وصف و معنى و تعريف كلمة المبتدأ:


المبتدأ: كلمة تتكون من سبع أحرف تبدأ بـ ألف (ا) و تنتهي بـ ألف همزة (أ) و تحتوي على ألف (ا) و لام (ل) و ميم (م) و باء (ب) و تاء (ت) و دال (د) و ألف همزة (أ) .




معنى و شرح المبتدأ في معاجم اللغة العربية:



المبتدأ

جذر [بدأ]

  1. أمسى 1
    • أمسى 1 يُمسي ، إمساءً ، فهو مُمْسٍ فعل ناقص من أخوات كان يرفع الاسم وينصب الخبر ، ويفيد اتّصافَ المبتدأ بالخبر في وقت المساء ، وقد يُتوسَّع فيه فيُستعمل بمعنى صار :- أمسى الجوُّ حارًّا - أَمْسى الأمرُ واضحًا . :-

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

,
  1. باعَه
    • ـ باعَه ، يَبِيعهُ بَيعْاً ومَبيعاً ، والقِياسُ مَباعاً : إذا باعَه ، وإذا اشْتَراه ، ضِدٌّ ، وهو مَبيعٌ ومَبْيوعٌ .
      ـ باعَه من السُّلْطانِ : إذا سَعَى به إليه ، وهو بائِعٌ ، ج : باعَةٌ .
      ـ بِياعَةُ : السِّلْعَةُ ، ج : بِياعاتٌ .
      ـ بَيِّعُ : البائعُ ، والمُشْتَري ، والمُساوِمُ ، ج : بِيعَاءُ وأبْيِعاءُ .
      ـ ابنُ البَيِّعِ : الحاكمُ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ النَّيْسابوري .
      ـ باعَ على بَيْعِه : قامَ مَقامَهُ في المَنْزِلَةِ والرِّفْعَةِ ، وظَفِرَ به .
      ـ امرأةٌ بائعٌ : نافِقَةٌ لِجمَالِها .
      ـ وبيعَ الشيءُ ، وقد تُضَمُّ باؤُه ، فيقالُ : بُوعَ .
      ـ بِيعَةُ : مُتَعَبَّدُ النَّصارَى ، ج : بِيَعُ ،
      ـ بِيعَةُ : هيئةُ البَيْعِ ، كالجِلْسَةِ .
      ـ أبَعْتُه : عَرَضْتُه للبيعِ .
      ـ ابْتاعَهُ : اشتَراهُ .
      ـ تَبايُعُ : المُبايَعَةُ .
      ـ اسْتَباعَهُ : سألَهُ أنَ يبيعَهُ منه .
      ـ انباعَ : نَفَقَ .
      ـ عليُّ بنُ محمدٍ البَيَّاعِيُّ المحدّثُ ، وكذا عليُّ بن الحُسَينِ البَيَّاعِيُّ حَدَّثَ بـ '' شَرْحِ السُّنَّةِ '' عن محمدٍ الزاهِدِيِّ سَماعاً عن لَفْظِ مُحْيِي السُّنَّةِ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. بَهَتَهُ
    • ـ بَهَتَهُ بَهْتاً وبَهَتاً وبُهْتاناً : قال عليه ما لَمْ يَفعلْ .
      ـ بَهِيتَةُ : الباطِلُ الذي يُتَحَيَّرُ من بُطْلانِه ، والكَذِبُ ، كالبُهْتِ .
      ـ بَهْتُ : حَجَرٌ معروف ، والأَخْذُ بَغْتَةً ، والانقِطاعُ ، والخَيْرَةُ ، فِعْلُهُما : بَهِتَ . وبَهَتَ وبَهُتَ وبُهِتَ ، وهو مَبْهوتٌ ، لا باهِتٌ ولا بَهِيتٌ .
      ـ بَهوتُ : المُباهِتُ ، الجمع : بُهُتٌ وبُهوتٌ .
      ـ ابنُ بَهْتَةَ أو ابنُ بَهَتَةَ ( عُمَرُ بنُ حُمَيْدٍ ): مُحَدِّثٌ .
      ـ قولُ الجوهريِّ : فابْهَتِي عليها : فابْهَتيها ، لأنَّه لا يقالُ : بَهَتَ عليه : تَصْحيفٌ ، والصَّوابُ فانْهَتِي عليها ، بالنُّونِ لاغيرُ .


    المعجم: القاموس المحيط

  3. بَذْلُ
    • ـ بَذْلُ : معروف .
      ـ بَذَلَهُ يَبْذُلُهُ ويَبْذِلُهُ : أعْطاهُ ، وجادَ به .
      ـ ابْتِذالُ : ضِدُّ الصِّيانَةِ .
      ـ مِبْذِلَةُ : ما لا يُصانُ من الثيابِ ، كالبِذْلَةِ ، والثَّوبُ الخَلَقُ ، كالمِبْذَلِ .
      ـ مُبْتَذِلُ : لابِسُهُ ، ومَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ نَفْسِهِ ، كالمُتَبَذِّلِ .
      ـ سيفٌ صَدْقُ المُبْتَذِلِ : ماضي الضَّرِيبَةِ .
      ـ فرسٌ له بَذْلٌ أو ابْتِذالٌ : له حُضْرٌ يَصُونُهُ لوَقْتِ الحاجَةِ .
      ـ مَبْذولٌ : شاعِرٌ .
      ـ بَذْلُ وبَذَّالُ وبُذَيْلُ : أسماءٌ .

    المعجم: القاموس المحيط

  4. المُبتدِرُ
    • المُبتدِرُ : الأسد .

    المعجم: المعجم الوسيط

  5. مَبَانٍ
    • جمع : مَبْنىً . [ ب ن ي ].
      1 . :- شُيِّدَتِ الْمَبَانِي :- : العِمَارَاتُ ، البِنَايَاتُ .
      2 . :- حُرُوفُ الْمَبَانِي :- : أَيِ الْحُرُوفُ الهِجَائِيَّةُ .


    المعجم: الغني

  6. بول
    • " البَوْل : واحد الأَبْوال ، بال الإِنسانُ وغيرُه يَبُول بَوْلاً ؛ واستعاره بعض الشعراء فقال : بالَ سُهَيْلٌ في الفَضِيخِ فَفَسَد والاسم البِيلَة كالجِلْسة والرِّكْبة .
      وكَثْرَةُ الشَّرابِ مَبْوَلة ، بالفتح .
      والمِبْوَلة ، بالكسر : كُوزٌ يُبال فيه .
      ويقال : لنُبِيلَنَّ الخَيْلَ في عَرَصاتكم ؛ وقول الفرزدق : وإِنَّ الذي يَسْعَى ليُفْسِدَ زَوْجَتِي ، كسَاعٍ إِلى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِيلُها أَي يأْخذ بَوْلَها في يده ؛

      وأَنشد ابن بري لمالك بن نُوَيْرة اليربوعي وقال : أَنشده ثعلب : كأَنَّهُمُ ، إِذ يَعْصِرون فُظُوظَها بِدَجْلة أَو فَيْض الأُبُلَّةِ ، مَوْرِدُ إِذا ما اسْتَبَالوا الخَيْلَ ، كانت أَكُفُّهم وَقائِعَ للأَبْوالِ ، والماءُ أَبْرَدُ يقول : كانت أَكُفُّهم وَقائع حين بالت فيها الخيل ، والوَقَائع نُقَرٌ ، يقول : كأَنَّ ماء هذه الفُظُوظ من دَجْلة أَو فَيْضِ الفُرَات .
      وفي الحديث : من نام حتى أَصبح بال الشيطان في أُذُنه ؛ قيل : معناه سَخِر منه وظَهَر عليه حتى نام عن طاعة الله كما ، قال الشاعر : بالَ سُهَيْل في الفَضِيخِ فَفَسَد أَي لما كان الفَضِيخ يَفْسُد بطلوع سُهَيْل كان ظُهورُه عليه مُفْسِداً له .
      وفي حديث آخر عن الحسن مرسلاً أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : فإِذا نام شَفرَ الشيطانُ برّجْله فبال في أُذنه .
      وفي حديث ابن مسعود : كفى بالرجل شرًّا أَن يَبُولَ الشيطانُ في أُذنيه ، قال : وكل هذا على سبيل المجاز والتمثيل .
      وفي الحديث : أَنه خرج يريد حاجة فاتَّبعه بعض أصحابه فقال : تَنَحَّ فإِن كل بائِلَةٍ تُفيخُ أَي من يبول يخرج منه الريح ، وأَنَّثَ البائلة ذهاباً إِلى النفس .
      وفي حديث عمر ورأَى أَسْلَمَ يحمل متاعه على بعير من إِبل الصدقة ، قال : فَهَلاً ناقةً شَصُوصاً أَو ابنَ لَبُون بَوَّالاً ؟ وصفه بالبول تحقيراً لشأْنه وأَنه ليس عنده ظَهْرٌ يُرْغَب فيه لقُوَّة حَمْله ولا ضَرْعٌ فيُحْلَبَ وإِنما هو بَوَّال .
      وأَخَذَهُ بُوَال ، بالضم ، إِذا جَعَلَ البولُ يُعتريه كثيراً .
      ابن سيده : البُوال داء يكثر منه البَوْل .
      ورجل بُوَلة : كثير البَوْل ، يطَّرد على هذا باب .
      وإِنَّه لحَسن البِيلة : من البَوْل .
      والبَوْلُ : الولَد .
      ابن الأَعرابي عن المفضل ، قال : الرجل يَبُول بَوْلاً شَرِيفاً فاخِراً إِذا وُلِدَ له وَلدٌ يشبهه .
      والبَالُ : الحال والشأْن ؛ قال الشاعر : فبِتْنا عَلى ما خَيَّلَتْ ناعِمَيْ بال وفي الحديث : كل أَمر ذي بال لا يُبْدأُ فيه بحمد الله فهو أَبتر ؛ البال : الحال والشأْن .
      وأَمر ذو بالٍ أَي شريفٌ يُحْتَفل له ويُهْتَمُّ به .
      والبَالُ في غير هذا : القَلْبُ ، ومنه حديث الأَحنف : نُعِيَ له فلان الحَنْظَلي فما أَلْقَى له بالاً أَي ما استمع إِليه ولا جعل قلبه نحوه .
      والبال : الخاطر .
      والبال : المَرُّ الذي يُعْتَمَل به في أَرض الزرع .
      والبَالُ : سَمَكة غليظة تُدْعَى جَمَل البحرِ ، وفي التهذيب : سَمَكة عظيمة في البحر ، قال : وليست بعربية .
      الجوهري : البَالُ الحُوت العظيم من حيتان البحر ، وليس بعربي .
      والبال : رَخَاء العَيْش (* كتب هنا بهامش الأصل : في نسخة رخاء النفس )، يقال : فلان في بالٍ رَخِيٍّ ولَبَب رَخِيٍّ أَي في سَعَة وخِصْبٍ وأَمْنٍ ، وإِنه لَرَخِيُّ البَالِ وناعم البَالِ .
      يقال : ما بالُك ؟ والبالُ : الأَمَل .
      يقال : فلان كاسِفُ البال ، وكُسُوف باله : أَن يضيق عليه أَمله .
      وهو رَخِيُّ البال إِذا لم يشتد عليه الأَمر ولم يَكْتَرِثْ .
      وقوله عز وجل : سَيَهْديهم ويُصْلح بالَهم ، أَي حالهم في الدنيا .
      وفي المحكم : أَي يُصْلح أَمر معاشهم في الدنيا مع ما يجازيهم به في الآخرة ؛ قال ابن سيده : وإِنما قَضَيْنا على هذه الأَلف بالواو لأَنها عَيْن مع كثرة « ب و ل » وقلة « ب ي ل ».
      والبالُ : القَلْبُ .
      ومن أَسْماء النفس البالُ .
      والبالُ : بال النفس وهو الاكتراث ، ومنه اشتق باليَتْ ، ولم يَخْطُر ببالي ذلك الأَمر أَي لم يَكْرِثْني .
      ويقال : ما يَخْطِرُ فلان ببالي .
      وقولهم : ليس هذا من بالي أَي مما أُباليه ، والمصدر البالَةُ .
      ومن كلام الحسن : لم يُبالِهم اللهُ بالَةً .
      ويقال : لم أُبالِ ولم أُبَلْ ، على القصر ؛ وقول زهير : لقد بالَيْتُ مَظْعَنَ أُمِّ أَوْفَى ، ولكنْ أُمُّ أَوْفَى لا تُبَالي بالَيْتُ : كَرِهت ، ولا تُبَالي : لا تَكْرَه .
      وفي الحديث : أَخْرَجَ من صُلْب آدم ذُرِّيّة فقال : هؤلاء في الجنة ولا أُبالي ، ثم أَخرج ذُرِّيّة فقال : هؤلاء في النار ولا أُبالي أَي لا أَكره .
      وهما يَتباليان أَي يَتَبارَيان ؛ قال الجعدي : وتَبَالَيا في الشَّدِّ أَيَّ تَبَالي وقول الشاعر : ما لي أَراك قائماً تُبَالي ، وأَنْتَ قدْ مُتَّ من الهُزالِ ؟

      ‏ قال : تُبالي تَنْظُر أَيُّهم أَحْسَنُ بالاً وأَنت هالك .
      يقال : المُبالاة في الخير والشر ، وتكون المُبالاة الصَّبْرَ .
      وذكر الجوهري : ما أُباليه بالَةً في المعتل ؛ قال ابن بري : والبال المُبالاة ؛ قال ابن أَحمر : أَغَدْواً واعَدَ الحَيُّ الزِّيالا ، وسَوْقاً لم يُبالوا العَيْنَ بالا ؟ والبالَة : القارُورة والجِرَاب ، وقيل : وِعاء الطيِّب ، فارسي مُعرَّب أَصله باله .
      التهذيب : البالُ جمع بالة وهي الجِرَاب الضَّخْم ؛ قال الجوهري : أَصله بالفارسية يله ؛ قال أَبو ذؤَيب : كأَنَّ عليها بالَةً لَطَمِيَّةً ، لها من خِلال الدَّأْيَتَينِ أَرِيجُ وقال أَيضاً : فأُقْسِمُ ما إِنْ بالةٌ لَطَمِيّةٌ يَفْوحُ بباب الفَارِسِيِّينَ بابُها أَراد باب هذه اللَّطِمية ، قال : وقيل هي بالفارسية يله التي فيها المِسْك فأَلف بالة على هذا ياء .
      وقال أَبو سعيد : البالة الرائحة والشَّمَّة ، وهو من قولهم بلوته إِذا شممته واختبرته ، وإِنما كان أَصلها بَلَوَة ولكنه قَدَّم الواو قبل اللام فَصَيَّرها أَلفاً ، كقولك قاعَ وقَعَا ؛ أَلا ترى أَن ذا الرمة يقول : بأَصْفَرَ وَرْد آل ، حتَّى كأَنَّما يَسُوفُ به البالي عُصارَةَ خَرْدَل أَلا تراه جَعَلَه يَبْلُوه ؟ والبالُ : جمع بالَةٍ وهي عَصاً فيها زُجٌّ تكون مع صَيّادي أَهل البصرة ، يقولون : قد أَمكنك الصيدُ فأَلْقِ البالَة .
      وفي حديث المغيرة : أَنه كره ضرب البالَة ؛ هي بالتخفيف ، حَديدة يصاد بها السمك ، يقال للصياد : ارْمِ بها فما خرج فهو لي بكذا ، وإِنما كرهه لأَنه غرر ومجهول .
      وبَوْلان : حيٌّ من طَيِّءٍ .
      وفي الحديث : كان للحسن والحسين ، عليهما السلام ، قَطِيفَة بَوْلانِيَّة ؛ قال ابن الأَثير : هي منسوبة إِلى بَوْلان اسم موضع كان يَسْرِق فيه الأَعْرابُ متاعَ الحاجِّ ، قال : وبَوْلان أَيْضاً في أَنساب العرب .
      بيل : بِيل : نَهْر ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. بذل
    • " البَذْل : ضد المَنْع .
      بَذَله يَبْذِله ويَبْذُله بَذْلاً : أَعطاه وجادَ به .
      وكل من طابت نفسه بإِعطاء شيء فهو باذل له .
      والابتذال : ضد الصِّيانة .
      ورجل بَذَّال وبَذُول إِذا كان كثير البذل للمال .
      والبِذْلَة والمِبْذَلة من الثياب : ما يُلبس ويُمتهن ولا يُصان .
      قال ابن بري : أَنكر عليُّ بن حمزة مَبْذَلة ، وقال مِبْذَل بغير هاء ، وحكى غيره عن أَبي زيد مِبْذَلة ، وقد قيل أَيضاً : مِيدَعَة ومِعْوَزَة عن أَبي زيد لواحدة المَوادِع والمَعاوِز ، وهي الثياب والخُلْقان ، وكذلك المَباذِل ، وهي الثياب التي تُبْتذل في الثياب ؛ ومِبْذَل الرجل ومِيدعُه ومِعْوَزه : الثوب الذي يبتذله ويَلْبَسه ؛ واستعار ابن جني البِذْلة في الشِّعْر فقال : الرَّجَز إِنما يستعان به في البِذْلة وعند الاعتمال والحُداء والمِهْنَة ؛ أَلا ترى إِلى قوله : لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُودِيَّ برَجَزٍ مُسْحَنْفِر الرَّوِيِّ ، مُسْتَوِياتٍ كَنَوى البَرْنِيِّ واسْتَبْذَلت فلاناً شيئاً إِذا سأَلته أَن يَبْذُله لك فَبذَله .
      وجاءنا فلان في مَباذِله أَي في ثياب بِذْلته .
      وابتذال الثوب وغيره : امتهانُه .
      والتَّبَذُّل : ترك التصاون .
      والمِبْذَل والمِبْذَلة : الثوب الخَلَق ، والمُتَبَذِّل لابسه .
      والمُتَبَذِّل والمُبْتَذِل من الرجال : الذي يلي العمل بنفسه ، وفي المحكم : الذي يلي عمل نفسه ؛

