ما قد يَدَيْتُ على سُكَيْنٍ وعبدِ اللّه ، إذ نُهِشَ الكُفُوفُ وأَنشد لليلى الأَخْيَلِيّة : بقَوْلٍ كَتَحْبير اليماني ونائلٍ ، إذا قُلِبَتْ دون العَطاء كُفوف ؟
قال ابن بري : وقد جاء في جمع كفٍّ أَكْفاف ؛
وأَنشد علي بن حمزة : يُمسون مما أَضْمَرُوا في بُطُونهم مُقَطَّعَةً أَكْفافُ أَيديهمُ اليُمْن وفي حديث الصدقة : كأَنما يَضَعُها في كفِّ الرحمن ؛ قال ابن الأَثير : هو كناية عن محل القَبول والإثابة وإلا فلا كفّ للرحمن ولا جارِحةَ ، تعالى اللّه عما يقول المُشَبِّهون عُلُوّاً كبيراً . وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : إن اللّه إن شاء أَدخل خلْقه الجنة بكفّ واحدة ، فقال النبي ، صلى اللّه عليه وسلم : صدق عمر . وقد تكرر ذكر الكف والحفْنة واليد في الحديث وكلُّها تمثيل من غير تشبيه ، وللصقر وغيره من جوارح الطير كّفانِ في رِجْليه ، وللسبع كفّان في يديه لأَنه يَكُفُّ بهما على ما أَخذ . والكفُّ الخَضيب : نجم . وكفُ الكلب : عُشْبة من الأَحرار ، وسيأْتي ذكرها . واسْتَكفَّ عينَه : وضع كفّه عليها في الشمس ينظر هل يرى شيئاً ؛ قال ابن مقبل يصف قِدْحاً له : خَرُوجٌ من الغُمَّى ، إذا صُكَّ صَكّةً بدا ، والعُيونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ الكسائي : اسْتَكْفَفْت الشيء واسْتَشْرَفْته ، كلاهما : أَن تضع يدك على حاجبك كالذي يَسْتَظِل من الشمس حتى يَستبين الشيء . يقال : اسْتَكفَّت عينه إذا نظرت تحت الكفّ . الجوهري : اسْتَكفَفْت الشيء اسْتَوْضَحْته ، وهو أَن تضع يدك على حاجبك كالذي يَستظل من الشمس تنظر إلى الشيء هل تراه . وقال الفراء : استكفّ القومُ حول الشيء أَي أَحاطوا به ينظرون إليه ؛ ومنه قول ابن مقبل : إذا رَمَقَتْه من مَعَدٍّ عِمارةٌ بدا ، والعُيونُ المستكفَّة تلمح واستكفّ السائل : بَسط كفَّه . وتكَفَّفَ الشيءَ : طلبه بكفِّه وتكَفَّفَه . وفي الحديث : أَن رجلاً رأَى في المنام كأَن ظُلَّة تَنْطِف عَسلاً وسمناً وكأَنَّ الناس يتَكفَّفُونه ؛ التفسير للهروي في الغريبين والاسم منها الكفَف . وفي الحديث : لأَن تَدَعَ ورَثتَك أَغنياء خير من أَن تَدعهم عالةً يتَكفَّفون الناس ؛ معناه يسأَلون الناس بأَكُفِّهم يمدُّونها إليهم . ويقال : تكفَّف واستكفَّ إذا أَخذ الشي بكفِّه ؛ قال الكميت : ولا تُطْمِعوا فيها يداً مُسْتَكِفّةً لغيركُمُ ، لو تَسْتَطِيعُ انْتِشالَها الجوهري : واستكفَّ وتكفَّفَ بمعنى وهو أَن يمد كفَّه يسأَل الناس . يقال : فلان يَتكَفَّف الناس ، وفي الحديث : يتصدَّق بجميع ماله ثم يَقْعُد يستكِفُّ الناسَ . ابن الأَثير : يقال استكفَّ وتكَفَّفَ إذا أَخذ ببطن كفه أَو سأَل كفّاً من الطعام أَو ما يكُفُّ الجوع . وقولهم : لقيته كَفَّةَ كَفَّةَ ، بفتح الكاف ، أَي كفاحاً ، وذلك إذا استقْبلته مُواجهة ، وهما اسمان جُعلا واحداً وبنيا على الفتح مثل خمسة عشر . وفي حديث الزبير : فتلقّاه رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، كفّةَ كَفّةَ أَي مُواجهة كأَنَّ كل واحد منهما قد كفَّ صاحبه عن مجاوزته إلى غيره أَي مَنَعَه . والكَفّة : المرة من الكفّ . ابن سيده : ولَقِيتُه كفَّةَ كفَّةَ وكفَّةَ كفَّةٍ على الإضافة أَي فُجاءة مواجهة ؛ قال سيبويه : والدليل على أَن الآخر مجرور أَنَّ يونس زعم أَن رؤبة كان يقول لقيته كفّةً لِكفّةً أَو كفّةً عن كفّةٍ ، إنما جعل هذا هكذا في الظرف والحال لأَن أَصل هذا الكلام أَن يكون ظرفاً أَو حالاً . وكفَّ الرجلَ عن الأَمر يكُفُّه كَفّاً وكفْكَفَه فكفَّ واكتفَّ وتكفَّف ؛ الليث : كَفَفْت فلاناً عن السوء فكفّ يكُفّ كَفّاً ، سواء لفظُ اللازم والمُجاوز . ابن الأَعرابي : كَفْكَفَ إذا رَفَق بغرِيمه أَو ردَّ عنه من يؤذيه . الجوهري : كَفَفْت الرجل عن الشيء فكفّ ، يتعدّى ولا يتعدى ، والمصدر واحد . وكفْكَفْت الرجل : مثل كفَفْته ؛ ومنه قول أَبي زبيد : أَلم تَرَني سَكَّنْتُ لأْياً كِلابَكُم ، وكَفْكَفْتُ عنكم أَكْلُبي ، وهي عُقَّر ؟ واستكفَّ الرجلُ الرجلَ : من الكفِّ عن الشيء . وتكَفَّف دمعُه : ارتدّ ، وكَفْكَفَه هو ؛ قال أَبو منصور : وأَصله عندي من وكَفَ يَكِفُ ، وهذا كقولك لا تعِظيني وتَعظْعَظي . وقالوا : خَضْخضتُ الشيءَ في الماء وأَصله من خُضْت . والمكفوف : الضَّرير ، والجمع المكافِيفُ . وقد كُفَّ بصرُه وكَفَّ بصرُه كَفّاً : ذهَب . ورجل مَكْفوف أَي أَعمى ، وقد كُفَّ . وقال ابن الأَعرابي : كَفَّ بصرُه وكُفَّ . والكَفْكفة : كفُّك الشيء أَي ردُّك الشيء عن الشيء ، وكفْكَفْت دمْع العين . وبعير كافٌّ : أُكلت أَسنانه وقَصُرَت من الكِبَر حتى تكاد تذهب ، والأُنثى بغير هاء ، وقد كُفَّت أَسنانها ، فإذا ارتفع عن ذلك فهو ماجٌّ . وقد كَفَّت الناقة تَكُفُّ كُفوفاً . والكَفُّ في العَرُوض : حذف السابع من الجزء نحو حذفك النون من مفاعيلن حتى يصير مفاعيلُ ومن فاعلاتن حتى يصير فاعلات ، وكذلك كلُّ ما حُذف سابعه على التشبيه بكُفّة القميص التي تكون في طرف ذيله ، قال ابن سيده : هذا قول ابن إسحق . والمَكفوف في عِلل العروض مفاعيلُ كان أَصله مفاعيلن ، فلما ذهبت النون ، قال الخليل هو مكفوف . وكِفافُ الثوب : نَواحِيه . ويُكَفُّ الدِّخْريصُ إذا كُفَّ بعد خِياطة مرة . وكَفَفْت الثوبَ أَي خِطْت حاشيته ، وهي الخِياطةُ الثانية بعد الشَّلِّ . وعَيْبةٌ مَكْفوفة أَي مُشْرَجةٌ مَشْدودة . وفي كتاب النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، بالحديْبِية لأَهل مكة : وإنَّ بيننا وبينكم عَيبةً مكفوفةً ؛ أَراد بالمكفوفة التي أُشْرِجَت على ما فيها وقُفِلت وضَربها مثلاً للصدور أَنها نَقِيَّة من الغِلِّ والغِشّ فيما كتبوا واتَّفَقُوا عليه من الصُّلْح والهُدْنة ، والعرب تشبه الصدور التي فيها القلوب بالعِياب التي تُشْرَج على حُرِّ الثياب وفاخِر المتاع ، فجعل النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، العِياب المُشْرجة على ما فيها مثلاً للقلوب طُوِيَت على ما تعاقدوا ؛ ومنه قول الشاعر : وكادَت عِيابُ الوُدِّ بيني وبينكم ، وإن قيل أَبْناءُ العُمومةِ ، تَصْفَرُ فجعل الصُّدور عِياباً للوُدِّ . وقال أَبو سعيد في قوله : وإنَّ بيننا وبينكم عَيبةً مكفوفة : معناه أَن يكون الشر بينهم مكفوفاً كما تُكَفُّ العَيبة إذا أُشْرِجَت على ما فيها من مَتاع ، كذلك الذُّحُول التي كانت بينهم قد اصطلحوا على أَن لا يَنْشُروها وأَن يَتكافُّوا عنها ، كأَنهم قد جعلوها في وِعاء وأَشرجوا عليها . الجوهري : كُفّةُ القَمِيص ، بالضم ، ما استدار حول الذَّيل ، وكان الأَصمعي يقول : كلُّ ما استطال فهو كُفة ، بالضم ، نحو كفة الثوب وهي حاشيته ، وكُفَّةِ الرمل ، وجمعه كِفافٌ ، وكلُّ ما استدار فهو كِفّة ، بالكسر ، نحو كِفَّة الميزان وكِفَّة الصائد ، وهي حِبالته ، وكِفَّةِ اللِّثةِ ، وهو ما انحدرَ منها . قال : ويقال أَيضاً كَفّة الميزان ، بالفتح ، والجمع كِفَفٌ ؛ قال ابن بري : شاهد كِفَّةِ الحابِل قول الشاعر : كأَنَّ فِجاجَ الأَرضِ ، وهي عَرِيضةٌ على الخائفِ المَطْلوبِ ، كِفّةُ حابِلِ وفي حديث عطاء : الكِفَّةُ والشَّبكةُ أَمرهما واحد ؛ الكُفَّة ، بالكسر : حِبالة الصائد . والكِفَفُ في الوَشْم : داراتٌ تكون فيه . وكِفافُ الشيء : حِتارُه . ابن سيده : والكِفة ، بالكسر ، كل شيء مستدير كدارة الوشم وعُود الدُّفّ وحبالة الصيْد ، والجمع كِفَفٌ وكِفافٌ . قال : وكفة الميزان الكسر فيها أَشهر ، وقد حكي فيها الفتح وأَباها بعضهم . والكُفة : كل شيء مستطيل ككُفة الرمل والثوب والشجر وكُفّة اللِّثةِ ، وهي ما سال منها على الضِّرس . وفي التهذيب : وكِفَّة اللثة ما انحدر منها على أُصول الثغْر ، وأَمّا كُفَّةُ الرمْل والقميص فطُرّتهما وما حولهما . وكُفة كل شيء ، بالضم : حاشيته وطرَّته . وفي حديث عليّ ، كرَّم اللّه وجهه ، يصف السحاب : والتَمع بَرْقُه في كُفَفِه أَي في حواشيه ؛ وفي حديثه الآخر : إذا غَشِيكم الليلُ فاجعلوا الرِّماح كُفّة أَي في حواشي العسكر وأَطرافه . وفي حديث الحسن :، قال له رجل إنَّ برِجْلي شُقاقاً ، فقال : اكفُفه بخِرْقة أَي اعْصُبْه بها واجعلها حوله . وكُفة الثوب : طُرَّته التي لا هُدب فيها ، وجمع كل ذلك كُفَف وكِفافٌ . وقد كَفَّ الثوبَ يكُفه كَفّاً : تركه بلا هُدب . والكِفافُ من الثوب : موضع الكف . وفي الحديث : لا أَلبس القميص المُكَفَّف بالحرير أَي الذي عُمِل على ذَيْله وأَكمامه وجَيْبه كِفاف من حرير ، وكلُّ مَضَمِّ شيء كِفافُه ، ومنه كِفافُ الأُذن والظفُر والدبر ، وكِفّة الصائد ، مكسور أَيضاً . والكِفَّة : حبالة الصائد ، بالكسر . والكِفَّةُ : ما يُصاد به الظِّباء يجعل كالطوْق . وكُفَفُ السحاب وكِفافُه : نواحيه . وكُفَّة السحاب : ناحيته . وكِفافُ السحاب : أَسافله ، والجمع أَكِفَّةٌ . والكِفافُ : الحوقة والوَتَرَةُ . واسْتكَفُّوه : صاروا حَواليْه . والمستكِفّ : المستدير كالكِفّة . والكَفَفُ : كالكِفَفِ ، وخصَّ بعضهم به الوَشم . واستكفَّت الحيَّة إذا ترَحَّتْ كالكِفَّةِ . واستكَفَّ به الناسُ إذا عَصبوا به . وفي الحديث : المنفِقُ على الخيل كالمسْتَكِفّ بالصدقة أَي الباسطِ يدَه يُعطِيها ، من قولهم استكفَّ به الناسُ إذا أَحدَقوا به ، واستكَفُّوا حوله ينظرون إليه ، وهو من كِفاف الثوب ، وهي طُرَّته وحَواشِيه وأَطرافُه ، أَو من الكِفّة ، بالكسر ، وهو ما استدار ككفة الميزان . وفي حديث