وصف و معنى و تعريف كلمة المستبيحة:


المستبيحة: كلمة تتكون من تسع أحرف تبدأ بـ ألف (ا) و تنتهي بـ تاء المربوطة (ة) و تحتوي على ألف (ا) و لام (ل) و ميم (م) و سين (س) و تاء (ت) و باء (ب) و ياء (ي) و حاء (ح) و تاء المربوطة (ة) .




معنى و شرح المستبيحة في معاجم اللغة العربية:



المستبيحة

جذر [بيح]

  1. مُستَبِيح: (اسم)
    • مُستَبِيح : فاعل من اِستَباحَ
,
  1. أَصْلُ
    • ـ أَصْلُ : أسْفَلُ الشيءِ ، كاليأْصول ، ج : أُصولٌ وآصُلٌ .
      ـ أَصُلَ : صار ذا أصْلٍ ، أَو ثَبَتَ ورسَخَ أصْلُهُ ، كتَأَصَّلَ ،
      ـ أَصُلَ الرأيُ : جادَ .
      ـ أَصيلُ : الهَلاكُ والمَوْتُ ، كالأَصيلَةِ فيهما ، وبلد بالأَنْدَلُسِ ، ومَنْ له أصْلٌ ، والعاقِبُ الثابِتُ الرأيِ ، وقد أصُلَ ، والعَشِيُّ ، ج : أُصُلٌ وأُصْلانٌ وآصالٌ وأصائِلُ . وتَصْغيرُ أُصْلانٍ : أُصَيْلانٌ نادِرٌ ، ورُبما قيلَ : أُصَيْلالٌ .
      ـ آصَلَ : دَخَلَ فيه .
      ـ أخَذَهُ بأَصيلَتِهِ وأَصَلَتِهِ : كُلَّهُ بأصْلِهِ .
      ـ أُصَيْلُ ، ابنُ عبدِ اللهِ الهُذَلِيُّ أَو الغِفارِيُّ : صَحابيٌّ .
      ـ أَصَلَةُ : حَيَّةٌ صَغيرةٌ ، أَو عَظِيمةٌ تُهْلِكُ بِنَفْخِها ، ج : أصَلٌ .
      ـ أصِلَ الماءُ : أسِنَ من حَمْأَةٍ ،
      ـ أصِلَ اللَّحْمُ : تَغَيَّرَ .
      ـ أَصيلَتُكَ : جَميعُ مالِكَ ، أَو نَخْلَتُكَ .
      ـ أَصَلَهُ عِلْماً : قَتَلَهُ .
      ـ أَصَلَتْهُ الأَصَلَةُ : وثَبَتْ عليه .
      ـ أَصِلُ : المُسْتَأْصِلُ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. الْمُستَأنِسُ
    • الْمُستَأنِسُ : الحيوانُ الأَلِيفُ ، ذهبَتْ وَحْشِيَّتُه .

    المعجم: المعجم الوسيط

  3. نظرية المستثمر الأكثر غباء
    • شراء مستثمر لأسهم لاعتقاده أن بوسعه بيعها بسعر أعلى لمشترِ ( أكثر غباء ) ، وتعني بالانجليزية : bigger fool theory

    المعجم: مالية

  4. المستثمر الرئيسي
    • المموّل الرئيسي للشركة أو رئيس تجمّع المموّلين ، وتعني بالانجليزية : lead investor

    المعجم: مالية

  5. المستثمر الساذج
    • ( اصطلاح عامّي ) ، وتعني بالانجليزية : aunt Millie

    المعجم: مالية

  6. المستثمرون المحافظون
    • تتركز أولويات المستثمرين المحافظين في المحافظة على رؤوس أموالهم التي استثمروها . لذلك يتفادون المخاطر التي قد تؤدي للنيل منها . حتى لو كان ذلك على حساب رضاهم بعوائد معتدلة . وفي بعض الأحيان ، تكون هذه المنهجية المحافظة مناسبة . فعلى سبيل المثال ، لو كان لدى المستثمر التزامات مالية كبيرة في تجارته الخاصة ، أو أنه متقاعد ، أو مقبل على التقاعد في المستقبل القريب ، فمن غير الحكمة عندئذ أن يستثمر كثيراً من أصوله في أوراق مالية متذبذبة .

    المعجم: عربي عامة

  7. المستثمرون المخاطرون
    • يركِّز المستثمرون المخاطرون على الاستثمارات التي يمكن أن تحقق نمواً قوياً . ويقبل هذا النوع من المستثمرين مخاطر خسارة جزء من رؤوس أموالهم ، في مقابل توقعهم بتحقيق عوائد أكبر . وغالباً ما تشمل هذه الشريحة من مستثمرين في مقتبل العمر أمامهم سنين طويلة لاستثمار مدخراتهم إلى حين فترة التقاعد . كما تشمل المستثمرين من ذوي الأهداف الاستثمارية طويلة المدى . ويستثمر هؤلاء في الشركات التي تظهر إمكانات نمو كبيرة ، مثل الشركات حديثة التأسيس ، أو تلك التي تعمل في قطاعات رائدة . وبالرغم من أن هذا النوع من الشركات يحمل إمكانات نمو كبيرة إلا أنه في الوقت نفسه يتعرض لذبذبات حادة ، وعادة ما تحقق أسعار هذه الشركات ارتفاعاً بوتيرة أكبر وانخفاضاً بوتيرة أقل مقارنة بمتوسط التغير في أسعار الشركات المدرجة في السوق المالية .

    المعجم: عربي عامة

  8. المستثمرون الأفراد
    • جمهور المستثمرين – ورقة مالية متاحة للبيع أو الشراء للمستثمرين الأفراد . ، وتعني بالانجليزية : public

    المعجم: مالية



  9. المستثمرون المتردّدون
    • المستثمرون الذين يمتنعون عن الاستثمار بسبب عدم التيقّن في السوق ، وتعني بالانجليزية : on the sidelines

    المعجم: مالية

  10. سبه
    • " السَّبَهُ : ذهاب العقل من الهَرَم .
      ورجل مَسْبُوه ومُسَبَّهٌ وسَباهٍ : مُدَلَّهٌ ذاهبُ العقل ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي : ومُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالَة أُمّه سَباهِي الفُؤادِ ما يَعيش بمعْقُولِ هالَةُ هنا : الشمسُ .
      ومُنْتَخَبٌ : حَذِرٌ كأَنه لذَكاء قلبه فَزِِعٌ ، ‏

      ويروى : ‏ كأَنَّ هالَة أُمُّهُ أَي هو رافع رأْسه صُعُداً كأَنه يطلب الشمس ، فكأَنها أُمه .
      ورجل مَسْبُوهُ الفُؤاد : مثل مُدَلَّه العَقْلِ ، وهو المُسَبَّهُ أَيضاً ؛ قال رؤبة :، قالتْ أُبَيْلى لي ولم أُسَبَّهِ : ما السِّنُّ إلا غَفْلَةُ المُدَلَّهِ أُبَيْلى : اسم امرأَة .
      قال المفضل : السُّباهُ سكنة تأْخذ الإنسانَ يذهب منها عقلُه ، وهو مَسْبُوهٌ .
      وقال كراع : السُّباهُ ، بضم السين ، الذاهبُ العقل ، وهو أَيضاً الذي كأَنه مجنون من نَشاطه .
      قال ابن سيده : والظاهر من هذا أَنه غلط ، إنما السُّباهُ ذهاب العقل أَو نشاط الذي كأَنه مجنون .
      اللحياني : رجل مِسَبَّهُ العقل ومُسَمَّهُ العقل أَي ذاهب العقل .
      ورجل سَباهِيُّ العَقْل إذا كان ضعيف العقل .
      ورجل سَبِهٌ وسَباهٌ وسَباهٍ وسباهِيَةٌ : متكبر .
      "

    المعجم: لسان العرب

  11. بدد
    • " التبديد : التفريق ؛ يقال : شَملٌ مُبَدَّد .
      وبَدَّد الشيءَ فتَبَدَّدَ : فرّقه فتفرّق .
      وتبدّد القوم إِذا تفرّقوا .
      وتبدّد الشيءُ : تفرّق .
      وبَدَّه يَبُدُّه بدّاً : فرّقه .
      وجاءَت الخيل بَدادِ أَي متفرقة متبدّدة ؛ قال حسان بن ثابت ، وكان عيينة بن حصن بن حذيفة أَغار على سَرْح المدينة فركب في طلبه ناس من الأَنصار ، منهم أَبو قتادة الأَنصاريّ والمقداد بن الأَسود الكِندي حليف بني زهرة ، فردّوا السرح ، وقتل رجل من بني فزارة يقال له الحَكَمُ بن أُم قِرْفَةَ جد عبدالله بن مَسعَدَةَ ؛ فقال حسان : هلْ سَرَّ أَولادَ اللقِيطةِ أَننا سِلمٌ ، غَداةَ فوارِسِ المِقدادِ ؟ كنا ثمانيةً ، وكانوا جَحْفَلاً لَجِباً ، فَشُلُّوا بالرماحِ بَدادِ أَي متبدّدين .
      وذهب القوم بَدادِ بَدادِ أَي واحداً واحداً ، مبني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر ، وهو البَدَدُ .
      قال عوف بن الخَرِع التيميّ ، واسم الخرع عطية ، يخاطب لَقيطَ بن زُرارةَ وكان بنو عامر أَسروا معبداً أَخا لقيط وطلبوا منه الفداء بأَلف بعير ، فأَبى لقيط أَن يفديه وكان لقيط قد هجا تيماً وعدياً ؛ فقال عوف بن عطية التيميّ يعيره بموت أَخيه معبد في الأَسر : هلاَّ فوارسَ رَحْرَحانَ هجوتَهُمْ عَشْراً ، تَناوَحُ في شَرارةِ وادي أَي لهم مَنْظَر وليس لهم مَخْبَر .
      أَلاّ كرَرتَ على ابن أُمِّك مَعْبَدٍ ، والعامريُّ يقودُه بِصِفاد وذكرتَ من لبنِ المُحَلّق شربةً ، والخيلُ تغدو في الصعيد بَدادِ وتفرَّق القوم بَدادِ أَي متبددة ؛