      قال : وَفَاءً للخَلِيفَةِ ، وابْتِذالاً لنَفْسِيَ من أَخي ثِقَةٍ كَرِيم

      ويقال : تَبَذَّل في عمل كذا وكذا ابْتَذل نفسه فيما تولاّه من عمل .
      وفي حديث الاستسقاء : فخرج مُتَبَذِّلاً مُتَخَضِّعاً ؛ التبذل : تركُ التَّزيُّن والتَّهَيُّؤِ بالهَيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع ؛ ومنه حديث سلمان : فرأَى أُمَّ الدرداء مُتَبَذِّلة ، وفي رواية : مبتذلة .
      وفلان صَدْقُ المُبْتَذَل إِذا كان صُلْباً فيما يبتذل به نفسه .
      وفَرَس ذو صَوْن وابتِذال إِذا كان له حُضْر قد صانه لوقت الحاجة إِليه وعَدْوٌ دونه قد ابتذله .
      وبَذْلٌ : اسم .
      ومَبْذول : شاعر من غَنِيٍّ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. بوأ
    • " باءَ إِلى الشيء يَبُوءُ بَوْءاً : رَجَعَ .
      وبُؤْت إِليه وأَبَأْتُه ، عن ثعلب ، وبُؤْته ، عن الكسائي ، كأَبَأْتُه ، وهي قليلة .
      والباءة ، مثل الباعةِ ، والباء : النِّكاح .
      وسُمي النكاحُ باءةً وباءً من المَباءة لأَن الرجل يَتَبَوَّأُ من أَهله أَي يَسْتَمْكِنُ من أَهله ، كما يَتَبَوَّأُ من دارِه .
      قال الراجز يصف الحِمار والأُتُنَ : يُعْرِسُ أَبْكاراً بها وعُنَّسا ، أَكرَمُ عِرْسٍ ، باءةً ، إِذ أعْرَسا وفي حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم : مَن استطاع منكم الباءة ، فَليْتزوَّجْ ، ومَن لم يَسْتَطِعْ ، فعليهِ بالصَّومِ ، فإِنَّه له ؛ وجاء : أَراد بالباءة النكاحَ والتَّزْويج .
      ويقال : فلان حَريصٌ على الباءة أَي على النكاح .
      ويقال : الجِماعُ نَفْسُه باءةٌ ، والأصلُ في الباءةِ المَنْزِل ثم قيل لِعَقْدِ التزويج باءةٌ لأَنَّ مَن تزوَّج امرأَةً بَوَّأَها منزلاً .
      والهاء في الباءة زائدة ، والناسُ يقولون : الباه .
      قال ابن الأَعرابي : الباءُ والباءةُ والباهُ كُلها مقولات .
      ابن الأَنباري : الباءُ النِّكاح ، يقال : فُلانٌ حريصٌ على الباء والباءة والباهِ ، بالهاء والقصر ، أَي على النكاح ؛ والباءةُ الواحِدةُ والباء الجمع ، وتُجمع الباءة على الباءَاتِ .
      قال الشاعر : يا أَيُّـــها الرّاكِبُ ، ذُو الثّباتِ ، إِنْ كُنتَ تَبْغِي صاحِبَ الباءَاتِ ، فــــاعْمِدْ إِلى هاتِيكُمُ الأَبْياتِ وفي الحديث : عليكم بالباءة ، يعني النّكاحَ والتَّزْويج ؛ ومنه الحديث الآخر : إِن امرأَة مات عنها زوجُها فمرّ بها رجل وقد تَزَيَّنَت للباءة .
      وبَوَّأَ الرجلُ : نَكَحَ .
      قال جرير : تُبَوّئُها بِمَحْنِيةٍ ، وحِيناً * تُبادِرُ حَدَّ دِرَّتِها السِّقابا وللبئرِ مَباءَتان : إِحداهما مَرْجِع الماء إِلى جَمِّها ، والأُخْرى مَوْضِعُ وقُوفِ سائِق السّانِية .
      وقول صخر الغي يمدَح سيفاً له : وصارِمٍ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ ، * أَبْيضَ مَهْوٍ ، في مَتْنِه رُبَدُ فَلَوْتُ عنه سُيوفَ أَرْيحَ ، * حَتَّى باءَ كَفّي ، ولم أَكَدْ أَجِدُ الخَشِيبةُ : الطَّبْعُ الأَوَّلُ قبل أَن يُصْقَلَ ويُهَيَّأً ، وفَلَوْتُ : انْتَقَيْتُ .
      أَرْيَحُ : مِن اليَمَنِ .
      باءَ كَفِّي : أَي صارَ كَفِّي له مَباءة أَي مَرْجِعاً .
      وباءَ بذَنْبِه وبإِثْمِه يَبُوءُ بَوْءاً وبَواءً : احتمَله وصار المُذْنِبُ مأْوَى الذَّنب ، وقيل اعْتَرفَ به .
      وقوله تعالى : إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بإِثْمِي وإِثْمِك ، قال ثعلب : معناه إِن عَزَمْتَ على قَتْلِي كان الإِثْمُ بك لا بي .
      قال الأَخفش : وباؤُوا بغَضَبٍ من اللّه : رَجَعُوا به أَي صارَ عليهم .
      وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى فباؤُوا بغَضَبٍ على غَضَب ، قال : باؤُوا في اللغة : احتملوا ، يقال : قد بُؤْتُ بهذا الذَّنْب أَي احْتَمَلْتُه .
      وقيل : باؤُوا بغَضَب أَي بإِثْم اسْتَحَقُّوا به النارَ على إِثْمٍ اسْتَحَقُّوا به النارَ أَيضاً .
      قال الأَصمعي : باءَ بإِثْمِه ، فهو يَبُوءُ به بَوْءاً : إِذا أَقَرّ به .
      وفي الحديث : أَبُوءُ بِنعْمَتِك عليَّ ، وأَبُوءُ بذنبي أَي أَلتزِمُ وأَرْجِع وأُقِرُّ .
      وأَصل البَواءِ اللزومُ .
      وفي الحديث : فقد باءَ به أَحدُهما أَي التزَمَه ورجَع به .
      وفي حديث وائلِ بن حُجْر : انْ عَفَوتَ عنه يَبُوء بإِثْمِه وإِثْم صاحِبِه أَي كانَ عليه عُقُوبةُ ذَنْبِه وعُقوبةُ قَتْلِ صاحِبِه ، فأَضافَ الإِثْمَ إِلى صاحبه لأَن قَتلَه سَبَب لإِثْمه ؛ وفي رواية : إِنْ قَتَلَه كان مِثْلَه أَي في حُكم البَواءِ وصارا مُتَساوِيَيْن لا فَضْلَ للمُقْتَصِّ إِذا اسْتوْفَى حَقَّه على المُقْتَصِّ منه .
      وفي حديث آخر : بُؤْ للأَمِيرِ بذَنْبِك ، أَي اعْتَرِفْ به .
      وباءَ بدَمِ فلان وبحَقِّه : أَقَرَّ ، وذا يكون أَبداً بما عليهِ لا لَه .
      قال لبيد : أَنْكَرْت باطِلَها ، وبُؤْت بحَقِّها * عِنْدِي ، ولم تَفْخَرْ عَلَيَّ كِرامُها وأَبَأْتُه : قَرَّرْتُه وباءَ دَمُه بِدَمِه بَوْءاً وبَواءً : عَدَلَه .
      وباءَ فُلانٌ بِفُلانٍ بَواءً ، ممدود ، وأَباءَه وباوَأَه : إِذا قُتِل به وصار دَمُه بِدَمِه .
      قال عبدُاللّه بنُ الزُّبير : قَضَى اللّهُ أَنَّ النَّفْسَ بالنَّفْسِ بَيْنَنا ، * ولــمَ نـكُ نَرْضَى أَنْ نُباوِئَكـُمْ قَبـْلُ والبَواء : السَّواء .
      وفُلانٌ بَواءُ فُلانٍ : أَي كُفْؤُهُ ان قُتِلَ به ، وكذلك الاثنانِ والجَمِيعُ .
      وباءه : قَتَلَه به .
      (* قوله « وباءه قتله به » كذا في النسخ التي بأيدينا ولعله وأباءه بفلان قتله به .) أَبو بكر ، البواء : التَّكافُؤ ، يقال : ما فُلانٌ ببَواءٍ لفُلانٍ : أَي ما هو بكُفْءٍ له .
      وقال أَبو عبيدة يقال : القوم بُواءٌ : أَي سَواءٌ .
      ويقال : القومُ على بَواءٍ .
      وقُسِمَ المال بينهم على بَواءٍ : أَي على سواءٍ .
      وأَبَأْتُ فُلاناً بفُلانٍ : قَتَلْتُه به .
      ويقال : هم بَواءٌ في هذا الأَمر : أَي أَكْفاءٌ نُظَراء ، ويقال : دمُ فلان بَواءٌ لدَم فُلان : إِذا كان كُفْأً له .
      قالت لَيْلى الأَخْيلية في مَقْتَلِ تَوْبةَ بن الحُمَيِّر : فانْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً ، فإِنَّكُمْ * فَتىً مَّا قَتَلْتُم ، آلَ عَوْفِ بنِ عامِرِ وأَبَأْتُ القاتِلَ بالقَتِيل واسْتَبَأْتُه أَيضاً : إِذا قَتَلْته به .
      واسْتَبَأْتُ الحَكَمَ واسْتَبَأْتُ به كلاهما : اسْتَقَدْته .
      وتَباوَأَ القَتِيلانِ : تَعادَلا .
      وفي الحديث : أَنه كان بَيْنَ حَيَّيْنِ من العَربِ قتالٌ ، وكان لأَحَدِ الحَيَّينِ طَوْلٌ على الآخَر ، فقالوا لا نَرْضَى حتى يُقْتَل بالعَبْدِ مِنَّا الحُرُّ منهم وبالمرأَةِ الرجلُ ، فأَمَرهم النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم أَن يَتَباءَوْا .
      قال أَبو عبيدة : هكذا روي لنا بوزن يَتَباعَوْا ، قال : والصواب عندنا أَن يَتَباوَأُوا بوزن يَتباوَعُوا على مثال يَتَقاوَلوا ، من البَواءِ وهي المُساواةُ ، يقال : باوَأْتُ بين القَتْلى : أَي ساوَيْتُ ؛ قال ابن بَرِّي : يجوز أَن يكون يتَباءَوْا على القلب ، كما ، قالوا جاءَاني ، والقياس جايَأَني في المُفاعَلة من جاءَني وجِئْتُه ؛ قال ابن الاثير وقيل : يَتَباءَوْا صحيحٌ .
      يقال : باءَ به إِذا كان كُفْأً له ، وهم بَواءٌ أَي أَكْفاءٌ ، معناه ذَوُوبَواء .
      وفي الحديث أَنه ، قال : الجِراحاتُ بَواءٌ يعني أَنها مُتَساويةٌ في القِصاص ، وأَنه لا يُقْتَصُّ للمَجْرُوحِ الاَّ مِنْ جارِحِه الجاني ، ولا يُؤْخَذُ إِلا مِثْلُ جِراحَتِه سَواء وما يُساوِيها في الجُرْحِ ، وذلك البَواءُ .
      وفي حديث الصَّادِقِ : قيل له : ما بالُ العَقْرَبِ مُغْتاظةً على بني آدمَ ؟ فقال : تُريدُ البَواءَ أَي تُؤْذِي كما تُؤْذَى .
      وفي حديث علي رضِي اللّه عنه : فيكون الثّوابُ جزاءً والعِقابُ بَواءً .
      وباءَ فلان بفلان : إِذا كان كُفْأً له يُقْتَلُ به ؛ ومنه قول الـمُهَلْهِلِ لابن الحرث بن عَبَّادٍ حين قَتَله : بُؤْ بِشِسْعِ نَعْلَيْ كُلَيْبٍ ، معناه : كُنْ كُفْأً لِشسْعِ نَعْلَيْه .
      وباء الرجلُ بصاحبه : إِذا قُتِلَ به .
      يقالُ : باءتْ عَرارِ بكَحْلٍ ، وهما بَقَرَتانِ قُتِلَتْ إِحداهما بالأُخرى ؛ ويقال : بُؤْ به أَي كُنْ مـمن يُقْتَل به .
      وأَنشد الأَحمر لرجل قَتَلَ قاتِلَ أَخِيه ، فقال : فقلتُ له بُؤْ بامرِئٍ لَسْتَ مثْلَه ، * وإِن كُنتَ قُنْعاناً لِمَنْ يَطْلُبُ الدَّما يقول : أَنتَ ، وإِن كنتَ في حَسَبِكَ مَقْنَعاً لكل مَنْ طَلَبَكَ بثَأْر ، فلَسْتَ مِثلَ أَخي .
      وإِذا أَقَصَّ السلطانُ رجلاً برجل قِيل : أَباءَ فلاناً بفلان .
      قال طُفَيْل الغَنَوِيُّ : أَباءَ بقَتْلانا مِن القومِ ضِعْفَهم ، * وما لا يُعَدُّ مِن أَسِيرٍ مُكَلَّب ؟