رُقَيْقَة : فاستكفُّوا جَنابَيْ عبدِ المطلب أَي أَحاطوا به واجتمعوا حوله . وقوله في الحديث : أُمرتُ أَن لا أَكُفَّ شَعراً ولا ثوباً ، يعني في الصلاة يحتمل أَن يكون بمعنى المنع ، قال ابن الأَثير : أَي لا أَمنَعهما من الاسترسال حال السجود ليَقَعا على الأَرض ، قال : ويحتمل أَن يكون بمعنى الجمع أَي لا يجمعهما ولا يضمهما . وفي الحديث : المؤمن أَخو المؤمن يَكُفُّ عليه ضَيْعَته أَي يجمع عليه مَعِيشتَه ويَضُمُّها إليه ؛ ومنه الحديث : يَكُفُّ ماء وجهه أَي يصُونُه ويجمعه عن بَذْلِ السؤال وأَصله المنع ؛ ومنه حديث أُم سلمة : كُفِّي رأْسي أَي اجمعِيه وضُمِّي أَطرافه ، وفي رواية : كفِّي عن رأْسي أَي دَعيه واتركي مَشْطَه . والكِفَفُ : النُّقَر التي فيها العيون ؛ وقول حميد : ظَلَلْنا إلى كَهْفٍ ، وظلَّت رِحالُنا إلى مُسْتَكِفَّاتٍ لهنَّ غُروبُ قيل : أَراد بالمُسْتَكِفّات الأَعين لأَنها في كِفَفٍ ، وقيل : أَراد الإبل المجتمعة ، وقيل : أَراد شجراً قد استكفَّ بعضُها إلى بعض ، وقوله لهنَّ غُروب أَي ظِلال . والكافَّةُ : الجماعة ، وقيل : الجماعة من الناس . يقال : لَقِيتهم كافَّةً أَي كلَّهم . وقال أبو إسحق في قوله تعالى : يا أَيها الذين آمنوا ادْخلُوا في السلم كافَّةً ، قال : كافة بمعنى الميع والإحاطة ، فيجوز أَن يكون معناه ادخلوا في السِّلْمِ كلِّه أَي في جميع شرائعه ، ومعنى كافةً في اشتقاق اللغة : ما يكفّ الشيء في آخره ، من ذلك كُفَّة القميص وهي حاشيته ، وكلُّ مستطيل فحرفه كُفة ، وكل مستدير كِفة نحو كِفة الميزان . قال : وسميت كُفَّة الثوب لأَنها تمنعه أَن ينتشر ، وأَصل الكَفّ المنع ، ومن هذا قيل لطَرف اليد كَفٌّ لأَنها يُكَفُّ بها عن سائر البدن ، وهي الراحة مع الأَصابع ، ومن هذا قيل رجل مَكْفوف أَي قد كُفَّ بصرُه من أَن ينظر ، فمعنى الآية ابْلُغوا في الإسلام إلى حيث تنتهي شرائعه فَتُكَفُّوا من أَن تعدُو شرائعه وادخلوا كلُّكم حتى يُكَفَّ عن عدد واحد لم يدخل فيه . وقال في قوله تعالى : وقاتلوا المشركين كافة ، منصوب على الحال وهو مصدر على فاعلة كالعافية والعاقبة ، وهو في موضع قاتلوا المشركين محيطين ، قال : فلا يجوز أَن يثنى ولا يجمع لا يقال قاتلوهم كافَّات ولا كافّين ، كما أَنك إذا قلت قاتِلْهم عامّة لم تثنِّ ولم تجمع ، وكذلك خاصة وهذا مذهب النحويين ؛ الجوهري : وأَما قول ابن رواحة الأَنصاري : فسِرْنا إليهم كافَةً في رِحالِهِمْ جميعاً ، علينا البَيْضُ لا نَتَخَشَّعُ فإنما خففه ضرورة لأَنه لا يصح الجمع بين ساكِنين في حشو البيت ؛ وكذلك قول الآخر : جَزى اللّهُ الروابَ جزاء سَوْءٍ ، وأَلْبَسَهُنّ من بَرَصٍ قَمِيصا "
المعجم: لسان العرب
كفر
" الكُفْرُ : نقيض الإِيمان ؛ آمنَّا بالله وكَفَرْنا بالطاغوت ؛ كَفَرَ با يَكْفُر كُفْراً وكُفُوراً وكُفْراناً . ويقال لأَهل دار الحرب : قد كَفَرُوا أَي عَصَوْا وامتنعوا . والكُفْرُ : كُفْرُ النعمة ، وهو نقيض الشكر . والكُفْرُ : جُحود النعمة ، وهو ضِدُّ الشكر . وقوله تعالى : إِنا بكلٍّ كافرون ؛ أَي جاحدون . وكَفَرَ نَعْمَةَ الله يَكْفُرها كُفُوراً وكُفْراناً وكَفَر بها : جَحَدَها وسَتَرها . وكافَرَه حَقَّه : جَحَدَه . ورجل مُكَفَّر : مجحود النعمة مع إِحسانه . ورجل كافر : جاحد لأَنْعُمِ الله ، مشتق من السَّتْر ، وقيل : لأَنه مُغَطًّى على قلبه . قال ابن دريد : كأَنه فاعل في معنى مفعول ، والجمع كُفَّار وكَفَرَة وكِفارٌ مثل جائع وجِياعٍ ونائم ونِيَامٍ ؛ قال القَطامِيّ : وشُقَّ البَحْرُ عن أَصحاب موسى ، وغُرِّقَتِ الفَراعِنةُ الكِفَارُ وجمعُ الكافِرَة كَوافِرُ . وفي حديث القُنُوتِ : واجْعَلْ قلوبهم كقُلوبِ نساءٍ كوافِرَ ؛ الكوافرُ جمع كافرة ، يعني في التَّعادِي والاختلاف ، والنساءُ أَضعفُ قلوباً من الرجال لا سيما إِذا كُنَّ كوافر ، ورجل كَفَّارٌ وكَفُور : كافر ، والأُنثى كَفُورٌ أَيضاً ، وجمعهما جميعاً كُفُرٌ ، ولا يجمع جمع السلامة لأَن الهاء لا تدخل في مؤنثه ، إِلا أَنهم قد ، قالوا عدوة الله ، وهو مذكور في موضعه . وقوله تعالى : فأَبى الظالمون إِلا كُفُرواً ؛ قال الأَخفش : هو جمع الكُفْر مثل بُرْدٍ وبُرودٍ . وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : قِتالُ المسلمِ كُفْرٌ وسِبابُه فِسْقٌ ومن رغِبَ عن أَبيه فقد كَفَرَ ؛ قال بعض أَهل العلم : الكُفْرُ على أَربعة أَنحاء : كفر إِنكار بأَن لا يعرف الله أَصلاً ولا يعترف به ، وكفر جحود ، وكفر معاندة ، وكفر نفاق ؛ من لقي ربه بشيء من ذلك لم يغفر له ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء . فأَما كفر الإِنكار فهو أَن يكفر بقلبه ولسانه ولا يعرف ما يذكر