ـ الشَّبَمُ : البَرْدُ ، وقد شَبِمَ ، ـ الشَّبِمُ : البَرْدانُ ، أو مَعَ جوعٍ ، والموْتُ ، والسَّمُّ لبَرْدِهِما . ـ بَقَرَةٌ شَبِمَةٌ : سَمِينَةٌ . ـ شَبامٍ : نَبْتٌ . ـ شِبامٍ : عودٌ يُعَرَّضُ في فَمِ الجَدْيِ لئَلاَّ يَرْتَضِعَ أُمَّه ، كالشِبَمِّ ، وحَيٌّ ، وموضع بالشأْمِ ، وجَبَلٌ لهَمْدانَ باليَمَنِ ، وبلد لحِمْيَرَ بجَنْبِ جَبَلِ كَوْكَبانَ ، وبلد لبني حَبيبٍ عند ذَمَرْمَرَ ، ود في حَضْرَمَوْتَ ، وخَيْطانِ في البُرْقُع تَشُدُّه المرأةُ بهما إلى قَفاها . ـ شَبَمَ الجَدْيَ وشَبَّمَهُ : جَعَلَ الشِبامَ في فيه ، ومنه : '' تَفْرَقُ من صَوْتِ الغُرابِ ، وتَفْرِسُ الأَسَدَ المُشَبَّم '' يُضْرَبُ لِمَنْ يَخافُ الحَقيرَ ، ويُقْدِمُ على الخطيرِ ، وذلك أن امْرأةً افْتَرَسَتْ أسَداً ، ثم سَمِعَتْ صَوْتَ غُرابٍ فَفَزِعَتْ .
المعجم: القاموس المحيط
شَتَّ
ـ شَتَّ يَشِتُّ شَتَّاً وشَتاتاً وشَتِيتاً : فَرَّقَ ، وافْتَرَقَ ، كانْشَتَّ وتَشَتَّتَ واسْتَشَتَّ . وشَتَّتَه الله ، وأشَتَّهُ . ـ شَتيتُ : المُفَرَّقُ المُشَتَّتُ ، ـ شَتيتُ من الثَّغْرِ : المُفَلَّجُ . ـ قومٌ شَتَّى : فِرَقاً من غير قَبيلَة . ـ جاؤُوا شَتاتَ شتاتَ : أشْتاتاً مُتَفَرِّقِينَ . ـ شَتَّانَ بينهُما ، وشَتَّانَ ما هما وما بينهما ، وشَتَّانَ ما عَمْرٌو وأخوهُ : بَعُدَ ما بينهما ، وتُكْسَرُ النُّونُ مَصْرُوفَةً ، عن شَتُتَ . ـ محمودُ بنُ شُتَّى : مُحَدِّثٌ .
المعجم: القاموس المحيط
الشِتاءُ
ـ الشِتاءُ ، والشاتاةُ : أحَدُ أرْباعِ الأزْمِنَةِ الأُولَى ، جَمْعُ شَتْوةٍ ، أو هُما بمعنًى ، ج : شُتِيٌّ وأشْتِيَةٌ ، والمَوْضِعُ : المَشْتا والمَشْتاةُ ، والنِسْبَةُ : شَتْوِيٌّ ، وشَتَوِيٌّ . ومَطَرُهُ : الشَّتِيُّ والشَّتَوِيُّ ـ مَشْتا ومَشْتاةُ : مَوْضِعُ الشِتاءُ والشاتاةُ ـ شَتِيُّ وشَتَوِيُّ : مَطَرُ الشِّتاءُ . ـ شَتَا بالبَلَدِ : أقام به شِتاءً ، كشَتَّى وتَشَتَّى ، ـ شَتَا القومُ : أجْدَبُوا في الشِتاءِ ، كأَشْتَوْا . ـ شِتاءُ : بَرَدٌ . ـ ويومٌ شاتٍ ، وغَداةٌ شاتِيَةٌ . ـ أشْتَوْا : دَخَلُوا في الشِّتاءِ . ـ وعامَلَهُ مُشاتاةً وشِتاءً . ـ شَتا : المَوْضِعُ الخَشِنُ ، وصَدْرُ الوادي ، ـ شِتاءُ : القَحْطُ .
المِشْبَكُ : أَداة من خشب أَو معدن يشبك بها الشيءُ ويُمسك ، وهي أَنواع . و المِشْبَكُ حلية من الذهب أَو الماس تشبك في الصدر أَو الرأْس للزينة . والجمع : مشابك . 5 .
المعجم: المعجم الوسيط
شبر
" الشِّبْرُ : ما بين أَعلى الإِبهام وأَعلى الخِنْصَر مذكر ، والجمع أَشْبارٌ ؛ قال سيبويه : لم يُجاوزُوا به هذا البناء . والشَّبْرُ ، بالفتح : المصدر ، مصدر شَبَرَ الثوبَ وغيرَهُ يَشْبُرُه ويَشْبِرُه شَبْراً كَالَهُ بِشِبْرِه ، وهو من الشِّبْرِ كما يقال بُعْتُه من الباع . وهذا أَشْبَرُ من ذاك أَي أَوسَعُ شِبْراً . الليث : الشِّبْرُ الاسم والشَّبْرُ الفِعْل . وأَشْبَرَ الرجلَ : أَعطاه وفضَّله ، وشَبَرَه سيفاً ومالاً يَشْبُرُه شَبْراً وأَشْبَرَه : أَعطاه إِياه ؛ قال أَوس بن حَجَرٍ يصف سيفاً : وأَشْبَرَنِيهِ الهالِكيُّ ، كأَنَّه غَدِيرٌ جَرَتْ في مَتْنِهِ الرِّيحُ سَلْسَلُ
ويروى : وأَشْبَرَنِيها فتكون الهاء للدرع ؛ قال ابن بري : هو الصواب لأَنه يصف دِرْعاً لا سيفاً ؛ وقبله : وبَيْضاءَ زَغْفٍ نَثْلَةٍ سُلَمِيَّةٍ ، لها رَفْرَفٌ فَوْقَ الأَنامِلِ مُرْسَلُ الزَّغْفُ : الدِّرْعُ اللَّيِّنَةُ . وسُلَمِيَّة : من صنعة سليمان بن داود ، عليهما السلام والهالِكيُّ : الحداد ، وأَراد به ههنا الصَّيْقَلَ ، ومصدره الشَّبْرُ إِلا أَن العجاج حركه للضرورة فقال : الحمد لله الذي أَعطى الشَّبَرْ كأَنه ، قال : أَعطى العَطِيَّة ، ويروى : الحَبَرْ ؛ قال ابن بري : صواب إِنشاده : فالحمد لله الذي أَعطى الحَبَر ؟
قال : وكذا رَوَتْه الرُّواة في شعره . والحَبَرُ : السرور ؛ وقوله : إِن الأَصل فيه الشَّبْرُ وإِنما حركه للضرورة وهَمٌ لأَن الشَّبْرَ ، بسكون الباء ، مصدر شَبَرْتُه شَبْراً إِذا أَعطيتَه ، والشَّبَرُ ، بفتح الباء ، اسمُ العطية ؛ ومثله الخَبْطُ والخَبَطُ ، والمصدر خَبَطَتْ الشجرة خَبْطاً ، والخَبَطُ : اسمُ ما سقَط من الورَق من الخَبْطِ ؛ ومثله النَّفْضُ والنَّفَضُ ، النَّفَضُ هو المصدر ، والنَّفْضُ اسمُ ما نفضته ؛ وكذلك جاء الشَّبْرُ في شعر عديّ في قوله : لم أَخُنْه والذي أَعطى الشَّبَر ؟
قال : ولم يقل أَحد من أَهل اللغة إِنه حرك الباء للضرورة لأَنه ليس يريد به الفعل وإِنما يريد به اسمَ الشيء المُعطَى ؛ وبعد بيت العجاج : مَوَاليَ الحَقِّ أَنِ المَوْلى شَكَرْ عَهْدَ نَبِيٍّ ، ما عَفَا وما دَثَرْ وعهدَ صِدِّيقٍ رأَى برّاً فَبَرْ ، وعهدَ عُثْمَانَ وعهداً منْ عُمَرْ وعهدَ إِخْوَانٍ هُمُ كانُوا الوَزَرْ ، وعُصبَةَ النبِيِّ إِذ خافوا الحَصَرْ شَدّوا له سُلْطانَه حتى اقْتَسَرْ ، بالقَتْلِ ، أَقْوَاماً ، وأَقواماً أَسَرْ تَحْتَ التي اخْتَار له اللهُ الشَّجَرْ محمداً ، واختارَهُ اللهُ الخِيَرْ فَمَا وَنى محمدٌ ، مُذْ أَنْ غَفَرْ له الإِلهُ ما مَضَى وما غَبَرْ أَنْ أَظْهَرَ النُّورَ به حتى ظَهَرْ والشَّبَرُ : العطية والخير ؛ قال عدي بن زيد : إِذ أَتاني نَبأٌ مِن مُنْعَمِرْ لم أَخُنْه ، والذي أَعْطَى الشَّبَرْ (* قوله : « من منعمر » كذا بالنون ، وهذا الضبط بالأصل ). وقيل : الشَّبْرُ والشَّبَرُ لغتان كالقَدْرِ والقَدَرِ ابن الأَعرابي : الشِّبْرَة العطية . شَبَرْتُه وأَشْبَرْتُه وشَبَّرْتُه : أَعطيته ، وهو الشَّبْرُ ، وقد حُرِّك في الشعر . ابن الأَعرابي : شَبَرَ وشَبَّرَ إِذا قَدَّرَ . وشَبَّرَ أَيضاً إِذا بَطِرَ . ويقال : قصر الله شَبْرَك وشِبْرَك أَي قصر الله عُمْرَك وطُولَك . الفراء : الشَّبْرُ القَدّ ، يقال : ما أَطول شَبْرَه أَي قَدَّه . وفلانٌ قصيرُ الشَّبْرِ . والشَّبْرَة : القامة تكون قصيرة وطويلة . أَبو الهيثم : يقال شُبِّرَ فلان فَتَشَبَّرَ أَي عُظِّمَ فتعظَّمَ وقُرِّب فتقرّب . ابن الأَعرابي : أَشْبَرَ الرجلُ جاء ببنين طوال ، وأَشْبَرَ : جاء بنين قِصارِ الأَشبارِ . وتَشَابَرَ الفريقان إِذا تقاربا في الحرب كأَنه صار بينهما شِبْرٌ ومَدَّ كل واحد منهما إِلى صاحبه الشِّبْرَ . والشَّبَرُ : شيء يتعاطاه النصارى بعضهم لبعض كالقُرْبانِ يتقرّبون به ، وقيل : هو القُرْبانُ بعينِهِ . وأَعطاها شَبْرَها أَي حق النكاح . وفي دعائه لعلي وفاطمة ، رضوان الله عليهما : جمع الله شَمْلَكُما وبارك في شَبْرِكُما ؛ قال ابن الأَثير : الشَّبْرُ في الأَصل العطاء ثم كُني به عن النكاح لأَن فيه عطاء . وشَبْرُ الجمل : طَرْقُه ، وهو ضِرَابه . وفي الحديث : أَنه نهى عن شَبْرِ الجَمَلِ أَي أُجرة الضِّرَابِ . قال : ويجوز أَن يسمى به الضراب نفسه على حذف المضاف أَي عن كراء شَبْرِ الجَمَلِ ؛ قال الأَزهري : معناه النهي عن أَخذ الكراء عن ضراب الفحل ، وهو مثلُ النهي عن عَسْبِ الفحل ، وأَصل العَسْب والشَّبْرِ الضِّرابُ ؛ ومنه قول يحيى بن يَعْمَرَ لرجل خاصمته امرأَته إِليه تطلب مهرها : أَإِن سأَلتك ثَمَنَ شَكْرِها وشَبْرِك أَنشأْتَ تَطُلُّها وتَضْهَلُها ؟ أَراد بالشَّبْرِ النكاحَ ، فشَكْرُها : بضْعُها ؛ وشَبْرُه : وَطْؤه إِياها ؛ وقال شمر : الشَّبْرُ ثواب البضع من مهر وعُقْرٍ . وشَبْرُ الجمل : ثواب ضِرَابه . وروي عن ابن المبارك أَنه ، قال : الشَّكْرُ القُوتُ ، والشَّبْرُ الجماع . قال شمر : القُبُل يقال له الشَّكْرُ ؛
وأَنشد يصف امرأَة بالشرَف وبالعِفَّة والحِرْفة : صَنَاعٌ بإِشْفاها ، حَصَانٌ بِشَكْرِها ، جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ ، والعِرْقُ زَاخِرُ ابن الأَعرابي : المَشْبُورَة المرأَة السَّخِيَّة الكريمة . قال ابن سيده : فسر ابن الأَعرابي شَبْرَ الجمل بأَنه مثل عَسْب الفحل فكأَنه فسر الشيء بنفسه ؛ قال : وذلك ليس بتفسير ، وفي طريق آخر نهى عن شَبْرِ الفحل . ورجل قصير الشِّبْرِ مُتَقاربُ الخَطْوِ ؛ قالت الخنساء : معاذَ الله يَرْضَعُنِي حَبَرْكَى ، قصِيرُ الشِّبْرِ من جُشَمِ بنِ بَكْرِ والمَشْبَرُ والمَشْبَرَةُ : نَهْرٌ ينخفض فيتأَدى إِليه ما يفيض عن الأَرضِين . ابن الأَعرابي : قِبالُ الشِّبْرِ الحَيَّةُ وقِبَالُ الشَّسْعِ الحيَّة . وقال أَبو سعيدْ : المَشَابِرُ حُزُوزٌ في الذِّراعِ التي يُتَبايَعُ بها ، منها حز الشِّبْر وحز نصف الشِّبْرِ ورْبُعِه ، كلُّ جُزْءٍ منها صَغُر أَو كبر مَشْبَرٌ . والشَّبُورُ : شيء ينفخ فيه ، وليس بعربي صحيح . والشَّبُّور ، على وزن التَّنُّور : البُوقُ ، ويقال هو معرّب . وفي حديث الأَذان ذُكِرَ له الشَّبُّور ؛ قال ابن الأَثير : جاء في تفسيره أَنه البُوقُ وفسروه أَيضاً بالقُبْعِ ، واللفظة عِبرانية . قال ابن بري : ولم يذكر الجوهري شَبَّر وشَبيراً في اسم الحسن والحُسين ، عليهما السلام ؛ قال : ووجدت ابن خالويه قد ذكر شرحهما فقال : شَبَّرُ وشَبِيرٌ ومُشَبَّرٌ هم أَولاد هرون ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، ومعناها بالعربية حسن وحسين ومُحَسِّن ، قال : وبها سَمَّى علي ، عليه السلام ، أَولاده شَبَّرَ وشَبِيراً ومُشَبِّراً يعني حسناً وحسيناً ومُحَسِّناً ، رضوان الله عليهم أَجمعين . "
قال : وقد يَجْمَعُ اللهُ الشَّتِيتَينِ ، بعدما يَظُنَّانِ ، كلَّ الظَّنِّ ، أَنْ لا تَلاقِيا وفي التنزيل العزيز : يومئذ يَصْدُر الناسُ أَشْتاتاً ؛ قال أَبو إِسحق : أَي يَصْدُرُونَ متفرِّقين ، منهم مَن عَمِلَ صالحاً ، ومِنهم مَن عمل شرّاً . الأَصمعي : شَّتَّ بقلبي كذا وكذا أَي فَرَّقه . ويقال : أَشَتَّ بي قومي أَي فَرَّقُوا أَمْري . ويقال : شَتُّوا أَمْرَهم أَي فَرَّقوه . وقد اسْتَشَتَّ وتَشَتَّتَ إِذا انْتَشَر . ويقال : جاء القوم أَشْتاتاً ، وشَتاتَ شَتاتَ . ويقال : وقعوا في أَمْرٍ شَتٍّ وشَتَّى . ويقال : إِني أَخافُ عليكم الشَّتاتَ أَي الفُرْقة . وثَغْرٌ شَتِيتٌ : مُفَرَّقٌ مُفَلَّج ؛ قال طرفة : عن شَتِيتٍ كأَقاحِ الرَّمْلِ غُرّ وأَمْرٌ شَتُّ أَي مَتَفَرِّقٌ . وشَتَّ الأَمْرُ يَشِتُّ شَتًّا وشَتاتاً : تَفَرَّقَ . واسْتَشَتَّ مثلُه ، وكذلك التَّشَتُّتُ . وشَتَّته تَشْتِيتاً : فَرَّقه . والشَّتِيتُ : المُتَفَرِّقُ ؛ قال رؤْبة يصف إِبلاً : جاءَتْ مَعاً ، واطَّرَقَتْ شَتِيتا ، وهي تُثِيرُ السَّاطِعَ السِّخْتِيتا وقومٌ شَتَّى : مُتَفَرِّقون ؛ وأَشياء شَتَّى . وفي الحديث : يَهْلِكُون مَهْلَكاً واحداً ، ويَصْدُرونَ مَصادِرَ شَتَّى . وفي الحديث في الأَنبياء : وأُمهاتُهُم شَتَّى أَي دينُهم واحدٌ وشرائعُهم مختلفة ؛ وقيل : أَراد اختلاف أَزمانهم . وجاءَ القَوْم أَشْتاتاً : مُتَفَرِّقين ، واحدُهم شَتَّ . والحمد لله الذي جمعنا من شَتٍّ أَي تَفْرقةٍ . وإِنَّ المجلس لَيَجْمَعُ شُتُوتاً من الناس وشَتَّى أَي فِرَقاً ؛ وقيل : يجمع ناساً ليسوا من قبيلة واحدة . وشَتَّانَ ما زيدٌ وعمرٌو ، وشَتَّانَ ما بينهما أَي بَعُدَ ما بينهما ؛ وأَبَى الأَصمَعيُّ شَتَّانَ ما بينهما ؛ قال أَبو حاتم فأَنشدته قولَ ربيعةَ الرَّقِّيِّ : لَشَتَّانَ ما بين اليَزِيدَينِ في النَّدَى : يَزيدِ سُلَيْمٍ ، والأَغَرَّ بنِ حاتِم (* قوله « يزيد سليم » كذا في التهذيب . والذي في المحكم : يزيد أَسيد اهـ . وضُبطا بالتصغير .) فقال : ليس بفصيح يُلْتَفَتُ إِليه ؛ وقال في التهذيب : ليس بحجة ، إِنما هو مولَّد ؛ والجة الجَيِّدُ قولُ الأَعشى : شَتَّانَ ما يَوْمِي على كُورِها ، ويَوْمُ حَيَّانَ ، أَخي جابِرِ معناه : تَباعَدَ الذي بينهما . التهذيب : يقال شَتَّانَ ما هما . وقال الأَصْمَعي : لا أَقول شَتَّانَ ما بينهما . قال ابن بري في بيت ربيعة الرَّقِّيِّ : إِنه يمدح يزيدَ ابنَ حاتِم بن قَبِيصة بن المُهَلَّبِ ، ويهجُو يزيدَ ابنَ أُسَيْدٍ السُّلَمِيّ ؛ وبعده : فَهَمُّ الفَتى الأَزْدِيّ إِتْلافُ مالِه ، وهَمُّ الفَتى القَيْسِيِّ جمعُ الدَّراهِمِ فلا يَحْسَبُ التِّمْتامُ أَني هَجَوْتُه ، ولكَنَّني فَضَّلْتُ أَهلَ المكارِم ؟
قال ابن بري : وقول الأَصمعي : لا أَقول شَتَّانَ ما بينهما ، ليس بشيءٍ ، لأَِنَّ ذلك قد جاء في أَشعار الفُصَحاء من العرب ؛ من ذلك قول أَبي الأَسْوَدِ الدُّؤَليِّ : فإِنْ أَعَفُ ، يوماً ، عن ذُنُوبٍ وتَعْتَدِي ، فإِنَّ العَصا كانتْ لغيرك تُقْرَعُ وشَتَّانَ ما بيني وبينَكَ ، إِنَّني ، على كلِّ حالٍ ، أَسْتَقِيمُ ، وتَظْلَع ؟
قال : ومثله قولُ البَعِيثِ : وشَتَّانَ ما بيني وبين ابنِ خالدٍ ، أُمَيَّةَ ، في الرِّزْق الذي يَتَقَسَّمُ وقال آخر : شَتَّانَ ما بيني وبين رُعاتِها ، إِذا صَرْصَرَ العُصْفُورُ في الرُّطَبِ الثَّعْدِ وقال الأَحْوَصُ : شَتَّانَ ، حينَ يَنُِثُّ الناسُ فِعْلَهُما ، ما بين ذِي الذَّمِّ ، والمحمودِ إِن حُمِد ؟
قال : ويقال شَتَّانَ بينهما ، مِن غير ذكر ما ؛ قال حَسَّان بن ثابت : وشَتَّانَ بينكما في النَّدَى ، وفي البأْسِ ، والخُبْرِ والمَنظَرِ وقال آخر : أُخاطِبُ جَهْراً ، إِذ لَهُنَّ تَخافُتٌ ، وشَتَّانَ بين الجَهْرِ ، والمَنْطِقِ الخَفْتِ وقال جميل : أُرِيدُ صَلاحَها ، وتُريد قَتْلي ، وشَتَّا بين قَتْلي والصَّلاحِ فحذف نون شتان لضرورة الشعر . وشَتَّانَ : مصروفة عن شَتُتَ ، فالفتحة التي في النون هي الفتحة التي كانت في التاء ، وتلك الفتحة تدل على أَنه مصروف عن الفعل الماضي ، وكذلك وَشْكانَ وسَرْعانَ مصروف من وَشُكَ وسَرُعَ ؛ تقول : وَشْكانَ ذا خُروجاً ، وسَرْعانَ ذا خُروجاً وأَصله وَشُكَ ذا خُروجاً ، وسَرُع ذا خُروجاً ؛ روى ذلك كله ابن السكيت عن الأَصمعي . أَبو زيد : شَتَّانَ منصوب على كل حال ، لأَِنه ليس له واحد ؛ وقال في قوله : شَتَّانَ بَيْنُهُما في كلِّ مَنْزِلةٍ ، هذا يُخافُ وهذا يُرْتَجى أَبدا فرفع البين ، لأَن المعنى وقَع له ، قال : ومن العرب من ينصب بينهما ، في مثل هذا الموضع ، فيقول : شَتَّانَ بينَهما ، ويُضْمِر ما ، كأَنه يقول شَتَّ الذي بينهما ، كقوله تعالى : لقد تَقَطَّع بَيْنَكم ؛ قال أَبو بكر : شَتَّانَ أَخوك وأَبوك ، وشَتَّانَ ما أَخوك وأَبوك ، وشَتَّانَ ما بين أَخيك وأَبيك . فمن ، قال : شَتَّانَ ، رفع الأَخَ بشَتَّانَ ، ونَسَقَ الأَبَ على الأَخ ، وفتح النون من شَتَّان ، لاجتماع الساكنين ، وشبههما بالأَدوات ، ومن ، قال : شَتَّانَ ما أَخوك وأَبوك ، رَفَعَ الأَخ بشتان ، ونَسَقَ الأَبَ عليه ، ودَخَلَ ما صِلَةً ، ويجوز على هذا الوجه شَتَّانِ ، بكسر النون ، على أَنه تثنية شَتٍّ . والشَّتُّ : المُتَفَرِّق ، وتثنيته : شَتَّانِ ، وجمعه : أَشْتاتٌ . ومن ، قال : شَتَّانَ ما بين أَخيك وأَبيك ، رفع ما بشتان على أَنها بمعنى الذي ، وبين صلة ما ؛ والمعنى شَتَّانَ الذي بين أَخيك وأَبيك ؛ ولا يجوز في هذا الوجه كسر النون ، لأَنها رفعت اسماً واحداً . قال ابن جني : شَتَّانَ وشَتَّى ، كسَرْعانَ وسَكْرى ؛ يعني أَن شَتَّى ليس مؤنثَ شَتَّان ، كَسَكْرانَ وسَكْرى ، وإِنما هما اسمان تواردا وتقابلا في عُرْضِ اللغة ، من غير قَصْدٍ ولا إِيثارٍ ، لتَقاوُدِهما . "
المعجم: لسان العرب
شبه
" الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيهُ : المِثْلُ ، والجمع أَشْباهٌ . وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ : ماثله . وفي المثل : مَنْ أَشْبَه أَباه فما ظَلَم . وأَشْبَه الرجلُ أُمَّه : وذلك إذا عجز وضَعُفَ ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد : أَصْبَحَ فيه شَبَهٌ من أُمِّهِ ، من عِظَمِ الرأْسِ ومن خرْطُمِّهِ أَراد من خُرْطُمِهِ ، فشدد للضرورة ، وهي لغة في الخُرْطُوم ، وبينهما شَبَه بالتحريك ، والجمع مَشَابِهُ على غير قياس ، كما ، قالوا مَحاسِن ومَذاكير . وأَشْبَهْتُ فلاناً وشابَهْتُه واشْتَبَه عَلَيَّ وتَشابَه الشيئانِ واشْتَبَها : أَشْبَهَ كلُّ واحدٍ صاحِبَه . وفي التنزيل : مُشْتَبِهاً وغَيْرَ مُتَشابه . وشَبَّهه إِياه وشَبَّهَه به مثله . والمُشْتَبِهاتُ من الأُمور : المُشْكِلاتُ . والمُتَشابِهاتُ : المُتَماثِلاتُ . وتَشَبَّهَ فلانٌ بكذا . والتَّشْبِيهُ : التمثيل . وفي حديث حذيفة : وذَكَر فتنةً فقال : تُشَبَّهُ مُقْبِلَةً وتُبَيِّنُ مُدْبِرَةً ؛ قال شمر : معناه أَن الفتنة إذا أَقبلت شَبَّهَتْ على القوم وأَرَتْهُمْ أَنهم على الحق حتى يدخلوا فيها ويَرْكَبُوا منها ما لا يحل ، فإذا أَدبرت وانقضت بانَ أَمرُها ، فعَلِمَ مَنْ دخل فيهاأَنه كان على الخطأ . والشُّبْهةُ : الالتباسُ . وأُمورٌ مُشْتَبِهةٌ ومُشَبِّهَةٌ (* قوله « اللين يشبه عليه » ضبط يشبه في الأصل والنهاية بالتثقيل كما ترى ، وضبط في التكملة بالتخفيف مبنياً للمفعول ). ومعناه أَن المُرْضِعَة إذا أَرْضَعَتْ غلاماً فإِنه يَنْزِعُ إلى أَخلاقِها فيُشْبِهُها ، ولذلك يُختار للرَّضاعِ امرأةٌ حَسَنَةُ الأَخلاقِ صحيحةُ الجسم عاقلةٌ غيرُ حَمْقاء . وفي الحديث عن زيادٍ السَّهْمِيّ ، قال : نهى رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَن تُسْتَرْضَعَ الحمْقاء فإن اللَّبنَ يُشَبَّه . وفي الحديث : فإن اللبن يَتَشَبَّهُ . والشِّبْهُ والشَّبَهُ : النُّحاس يُصْبَغُ فيَصْفَرُّ . وفي التهذيب : ضَرْبٌ من النحاس يُلْقى عليه دواءٌ فيَصْفَرُّ . قال ابن سيده : سمي به لأَنه إذا فُعِلَ ذلك به أَشْبَه الذهبَ بلونه ، والجمع أَشْباهٌ ، يقال : كُوزُ شَبَهٍ وشِبْهٍ بمعنىً ؛ قال المَرَّارُ : تَدينُ لمَزْرُورٍ إلى جَنْب حَلْقَةٍ ، من الشِّبْهِ ، سَوَّاها برِفْقٍ طَبِيبُها أَبو حنيفة : الشَّبَهُ شجرة كثيرة الشَّوْك تُشْبِهُ السَّمُرَةَ وليست بها . والمُشَبَّهُ : المُصْفَرُّ من النَّصِيِّ . والشَّباهُ : حَبٌّ على لَوْنِ الحُرْفِ يُشْرَبُ للدواء . والشَّبَهانُ : نبت يُشْبِهُ الثُّمام ، ويقال له الشَّهَبانُ . قال ابن سيده : والشَّبَهانُ والشُّبُهانُ ضَرْبٌ من العِضاه ، وقيل : هو الثُّمامُ ، يَمانية ؛ حكاها ابن دريد ؛ قال رجل من عبد القيس : بوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ صَدْرُهُ ، وأَسْفَلُه بالمَرْخِ والشَّبَهان ؟
قال ابن بري :، قال أَبو عبيدة البيت للأَحْوَل اليَشْكُري ، واسمه يَعْلى ، قال : وتقديره وينبت أَسفلُه المَرْخَ ؛ على أَن تكون الباء زائدة ، وإِن شئت قَدَّرْتَه : ويَنْبُتُ أَسفلُه بالمَرْخِ ، فتكون الباء للتعدية لما قَدَّرْتَ الفعل ثلاثيّاً . وفي الصحاح : وقيل الشَّبَهانُ هو الثُّمامُ من الرياحين . قال ابن بري : والشَّبَهُ كالسَّمُرِ كثير الشَّوْكِ . "
المعجم: لسان العرب
شبك
" الشَّبْكُ : من قولك شَبَكْتُ أَصابعي بعضها في بعض فاشْتَبكت وشَبَّكْتُها فتَشَبْكَّتْ على التكثير . والشِّبْكُ : الخلط والتداخل ، ومنه تشبيك الأصابع . وفي الحديث : إذا مضى أحدُكم إلى الصلاة فلا يُشَبِّكَنَّ بين أَصابعه فإنه في صلاة ، وهو إدخال الأصابع بعضها في بعض ؛ قيل : كره ذلك كما كره عَقْصُ الشعر واشْتِمالُ الصَّمَّاء والاخْتِباءُ ، وقيل : التشبيك والإحتباء مما يَجْلُبُ النوم فنهى عن التعرُّض لما ينقض الطهارة ، وتأوّله بعضهم أن تشبيك اليد كناية عن ملابسة الخصومات والخوض فيها ، واحتج بقول ، صلى الله عليه وسلم ، حين ذكر الفتن : فَشَبَّك بين أصابعه وقال : اختلفوا فكانوا هكذا . ابن سيده : شَبَكَ الشيء يَشْبِكُه شَبْكاً فاشْتَبك وشَبَّكَه فتَشَبَّكَ أَنْشَبَ بعضه في بعض وأَدخله . وتَشَبَّكَتِ الأُمورُ وتَشابَكت واشْتَبكت : التبست واختلطت . واشْتَبك السَّراب : دخل بعضه في بعض . وطريق شابِكٌ : متداخل مُلْتَبس مختلط شَرَكُه بعضها ببعض . والشَّابِكُ : من أسماء الأَسد . وأَسدٌ شَابِكٌ : مُشْتَبِكُ الأَنياب مختلفها ؛ قال البُرَيْق الهُذَلِيُّ : وما إنْ شابِكٌ من أُسْدِ تَرْجٍ ، أَبو شِبْلَيْنِ ، قد مَنَع الخُدارا وبعير شابك الأَنياب : كذلك . وشَبَكَتِ النجومُ واشْتَبكت وتَشابَكَتْ : دخل بعضها في بعض واختلطت ، وكذلك الظلام . التهذيب : والشُّبَّاك القُنَّاصُ الذين يَجْلُبون الشِّباكَ وهي المَصايد للصيد . وكل شيء جعلت بعضه في بعض ، فهو مُشْتَبِك . وفي حديث مواقيت الصلاة : إذا اشْتَبكت النجومُ أي ظهرت جميعها واختلط بعضها ببعض لكثرة ما ظهر منها . واشْتبك الظلام إذا اختلط . والشُّبَّاكُ : اسم لكل شيء كالقَصَب المُحَبَّكة التي تجعل على صَنْعة البَواري . والشُّبَّاكةُ : واحدة الشبابيك وهي المُشَبَّكَةُ من الحديد . والشُّبَّاك : ما وضع من القصب ونحوه على صنعة البواري ، فكل طائفة منها شُبَّاكةٌ ، وكذلك ما بين أَحناء المَحامِل من تَشْبِيك القِدّ . والشَّبَكَةُ : الرأس ، وجمعها شَبْك : والشَّبَكةُ : المِصْيَدة في الماء وغيره . والشَّبَكةُ : شَرَكةُ الصائد التي يصيد بها في البر والماء ، والجمع شَبَكٌ وشِبَاك . والشُّبَّاك : كالشَّبَكةِ ؛ قال الراعي : أَو رَعْلَة من قَطا فَيْحان حَلأَها ، من ماءِ يَثْرِبةَ ، الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ والشَّبَكُ : أَسنان المُشْطِ . والشَّبَكةُ : الآبار المُتقاربة ، وقيل : هي الرَّكايا الظاهرة وهي الشِّبَاك ، وقيل : هي الأرض الكثيرة الآبار ، وقيل : الشَّبَكة بئر على رأس جبل . والشَّبَكةُ : جُحْرُ الجُرَذ ، والجمعِ شِباكٌ . وفي الحديث : أنه وقعت يد بعيره في شَبَكَة جِرذانٍ أَي أَنْقابها وجِحَرتها تكون مُتقاربة بعضها من بعض . والشِّباك من الأرضين : مواضع ليست بسِباخ ولا منبتة كشِباك البصرة ، قال : وربما سَمَّوا الآبار شِباكاً إذا كثرت في الأرض وتقاربت . قال الأزهري : شِباكُ البصرة رَكايا كثيرة فُتِح بعضها في بعض ؛ قال طَلْقُ بن عَدِيّ : في مُسْتَوى السَّهْلِ وفي الدَّكْداك ، وفي صِمادِ البِيدِ والشِّبَاكِ وأَشْبَكَ المكانُ إذا أكثر الناسُ احْتِفار الركايا فيه . وفي حديث الهِرْماس بن حَبيب عن أَبيه عن جده : أَنه الْتَقَط شَبَكَةً بقُلَّةِ الحَزْنِ أَيامَ عمر فأَتى عمَر فقال له : يا أمير المؤمنين ، اسْقِني شَبَكةً بقُلَّة الحَزْن ، فقال عمر : من ترَكْتَ عليها من الشاربة ؟، قال : كذا وكذا ، فقال الزبير : إنك يا أخا تميم تسأل خيراً قليلاً ، فقال عمر ، رضي الله عنه : لا بل خير كثير قِرْبَتانِ قِرْبةٌ من ماء وقربة من لبن تُغادِيانِ أهلَ بيت من مُضَر بقُلَّةِ الحَزْن قد أَسْقاكه الله ؛ قال القُتَيبي : الشَّبَكة آبار متقاربة قريبة الماء يفضي بعضها إلى بعض ، وقوله التقطتها أي هجمت عليها وأنا لا أشعر بها ، يقال : وردتُ الماء التِقاطاً ، وقوله اسقنيها أَي أَقْطِعْنيها واجعلها لي سُقْياً ، وأَراد بقوله قربتان قربة من ماء وقربة من لبن أَن هذه الشَّبكة ترد عليهم إبلهم وترعى بها غنمهم فيأتيهم اللبن والماء كل يوم بقلة الحزن . وفي حديث عمر : أَن رجلاً من بني تميم الْتَقط شَبَكةً على ظهر جَلاَّلٍ ، هو من ذلك ، والجمع شِباك ولا واحد لها من لفظها . ورجل شابك الرُّمح إذا رأيته من ثَقافَتِه يَطْعنُ به في جميع الوجوه كلها ؛
وأَنشد : كَمِيٌّ تَرَى رُمْحَة شابِكا والشُّبْكة : القرابة والرحم ، قال : وأَرى كراعاً حكى فيه الشَّبَكَةَ . واشتباكُ الرحم وغيرها : اتصال بعضها ببعض ؛ والرَّحِمُ مُشْتَبِكة . وقال أَبو عبيد : الرحم المُشْتَبِكة المتصلة . ويقال : بيني وبينه شُبْكة رحم . وبين الرجلين شُبْكَةُ نسب أَي قرابة . ويقال : دِرْع شُبَّاك ؛ قال طفيل : لهن لشُبَّاكِ الدُّروعِ تَقاذُفٌ وتَشابكت السباغُ : نَزَتْ أَو أَرادت النُّزاءَ ؛ عن ابن الأَعرابي . والشِّباك والشُّبَيْكة : موضعان . والشُّبَيْكَةُ : ماء أَو موضع بطريق الحجاز ؛ قال مالك بن الرَّيْبِ المازني : فإنَّ بأَطرافِ الشُّبَيْكةِ نِسْوَةً ، عَزيزٌ عليهن العَشِيَّةَ ما بِيَا وفي حديث أَبي رُهْمٍ : الذين لهم بشَبَكة جَِرْحٍ ، هي موضع بالحجاز في ديار غِفار . والشُّبَيْك : نبت الدَّلَبُوث إلاَّ أَنه أَعذب منه :؛ عن أَبي حنيفة . وبنو شِبْك : بَطُن . "
المعجم: لسان العرب
شبب
" الشَّباب : الفَتاء والحداثةُ . شبَّ يشِبُّ شباباً وشبيبةً . وفي حديث شريح : تجوزُ شهادةُ الصِّبيان على الكبار يُسْتشَبُّون أَي يُسْتشْهَدُ من شبَّ منهم وكَبر إِذا بَلَغ ، كأَنه يقول : إِذا تحمَّلوها في الصِّبا ، وأَدَّوْها في الكِبر ، جاز . والاسم الشَّبيبةُ ، وهو خِلافُ الشَّيبِ . و الشباب : جمع شابٍّ ، وكذلك الشُّبان . الأَصمعي : شَبَّ الغلامُ يَشِبُّ شَباباً وشُبوباً وشَبِـيباً ، وأَشَبَّه اللّهُ وأَشَبَّ اللَّهُ قَرْنَه ، بمعنى ؛ والقَرْنُ زيادة في الكلام ؛ ورجل شابٌّ ، والجمع شُبَّانٌ ؛ سيبويه : أُجري مجرى الاسم ، نحو حاجِرٍ وحُجْرانٍ ؛ والشَّبابُ اسم للجمع ؛
قال : ولقد غَدَوْتُ بسابِحٍ مَرِحٍ ، * ومَعِـي شَبابٌ ، كُـلُّهُمْ أَخْيَل وامرأَة شابَّةٌ مِن نِسوةٍ شَوابَّ . زعم الخليل أَنه سمع أَعرابياً فَصيحاً يقول : إِذا بَلَغَ الرَّجل سِتِّينَ ، فإِيَّاه وإِيَّا الشَّوابِّ . وحكى ابن الأَعرابي : رَجُل شَبٌّ ، وامرأَةٌ شَبَّةٌ ، يعني من الشَّبابِ . وقال أَبو زيد : يجوز نِسوةٌ شَبائِبُ ، في معنى شَوابَّ ؛
قال الأَزهري : شَبائِبُ جمع شبَّةٍ ، لا جمع شابَّةٍ ، مثل ضَرَّةٍ وضَرائِرَ . وأَشَبَّ الرَّجُل بَنِـينَ إِذا شَبَّ ولَده . ويقال : أَشَبَّتْ فُلانةُ أَولاداً إِذا شَبَّ لها أَولادٌ . ومرَرْت برجال شَبَبةٍ أَي شُبَّانٍ . وفي حديث بَدْرٍ : لما بَرَز عُتْبةُ وشَيْبةُ والولِـيدُ بَرَزَ إِليهم شَبَبةٌ من الأَنصار ؛ أَي شُبَّانٌ ، واحدهم شابٌّ ، وقد صَحَّفه بعضهم سِتّة ، وليس بشيءٍ . ومنه حديث ابن عمر ، رضي اللّه عنهما : كنتُ أَنا وابنُ الزُّبَيْر في شَبَبةٍ معَنا . وقِدْحٌ شابٌّ : شديدٌ ، كما ، قالوا في ضدّه : قِدْحٌ هَرِمٌ . وفي المثل : أَعْيَيْتَنِـي مِن شُبَّ إِلى دُبَّ ، ومن شُبٍّ إِلى دُبٍّ ؛ أَي من لَدُنْ شَبَبْتُ إِلى أَن دَبَبْتُ على العَصا ؛ يُجعَل ذلك بمنزلة الاسم ، بإِدخال مِن عليه ، وإِن كان في الأَصل فِعْلاً . يقال ذلك للرجل والمرأَة ، كما قيل : نَهَى النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، عن قِـيلَ وقالَ ، وما زالَ على خُلُقٍ واحدٍ من شُبٍّ إِلى دُبٍّ ؛
ويقال : فَعَلَ ذلك في شَبِـيبَتِه ، ولَقِـيتُ فُلاناً في شَبابِ النهار أَي في أَوَّله ؛ وجِئْتُك في شَبابِ النهارِ ، وبِشَبابِ نَهارٍ ، عن اللحياني ، أَي أَوّله . والشَّبَبُ والشَّبُوبُ والـمِشَبُّ : كُلُّهُ الشَّابُّ من الثِّيرانِ والغَنَمِ ؛ قال الشاعر : بِمَورِكَتَيْنِ من صَلَوَيْ مِشَبٍّ ، * مِنَ الثِّيران ، عَقْدُهما جَمِـيلُ الجوهري : الشَّبَبُ الـمُسِنُّ من ثِـيرانِ الوحشِ ، الذي انتهى أَسنانه ؛ وقال أَبو عبيدة : الشَّبَبُ الثَّوْرُ الذي انتهى شَباباً ؛ وقيل : هو الذي انتهى تمامُه وذَكاؤُه ، منها ؛ وكذلك الشَّبُوبُ ، والأُنثى شَبُوبٌ ، بغير هاءٍ ؛ تقول منه : أَشَبَّ الثَّوْرُ ، فهو مُشِبٌّ ، وربما ، قالوا : إِنه لَـمِشَبٌّ ، بكسر الميم . التهذيب : ويقال للثَّوْرِ إِذا كان مُسِنّاً : شَبَبٌ ، وشَبُوبٌ ، ومُشِبٌّ ؛ وناقة مُشِـبَّةٌ ، وقد أَشَبَّت ؛ وقال أُسامة الهذلي : أَقامُوا صُدُورَ مُشِـبَّاتِها * بَواذِخَ ، يَقْتَسِرُونَ الصِّعابا أَي أَقاموا هذه الإِبل على القَصْدِ . أَبو عمرو : القَرْهَبُ الـمُسِنُّ من الثِّيرانِ ، والشَّبوبُ : الشابُّ . قال أَبو حاتم وابن شميل : إِذا أَحالَ وفُصِلَ ، فهو دَبَبٌ ، والأُنثَى دَبَـبَةٌ ، والجمع دِبابٌ ؛ ثم شَبَبٌ ، والأُنثى شَبَبةٌ . وتَشْبِـيبُ الشِّعْر : تَرْقِـيقُ أَوَّله بذكر النساءِ ، وهو من تَشْبـيب النار ، وتأْرِيثِها . وشَبَّبَ بالمرأَة :، قال فيها الغَزَل والنَّسِـيبَ ؛ وهو يُشَبِّبُ بها أَي يَنْسُبُ بها . والتَّشْبِـيبُ : النَّسِـيبُ بالنساءِ . وفي حديث عبدالرحمن بن أَبي بكر ، رضي اللّه عنهما : أَنه كان يُشَبِّبُ بلَيْلَى بنتِ الجُودِيّ في شِعْرِه . تَشْبِـيبُ الشِّعْر : تَرْقِـيقُه بذكر النساءِ . وشَبَّ النارَ والـحَرْبَ : أَوقَدَها ، يَشُبُّها شَبّاً ، وشُبُوباً ، وأَشَبَّهَا ، وشَبَّتْ هي تَشِبُّ شَبّاً وشُبُوباً . وشَبَّةُ النارِ : اشْتِعالُها . والشِّبابُ والشَّبُوبُ : ما شُبَّ به . الجوهري : الشَّبوبُ ، بالفتح : ما يُوقَدُ به النارُ . قال أَبو حنيفة : حكي عن أَبي عمرو بن العلاءِ ، أَنه ، قال : شُبَّتِ النارُ وشَبَّتْ هي نفسُها ؛ قال ولا يقال : شابَّـةٌ ، ولكن مَشْبُوبةٌ . وتقول : هذا شَبُوبٌ لكذا أَي يَزيدُ فيه ويُقَوّيهِ . وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ : فلما سمع حَسَّانُ شِعْر الهاتِفِ ، شَبَّبَ يُجاوِبُه أَي ابتدأَ في جَوابِه ، من تَشْبِـيبِ الكُتُبِ ، وهو الابتداءُ بها ، والأَخْذُ فيها ، وليس من تَشْبِـيبٍ بالنساءِ في الشعر ، ويروى نَشِبَ بالنون أَي أَخذ في الشِّعْر ، وعَلِقَ فيه . ورجل مَشْبوبٌ : جميلٌ ، حسنُ الوَجْهِ ، كأَنه أُوقِد ؛ قال ذو الرمة : إِذا الأَرْوَعُ الـمَشْبوبُ أَضحَى كأَنه ، * على الرَّحْلِ مِـمَّا مَنَّه السيرُ ، أَحْمَقُ وقال العجاج : من قرَيْشٍ كلِّ مَشْبوبٍ أَغرّ . ورجلٌ مَشْبُوبٌ إِذا كان ذَكِـيَّ الفؤَادِ ، شَهْماً ؛ وأَورد بيت ذي الرمة . تقول : شَعَرُها يَشُبّ لوْنَها أَي يُظْهِرُه ويُحَسِّنُه ، ويُظْهِرُ حُسْنَه وبَصِـيصَه . والـمَشْبوبَتانِ : الشِّعْرَيانِ ، لاتِّقادِهِما ؛
أَنشد ثعلب : وعَنْسٍ كأَلْواحِ الإِرانِ نَسَـأْتُها ، * إِذا قيلَ للـمَشْبُوبَتَيْنِ ، هُما هُما وشَبَّ لَوْنَ المرأَةِ خِمارٌ أَسْوَدُ لَبِسَتْه أَي زاد في بياضِها ولونها ، فحَسَّنَها ، لأَنَّ الضدّ يزيد في ضدّه ، ويُبْدي ما خَفِـيَ منه ، ولذلك ، قالوا : وبِضِدِّها تَتَبَيَّنُ الأَشْياء ؟
قال رجل جاهلي من طيـئٍ : مُعْلَنْكِسٌ ، شَبَّ لَـها لَوْنَها ، * كما يَشُبُّ البَدْرَ لَوْنُ الظَّلام يقول : كما يَظْهَرُ لَوْنُ البدرِ في الليلةِ المظلمةِ . وهذا شَبُوبٌ لهذا أَي يزيد فيه ، ويُحَسِّنُه . وفي الحديث عن مُطَرِّف : أَن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، ائْتَزَرَ ببُرْدَةٍ سَوْداءَ ، فجعلَ سَوادُها يَشُبُّ بياضَه ، وجعل بياضُه يَشُبُّ سَوادَها ؛ قال شمر : يَشُبُّ أَي يَزْهاه ويُحَسِّنُه ويوقده . وفي رواية : أَنه لبس مِدْرَعةً سوداءَ ، فقالت عائشة : ما أَحْسَنَها عليك ! يَشُبُّ سوادُها بياضَك ، وبياضُك سوادَها أَي تُحَسِّنُه ويُحَسِّنُها . ورجل مَشْبُوبٌ إِذا كان أَبْيضَ الوَجْهِ أَسْوَدَ الشَّعَرِ ، وأَصْلُه من شَبَّ النارَ إِذا أَوْقَدَها ، فتَلأْلأَتْ ضِـياءً ونُوراً . وفي حديث أُم سلمة ، رضي اللّه عنها ، حين تُوُفِّـيَ أَبو سلمة ، قالت : جعَلْتُ على وجهي صَبِراً ، فقال النبي ، صلى اللّه عليه وسلم : إِنه يَشُبُّ الوجهَ ، فلا تَفْعَلِـيه ؛ أَي يُلَوِّنُه ويُحَسِّنُه . وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه ، في الجواهر التي جاءته من فَتْحِ نَهاوَنْدَ : يَشُبُّ بعضُها بعضاً . وفي كتابِه لوائِلِ بن حُجْرٍ : إِلى الأَقيالِ العَباهِلةِ ، والأَرْواعِ الـمَشابِـيبِ أَي السادةِ الرُّؤُوسِ ، الزُّهْرِ الأَلْوانِ ، الـحِسانِ الـمَناظِرِ ، واحدُهم مشبوبٌ ، كأَنما أُوقِدَتْ أَلوانُهم بالنار ؛ ويروى : الأَشِـبَّاءُ ، جمع شَبِـيبٍ ، فَعِـيل بمعنى مفعول . والشِّبابُ ، بالكسر : نَشاطُ الفرَس ، ورَفْعُ يَدَيْه جميعاً . وشَبَّ الفرسُ ، يَشِبُّ ويَشُبُّ شِـباباً ، وشَبِـيباً وشُبُوباً : رَفَعَ يَديه جميعاً ، كأَنه يَنْزُو نَزَواناً ، ولَعِبَ وقَمَّصَ . وأَشْـبَيْتُه إِذا هَيَّجْتَه ؛ وكذلك إِذا حَرَنَ تقول : بَرِئْتُ إِليك من شِـبابِه وشَبِـيبه ، وعِضاضِه وعَضِـيضِه ! وقال ثعلب : الشَّبِـيبُ الذي تجوزُ رِجْلاه يَدَيْهِ ، وهو عَيْبٌ ، والصحيحُ الشَّـئِيتُ ، وهو مذكور في مَوْضِعِه . وفي حديث سُراقةَ : اسْتَشِبُّوا على أَسْوُقِكُم في البَوْلِ ، يقول : اسْتَوفِزُوا عليها ، ولا تَسْتَقِرُّوا على الأَرضِ بجَميعِ أَقْدامِكُم ، وتَدْنُو منها ، هو من شَبَّ الفَرسُ إِذا رَفَع يديه جَمِـيعاً من الأَرض . وأُشِبَّ لي الرَّجُلُ إِشْباباً إِذا رَفَعْتَ طَرْفَكَ ، فرأَيتَه من غير أَن تَرْجُوَه ، أَو تَحْتَسِبَه ؛ قال الهذلي : حتَّى أُشِبَّ لَـها رامٍ بِمُحْدَلةٍ ، * نَبْعٍ وبِـيضٍ ، نَواحيهنَّ كالسَّجَمِ السَّجَمُ : ضَرْبٌ من الورق شَبَّه النِّعالَ بها . والسَّجَمُ : الماءُ أَيضاً . وأُشِبَّ لي كذا أَي أُتِـيحَ لي ، وشُبَّ أَيضاً على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه فيهما . والشَّبُّ : ارْتِفاعُ كلِّ شيءٍ . أَبو عمرو : شَبْشَبَ الرَّجل إِذا تَمَّمَ ، وشُبَّ إِذا رُفِـعَ ، وشَبَّ إِذا أَلْـهَبَ . ابن الأَعرابي : من أَسْماءِ العَقْرب الشَّوْشَبُ . ويقال للقملة : الشَّوْشَبةُ . وشَبَّذَا زَيْدٌ أَي حَبَّذا ، حكاه ثعلب . والشَّبُّ : حِجارةٌ يُتَّخذ منها الزَّاجُ وما أَشبَهَه ، وأَجْوَدُه ما جُلِبَ من اليَمَن ، وهو شَبٌّ أَبيضُ ، له بَصِـيصٌ شَديدٌ ؛
قال : أَلا لَيْتَ عَمِّي ، يَوْمَ فَرَّقَ بَيْنَنا ، * سَقَى السُّمَّ مَمْزُوجاً بِشَبٍّ يَمَانِي . (* قوله « سقى السم » ضبط في نسخة عتيقة من المحكم بصيغة المبني للفاعل كما ترى .)
ويروى : بِشَبٍّ يَمانِـي ؛ وقيل : الشَّبُّ دواءٌ مَعْرُوفٌ ؛ وقيل : الشَّبُّ شيءٌ يُشْبِهُ الزَّاجَ . وفي حديث أَسماء ، رضي اللّه عنها : أَنها دَعَتْ بِمِرْكَنٍ ، وشَبٍّ يَمانٍ ؛ الشَّبُّ : حَجَر مَعْرُوفٌ يُشْبِهُ الزّاجَ ، يُدْبَغُ به الجُلُود . وعَسَلٌ شَبابِـيٌّ : يُنْسَبُ إِلى بني شَبابةَ ، قوم بالطَّائفِ من بَني مالك بن كِنانةَ ، ينزلون اليمن . وشَبَّةُ وشَبِـيبٌ : اسما رجلين . وبنُو شَبابةَ : قَوْم مِن فَهْم بن مالك ، سَمَّاهم أَبو حنيفة في كتاب النبات ؛ وفي الصحاح : بَنُو شَبابةَ قَوْمٌ بالطّائفِ ، واللّه أَعلم . "