      ‏ قال أَبو عبيد : فان قتله السلطانُ بقَود قيل : قد أَقادَ السلطانُ فلاناً وأَقَصَّه وأَباءَه وأَصْبَرَه .
      وقد أَبأْتُه أُبيئُه إِباءة .
      قال ابن السكِّيت في قول زُهَيْر بن أَبي سُلْمَى : فَلَم أَرَ مَعْشَراً أَسَرُوا هَديًّا ، * ولم أَرَ جارَ بَيْتٍ يُسْتَباء ؟

      ‏ قال : الهَديُّ ذو الحُرْمَة ؛ وقوله يُسْتَباءُ أَي يُتَبَوّأُ ، تُتَّخَذ امرأَتُهُ أَهلاً ؛ وقال أَبو عمرو الشيباني : يُسْتبَاء ، من البَواء ، وهو القَوَد .
      وذلك أَنه أَتاهم يريد أَن يَسْتَجِيرَ بهم فأَخَذُوه ، فقتلوه برجل منهم .
      وقول التَّغْلَبي : أَلا تَنْتَهِي عَنَّا مُلوكٌ ، وتتَّقي * مَحارِمَنا لا يُبْأَءُ الدَّمُ بالدَّمِ أَرادَ : حِذارَ أَن يُباء الدَّم بالدَّم ؛ ويروى : لا يَبْؤُءُ الدَّمُ بالدَّمِ أَي حِذارَ أَنْ تَبُوءَ دِماؤُهم بدِماءِ مَنْ قتَلوه .
      وبَوَّأَ الرُّمحَ نحوه : قابَله به ، وسَدَّدَه نحْوَه .
      وفي الحديث : أَنَّ رجلاً بَوَّأَ رَجلاً برُمحِه ، أَي سَدَّده قِبَلَه وهَيَّأَه .
      وبَوَّأَهُم مَنْزِلاً : نَزَلَ بهم إِلى سَنَدِ جَبَل .
      وأَبَأْتُ بالمَكان : أَقَمْتُ به .
      وبَوَّأْتُكَ بَيتاً : اتَّخَذْتُ لك بيتاً .
      وقوله عز وجل : أَنْ تَبَوَّآ لقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيوتاً ، أَي اتَّخِذا .
      أَبو زيد : أَبَأْتُ القومَ مَنْزلاً وبَوَّأْتُهم مَنْزِلاً تَبْوِيئاً ، وذلك إِذا نزلْتَ بهم إِلى سَنَدِ جبل ، أَو قِبَلِ نَهر .
      والتبوُّؤُ : أَن يُعْلِمَ الرجلُ الرجلَ على المَكان إِذا أَعجبه لينزله .
      وقيل : تَبَوَّأَه : أَصْلَحه وهَيَّأَه .
      وقيل : تَبوَّأَ فلان مَنْزِلاً : إِذا نظَر إِلى أَسْهَلِ ما يُرى وأَشَدِّه اسْتِواءً وأَمْكَنِه لِمَبيتِهِ ، فاتَّخذَه ؛ وتَبوَّأَ : نزل وأَقام ، والمَعْنَيانِ قَريبان .
      والمباءة : مَعْطِنُ القَوْمِ للابِل ، حيث تُناخُ في المَوارِد .
      وفي الحديث :، قال له رجل : أُصَلِّي في مَباءة الغَنَم ؟، قال : نَعَمْ ، أَي مَنْزِلها الذي تَأْوِي إليه ، وهو المُتَبَوّأُ أَيضاً .
      وفي الحديث أَنه ، قال : في المدينة ههُنا المُتَبَوَّأُ .
      وأَباءَه مَنْزِلاً وبَوَّأَه إِيَّاهُ وبَوَّأَه له وبَوَّأَهُ فيه ، بمعنى هَيَّأَه له وأَنْزَلَه ومَكَّنَ له فيه .
      قال : وبُوِّئَتْ في صَمِيمِ مَعْشَرِها ، * وتَمَّ ، في قَوْمِها ، مُبَوَّؤُها أَي نَزَلَت من الكَرم في صَمِيمِ النَّسب .
      والاسم البِيئةُ .
      واسْتَباءه أَي اتَّخَذَهُ مَباءة .
      وتَبَوَّأْتُ منزلاً أَي نَزَلْتُه .
      وقوله تعالى : والذِين تَبَوَّأُوا الدارَ والإِيمانَ ، جَعلَ الإِيمانَ مَحَلاًّ لهم على المَثَل ؛ وقد يكون أَرادَ : وتَبَوَّأُوا مكانَ الإِيمانِ وبَلَدَ الإِيمانِ ، فحَذَف .
      وتَبَوَّأَ المكانَ : حَلَّه .
      وإِنه لَحَسَنُ البِيئةِ أَي هيئة التَّبَوُّءِ .
      والبيئةُ والباءة والمباءة : المنزل ، وقيل مَنْزِل القوم حيث يَتَبَوَّأُونَ من قِبَلِ وادٍ ، أَو سَنَدِ جَبَلٍ .
      وفي الصحاح : المَباءة : مَنْزِلُ القوم في كل موضع ، ويقال : كلُّ مَنْزِل يَنْزِله القومُ .
      قال طَرَفة : طَيِّبو الباءة ، سَهْلٌ ، ولَهُمْ * سُبُلٌ ، إِن شئتَ في وَحْش وَعِر .
      (* قوله « طيبو الباءة » كذا في النسخ وشرح القاموس بصيغة جمع المذكر السالم والذي في مجموعة أَشعار يظن بها الصحة طيب بالأفراد وقبله : ولي الأصل الذي في مثله * يصلح الآبر زرع المؤتبر ) وتَبَوَّأَ فلان مَنْزِلاً ، أَي اتخذه ، وبَوَّأْتُهُ مَنْزِلاً وأَبَأْتُ القَومَ منزلاً .
      وقال الفرَّاء في قوله عز وجل : والذين آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالحاتِ لَنُبَوِّئنَّهُمْ مِن الجَنَّة غُرَفاً ، يقال : بَوَّأْتُه منزلاً ، وأَثْوَيْتُه مَنْزِلاً ثُواءً : أَنْزَلْتُه ، وبَوَّأْتُه منزلاً أَي جعلته ذا منزل .
      وفي الحديث : مَن كَذَبَ عَليَّ مُتَعَمِّداً ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه من النار .
      وتكرّرت هذه اللفظة في الحديث ومعناها : لِيَنْزِلْ مَنْزِله مِن النار .
      يقال : بَوَّأَه اللّهُ منزلاً أَي أَسكَنه إِياه .
      ويسمى كِناسُ الثَّوْرِ الوَحْشِيِّ مَبَاءة ؛ ومَباءة الإِبل : مَعْطِنها .
      وأَبَأْتُ الإِبل مَباءة : أَنَخْتُ بعضَها إِلى بعض .
      قال الشاعر : حَلِيفان ، بَيْنَهما مِيرةٌ * يُبِيئانِ في عَطَنٍ ضَيِّقِ وأَبَأْتُ الإِبلَ ، رَدَدْتُها إِلى الـمَباءة ، والـمَباءة : بيتها في الجبل ؛ وفي التهذيب : وهو الـمُراحُ الذي تَبِيتُ فيه .
      والـمَباءة مِن الرَّحِمِ : حيث تَبَوَّأَ الولَدُ .
      قال الأَعلم : ولَعَمْرُ مَحْبَلِكِ الهَجِينِ على * رَحبِ الـمَباءة ، مُنْتِنِ الجِرْمِ وباءَتْ بِبيئةِ سُوءٍ ، على مِثالِ بِيعةٍ : أَي بحالِ سُوءٍ ؛ وانه لحَسَنُ البِيئةِ ؛ وعَمَّ بعضُهم به جميعَ الحال .
      وأَباءَ عليه مالَه : أَراحَه .
      تقول : أَبَأْتُ على فلان ماله : إِذا ارَحْتَ عليه إِبلَه وغَنَمَه ، وأَباءَ منه .
      وتقول العرب : كَلَّمناهم ، فأَجابونا عن بَواءٍ واحدٍ : أَي جوابٍ واحد .
      وفي أَرض كذا فَلاةٌ تُبيء في فلاةٍ : أَي تَذْهبُ .
      الفرَّاء : باءَ ، بوزن باعَ : إِذا تكبَّر ، كأَنه مقلوب مَن بَأَى ، كم ؟

      ‏ قالوا أَرى ورأَى ( ) ( مقتضاه أَنّ أرى مقلوب من رأى كما ان باء مقلوب من بأى ، ولا تنظير بين الجانبين كما لا يخفى فضلاًعن ان أرى ليس من المقلوب وان اوهم لفظُه ذلك والصواب « كما ، قالوا راءَ من رأى ».
      ( ابراهيم اليازجي )) وسنذكره في بابه .
      وفي حاشية بعض نسخ الصحاح : وأَبَأْتُ أَدِيمَها : جَعَلْتُه في الدباغ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. بني
    • " بَنَا في الشرف يَبْنُو ؛ وعلى هذا تُؤُوِّلَ قول الحطيئة : أُولَئِكَ قومٌ إنْ بَنَوا أَحْسنُوا البُن ؟