      وأَنشد أَيضاً : فَشُلُّوا بالرِّماحِ بَداد ؟

      ‏ قال الجوهري : وإِنما بني للعدل والتأْنيث والصفة فلما منع بعلتين من الصرف بني بثلاث لأَنه ليس بعد المنع من الصرف إِلا منع الإِعراب ؛ وحكى اللحياني : جاءت الخيل بَدادِ بَدَادِ يا هذا ، وبَدادَ بَدادَ ، وبَدَدَ بَدَدَ كخمسة عشر ، وبَدَداً بَدَداً على المصدر ، وتَفرَّقوا بَدَداً .
      وفي الدعاء : اللهم أَحصهم عدداً واقتلهم بَدَداً ؛ قال ابن الأَثير : يروى بكسر الباء ، جمع بِدَّة وهي الحصة والنصيب ، أَي اقتلهم حصصاً مقسمة لكل واحد حصته ونصيبه ، ويروى بالفتح ، أَي متفرقين في القتل واحداً بعد واحد من التبديد .
      وفي حديث خالد بن سنان : أَنه انتهى إِلى النار وعليه مِدرَعَةُ صوف فجعل يفرّقها بعصاه ويقول : بَدّاً بَدّاً أَي تبدّدي وتفرَّقي ؛ يقال : بَدَدْتُ بدّاً وبَدَّدْتُ تبديداً ؛ وهذا خالد هو الذي ، قال فيه النبيّ ، صلى الله عليه وسلم : نبيّ ضيعه قومه .
      والعرب تقول : لو كان البَدادُ لما أَطاقونا ، البَداد ، بالفتح : البراز ؛ يقول : لو بارزونا ، رجل لرجل ؛ قال : فإِذا طرحوا الأَلف واللام خفضوا فقالوا يا قوم بَدادِ بَدَادِ مرتين أَي ليأْخذ كل رجل رجلاً .
      وقد تبادّ القوم يتبادّون إِذا أَخذوا أَقرانهم .
      ويقال أَيضاً : لقوا قوماً أَبْدَادَهُمْ ، ولقيهم قوم أَبدادُهم أَي أَعدادهم لكل رجل رجل .
      الجوهري : قولهم في الحرب يا قوم بَدادِ بَدادِ أَي ليأْخذ كل رجل قِرنه ، وإِنما بني هذا على الكسر لأَنه اسم لفعل الأَمر وهو مبني ، ويقال إِنما كسر لاجتماع الساكنين لأَنه واقع موقع الأَمر .
      والبَدِيدة : التفرق ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : بلِّغ بني عَجَبٍ ، وبَلِّغْ مَأْرِباً قَوْلاً يُبِدُّهُمُ ، وقولاً يَجْمَعُ فسره فقال : يبدُّهم يفرِّق القول فيهم ؛ قال ابن سيده : ولا أَعرف في الكلام إِبددته فرَّقته .
      وبدَّ رجليه في المِقطَرة : فرَّقهما .
      وكل من فرَّج رجليه ، فقد بَدَّهما ؛

      قال : جاريةٌ ، أَعظُمُها أَجَمُّها ، قد سَمَّنَتْها بالسَّويق أُمُّها ، فبَدَّتِ الرجْلَ ، فما تَضُمُّها وهذا البيت في التهذيب : جاريةٌ يَبُدّها أَجمها وذهبوا عَبَادِيدَ يَبادِيدَ وأَباديد أَي فرقاً متبدِّدين .
      الفراء : طير أَبادِيد ويَبَادِيد أَي مفترق ؛

      وأَنشد (* قوله « وأنشد إلخ » تبع في ذلك الجوهري .
      وقال في القاموس : وتصحف على الجوهري فقال طير يباديد ، وأَنشد يرونني إلخ وانما هو طير اليناديد ، بالنون والاضافة ، والقافية مكسورة والبيت لعطارد بن قران ): كأَنما أَهلُ حُجْرٍ ، ينظرون متى يرونني خارجاً ، طيرٌ يَبَادِيدُ

      ويقال : لقي فلان وفلان فلاناً فابتدّاه بالضرب أَي أَخذاه من ناحيتيه .
      والسبعان يَبْتَدَّان الرجل إِذا أَتياه من جانبيه .
      والرضيعان التوأَمان يَبْتَدّان أُمهما : يرضع هذا من ثدي وهذا من ثدي .
      ويقال : لو أَنهما لقياه بخلاء فابْتَدّاه لما أَطاقاه ؛ ويقال : لما أَطاقه أَحدهما ، وهي المُبادّة ، ولا تقل : ابْتَدّها ابنها ولكن ابْتَدّها ابناها .
      ويقال : إِن رضاعها لا يقع منهما موقعاً فَأَبِدَّهما تلك النعجةَ الأُخرى ؛ فيقال : قد أَبْدَدْتُهما .
      ويقال في السخلتين : إِبِدَّهما نعجتين أَي اجعل لكل واحد منهما نعجة تُرضعه إِذا لم تكفهما نعجة واحدة ؛ وفي حديث وفاة النبيّ ، صلى الله عليه وسلم : فأَبَدَّ بصره إِلى السواك أَي أَعطاه بُدَّته من النظر أَي حظه ؛ ومنه حديث ابن عباس : دخلت على عمر وهو يُبدُّني النظر استعجالاً بخبر ما بعثني إِليه .
      وفي حديث عكرمة : فَتَبَدَّدوه بينهم أَي اقتسموه حصصاً على السواء .
      والبَدَدُ : تباعد ما بين الفخذين في الناس من كثرة لحمهما ، وفي ذوات الأَربع في اليدين .
      ويقال للمصلي : أَبِدَّ ضَبْعَيْك ؛ وإِبدادهما تفريجهما في السجود ، ويقال : أَبَدَّ يده إِذا مدَّها ؛ الجوهري : أَبَدَّ يده إِلى الأَرض مدَّها ؛ وفي الحديث : أَنه كان يُبِدُّ ضَبْعَيْه في السجود أَي يمدُّهما ويجافيهما .
      ابن السكيت : البَدَدُ في الناس تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما ، تقول منه : بدِدتَ يا رجل ، بالكسر ، فأَنت أَبَدُّ ؛ وبقرة بَدَّاء .
      والأَبَدُّ : الرجل العظيم الخَلق ؛ والمرأَة بَدَّاءُ ؛ قال أَبو نخيلة السعدي : من كلِّ ذاتِ طائفٍ وزُؤْدِ ، بدَّاءَ ، تمشي مشْيةَ الأَبَدِّ والطائف : الجنون .
      والزؤد : الفزع .
      ورجل أَبدُّ : متباعد اليدين عن الجنبين ؛ وقيل : بعيد ما بين الفخذين مع كثرة لحم ؛ وقيل : عريض ما بين المنكبين ؛ وقيل : العظيم الخلق متباعد بعضه من بعض ، وقد بَدَّ يَبَدُّ بَدَداً .
      والبَدَّاءُ من النساء : الضخمة الإِسْكَتَين المتباعدة الشفرين ؛ وقيل : البَدّاء المرأَة الكثيرة لحم الفخذين ؛ قال الأَصمعي : قيل لامرأَة من العرب : علام تمنعين زوجك القِضَّة ؟، قالت : كذب والله إِني لأُطأْطئ له الوساد وأُرخي له البادّ ؛ تريد أَنها لا تضم فخذيها ؛ وقال الشاعر : جاريةٌ يَبُدُّها أَجَمُّها ، قد سَمَّنَتْها بالسويق أُمُّها وقيل للحائك إبَِدُّ لتباعد ما بين فخذيه ، والحائك أَبَدُّ أَبَداً .
      ورجل أَبَدُّ وفي فخذيه بَدَدٌ أَي طول مفرط .
      قال ابن الكلبي : كان دُريد بن الصِّمَّة قد بَرِصَ بادّاه من كثرة ركوبه الخيل أَعراء ؛ وبادّاه : ما يلي السرج من فخذيه ؛ وقال القتيبي : يقال لذلك الموضع من الفرس بادّ .
      وفرس أَبَدُّ بَيِّنُ البَدَد أَي بعيد ما بين اليدين ؛ وقيل : هو الذي في يديه تباعد عن جنبيه ، وهو البَدَدُ .
      وبعير أَبَدُّ : وهو الذي في يديه فَتَل ؛ وقال أَبو مالك : الأَبَدُّ الواسع الصدر .
      والأَبَدُّ الزنيمُ : الأَسَدُ ، وصفوه بالأَبَدِّ لتباعد في يديه ، وبالزنيم لانفراده .
      وكتف بَدَّاء : عريضة متباعدة الأَقطار .
      والبادّان : باطنا الفخذين .
      وكل من فرَّج بين رجليه ، فقد بَدَّهما ؛ ومنه اشتقاق بِدادِ السرج والقتب ، بكسر الباء ، وهما بِدادان وبَدِيدان ، والجمع بدائدُ وأَبِدَّةٌ ؛ تقول : بَدَّ قَتَبَهُ يَبُدُّه وهو أَن يتخذ خريطتين فيحشوهما فيجعلهما تحت الأَحناء لئلا يُدْبِر الخشبُ البعيرَ .
      والبَدِيدانِ : الخُرْجان .
      ابن سيده : البادّ باطن الفخذ ؛ وقيل : البادّ ما يلي السرج من فخذ الفارس ؛ وقيل : هو ما بين الرجلين ؛ ومنه قول الدهناءِ بنت مِسحل : إِني لأُرْخِي له بادّي ؛ قال ابن الأَعرابي : سمي بادّاً لأَن السرج بَدَّهما أَي فرَّقهما ، فهو على هذا فاعل في معنى مفعول وقد يكون على النسب ؛ وقد ابْتَدَّاه .
      وفي حديث ابن الزبير : أَنه كان حسن البادِّ إِذا ركب ؛ البادُّ أَصل الفخذ ؛ والبادَّانِ أَيضاً من ظهر الفرس : ما وقع عليه فخذا الراكب ، وهو من البَدَدِ تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما .
      والبِدَادان للقتب : كالكَرِّ للرحل غير أَن البِدادين لا يظهران من قدّام الظَّلِفَة ، إِنما هما من باطن .
      والبِدادُ للسرج : مثله للقتب .
      والبِدادُ : بطانة تحشى وتجعل تحت القتب وقاية للبعير أَن لا يصيب ظهره القتب ، ومن الشق الآخر مثله ، وهما محيطان مع القتب والجَدَيات من الرحل شبيه بالمِصْدَعة ، يبطن به أَعالي الظَّلِفات إِلى وسط الحِنْوِ ؛ قال أَبو منصور : البِدادانِ في القتب شبه مخلاتين يحشيان ويشدّان بالخيوط إِلى ظلِفات القتب وأَحْنائه ، ويقال لها الأَبِدَّة ، واحدها بِدٌّ والاثنان بِدَّان ، فإِذا شدت إِلى القتب ، فهي مع القتب حِداجَةٌ حينئذ .
      والبِداد : لِبد يُشدُّ مَبْدوداً على الدابة الدَّبِرَة .
      وبَدَّ عن دَبَرِها أَي شق ، وبَدَّ صاحبه عن الشيء : أَبعده وكفه .
      وبَدَّ الشيءَ يَبُدُّه بَدّاً : تجافى به .
      وامرأَة متبدّدة : مهزولة بعيدة بعضها من بعض .
      واسْتَبَدَّ فلان بكذا أَي انفرد به ؛ وفي حديث عليّ ، رضوان الله عليه : كنا نُرَى أَن لنا في هذا الأَمر حقّاً فاسْتَبْدَدتم علينا ؛ يقال : استبَدَّ بالأَمر يستبدُّ به استبداداً إِذا انفرد به دون غيره .
      واستبدَّ برأْيه : انفرد به .
      وما لك بهذا بَدَدٌ ولا بِدَّة ولا بَدَّة أَي ما لك به طاقة ولا يدان .
      ولابُدَّ منه أَي لا محالة ، وليس لهذا الأَمر بُدٌّ أَي لا محالة .
      أَبو عمرو : البُدُّ الفراق ، تقول : لابُدَّ اليوم من قضاء حاجتي أَي لا فراق منه ؛ ومنه قول أُم سلمة : إِنّ مساكين سأَلوها فقالت : يا جارية أَبِدِّيهم تَمْرَةً تمرة أَي فرقي فيهم وأَعطيهم .
      والبِدَّة ، بالكسر (* قوله « والبدة بالكسر إلخ » عبارة القاموس وشرحه والبدة ، بالضم ، وخطئ الجوهري في كسرها .
      قال الصاغاني : البدة ، بالضم ، النصيب ؛ عن ابن الأَعرابي ، وبالكسر خطأ ): القوة .
      والبَدُّ والبِدُّ والبِدَّة ، بالكسر ، والبُدَّة ، بالضم ، والبِدَاد : النصيب من كل شيء ؛ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي ؛ وروى بيت النَّمِر بن تولب : فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رقيباً جانِحا ؟