له من التوحيد ، وكذلك روي في قوله تعالى : إِن الذين كفروا سواء عليهم أَأَنذرتهم أَم لم تنذرهم لا يؤمنون ؛ أَي الذين كفروا بتوحيد الله ، وأَما كفر الجحود فأَن يعترف بقلبه ولا يقرّ بلسانه فهو كافر جاحد ككفر إِبليس وكفر أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلْتِ ، ومنه قوله تعالى : فلما جاءهم ما عَرَفُوا كَفَرُوا به ؛ يعني كُفْرَ الجحود ، وأَما كفر المعاندة فهو أَن يعرف الله بقلبه ويقرّ بلسانه ولا يَدِينَ به حسداً وبغياً ككفر أَبي جهل وأَضرابه ، وفي التهذيب : يعترف بقلبه ويقرّ بلسانه ويأْبى أَن يقبل كأَبي طالب حيث يقول : ولقد علمتُ بأَنَّ دينَ محمدٍ من خيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دِينَا لولا المَلامةُ أَو حِذارُ مَسَبَّةٍ ، لوَجَدْتَني سَمْحاً بذاك مُبِيناً وأَما كفر النفاق فأَن يقرّ بلسانه ويكفر بقلبه ولا يعتقد بقلبه . قال الهروي : سئل الأَزهري عمن يقول بخلق القرآن أَنسميه كافرراً ؟ فقال : الذي يقوله كفر ، فأُعيد عليه السؤال ثلاثاً ويقول ما ، قال ثم ، قال في الآخر : قد يقول المسلم كفراً . قال شمر : والكفر أَيضاً بمعنى البراءة ، كقول الله تعالى حكاية عن الشيطان في خطيئته إِذا دخل النار : إِني كفرت بما أَشْركْتُمونِ من قَبْلُ ؛ أَي تبرأْت . وكتب عبدُ الملك إِلى سعيد بن جُبَيْر يسأَله عن الكفر فقال : الكفر على وجوه : فكفر هو شرك يتخذ مع الله إِلهاً آخر ، وكفر بكتاب الله ورسوله ، وكفر بادِّعاء ولد الله ، وكفر مُدَّعي الإِسْلام ، وهو أَن يعمل أَعمالاً بغير ما أَنزل الله ويسعى في الأَرض فساداً ويقتل نفساً محرّمة بغير حق ، ثم نحو ذلك من الأَعمال كفرانِ : أَحدهما كفر نعمة الله ، والآخر التكذيب بالله . وفي التنزيل العزيز : إِن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ؛ قال أَبو إِسحق : قيل فيه غير قول ، قال بعضهم : يعني به اليهود لأَنهم آمنوا بموسى ، عليه السلام ، ثم كفروا بعزيز ثم كفروا بعيسى ثم ازدادوا كفراً بكفرهم بمحمد ؛ صلى الله عليه وسلم ؛ وقيل : جائز أَن يكون مُحاربٌ آمن ثم كفر ، وقيل : جائز أَن يكون مُنافِقٌ أَظهر الإِيمانَ وأَبطن الكفر ثم آمن بعد ثم كفر وازداد كفراً بإِقامته على الكفر ، فإِن ، قال قائل : الله عز وجل لا يغفر كفر مرة ، فلمَ قيل ههنا فيمن آمن ثم كفر ثم آمن ثم كفر لم يكن الله ليغفر لهم ، ما الفائدة في هذا ففالجواب في هذا ، والله أَعلم ، أَن الله يغفر للكافر إِذا آمن بعد كفره ، فإِن كفر بعد إِيمانه لم يغفر الله له الكفر الأَول لأَن الله يقبل التوبة ، فإِذا كَفَر بعد إِيمانٍ قَبْلَه كُفْرٌ فهو مطالبَ بجميع كفره ، ولا يجوز أَن يكون إِذا آمن بعد ذلك لا يغفر له لأَن ال له عز وجل يغفر لكل مؤْمن بعد كفره ، والدليل على ذلك قوله تعالى : وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ؛ وهذا سيئة بالإِجماع . وقوله سبحانه وتعالى : ومن لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم الكافرون ؛ معناه أَن من زعم أَن حكماً من أَحكام الله الذي أَتت به الأَنبياء ، عليهم السلام ، باطل فهو كافر . وفي حديث ابن عباس : قيل له : ومن لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم الكافرون وليسوا كمن كفر بالله واليوم الآخر ، قال : وقد أَجمع الفقهاء أَن من ، قال : إِن المحصنَين لا يجب أَن يرجما إِذا زنيا وكانا حرين ، كافر ، وإِنما كفر من رَدَّ حُكماً من أَحكام النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لأَنه مكذب له ، ومن كذب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فهو ، قال كافر . وفي حديث ابن مسعود ، رضي الله عنه : إذا الرجل للرجل أَنت لي عدوّ فقد كفر أَحدهما بالإِسلام ؛ أَراد كفر نعمته لأَن الله عز وجل أَلف بين قلوبهم فأَصبحوا بنعمته إِخواناً فمن لم يعرفها فقد كفرها . وفي الحديث : من ترك قتل الحيات خشية النار فقد كفر أَي كفر النعمة ، وكذلك الحديث الآخر : من أَتى حائضاً فقد كفر ، وحديث الأَنْواء : إِن الله يُنْزِلُ الغَيْثَ فيُصْبِحُ قومٌ به كافرين ؛ يقولون : مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا وكذا ، أَي كافرين بذلك دون غيره حيث يَنْسُبون المطر إِلى النوء دون الله ؛ ومنه الحديث : فرأَيت أَكثر أَهلها النساء لكفرهن ، قيل : أَيَكْفُرْنَ بالله ؟، قال : لا ولكن يَكْفُرْنَ الإِحسانَ ويَكْفُرْنَ العَشِيرَ أَي يجحدن إِحسان أَزواجهن ؛ والحديث الآخر : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ، ومن رغب عن أَبيه فقد كفر ومن ترك الرمي فنعمة كفرها ؛ والأَحاديث من هذا النوع كثيرة ، وأَصل الكفر تغطية الشيء تغطية تستهلكه . وقال الليث : يقال إِنما سمي الكافر كافراً لأَن الكفر غطى قلبه كله ؛ قال الأَزهري : ومعنى قول الليث هذا يحتاج إِلى بيان يدل عليه وإِيضاحه أَن الكفر في اللغة التغطية ، والكافر ذو كفر أَي ذو تغطية لقلبه بكفره ، كما يقال للابس السلاح كافر ، وهو الذي غطاه السلاح ، ومثله رجل كاسٍ أَي ذو كُسْوَة ، وماء دافق ذو دَفْقٍ ، قال : وفيه قول آخر أَحسن مما ذهب إِليه ، وذلك أَن الكافر لما دعاه الله إِلى توحيده فقد دعاه إِلى نعمة وأَحبها له إِذا أَجابه إِلى ما دعاه إِليه ، فلما أَبى ما دعاه إِليه من توحيده كان كافراً نعمة الله أَي مغطياً لها بإِبائه حاجباً لها عنه . وفي الحديث : أَن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال في حجة الوداع : أَلا لا تَرْجِعُنَّ بعدي كُفَّاراً يَضْرِب بعضُكم رقابَ بعض ؛ قال أَبو منصور : في قوله كفاراً قولان : أَحدهما لابسين السلاح متهيئين للقتال من كَفَرَ فوقَ دِرْعِه إِذا لبس فوقها ثوباً كأَنه أَراد بذلك النهيَ عن الحرب ، والقول الثاني أَنه يُكَفِّرُ الماسَ فيَكْفُر كما تفعل الخوارجُ إِذا استعرضوا الناسَ فيُكَفِّرونهم ، وهو كقوله ، صلى الله عليه وسلم : من ، قال لأَخيه يا كافر فقد باء به أَحدهما ، لأَنه إِما أَن يَصْدُقَ عليه أَو يَكْذِبَ ، فإِن صدق فهو كافر ، وإِن كذب عاد الكفر إِليه بتكفيره أَخاه المسلم . قال : والكفر صنفان : أَحدهما الكفر بأَصل الإِيمان وهو ضده ، والآخر الكفر بفرع من فروع الإِسلام فلا يخرج به عن أَصل الإِيمان . وفي حديث الردّة : وكفر من كفر من العرب ؛ أَصحاب الردّة كانوا صنفين : صنف ارتدوا عن الدين وكانوا طائفتين إِحداهما أَصحاب مُسَيْلِمَةَ والأَسْودِ العَنْسِيّ الذين آمنوا بنبوتهما ، والأُخرى طائفة ارتدوا عن الإِسلام وعادوا إِلى ما كانوا عليه في الجاهلية وهؤلاء اتفقت الصحابة على قتالهم وسبيهم واستولد عليّ ، عليه السلام ، من سبيهم أُمَّ محمدِ بن الحنيفة ثم لم ينقرض عصر الصحابة ، رضي الله عنهم ، حتى أَجمعوا أَن المرتد لا يُسْبى ، والصنف الثاني من أَهل الردة لم يرتدوا عن الإِيمان ولكن أَنكروا فرض الزكاة وزعموا أَن الخطاب في قوله تعالى : خذ من أَموالهم صدقة ؛ خاصة بزمن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ولذلك اشتبه على عمر ، رضي الله عنه ، قِتالهم لإِقرارهم بالتوحيد والصلاة ، وثبت أَبو بكر ، رضي الله عنه ، على قتالهم بمنع الزكاة فتابعه الصحابة على ذلك لأَنهم كانوا قَرِيبي العهد بزمان يقع فيه التبديل والنسخ ، فلم يُقَرّوا على ذلك ، وهؤلاء كانوا أَهل بغي فأُضيفوا إِلى أَهل الردة حيث كانوا في زمانهم فانسحب عليهم اسمها ، فأَما بعد ذلك فمن أَنكر فرضية أَحد أَركان الإِسلام كان كافراً بالإِجماع ؛ ومنه حديث عمر ، رضي الله عنه : أَلا لا تَضْرِبُوا المسلمين فتُذِلُّوهم ولا تَمْنَعُوهم حَقَّهم فتُكَفِّروهم لأَنهم ربما ارتدُّوا إِذا مُنِعوا عن الحق . وفي حديث سَعْدٍ ، رضي الله عنه : تَمَتَّعْنا مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ومُعَاوية كافر بالعُرُش قبل إِسلامه ؛ والعُرُش : بيوت مكة ، وقيل معناه أَنه مقيم مُخْتَبِئٌ بمكة لأَن ال تمتع كان في حجة الوداع بعد فتح مكة ، ومُعاوية أَسلم عام الفتح ، وقيل : هو من التكفير الذُّلِّ والخضوعِ . وأَكْفَرْتُ الرجلَ : دعوته كافراً . يقال : لا تُكْفِرْ أَحداً من أَهل قبلتك أَي لا تَنْسُبْهم إِلي الكفر ولا تجعلهم كفاراً بقولك وزعمك . وكَفَّرَ الرجلَ : نسبه إِلى الكفر . وكل من ستر شيئاً ، فقد كَفَرَه وكَفَّره . والكافر الزرَّاعُ لستره البذر بالتراب . والكُفَّارُ : الزُّرَّاعُ . وتقول العرب للزَّرَّاعِ : كافر لأَنه يَكْفُر البَذْر المَبْذورَ بتراب الأَرض المُثارة إِذا أَمَرّ عليها مالَقَهُ ؛ ومنه قوله تعالى : كمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكفارَ نباتُه ؛ أَي أَعجب الزُّرَّاْعَ نباته ، وإِذا أَعجب الزراع نباته مع علمهم به غاية ما فهو يستحسن ، والغيث المطر ههنا ؛ وقد قيل : الكفار في هذه الآية الكفار بالله وهم أَشد إِعجاباً بزينة الدنيا وحرثها من المؤمنين . والكَفْرُ ، بالفتح : التغطية . وكَفَرْتُ الشيء أَكْفِرُه ، بالكسر ، أَي سترته . والكافِر : الليل ، وفي الصحاح : الليل المظلم لأَنه يستر بظلمته كل شيء . وكَفَرَ الليلُ الشيءَ وكَفَرَ عليه : غَطَّاه . وكَفَرَ الليلُ على أَثَرِ صاحبي : غَطَّاه بسواده وظلمته . وكَفَرَ الجهلُ على علم فلان : غَطّاه . والكافر : البحر لسَتْرِه ما فيه ، ويُجْمَعُ الكافِرُ كِفَاراً ؛ وأَنشد اللحياني : وغُرِّقَتِ الفراعِنَةُ الكِفَارُ وقول ثعلب بن صُعَيْرة المازني يصف الظليم والنعامة ورَواحَهما إِلى بيضهما عند غروب الشمس : فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رثِيداً بَعْدَما أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ وذُكاء : اسم للشمس . أَلقت يمينها في كافر أَي بدأَت في المغيب ، قال الجوهري : ويحتمل أَن يكون أَراد الليل ؛ وذكر ابن السكيت أَن لَبِيداً سَرَق هذا المعنى فقال : حتى إِذا أَلْقَتْ يداً في كافِرٍ ، وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها ، قال : ومن ذلك سمي الكافر كافراً لأَنه ستر نعم الله عز وجل ؛ قال الأَزهري : ونعمه آياته الدالة على توحيده ، والنعم التي سترها الكافر هي الآيات التي أَبانت لذوي التمييز أَن خالقها واحد لا شريك له ؛ وكذلك إِرساله الرسل بالآيات المعجزة والكتب المنزلة والبراهين الواضحة نعمة منه ظاهرة ، فمن لم يصدّق بها وردّها فقد كفر نعمة الله أَي سترها وحجبها عن نفسه . ويقال : كافرني فلان حقي إِذا جحده حقه ؛ وتقول : كَفَر نعمةَ الله وبنعمة الله كُفْراً وكُفْراناً وكُفُوراً . وفي حديث عبد الملك : كتب إِلى الحجاج : من أَقرّ بالكُفْر فَخَلِّ سبيله أَي بكفر من خالف بني مَرْوانَ وخرج عليهم ؛ ومنه حديث الحجاج : عُرِضَ عليه رجلٌ من بني تميم ليقتله فقال : إِني لأَر رجلاً لا يُقِرّ اليوم بالكُفْر ، فقال : عن دَمي تَخْدَعُني ؟ إِنّي أَكْفَرُ من حِمَارٍ ؛ وحمار : رجل كان في الزمان الأَول كفر بعد الإِيمان وانتقل إِلى عبادة الأَوثان فصار مثلاً . والكافِرُ : الوادي العظيم ، والنهر كذلك أَيضاً . وكافِرٌ : نهر بالجزيرة ؛ قال المُتَلَمِّسُ يذكر طَرْحَ صحيفته : وأَلْقَيْتُها بالثِّنْي من جَنْبِ كافِرٍ ؛ كذلك أَقْنِي كلَّ قِطٍّ مُضَللِ وقال الجوهري : الكافر الذي في شعر المتلمس النهر العظيم ؛ ابن بري في ترجمة عصا : الكافرُ المطرُ ؛ وأَنشد : وحَدَّثَها الرُّوَّادُ أَنْ ليس بينهما ، وبين قُرَى نَجْرانَ والشامِ ، كافِرُ وقال : كافر أَي مطر . الليث : والكافِرُ من الأَرض ما بعد الناس لا يكاد ينزله أَو يمرّ به أحد ؛ وأَنشد : تَبَيَّنَتْ لَمْحَةً من فَرِّ عِكْرِشَةٍ في كافرٍ ، ما به أَمْتٌ ولا عِوَجُ وفي رواية ابن شميل : فأَبْصَرَتْ لمحةً من رأْس عِكْرِشَةٍ وقال ابن شميل أَيضاً : الكافر لغائطُ الوَطِيءُ ، وأَنشد هذا البيت . ورجل مُكَفَّرٌ : وهو المِحْسانُ الذي لا تُشْكَرُ نِعْمَتُه . والكافِرُ : السحاب المظلم . والكافر والكَفْرُ : الظلمة لأَنها تستر ما تحتها ؛ وقول لبيد : فاجْرَمَّزَتْ ثم سارَتْ ، وهي لاهِيَةٌ ، في كافِرٍ ما به أَمْتٌ ولا شَرَفُ يجوز أَن يكون ظلمةَ الليل وأَن يكون الوادي . والكَفْرُ : الترابُ ؛ عن اللحياني لأَنه يستر ما تحته . ورماد مَكْفُور : مُلْبَسٌ تراباً أَي سَفَتْ عليه الرياحُ الترابَ حتى وارته وغطته ؛ قال : هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذِي القُورْ ؟ قد دَرَسَتْ غَيرَ رَمادٍ مَكْفُورْ مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ والكَفْرُ : ظلمة الليل وسوادُه ، وقد يكسر ؛ قال حميد : فَوَرَدَتْ قبل انْبِلاجِ الفَجْرِ ، وابْنُ ذُكاءٍ كامِنٌ في كَفْرِ أَي فيما يواريه من سواد الليل . وقد كَفَر الرجلُ متاعَه أَي أَوْعاه في وعاءٍ . والكُفْر : القِيرُ الذي تُطْلى به السُّفُنُ لسواده وتغطيته ؛ عن كراع . ابن شميل : القِيرُ ثلاثة أَضْرُبٍ : الكُفْرُ والزِّفْتُ والقِيرُ ، فالكُفْرُ تُطْلى به السُّفُنُ ، والزفت يُجْعَل في الزقاق ، والقِيرُ يذاب ثم يطلى به السفن . والكافِرُ : الذي كَفَر دِرْعَه بثوب أَي غطاه ولبسه فوقه . وكلُّ شيء غطى شيئاً ، فقد كفَرَه . وفي الحديث : أَن الأَوْسَ والخَزْرَجَ ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إِلى بعض بالسيوف فأَنزلَ اللهُ تعالى : وكيف تكفرون وأَنتم تُتْلى عليكم آيات الله وفيكم رَسولُه ؟ ولم يكن ذلك على الكفر بالله ولكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من الأُلْفَة والمودّة . وكَفَر دِرْعَه بثوب وكَفَّرَها به : لبس فوقها ثوباً فَغَشَّاها به . ابن السكيت : إِذا لبس الرجل فوق درعه ثوباً فهو كافر . وقد كَفَّرَ فوقَ دِرْعه ؛ وكلُّ ما غَطَّى شيئاً ، فقد كَفَره . ومنه قيل لليل كافر لأَنه ستر بظلمته كل شيء وغطاه . ورجل كافر ومُكَفَّر في السلاح : داخل فيه . والمُكَفَّرُ : المُوثَقُ في الحديد كأَنه غُطِّيَ به وسُتِرَ . والمُتَكَفِّرُ : الداخل في سلاحه . والتَّكْفِير : أَن يَتَكَفَّرَ المُحارِبُ في سلاحه ؛ ومنه قول الفرزدق : هَيْهاتَ قد سَفِهَتْ أُمَيَّةُ رَأْيَها ، فاسْتَجْهَلَت حُلَماءَها سُفهاؤُها حَرْبٌ تَرَدَّدُ بينها بتَشَاجُرٍ ، قد كَفَّرَتْ آباؤُها ، أَبناؤها رفع أَبناؤها بقوله تَرَدَّدُ ، ورفع آباؤها بقوله قد كفَّرت أَي كَفَّرَتْ آباؤها في السلاح . وتَكَفَّر البعير بحباله إِذا وقعت في قوائمه ، وهو من ذلك . والكَفَّارة : ما كُفِّرَ به من صدقة أَو صوم أَو نحو ذلك ؛ قال بعضهم : كأَنه غُطِّيَ عليه بالكَفَّارة . وتَكْفِيرُ اليمين : فعل ما يجب بالحنث فيها ، والاسم الكَفَّارةُ . والتَّكْفِيرُ في المعاصي : كالإِحْباطِ في الثواب . التهذيب : وسميت الكَفَّاراتُ كفَّاراتٍ لأَنها تُكَفِّرُ الذنوبَ أَي تسترها مثل كَفَّارة الأَيْمان وكَفَّارة الظِّهارِ والقَتْل الخطإِ ، وقد بينها الله تعالى في كتابه وأَمر بها عباده . وأَما الحدود فقد روي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : ما أَدْرِي أَلْحُدُودُ كفاراتُ لأَهلها أَم لا . وفي حديث قضاء الصلاة : كَفَّارَتُها أَن تصليها إِذا ذكرتها ، وفي رواية : لا كفارة لها إِلا ذلك . وتكرر ذكر الكفارة في الحديث اسماً وفعلاً مفرداً وجمعاً ، وهي عبارة عن الفَعْلَة والخَصْلة التي من شأْنها أَن تُكَفِّرَ الخطيئة أَي تمحوها وتسترها ، وهي فَعَّالَة للمبالغة ، كقتالة وضرابة من الصفات الغالبة في باب الأَسمية ، ومعنى حديث قضاء الصلاة أَنه لا يلزمه في تركها غير قضائها من غُرْم أَو صدقة أَو غير ذلك ، كما يلزم المُفْطِر في رمضان من غير عذر ، والمحرم إِذا ترك شيئاً من نسكه فإِنه تجب عليه الفدية . وفي الحديث : المؤمن مُكَفَّرٌ أَي مُرَزَّأٌ في نفسه وماله لتُكَفَّر خَطاياه . والكَفْرُ : العَصا القصيرة ، وهي التي تُقْطَع من سَعَف النخل . ابن الأَعرابي : الكَفْرُ الخشبة الغليظة القصيرة . والكافُورُ : كِمُّ العِنَب قبل أَن يُنَوِّر . والكَفَرُ والكُفُرَّى والكِفِرَّى والكَفَرَّى والكُفَرَّى : وعاء طلع النخل ، وهو أَيضاً الكافُورُ ، ويقال له الكُفُرَّى والجُفُرَّى . وفي حديث الحسن : هو الطِّبِّيعُ في كُفُرَّاه ؛ الطِّبِّيعُ لُبُّ الطَّلْع وكُفُرَّاه ، بالضم وتشديد الراء وفتح الفاء وضمها ، هو وعاء الطلع وقشره الأَعلى ، وكذلك كافوره ، وقيل : هو الطَّلْعُ حين يَنْشَقُّ ويشهد للأَول (* قوله « ويشهد للاول إلخ » هكذا في الأصل . والذي في النهاية : ويشهد للاول قوله في قشر الكفرى .) قولُه في الحديث قِشْر الكُفُرَّى ، وقيل : وعاء كل شيء من النبات كافُوره . قال أَبو حنيفة :، قال ابن الأَعرابي : سمعت أُمَّ رَباح تقول هذه كُفُرَّى وهذا كُفُرَّى وكَفَرَّى وكِفِرَّاه وكُفَرَّاه ، وقد ، قالوا فيه كافر ، وجمع الكافُور كوافير ، وجمع الكافر كوافر ؛ قال لبيد : جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنْوءُ به ، من الكَوَافِرِ ، مَكْمُومٌ ومُهْتَصَرُ والكافُور : الطَّلْع . التهذيب : كافُورُ الطلعة وعاؤُها الذي ينشق عنها ، سُمِّي كافُوراً لأَنه قد كَفَرها أَي غطَّاها ؛ وقول العجاج : كالكَرْم إِذ نَادَى من الكافُورِ كافورُ الكَرْم : الوَرَقُ المُغَطِّي لما في جوفه من العُنْقُود ، شبهه بكافور الطلع لأَنه ينفرج عمَّا فيه أَيضاً . وفي الحديث : أَنه كان اسم كِنانَةِ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، الكافُورَ تشبيهاً بغِلاف الطَّلْع وأَكْمامِ الفَواكه لأَنها تسترها وهي فيها كالسِّهام في الكِنانةِ . والكافورُ : أَخْلاطٌ تجمع من الطيب تُرَكَّبُ من كافور الطَّلْع ؛ قال ابن دريد : لا أَحسب الكافور عَرَبيًّا لأَنهم ربما ، قالوا القَفُور والقافُور . وقوله عز وجل : إِن الأَبرار يَشْرَبُون من كأْس كان مِزاجُها كافُوراً ؛ قيل : هي عين في الجنة . قال : وكان ينبغي أَن لا ينصرف لأَنه اسم مؤنث معرفة على أَكثر من ثلاثة أَحرف لكن صرفه لتعديل رؤوس الآي ، وقال ثعلب : إِنما أَجراه لأَنه جعله تشبيهاً ولو كان اسماً للعين لم يصرفه ؛ قال ابن سيده : قوله جعله تشبيهاً ؛ أَراد كان مزاجُها مثل كافور . قال الفراء : يقال إِنها عَيْنٌ تسمى الكافور ، قال : وقد يكون كان مِزاجُها كالكافور لطيب ريحه ؛ وقال الزجاج : يجوز في اللغة أَن يكون طعم الطيب فيها والكافور ، وجائز أَن يمزج بالكافور ولا يكون في ذلك ضرر لأَن أَهل الجنة لا يَمَسُّهم فيها نَصَبٌ ولا وَصَبٌ . الليث : الكافور نبات له نَوْرٌ أَبيض كنَوْر الأُقْحُوَان ، والكافورُ عينُ ماءٍ في الجنة طيبِ الريح ، والكافور من أَخلاط الطيب . وفي الصحاح : من الطيب ، والكافور وعاء الطلع ؛ وأَما قول الراعي : تَكْسُو المَفَارِقَ واللَّبَّاتِ ، ذَا أَرَجِ من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافُورِ دَرَّاجِ ، قال الجوهري : الظبي الذي يكون منه المسك إِنما يَرْعَى سُنْبُلَ الطيب فجعله كافوراً . ابن سيده : والكافورُ نبت طيب الريح يُشَبَّه بالكافور من النخل . والكافورُ أَيضاً : الإَغْرِيضُ ، والكُفُرَّى : الكافُورُ الذي هو الإِغْرِيضُ . وقال أَبو حنيفة : مما يَجْرِي مَجْرَى الصُّمُوغ الكافورُ . والكافِرُ من الأَرضين : ما بعد واتسع . وفي التنزيل العزيز : ولا تُمَسِّكُوا بِعصَمِ الكَوافِر ؛ الكوافرُ النساءُ الكَفَرة ، وأَراد عقد نكاحهن . والكَفْرُ : القَرْية ، سُرْيانية ، ومنه قيل وكَفْرُ عاقِبٍ وكَفْرُبَيَّا وإِنما هي قرى نسبت إِلى رجال ، وجمعه كُفُور . وفي حديث أَبي هريرة ، رضي الله عنه ، أَنه ، قال : لَتُخرِجَنَّكم الرومُ منها كَفْراً كَفْراً إِلى سُنْبُكٍ من الأَرض ، قيل : وما ذلك السُّنْبُكُ ؟، قال : حِسْمَى جُذام أَي من قرى الشام . قال أَبو عبيد : قوله كفراً كفراً يعني قرية قرية ، وأَكثر من يتكلم بهذا أَهل الشام يسمون القرية الكفر . وروي عن مُعَاوية أَنه ، قال : أَهل الكُفُورِ هم أَهل القُبُور . قال الأَزهري : يعني بالكفور القُرَى النائيةَ عن الأَمصار ومُجْتَمَعِ اهل العلم ، فالجهل عليهم أَغلب وهم إِلى البِدَع والأَهواء المُضِلَّة أَسرعُ ؛ يقول : إِنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأَمصارَ والجُمعَ والجماعاتِ وما أَشبهها . والكَفْرُ : القَبْرُ ، ومنه قيل : اللهم اغفر لأَهل الكُفُور . ابن الأَعرابي : اكْتَفَر فلانٌ أَي لزم الكُفُورَ . وفي الحديث : لا تسكُنِ الكُفُورَ فإن ساكنَ الكُفور كساكن القُبور . قال الحَرْبيّ : الكُفور ما بَعْدَ من الأَرض عن الناس فلا يمرّ به أَحد ؛ وأَهل الكفور عند أَهل المدن كالأَموات عند الأَحياء فكأَنهم في القبور . وفي الحديث : عُرِضَ على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ما هو مفتوح على أُمَّته من بعده كَفْراً كَفْراً فَسُرَّ بذلك أَي قرية قرية . وقول العرب : كَفْرٌ على كَفْرٍ أَي بعض على بعض . وأَكْفَرَ الرجلُ مُطِيعَه : أَحْوَجَه أَن يَعْصِيَه . التهذيب : إِذا أَلجأْت مُطِيعَك إِلى أَن يعصيك فقد أَكْفَرْتَه . والتَّكْفِير : إِيماءُ الذمي برأْسه ، لا يقال : سجد فلان لفلان ولكن كَفَّرَ له تَكْفِيراً . والكُفْرُ : تعظيم الفارسي لِمَلكه . والتَّكْفِيرُ لأَهل الكتاب : أَن يُطَأْطئ أَحدُهم رأْسَه لصاحبه كالتسليم عندنا ، وقد كَفَّر له . والتكفير : أَن يضع يده أَو يديه على صدره ؛ قال جرير يخاطب الأَخطل ويذكر ما فعلت قيس بتغلب في الحروب التي كانت بعدهم : وإِذا سَمِعْتَ بحَرْبِ قيْسٍ بَعْدَها ، فَضَعُوا السِّلاحَ وكَفِّرُوا تَكْفِيرَا يقول : ضَعُوا سِلاحَكم فلستم قادرين على حرب قيس لعجزكم عن قتالهم ، فكَفِّروا لهم كما يُكَفِّرُ العبد لمولاه ، وكما يُكَفِّر العِلْجُ للدِّهْقانِ يضع يده على صدره ويَتَطامَنُ له واخْضَعُوا وانْقادُوا . وفي الحديث عن أَبي سعيد الخدريّ رفعه ، قال : إِذا أَصبح ابن آدم فإن الأَعضاء كلها تُكَفِّرُ للسان ، تقول : اتق الله فينا فإِن استقمت استقمنا وإِن اعوججت اعوججنا . قوله : تكفر للسان أَي تَذِلّ وتُقِرّ بالطاعة له وتخضع لأَمره . والتَّكْفِير : هو أَن ينحني الإِنسان ويطأْطئ رأْسه قريباً من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه . والتكفير : تتويج الملك بتاج إِذا رؤي كُفِّرَ له . الجوهري : التكفير أَن يخضع الإِنسان لغيره كما يُكَفِّرُ العِلْجُ للدَّهاقِينِ ، وأَنشد بيت جرير . وفي حديث عمرو بن أُمية والنجاشي : رأَى الحبشة يدخلون من خَوْخَةٍ مُكَفِّرين فوَلاَّه ظهره ودخل . وفي حديث أَبي معشر : أَنه كان يكره التكفير في الصلاة وهو الانحناء الكثير في حالة القيام قبل الركوع ؛ وقال الشاعر يصف ثوراً : مَلكٌ يُلاثُ برأْسِه تَكْفِيرُ ، قال ابن سيده : وعندي أَن التكفير هنا اسم للتاج سمّاه بالمصدر أَو يكون اسماً غير مصدر كالتَّمْتِينِ والتَّنْبِيتِ . والكَفِرُ ، بكسر الفاء : العظيم من الجبال . والجمع كَفِراتٌ ؛ قال عبدُ الله بن نُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ : له أَرَجٌ من مُجْمِرِ الهِنْدِ ساطِعٌ ، تُطَلَّعُ رَيَّاهُ من الكَفِراتِ والكَفَرُ : العِقابُ من الجبال . قال أَبو عمرو : الكَفَرُ الثنايا العِقَاب ، الواحدة كَفَرَةٌ ؛ قال أُمية : وليس يَبْقَى لوَجْهِ اللهِ مُخْتَلَقٌ ، إِلا السماءُ وإِلا الأَرْضُ والكَفَرُ ورجل كِفِرِّينٌ : داهٍ ، وكَفَرْنى : خاملٌ أَحمق . الليث : رجل كِفِرِّينٌ عِفِرِّينٌ أَي عِفْريت خبيث . التهذيب : وكلمة يَلْهَجُونَ بها لمن يؤمر بأَمر فيعمل على غير ما أُمر به فيقولون له : مَكْفورٌ بِكَ يا فلان عَنَّيْتَ وآذَيْتَ . وفي نوادر الأَعراب : الكافِرَتانِ والكافِلَتانِ الأَلْيَتانِ . "