      ‏ قال ابن سيده :، قالوا إنه جمعُ بُنوَة أَو بِنْوَة ؛ قال الأَصمعي : أَنشدت أَعرابيّاً هذا البيت أَحسنوا البِنا ، فقال : أَي بُنا أَحسنوا البُنَا ، أَراد بالأَول أَي بُنَيّ .
      والابنُ : الولد ، ولامه في الأَصل منقلبة عن واو عند بعضهم كأَنه من هذا .
      وقال في معتل الياء : الابنُ الولد ، فَعَلٌ محذوفة اللام مجتلب لها أَلف الوصل ، قال : وإنما قضى أَنه من الياء لأَن بَنَى يَبْنِي أَكثر في كلامهم من يَبْنُو ، والجمع أَبناء .
      وحكى اللحياني : أَبناءُ أَبنائهم .
      قال ابن سيده : والأُنثى ابنة وبنتٌ ؛ الأَخيرة على غير بناء مذكرها ، ولامِ بِنْت واو ، والتاء بدل منها ؛ قال أَبو حنيفة ؛ أَصله بِنْوَة ووزنها فعلٌ ، فأُلحقتها التاءُ المبدلة من لامها بوزن حِلْسٍ فقالوا بِنْتٌ ، وليست التاء فيها بعلامة تأَنيث كما ظن من لا خِبْرَة له بهذا اللسان ، وذلك لسكون ما قبلها ، هذا مذهب سيبويه وهو الصحيح ، وقد نص عليه في باب ما لا ينصرف فقال : لو سميت بها رجلاً لصرفتها معرفة ، ولو كانت للتأْنيث لما انصرف الاسم ، على أَن سيبويه قد تسمَّح في بعض أَلفاظه في الكتاب فقال في بِنْت : هي علامة تأْنيث ، وإنما ذلك تجوّز منه في اللفظ لأَنه أَرسله غُفْلاً ، وقد قيده وعلله في باب ما لا ينصرف ، والأَخذ بقوله المُعَلَّل أَقوى من القول بقوله المُغْفَل المُرْسَل ، ووَجهُ تجوُّزه أَنه لما كانت التاء لا تبدل من الواو فيها إلا مع المؤنث صارت كأَنها علامة تأْنيث ، قال : وأَعني بالصيغة فيها بناءها على فِعْل وأَصلها فَعَلٌ بدلالة تكسيرهم إياها على أَفعال ، وإبدالُ الواو فيها لازمٌ لأَنه عمل اختص به المؤنث ، ويدل أَيضاً على ذلك إقامتهم إياه مقام العلامة الصريحة وتعاقُبُها فيها على الكلمة الواحدة ، وذلك نحو ابنةٍ وبنتٍ ، فالصيغة في بنت قائمة مقام الهاء في ابنةٍ ، فكما أَن الهاء علامة تأْنيث فكذلك صيغة بنتٍ علامة تأْنيثها ، وليست بنتٌٌ من ابنةٍ كصَعب من صَعْبة ، إنما نظيرُ صعبة من صعب ابنَةٌ من ابن ، ولا دلالة لك في البُنُوَّة على أَن الذاهب من بنت واو ، لكن إبدال التاء من حرف العلة يدل على أَنه من الواو ، لأَن إبدال التاء من الواو أَضعف من إبدالها من الياء .
      وقال ابن سيده في موضع آخر :، قال سيبويه وأَلحقوا ابْناً الهاء فقالوا ابْنة ، قال : وأَما بِنتٌ فليس على ابْنٍ ، وإنما هي صيغة على حدة ، أَلحقوها الياء للإلحاق ثم أَبدلوا التاء منها ، وقيل : إنها مُبدلة من واو ، قال سيبويه : وإنما بِنْتٌ كعِدْل ، والنسب إلى بِنْت بَنَوِيٌّ ، وقال يونس : بِنْتِيٌّ وأُخْتِيٌّ ؛ قال ابن سيده : وهو مردود عند سيبويه .
      وقال ثعلب : العرب تقول هذه بنت فلان وهذه ابنةُ فلان ، بتاء ثابتة في الوقف والوصل ، وهما لغتان جيدتان ، قال : ومن ، قال إبنةٌ فهو خطأٌ ولحن .
      قال الجوهري : لا تقل ابِنة لأَن الأَلف إنما اجتلبت لسكون الباء ، فإذا حركتها سقطت ، والجمعُ بَناتٌ لا غير .
      قال الزجاج : ابنٌ كان في الأَصل بِنْوٌ أَو بِنَوٌ ، والأَلف أَلف وصل في الابن ، يقال ابنٌ بيِّنُ البُنُوَّة ، قال : ويحتمل أَن يكون أَصله بَنَياً ، قال : والذين ، قالوا بَنُونَ كأَنهم جمعوا بَنَياً بَنُونَ ، وأَبْنَاء جمْعَ فِعْل أَو فَعَل ، قال : وبنت تدل على أَنه يستقيم أَن يكون فِعْلاً ، ويجوز أَن يكون فَعَلاً ، نقلت إلى فعْلٍ كما نقلت أُخْت من فَعَل إلى فُعْلٍ ، فأَما بناتٌ فليس بجمع بنت على لفظها ، إنما ردّت إلى أَصلها فجمعت بَناتٍ ، على أَن أَصل بِنْت فَعَلة مما حذفت لامه .
      قال : والأَخفش يختار أَن يكون المحذوف من ابن الواو ، قال : لأَنه أَكثر ما يحذف لثقله والياء تحذف أَيضاً لأَنها تثقل ، قال : والدليل على ذلك أَن يداً قد أَجمعوا على أَن المحذوف منه الياء ، ولهم دليل قاطع مع الإجماع يقال يَدَيْتُ إليه يَداً ، ودمٌ محذوف منه الياء ، والبُنُوَّة ليس بشاهد قاطع للواو لأَنهم يقولون الفُتُوَّة والتثنية فتيان ، فابن يجوز أَن يكون المحذوف منه الواو أَو الياء ، وهما عندنا متساويان .
      قال الجوهري : والابن أَصله بَنَوٌ ، والذاهب منه واو كما ذهب من أَبٍ وأَخ لأَنك تقول في مؤنثه بنتٌ وأُخت ، ولم نر هذه الهاء تلحق مؤنثاً إلا ومذكره محذوف الواو ، يدلك على ذلك أَخَوات وهنوات فيمن ردّ ، وتقديره من الفعل فَعَلٌ ، بالتحريك ، لأَن جمعه أَبناء مثل جَمَلٍ وأَجمال ، ولا يجوز أَن يكون فعلاً أَو فُعْلاً اللذين جمعهما أَيضاً أَفعال مثل جِذْع وقُفْل ، لأَنك تقول في جمعه بَنُون ، بفتح الباء ، ولا يجوز أَيضاً أَن يكون فعلاً ، ساكنة العين ، لأَن الباب في جمعه إنما هو أَفْعُل مثل كَلْب وأَكْلُب أَو فعول مثل فَلْس وفُلوس .
      وحكى الفراء عن العرب : هذا من ابْناوَاتِ الشِّعْبِ ، وهم حيّ من كَلْب .
      وفي التنزيل العزيز : هؤلاء بناتي هنَّ أَطْهَرُ لكم ؛ كنى ببناتِه عن نسائهم ، ونساء أُمةِ كل نبيّ بمنزلة بناته وأَزواجُه بمنزلة أُمهاتهم ؛ قال ابن سيده : هذا قول الزجاج .
      قال سيبويه : وقالوا ابْنُمٌ ، فزادوا الميم كما زيدت في فُسْحُمٍ ودِلْقِمٍ ، وكأَنها في ابنم أَمثَلُ قليلاً لأَن الاسم محذوف اللام ، فكأَنها عوض منها ، وليس في فسحم ونحوه حذف ؛ فأَما قول رؤبة : بُكاءَ ثَكْلى فَقَدَتْ حَميما ، فهي تَرَنَّى بأَبا وابناما فإنما أَراد : وابْنِيما ، لكن حكى نُدْبَتها ، واحتُمِل الجمع بين الياء والأَلف ههنا لأَنه أَراد الحكاية ، كأَنَّ النادبة آثرت وا ابْنا على وا ابْني ، لأَن الأَلف ههنا أَمْتَع ندباً وأَمَدُّ للصوت ، إذ في الأَلف من ذلك ما ليس في الياء ، ولذلك ، قال بأَبا ولم يقل بأَبي ، والحكاية قد يُحْتَمل فيها ما لا يحتمل في غيرها ، أَلا ترى أَنهم قد ، قالوا مَن زيداً في جواب من ، قال رأَيت زيداً ، ومَنْ زيدٍ في جواب من ، قال مررت بزيد ؟ ويروى : فهي تُنادي بأَبي وابنِيما فإذا كان ذلك فهو على وجه وما في كل ذلك زائدة ، وجمع البِنْتِ بَناتٌ ، وجمع الابن أَبناء ، وقالوا في تصغيره أُبَيْنُون ؛ قال ابن شميل : أَنشدني ابن الأَعرابي لرجل من بني يربوع ، قال ابن بري : هو السفاح بن بُكير اليربوعي : مَنْ يَكُ لا ساءَ ، فقد ساءَني تَرْكُ أُبَيْنِيك إلى غير راع إلى أَبي طَلحةَ ، أَو واقدٍ عمري فاعلمي للضياع (* قوله « عمري فاعلمي إلخ » كذا بالأصل بهذه الصورة ، ولم نجده في كتب اللغة التي بأيدينا ).
      قال : أُبَيْني تصغير بَنِينَ ، كأَنَّ واحده إبن مقطوع الأَلف ، فصغره فقال أُبين ، ثم جمعه فقال أُبَيْنُون ؛ قال ابن بري عند قول الجوهري كأَنَّ واحده إبن ، قال : صوابه كأَنَّ واحده أَبْنى مثل أَعْمَى ليصح فيه أَنه معتل اللام ، وأَن واوه لام لا نون بدليل البُنُوَّة ، أَو أَبْنٍ بفتح الهمزة على ميل الفراء أَنه مثل أَجْرٍ ، وأَصله أَبْنِوٌ ، قال : وقوله فصغره فقال أُبَيْنٌ إنما يجيء تصغيره عند سيبويه أُبَيْنٍ مثل أُعَيْمٍ .
      وقال ابن عباس :، قال النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أُبَيْنى لا ترموا جَمْرة العَقَبة حتى تَطْلُعَ الشمس .
      قال ابن الأَثير : الهمزة زائدة وقد اختلف في صيغتها ومعناها ، فقيل إنه تصغير أَبْنى كأَعْمَى وأُعَيْمٍ ، وهو اسم مفرد يدل على الجمع ، وقيل : إن ابْناً يجمع على أَبْنَا مقصوراً وممدوداً ، وقيل : هو تصغير ابن ، وفيه نظر .
      وقال أَبو عبيد : هو تصغير بَنِيَّ جمع ابْنٍ مضافاً إلى النفس ، قال : وهذا يوجب أَن يكون صيغة اللفظة في الحديث أُبَيْنِيَّ بوزن سُرَيْجيّ ، وهذه التقديرات على اختلاف الروايات (* قوله « وابن النخلة الدنيء » وقوله فيما بعد « وابن الحرام السلا » كذا بالأصل ).
      وابن البَحْنَة السَّوْط ، والبَحْنة النخلة الطويلة ، وابنُ الأَسد الشَّيْعُ والحَفْصُ ، وابنُ القِرْد الحَوْدَلُ والرُّبَّاحُ ، وابن البَراء أَوَّلُ يوم من الشهر ، وابنُ المازِنِ النَّمْل ، وابن الغراب البُجُّ ، وابن الفَوالي الجانُّ ، يعني الحيةَ ، وابن القاوِيَّةِ فَرْخُ الحمام ، وابنُ الفاسِياء القَرَنْبَى ، وابن الحرام السلا ، وابن الكَرْمِ القِطْفُ ، وابن المَسَرَّة غُصْنُ الريحان ، وابن جَلا السَّيِّدُ ، وابن دأْيةَ الغُراب ، وابن أَوْبَرَ الكَمْأةُ ، وابن قِتْرةَ الحَيَّة ، وابن ذُكاءَ الصُّبْح ، وابن فَرْتَنَى وابن تُرْنَى ابنُ البَغِيَّةِ ، وابن أَحْذارٍ الرجلُ الحَذِرُ ، وابن أَقْوالٍ الرجُل الكثير الكلام ، وابن الفَلاةِ الحِرباءُ ، وابن الطَّودِ الحَجَر ، وابنُ جَمِير الليلةُ التي لا يُرى فيها الهِلالُ ، وابنُ آوَى سَبُغٌ ، وابن مخاضٍ وابن لَبُونٍ من أَولادِ الإبل .
      ويقال للسِّقاء : ابنُ الأَدِيم ، فإذا كان أَكبر فهو ابن أَدِيمَين وابنُ ثلاثةِ آدِمَةٍ .
      وروي عن أَبي الهَيْثَم أنه ، قال : يقال هذا ابْنُكَ ، ويزاد فيه الميم فيقال هذا ابْنُمك ، فإذا زيدت الميم فيه أُعرب من مكانين فقيل هذا ابْنُمُكَ ، فضمت النون والميم ، وأُعرب بضم النون وضم الميم ، ومررت بابْنِمِك ورأَيت ابنْمَك ، تتبع النون الميم في الإعراب ، والأَلف مكسورة على كل حال ، ومنهم من يعربه من مكان واحد فيعرب الميم لأَنها صارت آخر الاسم ، ويدع النون مفتوحة على كل حال فيقول هذا ابْنَمُكَ ، ومررت بابْنَمِك ، ورأَيت ابْنَمَكَ ، وهذا ابْنَمُ زيدٍ ، ومررت بابْنَمِ زيدٍ ، ورأَيت ابْنَمَ زيدٍ ؛ وأَنشد لحسان : وَلَدْنا بَني العَنقاءِ وابْنَيْ مُحَرِّقٍ ، فأَكْرِم بنا خالاً ، وأَكْرِم بنا ابْنَما وزيادة الميم فيه كما زادوها في شَدْقَمٍ وزُرْقُمٍ وشَجْعَمٍ لنوع من الحيات ؛ وأَما قول الشاعر : ولم يَحْمِ أَنْفاً عند عِرْسٍ ولا ابْنِمِ فإنه يريد الابن ، والميم زائدة .
      ويقال فيما يعرف ببنات : بناتُ الدَّمِ بنات أَحْمَرَ ، وبناتُ المُسْنَدِ صُروفُ الدَّهْر ، وبناتُ معًى البَعَرُ ، وبناتُ اللَّبَن ما صَغرَ منها ، وبناتُ النَّقا هي الحُلْكة تُشبَّهُ بِهنَّ بَنانُ العَذارَى ؛ قال ذو الرمة : بناتُ النَّقا تَخْفَى مِراراً وتَظْهَرُ وبنات مَخْرٍ وبناتُ بَخْرٍ سحائبُ يأْتين قُبُلَ الصَّيْفِ مُنْتَصباتٍ ، وبناتُ غَيرٍ الكَذِبُ ، وبناتُ بِئْسَ الدواهي ، وكذلك بناتُ طَبَقٍ وبناتُ بَرْحٍ وبناتُ أَوْدَكَ وابْنةُ الجَبَل الصَّدَى ، وبناتُ أَعْنَقَ النساءُ ، ويقال : خيل نسبت إلى فَحل يقال له أَعنَقُ ، وبناتُ صَهَّالٍ الخَيلُ ، وبنات شَحَّاجٍ البِغالُ ، وبناتُ الأَخْدَرِيّ الأُتُنُ ، وبناتُ نَعْش من الكواكب الشَّمالِيَّة ، وبناتُ الأَرض الأَنهارُ الصِّغارُ ، وبناتُ المُنى اللَّيْلُ ، وبناتُ الصَّدْر الهُموم ، وبناتُ المِثالِ النِّساء ، والمِثالُ الفِراش ، وبناتُ طارِقٍ بناتُ المُلوك ، وبنات الدَّوِّ حمير الوَحْشِ ، وهي بناتُ صَعْدَة أَيضاً ، وبناتُ عُرْجُونٍ الشَّماريخُ ، وبناتُ عُرْهُونٍ الفُطُرُ ، وبنتُ الأَرضِ وابنُ الأَرضِ ضَرْبٌ من البَقْلِ ، والبناتُ التَّماثيلُ التي تلعب بها الجَواري .
      وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : كنت أَلعب مع الجواري بالبَناتِ أَي التماثيل التي تَلْعَبُ بها الصبايا .
      وذُكِرَ لرؤبة رجلٌ فقال : كان إحدَى بَناتِ مَساجد الله ، كأَنه جعله حَصاةً من حَصَى المسجد .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه ، أَنه سأَل رجلاً قَدِمَ من الثَّغْر فقال : هل شَرِبَ الجيشُ في البُنَيَّاتِ الصِّغار ؟

      ‏ قال : لا ، إن القوم لَيُؤْتَوْنَ بالإناء فيَتَداولوه حتى يشربوه كلُّهم ؛ البُنَيَّاتُ ههنا : الأَقْداح الصِّغار ، وبناتُ الليلِ الهُمومُ ؛ أَنشد ثعلب : تَظَلُّ بَناتُ الليلِ حَوْليَ عُكَّفاً عُكُوفَ البَواكي ، بينَهُنَّ قَتِيلُ وقول أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهُذَليّ : فسَبَتْ بَناتِ القَلْبِ ، فهي رَهائِنٌ بِخِبائِها كالطَّيْر في الأَقْفاصِ إنما عنى ببناته طوائفه ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : يا سَعْدُ يا ابنَ عمَلي يا سَعْدُ أَراد : من يَعْملُ عَمَلي أَو مِثْلَ عمَلي ، قال : والعرب تقول الرِّفْقُ بُنَيُّ الحِلْمِ أَي مثله .
      والبَنْيُ : نَقيضُ الهَدْم ، بَنى البَنَّاءُ البِناءَ بَنْياً وبِنَاءً وبِنًى ، مقصور ، وبُنياناً وبِنْيَةً وبِنايةً وابتَناه وبَنَّاه ؛ قال : وأَصْغَر من قَعْبِ الوَليدِ ، تَرَى به بُيوتاً مُبَنَّاةً وأَودِيةً خُضْرا يعني العين ، وقول الأَعْوَرِ الشَّنِّيِّ في صفة بعير أَكراه : لما رَأَيْتُ مَحْمِلَيْهِ أَنَّا مُخَدَّرَيْنِ ، كِدْتُ أَن أُجَنَّا قَرَّبْتُ مِثْلَ العَلَمِ المُبَنَّى شبه البعير بالعَلَمِ لعِظَمِه وضِخَمِه ؛ وعَنى بالعَلَمِ القَصْرَ ، يعني أَنه شبهه بالقصر المَبْنيّ المُشيَّدِ كما ، قال الراجز : كَرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ والبِناءُ : المَبْنيُّ ، والجمع أَبْنِيةٌ ، وأَبْنِياتٌ جمعُ الجمع ، واستعمل أَبو حنيفة البِنَاءَ في السُّفُنِ فقال يصف لوحاً يجعله أَصحاب المراكب في بناء السُّفُن : وإنه أَصلُ البِناء فيما لا ينمي كالحجر والطين ونحوه .
      والبَنَّاءُ : مُدَبِّرُ البُنْيان وصانعه ، فأَما قولهم في المثل : أَبناؤُها أَجْناؤُها ، فزعم أَبو عبيد أَن أَبْناءً جمع بانٍ كشاهدٍ وأَشهاد ، وكذلك أَجْناؤُها جمع جانٍ .
      والبِنْيَةُ والبُنْيَةُ : ما بَنَيْتَهُ ، وهو البِنَى والبُنَى ؛ وأَنشد الفارسي عن أَبي الحسن : أُولئك قومٌ ، إن بَنَوْا أَحْسَنُوا البُنى ، وإن عاهَدُوا أَوْفَوْا ، وإن عَقَدُوا شَدُّوا ويروى : أَحْسَنُوا البِنَى ؛ قال أَبو إسحق : إنما أَراد بالبِنى جمع بِنْيَةٍ ، وإن أَراد البِناءَ الذي هو ممدود جاز قصره في الشعر ، وقد تكون البِنايةُ في الشَّرَف ، والفعل كالفعل ؛ قال يَزيدُ بن الحَكَم : والناسُ مُبْتَنيانِ : مَحْـ مودُ البِنايَةِ ، أَو ذَمِيمُ وقال لبيد : فبَنى لنا بَيْتاً رفيعاً سَمْكُه ، فَسَما إليه كَهْلُها وغُلامُها ابن الأَعرابي : البِنى الأَبْنِيةُ من المَدَر أَو الصوف ، وكذلك البِنى من الكَرَم ؛ وأَنشد بيت الحطيئة : أُولئك قوم إن بنوا أَحسنوا البِنى وقال غيره : يقال بِنْيَةٌ ، وهي مثل رِشْوَةٍ ورِشاً كأَنَّ البِنْيةَ الهيئة التي بُنِيَ عليها مثل المِشْيَة والرِّكْبةِ .
      وبَنى فلانٌ بيتاً بناءً وبَنَّى ، مقصوراً ، شدّد للكثرة .
      وابْتَنى داراً وبَنى بمعنىً .
      والبُنْيانُ : الحائطُ .
      الجوهري : والبُنَى ، بالضم مقصور ، مثل البِنَى .
      يقال : بُنْيَةٌ وبُنًى وبِنْيَةٌ وبِنًى ، بكسر الباء مقصور ، مثل جِزْيةٍ وجِزًى ، وفلان صحيح البِنْيةِ أَي الفِطْرة .
      وأَبنَيْتُ الرجلَ : أَعطيتُه بِناءً أَو ما يَبْتَني به داره ؛ وقولُ البَوْلانيِّ : يَسْتَوقِدُ النَّبْلَ بالحَضِيضِ ، ويَصْطادُ نُفوساً بُنَتْ على الكرَمِ أَي بُنِيَتْ ، يعني إذا أَخطأَ يُورِي النارَ .
      التهذيب : أَبنَيْتُ فلاناً بَيْتاً إذا أَعطيته بيتاً يَبْنِيه أَو جعلته يَبْني بيتاً ؛ ومنه قول الشاعر : لو وصَلَ الغيثُ أَبنَيْنَ امْرَأً ، كانت له قُبَّةٌ سَحْقَ بِجاد ؟