      ‏ قال ابن سيده : والمعروف بُدْأَتَها ، وجمع البُدَّةِ بُدَدٌ وجمع البِدَادِ بُدد ؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابي .
      وأَبَدَّ بينهم العطاءَ وأَبَدَّهم إِياه : أَعطى كل واحد منهم بُدَّته أَي نصيبه على حدة ، ولم يجمع بين اثنين يكون ذلك في الطعام والمال وكل شيء ؛ قال أَبو ذؤيب يصف الكلاب والثور ؛ فَأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ : فَهارِبٌ بذَمائِه ، أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ قيل : إِنه يصف صياداً فرّق سهامه في حمر الوحش ، وقيل : أَي أَعطى هذا من الطعن مثل ما أَعطى هذا حتى عمهم .
      أَبو عبيد : الإِبْدادُ في الهبة أَن تعطي واحداً واحداً ، والقرانُ أَن تعطي اثنين اثنين .
      وقال رجل من العرب : إِنَّ لي صِرْمَةً أُبِدُّ منها وأَقرُنُ .
      الأَصمعي : يقال أَبِدَّ هذا الجزور في الحيّ ، فأَعط كل إِنسان بُدَّته أَي نصيبه ؛ وقال ابن الأَعرابي : البُدَّة القسم ؛

      وأَنشد : فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رفيقاً جامحاً ، والنارُ تَلْفَحُ وجْهَهُ بِأُوارها أَي أَطعمته بعضها أَي قطعة منها .
      ابن الأَعرابي : البِدادُ أَن يُبِدَّ المالَ القومَ فيَقْسِمَ بينهم ، وقد أَبْدَدْتهم المالَ والطعام ، والاسم البُدَّة والبِدادُ .
      والبُدَدُ جمع البُدَّة ، والبُدُد جمع البِدادِ ؛ وقول عمر بن أَبي ربيعة : أَمُبدٌّ سؤَالَكَ العالمينا قيل : معناه أَمقسم أَنت سؤَالك على الناس واحداً واحداً حتى تعمهم ؛ وقيل : معناه أَملزم أَنت سؤَالك الناس من قولك ما لك منه بُدٌّ .
      والمُبادَّة في السفر : أَن يخرج كل إِنسان شيئاً من النفقة ثم يجمع فينفقونه بينهم ، والاسم منه البِدادُ ، والبَدادُ لغة ؛ قال القطامي : فَثَمَّ كَفيناه البَدادَ ، ولم نَكُنْ لِنُنْكِدَهُ عما يَضِنُّ به الصَّدْرُ ويروى البِداد ، بالكسر .
      وأَنا أَبُدُّ بك عن ذلك الأَمر أَي أَدفعه عنك .
      وتبادّ القوم : مروا اثنين اثنين يَبُدُّ كل واحد منهما صاحبه .
      والبَدُّ : التعب .
      وبَدَّدَ الرجلُ : أَعيا وكلَّ ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد : لما رأَيت مِحْجَماً قد بَدَّدَا ، وأَوَّلَ الإِبْلِ دَنا فاسْتَوْرَدا ، دعوتُ عَوْني ، وأَخَذتُ المَسَدا وبيني وبينك بُدَّة أَي غاية ومُدّة .
      وبايعه بَدَداً وبادَّهُ مُبَادَّةً : كلاهما عارضه بالبيع ؛ وهو من قولك : هذا بِدُّهُ وبَدِيدُه أَي مثله .
      والبُدُّ : العوض .
      ابن الأَعرابي : البِداد والعِدادُ المناهدة .
      وبَدَّدَ : تعب .
      وبَدَّدَ إِذا أَخرج نَهْدَهُ .
      والبَديد : النظير ؛ يقال : ما أَنت بِبَديد لي فتكلمني .
      والبِدّانِ : المثلان .
      يقال : أَضعف فلان على فلان بَدَّ الحصى أَي زاد عليه عدد الحصى ؛ ومنه قول الكميت : مَن ، قال : أَضْعَفْتَ أَضعافاً على هَرِمٍ ، في الجودِ ، بَدَّ الحصى ، قِيلت له : أَجلُ وقال ابن الخطيم : كأَنَّ لَبَّاتها تَبَدَّدَها هَزْلى جَوادٍ ، أَجْوافُه جَلَف يقال : تَبَدَّد الحلى صدر الجارية إِذا أَخذه كله .
      ويقال : بَدَّد فلان تبديداً إِذا نَعَسَ وهو قاعد لا يرقد .
      والبَديدة : المفازة الواسعة .
      والبُدُّ : بيت فيه أَصنام وتصاوير ، وهو إِعراب بُت بالفارسية ؛

      قال : لقد علمَتْ تكاتِرَةُ ابنِ تِيرِي ، غَداةَ البُدِّ ، أَني هِبْرِزِيُّ وقال ابن دريد : البُدُّ الصنم نفسه الذي يعبد ، لا أَصل له في اللغة ، فارسي معرّب ، والجمع البدَدَةُ .
      وفلاة بَديد : لا أَحد فيها .
      والرجل إِذا رأَى ما يستنكره فأَدام النظر إِليه يقال : أَبَدَّهُ بصره .
      ويقال : أَبَدَّ فلانٌ نظره إِذا مدّه ، وأَبْدَتْته بصري .
      وأَبددت يدي إِلى الأَرض فأَخذت منها شيئاً أَي مددتها .
      وفي حديث يوم حنين : أَن سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَبَدَّ يده إِلى الأَرض فأَخذ قبضة أَي مدّها .
      وبَدْبَدُ : موضع ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب



  12. أخر
    • " في أَسماء الله تعالى : الآخِرُ والمؤخَّرُ ، فالآخِرُ هو الباقي بعد فناء خلقِه كله ناطقِه وصامتِه ، والمؤخِّرُ هو الذي يؤخر الأَشياءَ فَيضعُها في مواضِعها ، وهو ضدّ المُقَدَّمِ ، والأُخُرُ ضد القُدُمِ .
      تقول : مضى قُدُماً وتَأَخَّرَ أُخُراً ، والتأَخر ضدّ التقدّم ؛ وقد تَأَخَّرَ عنه تَأَخُّراً وتَأَخُّرَةً واحدةً ؛ عن اللحياني ؛ وهذا مطرد ، وإِنما ذكرناه لأَن اطِّراد مثل هذا مما يجهله من لا دُرْبَة له بالعربية .
      وأَخَّرْتُه فتأَخَّرَ ، واستأْخَرَ كتأَخَّر .
      وفي التنزيل : لا يستأْخرون ساعة ولا يستقدمون ؛ وفيه أَيضاً : ولقد عَلِمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأْخرينَ ؛ يقول : علمنا من يَستقدِم منكم إِلى الموت ومن يَستأْخرُ عنه ، وقيل : عَلِمنا مُستقدمي الأُمم ومُسْتأْخِريها ، وقال ثعلبٌ : عَلمنا من يأْتي منكم إِلى المسجد متقدِّماً ومن يأْتي متأَخِّراً ، وقيل : إِنها كانت امرأَةٌ حَسْنَاءُ تُصلي خَلْفَ رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، فيمن يصلي في النساء ، فكان بعضُ من يُصلي يَتأَخَّرُ في أَواخِرِ الصفوف ، فإِذا سجد اطلع إليها من تحت إِبطه ، والذين لا يقصِدون هذا المقصِدَ إِنما كانوا يطلبون التقدّم في الصفوف لما فيه من الفضل .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال له : أَخِّرْ عني يا عمرُ ؛ ‏

      يقال : ‏ أَخَّرَ وتأَخَّرَ وقَدَّمَ وتقَدَّمَ بمعنًى ؛ كقوله تعالى : لا تُقَدِّموا بين يَدَي الله ورسوله ؛ أَي لا تتقدموا ، وقيل : معناهُ أَخَّر عني رَأْيَكَ فاختُصِر إِيجازاً وبلاغة .
      والتأْخيرُ : ضدُّ التقديم .
      ومُؤَخَّرُ كل شيء ، بالتشديد : خلاف مُقَدَّمِه .
      يقال : ضرب مُقَدَّمَ رأْسه ومؤَخَّره .
      وآخِرَةُ العينَ ومُؤْخِرُها ومؤْخِرَتُها : ما وَليَ اللِّحاظَ ، ولا يقالُ كذلك إِلا في مؤَخَّرِ العين .
      ومُؤْخِرُ العين مثل مُؤمِنٍ : الذي يلي الصُّدْغَ ، ومُقْدِمُها : الذي يلي الأَنفَ ؛ يقال : نظر إِليه بِمُؤْخِرِ عينه وبمُقْدِمِ عينه ؛ ومُؤْخِرُ العين ومقدِمُها : جاء في العين بالتخفيف خاصة .
      ومُؤْخِرَةُ الرَّحْل ومُؤَخَّرَتُه وآخِرَته وآخِره ، كله : خلاف قادِمته ، وهي التي يَسْتنِدُ إِليها الراكب .
      وفي الحديث : إِذا وضَعَ أَحدكُم بين يديه مِثلَ آخِرة الرحلِ فلا يبالي مَنْ مرَّ وراءَه ؛ هي بالمدّ الخشبة التي يَسْتنِدُ إِليها الراكب من كور البعير .
      وفي حديث آخَرَ : مِثْلَ مؤْخرة ؛ وهي بالهمز والسكون لغة قليلة في آخِرَتِه ، وقد منع منها بعضهم ولا يشدّد .
      ومُؤْخِرَة السرج : خلافُ قادِمتِه .
      والعرب تقول : واسِطُ الرحل للذي جعله الليث قادِمَه .
      ويقولون : مُؤْخِرَةُ الرحل وآخِرَة الرحل ؛ قال يعقوب : ولا تقل مُؤْخِرَة .
      وللناقة آخِرَان وقادمان : فخِلْفاها المقدَّمانِ قادماها ، وخِلْفاها المؤَخَّران آخِراها ، والآخِران من الأَخْلاف : اللذان يليان الفخِذَين ؛ والآخِرُ : خلافُ الأَوَّل ، والأُنثَى آخِرَةٌ .
      حكى ثعلبٌ : هنَّ الأَوَّلاتُ دخولاً والآخِراتُ خروجاً .
      الأَزهري : وأَمَّا الآخِرُ ، بكسر الخاء ، قال الله عز وجل : هو الأَوَّل والآخِر والظاهر والباطن .
      روي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال وهو يُمَجِّد الله : أنت الأَوَّلُ فليس قبلك شيءٌ وأَنت الآخِرُ فليس بعدَك شيء .
      الليث : الآخِرُ والآخرة نقيض المتقدّم والمتقدِّمة ، والمستأْخِرُ نقيض المستقدم ، والآخَر ، بالفتح : أَحد الشيئين وهو اسم على أَفْعَلَ ، والأُنثى أُخْرَى ، إِلاَّ أَنَّ فيه معنى الصفة لأَنَّ أَفعل من كذا لا يكون إِلا في الصفة .
      والآخَرُ بمعنى غَير كقولك رجلٌ آخَرُ وثوب آخَرُ ، وأَصله أَفْعَلُ من التَّأَخُّر ، فلما اجتمعت همزتان في حرف واحد استُثْقِلتا فأُبدلت الثانية أَلفاً لسكونها وانفتاح الأُولى قبلها .
      قال الأَخفش : لو جعلْتَ في الشعر آخِر مع جابر لجاز ؛ قال ابن جني : هذا هو الوجه القوي لأَنه لا يحققُ أَحدٌ همزة آخِر ، ولو كان تحقيقها حسناً لكان التحقيقُ حقيقاً بأَن يُسمع فيها ، وإِذا كان بدلاً البتة وجب أَن يُجْرى على ما أَجرته عليه العربُ من مراعاة لفظه وتنزيل هذه الهمزة منزلةَ الأَلِفِ الزائدة التي لا حظَّ فيها للهمز نحو عالِم وصابِرٍ ، أَلا تراهم لما كسَّروا ، قالوا آخِرٌ وأَواخِرُ ، كما ، قالوا جابِرٌ وجوابِرُ ؛ وقد جمع امرؤ القيس بين آخَرَ وقَيصرَ توهَّمَ الأَلِفَ همزةً ، قال : إِذا نحنُ صِرْنا خَمْسَ عَشْرَةَ ليلةً ، وراءَ الحِساءِ مِنْ مَدَافِعِ قَيْصَرَا إِذا قُلتُ : هذا صاحبٌ قد رَضِيتُه ، وقَرَّتْ به العينانِ ، بُدّلْتُ آخَرا وتصغيرُ آخَر أُوَيْخِرٌ جَرَتِ الأَلِفُ المخففةُ عن الهمزة مَجْرَى أَلِفِ ضَارِبٍ .
      وقوله تعالى : فآخَرَان يقومانِ مقامَهما ؛ فسَّره ثعلبٌ فقال : فمسلمان يقومانِ مقامَ النصرانيينِ يحلفان أَنهما اخْتَانا ثم يُرْتجَعُ على النصرانِيِّيْن ، وقال الفراء : معناه أَو آخَرانِ من غير دِينِكُمْ من النصارى واليهودِ وهذا للسفر والضرورة لأَنه لا تجوزُ شهادةُ كافرٍ على مسلمٍ في غير هذا ، والجمع بالواو والنون ، والأُنثى أُخرى .
      وقوله عز وجل : وليَ فيها مآربُ أُخرى ؛ جاء على لفظ صفةِ الواحدِ لأَن مآربَ في معنى جماعةٍ أُخرى من الحاجاتِ ولأَنه رأُس آية ، والجمع أُخْرَياتٌ وأُخَرُ .
      وقولهم : جاء في أُخْرَيَاتِ الناسِ وأُخرى القومِ أَي في أَخِرهِم ؛ وأَنشد : أَنا الذي وُلِدْتُ في أُخرى الإِبلْ وقال الفراءُ في قوله تعالى : والرسولُ يدعوكم في أُخراكم ؛ مِنَ العربِ مَنْ يَقولُ في أُخَراتِكُمْ ولا يجوزُ في القراءةِ .
      الليث : يقال هذا آخَرُ وهذه أُخْرَى في التذكير والتأْنيثِ ، قال : وأُخَرُ جماعة أُخْرَى .
      قال الزجاج في قوله تعالى : وأُخَرُ من شكله أَزواجٌ ؛ أُخَرُ لا ينصرِفُ لأَن وحدانَها لا تنصرِفُ ، وهو أُخْرًى وآخَرُ ، وكذلك كلُّ جمع على فُعَل لا ينصرِفُ إِذا كانت وُحدانُه لا تنصرِفُ مِثلُ كُبَرَ وصُغَرَ ؛ وإذا كان فُعَلٌ جمعاً لِفُعْلةٍ فإِنه ينصرِفُ نحو سُتْرَةٍ وسُتَرٍ وحُفْرَةٍ وحُفْرٍ ، وإذا كان فُعَلٌ اسماً مصروفاً عن فاعِلٍ لم ينصرِفْ في المعرفة ويَنْصَرِفُ في النَّكِرَةِ ، وإذا كان اسماً لِطائِرٍ أَو غيره فإِنه ينصرفُ نحو سُبَدٍ ومُرّعٍ ، وما أَشبههما .
      وقرئ : وآخَرُ من شكلِه أَزواجٌ ؛ على الواحدِ .
      وقوله : ومَنَاةَ الثالِثَةَ الأُخرى ؛ تأْنيث الآخَر ، ومعنى آخَرُ شيءٌ غيرُ الأَوّلِ ؛ وقولُ أَبي العِيالِ : إِذا سَنَنُ الكَتِيبَة صَدَّ ، عن أُخْراتِها ، العُصَب ؟

      ‏ قال السُّكَّريُّ : أَراد أُخْرَياتِها فحذف ؛ ومثله ما أَنشده ابن الأَعرابي : ويتَّقي السَّيفَ بأُخْراتِه ، مِنْ دونِ كَفَّ الجارِ والمِعْصَم ؟

      ‏ قال ابن جني : وهذا مذهبُ البَغدادِيينَ ، أَلا تَراهم يُجيزُون في تثنية قِرْ قِرَّى قِرْ قِرَّانِ ، وفي نحو صَلَخْدَى صَلَخْدانِ ؟ إَلاَّ أَنَّ هذا إِنَّما هو فيما طال من الكلام ، وأُخْرَى ليست بطويلةٍ .
      قال : وقد يمكنُ أَن تكون أُخْراتُه واحدةً إِلاَّ أَنَّ الأَلِفَ مع الهاءُ تكونُ لغير التأْنيثِ ، فإِذا زالت الهاءُ صارتِ الأَلفُ حينئذ للتأْنيثِ ، ومثلُهُ بُهْمَاةٌ ، ولا يُنكرُ أَن تقدَّرَ الأَلِفُ الواحدةُ في حالَتَيْنِ ثِنْتَيْنِ تقديرينِ اثنينِ ، أَلاَ ترى إِلى قولهم عَلْقَاةٌ بالتاء ؟ ثم ، قال العجاج : فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكُور فجعلها للتأْنيث ولم يصرِفْ .
      قال ابن سيده : وحكى أَصحابُنا أَنَّ أَبا عبيدة ، قال في بعض كلامه : أُراهم كأَصحابِ التصريفِ يقولون إِنَّ علامة التأْنيثِ لا تدخلُ على علامة التأْنيثِ ؛ وقد ، قال العجاج : فحط في علقى وفي مكور فلم يصرِفْ ، وهم مع هذا يقولون عَلْقَاة ، فبلغ ذلك أَبا عثمانَ فقال : إنَّ أَبا عبيدة أَخفى مِن أَن يَعرِف مثل هذا ؛ يريد ما تقدَّم ذكرهُ من اختلافِ التقديرين في حالَيْنِ مختلِفينِ .
      وقولُهُم : لا أَفْعلهُ أُخْرَى الليالي أَي أَبداً ، وأُخْرَى المنونِ أَي آخِرَ الدهرِ ؛

      قال : وما القومُ إِلاَّ خمسةٌ أَو ثلاثةٌ ، يَخُوتونَ أُخْرَى القومِ خَوْتَ الأَجادلِ أَي مَنْ كان في آخِرهم .
      والأَجادلُ : جمع أَجْدلٍ الصَّقْر .
      وخَوْتُ البازِي : انقضاضُهُ للصيدِ ؛ قال ابنُ بَرِّي : وفي الحاشية شاهدٌ على أُخْرَى المنونِ ليس من كلام الجوهريّ ، وهو لكعب بن مالِكٍ الأَنصارِيّ ، وهو : أَن لا تزالوا ، ما تَغَرَّدَ طائِرٌ أُخْرَى المنونِ ، مَوالياً إِخوان ؟

      ‏ قال ابن بري : وقبله : أَنَسيِتُمُ عَهْدَ النَّبيِّ إِليكُمُ ، ولقد أَلَظَّ وأَكَّدَ الأَيْمانا ؟ وأُخَرُ : جمع أُخْرَى ، وأُخْرَى : تأْنيثُ آخَرَ ، وهو غيرُ مصروفٍ .
      وقال تعالى : قِعدَّةٌ من أَيامٍ أُخَرَ ، لأَن أَفْعَلَ الذي معه مِنْ لا يُجْمَعُ ولا يؤنَّثُ ما دامَ نَكِرَةً ، تقولُ : مررتُ برجلٍ أَفضلَ منك وبامرأَةٍ أَفضل منك ، فإِن أَدْخَلْتَ عليه الأَلِفَ واللاَم أَو أَضفتَه ثَنْيَّتَ وجَمَعَتَ وأَنَّثْت ، تقولُ : مررتُ بالرجلِ الأَفضلِ وبالرجال الأَفضلِينَ وبالمرأَة الفُضْلى وبالنساءِ الفُضَلِ ، ومررتُ بأَفضَلهِم وبأَفضَلِيهِم وبِفُضْلاهُنَّ وبفُضَلِهِنَّ ؛ وقالت امرأَةٌ من العرب : صُغْراها مُرَّاها ؛ ولا يجوز أَن تقول : مررتُ برجلٍ أَفضلَ ولا برجالٍ أَفضَلَ ولا بامرأَةٍ فُضْلَى حتى تصلَه بمنْ أَو تُدْخِلَ عليه الأَلفَ واللامَ وهما يتعاقبان عليه ، وليس كذلك آخَرُ لأَنه يؤنَّثُ ويُجْمَعُ بغيرِ مِنْ ، وبغير الأَلف واللامِ ، وبغير الإِضافةِ ، تقولُ : مررتُ برجل آخر وبرجال وآخَرِين ، وبامرأَة أُخْرَى وبنسوة أُخَرَ ، فلما جاء معدولاً ، وهو صفة ، مُنِعَ الصرفَ وهو مع ذلك جمعٌ ، فإِن سَمَّيْتَ به رجلاً صرفتَه في النَّكِرَة عند الأَخفشِ ، ولم تَصرفْه عند سيبويه ؛ وقول الأَعشى : وعُلِّقَتْني أُخَيْرَى ما تُلائِمُني ، فاجْتَمَعَ الحُبُّ حُبٌّ كلُّه خَبَلُ تصغيرُ أُخْرَى .
      والأُخْرَى والآخِرَةُ : دارُ البقاءِ ، صفةٌ غالبة .
      والآخِرُ بعدَ الأَوَّلِ ، وهو صفة ، يقال : جاء أَخَرَةً وبِأَخَرَةٍ ، بفتح الخاءِ ، وأُخَرَةً وبأُخَرةٍ ؛ هذه عن اللحياني بحرفٍ وبغير حرفٍ أَي آخرَ كلِّ شيءٍ .
      وفي الحديث : كان رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقولُ : بِأَخَرَةٍ إِذا أَراد أَن يقومَ من المجلِسِ كذا وكذا أَي في آخِر جلوسه .
      قال ابن الأَثير : ويجوز أَن يكون في آخِرِ عمرِه ، وهو بفتح الهمزة والخاءُ ؛ ومنه حديث أَبي هريرة : لما كان بِأَخَرَةٍ وما عَرَفْتُهُ إِلاَّ بأَخَرَةٍ أَي أَخيراً .
      ويقال : لقيتُه أَخيراً وجاء أُخُراً وأَخيراً وأُخْرِيّاً وإِخرِيّاً وآخِرِيّاً وبآخِرَةٍ ، بالمدّ ، أَي آخِرَ كلِّ شيء ، والأُنثى آخِرَةٌ ، والجمع أَواخِرُ .
      وأَتيتُكَ آخَر مرتينِ وآخِرَةَ مرتينِ ؛ عن ابن الأَعرابي ، ولم يفسر آخَر مرتين ولا آخرَةَ مرتين ؛ قال ابن سيده : وعندي أَنها المرَّةُ الثانيةُ من المرَّتين .
      وسْقَّ ثوبَه أُخُراً ومن أُخُرٍ أَي من خلف ؛ وقال امرؤ القيس يصفُ فرساً حِجْراً : وعينٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ ، شقَّتْ مآقِيهِما مِنْ أُخُرْ وعين حَدْرَةٌ أَي مُكْتَنِزَةٌ صُلْبة .
      والبَدْرَةُ : التي تَبْدُر بالنظر ، ويقال : هي التامة كالبَدْرِ .
      ومعنى شُقَّتْ من أُخُرٍ : يعني أَنها مفتوحة كأَنها شُقَّتْ من مُؤْخِرِها .
      وبعتُه سِلْعَة بِأَخِرَةٍ أَي بنَظِرَةٍ وتأْخيرٍ ونسيئة ، ولا يقالُ : بِعْتُه المتاعَ إِخْرِيّاً .
      ويقال في الشتم : أَبْعَدَ اللهُ الأَخِرَ ، بكسر الخاء وقصر الأَلِف ، والأَخِيرَ ولا تقولُه للأُنثى .
      وحكى بعضهم : أَبْعَدَ اللهُ الآخِرَ ، بالمد ، والآخِرُ والأَخِيرُ الغائبُ .
      شمر في قولهم : إِنّ الأَخِرَ فَعَلَ كذا وكذا ، قال ابن شميل : الأَخِرُ المؤُخَّرُِ المطروحُ ؛ وقال شمر : معنى المؤُخَّرِ الأَبْعَدُ ؛ قال : أُراهم أَرادوا الأَخِيرَ فأَنْدَروا الياء .
      وفي حديث ماعِزٍ : إِنَّ الأَخِرَ قد زنى ؛ الأَخِرُ ، بوزن الكِبِد ، هو الأَبعدُ المتأَخِّرُ عن الخير .
      ويقال : لا مرحباً بالأَخِر أَي بالأَبعد ؛ ابن السكيت : يقال نظر إِليَّ بِمُؤُخِرِ عينِه .
      وضَرَبَ مُؤُخَّرَ رأْسِه ، وهي آخِرَةُ الرحلِ .
      والمِئخارُ : النخلةُ التي يبقى حملُها إلى آخِرِ الصِّرام :، قال : ترى الغَضِيضَ المُوقَرَ المِئخارا ، مِن وَقْعِه ، يَنْتَثِرُ انتثاراً ويروى : ترى العَضِيدَ والعَضِيضَ .
      وقال أَبو حنيفة : المئخارُ التي يبقى حَمْلُها أَلى آخِرِ الشتاء ، وأَنشد البيت أَيضاً .
      وفي الحديث : المسأَلةُ أَخِرُ كَسْبِ المرءِ أَي أَرذَلُه وأَدناهُ ؛ ويروى بالمدّ ، أَي أَنّ السؤالَ آخِرُ ما يَكْتَسِبُ به المرءُ عند العجز عن الكسب .
      "

    المعجم: لسان العرب

  13. بين
    • " البَيْنُ في كلام العرب جاء على وجْهَين : يكون البَينُ الفُرْقةَ ، ويكون الوَصْلَ ، بانَ يَبِينُ بَيْناً وبَيْنُونةً ، وهو من الأَضداد ؛ وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر : لقد فَرَّقَ الواشِينَ بيني وبينَها ، فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها وقال قيسُ بن ذَريح : لَعَمْرُك لولا البَيْنُ لا يُقْطَعُ الهَوى ، ولولا الهوى ما حَنَّ لِلبَيْنِ آلِفُ فالبَينُ هنا الوَصْلُ ؛

      وأَنشد أَبو عمرو في رفع بين قول الشاعر : كأَنَّ رِماحَنا أَشْطانُ بئْرٍ بَعيدٍ بينُ جالَيْها جَرُورِ وأَنشد أَيضاً : ويُشْرِقُ بَيْنُ اللِّيتِ منها إلى الصُّقْ ؟

      ‏ قال ابن سيده : ويكون البَينُ اسماً وظَرْفاً مُتمكِّناً .
      وفي التنزيل العزيز : لقد تقَطَّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تَزْعُمون ؛ قرئَ بينكم بالرفع والنصب ، فالرفع على الفعل أَي تقَطَّع وَصْلُكم ، والنصبُ على الحذف ، يريدُ ما بينكم ، قرأَ نافع وحفصٌ عن عاصم والكسائي بينَكم نصباً ، وقرأَ ابن كَثير وأَبو عَمْروٍ وابنُ عامر وحمزة بينُكم رفعاً ، وقال أَبو عمرو : لقد تقطَّع بينُكم أَي وَصْلُكم ، ومن قرأَ بينَكم فإن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي أَنه ، قال : معناه تقطَّع الذي كانَ بينَكم ؛ وقال الزجاج فيمَنْ فتَحَ المعنى : لقد تقطَّع ما كنتم فيه من الشَّركة بينَكم ، ورُوي عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد تقطَّع ما بينَكم ، واعتمد الفراءُ وغيرُه من النحويين قراءةَ ابن مسعود لِمَنْ قرأَ بينَكم ، وكان أَبو حاتم يُنْكِر هذه القراءةَ ويقول : من قرأَ بينَكم لم يُجِزْ إلا بمَوْصول كقولك ما بينَكم ، قال : ولا يجوز حذفُ الموصول وبقاء الصلةِ ، لا تُجيزُ العربُ إنّ قامَ زيدٌ بمعنى إنّ الذي قام زيدٌ ، قال أَبو منصور : وهذا الذي ، قاله أَبو حاتم خطأ ، لأَن الله جَلّ ثناؤه خاطَبَ بما أَنزَل في كتابه قوماً مشركين فقال : ولقد جئتمونا فُرادَى كما خَلقْناكم أَوّلَ مرّةٍ وترَكتم ما خوّلناكم وراءَ ظُهوركم وما نرَى معكم شُفعاءَكم الذين زعمتم أَنهم فيكم شركاءُ لقد تقطّع بينَكم ؛ أَراد لقد تقطع الشِّرْكُ بينكم أَي فيما بينَكم ، فأَضمرَ الشركَ لما جرَى من ذِكْر الشُّركاء ، فافهمه ؛ قال ابن سيده : مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرين : أَحدُهما أَن يكونَ الفاعلُ مضمَراً أَي لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو الودُّ بينََكم ، والآخرُ ما كان يراهُ الأَخفشُ من أَن يكونَ بينكم ، وإن كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله ، غيرَ أَنه أُقِرّتْ عليه نَصْبةُ الظرف ، وإن كان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم إياه ظرفاً ، إلا أَن استعمالَ الجملة التي هي صفةٌ للمبتدأ مكانَه أَسهلُ من استعمالِها فاعِلةً ، لأَنه ليس يَلزمُ أَن يكون المبتدأُ اسماً محضاً كلزوم ذلك في الفاعل ، أَلا ترى إلى قولهم : تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه ؛ أَي سماعُك به خيرٌ من رؤْيتك إياه .
      وقد بانَ الحيُّ بَيْناً وبَيْنونةً ؛

      وأَنشد ثعلب : فهاجَ جوىً في القَلْب ضَمَّنه الهَوَى بَبَيْنُونةٍ ، يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ والمُبايَنة : المُفارَقَة .
      وتَبايَنَ القومُ : تَهاجَرُوا .
      وغُرابُ البَين : هو الأَبْقَع ؛ قال عنترة : ظَعَنَ الذين فِراقَهم أَتَوَقَّعُ ، وجَرَى ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لحْيَيْ رأْسِه جَلَمانِ ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ وقال أَبو الغَوث : غرابُ البَيْنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلينِ ، فأَما الأَسْود فإِنه الحاتِمُ لأَنه يَحْتِمُ بالفراق .
      وتقول : ضربَه فأَبانَ رأْسَه من جسدِه وفَصَلَه ، فهو مُبِينٌ .
      وفي حديث الشُّرْب : أَبِنِ القَدَحَ عن فيك أَي افْصِلْه عنه عند التنفُّس لئلا يَسْقُط فيه شيءٌ من الرِّيق ، وهو من البَينِ البُعْد والفِراق .
      وفي الحديث في صفته ، صلى الله عليه وسلم : ليس بالطويل البائِن أَي المُفْرِطِ طُولاً الذي بَعُدَ عن قَدِّ الرجال الطِّوال ، وبانَ الشيءُ بَيْناً وبُيوناً .
      وحكى الفارسيُّ عن أَبي زيد : طَلَبَ إلى أَبَوَيْه البائنةَ ، وذلك إذا طَلَب إليهما أَن يُبِيناهُ بمال فيكونَ له على حِدَةٍ ، ولا تكونُ البائنةُ إلا من الأَبوين أَو أَحدِهما ، ولا تكونُ من غيرهما ، وقد أَبانَه أَبواه إِبانةً حتى بانَ هو بذلك يَبينُ بُيُوناً .
      وفي حديث الشَّعْبي ، قال : سمعتُ النُّعْمانَ بن بَشيرٍ يقول : سمعتُ رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وطَلَبَتْ عَمْرةُ إلى بشير بن سعدٍ أَن يُنْحِلَني نَحْلاً من ماله وأَن يَنْطلِقَ بي إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فيُشْهدَه فقال : هل لك معه ولدٌ غيرُه ؟

      ‏ قال : نعم ، قال : فهل أَبَنْتَ كلَّ واحد منهم بمثل الذي أَبَنتَ هذا ؟ فقال : لا ، قال : فإني لا أَشهَدُ على هذا ، هذا جَورٌ ، أَشهِدْ على هذا غيري ، أعْدِلوا بين أَولادكم في النُِّحْل كما تُحِبُّون أَن يَعْدلوا بينكم في البرِّ واللُّطف ؛ قوله : هل أَبَنْتَ كلَّ واحد أَي هل أَعْطَيْتَ كلَّ واحدٍ مالاً تُبِينُه به أَي تُفْرِدُه ، والاسم البائنةُ .
      وفي حديث الصديق :، قال لعائشة ، رضي الله عنهما : إني كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل أَي أَعطيتُكِ .
      وحكى الفارسي عن أَبي زيد : بانَ وبانَه ؛

      وأَنشد : كأَنَّ عَيْنَيَّ ، وقد بانُوني ، غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ وتبَايَنَ الرجُلانِ : بانَ كلُّ واحد منهما عن صاحبه ، وكذلك في الشركة إذا انفصلا .
      وبانَت المرأَةُ عن الرجل ، وهي بائنٌ : انفصلت عنه بطلاق .
      وتَطْليقةٌ بائنة ، بالهاء لا غير ، وهي فاعلة بمعنى مفعولة ، أَي تَطْليقةٌ (* قوله « وهي فاعلة بمعنى مفعولة أي تطليقة إلخ » هكذا بالأصل ، ولعل فيه سقطاً ).
      ذاتُ بَيْنونةٍ ، ومثله : عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذاتُ رِضاً .
      وفي حديث ابن مسعود فيمن طَلق امرأَتَه ثمانيَ تَطْلِيقاتٍ : فقيل له إنها قد بانَتْ منك ، فقال : صدَقُوا ؛ بانَتِ المرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه ووقع عليها طلاقُه .
      والطَّلاقُ البائِنُ : هو الذي لا يَمْلِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جديدٍ ، وقد تكرر ذكرها في الحديث .
      ويقال : بانَتْ يدُ الناقةِ عن جَنْبِها تَبِينُ بُيوناً ، وبانَ الخلِيطُ يَبينُ بَيْناً وبَيْنونةً ؛ قال الطرماح : أَآذَنَ الثاوي بِبَيْنُونة ابن شميل : يقال للجارية إذا تزوَّجت قد بانَت ، وهُنّ قد بِنَّ إذا تزوَّجْنَ .
      وبَيَّن فلانٌ بِنْثَه وأَبانَها إذا زوَّجَها وصارت إلى زوجها ، وبانَت هي إذا تزوجت ، وكأَنه من البئر البعيدة أَي بَعُدَتْ عن بيت أَبيها .
      وفي الحديث : مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتى يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ ؛ يَبِنَّ ، بفتح الياء ، أَي يتزوَّجْنَ .
      وفي الحديث الآخر : حتى بانُوا أَو ماتوا .
      وبئرٌ بَيُونٌ : واسعةُ ما بين الجالَيْنِ ؛ وقال أَبو مالك : هي التي لا يُصيبُها رِشاؤُها ، وذلك لأَن جِرابَ البئر مستقيم ، وقيل : البَيُونُ البئرُ الواسعة الرأْسِ الضَّيِّقَة الأَسْفَل ؛

      وأَنشد أَبو علي الفارسي : إِنَّك لو دَعَوْتَني ، ودُوني زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ ، لقُلْتُ : لَبَّيْه لمنْ يَدْعوني فجعلها زَوْراءَ ، وهي التي في جِرابِها عَوَجٌ ، والمَنْزَعُ : الموضعُ الذي يَصْعَدُ فيه الدَّلْوُ إذا نُزِع من البئر ، فذلك الهواء هو المَنْزَعُ .
      وقال بعضهم : بئرٌ بَيُونٌ وهي التي يُبِينُ المُسْتَقي الحبل في جِرابِها لِعَوَجٍ في جُولها ؛ قال جرير يصف خيلاً وصَهِيلَها : يَشْنِفْنَ للنظرِ البعيد ، كأَنما إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ أَراد كأَنها تَصْهَل في ركايا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحيها لِعَوَجٍ فيها إرنانها ذوات (* قوله « ارنانها ذوات إلخ » كذا بالأصل .
      وفي التكملة : والبيت للفرزدق يهجو جريراً ، والرواية إرنانها أي كأنها تصهل من آبار بوائن لسعة أجوافها إلخ .
      وقول الصاغاني : والرواية إرنانها يعني بكسر الهمزة وسكون الراء وبالنون كما هنا بخلاف رواية الجوهري فإنها أذنابها ، وقد عزا الجوهري هذا البيت لجرير كما هنا فقد رد عليه الصاغاني من وجهين ).
      الأَذنِ والنَّشاطِ منها ، أَراد أَن في صهيلِها خُشْنة وغِلَظاً كأَنها تَصْهَل في بئرٍ دَحُول ، وذلك أَغْلَظُ لِصَهيلِها .
      قال ابن بري ، رحمه الله : البيت للفرزدق لا لجرير ، قال : والذي في شعره يَصْهَلْنَ .
      والبائنةُ : البئرُ البعيدةُ القعر الواسعة ، والبَيونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِينُ عن جرابِها كثيراً .
      وأَبانَ الدَّلوَ عن طَيِّ البئر : حادَ بها عنه لئلا يُصيبَها فتنخرق ؛

      قال : دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي مَنينُها ، لم تَرَ قَبْلي ماتِحاً يُبينُها وتقول : هو بَيْني وبَيْنَه ، ولا يُعْطَفُ عليه إلا بالواو لأَنه لا يكون إلا من اثنين ، وقالوا : بَيْنا نحن كذلك إذ حَدَثَ كذا ؛ قال أَنشده سيبويه : فبَيْنا نحن نَرْقُبُه ، أَتانا مُعَلّق وَفْضةٍ ، وزِناد راعِ إنما أَراد بَيْنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا ، فأَشْبَعَ الفتحة فحدَثتْ بعدها أَلفٌ ، فإِن قيل : فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذي هو بَيْن ، وقد علمنا أَن هذا الظرفَ لا يضاف من الأَسماء إلا لما يدلُّ على أَكثر من الواحد أَو ما عُطف عليه غيره بالواو دون سائر حروف العطف نحو المالُ بينَ القومِ والمالُ بين زيدٍ وعمرو ، وقولُه نحن نرقُبُه جملةٌ ، والجملة لا يُذْهَب لها بَعْدَ هذا الظرفِ ؟ فالجواب : أَن ههنا واسطة محذوفةٌ وتقدير الكلام بينَ أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَي أَتانا بين أَوقات رَقْبَتِنا إياه ، والجُمَلُ مما يُضافُ إليها أَسماءُ الزمان نحو أَتيتك زمنَ الحجاجُ أَميرٌ ، وأَوانَ الخليفةُ عبدُ المَلِك ، ثم إنه حذف المضافُ الذي هو أَوقاتٌ ووَليَ الظرف الذي كان مضافاً إلى المحذوف الجملة التي أُقيمت مُقامَ المضاف إليها كقوله تعالى : واسأَل القرية ؛ أَي أَهلَ القرية ، وكان الأَصمعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إذا صلَح في موضعه بَيْنَ ويُنشِد قول أَبي ذؤيب بالكسر : بَيْنا تَعَنُّقِه الكُماةَ ورَوْغِه ، يوماً ، أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ وغيرُه يرفعُ ما بعدَ بَيْنا وبَيْنَما على الابتداء والخبر ، والذي يُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه وبخفْضِها (* قوله « الأشاحم » هكذا في الأصل ).
      قال ابن سيده : هكذا أَنشده ثعلب ، ويروى : تُبَيِّن بالفتى شُحوب .
      والتَّبْيينُ : الإيضاح .
      والتَّبْيين أَيضاً : الوُضوحُ ؛ قال النابغة : إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً ما أُبَيِّنُها ، والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومة الجلَد يعني أَتَبيَّنُها .
      والتِّبْيان : مصدرٌ ، وهو شاذٌّ لأَن المصادر إنما تجيء على التَّفْعال ، بفتح التاء ، مثال التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف ، ولم يجيءْ بالكسر إلا حرفان وهما التِّبْيان والتِّلقاء .
      ومنه حديث آدم وموسى ، على نبينا محمد وعليهما الصلاة والسلام : أَعطاكَ اللهُ التوراةَ فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ أَي كشْفُه وإيضاحُه ، وهو مصدر قليل لأَن مصادرَ أَمثاله بالفتح .
      وقوله عز وجل : وهو في الخِصام غيرُ مُبين ؛ يريد النساء أَي الأُنثى لا تكاد تَسْتَوفي الحجةَ ولا تُبينُ ، وقيل في التفسير : إن المرأَة لا تكاد تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا عليها ، وقد قيل : إنه يعني به الأَصنام ، والأَوّل أَجود .
      وقوله عز وجل : لا تُخْرِجوهُنَّ من بيوتهنّ ولا يَخْرُجْنَ إلا أَن يأْتِين بفاحِشةٍ مُبَيِّنة ؛ أَي ظاهرة مُتَبيِّنة .
      قال ثعلب : يقول إذا طلَّقها لم يحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بيته ، ولا أَن يُخْرجها هو إلا بحَدٍّ يُقام عليها ، ولا تَبينُ عن الموضع الذي طُلِّقت فيه حتى تنقضي العدّة ثم تخرُج حيث شاءت ، وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه وبَيَّنْتُه ؛ وروي بيت ذي الرمة : تُبَيِّنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً ، كما بَيَّنْتَ في الأَدَم العَوارا أَي تُبَيِّنُها ، ورواه عليّ بن حمزة : تُبيِّن نِسبةُ ، بالرفع ، على قوله قد بَيَّنَ الصبحُ لذي عَينين .
      ويقال : بانَ الحقُّ يَبينُ بَياناً ، فهو بائنٌ ، وأَبانَ يُبينُ إبانة ، فهو مُبينٌ ، بمعناه .
      ومنه قوله تعالى : حم والكتاب المُبين ؛ أَي والكتاب البَيِّن ، وقيل : معنى المُبين الذي أَبانَ طُرُقَ الهدى من طرق الضلالة وأَبان كلَّ ما تحتاج إليه الأُمّة ؛ وقال الزجاج : بانَ الشيءُ وأَبانَ بمعنى واحد .
      ويقال : بانَ الشيءُ وأَبَنتُه ، فمعنى مُبين أَنه مُبينٌ خيرَه وبرَكَته ، أَو مُبين الحقَّ من الباطل والحلالَ من الحرام ، ومُبينٌ أَن نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حقٌّ ، ومُبين قِصَصَ الأَنبياء .
      قال أَبو منصور : ويكون المستبين أَيضاً بمعنى المُبين .
      قال أَبو منصور : والاسْتِبانةُ يكون واقعاً .
      يقال : اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه حتى تَبيَّن لك .
      قال الله عز وجل : وكذلك نُفصِّل الآيات ولِتَستبين سبيلَ المجرمين ؛ المعنى ولتستبينَ أَنت يا محمد سبيلَ المجرمين أَي لتزدادَ استِبانة ، وإذا بانَ سبيلُ المجرمين فقد بان سبيل المؤمنين ، وأَكثرُ القراء قرؤُوا : ولتَستبينَ سبيلُ المجرمين ؛ والاسْتبانة حينئذٍ يكون غير واقع .
      ويقال : تبَيَّنْت الأَمر أَي تأَمَّلته وتوسَّمْتُه ، وقد تبيَّنَ الأَمرُ يكون لازِماً وواقِعاً ، وكذلك بَيَّنْته فبَيَّن أَي تَبَيَّن ، لازمٌ ومتعدّ .
      وقوله عز وجل : وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِبْياناً لكلّ شيءٍ ؛ أَي بُيِّن لك فيه كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر الدِّين ، وهذا من اللفظ العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ ، والعرب تقول : بَيَّنْت الشيءَ تَبْييناً وتِبْياناً ، بكسر التاء ، وتِفْعالٌ بكسر التاء يكون اسماً ، فأَما المصدر فإِنه يجيء على تَفْعال بفتح التاء ، مثل التَّكْذاب والتَّصْداق وما أَشبهه ، وفي المصادر حرفان نادران : وهما تِلْقاء الشيء والتِّبْيان ، قال : ولا يقاس عليهما .
      وقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَلا إنَّ التَّبيين من الله والعَجَلة من الشيطان فتبيَّنُوا ؛ قال أَبو عبيد :، قال الكسائي وغيره التَّبْيين التثبُّتُ في الأَمر والتَّأَني فيه ، وقرئ قوله عز وجل : إذا ضَرَبتم في سبيل الله فتبيَّنُوا ، وقرئ : فتثبَّتوا ، والمعنيان متقاربان .
      وقوله عز وجل : إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيَّنوا ، وفتَثبَّتُوا ؛ قرئ بالوجهين جميعاً .
      وقال سيبويه في قوله : الكتاب المُبين ،
      ، قال : وهو التِّبيان ، وليس على الفعل إنما هو بناءٌ على حدة ، ولو كان مصدراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال ، فإنما هو من بيَّنْتُ كالغارة من أَغَرْت .
      وقال كراع : التِّبيان مصدرٌ ولا نظير له إلا التِّلقاء ، وهو مذكور في موضعه .
      وبينهما بَينٌ أَي بُعْد ، لغة في بَوْنٍ ، والواو أَعلى ، وقد بانَه بَيْناً .
      والبَيانُ : الفصاحة واللَّسَن ، وكلامٌ بيِّن فَصيح .
      والبَيان : الإفصاح مع ذكاء .
      والبَيِّن من الرجال : الفصيح .
      ابن شميل : البَيِّن من الرجال السَّمْح اللسان الفصيح الظريف العالي الكلام القليل الرتَج .
      وفلانٌ أَبْيَن من فلان أَي أَفصح منه وأَوضح كلاماً .
      ورجل بَيِّنٌ : فصيح ، والجمع أَبْيِناء ، صحَّت الياء لسكون ما قبلها ؛

      وأَنشد شمر : قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ ، ويَلْتَئي على البَيِّنِ السَّفّاكِ ، وهو خَطيبُ قوله يَلتئي أَي يُبْطئ ، من اللأْي وهو الإبطاء .
      وحكى اللحياني في جمعه أَبْيان وبُيَناء ، فأَما أَبْيان فكميِّت وأَموات ، قال سيبويه : شَبَّهوا فَيْعِلاً بفاعل حين ، قالوا شاهد وأَشهاد ، قال : ومثله ، يعني ميِّتاً وأَمواتاً ، قيِّل وأَقيال وكَيِّس وأَكياس ، وأَما بُيِّناء فنادر ، والأَقيَس في ذلك جمعُه بالواو ، وهو قول سيبويه .
      روى ابنُ عباس عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : إنّ من البيان لسِحْراً وإنّ من الشِّعر لحِكَماً ؛
      ، قال : البَيان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ ، وهو من الفَهْم وذكاءِ القلْب مع اللَّسَن ، وأَصلُه الكَشْفُ والظهورُ ، وقيل : معناه إن الرجُلَ يكونُ عليه الحقُّ ، وهو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه ، فيَقْلِبُ الحقَّ بِبَيانِه إلى نَفْسِه ، لأَن معنى السِّحْر قَلْبُ الشيءِ في عَيْنِ الإنسانِ وليس بِقَلْبِ الأَعيانِ ، وقيل : معناه إنه يَبْلُغ من بَيانِ ذي الفصاحة أَنه يَمْدَح الإنسانَ فيُصدَّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قولِه وحُبِّه ، ثم يذُمّه فيُصدّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قوله وبُغْضِهِ ، فكأَنه سَحَرَ السامعين بذلك ، وهو وَجْهُ قوله : إن من البيانِ لسِحْراً .
      وفي الحديث عن أَبي أُمامة : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : الحياءُ والعِيُّ شُعْبتان من الإيمانِ ، والبَذاءُ والبيانُ شُعْبتانِ من النِّفاق ؛ أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق ، أَما البَذاءُ وهو الفُحْشُ فظاهر ، وأَما البيانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق في النُّطْق والتفاصُحَ وإظهارَ التقدُّم فيه على الناس وكأَنه نوعٌ من العُجْب والكِبْرِ ، ولذلك ، قال في رواية أُخْرى : البَذاءُ وبعضُ البيان ، لأَنه ليس كلُّ البيانِ مذموماً .
      وقال الزجاج في قوله تعالى : خَلَق الإنْسان علَّمَه البيانَ ؛ قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النبيَّ ، صلى الله عليه وسلم ، علَّمَه البيان أَي علَّمه القرآنَ الذي فيه بيانُ كلِّ شيء ، وقيل : الإنسانُ هنا آدمُ ، عليه السلام ، ويجوز في اللغة أَن يكون الإنسانُ اسماً لجنس الناس جميعاً ، ويكون على هذا علَّمَه البيانَ جعَله مميَّزاً حتى انفصل الإنسانُ ببيَانِه وتمييزه من جميع الحيوان .
      ويقال : بَيْنَ الرجُلَين بَيْنٌ بَعيدٌ وبَوْنٌ بعيد ؛ قال أَبو مالك : البَيْنُ الفصلُ (* قوله « البين الفصل إلخ » كذا بالأصل ).
      بين الشيئين ، يكون إمّا حَزْناً أَو بقْرْبه رَمْلٌ ، وبينَهما شيءٌ ليس بحَزنٍ ولا سهلٍ .
      والبَوْنُ : الفضلُ والمزيّةُ .
      يقال : بانه يَبونُه ويَبينُه ، والواوُ أَفصحُ ، فأَما في البُعْد فيقال : إن بينهما لَبَيْناً لا غير .
      وقوله في الحديث : أَولُ ما يُبِينُ على أَحدِكم فَخِذُه أَي يُعْرب ويَشهد عليه .
      ونخلةٌ بائنةٌ : فاتَتْ كبائسُها الكوافيرَ وامتدّت عراجِينُها وطالت ؛ حكاه أَبو حنيفة ؛

      وأَنشد لحَبيب القُشَيْري : من كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَها عنها ، وحاضنةٍ لها مِيقارِ قوله : تَبينُ عذوقَها يعني أَنها تَبين عذوقَها عن نفسها .
      والبائنُ والبائنةُ من القِسِيِّ : التي بانتْ من وتَرِها ، وهي ضد البانِية ، إلا أَنها عيب ، والباناةُ مقلوبةٌ عن البانِية .
      الجوهري : البائنةُ القوسُ التي بانت عن وَتَرِها كثيراً ، وأَما التي قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتى كادت تلْصَق به فهي البانيةُ ، بتقديم النون ؛ قال : وكلاهما عيب .
      والباناةُ : النَّبْلُ الصِّغارُ ؛ حكاه السُّكَّريّ عن أَبي الخطاب .
      وللناقة حالِبانِ : أَحدُهما يُمْسِك العُلْبة من الجانب الأَيمن ، والآخرُ يحلُب من الجانب الأَيْسر ، والذي يَحْلُب يسمَّى المُسْتَعْلي والمُعَلِّي ، والذي يُمْسِك يسمَّى البائنَ .
      والبَيْنُ : الفراق .
      التهذيب : ومن أَمثال العرب : اسْتُ البائنِ أَعْرَفُ ، وقيل : أَعلمُ ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فهو أَعلم به ممن لم يُمارِسْه ، قال : والبائن الذي يقومُ على يمين الناقة إذا حلبَها ، والجمع البُيَّنُ ، وقيل : البائنُ والمُسْتَعْلي هما الحالبان اللذان يَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ ، والآخر مُحْلِب ، والمُعينُ هو المُحْلِب ، والبائن عن يمين الناقة يُمْسِك العُلْبةَ ، والمُسْتَعْلي الذي عن شِمالها ، وهو الحالبُ يَرْفع البائنُ العُلْبةَ إليه ؛ قال الكميت : يُبَشِّرُ مُسْتعلِياً بائنٌ ، من الحالبَيْنِ ، بأَن لا غِرار ؟

      ‏ قال الجوهري : والبائنُ الذي يأْتي الحلوبةَ من قِبَل شمالها ، والمُعَلِّي الذي يأْتي من قِبل يمينها .
      والبِينُ ، بالكسر : القطعةُ من الأَرض قدر مَدِّ البصر من الطريق ، وقيل : هو ارتفاعٌ في غِلَظٍ ، وقيل : هو الفصل بين الأَرْضَيْن .
      والبِينُ أَيضاً : الناحيةُ ، قال الباهلي : المِيلُ قدرُ ما يُدْرِكُ بصره من الأَرضُ ، وفَصْلٌ بَيْنَ كلّ أَرْضَيْن يقال له بِينٌ ،
      ، قال : وهي التُّخومُ ، والجمعُ بُيونٌ ؛ قال ابن مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ : لَمْ تَسْرِ لَيْلى ولم تَطْرُقْ لحاجتِها ، من أَهلِ رَيْمانَ ، إلا حاجةً فينا بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ به ، أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ البِينا (* قوله « بسرو »، قال الصاغاني ، والرواية : من سرو حمير لا غير ).
      ومَن كسَر التاءَ والكافَ ذهَب بالتأْنيث إلى ابنة البكريّ صاحبة الخيال ، قال : والتذكير أَصْوَبُ .
      ويقال : سِرْنا ميلاً أَي قدر مدّ البَصَرِ ، وهو البِينُ .
      وبِينٌ : موضعٌ قريب من الحيرة .
      ومُبِينٌ : موضع أَيضاً ، وقيل : اسمُ ماءٍ ؛
      ، قال حَنْظلةُ بن مصبح : يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ ، على مبينٍ جَرَدِ القَصيمِ التارك المَخاضَ كالأُرومِ ، وفَحْلَها أَسود كالظَّليمِ جمع بين النون والميم ، وهذا هو الإكْفاء ؛ قال الجوهري : وهو جائز للمطْبوع على قُبْحِه ، يقول : يا رِيَّ ناقتي على هذا الماء ، فأَخرَجَ الكلامَ مُخْرَجَ النداء وهو تعجُّب .
      وبَيْنونةُ : موضع ؛

      قال : يا رِيحَ بَيْنونةَ لا تَذْمِينا ، جئْتِ بأَلوانِ المُصَفَّرِينا (* قوله « بألوان » في ياقوت : بأرواح ).
      وهُما بَيْنونَتانِ بَيْنونةُ القُصْوَى وبَينونة الدُّنيا ، وكِلْتاهما في شِقِّ بني سعدٍ بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين .
      التهذيب : بَيْنونة موضعٌ بينَ عُمان والبحرَيْن وبيءٌ .
      وعَدَنُ أَبْيَنَ وإِبْيَن : موضعٌ ، وحكى السيرافي : عَدَن أَبْيَن ، وقال : أَبْيَن موضع ، ومثَّل سيبويه بأَبْيَن ولم يُفَسِّرْهُ ، وقيل : عَدَن أَبْيَن اسمُ قريةٍ على سيفِ البحر ناحيةَ اليمن .
      الجوهري : أَبْيَنُ اسمُ رجلٍ ينسب إليه عَدَن ، يقال : عَدَنُ أَبْيَنَ .
      والبانُ : شجرٌ يَسْمُو ويَطُول في اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل ، وورَقُه أَيضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل ، وليس لخَشَبه صلابةٌ ، واحدتُه بانةٌ ؛ قال أَبو زياد : من العِضاه البانُ ، وله هَدَبٌ طُوالٌ شديدُ الخُضْرة ، وينبت في الهِضَبِ ، وثمرتُه تُشبه قُرونَ اللُّوبياء إلا أَن خُضْرَتَها شديدةٌ ، ولها حبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُسْتَخْرَج دُهْنُ البانِ .
      التهذيب : البانةُ شجرةٌ لها ثمرة تُرَبَّبُ بأَفاوِيه الطيِّب ، ثم يُعْتَصر دُهْنها طِيباً ، وجمعها البانُ ، ولاسْتِواءِ نباتِها ونباتِ أَفنانِها وطُولِها ونَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاريةَ الناعمة ذاتَ الشِّطاطِ بها فقيل : كأَنها بانةٌ ، وكأَنها غُصْنُ بانٍ ؛ قال قيس بن الخَطيم : حَوْراءَ جَيداء يُسْتَضاءُ بها ، كأَنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ ابن سيده : قَضَينا على أَلف البانِ بالياء ، وإن كانت عيناً لغلبةِ ( ب ي ن ) على ( ب و ن ).
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى المستبيحة في قاموس معاجم اللغة

المعجم الوسيط


بالأَمر: أَخْبر به سِرّاً.البَيْحان: الذي يبوح بسرِّه.
تاج العروس

" بَيْحَانُ " بالفتح " اسمُ رَجلٍ أَبِي قَبِيلةٍ ومنه الإِبلُ البَيْحانِيّة " . رَجلٌ بَيْحانُ بما في صَدْرِه : " الّذي يَبُوحُ بسِرِّه " وقد تقدّم في المادّة آنفاً . ولعلّ ذِكْرَه هنا إِشارَةٌ إِلى أَنّها واويّة ويائيّة . " وتَبْيِيحُ اللَّحمِ : تَقْطِيعُه وتَقْسيمه " وأَنا أَخشى أَن يكون تَبْنِيح اللّحْمِ بالنّونِ كما تقدّمَ أَو أَحدهما تَصحيفٌ عن الآخَر أَو الصّواب هذه والنُّون غَلطٌ . بدليل أَني لم أَجِدْه في الأُمَّهات اللُّغويّة . " وبَيَّح به " تَبْيِيحاً : إِذا " أَشْعَرَه سِرّاً لا جَهْراً . " والبَيّاحَةُ مُشدَّدَة : شَبَكَةُ الحُوتِ " وقد كان ينبغي أَن يُذْكَر عند ذكر " البِياح " في مادّة الواو فإِن أَصلَها واويّة

فصل التّاءِ المثنّاة مع الحاءِ



لسان العرب
بَيَّحَ به أَشْعَره سِرًّا والبِياحُ بكسر الباء مخفف ضرب من السمك صغارٌ أَمثالُ شِبْرٍ وهو أَطيب السمك قال يا رُبَّ شَيْخٍ من بني رَباحٍ إِذا امْتَلا البَطْنُ من البِياحِ صاحَ بليلٍ أَنْكَرَ الصِّياحِ وربما فتح وشدّد والبَيَّاحة شبكة الحوت وفي الحديث أَيُّما أَحَبُّ إِليك كذا أَو كذا أَو بِياحٌ مُرَبَّبٌ هو ضرب من السمك وقيل الكلمة غير عربية والمُرَبَّبُ المعمول بالصِّباغِ وبَيْحانُ اسم والله أَعلم


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: