" مَأَيْتُ في الشيء أَمْأَى مَأْياً : بالغتُ . ومأَى الشجرُ مَأْياً : طَلَع ، وقيل : أَوْرَقَ . ومَأَوْتُ الجلْدَ والدَّلوَ والسِّقاءَ مأْواً ومَأَيْتُ السقاءَ مَأْياً إِذا وَسَّعْتَه ومددته حتى يتسع . وتَمَأّى الجلدُ يَتَمَأّى تَمَئيّاً تَوَسَّع ، وتَمَأَّتِ الدلوُ كذلك ، وقيل : تَمَئيِّها امتدادها ، وكذلك الوعاء ، تقول : تَمَأَّى السِّقاءُ والجِلدُ فهو يَتَمأَّى تَمَئيِّاً وتَمَؤُّواً ، وإِذا مددتَه فاتَّسع ، وهو تَفَعُّل ؛ وقال : دَلْوٌ تَمَأَّى دُبِغَتْ بالحُلَّبِ ، أَو بأَعالي السَّلَمِ المُضَرَّبِ ، بُلَّتْ بِكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ ، إِذا اتَّقَتْكَ بالنَّفِيِّ الأَشْهَبِ ، فلا تُقَعْسِرْها ولكِنْ صَوِّبِ وقال الليث : المَأْيُ النَّمِيمة بين القوم . مأَيْتُ بين القوم : أَفسدت . وقال الليث : مَأَوْتُ بينهم إِذا ضربت بعضهم ببعض ، ومَأَيتُ إِذا دَبَبْتَ بينهم بالنميمة ؛
وأَنشد : ومَأَى بَيْنَهُمْ أَخُو نُكُراتٍ لمْ يَزَلْ ذا نَمِيمَةٍ مأْآأَا وامرأَة مَأْآءَةٌ : نَمَّامةٌ مثل مَعَّاعةٍ ، ومُسْتَقْبِلُه يَمْأَى . قال ابن سيده : ومَأَى بين القوم مَأْيّاً أَفسَدَ ونَمَّ . الجوهري : مَأَى ما بينهم مَأْياً أَي أَفسد ؛ قال العجاج : ويَعْتِلُونَ مَن مأَى في الدَّحْسِ ، بالمأْسِ يَرْقَى فوقَ كلِّ مَأْسِ والدَّحْسُ والمَأْسُ : الفساد . وقد تَمَأّى ما بينهم أَي فسد . وتَمَأْى فيهم الشَّر : فَشا واتَّسع . وامرأَة ماءةٌ ، على مثل ماعةٍ : نَمَّامَةٌ مقلوب ، وقياسه مآةٌ على مِثال مَعاةٍ . وماءَ السِّنَّوْرُ يَمُوءُ مُواءً (* قوله « وماء السنور يموء مواء » كذا في الأصل وهو من المهموز ، وعبارة القاموس : مؤاء بهمزتين .) ومأَتِ السنورُ كذلك إِذا صاحت ، مثل أَمَتْ تَأْمُو أُماء ؛ وقال غيره : ماء السنورُ يَمْوءُ كَمَأَى . أَبو عمرو : أَمْوَى إِذا صاح صِياحَ السنورِ . والمِائةُ : عدد معروف ، وهي من الأَسماء الموصوف بها ، حكى سيبويه : مررت برجُلٍ مائةٍ إِبلُه ، قال : والرفع الوجه ، والجمع مِئاتٌ ومئُونَ على وزن مِعُونَ ، ومِئٌ مثال مِعٍ ، وأَنكر سيبويه هذه الأَخيرة ، قال : لأَن بنات الحرفين لا يُفعل بها كذا ، يعني أَنهم لا يجمعون عليها ما قد ذهب منها في الإِفراد ثم حذفَ الهاء في الجمع ، لأَن ذلك إِجحاف في الاسم وإِنما هو عند أَبي علي المِئِيُّ . الجوهري في المائة من العدد : أَصلها مِئًي مثل مِعًى ، والهاء عوض من الياء ، وإِذا جمعت بالواو والنون قلت مِئُون ، بكسر الميم ، وبعضهم يقول مُؤُونَ ، بالضم ؛ قال الأَخفش : ولو قلت مِئاتٌ مثل مِعاتٍ لكان جائزاً ؛ قال ابن بري : أَصلها مِئْيٌ . قال أَبو الحسن : سمعت مِئْياً في معنى مِائةٍ عن العرب ، ورأَيت هنا حاشية بخط الشيخ رضِيّ الدِّين الشاطبي اللغوي رحمه الله ، قال : أَصلها مِئْيةٌ ، قال أَبو الحسن : سمعت مِئْيةً في معنى مِائةٍ ، قال : كذا حكاه الثمانيني في التصريف ، قال : وبعض العرب يقول مائة درهم ، يشمون شيئاً من الرفع في الدال ولا يبينون ، وذلك الإِخفاء ، قال ابن بري : يريد مائة درهم بإدغام التاء في الدال من درهم ويبقى الإِشمام على حدّ قوله تعالى : ما لك لا تَأْمَنَّا ؛ وقول امرأَة من بني عُقَيْل تَفْخَرُ بأَخوالها من اليمن ، وقال أَبو زيد إِنه للعامرِيَّة : حَيْدَةُ خالي ولَقِيطٌ وعَلي ، وحاتِمُ الطائيُّ وهَّابُ المِئِي ، ولمْ يكنْ كخالِك العَبْدِ الدَّعِي يَأْكلُ أَزْمانَ الهُزالِ والسِّني هَناتِ عَيْرٍ مَيِّتٍ غيرِ ذَك ؟
قال ابن سيده : أَراد المِئِيَّ فخفف كما ، قال الآخر : أَلَمْ تكنْ تَحْلِفُ باللهِ العَلي إِنَّ مَطاياكَ لَمِنْ خَيرِ المَطِي ومثله قول مُزَرِّد : وما زَوّدُوني غير سَحْقِ عَباءةٍ ، وخَمْسِمِئٍ منها قَسِيٌّ وزائفُ (* قوله « عباءة » في الصحاح : عمامة .؟
قال الجوهري : هما عند الأَخفش محذوفان مرخمان . وحكي عن يونس : أَنه جمع بطرح الهاء مثل تمرة وتمر ، قال : وهذا غير مستقيم لأَنه لو أَراد ذلك لقال مِئًى مثل مِعًى ، كما ، قالوا في جمع لِثةٍ لِثًى ، وفي جمع ثُبةٍ ثُباً ؛ وقال في المحكم في بيت مُزَرِّد : أَرادَ مُئِيٍّ فُعُول كحِلْيةٍ وحُلِيٍّ فحذف ، ولا يجوز أَن يريد مِئِين فيحذف النون ، لو أَراد ذلك لكان مئِي بياء ، وأما في غير مذهب سيبويه فمِئٍ من خَمْسِمِئٍ جمع مائة كسِدْرة وسِدْرٍ ، قال : وهذا ليس بقويّ لأَنه لا يقال خَمْسُ تَمْرٍ ، يراد به خَمْس تَمْرات ، وأَيضاً فإِنَّ بنات الحرفين لا تجمع هذا الجمع ، أَعني الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء ؛ وقوله : ما كانَ حامِلُكُمْ مِنَّا ورافِدُكُمْ وحامِلُ المِينَ بَعْدَ المِينَ والأَلَفِ (* قوله « ما كان حاملكم إلخ » تقدم في أ ل ف : وكان .) إنما أَراد المئين فحذف الهمزة ، وأَراد الآلاف فحذف ضرورة . وحكى أَبو الحسن : رأَيت مِئْياً في معنى مائة ؛ حكاه ابن جني ، قال : وهذه دلالة قاطعة على كون اللام ياء ، قال : ورأَيت ابن الأَعرابي قد ذهب إِلى ذلك فقال في بعض أَماليه : إِنَّ أَصل مائة مِئْيةٌ ، فذكرت ذلك لأَبي علي فعجب منه أَن يكون ابن الأَعرابي ينظر من هذه الصناعة في مثله ، وقالوا ثلثمائةٍ فأَضافوا أَدنى العدد إِلى الواحد لدلالته على الجمع كما ، قال : في حَلْقِكُمْ عَظْمٌ وقَدْ شَجِينا وقد يقال ثلاث مِئاتٍ ومِئِينَ ، والإِفراد أَكثر على شذوذه ، والإِضافة إِلى مائة في قول سيبويه ويونس جميعاً فيمن ردَّ اللام مِئَوِيٌّ كمِعَوِيٍّ ، ووجه ذلك أَنَّ مائة أَصلها عند الجماعة مِئْية ساكنة العين ، فلما حذفت اللام تخفيفاً جاورت العين تاء التأْنيث فانفتحت على العادة والعرف فقيل مائة ، فإِذا رددت اللام فمذهب سيبويه أَن تقرأَ العين بحالها متحركة ، وقد كانت قبل الرد مفتوحة فتقلب لها اللام أَلفاً فيصير تقديرها مِئاً كَثِنًى ، فإِذا أَضفت إِليها أَبدلت الأَلف واواً فقلت مِئَوِيٌّ كَثِنَوِيٍّ ، وأَما مذهب يونس فإِنه كان إِذا نسب إِلى فَعْلة أَو فِعْلة مما لامه ياء أَجراهُ مجْرى ما أَصله فَعِلة أَو فِعِلة ، فيقولون في الإِضافة إِلى ظَبْيَة ظَبَوِيٌّ ، ويحتج بقول العرب في النسبة إِلى بِطْيَة بِطَوِيّ وإِلى زِنْيَة زِنَوِيّ ، فقياس هذا أَن تجري مائة وإِن كانت فِعْلة مجرى فِعَلة فتقول فيها مِئَوِيٌّ فيتفق اللفظان من أَصلين مختلفين . الجوهري :، قال سيبويه يقال ثَلَثمائةٍ ، وكان حقه أَن يقولوا مِئِينَ أَو مِئاتٍ كما تقول ثلاثة آلاف ، لأَن ما بين الثلاثة إِلى العشرة يكون جماعة نحو ثلاثة رجال وعشرة رجال ، ولكنهم شبهوه بأَحد عشر وثلاثة عشر ، ومن ، قال مِئِينٌ ورَفَع النونَ بالتنوين ففي تقديره قولان : أَحدهما فِعْلِينٌ مثل غِسْلِينٍ وهو قول الأَخفش وهو شاذ ، والآخر فِعِيل ، كسروا لكسرة ما بعده وأَصله مِئِيٌّ ومُئِيٌّ مثال عِصِيّ وعُصِيّ ، فأَبدلوا من الياء نوناً . وأَمْأَى القومُ : صاروا مائةً وأَمايتهم أَنا ، وإِذا أَتممت القومَ بنفسك مائةً فقد مَأَيْتَهم ، وهم مَمْئِيُّون ، وأَمْأَوْاهم فهم مُمْؤُون . وإِن أَتممتهم بغيرك فقد أَمْأَيْتَهُمْ وهم مُمْأَوْنَ . الكسائي : كان القوم تسعة وتسعين فأَمْأَيْتُهم ، بالأَلف ، مثل أَفعَلْتُهم ، وكذلك في الأَلف آلَفْتُهم ، وكذلك إِذا صاروا هم كذلك قلت : قد أَمْأَوْا وآلَفُوا إِذا صاروا مائةً أَو أَلْفاً . الجوهري : وأَمْأَيْتُها لك جعلتها مائةً . وأَمْأَتِ الدراهمُ والإِبلُ والغنمُ وسائر الأَنواع : صارت مائةً ، وأَمْأَيْتها مِائةً . وشارطْتُه مُماآةً أَي على مائةٍ ؛ عن ابن الأَعرابي ، كقولك شارطته مُؤالفةً . التهذيب :، قال الليث المائةُ حذفت من آخرها واو ، وقيل : حرف لين لا يدرى أَواو هو أَو ياء ، وأَصل مِائة على وزن مِعْية ، فحولت حركة الياء إِلى الهمزة ، وجمعها مِأَايات على وزن مِعَيات ، وقال في الجمع : ولو قلت مِئات بوزن مِعات لجاز . والمَأْوة : أَرض منخفضة ، والجمع مَأْوٌ . "
المعجم: لسان العرب
,
الأيِّمُ
ـ الأيِّمُ : من لا زَوْجَ لها ، بِكْراً أو ثَيِّباً ، ومَنْ لا امرأةَ له ، جَمْعُ الأَوَّلِ : أيايِمُ وأيامَى ، وقد آمتْ تَئيمُ أيْماً وأُيوماً وأيْمةً وإيمَةً . ـ أأمْتُها : تَزَوَّجْتُها أيِّماً . ـ رجلٌ أيْمانُ عيْمَانُ : فَأَيْمانُ إلى النِّساءِ ، وعَيْمانُ إلى اللَّبَنِ . وامْرَأَةٌ أيْمَى عَيْمَى . والحَرْبُ مَأْيَمَةٌ للنساء . ـ تأَيَّمَ : مَكَثَ زماناً لم يَتَزَوَّجْ . وأيَّمَهُ اللّهُ تعالى تَأْيِيماً . ومالَهُ آمٌ وعامٌ ، أي هَلَكَت امْرَأَتُهُ وماشيتُهُ حتى يَئِيمَ ويَعِيمَ . ـ والأَيِّمُ : الحُرَّةُ ، والقَرابَةُ نحو البِنْتِ والأُخْتِ والخالَةِ ، وجَبَلٌ بِحِمَى ضَرِيَّةَ ، والحَيَّةُ الأَبْيَضُ اللَّطيفُ ، أَو عامٌّ ، كالإِيمِ ، ج : أُيومٌ . ـ الآمَةُ : العَيْبُ والنَّقْصُ ، والغَضَاضَةُ . ـ بنُو إِيَّامٍ : بَطْنٌ . ـ المُؤْيِمَةُ : المُوسِرَةُ ولا زَوْجَ لَها . ـ الأُيامُ وإيام : داءٌ في الإِبِلِ ، والدُّخانُ . ـ زُبَيْدُ بنُ الحَارِثِ ، والعَلاءُ بنُ عبدِ الكريمِ الإِيامِيَّانِ : مُحَدِّثانِ . ـ ايمُ الله : في ي م ن . ـ آمَ إياماً : دَخَّنَ على النَّحْلِ لِيَشْتَارَ العَسَلَ .
المعجم: القاموس المحيط
إِتْبُ
ـ إِتْبُ ، والمِئْتَبَةُ : بُرْدٌ يشَقُّ ، فَتَلْبَسُه المرأةُ من غيرِ جَيْبٍ ولا كُمَّيْنِ ، والبَقِيرةُ ، ودِرْعُ المرأة ، وما قَصُرَ من الثِّيابِ فَنَصَفَ الساقَ ، أو سَرَاويْلُ بِلا رِجْلَيْنِ ، أو قَمِيصٌ بلا كُمَّيْنِ ، الجمع : آتَابٌ وإتابٌ وأُتُوبٌ . ـ أُتِّبَ الثَّوْبُ تَأْتِيباً : صُيِّرَ إِتْباً وَتَأَتَّبَ بِهِ وَأْتَبَّ لَبِسَهُ وأَتَّبه إياهُ تَأتِيباً : ألبَسَه إيَّاهُ . ـ إتْبُ الشَّعِير : قِشْرُهُ . ـ تَأَتُّبُ : الاسْتِعْدَادُ ، والتَّصَلُّبُ ، وأنْ تَجْعَلَ حِمالَ القَوْسِ في صَدْرِكَ ، وتُخْرِجَ مَنْكِبَيْكَ منها . ـ رجُلٌ مُؤَتَّبُ الظُّفُرِ : مُعْوَجُّهُ .
المعجم: القاموس المحيط
المِئْثَرة
المِئْثَرة : أَداة تترك في الشيء أَثرًا خاصًا يتميز به . والجمع : مآثِر .
المعجم: المعجم الوسيط
المُؤْيِد
المُؤْيِد : الأمرُ العظيم . و المُؤْيِد الداهية الشديدة .
المِئْبَرُ : الإبرة الكبيرة . و المِئْبَرُ عضو التذكير في النباتات الزَّهْرية . و المِئْبَرُ وِعاء الإبر . والجمع : مَآبرُ .
المعجم: المعجم الوسيط
المُؤْيِمَة
المُؤْيِمَة : الموسِرَة لا زوج لها .
المعجم: المعجم الوسيط
مأي
" مَأَيْتُ في الشيء أَمْأَى مَأْياً : بالغتُ . ومأَى الشجرُ مَأْياً : طَلَع ، وقيل : أَوْرَقَ . ومَأَوْتُ الجلْدَ والدَّلوَ والسِّقاءَ مأْواً ومَأَيْتُ السقاءَ مَأْياً إِذا وَسَّعْتَه ومددته حتى يتسع . وتَمَأّى الجلدُ يَتَمَأّى تَمَئيّاً تَوَسَّع ، وتَمَأَّتِ الدلوُ كذلك ، وقيل : تَمَئيِّها امتدادها ، وكذلك الوعاء ، تقول : تَمَأَّى السِّقاءُ والجِلدُ فهو يَتَمأَّى تَمَئيِّاً وتَمَؤُّواً ، وإِذا مددتَه فاتَّسع ، وهو تَفَعُّل ؛ وقال : دَلْوٌ تَمَأَّى دُبِغَتْ بالحُلَّبِ ، أَو بأَعالي السَّلَمِ المُضَرَّبِ ، بُلَّتْ بِكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ ، إِذا اتَّقَتْكَ بالنَّفِيِّ الأَشْهَبِ ، فلا تُقَعْسِرْها ولكِنْ صَوِّبِ وقال الليث : المَأْيُ النَّمِيمة بين القوم . مأَيْتُ بين القوم : أَفسدت . وقال الليث : مَأَوْتُ بينهم إِذا ضربت بعضهم ببعض ، ومَأَيتُ إِذا دَبَبْتَ بينهم بالنميمة ؛
وأَنشد : ومَأَى بَيْنَهُمْ أَخُو نُكُراتٍ لمْ يَزَلْ ذا نَمِيمَةٍ مأْآأَا وامرأَة مَأْآءَةٌ : نَمَّامةٌ مثل مَعَّاعةٍ ، ومُسْتَقْبِلُه يَمْأَى . قال ابن سيده : ومَأَى بين القوم مَأْيّاً أَفسَدَ ونَمَّ . الجوهري : مَأَى ما بينهم مَأْياً أَي أَفسد ؛ قال العجاج : ويَعْتِلُونَ مَن مأَى في الدَّحْسِ ، بالمأْسِ يَرْقَى فوقَ كلِّ مَأْسِ والدَّحْسُ والمَأْسُ : الفساد . وقد تَمَأّى ما بينهم أَي فسد . وتَمَأْى فيهم الشَّر : فَشا واتَّسع . وامرأَة ماءةٌ ، على مثل ماعةٍ : نَمَّامَةٌ مقلوب ، وقياسه مآةٌ على مِثال مَعاةٍ . وماءَ السِّنَّوْرُ يَمُوءُ مُواءً (* قوله « وماء السنور يموء مواء » كذا في الأصل وهو من المهموز ، وعبارة القاموس : مؤاء بهمزتين .) ومأَتِ السنورُ كذلك إِذا صاحت ، مثل أَمَتْ تَأْمُو أُماء ؛ وقال غيره : ماء السنورُ يَمْوءُ كَمَأَى . أَبو عمرو : أَمْوَى إِذا صاح صِياحَ السنورِ . والمِائةُ : عدد معروف ، وهي من الأَسماء الموصوف بها ، حكى سيبويه : مررت برجُلٍ مائةٍ إِبلُه ، قال : والرفع الوجه ، والجمع مِئاتٌ ومئُونَ على وزن مِعُونَ ، ومِئٌ مثال مِعٍ ، وأَنكر سيبويه هذه الأَخيرة ، قال : لأَن بنات الحرفين لا يُفعل بها كذا ، يعني أَنهم لا يجمعون عليها ما قد ذهب منها في الإِفراد ثم حذفَ الهاء في الجمع ، لأَن ذلك إِجحاف في الاسم وإِنما هو عند أَبي علي المِئِيُّ . الجوهري في المائة من العدد : أَصلها مِئًي مثل مِعًى ، والهاء عوض من الياء ، وإِذا جمعت بالواو والنون قلت مِئُون ، بكسر الميم ، وبعضهم يقول مُؤُونَ ، بالضم ؛ قال الأَخفش : ولو قلت مِئاتٌ مثل مِعاتٍ لكان جائزاً ؛ قال ابن بري : أَصلها مِئْيٌ . قال أَبو الحسن : سمعت مِئْياً في معنى مِائةٍ عن العرب ، ورأَيت هنا حاشية بخط الشيخ رضِيّ الدِّين الشاطبي اللغوي رحمه الله ، قال : أَصلها مِئْيةٌ ، قال أَبو الحسن : سمعت مِئْيةً في معنى مِائةٍ ، قال : كذا حكاه الثمانيني في التصريف ، قال : وبعض العرب يقول مائة درهم ، يشمون شيئاً من الرفع في الدال ولا يبينون ، وذلك الإِخفاء ، قال ابن بري : يريد مائة درهم بإدغام التاء في الدال من درهم ويبقى الإِشمام على حدّ قوله تعالى : ما لك لا تَأْمَنَّا ؛ وقول امرأَة من بني عُقَيْل تَفْخَرُ بأَخوالها من اليمن ، وقال أَبو زيد إِنه للعامرِيَّة : حَيْدَةُ خالي ولَقِيطٌ وعَلي ، وحاتِمُ الطائيُّ وهَّابُ المِئِي ، ولمْ يكنْ كخالِك العَبْدِ الدَّعِي يَأْكلُ أَزْمانَ الهُزالِ والسِّني هَناتِ عَيْرٍ مَيِّتٍ غيرِ ذَك ؟
قال ابن سيده : أَراد المِئِيَّ فخفف كما ، قال الآخر : أَلَمْ تكنْ تَحْلِفُ باللهِ العَلي إِنَّ مَطاياكَ لَمِنْ خَيرِ المَطِي ومثله قول مُزَرِّد : وما زَوّدُوني غير سَحْقِ عَباءةٍ ، وخَمْسِمِئٍ منها قَسِيٌّ وزائفُ (* قوله « عباءة » في الصحاح : عمامة .؟
قال الجوهري : هما عند الأَخفش محذوفان مرخمان . وحكي عن يونس : أَنه جمع بطرح الهاء مثل تمرة وتمر ، قال : وهذا غير مستقيم لأَنه لو أَراد ذلك لقال مِئًى مثل مِعًى ، كما ، قالوا في جمع لِثةٍ لِثًى ، وفي جمع ثُبةٍ ثُباً ؛ وقال في المحكم في بيت مُزَرِّد : أَرادَ مُئِيٍّ فُعُول كحِلْيةٍ وحُلِيٍّ فحذف ، ولا يجوز أَن يريد مِئِين فيحذف النون ، لو أَراد ذلك لكان مئِي بياء ، وأما في غير مذهب سيبويه فمِئٍ من خَمْسِمِئٍ جمع مائة كسِدْرة وسِدْرٍ ، قال : وهذا ليس بقويّ لأَنه لا يقال خَمْسُ تَمْرٍ ، يراد به خَمْس تَمْرات ، وأَيضاً فإِنَّ بنات الحرفين لا تجمع هذا الجمع ، أَعني الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء ؛ وقوله : ما كانَ حامِلُكُمْ مِنَّا ورافِدُكُمْ وحامِلُ المِينَ بَعْدَ المِينَ والأَلَفِ (* قوله « ما كان حاملكم إلخ » تقدم في أ ل ف : وكان .) إنما أَراد المئين فحذف الهمزة ، وأَراد الآلاف فحذف ضرورة . وحكى أَبو الحسن : رأَيت مِئْياً في معنى مائة ؛ حكاه ابن جني ، قال : وهذه دلالة قاطعة على كون اللام ياء ، قال : ورأَيت ابن الأَعرابي قد ذهب إِلى ذلك فقال في بعض أَماليه : إِنَّ أَصل مائة مِئْيةٌ ، فذكرت ذلك لأَبي علي فعجب منه أَن يكون ابن الأَعرابي ينظر من هذه الصناعة في مثله ، وقالوا ثلثمائةٍ فأَضافوا أَدنى العدد إِلى الواحد لدلالته على الجمع كما ، قال : في حَلْقِكُمْ عَظْمٌ وقَدْ شَجِينا وقد يقال ثلاث مِئاتٍ ومِئِينَ ، والإِفراد أَكثر على شذوذه ، والإِضافة إِلى مائة في قول سيبويه ويونس جميعاً فيمن ردَّ اللام مِئَوِيٌّ كمِعَوِيٍّ ، ووجه ذلك أَنَّ مائة أَصلها عند الجماعة مِئْية ساكنة العين ، فلما حذفت اللام تخفيفاً جاورت العين تاء التأْنيث فانفتحت على العادة والعرف فقيل مائة ، فإِذا رددت اللام فمذهب سيبويه أَن تقرأَ العين بحالها متحركة ، وقد كانت قبل الرد مفتوحة فتقلب لها اللام أَلفاً فيصير تقديرها مِئاً كَثِنًى ، فإِذا أَضفت إِليها أَبدلت الأَلف واواً فقلت مِئَوِيٌّ كَثِنَوِيٍّ ، وأَما مذهب يونس فإِنه كان إِذا نسب إِلى فَعْلة أَو فِعْلة مما لامه ياء أَجراهُ مجْرى ما أَصله فَعِلة أَو فِعِلة ، فيقولون في الإِضافة إِلى ظَبْيَة ظَبَوِيٌّ ، ويحتج بقول العرب في النسبة إِلى بِطْيَة بِطَوِيّ وإِلى زِنْيَة زِنَوِيّ ، فقياس هذا أَن تجري مائة وإِن كانت فِعْلة مجرى فِعَلة فتقول فيها مِئَوِيٌّ فيتفق اللفظان من أَصلين مختلفين . الجوهري :، قال سيبويه يقال ثَلَثمائةٍ ، وكان حقه أَن يقولوا مِئِينَ أَو مِئاتٍ كما تقول ثلاثة آلاف ، لأَن ما بين الثلاثة إِلى العشرة يكون جماعة نحو ثلاثة رجال وعشرة رجال ، ولكنهم شبهوه بأَحد عشر وثلاثة عشر ، ومن ، قال مِئِينٌ ورَفَع النونَ بالتنوين ففي تقديره قولان : أَحدهما فِعْلِينٌ مثل غِسْلِينٍ وهو قول الأَخفش وهو شاذ ، والآخر فِعِيل ، كسروا لكسرة ما بعده وأَصله مِئِيٌّ ومُئِيٌّ مثال عِصِيّ وعُصِيّ ، فأَبدلوا من الياء نوناً . وأَمْأَى القومُ : صاروا مائةً وأَمايتهم أَنا ، وإِذا أَتممت القومَ بنفسك مائةً فقد مَأَيْتَهم ، وهم مَمْئِيُّون ، وأَمْأَوْاهم فهم مُمْؤُون . وإِن أَتممتهم بغيرك فقد أَمْأَيْتَهُمْ وهم مُمْأَوْنَ . الكسائي : كان القوم تسعة وتسعين فأَمْأَيْتُهم ، بالأَلف ، مثل أَفعَلْتُهم ، وكذلك في الأَلف آلَفْتُهم ، وكذلك إِذا صاروا هم كذلك قلت : قد أَمْأَوْا وآلَفُوا إِذا صاروا مائةً أَو أَلْفاً . الجوهري : وأَمْأَيْتُها لك جعلتها مائةً . وأَمْأَتِ الدراهمُ والإِبلُ والغنمُ وسائر الأَنواع : صارت مائةً ، وأَمْأَيْتها مِائةً . وشارطْتُه مُماآةً أَي على مائةٍ ؛ عن ابن الأَعرابي ، كقولك شارطته مُؤالفةً . التهذيب :، قال الليث المائةُ حذفت من آخرها واو ، وقيل : حرف لين لا يدرى أَواو هو أَو ياء ، وأَصل مِائة على وزن مِعْية ، فحولت حركة الياء إِلى الهمزة ، وجمعها مِأَايات على وزن مِعَيات ، وقال في الجمع : ولو قلت مِئات بوزن مِعات لجاز . والمَأْوة : أَرض منخفضة ، والجمع مَأْوٌ . "
المعجم: لسان العرب
وأم
" ابن الأَعرابي : المُواءَمَةُ المُوافقةُ . واءَمَه وِئاماً ومُواءَمةً : وافقَه . وواءَمْتُه مُواءَمةً ووِئاماً : وهي المُوافَقة أَن تفعل كما يفعل . وفي حديث الغِيبَةِ : إِنه لَيُوائمُ أَي يُوافِق ؛ وقال أَبو زيد : هو إِذا اتَّبَع أَثَره وفعَل فِعْلَه ، قال : ومن أَمثالهم في المُياسَرة : لولا الوِئامُ لهلَك الإِنسانُ ؛ قال السيرافي : المعنى أَن الإِنسانِلولا نظرُه إِلى غيره ممن يفعلُ الخيرَ واقتداؤه به لهَلَك ، وإِنما يعيشُ الناسُ بعضُهم مع بعض لأَن الصغيرَ يقتدي بالكبير والجاهلِ بالعالِم ، ويروى : لهلَك اللِّئامُ أَي لولا أَنه يَجِد شَكْلاً يَتَأَسَّى به ويفعل فِعْلَه لهلَك . وقال أَبو عبيد : الوِئامُ المُباهاةُ ، يقول : إِن اللِّئامَ ليسوا يأْتون الجَمِيلَ من الأُمور على أَنها أَخلاقُهم ، وإما يفعلونها مُباهاةً وتشبيهاً بأهل الكَرَم ، فلولا ذلك لهَلكوا ، وأَما غير أَبي عبيد من علمائنا فيُفَسِّرون الوِئام المُوافَقةَ ، وقال : لولا الوِئام ، هلَك الأَنام ؛ يقولون : لولا مُوافقةُ الناس بعضِهم بعضاً في الصُّحْبةِ والعِشْرة لكانت الهَلَكةُ ، قال : ولا أَحْسَبُ الأَصْلَ كان إِلا هذا ، قال ابن بري : وورد أَيضاً لولا الوِئام ، هلكت جُذام . وذقال : فلانةُ تُوائِمُ صواحِباتها إِذا تَكلَّفَت ما يَتَكلَّفْن من الزينة ؛ وقال المرَّار : يَتَواءَمْنَ بِنَوماتِ الضُّحى ، حَسَنات الدَّلِّ والأُنْسِ الخَفِرْ والمُوَأّمُ : العظيم الرأْسِ ؛ قال ابن سيده : أُراه مقلوباً عن المُؤَوَّمِ ، وهو مذكور في موضعه . والتَّوْأَمُ : أَصلُه وَوْأَمٌ ، وكذلك التَّوْلَج أَصلُه وَوْلَجٌ ، وهو الكِناسُ ، وأَصل ذلك من الوِئام وهو الوِفاقُ ، وقد ذكر في فصل التاء متقدِّماً ؛ قال الأَزهري : وأَعَدْتُ ذِكْرَه في هذه الترجمة لأُعَرِّفَك أَن التاء مبدلةٌ من الواو ، وأَنه وَوْأَمٌ . الليث : المُواءَمةُ المُباراةُ . ويَوْأَمٌ : قبيلةٌ من الحَبشِ أَو جِنْسٌ منه ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد : وأَنتُم قَبيلةٌ من يَوْأَمْ ، جاءت بِكُمْ سَفينةٌ من اليَمّْ أَراد من يوأَمٍ واليمِّ فخفَّف ، وقوله من يَوْأَم أَي أَنكم سُودانٌ فخَلْقُكم مُشَوَّهٌ . قال ابن بري : وحكى حمزة عن يعقوب أَنه يقال للبُعْد ابن يَوْأَمٍ ؛
وأَنشد : وإِنَّ الذي كَلَّفْتَني أَن أَرُدَّه مع ابن عِبادٍ ، أَو بأَرضِ ابن يَوْأَما على كل نَأْيِ المَحْزِمَيْنِ ، ترى له شَراسِيفَ تَغْتالُ الوَضِينَ المُسمَّما "
المعجم: لسان العرب
أبر
" أَبَرَ النخلَ والزرعَ يَأْبُره ، ويأْبِرُه أَبْراً وإِباراً وإِبارَة وأَبّره : أَصلحه . وأْتَبَرتَ فلاناً : سأَلتَه أَن يأْبُر نخلك ؛ وكذلك في الزرع إِذا سأَلته أَن يصلحه لك ؛ قال طرفة : وَلِيَ الأَصلُ الذي ، في مثلِه ، يُصلِحُ الآبِرُ زَرْعَ المؤتَبِرْ والآبر : العامل . والمُؤْتَبرُ : ربّ الزرع . والمأْبور : الزرع والنخل المُصْلَح . وفي حديث عليّ بن أَبي طالب في دعائه على الخوارج : أَصابَكم حاصِبٌ ولا بقِيَ منكم آبرِ أَي رجل يقوم بتأْبير النخل وإصلاحها ، فهو اسم فاعل من أَبَر المخففة ، ويروى بالثاء المثلثة ، وسنذكره في موضعه ؛ وقوله : أَنْ يأْبُروا زَرعاً لغيرِهِم ، والأَمرُ تَحقِرُهُ وقد يَنْم ؟
قال ثعلب : المعنى أَنهم قد حالفوا أَعداءَهم ليستعينوا بهم على قوم آخرين ، وزمن الإِبار زَمَن تلقيح النخل وإِصلاحِه ، وقال أَبو حنيفة : كل إِصلاحٍ إِبارة ؛
وأَنشد قول حميد : إِنَّ الحِبالَةَ أَلْهَتْني إِبارَتُها ، حتى أَصيدَكُما في بعضِها قَنَصا فجعل إِصلاحَ الحِبالة إِبارَة . وفي الخبر : خَيْر المال مُهْرة مَأْمُورة وسِكّة مَأْبُورة ؛ السِّكَّة الطريقة المُصْطَفَّة من النخل ، والمأْبُورة : المُلَقَّحة ؛ يقال : أَبَرْتُ النخلة وأَبّرْتها ، فهي مأْبُورة ومُؤَبَّرة ، وقيل : السكة سكة الحرث ، والمأْبُورة المُصْلَحَة له ؛ أَرادَ خَيرُ المال نتاج أَو زرع . وفي الحديث : من باع نخلاً قد أُبِّرت فَثَمَرتُها للبائع إِلاَّ أَن يشترط المُبْتاع . قال أَبو منصور : وذلك أَنها لا تؤبر إِلا بعد ظهور ثمرتها وانشقاق طلعها وكَوافِرِها من غَضِيضِها ، وشبه الشافعي ذلك بالولادة في الإِماء إِذا أُبِيعَت حاملاً تَبِعها ولدها ، وإِن ولدته قبل ذلك كان الولد للبائع إِلا أَن يشترطه المبتاع مع الأُم ؛ وكذلك النخل إِذا أُبر أَو أُبيع (* قوله : « أباع » لغة في باع كما ، قال ابن القطاع ). على التأْبير في المعنيين . وتأْبير النخل : تلقيحه ؛ يقال : نخلة مُؤَبَّرة مثل مأْبُورة ، والاسم منه الإِبار على وزن الإِزار . ويقال : تأَبَّر الفَسِيلُ إذا قَبِل الإِبار ؛ وقال الراجز : تَأَبّري يا خَيْرَةَ الفَسِيلِ ، إِذْ ضَنَّ أَهلُ النَّخْلِ بالفُحول يقول : تَلَقَّحي من غير تأْبير ؛ وفي قول مالك بن أَنس : يَشترِطُ صاحب الأَرض على المساقي كذا وكذا ، وإِبارَ النخل . وروى أَبو عمرو بن العلا ؟
قال : يقال نخل قد أُبِّرَت ، ووُبِرَتْ وأُبِرَتْ ثلاث لغات ، فمن ، قال أُبِّرت ، فهي مُؤَبَّرة ، ومن ، قال وُبِرَت ، فهي مَوْبُورَة ، ومن ، قال أُبِرَت ، فهي مَأْبُورة أَي مُلقّحة ، وقال أَبو عبد الرحمن : يقال لكل مصلح صنعة : هو آبِرُها ، وإِنما قيل للملقِّح آبر لأَنه مصلح له ؛
وأَنشد : فَإِنْ أَنْتِ لَم تَرْضَيْ بِسَعْييَ فَاتْرُكي لي البيتَ آبرْهُ ، وكُوني مَكانِيا أَي أُصلحه ، ابن الأَعرابي : أَبَرَِ إِذا آذى وأَبَرَ إِذا اغتاب وأَبَرَ إِذا لَقَّحَ النخل وأَبَرَ أَصْلَح ، وقال : المَأْبَر والمِئْبر الحشُّ (* قوله : « الحش إلخ » كذا بالأصل ولعله المحش ). تُلقّح به النخلة . وإِبرة الذراع : مُسْتَدَقُّها . ابن سيده : والإِبْرة عُظَيْم مستوٍ مع طَرَف الزند من الذراع إِلى طرف الإِصبع ؛ وقيل : الإِبرة من الإِنسان طرف الذراع الذي يَذْرَعُ منه الذراع ؛ وفي التهذيب : إِبرَةُ الذارع طرف العظم الذي منه يَذْرَع الذارع ، وطرف عظم العضد الذي يلي المرفق يقال له القبيح ، وزُجّ المِرْفق بين القَبِيح وبين إِبرة الذراع ، وأَنشد : حتى تُلاقي الإِبرةُ القبيحا وإِبرة الفرس : شظِيّة لاصقة بالذراع ليست منها . والإِبرة : عظم وَتَرة العُرْقوب ، وهو عُظَيْم لاصق بالكعب . وإِبرة الفرس : ما انْحَدّ من عرقوبيه ، وفي عرقوبي الفرس إبرتان وهما حَدّ كل عرقوب من ظاهر . والإِبْرة : مِسَلّة الحديد ، والجمع إِبَرٌ وإِبارٌ ، قال القطامي : وقوْلُ المرء يَنْفُذُ بعد حين أَماكِنَ ، لا تُجاوِزُها الإِبارُ وصانعها أَبّار . والإِبْرة : واحدة الإِبَر . التهذيب : ويقال للمِخْيط إبرة ، وجمعها إِبَر ، والذي يُسوّي الإِبر يقال له الأَبّار ، وأَنشد شمر في صفة الرياح لابن أَحمر : أَرَبَّتْ عليها كُلُّ هَوْجاء سَهْوَةٍ ، زَفُوفِ التوالي ، رَحْبَةِ المُتَنَسِّم (* قوله : « هوجاء » وقع في البيتين في جميع النسخ التي بأيدينا بلفظ واحد هنا وفي مادة هرع وبينهما على هذا الجناس التام ). إِبارِيّةٍ هَوْجَاء مَوْعِدُهَا الضُّحَى ، إِذا أَرْزَمَتْ بِورْدٍ غَشَمْشَمِ رَفُوفِ نِيافٍ هَيْرَعٍ عَجْرَفيّةٍ ، تَرى البِيدَ ، من إِعْصافِها الجَرْي ، ترتمي تَحِنُّ ولم تَرْأَمْ فَصِيلاً ، وإِن تَجِدْ فَيَافِيَ غِيطان تَهَدَّجْ وتَرْأَمِ إِذا عَصَّبَتْ رَسْماً ، فليْسَ بدائم به وَتِدٌ ، إِلاَّ تَحِلَّةَ مُقْسِمِ وفي الحديث : المؤمِنُ كالكلبِ المأْبور ، وفي حديث مالك بن دينار : ومثَلُ المؤمن مثَلُ الشاة المأْبورة أَي التي أَكلت الإِبرة في عَلَفها فَنَشِبَت في جوفها ، فهي لا تأْكل شيئاً ، وإِن أَكلت لم يَنْجَعْ فيها . وفي حديث علي ، عليه السلام : والذي فَلَقَ الحية وبَرَأَ النَّسمَة لَتُخْضَبَنَّ هذه من هذه ، وأَشار إِلى لحيته ورأْسه ، فقال الناس : لو عرفناه أَبَرْنا عِتْرته أَي أَهلكناهم ؛ وهو من أَبَرْت الكلب إِذا أَطعمته الإِبرة في الخبز . قال ابن الأَثير : هكذا أَخرجه الحافظ أَبو موسى الأَصفهاني في حرف الهمزة وعاد فأَخرجه في حرف الباء وجعله من البَوار الهلاك ، والهمزة في الأَوّل أَصلية ، وفي الثاني زائدة ، وسنذكره هناك أَيضاً . ويقال للسان : مِئْبر ومِذْرَبٌ ومِفْصَل ومِقْول . وإِبرة العقرب : التي تلدَغُ بها ، وفي المحكم : طرف ذنبها . وأَبَرتْه تَأْبُرُه وتَأْبِرُه أَبْراً : لسعته أَي ضربته بإِبرتها . وفي حديث أَسماء بنت عُمَيْس : قيل لعلي : أَلا تتزوّج ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : مالي صَفْراء ولا بيضاءُ ، ولست بِمأْبُور في ديني فيُوَرِّي بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، عني ، إني لأَوّلُ من أَسلم ،؛ المأْبور : من أَبرته العقربُ أَي لَسَعَتْه بإِبرتها ، يعني لست غير الصحيح الدين ولا المُتّهَمَ في الإِسلام فَيَتَأَلّفني عليه بتزويجها إياي ، ويروى بالثاء المثلثة وسنذكره . قال ابن الأَثير : ولو روي : لست بمأْبون ، بالنون ، لكان وجهاً . والإِبْرَة والمِئْبَرَة ، الأَخيرة عن اللحياني : النميمة . والمآبِرُ : النمائم وإفساد ذاتِ البين ؛ قال النابغة : وذلك مِنْ قَوْلٍ أَتاكَ أَقُولُه ، ومِنْ دَسِّ أَعدائي إِليك المآبرا والإِبْرَةُ : فَسِيلُ المُقْل يعني صغارها ، وجمعها إِبَرٌ وإِبَرات ؛ الأَخيرة عن كراع . قال ابن سيده : وعندي أَنه جَمْع جَمْعٍ كحُمُرات وطُرُقات . والمِئْبَر : ما رَقّ من الرمل ؛ قال كثير عزة : إِلى المِئْبَر الرّابي من الرّملِ ذي الغَضا تَراها ؛ وقد أَقْوَتْ ، حديثاً قديمُها وأَبَّرَ الأَثَر : عَفّى عليه من التراب . وفي حديث الشُّورى : أَنَّ الستة لما اجتمعوا تكلموا فقال قائل منهم في خطبته : لا تُؤبِّروا آثارَكم فَتُولِتُوا دينكم ؛ قال الأَزهري : هكذا رواه الرياشي بإسناد له في حديث طويل ، وقال الرياشي : التّأْبِيرُ التعْفية ومَحْو الأَثر ، قال : وليس شيء من الدواب يُؤَبِّر أَثره حتى لا يُعْرف طريقه إِلا التُّفَّة ، وهي عَناق الأَرض ؛ حكاه الهروي في الغريبين . وفي ترجمة بأَر وابْتَأَرَ الحَرُّ قدميه ، قال أَبو عبيد : في الابتئار لغتان يقال ابتأَرْتُ وأْتَبَرْت ابتئاراً وأْتِباراً ؛ قال القطامي : فإِن لم تأْتَبِرْ رَشَداً قريشٌ ، فليس لسائِرِ الناسِ ائتِبَارُ يعني اصطناع الخير والمعروف وتقديمه . "
المعجم: لسان العرب
أيد
" الأَيْدُ والآدُ جميعاً : القوة ؛ قال العجاج : من أَن تبدّلت بآدِي آدا يعني قوّة الشباب . وفي خطبة علي ، كرم الله وجهه : وأَمسكها من أَن تمور بأَيْدِه أَي بقوّته ؛ وقوله عز وجل : واذكر عبدنا داود ذا الأَيْد ؛ أَي ذا القوة ؛ قال الزجاج : كانت قوّته على العبادة أَتم قوة ، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ، وذلك أَشدّ الصوم ، وكان يصلي نصف الليل ؛ وقيل : أَيْدُه قوّته على إِلانةِ الحديد بإِذن الله وتقويته إِياه . وقد أَيَّده على الأَمر ؛ أَبو زيد : آد يَئِيد أَيداً إِذا اشتد وقوي . والتأْييد : مصدر أَيَّدته أَي قوّيته ؛ قال الله تعالى : إِذا أَيدتك بروح القدس ؛ وقرئ : إِذا آيَدْتُك أَي قوّيتك ، تقول من : آيَدْته على فاعَلْته وهو مؤيَد . وتقول من الأَيْد : أَيَّدته تأْييداً أَي قوَّيته ، والفاعل مؤَيِّدٌ وتصغيره مؤَيِّد أَيضاً والمفعول مُؤَيَّد ؛ وفي التنزيل العزيز : والسماء بنيناها بأَيد ؛ قال أَبو الهيثم : آد يئيد إِذا قوي ، وآيَدَ يُؤْيِدُ إِيآداً إِذا صار ذا أَيد ، وقد تأَيَّد . وأُدت أَيْداً أَي قوِيتُ . وتأَيد الشيء : تقوى . ورجل أَيِّدٌ . بالتشديد ، أَي قويّ ؛ قال الشاعر : إِذا القَوْسُ وَتَّرها أَيِّدٌ ، رَمَى فأَصاب الكُلى والذُّرَا يقول : إِذا الله تعالى وتَّر القوسَ التي في السحاب رمى كُلى الإِبل وأَسنمتَها بالشحم ، يعني من النبات الذي يكون من المطر . وفي حديث حسان بن ثابت : إن روح القدس لا تزال تُؤَيِّدُك أَي تقويك وتنصرك والآد : الصُّلب . والمؤيدُ : مثال المؤمن : الأَمر العظيم والداهية ؛ قال طرفة : تقول وقد ، تَرَّ الوظيفُ وساقُها : أَلستَ تَرى أَنْ قد أَتيتَ بمُؤْيِدِ ؟ وروى الأَصمعي بمؤيَد ، بفتح الياء ، قال : وهو المشدّد من كل شيء ؛
وأَنشد للمثَبِّب العَبْدي : يَبْنى ، تَجَاليدي وأَقْتادَها ، ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ يريد بالناوي : سنامها وظهرها . والفدَن : القصر . وتجاليده : جسمه . والإِيادُ : ما أُيِّدَ به الشيء ؛ الليث : وإِيادُ كل شيء ما يقوّى به من جانبيه ، وهما إِياداه . وإِياد العسكر : الميمنة والميسرة ؛ ويقال لميمنة العسكر وميسرته : إِياد ؛ قال العجاج : عن ذي إِيادَينِ لَهَامٍ ، لو دَسَرْ برُكْنهِ أَركانَ دَمْخٍ ، لانْقَعَرْ وقال يصف الثور : متخذاً منها إِياداً هدَفا وكل شيء كان واقياً لشيء ، فهو إِيادُه . والإِياد : كل مَعْقل أَو جبل حصين أَو كنف وستر ولجأ ؛ وقد قيل : إِن قولهم أَيده الله مشتق من ذلك ؛ قال ابن سيده : وليس بالقوي ، وكل شيء كَنَفَك وسترك : فهو إِياد . وكل ما يحرز به : فهو إِياد ؛ وقال امرؤ القيس يصف نخيلاً : فأَثَّتْ أَعاليه وآدتْ أُصولُه ، ومال بِقِنْيانً من البُسْرِ أَحمرا آدت أُصوله : قويت ، تَئيدُ أَيْداً . والإِيادُ : التراب يجعل حول الحوض أَو الخباءَ يقوى به أَو يمنع ماء المطر ؛ قال ذو الرمة يصف الظليم : دفعناه عن بَيضٍ حسانٍ بأَجْرَعٍ ، حَوَى حَوْلَها من تُرْبهِ بإِيادِ يعني طردناه عن بيضه . ويقال : رماه الله بإِحدى الموائد والمآود أَي الدواهي . والإِياد : ماحَنا من الرمل . وإِياد : اسم رجل ، هو ابن معدّ وهم اليوم باليمن ؛ قال ابن دريد : هما إِيادانِ : إِياد بن نزار ، وإِياد بن سُود بن الحُجر بن عمار بن عمرو . الجوهري : إِيادُ حيّ من معدّ ؛ قال أَبو دُواد الإِيادي : في فُتوٍّ حَسَنٍ أَوجهُهُمْ ، من إِياد بن نِزار بن مُضر . "
المعجم: لسان العرب
مول
" المالُ : معروف ما مَلَكْتَه من جميع الأَشياء . قال سيبويه : من شاذ الإِمالة قولهم مال ، أَمالُوها لشبه أَلفها بأَلف غَزَا ، قال : والأَعرف أَن لا يمال لأَنه لا علَّة هناك توجب الإِمالة ، قال الجوهري : ذكر بعضهم أَن المال يؤنث ؛
وأَنشد لحسان : المالُ تُزْرِي بأَقوامٍ ذوِي حَسَبٍ ، وقد تُسَوِّد غير السيِّد المالُ والجمع أَمْوال . وفي الحديث : نهى عن إِضاعة المال ؛ قيل : أَراد به الحيوان أَي يُحْسَن إِليه ولا يهمَل ، وقيل : إِضاعته إِنفاقه في الحرام والمعاصي وما لا يحبه الله ، وقيل : أَراد به التبذير والإِسْراف وإِن كان في حَلال مُباح . قال ابن الأَثير : المال في الأَصل ما يُملك من الذهب والفضة ثم أُطلِق على كل ما يُقْتَنَى ويملَك من الأَعيان ، وأَكثر ما يُطلق المال عند العرب على الإِبل لأَنها كانت أَكثر أَموالهم . ومِلْت بعدنا تَمال ومُلْت وتَمَوَّلْت ، كله : كثُر مالُك . ويقال : تَمَوَّل فلان مالاً إِذا اتَّخذ قَيْنة (* قوله « قينة » كذا في الأصل ، ولعله بالكسر كما يؤخذ ذلك من مادة قنو في المصباح )؛ ومنه قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : فليأْكُلْ منه غير مُتَمَوِّل مالاً وغير مُتَأَثِّل مالاً ، والمعنيان مُتقارِبان . ومالَ الرجل يَمُول ويَمَالُ مَوْلاً ومُؤولاً إِذا صار ذا مالٍ ، وتصغيره مُوَيْل ، والعامة تقول مُوَيِّل ، بتشديد الياء ، وهو رجلٌ مالٌ ، وتَمَوَّلَ مثله ومَوَّلَه غيره . وفي الحديث : ما جاءَك منه وأَنتَ غيرُ مُشْرِف عليه فَخْذْه وتَموّله أَي اجعله لك مالاً . قال ابن الأَثير : وقد تكرّر ذكر المال على اختلاف مُسَمَّياتِه في الحديث ويُفرَق فيها بالقَرائن . ورجلٌ مالٌ : ذو مالٍ ، وقيل : كثيرُ المال كأَنه قد جَعل نفسَه مالاً ، وحقيقته ذو مالٍ ؛
وأَنشد أَبو عمرو : إِذا كان مالاً كان مالاً مُرَزَّأً ، ونال ندَاه كلُّ دانٍ وجانِ ؟
قال ابن سيده :، قال سيبويه مال إِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينُه ، وإِما أَن يكون فَعْلاً من قوم مالةٍ ومالِينَ ، وامرأَة مالةٌ من نسوة مالةٍ ومالاتٍ . وما أَمْوَلَهُ أَي ما أَكثر مالَهُ . قال ابن جني : وحكى الفراء عن العرب رجل مَئِلٌ إِذا كان كثير المال ، وأَصلُها مَوِل بوزن فَرِقٍ وحَذِرٍ ، ثم انقلبت الواو أَلِفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت مالاً ، ثم إِنهم أَتوا بالكسرة التي كانت في واو مَوِل فحركوا بها الأَلف في مالٍ فانقلبت همزة فقالوا مَئِل . وفي حديث مُصْعَب بن عمير :، قالت له أُمُّه والله لا أَلبَس خِماراً ولا أَستظِلُّ أَبداً ولا آكل ولا أَشرب حتى تَدَعَ ما أَنتَ عليه ، وكانت امرأَة مَيِّلة أَي ذات مال . يقال : مالَ يَمالُ ويَمول فهو مالٌ ومَيِّل ، على فَعْل وفَيْعِل ، قال : والقياس مائِلِ . وفي حديث الطفيل : كان رجلاً شريفاً شاعراً مَيِّلاً أَي ذا مالٍ . ومُلْتُه : أَعطيته المال . ومالُ أَهلِ البادية : النَّعَمُ . والمُولةُ : العنكبوت ؛ أَبو عمرو : هي العنكبوت والمُولةُ والشَّبَثُ والمِنَنَة . قال الجوهري : زعم قوم أَن المُولَ العنكبوت ، الواحدة مُولةٌ ؛
وأَنشد : حاملة دَلْوك لا محمولَهْ ، مَلأَى من المال كعَيْن المُولَه ؟
قال : ولم أَسمعه عن ثِقَة . ومُوَيْل : من أَسماء رَجَب ؛ قال ابن سيده : أَراها عادِيَّة . "