      ‏ قال ابن السكيت : قوله لو وصل الغيث أَي لو اتصل الغيث لأَبنَيْنَ امرأً سَحْقَ بجادٍ بعد أَن كانت له قبة ، يقول : يُغِرْنَ عليه فيُخَرِّبْنَه فيتخذ بناء من سَحْقِ بِجادٍ بعد أَن كانت له قبة .
      وقال غيره يصف الخيل فيقول : لو سَمَّنَها الغيثُ بما ينبت لها لأَغَرْتُ بها على ذوي القِبابِ فأَخذت قِبابَهم حتى تكون البُجُدُ لهم أَبْنيةً بعدها .
      والبِناءُ : يكون من الخِباء ، والجمع أَبْنيةٌ .
      والبِناءُ : لزوم آخر الكلمة ضرباً واحداً من السكون أَو الحركة لا لشيء أَحدث ذلك من العوامل ، وكأَنهم إنما سموه بناء لأَنه لما لزم ضرباً واحداً فلم يتغير تغير الإعراب ، سمي بناء من حيث كان البناء لازماً موضعاً لا يزول من مكان إلى غيره ، وليس كذلك سائر الآلات المنقولة المبتذلة كالخَيْمة والمِظَلَّة والفُسْطاطِ والسُّرادِقِ ونحو ذلك ، وعلى أَنه مذ أَوقِع على هذا الضرب من المستعملات المُزالة من مكان إلى مكان لفظُ البناء تشبيهاً بذلك من حيث كان مسكوناً وحاجزاً ومظلاًّ بالبناء من الآجر والطين والجص .
      والعرب تقول في المَثَل : إنَّ المِعْزى تُبْهي ولا تُبْنى أَي لا تُعْطِي من الثَّلَّة ما يُبْنى منها بَيْتٌ ، المعنى أَنها لا ثَلَّة لها حتى تُتَّخذ منها الأَبنيةُ أَي لا تجعل منها الأَبنية لأَن أَبينة العرب طِرافٌ وأَخْبيَةٌ ، فالطِّرافُ من أَدَم ، والخِباءُ من صوف أَو أَدَمٍ ولا يكون من شَعَر ، وقيل : المعنى أَنها تَخْرِق البيوت بوَثْبِها عليها ولا تُعينُ على الأَبنيةِ ، ومِعزَى الأَعراب جُرْدٌ لا يطُول شعرها فيُغْزَلَ ، وأَما مِعْزَى بلاد الصَّرْدِ وأَهل الريف فإنها تكون وافية الشُّعور والأَكْرادُ يُسَوُّون بيوتَهم من شعرها .
      وفي حديث الاعتكاف : فأَمَر ببنائه فقُوِّضَ ؛ البناءُ واحد الأَبنية ، وهي البيوت التي تسكنها العرب في الصحراء ، فمنها الطِّراف والخِباء والبناءُ والقُبَّة المِضْرَبُ .
      وفي حديث سليمان ، عليه السلام : من هَدَمَ بِناءَ ربِّه تبارك وتعالى فهو ملعون ، يعني من قتل نفساً بغير حق لأَن الجسم بُنْيانٌ خلقه الله وركَّبه .
      والبَنِيَّةُ ، على فَعِيلة : الكعْبة لشرفها إذ هي أَشرف مبْنِيٍّ .
      يقال : لا وربِّ هذه البَنِيَّة ما كان كذا وكذا .
      وفي حديث البراء بن مَعْرورٍ : رأَيتُ أَن لا أَجْعَلَ هذه البَنِيَّة مني بظَهْرٍ ؛ يريد الكعبة ، وكانت تُدْعَى بَنيَّةَ إبراهيم ، عليه السلام ، لأَنه بناها ، وقد كثر قَسَمُهم برب هذه البَنِيَّة .
      وبَنَى الرجلَ : اصْطَنَعَه ؛ قال بعض المُوَلَّدين : يَبْني الرجالَ ، وغيرهُ يَبْني القُرَى ، شَتَّانَ بين قُرًى وبينَ رِجالِ وكذلك ابْتناه .
      وبَنَى الطعامُ لَحْمَه يَبنِيه بِناءً : أَنْبَتَه وعَظُمَ من الأَكل ؛ وأَنشد : بَنَى السَّوِيقُ لَحْمَها واللَّتُّ ، كما بَنَى بُخْتَ العِراقِ القَتّ ؟

      ‏ قال ابن سيده : وأَنشد ثعلب : مُظاهِرة شَحْماً عَتِيقاً وعُوطَطاً ، فقد بَنَيا لحماً لها مُتبانِيا ورواه سيبويه : أَنْبَتا .
      وروى شَمِر : أَن مُخَنثاً ، قال لعبد الله بن أَبي أَميَّةَ : إن فتح الله عليكم الطائفَ فلا تُفْلِتَنَّ منك باديةُ بنتُ غَيْلانَ ، فإنها إذا جلستْ تَبَنَّتْ ، وإذا تكلمت تَغَنَّتْ ، وإذا اضطجعت تَمنَّتْ ، وبَيْنَ رجلَيها مثلُ الإناء المُكْفَإ ، يعني ضِخَم رَكَبِها ونُهُودَه كأَنه إناء مكبوب ، فإذا قعدت فرّجت رجليها لضِخَم رَكَبها ؛ قال أَبو منصور : ويحتمل أَن يكون قول المخنث إذا قعدت تَبَنَّتْ أَي صارت كالمَبْناةِ من سمنها وعظمها ، من قولهم : بَنَى لَحْمَ فلان طعامُه إذا سمَّنه وعَظَّمه ؛ قال ابن الأَثير : كأَنه شبهها بالقُبَّة من الأدَم ، وهي المَبْناة ، لسمنها وكثرة لحمها ، وقيل : شبهها بأَنها إذا ضُرِبَتْ وطُنِّبَت انْفَرَجَتْ ، وكذلك هذه إذا قعدت تربعت وفرشت رجليها .
      وتَبَنَّى السَّنامُ : سَمِنَ ؛ قال يزيد بن الأَعْوَر الشَّنِّيُّ : مُسْتَجمِلاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى وقول الأَخفش في كتاب القوافي : أَما غُلامي إذا أَردتَ الإضافة مع غلامٍ في غير الإضافة فليس بإيطاء ، لأَن هذه الياء أَلزمت الميم الكسرة وصيرته إلى أَن يُبْنَى عليه ، وقولُك لرجل ليس هذا الكسر الذي فيه ببناء ؛ قال ابن جني ؛ المعتبر الآن في باب غلامي مع غلام هو ثلاثة أَشياء : وهو أَن غلام نكرة وغلامي معرفة ، وأَيضاً فإن في لفظ غلامي ياء ثابتة وليس غلام بلا ياء كذلك ، والثالث أَن كسرة غلامي بناء عنده كما ذكر وكسرة ميم مررت بغلام إعراب لا بناء ، وإذا جاز رجل مع رجل وأَحدهما معرفة والآخر نكرة ليس بينهما أَكثر من هذا ، فما اجتمع فيه ثلاثة أَشياء من الخلاف أَجْدَرُ بالجواز ، قال : وعلى أَن أَبا الحسن الأَخفش قد يمكن أَن يكون أَراد بقوله إن حركة ميم غلامي بناء أَنه قد اقْتُصِر بالميم على الكسرة ، ومنعت اختلافَ الحركات التي تكون مع غير الياء نحو غلامه وغلامك ، ولا يريد البناء الذي يُعاقب الإعرابَ نحو حيث وأَين وأمس .
      والمِبْناة والمَبْناةُ : كهيئة السِّتْرِ والنِّطْعِ .
      والمَبْناة والمِبْناة أَيضاً : العَيْبةُ .
      وقال شريح بن هانئ : سأَلت عائشة ، رضي الله عنها ، عن صلاة سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقالت : لم يكن من الصلاةِ شيءٌ أَحْرَى أَن يؤخرها من صلاة العشاء ، قالت : وما رأَيته مُتَّقِياً الأَرض بشيء قَطُّ إلا أَني أَذكرُ يومَ مطَرٍ فإنَّا بَسَطْنا له بناءً ؛
      ، قال شمر : قوله بناءً أَي نِطَعاً ، وهو مُتَّصل بالحديث ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء تفسيره في الحديث ، ويقال له المَبْناةُ والمِبْناة أَيضاً .
      وقال أَبو عَدْنان : يقال للبيتِ هذا بِناءُ آخرته ؛ عن الهوازني ، قال : المَبْناةُ من أَدَم كهيئة القبة تجعلها المرأَة في كِسْر بيتها فتسكن فيها ، وعسى أَن يكون لها غنم فتقتصر بها دون الغنم لنفسها وثيابها ، ولها إزار في وسط البيت من داخل يُكِنُّها من الحرِّ ومن واكِفِ المطر فلا تُبَلَّلُ هي وثيابُها ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للنابغة : على ظَهْرِ مَبْناةٍ جديدٍ سُيُورُها ، يَطُوفُ بها وَسْطَ اللَّطيمة بائع ؟

      ‏ قال : المَبْناة قبة من أَدَم .
      وقال الأَصمعي : المَبْناة حصير أَو نطع يبسطه التاجر على بيعه ، وكانوا يجعلون الحُصُرَ على الأَنْطاع يطوفون بها ، وإنما سميت مَبناة لأَنها تتخذ من أَدم يُوصَلُ بعضُها ببعض ؛ وقال جرير : رَجَعَتْ وُفُودُهُمُ بتَيْمٍ بعدَما خَرَزُوا المَبانيَ في بَني زَدْهامِ وأَبْنَيْتُه بَيْتاً أَي أَعطيته ما يَبْني بَيْتاً .
      والبانِيَةُ من القُسِيّ : التي لَصِقَ وتَرُها بكَبدها حتى كاد ينقطع وترها في بطنها من لصوقه بها ، وهو عيب ، وهي الباناةُ ، طائِيَّةٌ .
      غيره : وقوسٌ بانِيَةٌ بَنَتْ على وترها إذا لَصِقَتْ به حتى يكاد ينقطع .
      وقوسٌ باناةٌ : فَجَّاءُ ، وهي التي يَنْتَحِي عنها الوتر .
      ورجل باناةٌ : مُنحنٍ على وتره عند الرَّمْي ؛ قال امرؤ القيس : عارِضٍ زَوْراءَ من نَشَمٍ ، غَيْرَ باناةٍ على وَتَرِهْ وأَما البائِنَةُ فهي التي بانَتْ عن وتَرها ، وكلاهما عيب .
      والبَواني : أَضْلاعُ الزَّوْرِ .
      والبَواني : قوائمُ الناقة .
      وأَلْقَى بوانِيَه : أَقام بالمكان واطمأَنّ وثبت كأَلْقى عصاه وأَلْقى أَرْواقَه ، والأَرواق جمع رَوْقِ البيت ، وهو رِواقُه .
      والبَواني : عِظامُ الصَّدْر ؛ قال العجاج بن رؤبة : فإنْ يكنْ أَمْسَى شَبابي قد حَسَرْ ، وفَتَرَتْ مِنِّي البَواني وفَتَر وفي حديث خالد : فلما أَلقى الشامُ بَوانِيَهُ عَزَلَني واستَعْمَلَ غيري ، أَي خَيرَه وما فيه من السَّعةِ والنَّعْمةِ .
      قال ابن الأَثير : والبَواني في الأَصل أَضلاعُ الصَّدْر ، وقيل : الأَكتافُ والقوائمُ ، الواحدة بانِيةٌ .
      وفي حديث عليّ ، عليه السلام : أَلْقَت السماءُ بَرْكَ بَوانيها ؛ يريد ما فيها من المطر ، وقيل في قوله أَلقى الشامُ بَوانِيَه ، قال : فإن ابن حبلة (* قوله « ابن حبلة » هو هكذا في الأصل ).
      رواه هكذا عن أَبي عبيد ، بالنون قبل الياء ، ولو قيل بَوائنه ، الياء قبل النون ، كان جائزاً .
      والبَوائِنُ جمع البُوانِ ، وهو اسم كل عمود في البيت ما خَلا وَسَط البيت الذي له ثلاث طَرائق .
      وبَنَيتُ عن حالِ الرّكِيَّة : نَحَّيْتُ الرِّشاء عنه لئلا يقع الترابُ على الحافر .
      والباني : العَرُوس الذي يَبْني على أَهله ؛ قال الشاعر : يَلُوحُ كأَنه مِصْباحُ باني وبَنَى فلانٌ على أَهله بِناءً ، ولا يقال بأَهله ، هذا قول أَهل اللغة ، وحكى ابن جني : بَنى فلان بأَهله وابْتَنَى بها ، عَدَّاهما جميعاً بالباء .
      وقد زَفَّها وازْدَفَّها ، قال : والعامة تقول بَنَى بأَهله ، وهو خطأٌ ، وليس من كلام العرب ، وكأَنَّ الأَصلَ فيه أَن الداخل بأَهله كان يضرب عليها قبة ليلة دخوله ليدخل بها فيها فيقال : بَنَى الرجلُ على أَهله ، فقيل لكل داخل بأَهله بانٍ ، وقد ورد بَنَى بأَهله في شعر جِرَانِ العَوْدِ ، قال : بَنَيْتُ بها قَبْلَ المِحَاقِ بليلةٍ ، فكانَ مِحَاقاً كُلُّه ذلك الشَّهْر ؟

      ‏ قال ابن الأَثير : وقد جاءَ بَنى بأَهله في غير موضع من الحديث وغير الحديث .
      وقال الجوهري : لا يقال بني بأَهله ؛ وعادَ فاستعمله في كتابه .
      وفي حديث أَنس : كان أَوَّلُ ما أُنْزِلَ من الحجاب في مُبْتَنى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بزينب ؛ الابْتِناءُ والبِناء : الدخولُ بالزَّوْجةِ ، والمُبْتَنَى ههنا يُراد به الابْتِناءُ فأَقامه مُقَام المصدر .
      وفي حديث عليّ ، عليه السلام ، قال : يا نبيّ الله مَتَى تُبْنِيني أَي تُدْخِلُني على زوجتي ؛ قال ابن الأَثير : حقيقته متى تجعلني أَبْتَني بزوجتي .
      قال الشيخ أَبو محمد بن بري : وجاريةٌ بَناةُ اللَّحْمِ أَي مَبْنِيَّةُ اللحم ؛ قال الشاعر : سَبَتْه مُعْصِرٌ ، من حَضْرَمَوْتٍ ، بَنَاةُ اللحمِ جَمَّاءُ العِظامِ ورأَيت حاشية هنا ، قال : بَناةُ اللحم في هذا البيت بمعنى طَيِّبةُ الريح أَي طيبة رائحة اللحم ؛ قال : وهذا من أَوهام الشيخ ابن بري ، رحمه الله .
      وقوله في الحديث : من بَنَى في دِيارِ العَجَمِ يَعْمَلُ نَيْرُوزَهُمْ ومَهْرَجانَهم حُشِرَ معهم ؛ قال أَبو موسى : هكذا رواه بعضهم ، والصواب تَنَأ أَي أَقام ، وسيأْتي ذكره .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى المبتدأ في قاموس معاجم اللغة

معجم الغني
**بَدَأَ** - [ب د أ]. (ف: ثلا. لازمتع. م. بحرف).** بَدَأتُ أبْدَأُ**،** اِبْدَأْ**، مص. بَدْءٌ. 1. "بَدَأَتْ سَاعَةُ العَمَلِ" : اِنْطَلَقَتْ. 2. "بَدَأَ العَمَلُ" : حَدَثَ، حَصَلَ. 3. "بَدَأَ بِالعَمَلِ مُبَكِّراً" : أَيْ شَرَعَ فِيهِ قَبْلَ غَيْرِهِ.

4. "كانَ أوَّلَ مَنْ بَدَأَ القِراءةَ" : أوَّلَ مَنْ شَرَعَ يَقْرَأُ. 5. "بَدَأَ يَكْتُبُ فِي دَفْتَرِهِ" : أخَذَ. "بَدَأ يُنْجِزُ أشْغالَهُ". 6. "بَدَأ اللَّهُ الخَلْقَ" : أنْشأهُمْ. 7. "بَدَأ مِنْ مَكانٍ إلى مَكانٍ" : اِنْتَقَلَ .
معجم اللغة العربية المعاصرة
ابتدأَ/ ابتدأَ بـ يبتدئ، ابْتِداءً، فهو مُبتدِئ، والمفعول مُبتدَأ • ابتدأ الأمرَ/ ابتدأ بالأمر: بدأَه، فعلَه قبل غيره، قدَّمه، افتتحه "ابتدأ المحاضر محاضرته بعرض أفكاره- ابتدأ كلامه بالتحيّة"| ابتداء السَّنة/ ابتداء الرَّبيع: أوّلها، بدايتها- ابتداءً من: بدءًا أو بدايةً مِنْ، اعتبارًا من.


معجم اللغة العربية المعاصرة
أبدأَ/ أبدأَ في يُبدئ، إبْداءً، فهو مُبدِئ، والمفعول مُبدَأ • أبدأ اللهُ الكونَ: أوجده، خلَقه "{أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}". • أبدأ في الأمر وأعاد: تكلّم فيه مرّة بعد أخرى| ما يُبْدِئُ وما يُعيد: لا حِيلَةَ له.
معجم اللغة العربية المعاصرة


بادأَ يبادئ، مُبادَأةً، فهو مُبادِئ، والمفعول مُبادَأ • بادأ الشَّخصَ بالكلام وغيرِه: سبقه به، بادره به "بادأ خصمَه بالسَّلام/ بالضرب".
معجم اللغة العربية المعاصرة
بَدْأة [مفرد]: ج بَدَآت (لغير المصدر) وبَدْآت (لغير المصدر): 1- مصدر بدَأَ/ بدَأَ بـ. 2- ابتداء السّفر إلى ناحية ما، يقابلها الرجعة وهي العود منه.
المعجم الوسيط
ـَ بَدْءاً، وبَدْأةً: حدث ونشأ. و ـ من مكانٍ إلى آخر: انْتَقل. و ـ يفعل كذا: أخذ وشَرَع. ويُقال: بدأ في الأمر وعاد: تكلَّمَ فيه مرة بعد أُخْرى. و ـ البئرَ: احتفرها. فهي بَدِيءٌ. و ـ الشيءَ: أنشأه وأوجده. و ـ الشيءَ وبه: فعله قبل غيره وفضَّله.بُدِئَ: أصابه الجُدَريُّ أو الحَصْبَة. و ـ مَرِضَ. فهو مبدوء.أَبْدَأَ: جاء بالبديء (العجيب). و ـ الصبيُّ: نبتت أسنانه بعد سُقُوطها. و ـ من مكانٍ إلى آخر: بَدَأ. و ـ الشيءَ وبه: بدأه. ويُقال: أَبْدَأَ في الأمر وأعاد: بدأ وعاد. وما يُبْدِئُ وما يُعيدُ: ما يَتكَّلم ببادئة ولا عائِدة: أي لا حيلة له، أو هَلَكَ.بَدَّأَ الشيءَ: قدّمه وفَضّله.ابْتَدَأَ الشيءَ، وبه: بَدَأَه.تَبَدَّأَ: بَدَأَ.البادئُ، بادئُ الرأي: ما يَبْدَأُ منه، وهو الرأي الفَطِير يبدو قبل إنْعام النَّظر. يُقال: فعلتُه بادئَ الرأي.البَدْء: أول كل شيء. يُقال: فعلتُهُ بدْءاً، وبَدْءَ بَدْءٍ، وأَوَّل بَدْءٍ. ويُقال: فعله عَوْداً وبدءاً. وعَوْداً على بَدْءٍ: فعله مرة بعد أُخْرى. ورجع عَوْدَه على بَدْئه: في الطَّريق الذي جاءَ منه. و ـ السيّد الأوَّل في السيادة. و ـ الشَّابُّ العاقل المُسْتَجَاُد الرأي. و ـ خير نصيب من الذبيحة. ( ج ) أَبْدَاءٌ، وبُدُوءٌ.البُداءَة، يُقال: لك البُداءَة: البَدْءُ.البَدْأَة: أول الحال والنَّشأَة. و ـ خير نصيبٍ في الذَّبيحة.البُدائيُّ: المنسوب إلى البُداءَة. و ـ ما كان في الطَّور الأَول من أَطْوار النُّشوء. ( مج ).البُدائيّة ( في علم الاجتماع ): الطَّور الأَول من أَطْوار النُّشوء. ( مج ).البَدِئُ: وصف للمذكر والمؤنث. و ـ البئْر الحادثة غير القديمة. و ـ أول الشيء. يُقال: فَعَله بادئَ بَدِئٍ. و ـ المخْلُوق. و ـ العجيب. و ـ السيِّد الأول في قومه. ( ج ) بُدُوٌّ.البَدِيئة: مؤنث البَدِيء. و ـ أوَّل الحال والنشأَة. و ـ البديهة. ( ج ) بَدايا.المَبْدَأ، مبدأ الشيءِ: أوّله ومادّته التي يتكوَّن منها، كالنَّواة مبدأ النَّخل، أو يتركَّب منها كالحروف مَبْدأ الكلام. ( ج ) مبادئ. و مبادئ العلم أو الفن أو الخلق أو الدّستور أو القانون: قواعدُهُ الأساسيَّة التي يقُوم عليها ولا يخرج عنها. ( مج ).المَبْدَأ، مبدأ الشيءِ: أوّله ومادّته التي يتكوَّن منها، كالنَّواة مبدأ النَّخل، أو يتركَّب منها كالحروف مَبْدأ الكلام. ( ج ) مبادئ.و مبادئ العلم أو الفن أو الخلق أو الدّستور أو القانون: قواعدُهُ الأساسيَّة التي يقُوم عليها ولا يخرج عنها. ( مج ).المَبْدَأَةُ: المبدأ.
مختار الصحاح
ب د أ : بَدأ به وابتدأ و بدأَهُ فعله ابتداء و بَدَأَ الله الخلق و أَبدأَهُم بمعنى وباب الثلاثة قطع و البَدِيءُ بوزن البديع البئر التي حفرت في الإسلام وليست بعادية وفي الحديث { حريم البئر البديء خمس وعشرون ذراعا }
الصحاح في اللغة
بدأتُ الشيء بَدْءاً: ابتدأت به، وبدأت الشيء: فعلته ابتداءً. وبدأ الله الخلق وأبدأهم، بمعنىً. وتقول: فعل ذلك عَوْداً وبَدْءاً، وفي عوده وبدئه، وفي عودته وبَدْأته. ويقال: رَجَعَ عَوْدُه على بَدْئه، إذا رجع في الطريق الذي جاء منه. وفلان ما يُبْدِئ وما يعيد، أي ما يتكلم ببادئة ولا عائدة. والبدء: السيد الأول في السيادة، والثِّنيان: الذي يليه في السُّؤْدُد. قال الشاعر: ثُنياننا إن أتاهم كان بدأَهمُ   وبَدؤهم إن أتانا كان ثِنيانا والبَدء والبَدأة: النصيب من الجَزُور والجمع أبداء وبُدُوء، قال طَرَفة بن العبد: وهمُ أيسار لـقـمـانَ إذا   أغْلَتِ الشَّتْوَةُ أبداءَ الجُزرْ والبَدِئُ: الأمر البديع. وقد أَبْدأَ الرجُلُ إذا جاء به. قال عَبِيد: فلا بدئ ولا عجيب والبدْء والبديءُ: البئر التي حُفِرت في الإسلام وليست بعادِيَّة. وفي الحديث: "حريم البئر البديءِ خمس وعشرون ذراعاً". والبدء والبديءُ أيضاً: الأول. ومنه قولهم: أفعله بادي بدْء على فَعْل. وبادي بديءٍ على فعيل  أي أول شيء. ويقال أيضاً: فعله بَدْأةَ ذي بَدْء، وبَدْأةَ ذي بَدْأة، أي أول أول. وقولهم: لك البدء والبَدْأة والبَدأة أيضاً بالمد: أي لك أن تبدأ قبل غيرك في الرمي أو غيره. وقد بُدِئَ الرجل يُبدأ بدءاً فهو مبدوء، إذا أخذه الجُدَريّ أو الحصْبة. قال الكميت: فكأنما بُدِئت ظواهر جِـلـدِه   مما يصافح من لهيب سُهامِها
تاج العروس

بَدَأَ به كمَنَعَ يَبْدَأُ بَدْءاً : ابتَدَأَ هما بمعنى واحد . وبَدَأَ الشَّيءَ : فَعَلَه ابتِداءً أَي قدَّمه في الفعل كأَبْدَأَهُ رُباعيًّا وابتَدَأَهُ كذلك وبَدَأَ من أَرضِهِ لأُخْرى : خَرَجَ . وبَدَأَ اللهُ الخَلْقَ : خَلَقَهُمْ وأوجَدَهُمْ وفي التَّنزيل : " اللهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ " كأَبْدَأَهُمْ وأَبْدَأَ من أَرضٍ فيهما أَي في الفعلين قالَ أَبو زيد : أَبْدَأْتُ من أَرضٍ إلى أُخرى إذا خرجْتُ منها . قلت : واسمه تعالى المُبْدِئُ . في النهاية : هو الذي أَنْشَأَ الأَشياءَ واختَرَعَها ابتداءً من غيرِ سابقِ مِثالٍ . ويقال : لك البَدْءُ والبَدْأَةُ والبَدَاءةُ الأَخير بالمدِّ والثَّلاثةُ بالفتح على الأَصل ويُضَمَّانِ أَي الثاني والثالث وحكى الأَصمَعِيّ الضمَّ أيضاً في الأَول واستدرك المُطرزيّ : البَداءة ككِتابَةٍ وكقُلامَةٍ أَورده ابن بِرّيٍّ والبَداهَةُ على البَدَلِ وزاد أَبو زيد : بُدَّاءة كتُفَّاحة وزاد ابنُ منظور : البِدَاءة بالكسر مهموزاً وأمَّا البِدايَةُ بالكسر والتحتيَّة بدلَ الهمزة . فقال المطرزيُّ : لغةٌ عامِّيَّةٌ وعدَّها ابن بِرِّيٍّ من الأَغلاط ولكن قالَ ابنُ القَطَّاع : هي لغةٌ أنصاريَّة بَدَأْتُ بالشيءِ وبَدِيتُ به : قَدَّمته وأَنشدَ قولَ ابنِ رَوَاحَة :

" باسمِ اللهِ وبِهِ بَدِينَا

" ولو عَبَدْنا غَيْرَهُ شَقِينَاويأْتي للمصنف بديت في المعتل ولك البَديئَةُ كسفينة أَي لك أن تَبْدَأْ قبلَ غيرِكَ في الرَّمْيِ وغيره . والبَديئَةُ : البديهَةُ وهو أَوَّل ما يَفْجَؤُكَ وفلان ذو بَدْأَة جيِّدة أَي بديهة حسنة يُورِد الأَشياءَ بسابقِ ذِهنه . وجمع البَدِيئة البَدَايَا كبريئة وبَرايا حكاهُ بعض اللغويِّين . والبَدْءُ والبَدِئُ : الأوَّلُ ومنه قولهم : افْعَلْهُ بَدْءاً وأوَّلَ بَدْءٍ عن ثعلب وبادِيَ بدْءٍ على فَعْلٍ وبادِيَ بفتح الياء فيهما بَدِيٍّ كغني الثلاثة من المُضافات وبادِي بسكون الياء كياء مَعْدِيكَرِب وهو اسم فاعلٍ من بَدِيَ كبَقِيَ لغةٌ أَنصاريَّة كما تقدم بَدْأَةَ بالبناء على الفتح وبدْأَةَ ذِي بَدْءٍ وبَدَأَةَ بالمدّ ذِي بَدي على فعل وبادِيَ بفتح الياء بَدِئٍ ككتف وبَدِئَ ذي بَدِئٍ كأَمير فيهما وبادِئَ بفتح الهمزة بَدْءٍ على فَعْلٍ وبادِئَ بفتح الهمزة وفي بعض النسخ بسكون الياء بَدَاءٍ كسَماءٍ وبَدَا بَدْءٍ وبَدْأَةً بَدَأَةً بالبناء على الفتح وبادِي بسكون الياء في موضع النصب هكذا يتكلَّمون به بَدٍ كَشَجٍ وبادِي بسكون الياء بَدَاءٍ كسماءٍ وجمْعُ بَدٍ مع بَادِي تأْكيدٌ كجمعه مع بَدَا وهكذا باقي المُركبَّات البِنائيَّة وما عداها من المُضافاتِ والنُّسخُ في هذا الموضع مع اختلافٍ شديدٍ ومُصادَمة بعضُها مع بعضٍ فليكن الناظِرُ على حَذرٍ منها وعلى ما ذَكرناهُ من الضَّبْطِ الاعتمادُ إن شاء الله تعالى أَي أَوَّلَ شيءٍ كذا في نُسخةٍ صحيحةٍ وفي اللسان : أَي أوَّلَ أوَّلَ وفي نُسخةٍ أُخرى : أَي أَوَّل وفي نسخة أُخرى : أَي أوَّلَ كلِّ شيءٍ وهذا صَريح في نَصبِه على الظرفيَّة ومُخالِفٌ لما قالوه : إنَّه منصوبٌ على الحالِ من المفعولِ أَي مَبْدوءاً به قبل كلِّ شيءٍ قالَ شيخنا : ويصحُّ جعلهُ حالاً من الفاعلِ أيضاً أَي افعَلْهُ حالةَ كونِك بادِئاً أَي مُبتدِئاً . ويقال رَجَعَ . يحتمل أن يكون متعدِّياً فيكون عَوْدَه منصوباً على بَدْئِه وكذا عوداً على بَدْءٍ . وفَعلَه في عَوْدِه وبَدْئِه أَي رَجع في الطَّريق الذي جاءَ منه . وفي الحديث : " أنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم نَفَلَ في البَدْأَةِ الرُّبُع وفي الرَّجعَةِ الثُّلُث " أَرادَ بالبَدْأَةِ ابتداءَ سَفَرِ الغَزْوِ وبالرَّجْعَةِ القُفولَ منه . وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه : لقد سمِعْتُه بقول : " ليَضْرِبنَّكُمْ على الدِّينِ عَوْداً كما ضَرَبْتُموهُمْ عليه بَدْءاً " أَي أَوَّلاً يعني العَجَم والمَوالِيَ . وفلان ما يُبدِئُ وما يُعِيد أَي ما يتكلَّم ببادِئَةٍ ولا عائِدَةٍ . وفي الأَساس أَي لا حيلةَ له وبادِئَةُ الكلام : ما يورِدُهُ ابْتِداءً وعائِدتُه : ما يَعود عليه فيما بعدُ . وقال الزجَّاج في قوله تعالى : " وما يُبْدِئُ الباطِلُ وما يُعيدُ " ما في موضِعِ نصب أَيْ أَيَّ شيء يُبْدِئُ الباطلُ وأيَّ شيء يُعيدُ . والبَدْءُ : السَّيِّدُ الأوَّلُ في السِّيادة والثُّنْيانُ : الذي يليه في السُّؤددِ قالَ أَوس بن مَغْراءَ السَّعْدِيُّ :

ثُنْيانُها إنْ أَتاهُمْ كانَ بَدْأَهُمْ ... وبَدْؤُهُمْ إنْ أَتانا كانَ ثُنْيانا والبَدْءُ : الشابُّ العاقلُ المُستجادُ الرأْيِ والبَدْءُ : المَفْصِلُ والعَظْمُ بما عليه من اللحم وقيل : هو النَّصيبُ أو خَيْرُ نَصيبٍ من الجَزور كالبَدْأَةِ هكذا بالهمز على الصواب يقال : أَهْدى له بَدْأَةَ الجَزورِ أَي خيرَ الأَنصباءِ وقال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب :

فمَنَحْتُ بَدْأَتَها رَقيباً جانِحاً ... والنَّارُ تلفَحُ وَجْهَها بِأَوَارِها والبَدُّ والبِدُّ والبُدَّةُ والبِدَّةُ والبِدادُ كالبَدْءِ ويأتي هؤلاء الخمسةُ في حرف الدال إن شاء الله تعالى أَبْداءٌ كجَفْنٍ وأَجْفانٍ على غير قياسٍ وبُدوءٌ كفُلوسٍ وجُفونٍ على القياس ولكن لمَّا كانَ استعمالُ الأوَّلِ أَكثرَ قدَّمه : وقال طَرَفَةُ بنُ العَبْد :

وهُمُ أَيْسارُ لُقْمانَ إذا ... أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أَبْداءَ الجُزُرْوهي عشرة : وَرِكاها وفَخِذاها وساقاها وكَتِفاها وعَضُداها وهما أَلأَمُ الجَزورِ لكَثرةِ العروقِ . والبَدِيءُ كالبَديع : المخلوقُ فَعيلٌ بمعنى مَفعول والبَديءُ : العجيب والأَمرُ المُبْدَعُ وفي نسخة : البَديع أَي الغَريب لكونه لم يكن على مِثالٍ سابقٍ قالَ عَبِيدُ بنُ الأَبرص :

" فَلا بَدِيءٌ ولا عَجيبٌ وقال غيره :

عَجِبَتْ جارَتي لِشَيْبٍ عَلانِي ... عَمْرَكِ اللهَ هل رَأَيْتِ بَديئَا وقد أَبْدَأَ الرجلُ إذا أَتى به . والبَديءُ والبَدْءُ : البِئرُ الإِسلامِيَّةُ هي التي حُفِرت في الإِسلام حديثةً ليست بعادِيَّة وتُرِكَ فيها الهمزُ في أَكثرِ كلامهم وذلك أن يَحْفِرَ بئراً في الأَرض المَواتِ التي لا رَبَّ لها . وفي حديث ابن المُسَيِّب : في حَريمِ البَديءِ خمسةٌ وعشرون ذِراعاً والقَليب : البِئرُ العاديَّةُ القَديمة التي لا يُعْلَم لها ربٌّ ولا حافِرٌ . وقال أَبو عبيدة : يقال للرَّكِيَّة : بَديءٌ وبَديعٌ إذا حفرتَها أنتَ فإن أَصبْتَها قد حُفِرت قبلَكَ فهي خَفِيَّة قالَ : وزَمْزَمُ خَفِيَّةٌ لأَنَّها لإسماعيلَ عليه السلامُ فانْدَفَنَتْ وأَنشد :

" فَصَبَّحَتْ قبلَ أَذانِ الفُرْقَانْ

" تَعْصِبُ أَعْقارَ حِياضِ البُودانْ قالَ : البُودانُ : القُلْبانُ وهي الرَّكايا واحدُها بَديءٌ قالَ : وهذا مَقْلوبٌ والأَصل البُدْيانُ . والبَدِئُ : السَّيِّدُ الأوَّلُ كما هو ظاهِرُ العِبارة وفي بعض النسخ : كالبَدْأَةِ بالهاء . وبُدِئَ الرجلُ بالضمِّ أَي بالبناء للمجهول بَدْءاً : جُدِرَ أَصابه الجُدَرِيُّ أَو حُصِبَ بالحَصْبَة وهي كالجُدَرِيِّ . قال الكُمَيْت :

فكأَنَّما بُدِئَتْ ظَواهِرُ جِلْدِهِ ... ممَّا يُصافِحُ من لَهيبِ سُهامِهاكذا أنشده الجوهريّ له وقال الصاغانيُّ : وليس للكُميت على هذا الرّوِيِّ شيءٌ . وقال اللَّحيانيُّ : بُدِئَ الرجلُ يُبْدَأُ بَدْءاً : خرجَ به بَثْرٌ شبهُ الجُدَرِيِّ . ورجلٌ مَبْدوءٌ : خَرج به ذلك وفي حديث عائشة رضي الله عنها : " في اليومِ الذي بُدِئَ فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم " قال ابن الأَثير : يقال : متى بُدِئَ فلانٌ ؟ أَي متى مَرِض يُسْأَلُ يبه عن الحَيِّ والمَيتِ . وبَدَّاءٌ ككَتَّانٍ : اسمُ جماعةٍ منهم بدَّاء بنُ الحارث بن مُعاوية من بني ثَوْرٍ قبيلةٍ من كِنْدة . وفي بَجيلةَ بَدَّاءُ بنُ فِتْيانِ بن ثَعْلَبَة بن مُعاوية بن زيد بن الغَوْثِ وفي مُرادٍ بَدَّاءُ بن عامرِ بن عَوْثَبانَ بن زاهرِ بن مُرادٍ قاله ابنُ حبيب وقال ابنُ السيرافيِّ : بَدَّاءٌ فَعَّالٌ من البَدْءِ مَصروفٌ . والبُدْأَةُ بالضمِّ : نَبْتٌ . قال أَبو حنيفة : هي هَنَةٌ سوداءٌ كأَنَّها كَمْءٌ ولا يُنْتَفَعُ بها . وحكى اللّحيانيُّ قولَهم في الحكاية : كانَ ذلك الأَمرُ في بَدْأَتِنا مُثَلَّثَةُ الباءِ فتحاً وضمًّا وكسراً مع القَصْرِ والمدِّ وفي بَدَأَتِنا محرَّكَةً قال الأَزهريُّ : ولا أدري كيف ذلك وفي مُبْدَئِنا بالضم ومَبْدَئِنا بالفتح ومَبْداتِنا بالفتح من غير همزة كذا هو في نُسختنا وفي بعضٍ بالهمز أَي في أوَّل حالِنا ونَشْأَتِنا كذا في كتاب الباهِرِ لابنِ عُدَيْسٍ وقد حكاه اللَّحيانيُّ في النوادِر . وممَّا يستدرك عليه : بادِئُ الرَأْيِ : أَوَّله وابتداؤُه وعند أهلِ التحقيقِ من الأَوائل : ما أُدْرِكَ قبلَ إمعان النَّظرِ يقال فعلته في بادِئِ الرأيِ . وقال اللّحيانيّ : أنتَ بادِئَ الرأيِ ومُبْتَدَأَهُ تُريد ظُلْمَنا . وروي أيضاً بغيرِ همزٍ وسيأتي في المعتلّ . وقرأَ أَبو عمرٍو : وحْدَه بادِئَ الرَّأيِ بالهمز وسائرُ القُرَّاء بغيرها وإليه ذهب الفَرَّاءُ وابنُ الأَنباريّ يريد قراءةَ أبي عمرٍو وسيأتي بعض تفصيله في المعتلّ إن شاء الله تعالى . وأَبَدَأَ الرجلُ كناية عن النَّجْوِ والاسم البَدَاءُ ممدودٌ . وأَبْدَأَ الصبيُّ : خرجت أَسنانُه بعدَ سُقوطِها . والابتداءُ في العَروض : اسمٌ لكلِّ جزءٍ يَعتلُّ في أوَّل البيت بعلَّةٍ لا يكون في شيءٍ من حَشْوِ البيتِ كالخَرْم في الطَّويل والوافرِ والهَزَجِ والمُتقارِب فإن هذه كلَّها يُسمَّى كلُّ واحدٍ من أجزائها إذا اعتلَّ : ابتداءً وذلك لأنَّ فَعولن تُحذف منه الفاءُ في الابتداءِ ولا تُحذف الفاء من فَعولن في حَشْوِ البيتِ البتَّةَ وكذلك أوَّلُ مُفاعلتن وأَوَّل مَفاعيلن يُحذفان في أوَّل البيتِ ولا يُسمَّى مُستفعلن من البَسيط وما أشبهه ممَّا علَّتُه كعلَّةِ أجزاءِ حَشْوه ابتداءً وزعم الأَخفشُ أنَّ الخليلَ جعلَ فاعِلاتُنْ في أَوَّل المَديدِ ابتداءً . قال : ولم يدرِ الأَخفش لم جَعَل فاعلاتن ابتداءً وهي تكون فَعِلاتن وفاعلاتن كما تكون أَجزاءُ الحَشْوِ وذهب على الأَخفش أنَّ الخليل جعل فاعِلاتن ليستْ كالحشوِ لأنَّ أَلفها تَسقط أبداً بلا معاقبةٍ وكلُّ ما جازَ في جُزئه الأوَّلِ ما لا يَجوزُ في حَشْوِهِ فاسمُهُ الابتداءُ وإنَّما سُمِّيَ ما وقع في الجزءِ ابتداءً لابتدائك بالإعلال كذا في اللسان

لسان العرب
في أَسماءِ اللّهِ عزَّ وجل المُبْدئ هو الذي أَنْشَأَ الأَشياءَ واخْتَرَعَها ابْتِداءً من غيرِ سابقِ مثال والبَدْء فِعْلُ الشيءِ أَوَّلُ بَدأَ بهِ وبَدَأَهُ يَبْدَؤُهُ بَدْءاً وأَبْدَأَهُ وابْتَدَأَهُ ويقالُ لكَ البَدْءُ والبَدْأَةُ والبُدْأَةُ والبَدِيئةُ [ ص 27 ] والبَداءة والبُداءة بالمدِّ والبَدَاهةُ على البدلِ أَي لكَ أَنْ تَبْدَأَ قبل غيرك في الرَّمْي وغيرهِ وحكى اللحياني كان ذلكَ في بَدْأَتِنا وبِدْأَتِنا بالقصرِ والمدِّ ( 1 ) ( 1 قوله « وحكى اللحياني كان ذلك في بدأتنا إلخ » عبارة القاموس وشرحه « و » حكي الليحاني قولهم في الحكاية « كان ذلك » الأمر « في بدأتنا مثلثة الباء » فتحاً وضماً وكسراً مع القصر والمدّ « وفي بدأتنا محركة » قال الأزهري ولا أَدري كيف ذلك « وفي مبدانا » بالضم « ومبدئنا » بالفتح « مبدأتنا » بالفتح ) قال ولا أَدري كيف ذلكَ وفي مَبْدَأَتِنا عنهُ أَيضاً وقد أَبْدَأْنا وبَدأْنا كل ذلك عنه والبَدِيئةُ والبَداءة والبَداهةُ أَوّلُ ما يَفْجَؤُكَ الهاء فيهِ بدل من الهمز وبَدِيتُ بالشيءِ قَدَّمتُهُ أَنْصاريّةٌ وبَدِيتُ بالشيءِ وبَدأْتُ ابْتَدَأْتُ وأَبْدَأْتُ بالأَمْرِ بَدْءاً ابْتَدأْتُ به وبَدأْتُ الشيءَ فَعَلْتُهُ ابْتِداءً وفي الحديثِ الخَيْلُ مُبَدَّأَةٌ يومَ الوِرْدِ أَي يُبْدَأُ بها في السَّقْيِ قبلَ الإِبِلِ والغَنَمِ وقد تحذفُ الهمزة فتصيرُ أَلفاً ساكنةً والبَدْءُ والبَدِيءُ الأَوَّلُ ومنهُ قولهم افْعَلْهُ بادِيَ بَدْءٍ على فَعْلٍ وبادِي بَدِيءٍ على فَعِيلٍ أَي أَوَّلَ شيءٍ والياءُ من بادِي ساكِنةٌ في موضعِ النصبِ هكذا يتكلمونَ بهِ قال وربما تركوا همزه لكثرةِ الاستعمالِ على ما نذكرهُ في باب المعتل وبادِئُ الرأْيِ أَوَّلُهُ وابْتِداؤُهُ وعند أَهلِ التحقيقِ من الأَوائِلِ ما أُدْرِكَ قبلَ إِنْعامِ النَّظرِ يُقال فَعَلَه في بادئٍ الرأيِ وقال اللحياني أَنتَ بادئَ الرَأْي ومُبْتَدَأَهُ تُرِيدُ ظُلْمنا أَي أَنتَ في أَوَّلِ الرَّأْيِ تُريدُ ظُلْمنا وروي أَيضاً أَنتَ باديَ الرأْي تُرِيدُ ظُلمنا بغير همز ومعناهُ أَنتَ فيما بَدا من الرأْي وظَهَرَ أَي أَنتَ في ظاهر الرأْي فان كان هكذا فليس من هذا الباب وفي التنزيل العزيز « وما نَراك اتَّبعكَ إِلاَّ الذينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ » وبادئَ الرَّأْيِ قرأَ أَبو عمرو وحده بادئَ الرأْيِ بالهمز وسائرُ القرّاءِ قرؤُوا بادِيَ بغير همز وقال الفَرّاءُ لا تهمزوا باديَ الرأْيِ لأَنَّ المعنى فيما يظهرُ لنا ويبدو قال ولو أَرادَ ابْتِداءَ الرأْيِ فهَمزَ كان صواباً وسنذكره أَيضاً في بدا ومعنى قراءة أَبي عمرو باديَ الرأْيِ أَي أَوَّلَ الرأْيِ أَي اتَّبَعُوكَ ابْتِداءَ الرَأْي حين ابْتَدؤوا ينظرونَ وإِذا فَكَّرُوا لم يَتَّبِعُوكَ وقالَ ابنُ الأَنباري بادئَ بالهمزِ من بَدَأَ إِذا ابْتَدَأَ قال وانْتِصابُ مَنْ هَمزَ ولم يَهْمِزْ بالاتِّباع على مَذهَب المَصدرِ أَي اتَّبَعوكَ اتِّباعاً ظاهراً أَو اتِّباعاً مُبْتَدأً قال ويجوز اَن يكون المعنى ما نَراك اتَّبَعَكَ إِلاَّ الذين هم أَراذِلُنا في ظاهرِ ما نَرى منهم وطَوِيَّاتُهم على خِلافِك وعَلى مُوافَقَتنَا وهو منْ بَدا يَبْدُو إِذا ظَهَر وفي حديثِ الغُلامِ الذي قتله الخَضِرُ فانْطَلقَ إِلى أَحَدِهم بادئَ الرَّأْيِ فَقَتَله قال ابنُ الأَثير أَي في أَوَّلِ رأْيٍ رآهُ وابتدائِه ويجوز أَن يكون غير مهموز من البُدُوِّ الظُّهور أَي في ظاهرِ الرَّأْيِ والنَّظَرِ قالوا افْعَلْهُ بَدءاً وأَوَّلَ بَدْءٍ عن ثعلبٍ وبادِيَ بَدْءٍ وباديَ بَدِيٍّ لا يهمزُ قال وهذا نادرٌ لأَنهُ ليس على التخفيفِ القياسيِّ ولو كان كذلك لما ذكر ههنا وقال اللحياني أَما بادِئَ بَدْءٍ فإِنِّي أَحْمَدُ اللّهَ وبادِي بَدأَةَ وبادئَ بداءٍ وبدا بَدْءٍ وبَدْأَةَ بَدْأَةَ وباديَ بَدوٍ وبادِي بَداءٍ أَي أَمَّا بَدْءَ الرأْيِ فاني أَحْمَدُ اللّهَ ورأَيتُ في بعضِ أُصول الصحاحِ يقالُ افْعَلْه بَدْأَةَ ذي بَدْءٍ وبَدأَةَ ذِي بَدْأَةَ وبَدْأَةَ ذي بَدِيءٍ وبَدْأَةَ بَديءٍ وبَديءَ بَدْءٍ على فَعْل وبادِئَ بَدِيءٍ على فَعِيلٍ وبادِئَ بَدِئٍ على فَعِلٍ وبَديءَ ذي بَديءٍ أَي [ ص 28 ] أَوَّلَ أَوَّلَ وبدأَ في الأَمرِ وعادَ وأَبْدأَ وأَعادَ وقوله تعالى وما يُبْدئُ الباطِلُ وما يُعِيدُ قال الزجاج ما في موضع نصب أَيْ أَيَّ شيءٍ يُبْدِئُ الباطلُ وأَيَّ شيءٍ يُعِيدُ وتكونُ ما نَفْياً والباطلُ هنا إِبْليِسُ أَي وما يَخْلُقُ إِبلِيسُ ولا يَبْعَثُ واللّهُ جلَّ وعزَّ هو الخالقُ والباعثُ وفَعَلَه عَوْدَه على بَدْئِه وفي عَوْدِه وبَدْئِه وفي عَوْدَتِه وبَدأَته وتقول افْعَلْ ذلكَ عَوْداً وبَدْءاً ويقال رجَعَ عَوْدَه على بَدْئِه إِذا رجع في الطريق الذي جَاءَ منه وفي الحديث أَنَّ النبيَّ صلى اللّهُ عليْهِ وسَلَّم نَفَّلَ في البَدْأَةِ الرُّبُعَ وفي الرَّجْعَةِ الثُلثَ أَرادَ بالبَدْأَةِ ابتِداءَ سَفَرِ الغَزْوِ وبالرَّجْعةِ القُفُولَ منهُ والمعْنى كانَ إِذا نَهَضَتْ سَرِيَّةٌ مِنْ جُملةِ العسكر المُقْبِل على العَدُوّ فأَوْقَعَتْ بطائِفةٍ مِنَ العَدُوّ فما غَنِمُوا كانَ لهمْ الرُّبُع ويَشْرَكُهُمْ سائِرُ العَسكر في ثلاثةِ أَرباعِ ما غَنِموا وإِذا فَعَلَتْ ذلك عِنْدَ عَوْدِ العسكرِ كانَ لهمْ من جميع ما غَنِمُوا الثُّلث لأَنَّ الكَرَّةَ الثانِيَةَ أَشَقُّ عليهم والخَطَر فيها أَعْظَمُ وذلك لقُوّة الظهر عند دُخولهم وضَعْفِه عند خُروجهم وهمْ في الأَوّلِ أَنْشَطُ وأَشْهى للسَّيْرِ والإِمْعانِ في بِلادِ العَدُوّ وهمْ عِنْدَ القُفُولِ أَضْعَفُ وأَفْترُ وأَشْهَى للرُّجوعِ إِلى أَوْطانهمْ فزادَهمْ لِذلك وفي حديث عَلِيٍّ واللّهِ لقد سَمِعْتُه يقول لَيَضْرِبُنَّكُم على الدِّين عَوْداً كما ضَرَبْتُموهم عليه بَدْءاً أَي أَوّلاً يعني العَجَمَ والمَوالي وفي حَديثِ الحُدَيْبِيةِ يكونُ لهم بَدءُ الفُجُورِ وثناهُ أَي أَوّلُه وآخِرُه ويُقالُ فلان ما يُبدِئُ وما يُعِيدُ أَي ما يَتَكَلَّمُ ببادئَةٍ ولا عائِدَةٍ وفي الحديثِ مَنَعَتِ العِراقُ دِرْهَمها وقَفِيزَها ومَنَعَتِ الشامُ مُدْيَها ودِينارَها ومنعت مِصْرُ إِرْدَبَّها وعُدْتم مِن حيثُ بَدَأْتُمْ قالَ ابنُ الأَثيرِ هذا الحديثُ من مُعْجِزات سيدِنا رسولْ اللّهِ صلى اللّهُ تعالى عليهِ وسلم لأَنهُ أَخبر بما لم يكن وهو في عِلم اللّهِ كائن فَخرَج لفظُه على لفظ الماضِي ودَلَّ بهِ على رضاه من عُمَر بنِ الخطاب رضيَ اللّهُ عنه بما وَظَّفَه على الكَفَرةِ من الجِزْيةِ في الامصار وفي تفسير المنعِ قولان أَحدُهما أَنه علِم اَنهم سَيُسْلِمُون ويَسْقُطُ عنهم ما وُظِّفَ عليهم فصارُوا له بِإسلامهم مانعين ويدل عليه قوله وعُدْتُم مِن حيثُ بَدَأْتم لأَنَّ بَدْأَهم في عِلْم اللّهِ أَنهم سَيُسلِمُون فَعَادُوا مِن حَيْثُ بَدَؤُوا والثاني أَنهم يَخرُجونَ عن الطّاعةِ ويَعْصون الإِمام فيَمْنَعون ما عليهم من الوَظائفِ والمُدْيُ مِكيالُ أَهلِ الشامِ والقَفِيزُ لأَهْلِ العِراقِ والإِرْدَبُّ لأَهْل مِصْرَ والابتداءُ في العَرُوض اسم لِكُلِّ جُزْءٍ يَعْتَلُّ في أَوّلِ البيتِ بِعلةٍ لا يكون في شيءٍ من حَشْوِ البيتِ كالخَرْم في الطَّوِيلِ والوافِرِ والهَزَجِ والمُتقارَب فإِنَّ هذه كلها يُسَمَّى كلُّ واحِدٍ من أَجْزائِها إِذا اعْتَلَّ ابتداءً وذلك لأنَّ فعولن تُحذف منهُ الفاءُ في الابتداءِ ولا تحذف الفاء من فعولن في حَشْوِ البيت البتةَ وكذلك أَوّل مُفاعلتن وأَوّل مَفاعيلن يُحذفان في أَولِ البيت ولا يُسمى مُسْتَفْعِلُن في البسيطِ وما أَشبههُ مما علَّتُه كعلة أَجزاءِ حَشوهِ ابتداءً وزعم الأَخْفَشُ أَن الخليل جَعَلَ فاعلاتن في أَوّلِ المديدِ ابتداءً قال وَلم يدرِ الأَخْفَشُ لِمَ جَعَلَ فاعِلاتُن ابْتداءً وهي تكون فَعِلاتن وفاعِلاتن كما تكون أَجزاءُ الحَشْوِ وذهبَ على الأَخْفَشِ أَنَّ الخَليل جعلَ فاعِلاتُن هنا ليست كالحَشو لأَن أَلِفَها تسقُطُ أَبداً بِلا مُعاقبة وكُلُّ ما جاز في جُزْئهِ الأَوّلِ ما لا يجوز في حَشْوِهِ فاسمه الابتداءُ وإِنما سُمِّي ما وقع في الجزءِ ابتداءً لابتدائِكَ بِالإِعْلالِ وبَدَأَ اللّهُ الخَلْقَ بَدْءاً وأَبْدَأَهمْ بمعنى خَلَقَهم وفي [ ص 29 ] التنزيل العزيز اللّهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ وفيه كيفَ يُبْدِئُ اللّهُ الخَلْقَ وقال وهو الذي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثم يُعيدُه وقالَ إِنَّه هو يُبْدِئُ ويُعِيد فالأَوّل مِنَ البادِئِ والثاني منَ المُبْدِئِ وِكلاهُما صِفةٌ للّهِ جَلِيلَةٌ والبَدِيءُ المَخْلوقُ وبِئرٌ بَدِيءٌ كَبديع والجمْعُ بُدُؤٌ والبَدْءُ والبَدِيءُ البئر التي حُفِرت في الإِسلام حَدِيثةً وليست بعادِيَّةٍ وتُرِكَ فيها الهمزةُ في أَكثرِ كلامهم وذلك أَن يَحْفِر بئراً في الأَرْضِ المَواتِ التي لا رَبَّ لها وفي حديث ابن المسيَّب في حَرِيمِ البئرِ البَدِيءِ خَمسٌ وعِشْرونَ ذِراعاً يقول له خَمس وعشرون ذِراعاً حَوالَيْها حَرِيمُها ليسَ لأَحَدٍ أَن يَحْفِرَ في تلكَ الخمسِ والعشرينَ بئراً وإِنما شُبِّهت هذه البئرُ بالأَرضِ التي يُحْيِيها الرجُلُ فيكون مالِكاً لها قال والقَلِيبُ البئرُ العادِيَّةُ القَدِيمَةُ التي لا يُعلمُ لها رَبٌّ ولا حافِرٌ فليس لأَحدٍ أَن يَنْزِلَ على خمسينَ ذراعاً منها وذلك أَنها لعامَّة الناس فإِذا نزَلها نازِلٌ مَنَعَ غيره ومعنى النُّزولِ أَن لا يَتَّخِذها داراً ويُقِيم عليها وأَمّا أَن يكون عابِرَ سَبيلٍ فلا أَبو عبيدة يقال للرَّكِيَّةِ بَدِيءٌ وبَدِيعٌ إِذا حَفَرْتها أَنت فإِن أَصَبْتها قد حُفِرَتْ قبلَك فهي خَفِيَّةٌ وزَمْزَمُ خَفِيَّةٌ لأنها لإِسمعِيل فاندَفنت وأَنشَدَ فَصَبَّحَتْ قَبْلَ أَذانِ الفُرْقانْ ... تَعْصِبُ أَعْقارَ حِياض البُودانْ قال البُودانُ القُلْبانُ وهي الرَّكايا واحدها بَدِيءٌ قال الأَزهري وهذا مقلوبٌ والأَصلُ بُدْيانٌ فقَدَّمَ الياءً وجعَلَها واواً والفُرقانُ الصُّبْحُ والبَدِيءُ العَجَبُ وجاءَ بأَمرٍ بَدِيءٍ على فَعِيلٍ أَيْ عَجيبٍ وبَدِيءٌ مِن بَدَأْتُ والبَدِيءُ الأَمْرُ البَدِيعُ وأَبْدَأَ الرَّجُلُ إِذا جاءَ بهِ يُقال أَمرٌ بَدِيءٌ قالَ عَبِيدُ بنالأَبرَص فلا بَدِيءٌ ولا عَجِيبُ والبَدْءُ السيِّدُ وقِيلَ الشَّابُّ المُسْتَجادُ الرأْيِ المُسْتشَارُ والجَمْعُ بُدُوءٌ والبَدْءُ السَيِّدُ الأَوَّلُ في السِّيادةِ والثُنْيَانُ الذي يَليهِ في السُّؤْدد قالَ أَوْسُ بن مَغْراءَ السَّعْدِيّ ثُنْيانُنا إِنْ أَتاهُمْ كانَ بَدْأَهُمُ ... وبدْؤُهُمْ إنْ أَتانا كانَ ثُنْيانا والبَدْءُ المَفْصِلُ والبَدْءُ العَظْمُ بما عَليهِ مِنَ اللَّحمِ والبَدْءُ خَيرُ عَظْمٍ في الجَزُورِ وقيلَ خَيْرُ نَصِيبٍ في الجَزُور والجمْعُ أَبْدَاءٌ وبُدُوءٌ مِثلُ جَفْنٍ وأَجْفانٍ وجُفُونٍ قالَ طَرَفةُ بن العبد وهُمُ أَيْسارُ لُقْمانَ إِذا ... أَغْلَتِ الشَّتْوةُ أَبْداءَ الجُزُرْ ويُقالُ أَهْدَى لهُ بَدْأَةَ الجَزُورِأَيْ خَيْرَ الأَنصِباءِ وأَنشَدَ ابنُ السكيت على أَيِّ بَدْءٍ مَقْسَمُ اللّحْمِ يُجْعَلُ والأَبْداءُ المفَاصِلُ واحِدُها بَدًى مقصورٌ وهو أَيْضاً بَدءٌ مَهْمُوزٌ تقدِيرُهُ بَدْعٌ وأَبْدَاءُ الجَزُورِ عَشرَةٌ وَرِكاهَا وفَخِذَاهَا وساقاهَا وكَتِفَاهَا وعَضُداها وهُمَا أَلأَمُ الجَزُورِ لِكَثرَةِ العُرُوقِ والبُدْأَةُ النَّصِيبُ مِنْ أَنْصِباءِ الجَزُور قالَ النَّمِرُ ابن تَوْلَب فَمَنَحْتُ بُدْأَتَهَا رَقِيباً جانِحاً ... والنارُ تَلْفَحُ وَجْهَهُ بأُوَارِها [ ص 30 ] وروى ابنُ الأَعرابيِّ فمَنَحْتُ بُدَّتَها وهي النَّصيبُ وهوَ مَذْكورٌ في مَوْضِعِه وروَى ثعلب رفِيقاً جانِحاً ( 1 ) ( 1 قوله « جانحاً » كذا هو في النسخ بالنون وسيأتي في ب د د بالميم ) وفي الصِّحاحِ البَدْءُ والبَدْأَةُ النصِيبُ مِنَ الجَزورِ بفَتحِ الباءِ فيهما وهذا شِعْرُ النَّمِرِ بن تَوْلَبٍ بضمِّها كما ترَى وبُدِئَ الرَّجُلُ يُبْدَأُ بَدْءاً فهو مبْدُوءٌ جُدِرَ أَوْ حُصِبَ قال الكميتُ فكأَنَّما بُدِئَتْ ظواهِرُ جِلْدِهِ ... ممَّا يُصَافِحُ مِنْ لهِيبِ سُهَامِها ( 2 ) ( 2 قوله « سهامها » ضبط في التكملة بالفتح والضم ورمز له بلفظ معاً اشارة إِلى أن البيت مروي بهما ) وقال اللحياني بُدِئَ الرَّجُلُ يُبْدَأُ بَدْءاً خَرَجَ بهِ بَثْرٌ شِبْهُ الجُدَرِيِّ ثمَّ قال قالَ بعضهم هُو الجُدريُّ بعينه ورَجُلٌ مَبْدُوءٌ خرَج بهِ ذلِك وفي حديثِ عائِشة رضِي اللّه عنها أَنها قالتْ في اليومِ الذي بُدِئَ فيهِ رسولُ اللّه صلَّى اللّه عليهِ وسلَّم وَارَأْساه قالَ ابنُ الأَثير يُقالُ متى بُدِئَ فلانٌ أَي متى مَرِضَ قال ويُسأَلُ بهِ عن الحيِّ والمَيِّتِ وبَدَأَ من أَرضٍ إِلى أَرضٍ أُخرى وأَبْدأَ خرَجَ منها إِلى غيرها إِبْداءً وأَبْدأَ الرَّجلُ كِناية عن النَّجْو والاسمُ البَداءُ ممدودٌ وأَبْدَأَ الصبيُّ خَرَجت أَسْنانُهُ بعد سُقُوطِها والبُدْأَةُ هَنَةٌ سوداءُ كأَنها كَمْءٌ ولا يُنتَفَعُ بها حكاه أَبو حنيفة
الرائد
* بدأ يبدأ: بدءا وبدأة. 1-الشيء أو به: فعله قبل أن يفعل غيره. 2-بالشيء: قدمه. 3-الشيء: خلقه، أوجده. 4-الشيء: حدث. 5-من مكان إلى مكان: انتقل. 6-يفعل كذا: أخذ، جعل، انبرى.
الرائد
* بدأ تبدئة. 1-ه: جعله يبتدىء. 2-ه أو الشيء: فضله وقدمه.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: